عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:23 PM   #15 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5112 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



يا إلهي ما أشد وحدتي .. ما أشد حزني .. ما أشد غبائي ,, هذا اليوم الخامس . ولم يطرق أحد بابي سوى الخادمة .. التي إشعر بأنها الوحيدة التي تتذكر أني مازلت على قيد الحياة .. لا أب .. ولا أم ... ولا حتى أخوتي ..

أخيرا طرقت الباب الخادمة لتخبرني أن هناك ضيوفا يرغبون في رؤيتي .. قلت لها أن ترسلهم إلى غرفتي .
طرقوا الباب .. كانت سارة ومريم ..
ارتميت في أحضانهما.. كاتمة دموعي .. أغلقت مريم الباب وقالت لي باستغراب " مابك فاطمة ؟؟ مابك ؟؟ .. لم أنت بهذا الشحوب والهالات السوداء حول عينيك ؟؟ "
" فاطمة هل أنت بخير ؟؟ "
هززت رأسي بأجل . .. نظرت إلى سارة . " أنا بخير .. "
شعرت أن هاتين الكلمتين ثقيلتين جدا ..
" أنت تكذبين .. أنت لست بخير .. فاطمة مابك ؟؟ .. خمسة أيام أتصل بك ولا تجيبين .. لم تأتي إلى المدرسة .. ماذا حدث .. هل تعرض لك ابن عمك ؟؟"
قلت بهدوء " لم يفعل .. كان بعيدا عني .. "
نظرت إلى مريم التي كانت قلقة .. وإلى سارة التي كانت تنظر إلي برعب .. لا أعرف كيف انسابت مني الكلمات فأخبرتهما ماحدث لي..
لم أستطع كبح دموعي .. .. التي تدفقت بغزارة ..
قالت مريم " لم لم تخبريني؟ .. "
قلت وكنت أشعر أني غبية جدا لتفكيري هكذا " كنت أخشى أن .. كنت أخاف من .. كنت أغار أن تسرق أحداكما حلمي .. كنت أشعر أنني لا أستحقه .. وكنت أشعر أنكما ستسخران مني .. " ..
لم أعرف لكن مريم نظرت إلي بغضب " أتسمعين نفسك فاطمة ؟؟ ..ألهذا ابتعدتي عني ؟؟ .. شعرت أن هناك شيئا يجرك بعيدا ولم أعرف أنك غبية إلى هذه الدرجة ؟؟"
"غبية ؟؟ أنا ؟؟ "
قالت مريم بحزم " أجل .. غبية . .. أنسيت من أنا يا فاطمة ؟؟ أنا مريم التي عانيت الأمرين سواء كان من السخرية أو الغيرة ...
أكنت تفكرين بي هكذا ؟؟ نسيت آلامنا التي تشاركناها .. وأفكارنا ؟؟ .. نسيت ماكان بيننا من دموع ؟؟ .. هل توقعتي أنني قد أتغير ؟ ..لا .. لم أتغير .. لم يكن هناك داع لأن تخافي مني .. أنا مريم .. مريم .. " ..
أحسست بفداحة خطئي عندما نطقت مريم بتلك الكلمات .. نسيت أن مريم هي كانت دائما ملجأي .. ارتميت في حضنها وبدأت بالبكاء بشدة .. شعرت بيدها التي كانت تربت على ظهري بحنان .. قالت سارة بهدوء " لنخرج "
هززت برأسي موافقة .. " أمهلوني حتى أغير ملابسي ..."
كنت قد استحميت في الصباح . لبست ملابسي وخرجت أستأذن جدتي التي لا أعرف لما لم تجادلني كالعادة . ووافقت فورا ..
استعدت بعضا من نفسي عندما تنشقت الهواء النقي بقرب البحر .. وضعت مريم البيتزا والكولا على السجادة .. وجلسنا ثلاثتنا هناك .. صامتات . نتأمل جمال البحر وأمواجه المتلاطمة .. وجمال الشمس المنعكسة عليه .. لم أكن قد أكلت منذ وقت طويل .. وكنت جائعة فعلا ..
" فاطمة ماذا ستفعلين ؟؟ "
نظرت إلى سارة التي سألتني وهي تنظر بعيدا .. قلت لها بيأس
" كما افعل دائما .. أتأقلم مع هذا الوضع ..."
سألتني مريم " هل أحببته حقا ؟؟ "
هززت رأسي بأجل .. لقد أحببته بشده .. كيف تمكن هذا الحب مني لا أعرف ..
وضعت قطعة البيتزا وقد شعرت بالشبع ... وقفت واقتربت من الصخور ..وقلت لهما " لقد عشقته .. " ..
مدت مريم يدها لتمسك بيدي ... كانت عيناها تفيض حنانا .. وعيناي تفيض دموعا .. أبعدت نظري بعيدا .. إلى الأفق البعيد ..
قالت سارة بحكمة " لاتدعي هذا الأمر يؤثر على حياتك.. لاتبقي حبيسة لهذا الحب .."
قالت مريم " ستتكفل الأيام بشفاء هذا الجرح .. .. "
قلت لهما بيأس " ليته كان جرحا .. لقد كان حبا من طرف واحد .. كان وهما .. سيؤثر بحياتي .. ولن تستطيع الأيام أن تعالجه لن تستطيع .. سأبقى أحبه .. أنتما لم تعرفا فيصل .. لم ترياه .. "
أحاطتني ساره بذراعيها " أنت حساسة يافاطمة .. حساسة جدا . مازالت مشاعرك وليده .. لاتجعليها تستحوذ عليك .. أرجوك . "
" سأحاول .. لنذهب .. "
قالت مريم " لنذهب .. ونكمل تناول البيتزا .. لقد استبد بي الجوع ."


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس