عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:24 PM   #18 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5112 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-16-

"ليتني سافرت مع والدتك .. لكن فيصل لم يرضى قال انه يرغب في التعرف إلي خلال هذه العطلة .. "
لم أستوعب ماقالته منى لدقيقة .. ثم قلت هامسة "ماذا ؟ "
قالت منى ببرود " لا أعرف لما ضيعتي على نفسك هذه الرحلة .. يالغباءك .ستندمين على ذلك .. ان جو السعودية رائع في الشتاء .. "
لم أفهم غباء منى .. هل فعلا تفضل السفر على التعرف بفيصل ؟؟ قلت ولا أعرف من أين خرجت الكلمات "أتكلمينه ؟"
قالت ببرود " انه يأتينا كل جمعة منذ الخطبة .. ويجلس بيننا .. ما عدا عبدالعزيز .. لايزال لايكلمنا ."
أثلج هذا الخبر قلبي .. إن هناك فرصة لألتقيه ! قلت متمته
"مالسبب ."
قالت بغرابة " لاشيء !"
لم أفهم سبب تكتم الجميع عن سبب خصامهم مع عبدالعزيز ..
توجهنا لتناول العشاء قالت لي عمتي " هلا أرسلت الطعام إلى عبدالعزيز ؟ .. لقد ذهب حمد وزايد إلى مزرعة عمك خالد وسيبقيان هناك طوال العطلة .. وعبدالعزيز لايكلم أي منا .:"
لم أرفض طلب عمتي .. حملت العشاء إلى المجلس الكبير ..دخلت وكنت قد أحكمت حجابي ..
" السلام عليكم .. كيف حالك .."
" جيده .." وضعت الطعام أمامه ودعاني إلى الجلوس لدقيقة .. جلست وقلت بمرح " لقد أصبحت الواسطة بينكم الآن .. هل ترغب في طلب شيء من عمتي أو أخواتك ؟ "
"لا شكرا .."
" ماذا حدث ؟؟ أخبرني .. قد أكون حمامة السلام .. "
ابتسم ونظر إلي وقال " لن أعلق .. آخر مرة علقت على شيء قلتيه انتهى بك الأمر تبكين .. :"
تذكرت سخريته ذات مرة ... وكيف أهانني .. يا إلهي . نسيت .. ابتسمت فقط .. فلم أستطع أن أقول أي شيء .. ثم فجأة استوعبت الأمر ونظرت إليه بغضب "ماذا تقصد ؟؟ "
ضحك ببراءة .. وقال مازحا " مجرد تشبيه "
"مـــاذا ؟؟ "
وقفت لأغادر فقال بانكسار" هل ستنضمين إليهن الآن ؟؟ رائع .. لن يكلمني أحد في هذا المنزل "
نظرت إليه بحنق فقال متوسلا " أرجوك .. لقد أصبحت أكلم الحائط "
ضحكت مرغمة .. عدت إلى الجلوس .. وقلت له بجدية
" لا أحب أن أكون محور النكته لدى أي شخص .. أرفض رفضا قاطعا أي كلمة تخص شكلي .. "
قال باستسلام " امرك سيدتي .. "
تذكرت حسن وابتسمت .. "لست بسيدة أحد .. مازلت آنسة "
قال مشككا " كما تأمرين يا آنسة .. "
ثم راح يتحدث عن أحد أصدقائه وحس النكته لديه .. كيف أضحكهم .. ثم تناول طعامه واستنأذنت لأدخل لقد استبد بي الجوع .. ان أحاديثه شيقة جدا .. لكني كنت جائعة جدا .. جلست إلى الطاولة قالت عمتي جدية "تأخرت "
قلت لها الحقيقة " لقد طلب مني البقاء والتحدث معه قليلا .. لقد كان يشعر بالوحده و... "
هززت كتفاي عندما رأيت عمتي قد أسقطت الملعقة من يدها .. قالت بحزن "هو من ..على أية حال لقد سبب هذا لنفسه .."
سألتها بفضول " ماذا .. "
قالت "لاشيء .."
لاحظت نظرات منى وصافيه وخصوصا منى التي نظرت بعيدا ..
قلت وكنت أعرف أنه لايجب أن أتكلم فيما لايعنيني .. لكن .. نطقت رغم ذلك
" أنا متأكده أنه مهما كان الأمر لايستحق أن تتخاصموا فيما بينكم بهذه الطريقه ..: "
تركت منى الملعقة من يدها وتركت المائدة بعصبية .. في تلك اللحظة تأكدت أن المشكلة كلها تخص منى .. وأكيد . تخص فيصل .. تناولت طعامي بسرعة وعدت لأجلس بقرب منى في الغرفة " ماذا هناك .. أخبريني ... لم تركت عشاءك ؟؟ "
" لم أعد أرغب بتناول شيء "
"ماذا إذن .. ماذا حدث .. أخبريني لم عبدالعزيز يرفض الحديث معكم ؟ "
تكورت منى حول نفسها ولم ترغب في النظر إلي وهي تتكلم فنظرت عبر النافذه وقالت
" لقد ...غضب عبدالعزيز عندما سمع من جدتي أمر خطبتي .. لقد كان آخر من يعلم .. واتضح لاحقا أن أحد أبناء عمي تقدم لخطبتي عن طريق عبدالعزيز ..وأكد له عبدالعزيز أن الأمور سوف تكون كما يريد .. حدثت مشاده كبيره بيننا .. انتهت بطلب أمي منه أن يوافق على زواجي وإلا لن تحادثه هي أو أي منا .. وكان كبرياؤه شديد لدرجة أنه اختار الخيار الثاني بكت أمي كثيرا .."
بكت منى بقسوة .. حاولت أن أخفف عنها ... قالت منى بارتجاف
" لا أحب أن أكون سبب الخلاف بين أمي وأخي .. كلما تحدثنا بالأمر تنظر أمي إلي كأنني المذنبة "
شعرت أنها فرصتي في تحقيق ما أردت .. فرصتي في انهاء خطوبة منى وفيصل .. قلت لها بخبث أشتم رائحته بوضوح "ربما كان عبدالعزيز على حق "
التفت إلي بدموعها ونظراتها البريئه وقالت بهدوء
"ماذا تحاولين أن تقولي ؟"
"ربما لايرى في فيصل الزوج الصالح لك .. ويرى ابن عمك أنسب لك .. "
" لا أعرف .."
بدت منى مرتبكة فأكملت خطتي " انظري للأمر من ناحية أخرى .قد يخلق زواجكما العديد من المشاكل .. فقد ابتدأ بمشكلة بين عمي خالد وفيصل .. "
شعرت كأن منى تفكر جديا بكلامي فقالت لي " هل تقولين لي أن أتخلى عن فيصل ؟؟"
تداركت فداحة قولي فأسرعت قائلة
" لا أقول لك شيئا فلست مخولة لإبداء رأيي .. كل هدفي أن ينتهي الخلاف بينكم .. أنت وعبدالعزيز "
قالت منى بحكمة خيبت كل آمالي في الحصول على رد فعل سريع كما أريد " لا .. سأفكر في كلامك لكن لن أفعل أي شيء .. يعجبني فيصل كثيرا .. وأعرفه ليس به أي عيوب تذكر .. كما أن أمي كانت في صفي .. وأنا أثق برأي أمي .."
قلت بيأس " وعبدالعزيز .."
قالت " لاتقلقي .. لن يبقى الأمر على هذا الحال .. فقلب عبدالعزيز طيب .. وسيرضى في النهاية "
انسحبت من قربها وخرجت إلى الحديقة وكان يجلس وحيدا .. انضممت إليه بيأسي وخيبة أملي .. وسألته
" فيم تفكر ؟"
" لاشيء .. فقط أتأمل الليل والنجوم .."
" رومانسي .."
"لا .. بل حالم .."
"أليس الحالم هو الرومانسي ؟.؟ "
التفت إلي وكانت ملامحه لاتحمل أي تعبير " لا... الحالم هو من يحب التأمل بلا حدود .. أما الرومانسي فمن يعيش قصة حب "
قلت بجرأة " ألا تعيش قصة حب حاليا ؟؟"
"لا .. لست من ذلك الصنف .. إني رجل آخر مايفكر به هو قصص الحب السخيفة ."
"وتتجرأ على تسمية نفسك بالحالم ؟؟ .. لا .. أنك متأمل فقط .. ان عالم الأحلام كبير .. ولست من رواده "
أدركت أنني انفعلت كثيرا في قول كلماتي تلك ... من نظرته المتفاجئة لي .. قال لي بهدوء قاتل " لما انفعلت هكذا عندما سخرت من الحب ؟؟ "
" لا لشيء ... فقط أنني .. لم أفهم سبب موقفك .. لقد أغاظني كثيرا "
أحسست من نظراته أنه قرأني ككتاب مفتوح ... أنه رأى جرح قلبي عبر بؤبؤ عيني واضحا .. كوضوح الشمس ..
" من هو ؟"
كان سؤاله مفاجئا ..خارجا عن المألوف .. عن العادات عن التقاليد عن المنطق .. كيف تجرأ وسألني ؟؟ ارتبكت كثيرا وشعرت أن الدماء اختفت من وجههي .. قلت مرتبكة " ماذا تقصد ؟؟ "
لم يزد حرفا كانت نظراته تؤكد لي معرفته لما يجري داخلي من زلازل وبراكين .. كنت أناضل لأمنع دمعة تريد الخروج .. دمعة لاتطيق البقاء داخل جسد ينكرها بقسوة ..
تراجع إلى الخلف .. لا أعرف لما انسحب .. لكني ارتحت لانسحابه فقد كنت سأعترف له لو زاد الضغط علي ..لكنه انسحب وغير الموضوع ..
"متى سنرى نتائجكم ؟"
أخذت وقتا طويلا في استعادة تنفسي ..وقلت بارتباك " لا أعرف "
" أنا أراهن أنها ليست بالمستوى المطلوب "
قلت له " جد من تتراهن معه .. فأنا في صفك .. ستأتي مخيبة للآمال .. "
استدرت لأغادر فقال ختاما "مهما كان لا يستحق أن تحزن هاتين العينين لأجله .. "
خرجت دمعتي وكنت قد استدرت عنه فقلت "ربما " وفي قلبي أكملت (يستحق ) ..
واكتشفت أن لي عينان تفضحان ماداخلي من قصص .. هل أطفيء نورهما لارتاح من شفقة الجميع ؟؟ هل أطفأهما ؟؟ .. لا أعرف .. عدت إلى الغرفة لأجد الجميع قد خلد إلى النوم فقد كان اليوم شاقا .. فعلا شاقا . نظرت إلى الساعة العاشرة ليلا .. جلست لأشاهد فيلما على التلفاز .. وكتمت الصوت لتدور في رأسي أصوات أفكاري وقلبي وأنفاسي ..

***
جاء يوم الجمعة سريعا .. وكنت قد قضيت الأيام السابقة في المجمعات مع منى وصافية .. حيث كانتا تتسوقان بمرح .. تسوقت معهما ..واستمتعت بوقتي ..
ارتديت بدلة خضراء وزينتها بقطعة من حجر الجيد اشترته لي جدتي منذ سنوات .. لففت حول رأسي شالا أخضر زمردي .. زينت عيناي بكحل بسيط .. خرجت إلى الصالة وكان عبدالعزيز يجلس مكتئبا سألت " أين الجميع ؟"
قال مستغربا ملابسي " لا أعرف .... أين ستذهبين ؟ "
"سأزور صديقتي .. "
" من سيوصلك؟"
"سترسل سائقها "
كنت فعلا سأذهب لسارة لمدة ساعتين وأعود ويكون فيصل موجود .. لا أريد سوى أن أراه .. فقط ..
"سأوصلك .. "
" لا .. لا داعي سأذهب مع السائق .. "
" قلت سأوصلك .. "
لم يعجبني اقتراحه هذا أيشك بي ؟؟
"سأتصل بها كيلا ترسل سائقها "
اتصلت بها وأخبرتها .. خرجت عمتي من غرفتها ورأتني وقالت "هل وصل السائق ؟"
"لا .. لن يأتي سيوصلني عبدالعزيز ,.."
"لاتتأخري .."
"حسنا .."
أوصلني عبدالعزيز بعد وقت طويل كنت أدله على الطريق .. "شكرا لك .. "
"سأكون هنا بعد ساعة "
"ماذا ؟؟ .. "
نظر إلي بغضب " كم تريدين البقاء ؟"
"ساعتين .."
وافق وغادر لأرتمي بين أحضان سارة .. ونجلس لنتحدث طويلا عن اسبوعنا الماضي..
قالت لي بجدية جعلتني أفكر قليلا
" لن تذهبي ؟؟ لن أدعك تذهبين ستدمرين نفسك ."
همست لها دون أن أشعر بدموعي التي تنساب على خدي ..
" أحتاج إلى رؤيته .. "
وقفت سارة لتقول في غضب
"سأجعل أبي يخرج لابن عمتك ويخبره أنك ستبقين لدينا حتى العشاء "
قفزت لأمنعها وقد ازدادت دموعي ...كأنها ستحرمني من الحياة بقولها هذا ..
"لا.. أرجوك ... لا .. "
نظرت إلي سارة بغضب ولم تؤثر بها دموعي "لن اسمح لك بالإنحطاط أكثر .. "
صدمت من موقف ساره رددت خلفها كالبغبغاء
"انحطاط ..انحطاط ؟؟ "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس