عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:18 PM   #6 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5112 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-6-

حسد .....و ..حسد .

لم أعرف .. كيف انقلبت الموازين وأصبحت فجأة مدرجة كعضوة من هذه العائلة .. أشكر جدتي التي أخييرا قررت أن ترحمني من الوحدة .. أصبحت أجلس معها كثيرا .. وأقرأ لها الأدعية والصحف والأحاديث النبوية .. قد أمدتني جلساتي معها بنوع من الراحة النفسية ، وكانت تحب صوتي في قراءة القرآن .. وتأمرني دائما بالوضوء حتى أقرأ لها آيات القراءن الكريم ..

وحدث ذات يوم أن دعاني أخي مبارك لتناول العشاء في أحد المطاعم .. كانت أول مرة .. يدعوني فيها إلى أي مكان .. لم أرفض الدعوة .. ذهبت معه إلى أحد أفخم المطاعم ورافقتنا منال التي بقيت طوال الوقت تتحدث جاعلة أخي يركز كل اهتمامه من أجلها .. ولم تكن تلتف إلي .. كأنها تقول لي أنها هي فقط ولا أحد غيره يستحق اهتمام مبارك .. كأنها في عقليتها المريضة تغار مني ومن فكرة أن مبارك يوجهه لي حديثا أو يطلب رأيا ..

صمت ولم أقل شيئا ..أعجبني نوعا ما فكرة أن أكون العضو الصامت في المجموعة .. فليست لدي أي أحاديث تستحق أن يهتم لها أحد .. أو أي مواقف يضحك لها مبارك ..

تذكرت في تلك اللحظة كلمات نورة عندما قالت لي أني أمتاز بخفة دم رائعة .. لا أعرف مالذي تقصده .. فكل مايصدر مني تعليقات ساخرة لا وزن لها .. وأحاول أن لا أؤذي مشاعر أحد .. أن أكون محايدة .. ارتسمت ابتسامة على محياي فسألني مبارك باهتمام عن ما يجعلني أبتسم ..
لم أستطع أن أجيبه .. فقط هززت كتفي وقلت له أني تذكرت شيئا ..في تلك اللحظة كأن منال شعرت بأني سرقت الأضواء منها فقالت مكدرة مزاجي
" ألم تفكري في حمية بعد ؟؟ أعني أنك وصلت لمرحلة .. "
لم تكمل جملتها .. حيث نظر إليها مبارك نظرة تأمرها بتغيير الموضوع ..
فكرت للحظة أن أثور عليها وأن أكيل لها الكلام المهين والشتائم .. لكني صمت اكراما لشقيقي .. الذي تكبد اليوم ودعاني إلى هذا المطعم الفاخر .. تأثرت شهيتي بالموضوع .. فلم آكل سوى القليل جدا .. رغم أن الأكل كان شهي جدا ...

لكن سرعان ماندمت على امتناعي عن الأكل حينما تذكرت تلك الأصناف اللذيذة ليلا وتمنيت لو أني أجهزت على طبقي كاملا وملأت معدتي ..
علاقتي بوالدتي أصبحت فاترة نوعا ما .. لا أعرف مالذي حدث .. لقد كنت منذ أيام قليلة سعيدة جدا بأنها وجهت لي دعوة للخروج معها .. لكني لم أخرج فقد اضطررت للبقاء برفقة جدتي .. فقد كانت متعبة جدا .. هل فقدت أمي الأمل فيني ؟؟ فأصبحت تكتفي بسؤالي عن حالي كل مرة تراها دون أن تتعمق في التفاصيل ؟؟
لا أعرف .. للأسف ..

انتهت من قراءة سورة البقرة لجدتي فدعت لي بالتوفيق .. جلست بجانبها ورداء الصلاة على رأسي .. قالت لي بابتسامة
"مارأيك في أن تصحبي جدتك لبيت عمتك مريم ؟؟ ؟ "
لم أمانع رغم أن علاقتي بعمتي وبنات عمتي ليست قوية ..ناهيك عن أني لم أدخل منزلهم منذ أربع سنوات .. نوعا ما كانت العلاقات بيننا فاترة جدا .. لم استغرب هذا فأبي وأمي ليسوا على علاقة جيدة بأبناءهما فكيف بأقرباءهم وعائلاتهم ؟؟
ارتديت ملابسي ولم أضع شيئا لوجهي من مساحيق الزينة فآخرمرة فعلت هذا كانت جدتي برفقتي وأفسدت علي رحلتي بعتابها ولومها ... وجعلتني أمسح كل شيء عن وجهي ..
نزلت وخرجت إلى السيارة حيث تنتظرني جدتي ..
التي بدت سعيده أني لم أملأ وجهي بمستحضرات التجميل أو كما تطلق عليها أصباغ الخنازير والسبب أنها سمعت من أحد رجال الدين أن ان الصناع يستخدمون الخنازير في صناعة مستحضرات التجميل . كل مااذكره اني ضحكت عندما قالت لي هذا لكني لم ألمها لاحقا عندما اكتشفت ان شعر الخنزير يستخدم لصناعة الفرش ..
طوال الطريق تحدثت جدتي عن قصة تراثية وألقت شعرا عن هذه القصة تظاهرت أني فهت لكن للاسف الشعر لم أفهمه كان مليئا بالكلمات القديمة الصعبة .. وصلت لمنزل عمتي الذي كان بسيطا عكس منزلنا الكبير .. عمتي ألارملة في الخامسة والأربعين توفي عنها زوجها منذ خمس عشرة سنة .. تركها تصارع الزمن بين فتاتين وثلاثة شباب .. صافية في العشرين ومنى في الثامنة عشر وزايد في الخامسة عشر وحمد في السادسة عشره وعبدالعزيز في الثانية والعشرين من عمره ..
دخلت المنزل الجميل رغم بساطته .. ورحبت بي عمتي ترحيبا حارا .. كانت سعيدة جدا لرؤيتي خصوصا أنها لم ترني منذ سنة .
ورحبت بوالدتها أجمل ترحيب فهي بارة جدا بجدتي ...وتتمنى دائما لو تذهب جدتي للعيش لديها لكن جدتي تعرف أن والدتي ليست بالإمرأة المهتمة بأبناءها ومنزلها فبقيت لتكون الرابط بيننا وبين الدين والأخلاق الجيدة لتتأكد بنفسها عدم انحراف أي منا وسلوكنا للدرب الصحيح .. لكنها وعدت عمتي أن تعيش معها عندما تستقر الامور ..
جلست لأجيب عن اسئلة عمتي الكثيرة عن حالي وحال اخوتي وحال ابي بينما اكتفت جدتي بشرب الشاي مبتسمة ..
ثم دخلت صافية وهي ابنة عمتي الكبيرة في العشرين من عمرها ورحبت بي وطلبت مني الذهاب معها لغرفتها ..
التقيت بمنى التي رحبت بي كأني صديقيها الحميمة رغم أن العكس صحيح ..
قالت بصوتها الناعم " واو فاطمة لم نرك منذ وقت طويل .. "
لم أعلق .. فقد اكتفيت بهز كتفي وكر كلمة واحدة "الدراسة "
جلست صافية قائلة " أتيت لتقولي لي مبروك ؟ "
لم أفهم ؟ نظرت إليها باستغراب رفعت يدها اليمنى وقد زينتها دبلة خطوبة ماسية رائعة .. ابتسمت " من سعيد الحظ ؟؟ "
صافية " ابن عمي حسن؟؟ ألا تعرفينه ؟؟ "
هززت رأسي بلا .. فأنا لا أعرف أبناء عمي كيف سأعرف أبناء عمها هي ؟؟
قالت صافية وهي سعيدة " الزوج المناسب في الوقت المناسب .. لقد عقدنا قراننا الاسبوع الماضي .. وسأقيم حفلة بعد اسبوع في احد القاعات الكبرى .. "
دققت النظر في صافية كانت فتاة ناعمة ملامحها عادية .. لكنها تملك شعرا جميلا .. وجسدا ممشوق .. باركت لها زواجها وتمنيت لها السعادة والتوفيق .. لكن بيني وبين نفسي .. كنت أحسدها كثيرا .. تمنيت لو كنت فتاة طبيعية هكذا وسط عائله تحبني ويكون لي ابن عم يهتم بي هكذا .رغم أني كنت راضية نوعا ما بفكرة أني أجمل منها .. لكن تبقى فكرة أنها محظوظة أكثر مني .. نظرت إلى منى نظرة حسد أيضا فقد كانت مرحة جدا ولها شخصية رائعة ورشيقة جدا ..
خرجت من منزل عمتي وأنا أحمل الحسرات في قلبي .
خرجت وأطلقت تنهيدة .. ثم استغفرت الله .. كيف أحسدهن على هذه الأشياء البسيطة و قد عانن من أسوأ الظروف بعد وفاة والدهن ؟؟
استغفرت الله مرارا وتكرارا .. تذكرت الحالة السيئة التي مررن بها منذ وقت طويل .. تذكرت كيف عمتي الجميلة أصبحت أرملة وهي في مقتبل العمر ورفضت الزواج وحافظت على تماسك عائلتها كما لو كان رب العائلة موجودا ولم يمت .
دارت أحاديث كثيرة داخل عقلي .. ولم أخرج سوى بفكرة واحده ..أن هذه الزيارة يجب أن تتكرر .. وأن أصلح علاقتي بعمتي ..
عدت للمنزل حينها وبقيت لوحدي في غرفتي أفكر في شتى الأشياء .. رن هاتفي وكانت مها على الطرف الآخر .
"كيف حاللك؟؟؟ "
" بخير .. "
شعرت أن مها مترددة وتريد إخبار شيئا ما ..
"ماذا هناك مها ؟؟ "
" فاطمة .. هل أستطيع أن أزورك ؟؟ "
" أجل ، تعالي الآن لو ترغبين .. فلا يوجد أحد في المنزل سوى جدتي وسوف تحبك كثيرا "
" سآتي الآن "
أغلقت الهاتف ووحسدت مها على حريتها في الخروج والذهاب حيث أرادت .. لكني وبخت نفسي على هذه الأفكار وهذا الحسد ..لا أعرف لم أصبحت هكذا ؟؟ لست ممن يهتمون في العادة .
بقيت ببجامتي الخضراء .. فقط رتبت شعري ونزلت للأسفل ..
قلت لجدتي " جدتي هل لديك مانع في أن تزورني صديقتي؟ "
فرحت جدتي وأراهن أنها فرحت لفكرة أنه يوجد لي صديقات
" أبدا بل أتمنى أن أرى صديقاتك .."
" ستأتي مها إلى هنا خلال دقائق "
" ماذا ؟؟ وأنت ترتيدين هذه الملابس ؟؟ غيري ملابسك واستقبلي صديقتك أحسن استقبال في غرفة الجلوس"
لم تعجبني الفكره فقلت لجدتي " لا أريد لها أن تشعر بأنها ضيفة ثقيلة سأستقبلها في غرفتي .. "
لم تعجب جدتي فكرتي هذه فقالت حازمة
" غيري ملابسك واستقبليها في غرفة الجلوس فهي تأتي إلى هنا للمرة الأولى واجعلي الخادمة تجهز مانضيفها به .. فيجب أن تعرفيها بي وبوالدتك .. ومن ثم استقبليها إذا أتت مرة أخرى بغرفتك .. لكن غيري ملابسك .. فرؤيتها لك بهذا الملابس سيعطيها انطباعا انك لاترحبين بها وانها أزعجتك وأيقظتك من النوم . "
رأيت كلام جدتي منطقيا .. فركضت وأخبرت الخادمة بما طلبت جدتي ثم ركضت لغرفتي وغيرت ملابسي بسرعة وارتديت تنورة سوداء وقميصا أبيض ووضعت اكسسوارات بسطة وكحلت عيني وسرحت شعري ورششت بعضا من العطر . نزلت مسرعة إلى الأسفل . وكانت جدتي قد غيرت ملابسها بدورها وقالت لي بابتسامة رضا
" يجب احترام الضيف .. سواء كان قريبا إلى قلوبنا أو كنا لانطيقه لنوضح له دائما أنه في موضع ترحيب منا جميعا .. ذلك بترتيب المكان ولبس الملابس الملائمة وتحضير مانضيفه له .. "
شعرت أن كلمات جدتي صحيحة تماما .. جلست جدتي في انتظار صديقتي في غرفة الجلوس .. الذي عبق برائحة البخور و دهن العود .
لم أسألها عن أمي .. فأنا متأكده أنها لن ترغب في لقاء صديقتي فهي لم تبد اهتمام كثيرا بمريم في السابق .
أتت مها وكانت المفاجأة أنها لم تكن وحدها .. كانت برفقتها سارة .
رحبت بهن جدتي وتكلمت معهن قليلا عن عائلتهن ..ثم
" عن اذنكم جميعا .. سأدعكن الآن لتوالن حديثكن .. فاطمة لو أردت باستطاعتك أن تري صديقتيك غرفة نومك .. "
ابتسمت جدتي وغمزت لي وغادرت ..
فقالت مها على الفور " ليت جدتي بهذه الدبلوماسية .. جدتي تقليدية جدا .."
قلت مبتسمة " وجدتي كذلك .. لكن .. لديها بعض التسامح .. لنذهب لغرفتي؟؟ "
فقالت سارة في جنون " أجل .. لا أحب طريقة غرفة الجلوس .. أريد أن أمدد ظهري " ضحكت على جنون سارة ثم صعدنا لغرفتي
فقالت مها في حذر " كثيرا ما عاتبتني جدتي على طريقة استقبالي لساره حيث تقول أن مكان الضيوف هو غرفة الجلوس ليس غرفة النوم "
قلت مبتسمة" لست وحدك .. كنت سأستقبلكم في غرفتي لكن جدتي غضبت مني كثيرا .. ناهيك عن الملابس "
. قالت مها في حذر " حدث ولا حرج جدتي لاتريدني أن أستقبل أي كان بالجينز .. وتقول لي ارتديه حينما لايراك أحد "
قلت ضاحكة " مارأي والدتك في الموضوع ؟"
قالت مها بفخر " أمي تحبني كثيرا .. وتسمح لي بعمل ما أريد لكن بشرط ,, ألا أفعل شيء يجعلها تندم على الثقة بي .. وأحببت هذه الطريقة . .وكثيرا ما تدافع عني ضد جدتي وتقول أن المعايير لهذا الجيل قد تغيرت .. الزمن الماضي أصبح ماضيا .. فهي مدرسة التاريخ .. ههه .. "
رمت سارة بنفسها على السرير .. وقالت بتعب
" أفضل من والدتي.. فهي تتكلم بسرعة دائما ولايتسنى لي الوقت باعراب ماقالت .. أو حتى بعض الأحيان بترجمته ..فهي مدربة التربية البدنية وكل شيء لديها مرقم .. "
أخرجت من ثلاجتي البيبسي وأعطيت كل منهن وأخرجت الشيبس والحلوى ..
قلت لهن بحسرة " أفضل من أم لاتعرف إن كنت على قيد الحياة أو لا "
قالت مها مترردة " لكن لوالدتك مكانة اجتماعية في المجتمع .. ودائما تكون أو ل من يحضر في اجتماعات الأسرة والأبناء ..وكل شيء له علاقة بالأسرة تكون هناك .. هذا ماقالته لي خالتي .. وهي تعمل في احدى المؤسسات الخيرية .. "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس