عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:34 PM   #36 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5122 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



" كيف حالك؟"
بادرتها وانتبهت كيف نظراتها النارية تحاول أن تقول شيء ..
" أين كنت ؟"
نظرت إلى أخي مبارك الذي كان يقف خلفي .. قلت له ببساطة " في مركز التجميل .. مارأيك بقصة شعري ؟"
ومررت أصابعي بين خصلات شعري ..
قال مبهورا " أنها جميلة .. مع من ذهبت ؟"
" برفقة مها صديقتي ابنة أبو خالد الذي يسكن أول الشارع .. استأذنت من جدتي فوافقت ."
كان عندي شعور أن منال بطريقة ما جعلت مبارك يغضب مني .. قد تكون تفوهت ببعض التعليقات السلبية . قال وهو يبدو جادا " استإذني مرة أخرى "
لم أعلق .. لكن نظرات منال الغيورة والنارية كانت تنطق بالشماته ابتسامتها الساخرة كابتسامة الثعلب كانت دليلا واضحا لسخريتها مني .. ..تبعت زوجها وهي تمشي بتكبر .. سأعرف كيف أغيظك يا منال .. لن تنالي مرادك في الإيقاع بي ..
خرجت أمي من غرفتها .. ركضت إليها لأريها قصة شعري .. كانت مبهورة .. وأثنت عليها كثيرا .. ومن ثم تذكرت وسألتها
" أين جدتي ؟؟"
نظرت إلى امي التي كانت تحاول التهرب من الاجابة علي .. لم أدقق في ملامح أمي من قبل .. لكنها جميلة .. امرأه في الخامسة والأربعين .. مخملية البشرة خالية من التجاعيد رشيقة القد .. شعرها الأسود الطويل ترفعه دائما وغرة بسيطة تغطي جبهتها الصغيرة .. عيناها السوداوين ..بؤبؤ عينيها المتسع .. أنفعها الحاد المرفوع بكبرياء .. حاولت أن تتملص من اجابتي .. وكنت تلعب بغرتها بشكل لاإرادي ..
كانت أصابع يديها طويلة كأصابع يدي وصبغت أظافرها بطلاء فرنسي راقي . ترتدي تنورة زرقاء مع قميص أبيض .. ورغم أنها لم تخرج اليوم لكنها كانت تزين أذنيها بقرطين ماسيين رائعين مما جعلني أمسك بأذني بطريقة لا إراديه .. لم أضع أقراطا منذ وقت طويل .. ستكون أمي قدوتي في الأنوثة والجمال .. أتمنى يوما ما أن أصل لعمر الخامسة والأربعين وأبقى جميلة هكذا ..
" أين جدتي ؟؟"
لاحظت توتر أمي للمرة الثانية " في بيت عمتك "
" لماذا؟"
ان الوقت متأخر ولم تخبرني جدتي أنها ستخرج اليوم ...
" عمتك متعبة فزارتها .."
لم أقتنع برد أمي .. دخلت إلى غرفتي ورفعت الهاتف لأتصل بمنى ..
" مرحبا .."
لكن من رد كان عبدالعزيز " وعليكم السلام .."
" عبدالعزيز ؟؟"
" من معي ؟"
" فاطمة .. كيف حالك؟؟"
" بخير ..وأنتي ؟؟"
" بخير .. هل جدتي بقربك ؟"
" لا إنها نائمة .."
تفاجأت وقلت أسأله " هل ستنام عندكم ؟"
" لماذا ..الاتعرفين ؟؟"
صدمت من رد فعل عبدالعزيز" مالذي لاأعرفه.. هل حدث شيء ؟"
جاءني صوت عبدالعزيز مترددا " لاشيء مهم .. لكن .. حدثت مشادة بين جدتي وووالدتك .. "
" مااذا ؟؟؟ متى ؟؟"
كيف ؟ ألهذا كانت أمي تتهرب مني ؟؟
" فاطمة .. أين كنت ؟ لقد اتصلت بي جدتي وهي منهارة كليا ..لقد حضرنا أنا وأمي لإحضارها .. كانت مشاجرة عنيفة ؟؟"
لم أمسك دموعي ونشيجي .. مسكينة جدتي " هل هي بخير ؟؟ قل لي .. مالسبب ؟؟ عبدالعزيز أخبرني .. أرجوك "
كان عبدالعزيز مرتبكا .... قال يحاول تهدئتي " المهم أنها بخير ..لاتبكي .. "
" لن أسامح أمي إن حدث لها شيء .. لن أسامحها كيف ..كيف ؟؟..يــ..يــ..."
" كفى فاطمة .. لاتبكي .. لم يحدث شيء اطمئني .. هيا نامي الآن .. جدتي بخير .. ثقي بي . "
لكني أصررت "ماسبب المشاجرة اخبرني"
"غدا ..بإذن الله سأخبرك ..تصبحين على خير .."
كنت أرتجف لا إراديا .. خرجت من غرفتي واتجهت إلى غرفة جدتي .. ولم أستطع منع نفسي من الذهول ..اتجهت نحو خزانتها .. وعندما فتحتها لم أستطع كتم شهقة كبيرة ..
ركضت إلى أمي " لم أخذت .."
قالت أمي بحزم" كفى فاطمة.."
" ولكن ..جدتي .."
فاطعتني أمي وهي ترتجف
" ضقت ذرعا بكل شيء .. جدتك لم تبارح هذا المنزل منذ خمس وعشرين سنة .. كفى ..تعبت .."
لكن الذهول انتابني " ماذا تقولين .. أنت السبب في رحيلــهــا؟؟"
" أجل أنا . ولأول مرة في حياتي أقولها ..لقد تخلصت من جدتك .."
ذهلت .. ولم أكف عن البكاء .. لم أستطع أن أكلم أمي .. ترائى لي المنزل خاليا .. غرفة جدتي الفارغة .. لم يكن بها أي شيء . .. حجاب الصلاة ..قرءانها .. حقيبة أدويتها .. مبخرها الذهبي وصور افراد العائلة وصورة جدي .. كانت الغرفة فارغة تماما .. وكذلك هي خزانتها .. هل ستختفي جدتي عن حياتي ؟؟ وجدت نفسي أصرخ بأمي
" لماذا ؟؟لقد..لقد حملتنا على أكتافها .. لقد قامت بما لم تقومي به ..لقد .. لم تتعرض لك بشيء .."
كانت أمي تبكي .. وبان الإضطهاد في عينيها ..
" لقد قلت ما أردت قوله .. ولكن فكري بي لابها .. لقد قامت بما لم أقوم به .. لقد عاشت حياتي وربت أبنائي .. أجل .. لكن رغم ارادتي ..ليس برضاي .. منذ أنجبت مبارك ..وهي ترفض عملي لأي شيء ..كل ليلة تحملكم إلى حجرها .. وأبقى أبكي .. وكان والدك يرفض أن أتفوه بكلمة .. لقد حجر قلبه .. وحجرت هي قلبي .. لاتعرفين كيف هو شعوري .. كبر مبارك .. ونطق بماما ..لكن ليس لي .. بل لها .. كبر محمد .. وسالم وابراهيم ومن ثم أنت .. كان السيناريو يعيد نفسه .. حرمت من لحظات السعادة ,,حرمتني منكم ..أنتم لاتحبوني كما تحبونها .. لاتحنون علي كحنانكم عليها .. تدخلون للمنزل تدخلون غرفتها .. لتحيتها .. بينما أقبع في غرفتي لايطرق أي منكم بابي.. تعبت يا فاطمة .. تعبت .. أغرقت نفسي في الحفلات وفي المجتمع ..لكي أنسى .. لكنني لم أنسى .لقد تحملت الكثير ..ولا أستطيع أن أتحمل أكثر ... "
لم أستطع منع دموعي ..أمسكت بيديها وهمست
"مالذي تغير يا أمي .. لقد كبرنا .. وجدتي كبرت في العمر .. لم الآن؟؟"
" عندما رأيتها اليوم تمسك بإبن مبارك .. وتصرخ بمنال .. تذكرت الماضي ... عندما أخبرت منال أنها ستبقي الصغير لديها الليلة..لم أحتمل .. لن يحدث هذا .لن تعيد الماضي .. كلمة فأخرى. ثم .. حدثت المشاجرة .. ثم جاء والدك . وكاد ..أن يطلقني...لكني لم أتراجع عن موقفي وكان واضحا ..."
صرخت " لا .."
قالت " بل أجل .. أنا أعرف أنه يوما ما ستضطرون إلى التخلي عني .. لأني لا أعني لكم شيئا .. سأعاقب بغير ذنب .. لذا خيرت والدك أما أنا أو هي...."
انهرت باكية لكن أمي ركعت عند قدمي " أعرف أن جدتك هي من ربتكم .. أعرف أنك تحبينها .. لكن جاء دوري .."
قاطعت أمي " هل طردها أبي ؟؟ ..هل تجرأ وطرد أمه ؟؟"
" لا لم يفعل .. كاد أن يطلقني لكن جدتك كعادتها ..أظهرت موقفها البطولي .الإستعراضي ..أنه جاء الوقت لترحل وتعيش مع عمتك .."
نظرت إلى أمي ..هل أكرهها ؟لا ؟ إذا لماذا أبغضها ؟؟ ...ستحرمني من الحضن الذي ألتجأ إليه كل مساء .. لم أستطع تخيل المنزل من دون جدتي .. فانهمرت دموعي .. سينهار منزلنا .. هذا ماكنت أفكر به ...لا أعرف لم أمي تحولت إلى ناكرة للجميل ..ففي هذا الزمن الذي ترمي فيه النساء أطفالهن إلى أحضان الخادمات .. إلى أحضان كافرة ومسيحية ويهودية وإن حالف الحظ مسلمة .. تتنكر أمي لصنيع جدتي ..ايتعدت عنها بينما جلست على كرسي قريب ..لم أستطع كتم مايجول في بالي فقلت لها وأنا أنظر إليها نظرات نارية
"لم أعهدك قاسية القلب يا أمي .. أشعر بأنني لا أعرفك .. ولا أعرف كيف أتحدث معك ماذا تقولين ..لا أفهمليس منطقيا ماتقولين ..وإن كان صحيحا .. ..لم لم تفعل ذلك مع ابناء عمي خالد أو فيصل..أو عبدالعزيز ؟ليس سببا لا ....."
صدمت أمي بكلماتي .. ملامحها الجميلة ذبلت في ثواني .. كأني خيبت أملها في شيء ما ..خيبة أمل كبيرة .. ماذا كانت تتوقع . أن أجري إلى حضنها وأشكرها على لؤمها مع جدتي؟؟ ..لم أصدق كلامك يا أمي ..حتى الطيور تهاجم بشراسة عندما يحاول أحدما لمس بيضها أو أحد فراخها ..
ارتجفت أمي لدقائق ثم وقفت وهي تقول " أترين ما فعلت جدتك ؟؟ أترين ؟؟ لقد جعلتني افقد التواصل معكم ... لا أعرف كيف .أقنعكم بــ...."
قاطعتها بجدية " ألا ترين أنت مافعلت جدتي ؟؟ ..لقد أنشأتنا أحسن مايكون .. لقد حافظت على تماسك هذا المنزل بينما يغط أبي في مجالسه وأنت في حفلاتك واجتماعاتك .. والآن .. عندما كبرنا .. أتيت لتستلمينا ناضجين .. لن تتكبدي عناء تمرد مراهقتنا الذي مرت به جدتي ..أخطاءنا ..وزلاتنا.. أو مساعدتنا في اختياراتنا لمستقبلنا .. أو توجيهنا الصحيح في ديننا .. أو حتى تقوية ايماننا بالله ..وثقتنا بأنفسنا .. أهملت كل هذا .. وأتيت عندما حان وقت الحصاد ..و حان الوقت لننطلق للعيش دون الحاجة إلى أحد .. ونتحمل مسؤولية أعمالنا .. تهاني يا أمي ..ربحت أربع رجال وفتاة كأبناء لك "
لم تحتمل أمي هذه الكلمات فصفعتني بشدة .. لم أستطع سوى البكاء .. فأنا لا أستحق سوى الصفعات .. حملت نفسي .. واتجهت لغرفتي .. ومابي من غضب أفرغته في اغلاق الباب بقسوة .. يكفي ...تحملت بما فيه الكفاية .. لكنني لن أتحمل فقدان جدتي..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس