عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:27 PM   #24 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5112 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-20-
ريجيم ..........
ـــــــــــــــــــ


لازلت أتذكر صراخ سارة وسعادتها بقولي ..ومازلت أتذكر صمتي وتفكيري العميق ...
واستيقظت في اليوم التالي على رنين الهاتف نظرت إلى الساعة كانت الخامسة صباحا ..
هلعت ...وقفزت بسرعه "ماذا ! ماذا"
" صباح الخير فاطمة ..هيا ..لقد بدأت اليوم مرحلة جديدة ."
"سارة ؟؟ ماذا ؟؟"
كنت لا أزال أرتجف وكان صوت سارة كان باردا كالثلج منذ الصباح ..جاءني صوتها بكل ثقة ..
" جدولك لهذا اليوم .. اذهبي للمطبخ تناولي عصير برتقال فقط من دون سكر..ثم انتظريني عند الباب ..وارتدي ملابسك الرياضية أسفل عباءتك .."
لم أستطع سوى ترديد " ماذا ؟؟ماذا ؟؟"
أغلقت سارة الهاتف وأنا لم أستوعب بعد ماقالته ..عدت للنوم ..لكن لم تكن لدي أي رغبة للعودة للأحلام .ذهبت لأغسل وجههي وأغسل أسناني وأصلي صلاة الصبح ..
وبعد انتهائي توجهت للمطبخ وكنت قد ارتديت ملابسي ..سكت كوبا من عصير البرتقال .. كانت الخامسة وعشر دقائق ..وجدت جدتي تقف وهي مستغربة ..
"ماتفعلين يا فاطمة في هذا الوقت ؟"
" لاشيء .."
"إلى أين ذاهبة؟"
" أتوقع للرياضة مع سارة .. "
"في هذا الوقت ؟"
قلت باستسلام "لاتسأليني ..إنها سارة "
ابتسمت جدتي وسألتني "هل صليتي الفجر؟"
"أجل .."
عات لغرفتها تاركة اياي أواجه عصير البرتقال المر الذي أمامي .. وكم وددت أن أتناول فطورا شهيا .. ثواني واستمعت لطرق الباب توجهت لأجد سارة تقف وهي مبتسمة " لنذهب !"
"أين "
"لنمشي لمدة ساعة ..هيا .."
لم أتحدث معها طوال الطريق لثقتي بأنها متحمسة كثيرا للفكرة عكسي ...وصلنا برفقة السائق إلى شارع جانبي ..نزلت وأنا صامته ..وأخرجت ساره قنينة ماء وأعطتني إياها وقالت ...
"طول هذا الشارع 2 كيلو متر ذهابا وايابا ..سأجلس في السيارة وأدرس ...لدي امتحان بعد ساعتين ...لكني سأتبعك مع السائق في السيارة .. لا تخافي ..خذي .."
وأعطتني جهاز تسجيل صغير ..وقالت "بعض أغاني الروك لكي تزدادي نشاطا ! "
صرخت بعدما استوعبت حديثها "لوحدي ألن تمشي معي ؟؟"
قالت في هدوء "لا ... لا أحتاج للرياضه ..فجسدي مناسب ..اقطعي الشارع ذهابا وايابا لمده ساعه .. لكي نذهب .. "
أمسكت بقنينة الماء ووضعت المسجل على أذني وبدأت بالمشي ..استحملت أول ربع ساعه ..ثم بدأت بالصعب .. شعرت أن جسدي يصرخ بي قفي ...كل عضلاتي بدأت بالإنكماش ...فالرياضة عدوي اللدود ...وشعرت أن كل عضو من أعضاء جسدي يتهمني بالخيانه ..أردت أن أتوقف ..لكني لم أستطع .. بعد ربع ساعة أخرى شعرت بتعب شديد .. يا إلهي سأموت .. أريد الإتجاه إلى السيارة لكن سارة وقفت بعيدا .. حركت قدمي بتعب .. أريد الوصول فقط الوصول ,,فالمشي السريع أهلكني ..اتجهت للسيارة فنزلت سارة ونظرت إلى الساعه وقالت " بالنسبة لأول يوم ..سأجعلك ترتاحين .."
وددت أن أخنقها بأصابعي ... جلست بالسيارة ...وعندما وصلنا للمنزل ..رفضت النزول ..لا لسبب معين ولكن لأن قدماي خذلتني بشكل مريع فهي تؤلمني بشده ! ..
لا أعرف كيف وصلت إلى غرفتي في الطابق الثاني ..لكني أعرف أنني استغرقت وقتا طويلا لأنقل قدمي في كل خطوة ..وبعد حمام منعش استرخيت ...لا أريد الحركة ...نظرت إلى الساعه تكاد أن تصبح السابعه ..أرغمت نفسي مجددا على الوقوف وارتداء ملابسي والتوجه للعمل وأنا أكاد أبكي !
شعرت بعظامي تكاد تتفكك .. والجوع استبد بي ..لكني وعدت سارة ألا أكل سوى ما سترسله لي كإفطار .. وعند الساعة العاشرة دخل الفراش ليعطيني كيسا صغيرا .. كان به حليب أبيض ووقطعة خبز صغيرة محشو بجبنه بيضاء ...غضبت كثيرا لكن لجوعي الشديد تناولت ما أرسلته سارة .. وبينما أنا أتناول فطوري دخل فيصل وهو ينظر إلي نظرات لامبالية ودخل لعند عمي فورا ..سقطت الساندويش من يدي . ولملمت ما أمامي بيأس ...ووضعته جانبا ... كانت نظرته نظرة ازدراء أكثر منها لامبالاة .. ولكني
قررت في قرارة نفسي " سأبهرك ..وسأجعل نظرتك هذه تتغير إلى العكس تماما .."

عدت للمنزل .. لاجد الخادمة قد وضعت لي غداء وهو عبارة عن عصير برتقال ودجاج مشوي وصحن سلطة وكوب زبادي خالي من الدسم ..لم يكن هناك خبز لم يكن هناك أرز ! ابتلعت دهشتي ..وتناولت برفق ما أمامي ..وكل ثانية وأخرى ..أرى طيف فيصل بتلك النظرة .. فأكره الأكل أكثر وأكثر .. أتركه لدقيقة ..ثم أعود لتناول القليل ... رميت بجسدي على السرير ..وغبت في نوم طويل مزعج حيث كل عضلة من عضلات جسدي تؤلمني ..
أود أن أقول أنه مرت سته أشهر وأصبحت نحيفة جدا ورشيقة ..وجميلة وانتهى العذاب ..ووووو....


لكن ما أسهل الكلام ..وما أسهل الخيال ...استيقظت على رنين الهاتف في اليوم التالي ..كانت سارة ... إرتديت ملابس الرياضة بتكاسل ... وأعدت نفس الموال وخرجت معها .. وسارة تتفادى الحديث معي .. لكنها أخيرا نطقت ..وكانت كمن صمت دهرا ونطق كفرا ..
" سجلتك في نادي رياضي .. ساعة من الإيرووبيك يوميا لمدة خمسة أيام في الأسبوع "
وصمتت ...تجاهلت ردة فعلي ورفضي ... تجاهلت التعابير التي ارتسمت على وجههي ..وقالت دون أن تنظر إلي وهي تنظر إلى كتاب من موادها الدراسية
" اشكرينني لاحقا .ستبدأين اليوم كوني جاهزة عند الساعة الخامسة .."
"لكني أحتاج لوقت راحة بعد عملي "
قالت بجدية " لا .. الراحة هي عدو الريجيم الأول .. ليعتاد جسدك على التغير الجديد يجب أن تجبريه .. "
ولم تزد حرفا .. كي لا ندخل في نقاشات لاطائل منها...
ذهبت للعمل وأنا مليئة بالسخط والتعب والإرهاق ...وجدت على مكتبي جهازا لم يكن موجودا من قبل ..إنه جهاز تمزيق الأوراق ..
طرقت الباب ودخلت لأجد عمي جالسا ..
" صباح الخير .."
"صباح الخير يا فاطمة ... "
" مبكر اليوم يا عمي .."
" لدي أعمال ...لم أنته منها في الأمس ."
خرجت بعد أن استأذنت أحضرت لعمي كأس الشاي الذي يحب استفتاح الصباح به ..
" عمي .. لم جهاز تمزيق الأوراق ؟؟ "
رفع رأسه من بين ملفاته وقال " توجد بعض الأوراق سرية للغاية ولايجب أن تخرج من مكتبي سوى إلى سلة المهملات .. الجهاز لمكتبي هنا .. لكن أردت أولا أن أجهز له زاوية .. "
لم أعلق واتجهت إلى الباب لأخرج لكن عمي استدرك حديثه قائلا
" هل تعرفين كيفية تشغيله ؟؟"
" أجل .. "
كنت قد تدربت نظريا على كافة أنواع أجهزة المكتب في دورة السكريتاريه ..
فتحت الباب لأفاجأ بفيصل أمامي ..ليخطف نفسي برائحة عطره المركز ونظرته الغاضبه .. ابتعدت عن طريقه لأسمح له بالدخول .. وذكرت نفسي بوعدي ... لن أسمح بأي تخاذل أو... مها يكن ..
دخل دون أن يلق نظرة علي .. يجب أن أهين نفسي أكثر .. خرجت وذهبت لمكتبي .. وشيء واحد ليس على مايرام ..وهو قلبي ..
حاولت أن أشغل نفسي بترتيب المكتب ...لكن هناك شيء ما في داخلي يئن ...
خرج بعد دقائق .. وحمل جهاز تمزيق الأوراق إلى الداخل ..
لقد بدأت جديا أفكر بترك العمل .. لكن لم يهن علي ترك عمي بعدما فرط في سكرتيرته المخلصة ..
خرج مرة أخرى وألقى بخطاب وقال لي
" أعيدي كتابته ووجههيه إلى الوزير بعد أن يمضي عمي عليه ..بسرعه .. سآتي بعد عشر دقائق وأجده منتهيا ..
كان الخطاب بخط يد فيصل .. كلماته غير مفهومه سريعه و خطه في الواقع قبيح !
استلمت الكمبيوتر وبسرعة أنهيت الخطاب وطبعته .. وأرفقته بالمسوده وذهبت به إلى مكتب عمي ... الذي راجعه بسرعه وأقره ثم قال
" هيا لنجرب الجهاز .. مزقي المسوده من خلاله .. "
ابتسمت .. وبعد دقائق أنهيت ماطلبه عمي وأرشدته إلى الطريقه الصحيحة لإستخدام الجهاز ..
ثم طلب مني عمي ارسال الخطاب إلى الوزير .. ففعلت ..
بعد دقائق جاء فيصل غاضبا إلى مكتبي وقال
" لم مزقت المسوده وكيف أرسلت الخطاب دون تريني إياه ."
شعرت بمدى غضبه وقلت له " إسأل عمي .. سيجيبك .."
دخل إلى المكتب .. وسمعت صراخ فيصل ... وصوت عمي الغاضب ..
خرج عمي بعد دقائق ..
" فاطمة تعالي "
شعرت بوجود مشكله .. كان عمي غاضبا لكن ليس كغضب فيصل ..الذي بدأ في الصراخ علي
" كيف ترسلي الخطاب .؟؟ وتمزقي المسوده الوحيده .."
قال عمي غاضبا من أسلوب فيصل " أنا من طلبت منها ذلك كف عن توبيخها "
قال فيصل " أحتاج لنسخة عن الخطاب ... ضروري ..."
قلت أخيرا " لدي نسخة ."
نظر عمي إلي مرتاحا وفيصل مندهشا وصرخ " ولم لم تقولي ؟؟ "
قلت مدافعة عن نفسي " أني أحتفظ نسخة عن كل شيء أرسله بتاريخه والمستلم على جهاز الكمبيوتر .."
فوجئت بغضب فيصل يزداد ..
" ماذا ؟؟ إن هذه أسرار حكوميه تضعينها على جهازك هكذا ؟؟"
قلت وقد استبد الغضب بي " أنني أحمي الجهاز بكلمة سر .. "
صمت هو وابتسم عمي قائلا
" لا داعي لغضبك ..لقد حل كل شيء ..فاطمة خذي كأس الشاي ...و انسخي له من الخطاب نسختان ليطمئن عقله المريض!.. "
نظرت إلى الشاي ووجدته كما هو
"لم لم تشرب الشاي ياعمي ؟؟؟"

وقبل أن أجيب صرخ بي فيصل غاضبا" هذا ليس وقت الحديث .. هيا .."
خرجت حانقة من فيصل واتجهت للجلوس على مكتبي والشاي كان بيد .. فتحت الجهاز وأردت ادخال كلمة السر لكني فوجئت بشخص يقف بالقرب مني ..شعرت بأنني قد شللت تماما !
" هلا ابتعدت ؟ أريد أن أكتب كلمة السر "
قال بهدوء "لهذا أقف هنا .. أريد معرفة كلمة السر حتى لا أواجهه موقفا مشابهها في غيابك "
"لا ؟؟.لا ..لن أعطيك كلمة السر ! "
" لن أتحرك من هنا حتى أعرفها "
لم يكن لخوفي داع في موقف مشابهه .. لكن في هذا الموقف بالذات كانت أصابعي ترتجف وعقلي محتار .. وقد شعرت بإحراج شديد .. لا لشيء سوى أن كلمة السر ستضعني في موقف محرج !!
لا أريده أن يرى كلمة السر .. فكلمة السر هي اسمه (فيصل )متبوعا بكلمة إلى الأبد !!!
قلت بارتباك " لا.."
قال بثقة " لن أتزعزع من مكاني حتى أعرفها .."
شعرت بحيرة كبيرة وخانني التفكير .. ولم أجد حلا سوى ...
كأس الشاي الذي بقربي .. ولم أستطع منع نفسي سأتحمل العواقب ..سأتحمل صراخه وغضبه ..وسأتحمل حتى توبيخ عمي لي ...رميت بكأس الشاي على ملابسه بحركة بدت كأنها عفوية فصرخ وقفز إلى الخلف ..فطبعت كلمة السر بسرعة كبيرة .. وأغمضت عيناي لإرتياحي من التخلص من هذا المأزق واستعدادا للدخول في مأزق أكبر ..
رأيت عيناه استحالت إلى اللون الأحمر .. وكما قال عمي مرة إنه ينفث النار !! لم أستطع كبح ابتسامتي !! ولم أكلف نفسي عناء الإعتذار !
نظر إلي ولم ينطق بكلمة واحده ..دخل إلى مكتبه ...وطبعت نسخا من الخطاب .. وغيرت اعداادات كلمة السر إلى اسم صديقتي ساره ..
خرج بعد لحظات من مكتبه .. صدمت عندما رأيته بملابس جديده ..أين ذهبت بقعة الشاي الكبيرة ؟؟ قال بصوت يملأه الغموض
" يوما ما .. سأجد طريقة لأجعلك تبكين ألما ! "
ارتجفت ركبتاي ..واختفت الإبتسامة التي رسمتها على وجههي ..وبدأ عقلي في الكلام .." لقد فعلت .. لاتحتاج لطريقة لتؤلمني .. فبسببك ينزف قلبي حبا مستحيلا !.."
لم أستطع كبح دمعتي .. فأنزلت رأسي وادعيت انشغالي بما أمامي ، دخل لمكتب عمي لدقائق ثم عاد .. وقال وهو يشير لمكتب عمي وهو في طريقه للخروج
" يريدك "
لا أعرف كيف وقفت .. واتجهت بكبرياء إلى مكتب عمي الذي قال لي مبتسما
"من حسن حظك أنه يملك ثوبا في مكتبه .. فهو يبيت هنا في بعض الليالي ... "
قلت مستغربة " لم ؟؟"
قال عمي بثقة " ينتظر بعض الخطابات الهامة عبر الفاكس والتي لاتأتي سوى في وقت متأخر .. بسب فارق التوقيت "
جلست أمام عمي واستمعت إلى مايريد عمله اليوم ورتبت بعض مواعيده .. عدت للمنزل لأفكر بتعب بأحداث اليوم ..
أغمضت عيناي بعد أن تناولت الطعام الخالي من الطعم ! المسمى بطعام الريجيم .. ثم استيقظت فزعة على صوت الهاتف
"ألو .."
" هيا .. اخرجي .. ستصبح الخامسة "
"ماذا ؟؟"
"النادي هل نسيتي ؟؟ إني أنتظرك في الأسفل "
لم أستطع الإحتمال فبدأت في البكاء بعدما أغلقت الهاتف ..إنني متعبة كثيرا .. وللتو أتيت .. نزلت وأنا أرتدي ملابس الرياضه .. لأنتظر ساره حتى تأتي ..
خرج محمد وقال " أريد أن أحدثها إنتظري دقيقة .. "
وخرج ليلاقي سارة في الخارج ..يالهما من ..عاشقين !


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس