عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:35 PM   #38 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5122 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



كل كلمة نطق بها لامست شغاف قلبي .. لامست جروحي .. فبكيت .. وقلت رغم دموعي " وما يجعلك تلجأ إلى هذا... مالذي تخفيه قل ..انطق بكل ما يعتل قلبك ..لاتخنقه برائحة التبغ لأجل لا شيء .."
نظر إلي بصدق .. " أخفي .. شعورا ساميا ..وإن نطقت بإسمه سأدنسه ..وأدنس صاحبته .. "
"هل تحب ؟؟ .. من هي ؟؟..."
" أنت .."
وقف شعر جسدي ,,لكنه أكمل مبتسما " تعرفينها ..:"
قال مبتسما " كان رد فعلك مضحكا .. للحظة تجمدت ملامح وجهك ..إنها ابنة عمي مريم .. أحبها منذ طفولتي ..لكن .. يبدو أنها ستكون من نصيب غيري .."
" ماذا تقول ؟؟ ...لماذا لاتخطبها ؟؟"
"فعلت ..ولم يكتب لنا أن نكون معا.."
أخرج سيجارة أخرى وأشعلها وتابع حديثة ...
" كم خسرتي ؟؟"
"خمس وثلاثون كيلو جراما .. كانت تمنعني عن الدنيا "
ابتسم وقال " لم تمنعك عن العالم . ..بل عن شيء آخر "
"ماذا تعني ؟؟"
" بنيت هذا الحاجز ..وبقيت خارجا .."
وقف وقال وهو ينظر إلى أعالي الأشجار " واجهت جروحا ربما ...أو آلاما .. ولتختبئي ..لجأتي إلى الطعام .. وفقدت السيطرة .. وفجأة .زادت الأيام آلامك ..فكبر هذا الحاجز .."

"الذي عزلني عن العالم ."

"لا ..بل ...عزلك عن نفسك .. "

وقفت واقتربت منه " ماذا تقصد ؟"
"مازلت كما انت ... ربما فقدت الحاجز ..لكنك اعتدت البقاء بعيدا .."
لم أفهم مايعني . قال بعد أن أخذ نفسا أخر " ألا تشعرين بأنك تشاهدي قصة حياتك من بعيد؟؟"

"الكل يشعر هكذا يا عبدالعزيز لكنه لايعني شيئا .."

" قليلون من يشعرون هكذا .. لاتكتفي بالمشاهده .. عيشي حياتك .. لا تجعلي الأمور تحدث لك ..أنت بادري إليها .. وإن عانيت من الصدمة والألم .. تقبلي الأمر بروح واقعية .. فكري بالإيجابيات .. ولاتفكري أبدا أن عدة كيلو جرامات زائدة هي ما سجنتك عن العالم .. أو سببت لك أزمة ...من سبب الأزمة هو أنتي .. أنت من لجأت إلى الدهون لتنسى آلامك .. ولاتتغيري أبدا وتفكري أنك أصبحت عادية .. لا .. يجب أن تبقي كما أنت ...."

"أبقى ماذا غبية ؟؟ بدينة ؟؟ نكته ؟؟"

" بل مميزة .. كنت تتصرفين على طبيعتك ..نحن نعرف من هي فاطمة .. لاداعي لإرتداء الأقنعه .."

تركته ودخلت إلى الداخل .. لا أفهم ما تعني يا عبدالعزيز .. لكن أمثالك إنقرضوا من زمن بعيد .. لقد إنتهى عصر الفلاسفة ..فلم يعد أحد يأبه لكوامن النفس البشرية ..ولم يعد أي شخص يسأل عنها ..


لم يعد المنزل كما كان .. أحس أنه تحول إلى قطعة ثلج كبيرة .. غادرت جدتي منذ يوم واحد .. وأنا أشعر بوحدة فظيعة .. خرجت أمي لتلبية دعوة احدى سيدات المجتمع .. رمت منال طفلها لدى المربية وذهبت لمنزل والدتها مع أخي مبارك ..
خرج محمد فهو مدعو في منزل سارة اليوم ..أما سالم وابراهيم .. خرجوا برفقة أصدقاهم .. فاليوم اجازة ..
أشعر بفراغ قاتل ..بوحدة لايوجد في المنزل سوى الخادمات ...جلست في الحديقة وبقيت أنظر إلى الفراغ ..الساعة السادسة مساء ..وأبي لاأثر له ..
سمعت صوت سيارة آت .. فأحكمت حجابي ونظرت بإتجاه الباب ..كان والدي برفقة فيصل يتحدثون معا ويضحكون ..لا أنكر ان قلبي انقبض في تلك اللحظة توجهه والدي إلي وهو يبتسم
" فاطمة .. "
وقفت لأسلم عليه ..
" ماذا تفعلين هنا ؟؟؟"
ابتسمت بهدوء وقلت "لاأحد في المنزل .. فجئت لأجلس قليلا هنا .."
"تعالي للداخل .."
" كيف حالك فاطمة ؟"
التفت إلى فيصل وكان والدي قد دخل إلى المنزل " بخير ."
تبعت والدي ببطء ..
" فاطمة .. ابقي مع فيصل قليلا .. سأستحم وأعود بعد دقائق ..
طلبت من الخادمة تجهيز عصير له .. ثم جلست في الصالة الكبيرة وهو يجلس أمامي .. لم أنظر إليه .. منعني كبريائي من توجيه الكلام إليه ..

" فاطمة أنا أحبك .."

أغمضت عيني لدقيقة .. ولم أنتبه للدموع التي تدافقت .. أنني في أحد أحلام اليقظة بلا شك ..

" فاطمة هل سمعتيني ؟؟"
نظرت إليه . لأجد نظرة صادقة في عينيه .. لكني لم أستطع سوى نطق كلمة واحده
" أنا ؟"
نظر ليتأكد من عدم وجود أحد وقال " أجل .. أنت .. "

أنزلت رأسي اجتاحتني أسمى المشاعر .. لحظة سعادة فريدة من نوعها .. الأخلاص والوفاء والشوق والحب والعشق والتفاني والفرح .. والحزن .. لا أعرف لما اجتاحني الشعور الأخير ,, لكني كنت .. غير مصدقة .. لأي شيء ..

" هذا الشعور ليس وليد اللحظة فاطمة .. منذ إلتقت عيناي بعيناك وأنا أفكر بك في كل لحظة .. لا أعرف لماذا في البداية .. لكني .. متأكد .. أنني .. "
وقبل أن يكمل حديثه سمع خطوات قادمة .. فقال هامسا " أحبك "

جاءت الخادمة لتضع العصير أمامه ثم غادرت ..

التقت نظراتي بنظراته .. تحققت أعظم أحلامي .. قال مبتسما " رغم أنك كنت تغيظيني في البداية ... لكنني .. كنت أبتسم عندما أخلو لنفسي .. أتذكر عيناك .. كنت أتمنى أن أعرف بم كنت تفكرين .. لكني لم أنجح .. "

خجلت عندما سمعت كلماته .. لكنني لم أتفوه بكلمة .. اكتفيت بإبتسامة خجوله .. ونظرة مليئة بالمشاعر تجاهه .. قال مبتسما
" أدفع عمري كله فقط لأعرف سبب هذه النظرة .. لك مليون ريال مقابل أن أعرف بما تفكرين في هذه اللحظة .."

بما أفكر ؟.؟ ... هل تعرفون بما أفكر ؟؟ .... أفكر في تلك السيجارة التي دخنتها بالأمس برفقة عبدالعزيز .. إن طعمها فعلا مقرف

************************************
أتمنى فعلا أن أقول أنه إلى هذه النقطة بدأت السعادة في حياتي ونهاية القصة وإلخ ...
لكن هذه لم تكن سوى البداية ! ...

أجل اعترف لي فيصل بمشاعر كان يخفيها وهي في صالحي ..
أجل فقدت خمس وثلاثون كيلو جراما كانت تشوه شكلي ..
أجل خرجت جدتي من منزلنا وارتاحت أمي وتعذبت أنا لفراق العزيزة ..
ستتزوج سارة بمحمد .....
لكن مالاتعرفونه هو الأسوأ ..

لم يسأل أحد عن مريم ..
ولم يفكر أحد ماذا سيحدث لحسن ؟؟ ..
الآتي هو الأصعب . فحتى الآن ... كنت قوية .. لكن ماحدث لاحقا جعلني هشة لا أتحمل نسمة هواء .. قوية لا أسمع لا لقلبي أو لأي كائن آخر في هذه الحياة .. ومنهم فيصل !....



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس