close أهلا بك فى منتديات بنوته
هل تريد التسجيل في منتديات بنوته ؟
نعم أريد التسجيل لا شكرا, أريد التصفح فقط

إحصائيات المنتدى: المواضيع: , المشاركات: , الأعضاء:

 

 

 

http://bnota.net/pic/uploads/images/Bnota-ad2e09bc60.gif

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتديات بنوته > منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ > ڪآن يآمآ ڪآن > للروايات المكتمله


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2010, 12:31 PM   #31 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_25 _

عندما رأيت نظرة أمي اجتاحني شعور بالسعاده ..
" فاطمه !! .. تبدين رائعة "
رأيت نظرات الحسد من عيني منال التي تمتمت بغيرة وهي ترتدي فستان الحمل وقد بدت دائرية بالكامل " لون الفستان ليس .."
قاطعتها أمي " بالعكس .. إنه رائع على بشرتها البيضاء .. لطالما كان الأخضر سيد الألوان بالنسبة لفاطمة .."
أعطيت أمي الطقم الرائع لتلبسني اياه قالت لي
" إنه رائع .. "
أرضت غروري كلمات أمي ومدحها لي .. ارتديت العباءة .. وكنت قد قدمت للتو من مصفف الشعر وكنت قد وضعت مكياجا مناسبا ..اتجهت إلى الحفلة وكانت الساعة تشير إلى التاسعة .. ورافقتنني سارة التي بدت رائعة من خلال فستانها الفيروزي جلست برفقتها إلى طاولة خصصت لنا . لم أعرف أحدا من أهل عم منى وصافية .. جلسنا هناك نتحدث أنا وسارة .. والكل ينظر إلينا .. فأنا لا أخرج إلى حفلات العائلة .. وسارة عضو جديد في عائلتنا .. سألتها
" لم لم تأت أمك ؟؟"
قالت سارة " قالت لي أنها لاتعرف أحدا .. ثم يجب علي أنا ان أندمج مع مجتمعكم .. وسوف أبقى معك أو مع عمتي أم مبارك .. ثم أن أمي لها جوها الخاص واليوم ستذهب لاجتماع في منزل أحد المدرسات .. إلخ ... "
" يبدو أن والدتك لديها صلات قوية بعالم التدريس .. انني أشتاق لمها .. وما أخبار عفرا واختفاء مريم المفاجيء "
قالت سارة "هل وجهت دعوة لمها فهي لاتتوانى عن حضور هذه الحفلات "
" أجل دعوتها .. لكن اليوم ستذهب إلى منزل خالتها حيث يحتفلون بخطبة ابنتهم .."
قالت سارة" أنني أرى مها في الجامعة هي وعفراء تجلس مها معي لساعات .. أما عفراء .. فهي برفقة فتاة لا أعرفها .. لكن يبدو أن علاقتهما جيده .."

رأيت حمده تتجه نحوي .. وقفت وعرفتها على سارة بعد أن سلمت عليها
" لم أعرفك .. حقا تبدين رائعة... "
كانت ترتدي فستانا أحمر جميل .. وهي تبدو رائعة الجمال ....أشارت إلى نوف التي جاءت وسلمت عليها ..
قالت حمده " هذه فاطمة ابنة عمنا .. "
" ماذا ؟؟ هل هذا صحيح ؟؟ لقد تغيرت.."
لعنت الزمن الذي لم تعرف ابنة العم فيه ابنة عمتها ..قلت ببساطة
" لم أرك منذ وقت طويل .. وعندما أتيت لأرى حمده آخر مرة لم تكوني موجوده .."
" أخبرتني حمده بمجيئك .. كنت في عيادة الأسنان .."
عرفتها حمده على سارة بأنها خطيبة أخي محمد . ..
قالت حمده " نوف .. هلا بقيت مع سارة قليلا .. أريد التحدث مع فاطمة .."
" حسنا .."
سحبتني حمده إلى ممر خارجي .. " اعذريني .. أردت أن أحادثك منذ وقت طويل . لكن حادث حسن منعني .. "
" هل تريد أن تسأليني عن الرسالة ؟؟"
هزت حمده برأسها ..
قلت بصراحة " لقد سلمتها له .."
قالت بهمس " لقد عقد قراني على ابن جيراننا .. وسيكون الزفاف بمجرد عوده حسن .. لقد انتهى كل شيء بالنسبة لنا .. لكنني أريد أن أعرف .. هل قرأها ؟؟"
" في البداية .. رفض وطلب مني اعادتها إليك .. لكنني رجوته .. وسألته لاحقا إن كان قرأها .. فهز رأسه بالموافقة "
" ماذا كان رد فعله ؟؟"
" هادئا .."
"جيد .."
أحسست أنها ارتاحت وأكدت احساسي عندما قالت " أردت أن يصل اعتذاري إليه .. من حسن حظي أنني سأسافر لمدة خمس سنوات برفقة زوجي بعد الزواج .. ولن أحضر زفافه بمنى لن استطيع أن أتحمل ذلك ... .."
خنقتني كلماتها .. يا إلهي .. ماذا سأفعل ؟؟ إن تم زفاف منى بفيصل ؟؟:كيف سأحضر الزفاف .. لكن تجرأت وسألتها " ماسر الورقة البيضاء ؟؟ "
ابتسمت كأنها تذكرت شيئا ...
" انه رمز بيننا .. يدل أن قلوبنا صافية تجاه بعض .. في المرة الأولى التي تشاجرت معه .. أرسل لي وردة حمراء .. وورقة بيضاء رائحتها كالمسك .. أغضبني أنه لم يكتب شيئا .. كإعتذار أو ماشابه ...ثم اتصل ليقول لي .. أن الوردة الحمراء عربون حب أرسله بكل اخلاص .. والورقة البيضاء غصن زيتون .. راية استسلام ... وأنه كبياض قلبه..لاتحوي أي نقطة سوداء تجاهي .. وأصبحنا كل مرة نتشاجر .. نتصالح بورقة بيضاء .. تدل على أنه لا ضغينة في قلب أي منا تجاه الآخر .. تلك الورقة التي لاتحوي حرفا واحدا .. كانت تعبر عن كل كلمات الأسف والإعتذار .. "
ابتسمت وهزت كتفيها وعادت إلى الداخل .. لأبقى هناك .. ممزقة .. وقد ازددت حبا .. بفيصل ..
عدت إلى الداخل وكانت سارة هناك .. لم أخبرها .. لكني سمعت أغنية رائعة لمحمد عبده .. ((سمي ..)) ذهبت لأرقص .. ورافقتني سارة . .. لا أعرف الرقص .. لكنني نسقت حركاتي بموسيقى الأغنية الرائعة ..
"اييه أحبك والغلا يسري بدمي والسهر ماقدر عيون السهارى ..
والله اني ماشكيت الناس همي لو عظيم الحلم عن عيني توارى "
كانت هذه الكلمات كافية لأن أقتنع أن قلبي سيبقى إلى الأبد يعشق انسانا اسمه فيصل.
فهمت سارة مايجول في خاطري من أحزان .. أمسكت يدي .. ونزلنا عن ساحة
قالت " لاتتركي دموعك تنساب ..سيؤلفون مائة قصة وقصة عن ذلك "
هل لهذه الدرجة أنا مكشوفة .. وكأنها قرات مايجول في خاطري
" ملامحك تنتطق بالحزن... ماذا قالت لك حمده لتصبحي هكذا ؟"
" سأخبرك لاحقا ... حاليا لارغبة لدي في الحديث .."

جلسنا هناك .. أتت صافية وكانت تبدو رائعة .. ذهبت لأبارك لها .. وكانت منى تقف بقربها وقد بدا عليها الحزن .. ويبدو أن هذا قد شفى غليلي قليلا .. أن أعرف أنه من سترتبط بفيصل .. حزينة مثلي ... في تلك اللحظة !

*******************


أمسكت بورقة بيضاء .. لتنسكب دموعي بغزارة عليها .. تبا . لماذا كتب علي الشقاء ؟؟لماذا ؟؟ ماسبب دقات قلبي هذه الغير متزنه .. ولم أحب شخصا لن ينظر إلي يوما ..تمتمت .. سأكتب .. أجل .. سأحاول أن أجد كلمات العشق تلك في داخلي .. ففي كل امرأة توجد آلاف من الكلمات الرائعة .. أنوثتها تعطيها الحق في العزف على الكلمات .. .. أمسكت بالقلم .. لكن لم يسعفني قلبي في كتابة كلمة واحدة .. وبعد ساعتين من التفكير وجدت نفسي أكتب شيئا واحدا ...
" فيصل " ..
أجل ... فهذا ما أسعفتني به قريحتي الشعرية ... هذه هي قصيدة حياتي وخواطري ..

هذا هو كل ماتدور حياتي من أجله ... هذه أجمل كلمة في قاموسي ... تأملت أحرف الإسم .. كلانا نبدأ بحرف الفاء ... ابتسمت مرغمة ... مزقت الورقة بعد أن شطبت الإسم .. خرجت من غرفتي لأجد والدتي تجلس في الصالة لوحدها وهي صامته .. لاتزال في ملابس السهرة..
قبلت رأسها " كيف حالك .."
" بخير .. بدوت رائعة جدا .. جدتك ذهبت برفقة عمتك .. التي كانت في حالة نفسية صعبة .. وستبقى هناك لمدة أسبوع .. "
" لماذا تجلسين لوحدك ؟؟ "
" أنتظر والدك .. تأخر هو وأخوتك، أرأيت سارة كيف بدت رائعة وهي تجلس بقربك بثقة .. كنت أنت وهي حديث النساء لهذه الليلة .."
" هل هذا صحيح ؟ ... لكنني توقعت أن حمده ونوف من سرق الأضواء "
" لا .. حمده ونوف كانتا دائما نجمتا الحفل .. لكن وجودك اليوم برفقة سارة أحدث تغيرا جديدا .. لم تكن لحمده ونوف أي وجود ..خصوصا أن بنات عم منى وصافية قد بدن رائعات .. "
لم أشارك أمي مطلقا في أحاديث كهذه .. لكنني استمتعت بهذا التغيير .. نظرت إلى الساعة كانت الرابعة صباحا ..لقد أتينا منذ ثلاث ساعات .. ولم يحضر ابي واخوتي بعد .
فتح الباب في ذات اللحظة التي نظرت فيها إلى الساعة ...
" تأخرتم .."
استقبلتهم أمي بلهفه .. قال أخي محمد وهو يبتسم " كان الجو جميلا .. وغدا اجازه .. أثرنا البقاء حتى صلاة الفجر ..صلينا معا .. ثم أتينا .. "
قال أبي وقد بان التعب على ملامحه " لم آخذ دواء القلب اليوم .. أحضريه لي .."
وجلس على مقعده بينما اتجهت مسرعة إلى غرفته لأحضره ..
ناولته كوب الماء .. قال مبارك " سأذهب لأنام ..تصبحون على خير .."
وقفت لأقول " سأذهب لأصلي .. ثم سأنام .. تصبحون على خير "
قال محمد " لحظة سأتي معك .."

جلست على سريري وقال لي " كيف كانت سارة اليوم ؟؟"
" مثل كل يوم .. مذهلة"
ضحك .. وقال " اتصلي بها .. ومن ثم دعيها تنتظرني .. سأحادثها بعد دقائق .."
" انت مجنون .. أنها نائمة الآن ... "
" اتصلي بها .. أخبرتها بالأمس ألاتنام قبل أن أحادثها .."
" لم لاتتصل أنت ؟؟"
" أحتاج إلى خمس دقائق قبل أن أحادثها .. حادئيها حتى تفيق ؟؟"
لم أفهم سبب طلبه .. اتجهت لأرفع سماعة الهاتف لأحادثها ..
" هل أنت نائمة ؟؟"
" لا يا فاطمة .. لقد وعدت محمد أن أكلمه .. انتظرت ساعات لكنه لم يتصل .. سأصلي ثم أنام .."
" لقد أتى للتو .. وطلب مني الإتصال بك ومحادثتك قليلا .."
" هل هناك شيء جديد ؟؟"
" لا ... لا أعرف .. لقد نلت اعجاب أمي بقيت تتحدث عنك بفخر .."
" حقا ؟؟ ... أنني أحترمها .. لقد قدمتني إلى نساء العائلة بفخر .. "
دخل محمد قبل أن أكمل حديثي وقال " دعيها تتصل بي "
" حسنا .. ساره .. اتصلي بمحمد .. تصبحين على خير "
" تصبحين على خير "
أغلقت الهاتف .. واتجهت لأتوضأ وأصلي .. ومن ثم خلدت إلى النوم ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:31 PM   #32 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


أصبحت عمة .. ولكن هذا لم يضف إلى حياتي شيئا كما توقعت ... فعلاقتي بأخي بسيطة ..وبزوجته تكاد تكون معدومة .. نظرت إلى العضو الجديد في عائلتنا .. وأسائني أنني لا أكن مشاعر قوية تجاهه ...

جلست على مكتبي وابتدأت عملي .. اتصلت في بعض الاشخاص وأكدت على مواعيدهم مع عمي .. دخل فيصل كعادته مسرعا إلى مكتب عمي .. تابعت عملي .. وأنا أحاول أن أمنع نفسي من التفكير به ..
لقد مر شهرين آخرين منذ زواج صافية .. ولم أدخل منزل عمتي منذ ذلك الوقت .. أصبحت أخرج كثيرا برفقة أمي ... كنت أصحبها في الذهاب إلى السوق والحفلات .. وقفت أمام الميزان لأقيس وزني .. كان 75 كيلو جرام .. كان انجازا .. خلال أربعة أشهر نقصت مايزيد على العشرين كيلو .. كان وزني مائة كيلو جرام .. قالت لي سارة وهي فرحة " تبقى لك عشر كيلو جرامات لتصلي إلى الوزن المناسب .. طولك 165سم ... يجب أن يكون وزنك 65 كيلو جرام .. "
أصبحت ممشوقة نوعا ما .. فرحت كثرا .. ونوعا ما أخليت بالريجيم ..لانني هذه الفترة لا أتناول سوى البتزا والوجبات السريعة حيث أقضي وقتي في الخروج برفقة امي .. وتوقفت عن رياضة المشي .. واصبحت اتغيب عن حصص الايروبيك ..
تابعت العمل وأنا أنظر إلى الأوراق التي أمامي ..
دخل فيصل وهو يرمقني بنظرات غريبة ..
" فاطمة .."
" نعم .."
" اريدك في مكتبي.."
" حاضر .."
لم أكن قد دخلت إلى مكتبه منذ أعطيته الرسالة ..
" ادخلي ..واجلسي .."
جلست فقال في هدوء " اكتبي ... ما سأمليه عليك .."
جلست هناك ممسكة بقلم وورقة .. وكتبت كل ماطلب مني .. بسرعة .. ثم صمت منهيا كل ماقال ..
كدت أن أخرج .. لكنه قال : لحظة ...
التفت إليه " أريدك أن توصلي هذه إلى منى .. "
أعطاني ظرفا.. أمسكته بقلق " لكني لا أمر منزلهم منذ وقت .. "
"ضروري ..أرجوك .."
كانت نظرته حزينه .. تمتمت " سأمرها بعد انتهاء الدوام الرسمي "
" شكرا "
كان حزينا ... إنني متأكده من هذا الشيء . توجهت إلى منزل منى .. لأنقل لها الرسالة التي كنت أتمزق لمعرفة ماتحوي ..



" إنها من فيصل .."
ابتسمت منى .. قالت بتهكم " ماذا يمكن أن تحوي ؟؟"
استغربت رد فعلها .. قالت لي موضحة
" لم أخبر أحد بناء على طلب أمي .. "
استغربت أكثر " ماذا ؟؟ "
" جاء جدي قبل زواج صافية بأسبوع ... وطلب من أمي أن تزوجني لأبن عمي .."
لم أفهم ما كانت تقول .. قلت مستغربة " ماذا ؟؟"

" لقد تناقشنا .. ويبدو أن الحظ ليس في صف فيصل "
" ماذا تقصدين ؟؟"
كنت أرتجف مندهشة وقلبي يرقص فرحا.. قالت منى أخيرا
" لقد انفصلنا أنا وهو .. بعد تفاهم طويل ... لم يرض جدي أن يتزوجني غريب .. وسأخطب لإبن عمي الأسبوع القادم .."

لا أعرف ما قالت منى بعد ذلك .. كل ما أعرفه أنني أخيرا تأكدت أن فيصل أصبح حرا .. لم أصدق نفسي .. هل ستنفتح لي أبواب الجنة ؟؟ خرجت من هناك لأتصل بساره وأنا أبكي من الفرح وأقول لها ما حدث ... وفاجأني أكثر رد فعل فعل ساره
" أعرف .."
" ماذا ؟؟"
" أخبرني محمد منذ فتره لكن لم أرد أن أخبرك .. حتى لا أؤيدك في مشاعرك .."
قهرني برود سارة " لماذا ؟؟"
" لا تستبقي الأحداث .. إن كان من نصيبك . لن يمنعك شيء عنه ... وإن لم يكن .. لاداع لأن تقهري نفسك أكثر .."

****************

أسبوع كامل مضى ..لم أحادث ساره فيه .. كانت تتصل كثيرا لكني لا أجيبها ... أغضبني موقفها كثيرا .. التمرد الذي كنت فيه أنهيته .. وخلا ل أسبوع فقدت 5 كيلو جرام .. حيث لم أذق الطعام واكنت أمشي كثيرا .. فيصل سيكون من نصيبي ... أنا فقط .. اهتممت أكثر بمكياجي وملابسي .. أعرف أنني لا أخلو من الجمال .. خمس كيلو جرام وأكون قد وصلت للوزن المثالي .. هذه الخمس كيلوات أشعر أنها ثقيلة جدا ..
وقفت وكنت قد ارتديت عباءة جديدة رائعة .. رتبت شعري وأتقنت مكياجي .. سأجعلك يا فيصل أسيرا لي ...
لففت شالا حول رأسي واتجهت للعمل ..
نظرت إلي أمي بإنبهار .. أجل .. انبهار ..هالها ما رأت .. ابتسمت لي وقررنا الذهاب مساء إلى أحد المطاعم لتناول العشاء ..
لا أعرف لم لم أهتم بما تضمنته رسالة فيصل لمنى .. لكن خبر انفصالهما كان قد أزاح كل القيود ..
دخلت بثقة إلى المكتب .. وبدأت بعملي كالعادة .. دخل فيصل .. لأجد في عينيه النظرة التي انتظرتها منذ وقت طويل ... الإعجاب ..
" ماذا تفعلين ؟"
" أقوم بعملي.... أي شيء آخر أستاذ فيصل ؟"
هز رأسه بلا .. ثم خرج لدقائق .. وعاد وقال " أديت الأمانة ؟"
أجبته " أجل "
لم أكن قد رأيته منذ أسبوع ....
دخل الفراش ووضع كتابا أمامي ,,, كان مع نوته صغيرة ..




" إلى فاطمة ..
أعترف أنني تدخلت بشكل خاطيء ,,, أنت صديقتي ويجب أن أساندك مهما حدث ,,و كإعتذار ...إليك أساسيات الحب في هذا الكتاب البسيط ...
صديقتك إلى الأبد ,,,
ســـاره .. "



نظرت إلى الكتاب الصغير .. وكان اسمه " أعلنت عليك الحب " لغادة السمان ...
قبلت اعتذار ساره .. وكانت قد علمت صفحة من قصيدة بعنوان "عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد !"

( ( أحبك أيها الغريب
وحتى حين تأتي إلي
برقتك الشرسة العذبة
وتستقر داخل كفي بوداعة طفل
فإن لا أطبق يدي عليك ..
وإنما أعود اطلاقك للريح ..
وأعاود رحلة عشقي لجناحيك ..وجناحاك المجهول والغربة
***
أحبك وأطفخ بالإمتنان لك ..
فقد حولتني
من مسمار في تابوت الرتابة .. إلى فراشة شفافة مسكونة بالتوقد ..
قبلك كنت أنام جيدا
معك صرت أحلم جيدا
قبلك كنت أشرب وولا أثمل
معك صرت أثمل ولا أشرب ))

سالت دمعتي دافئة .. هذا إذن دستورك في الحب يا سارة ؟؟ غادة السمان ؟؟ نظرت إلى غلاف الكتاب كان جريئا .. ابتسمت ..
دخل فيصل وكنت أضم الكتاب على صدري .. نظر إلى الكتاب وقال
" غادة السمان ؟؟؟"
هززت رأسي .. مد يده ليرى الكتاب فأعطيته إياه ... قلب صفحاته بإهتمام ..قال في

لهجة دافئة

(( ها أنت قريب
على مرمى دمعة مني ..
وبعيد،
على مرمى عمر !) )

عاد ليقلب صفحات الكتاب بإهتمام ... قال وهو يقدم الكتاب إلي ..
"ا نها تكتب بإحساسها ... غادة السمان .. اختيار جيد لكن لن يفهمه سوى شخص يعرف ماهو الحب .. .."
لم أجبه.. وإكتفيت بالتظاهر بتقليب الأوراق .. لكني أرسلت بلا وعي نظرة دافئة إلى فيصل ... وقف للحظات يحدق بي .. ثم غادر مرتبكا ..
أغمضت عيني ها قد بدأت أشعر بأنني على قيد الحياة ...


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:32 PM   #33 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_26_

مشاعر وأحاسيس ...


عدت وأنا في أسمى حالات الحب .. عدت وكنت أشعر بالحب تجاه كل شيء ...تجاه الأشجار تجاه جدتي ..تجاه منزلنا .. تجاه أمي .. حتى منال .. اختفت كراهيتي لها في تلك اللحظة .. من يراني أشع حبا وسعاده سيقول أنني ربحت اليانصيب ...

لكني فعلا .. ربحت أكبر جائزة .. فيصل ....
قالت لي جدتي " سنذهب إلى المزرعة "
كنت أعرف أننا ذاهبون إلى مزرعة عمي .. زادني ذلك سرورا .. جهزت ملابسي .. واتجهت برفقتها إلى تلك الروضة ... حيث ولد حبي الأول ..
كنت أحتضن كتاب غادة السمان بين يدي ... وفتحت عشوائيا على احدى الصفحات ..
(( ثمينة هي لحظاتنا ..
كل لحظة تمضي هي شيء فريد
لن يتكرر أبدا أبدا ..
فأنت لن تكون قط
كما كنت في لحظة سابقة
ولا أنا ..
كل لحظة هي بصمة إصبع ..
لاتتكرر
كل لحظة هي كائن نادر ..
وكالحياة
يستحيل استحضاره مرتين .. ) )
أغلقت الكتاب ووضعته في حقيبتي الصغيرة .. ونظرت من النافذه ... فما يجول في دمي الآن من مشاعر وأحاسيس .. هي لحظات مميزة ..

كان ينتظرنا مثل أول يوم أتيت فيه .. إلى هذه المزرعة .. أرسلت ابتسامة استقبال .. وشعور داخلي يخبرني أنني أخيرا ...سأعرف معنى السعادة ..
حمل الحقائب وأرسلها إلى الداخل .. واتجه إلي بعد أن ألقى التحية على جدتي ..
" كيف حالك ؟"
" بخير . لندخل .. "
اتجهنا معا إلى الداخل .. ولم يقاوم كلانا النظر إلى بعض بغموض ..
" لنذهب بإتجاه الأحصنه "
وافقت فيصل على اقتراحه وتبعته وأنا أحمل في قلبي آمالا ضخمة .. قلبي الذي يدق بسرعه ..
وقف بجانب فرس بيضاء ...هم قائلا ..
" اسمها مزن .. "
رددت خلفه كالبلهاء لهذا الإسم التقليدي " مزن ؟"
قال وهو يداعب شعر الفرس " اختيار اسم الفرس أمر رائع .. .كمن يختار اسما لإبنته يعرف أن هذا الإسم سيلتصق بها إلى الأبد .... يجب أن تبحث عن شيء يصفها .. ففكرت بــ مزن .. فهي بيضاء كالمزن .. وجميلة ... كسحابة بيضاء في سماء صافية .إلمسيها ..."
مددت يدي أمسكها .. كان شعورا غريبا .. مررت يدي بين خصلات شعرها .. واستسلمت لي كليا .. قال لي فيصل " من حسن حظك ..أن هناك فرسا ستضع مولودها خلال يومين .. أنت من ستختارين لها اسمها .."
" أنا ؟.؟؟"
فرحت بذلك ...
قال مبتسما " أجل ... قال لي عمي أنك من ستسمين المهر ...لندخل .."
قاد الفرس إلى اسطبلها وعاد إلي قائلا
" ستشارك مزن في مسابقات الخيول لهذه السنة .. توجد منافسات قوية من المزارع الأخرى .. "
" هل ستشاركون بخيول أخرى؟؟"
" لا .. سباق الخيول لن نستطيع المشاركة به .. الحصان الذي كنا شنشارك به كسرت ساقه .. إنها ستشارك في سباق أجمل فرس .."
" إنها رائعة .. أنا واثقة من أنها ستفوز بالمركز الأول .. ..."
ضحك وجعل قلبي يرن رهبة ..وتمتم " إن فرصتها جيدة .. "
عقدت حاجبي وسألته بغضب " لم ضحكت ؟؟"
قال " ثقتك هذه تضحكني .. لم تري الخيول الأخرى .إنها رائعة وفرصتها في الفوز أقوى من فرصة مزن .."
" لنراهن .."
ضحك فيصل من جديد .. ليذوب كل ما داخلي من مشاعر وأحاسيس .. ابتسمت خجلا .. لكنه قال مبتسما .. " حسنا .. مارهانك .."
فكرت قليلا ثم ابتسمت
" سأراهنك أن مزن ستفوز بأحد المراكز الثلاثة الأولى .."
" هذا غش غير معقول ..لماذا أرسل مزن وأنا واثق بأنها لن تفوز بشيء .. حددي الرهان أكثر .. أنا أعرف أن مزن ستنال أحد المراكز .. "
" إذن ستنال المركز الأول .. "
" حسنا سنرى .. على ماذا سنتراهن ؟؟"
فكرت قليلا .. مالذي يمكنني أن أراهن عليه ؟؟ ...قلت بدون وعي " أن تخبرني ماذا تعني الورقة البيضاء "
ابتسم وأنزل رأسه قليلا وقال " لا زلت تتسائلين ؟؟"
كنت أعرف سر الورقة البيضاء .. لكن لسبب ما كنت أريد أن أسمع منه .. قال أخيرا
" حسنا ..والسباق خلال أشهر .."
قلت مبتسمة وونحن متجهان إلى الداخل " سأنتظر .."
وتبادلنا نظرات مبتسمة ... لأعرف أن أجمل شعور في هذه الدنيا هو الحب .. رميت بجسدي على السرير .. وأخرجت كتاب سارة ..
لأقرأ تلك الكلمات المتناقضة .. وأتفحص معانيها ...



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:32 PM   #34 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


اجتمعنا جميعا حول العشاء .. لا أعرف لم جدتي تبدو مستاءة .. كانت زوجة عمي تنظر إلي نظرات لم أفهمها .. ولن أنسى ترحيبها الحار بي ... كان عمي خالد يتشاور مع فيصل في مواضيع عن العمل .. ثم قال " فاطمة تعالي أنت وفيصل إلى غرفتك .."
تبعتهما ..جلس عمي على السرير وجلست على كرسي يقابله ..
قال " يجب أن تحددي لي بعض المواعيد .. أحضر هاتفك يا بني "
خرج فيصل ليجلب الهاتف ... . قال عمي " سيعقد حفل عشاء عمل عاجل خلال بضعة أيام .وسأقابل المعنيين بالعمل مقابلات طويلة .. لأن مدة إقامتهم ستكون يومان . هل أنت مستعدة لضغط العمل ؟"
أومأت لعمي بالموافقة .. اتجهت إلى حقيبتي الصغيرة وأخرجت دفتر مواعيد عمي الذي أحمله معي في كل مكان .. تناقشنا أنا وهو أي المواعيد التي سيلغيها .. وأي المواعيد التي لن يتخلف عنها .. عاد فيصل وقال " لدي نسخة في سيارتي بأسماء المكاتب التي سنتصل بها في المساء .."
قال عمي " جيد ..نسق أنت وفاطمة الأمر .. أريد أن يكون كل شيء قد ترتب غدا ..فيصل راجعت معك جميع الأسماء لاتنسى أحدا .. فاطمة ... حجوزات المطعم السيارات والفنادق وحتى تذاكر السفر .. يجب أن لا تنسي شيئا .. "
" حاضر عمي .."
وقف وقال " يجب أن تتذكري أيضا أن تدوني كل الملاحظات خلال العشاء .. ولاتنسي الصحافة .. يجب أن يكون عشاء العمل شيئا لائقا وفخما .."

" إعتمد علي كم عدد الضيوف ؟؟ العدد الأقصى ؟"
" خمس وثلاثون .. المعنيين .وقد ترافقهم عائلاتهم أو موظفيهم .. استعيني بعبدالرحمن مساعد المدير ووزعي المهام بين موظفي المكتب .... وليكن الموظفين ضمن المدعويين .. استعيني بجهه تنظيم "
فكرت قليلا وقلت " أستعين بالفندق "
" سيكون مناسبا .."
خرج عمي ... وبقي فيصل ينظر إلى قائمته التي في يده .. رتبت مواعيد عمي للأيام المقبلة .. ثم اتصلت في عدة فنادق ...وأخبرتهم أنني سأزورهم لأرى مايمكنهم تقديمه ..
" هل ستتصلين بالصحافة ؟؟"
" ليس الآن يا فيصل .. يجب أن أرتب كل شيء ..وآخر شيء هو ارسال دعوة إلى جميع الصحف المحلية ... "
" ماذا تكتبين ؟؟"
نظرت إلى فيصل وقلت " ملاحظات بكل شيء .. حتى لا أنسى شيئا "
توقفت يدي عن الكتابه .. عندما وجدت فيصل يقلب في كتاب غادة السمان . سألته وأنا أكتب الملاحظات كي لا أنسى شيئا " ألا يفترض أن تتصل بالمكاتب وتدعوهم ؟"
قال وهو لايزال ينظر إلى صفحات الكتاب " سأتصل عندما تتأكدين من الحجوزات .."
" لا .. يجب أن تتصل الآن .. لأن المكاتب ستكون قد إلتزمت بمواعيد أخرى .. ليكن الحفل يوم الخميس .. أخبرهم أن الدعوة ستصلهم يوم الأحد .. لكي لايرتبطوا بشيء حتى ذلك الوقت .."
" لكن يا فاطمه الخميس بعد أسبوع .. هل استشرت عمي ؟؟"
رفعت رأسي وأجبته " اذهب وإسأله .. التجهيز والتحضيرات لن تكون بالأمر السهل .. "
خرج لدقائق وعاد وقال " عمي يريد يوم الأربعاء لأنه سيضطر للسفر يوم الخميس إلى حسن في لندن "
" حسنا .."
عاد وجلس على سريري ليقلب في الكتاب .. وكنت أنظر إليه بين اللحظة والأخرى .. كان يقرأ بنهم .. لم أكن أعرف أن له هوايات أدبية .. لا أعرف لماذا تصورته دائما رجلا بدويا .. لايعرف للحضارة طريق .. لا أعرف .. لكني كنت أنتهز تلك الفرصة في تأمله .. كان يقلب الصفحات .. ويتأمل الكلمات بإهتمام .. للحظة .. كدت أن أفعل الجنون نفسه .. وأن أعترف له بمشاعري نحوه .. لكن المنطق صرخ بي .. كرامتي زجرتني .. لا .. إنه رجل .. ومهما تحملين في قلبك من آلالام .. من حب أسطوري .. يبقى كبرياؤك الأهم .. إنه صياد .. هو من يجب أن يختارك .. لا أنت .. عدت لملاحظاتي .. ثم وقفت وخرجت .. لم أحتمل البقاء أكثر .. جلست بقرب جدتي .. وسمعتها تتحدث عن إحدى القصص القديمة .. نظرت عبر النافذه .. كان الجو في الخارج جميلا ... غرقت في بحر تخيلاتي .. إلى أين سأنتهي ؟؟ أين ستحملني هذه الأمواج ..
غادرنا في الصباح التالي .. أمسكت بالكتاب الذي يبدو أن فيصل تصفحه جيدا مساء امس .. أدخلته في حقيبتي .. وطلبت من جدتي أن توصلني لمنزل ساره .. ولم تمانع ..
عندما رأيت ساره عانقنا بعضنا .. كأننا لم نر بعض منذ سنوات .. دخلت إلى غرفتها كانت تبدو رائعة .. قالت لي " أعرف أنني تصرفت بلؤم ... لكنني أحبك .."
تعانقنا مرة أخرى ..
أخبرتها .. بما حدث في الأسبوع الماضي .. ابتسمت .. وقالت
" أشعر أنني اشاهد مسلسلا مكسيكي .. "
ضحكت .. وقلت " فعلا .. لكن.. سأنتظره لآخر عمري ... "
قالت بعد أن وقفت وهي تنظر عبر النافذه
" ألا تشعرين أن فيصل .. ليس لديه أية .. لا أعرف كيف أقولها .."

إن سارة عقلانية وماتريد أن تقوله يجب أن يكون جديا قلت لها " قولي كل ما تفكرين به ؟"
نظرت إلي .. وقالت " ألا ترين.. أن فيصل عندما انفصل عن حمده استعجل وارتبط بمنى .. والآن عندما انفصل عن منى ...."
" سيستعجل ليرتبط بي ؟؟"
" أجل .. ألا تلاحظين أن ليس لديه ولاء .. أو كما يقولون احترام لإمرأة كان سيرتبط بها .. لا أعرف كيف سأصيغ هذا .. ولكن .. يبدو كأنه لم يكن لديه عاطفة لمنى أو حمده .. كأنه ألغاهما من حياته بسرعة .. ببساطة .. كأنه لم يتأثر بفراقهما ..رغم أنك أخبرتني أنه كان يلتقي منى .. وأنه كان بينه وبين حمده مراسلات .."
قلت لها وأنا أفكر بكلماتها ..
" أتعنين يا ساره أنه تخطاهما كأنه لم يعرفهما تمام المعرفة ؟"
" تماما ... والآن سيستعجل للإرتباط بك .. كأن شيئا لم يكن . ألا تعتقدين أنه قاسي القلب ؟؟"

أجل إنه قاسي القلب هذه حقيقة لانظرية ..نظرت إلى ساره وقلت لها بثقة
" سيكون من حسن حظي إن إستعجل وارتبط بي .. إنه شيء من صالحي أن منى وحمده لايملكان في قلبه مكانا.. سيكون ملكا لي .. وحدي ..سأهديه كل شيء ..كل حياتي .. وإن كان قاسي القلب .. سأرضى به .. سأعيش معه .. سيلين هذا القلب .. ولن أجعله ينساني .."
لم تعلق ساره ... بقيت تنظر إلي في قلق .. لكني أنا نفسي لم أكن قلقه .. شيء ما كان قد جعلني على ثقة بأن كل شيء سيسير على مايرام .




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:33 PM   #35 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم



-27-
____

آسف

كان أسبوعا مضغوطا بالفعل .. كان فيصل مشغول بأمور المكتب وأنا انشغلت بأمور التنظيم لعشاء العمل .. استعنت بعبدالرحمن الذي كان مهذبا معي .. كنت أتأكد من ملاحظاتي .. وأستشير عمي بكل شيء ,,
" لقد أثبت براعتك يا فاطمة في تنظيم الأمور .."
نظرت إلى عمي بإبتسامة عريضة .. دخل فيصل وكان في هذه الفترة مسالما جدا ..لم يتعرض لي بكلمة ..
قال لي عمي :
" هل وجهت الدعوة للصحافة ؟"
" أجل .وسألتقي بهم في الفندق غدا....."
قال فيصل " لكنك لن تحضري حفل العشاء .."
صدمت لأني متأكده أن عمي طلب مني أن أسجل كل شيء .." لماذا ؟؟"
لم يعلق عمي .. لكن فيصل قال " بوجود هذا الحشد الكبير والصحفيين ممنوع أن تظهري للصحافة .. أنسيت أنك من عائلة محافظة ؟"
نظرت إلى عمي الذي إلتزم الصمت .. لم يكن يهمني عشاء العمل .. لكنني رفضت الفكرة والمبدأ ..أن يكذبا علي ..
.. قلت بصوت متحشرج " عمي .. قل شيئا ..."
لكنه لم يقل .. مما يعني أن ماقاله فيصل ..هو ما سيحدث .. خرجت من مكتبه وأنا في قمة حزني ... لم أستطع كبح دموعي .. دخل المساعد عبدالرحمن إلى المكتب .. قال في قلق " آنسة فاطمة .. هل ..أنت بخير ؟"
أومأت .بأجل . لكن دموعي كانت تستمر بالتدافع .. وسال معها الكحل والمسكارا .. كان يقف أمام مكتبي .. خرج فيصل .. ونظر إلى عبدالرحمن بغضب .. منعني فيصل من الإختلاط بباقي الموظفين ... ورؤيته لعبدالرحمن يقف مقاربا لي .. أشعلت نار الغيرة في داخله .. اكتفيت بتكفيف دموعي بينما انسحب عبدالرحمن إلى مكتبه .. قال فيصل غاضبا " ماذا كان يفعل هنا ؟"
أجبته بتهكم " لم لم تسأله ؟؟"
قال غاضبا " أكنت تشكين إليه ؟؟"
صدمني ماقاله وفتحت عيني لأنظر إليه بألم ..فقد أهانني صرخ
" أجيبيني ؟؟"
" لماذا ؟؟ ...ماذا تراني ؟؟ هل أبدو لك أنني ..."
خانتني الكلمات فقد تسرب الإشمئزاز إلى نبرة صوتي .. قلت منهية هذا الحديث
" لا أعرف لماذا أتى إلى هنا ... ولم أكن أشكو إليه أي شيء .. بالرغم من أنه سألني عن سبب بكائي ..:"
كانت كلماتي الأخيرة طعنة إليه .. وأرسلتها بنظرة تحدي .. وكان تأثيرها فيه سيئا .. ونتائجها كانت في صفعة مؤلمة تلقيتها منه في لحظة غضب منه و إنتقام للذات ..
كنت أستحق تلك الصفعة فقد تصرفت بقلة أدب معه .. أجل .. جلست على مكتبي .. انسابت دموع بلاصوت .. بقي يقف هناك .. كنت أنظر إلى الأوراق .. وكانت دموعي تنساب .. بينما كان لايزال يقف .. كأنه انتظر مني أن أواجهه أو أكيل إليه السباب والشتائم .. لكني كنت أحبه ... أجل أحبه .. وغيرته تلك جعلتني أحبه أكثر .. لم أكن أريد أن أجرحه .. ولن أجرحه .. انسابت دموعي تغسل كل مابي من تناقضات ... لكن لا أعرف لماذا بقي يقف هناك لأكثر من عشر دقائق قبل أن يخرج إلى مكتبه .. استعدت شتاتي .. يا إلهي لماذا تتعقد الأمور دائما ؟؟ ...
دخلت إلى مكتب عمي .. لأسلمه بعض الأوراق .. وعندما أردت الخروج استوقفني .. " فاطمة ... لقد وعدت أخي أنني لن أعرضك لأي وسائل إعلامية أو حفلات عشاء مختلطة . "
قلت في هدوء " لست مستاءة .،.ألهذا فيصل لم يعترض على شيء طوال الأيام الماضية ؟؟ هل كان يعرف أنني لن أحضر الحفل ؟"
" أجل .."
يا لإستبداديتك يا فيصل.. خرجت من عند عمي .. ودخلت لمكتب فيصل .. وكنت أحمل له نسخا من مسودات كلفت بطباعتها .. وضعت النسخ على الطاوله .. كان يجلس على مكتبه جامدا .. كدت أخرج لكنه قال" انتظري. "
كان يبدو أنه يقاوم كبرياءه ...
لم أجب لكنني إلتفت إليه وأبقيت نظري بعيدا عنه مرة إلى يدي أو إلى الأوراق ..أو إلى النافذه .جاهدت كيلا تتلاقى عينانا... فيقرأني ويعرف كل أسراري .. ...
" أنا آسف .. "
خرجت من مكتبه لم أرد أن أسمع منه أي شيء آخر .. لقد اعتذر .. لكن ليس هذا ما كان يهمني .. لكني فعلا لا أعرف مالذي يهمني .. استأذنت من عمي أن لا أحضر في الغد ولم يمانع وغادرت مبكرا .. خرجت وأنا أشعر بتعب .. فلم أكن قد تناولت شيئا منذ وقت طويل .. ربما من يومين .. فلم أتناول سوى عصير برتقال هذا الصباح .. غريب .. أنا التي كنت أتناول ثلاث وجبات خلال الصباح فقط .. أصبحت لا أذكر الطعام .. ولاأتناول شيء يذكر .. قطعة فاكهه إن أردت أن أشعر بالشبع ..
أدرت الراديو ... وبقيت ممدة في سريري .. شعرت بحاله من التعب والإكتئاب .. طرق الباب ..
" ادخل .."
دخلت مها ..وكانت لوحدها .. وعندما رأتني صرخت مندهشة من التغيير الذي حل بي ..
" اتصلت في سارة لترافقني لكن لديها موعد .. اتصلت بجدتك وطلبت منها الإذن في زيارتك .. ولم تمانع .. وقالت لي انك عدت مبكرا من عملك ... ماذا تفعلين ؟"
كنت أجلس ببجامتي وشعري في حالة سيئة ...
" أنني مصابة بحالة من الكآبة ..."
" لنخرج .."
لم أمانع ..كانت مها مرافقة مثالية ورائعة ..
" لاتفعلي شيئا .. فقط غيري ملابسك .. وواتبعيني .."
استأذنت من جدتي التي لم تمانع .. وخرجت برفقة مها .. لم أعرف إلى أين تأخذني .. في البداية توقفت عند مركز صيني للمساج .. وعلى ضوء الشموع الرائعة والرائحة الغريبة .. كان مساجا رائعا .لمدة ساعة كاملة . أخرج كل مابي من تعب .. فالمدلكة الصينية لم تتدخر جهدا في عملها .. آلمتني لدرجة أن جسدي طرد التعب وشعرت بالدماء تسري خلاله ...
ثم توجهنا إلى مركزالتجميل .. حمام زيت للشعر ومن ثم قص واستشوار .. وتنظيف عميق للبشرة وأقنعة للنضارة وأخيرا .. بديكير ومانكير ..
" صدقيني يا فاطمة .. إن الفتاة يجب أن ترفه نفسها .. ولايوجد أفضل من البديكير والمانكير .. " ..
قلت لها " أعجبتني الأقنعة كثيرا .. أشعر بالإنتعاش .. كم الساعة الآن ؟"
" التاسعة مساء .. "
شهقت " أوه .. أننا هنا منذ السادسة ..."
" انتهينا .. لنخرج لنتاول شيئا في أحد المطاعم .."
" حسنا .."
توجهنا أنا ومها إلى أحد المطاعم وكانت تتحدث عن قرار خطبتها بأحد أقربائها .. ومن ثم تحدثنا عن آخر أخبار زميلاتنا وعن الموضة والأفلام...إلخ ..
عدت إلى المنزل في العاشرة والنصف .. رميت بحجابي فور دخولي للمنزل .. نظرت عبر المرآه إلى قصة شعري الجديدة .. يا إلهي .. كم غيرت من ملامحي .. الآن بثقة أعرف أنني أبدو جميلة ..أتجهت إلى غرفتي .. رأيت منال تجلس في الصالة العلوية


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:34 PM   #36 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


" كيف حالك؟"
بادرتها وانتبهت كيف نظراتها النارية تحاول أن تقول شيء ..
" أين كنت ؟"
نظرت إلى أخي مبارك الذي كان يقف خلفي .. قلت له ببساطة " في مركز التجميل .. مارأيك بقصة شعري ؟"
ومررت أصابعي بين خصلات شعري ..
قال مبهورا " أنها جميلة .. مع من ذهبت ؟"
" برفقة مها صديقتي ابنة أبو خالد الذي يسكن أول الشارع .. استأذنت من جدتي فوافقت ."
كان عندي شعور أن منال بطريقة ما جعلت مبارك يغضب مني .. قد تكون تفوهت ببعض التعليقات السلبية . قال وهو يبدو جادا " استإذني مرة أخرى "
لم أعلق .. لكن نظرات منال الغيورة والنارية كانت تنطق بالشماته ابتسامتها الساخرة كابتسامة الثعلب كانت دليلا واضحا لسخريتها مني .. ..تبعت زوجها وهي تمشي بتكبر .. سأعرف كيف أغيظك يا منال .. لن تنالي مرادك في الإيقاع بي ..
خرجت أمي من غرفتها .. ركضت إليها لأريها قصة شعري .. كانت مبهورة .. وأثنت عليها كثيرا .. ومن ثم تذكرت وسألتها
" أين جدتي ؟؟"
نظرت إلى امي التي كانت تحاول التهرب من الاجابة علي .. لم أدقق في ملامح أمي من قبل .. لكنها جميلة .. امرأه في الخامسة والأربعين .. مخملية البشرة خالية من التجاعيد رشيقة القد .. شعرها الأسود الطويل ترفعه دائما وغرة بسيطة تغطي جبهتها الصغيرة .. عيناها السوداوين ..بؤبؤ عينيها المتسع .. أنفعها الحاد المرفوع بكبرياء .. حاولت أن تتملص من اجابتي .. وكنت تلعب بغرتها بشكل لاإرادي ..
كانت أصابع يديها طويلة كأصابع يدي وصبغت أظافرها بطلاء فرنسي راقي . ترتدي تنورة زرقاء مع قميص أبيض .. ورغم أنها لم تخرج اليوم لكنها كانت تزين أذنيها بقرطين ماسيين رائعين مما جعلني أمسك بأذني بطريقة لا إراديه .. لم أضع أقراطا منذ وقت طويل .. ستكون أمي قدوتي في الأنوثة والجمال .. أتمنى يوما ما أن أصل لعمر الخامسة والأربعين وأبقى جميلة هكذا ..
" أين جدتي ؟؟"
لاحظت توتر أمي للمرة الثانية " في بيت عمتك "
" لماذا؟"
ان الوقت متأخر ولم تخبرني جدتي أنها ستخرج اليوم ...
" عمتك متعبة فزارتها .."
لم أقتنع برد أمي .. دخلت إلى غرفتي ورفعت الهاتف لأتصل بمنى ..
" مرحبا .."
لكن من رد كان عبدالعزيز " وعليكم السلام .."
" عبدالعزيز ؟؟"
" من معي ؟"
" فاطمة .. كيف حالك؟؟"
" بخير ..وأنتي ؟؟"
" بخير .. هل جدتي بقربك ؟"
" لا إنها نائمة .."
تفاجأت وقلت أسأله " هل ستنام عندكم ؟"
" لماذا ..الاتعرفين ؟؟"
صدمت من رد فعل عبدالعزيز" مالذي لاأعرفه.. هل حدث شيء ؟"
جاءني صوت عبدالعزيز مترددا " لاشيء مهم .. لكن .. حدثت مشادة بين جدتي وووالدتك .. "
" مااذا ؟؟؟ متى ؟؟"
كيف ؟ ألهذا كانت أمي تتهرب مني ؟؟
" فاطمة .. أين كنت ؟ لقد اتصلت بي جدتي وهي منهارة كليا ..لقد حضرنا أنا وأمي لإحضارها .. كانت مشاجرة عنيفة ؟؟"
لم أمسك دموعي ونشيجي .. مسكينة جدتي " هل هي بخير ؟؟ قل لي .. مالسبب ؟؟ عبدالعزيز أخبرني .. أرجوك "
كان عبدالعزيز مرتبكا .... قال يحاول تهدئتي " المهم أنها بخير ..لاتبكي .. "
" لن أسامح أمي إن حدث لها شيء .. لن أسامحها كيف ..كيف ؟؟..يــ..يــ..."
" كفى فاطمة .. لاتبكي .. لم يحدث شيء اطمئني .. هيا نامي الآن .. جدتي بخير .. ثقي بي . "
لكني أصررت "ماسبب المشاجرة اخبرني"
"غدا ..بإذن الله سأخبرك ..تصبحين على خير .."
كنت أرتجف لا إراديا .. خرجت من غرفتي واتجهت إلى غرفة جدتي .. ولم أستطع منع نفسي من الذهول ..اتجهت نحو خزانتها .. وعندما فتحتها لم أستطع كتم شهقة كبيرة ..
ركضت إلى أمي " لم أخذت .."
قالت أمي بحزم" كفى فاطمة.."
" ولكن ..جدتي .."
فاطعتني أمي وهي ترتجف
" ضقت ذرعا بكل شيء .. جدتك لم تبارح هذا المنزل منذ خمس وعشرين سنة .. كفى ..تعبت .."
لكن الذهول انتابني " ماذا تقولين .. أنت السبب في رحيلــهــا؟؟"
" أجل أنا . ولأول مرة في حياتي أقولها ..لقد تخلصت من جدتك .."
ذهلت .. ولم أكف عن البكاء .. لم أستطع أن أكلم أمي .. ترائى لي المنزل خاليا .. غرفة جدتي الفارغة .. لم يكن بها أي شيء . .. حجاب الصلاة ..قرءانها .. حقيبة أدويتها .. مبخرها الذهبي وصور افراد العائلة وصورة جدي .. كانت الغرفة فارغة تماما .. وكذلك هي خزانتها .. هل ستختفي جدتي عن حياتي ؟؟ وجدت نفسي أصرخ بأمي
" لماذا ؟؟لقد..لقد حملتنا على أكتافها .. لقد قامت بما لم تقومي به ..لقد .. لم تتعرض لك بشيء .."
كانت أمي تبكي .. وبان الإضطهاد في عينيها ..
" لقد قلت ما أردت قوله .. ولكن فكري بي لابها .. لقد قامت بما لم أقوم به .. لقد عاشت حياتي وربت أبنائي .. أجل .. لكن رغم ارادتي ..ليس برضاي .. منذ أنجبت مبارك ..وهي ترفض عملي لأي شيء ..كل ليلة تحملكم إلى حجرها .. وأبقى أبكي .. وكان والدك يرفض أن أتفوه بكلمة .. لقد حجر قلبه .. وحجرت هي قلبي .. لاتعرفين كيف هو شعوري .. كبر مبارك .. ونطق بماما ..لكن ليس لي .. بل لها .. كبر محمد .. وسالم وابراهيم ومن ثم أنت .. كان السيناريو يعيد نفسه .. حرمت من لحظات السعادة ,,حرمتني منكم ..أنتم لاتحبوني كما تحبونها .. لاتحنون علي كحنانكم عليها .. تدخلون للمنزل تدخلون غرفتها .. لتحيتها .. بينما أقبع في غرفتي لايطرق أي منكم بابي.. تعبت يا فاطمة .. تعبت .. أغرقت نفسي في الحفلات وفي المجتمع ..لكي أنسى .. لكنني لم أنسى .لقد تحملت الكثير ..ولا أستطيع أن أتحمل أكثر ... "
لم أستطع منع دموعي ..أمسكت بيديها وهمست
"مالذي تغير يا أمي .. لقد كبرنا .. وجدتي كبرت في العمر .. لم الآن؟؟"
" عندما رأيتها اليوم تمسك بإبن مبارك .. وتصرخ بمنال .. تذكرت الماضي ... عندما أخبرت منال أنها ستبقي الصغير لديها الليلة..لم أحتمل .. لن يحدث هذا .لن تعيد الماضي .. كلمة فأخرى. ثم .. حدثت المشاجرة .. ثم جاء والدك . وكاد ..أن يطلقني...لكني لم أتراجع عن موقفي وكان واضحا ..."
صرخت " لا .."
قالت " بل أجل .. أنا أعرف أنه يوما ما ستضطرون إلى التخلي عني .. لأني لا أعني لكم شيئا .. سأعاقب بغير ذنب .. لذا خيرت والدك أما أنا أو هي...."
انهرت باكية لكن أمي ركعت عند قدمي " أعرف أن جدتك هي من ربتكم .. أعرف أنك تحبينها .. لكن جاء دوري .."
قاطعت أمي " هل طردها أبي ؟؟ ..هل تجرأ وطرد أمه ؟؟"
" لا لم يفعل .. كاد أن يطلقني لكن جدتك كعادتها ..أظهرت موقفها البطولي .الإستعراضي ..أنه جاء الوقت لترحل وتعيش مع عمتك .."
نظرت إلى أمي ..هل أكرهها ؟لا ؟ إذا لماذا أبغضها ؟؟ ...ستحرمني من الحضن الذي ألتجأ إليه كل مساء .. لم أستطع تخيل المنزل من دون جدتي .. فانهمرت دموعي .. سينهار منزلنا .. هذا ماكنت أفكر به ...لا أعرف لم أمي تحولت إلى ناكرة للجميل ..ففي هذا الزمن الذي ترمي فيه النساء أطفالهن إلى أحضان الخادمات .. إلى أحضان كافرة ومسيحية ويهودية وإن حالف الحظ مسلمة .. تتنكر أمي لصنيع جدتي ..ايتعدت عنها بينما جلست على كرسي قريب ..لم أستطع كتم مايجول في بالي فقلت لها وأنا أنظر إليها نظرات نارية
"لم أعهدك قاسية القلب يا أمي .. أشعر بأنني لا أعرفك .. ولا أعرف كيف أتحدث معك ماذا تقولين ..لا أفهمليس منطقيا ماتقولين ..وإن كان صحيحا .. ..لم لم تفعل ذلك مع ابناء عمي خالد أو فيصل..أو عبدالعزيز ؟ليس سببا لا ....."
صدمت أمي بكلماتي .. ملامحها الجميلة ذبلت في ثواني .. كأني خيبت أملها في شيء ما ..خيبة أمل كبيرة .. ماذا كانت تتوقع . أن أجري إلى حضنها وأشكرها على لؤمها مع جدتي؟؟ ..لم أصدق كلامك يا أمي ..حتى الطيور تهاجم بشراسة عندما يحاول أحدما لمس بيضها أو أحد فراخها ..
ارتجفت أمي لدقائق ثم وقفت وهي تقول " أترين ما فعلت جدتك ؟؟ أترين ؟؟ لقد جعلتني افقد التواصل معكم ... لا أعرف كيف .أقنعكم بــ...."
قاطعتها بجدية " ألا ترين أنت مافعلت جدتي ؟؟ ..لقد أنشأتنا أحسن مايكون .. لقد حافظت على تماسك هذا المنزل بينما يغط أبي في مجالسه وأنت في حفلاتك واجتماعاتك .. والآن .. عندما كبرنا .. أتيت لتستلمينا ناضجين .. لن تتكبدي عناء تمرد مراهقتنا الذي مرت به جدتي ..أخطاءنا ..وزلاتنا.. أو مساعدتنا في اختياراتنا لمستقبلنا .. أو توجيهنا الصحيح في ديننا .. أو حتى تقوية ايماننا بالله ..وثقتنا بأنفسنا .. أهملت كل هذا .. وأتيت عندما حان وقت الحصاد ..و حان الوقت لننطلق للعيش دون الحاجة إلى أحد .. ونتحمل مسؤولية أعمالنا .. تهاني يا أمي ..ربحت أربع رجال وفتاة كأبناء لك "
لم تحتمل أمي هذه الكلمات فصفعتني بشدة .. لم أستطع سوى البكاء .. فأنا لا أستحق سوى الصفعات .. حملت نفسي .. واتجهت لغرفتي .. ومابي من غضب أفرغته في اغلاق الباب بقسوة .. يكفي ...تحملت بما فيه الكفاية .. لكنني لن أتحمل فقدان جدتي..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:34 PM   #37 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_28_

لم أستطع النوم ..لقد كان يوما سيئا فعلا .. في الساعة التاسعة اتجهت إلى منزل
عمتي .. لم أجد سيارة عبدالعزيز وعندما دخلت إلى الصالة كانت جدتي تجلس مكتئبة لم أستطع منع نفسي .. وإلقيت بجسدي في حضنها ... وبكيت حتى أخرجت كل مابي من جروح وآلالآم وشروخ تراكمت لهذا الأسبوع ..
لكن جدتي كانت صامتة .. كانت أشبه بمصدومة .. قالت عمتي
" قلت لك يا أمي منذ زمن أن تأتي لتعيشي معنا .. لكنك رفضت .. "
قالت جدتي
"يكفي .. انتهى الأمر..لاتبكي يا فاطمة .. "
رفعت رأسي بصعوبة .. كنت أشعر بالذنب .. بالألم .. ولم أستطع أن أمنع هذا الشعور من التوغل في روحي .. ركضت إلى الحديقة لأتنفس قليلا ..
لم أجد حروفا لأنطقها ,,فجأة فقدت القدرة على الحديث ...أردت أن اقول لجدتي أشياء كثيرة أن أريها أننا لن نجحدها فهي امنا..و...
"فاطمة ؟"
كان صوت رجالي متشكك..
إلتفت إلى عبدالعزيز ..الذي أخفض عينيه بشكل لا إرادي ..كان يتحاشى النظر إلي .

عرفت سبب تفادييه النظر إلي ..عندما رأيت حجابي على الأرض..أمسكته وارتديته فعاد ينطر إلي متفحصا..

"تغيرتي...لم أعرفك ..لثواني ظننت أنك صافية ..لكني تذكرت أنها وزوجها في دبي.."
حاولت أن أتماسك لكنني لم أستطع استدرت بعيدا ..وأطلقت العنان لدموعي ونشيجي.
"لاتبكي ..لم يحدث شيء .."
"لاتقل هذا ياعبدالعزيز ..حدثت أشياء ...لايقبلها عقل أو منطق ..ولايحتملها قلب .."
أحسسته قريب عندما قال " المهم أن الأمور انحلت .. وإنتهى الخصام "
التفت لأجده قريب جدا .. لكنه ..لا أعرف .كان ينظر بعيدا وبألم ..
"مابك ؟؟"
ابتعد عني قليلا .. وأخرج سيجارة ..
"منذ متى تدخن ؟؟"
" السؤال منذ متى لا أدخن .."
لم أكن أعرف أنه يدخن .. قلت له بصراحه " أتريد قتل نفسك بهذه السموم ؟؟"
لكنه بدا كمن يسكن ألما مع كل نفس يأخذه ....
اتجه إلى الكرسي وجلس . ..وقال وهو ينظر إلى حوض الأزهار " ما أخبارك يا فاطمة ؟؟"
جلست إلى الكرسي الآخر وقلت " لايجب أن تدخن ..أتعرف عمتي ؟؟"
" لم أرك منذ وقت طويل ,أدهشني التغيير الذي أنت عليه .."
" لا أعرف لم تقتل نفسك .. إن بهذه السيجارة مائة عنصر كيميائي يدمر خلايا جسدك ويضعف مناعتك .."
أخذ نفسا آخر وقال " تغيرت ملامحك كليا .. لم تعودي كما كنت مليئة بالحياة .."
نظرت إليه .. واكتشفت أن كلا منا يتكلم في شيء لايعيه الآخر .. قلت متابعة الحديث " ألا ترى أن علبة السجائر كتب عليها التحذير ؟؟ أمراض القلب وسرطان الرئه ..ماذا تريدون أكثر من هذا .. السيجاره بنفسها تصرخ وتقول ساقتلكم ..ورغم هذا تدخنونها ,,لا أفهم ..والمفروض أن يضعوا نفس التحذير على وجبات الهمبورغر والبيتزا والبيبسي والبطاطا المقلية .. سأقتلكم !" ..

" أتوقع أنه كان سببا قويا ليجعلك بهذا السخط ..خذي .."
ومد سيجارة إلي ...
"لا .."
" خذي تحتاجينها ..صدقيني .."
أمسكتها .. بينما أشعلها لي .. ترددت قليلا . لكني أخيرا جربتها .. وكان طعمها مقرفا .." إنها مقرفة لا أعرف كيف تحتملها .."
لكنه غرق في أفكاره .. وعاد ينظر إلى حوض الأزهار .. بينما عدت أنا إلى السيجارة التي في يدي .. وخلال دقيقتين .. اعتدت وجودها .. ولم يعد الطعم المقرف ..أصبحت أنفث كل ما بي ..كل ما يختلج قلبي .. وسكنت أعصابي لدقائق ..
رميت بعقب السيجارة ..
" أرأيت ؟؟.. الأمر يبدأ بشيء نلهي أنفسنا به عن التحدث والتفكير .. سواء كان سيجارة أو طعاما أو ...حتى الرياضة .. لكل منا إدمان ..سببته الضغوطات النفسية التي تختلج أرواحنا .. بينما المطلوب هو أن نتكلم ..فقط أن نتكلم ونخرجها من قلوبنا..أن نبوح بكل جروحنا ومشاعرنا ودموعنا ..لكننا دائما نجبن ..ونخشى أن نجرح الآخرين ..فتبقى قابعة في زاوية من زوايا روحنا ..تطلب الخروج ..تصرخ أطلقوا صراحي ..لكننا نغذيها ..إما بسيجارة ..أو بطعام يزيد عن حاجتنا .. لنغطي حاجتها .. وأنواع الإدمان لاتنتهي .. ماتطلبه أرواحنا .. هو التحرر .. وما نفعله نحن ..هو أن نسجنها أكثر فأكثر .."



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:35 PM   #38 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


كل كلمة نطق بها لامست شغاف قلبي .. لامست جروحي .. فبكيت .. وقلت رغم دموعي " وما يجعلك تلجأ إلى هذا... مالذي تخفيه قل ..انطق بكل ما يعتل قلبك ..لاتخنقه برائحة التبغ لأجل لا شيء .."
نظر إلي بصدق .. " أخفي .. شعورا ساميا ..وإن نطقت بإسمه سأدنسه ..وأدنس صاحبته .. "
"هل تحب ؟؟ .. من هي ؟؟..."
" أنت .."
وقف شعر جسدي ,,لكنه أكمل مبتسما " تعرفينها ..:"
قال مبتسما " كان رد فعلك مضحكا .. للحظة تجمدت ملامح وجهك ..إنها ابنة عمي مريم .. أحبها منذ طفولتي ..لكن .. يبدو أنها ستكون من نصيب غيري .."
" ماذا تقول ؟؟ ...لماذا لاتخطبها ؟؟"
"فعلت ..ولم يكتب لنا أن نكون معا.."
أخرج سيجارة أخرى وأشعلها وتابع حديثة ...
" كم خسرتي ؟؟"
"خمس وثلاثون كيلو جراما .. كانت تمنعني عن الدنيا "
ابتسم وقال " لم تمنعك عن العالم . ..بل عن شيء آخر "
"ماذا تعني ؟؟"
" بنيت هذا الحاجز ..وبقيت خارجا .."
وقف وقال وهو ينظر إلى أعالي الأشجار " واجهت جروحا ربما ...أو آلاما .. ولتختبئي ..لجأتي إلى الطعام .. وفقدت السيطرة .. وفجأة .زادت الأيام آلامك ..فكبر هذا الحاجز .."

"الذي عزلني عن العالم ."

"لا ..بل ...عزلك عن نفسك .. "

وقفت واقتربت منه " ماذا تقصد ؟"
"مازلت كما انت ... ربما فقدت الحاجز ..لكنك اعتدت البقاء بعيدا .."
لم أفهم مايعني . قال بعد أن أخذ نفسا أخر " ألا تشعرين بأنك تشاهدي قصة حياتك من بعيد؟؟"

"الكل يشعر هكذا يا عبدالعزيز لكنه لايعني شيئا .."

" قليلون من يشعرون هكذا .. لاتكتفي بالمشاهده .. عيشي حياتك .. لا تجعلي الأمور تحدث لك ..أنت بادري إليها .. وإن عانيت من الصدمة والألم .. تقبلي الأمر بروح واقعية .. فكري بالإيجابيات .. ولاتفكري أبدا أن عدة كيلو جرامات زائدة هي ما سجنتك عن العالم .. أو سببت لك أزمة ...من سبب الأزمة هو أنتي .. أنت من لجأت إلى الدهون لتنسى آلامك .. ولاتتغيري أبدا وتفكري أنك أصبحت عادية .. لا .. يجب أن تبقي كما أنت ...."

"أبقى ماذا غبية ؟؟ بدينة ؟؟ نكته ؟؟"

" بل مميزة .. كنت تتصرفين على طبيعتك ..نحن نعرف من هي فاطمة .. لاداعي لإرتداء الأقنعه .."

تركته ودخلت إلى الداخل .. لا أفهم ما تعني يا عبدالعزيز .. لكن أمثالك إنقرضوا من زمن بعيد .. لقد إنتهى عصر الفلاسفة ..فلم يعد أحد يأبه لكوامن النفس البشرية ..ولم يعد أي شخص يسأل عنها ..


لم يعد المنزل كما كان .. أحس أنه تحول إلى قطعة ثلج كبيرة .. غادرت جدتي منذ يوم واحد .. وأنا أشعر بوحدة فظيعة .. خرجت أمي لتلبية دعوة احدى سيدات المجتمع .. رمت منال طفلها لدى المربية وذهبت لمنزل والدتها مع أخي مبارك ..
خرج محمد فهو مدعو في منزل سارة اليوم ..أما سالم وابراهيم .. خرجوا برفقة أصدقاهم .. فاليوم اجازة ..
أشعر بفراغ قاتل ..بوحدة لايوجد في المنزل سوى الخادمات ...جلست في الحديقة وبقيت أنظر إلى الفراغ ..الساعة السادسة مساء ..وأبي لاأثر له ..
سمعت صوت سيارة آت .. فأحكمت حجابي ونظرت بإتجاه الباب ..كان والدي برفقة فيصل يتحدثون معا ويضحكون ..لا أنكر ان قلبي انقبض في تلك اللحظة توجهه والدي إلي وهو يبتسم
" فاطمة .. "
وقفت لأسلم عليه ..
" ماذا تفعلين هنا ؟؟؟"
ابتسمت بهدوء وقلت "لاأحد في المنزل .. فجئت لأجلس قليلا هنا .."
"تعالي للداخل .."
" كيف حالك فاطمة ؟"
التفت إلى فيصل وكان والدي قد دخل إلى المنزل " بخير ."
تبعت والدي ببطء ..
" فاطمة .. ابقي مع فيصل قليلا .. سأستحم وأعود بعد دقائق ..
طلبت من الخادمة تجهيز عصير له .. ثم جلست في الصالة الكبيرة وهو يجلس أمامي .. لم أنظر إليه .. منعني كبريائي من توجيه الكلام إليه ..

" فاطمة أنا أحبك .."

أغمضت عيني لدقيقة .. ولم أنتبه للدموع التي تدافقت .. أنني في أحد أحلام اليقظة بلا شك ..

" فاطمة هل سمعتيني ؟؟"
نظرت إليه . لأجد نظرة صادقة في عينيه .. لكني لم أستطع سوى نطق كلمة واحده
" أنا ؟"
نظر ليتأكد من عدم وجود أحد وقال " أجل .. أنت .. "

أنزلت رأسي اجتاحتني أسمى المشاعر .. لحظة سعادة فريدة من نوعها .. الأخلاص والوفاء والشوق والحب والعشق والتفاني والفرح .. والحزن .. لا أعرف لما اجتاحني الشعور الأخير ,, لكني كنت .. غير مصدقة .. لأي شيء ..

" هذا الشعور ليس وليد اللحظة فاطمة .. منذ إلتقت عيناي بعيناك وأنا أفكر بك في كل لحظة .. لا أعرف لماذا في البداية .. لكني .. متأكد .. أنني .. "
وقبل أن يكمل حديثه سمع خطوات قادمة .. فقال هامسا " أحبك "

جاءت الخادمة لتضع العصير أمامه ثم غادرت ..

التقت نظراتي بنظراته .. تحققت أعظم أحلامي .. قال مبتسما " رغم أنك كنت تغيظيني في البداية ... لكنني .. كنت أبتسم عندما أخلو لنفسي .. أتذكر عيناك .. كنت أتمنى أن أعرف بم كنت تفكرين .. لكني لم أنجح .. "

خجلت عندما سمعت كلماته .. لكنني لم أتفوه بكلمة .. اكتفيت بإبتسامة خجوله .. ونظرة مليئة بالمشاعر تجاهه .. قال مبتسما
" أدفع عمري كله فقط لأعرف سبب هذه النظرة .. لك مليون ريال مقابل أن أعرف بما تفكرين في هذه اللحظة .."

بما أفكر ؟.؟ ... هل تعرفون بما أفكر ؟؟ .... أفكر في تلك السيجارة التي دخنتها بالأمس برفقة عبدالعزيز .. إن طعمها فعلا مقرف

************************************
أتمنى فعلا أن أقول أنه إلى هذه النقطة بدأت السعادة في حياتي ونهاية القصة وإلخ ...
لكن هذه لم تكن سوى البداية ! ...

أجل اعترف لي فيصل بمشاعر كان يخفيها وهي في صالحي ..
أجل فقدت خمس وثلاثون كيلو جراما كانت تشوه شكلي ..
أجل خرجت جدتي من منزلنا وارتاحت أمي وتعذبت أنا لفراق العزيزة ..
ستتزوج سارة بمحمد .....
لكن مالاتعرفونه هو الأسوأ ..

لم يسأل أحد عن مريم ..
ولم يفكر أحد ماذا سيحدث لحسن ؟؟ ..
الآتي هو الأصعب . فحتى الآن ... كنت قوية .. لكن ماحدث لاحقا جعلني هشة لا أتحمل نسمة هواء .. قوية لا أسمع لا لقلبي أو لأي كائن آخر في هذه الحياة .. ومنهم فيصل !....



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:35 PM   #39 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_29 _

بعد تصريح فيصل الأخير أصبحت أغرق في بحر الحب كلما رأيت عينيه في العمل .. وأبتسم لا إراديا له . .. ويهمس بحذر حتى لايسمعه عمي
" أحبك " ..
..
كنت أفرح .. لم أنطق وأجيبه .. لم أقل له أحبك .. احتفظت بخجلي .. وكنت أكتفي بايتسامة خجولة ..
كنا نتحدث لغة العيون .. رغم أن العمل ازداد بشكل كبير هذا الشهر .. لكني كثيرا ما كنت أراه يقف ويحدق بي .. وكنت أشعر كأني شمعة متقدة تذوب خجلا وحبا ! ..
ثم طلب مني الحضور إلى مكتبه ..
دخلت بخجل .. قال لي " أريد أن أطلب يدك من عمي ويصبح كل شيء رسمي .."
كان يقف قريبا من مكتبه وأنا أقف في منتصف المكتب .. اقترب مني وقال بهدوء
"لكني سأنتظر حتى تتزوج منى .. "
رفعت رأسي مستغربة من قراره هذا فقال " احتراما لمشاعرها .. لا أود أن تحقد منى عليك أو عمتي .. هل أستطيع أن أطلبك منك أن تنتظريني ختى ذلك الوقت ؟؟"
ابتسمت .. أجل ..سأنتظرك لآخر عمري .. لكن خجلي وحيائي جعلاني أكتفي بهز رأسي بأجل .. استغربت .. منذ أيام كنت سأصرخ به وأخبره بحبي لكني الآن لا أكاد أجرأ على النطق بحرف ...

كنت أعمل على الكمبيوتر عندما رن هاتف العمل ..
" مكتب الأستاذ خالد ..."
قبل أن أكمل نطق صوت أعرفه " فاطمة ؟"
" مريم ..أهذه أنت ؟"
" أجل .. أريد أن أقابلك بعد أن تنتهي من عملك .. هلا أتيت إلى البحر حيث اجتمعنا أنا وسارة وانت آخر مرة ؟ "
" حسنا .. سآتي .. سأنتهي بعد ساعة ونصف .. والطريق سيكون .. "
" سأكون أنا هناك ,, أنتظرك .."
أغلقت الهاتف .. واستغربت من كلامها البطيء وبرودة هذا الاتصال . ...لابأس سأعرف بعد قليل .. لن أبني الإفتراضات السيئة ..


لكن الأفكار بقيت تزداد سوءا .. لم أعتد أسلوب مريم هذا .. مئة قصة وقصة اجتاحت مخيلتي .. اتصلت بسارة لأرى ما إستجد معها .. ولم أذكر مريم ..
" فاطمة لن تصدقي .. محمد قرر موعد حفلة زواجنا .."
ابتسمت فرحه وقلت " أخيرا ؟؟ "
" أجل .. خلال ثلاثة أشهر .. لذا سأسافر برفقة والدتي إلى أكثر من مكان خلال الشهرين القادمين .."
كانت سعادتي لاتوصف أخيرا .. ستنضم سارة إلي .. سأنسى الوحده .. ولن أهتم بفكرة بقائي وحيدة طوال اليوم ..
عبرت لها عن فرحي بهدوء .. رغم رغبتي الشديدة في الصراخ عاليا والقفز كطفل يعبر عن فرحته .. أغلقت الهاتف .. وأنا أنتظر مرور الوقت كي أسرع وأذهب إلى حيث سألتقي مريم ..
استغربت أن عمي أجل سفره في هذه الأيام .. لقد كان سيسافر إلى حسن .. دخلت إلى مكتبه حاملة التقارير التي طلبها ..
كان يضع رأسه على مكتبه ولم يرفعها وقال هامسا
" فاطمة .. اذهبي الآن .. "
" أذهب إلى أين ؟"
" أي مكان .. فقط غادري .."
لم أفهم مايعني عمي .. توجهت لمكتب فيصل متوترة
"مابك ؟"
" عمي .. إنه .. لا أعرف .. لايعجبني .. "
"أهدئي .. مالذي حدث بالضبط ؟؟ .."
" لا أعرف ..كان يضع رأسه على مكتبه .. وطلب مني المغادرة .. دون سبب .. "
أشار إلى المقعد وقال "انتظريني هنا "
هززت رأسي وغادر ..يا إلهي .. ماذا يحدث .. انتابتني موجة توتر غير طبيعية ..في البداية مريم .. والآن عمي .. بعد دقائق عاد فيصل مبتسما
" كان عمي متعبا لاغير .. اذهبي إلى المنزل لأنه سيغادر أيضا فلا داعي لوجودك العمل قليل اليوم .."

كانت طريقة فيصل في الحديث لاتعجبني .. كان يقول الكلمات بدون تفكير .. وابتسامته الصفراء لم تعجبني ..
توجهت إلى مكتبي حملت أغراضي ..ونزلت للسائق الذي ينتظرني منذ اتصلت بي مريم ..


::::::::::::::::::::::::::::::
ما صدمني فعلا أن مريم لم تكن هناك ! ,,بقيت أنظر إلى الأمواج المتلاطمة بقلق .. مئة فكرة وفكرة تعصف برأسي ..
انتظرت لمدة نصف ساعة .. أقف هناك .. لا أعرف لم تأخرت مريم ..
خرج السائق من السيارة ليسألني مالنهاية لإنتظارنا هذا .. لكني لم أجبه .. سأنتظر حتى تأتي مريم .. جلست على الشاطيء وأخرجت بعض الجداول الخاصة بمواعيد عمي وحاولت أن أنظمها ..
بعد نصف ساعة أخرى تعبت من البقاء هكذا أنتظر ..وقفت لأتجه إلى السيارة لأجد سيارة رباعية الدفع تتجه نحو البحر .. كان يقودها شاب يرتدي ثوبا أسود ونظارات سوداء لايمكن أن يكون عمره أكثر من سبعة عشر عاما ..
أوقف سيارته وخرج منها ببطء .ليفتح الباب الخلفي ..وتخرج يد امرأة لتستند عليه ..انقبض قلبي عندما رأيته يسند مريم ليخرجها من الباب الخلفي ..
ركضت باتجاها وقد أخرستني الصدمة " مريم ؟؟؟؟" ..
ابتسمت ابتسامة واهنة وكانت ترتدي نظارات شمسية تخفي بها عينيها ..
اتجهت نحوي ببطء لنعانق بعضنا .. وبدموع ..
أخرج الشاب سجادة صغيرة ثم أسند مريم وجلسنا أمام البحر وعاد الشاب ليركب سيارته وينتظرنا ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:36 PM   #40 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


" مريم ..أخبريني .."
وقبل أن أنطق نظرت إلى الشاب وقالت " أنه أخي الذي كنت أكلمك عنه دائما .."
" ناصر؟"
" أجل .. تأخرنا لأنني تأخرت في موعد مع الطبيب لتحديد موعد لجلسةالعلاج. "
" جلسة علاج ؟؟ "
أخفضت رأسها لدقيقة وقالت " أجل .. أنني أعاني من اللوكيميا .."
وقف شعر جسدي منذ أن نطقت أحرف الكلمة الأخيرة .. قفزت الدموع إلى عيني .. ألهذا السبب كانت تختفي بدون أي وداع ؟؟ ...حركت أصابعي بتردد لتمسك بكتفها ..ثم ..احتضنتها وأنا أبكي بشدة .. كانت ترتجف ..والنظارة الشمسية تخفي تعبير عينيها ..
"كيف ؟؟ ومتى ؟؟ ولماذا ؟؟"
كنت أمطرها بالأسئلة بينما يدها الضئيلة تمسك بيدي لتهدئني ..
"كيف ؟..ولماذا ..للأسف ..سؤالين أنا نفسي أبحث عن أجابتهما .. لكن متى .. منذ وقت طويل .. كنت ..أمر بنكسات قوية فيحملوني للعلاج في الخارج دائما ..إنه أمر الله ..قدر ورضيت به ..لكني اليوم كنت قد قررت أن أطلعك بحقيقة الأمر ..أنك تستحقين هذا .."
لا أعرف لم بقيت أبكي لكنها هدأتني " أتـذكرين فاطمة .. عندما كنا صغارا عندما كنا نتحدث لساعات ونشكو ليعض آلامنا ؟؟ أتذكرين .كنت أشتاق لهذه الايام وأنا في الغربة ..أود أن اعود لتلك الأيام ..عندما كانت أسوأ مشكلاتنا .هي البدانة ؟؟ .. أقسم لك أني مستعدة لأعود لتلك الأيام ..أقسم .."
بدأت مريم تنتحب بطريقة تمزق القلب ...
لم تكن تعاني من مرض فقدان الشهية كما ادعت سابقا بل كانت تعاني من سرطان الدم ..المرض الخبيث .. ثم استطاعت بعد علاج متخصص في امريكا أن تقف على قدميها وعادت إلى هنا .. ولكنها طوال عام كامل أهملت العلاج ..وانتكست حالتها بشدة .. كانت تظن لفترة بسيطة أنها أصبحت طبيعية ... لكن لم يدم الحلم كثيرا ..
كان آخر عهدي بها اتصال .. وكانت تحدد موعدا مع احد المستشفيات للمعاينة .. ولكنهم أدخلوها إلى العناية المشددة ..
لم يبق لها في هذه الحياة الكثير .. انها مسألة وقت ..

لكم حزنت ..ولا أستطيع وصف حزني .. لكني استغربت لم لم تخبرني ..لكنها قالت بيأس " لم ترغب أمي أن ينتشر الخبر حتى لايؤثر على فرصتي في الزواج " ..
ضحكت بعدما رأيتها تضحك.. ثم بكينا معا .. يالها من أم !
"ستبقى أمي .. أشعر أنها لاتريد التصديق أني قد ..وصلت إلى النهاية .."
"لاتقولي هذا ...أرجوك مريم تحلي ببعض الأمل "
"فاطمة ..إنها تقتلني ببرودها .. إن كان المرض يقتلني مرة .. فهي تقتلني مائة مرة حتى ناصر لم يعد يطيق الحديث معها .. أنني أحتاجك فاطمة .. أحتاجك ..أريدك أن تسانديني عديني بذلك .."

رغم عدم معرفتي في ماذا تريدني مريم أن أساندها لكني قلت فورا
" حسنا .. سأساندك .. أنا معك أعدك بهذا ..."
" اريدك أن تتوجههي إلى ناصر وأخبريه أني لن أتلقى العلاج بعد اليوم !"
انتابتني رجفة قوية قلت والدموع تتدفق من عيني كألأنهار " ماذا تقولين ؟"
"أرجوك فاطمة "
هززت رأسي بعنف " لا .. لا .. لا .. ماذا تقولين هل جننت ؟؟ "
"أرجوك فاطمة ..لقد تعبت .. وأريد الــ.."
"لا ...لاتقوليها ..لن أدعك .. هل جننت .. لا يا مريم .. أرجوك عودي إلى عقلك .. هذا انتحار ..لا .."
أردت الخروج الابتعاد لكنها أمسكت يدي وأخرجت يدها التي تملأها الندبات البشعه
" أتعرفين ماهذا ؟؟ .. كل أربعاء .. أتعرفين مامعنى أن تسري النار في عروقك ؟؟"
" أفهم شعورك .."
صرخت بي
" لا تفهمين .. لاتفهمين ماذا تفعل هذه السموم بي .لاتفهمين مقدار الألم ... لاتفهمين عندما أتقيأ أحشائي عندما أنتهي من هذه الجلسه .. لاتفهمين كيف أرى شعري ينتثر على وسادتي كل صباح .. الشعور بالغثيان .. أنت لاتفهمين ماذا يعني أن تكوني بلاقيمة .. بلاحياة ..مستلقية طوال الاسبوع على سرير بارد لاترين أحدا .. لاتجدين حضنا يدفئك لدقائق ..أنت لاتفهمين .. أرجوك .. أخبريه أنني تعبت ..فهو يرفض أن يستمع لن يقنعه سوى مساندتك لي فهو يفهم ما كان بيننا وكيف كانت صداقتنا .. ..أرجوك يا فاطمة .. أنني أتعذب ..من أجل لاشيء .. حتى والدي أصبح يتفاداني .. لايقترب مني ..ارجوك .."
انخرطت مريم في بكاء ونشيج جعلني أبكي معها .. وأخذها في حضني .. أريد أن أثبت لها أنني أحبها .. لا أريدها ان تستسلم..

"أرجوك مريم .. أرجوك . سأبقى إلى جانبك .. لن أدعك وحدك بعد الآن لكن .. لن تتركي العلاج ...."

قالت بهدوء " لقد وعدتني .. أرجوك فاطمة .. كرهت الحياة لم أعد أرغب في العيش من أجل من سأعيش؟؟..لم يبق لي الكثير .. أشهر معدودة .. لا أريد أن أنهيها مستلقية على هذا الفراش .. لأزيد دقيقة أو دقيقتين من عمري .. إن كان العلاج سيثمر شيئا غير ابقاءي على قيد الحياة لأيام بسيطة .. لما رفضته .. لكني ..سأموت وقد تقبلت هذه الحقيقة .. أريد أن أزور بيت الله .. أريد أن يتذكرني الجميع وأنا في كامل صحتي . ..لا أريد أن أتمدد على فراشي حتى مماتي..أجل سينهشني المرض الخبيث .. لكني ..أريد أن أنتهي من هذا المرض .."
لم أستطع سوى البكاء .. وكنت قد قررت أن أركب سيارتي وأغادر كأني لم أكن هناك ولم أعد مريم بشيء .. لكني وقفت وتوجهت وأنا أبكي إلى سيارة ناصر الذي خرج من سيارته .. كانت على مدى بعيد قال بهدوء
" أقنعتك ؟"
هززت رأسي بلا .. ثم قلت وأنا أحاول أن أهدأ " إنها تريد أن ...................... لبي لها أمنياتها ..أرجوك .."
لم أستطع منع نفسي من البكاء أكثر .. "وأخبرها أنني سأراها لاحقا .. لأن .. ""
ركضت إلى السيارة وأخبرت السائق أن يتحرك.. التفت لارى ناصر يتجه نحوها ويسندها برفق لكي يدخل بها إلى السيارة ..ولم أستطع كبح دموعي ...
لا أعرف إلى أين أود الذهاب ..لا أعرف ..لكن انتهى بي الأمر أقف لدى مطعم .
جلست على الطاولة لوحدي ..وطلبت ثلث مايوجد في قائمة الطعام ..
جلست هناك أكل ..وأبكي .. أكلت كما لم آكل منذ عام !...كلما أكلت أكثر ازدادت دموعي .. أحشو فمي بكل أصناف الطعام ..كأني أريد أن أقتل حزني ! لكن هذا لم ينفع .. لاشيء مما أكلته استطاع أن يخرس صرخات روحي النازفة أو يقتل ألمي وحزني !!
اتجهت إلى الحمام وأفرغت كل مابجوفي وانهرت في البكاء بلاوعي .. مريم .. مريم !! ...كان الشيء الوحيد الذي نطقت به ..
اغتسلت وحاولت ان أجمع شتاتي ...دفعت فاتورة المطعم رغم نظرات النادل المستغربة وعدت إلى المنزل ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما يبكى القلب فى صمت محمودعمر زآۈيـﮧ حرهـﮧ 10 04-12-2012 04:17 PM
الردود ضحكتني !! بيشو وسـعُ صدرڪ 10 09-15-2010 01:35 PM
الفرق بين الرومانسيه والحب صدى الالم زآۈيـﮧ حرهـﮧ 2 04-05-2010 05:28 AM
شو بتنتظر روح بوسها هلا الأميـرة الدلـوعة طآۈلـﮧ آلنقآش 15 03-15-2010 07:01 AM
°l||l° عندما نعشق من هو ليس لنا °l||l° صمت الشوقٌ الشعر والخواطر والقصائد 2 09-27-2009 10:04 AM


الساعة الآن 08:37 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w

المنتديات العامـﮧ - لڪل طريق بدآيـﮧ ۈهنآ بدآيتنآ - الاسلام والشريعه - زآۈيـﮧ حرهـﮧ - طآۈلـﮧ آلنقآش - أقســآم حــواء - مآئدهـﮧ بنوته - ڪل مآيشمل حۈآء العامه - منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ - الشعر والخواطر والقصائد - ڪآن يآمآ ڪآن -منتديات ترفيهيـﮧ - آلسفر - آلسيآحـﮧ - فسحـﮧ بنوته - وسـعُ صدرڪ - نجۈم آلملآعب - منتديات التقنيـﮧ - صۈر - ڪآريڪآتير - آلڪمبيۈتر - آلآنترنت - سلـﮧ مصمم - Baѕket Designer - منتديات اداريـﮧ -  قسم الصوتيات والمرئيات للهواتف  - عآلم آلسيآرآت - الحياة الأسريه -  قسم الطلبه وحقيبه الطالب  -  قسم للفـن العـامــ  -  قسم للسينما  -  قسم الانمي والدرامه الاسيويه  - المنتديات الرمضانيه - فـَنْ الـدِيَكْـوورَ, -  قڛم ديـڕتي  - مقآطع آليۈتيۈب YouTube -  قسم تجهيز العرائس  - آلطب ۈآلصحــﮧ - مآسنجر - تۈبيڪآت -  قسم الهواتف العامه  -  قسم العاب الهاتف  - قسم الرسائل sms و mms - منتديات الفنون -  قسم المقابلات  - المنتديات الفنيه -  قسم الافلام العربيه  -  قسم المسلسلات والمسرحيات  -  قسم الافلام الاجنبيه  -  قسم افلام الكرتون  -  قسم sports TV  -  قسم لأرواحنآ هذيـآن  - المواضيع المميـــزة - المســـابقــات - [ ڪـُـرســِي آلإعـتـرآف ] - تصويت كرسي الإعتراف - منتديات الاعضاء - [ جِـسـرُ ـآلتوآصـُـل ] - عدسـة الأعضـــاء - ڪل مآيشمل آدم - عالم الطفل -  قسم iPhone  -  قسم Blackberry  -  اقســام ادم  -  قسم نجوم بوليوود وهوليوود  - للروايات المكتمله -  قسم صور الانمي -  قسم فديو الانمي  - N E W S ~ حدث الساعه - قصص الانبياء و الصحابه - صوتيات ومرئيات اسلاميه - مَسسَآاحـﮧ لِ خِدمَـة ﯘ تَـڸـبِيَة طَلبَآات الْأعضَاء - أدَواتْ ۈ مُلحًقاآت ۈ دُروس تَصمٍيم - تصاميم جاهزه-رمزيات جاهزه-تواقيع جاهزه -اكشِن-ايطارَات-بَاترن-خطُوط-خامَات-فرًش-سكِرابٍزْ لِ التَصمِيم - درُوس فوتوشوب-درُوس تَصاآمِيم - شرح خصاآئص المنتدى - خاآص بِ الترقيـﮧ والتهنئـﮧ - أفڪآر من ذهب - موآضيع ما تظهر فيها الصُصُصُور - عُذوبَهہ متًجدِدهہ - المڪتَب الإدآري -مطبخ بنوته الرمضاني-اكلات رمضانيه 2011-وصفات رمضانيه-حلويات رمضانيه2011 - حلويات-دروس تحضير حلويات-حلويات مطبخ بنوته - قسم تفسير الاحلام - صُـور لِلتًصمِيمْ - بنوتة ask me - عصيرات-مشروبات ساخنة-عصيرات مثلجـه-آيــس كــريم - منتديات متخصصة iphone - منتدى شروحات الجيلبريك - منتدى برامج السيديا ( Cydia ) - منتدى برامج الايفون والايباد 


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0