عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:36 PM   #40 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5122 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



" مريم ..أخبريني .."
وقبل أن أنطق نظرت إلى الشاب وقالت " أنه أخي الذي كنت أكلمك عنه دائما .."
" ناصر؟"
" أجل .. تأخرنا لأنني تأخرت في موعد مع الطبيب لتحديد موعد لجلسةالعلاج. "
" جلسة علاج ؟؟ "
أخفضت رأسها لدقيقة وقالت " أجل .. أنني أعاني من اللوكيميا .."
وقف شعر جسدي منذ أن نطقت أحرف الكلمة الأخيرة .. قفزت الدموع إلى عيني .. ألهذا السبب كانت تختفي بدون أي وداع ؟؟ ...حركت أصابعي بتردد لتمسك بكتفها ..ثم ..احتضنتها وأنا أبكي بشدة .. كانت ترتجف ..والنظارة الشمسية تخفي تعبير عينيها ..
"كيف ؟؟ ومتى ؟؟ ولماذا ؟؟"
كنت أمطرها بالأسئلة بينما يدها الضئيلة تمسك بيدي لتهدئني ..
"كيف ؟..ولماذا ..للأسف ..سؤالين أنا نفسي أبحث عن أجابتهما .. لكن متى .. منذ وقت طويل .. كنت ..أمر بنكسات قوية فيحملوني للعلاج في الخارج دائما ..إنه أمر الله ..قدر ورضيت به ..لكني اليوم كنت قد قررت أن أطلعك بحقيقة الأمر ..أنك تستحقين هذا .."
لا أعرف لم بقيت أبكي لكنها هدأتني " أتـذكرين فاطمة .. عندما كنا صغارا عندما كنا نتحدث لساعات ونشكو ليعض آلامنا ؟؟ أتذكرين .كنت أشتاق لهذه الايام وأنا في الغربة ..أود أن اعود لتلك الأيام ..عندما كانت أسوأ مشكلاتنا .هي البدانة ؟؟ .. أقسم لك أني مستعدة لأعود لتلك الأيام ..أقسم .."
بدأت مريم تنتحب بطريقة تمزق القلب ...
لم تكن تعاني من مرض فقدان الشهية كما ادعت سابقا بل كانت تعاني من سرطان الدم ..المرض الخبيث .. ثم استطاعت بعد علاج متخصص في امريكا أن تقف على قدميها وعادت إلى هنا .. ولكنها طوال عام كامل أهملت العلاج ..وانتكست حالتها بشدة .. كانت تظن لفترة بسيطة أنها أصبحت طبيعية ... لكن لم يدم الحلم كثيرا ..
كان آخر عهدي بها اتصال .. وكانت تحدد موعدا مع احد المستشفيات للمعاينة .. ولكنهم أدخلوها إلى العناية المشددة ..
لم يبق لها في هذه الحياة الكثير .. انها مسألة وقت ..

لكم حزنت ..ولا أستطيع وصف حزني .. لكني استغربت لم لم تخبرني ..لكنها قالت بيأس " لم ترغب أمي أن ينتشر الخبر حتى لايؤثر على فرصتي في الزواج " ..
ضحكت بعدما رأيتها تضحك.. ثم بكينا معا .. يالها من أم !
"ستبقى أمي .. أشعر أنها لاتريد التصديق أني قد ..وصلت إلى النهاية .."
"لاتقولي هذا ...أرجوك مريم تحلي ببعض الأمل "
"فاطمة ..إنها تقتلني ببرودها .. إن كان المرض يقتلني مرة .. فهي تقتلني مائة مرة حتى ناصر لم يعد يطيق الحديث معها .. أنني أحتاجك فاطمة .. أحتاجك ..أريدك أن تسانديني عديني بذلك .."

رغم عدم معرفتي في ماذا تريدني مريم أن أساندها لكني قلت فورا
" حسنا .. سأساندك .. أنا معك أعدك بهذا ..."
" اريدك أن تتوجههي إلى ناصر وأخبريه أني لن أتلقى العلاج بعد اليوم !"
انتابتني رجفة قوية قلت والدموع تتدفق من عيني كألأنهار " ماذا تقولين ؟"
"أرجوك فاطمة "
هززت رأسي بعنف " لا .. لا .. لا .. ماذا تقولين هل جننت ؟؟ "
"أرجوك فاطمة ..لقد تعبت .. وأريد الــ.."
"لا ...لاتقوليها ..لن أدعك .. هل جننت .. لا يا مريم .. أرجوك عودي إلى عقلك .. هذا انتحار ..لا .."
أردت الخروج الابتعاد لكنها أمسكت يدي وأخرجت يدها التي تملأها الندبات البشعه
" أتعرفين ماهذا ؟؟ .. كل أربعاء .. أتعرفين مامعنى أن تسري النار في عروقك ؟؟"
" أفهم شعورك .."
صرخت بي
" لا تفهمين .. لاتفهمين ماذا تفعل هذه السموم بي .لاتفهمين مقدار الألم ... لاتفهمين عندما أتقيأ أحشائي عندما أنتهي من هذه الجلسه .. لاتفهمين كيف أرى شعري ينتثر على وسادتي كل صباح .. الشعور بالغثيان .. أنت لاتفهمين ماذا يعني أن تكوني بلاقيمة .. بلاحياة ..مستلقية طوال الاسبوع على سرير بارد لاترين أحدا .. لاتجدين حضنا يدفئك لدقائق ..أنت لاتفهمين .. أرجوك .. أخبريه أنني تعبت ..فهو يرفض أن يستمع لن يقنعه سوى مساندتك لي فهو يفهم ما كان بيننا وكيف كانت صداقتنا .. ..أرجوك يا فاطمة .. أنني أتعذب ..من أجل لاشيء .. حتى والدي أصبح يتفاداني .. لايقترب مني ..ارجوك .."
انخرطت مريم في بكاء ونشيج جعلني أبكي معها .. وأخذها في حضني .. أريد أن أثبت لها أنني أحبها .. لا أريدها ان تستسلم..

"أرجوك مريم .. أرجوك . سأبقى إلى جانبك .. لن أدعك وحدك بعد الآن لكن .. لن تتركي العلاج ...."

قالت بهدوء " لقد وعدتني .. أرجوك فاطمة .. كرهت الحياة لم أعد أرغب في العيش من أجل من سأعيش؟؟..لم يبق لي الكثير .. أشهر معدودة .. لا أريد أن أنهيها مستلقية على هذا الفراش .. لأزيد دقيقة أو دقيقتين من عمري .. إن كان العلاج سيثمر شيئا غير ابقاءي على قيد الحياة لأيام بسيطة .. لما رفضته .. لكني ..سأموت وقد تقبلت هذه الحقيقة .. أريد أن أزور بيت الله .. أريد أن يتذكرني الجميع وأنا في كامل صحتي . ..لا أريد أن أتمدد على فراشي حتى مماتي..أجل سينهشني المرض الخبيث .. لكني ..أريد أن أنتهي من هذا المرض .."
لم أستطع سوى البكاء .. وكنت قد قررت أن أركب سيارتي وأغادر كأني لم أكن هناك ولم أعد مريم بشيء .. لكني وقفت وتوجهت وأنا أبكي إلى سيارة ناصر الذي خرج من سيارته .. كانت على مدى بعيد قال بهدوء
" أقنعتك ؟"
هززت رأسي بلا .. ثم قلت وأنا أحاول أن أهدأ " إنها تريد أن ...................... لبي لها أمنياتها ..أرجوك .."
لم أستطع منع نفسي من البكاء أكثر .. "وأخبرها أنني سأراها لاحقا .. لأن .. ""
ركضت إلى السيارة وأخبرت السائق أن يتحرك.. التفت لارى ناصر يتجه نحوها ويسندها برفق لكي يدخل بها إلى السيارة ..ولم أستطع كبح دموعي ...
لا أعرف إلى أين أود الذهاب ..لا أعرف ..لكن انتهى بي الأمر أقف لدى مطعم .
جلست على الطاولة لوحدي ..وطلبت ثلث مايوجد في قائمة الطعام ..
جلست هناك أكل ..وأبكي .. أكلت كما لم آكل منذ عام !...كلما أكلت أكثر ازدادت دموعي .. أحشو فمي بكل أصناف الطعام ..كأني أريد أن أقتل حزني ! لكن هذا لم ينفع .. لاشيء مما أكلته استطاع أن يخرس صرخات روحي النازفة أو يقتل ألمي وحزني !!
اتجهت إلى الحمام وأفرغت كل مابجوفي وانهرت في البكاء بلاوعي .. مريم .. مريم !! ...كان الشيء الوحيد الذي نطقت به ..
اغتسلت وحاولت ان أجمع شتاتي ...دفعت فاتورة المطعم رغم نظرات النادل المستغربة وعدت إلى المنزل ..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس