عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:29 PM   #28 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



********
اتصلت بعمي لأسأله عن حال حسن .. وقال لي انه في العناية المشددة ومنعوا أي شخص من أن يدخل إليه .. أخبرت جدتي بذلك فسألتني غاضبة " طلبت منك أن تعرفي نتيجة العملية .. اتصلي مرة اخرى وأعطيني السماعة "
فعلت كما أمرت .. وسمعتها تتمتم بأسئلة عن حال حسن ...خرجت إلى المطبخ لأشرب كأس ماء .. كم تقت لأن أفتح الثلاجة . لكني خرجت لأجد جدتي مكتئبة ..
"ماذا ..هناك ؟؟"
أجابتني جدتي والدموع تتدفق من عينيها بقوة ..
" لا أعرف .. لم يشف غليلي حديث عمك .. أخذ يطمني بأن كل شيء يسير على مايرام ..وأنا أعرفه .. هناك مشكلة .. سأرتدي ملابسي واذهبي لتغير ملابسك سنذهب إلى هناك .."
أطعت جدتي .. رغم أن عظامي قد تكسرت من حصة الإيروبيك المسائية ..
وعندما وصلنا وجدت أبي ومحمد ومبارك وعبدالعزيز وفيصل وعمي خالد وسيف أخو حسن الكبير .. اجتمعوا جميعا والحيرة ارتسمت على وجههم .. قال أبي مستاء
" مالذي أتى بك يا أمي .. فاطمة .. "
قالت جدتي في حزم مانعة أبي من توجيه اللوم لي " أنا أحضرتها معي لم يعجبني صوت خالد .. قولوا الحقيقة .. ماذا حدث ؟"
تردد الجميع في الإجابة .. أخيرا أجاب سيف
" العملية لم تنجح تقريبا .. انه الآن في غرفة العمليات منذ ساعتان"..جلست جدتي ولم تستطع منع دموعها وبقيت تدعو له هامسة .. وكان منظرها هي وعمي خالد يمزق قلبي .. قال عبدالعزيز " لنذهب لنتاول شيئا .."
قال أبي في تعب " سأذهب الآن .. لم أتناول دواء القلب ."
قال عمي خالد بإمتتنان واضح " لقد أتعبتك كثيرا معي .. "
أمسك أبي بكتف عمي مانعا اياه من الحديث
" سأعود بعد نصف ساعه ..لن أدعك وحدك .."
ازداد بكاء جدتي وازدادت دعواتها ..
خرج أبي وخرج الشباب ليتناولوا شيئا ومعهم عمي خالد وبقينا أن وجدتي ننتظر في انتظار السيدات .. أمسكت بقرآن صغير وضع على الطاوله وبقيت أقرأ جزءا منه لجدتي التي لايهدأ بالها سوى بالقرآن ...
"فاطمة "
خرجت من عند جدتي لأجد عبدالعزيز يحمل طعاما بيده " أقنعي جدتي أن تتناول شيئا .."
هززت رأسي موافقة قال هامسا " هل كان هذا صوتك في الترتيل ؟؟ "
هززت رأسي مرة أخرى .. ورأيت استحسانا منه .. قلت له وأنا أنظر خلفه
" أين الباقي ؟؟"
قال وهو ينظر إلى الساعة " سيأتون بعد ربع ساعة .."
استأذن وغادر لينضم إليهم ..
أقنعت جدتي بصعوبة بتناول شيء من الطعام .. وعنما اجتمعنا مرة أخرى، مرت ساعتان قال عمي خالد وهو ينظر إلى الساعة
" فيصل ..يجب أن تغادر .. وخذ فاطمة معك .. الساعة قاربت العاشرة .. ولديكما عمل ان عبدالعزيز وسيف ومبارك ومحمد أخذوا اجازة للغد .. "
شعرت أن قلبي قبض ...مع فيصل في سيارة لوحدنا ؟؟
هل جن عمي ؟؟ هل يريد أن يتسبب لي بجلطة قلبية ؟؟
نظرت إلى محمد ثم إلى جدتي ولم أستطع أن أتجنب النظر إلى عبدالعزيز .. لم يعترض أي منهم ..
قالت لي جدتي تستعجلني " لم ترتاحي اليوم يا فاطمة .. اذهبي .."
تمتمت " وأنت ؟؟ "
قالت في نشاط " انا بخير اذهبي "
لا أعرف لم أصبحت خطواتي بطيئة هكذا .. كان بيني وبين فيصل خمسة أمتار على الأقل ونحن ننتقل بين أروقة المستشفى .. كان لايلتفت إلى الخلف وخطواته سريعه جدا .. واضطررت إلى أن أجري كي لايغلق المصعد وأتوه عنه .. كان في المصعد ممرضتين آخرتين ..تتبادلنا الحديث باللغة الانجليزية .. حول حياة كل منهما .. هذه تقول أنها تحدثت بالهاتف مع زوجها مساء أمس وتشاجرت معه والأخرى تقول أنها حادثت والدتها لكنها لم تجد شقيقتها ..
خرج فيصل ولحقت به كي لا أفقده .. توجه نحو سيارته الفورويل وركبها دون أن يناديني .. لم أعرف هل أصعد أم ؟؟ وقفت متحيره .. ليشغل السيارة .. قال لي عبر النافذه " ألن تصعدي ؟"
صعدت في المقعد الخلفي .. ليصرخ بي " هل أنا السائق لتجلسي في الخلف ؟؟ تعالي إلى المقعد الأمامي .."
لثواني ترددت وكدت أبكي .. لكنني نفذت ماطلب ..
شعرت بأنني من الداخل كأنني لوح زجاج مليء بالشروخ ..شعرت أن قلبي سينفجر الآن ...حيث ازدادت نبضات قلبي بشكل مجنون ..جلست في مقعدي أنظر إلى الأمام ..وأسترق النظر إليه بين ثانية وأخرى .. كتمت دموعا غزيرة .. يا إلهي .. كم أحبه !
قال لي بهدوء " لدي عدة مشاوير .. ثم سأقلك إلى منزل عمي "
لم أجب ..لقد شعرت أن قلبي سيطير من مكانه .. أدار الراديو .. ليطربنا عبد المجيد عبدالله بأغنيته الرائعه " تنتظر كلمة أحبك " .. انتابتني أحاسيس شتى .. لم أستطع كبح دموعي أكثرأدرت وجهي بعيدا .. كي لايرى دموعي ..
وقف قرب محل للصرافة .. ثم قرب محل للبريد( فيديكس) .. ..ثم في النهاية وقف لدى مطعم وقال " انتظري هنا .. سأقابل شخصا مهما ... "
هززت رأسي .. غاب لأكثر من عشر دقائق ثم عاد وقال " انزلي .."
استغربت طلبه ...قال شارحا
" كنت على موعد مع أحد الدبلوماسيين الأجانب .. وهو برفقة ابنته .. هي في مثل عمرك تقريبا .. أحتاج للحديث معه في أشياء عده .. سيسافر غدا .. "
نظرت إلى الساعة " إنها الحادية عشرة مساء !"
قال غاضبا " سيسافر الرجل في الساعة الواحدة صباحا .. لاتعقدي الأمور .. هيا .. سنبقى لنصف ساعة فقط .."
تأكدت من منظري .. كنت جيده .. نزلت من السيارة برفق .. لندخل إلى المطعم واتجهنا إلى طاولة يجلس عليها فتاة شاحبة شقراء نحيلة .. ورجل في العقد الخامس اكتسى الشعر الأبيض رأسه .. قابلنا بابتسامة رائعه .. قال له فيصل بانجليزية قوية أنني كنت مترددة فقلت له على الفور أن السبب كان في الوقت لاغير ..
جلست بقرب الفتاة التي كانت تدعى كريستين ترتدي صليبا ماسيا حول عنقها .. تبادلت معها كلاما بسيطا حول السياحة في البلد والدولة التي جاءت منها .. وأعربت عن مدى عشقها للصحراء..وأنها ووالدها سيكرران الزيارة مرة أخرى إلى هنا ..
كنت أنظر إلى فيصل الذي انغمس في حديث جدي .. تناولنا العشاء .. ومن ثم عرض فيصل أن يوصل الدبلوماسي إلى المطار .. نظرت إلى الساعة انها الثانية عشر وخمس عشرة دقيقة ..
ركبنا السيارة ووصلنا جميعا إلى المطار وكانت حقائب الدبلوماسي قد وصلت قبلنا عدت إلى السيارة .. وكان التعب قد أهلكني .. ونسيت للحظة أن فيصل يجلس بقربي وأننا معا منذ ساعتين ..
قال فيصل " سنذهب الآن إلى المنزل.."
كان المطار بعيدا نوعا ما عن المنزل .. شعرت أن الحاجز بيننا قد زال ..قلت له سائلة " هل قرأت رسالة حمده ؟؟"
لم ينظر إلي هز رأسه وقال " أكيد ."
قلت وأنا أعرف أنني أتجاوز كل حدودي " ما سر الورقة البيضاء ؟؟"
رأيت تعبيرا غريبا ارتسم على وجهه كأنه تذكر شيئا آلمه .. ثم قال " لم لم تسألي حمده ؟؟"
قلت محاولة أن أبدو طبيعية .. " لا أعرف .."
لم يجبني وتركني أغلي فضولا ..يالي من متناقضة .. أذكر مرة أنني أخبرت عبدالعزيز بأنني لا أحب الفضول .. لكن ..من أجل فيصل إنني أتشوق لمعرفة كل شيء يخصه ..نظرت إلى الساعة ..إنها الواحده .. وصلت إلى المنزل ولم أستطع ان أنطق سوى بكلمة شكرا ... ورميت بجسدي على السرير لأغرق في نوم عميق...



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس