عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:20 PM   #9 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5111 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-10-

حب ...من أول نظرة ..

كان اسبوعا رائعا , عودة مريم أعادت لي شيئا من ثقتي بنفسي .. وكانت قريبة جدا مني .. جدا ..
أخيرا ركبت السيارة برفقة جدتي واتجهت إلى مزرعة عمي ..كنت مرتاحة نوعا ما .. نظرت إلي جدتي وقد استغربت ارتياحي ..قالت لي " ماسبب هذه الابتسامة على شفتيك ؟؟ "

قلت مبتسمة " أشعر بالحماس .. أتمنى أن تكون نهاية أسبوع رائعة .. "
قالت جدتي بثقة "ستكون كذلك ..بإذن الله .. لكن أخشى أن تعكر زوجة عمك الجو بالكلام عن حسن .."
هذا الاسم سمعته للمرة الثانية .. سألت جدتي بفضول
"مابه حسن ؟؟ ماقصته ؟؟ "
قالت جدتي بعد تنهيدة عميقة " غبي .. يقضي وقته في السفر والسهر .. ترك المدرسة منذ وقت طويل .. ويعيش عاطلا عن العمل .. ومؤخرا تشاجر مع والده .. وطرده والده من المنزل .. "
"ألهذه الدرجة الوضع متأزم في بيت عمي ؟"
هزت جدتي رأسها ... كانت المزرعة تقع في احدى الروضات الخضراء .. ولم تكن مزرعة بمعنى الكلمة بل استراحة كبيرة توجد بها منزل صغير واسطبل خيل وحمام وجلسات رائعة ..
كنت متحمسة فعلا .. نزلت من السيارة وهناك .. التقت عيني بمن احتل قلبي من أول نظرة .. شعرت بأن أحدا ما خطف أنفاسي مني .. لم أستطع سوى التحديق بتلك العينان .. وكان يحدق بي بالمقابل ..مستغربا من أكون ... كان واقفا هناك ليساعد جدتي على النزول من السيارة .. لا أعرف مالذي سكن أطراف جسدي فجأة .. ماهذه الأحساسيس التي ولدت في تلك اللحظة ؟؟ اسند جدتي ونزلت جدتي .. وكأنها لاحظت التغير الذي اعتلاني فجأة .. قالت لي مؤنبة "أنزلي الأغراض يافاطمة لم تقفين هنا ؟؟ "
هززت رأسي وأنا أحاول أن ألتقط أنفاسي .. أنزلت الحقيبة الصغيرة بينما تطوع هو قائلا "أنا سأنزل الأغراض .. فقط اتبعي جدتي "
تبعت جدتي وأنا أشعر أن قلبي قد انقبض .. لم أجرؤ على النظر إلى الخلف .. دخلت إلى المنزل الصغير .. وكان الجميع يجلسون مجتمعين قال عمي مرحبا " أهلا وسهلا لقد تأخرتم كثيرا "
قالت جدتي " الطريق بعيد كما أن فاطمة عادت من المدرسة متأخرة .."
نظرت عبر الباب الزجاجي إلى ذلك الشخص الذي أسر قلبي .. رأيته يأمر يمينا وشمالا على السائقين .. ومن ثم اتجهه إلى الإسطبل .. لم أسمع أي شيء من حولي .. كنت مشغولة بالجزيئات التي تدب في قلبي .. لم أكن قد رأيته من قبل .. أيكون ابن عم لي ؟؟
لا ...لكنه قال جدتي .. اذن هو ابن عم لي .. أيعقل ان يكون ابن عمي خالد ؟؟ لم لاينضم إلينا ؟؟ ..
دخلت إلى غرفة مخصصة لي ولابنة عمي خالد هيا البالغة من العمر عشر سنوات .. أذكر أن لي بنات عم كبيرات .. حمده ونوف ..وهن تقريبا يكبرنني بعام أو عامين .. لم لم يأتين .؟؟
استفردت في غرفتي .. متسائلة أن كان ماشعرت به حقيقة أو خيال ؟؟ نظرت من فتحة صغيرة من النافذة .. دققت النظر لم أجده .. كان هناك شابين فقط يتبادلان الحديث ضاحكين .. ثم استقلا سيارة وغادرا .. ارتديت تنورة سوداء وقميصا أسود .. ونظرت إلى نفسي في المرآة .. أخرجت قلم الكحل وخططت عيناي ..
لفتت شيلتي السوداء حول رأسي وخرجت ..
قالت جدتي عندما رأتني " حضري لي شايا "
نظرت اليمين واليسار لم أجد أي شاي .. فقالت جدتي "من المطبخ أنه في الخارج "
خرجت من الباب الزجااجي واتجهت إلى المطبخ ..
عدت وكان كوب الشاي في يدي ودخلت لأفاجأ أن الشاب ذاته يجلس مع جدتي .. انتفض قلبي بداخل جوفي وبدأ بالخفقان بسرعة أعطيت جدتي الكوب وارتبكت كثيرا .. قالت جدتي تعرفني على الشاب " ألم تعرفي ابن عمك ؟؟ "
استغربت وهززت رأسي بلا ..
قالت " هذا فيصل ابن عمك سالم رحمه الله .. "
قلت باقتضاب "كيف حالك " ..
" الحمدالله "
ابن عمي سالم .. الذي توفي منذ زمن بعيد .. كانت جدتي تتكلم عن وفاته قبل أن أولد .. كانت تقول دائمة أن الموت خطفه باكرا تاركا ولديه يتيمين "
لم أجرؤ على النظر إلى فيصل .. لكن مجرد فكرة أنه بجانبي شعرت أنني قد أجن .. هل وقعت في الحب ؟؟؟ ... لا أعرف . لكن أعرف أن هذا الشاب حرك داخلي شريانا ووضعه في غير محله ..

استأذنت من جدتي ودخلت للغرفة وقد رأيت وجنتاي لأول مرة تتخضب باللون الأحمر .. التقطت أنفاسي بصعوبة استلقيت على سريري ..سألتني هيا ببراءة ..
" هل كنت تجرين ؟؟ "
"لا .. لماذا "
"تتنفسين كأنك كنت تجرين .. "
ابتسمت لهذا التعبير .. قلت لنفسي أن قلبي كمن يجري خائفا من شيء .. سألتها بخبث "أتعرفين فيصل "
قالت ببراءة "أجل .. انه صديقي .."
"صديقك ؟؟ أخبريني عنه .."
قالت بشكل حالم " انه يعيش مع والدته بالقرب منا . يأتينا كل يوم ويجلس معي ويخبرني النكت والقصص المضحكة .."
سألتها وقد تركزت في بالي صورته وهو يضحك ..رغم أني لم أرى ضحكته بعد ..
"كم عمره ماذا يعمل ؟"
قالت ببراءة "لا أعرف .. لكنه يعمل في مكتب والدي بالحكومة .."
"ماعمله ؟؟"
"مدير .."
فكرت انه مدير مكتب عمي على مايبدو .. نظرت إلى الطفلة وأيقنت جهلها التام بما أفكر به .. أغمضت عيناي وهاجمني النوم سريعا .. فقد تعبت ولم أنم منذ الصباح ..

فتحت عيناي لأفاجأ أن المصباح مطفأ والغرفة مقفلة .. دخلت إلى الحمام الجانبي وفزعت من مظهري .. كان الكحل قد سال .. ووجهي قد انتفح عشرة أضعاف ..
غسلت وجهي وغيرت ملابسي وخرجت نظرت إلى حقيبتي الصغيرة لم أرى بها سوى ماسكارا وعطر وقلم كحل .. ندمت لأني لم أجلب عدتي كاملة .. ارتديت ثوبا جميلا باللون الأزرق ولفتت شال الثوب حول رأسي وخرجت .. كانت الجميع مجتمع .. ورائحة القهوة نافذه إلى أنفي .. قال عمي "هل نمت جيدا ""
أجبته "أجل .."
"تعال إلى جواري "
"حاضر "
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء .. كان فيصل يجلس إلى قرب جدتي ويتكلم معها بموضوع يبدو أنه مهم ..
جلست إلى جوار عمي الذي داعبني قليلا وقال " أتناولت شيئا ؟؟"
قلت وقد تذكرت أني لم أتناول شيئا منذ خرجت من المدرسة
" لا .. ليس الآن "
وطوال الجلسة العائلية حاولت أن أتحاشى النظر إلى فيصل .. لكن شيئا ما كان يجعلني أدير رأسي .. وأنظر تجاه ذلك الرجل الطويل الأسمر ذو العينين الرائعتين ...
لا أعرف كيف انتهى اليومين بهذه السرعة .. صدمت جدا .. وشعرت بظلم كبير لاني لم أره .. سوى تلك الليلة ...بقيت أنظر إلى الخلف عندما غادرنا متمنية أن ألمح له طيفا .. أو أرى عينيه للمرة الأخيرة .. لكني لم أره ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس