عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:28 PM   #25 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



_21_
الورقة البيضاء!



كانت تمرينات الإيروبيك أصعب من المشي .... كدت أصرخ كل عشر دقائق من الحركة ..
قالت سارة وهي تقف بقربي ولايبدو عليها التعب " ارتاحي .. وإشربي القليل من الماء .. ولا تطيلي الراحة قفي بسرعه "
فعلت ما طلبت وكان صعبا جدا .. عدت للتمارين الشاقة .. كانت المدربة متساهلة معي .. لكن شديدة مع الفتيات الأخريات .. وعندما انتهينا قالت إحدى الفتيات " غدا ستجعلك ترتاحين مرتين فقط وبعد غد مرة واحده لمده يومان .. ثم لن ترحمك لانها تعرف أن جسدك اعتاد التمارين "
قلت بكآبه " وأنا كنت سعيده لإعتقادي بأنها ستشفق علي في المرات القادمة "
ابتسمت الفتاة وقالت " ستعتادين الأيام الأولى هي المؤلمة "
عدت للمنزل مع سارة التي قالت لي
" لقد عرفت الطريق .. وسأتصل بك كل يوم .. لأتأكد من ذهابك "
"ألن ترافقيني ؟؟"
"لا .. لاتعجبني نظرات منال .. وأمي ترفض فكره قدومي يوميا إلى هنا .."
قلت لها " أنا سأصحبك .."
قالت بابتسامة حنونه " يجب أن تعتمدي على نفسك .. ثم إن أمورا كثيرا ستشغلني العرس الدراسة محمد ! "
ابتسمت وشعرت أن ابتسامتي جهد متعب " يبدو أن محمد حقق حلمه أخيرا ووجد من تحبه "
قال بخجل ملموس " أجل .. أحببته .. إنه حنون رائع ."
قلت بفرح " أنا متعبه لكن كلماتك جعلتني أرتاح قليلا "
قالت بهمس "ما أخبار فيصل ؟؟"
" لاجديد .. سوى أن اليوم قال لي بعد مقلب سخيف أنه سيجد طريقه لإيلامي "
قالت سارة بسخرية
"لايحتاج لذلك .. إنك تبكين ألما من وهمه .."
"إنه كما قلتي وهم ...وداعا"
نزلت وأنا أشعر بعظامي محطمه .. وقلبي محطم ..اتجهت لغرفتي أغرق في نوم عميق ..ولم أستيقظ سوى في اليوم التالي .. !
مر أسبوع وأنا أشعر أن عظام جسدي قد تحطمت .. وأنا أقاوم رغبة شديدة في الذهاب إلى احد مطاعم الوجبات السريعة وإلتهام طن من الأكل اللذيذ ..فسارة خلقت لي نظاما غذائيا فقير بالدهون والنشويات .. وهي ما أشتاق إليه بشده !
أصبحت لا أتحدث مع فيصل على الإطلاق ..وإن أردت شيئا بعثت له الفراش ...
قال لي عمي مرة " شيء واحد ندمت عليه ..هو قبولي بفسخ
الخطبة بين فيصل وابنتي ..."
وأخيرا فتح شخص ما الموضوع المحرم ..قلت له بفضول
"ماسبب ذلك يا عمي ؟؟لم فسخ فيصل خطوبته بحمده ؟"
قال لي عمي "السبب هو التعيس حسن ...لقد مللت من هذا الصبي ..ولا أعرف أين اختفى الآن ...إنه يدمي قلبي بضياعه ..لقد حدثت مشاده بينه وبين فيصل أدت لفسخ الخطوبة .."
"ماذا ؟"
"أجل .. لا أعرف ماذا قال حسن لأخته حتى تقرر رفضها لفيصل ...وبعد فسخ العلاقة اكتشفت حمده حقيقة الأمر ..وأن ماقاله حسن ليس بالشيء الأكيد وأن فيصل سجله نظيف ,..لكن فيصل استعجل وخطب منى...فندمت حمده على ماحدث ..ولاتستطيع أن تعود له بعد أن خطب ابنه عمتها ...فهي تعيش تعيسه الآن ...لايفارقها الحزن ..أما فيصل فانتقم لكبرياؤه ولقنها درسا ..."
لم تستطع فاطمة أن تصدق ماتسمع من عمها ..يا إلهي ..فيصل ..أنك معذب قلوب العذارى ... أيوجد فتاه أخرى في هذا العالم تشعر بما أشعر به بسببك ؟؟
قررت أن أعود مع عمي إلى منزله ذلك اليوم .. لأرى حمده .. جلست معها لدقائق ..كانت تسرح كثيرا .. ثم تعود لتعلق تعليقا قصيرا .. وأخيرا قالت لي " أنت تعملين مع أبي ؟؟"
"أجل .."
"مع فيصل ؟؟؟"
هززت رأسي بأجل ...قالت لي وهي تحاول أن تخفي عينيها تحت غرتها الكثيفة "كيف حاله ؟"
" لا بأس .."
لم أستطع أن أجيبها فقد كنت أبكي من الداخل .. قالت لي
" هل هو سعيد مع منى ؟"
لم يا حمده تعذبين نفسك ؟؟ ...قلت لها اجابة محايده
" لا اعرف ..: "
لكنني كنت أعرف ..أنه يحب منى ..ومنى تحبه ...قالت لي بهمس
" هل أئتمنك على شيء ؟"
هززت رأسي ..فقالت "اتبعيني .."
ذهبنا إلى غرفتها .. أخرجت ظرفا .ومزقت ورقتين من أحد الدفاتر ..وحشرتهما داخل الظرف ووضعته بين كفي ..
"" أرجوك ..أرجوك ...أوصليها لفيصل ؟ .."
هززت رأسي بحاضر ..
سألتها "ماهذه ؟؟"
كان سؤالي سخيفا للغاية ...قالت لي في يأس
"إن أردت قراءتها إقرأيها أنت فقط .. لكن لاتدعيها تقع بين أيدي أي شخص غير فيصل .."
لا أعرف لماذا سمحت لي بقراءتها ..قلت لها "هل أنت متأكده ؟"
"أجــــل .."
كانت حمده يائسة جدا .. قالت لي بعد دقائق وهي تبكي
"تقدم لي خاطب جيد ..وسأقبل به .. لكن كانت هناك كلمات أحتاج لقولها إلى فيصل ... لهذا .. كتبتها بهذه الورقة حتى أنتهي من كل شيء يربطني به وأبدأ حياة جديد .."
قلت لها وأنا أكاد أبكي "وإن أرسل لك ردا ؟؟"
قالت في ثقة "لن يرسل .. "
خرجت من عندها ذلك اليوم وأنا مستعجلة للعوده لقراءه ماذا يوجد في هذا الخطاب ... ولم أستطع الإنتظار ..فتحته وأنا في السيارة .

إلى فيصل ..
كبداية أعتذر عما بدر مني من سوء بالظن ..كان يجب أن أثق بك ..آسفة ..وفقك الله في زواجك من ابنة عمتي ..وادع لي بالتوفيق في حياتي انشاء الله ..وما بدأناه بالمعروف سننهيه بالمعروف فلاضغينة بيننا بإذن الله أبارك لمنى وسأزورها يوما ما .. فقد رزقها الله زوجا صالحا .. أتمنى لكما التوفيق ..
أتمنى أن لاترسل ردا .فلتكن هذه الرسالة آخر رسالة بيننا ..

ابنة عمك .


لم توقع حتى بإسمها !! يا إلهي ..لم تشف هذه الرسالة غليلي ..رسالة لاتحوي شيئا سوى كلمات توفيق! صدمت كثيرا ..لم تشبع فضولي في معرفة المزيد عن خطبتهما الماضية .. ولم تذكر أي تفاصيل تستحق اللهفة التي كنت أشعر بها !! ..أعدت الورقة لكنني تذكرت تمزيقها لورقتين من الدفتر ..نظرت إلى الظرف لأجد ورقة فارغة لم أفهم المغزى .. أتكون بالحبر السري ؟؟ يالمخيلتي الواسعه!! أهي قصة لشارلوك هولمز؟؟انني مدمنة قصص بوليسية ..كدت أن أرمي الورقة الفارغة من السيارة .. لكني لم أفعل .. أعدت الرسالة إلى الظرف ... يا إلهي إنها الخامسة لدي اليوم ايروبيك ... وضعت الرسالة في دفتر مواعيد عمي ..وحشرتها في شنطتي .. أدفع نصف عمري لمعرفة لغز الورقة البيضاء ... لأنني رأيتها تمزقها على حده .. إن لها لغز ..
وجدت سارة تنتظرني هناك .بدأنا تمرينات الإيروبيك وأنا أكاد أصرخ من التعب .. كانت المدربة قاسية فعلا .. يا إلهي تمارين البطن عشرون مرة ؟؟ أكاد أجن .. ماذا تفعلين بي يا سارة إنك تعذبينني ..
شعرت بعضلاتي تكاد أن تتمزق ...
قلت لسارة ماحدث اليوم فقالت لي ساخرة "هل تعدين دكتوراه عن حياته السابقه .؟؟ أنا لا أفهمك يافاطمة ... لم تعذبين نفسك من أجل لاشيء ؟؟ لم ذهبت لحمده وشغلت نفسك بفصول غريبة من مراسلات العشاق ؟؟ لا أفهم ماذا تفعلين .."
لم تفهم ولن تفهم سارة أبدا مايملأ قلبي من مسودات ومشاريع وخطط أنا نفسي لا أعلم عنها!
عدت إلى المنزل وأنا أفكر .. إن حمده مسكينه .. بل غبية غبية كان بين يديها فيصل .. كان بين يديها .. رجل مثله تقبله المرأة بكل عيوبه ..بكل خياناته .. بكل سيئاته .. بكل مغامراته .. إنه..فيصل .. الرجل الذي اذا اشتعل غضبا أشعر بأني في قمة الحب .. فكيف سأتصرف إن اشتعل حبا ؟؟ ... كم أود أن أعرفه عن قرب .. كم أود أن أحفظ كل تحركاته كل همساته كل ابتسامة له في ذاكرتي لأسلي نفسي في وحدتي ..
أفقت من تفكيري لدى رؤيتي لأمي تنتظرني ..
"مساء الخير .."
"مساء الخير ..أين كنت ؟؟"
"في نادي الرياضة برفقة سارا .."
لمحت الرضا في ملامح والدتي ..وقالت بابتسامة عريضة
"ماذا ؟؟ رياضة ؟؟ "
"أجل ..إنني أرغب في خسارة بضع كيلو جرامات .."
اتجهت لغرفتي .. مررت بمنال ..
""كيف حالك .."
"جيده .. "
لكنها لم تكن كذلك .. منذ خطوبة محمد .. وهي منفعلة جدا .. يبدو أن الحمل يجعلها سيئة الطبع ..إنني أرى مبارك دائم السفر ..وهي تبقى وحيده في غرفتها أو في منزل والدتها ..
دخلت لغرفتي ..فتحت الثلاجة ..إنني جائعه جدا .. لكن لم يكن هناك شيء سوى طبق من السلطة .. غضبت كثيرا ... أغلقت الثلاجة .. رفعت سماعة الهاتف لأتصل بمحل البيتزا ليرسل لي بيتزا بالمارتديلا وجبن الموزيريلا .. .. وخلال عشرين دقيقة وصلت .. نزلت إلىالمطبخ للأتناولها .. حملتها واتجهت إلى أمام التلفاز ..لأتابع بشغف أحد أفلام باربرا سترايسند الرومانسية .. الذي يحكي قصة حبها مع مطرب مشهور وحولها إلى نجمة .. بكيت كثيرا عندما انتهى الفيلم ... يا إلهي .. لا أحد يشعر بالسعاده .. إلى الأبد .. .. نظرت إلى البيتزا ..وكنت قد إلتهمت نصفها .. وضعتها في الثلاجة ..وإستسلمت للنوم .. استيقظت في الصباح على رنين الهاتف وكنت قد اعتدت ذلك من سارة ..
"أخبرني محمد أنه رأى بالأمس سيارة البيتزا "
"يا إلهي ألا تنتهيا ؟؟ هل أصبحت محور أحاديثكما ؟؟ هل عينته ليتجسس علي ؟؟ "
"أتسمعين نفسك ؟؟ إنك تتخذين سياسة الهجوم أفضل وسيلة للدفاع .. هل تعلمين أنك بما تناولته قد خسرت تعب الأسبوع الماضي ؟؟"
قلت يائسة "إحتجت لأن أكافيء نفسي .. لقد خسرت 2كيلو جرام "
صرخت سارة بغضب " المكافأة عندما تخسرين 15 كيلو جراما ! هكذا كان إتفاقنا .أنني سأدعوك إلى مطعمك المفضل ومن ثم نستأنف الحمية .. ماهذا . .كلما خسرت اونصة كافأتي نفسك بالأطعمة الدسمه ؟؟ بيتزا ؟؟ بيتزا ؟؟ .."
أغلقت سارة الهاتف وكانت في قمة غضبها .. شعرت بالأسف على نفسي .. والإحراج منها ... أخرجت ماتبقى من البيتزا وأرسلتها إلى المطبخ ..كفى .. كفى .. ماهذا ؟؟
خرجت لأمشي .وذهبت الخادمة في رفقتي . وعاقبت نفسي بأن سرت ثلاثين دقيقة إضافية .. اليوم إجازة .. اتجهت بعد المشي الى المنزل .. جلست مع جدتي قليلا .. ورأيت والدي الذي لم أره منذ فترة طويلة ..
"كيف حالك؟"
"بخير وأنت يا أبي ؟؟"
"بخير .. سأخرج ..أخبري امك ."
"حاضر .."
خرج ولاحظت أن جدتي غاضبة منه .. قبل رأسها كالمعتاد لكنها لم توجه له كلمة .
سألتها والشك يملأني " ماذا هناك ؟؟"
لم تجبني جدتي وأشارت لي بيدها تصرفني .. قلت لها قبل ذهابي
"سأذهب لمنزل عمتي "
صرخت جدتي "لا ..:"
لم أفهم .. قلت "لماذا ؟؟"
لم تجبني جدتي سوى "لن تذهبي اليوم لمنزل عمتك ..ولانقاش في هذا الموضوع اذهبي لغرفتك .."
لم أفهم اتجهت لغرفتي وأنا أشعر بإكتئاب شديد ..ان جدتي مكتئبة ولاتريد ان تخبرني شيئا .. عدت مرة أخرى لغرفتي وأخرجت المفكرة وقرأت رسالة حمده مرة أخرى .. ونظرت للورقة البيضاء ..إنها تختلف عن ورقة الرسالة .. لم أفهم ...حدقت فيها لمده ساعة ..ولم أخرج بإجابة .. أعدتها إلى مكانها .. وأمسكت بإحدى المجلات لاقلب بين عروض الأزياء وأتحسر ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس