close أهلا بك فى منتديات بنوته
هل تريد التسجيل في منتديات بنوته ؟
نعم أريد التسجيل لا شكرا, أريد التصفح فقط

إحصائيات المنتدى: المواضيع: , المشاركات: , الأعضاء:

 

 

 

http://bnota.net/pic/uploads/images/Bnota-ad2e09bc60.gif

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتديات بنوته > منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ > ڪآن يآمآ ڪآن > للروايات المكتمله


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2010, 12:26 PM   #21 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم



_18_

دناءه !...ومفاجأة !

أصبحت منال لا تخرج من المنزل بتاتا .. فقد ازدادت تعبا .. وأصبحت أخواتها يأتين إلى منزلنا طوال الوقت .. ولم يكن حجابهن محكما، كثيرا ما كانوا يرمين به مجرد دخولهن المنزل ... كانوا ثلاثه هيا و هدى وندى ..يأتينا بأبهى حله ... ولا يفكرن بوجود شباب في المنزل ! ...
أتين ذات مساء . وكانت الخادمة نائمة فاضطررت لتلبيه طلب جدتي وارسال العصير لهن .. اقتربت من الباب ليصلني صوت منال
" انها تذهب أكثر من مرة في الاسبوع إلى منزلهم .. أتوقع أنها تريد ايقاع عبدالعزيز بحبالها .. سمعتها مره تتكلم إليه عبر الهاتف .. انها لاتخجل ... أجل وسمعت جدتها تقول أنه من الأفضل لها لو تزوجت عبدالعزيز فشاب طيب مثله سيرضى بنصيبه ولن يتكلم ! "
رنت ضحكات شقيقاتها بلا حياء
عاد صوت منال لتتكلم "أخبرتكن أن تأتين الساعة الرابعه وليس الآن .. خرج كل الشباب .. ولن يروا أي منكن .. لقد سمعت أم زوجي تتكلم عن رغبتها في تزويج محمد .. أرجوكن إلتزمن بالخطة التي أخبرتكن إياها لا أريد أن يتزوج أي من أشقاء زوجي امرأة غريبه .. أريد أخواتي بقربي "

لم أستطع سماع المزيد لم أكن ممن يحبون التجسس . .. انسحبت بهدوء وأخبرت جدتي بأن منال ستأتي وتأخذ العصير .. سحبت نفسي بقوة إلى غرفتي وازددت غضبا من دناءة منال وكيف تطلق عني الشائعات !! بقيت كل كلمة نطقتها تدور في رأسي .... كل قصة حبكتها بدناءتها تسخر مني !!! يا إلهي ... يا إلهي ...
أككل هذا يدور من حولي ولا أعلم ؟؟ استسلمت للبكاء لضعفي وعدم امتلاكي للجرأة في الصراخ عليها ومواجهتها في كذبها .. عبدالعزيز؟؟؟ ...يا لمخيلتكن الواسعة ...

لكنني اعتزمت شيئا واحدا ... لن أدع أي من أخواتها تتزوج بأخي ... لذا واعدت سارة ذات يوم في احد المجمعات وطلبت من محمد ايصالي .. كانت سارة تقف منتظرة قرب أحد المحلات الشهيرة .. أشرت إليها وقلت لمحمد "تلك صديقتي تستطيع الذهاب وسأعود معها .. "
نظر إليها محمد بإعجاب ..
سارة فتاة جميلة تملك من المميزاات الكثير .. بالتأكيد سأرغب بها كزوجة لأخي .. كنت قد فكرت في مريم .. لكن مريم ذكرت لي مرة عن رغبتها في السفر إلى الخارج ... وإكمال دراستها ..
قال لي " عرفيني عليها "
قلت له بحزم " إنها ليست من ذلك النوع .. "
صمت ولم يتكلم .. اقتربت منها أكثر فرافقني إلى أن وصلت إليها .. فقال باحترام "السلام عليكم "
"وعليكم "
التفت لي وقال " سأذهب .. مع السلامة "
نظرت إلى أخي الوسيم وهو ينصرف .. باحترام .. ثم نظرت إلى ساره وشعرت كأن علامة استفهام ضخمة ارتسمت فوق رأسها ..
"ماذا حدث للتو؟ "
قلت لها مفسرة " هذا أخي محمد ... "
قالت بصوت غريب " فهمت "
"ماذا فهمت يا ساره عما تتحدثين؟؟"
قالت بذكاء أدهشني " أتعرضيني عليه ؟؟ ... أترغبين في أن يتزوجني ؟"
لم أستطع الحديث من دهشتي ... لكن ساره ابتسمت .. وقالت " فعلت مها نفس الفصل معي منذ شهر .. "
" أعرضتك على أخوها ؟؟"
" لا بل على خالها ... لكني لم أرض فهو كبير بالسن .."
" ومحمد "
" لا أعرف .. لا أريد أن أعلق آمالي .لا أعرف مالذي أوحى لكن أنني أبحث عن زوج .... لكني لن أغفر لك جرأتك .. لهذا سوف تدفعين ثمن تذاكر السينما والعشاء .."
" لا أمانع "
واتجهنا لنأخذ مانتاوله خلال الفيلم ..
عدت للمنزل لأفاجأ بمحمد ينتظرني ..
" كيف حالك ؟"
" بخير وأنت ؟؟"
" لست بخير .. منذ رأيت صديقتك وأنا أفكر بها .. ابنة من هي ؟؟ أخبريني عن كل شيء عنها "
صدمت لردة الفعل السريعة التي رأيتها لدى محمد .. أخبرته كل شيء عن سارة وشخصيتها الرائعة .. والحنونة .. وأخبرته إن كان يفكر في فتاة أخرى لكنه اعترف لي بصراحة
" رأيت أخوات منال لكن لم تعجبني أي منهن ... لكن صديقتك .. شعرت أنها دخلت قلبي بسرعة .."
" حقا ؟؟ .. حب من النظرة الأولى "
" لا .. لكنني أفكر في الزواج .. على الأقل عقد القران .. لا أريد أن أفعل كما فعل مبارك الزواج سريعا .. أريد أيام الخطوبة وحفلة الخطوبة .. .. أريد أن استمتع بكل لحظة حتى يحين الزواج .."
صدمني كلام محمد وأخبرته مايجول في خاطري وذكرني نوعا ما بعبدالعزيز ..
" انك رومانسي نوعا ما.. لا بل كثيرا .. .."
" لا .. الفكرة هي أنني أحتاج على الأقل لسنة أو سنتين حتى أجهز نفسي للزواج .. حيث أنني مشغول هذه الفترة بالعمل ولدي الكثير من الدورات ولن أستقر في عملي لمدة سنة .. لكن لا أريد أن أمضي الوقت وحيدا .. أريد خطيبة .. "
" اذن سارة هي المناسبة لك تماما .. "
شعرت بفرحه من خلال قسمات وجهه .. ولا أعرف ..لكن خلال الأيام التالية حدث الكثير .. أصبحت خطبة محمد لسارة رسمية ..لم يمانع أبي أو جدتي التي أثنت على خيار محمد كثيرا خصوصا أنها تعرف سارة ورأتها أكثر من مرة .. وكانت أمي توافق جدتي رغم أنها لاتعرف ساره كثيرا !
أما أنا ففي قمة الفرح .. !! ...ستصبح صديقتي الرائعه سارة بالقرب مني ... وسأغيض منال !!

**********
كنت في غرفة سارة أحدثها عن محمد .. قالت بتردد ..
" لكني .. أشعر بتردد وقلق .."
حاولت تهدئتها " لماذا .؟؟ محمد لايريد الزواج الآن .. يريده بعد سنه أو سنتين .. ستتعرفان على بعض جيدا ... "
" أريد فعلا أن أكون بقربك .. وأشعر أن محمد يشبهك "
صرخت "ماذا ؟؟أتقارنين بين محمد وبيني ؟؟ محمد رشيق ووسيم شخصيته رائعه .. "
" هذا ما أقصده .. إن شخصيته يجب أن تكون جميلة كشخصيتك أنت .. أعتقد أنه حساس أيضا ! "
"حساس ؟؟ "
" أجل فأنت حساسة ورقيقة كثيرا "
" لا أعرف .. إن كان حساسا .. لكن شخصيته قوية جدا لدرجة أنه إذا لم يعجبه شيء يبين هذا وبقوة .."
" لادخل لهذا بذاك ... أنا فتاه طائشة أخاف أن أفعل شيئا يجرحه ..أو ..يسيء إليه "
"ساره ؟؟كلامك يحيرني .. عندما تتزوجان ستصبحان شخصا واحد .. وستتقبلان تصرفات بعضكما وعيوبكما .. فلايوجد أحد كامل .. وستبنيان امبراطوريتكما الصغيرة بغباءكما وحكمتكما ومشاكلكما وحبكما ..ستكونان قريبين من بعضكما البعض .. وستزول كل الحواجز .. "
ابتسمت سارة . وقالت " مايريحني .. أنك ستكونين موجوده .. بالقرب مني .يا أفلاطون !."
ابتسمت ووضعت ذراعي على كتفها " أجل لن يفصلنا سوى غرفتين .."


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:26 PM   #22 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_19_


مرحلة جديدة ...
_________


أنهيت دورة السكرتارية . والكمبيوتر. شعرت بتغير كبير في حياتي .. ذهبت لمكتب عمي في وزارة الخارجية . وكان قد جهز لي وظيفتي .. ذهبت لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي .. دخلت إلى مكتب عمي عبر سكرتيرته (شيرين ) ..
"أهلا .. أهلا .. بابنة أخي العزيزة .. أنا على وعدي .. لكن .. يجب أن تثبتي نفسك ."
شعرت بالخجل من ترحيبه " شكرا يا عمي .. إني فرحه لأنني سأعمل معك ... هنا ... "
جلست بعدما سلمت عليه .. قال بسرعه
" لدي عمل الآن .. لاتخيبي ظني بك ... أريد منك أن تستلمي السكرتارية بدل شيرين .."
أصبت بالهلع وخفت أنني قد تسببت في طرد شيرين
" وشيرين؟؟ "
"ستنتقل لفرع آخر بالقرب من منزلها كما طلبت مني .. لكنها لن تنتقل حتى تعلمك كل العمل الذي تحتاجين لتعلمه .. لدي الآن مراجعات ومعاملات .. اذهبي لشيرين واجلسي في المكتب المقابل لها .. ستبقى هي لمده يومين .. "
شعرت بالإرتياح وتمتمت بسعادة " شكرا يا عمي .. "
... قال مصححا لي بجدية " أستاذ خالد "
فهمت اصراره على الرسمية بيننا فقلت بهدوء " عن اذنك أستاذ خالد .. "
خرجت وأنا أشعر بطموح غريب .. سأثبت نفسي .. ولن أدع عمي يستطيع الإستغناء عني .. عدت لشيرين .. مددت يدي لأصافحها كبداية لتعارفنا" أنا فاطمة .. السكرتيرة الجديدة .. "
ردت بابتسامة مشرقة
" تشرفت بمعرفتك ... "
خلال الثلاث ساعات التالية عرفت الكثير عن عمل عمي ...وأوراقه .. ومن حسن حظي أن لغتي الإنجليزية جيده جدا فقد اكتشفت أن معظم مراسلات عمي تكون بين مكاتب خارجية من كل الدول أسبانيا وأمريكا وبريطانيا ... وعرفت نفوذ عمي الكبير في هذه الوزارة ...
ـ أتعبت يا فاطمة ؟؟
نظرت إلى شيرين التي بدت صغيرة في العمر رغم الشعيرات البيضاءالتي تخللت شعرها الكستنائي ...
" لا بالعكس .. إنني مذهولة فقط لم أتوقع أن أبدأ بهذه السرعة .." .
نظرت إليها وتجرأت على سؤالها " كم عمرك شيرين .. ومنذ متى تعملين لدى عمي "
أجابت في خبث "أهم الأشياء التي لاتسأل المرأة عنها ... عمرها .. لكني أقول لك أنني لوتزوجت وأنا في عمرك الآن .. لأصبحت لدي فتاة في عمرك .."
انها في منتصف الثلاثينات إذن .. فقالت متابعة حديثها " أعمل لدى عمك منذ عشر سنوات تقريبا .. انتقلت معه خلال ترقياته كان لايثق بأحد سواي .. "
" اذن لماذا الآن ؟؟ "
كانت تفهم معنى كلماتي ماسبب رحيلها .. لم يقنعني عمي بقوله أنها تريد عملا بقرب سكنها .. هناك سبب آخر
نظرت إلي شيرين وقالت " لسببين .. الأول .. أنه وجد أخيرا شخصا يثق به كثقته بي .. والسبب الثاني .. سأحتفظ به لنفسي .. "
شعرت أن هناك لغزا لاتريد شيرين الكشف عنه .. لكن لايحق لي السؤال .. شعرت بالخجل من نفسي وفي نفس الوقت بالإطراء .. أن عمي يثق بي ..ولم أعمل لديه بعد .. سأثبت استحقاقي لثقته ..طرق الباب فنظرت . كان يقف هناك الطيف الذي حاولت نسيانه طوال الأشهر التي مضت يقف أمامي وقد اعتلت الدهشة وجهه ..كما اعتلت المشاعر قلبي من جديد
" السلام عليكم ...فاطمة ماذا تفعلين هنا ؟"
توقف قلبي لحظات من نظراته وسؤاله ..وشكرت الله أن شيرين أجابت عني
" أنسيت يا فيصل ؟؟ ستحل محلي .."
" ماذا ؟؟ .. هل الأستاذ خالد موجود ؟؟ "
شعرت بغضبه من فكرة عملي لدى عمي وبان الإستياء على وجهه للحظة شعرت أنني احدى بطلات الروايات الرومانسية .. حيث يغار البطل على حبيبته و .. عدت للواقع ووجدت نفسي أحدق في الأوراق التي أمامي وفيصل يقف هناك منتظرا خروج شيرين .. من مكتب عمي ..
وشعرت بغباء لانهاية له !إلى أين قادتني أفكاري؟؟ كيف أمكنني أن أعود إلى هذا كله بعدما قررت الانتهاء من هذه الأوهام ؟؟ نظر إلي نظرة اخترقتني وقال بلامبالاة " متى ستعملين هنا ؟"
خرجت الكلمات من فمي بصعوبة " اليوم ..بدأت "
شعرت بالخوف .. نظراته كانت غاضبة أنه يعارض فكرة عملي هنا بالتأكيد ..
خرجت شيرين وابتسامة عريضة على وجهها
" تفضل .."
دخل فيصل وأغلق الباب خلفه .. نظرت إلى شيرين " ماذا يعمل فيصل هنا ؟؟ "
"فيصل ... انه مدير المكتب"
توقف قلبي للحظات .تذكرت أن هيا ابنة عمي الصغيرة أخبرتنيس مرة أنه يعمل مع عمي ..كيف نسيت ؟؟ . الحماس الذي بدأت اليوم به بدأ يتلاشى .. هل هذا يعني أنني سأراه كل يوم ؟؟ جزء من قلبي رقص .. وجزء آخر بكى ..
خرج فيصل من المكتب متجهم الوجه .. وقال " فاطمة هلا أتيت إلى مكتبي "
لكن عمي خالد خرج من المكتب وقال بلهجة جاده " فيصل .. انتهينا من هذا النقاش يا فيصل .. فاطمة عودي لعملك .. "
صمت فيصل وغادر المكتب غاضبا .نظرت إلى عمي أبحث عن إجابه فابتسم بود أراح قلبي .. وقال " تعالي .. "
تبعته إلى داخل المكتب .. وجلست على الكرسي للمرة الثانية اليوم
قال ساخرا " تعرفين .. شباب اليوم .."
" لم هو غاضب ؟"
"لا عليك منه .. وإن وجه لك كلمة واحده ... أخبريني بدون تردد .."
إذا .. هي غيرة الرجل الشرقية ... لايريدني أن أعمل في نطاق عمله .. لايريدني أن ...أن ماذا ؟؟ يا لأفكاري السخيفة ..
انتهى اليوم الأول عدت للمنزل أريد فقط أن أحدث سارة وأخبرها عما حصل معي .. طلبت رقمها فوجدته مشغولا .. ابتسمت وشعرت بالغيرة.. منذ عقد قرانهما .. سارة ومحمد يقضيان الوقت في الحديث الدائم ...شعرت أنه أخذها مني .. كنت دائما أجدها عندما أحادثها .. اتصلت بمريم .. التي ستسافر ثانية بعد أسبوع ..
" مرحبا "
"أهلا ... للأسف فاطمة لا أستطيع محادثتك الآن.. لدي مقابلة وسأذهب إليها .."
"مقابلة ماذا ؟؟"
" لا أعرف ... بالضبط لكني مضطرة للذهاب فقد تأخرت .. سأحادثك قريبا .."
أغلقت الهاتف وأنا أشعر برغبة قوية في الصراخ .. أريد أن أحدث شخصا ما عما في داخلي من أعاصير .. أعدت طلب رقم سارة .. لايزال مشغولا .. تبا .. عما تتحدثين أنت ومحمد كل هذا الوقت ..
شعرت بغضب وغيرت ملابسي ونزلت لجدتي لأجلس معها قليلا ..
عدت بعد نصف ساعة لغرفتي ..وطلبت رقم سارة .. لكنه لايزال مشغولا .. طرقت الباب الخادمة .. وأخبرتني أن هناك من يريد الحديث معي .. رجل ..
ارتديت حجابي ونزلت مستغربة من يكون .. دخلت الصالة كان يجلس لوحده .. والغضب يشع من عينيه جعلني أرتجف
"السلام .."
لم أكمل السلام حتى هب واقفا غاضبا
" ماهذا يا فاطمة ؟؟ لم تجدي مكانا للعمل سوى في مكتب عمي ؟؟ هل انتهت الوظائف ؟؟ألا تملكين أي ......"
تراجعت بخوف إلى الوراء وعرف هو أنه أرعبني بصراخه .. فإعتذر " لا أقصد أن أخيفك .. لكن .. ماذا تفعلين ؟؟؟ "
لم أعرف بما أجيبه ...إلتزمت بالصمت.. لا أريدأن أترك العمل .. وفي الوقت ذاته أريد أن أرضي فيصل بشتى الطرق .. لم أستطع أن أنظر إليه ولم أستطع تحمل الموقف فإنفجرت بالبكاء كطفلة صغيرة لاتعرف ماذا تفعل !...
"لانبكي فاطمة .. أرجوك لاتبكي .. لا أقصد أن أصرخ ..رجاء يا فاطمة رجاء .. "
استمراري بالبكاء كان رغما عني ... قال بلهجة هادئة جعلتني أبكي أكثروأكثر "لما لاتكملين الجامعة؟؟ لم لاتعملين في مدرسة ؟؟ عملك في مكتب عمي سيجلب المشاكل للجميع .."
لثانية نسيت كل آلامي ونسيت كل دموعي وفكرت باستغراب أيه مشاكل ..
لم يجبني انما قال بجدية وهو يقف ويبدو أن دموعي جعلته يتراجع عن موقفه " ان شئت الإستمرار ... فعليك ألا تغادري المكتب .. إن أردت شيئا إطلبيه مني .. لاتختلطي بباقي الموظفين لأجل مصلحتك .."
خرج وتركني في دهشة وذهول ... عدت لدموعي وركضت إلى غرفتي ... لا أعرف ماذا أفعل .. بكيت كثيرا .. ولكني خرجت بقرار لارجعة عنه " سأكمل العمل في مكتب عمي "
سأعانده ... لا لشيء ..فقط لمجرد العناد !
عدت اليوم الثاني إلى المكتب .. وجدت شيرين تنتظرني ..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:27 PM   #23 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


"صباح الخير "
"صباح الخير ... سنبدأ اليوم في طريقة ترتيب الملفات .."
بدأت العمل مع شيرين وأنا أحاول أن أركز في ماتقوله ..
لكن كنت أنظر إلى الباب بين حين وآخر .. أخشى من نظرات فيصل وغضبه .. أو ربما أترقب دخوله بكل لهفة .. !
لكن مر ذلك اليوم دون أن أراه ...
وكذلك اليوم الثالث ..
غادرت شيرين واستلمت العمل بصفة رسمية .. وأصبحت مجتهدة في عملي .ولم أستطع محادثة سارة طوال الأيام الماضية..

كنت أطبع كتاب طلبه عمي مني على الكمبيوتر عندما دخل أحد الموظفين
" هل الأستاذ خالد موجود؟"
"لحظة"
دخلت إلى مكتب عمي أحمل الكتاب الذي طلبه وقلت له
" مساعد المدير عبدالرحمن ..يود مقابلتك "
"أجل .. أرسليه إني أريد أن أحدثه لاتدخلي أحدا ...."
خرجت وأخبرته أن عمي ينتظره . جلست على مكتبي أنهي أعمالي من خلال الكومبيوتر عندما دخل فيصل يحمل ملفا بيده ..أخيرا .. رأيته .. لكني تصرفت ببرود وكنت أعمل على الكومبيوتر بتركيز مزيف ..
"هل هو لوحده ؟"
رفعت رأسي وقلت " إنه يجتمع مع مساعد المدير عبدالرحمن "
توجه نحو باب المكتب ليدخل لكني لم أستطع منع نفسي " لحظة "
"ماذا "
"يجب أن أعلمه بحضورك "
ارتسم الغضب على ملامح وجهه .. وقال وهو يحاول أن يتكلم بهدوء " أنا مدير المكتب .. وحضوري مهم .."
قلت وأنا أحاول التظاهر بأني غير مهتمة بغضبه " طلب مني الأستاذ خالد عدم دخول أي شخص ..انتظر لدقيقة .."
رفعت السماعة ورد علي عمي " نعم"
" أستاذ خالد مدير المكتب السيد فيصل هنا "
" كنت سأطلبه .. أدخليه "
"حاضر .."
إلتفت بثقة إلى فيصل وقلت " تفضل "
نظر إلي نظرة نارية تحمل الكثير من الغضب والحقد ودخل إلى المكتب .. لكني عدت إلى عملي وحاولت تناسي نظرته تلك ..
ولكنني للأسف لم أنسها !!
خرج عبدالرحمن وذهب وبقي فيصل .ثم خرج بعد دقائق ونظر إلي . كأنه أراد أن يوبخني لكنه عدل عن ذلك وخرج.. فتح عمي الباب وقال بمرح " تعالي أيتها القطة المشاكسة .. "
ضحكت .. ودخلت قال لي "ماذا فعلت بفيصل "
"لم أفعل شيئا ..طلبت مني ألا يدخل أحد ولم أسمح له بالدخول دون إذنك "
"إنه فيصل ..مدير المكتب ... عندما يحضر مرة أخرى أدخليه ..فأنا أثق به كثقتي بك ..."
"آسفة "
نظر إلي بود وقال مبتسما
"لا ..لا تتأسفي .. يسرني أن يغضب فيصل بين فترة وأخرى ..أحب أن أتسلى برؤيته ينفث النار .. "
" يبدو أنه كان كتنين هائج مؤخرا !"
قلت هذا بعفوية فإنفجر عمي في الضحك ابتسمت بدوري فقال عمي.. "لم أكن أراه مؤخرا سوى غاضب ... أيتها القطة المشاكسة .. لنذهب للمنزل .. أصبحت الساعة الثالثة عصرا .."
" حسنا "
وفي الطريق إلى السيارة قال عمي بمرح " أتودين الذهاب معي إلى بيت عمتك أم عبدالعزيز ؟"
" أرغب في هذا "
وكنت أرغب في هذا فعلا ..فلقد اشتقت إلى صافية ومنى .. وعمتي ..وعبدالعزيز ..
وصلنا إلى المنزل بعد أن مررنا بإحدى المطاعم وحملنا غداءنا معنا .. كنت أحب حنان عمي خالد .. كان لايتوانى عن عناقي والدخول معي في أحاديث شيقة .. وودت كثيرا لو كان والدي بهذا الحنان ..كانت فرحة عمتي لاتوصف برؤيتي وعمي خالد ...لم يكن عبدالعزيز موجودا .. لكن قضينا وقتا ممتعا في الحديث مع عمتي وعمي .. ودخلت إلى غرفة منى التي قالت لي بهدوء " هل رأيت فيصل ؟"
"أجل .. "
" انه غاضب من عملك ..يقول أنه يرفض أن تكون ابنة عمه تعمل في مجال مختلط .بين رجال غرباء .لكني تشاجرت معه ..ان هذا سخيف ..انك تعملين مع عمي ..ومعه ..لايحق له بالغضب .."
لذت بالصمت ولم أعرف ما أستطيع القول .. أنزلت رأسي وقلت
" هل لازلتما متشاجران ؟"
قالت منى "لا .. لكنه لم يعد يكلمني في الموضوع وهو ما يخيفني ..لا أعرف ما رأيه "
قلت لها " لازال غاضبا ..وخصوصا بعدما حدث اليوم "
سألتني منى " ماذا ؟ ماذا حدث "
أخبرت منى بما حدث ولم تعلق .. لكني لا أعرف لماذا كنت أشعر بغضب شديد .. خرجت إلى حيث يجلس عمي وعمتي وكان عبدالعزيز قد انضم إليهما ,,,قال لي "ما أخبارك .؟"
" بخير .."
كان عمي وعمتي يتناقشان في موضوع جانبي بينما جلس عبدالعزيز بقربي وقال " أخبار عملك الجديد "
"رائع "
"رائع ؟؟ "
" رائع "
أكدت له ذلك بإبتسامة .. فقال "ماذا حدث لكوفي عنان ؟؟"
قلت "بعض الأحلام ..تبقى مجرد أحلام"
ابتسم وقال " أكملي دراستك ..أرجوك .."
قلت بعزم وتأكيد " لا .،...يعجبني عملي "
"لكنه لايعجب فيصل .."
كأنه كان يدرس ردة فعلي فقلت له في لامبالاة مصطنعة " لا يهمني ..فيصل .. مايهمني أن عمي يثق في قدراتي "
قال بسخرية "لكنك في السابعةعشرة !"
لم أرد أن أجيبه ..لكن نطقت عفويا " يحق لي أن أفعل ما أريد "

كعادته ..يعرف متى بالضبط أغضب ومتى يغير الموضوع فقال لي في مرح " ألن تباركي لي ؟؟ لقد خطبت لي صافية إحدى صديقاتها "
لا أعرف مالذي إعتلاني من مشاعر غريبة لكن قلت له " حقا ؟هل أنت صادق فيما تقول ؟؟"
قال لي في خبث " لا إني أكذب "
لم أستطع منع نفسي من لكمة بخفة على كتفه .. لكنه لسبب ما خلق لي أسئلة كثيره كرهت أن أفكر بها..
قال سائلا إياي " ماذا كان شعورك .."
"لا أعرف ..تفاجأت .."
لا أعرف معنى نظراته .. لكنه ابتسم ..
عدت ذلك اليوم إلى المنزل وبقيت اتحدث مع سارة على الهاتف طويلا ..حتى دخل محمد وغضب مني وقال
"دعيها تغلق الهاتف ..أريد أن أحادثها "
قالت سارة " أخبريه أني لن أحادثه طالما هو بهذا العناد "
"أي عناد .."
"أخبريه وحسب "
إلتفت إليه ونقلت له الرسالة فقال بغضب
" لن أرضخ لرأيها أخبريها هذا .."
خرج من الغرفة بغضب وعدت لها "مابكما ؟"
قالت " يريد أن نتزوج في الصيف ..وأنا أريد الزواج في الشتاء ! "
" جيد .فليكن في الخريف أو الربيع ...كلا خياراتكما سيئة "
"أنك على حق يا فاطمة ..."
" يالكما من زوجين "
قالت لي "فاطمة ..لم لا تتبعي حمية ريجيم حتى تفاجيء الكل في حفل زفافي "
لم أجبها نظرت إلى نفسي في المرآة ..وتذكرت ماحدث في زفاف أخي مبارك .. ملأتني الأحاسيس الغامضة ..تذكرت نظرات فيصل ...فقلت تلقائيا " حسنا !"




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:27 PM   #24 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


-20-
ريجيم ..........
ـــــــــــــــــــ


لازلت أتذكر صراخ سارة وسعادتها بقولي ..ومازلت أتذكر صمتي وتفكيري العميق ...
واستيقظت في اليوم التالي على رنين الهاتف نظرت إلى الساعة كانت الخامسة صباحا ..
هلعت ...وقفزت بسرعه "ماذا ! ماذا"
" صباح الخير فاطمة ..هيا ..لقد بدأت اليوم مرحلة جديدة ."
"سارة ؟؟ ماذا ؟؟"
كنت لا أزال أرتجف وكان صوت سارة كان باردا كالثلج منذ الصباح ..جاءني صوتها بكل ثقة ..
" جدولك لهذا اليوم .. اذهبي للمطبخ تناولي عصير برتقال فقط من دون سكر..ثم انتظريني عند الباب ..وارتدي ملابسك الرياضية أسفل عباءتك .."
لم أستطع سوى ترديد " ماذا ؟؟ماذا ؟؟"
أغلقت سارة الهاتف وأنا لم أستوعب بعد ماقالته ..عدت للنوم ..لكن لم تكن لدي أي رغبة للعودة للأحلام .ذهبت لأغسل وجههي وأغسل أسناني وأصلي صلاة الصبح ..
وبعد انتهائي توجهت للمطبخ وكنت قد ارتديت ملابسي ..سكت كوبا من عصير البرتقال .. كانت الخامسة وعشر دقائق ..وجدت جدتي تقف وهي مستغربة ..
"ماتفعلين يا فاطمة في هذا الوقت ؟"
" لاشيء .."
"إلى أين ذاهبة؟"
" أتوقع للرياضة مع سارة .. "
"في هذا الوقت ؟"
قلت باستسلام "لاتسأليني ..إنها سارة "
ابتسمت جدتي وسألتني "هل صليتي الفجر؟"
"أجل .."
عات لغرفتها تاركة اياي أواجه عصير البرتقال المر الذي أمامي .. وكم وددت أن أتناول فطورا شهيا .. ثواني واستمعت لطرق الباب توجهت لأجد سارة تقف وهي مبتسمة " لنذهب !"
"أين "
"لنمشي لمدة ساعة ..هيا .."
لم أتحدث معها طوال الطريق لثقتي بأنها متحمسة كثيرا للفكرة عكسي ...وصلنا برفقة السائق إلى شارع جانبي ..نزلت وأنا صامته ..وأخرجت ساره قنينة ماء وأعطتني إياها وقالت ...
"طول هذا الشارع 2 كيلو متر ذهابا وايابا ..سأجلس في السيارة وأدرس ...لدي امتحان بعد ساعتين ...لكني سأتبعك مع السائق في السيارة .. لا تخافي ..خذي .."
وأعطتني جهاز تسجيل صغير ..وقالت "بعض أغاني الروك لكي تزدادي نشاطا ! "
صرخت بعدما استوعبت حديثها "لوحدي ألن تمشي معي ؟؟"
قالت في هدوء "لا ... لا أحتاج للرياضه ..فجسدي مناسب ..اقطعي الشارع ذهابا وايابا لمده ساعه .. لكي نذهب .. "
أمسكت بقنينة الماء ووضعت المسجل على أذني وبدأت بالمشي ..استحملت أول ربع ساعه ..ثم بدأت بالصعب .. شعرت أن جسدي يصرخ بي قفي ...كل عضلاتي بدأت بالإنكماش ...فالرياضة عدوي اللدود ...وشعرت أن كل عضو من أعضاء جسدي يتهمني بالخيانه ..أردت أن أتوقف ..لكني لم أستطع .. بعد ربع ساعة أخرى شعرت بتعب شديد .. يا إلهي سأموت .. أريد الإتجاه إلى السيارة لكن سارة وقفت بعيدا .. حركت قدمي بتعب .. أريد الوصول فقط الوصول ,,فالمشي السريع أهلكني ..اتجهت للسيارة فنزلت سارة ونظرت إلى الساعه وقالت " بالنسبة لأول يوم ..سأجعلك ترتاحين .."
وددت أن أخنقها بأصابعي ... جلست بالسيارة ...وعندما وصلنا للمنزل ..رفضت النزول ..لا لسبب معين ولكن لأن قدماي خذلتني بشكل مريع فهي تؤلمني بشده ! ..
لا أعرف كيف وصلت إلى غرفتي في الطابق الثاني ..لكني أعرف أنني استغرقت وقتا طويلا لأنقل قدمي في كل خطوة ..وبعد حمام منعش استرخيت ...لا أريد الحركة ...نظرت إلى الساعه تكاد أن تصبح السابعه ..أرغمت نفسي مجددا على الوقوف وارتداء ملابسي والتوجه للعمل وأنا أكاد أبكي !
شعرت بعظامي تكاد تتفكك .. والجوع استبد بي ..لكني وعدت سارة ألا أكل سوى ما سترسله لي كإفطار .. وعند الساعة العاشرة دخل الفراش ليعطيني كيسا صغيرا .. كان به حليب أبيض ووقطعة خبز صغيرة محشو بجبنه بيضاء ...غضبت كثيرا لكن لجوعي الشديد تناولت ما أرسلته سارة .. وبينما أنا أتناول فطوري دخل فيصل وهو ينظر إلي نظرات لامبالية ودخل لعند عمي فورا ..سقطت الساندويش من يدي . ولملمت ما أمامي بيأس ...ووضعته جانبا ... كانت نظرته نظرة ازدراء أكثر منها لامبالاة .. ولكني
قررت في قرارة نفسي " سأبهرك ..وسأجعل نظرتك هذه تتغير إلى العكس تماما .."

عدت للمنزل .. لاجد الخادمة قد وضعت لي غداء وهو عبارة عن عصير برتقال ودجاج مشوي وصحن سلطة وكوب زبادي خالي من الدسم ..لم يكن هناك خبز لم يكن هناك أرز ! ابتلعت دهشتي ..وتناولت برفق ما أمامي ..وكل ثانية وأخرى ..أرى طيف فيصل بتلك النظرة .. فأكره الأكل أكثر وأكثر .. أتركه لدقيقة ..ثم أعود لتناول القليل ... رميت بجسدي على السرير ..وغبت في نوم طويل مزعج حيث كل عضلة من عضلات جسدي تؤلمني ..
أود أن أقول أنه مرت سته أشهر وأصبحت نحيفة جدا ورشيقة ..وجميلة وانتهى العذاب ..ووووو....


لكن ما أسهل الكلام ..وما أسهل الخيال ...استيقظت على رنين الهاتف في اليوم التالي ..كانت سارة ... إرتديت ملابس الرياضة بتكاسل ... وأعدت نفس الموال وخرجت معها .. وسارة تتفادى الحديث معي .. لكنها أخيرا نطقت ..وكانت كمن صمت دهرا ونطق كفرا ..
" سجلتك في نادي رياضي .. ساعة من الإيرووبيك يوميا لمدة خمسة أيام في الأسبوع "
وصمتت ...تجاهلت ردة فعلي ورفضي ... تجاهلت التعابير التي ارتسمت على وجههي ..وقالت دون أن تنظر إلي وهي تنظر إلى كتاب من موادها الدراسية
" اشكرينني لاحقا .ستبدأين اليوم كوني جاهزة عند الساعة الخامسة .."
"لكني أحتاج لوقت راحة بعد عملي "
قالت بجدية " لا .. الراحة هي عدو الريجيم الأول .. ليعتاد جسدك على التغير الجديد يجب أن تجبريه .. "
ولم تزد حرفا .. كي لا ندخل في نقاشات لاطائل منها...
ذهبت للعمل وأنا مليئة بالسخط والتعب والإرهاق ...وجدت على مكتبي جهازا لم يكن موجودا من قبل ..إنه جهاز تمزيق الأوراق ..
طرقت الباب ودخلت لأجد عمي جالسا ..
" صباح الخير .."
"صباح الخير يا فاطمة ... "
" مبكر اليوم يا عمي .."
" لدي أعمال ...لم أنته منها في الأمس ."
خرجت بعد أن استأذنت أحضرت لعمي كأس الشاي الذي يحب استفتاح الصباح به ..
" عمي .. لم جهاز تمزيق الأوراق ؟؟ "
رفع رأسه من بين ملفاته وقال " توجد بعض الأوراق سرية للغاية ولايجب أن تخرج من مكتبي سوى إلى سلة المهملات .. الجهاز لمكتبي هنا .. لكن أردت أولا أن أجهز له زاوية .. "
لم أعلق واتجهت إلى الباب لأخرج لكن عمي استدرك حديثه قائلا
" هل تعرفين كيفية تشغيله ؟؟"
" أجل .. "
كنت قد تدربت نظريا على كافة أنواع أجهزة المكتب في دورة السكريتاريه ..
فتحت الباب لأفاجأ بفيصل أمامي ..ليخطف نفسي برائحة عطره المركز ونظرته الغاضبه .. ابتعدت عن طريقه لأسمح له بالدخول .. وذكرت نفسي بوعدي ... لن أسمح بأي تخاذل أو... مها يكن ..
دخل دون أن يلق نظرة علي .. يجب أن أهين نفسي أكثر .. خرجت وذهبت لمكتبي .. وشيء واحد ليس على مايرام ..وهو قلبي ..
حاولت أن أشغل نفسي بترتيب المكتب ...لكن هناك شيء ما في داخلي يئن ...
خرج بعد دقائق .. وحمل جهاز تمزيق الأوراق إلى الداخل ..
لقد بدأت جديا أفكر بترك العمل .. لكن لم يهن علي ترك عمي بعدما فرط في سكرتيرته المخلصة ..
خرج مرة أخرى وألقى بخطاب وقال لي
" أعيدي كتابته ووجههيه إلى الوزير بعد أن يمضي عمي عليه ..بسرعه .. سآتي بعد عشر دقائق وأجده منتهيا ..
كان الخطاب بخط يد فيصل .. كلماته غير مفهومه سريعه و خطه في الواقع قبيح !
استلمت الكمبيوتر وبسرعة أنهيت الخطاب وطبعته .. وأرفقته بالمسوده وذهبت به إلى مكتب عمي ... الذي راجعه بسرعه وأقره ثم قال
" هيا لنجرب الجهاز .. مزقي المسوده من خلاله .. "
ابتسمت .. وبعد دقائق أنهيت ماطلبه عمي وأرشدته إلى الطريقه الصحيحة لإستخدام الجهاز ..
ثم طلب مني عمي ارسال الخطاب إلى الوزير .. ففعلت ..
بعد دقائق جاء فيصل غاضبا إلى مكتبي وقال
" لم مزقت المسوده وكيف أرسلت الخطاب دون تريني إياه ."
شعرت بمدى غضبه وقلت له " إسأل عمي .. سيجيبك .."
دخل إلى المكتب .. وسمعت صراخ فيصل ... وصوت عمي الغاضب ..
خرج عمي بعد دقائق ..
" فاطمة تعالي "
شعرت بوجود مشكله .. كان عمي غاضبا لكن ليس كغضب فيصل ..الذي بدأ في الصراخ علي
" كيف ترسلي الخطاب .؟؟ وتمزقي المسوده الوحيده .."
قال عمي غاضبا من أسلوب فيصل " أنا من طلبت منها ذلك كف عن توبيخها "
قال فيصل " أحتاج لنسخة عن الخطاب ... ضروري ..."
قلت أخيرا " لدي نسخة ."
نظر عمي إلي مرتاحا وفيصل مندهشا وصرخ " ولم لم تقولي ؟؟ "
قلت مدافعة عن نفسي " أني أحتفظ نسخة عن كل شيء أرسله بتاريخه والمستلم على جهاز الكمبيوتر .."
فوجئت بغضب فيصل يزداد ..
" ماذا ؟؟ إن هذه أسرار حكوميه تضعينها على جهازك هكذا ؟؟"
قلت وقد استبد الغضب بي " أنني أحمي الجهاز بكلمة سر .. "
صمت هو وابتسم عمي قائلا
" لا داعي لغضبك ..لقد حل كل شيء ..فاطمة خذي كأس الشاي ...و انسخي له من الخطاب نسختان ليطمئن عقله المريض!.. "
نظرت إلى الشاي ووجدته كما هو
"لم لم تشرب الشاي ياعمي ؟؟؟"

وقبل أن أجيب صرخ بي فيصل غاضبا" هذا ليس وقت الحديث .. هيا .."
خرجت حانقة من فيصل واتجهت للجلوس على مكتبي والشاي كان بيد .. فتحت الجهاز وأردت ادخال كلمة السر لكني فوجئت بشخص يقف بالقرب مني ..شعرت بأنني قد شللت تماما !
" هلا ابتعدت ؟ أريد أن أكتب كلمة السر "
قال بهدوء "لهذا أقف هنا .. أريد معرفة كلمة السر حتى لا أواجهه موقفا مشابهها في غيابك "
"لا ؟؟.لا ..لن أعطيك كلمة السر ! "
" لن أتحرك من هنا حتى أعرفها "
لم يكن لخوفي داع في موقف مشابهه .. لكن في هذا الموقف بالذات كانت أصابعي ترتجف وعقلي محتار .. وقد شعرت بإحراج شديد .. لا لشيء سوى أن كلمة السر ستضعني في موقف محرج !!
لا أريده أن يرى كلمة السر .. فكلمة السر هي اسمه (فيصل )متبوعا بكلمة إلى الأبد !!!
قلت بارتباك " لا.."
قال بثقة " لن أتزعزع من مكاني حتى أعرفها .."
شعرت بحيرة كبيرة وخانني التفكير .. ولم أجد حلا سوى ...
كأس الشاي الذي بقربي .. ولم أستطع منع نفسي سأتحمل العواقب ..سأتحمل صراخه وغضبه ..وسأتحمل حتى توبيخ عمي لي ...رميت بكأس الشاي على ملابسه بحركة بدت كأنها عفوية فصرخ وقفز إلى الخلف ..فطبعت كلمة السر بسرعة كبيرة .. وأغمضت عيناي لإرتياحي من التخلص من هذا المأزق واستعدادا للدخول في مأزق أكبر ..
رأيت عيناه استحالت إلى اللون الأحمر .. وكما قال عمي مرة إنه ينفث النار !! لم أستطع كبح ابتسامتي !! ولم أكلف نفسي عناء الإعتذار !
نظر إلي ولم ينطق بكلمة واحده ..دخل إلى مكتبه ...وطبعت نسخا من الخطاب .. وغيرت اعداادات كلمة السر إلى اسم صديقتي ساره ..
خرج بعد لحظات من مكتبه .. صدمت عندما رأيته بملابس جديده ..أين ذهبت بقعة الشاي الكبيرة ؟؟ قال بصوت يملأه الغموض
" يوما ما .. سأجد طريقة لأجعلك تبكين ألما ! "
ارتجفت ركبتاي ..واختفت الإبتسامة التي رسمتها على وجههي ..وبدأ عقلي في الكلام .." لقد فعلت .. لاتحتاج لطريقة لتؤلمني .. فبسببك ينزف قلبي حبا مستحيلا !.."
لم أستطع كبح دمعتي .. فأنزلت رأسي وادعيت انشغالي بما أمامي ، دخل لمكتب عمي لدقائق ثم عاد .. وقال وهو يشير لمكتب عمي وهو في طريقه للخروج
" يريدك "
لا أعرف كيف وقفت .. واتجهت بكبرياء إلى مكتب عمي الذي قال لي مبتسما
"من حسن حظك أنه يملك ثوبا في مكتبه .. فهو يبيت هنا في بعض الليالي ... "
قلت مستغربة " لم ؟؟"
قال عمي بثقة " ينتظر بعض الخطابات الهامة عبر الفاكس والتي لاتأتي سوى في وقت متأخر .. بسب فارق التوقيت "
جلست أمام عمي واستمعت إلى مايريد عمله اليوم ورتبت بعض مواعيده .. عدت للمنزل لأفكر بتعب بأحداث اليوم ..
أغمضت عيناي بعد أن تناولت الطعام الخالي من الطعم ! المسمى بطعام الريجيم .. ثم استيقظت فزعة على صوت الهاتف
"ألو .."
" هيا .. اخرجي .. ستصبح الخامسة "
"ماذا ؟؟"
"النادي هل نسيتي ؟؟ إني أنتظرك في الأسفل "
لم أستطع الإحتمال فبدأت في البكاء بعدما أغلقت الهاتف ..إنني متعبة كثيرا .. وللتو أتيت .. نزلت وأنا أرتدي ملابس الرياضه .. لأنتظر ساره حتى تأتي ..
خرج محمد وقال " أريد أن أحدثها إنتظري دقيقة .. "
وخرج ليلاقي سارة في الخارج ..يالهما من ..عاشقين !


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:28 PM   #25 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_21_
الورقة البيضاء!



كانت تمرينات الإيروبيك أصعب من المشي .... كدت أصرخ كل عشر دقائق من الحركة ..
قالت سارة وهي تقف بقربي ولايبدو عليها التعب " ارتاحي .. وإشربي القليل من الماء .. ولا تطيلي الراحة قفي بسرعه "
فعلت ما طلبت وكان صعبا جدا .. عدت للتمارين الشاقة .. كانت المدربة متساهلة معي .. لكن شديدة مع الفتيات الأخريات .. وعندما انتهينا قالت إحدى الفتيات " غدا ستجعلك ترتاحين مرتين فقط وبعد غد مرة واحده لمده يومان .. ثم لن ترحمك لانها تعرف أن جسدك اعتاد التمارين "
قلت بكآبه " وأنا كنت سعيده لإعتقادي بأنها ستشفق علي في المرات القادمة "
ابتسمت الفتاة وقالت " ستعتادين الأيام الأولى هي المؤلمة "
عدت للمنزل مع سارة التي قالت لي
" لقد عرفت الطريق .. وسأتصل بك كل يوم .. لأتأكد من ذهابك "
"ألن ترافقيني ؟؟"
"لا .. لاتعجبني نظرات منال .. وأمي ترفض فكره قدومي يوميا إلى هنا .."
قلت لها " أنا سأصحبك .."
قالت بابتسامة حنونه " يجب أن تعتمدي على نفسك .. ثم إن أمورا كثيرا ستشغلني العرس الدراسة محمد ! "
ابتسمت وشعرت أن ابتسامتي جهد متعب " يبدو أن محمد حقق حلمه أخيرا ووجد من تحبه "
قال بخجل ملموس " أجل .. أحببته .. إنه حنون رائع ."
قلت بفرح " أنا متعبه لكن كلماتك جعلتني أرتاح قليلا "
قالت بهمس "ما أخبار فيصل ؟؟"
" لاجديد .. سوى أن اليوم قال لي بعد مقلب سخيف أنه سيجد طريقه لإيلامي "
قالت سارة بسخرية
"لايحتاج لذلك .. إنك تبكين ألما من وهمه .."
"إنه كما قلتي وهم ...وداعا"
نزلت وأنا أشعر بعظامي محطمه .. وقلبي محطم ..اتجهت لغرفتي أغرق في نوم عميق ..ولم أستيقظ سوى في اليوم التالي .. !
مر أسبوع وأنا أشعر أن عظام جسدي قد تحطمت .. وأنا أقاوم رغبة شديدة في الذهاب إلى احد مطاعم الوجبات السريعة وإلتهام طن من الأكل اللذيذ ..فسارة خلقت لي نظاما غذائيا فقير بالدهون والنشويات .. وهي ما أشتاق إليه بشده !
أصبحت لا أتحدث مع فيصل على الإطلاق ..وإن أردت شيئا بعثت له الفراش ...
قال لي عمي مرة " شيء واحد ندمت عليه ..هو قبولي بفسخ
الخطبة بين فيصل وابنتي ..."
وأخيرا فتح شخص ما الموضوع المحرم ..قلت له بفضول
"ماسبب ذلك يا عمي ؟؟لم فسخ فيصل خطوبته بحمده ؟"
قال لي عمي "السبب هو التعيس حسن ...لقد مللت من هذا الصبي ..ولا أعرف أين اختفى الآن ...إنه يدمي قلبي بضياعه ..لقد حدثت مشاده بينه وبين فيصل أدت لفسخ الخطوبة .."
"ماذا ؟"
"أجل .. لا أعرف ماذا قال حسن لأخته حتى تقرر رفضها لفيصل ...وبعد فسخ العلاقة اكتشفت حمده حقيقة الأمر ..وأن ماقاله حسن ليس بالشيء الأكيد وأن فيصل سجله نظيف ,..لكن فيصل استعجل وخطب منى...فندمت حمده على ماحدث ..ولاتستطيع أن تعود له بعد أن خطب ابنه عمتها ...فهي تعيش تعيسه الآن ...لايفارقها الحزن ..أما فيصل فانتقم لكبرياؤه ولقنها درسا ..."
لم تستطع فاطمة أن تصدق ماتسمع من عمها ..يا إلهي ..فيصل ..أنك معذب قلوب العذارى ... أيوجد فتاه أخرى في هذا العالم تشعر بما أشعر به بسببك ؟؟
قررت أن أعود مع عمي إلى منزله ذلك اليوم .. لأرى حمده .. جلست معها لدقائق ..كانت تسرح كثيرا .. ثم تعود لتعلق تعليقا قصيرا .. وأخيرا قالت لي " أنت تعملين مع أبي ؟؟"
"أجل .."
"مع فيصل ؟؟؟"
هززت رأسي بأجل ...قالت لي وهي تحاول أن تخفي عينيها تحت غرتها الكثيفة "كيف حاله ؟"
" لا بأس .."
لم أستطع أن أجيبها فقد كنت أبكي من الداخل .. قالت لي
" هل هو سعيد مع منى ؟"
لم يا حمده تعذبين نفسك ؟؟ ...قلت لها اجابة محايده
" لا اعرف ..: "
لكنني كنت أعرف ..أنه يحب منى ..ومنى تحبه ...قالت لي بهمس
" هل أئتمنك على شيء ؟"
هززت رأسي ..فقالت "اتبعيني .."
ذهبنا إلى غرفتها .. أخرجت ظرفا .ومزقت ورقتين من أحد الدفاتر ..وحشرتهما داخل الظرف ووضعته بين كفي ..
"" أرجوك ..أرجوك ...أوصليها لفيصل ؟ .."
هززت رأسي بحاضر ..
سألتها "ماهذه ؟؟"
كان سؤالي سخيفا للغاية ...قالت لي في يأس
"إن أردت قراءتها إقرأيها أنت فقط .. لكن لاتدعيها تقع بين أيدي أي شخص غير فيصل .."
لا أعرف لماذا سمحت لي بقراءتها ..قلت لها "هل أنت متأكده ؟"
"أجــــل .."
كانت حمده يائسة جدا .. قالت لي بعد دقائق وهي تبكي
"تقدم لي خاطب جيد ..وسأقبل به .. لكن كانت هناك كلمات أحتاج لقولها إلى فيصل ... لهذا .. كتبتها بهذه الورقة حتى أنتهي من كل شيء يربطني به وأبدأ حياة جديد .."
قلت لها وأنا أكاد أبكي "وإن أرسل لك ردا ؟؟"
قالت في ثقة "لن يرسل .. "
خرجت من عندها ذلك اليوم وأنا مستعجلة للعوده لقراءه ماذا يوجد في هذا الخطاب ... ولم أستطع الإنتظار ..فتحته وأنا في السيارة .

إلى فيصل ..
كبداية أعتذر عما بدر مني من سوء بالظن ..كان يجب أن أثق بك ..آسفة ..وفقك الله في زواجك من ابنة عمتي ..وادع لي بالتوفيق في حياتي انشاء الله ..وما بدأناه بالمعروف سننهيه بالمعروف فلاضغينة بيننا بإذن الله أبارك لمنى وسأزورها يوما ما .. فقد رزقها الله زوجا صالحا .. أتمنى لكما التوفيق ..
أتمنى أن لاترسل ردا .فلتكن هذه الرسالة آخر رسالة بيننا ..

ابنة عمك .


لم توقع حتى بإسمها !! يا إلهي ..لم تشف هذه الرسالة غليلي ..رسالة لاتحوي شيئا سوى كلمات توفيق! صدمت كثيرا ..لم تشبع فضولي في معرفة المزيد عن خطبتهما الماضية .. ولم تذكر أي تفاصيل تستحق اللهفة التي كنت أشعر بها !! ..أعدت الورقة لكنني تذكرت تمزيقها لورقتين من الدفتر ..نظرت إلى الظرف لأجد ورقة فارغة لم أفهم المغزى .. أتكون بالحبر السري ؟؟ يالمخيلتي الواسعه!! أهي قصة لشارلوك هولمز؟؟انني مدمنة قصص بوليسية ..كدت أن أرمي الورقة الفارغة من السيارة .. لكني لم أفعل .. أعدت الرسالة إلى الظرف ... يا إلهي إنها الخامسة لدي اليوم ايروبيك ... وضعت الرسالة في دفتر مواعيد عمي ..وحشرتها في شنطتي .. أدفع نصف عمري لمعرفة لغز الورقة البيضاء ... لأنني رأيتها تمزقها على حده .. إن لها لغز ..
وجدت سارة تنتظرني هناك .بدأنا تمرينات الإيروبيك وأنا أكاد أصرخ من التعب .. كانت المدربة قاسية فعلا .. يا إلهي تمارين البطن عشرون مرة ؟؟ أكاد أجن .. ماذا تفعلين بي يا سارة إنك تعذبينني ..
شعرت بعضلاتي تكاد أن تتمزق ...
قلت لسارة ماحدث اليوم فقالت لي ساخرة "هل تعدين دكتوراه عن حياته السابقه .؟؟ أنا لا أفهمك يافاطمة ... لم تعذبين نفسك من أجل لاشيء ؟؟ لم ذهبت لحمده وشغلت نفسك بفصول غريبة من مراسلات العشاق ؟؟ لا أفهم ماذا تفعلين .."
لم تفهم ولن تفهم سارة أبدا مايملأ قلبي من مسودات ومشاريع وخطط أنا نفسي لا أعلم عنها!
عدت إلى المنزل وأنا أفكر .. إن حمده مسكينه .. بل غبية غبية كان بين يديها فيصل .. كان بين يديها .. رجل مثله تقبله المرأة بكل عيوبه ..بكل خياناته .. بكل سيئاته .. بكل مغامراته .. إنه..فيصل .. الرجل الذي اذا اشتعل غضبا أشعر بأني في قمة الحب .. فكيف سأتصرف إن اشتعل حبا ؟؟ ... كم أود أن أعرفه عن قرب .. كم أود أن أحفظ كل تحركاته كل همساته كل ابتسامة له في ذاكرتي لأسلي نفسي في وحدتي ..
أفقت من تفكيري لدى رؤيتي لأمي تنتظرني ..
"مساء الخير .."
"مساء الخير ..أين كنت ؟؟"
"في نادي الرياضة برفقة سارا .."
لمحت الرضا في ملامح والدتي ..وقالت بابتسامة عريضة
"ماذا ؟؟ رياضة ؟؟ "
"أجل ..إنني أرغب في خسارة بضع كيلو جرامات .."
اتجهت لغرفتي .. مررت بمنال ..
""كيف حالك .."
"جيده .. "
لكنها لم تكن كذلك .. منذ خطوبة محمد .. وهي منفعلة جدا .. يبدو أن الحمل يجعلها سيئة الطبع ..إنني أرى مبارك دائم السفر ..وهي تبقى وحيده في غرفتها أو في منزل والدتها ..
دخلت لغرفتي ..فتحت الثلاجة ..إنني جائعه جدا .. لكن لم يكن هناك شيء سوى طبق من السلطة .. غضبت كثيرا ... أغلقت الثلاجة .. رفعت سماعة الهاتف لأتصل بمحل البيتزا ليرسل لي بيتزا بالمارتديلا وجبن الموزيريلا .. .. وخلال عشرين دقيقة وصلت .. نزلت إلىالمطبخ للأتناولها .. حملتها واتجهت إلى أمام التلفاز ..لأتابع بشغف أحد أفلام باربرا سترايسند الرومانسية .. الذي يحكي قصة حبها مع مطرب مشهور وحولها إلى نجمة .. بكيت كثيرا عندما انتهى الفيلم ... يا إلهي .. لا أحد يشعر بالسعاده .. إلى الأبد .. .. نظرت إلى البيتزا ..وكنت قد إلتهمت نصفها .. وضعتها في الثلاجة ..وإستسلمت للنوم .. استيقظت في الصباح على رنين الهاتف وكنت قد اعتدت ذلك من سارة ..
"أخبرني محمد أنه رأى بالأمس سيارة البيتزا "
"يا إلهي ألا تنتهيا ؟؟ هل أصبحت محور أحاديثكما ؟؟ هل عينته ليتجسس علي ؟؟ "
"أتسمعين نفسك ؟؟ إنك تتخذين سياسة الهجوم أفضل وسيلة للدفاع .. هل تعلمين أنك بما تناولته قد خسرت تعب الأسبوع الماضي ؟؟"
قلت يائسة "إحتجت لأن أكافيء نفسي .. لقد خسرت 2كيلو جرام "
صرخت سارة بغضب " المكافأة عندما تخسرين 15 كيلو جراما ! هكذا كان إتفاقنا .أنني سأدعوك إلى مطعمك المفضل ومن ثم نستأنف الحمية .. ماهذا . .كلما خسرت اونصة كافأتي نفسك بالأطعمة الدسمه ؟؟ بيتزا ؟؟ بيتزا ؟؟ .."
أغلقت سارة الهاتف وكانت في قمة غضبها .. شعرت بالأسف على نفسي .. والإحراج منها ... أخرجت ماتبقى من البيتزا وأرسلتها إلى المطبخ ..كفى .. كفى .. ماهذا ؟؟
خرجت لأمشي .وذهبت الخادمة في رفقتي . وعاقبت نفسي بأن سرت ثلاثين دقيقة إضافية .. اليوم إجازة .. اتجهت بعد المشي الى المنزل .. جلست مع جدتي قليلا .. ورأيت والدي الذي لم أره منذ فترة طويلة ..
"كيف حالك؟"
"بخير وأنت يا أبي ؟؟"
"بخير .. سأخرج ..أخبري امك ."
"حاضر .."
خرج ولاحظت أن جدتي غاضبة منه .. قبل رأسها كالمعتاد لكنها لم توجه له كلمة .
سألتها والشك يملأني " ماذا هناك ؟؟"
لم تجبني جدتي وأشارت لي بيدها تصرفني .. قلت لها قبل ذهابي
"سأذهب لمنزل عمتي "
صرخت جدتي "لا ..:"
لم أفهم .. قلت "لماذا ؟؟"
لم تجبني جدتي سوى "لن تذهبي اليوم لمنزل عمتك ..ولانقاش في هذا الموضوع اذهبي لغرفتك .."
لم أفهم اتجهت لغرفتي وأنا أشعر بإكتئاب شديد ..ان جدتي مكتئبة ولاتريد ان تخبرني شيئا .. عدت مرة أخرى لغرفتي وأخرجت المفكرة وقرأت رسالة حمده مرة أخرى .. ونظرت للورقة البيضاء ..إنها تختلف عن ورقة الرسالة .. لم أفهم ...حدقت فيها لمده ساعة ..ولم أخرج بإجابة .. أعدتها إلى مكانها .. وأمسكت بإحدى المجلات لاقلب بين عروض الأزياء وأتحسر ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:28 PM   #26 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_22_



بعد رفض جدتي ذهابي لمنزل عمتي بدأت الشكوك تساورني .. اتصلت بسارة .. وأخبرتها عما حدث .. ومن ثم أخبرتني بدورها أن مريم سافرت ... وسبب هذا صدمة لي
"سافرت ؟؟ كيف .. ولم لم تودعني ؟؟ "
قالت سارة "لا أعرف ,,اتصلت في منزلها وأخبرتني والدتها أنها سافرت منذ يومين .. "
صدمت ..لكني قلت لسارة " فعلت نفس الشيء في سفرها السابق ."
حزنت كثيرا .. خصوصا أن الأيام الماضية كانت سيئة جدا ولم أجد وقتا لأحادثها ...
"ألا يوجد لها رقم أو بريد؟؟"
"سألت والدتها لكنها قالت لي بغضب أنها لم تستقر بعد . "
استغربت حدوث ذلك ... ثم سألتها
"كيف حال مها ؟؟ "
"إنها مشغولة في حضور حفلات الزفاف .."
دخل محمد الغرفة ليقول لي بلهجة آمرة " أريد أن أكلمها ..أغلقي الهاتف "
صدمني ذلك قلت لسارة بعد مغادرة محمد " بدأت أندم لأني السبب في .."
"لاتقولي ذلك ... " قالت سارة ذلك بجدية ,,,
صمتت حفاظا على مشاعر ساره .. قلت مبتسمة " أعتذر إني فقط أغار منه !"
سمعت ضحكة سارة التي قالت "ستبقين أنت الأولى دائما .. "
ابتسمت وقلت لها "إنه ينتظرك .... أكلمك لاحقا "
أغلقت الهاتف واتجهت إلى غرفة والدتي لأجدها في مزاج سيء .. خرجت من هناك واتجهت لغرفة جدتي .. التي كانت في مزاج سيء .. مابال الجميع في مزاج سيء اليوم ؟؟ .
ارتديت حجابي واتجهت إلى الحديقة أمسكت بإحدى المجلات وبدأت أقلب فيها ..
"كيف حالك ؟"
رفعت رأسي ..كان عبدالعزيز .. ابتسمت له لكنه كان في مزاج سيء للغاية .. فقلت
" لم الكل في مزاج سيء ؟؟"
جلس إلى جانبي .. وقال وهو يمسح عينيه بيديه ويبدو كمن لم ينم منذ ليلتين "ألاتعرفين ؟؟"
استغربت من قوله " أعرف ماذا ؟"
قال بجدية لم أعهدها منه " لاشيء .."
"قل يا عبدالعزيز أرجوك .."
"حسن ..إبن خالي "
" حسن أبن عمي خالد ؟ "
" أجل ."
"مابه ؟؟"
"حادث ."
"مااااااااااااذا ؟"
وقفت رغما عني مد يده ليطمئنني " ليس خطيرا .. "
لم أستطع كبح دموعي " متى ؟؟"
قال " اهدئي .. اهدئي .. لاشيء خطير .."
"وعمي خالد ؟؟ كيف هو ؟"
" أنه متعب،لقد وضعوه في العناية وحاله خطره .."
صرخت بشده ..ركضت لغرفتي ولم يستطع أن يتبعني عبدالعزيز لكني خرجت بعد أن ارتديت ملابسي وقلت له " خذني إليه ."
لم يجب .. لكنه هز رأسه موافقا . وصلنا إلى المستشفى ليأخذني عبدالعزيز إلى غرفة الملاحظة .. لكني عندما دخلت لم أجد عمي ...بل حسن ملفلفا بالأربطه لاأحد حوله . قلت لعبدالعزيز
" أين عمي ؟؟ خذني إلى عمي .. "
قال عبدالعزيز متشككا" عمك في المنزل .."
اصبت بصدمة " لقد قلت أنه في العناية "
" لا .. حسن هو ..اعتقدت أنك أردت أن تزوري حسن ."
لم أجادل عبدالعزيز .. لكني سألته " لا أرى أحدا هنا..أين "
صمت عندما دخل الطبيب وأمر بخروجنا ..
" إنه في غيبوبه ..لن يميز أحدا إطلاقا .. أخرجوا .."
تبعت عبدالعزيز الذي قال "أنذهب لمنزل خالي خالد؟"
هززت رأسي بأجل .. ثم تذكرت أني لم أقل لجدتي عن خروجي مع عبدالعزيز .. طوال الطريق كنت أقاوم رغبة في السؤال ..لكني سألت أخيرا
"لم إعتقدت أني أريد أن أذهب لحسن ؟؟"
كنت أعرف الإجابة في زاوية من زوايا قلبي .. كنت أعرف أن عبدالعزيز يظن أنه هو من يحتل قلبي .. لا أعرف كيف .. لكنني كنت أعرف .. لكنني لم أستطع منع نفسي من السؤال ..
لم يجبني ..وطال صمته ثم بعد عشر دقائق قال
" اختلطت علي الأمور .. "
كانت اجابة دبلوماسية .. أدرت وجهي إلى النافذه ..لأرى انعكاس وجهي ..وعبدالعزيز غارقا في أفكاره عبر انعكاس الصورة ..
لا أعرف مالذي كان بيننا أنا وعبدالعزيز ..ربما صداقة بريئة .. أو أخوة صادقة .. وصلت لمنزل عمي وانضممت إليه حيث كان يجلس متعبا في مجلسه .. وحده .. ارتميت في حضنه (وخفت من أني كسرت ضلعا في جسد عمي الضئيل ..) ..
" مابك يا فاطمة .. لاشيء خطير انشاء الله .."
"أنا قلقة عليك يا عمي .. "
"لاتخافي .. "
جلست وجلس عبدالعزيز إلى جانبي .. سألت عمي عن الحادث ومتى حدث فأخبرني أنه حدث مساء أمس .. في وقت متأخر .. عاد حسن من دولة أجنبية وبسبب الضباب اصطدم التاكسي بحافلة ضخمة .. توفي سائق التاكسي ولطف الله في حسن .."
دخل والدي بعد دقائق إلى المجلس وقال مستغربا " فاطمة متى أتيت ومع من ؟؟"
دخل أخي محمد في ذات الوقت وقال منقذا الموقف " معي .."
"اذهبي إلى الداخل .."
ذهبت مرغمة إلى الداخل بعد أن طلب أبي مني ذلك . بعد دقائق خرجت بعد أن أخبرني عمي أن أخي محمد يريدني .. دخلت إلى السيارة وعندما خرجنا من المنزل صرخ أخي " لماذا فعلت ذلك ؟؟ كيف تخرجين مع عبدالعزيز ؟؟ ولما لم تقولي لأحد ؟؟"
"كنت خائفة على عمي ..."
" من حسن حظك أن جدتي رأتك وأنت تغادرين وأرسلتني خلفك ..إنني لا أقبل منك أن تكوني غير مسؤولة هكذا .. "
لم أستطع أن أجيب .. قلت أخيرا وأنا أبكي ,,
"أنا آسفة .."
لم يجب أخي محمد .. لكنه مد يه ليقرص بها خدي ..
" أنا أثق بك ..لكن لاتعيدها.."
لم تقل جدتي شيئا .لكنها نظرت إلي نظرة لوم .. كان تصرفا لامسؤولا مني .. ..
رن هاتف غرفتي .. وعندما رفعته سمعت صوتا لم أميزه
" فاطمة ؟؟"
" أجل .. "
" أنا بنة ... "
لدقائق لم أصدق .. بنة ؟؟
" كيف حالك؟"
"بخير ... اتصلت بك لأطلب منك خدمة ."
استغربت اتصال بنه .. فرددت بشك
"خدمة ؟؟ "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:29 PM   #27 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


*****
أغلقت الهاتف بعد خمس دقائق والذهول يتملكني .. ماقالته لي بنه .. خارج نطاق فهمي للأمور ..إتجهت إلى غرفة أخي ابراهيم .. دخلت ولم أجد أحدا هناك .. بدأت أبحث في الخزائن والأدراج لعلي أجد شيئا .. وأخيرا وجدت .. ظرفا صغيرا يحوي رسائل وصور ..أخذتها واتجهت إلى غرفتي .. قلبت الأوراق إنها جريئة جدا .. رسائل حب حقيقية .. أعطتني انطباعا عما يدور بين كل المحبين ..رسائل شعرت أن رائحتها هي رائحة الحب .. تبادرت إلى ذهني كلمات بنة ..
"أحببته جدا .. لكن سأتزوج ابن عمي .. ولم أقل له ذلك حتى لايغضب وينتقم مني بالرسائل والصور ..انها رسالتين وصورتين ... أريد أن تبحثي عنهما . وسأكون مدينة لك حتى آخر حياتي ."
وحين سألتها عن ابراهيم وماذا سيحل به أجابت في برود
"سيجد حبيبة غيري تحبه أفضل مني .."
لن أتحدث عن الجانب الأخلاقي لدى بنة .. فهو معدوم ..
نظرت إلى الرسالة وأعدت قراءتها ..
(( إلى حبيبي ) ) …
آه كم لهذه الكلمة وقع على نفسي ..
أغلقت الرسالة ونظرت إلى صورة بنة .. انها جميلة بالرغم من كل شيء .. وعدتها بأني سأمزق الرسالتين وأالصورة .. مزقت الصور .. لكني لم أستطع أن أحرق الرسائل في باديء الأمر .. نظرت إلى الرسالة لم أكن أعرف أن لبنة أسلوبا شعريا جميلا .. لكني مزقت_ الرسالتنين وأحرقتها على ضوء شمعة حمراء ..
نمت تلك الليلة وأنا أفكر في جرأة بنة .. وكيف تعرفت على ابراهيم ..لكني لم أتجرأ وأسألها .. هل هذه نهاية ألاعيبيك يا بنة ؟ أم أنها البداية .. !

وأغمضت جفني لأحلم بحلم غريب .. وعندما استيقظت لم اتذكر منه شيئا !!!!!

-23-
نظرت إلى الظرف الذي بيدي لم يأتي عمي اليوم .. فقد يخضع حسن لجراحة مصيرية كنت أدعو له في صلاتي .. فعمي خالد رجل رائع رقيق ..لايتحمل الصدمات ..
كان حلمي المستحيل وفارسي الخيالي يجلس على مكتبه .. ولم نتبادل اليوم كلمة واحده .. كان الصمت سيد الموقف ..نظرت إلى الساعة ..إنها العاشرة والنصف صباحا .. أود الوقوف والتوجهه إليه لكني تكاسلت ..فقدمي تؤلماني كثير .. لقد مشيت لمدة ساعة كاملة .. ولم أتناول شيئا حتى اللآن باستثناء كأس العصير الخالي من السكر حملت الظرف واتجهت لمكتب فيصل .. قلت له بهدوء ..
" كنت في منزل عمي مساء أمس ..وهذه رسالة لك .."
وضعت الظرف على طرف المكتب لكنه استوقفني
"ممن ؟؟ .."
" حمده .."
اتجه باتجاه الظرف ورفعه وأعطاني إياه وقال
" شكرا .. أعيديه إليها.."
شعرت بالإرتباك كدت لدقيقة أن أن أنسحب لكني قلت له
" ألن تقرأ مافي داخله ؟؟"
"لا .."
كان صوته بسيط هاديء .. أغمضت عيني لدقيقة وقلت مجازفة باهانات لانهاية لها قد يوجهها إلي
" لماذا ؟؟ قد يكون الأمر ضروريا .. إنها ..ستـــ…"
كدت أن أقول ستتزوج لكني فكرت لدقيقة واكتشفت مدى غبائي فقلت راجية
" أرجوك من أجلي .. "

نظر إلي نظرات لم أفهمها .. وقال " حسنا "
ابتسمت وأعطيته الرسالة وغادرت مسرعة .. أشعر أن عقلي توقف عن التفكير فعلا يا سارة إنك على حق ,, ماذا أفعل في توريط نفسي في هكذا موقف ؟ مالنهاية لهذا المسلسل الفاشل ..
رنين الهاتف أيقظني من أفكاري ..
" السلام عليكم "
كان صوت عمي
" وعليكم السلام .. كيف حالك يا عمي ؟؟ هل انتهت عملية حسن ؟"
"لا .. لم تنتهي بعد .. انني أنتظر هنا ..مالجديد ؟"
" لاشيء سوى بعض المراسلات الخارجية .. حولتها إلى فيصل ..وبعض المواعيد التي أجلتها إلى يوم آخر ."
"جيد .. "
شعرت بحزن عمي فقلت له محاولة أن أواسيه " لا تخف يا عمي .. ادع الله أن ينجي حسن من كل هذا .. "
" حسنا .. سأذهب الآن .. "
أغلقت الهاتف ولم أستطع كبح دموعي .. انهرت أبكي بصمت .
كان عمي يشغل كل تفكيري .. خرج فيصل ورآني في حالتي تلك.
"هل حدث لحسن شيء ؟؟ "
هززت رأسي بلا .. قلت بكلمات متقطعة "لايزال في العملية لكنني قلقة على عمي .."
لم يتكلم .. ولم يكلف نفسه عناء تهدئتي .. عاد إلى مكتبه ..
فانهرت في بكاء صامت .. لإخرج مافي قلبي من أحزان ...
فكل دمعة تغسل قلبي من الأحزان ..
عدت إلى المنزل وأنا تعبه كثيرا .. رفعت الهاتف لأكلم سارة لكني شعرت بضيق كبير . خرجت لأجد أخي ابراهيم في حال صعبة .. كان يبدو كمن لم ينم ..كنت أعرف السبب .. لكني سألته
" مابك ؟"
" لا شيء لنخرج .."
"سأرتدي ملابسي"
دخلت وارتديت ملابسي .. ثم ركبت في سيارته .. وضع شريطا لخالد عبدالرحمن .. لم نتكلم تقريبا لكنني كنت اعرف مابه فقلت له

" أنا من أخذت الصور وحرقتها .."
لم يجب كأنه كان يعرف ... قال في هدوء
" إنني مستاء لأنها جعلتني أحبها طوال الأشهر الماضية وهي تعلم أنها ستتزوج بإبن عمها ... لقد كانت تلهو .. كأن الحب لعبة لديها ..ولم تفكر في مشاعري أو قلبي .. "
لم أعرف ماذا أقول له ...
" لقد كرهت الحب والنساء بعدما فعلت هذا بي لقد كنت ادخر مشاعري لزوجة المستقبل ..لم أكن أريد أن أن أحب سوى زوجتي مهما تكن .. إن الحب شيء ثمين .. ولا أعرف كيف تطورت الأمور بيننا .. رغم أن ما بدأ هذا مكالمة بالصدفة .."
لم أعلق تركت شقيقي ينساب في وصف صدمته في ما فعلته بنة به .وكان تفكيري ينحصر في ردة فعل فيصل هل قرأ الرسالة ؟؟ أم لم يقرأ ؟؟ لا أعرف .. عدت لأنظر لشقيقي المفجوع في تجربته الاولى في الحب وقلت بحكمةغبية لا أعرف من ألهمني بها
" لكل شيء مرة أولى .. وبما أنها انتهت من حياتك .. يجب أن تنساها .. وصدقني انها لا تستحق العناء .. ستجد من تستحقك وتبادلك الاحساس بالإحساس .. "

فكرت لثانية تبادلك الإحساس بالإحساس ؟؟ ما هذا أهي اعلان تجاري للشوكلاته الرائعة (جلكسي ) آه تلك الشوكلاته اللذيذه مم كيف تذوب بكل أناقة بين الشفاة.. وأدركت في تلك اللحظة كم كنت جائعة .,.... تبا للريجيم ... تبا ... نظرت إلى شقيقي الذي إلتزم الصمت .. وكانت ملامحه تصرخ بالقهر ..والحزن ..والحب ... أشياء أعرفها تمام المعرفة .. يا إلهي ..كنت أنصح شقيقي بنسيان شيء انتهى من حياته .. ونسيت نفسي ..نسيت أنني من تعلقت بحب يائس من طرف واحد ..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:29 PM   #28 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


********
اتصلت بعمي لأسأله عن حال حسن .. وقال لي انه في العناية المشددة ومنعوا أي شخص من أن يدخل إليه .. أخبرت جدتي بذلك فسألتني غاضبة " طلبت منك أن تعرفي نتيجة العملية .. اتصلي مرة اخرى وأعطيني السماعة "
فعلت كما أمرت .. وسمعتها تتمتم بأسئلة عن حال حسن ...خرجت إلى المطبخ لأشرب كأس ماء .. كم تقت لأن أفتح الثلاجة . لكني خرجت لأجد جدتي مكتئبة ..
"ماذا ..هناك ؟؟"
أجابتني جدتي والدموع تتدفق من عينيها بقوة ..
" لا أعرف .. لم يشف غليلي حديث عمك .. أخذ يطمني بأن كل شيء يسير على مايرام ..وأنا أعرفه .. هناك مشكلة .. سأرتدي ملابسي واذهبي لتغير ملابسك سنذهب إلى هناك .."
أطعت جدتي .. رغم أن عظامي قد تكسرت من حصة الإيروبيك المسائية ..
وعندما وصلنا وجدت أبي ومحمد ومبارك وعبدالعزيز وفيصل وعمي خالد وسيف أخو حسن الكبير .. اجتمعوا جميعا والحيرة ارتسمت على وجههم .. قال أبي مستاء
" مالذي أتى بك يا أمي .. فاطمة .. "
قالت جدتي في حزم مانعة أبي من توجيه اللوم لي " أنا أحضرتها معي لم يعجبني صوت خالد .. قولوا الحقيقة .. ماذا حدث ؟"
تردد الجميع في الإجابة .. أخيرا أجاب سيف
" العملية لم تنجح تقريبا .. انه الآن في غرفة العمليات منذ ساعتان"..جلست جدتي ولم تستطع منع دموعها وبقيت تدعو له هامسة .. وكان منظرها هي وعمي خالد يمزق قلبي .. قال عبدالعزيز " لنذهب لنتاول شيئا .."
قال أبي في تعب " سأذهب الآن .. لم أتناول دواء القلب ."
قال عمي خالد بإمتتنان واضح " لقد أتعبتك كثيرا معي .. "
أمسك أبي بكتف عمي مانعا اياه من الحديث
" سأعود بعد نصف ساعه ..لن أدعك وحدك .."
ازداد بكاء جدتي وازدادت دعواتها ..
خرج أبي وخرج الشباب ليتناولوا شيئا ومعهم عمي خالد وبقينا أن وجدتي ننتظر في انتظار السيدات .. أمسكت بقرآن صغير وضع على الطاوله وبقيت أقرأ جزءا منه لجدتي التي لايهدأ بالها سوى بالقرآن ...
"فاطمة "
خرجت من عند جدتي لأجد عبدالعزيز يحمل طعاما بيده " أقنعي جدتي أن تتناول شيئا .."
هززت رأسي موافقة قال هامسا " هل كان هذا صوتك في الترتيل ؟؟ "
هززت رأسي مرة أخرى .. ورأيت استحسانا منه .. قلت له وأنا أنظر خلفه
" أين الباقي ؟؟"
قال وهو ينظر إلى الساعة " سيأتون بعد ربع ساعة .."
استأذن وغادر لينضم إليهم ..
أقنعت جدتي بصعوبة بتناول شيء من الطعام .. وعنما اجتمعنا مرة أخرى، مرت ساعتان قال عمي خالد وهو ينظر إلى الساعة
" فيصل ..يجب أن تغادر .. وخذ فاطمة معك .. الساعة قاربت العاشرة .. ولديكما عمل ان عبدالعزيز وسيف ومبارك ومحمد أخذوا اجازة للغد .. "
شعرت أن قلبي قبض ...مع فيصل في سيارة لوحدنا ؟؟
هل جن عمي ؟؟ هل يريد أن يتسبب لي بجلطة قلبية ؟؟
نظرت إلى محمد ثم إلى جدتي ولم أستطع أن أتجنب النظر إلى عبدالعزيز .. لم يعترض أي منهم ..
قالت لي جدتي تستعجلني " لم ترتاحي اليوم يا فاطمة .. اذهبي .."
تمتمت " وأنت ؟؟ "
قالت في نشاط " انا بخير اذهبي "
لا أعرف لم أصبحت خطواتي بطيئة هكذا .. كان بيني وبين فيصل خمسة أمتار على الأقل ونحن ننتقل بين أروقة المستشفى .. كان لايلتفت إلى الخلف وخطواته سريعه جدا .. واضطررت إلى أن أجري كي لايغلق المصعد وأتوه عنه .. كان في المصعد ممرضتين آخرتين ..تتبادلنا الحديث باللغة الانجليزية .. حول حياة كل منهما .. هذه تقول أنها تحدثت بالهاتف مع زوجها مساء أمس وتشاجرت معه والأخرى تقول أنها حادثت والدتها لكنها لم تجد شقيقتها ..
خرج فيصل ولحقت به كي لا أفقده .. توجه نحو سيارته الفورويل وركبها دون أن يناديني .. لم أعرف هل أصعد أم ؟؟ وقفت متحيره .. ليشغل السيارة .. قال لي عبر النافذه " ألن تصعدي ؟"
صعدت في المقعد الخلفي .. ليصرخ بي " هل أنا السائق لتجلسي في الخلف ؟؟ تعالي إلى المقعد الأمامي .."
لثواني ترددت وكدت أبكي .. لكنني نفذت ماطلب ..
شعرت بأنني من الداخل كأنني لوح زجاج مليء بالشروخ ..شعرت أن قلبي سينفجر الآن ...حيث ازدادت نبضات قلبي بشكل مجنون ..جلست في مقعدي أنظر إلى الأمام ..وأسترق النظر إليه بين ثانية وأخرى .. كتمت دموعا غزيرة .. يا إلهي .. كم أحبه !
قال لي بهدوء " لدي عدة مشاوير .. ثم سأقلك إلى منزل عمي "
لم أجب ..لقد شعرت أن قلبي سيطير من مكانه .. أدار الراديو .. ليطربنا عبد المجيد عبدالله بأغنيته الرائعه " تنتظر كلمة أحبك " .. انتابتني أحاسيس شتى .. لم أستطع كبح دموعي أكثرأدرت وجهي بعيدا .. كي لايرى دموعي ..
وقف قرب محل للصرافة .. ثم قرب محل للبريد( فيديكس) .. ..ثم في النهاية وقف لدى مطعم وقال " انتظري هنا .. سأقابل شخصا مهما ... "
هززت رأسي .. غاب لأكثر من عشر دقائق ثم عاد وقال " انزلي .."
استغربت طلبه ...قال شارحا
" كنت على موعد مع أحد الدبلوماسيين الأجانب .. وهو برفقة ابنته .. هي في مثل عمرك تقريبا .. أحتاج للحديث معه في أشياء عده .. سيسافر غدا .. "
نظرت إلى الساعة " إنها الحادية عشرة مساء !"
قال غاضبا " سيسافر الرجل في الساعة الواحدة صباحا .. لاتعقدي الأمور .. هيا .. سنبقى لنصف ساعة فقط .."
تأكدت من منظري .. كنت جيده .. نزلت من السيارة برفق .. لندخل إلى المطعم واتجهنا إلى طاولة يجلس عليها فتاة شاحبة شقراء نحيلة .. ورجل في العقد الخامس اكتسى الشعر الأبيض رأسه .. قابلنا بابتسامة رائعه .. قال له فيصل بانجليزية قوية أنني كنت مترددة فقلت له على الفور أن السبب كان في الوقت لاغير ..
جلست بقرب الفتاة التي كانت تدعى كريستين ترتدي صليبا ماسيا حول عنقها .. تبادلت معها كلاما بسيطا حول السياحة في البلد والدولة التي جاءت منها .. وأعربت عن مدى عشقها للصحراء..وأنها ووالدها سيكرران الزيارة مرة أخرى إلى هنا ..
كنت أنظر إلى فيصل الذي انغمس في حديث جدي .. تناولنا العشاء .. ومن ثم عرض فيصل أن يوصل الدبلوماسي إلى المطار .. نظرت إلى الساعة انها الثانية عشر وخمس عشرة دقيقة ..
ركبنا السيارة ووصلنا جميعا إلى المطار وكانت حقائب الدبلوماسي قد وصلت قبلنا عدت إلى السيارة .. وكان التعب قد أهلكني .. ونسيت للحظة أن فيصل يجلس بقربي وأننا معا منذ ساعتين ..
قال فيصل " سنذهب الآن إلى المنزل.."
كان المطار بعيدا نوعا ما عن المنزل .. شعرت أن الحاجز بيننا قد زال ..قلت له سائلة " هل قرأت رسالة حمده ؟؟"
لم ينظر إلي هز رأسه وقال " أكيد ."
قلت وأنا أعرف أنني أتجاوز كل حدودي " ما سر الورقة البيضاء ؟؟"
رأيت تعبيرا غريبا ارتسم على وجهه كأنه تذكر شيئا آلمه .. ثم قال " لم لم تسألي حمده ؟؟"
قلت محاولة أن أبدو طبيعية .. " لا أعرف .."
لم يجبني وتركني أغلي فضولا ..يالي من متناقضة .. أذكر مرة أنني أخبرت عبدالعزيز بأنني لا أحب الفضول .. لكن ..من أجل فيصل إنني أتشوق لمعرفة كل شيء يخصه ..نظرت إلى الساعة ..إنها الواحده .. وصلت إلى المنزل ولم أستطع ان أنطق سوى بكلمة شكرا ... ورميت بجسدي على السرير لأغرق في نوم عميق...



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:30 PM   #29 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


_ 24_


استيقظت على رنين المنبه .. أنها الخامسة .. أشعر بأن جسدي قد تحطم تماما .. ذهبت إلى مشواري اليومي ومشيت مايقارب الخمس وأربعون دقيقة ...ولم أستطع تحمل الربع ساعة الأخيرة .. عدت وأخذت دشا سريعا .نزلت لأجد جدتي قد عادت للتو مع مبارك ..وكانت تترنح من التعب ..
" ماذا حدث ؟"
قال مبارك وقد بدا متعبا بدوره " الحمدالله .. سيحتاج لوقت طويل للشفاء "
دخلت جدتي غرفتها .. لتصلي وتنام قليلا ..
غيرت ملابسي واتجهت إلى عملي ...
لو قال لي عراف ما أنه يوما ما سينتهي بي العمل مع فيصل لما صدقته .. دخلت إلى المكتب لأجده قد وصل قبلي وفتح الكمبيوتر الخاص بي .. أغلقت الكمبيوتر قبل أن أتجه لأرى ماذا يفعل .. كان يجلس هناك يراجع مسودات كثيرة .. ويبدو من عينيه أنه لم ينم طوال الليل ..
" صباح الخير "
" صباح الخير .. خذي .. أريدها حالا "
أمسكت تلك المسودات واتتجهت لكمبيوتري لأفتحه مرة أخرى وشعرت بمدى كسلي ..طبعت الخطابات بسرعة كبيرة .. تأكدت من المفردات والأحرف .. وطبعتها بسرعة بعد أن حفظتها تحت مسمى فيصل .. ودونت التاريخ ..
دخل عمي إلى المكتب وهو في قمة تعبه ..
" عمي .. مالذي أتى بك .. لم لم تبقى في المنزل لترتاح قليلا .."
قال عمي وقد ارتسمت على ملامحه علامات الجهد والتعب ..
" لدي عمل .. أحضري هذه وتعالي إلى مكتبي "
حملت عملي ودخلت إلى المكتب لأجد عمي قد رمى بجسده على الكرسي وغترته وعقاله قد استقرتا على المكتب .. دخلت وأعطيته الخطابات واستدرت لأدلك له كتفيه قليلا ..
" شكرا فاطمة .. أنني فعلا متعب .."
بعد خمس دقائق قال " يجب أن أتقاعد وأسلم هذا العمل لفيصل .. لقد أصبح يجيده"

انتفضت لهذه الفكرة .. هل سأبقى لآخر عمري أعمل برفقة فيصل ؟؟ هل سأكون مثل شيرين ؟؟ أفني عمري في العمل قبل أن أكتشف أن عمري قد مر هباء ؟؟
دخل فيصل لمكتب عمي وقال " كيف حال حسن ؟"
هز عمي رأسه بما معناه أنه جيد .. " يكفي يا فاطمة ..شكرا حبيبتي .. عودي إلى مكتبك ."
اتجهت إلى مكتبي .. ولا أعرف لم نظرت إلى دليل الهاتف ونسخت رقم شيرين لأتصل بها في مقر عملها الجديد ..وعرفتها بنفسي عندما لم تميز صوتي ..
قلت لها " شيرين .. هل كان سبب بقاءك كل هذه المده في العمل لدى عمي سببا شخصيا ؟؟"
شعرت بصمتها .ثم قالت بعد لحظات " وماذا تظنين أنت ؟؟"
قلت مايدور في قلبي من شكوك " أكنت تحبين عمي ؟؟أهذا هو السبب الثاني الذي رفضت اخباري اياه من قبل ؟"
شعرت بها ...شعرت أنها ابتسمت .. كيف لا أعرف .. لكنها قالت لي أخيرا
" هذا هو السبب الثاني .. "
قلت وقد تملكني الذعر لكنني حاولت اخفاءه ونطقت هامسة " كيف ؟؟"
قالت أخيرا " كان شيئا خاصا .. بي أنا .. لا أعتقد أن عمك شعر يوما بما يدور في داخلي من أحاسيس .. كانت علاقته بي عملية بحته .. لكنني كنت قد كرست نفسي لأجله ..لم يشعر يوما بشيء .. وكان هذا هو هدفي .. أن أبقي ما بداخلي من مشاعر بريئة .. "
سألتها " ومالذي تغير ؟؟ "
قالت لي بلهجة هادئة " استيقظت ذات يوم .. لأجد نفسي في دوامة خاسرة .. لأجد أنني أفنيت عمري ولم ..... لقد عشت حلما جميلا .. لكن لمدة طويلة .. قررت أن أثور .. وها أنا .. قد تزوجت منذ أسبوعين بشخص ... رائع .. "
شكرتها على صراحتها .. وأغلقت الهاتف لتنهمر دموعي .. إذا تقاعد عمي .. لاشيء يمنعني من تكرار مأساة شيرين .. هل سأبقى سكرتيرة لفيصل ؟؟ لأعذب لآخر عمري في حب صامت ؟؟ .. لا .. قررت قرار لا رجعة فيه .. إذا تقاعد عمي .. سأستقيل .. وأبتعد عن طيف فيصل .. كففت دموعي وعدت لعملي ... لكنني كنت أسرح بين فينه وأخرى .. وأفكر في شيرين ...

********
ها قد مر شهرين آخرين لا شيء جديد سوى أن الرياضة أصبحت روتينا في حياتي .. اعتاد جسدي على الآلآم .. اعتدت التعب .. فقدت عدة كيلو غرامات .. فقدتها من وجههي .. وقليلا من بطني ...
رغم أنني تعبت وأريد أن أنتهي من هذا الريجيم .. لكنت أشعر بأن الأيام تقف ضدي .. فهي بطيئة بشكل غير معقول .. أصبحت أكثر تكتما .. أحبس نفسي بين جدران غرفتي .. تجتاحني رغبة شديدة في البقاء معزولة عن الجميع .. أصبحت لامبالية بأحد .. واهتممت بنفسي أكثر ..
تحسن حسن كثيرا لكنه سافر إلى الخارج ليبدأ سلسلة علاج طويلة جدا.. وتحسنت حالة عمي النفسية..
ستلد منال خلال بضعة أسابيع ..
رسمت عيني بالكحل .. وارتديت العدسات الملونة ..ووضعت ظلا لعيناي بلون البيج لا أعرف مالذي جعلني أستخدم المكياج بكثرة .. وضعت لمسات المسكره والبلاشر وملمع الشفاه الشاحب .. اليوم سأذهب لمنزل عمتي التي لم أراها منذ شهر .. لبست عبائتي وركبت برفقة جدتي السيارة ..
قالت جدتي " سنذهب اليوم لرؤية عمتك .. ولكن أولا سنذهب إلى السوق "
فقلت " ماذا سنفعل في السوق ؟؟ "
" سأشتري هدية لأبنة عمتك صافية .. زفافها بعد أسبوع .. "
قلت مستاءة " قالت لي من سنة أن زفافها سيكون بعد سنتين .. لماذا استعجلت ؟"
قالت جدتي " تعرفين .. كان ابن عمها حسن غير جاهز في بداية خطبتهما .. لكنه الآن جاهز .. وسيفعل فيصل الشيء ذاته .. حالما يجهز كل شيء سيتزوج منى .."
شعرت بغصة اثر قول جدتي هذا الحديث .. يا إلهي .. إلى متى سأبقى حساسة تجاه هذا الموضوع .. لقد اعتدت وجود فيصل حولي كل يوم .. لكن إلى الآن لم أعتد فكرة زواجه بمنى .. نزلنا إلى مجمع كبير .. اتجهت جدتي إلى محل فساتين .. صدمت من ذلك .. قالت لي بابتسامة " أولا سنختار فستانا لك .."
لم أفكر في حضور حفلة الزفاف .. فاجأتني جدتي.. لم أستطع منع نفسي من تأمل الفساتين الرائعة الجمال .. لقد أصبح وزني خمس وثمانين كيلو جرام .. هل سأجد فستانا يلائمني ؟؟ لم أستطع منع نفسي من تأمل فستان أخضر ..بلون الجيد .. قالت لي صاحبة المتجر أنه توجد مقاسات .. كنت مترددة كثيرا .. لكني جربته في غرفة قياس خاصة .. ذهلت جدتي .. قالت مستحسنة إختياري " يليق بك .. "
أجل وقفت .. رغم بعض الأرطال الزائدة .. بدا جميلا .. رأيت كيف ظهر خصري من العدم .. لم أستطع منع نفسي من البكاء .. شكرا لك يا سارة .. فعلا .. شكرا لك ..

أخذت الفستان ودفعت ثمنه الباهظ رغم اصرار جدتي.عبر بطاقة اعتمادي التي لا استخدمها ..
.. ثم اتجهنا إلى احد محلات المجوهرات .. أخذت جدتي قطعة ذهبية رائعة باهظة الثمن لصافية .. بينما أخذت لها قطعة ماسية ناعمة رغم أن ثمنها مرتفع .. لكني لم أستطع منع نفسي من تأمل طقم رائع يليق بفستاني الأخضر ..سألت عن سعره .. كان سعره مرتب شهر كامل .. اشتريته .. فأنا لا أنفق مرتبي على الإطلاق .. أقنعت جدتي بصعوبة بان أمر بمحل لأشتري القليل من المكياج وعطرا أو عطرين ..
قالت لي جدتي بعد أن أطلت المكوث " يجب أن نغادر .. أصبحت الساعة السابعة .. يجب أن أذهب لمنزل عمتك .. فنحن لن نرى العروس خلال الأسبوع القادم ..ستكون مشغولة كثرا .."
حملت الكثير من الأغراض وعطرين واحدا لي وآخر عربون شكر لساره التي لم تتخل عن دعمها لي ..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 12:30 PM   #30 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5099 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13846
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



انا : قمرهم كلهم


وجدت عمتي في المنزل تنتظرنا .. الكل أثنى على مدى التغيير الذي حدث لي .. نظرت إلى صافية كيف تبدو متألقة .. ومن ثم إلى منى التي تبدو شاحبة .. مابها يا ترى ؟؟ ربما هي حزينة لأن صافية ستفارقها .. اختفت صافية لدقائق .. نظرت إلى منى
" مابك ؟؟ "
" ماذا ؟؟ "
سألتها مرة أخرى " لاتبدين طبيعية .. ماذا حدث لك ؟"
قالت محاولة أن تتحكم بملامحها " لاشيء .."
شعرت أنها لاتريد أن تتعاطى معي .. لكني لم ألاحظ شيئا على فيصل سوى أنه إعتاد وجودي في المكتب وانتهت نوبات الغضب التي كانت تنتابه .. استأذنت منى وغادرت بقيت أفكر هل هناك شيئا لا أعرفه ..

"فيم تفكرين ؟؟"
نظرت إلى الصوت الذي لم أسمعه منذ أشهر ..
" عبدالعزيز .. "
تصافحنا وجلس إلى جانبي
" امم .. تبدين ... هناك شيء قد تغير بك ؟"
ابتسمت وقلت له بثقة " لاشيء سوى أنني أرتدي عدسات .."
وأشرت إلى عدساتي الخضراء التي تغطي لون عيني الأسود ..
قال لي مخيبا آمالي " لا .. ليس هذا كما أن اللون ليس واضحا .. سواد عينيك يطفيء لون العدسه .."
قال لي هامسا " يعرف عن صاحب العينين السوداوين مدى شفافيته وحساسيته .. هل تحاولين أن تخبئي شيء عنا بتغطيتها بهذه العدسة المزيفة ؟؟أسرار ؟؟ ؟"
قلت متحدية " لا .. ليست لدي أسرار .. "
قالت جدتي " لنذهب يا فاطمة "
" لا .. لن تذهبوا .. "
إلتفت إلى عبدالعزيز .. وقلت " لايوجد مجال للبقاء .."
لا أعرف لم ارتبكت حين نظر إلي مستاءا .. قالت جدتي " سنبقى قليلا ."
ثم دخلت جدتي مع عمتي .. ولم يبق سوانا في الصالة ...
وقفت لأتبعهما قال لي بثقة " اجلسي اجلسي .."
جلست وقلت له معاتبة " ألا تشعر بأنك تصدر الأوامر بثقة ؟؟"
لا أعرف لم بقي ينظر إلي صامتا .. سألته
" مابك ؟"
قال بعد صمت طويل " كانت تعجبني فاطمة القديمة . أكثر .. لا أحد يستحق أن تتغيري من أجله ..من أجل من يا فاطمة ؟؟ "
كانت كل كلمة كخنجر من جليد اخترقت روحي .. لم أستطع كبح النزيف.. فسالت دموعا بريئة من خارج مقلتي .. كانت كلماته منتقاة بعناية .. فكرت في رد مناسب لكني لم أستطع سوى النطق بما أراد قلبي أن ينطق
" من أجل نفسي .. تغيرت .. من أجل كبريائي .. من أجل كرامتي .. كي لا أكون موضع اهانة بعد الآن .أو موضوعا للسخرية .. "
لا أعرف مالذي جعلني أقول ذلك .. لكن كلماته اخترقتني بألم ..
تغيرت تلك النظرة المتفحصة الغامضة .. إلى شيء آخر .. كان بريقا يشع من عينيه ..وأنا أتقن لغة العيون أكثر من اتقاني لهمسات الحناجر ...

مسحت عيني عن الدموع .. ونظرت إلى اتجاه آخر .. قال بعد أن استعدت توازني وتنفسي ..
" لا أقصد .. أن .. لكن كل ما في الأمر .. أنني أحببت فاطمة البسيطة .. خلال جلوسي معك أحسست أنك أصبحت مختلفة .. كنت أفهمك من نظرة .. لكن الآن .. لست أنت .. من كانت .."
" ماذا تقصد ؟؟"
قال باشمئزاز " أصبحت .. أكثر .. تقليدا .. كنت نمطا فريدا .. وها أنت تتحولين إلى نسخة أخرى من تلك النسخ المبتذلة ؟"
" نسخ مبتذلة ؟؟"
هز رأسه مؤكدا " طبعا .. تعرفينها .. التي تود أن تغير كل مافيها .. "
" أتسمي التطور والتحسن ابتذالا ؟؟"
" ابتذالا .. هي الكلمة المناسبة يا فاطمة .. ها قد بدأت تتخلصين من كل شيء كان يشير إليك سابقا "
هززت رأسي وقلت " لا أستطيع أن أجاريك في مصطلحاتك .. ربما تغيرت من بعض النواحي .. لكنني أبقى فاطمة .. "
قال نافيا " لا .. لست فاطمة .. أنت تحاولين أن تقلدين أحدا ..أو .. ترضين أحدا "
نطق الكلمتين الأخيرتين بحذر شديد ..
بدأت دموعي في الهطول .. وقفت واتجهت إلى سيارتنا التي تنتظر في الخارج .. ولم أستطع كبح نفسي .. شعرت بيد تمسكني .. نظرت إلى الخلف لأجد عبدالعزيز الذي قال وكانت نظرة الخوف تعتلي عينيه
" لا تبكي .. لم أقصد أن أجعلك تبكين .. "
" أنت مخطيء في نظريتك .. لايعني أنني تغيرت أنني أسعى للتقليد "
" أنت تعرفين ما أعني .. أنا أفهمك من نظرة واحده .. وأعرف ما يختلج نفسك من أفكار ..لاتحاولين اقناعي أنك الآن فاطمة التي كانت من أشهر قليلة تبتسم بلا أقنعة .. أنا أعرف هذا "
ازددت بكاء .. وسحبت نفسي إلى السيارة لكنه لم يكف
" فاطمة ... ....فاطمة .. "
قلت وكنت أمسح دموعي براحة يدي " أنت لاتعرف .. لا تعرف .. "
واتجهت إلى السياره وأنا اسمعه يصرخ " لا أعرف ماذا ؟؟ "
لكنني أنا نفسي كنت أتساءل .. مالذي لايعرفه ؟؟ انتظرت خمس دقائق وجاءت جدتي .. لنخرج .. لاأعرف مالذي حدث .. ماذا أنت يا عبدالعزيز ؟؟ هل أنت ضميري ؟؟ هل أنت المرآه التي تجعلني أواجهه نفسي ..؟؟

***********************
وجدت ساره تنظر إلي بقلق .. قالت لي بعد أن أخبرتها بكل ماجرى
" لم .. في لحظة ما قررت أنك لاتليقين بعبدالعزيز ومستحيل أن ينظر إليك .. وفي لحظة أخرى وقعت صريعة في غرام فيصل دون أن تفكري كما فعلت عندما التقيت عبدالعزيز ؟"
" لأن عبدالعزيز لم يمتلك قلبي في ذات اللحظة كما فعل فيصل "
لم تفهم سارة وقالت " أتعنين أنك أحببت فيصل من النظرة الاولى ؟"
هززت رأسي بأجل وأغمضت عيني لتذكر تلك اللحظة .. كيف التقت عيناي بتلك العينين .. كيف اقتحمت تلك المشاعر قلبي بدون استئذان ..
قالت سارة " لكن عبدالعزيز لايقل عن فيصل سواء بوسامة أو ثقافة وأخلاق "
لم أجبها .. وتقلبت على سريرها .. قالت لي بعد دقائق
"أقال لك عبدالعزيز أنه أحب فاطمة القديمة ؟؟ هل قال أنه كان يفهمك من نظرة ؟؟ "
عقدت حاجبي واستدرت لأرى ملامح ساره وقد ارتسم عليها الشك .. كيف لم أركز في هذه الكلمات ؟؟ كنت أركز في قوله لي أنني تغيرت لأجل شخص ما .. أصابني الذهول لدقيقة .. وقلت لسارة " ماذا تقولين .. ماذا تقصدين ؟؟"
قال سارة بتردد " هل... "
قلت رافضة " لا .. قطعا لا .."
" ولم لا ؟؟ قد يكون يحبك .."
قلت برعب " يحب ماذا؟؟ أنا ؟؟"
وقفت ووقفت سارة إلى قربي " هو من اعترف بذلك .."
هززت رأسي وتلك الفكرة ترعبني " لا .. "
" لم لا ؟؟ عليك أن تتقبلي أن فيصل سينتهي إلى أخرى.. هل ستبقين غارقة في ذكرياتك وأملك المستحيل ؟"
" ماذا تقولين .. وحبنا ؟؟ "
قالت سارة بحكمة " وهمك أنت .. فيصل لم يفعل شيء يبرر على حبه .. وهو لا يعرف ماذا تحملين من مشاعر تجاهه .. عبدالعزيز شاب وسيم ناجح .. لم لا ؟؟ ويكفي أنه يحبك أنت .. "
قلت والدموع تتدفق إلى عيني " لا .. لاتجعليني أبني أوهاما لا أساس لها .. عبدالعزيز لن يفكر بي سوى .. كــابنة خاله .."
" فاطمة .. عشت مسبقا وهما لا أساس له مع فيصل .... لكن الآن يجب أن تقبلي بهذه الفكرة .. لم لا ؟؟ قد تكون حياتك في منتهى السعاده مع ابن عمتك وتعرفين القول المعروف ..ابحث عمن يحبك .. وليس عمن تحبه .."

" لا يا ساره .. هذه قمة الأنانية .. "
" الأنانية ؟؟ بحق من ؟؟"
" بحق قلبي الذي لايستطيع أن يعيش بدون أن يحب..وبحق من سأرتبط به .. حيث لن أوفيه حقه في الحب .. "
" دعينا لانستبق الأحداث .. انهي فيصل من حياتك .."
" كيف سأنهيه وأنا أزداد حبا له كل يوم .. رؤيته يجلس خلف مكتبه .. تغنيني عن الهواء الذي أتنفسه .. الكلمات التي يوجهها لي .. أتوجها داخل قلبي تذكارا للحظات من نبض قلبي .. رائحة عطره التي تتخلل أنفاسي كل صباح .. تجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة.. طيفه الذي أفكر به كل ليلة أصبح جزءا من حياتي ....كيف سأنساه وأنهيه من حياتي .؟؟ وهو حياتي بحد ذاتها ؟؟"
قالت سارة منهية النقاش في هذا الموضوع " لكن عبدالعزيز كنز يجب ألا تفرطي به، لن تحلمي بأن تتاح لك الفرصة مرة أخرى في ايجاد شخص يحبك لذاتك .لشخصيتك و لشفافيتك .. لا المظهر الذي أنت عليه " ..
***********



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما يبكى القلب فى صمت محمودعمر زآۈيـﮧ حرهـﮧ 10 04-12-2012 04:17 PM
الردود ضحكتني !! بيشو وسـعُ صدرڪ 10 09-15-2010 01:35 PM
الفرق بين الرومانسيه والحب صدى الالم زآۈيـﮧ حرهـﮧ 2 04-05-2010 05:28 AM
شو بتنتظر روح بوسها هلا الأميـرة الدلـوعة طآۈلـﮧ آلنقآش 15 03-15-2010 07:01 AM
°l||l° عندما نعشق من هو ليس لنا °l||l° صمت الشوقٌ الشعر والخواطر والقصائد 2 09-27-2009 10:04 AM


الساعة الآن 01:03 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w

المنتديات العامـﮧ - لڪل طريق بدآيـﮧ ۈهنآ بدآيتنآ - الاسلام والشريعه - زآۈيـﮧ حرهـﮧ - طآۈلـﮧ آلنقآش - أقســآم حــواء - مآئدهـﮧ بنوته - ڪل مآيشمل حۈآء العامه - منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ - الشعر والخواطر والقصائد - ڪآن يآمآ ڪآن -منتديات ترفيهيـﮧ - آلسفر - آلسيآحـﮧ - فسحـﮧ بنوته - وسـعُ صدرڪ - نجۈم آلملآعب - منتديات التقنيـﮧ - صۈر - ڪآريڪآتير - آلڪمبيۈتر - آلآنترنت - سلـﮧ مصمم - Baѕket Designer - منتديات اداريـﮧ -  قسم الصوتيات والمرئيات للهواتف  - عآلم آلسيآرآت - الحياة الأسريه -  قسم الطلبه وحقيبه الطالب  -  قسم للفـن العـامــ  -  قسم للسينما  -  قسم الانمي والدرامه الاسيويه  - المنتديات الرمضانيه - فـَنْ الـدِيَكْـوورَ, -  قڛم ديـڕتي  - مقآطع آليۈتيۈب YouTube -  قسم تجهيز العرائس  - آلطب ۈآلصحــﮧ - مآسنجر - تۈبيڪآت -  قسم الهواتف العامه  -  قسم العاب الهاتف  - قسم الرسائل sms و mms - منتديات الفنون -  قسم المقابلات  - المنتديات الفنيه -  قسم الافلام العربيه  -  قسم المسلسلات والمسرحيات  -  قسم الافلام الاجنبيه  -  قسم افلام الكرتون  -  قسم sports TV  -  قسم لأرواحنآ هذيـآن  - المواضيع المميـــزة - المســـابقــات - [ ڪـُـرســِي آلإعـتـرآف ] - تصويت كرسي الإعتراف - منتديات الاعضاء - [ جِـسـرُ ـآلتوآصـُـل ] - عدسـة الأعضـــاء - ڪل مآيشمل آدم - عالم الطفل -  قسم iPhone  -  قسم Blackberry  -  اقســام ادم  -  قسم نجوم بوليوود وهوليوود  - للروايات المكتمله -  قسم صور الانمي -  قسم فديو الانمي  - N E W S ~ حدث الساعه - قصص الانبياء و الصحابه - صوتيات ومرئيات اسلاميه - مَسسَآاحـﮧ لِ خِدمَـة ﯘ تَـڸـبِيَة طَلبَآات الْأعضَاء - أدَواتْ ۈ مُلحًقاآت ۈ دُروس تَصمٍيم - تصاميم جاهزه-رمزيات جاهزه-تواقيع جاهزه -اكشِن-ايطارَات-بَاترن-خطُوط-خامَات-فرًش-سكِرابٍزْ لِ التَصمِيم - درُوس فوتوشوب-درُوس تَصاآمِيم - شرح خصاآئص المنتدى - خاآص بِ الترقيـﮧ والتهنئـﮧ - أفڪآر من ذهب - موآضيع ما تظهر فيها الصُصُصُور - عُذوبَهہ متًجدِدهہ - المڪتَب الإدآري -مطبخ بنوته الرمضاني-اكلات رمضانيه 2011-وصفات رمضانيه-حلويات رمضانيه2011 - حلويات-دروس تحضير حلويات-حلويات مطبخ بنوته - قسم تفسير الاحلام - صُـور لِلتًصمِيمْ - بنوتة ask me - عصيرات-مشروبات ساخنة-عصيرات مثلجـه-آيــس كــريم - منتديات متخصصة iphone - منتدى شروحات الجيلبريك - منتدى برامج السيديا ( Cydia ) - منتدى برامج الايفون والايباد 


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0