close أهلا بك فى منتديات بنوته
هل تريد التسجيل في منتديات بنوته ؟
نعم أريد التسجيل لا شكرا, أريد التصفح فقط

إحصائيات المنتدى: المواضيع: , المشاركات: , الأعضاء:

 

 

 

http://bnota.net/pic/uploads/images/Bnota-ad2e09bc60.gif

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتديات بنوته > منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ > ڪآن يآمآ ڪآن > للروايات المكتمله


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-2012, 08:29 AM   #31 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الواحد والعشرون
"الرفض او الموافقة"

لم يستوعب مازن عبارة والده الاخيرة.. وظن انه لم يسمعه جيدا..او انه قد اخطأ في سماع العبارة.. وظل جامدا لبعض دقائق والدهشة تسيطر على كيانه .. ومن ثم لم يلبث ان قال يتوتر وهو يريد ان يتأكد مما سمعه: ماذا قلت يا والدي؟..
قال امجد بحزم: ما سمعته يا مازن.. الحل الوحيد هو ان تتزوج من ملاك..
قال مازن بتوتر واضطراب وهو يلوح بكفه: لابد وانك تمزح يا والدي.. تريديني ان اتزوج من ملاك..
عقد امجد حاجبيه ومن ثم قال: وماذا في هذا؟.. انت ابن عمها واحق بها من احمد الذي يفكر في ثروتها ليس الا..
قال مازن وهو يبعد نظراته قليلا: ولكن يا والدي.. انها.. انها عاجزة.. لا يمكنني ان اتزوجها.. لم اتخيل يوما ان تكون زوجتي فتاة عاجزة ..
وضع والده يده على كتفه وقال بهدوء: استمع الي يا مازن.. كما اخبرتك انه الحل الوحيد.. لو تزوجتها انت.. فلن يمكن لأحمد او والده استغلالها بهذه الطريقة..
قال مازن وهو يزدرد لعابه: يمكننا ان نخبرهم بأن ملاك قد رفضت وينتهي الموضوع..
قال امجد وهو يضغط على كتفه بهدوء: لن يلبثوا ان يجدوا حلا او وسيلة للضغط علينا لاتمام هذا الزواج.. مازن.. انت ابن عمها واحق بها.. وستحافظ على ثروتها كذلك.. ثم انني اخترتك بالذات لانك ابني البكر ولم تتزوج بعد وانت توشك على انهاء عامك الخامس والعشرون.. كذلك لقد انهيت دراستك ولديك عمل .. لا ينقصك سوى الاستقرار بوجود زوجة في حياتك..
قال مازن بتردد: لكن ملاك يا والدي.. ذات وضع خاص تحتاج الى رعاية واهتمام دائم..
قال امجد وهو يفكر: فليكن.. لدي حل آخر.. فلتتزوجها .. ولكن مجرد عقد قران فقط حتى لا يحاول عادل الضغط علينا لتزويجها من ابنه.. اما الزفاف فلن يقام.. سننتظر حتى ينهض خالد باذن الله من غيبوبته وتعود الى حمايته..
دس مازن اصابعه بين خصلات شعره وقال: واذا لم ينهض؟ ..اعني اذا طالت فترة غيبوبته..
قال والده بهدوء: عندها يمكنك الانفصال عنها بهدوء دون ان يعلم احد.. واذا سألنا أي احد عن سبب عدم اتمام الزواج سنتعذر بحالة خالد..
قال مازن وهو يزفر بحدة: واذا فكرت بالزواج يا والدي من اخرى ؟..
اجابه والده وهو يتطلع اليه: ملاك ستكون زوجتك على الورق تقريبا.. سيقام لكما حفل بسيط اذا اردت حتى لا يتحدث احد فحسب.. وعندما ينهض والدها من غيبوبته ستنتهي مهمتك .. ويمكنك الزواج بعدها.. وان طالت فترة غيبوبته كما تقول لفترة اطول.. تزوج من اخرى فلا يمكنني الاعتراض.. فزواجك بملاك.. قائم على المصلحة ولحمايتها فحسب..
قال مازن وهو يهز رأسه نفيا: لا يمكنني يا والدي.. اشعر اني بهذه الطريقة سأخدعها..
قال امجد بصرامة: بل انت تحميها.. تحميها من زواجها باحمد .. تحافظ على اموالها.. وتمنحها الشعور بالثقة والامان الذي فقدته بعدما اصاب والدها..
تطلع له مازن بنظرات مترددة.. فقال امجد وهو يتنهد: اعلم ان الامر يبدوا صعبا بالنسبة لك.. ولكن فكر جيدا.. انت بذلك تحمي ابنة عمك من شر فؤاد وعادل..
قال مازن في سرعة: سأحاول حمايتها ان كنت استطيع.. ولكن ليس بهذه الطريقة.. اشعر اني اخدعها واستغل ظروفها التي تمر بها..
قال امجد وهو يبتعد عنه قليلا: على العكس.. ستشعر بالامتنان لك لأنك حافظت على املاكها واملاك والدها.. وكنت لها مصدر الامان الذي تبحث عنه..
واردف وهو يهم بالخروج من الغرفة: فكر جيدا يا مازن.. فكر وامنحني جوابك بعد اسبوع.. بالرفض او الموافقة..
قالها وغادر غرفة المكتب .. تاركا مازن يدس اصابعه بين خصلات شعره في توتر.. ويغرق في تفكير عميق.. عميق جدا...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
سارت مها الى جوار صديقتها بين ممرات الجامعة وقالت وهي تتحدث اليها: اختبار اليوم كان صعبا بعض الشيء..
قالت صديقتها بضيق: معك حق..
قالت مها وهي تزفر بحدة وضيق: وعلى الرغم من اني قد امضيت ثلاث ساعات تقريبا في الدراسة.. الا اني لم استطع الحل بشكل جيد و...
(ذلك لانك لم تقومي بالدراسة جيدا)
التفت مها الى صاحب الصوت وكذلك فعلت صديقتها ..وقالت الاولى بتوتر: حسام.. اهلا ..كيف حالك؟..
قال حسام مردفا وكأنه لم يستمع الى عبارتها: ربما كنت تتحدثين الى شخص ما طوال تلك الفترة ولم تتمكني من الدراسة بشكل جيد.. بسبب التفكير فيه..
كانت تعلم انه يتعمد احراجها.. لذا فقد قالت بابتسامة: لا ابدا .. لقد كنت ادرس بهدوء.. ولم يكن يشغل ذهني شيء سوى الدراسة..
قال حسام وهو يتطلع اليها: هكذا اذا..
شعرت صديقتها انه لا مكان لها بين هاذين الاثنين فقالت مبتسمة وهي تنسحب: سأسبقك يا مها الى كافتيريا الجامعة..
أومأت لها مها برأسها.. وانصرفت صديقتها.. اما مها فقد اتسعت ابتسامتها وهي تتطلع الى حسام الذي قال وهو يتطلع لها بطرف عينه: اذا لم تكوني تتحدثين الى شخص ما ولم يشغل ذهنك احدهم..
قالت مها بخجل: اعلم جيدا انك تفكر باحراجي لهذا تعمدت ان احرجك بدوري..لكن الحقيقة هي انني لم ادرس جيدا لهذا السبب بالذات..
قال حسام متسائلا بابتسامة: تعنين اتصالي بك؟..
هزت مها رأسها نفيا وقالت بخجل اكبر: بل التفكير في شخص ما..
قال حسام وهو يشير الى وجهها: جيد انك اعترفت..
قالت مها مبتسمة بارتباك: اراك بعد ان انهي محاضراتي يا حسام.. عن اذنك الآن..
اسرع حسام يقول: انتظري..
التفتت له مها وقالت متسائلة: ماذا؟..
وضع يده في جيب بنطاله ومن ثم قال وهو يخرج علبة صغيرة منه: انظري هنا..
تطلعت مها الى العلبة ففتحها في تلك اللحظة وكانت عبارة عن شكل لقلب مطلي بلون الذهب اصغر من حجم قبضة اليد بقليل.. ويبدوا وكأنه منقسم عند منتصفه بخط متعرج.. فقالت مها مبتسمة: رائع جدا..
قال مبتسما وهو يلتقط القلب في قبضة يده: انظري.. انه ليس كما تظنين..
قالها ومن ثم قسم شكل القلب الى نصفين.. وقال وهو يطبق على النصف الاول بقبضته: هذا النصف سيكون معي..
والتقط كفها ليضع النصف الآخر في راحة يدها: والآخر سيكون معك..
تطلعت اليه مها بعدم فهم.. بارتباك من نظراته.. بخجل من لمسة كفه.. فقال هو موضحا وهو يترك كفها:سيكون كل نصف من هذا القلب عند الآخر.. حتى يكون ذكرى للحب الذي يجمعنا.. وحتى نلتقي..
واردف بهمس: اعني زواجنا..
ارتحف قلبها عند سماع العبارة وتوردت وجنتاها بخجل.. ومن ثم لم تلبث ان تطلعت له بحنان وامتنان.. ونقلت نظراتها الى نصف القلب الذي يحتل راحة كفها وقالت بابتسامة خجلة: شكرا لك.. لم اتوقع ان اتلقى هدية كهذه في حياتي .. ومنك انت بالذات..
تسائل حسام بابتسامة حانية: ولماذا؟..
ازدردت مها لعابها وقالت وهي ترفع رأسها تبعد بعض خصلات شعرها عن عينيها : ذلك لأني كنت اظن انك لا تحمل لي اية مشاعر في قلبك..
قال بابتسامة واسعة: والآن وقد علمت بمشاعري تجاهك.. ورأيت نصف القلب هذا في يدك.. ما هو شعورك؟..
قالت مها بخجل: اشعر وكأنني احلم..
قال حسام متسائلا: لماذا يجب ان تكون الاحلام وحدها هي التي تحمل لنا السعادة؟.. كذلك الواقع يمكن ان يفعل الشيء ذاته.. فها انذا معك.. وامامك.. ولست في حلم بل هو واقع ملموس..
قالت مها بابتسامة: ربما لان الاحلام تكون كما نشاء دون شروط او قيود.. نفكر فيها بحرية.. ونحلم بالمستحيل احيانا..
واردفت قائلة بامتنان وخجل وهي تطبق على النصف الآخر من القلب بيدها كما فعل هو: واشكرك كثيرا على هديتك ..
قال حسام وعيناه تبرقان ببريق سعادة وحنان: حتى نلتقي..
اومأت مها برأسها وقالت بخجل ممزوج بالسعادة مكررة عبارته : حتى نلتقي..
والتفتت عنه لتقول: عن اذنك الآن.. فصديقتي تنتظرني..
همس لها في سرعة: سأراك بعد ان تنتهي محاضراتك.. لا تغادري..
قالت مها بابتسامة واسعة: لن افعل..
وراقبها وهي تبتعد عنه .. ومن ثم قال وهو يتطلع الى كفه القابضة على نصف القلب الآخر: قلبك في أمان معي يا مها.. واتمنى ان يكون قلبي في امان معك كذلك..حتى نلتقي..
وابتسم بحنان وهو يضعه في جيب سترته ويمضي في طريقه مغادرا بدوره...
ومر الوقت بطيئا بالنسبة لهما.. وهما يعدان الدقائق والثواني حتى انتهاء وقت المحاضرات..واخيرا ابتسمت مها بمرح بعد انتهاء محاضرتها الاخيرة وقالت: عن اذنكم جميعا..
اسرعت صديقتها تقول: انتظريني سأذهب معك..
قالت مها في سرعة وهي تغادر: معذرة فأنا على عجلة من امري ..
واسرعت تعبر ممرات الجامعة حتى وصلت الى الخارج ومن ثم توقفت عندما وصلت الى مواقف السيارات.. تعلم ان حسام ينتهي قبلها.. وقد يكون ينتظرها الآن..اخذت تتلفت حولها يمينا وشمالا.. وبغتة..شعرت بيدان تغلقان عينيها.. وصاحبها يقول بابتسامة : من انا؟..
ابتسمت وقالت وهي تحاول اغاضته: همم.. احمد..
انزاحت الكفان عن عينيها بسرعة.. وشاهدت حسام يتطلع اليها بضيق ومن ثم يبتعد عنها..اسرعت تلحقه وتقول وهي تمسك بذراعه: لا تتضايق .. ارجوك.. لقد كنت امزح..
التفت لها حسان ونظراته لا تزال تحمل الضيق.. فقالت مها بابتسامة: اقسم اني كنت امزح..
قال حسام وهو يلتفت لمها بتهديد مصطنع: فليكن مها.. ولكن سأعيد الكره لك..
ابتسمت مها لعبارته وقالت متسائلة: والآن..اخبرني بم تريده؟ ..
قال مبتسما: ما رأيك ان اوصلك بسيارتي الى المنزل؟..
قالت مها وهي تصطنع التفكير: سأفكر..
قال حسام بابتسامة مرحة: في السابق كنت تقولين (اوصلني.. السائق لم يأتي هذا اليوم) على الرغم من قدومه.. والآن (سأفكر)..
اتسعت ابتسامة مها وما لبثت ان تحولت الى ضحكة خجلة.. فقال حسام وهو يجذبها من كفها: ثم من قال اني سأنتظر رأيك اصلا.. ستأتين معي بالرغم منك..
استسلمت مها لكفه التي تجذبها.. وشعرت بسعادة تسيطر على كيانها.. منذ متى وهي تتمنى ان ترى حسام وهو يشعرها بكل هذا الحب؟.. وها هي ذي امنيتها قد تحققت ..قلبها يخفق بسعادة وحب.. ومن اجل حسام فحسب..
وصلت في تلك اللحظة الى سيارة حسام ففتح لها الباب المجاور .. فدلفت اليه وابتسامة على محياها.. ودار حسام حول مقدمة السيارة ليصعد اليها ومن ثم ينطلق بها.. واخرجت مها هاتفها من حقيبتها لتقول: سأخبر السائق ان ينصرف..
لم يعلق حسام واتصلت بالسائق لتخبره ان حسام سيوصلها..ومن ثم لم تلبث ان رفعت رأسها لتتطلع الى الطريق لتقول في حيرة: هذا ليس الطريق الى المنزل..
اومأ حسام برأسه وقال: اعلم..
قالت مها بتساؤل: الى اين نحن ذاهبين اذا؟.. الم تقل انك ستوصلني الى المنزل؟..
قال حسام بمرح: سأختطفك..
قالت مها بمرح مماثل: يا الهي.. سأتصل بوالدي اذا لكي يتفاهم معك و...
قاطعها حسام وهو يجذب الهاتف من يدها في سرعة: لا .. لن تتصلي بأحد..انه اختطاف سري..
ضحكت مها بمرح.. وشاركها حسام الضحك ومن ثم قال: لم تخبريني الى اين تريدين الذهاب؟..
قالت مها وهي تهز كتفيها: لا يهم.. المكان الذي يعجبك ..
اخذ ينطلق بالسيارة ليوقفها بعد دقائق امام احد المطاعم ويطلب له ولمها وجبتي غداء وبعض الكعك..فقالت مها مبتسمة: جيد انك تذكرت اننا لم نتناول أي طعام بعد..
قال حسام مازحا: من قال انني طلبتها لك.. جميعها لي..
ابتسمت مها بمرح وقالت : يالك من...
توقفت السيارة بغتة.. فالتفتت له مها وقالت باستغراب: ما الامر؟.. لم توقفت؟..
قال حسام بحيرة: لا اعلم .. لقد توقفت السيارة لوحدها قجأة ..
قالت مها بقلق: حاول ان تدير المحرك مرة اخرى..
حاول حسام ادارته عدة مرات ومن ثم قال وهو يزفر بحدة: لا فائدة..
قالت مها بتوتر: ما العمل؟..
التقط حسام هاتفه المحمول وقال وهو يهم بالاتصال: سأتصل على مازن او أي شخص سواه ليأتي ويأخذنا من هنا..
تطلعت اليه مها ورأته يعقد حاجبيه وهو يضع الهاتف على اذنه ومن ثم يبعده قائلا: يبدوا اننا خارج حدود التغطية..
اسرعت مها تقول: سأجرب الاتصال بهاتفي..
واخذت تبحث عنه في حقيبتها ومن ثم قالت وهي تلتفت له: انه معك.. اليس كذلك؟..
قال وهو يتذكر: بلى..
والتقطه ليتصل به.. ولكن ملامح خيبة الامل ظهرت على وجهه فقال وهو يزفر بحدة: خارج حدود التغطية ايضا..
عقدت مها ذراعيها امام صدرها وغاصت في مقعدها بضيق لتقول: والعمل الآن..
قالت حسام بابتسامة: لا شيء.. سننتظر مرور سيارة ما.. ثم أي شعور اجمل من ان نكون انا وانت معا.. ولوحدنا بعيدا عن الناس وعن الكون بأكمله..
توردت وجنت مها بخجل ومن ثم قالت: ليس هذا وقت مثل هذا الحديث .. انظر الى المشكلة التي وقعنا فيها..
قال حسام بلامبالاة: لا ارى شيئا ابـ...
قاطعته مها قائلة في سرعة وهي تتطلع من النافذة: سيارة قادمة.. فلتوقفها..
التفت لها حسام وقال مبتسما: لا داعي..
ارتفع حاجبا مها وقالت: الم تقل اننا سننتظر قدوم سيارة لتوصلنا؟.. فلم تقول الآن انه لا داعي لذلك؟..
قال حسام وابتسامته تتسع وهو يدير المحرك : لانه حقا لا داعي لذلك..
اتسعت عينا مها في تلك اللحظة وقالت بدهشة: اكنت تمثل علي طوال الوقت؟..
ضحك حسام بمرح وقال وهو يعاود الانطلاق بالسيارة: واحدة بواحدة.. اليس كذلك؟..
قالت مها بحنق: مزاحك ثقيل ايها الاحمق..
تطلع لها حسام بغتة بطرف عينه وقال بتهديد مصطنع: ماذا قلت؟..
اخرجت له لسانها وقالت بمرح: احمق..
بغتة امتدت يد حسام الى اذنها شدها بقوة وقال: لم اسمع..
قالت مها بابتسامة وهي تتألم: يؤلم يا حسام .. دعني ..
قال حسام بابتسامة: اعتذري اولا...
قالت مها في سرعة:آسفة..آسفة.. هل يرضيك هذا؟..
ترك اذنها وهو يبتسم بمرح وقال: قليلا..
دعكت مها اذنها وقالت بضيق: آلمتني ايها...
قاطعها حسام في سرعة: ماذا؟..
قالت مها مبتسمة : لاشيء.. لا شيء..
وابتسمت بسعادة وهي تتطلع اليه.. والى ملامحه الوسيمة.. احيانا تتخيل ان حنان العالم كله قد تجمع في هذا الانسان.. وان الله تعالى قد عوضها بهذا الآنسان عن والديها اللذان لم يشعراها بالحنان في يوم...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مضى يومان.. يومان ومازن لا يزال غارقا في تفكير عميق .. يفكر بكل كلمة نطقها والده..ويحاول ان يديرها في رأسه مرارا وتكرار.. احيانا يكاد يوافق على طلبه واحيانا اخرى يتراجع..
ربما لانه يشعر بأن هذا خداع لملاك وليس حماية لها..ستظن انه قد اختارها لمشاعر ما تجاهها.. او ربما لشخصها.. وليس من اجل ان يحميها من شر اعمامه.. لكن ماذا عساه ان يفعل وهذا هو الحل الوحيد الذي سيحميها به؟..
اغمض عينيه ليفكر بملاك.. بغض النظر عن عجزها.. فهي تبدوا رقيقة.. بريئة.. طيبة القلب.. خجولة.. فتاة لا تعرف الكذب والشر في حياتها.. باختصار.. فتاة يتمناها أي شاب.. .
لكن.. ماذا عن عجزها؟.. يراه اكبر حاجز بينه وبين الارتباط بها.. فبدلا من ان تهتم بحاجياته هو من سيهتم بحاجياتها ..و بدلا من ان تتحمل مسئوليته سيتحمل هو مسئولية كل شيء.. ولكن.. اليس هو الآن حقا يتحمل مسئوليتها؟ .. هل سيختلف الوضع فيما بعد؟..لقد قال والده ان زواجه منها اشبه بحبر على ورق.. لن يكون هناك زفاف .. مجرد عقد قران لمنع ارتباطها من احمد.. اذا لم هو متردد هكذا؟..وما الذي عليه ان يفعله؟.. ايرفض؟ .. ام يوافق؟..
نهض من على فراشه والافكار تدور في رأسه.. وخرج مغادرا غرفته على الاقل سيحاول تناسي الموضوع قليلا.. لكن ما ان لمح باب غرفة مها حتى قرر الدخول اليها.. وطرق الباب عدة طرقات قبل ان يقول بهدوء: ايمكنني الدخول؟..
اسرعت مها تضع نصف القلب الذي كانت تتأمله في علبة صغيرة واجابت ببعض التوتر: اجل..
دخل مازن الى الغرفة وقال مبتسما وهو يجذب مقعدا ويجلس في مواجهة الفراش الذي تجلس عليه مها: ماهي احوالك؟.. واحوال الدراسة؟ ..
قالت مها بهدوء: كل شيء على ما يرام..
لفت انتباهه العلبة الصغيرة الحجم الموضوعة الى جوارها.. فقال متسائلا: ماذا بها هذه العلبة؟..
شعرت مها بالارتباك ..لا يفوته شيء ابدا.. وقالت بحدة مخفية ارتباكها: وما شأنك انت.. اخبرني بم تريد؟..
تردد قليلا ومن ثم لم يلبث ان قال باندفاع: ملاك..
قالت مها بدهشة: ماذا بها؟..
قال مازن مبتسما: اردت ان تخبريني بكل شيء يعنيها.. بصفاتها وشخصيتها.. ذلك لأنك اكثر من يجالسها فينا..وتعرفينها جيدا..
قالت مها بسخرية: ولم كل هذا؟.. اتفكر بخطبتها؟..
تغيرت ملامح وجه مازن لوهلة .. فسخريتها لم تصب الا الحقيقة .. ولكنه اسرع يستعيد هدوءه وقال: ربما.. اخبريني الآن بكل ما تعرفينه..
قالت مها وهي تفكر وتتطلع اليه: اظن انك تعرف عنها اكثر مما اعرف.. فيكفي وصفك لها ذلك اليوم وانت تمسك بتلك الزهرة البيضاء..
مط مازن شفتيه ومن ثم قال : هلا اخبرتني بما لديك بكل هدوء قبل ان تثيري اعصابي وتعرفي ما سيحصل لك بعدها..
قالت مها بضيق: ارعبتني كثيرا..
قال مازن بحدة: مها.. تحدثي جيدا ..
قالت مها بهدوء: سأتحدث.. ولكن اخبرني اولا لم؟..
قال مازن وهو يشيح بوجهه قليلا: سأخبرك ..ولكن ليس الآن.. ربما بعد اسبوع او اثنين..
تطلعت له مها محاولة ان تفهم ما يفكر فيه.. ولكنها لم تلبث ان قالت وهي تلوح بكفها: كل ما يمكنني اخبارك عن ملاك.. ان اسمها يلخص صفاتها.. فهي فعلا ملاك بقلبها المحب للجميع .. لا تعرف الكره او الحقد.. لا تعرف الكذب والخداع.. طيبة .. رقيقة.. بريئة.. واشبه بالاطفال احيانا في افكارها.. وفي عنادها..
قال مازن وكأنه يحدث نفسه: لكنها عاجزة..
قالت مها وهي تعقد حاجبيها بضيق: ومنذ متى كنت تهتم لعجزها؟..
قال مازن بتوتر: الوضع مختلف هذه المرة..
قالت مها متسائلة باهتمام: ماذا تعني بقولك هذا؟..
اسرع ينهض من مكانه ويقول: لاشيء..عن اذنك..
تسلل القلق الى قلب مها والتي كانت تشعر ان سؤال مازن عن ملاك يرتبط بزيارة عمها قبل ثلاثة ايام .. ربما لان ذلك اليوم رأته يتطلع اليها بنظرات غريبة..نظراته يومها كانت تحمل الحنان والصدق ...
اما مازن فقد هبط الى الطابق الاسفل..بغير هدى وقادته قدماه الى غرفة ملاك.. وقف مترددا امام الباب .. هل يطرقه؟ ..ملاك ستكون زوجته ان وافق وعليه ان يعتاد على وجودها معه .. ربما يتقبل حينها فكرة زواجه منها ..ربما..
هم بطرق الباب لولا ان ارتفع صوت من خلفه يقول: مازن.. ما الذي تفعله؟..
التفت الى مصدر الصوت وابتسم ابتسامة باهتة وقال: لا شيء .. كنت افكر بالحديث اليك..
قالت ملاك بحيرة: لم؟.. هل هناك شيء؟..
قال مازن وهو يتقدم منها: ايجب ان يكون هناك شيء حتى نتحدث؟..
ابتسمت ملاك وقالت بهدوء: لا.. اخبرني فيم تريد ان نتحدث؟ ..
رفع مازن رأسه الى حيث الباب الرئيسي وعاد ليتطلع الى ملاك قائلا: تحبين الجلوس في حديقة منزلنا.. اليس كذلك؟..ما رأيك ان نذهب الى هناك ونتحدث؟..
قالت ملاك وهي تومئ برأسها: لا بأس..
واخذت تدفع مقعدها بيديها فقال مازن في سرعة: دعيه عنك .. سأدفعه انا..
قالها وأخذ يدفع مقعدها.. اليس هو الآن يتحمل مسئوليتها؟.. لم اذا يخشى تحمل هذه المسئولية؟.. ربما لانه يخشى يتحملها لوقت طويل ..او ربما لأنه يخشى ان تعلم ملاك بحقيقة رغبته في الارتباط بها ..
قالت ملاك في تلك اللحظة مستغربة صمته عندما وصلا الى حديقة المنزل: مازن .. ماذا بك؟..
قال وهو يتنهد: لا شيء.. لم تسألين؟..
قالت ملاك بحيرة: لأنك لم تتحدث منذ ان خرجنا..
قال مازن فجأة وبدون اية مقدمات:ملاك.. ما رأيك بي؟..
ارتفع حاجبا ملاك بدهشة وقالت بغير فهم: ماذا؟..
قال مازن وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره: هناك من يقول اني اناني ومغرور.. وهناك من يقول اني احب نفسي فحسب.. وهناك من يقول اني انسان ذا افكار سطحية.. فأردت ان تخبريني برأيك بي بصراحة.. لأعلم ان كنت كذلك في نظرك ايضا..
قالت ملاك بابتسامة مرتبكة: ولم انا بالذات؟.. يمكنك ان تسأل مها..
قال مازن وهو يهز رأسه نفيا: مها شقيقتي وقد اعتادت على تصرفاتي .. اعتادت وجودي.. انا اتصرف معها بحرية.. لهذا فقد تجيبني بحسب ما تراه علي من تصرفات..اما انت قستجيبيني بحسب نظرتك الاولى لي..
قالت ملاك بارتباك وهي تشيح بوجهها عنه لتركز نظراتها على أي شيء: حسنا انا لا اراك انانيا او محبا لنفسك فقط..بل انك تحب مساعدة الآخرين كذلك وكثيرا ما قمت بمساعدتي .. وان كانت مها تصفك بالغرور ذلك لانك تظهر نفسك كذلك .. ربما لانك الاكبر بين اخوتك تريد ان تظهر انك الافضل لهم.. وايضا انت انسان طموح والدليل هو رغبتك بالعمل في مجال تخصصك..
واردفت قائلة بابتسامة مرتبكة: هذا ما اظنه انا..
ابتسم مازن بحنان ومن ثم قال وهو يتطلع الى ملاك: اتعلمين انك اول شخص يصفني بحب مساعدة الآخرين واني لست مغرورا كذلك..
ازداد ارتباك ملاك قوالت بتوتر من نظراته: هذا ما اظنه انا ونتيجة لكل ما فعلته معي و...
قاطعها مازن وقال مبتسما: الا تريدين ان تعرفي رأيي بك كذلك؟..
خفق قلب ملاك في قوة.. والتفتت له .. وقلبها يتلهف لسماع كل كلمة سينطقها..وان تكون كما تتمنى.. ووجدت نفسها تومئ برأسها وتقول بصوت متقطع: بـ..بلى..
ابتسم مازن وقال وهو يهبط الى مستواها ويتطلع اليها: ملاك..
ازدردت ملاك لعابها بتوتر من قربه.. وقلبها اخذ يخفق بسرعة وقوة..وقالت بصوت خافت: اجل..
اتسعت ابتسامة مازن وقال: انا لا اناديك.. بل اخبرك بأنك ملاك بكل اختصار..
توردت وجنتا ملاك بخجل.. وشعرت بتقلصات معدتها نتجت عن توترهاولم تستطع التفوه بحرف واحد.. في حين قال مازن مردفا: حقا انت كذلك.. قلبك الطيب..مشاعرك البريئة والمرهفة.. رقتك وشفافيتك ..وحبك للناس.. كل هذا يشير الى انك تحملين صفات اسمك في قلبك..
لم تعد ملاك تشعر بكل ما حولها.. لم تعد تسمع سوى اصوت ضربات قلبها وانفاسها الغير منتظمة..ولم تعد ترى الا مازن وهو يتطلع اليها بنظرات حانية.. يكفي يا مازن ارجوك.. من قال اني استطيع ان اتحمل كل هذا؟.. لم اعد اريد سماع المزيد ..قلبي سيتوقف..
وحاولت نطق أي شيء ولكن لسانها لم يطعها ولم تستطع سوى التحديق في أي شيء سوى نظراته التي تجعلها تغوص في بحر عينيه.. وتجذبها لعالم آخر تماما..
قال مازن وهو يشعر بمشاعر غريبة اخذت تسيطر عليه وتمنعه من ابعاد عينيه عنها: ملاك.. انا...
انتشلهما من هذا العالم أصوات عالية قادمة من داخل المنزل..لم تكن الكلمات مفهومة.. لكنها كانت اشبه بالصراخ وعرف مازن اصحاب تلك الاصوات.. فقال وهو ينهض من مكانه ويتطلع الى المنزل بحيرة: انه والدي وكمال.. ما الذي جرى بينهما؟..
قالت ملاك في سرعة: فلندخل الى المنزل لنعلم بكل شيء..
لم ينتظر مازن تعليق ردها.. بل اخذ يدفع مقعدها حتى داخل المنزل.. وكلما اقتربا كانت الاصوات تتعالى.. وسمع عبارات متفرقة حينها..((لا شأن لك))..((شقيقك هو من يقرر)).. (( هو ابني البكر))..ما الذي يجري يا ترى؟؟ ..
وتوجه الى غرفة المكتب الذي كانت مصدر الصراخ وقال وهو يفتح الباب فجأة: والدي.. كمال.. لم كل هذا الصراخ؟ ..
كانا حاجبي امجد معقودين دلالة على العصبية والانفعال وقال بحدة: شقيقك الاحمق هذا.. يريد ان يعلمني كيف افكر واتصرف..
قال كمال بضيق: انا لم اقل هذا.. لقد سألتك عن سبب اختيارك لمازن بالذات وكأنه ابنك الوحيد..
قال مازن وهو يحاول ان يفهم ما يجري حوله: ماذا هناك؟.. ماذا تعني بقولك هذا يا كمال؟.. لأي شيء اختارني والدي؟؟ ..
قال كمال بضيق: وكأنك لا تعلم..
قال امجد بعصبية: اصمت انت ودعني اتحدث الى شقيقك..
اشاح كمال بوجهه بقهر في حين اردف امجد وهو يلتفت الى مازن: لقد جاء منذ قليل وسألني ان كنت ان فعلت شيء ما بشأن ملاك.. وعندما اخبرته ان الحل الوحيد الذي وجدته هو ان تتزوج ملاك منك يا مازن.. غضب واستنكر واخذ يردد مثل هذه العبارات التافهة ..
التفت مازن الى كمال وقال وهو يرفع حاجبيه باستخفاف: وما هو مصدر استنكارك يا شقيقي العزيز؟..
قال كمال بحدة: انت اولا شاب عابث لا هم لك سوى ملاحقة الفتيات.. لن تكون مسؤولا عن ابنة عمك ابدا اذا تزوجتها وهي التي بحاجة لاهتمام ورعاية دائمة..
قال مازن بتهديد: انتبه لألفاظك فأنا شقيقك الاكبر.. وملاك التي تقول اني لست مسؤولا عنها.. ها انذا دائما من يلبي احتياجاتها .. اخبرني ماذا فعلت انت لها؟.. أأذكرك انا؟.. منذ اليوم الاول وانت تتعمد تجريحها.. وهي التي لم تحاول يوما اذية احد..
قال كمال بخشونة وقد تلاشت شخصيته الباردة تماما: وانت.. ما الذي كنت تفعله؟.. سوى انك كنت تلقي على مسامعها كلماتك الكاذبة.. فقط لتمارس هوايتك الدائمة بأن تتعلق الفتيات بك.. ومن ثم تمضي وتتركهن..
كاد مازن ان يهم بقول شيء ما.. لولا ان ارتفع صوت والده وهو يقول : يكفي كلاكما.. لا اريد سماع المزيد ..وانت يا مازن .. لقد كنت مترددا بشأن ارتباطك بابنة عمك.. فأخبرني بردك على الفور.. فاذا كنت رافضا لهذا الارتباط..فستكون لشقيقك كما يريد..
اتسعت عينا مازن وقال وهو يلتفت لكمال بصدمة: ماذا ؟؟.. تريد ان تتزوج ملاك؟؟..
عقد كمال ذراعيه امام صدره وقال ببرود وضيق: اجل..
صمت مازن قليلا ومن ثم قال وهو يبتسم بسخرية: الآن فهمت..
التفت له كمال وقال ببرود: فهمت ماذا؟..
قال مازن وهو يتطلع الى كمال بسخرية ممزوجة بالضيق: منذ ان علمت بأملاكها وانت تبحث عن أي حل يوصلك لتلك الثروة.. كما فكر عمي تماما.. وها هي ذي الفرصة قادمة على قدميها اليك.. فلم لا تتزوجها؟.. اليس كذلك يا شقيقي؟..
اتسعت عينا كمال وقال بحدة: اهذه فكرتك عني؟.. اني افكر بأملاكها؟.. اتراني قضيت حياتي محتالا واخدع الناس؟ ..
هز مازن كتفيه وقال: لا.. ولكن ما من سبب سوى هذا يدعوك لأن ترتبط بها..وربما اردت ان تكون رجل اعمال بأسرع وقت ممكن..
قال كمال بغضب: لست افكر في املاكها ولا في ان اكون رجل اعمال ابدا..
قال مازن بسخرية: لا تقل لي انك قد وقعت في حبها مثلا..
صمت كمال لوهلة ومن ثم قال بحزم: وان قلت اني كذلك ..
قال مازن باستخفاف: لن اصدقك.. لانك انسان بلا مشاعر .. ولا تفكر سوى في نفسك..
قال كمال وهو يعقد حاجبيه بغضب وعصبية: وانت .. ماذا تظن نفسك؟.. لست سوى انسان مغرور اناني يريد الحصول على كل شيء.. وحتى ملاك تريد ان تأخذها هي الاخرى كذلك .. منذ طفولتك وانت هكذا.. تريد كل شيء لك انت..وتفكر بالافضل.. ولكن يا اخي اخبرك منذ الآن.. ملاك ليست هي الافضل التي تبحث عنها.. لديك مئات الفتيات..فدع ملاك وشأنها..
قال مازن بحدة: اتركها لك انت؟.. انسان بارد المشاعر ..ولا يفكر سوى في املاك ابنة عمه..
- اخبرتك اني لست كذلك..
قال امجد في تلك اللحظة بحدة وغضب: يكفي.. اصمتا.. ومازن اعطني قرارك النهائي.. اتريد ابنة عمك ام لا؟..
تطلع مازن الى كمال بضيق .. وظل صامتا لبعض دقائق وهو يدير الامر في رأسه طويلا..وتذكر ملاك واللحوار لااخير الذي دار بينهما مؤخرا والمشاعر التي اجتاحته والتي كانت وليدة اللحظة..ومن ثم لم يلبث ان التفت الى والده وقال وهو يتنهد: انا موافق يا والدي..
تطلع له كمال بصدمة لم يلبث ان تحول الى غضب.. ومازن يردف: لا يمكنني ان اتركها له.. وانا لا اعرف حقيقة نواياه تجاهها..
قال كمال بغضب وعيناه تقدحان شررا: لن تتزوجها ..اتفهم؟..ملاك لن تكون لك ابدا..
قال امجد بهدوء متحدثا الى كمال: كمال.. انت لا تزال تدرس.. اما شقيقك فقد اكمل دراسته ويعمل..
قال كمال وهو يحاول التحكم في اعصابه: ولكن انا اريدها يا والدي..
تنهد امجد بتعب ومن ثم قال متطلعا الى مازن: مازن ان كنت لا زلت رافضا لارتباطك من ملاك.. فدعها لشقيقك ما دام يرغب في ان تكون زوجته.. ثم الم تكن رافضا منذ البداية ؟.. فما الذي غير رأيك الآن؟..
قال مازن بضيق: لا اريدها ان تكون لكمال.. انه منذ ان رآها وقد اخذ يجرحها بكلماته المتواصلة.. فماذا لو انه تزوجها؟ .. لا اشك انه سيجعلها تبكي الليل والنهار بسبب تصرفاته..
تطلع له كمال بغضب وعصبية وقال بصوت غاضب وهادر: من تظن نفسك؟..
قال امجد في تلك اللحظة بصوت صارم: القرار في يد ملاك وحدها..
التفت كلاهما الى امجد فأردف قائلا: ملاك هي من ستقرر من ترغب في ان يكون شريك لحياتها..
قال مازن بتساؤل وشك: وكيف هذا؟.. ستقول لها انني انا وكمال قد تقدمنا لخطبتها في آن واحد..
قال امجد بهدوء: لا.. بل سأفاتحها بشأنك يا مازن نهاية هذا الاسبوع.. ان وافقت.. فهذا يعني انها لا تفكر فيك يا كمال .. اما ان رفضت.. فسأفاتحها بعد اسبوع بشأنك يا كمال.. اخبراني هل هذا الحل يرضيكما؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه: فليكن.. فلتقرر ملاك وحدها بمن تريده ان يكون شريكا لحياتها..
ولم يجد كمال امامه من حل سوى ان قال ببرود : فليكن يا والدي .. افعل ما تشاء..
قالها ومن ثم انصرف من غرفة المكتب.. اما مازن فقد عقد حاجبيه بتساؤل.. فهيئ له انه قد لمح نظرة حزينة في عيني كمال.. وربما كان يتخيل...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


 

رد مع اقتباس
قديم 08-12-2012, 08:32 AM   #32 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الثاني والعشرون
"في النادي"

ابتسمت مها بسعادة وهي تهبط درجات السلم ومن ثم توجهت الى غرفة ملاك لتطرق عليها الباب وقالت بابتسامة مرحة: ملاك.. هل ادخل؟..
لم يأتيها جواب من ملاك.. واستغربت ذلك.. وفتحت الباب بهدوء لتراها تتطلع الى شيء ما.. فابتسمت بخبث وهي تتقدم منها وتقول فجأة: الى ماذا تنظرين؟..
انتفضت ملاك بقوة وكاد الكتاب الذي تمسك به أن يسقط من يدها.. واسرعت مها تتطلع الى الوردتين المجففتين بوسط الكتاب وقالت بخبث: دعيني ارى .. وردتان.. من مازن على ما اظن.. وانت تتطلعين اليهما بكل لهفة..
قالت ملاك بارتباك: لماذا لم تطرقي الباب؟..
قالت مها بمرح: طرقته.. ولكن يبدوا وانك قد كنت غارقة في احلامك فلم تنتبهي الى طرقاتي..
شعرت ملاك بالاحراج واشاحت بوجهها بعيدا..في حين ابتسمت مها وقالت: الم تشعري بالملل من هذه الغرفة؟..تعالي لنغادر...
قالت ملاك وهي تتنهد: لكن يا...
قالت مها وهي تدفع مقعدها: لا يوجد لكن..
ابتسمت ملاك بالرغم منها وشعرت بالراحة تغزو قلبها.. من كان يتصور انها ستلتقي بأشخاص يحبونها ويهتمون بها؟.. من كان يتصور ان عائلة عمها سيكونون طيبين معها الى هذه الدرجة؟.. فبعد رفض والدها واصراره على عدم زيارتهم .. خيل لها انهم قد يجرحونها بكلماتهم على الاقل.. لكن هاهم اولاء يحيطونها بكل الاهتمام والحب ..
وسمعت مها تقول في تلك اللحظة وهي ترفع حاجبيها: ما الامر؟.. البيت هادئ هذا المساء ايضا..
قالت ملاك بدهشة: هادئ؟.. الم تسمعي الاصوات العالية القادمة من المكتب قبل قليل؟..
هزت مها رأسها نفيا وقالت: لا.. ما الذي حدث؟..
قالت ملاك وهي تداعب قلادتها: لست اعلم.. لقد كانت الاصوات عالية .. وميزت فيها صوت عمي..
قالت مها باستخفاف: لابد وانه مازن.. لا يلبث ان يغضب والدي بسبب اهماله للعمل...
اسرعت ملاك تقول: لا لم يكن مازن.. اظن انه كمال.. مازن كان معي في حديقة المنزل..
قالت مها بدهشة: كمال؟؟..
واردفت وهي تتساءل باستغراب: ما الذي قد يغضب والدي من كمال الى هذه الدرجة؟..
وفي تلك اللحظة لمحت كلاهما باب المكتب وهو يفتح.. ومازن يخرج منه.. وعلى وجهه علامات تحمل ما بين الحيرة والضيق.. لماذا وافق؟.. لماذا تعجل ووافق بهذه السرعة؟.. منذ ان علم ان شقيقه يريدها وصوت في عقله يطلب منه ان لا يتركها له.. هل هو خوف من ارتباطها بكمال ذلك البارد المشاعر؟.. ام هو رفض للارتباط نفسه؟..او ربما هو الخشية من ان يكون كمال يفكرباملاكها او...
لا يعلم .. لا يعلم..
(مازن..)
التفت مازن الى مها ناطقت العبارة.. والتقت عينيه بعيني ذلك الملاك الذي يجلس الى جوار شقيقته.. وارتسمت ابتسامة على شفتيه.. كيف له ان يرفض وهو يرى كل هذه البراءة امام عينيه؟؟!..
اما مها فقد قالت متسائلة باهتمام: مازن .. ما الذي جرى؟..
قال مازن وهو يزفر بضيق: بشأن؟..
اشارت مها الى المكتب وقالت: قالت ملاك انها قد سمعت صوت مشادة بين والدي وربما كمال..
قال مازن ببرود: لم يحدث شيء.. بالاذن..
اسرعت ملاك تقول: مازن..
التفت لها دون ان يعلق.. فقالت بارتباك: هل لديك شيء ما اليوم؟..
قال مازن متسائلا: ولم تسألين؟..
قالت ملاك وهي تحاول ان تجمع شجاعتها: ان لم يكن لديك شيء.. فهل تستطيع اخذي الى ابي؟..
دائما ابيك..كلما حدثتني في شيء.. قلت ابي.. وانا يا ملاك؟.. وانا؟..لقد وافقت على الارتباط بك دون اعلم بمشاعرك تجاهي..لقد كنت اظن ان كلماتي قد تؤثر فيك كبقية الفتيات.. لكن يبدوا وانك مختلفة عن أي فتاة رأيتها .. مختلفة تماما ...
وابتسم مازن ابتسامة باهتة ومن ثم قال: دعيها ليوم آخر.. فأنا متعب هذا اليوم..
قالها وعاد يصعد الى الطابق الاعلى.. اما مها فقد تطلعت له بحيرة ومن ثم قالت متحدثة الى ملاك: ان اردت الذهاب الى والدك.. سأطلب من السائق اخذنا الى المشفى..
قالت ملاك بلهفة: حقا؟..
اومأت مها برأسها بابتسامة.. في حين ابتسمت ملاك بامتنان ومن ثم قالت بتردد: ومازن.. يبدوا متعبا حقا.. الن تذهبي لرؤيته؟..
قالت مها وهي تبتسم بسخرية: دعك من مازن.. انه كالقطط لا يصيبه شيء ابدا..
ارتفع حاجبا ملاك بدهشة ومن ثم قالت وهي تداعب قلادتها: انه انسان برغم أي شيء.. وقد يكون متعبا حقا..
لوحت مها بكفها وقالت: ملاك دعك منه.. انه لا يستحق ذرة اهتمام واحدة منك.. انه...
قاطعها صوت نغمة وصول رسالة.. فابتسمت وهي تلتقطه من جيبها.. ومن ثم تقرأ الرسالة التي كانت مرسلة من حسام ..ومن ثم ضحكت بمرح.. فقالت ملاك مبتسمة وهي ترفع رأسها لها: انه حسام.. اليس كذلك؟..
انتفضت مها بقوة وكأنه اخافها ان تكون ملاك تعلم بشيء.. ومن ثم التفتت الى ملاك لتقول بارتباك: حسام؟ ..من؟..
اتسعت ابتسامة ملاك وقالت: ابن خالك.. اليس هو سبب كل هذه السعادة التي اراها على وجهك؟..
قالت مها متسائلة بتوتر: ولم حسام بالذات؟..
قالت ملاك وهي تتطلع الى مها بنظرة حانية: لاني شعرت بأن هناك علاقة ما تربطكما..
اعتدلت مها بوقفتها واسرعت تقول: علاقة ما؟؟..
واردفت وهي تتخذ المقعد المجاور لملاك: ماذا تعنين بالضبط؟..
احست ملاك بالاحراج وقالت بارتباك: لا شيء.. ولكن ظننت ان..اا..ان حسام.. او ربما انت.. معجبة به..
قالت مها وقد توردت وجنتيها بخجل: هذه حقيقة..
والتفت لملاك لتسألها: ولكن كيف عرفت؟..
قالت ملاك وهي تشير اليها: نظراتك اليه.. ونظراته هو اليك..
ابتسم مها بخجل وقالت: يبدوا واننا قد فضحنا انفسنا..
ابتسمت ملاك بمرح.. في حين قالت مها متسائلة: وماذا عنك؟..
لم تفهم ملاك ما تعنيه مها.. فاردفت بخبث: هناك شخص ما في حياتك .. اليس كذلك؟..
الم تريني منذ قليل وانا اتطلع الى الوردتين اللتين اهداهما لي؟. فلم تسألين الآن؟.. اتريدين ان اقول اني معجبة بشقيقك؟. لا.. لا يمكنني قول هذا ابدا...
وقالت مها بالحاح: اخبريني يا ملاك .. هيا..
توردت وجنتي ملاك بخجل وبعثرت نظراتها لعلها تتهرب من ما قالته مها.. وانقذ الموقف قدوم شخص ما.. رفعت ملاك رأسها وتطلعت بهدوء الى الشخص القادم.. وقالت: كيف حالك يا عمي؟..
تطلع امجد الى ملاك وقال بابتسامة باهتة: بخير وما هي احوالك يا ابنتي؟..
قال ابنتي.. وانا الذي لم اسمعها سوى من ابي.. اتراني اتخيل؟ ..وقالت ملاك ببعض الارتباك: على ما يرام يا عمي..
تساءل امجد قائلا: وهل انت مرتاحة بوجودك هنا؟..
اومأت ملاك برأسها وقالت: جميعكم معي.. ماذا اريد اكثر من هذا؟..
ابتسم امجد من عبارتها ومن ثم قال: اذا كان هناك ما ينقصك .. فأخبريني..
ابتسمت ملاك بخجل ومن ثم قالت: شكرا لك يا عمي.. لكني لا احتاج الى شيء..لقد غمرتموني بحبكم وحنانكم واهتمامكم.. وهذا كل ما اردته..
قال امجد متسائلا باهتمام: الجميع؟..
قالت مها باستغراب: ماذا تعني يا والدي؟..
قال امجد وهو يضرب رأسها بخفة ويبتسم: لم اسألك انت ايتها الفضولية.. لقد سألت ملاك..
امسكت مها رأسها وقالت بضيق: لم يضربني الجميع؟.. ما الذي فعلته لكم؟..
ضحك امجد وقال بابتسامة: لا تكوني فضولية ولن يضربك احد..
اما ملاك فقد ابتسمت بمرح وقالت: وانا؟.. هل اضربك انا الاخرى؟..
قال امجد بابتسامة: اخشى ان مها هي من تضربك يا ملاك..
قالت مها باستنكار: والدي..
ضحك امجد وقال وهو ينهض من مكانه: اهتمي بابنة عمك يا مها.. واياك ومضايقتها.. فسأذهب انا لأرتاح قليلا..
ابتسمت مها وقالت: لا توصي يا والدي.. ملاك هي شقيقتي..
ابتسم امجد ومضى في طريقه في حين قالت مها بحيرة وهي تتحدث الى ملاك بصوت خافت بعض الشيء: غريب..
قالت ملاك بهدوء: وما الغريب في الامر؟..
- ليس من عادة والدي الجلوس والحديث معنا..
قالت ملاك وهي ترفع حاجبيها: لا يجب ان يثير هذا حيرتك.. بل يجب ان تفرحي لان والدك قد شارككم الحديث.. وانتم ايضا حاولوا ان تأخذوا رأيه في كل شيء وتشاركوه في الحديث ..
قالت مها بابتسامة مريرة: والدي مشغول دائما ليس لديه وقت لنا ..
قالت ملاك في سرعة: وابي ايضا.. مشغول دائما.. ولكنه يتحدث ويجلس معي دائما..
قالت مها مبتسمة وهي تتطلع الى ملاك: والدك مختلف يا ملاك.. لقدكان يجالسك منذ صغرك.. اما نحن فاعتدنا على مسؤولياته الدائمة ..
واردفت وهي تلتفت الى النقطة التي اختفي فيها والدها: صدقيني يا ملاك.. هناك شيء ما قد حدث..
تطلعت لها ملاك بعدم فهم.. في حين تغلغل القلق الى قلب مها وهي تشعر ان الايام القادمة ستحمل لها مفاجآت لن يمكنها ان تتوقعها ابدا...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قال عادل بابتسامة: يبدوا وان كل شيء يسير على ما يرام..
قال فؤد وهو يعقد حاجبيه: وكيف تضمن ذلك؟..
هز عادل كتفيه ومن ثم قال: ملاك فتاة عاجزة وهي تدرك حقيقة هذا الامر.. ومن في هذا الزمن سيقبل بعاجزة مثلها؟.. لهذا سترى زواجها من احمد فرصة لن تعوض وستقبل به..
قال احمد والذي كان يجلس معهم بضيق: لو كان الامر بيدي لما فكرت فيها لحظة واحدة..
وضع والده كفه على كتفه ومن ثم قال: لا تنسى يا احمد.. املاكها هي اهم شيء لديها..
قال احمد بضجر: اعلم هذا والا ما وافقت على الارتباط بساذجة مثلها..
دلفت ندى في تلك اللحظة الى المنزل وقالت مبتسمة: صباح الخير جميعا..
قال احمد باستهزاء: أي صباح.. لقد اقتربت الشمس على المغيب..
ابتسمت ندى وقالت وهي تجلس الى جوار والدها: لا يهم ما دامت الشمس لا تزال مشرقة.. اليس كذلك يا والدي؟..
قال ادل بملل: صباح او مساء .. كفّى عن ترديد مثل هذه الامور التافهة ..
قالت ندى وهي تمط شفتيها: حسنا اريد الذهاب الى النادي.. وامي ذهبت مع السائق.. هل توصلني يا احمد؟..
قال احمد بملل: لو لم اكن اريد الذهاب .. لما أخذتك معي.. هيا انهضي..
ابتسمت ندى وقالت بمرح: هيا اذا..
اما فؤاد فقد قال متحدثا الى احمد: متى اخبروكم انهم سيردون عليكم بجوابهم؟..
اجابه احمد قائلا: بعد اسبوع على ما اظن..
وهتف بندى قائلا: اسرعي يا ندى والا تركتك ومضيت..
قالت ندى وهي تلتقط حقيبتها في سرعة: حسنا.. حسنا قادمة..
مضى احمد في طريقه وتبعته ندى في سرعة في حين قال فؤاد متحدثا الى عادل: وما الذي ستفعله ان رفضت ملاك ابنك احمد؟ ..
قال عادل وهو يضيق عينيه: لم يخطر على بالي انها سترفض ابني ابدا..
قال فؤاد مبتسما: لا عليك.. لكل مشكلة حل.. وانا وجدت الحل ان رفضت ملاك..
قال عادل متسائلا: وما هو الحل في رأيك؟..
قال فؤاد مبتسما بخبث: تماما كما فعلنا في السابق.. نحاول الضغط على امجد بواسطة اسهمنا التي تدعم شركاته..
قال عادل وهو يعقد حاجبيه : وبعد كيف ستقتنع ملاك؟..
قال فؤاد مبتسما وهو يسند ظهره لمسند المقعد: وبعدها يتصرف امجد مع ملاك.. فهو ادرى بمصلحتها..
ابتسم عادل عندما فهم وقال بمكر: اين سأذهب من عقلك هذا؟.. بصراحة بت اخشى منك..
ابتسم فؤاد وقال بغرور: من ليس معي فهو ضدي.. اليس كذلك يا عادل؟..
قال عادل بابتسامة: حمدلله اني معك اذا.. والله يكون في عون امجد على ما سيصيبه عندما يفكر في ان يرفض العرض المقدم له...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قالت مها وهي تبتسم لملاك: لم انت متضايقة؟.. كل هذا لاني اصريت ان تأتي معي الى النادي بعد ان عدنا من المشفى..
قالت ملاك وهي تزفر بحدة: مها.. انت تعرفين اني لا احتمل الخروج في الوقت الراهن.. وحتى غرفتي لا اكاد اغادرها .. احتاج الى مكان لا يوجد فيه احد حتى افرغ مشاعري وآلامي..ارجوك يا مها.. فلنعد الى المنزل..
ترددت مها لكن امام عيني ملاك اللتين تترجيانها خضعت للامر وقالت باستسلام: فليكن يا ملاك.. كما تشائين.. اردت ان اجعلك تخففين عن نفسك فحسب..
ونهضت من مكانها لتدفع مقعدها وتتوجه الى البوابة الرئيسية و...
( الى اين تذهبان؟)
التفتت مها الى صاحب العبارة وقالت بهدوء: الى المنزل.. هل تريد شيئا يا كمال؟..
قال كمال وهو يتقدم منهما: لقد جئتما منذ قليل فقط.. فلم تذهبان الآن؟..
قالت مها بابتسامة باهتة: من جانبي انا اود البقاء.. لكن ملاك تود العودة الى المنزل..
قال متسائلا: ولم؟..
لكن لم يعثر على اجابة فقد هزت مها كتفيها دون ان تعلق.. في حين اخذت ملاك تداعب قلادتها دون ان تنطق بحرف واحد .. واستدار كمال ليقف في مواجهتها وقال وهو يتطلع اليها: ولم تودين العودة الى المنزل يا ملاك؟..
رفعت ملاك رأسها له وقالت بتردد: لا اريد البقاء هنا..
تساءل كمال مرة اخرى: ولم ؟.. لقد قضيت عشرة ايام تقريبا حبيسة المنزل..الا تفكرين في التخفيف عن نفسك قليلا؟..
قالت مها بقلة حيلة: هذا ما قلته لها.. لكنها عنيدة..
قالت ملاك باصرار: لا .. اريد ان اعود الى المنزل فحسب..
هبط كمال الى مستواها وقال وهو يبتسم لها ابتسامة لم تفهم معناها وبدت لها غامضة في تلك اللحظة: ولم تصرين على ايلام نفسك بدلا من ان تخففي عنها؟.. الحزن لن يفيد في شيء.. فحاولي ان تكوني قوية وتصبري على كل ما يصيبك.. انا لا اقول ان هذا سهلا.. ولكن يمكنك ان تحاولي.. اليس كذلك؟..
استغربت مها استرساله في الحديث وهو الذي لا يتحدث معهم الا نادرا.. استغربت اصراره لبقاء ملاك في النادي والتخفيف عنها.. وهو الذي لم يهتم بها في يوم..
وتطلعت ملاك الى كمال للحظة ومن ثم قالت وهي تهز رأسها نفيا:لا اسطيع .. اريد ان ارتاح.. ارجوكم افهموني.. اريد ان اختلي بنفسي قليلا..
تطلع لها كمال باشفاق ومن ثم قال: كما تشائين يا ملاك.. افعلي ما ...
( ملاك .. يالها من مفاجأة.. خلتك لن تغادري المنزل ابدا)
التفتت ملاك بلهفة الى صاحب الصوت.. اذا هو بخير.. حمدلله .. لقد كان يبدوا متعبا حقا بالامس..ولم تخف هذه اللهفة على كمال.. الذي نهض واقفا وملامح البرود تكسوا وجهه .. اما مازن فقد قال مستغربا وهو يتقدم لهم: الى اين انتم ذاهبون؟ ..
قالت مها مجيبة: انا وملاك فقط من سنغادر..
- ولم؟..
- يمكنك سؤال ملاك بنفسك..
التفت الى ملاك وقال وهو يرفع حاجبيه: هل يوجد شخص عاقل يترك هذا لنادي الواسع ويعود الى المنزل الكئيب؟.. اخبريني بالله عليك يا ملاك.. الم تملي من رؤيته؟..
قالت ملاك بتوتر: اريد ان اختلي بنفسي قليلا.. هذا كل ما اطلبه ..
قال مازن وهو يلوح بكفه وعلى شفتيه ابتسامة: فيما بعد.. اما الآن.. فهذا النادي الواسع من حقه ايضا ان تقضي فيه بعض الوقت ما دمت قد جئت اليه..
قالت ملاك باعتراض: لا اريد..
قال مازن وهو يميل باتجاهها: طفلة يا ملاك.. وستظلين طفلة دائما..
قالت باستنكار: لست طفلة..
قال مازن وهو يتعمد استفزازها: اذا لم تصرين على عنادك هذا وترفضين البقاء؟.. هذا لا يدل الا على انك تتصرفين كالاطفال ..
قالت ملاك باستنكار اشد: انا؟؟..
قال مازن بسخرية: لا ابدا انا الذي كان يقول منذ قليل..(لا اريد)..
قالت ملاك بضيق: سأبقى في النادي.. فقط لتقتنع اني لست طفلة.. وان كل ما فعلته ليس عنادا.. بل لاني بالفعل بحاجة للعودة الى المنزل..
ابتسم مازن وغمز لمها بعينه.. التي ابتسمت حين ادركت معنى ما فعله مازن.. وكيف انه قد تعمد استفزازها لتبقى في النادي.. لعلها تغير من نفسيتها قليلا..
اما كمال فقد وضع كفيه في جيبي بنطاله وابتسم بسخرية وقال متحدثا الى نفسه: (دائما ترضخ لما يقوله مازن.. دائما تفعل ما يريده هو.. اما انت يا كمال.. فلا تحلم ان تنظر اليك.. الم ترى لهفتها حين رأته؟.. الا ترى كيف انه الوحيد الذي استطاع ان يخرجها مما كانت فيه من احزن؟.. لا تحلم يا كمال .. لا تحلم.. جواب ملاك قد وصلك.. ويبدوا انها ستوافق على مازن.. وستكون له )
وزفر بحرارة وهو يمضي في طريقه.. اما مها فقد همست لمازن الذي اخذ يدفع مقعد ملاك عوضا عنها: دائما تعرف كيف تقنعها..
قال مازن بخفوت و بابتسامة وهو يتطلع الى ملاك: ذلك لاني اتعامل معها بالمثل.. فان كانت عنيدة انا اشد عنادا منها..
لمحت مها في تلك اللحظة حسام.. فابتسمت بشرود وهي تتطلع اليه وهمست قائلة: حسام..
لم ينتبه اليها سوى مازن الذي قال: واين هو؟..
تطلعت مها الى حسام ومن ثم قالت مبتسمة: هناك.. سأذهب اليه..
امسك مازن معصمها وقال: دعيه يأتي هو الينا..
قالت مها بضيق: وما الفارق؟..
قال مازن بابتسامة ساخرة: لاثارة حنقك فقط..
تطلعت له مها بضيق ومن ثم نادت حسام قائلة: حسام..
تقدم حسام منها وقال مبتسما: رأيتكم .. فلا داعي ان يعلم كل من بالنادي ان اسمي هو حسام...
ضحك مازن بسخرية.. في حين قالت مها بضيق: حتى انت يا حسام.. انت ايضا تسخر مني..
قال حسام وهو يغمز بعينه: امزح فقط..
ومن ثم التفت الى ملاك ليقول: اهلا ملاك.. كيف حالك؟..
كادت ملاك ان تجيبه لولا ان سمعوا في تلك اللحظة صوت يهتف بمازن والتفت الجميع الى مصدر الصوت والتي كانت ندى.. عقدت مها حاجبيها بضيق في تلك اللحظة وهي تلمح احمد القادم من خلفها ..فبعد موقفه الاخير مع ملاك وكيف استدرجها في الحديث.. وهي لا تطيق رؤيته.. اما ملاك فقدارتفع حاجباها بدهشة وهي تتطلع الى ندى التي اقتربت من مازن في شدة وقالت مبتسمة بدلال: كيف حالك يا ابن عمي؟..
ولأن مازن معتاد على دلالها هذا قال مبتسما: بخير يا ابنة عمي العزيزة..
"العزيزة".. أي قنبلة قذفتها في وجهي يا مازن؟..
اخذت ملاك تتطلع اليهم باستنكار وهي تعقد حاجبيها بحنق .. وندى تقول مبتسمة: لقد وعدتني يا مازن.. وعليك ان تنفذ وعدك ..
قال مازن بحيرة: وعدتك بماذا؟..
التفتت ملاك عنهم بضيق وندى تكمل بدلال: ان تعلمني ركوب الخيل..
(اهلا ملاك)
التفتت ملاك الى احمد..ومن ثم ابعدت عينيها عنه وقالت : اهلا بك..
اما مها فقد شعرت بالضيق من تصرف احمد.. لو انني كنت في مكان ملاك وجاء احدهم ليحدثني بعد ان تسبب متعمدافي مشكلات لي..لاقل شيء فعلته هو ان اضربه بحذائي الذي ارتديه.. وارتسمت ابتسامة على شقتي مها للفكرة..
اما ملاك فقد كانت تتطلع الى ندى بضيق التي كان مازن يتعذر بأنه مشغول قليلا ولن يمكنه تدريبها اليوم ولكنها واصلت دلالها قائلة: لاجلي يا مازن..ارجوك..
التفت مازن الى ملاك في تلك اللحظة وقال بهدوء: انا اجالس مها وملاك الآن..
قالت ندى وهي تصطنع الدهشة: عذرا لقد انتبهت لوجودها للتو.. كيف حالك يا.. ملاك على ما اظن..
عقدت ملاك حاجبيها.. وشعرت ان ندى تعمدت التمثيل بعدم تذكر اسمها.. فقالت ملاك بابتسامة استغربها مازن: بخير يا.. عفوا.. لست اذكر اسمك..
اشتعلت ندى غيضا وقالت بعصبية: ندى..اسمي ندى..
اما مازن فقد ابتسم لملاك واشار لها بابهامه اشارة الـ"ok" ..وابتسمت ملاك بالرغم منها..في حين استدارت ندى الى مازن واستعادت هدوءها قائلة: مازن .. الن تأخذني معك؟ .. لقد وعدتني..
هز مازن كتفيه ومن ثم قال: لقد وعدتك ان ادربك.. لكن لم اقل أي يوم سأنفذ فيه وعدي هذا..
ابتسمت ندى وامسكت بكفه وقالت وهي تجذبه معها: هيا ..هيا.. انت لا تأتي الا اذا ارغمك احدهم..
كل هذا وملاك تتطلع اليهم بضيق.. بحنق.. بغيرة.. شعرت بالغيرة تشتعل بقلبها وتكاد تنهش جسدها وهي ترى مازن انصاع لندى اخيرا وهو يبتعد معها قليلا.. صحيح انها ابنة عمه وقد اعتاد وجودها معه بكل تأكيد منذ ان كانا صغارا.. ولكن هي ايضا ابنة عمه.. وقالت ملاك اخيرا بصوت عالي: مازن .. توقف..
التفت لها مازن وجذب كفه من يد ندى وقال: هل من شيء يا ملاك؟..
اخذت ملاك تدفع مقعدها وقالت بحزم: انا ايضا اريد الذهاب..
تطلع اليها مازن بغرابة: الذهاب الى اين؟..
قالت ملاك باصرار: اريد ان اتعلم انا ايضا ركوب الخيل..
تطلع لها مازن ببلاهة ووعدم فهم وقال: ماذا؟..
اما ندى فقد قالت متعمدة جرحها: ولكنك مقعدة .. لا تسيرين.. كيف تريدين ان تتعلمي ركوب الـ...
قاطعها صوت مازن الذي قال بعصبية: اصمتي يا ندى.. لا شأن لك انت.. لقد طلبت مني انا ذلك..
والتفت الى ملاك.. التي اطرقت برأسها في الم ومرارة واقترب منها وقال بابتسامة وهو يميل نحوها: ملاك.. سآخذك الى هناك واعلمك ركوب الخيل.. لكن لا تتضايقي..
اسرعت ملاك تزدرد الغصة التي ملأت حلقها وقالت وهي ترفع رأسها الى مازن: لست متضايقة ..
واردفت وهي تتطلع الى ندى: فلا يهمني كلام شخص لا اعرفه ..
كاد مازن ان ينفجر ضاحكا من شكل ندى التي تطلعت الى ملاك كالمصدومة.. وهو مستغرب في الوقت ذاته من جرأة ملاك .. ملاك الخجولة تتحدث الى ندى هكذا.. وقد عرفت ايضا كيف ترد عليها الصاع صاعين..
وفي الحقيقة الشيء الذي اجبر ملاك على ان تتحلى بالجرأة هذه والرد على ندى.. هو الغيرة.. لم ترد لندى ان تنتصر عليها بجرحها ومن ثم تجعلها تغادر المكان تاركة لها مازن.. ارادت ان تحارب كما يقولون للمحافظة على فارس احلامها الذي اختارته ..
ومن جانب آخر تطلعت ندى لملاك باحتقار.. هذه المقعدة.. تتحدث الي هكذا.. من تظن نفسها؟..ولكن فليكن .. هي من ارادتها حربا.. ولتحتمل عواقبها..
في حين كان مازن قد اتجه ليدفع مقعد ملاك متجهين جميعا الى قسم الفروسية.. وندى تتطلع الى هذه الاخيرة بخبث..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لنعد الى الوراء قليلا.. الى اللحظة التي ابتعدت فيها ملاك الى حيث يقف مازن وندى.. ولنتجه الى احمد الذي اقترب من مها وحسام وقال مبتسما وهو يتحدث الى مها: كيف حالك يا مها؟..
والتفت الى حسام ليقول ببرود: وانت ياحسام؟..
لو كانت النظرات تقتل لكان احمد صريعا الآن من نظرات حسام التي تحمل بداخلها جبالا من الغضب.. وقال حسام ببرود اشد مجيبا: بخير..
اما مها فقد قالت وهي تستدير عن احمد متجاهلة عبارته لها: هيا يا حسام فلنغادر ..
اسرع احمد يقول: انتظري يا مها.. اريد ان اتحدث معك..
قالت مها بضيق وهي لم تحاول حتى الالتفات له: ليس بيننا أي حديث..
قال احمد باستنكار: ولم تقولين هذا؟..
قالت مها بحدة: انسيت ما فعلته بملاك ذلك اليوم؟.. انسيت؟ ..
قال احمد بحدة: وما شأنك بملاك؟..
هزت مها رأسها باستتنكار من سؤاله.. يسأل ما شأنها بملاك وهي ابنة عمها.. حقا احمد هذا ليس سوى احمق فحسب..
وقال في تلك اللحظة بحزم: مها.. اريد الحديث اليك لوحدنا لبضع دقائق وحسب..
في تلك اللحظة تقدم منه حسام وقال بصرامة: اظن انك سمعتها وهي ترفض عرضك هذا.. لهذا ابتعد واحتفظ بكرامتك ..
تطلع له احمد بدهشة لم تلبث ان تحولت الى غضب..واردف حسام قائلا: هيا يا مها..
ابتسمت مها لحسام وهي تسير الى جواره.. فعلى الرغم من ان احمد يصغر حسام بعام واحد فحسب الا انه يبدوا اصغر منه بعشر سنوات بعقليته هذه..
وفي تلك اللحظة قال احمد وابتسامة تحمل ما بين الغيظ والخبث على شفتيه بصوت عالي: ستندمين يا مها.. اقسم لك انك ستدفعين ثمن ما قلته هذا اليوم.. وتذكري هذا جيدا...
التفت له مها وتطلعت له بعدم اكتراث ومن ثم اكملت طريقها.. وان شغلت ذهنها عبارته الاخيرة..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع مازن الى ندى وملاك اللتين كانتا تنتظرانه بعد ان اخرج لهم الخيل من الاسطبل.. وقال وهو يربت على عنق الخيل: استمعا الي انتما الاثنتان..اياكم وان تحاولوا مضايقة فرسي.. والا القت بكم من فوق ظهرها..
قالت ندى وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: لا تحاول.. لن تخيفني.. سأصعد على ظهرها بالرغم منك ومنها..
قال مازن بسخرية: ان القت بك فلا شأن لي..فهي تخشى الفتيات صراحة..
قالت ندى وهي تتقدم منه وتبتسم: كيف تخشاهن وهي انثى مثلهن؟ ..
اشار مازن الى نفسه وقال وهو يغمز بعينه: لأنها معجبة بي وتخشى علي من أي فتاة سواها..
ضحكت ندى وقالت: يالك من شاب.. كل الفتيات اصبحن معجبن بك الآن وحتى هذه الفرس..
قال مازن بملل وهو يرفع ندى من خصرها ويضعها على ظهر الفرس: كفي عن ثرثرتك هذه.. وامسكي بها جيدا..
اما ملاك فقد ارتفع حاجباها بدهشة وضيق من تصرفه..بضيق من تصرفاته العفوية مع ندى.. بضيق من حديثه الدائم معها.. وانا التي اجلس هنا.. لم يحاول حتى ان يسألني ان كنت انوي الركوب حقا ام لا..
وكورت قبضتيها بحنق وغيرة من ابتسامة مازن لندى وحديث المرح اليها.. وقالت في سرعة وهي تشعر ان غيرتها هي من اصبحت تسيطر عليها: ولم هي تمطيه اولا؟.. انا اريد امتطاءه قبلها ..
قالت ندى متعمدة اغاضتها: ذلك لانك لن تمطيه من الاساس..
قال مازن وهو يتطلع الى ندى بنظرة حادة: ستكونين بعدها يا ملاك.. وسأتجول معك بالفرس لوقت اطول..
ارتفع حاجبا ندى بحنق وقالت عندما ابتعدا عن ملاك قليلا: لم تدافع عنها هكذا؟..
قال مازن مجيبا ببرود: لانها ابنة عمي..
قالت ندى بحدة: وانا ابنة عمك ايضا واعرفك قبلها..
قال مازن وهو يلتفت لها ويلقي عليها نظرة غاضبة: ولا احب ان يجرحها احد بكلماته..
قالت ندى بحنق: اتهمك تلك المقعدة؟..
قال مازن مستفزا: كثيرا..
صمتت ندى ولم تحاول الرد ومازن مكتفي بجذب لجام الفرس لتتحرك بين ارجاء المكان..وقالت ندى وهي تشعر بالمل من سكوته: الن تتحدث؟..
قال مازن ببرود: في ماذا؟..
قالت ندى في سرعة: اخبرني عنك انت واحوالك ؟..
قال مازن بابتسامة ساخرة: بخير وسعيد جدا..
قالت ندى بدهشة:سعيد؟؟..
قال مازن وهو يفكر في اثارة حنقها: اجل لاني افكر في ان اخطب قريبا..
ارتسمت ملامح السعادة على وجه ندى.. البلهاء لقد ظنت انها هي.. ماذا لو علمت انها ملاك؟.. سيتوقف قلبها حينها بكل تأكيد..هز مازن رأسه وابتسامة ساخرة تعلوا شفتيه الى ان وصل الى ملاك قريبا.. فأنزل ندى من على ظهر الحصان وقال وهو يقترب من ملاك ويبتسم لها: دورك الآن..
قالت ملاك بتوتر: وكيف سأصعد على ظهره؟..
مال مازن نحوها وقال مبتسما: سأحملك بكل تأكيد..
اسرعت ملاك تقول: لا.. لم اعد اريد ركوبه..
ارتفع حاجبا مازن بحيرة ومن ثم قال: ولم لا تريدين؟..
شعر مازن بارتباكها في تلك اللحظة وهي تقول: لا اريد وكفى..
ابتسم مازن في تلك اللحظة ومال نحوها ليقول وهو يحملها بين ذراعيه فجأة: لم اكن اعلم انك تتدللين هكذا ايضا..
شهقت ملاك بقوة ومن ثم قالت ووجهها قد اعترته حمرة قانية من شدة الارتباك والخجل: انزلني يا مازن ارجوك..
قال مازن مبتسما وهو يقترب من الفرس ويجلسها على ظهره: دائما طفلة يا ملاك..
كانت ندى تتطلع الى ملاك بنظرات مليئة بالحقد وقالت في تلك اللحظة: بل ساذجة..
كادت ملاك ان ترد عليها لكنها امسكت نفسها وصمتت عنها.. فقال مازن وهو يتجاهل ندى بدوره ويكاد يجذب اللجام: هل انت مستعدة يا ملاك؟..
اخذت ملاك تحاول التقاط انفاسها وهي تطلع من فوق ظهر الفرس الى الارض الخضراء من حولها ومن ثم هزت رأسها نفيا و قالت بارتباك وتوتر: اشعر بالخوف..
- ولم؟..
قالت ملاك وهي تحاول ان تسيطر على خوفها وتزدرد لعابها: لأول مرة اركب حصانا..
قال مازن وهو يبتسم لها ليطمئنها: لا تخشي شيئا انا معك..
قالت ملاك في سرعة: لقد غيرت رأيي لا رايد ان اركب حصانا..
ضحك مازن بمرح ومن ثم قال: عدنا من جديد.. كفاك دلالا ..
اما ندى فقد قالت بحنق: انزلها يا مازن ما دامت لا تريد..
التفت لها مازن وقال ببرود: لم يحدثك احد يا ندى..
وقال وهو يتقدم من ملاك: ملاك انظري الي..
توردت وجتا ملاك بخجل وحاولت رفع عينيها الى مازن الذي ابتسم وقال: اتثقين بي؟..
اكتفت ملاك بأن اومأت برأسها فقال مازن مبتسما: اذا لا تخشي شيئا.. اطمئني..
قالها وجذب لجام الفرس وقال لملاك: تمسكي جيدا..
اسرعت ملاك تتمسك بالفرس.. والتفتت الى حيث ندى وكادت ان تخرج لها لسانها بطفولة حتى تغيظها.. ولكنها اسرعت تلتفت عنها وهي تخفي ابتسامتها.. وتطلعت الى مازن اخيرا .. وارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها وكأنها تثبت بهذه الابتسامة انتصارها على ندى....
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 01:23 AM   #33 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الثالث والعشرون
"القرار"

التفت مازن الى ملاك الصامتة وتتطلع حولها بعيون خائفة.. فقال بابتسامة واسعة: ما بك يا ملاك؟..ليس هناك ما يخيف..
قالت ملاك وهي تتمسك بالفرس بشكل اكبر: ولكنك قلت انها ستلقينا من على ظهرها..
تطلع لها مازن لوهلة ومن ثم اخذ يضحك بقوة وقال: لا تقولي لي انك صدقت ما قلته..
تطلعت له ملاك بغرابة ومن ثم قالت: ولم لا اصدق؟..
قال مازن وهو مستمر في ضحكه: لقد قلت ذلك حينها حتى اخيف تلك المزعجة ندى..لا انت..
قالت ملاك وهي تشيح بوجهها في الم: لكني لم اطلب منك ان تعلمني ركوب الخيل هي من طلبت منك ذلك..
قال مبتسما: لقد وافقتها حتى اتخلص من ازعاجاتها الدائمة.. ولو كنت اعلم انك ترغبين في ركوب الخيل لما توانيت في الموافقة ..
قالت ملاك وهي تلتفت اليه وفي عينيها نظرة تساؤل: احقا؟..
اومأ مازن برأسه وهو لا يزال يمسك باللجام وقال: بكل تأكيد..
ارتفع حاجبا ملاك وهي تتطلع الى مازن الذي يجذب لجام الفرس وابتسامة هادئة تعلوا شفتيه وان كان ذهنه يفكر في شيء ما.. شيء لن يمكنها ان تعرفه ابدا..
وكما دار بذهن ملاك كان يشغل تفكير مازن شيء ما.. او امر ما.. وهو ارتباطه بملاك..لقد وافق الآن ولم يبقى سوى رأي ملاك.. والتفت لها ليتطلع لها لبرهة .. ان وافقت فستكون زوجته.. وسيكون مسئوولا عنها.. وسسرتبط بها حتى ينهض والدها.. فينسى حريته واستقلاليته و... لكن ان رفضت فسيواصل حياته كما يحب.. دون مسئولية ودون قلق.. لكن حينها ستكون قد تزوجت من كمال.. سيكون كمال هو المتحكم بها..هو المسيطر على كل شيء يعنيها..
القدر قد وضعه بين خيارين.. اما زواجه من ملاك وتحمل مسئوليتها وبالتالي يكون مطمئنا على املاكها.. واما رفضه لهذه الزيجة وتكون لكمال وهو لا يعرف بعد نية هذا الاخير لطلب الزواج من ملاك..
والآن قد سبق السيف العزل .. والخيار تقرره ملاك نفسها ..احيانا يرغب في ان يسألها لينهي هذا القلق الذي يحيا به و...
((لن تلعب معنا.. انها طفلة))
((لست طفلة))
هز مازن رأسه وهو يبعد الذكريات التي تسيطر على ذهنه بين الحين والآخر..وقالت ملاك في تلك اللحظة: مازن..
التفت لها وقال بابتسامة باهتة: ما الامر؟..
قالت ملاك بقلق: تبدوا متعبا..
اسرع مازن يقول نافيا: ابدا.. من قال لك ذلك؟..
ازدردت ملاك لعابها ومن ثم قالت: تعابير وجهك تدل انك تفكر في شيء ما.. وانك ربما تكون متعب من هذا التفكير..
ارتفع حاجبا مازن بغرابة من فهمها لتعابير وجهه.. ومن ثم قال بابتسامة عندما اقترب من مقعدها المتحرك وندى التي تجلس على سور الحلبة وضيق يعتري وجهها.. وقال وهو يوقف الفرس ويقترب من ملاك في تلك اللحظة: هيا اهبطي..
قالت ملاك وهي تتطلع الى قدميها: لكن لا يمكنني الوقوف..
ابتسم مازن وقال وهو يمد ذراعيه: لا عليك اهبطي فقط واتركي البقية لي..
تطلعت له ملاك وقلبها يخفق في عنف.. لقد فاجأها في المرة الاولى لهذا لم تستطع فعل شيء..ولكنها الآن تعلم انه يفكر في أن يحملها بين ذراعيه .. تقلصات معدتها جعلتها تبعثر نظراتها بعيدا لعلها تتقبل الفكرة.. لكن كيف ذلك.. ومازن سيكون قريبا منها.. واقرب من اية مرة..
وقال مازن بحيرة: ملاك .. الا تريدين الهبوط؟..
لم تجبه ملاك.. واطرقت برأسها وهي تحاول ان تتماسك قليلا.. في حين قالت ندى بسخرية: ربما تريد جولة اخرى بالحصان.. فقد اعجبها الوضع على ظهره.. فعندها تظن انها تسير على قدميها او ...
قاطعها مازن بغضب: يكفي يا ندى.. اصمتي..
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي ندى.. وخصوصا عندما لمحت تعابير المرارة والحزن على وجه ملاك.. في حين قال مازن بهدوء متحدثا الى ملاك: دعك منها يا ملاك.. فهي مزعجة كما اخبرتك..
عضت ملاك على شفتيها بألم.. في حين ارتسم الغيظ على وجه ندى.. وفي تلك اللحظة امسك مازن بكف ملاك وقال بابتسامة: هل يمكنك ان تهبطي من على ظهر الحصان الآن حتى اتحدث اليك؟..
دفعت ملاك جسدها قليلا .. فحملها مازن بين ذراعيه .. وقالت ندى حينها بضيق: ان كنت تريدين منه ان يحملك.. فقولي هذا منذ البداية.. ولا تمثلي دور الخائفة..
امسكت ملاك لا اراديا ذراع مازن الذي يحملها وكأنها تطلب منه الحماية.. فتطلع مازن الى ملاك بهدوء وحنان.. ومن ثم اعادها الى مقعدها وقال وهو يلتفت الى ندى وعيناه تحملان الكثير من الضيق: ندى .. لا تدعي اعصابي تتلف.. قلت لك مائة مرة دعي ملاك وشأنها..ثم ان هي لم تطلب مني شيء.. انت بنفسك قد رأيتني وانا احملها من تلقاء نفسي..
قالت ندى ببرود:تتقن التمثيل جيدا هذه المقعدة..
قال مازن بعصبية: كفى يا ندى اصمتي.. او اقسم ان تندمي على كل كلمة نطقت بها..
تطلعت له ندى بغضب ومن ثم قالت بعصبية: الى هذه الدرجة تهمك؟.. وانا التي رفضت العديد ممن جاءوا لخطبتي من اجلك ..
قال مازن ببرود وهو يلتفت عنها ويدفع مقعد ملاك: لم يطلب منك احد فعل ذلك..
تطلعت له ندى بحنق.. واسرعت تبتعد عن المكان.. في حين مال هو قليلا باتجاه ملاك وقال بهمس: ملاك.. لا تتضايقي من حديثها..
قالت ملاك بصوت خافت وهي تشعر بغصة في حلقها: اريد ان اعود الى المنزل..
قال مازن بحيرة: ولماذا؟.. لا تدعي هذا الامر يؤثر عليك يا...
قاطعته ملاك بصوت متحشرج: اريد ان اعود الى المنزل.. انت من اجبرتني على البقاء.. وانظر ماذا حدث.. لم تفرح ندى الا عندما اخذت تذكرتني بأني فتاة مقعدة طوال فترة وجودي معكم..
قال مازن بهدوء: لا يوجد انسان كامل في هذا الكون يا ملاك.. الكامل هو الله تعالى..
قالت ملاك بعينين مغرورقتين بالدموع: ونعم بالله.. ولكن .. هذا لا يعني ان تتعمد ندى تجريحي طوال الوقت..
قال مازن بابتسامة: وانت لم تصمتي عنها..
قالت ملاك بألم: لكني في النهاية صمت لقد طفح الكيل ولم اعد استطيع ان اخبئ آلامي اكثر من هذا..
ربت مازن على كتفها وقال بابتسامة باهتة: اعتذر فلم اتمكن من ايقافها عند حدها..
لم تعلق ملاك على عبارته.. بل ظلت صامتة طوال الوقت.. لاول مرة يتحدث معها احدهم بهذه الطريقة.. لاول مرة يشير احدهم الى عجزها.. ويشعرها بأنه افضل منها.. فقط لأن الله وهبه هذه الصحة.. وكما وهبها قد يأخذها في يوم.. لكن من يفهم؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قالت مها بابتسامة وهي تتحدث الى حسام: ما بالك؟..نبدوا متضايقا..
قال حسام بضيق: ومن لا يتضايق وهو يرى ابن عمك ..
ضحكت مها بمرح وقالت: دعك من احمد. لا يستحق ان تتضايق من اجله..
قال حسام بحنق: الم تري نظراته تجاهك؟..
قالت مها وهي تبتسم : وماذا يهم؟.. لا تهمني نظراته ابدا..
قال حسام بحدة: لم لا تفهمين يا مها؟.. انا لا اطيق ان ينظر اليك ابن عمك ذاك على هذا النحو..
قالت مها وهي تحاول ان تهدئه: حسنا ولكن اهدئ.. انا ايضا لا احتمل وجوده..
التفت لها حسام وقال بغتة: اين هو نصف القلب؟..
ابتسمت مها وقالت: معي اينما كنت..
ابتسم حسام وقال وهو يقترب منها ويهمس : احبك ..
(هيي..انت ابتعد عن شقيقتي)
توردت وجنتي مها بحمرة الخجل.. في حين قال حسام بلامبالاة: وما شأنك انت؟..
قال مازن بسخرية: اطن اني لا ازال شقيقها ولم تتبرئ مني بعد..
قال حسام بابتسامة: قريبا.. صدقني..
رفع مازن حاجبيه وقال وهو يدفع مقعد ملاك: فيم تفكر بالضبط؟..
قال حسام وهو يلتفت ويتطلع الى مها: امر بيني وبين مها..
قال مازن باستخفاف: وايضا.. اصبحت بينكم امور تخفونها عن الجميع..
ومن ثم اردف قائلا: والآن يا مها هيا.. فسنغادر..
قالت مها مستغربة: ولم؟.. لم يتأخر الوقت بعد..
اشار مازن بطرف خفي الى ملاك وقال بهدوء: لاجلها اريد العودة..
في تلك اللحظة فقط لمحت مها الحزن المرتسم على وجه ملاك فقالت متسائلة: ما بها؟...
قال مازن بهدوء: سأخبرك فيما بعد.. عن اذنك يا حسام..
وقالت مها وهي تبتسم لحسام: اراك غدا يا حسام.. الى اللقاء..
قال حسام مبادلا اياها الابتسامة: الى اللقاء..
سارت مها الى جوار مازن الذي اخذ يدفع مقعد ملاك.. وقالت هامسة: ما بها؟..
زفر مازن بحدة ومن ثم قال: فيما بعد يا مها.. فيما بعد..
(الى اين؟..)
عبارة اجبرت الجميع على الالتفات لصاحبها الذي لم يكن سوى كمال والذي كان يقف بصمت ويتطلع اليهم بجمود.. واجابه مازن قائلا: الى المنزل..
اقترب منهم وقال: ولم؟..
قال مازن بضيق: سأخبرك بكل شيء فيما بعد..
التفت كمال في تلك اللحظة ولمح الحزن المرتسم على وجه ملاك فقال وهو يعقد حاجبيه بتساؤل: ماذا بها ملاك؟..
صمت مازن لوهلة ومن ثم قال بهدوء: عندما تصل الى المنزل يا كمال سأخبرك و..
قاطعه كمال وقال بحدة: بل الآن..
نقل مازن نظراته بين كمال وملاك وقال ببرود: المكان لا يناسب لمثل هذا الحديث..
وكاد ان ينصرف لكن كف كمال التي امسكت بذراعه لتوقفه جعلته يلتفت الى هذا الاخير الذي قال : لقد قلت لك اني اريد معرفة كل شيء الآن..
تطلع اليه مازن بدهشة ومن ثم ابعد كف كمال عن ذراعه وقال: سأخبرك..
وشرح له الامر باختصار شديد.. وعلى الرغم من ذلك قال كمال باستنكار: وانت؟.. ماذا كانت وظيفتك؟ ..المشاهدة فحسب..
قال مازن بعصبية: لقد حاولت ان اسكتها عما كانت تقوله.. ما الذي اردت مني ان افعله اكثر من هذا؟.. اضربها مثلا ..
قال كمال بحدة: وتقول انك مسئول عنها.. أي مسئولية تلك التي تتحدث عنها..
لم تجد مها امامها من حل غير انها تسرع بنداء حسام لفض هذا الخلاف..الذي جاء مسرعا ووقف بين مازن وكمال وقال مهدئا: يكفي يا كمال.. انه شقيقك الاكبر لا يجب ان تحدثه بهذه الطريقة..
قال كمال بضيق: شقيقي الاكبر هذا كما تقول.. لا يفكر سوى في نفسه.. انه انسان أناني ومغرور.. يريد ان يحصل على كل شيء.. له فقط..
قالت ملاك في تلك اللحظة عندما لم تحتمل سماع المزيد من هذا الشجار: يكفي.. يكفي.. ارجوكم كفى.. لا اريد ان تتشاجروا بسببي.. فليحدث لي ما يحدث.. لكن لا تتشاجروا.. اتوسل اليكم.. كفّى عن هذا الشجار .. انتما شقيقان..
اقتربت منها مها وقالت وهي تربت على كتفيها مهدئة: اهدئي يا ملاك.. هما هكذا دوما.. وكل شيء سيكون على ما يرام بينهما بعد ساعات فحسب..
قالت ملاك بعينين دامعة: لقد تمنيت طويلا ان يكون لي اخ او اخت.. ومن يهب الله تعالى له اشقاء يتشاجر معهم بهذه الطريقة..
ابتسمت مها مشفقة في حين دس مازن اصابعه بين خصلات شعره بعصبية توتر ومن ثم قال: لم يحدث شيء يا ملاك.. مجرد نقاش ولست انت السبب فيه..
القى كمال نظرة اخيرة على مازن قبل ان ينصرف من النادي ..اما مازن فزفر بحرارة قبل ان يدفع مقعد ملاك.. وينصرف بدوره تاركا النادي.. هذا المكان الذي حمل لهم احيانا الذكريات الجميلة.. واحيانا اخرى الذكريات المؤلمة ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع امجد بغرابة الى مكان ملاك الخالي على مائدة الطعام وتساءل قائلا بحيرة: اين ملاك؟.. الن تأتي لتناول العشاء؟..
لم يجبه ايا من مازن او مها او كمال.. واكتفوا بالتوقف عن تناول الطعام.. فتساءل امجد مرة اخرى قائلا: ماذا بها ملاك؟ .. الم يستدعها احدكم؟..
التفتت مها في تلك اللحظة الى والدها وقالت : بلى .. لكنها قالت انها لا تريد تناول طعام العشاء..
قال امجد باهتمام: ولم ؟.. ما الذي جرى لها؟..
(اسأل مازن لتعلم السبب)
كان هذا صوت كمال الذي قال عبارته بعصبية ومن ثم نهض من مكانه وغادر مائدة الطعام.. وعقد امجد حاجبيه وقال: لقد تغير كمال كثيرا..ما الذي جرى للجميع؟..
زفر مازن بحدة ومن ثم قال: انت تعلم بالوضع الذي نمر به .. لهذا نقضي يومنا بأكمله في حالة من التوتر والقلق..
التفتت له مها بدهشة وقالت: أي وضع هذا؟..
تجاهلها مازن تماما.. في حين قال امجد: يبدوا اني سأضطر لأنهاء هذا الوضع اليوم..
ادرك مازن ما يعنيه والده ..لكنه مع هذا تساءل قائلا ربما ليأكد لنفسه ما فهمه: ماذا تعني يا والدي؟..
التقط امجد كوب من الماء وقال بعد ان شرب القليل منه: سأسالها اليوم وينتهي الموضوع..
قال مازن بقلق: لكن.. الم تقل يا والدي انك ستسألها نهاية الاسبوع؟.. أي غدا..
قال امجد وهو يمط شفتيه: اليوم او غدا.. لن يفرق الامر كثيرا..
قالها ونهض من مكانه.. في حين تنهد مازن ودس اصابعه بين خصلات شعره بتوتر.. فقالت مها بحيرة: ما الذي يجري؟.. ابي سيسأل من؟..وعن ماذا؟..
كاد مازن ان ينهض من مكانه فهو ليس في مزاج يسمح له بالاجابة عن اسألة مها التي لن تتركه الا عندما تعرف كل شيء وبالتفصيل..ولكن كف مها الممسك بذراعه استوقفه وهي تقول في صوت اقرب الى الرجاء: اخبرني يا مازن.. اشعر ان هناك امرا ما يحدث في المنزل.. وانا الوحيدة التي لا تعرفه.. اكاد اصاب بالجنون من كثرة التفكير..اخبرني ارجوك..
تطلع لها مازن بدهشة ممزوجة بالحيرة من اخبارها او عدمه.. لكنه قال اخيرا وهو يتنهد: فليكن.. سأخبرك لكن لا تقاطعيني حتى انتهي..
وعلى الجانب الآخر.. كان امجد قد اخذ يطرق باب غرفة ملاك.. التي ظنت انها طرقات مها.. فقالت ببرود: قلت لك اني لا اريد ان اتناول شيء يا مها.. دعيني وحدي..
ابتسم امجد وقال وهو يفتح الباب: اردت الحديث اليك قليلا يا ملاك.. فهل يمكنني ذلك؟..
شعرت ملاك بالاحراج من تصرفها.. وقالت في سرعة: بالتأكيد يا عمي.. المعذرة لقد ظننتك مها..
قال امجد وهو يجلس بكقعد يجاورها: لا عليك.. واخبريني الآن.. لم ترفضين تناول طعام العشاء معنا؟..
ارتبكت ملاك وقالت وهي تطرق برأسها: لست اشعر بالجوع ..
تساءل امجدقائلا: هل هناك من ضايقك؟..
صمتت ملاك ولم تعلق..فلم تعتد الكذب يوما.. في حين قال امجد وهو يعقد حاجبيه: اهو مازن؟..
قالت ملاك في سرعة: لا يا عمي.. لم يضايقني مازن ابدا..
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي امجد وقال وهو يضع يده على رأسها: لقد اردت ان اتحدث اليك قليلا يا ملاك في موضوع يخصك..
ظهر الاهتمام على وجه ملاك وقالت بحيرة: يخصني؟.. تحدث يا عمي انا اسمعك..
تردد امجد قليلا قبل ان يقول بابتسامة متسائلا: كم عمرك الآن؟ ..
ارتسمت ابتسامة على شفتي ملاك وقالت: ثمانية عشرة عاما.. لم السؤال؟..
قال امجد وهو يضغط على حروف كلماته: لقد كبرت يا ملاك واصبحت عروسا جميلة.. وسنة الحياة هي ان ترتبط كل فتاة بـ...
بتر امجد عبارته عندما لمح علامات الحيرة على وجه ملاك.. فأكمل وهو يحاول ان يجعلها تفهم ما يرمي اليه: انا اعني يا ملاك.. ان سنة الحياة هي ان تتزوجي ككل فتاة..
ازدردت ملاك لعابها بتوتر.. وتطلعت الى عمها باستغراب ومن ثم قالت: ما مناسبة هذا الكلام يا عمي؟..
التقط امجد نقسا عميقا ومن ثم قال وهو يمسح على شعرها: لقد تقدم احدهم لخطبتك يا ملاك..
اتسعت عينا ملاك.. وتطلعت الى عمها بذهول.. ودون ان تنطق شفتيها بالعبارات التي تجول بذهنها.. فهم عمها تساؤلها عن هذا الشخص.. فقال مردفا بابتسامة: انك تعرفينه جيدا .. انه ابني .. مازن..

(ماذا؟؟!)
نطقت مها هذه العبارة في مزيج من الدهشة والاستنكار والضيق .. خلفه كل ما قاله لها مازن منذ قليل.. حول رغبته في الارتباط بملاك.. لم يخبرها بكل شيء.. بل اكتفى بقوله انه يريد الارتباط بملاك.. حتى يحميها ويحافظ على املاك والدها.. وهذا ما جعل مها تستنكر رغبته هذه وتقول بحدة: لا بد وانك تمزح..بكل تأكيد انت كذلك .. تقول انك تريد الارتباط بملاك.. منذ متى كنت انت الشاب الذي يفكر في الزواج؟.. ومن تختار في النهاية؟ .. ملاك .. تلك الرقيقة البريئة التي لا تعرف عن العالم شيئا.. اتريد ان تقتلها ببطء يا مازن؟..
تطلع لها مازن بدهشة وقال: ولم تقولين كل هذا؟.. اارتباطي بملاك يحزنها الى هذه الدرجة؟..
قالت مها بعصبية وهي تلوح بكفها: بل سيحزنها فيما بعد.. عندما تعلم بعلاقاتك المتعددة.. عندما تعلم ان ارتباطك بها كان حفاظا على املاكها .. وليس لأجلها.. افهمت الآن؟ .. ملاك تظنك مثلها.. شاب مثالي في نظرها.. لكن عندما تعلم بالحقيقة.. فكر أي صدمة ستواجهها بسببك..
دس مازن اصابعه بين خصلات شعره بتوتر ومن ثم قال: اسمعي يا مها.. عندما ارتبط لن تكون لي علاقات أخرى.. سأحاول ان اترك كل الفتيات اللاتي اعرفهن..وانا فكرت فيها وبمصلحتها عندما اردت الارتباط .. الا يعني هذا اني سأتزوجها لاجلها؟.. واذا وافقت ملاك.. اظن ان كل شيء سيكون على ما يرام.. فلا تستبقي الامور..
تطلعت له مها قليلا ومن ثم قالت وهي تضيق عينيها: اتريد رأيي؟ ..
وقبل ان يجيبها مازن اردفت قائلة: اتمنى ان لا توافق ملاك على الارتباط بك.. فحينها حقا سترى الوجه الآخر للعالم الذي تحياه.. عالم الخداع والقسوة والكذب والغرور..
قال مازن بعصبية: لكل منا عيوبه.. ولست اظن اني بهذا السوء الذي تصفين..
قالت مها ببرود وهي تنهض من مكانها: صحيح لكل منا عيوبه.. لكن الانسان لا يتألم ويحزن بحق الا اذا جرح من انسان يحبه..
قال مازن بعصبية اكبر: لم تتحدثين بالالغاز؟.. تحدثي بوضوح حتى افهمك..
قالت مها بابتسامة استخفاف: ولهذا اخبرك ان ملاك ستصدم حقا ان ارتبطت بك..
قالتها ومضت مبتعدة عنه.. في حين زفر مازن في حرارة وتطلع الى باب غرفة ملاك.. وهو ينتظر اجابتها بقلق وتوتر..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
شعرت مها بتأنيب ضميرها وهي تجلس على فراشها ومطرقة برأسها.. ذلك لانها لم تحذر ملاك من مازن من قبل.. واكتفت بالصمت وهي تخفي علاقاته المتعددة.. صحيح انها حاولت الاشارة الى هذا الامر عدة مرات ولكن ليس بطريقة مباشرة..لو وافقت ملاك على مازن فسأتحمل ذنب أي شيءيصيبها .. سأكون انا المسئولة لاني لم اخبرها بالحقيقة كاملة..
ولم تجد مها امامها من تبوح له بما في نفسها غير حسام.. فالتقطت هاتفها واخذت تضغط ارقام هاتفه..و ظلت تسمع الرنين على الطرف الآخر دون جواب.. فعقدت حاجبيها بشدة وقالت بحنق: لماذا لا اجدك عندما احتاجك يا حسام؟..
زفرت بحدة وهي تمرر اصابعها بين خصلات شعرها المموج ..وافكارها تزيد شعورها بتأميب الضمير.. تعلم جيدا ان مازن لا يفكر بملاك.. وتعلم اكثر انه لن يفكر في فتاة مقعدة.. بالتأكيد السبب هو المحافظة على ثروتها واملاكها من أي شخص.. لكن لم لم يوضح اكثر؟؟.. اكان يعني شخصا بعينه؟.. ربما..
قطع تفكيرها صوت رنين الهاتف.. فالتقطته من جواراها ومن ثم ابتسمت وهي ترى اسم حسام على شاشته وقالت بحنق مصطنع: لم لم تجيب على الهاتف في المرة الاولى؟..
قال حسام مبتسما: اولا اهلا بك يا مها.. وثانيا كيف هي احوالك؟.. وثالثا المعذرة لقد تركت هاتفي في غرفتي.. ولقد كنت اتناول طعام العشاء في الردهة حينها.. اخبريني اهناك شيء؟..
قالت مها بصوت قلق: تقريبا..
- اخبريني اذا ماذا بك؟..
قالت مها وهي تزفر بحدة: سأسألك سؤالا قبلها.. كيف ترى علاقة مازن بملاك؟..
فكر حسام قليلا ومن ثم قال بحيرة: لست اعلم بالضبط لكني ارى ان ملاك تتلهف دائما عند رؤيته.. وان مازن مهتما بها كثيرا..
قالت مها بسخرية: مثل باقي الفتيات اللاتي اهتم بهن..
قال حسام نافيا: لا.. انه يهتم بملاك بشكل خاص.. ليس كبقية الفتيات.. بل لنقل انه اهتمام صادق..
قالت مها مبررة: ربما لانه يشفق عليها وعلى حالتها..
- ربما.. لكن ما مناسبة هذا السؤال؟..
ازدردت مها لعابها ومن ثم قالت: مازن.. تقدم لخطبة ملاك..
قال حسام بدهشة: ماذا؟.. لم اتوقع ان الامر سيصل الى الارتباط ابدا..
- ولا انا ايضا..لقد ظننت ان الامر سينحصر في علاقة القرابة التي تربطهما.. لكن ما اصاب عمي خالد غير كل شيء.. فقد اصبحت شركاته بدون ادارة.. واظن ان مازن سيرتبط بملاك من اجل هذا السبب.. فلقد قال لي ان زواجه بها من اجل مصلحتها وحسب..
قال حسام بحيرة: لست اعرف ماذا اقول.. ولكني اشعر ان هناك ما يربط شقيقك مازن بملاك.. ربما هو مجرد اعجاب.. لكن ربما مع الوقت يتحول الى حب..
قالت مها باستخفاف: انت تعلم من هو مازن بكل تأكيد .. وتعلم يقينا انه لم يحب فتاة في حياته..
قال حسام بابتسامة: ولكن من الممكن ان يحب .. اليس كذلك؟..
صمتت مها للحظات ومن ثم قالت: حسام اتظن اني قد اخطأت عندما اخفيت عن ملاك علاقات مازن ؟.. اتظن اني اخطأت وانا اراها تتعلق به يوما بعد يوم واقف صامتة لا احاول حتى تحذيرها؟..اكان يتوجب علي ان اخبرها بحقيقة شقيقي حتى تعرف أي شخص هو وتحاول تحاشيه؟.. اخبرني يا حسام هل اخطأت؟..
قال حسام بهدوء: أي شخص في مكانك يا مها كان سيفعل الشي ذاته.. انت اردت ان لا تصدمي ملاك بشقيقك.. لم تريدي لها ان تتألم.. وايضا لم تكوني لتعرفي ان الامور ستتطور الى هذا الموضوع.. فكيف لك ان تتنبأي بها؟.. اليس ما اقوله هو ما فكرت به عندما اخفيت عنها حقيقة مازن؟ ..
قالت مها وهي تتنهد: بلى لقد كنت اخشى ان اصدمها واجعلها تتألم وانا اراها ترى شقيقي على نحو آخر تماما..
قال حسام بهدوء: لكن كل هذا لا ينفع الآن .. القرار وحده في يد ملاك.. وهي من ستقرر الموافقة على مازن او رفض هذا الارتباط..
زفرت مها بحدة ومن ثم قالت: معك حق.. القرار الآن في يد ملاك وحدها...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت ملاك واجمة .. صامتة .. بعد ان سمعت ما قاله عمها .. لم تعلق او حتى تتغير ملامح وجهها..وان كان قلبها يخفق بخفقات سريعة متتالية ومن ثم بدأت اطرافها كلها بالارتجاف .. وانفاسها قد اضطربت تماما.. ذهنها مشغول بمئات او لنقل آلاف الافكار..مازن.. حنانه واهتمامه وطيبته.. رقة قلبه وكلماته التي تخفف عنها الكثير .. كل هذا كان يدور في ذهنها تلك اللحظة.. كل المواقف التي جمعتها بمازن مرت امام عينيها في لحظات كشريط سينمائي..وتذكرت كذلك موقفه الاخير معها في النادي.. وندى ..كل هذا اجتمع في ذهنها.. وجعلها تصمت وتغرق في تفكير عميق..
مازن يتقدم لخطبتها هي؟.. اهو حلم يا ترى؟؟.. بالتأكيد هو كذلك.. فلا يمكن ان تتحقق احلامنا بهذه السهولة في عالم الواقع..مازن الذي احبته بكل مشاعرها واحاسيسها.. يتقدم لخطبتها.. اذا كان يبادلها المشاعر كما كانت تتمنى.. لم يكن مجرد اعجاب او اهتمام كما ظنت.. بل انه الحب و...
وبغتة اخترقت افكارها صورة ما.. جعلت قلبها تخفق بقوة وخوف.. ومن ثم ترفع رأسها الى عمها لتطلع اليه بنظرات متوترة جعلتها تتمتم دون شعور: في الحقيقة يا عمي.. انا ...ا...ارفض..
ولم يعد هناك مجالا للتراجع...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 01:33 AM   #34 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الرابع والعشرون
"لم الرفض؟؟"

تطلع امجد الى ملاك بصدمة وذهول من رفضها المفاجئ.. حتى انها لم تأخذ وقتا للتفكير.. لقد رفضت من فورها وكأن شيئا ما يمنعها من هذا الارتباط.. او سبب ما يجعلها ترفضه مباشرة..
وقال وهو يحاول ان يتغلب على دهشته : لكن يا ملاك.. انت لم تفكري حتى.. لم ترفضين هكذا؟.. بكل سرعة.. خذي وقتك في التفكير على الاقل.. وان كان هناك ما يعيب مازن فأخبريني ربما قد فهمت الموضوع بشكل خاطئ او ربما استطيع فهم وجهة نظرك تجاهه..
هزت ملاك رأسها نفيا ومن ثم قالت: لقد فهمتني بشكل خاطئ يا عمي..رفضي كان على الزواج نفسه..
قال امجد بحيرة: لم افهمك يا ملاك..
قالت ملاك وهي تشعر بغصة مرارة تملأ حلقها: كيف تريديني ان اتزوج ووالدي في الغيبوبة؟.. كيف وانا التي لم اتخيل سواه يكون الى جواري في حفل زفافي؟..كيف تريديني ان افرح وانا لا اعلم ان كان ابي سيستيقظ من غيبوبته ام لا؟ .. كيف؟..
ابتسم امجد ابتسامة شاحبة ومن ثم قال وهو يربت على كتفها: ملاك يا عزيزتي.. الحياة ممتدة امامك وانت الآن في ظروف تجعلك في امس الحاجة الى رجل يقف الى جوارك.. والدك كان هذا الرجل.. لكنه الآن لا يمكنه اخذ هذا الدور من الجديد.. وعليك ان تفهمي ان املاكك ستكون معرضة لأي شيء اذا لم يتم ادارتها بشكل صحيح..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها: لكني قد منحت مازن توكيلا بادارتها و...
قاطعها قائلا: اعلم ذلك جيدا.. لكن.. بصفته ماذا؟.. ابن عمك.. عندها سيطالب اشقائي فؤاد وعادل بهذه الادارة نظرا لانهم المسئولين عنك بعد والدك.. وحينها الاموال التي جمعها خالد طوال حياته ستتحول اليهم..
واردف بلهجة حانية: لكن ان تزوجت مازن.. فسيديرها بصفته زوجك.. ولن يحاول أي شخص بالمطالبة بهذه الادارة.. كذلك انت في ظل ظروفك هذه اظن انك بحاجة لشخص تتحدثين له عن كل شيء واي شيء.. وليكن هذا الشخص هو زوجك الذي ستختارينه بملء ارادتك..
قالت ملاك بتردد: لكن يا عمي.. انا لا استطيع ان ارتبط بشخص وابي في هذه الحال..
ابتسم امجد وقال: لا تقلقي من شيء.. سيتم عقد القران فقط.. اما الزفاف فسيؤجل حتى يستيقظ والدك من غيبوبته.. اريد لهذا الارتباط ان يتم يا ملاك.. حتى تضمني حقك ولا يطالبك احد بشيء..
واستطرد قبل ان تعقب: فكري يا ملاك.. سأتركك تفكرين ثلاثة ايام ومن ثم اسألك عن رأيك في الزواج من مازن.. وسواء رفضت او وافقت.. فستكونين ابنة اخي العزيزة وفي مكانة مها تماما..
تطلعت له ملاك بعيون حائرة وقلقة .. في حين ابتسم هو ابتسامة هادئة قبل ان ينهض من مجلسه ويغادر الغرفة.. وما ان فعل حتى اطلقت ملاك تنهيدة.. تنهيدة حملت كل ما في قلبها من راحة.. وارتسمت ابتسامة خجلى على شفتيها وهي تلتفت الى طائرها وتقول : ارأيت يا مازن.. لقد تقدم لخطبتي.. لقد اختارني انا.. انا يا مازن.. انه يحبني كما احبه.. لست اتخيل.. مازن يريد الزواج بي.. يا الهي.. اشعر انه مجرد حلم.. كم انا سعيدة.. سعيدة..
واردفت بصوت خافت بعض الشيء: لكن اتعلم لم رفضت بهذه السرعة حتى دون ان آخذ أي وقت للتفكير.. ذلك لاني تذكرت ابي.. وتذكرت عندما كان يخبرني انه هو من سيسلمني لمن سأختاره زوجا بنفسه.. ولهذا لم استطع الا الرفض حينها على الرغم من حبي الشديد لمازن.. والذي لا يعلم به سواي..
وابتسمت ابتسامة باهتة وهي تقول: لكن اظن ان ابي سيسامحني يا مازن.. لاني ساحافظ على ثروته اولا كما قال عمي.. ولاني سأاجل الزفاف الى ان يفيق من غيبوبته.. لن يغضب مني بكل تأكيد لاني ارتبطت بمازن.. الشخص الذي احب .. الست معي في هذا؟..
لم يجبها سوى صوت تغريده فابتسمت وقالت بمرح: اذا انت معي في هذا.. وصدقني لو انتظر عمي قليلا لاعلنته بموافقتي على الفور..
واكملت ووجنتيها قد توردتا خجلا: فهل هناك فتاة يمكنها رفض الشاب الذي تحبه؟..
وداعبت القلادة التي تحتل عنقها وهي تردف: انت معي في هذا يا ابي ايضا .. اليس كذلك؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اخذ مازن يحك ذقنه وقال بابتسامة باهتة: اذا فقد رفضت..
قال امجد بدهشة: ما بالك؟.. الا تفهم؟.. لقد اخبرتك انها ترفض الزواج بشكل عام لانها تريد ان يكون والدها الى جوارها.. ولكن اظن اني استطعت تغيير رأيها هذا قليلا.. فأخبرتها انها في امس الحاجة الآن لشخص يقف الى جوارها ويحافظ على ثروتها..
قال مازن بابتسامة: حسنا اذا ماذا قالت بعد ان اخبرتها بكل هذا؟..
قال امجد بهدوء: لم تعلق واخبرتها بعدها ان تأخذ وقتها في التفكير وسأسمع رأيها بالموافقة او الرفض بعد ثلاثة ايام من اليوم..
قل مازن بضجر: ثلاثة ايام ايضا من الانتظار والترقب؟..
قال امجد باستهزاء: وكأنك انت من تقدم لخطبتها بكل لهفة.. وليس انا الذي اخذت الح عليك حتى توافق..
قال مازن بابتسامة مرتبكة: لا داعي لذكر هذا يا والدي .. كل ما كنت اعنيه اني اكره الانتظار..
قال امجد بسخرية: اذا يا من تكره الانتظار.. هلا غربت عن وجهي الآن فلدي عمل كثير واكره التأخير في انجازها..
قال مازن وهو يلوح بكفه وابتسامة صغيرة تتراقص على شفتيه: فليكن سأغرب عن وجهك الآن..
والتفت عن والده ليتجه الى الدرج.. وبالتالي يصعد درجاته الى الطابق الثاني.. وبينما هو كذلك.. شاهد كمال وهو يهبط بدوره درجات السلم غير عابئ بمازن الذي كان يصعده.. ومواصلا طريقه دون ان يلقي عليه نظرة واحدة.. وابتسم مازن بسخرية ليقول: احيانا اظن اني بت شبحا لاأُرى..
وهز راسه باستخفاف قبل ان يواصل طريقه ويسير في الممر ..متجها الى غرفته..وبغتة فتح باب غرفة مها لتطل منها وهي تتطلع اليه في ضيق.. فابتسم وقال: ما بالك تتطلعين الي بهذه الطريقة؟ ..
قالت مها باستهزاء: من شدة حبي لك..
اتسعت ابتسامته ومن ثم قال: اعلم هذا.. لا داعي لان تعبري عن ذلك وتتعبي نفسك..
كادت ان تدخل الى داخل الغرفة مرة اخرى .. لولا ان قال مازن في تلك اللحظة: الا تريدين ان تعلمي بقرار ملاك؟..
التفتت له مها بحدة وتطلعت له باهتمام قبل ان تقول بلهفة: وماذا كان قرارها؟..
ابتسم مازن بثقة ومن ثم قال: لقد وافقت بكل تأكيد .. هل لديك شك في هذا؟..
عقدت مها حاجبيها بضيق ومن ثم قالت: على العموم موافقتها هذه كانت متوقعة..
عقد مازن حاجبيه هذه المرة وقال باهتمام: ماذا تعنين بأن موافقتها كانت متوقعة؟؟..
قالت مها بابتسامة باهتة: ربما قد تفهم ما اعنيه فيما بعد ..المهم اني قد توقعت ان توافق وان تمنيت العكس.. عن اذنك الآن..
اسرع مازن يقول: انتظري..
التفت له مها وقالت : ماذا الآن؟..
قال مبتسما وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره: انها لم توافق بعد..
قالت مها وهي تتطلع اليه بعدم فهم: اتعبث معي؟..
لوح مازن بكفه وقال: لا .. لقد رفضت حقا .. ولكنها رفضت الزواج بشكل عام بسبب غيبوبة والدها.. ولكن بعد ان حدثها والدي .. وقال انه سيتم تأجيل الزفاف الى ان يستيقظ والدها.. يبدوا انها قد اقتنعت.. لكنه فد منحها فترة ثلاثة ايام للتفكير..
قالت مها بجدية: اذا يمكنني ان اقنعها في هذه الايام الثلاثة لتغير رأيها تجاهك وترفضك..
قال مازن بغرابة: لم تقولين هذا؟..
قالت مها بضيق: لاني وكما اخبرتك سابقا لا اريدها ان تكون لك.. انت ستكون سبب في آلامها واحزانها.. ويبدوا اني سأذهب اليها منذ الآن حتى ينتهي الموضوع و...
بترت عبارتها عندما امسكت قبضة مازن بذراعها وهو يقول بحدة: أي هراء تتفوهين به؟؟..
قالت مها وهي ترفع حاجباها بسخرية: لا تقل لي انك تفكر بملاك.. وانك لا تستطيع الاستغناء عنها..
قال مازن وهو يميل نحوها ويعقد حاجبيه: الامر ليس هكذا .. ولكن ان رفضتني فسيكون عليها ان تقبل بكمال..
قالت مها بدهشة وعيناها متسعتان: ماذا؟..كمال؟؟..
اومأ مازن برأسه واكمل: اجل كمال.. وانت تعرفين من يكون كمال بالنسبة لملاك..هو من كان سببا في حزنها عدة مرات .. ام تراك نسيت؟.. اتريديها ان ترفضني و تكون لكمال اذا؟..
ارتسمت الحيرة على وجه مها وقالت بحيرة: ولم كمال يريد الزواج بها؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه ويترك ذراعها: الامر واضح.. فتاة ذات جمال ولديها من الثروات ما يجعله ثريا في اسبوع.. كيف يمكنه ان يضيع هذه الفرصة من بين يديه ولا يخطر بذهنه فكرة الارتباط بها؟ ..
قالت مها بغير تصديق: كمال يفكر بهذه الطريقة؟؟..
قال مازن بلامبالاة: ولم لا؟..
ومن ثم اردف قائلا: ولهذا اخبرك.. اكون انا لملاك.. افضل من أي شخص آخر .. على الاقل لست افكر في أي قطعة نقدية تملكها..
تنهدت مها واخذت تفكر في الامر بحيرة.. في حين مضى مازن في طريقه وتوجه الى غرفته ليغلق الباب خلفه بهدوء..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ابتسم احمد ابتسامة ماكرة وهو ينطلق بسيارته ومعه ندى التي قالت بملل: لقد مللت هذا الصمت.. ضع اغنية ما على الاقل..
قال احمد باستفزاز: عنادا فيك لن اضع شيء..
هزت ندى راسها وقالت بحنق: كل هذا لاني طلبت منك ان تأخذني الى منزل عمي.. وايضا انت كنت تفكر في الذهاب .. لا تنكر هذا..
قال احمد مبتسما: لم انكره.. ولكني اكره وجودك معي ..
قالت ندى بضيق: وانا ايضا اكره وجودي معك.. متى فقط يتحقق ما احلم به واتخلص من رؤية وجهك..
قال احمد بسخرية: بطردك من المنزل..
هتفت ندى بحدة: بل بطردك انت من الحياة..
قال احمد وهو يغيظها: بعدك بإذن الله..
قالت ندى بحنق وغضب: سخيف وتافه ومغرور و...
اوقف احمد السيارة في تلك اللحظة بحركة مفاجأة.. حتى كاد رأس ندى ان يصطدم بما امامها.. فصرخت فيه قائلة: هل جننت؟..
ابتسم احمد بسخرية ..فقالت بحدة: لقد فعلتها عامدا ..اقسم على هذا ..
اكمل احمد انطلاقه بالسيارة وقال: هذا حتى تنتبهي لالفاظك جيدا ..
تطلعت له ندى بحقد.. في حين اردف قائلا بتهديد: وفي المرة القادمة لن اكتفي بالضغط على الفرامل وحسب.. بل برميك من السيارة لتعودي الى المنزل سيرا على الاقدام..
قالت ندى بحنق: سأتصل بالسائق حتى يأتيني الى حيث مكاني ومن ثم يوصلني المنزل.. لن تخيفني بتهديداتك..
اوقف احمد في تلك اللحظة سيارته بالقرب من منزل امجد وقال وهو يلتفت لها بسخرية: سأتصل به واخبره ان لا ينفذ اوامرك .. اخبريني بعدها من سيهتم بك..
قالت ندى وهي تفتح باب السيارة: والدي ووالدتي..
واسرعت تهبط من السيارة وتتوجه نحو الباب الرئيسي للمنزل وتضغط على الجرس بالحاح.. ومن جانب آخر كانت مها تجلس برفقة ملاك في غرفتها وتبتسم وهي ترسم على احدى الاوراق قائلة: ما رأيك بها؟..
كانت محاولة جيدة من مها لرسم طائر ملاك.. فقالت هذه الاخيرة بابتسامة واسعة: رائع.. لم ادرك انك تملكين موهبة الرسم..
قالت مها وهي تناولها قلم الرصاص: ليس رائعا بل يبدوا طائرا ابلها.. هيا جاء دورك.. فلترسمي انت..
ضحكت ملاك بمرح ومن ثم قالت: لست اعرف..
قالت مها وهي تبتسم بخبث: لا تعرفين.. اشك في هذا.. لقد رأيت احدى رسماتك لركن من الحديقة وكانت في منتهى الروعة..
قالت ملاك بخجل: انت تبالغين..
ما انتهت ملاك من نطق عبارتها الاخيرة حتى تعالى صوت جرس الباب.. فقالت مها وهي تنظر الى ساعة الحائط: من قد يأتي لمنزلنا في مثل هذا الوقت؟..
هزت ملاك كتفيها بمعنى انها لا تعلم.. في حين قالت مها وهي تنهض من مكانها: سأذهب لأرى من هناك واعود لك..
اومأت ملاك برأسها وهي تقول: حسنا..
خرجت مها من الغرفة لتتوجه الى الردهة ومن ثم تنادي الخادمة لتقول لها: من بالباب؟..
قالت الخادمة بهدوء: السيد احمد والآ نسة ندى...
تنهدت مها بضيق وقالت متحدثة الى نفسها وهي تبتعد عن المكان: ( ما الذي جاء بهما الآن؟..)
وعادت الى ملاك..في مثل اللحظة كان مازن يهبط من غرفته وعقد حاجبيه بضيق عندما لمح احمد وندى يدخلان الى المنزل للتو.. فقال بصوت منخفض حمل الكثير من الضيق: الا يزال لدى احمد الجرأة للقدوم الى هنا بعد كل ما حدث هو وشقيقته تلك؟..
لم يلحظ مازن كمال الذي كان قادما من الخارج والذي ارتسمت ملامح البرود على وجهه منذ ان رأى احمد.. والذي بادره قائلا بابتسامة: كيف هي احوالك يا كمال؟..
قال كمال ببرود متجاهلا عبارته: اهلا احمد .. ما سر هذه الزيارة يا ترى؟..
قال احمد بابتسامة ساخرة: ازور منزل عمي .. ام ان هذا بات محظورا هذه الايام..
التفت كمال الى ندى وقال متجاهلا عبارته للمرة الثانية: اهلا بك يا ندى..
قالت ندى مجيبة وعيناها على ذلك الواقف على درجات السلم: اهلا بك..
قال كمال وهو يبتعد عنهم: بالاذن..
وسار مغادرا المكان.. ليتوجه الى السلم.. وهناك قال وهو يرى مازن الذي ارتسمت على وجهه علامات الضيق:ما الذي جاء بهذان الاثنان الى هنا؟..
قال مازن بسخرية: ربما للسؤال عن صحتنا..
قال كمال وهو يمط شفتيه ببرود: الا يزالان يملكان الجرأة للمجيء الى هنا..
قال مازن وهو يزفر بحدة: يبدوا وان هناك امر جديدا يخططان له والا لما جاءا الى هنا من جديد..
قال كمال وهو يصعد درجات السلم: سأذهب لاستبدل ملابسي واعود اليهم.. حتى اوقف أي منهما عند حدوده ان فكروا بالتخطيط لأي شيء آخر بالنسبة لملاك..
قال مازن وهو يفكر: لا اظن فمخططهم السابق لم يفشل بعد ..
قال كمال بلامبالاة: لا يهم..يجب ان نحتاط لكل شيء..
رمقه مازن بنظرة ساخرة قبل ان يكمل سيره ويتجه الى احمد وندى..
اما في داخل غرفة ملاك فقد كان الجو متوترا بعض الشيء.. فقد قالت ملاك بضيق وتوتر: احمد وندى هنا؟..
اومأت مها برأسها وقالت بملل: اجل.. ويجب علي ان اجالسهما بالرغم مني.. يا الهي.. لا اعلم كيف سأحتمل..
ومن ثم اردفت متسائلة: هل ستأتين معي؟..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت بحنق: لا اريد مجالسة ندى تلك..
قالت مها وهي تسير باتجاه الباب: كما تشائين وان اردت شيئا فجميعنا بالردهة..
اسرعت ملاك تقول : الجميع؟.. من تعنين بالجميع؟..
قالت مها وهي تلتفت لها: كمال ومازن وانا ..
ازدردت ملاك لعابها وقالت بصوت لم سمعه سواها وهي تطرق برأسها: مازن ايضا؟؟..
عقدت مها حاجبيها وقالت متسائلة: هل قلت شيئا؟..
قالت وهي ترفع راسها لمها: اريد ان آتي معك..
قالت مها باستغراب: الم تقولي للتو بأنك لا تريدين مجالسة ندى..
قالت ملاك وهي تدفع عجلات مقعدها: غيرت رأيي..
هزت مها كتفيها وفتحت لها الباب..فغادرت ملاك الغرفة وغادرت مها من خلفها.. وما ان وصلت ملاك الى غرفة الجلوس التي اجتمعوا فيها.. حتى عقدت حاجباها بضيق وحنق.. فقد كانت ندى تجلس الى جوار مازن تقريبا لايفصلها عنه الا مسند المقعد.. الا تفهم هذه الفتاة؟.. مازن خطبني انا وليس خطيبها هي حتى تجلس الى جواره هكذا ..
وفهمت مها سبب الضيق المراسم على وجه ملاك عندما شاهدت نظراتها الى ندى.. فقالت هامسة وهي تميل اليها: لا عليك يا ملاك.. سأريك ماذا سأفعل..
تطلعت لها ملاك بحيرة.. وتقدمت مها اكثر ومن خلفها ملاك .. وجلست الاولى على احد المقاعد المجاورة لكمال.. وتوقفت ملاك بدورها عن تحريك عجلات مقعدها فكانت تجاور مها تقريبا.. وفي تلك اللحظة قال احمد وهو يتطلع الى مها بابتسامة ماكرة: كيف حالك يا مها؟..
همست مها بضيق بصوت لم تسمعه الا ملاك التي تجاورها: بخير ما دمت لا ارى وجهك..
ابتسمت ملاك بالرغم منها.. في حين اجابت مها ببرود: على ما يرام..
اما ندى فقد قالت مبتسمة: لم تخبرني يا مازن.. اين تعمل بالضبط في شركة عمي؟..
التفت لها مازن وقال بهدوء: رئيس قسم المبيعات..
قالت ندى وابتسامتها تتسع: بالتأكيد راتبك الشهري يتجاوز الالف قطعة نقدية..
قال مازن بلامبالاة: لا يهمني مقدار الراتب بقدر ما يهمني ان اعمل في مجال تخصصي..
قالت ندى متسائلة: ولم؟ .. ما هو تخصصك؟..
(السياحة)
لم تكن هذه العبارة من مها او كمال او حتى احمد.. بل كانت من ملاك التي اجابت بابتسامة حتى تغيظ بها ندى.. وقال احمد في تلك اللحظة: احقا؟.. اتترك العمل لدى والدك من اجل ان تعمل في هذا التخصص الذي لا يتجاوز راتبه الشهري ربما سبعمائة قطعة نقدية..
قال مازن بهدوء: اخبرتكم انه لا يهمني الراتب الذي سأحصل عليه بقدر ما يهمني ان اكون اعمل في شيء احبه.. فالمال متوفر لدي.. وما يهمني ان اجد نفسي في هذا العمل..
قال احمد بسخرية: ما فائدة ان تجد نفسك في عمل تحصل فيه على اقل من نصف راتبك..
تدخلت مها في الحديث قائلة وهي تنهض من مكانها: هذا الكلام لن تفهمه يا احمد ابدا..
قال احمد متسائلا: ولم لا؟..
لم تجبه مها بل قالت لمازن وابتسامة خبيثة تتراقص على شفتيها: تنح قليلا يا مازن.. اريد الجلوس..
ابتعد مازن قليلا وقال بضيق: الم يعجبك الجلوس الا الى جواري؟ ..
قالت مها وهي تجلس بين مازن وندى تتطلع الى الاول بابتسامة: اجل..
اما ملاك فقد ابتسمت لمها بامتنان وخصوصا وهي ترى علامات الضيق قد ارتسمت على وجه ندى..اما احمد فقد قال في تلك اللحظة: كيف حالك يا ملاك؟..
قالت ملاك بهدوء: بخير..
قال احمد وابتسامته تتسع: لم تجيبي علينا بعد..
ارتفع حاجبا ملاك بحيرة.. في حين اسرع مازن ينقذ الموقف قائلا: لا شأن لملاك بالموضوع.. والدي هو من سيجيبكم..
حتى مها قد عقدت حاجبيها وقالت متسائلة: ماذا يعني بقوله هذا يا مازن؟..
قال مازن بصوت خفيض وهو يتحدث الى مها: موضوع مع والدي عن احدى شركات عمي خالد..
تطلعت له مها بشك وقالت: وما دخل ملاك في هذا الامر؟..
قال مازن بهدوء: اسأليه .. فهو كما تعرفين يسأل عن كل شيء واي شيء..
اما كمال فقد قال ببرود: وفيم العجلة يا احمد؟.. لقد اتفقنا مع عمي ان نهاية الاسبوع المقبل سنمنحك الجواب..
نقلت ملاك بصرها بينهم جميعا وهي تحاول فهم أي شيء.. في حين قالت مها متحدثة الى مازن: واثقة ان الموضوع ليس كما اخبرتني به..
لم يأبه مازن بها..والتفت في تلك اللحظة الى ندى التي قالت متسائلة: متى ستعلمني ركوب الخيل مرة اخرى يا مازن؟..
انتقلت انظار مازن لا اراديا الى ملاك.. ربما ليعرف ردة فعلها على موضوع كهذا..ورآها تطرق برأسها وتداعب تلك القلادة باناملها.. تلك القلادة مرة اخرى!.. اريد ان اعرف من هذا الذي اهداها اياها وجعلها تتعلق بقلادته الى تلك الدرجة؟ .. لو كان والدها لاخبرتني ذلك اليوم ولم تقل انه شخص له مكانة غالية عندها..
( مازن.. لم تجبني)
التفت مازن لندى التي قطعت افكاره وقال وهو يلتقط نفسا عميقا: عندما اجد الوقت لذلك..
وعاد ليلقي نظرة اخيرة على ملاك التي لازالت تتمسك بقلادتها بقوة وكأنها تطلب منها الامان والحماية...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
شعر حسام بالملل من الدراسة المتواصلة.. فأغلق الكتاب بحركة حادة تدل على ضجره..ونهض من مكانه ليلتقط هاتفه المحمول..ليتأكد من وجود رسالة او اتصال من مها.. وقال باحباط عندما لم يجد أيهما: ايجب ان ابدأ انا دائما يا مها؟..
واسرع يكتب لها رسالة تقول (( أأنت مشغولة الآن؟))
وبعد لحظات وصلته رسالة من مها تقول فيها (( نوعا ما.. فابناء عمي في منزلنا))..عقد حسام حاجبيه بغيظ.. احمد هناك اذا.. تبا له.. اكره هذا الانسان اكثر من أي شخص آخر.. لو يبتعد عن حياتنا فحسب.. سيكون الجميع بخير..
لم يحاول ارسال اية رسالة اخرى الى مها.. بل القى بنفسه على فراشه ومرر اصابعه بين خصلات شعره لعله يخفف من الضيق والغيرة التي تتأجج بداخله الآن.. من يكون احمد هذا ليظن ان مها تفكر فيه؟.. ان كان هو ابن عمها فأنا ابن خالها.. ولقد كنت اقرب منه اليها منذ طفولتنا.. منذ متى كان هو يعرف شيئا عن مها؟.. منذ متى كان يمسح دموعها عندما تبكي بسبب ضرب احد الصبية لها؟.. انا الاحق بمها منه.. اما هو فهو مدلل العائلة كل شيء يريده يحصل عليه يسهولة و...
رنين الهاتف قطع افكاره وجعله يجيب دون ان يرى اسم المتصل: من المتحدث؟..
جاءها صوت مها وهي تحاول تقليده: لأول مرة تجيب على الهاتف بمن المتحدث.. الم تعرفني يا حسام؟..
قال حسام بتهكم: لا تعرفين ان تقليدي ابدا..
قالت مها مبتسمة: بل اعرف.. لكن اخبرني ماذا هناك؟.. انت لم ترسل هذه الرسالة عبثا.. شعرت انك متضايق من امر ما..
قال حسام بهدوء: كنت متضايقا من الدراسة ولكني الآن اصبحت متضايقا من شيء آخر ايضا..
ابتسمت مها وقالت : احمد ..اليس كذلك؟..
قال حسام متسائلا بضيق: ما الذي يفعله في منزلكم؟..
قالت بابتسامة مرحة: همم.. يريد ان يصمم بعض الديكورات للمنزل..
قال حسام بعصبية: مها.. لست في مزاج يحتمل مزاح أي شخص الآن.. اخبريني ماذا كان يفعل؟..
قالت مها بهدوء: جاء لزيارتنا..وفي رأيك ماذا جاء يفعل اذا؟..
قال حسام بحدة: لرؤيتك..
قالت مها ببلاهة وهي لم تستوعب ما قاله حسام بعد:هاا.. لرؤية من؟؟..
قال حسام بحدة اكبر: لرؤيتك انت .. لقد جاء لاجلك..
- لا تكن سخيفا يا حسام..
قال حسام وهو يحاول تمالك اعصابه: انها الحقيقة يا مها.. انت لم تري نظراته لك في النادي.. لقد كان يتطلع اليك وكأنك شيء من ممتلكاته.. وكأنه يريد ان تكوني له ..
قالت مها بابتسامة باهتة : وانا لن اكون..
قال حسام بابتسامة متوترة: اذا عديني..
تسائلت مها قائلة: بماذا اعدك؟..
قال حسام وهو يتنهد: ان تكوني لي انا فقط.. وانا لا تكوني لشخص آخر سواي..
قالت مها بابتسامة حانية: اطمئن لن اكون لاحد سواك .. اعدك...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الغيظ والحنق والغيرة من ندى هو ما كان يسيطر على ذهن ملاك في تلك اللحظة.. كيف تسمح لنفسها ان تتحدث اليه هكذا .. كيف تسمح لنفسها ان تطلب منه ان يدربها.. انه خطيبي انا.. ولن اسمح لها بالاقتراب منه.. حتى وان كانت ابنة عمه.. لن يهمني..مازن اختارني انا ولم يخترها هي.. لهذا انا الاحق به منها..
وتطلعت بنظرة حانقة وغاضبة الى مازن وندى التي تجلس الى جواره وهي تأخذ كامل حريتها..كورت قبضتها وهي تتمنى لو تتمكن من لكم ندى لعلها حينها تخجل من تصرفها وتبتـ...
(تبدين متضايقة)
التفتت ملاك الى ناطق العبارة ورفعت حاجبيها عندما ادركت انه صوت كمال فعلا ولم تكن تتخيل كما ظنت في البداية.. وقالت وهي تحاول ان تجعل نفسها طبيعية: لا ابدا..
قال كمال مردفا وكأنه لم يسمعها: من ندى وتصرفاتها بحرية مع مازن .. اليس كذلك؟..
لم تتمكن ملاك من ان تنكر اكثر فقالت وهي تزدرد لعابها: كيف عرفت؟..
قال وهو يشير اليها: ملامح وجهك ونظراتك تجاههم..
واردف وهو يلتقط نفسا عميقا: ولكن عليك ان لا تضايقي نفسك.. فندى معتادة على التصرف هكذا مع مازن.. وشقيقي ايضا اعتاد على تصرفاتها هذه .. بما انهما قد تربيا سويا..
قالت ملاك وهي تشعر بغصة مرارة في حلقها: ولو.. ليس عليها ان تتصرف هكذا لم تعد لك الطفلة لقد كبرت وغدت فتاة و...
قال كمال بابتسامة: افهم هذا.. لكن ندى معتادة على هذه التصرفات ليس الا..
وعلى الجانب الآخر.. كان مازن يتطلع له باستغراب ودهشة .. كمال يتحدث الى ملاك ويبتسم لها ايضا.. من اين اشرقت الشمس هذا اليوم؟؟..
ومرت عبارته في ذهنه التي قالها له قبل ايام..
((لا تقل لي انك تحبها مثلا))
((وان قلت اني كذلك))
يحبها؟؟!!.. لا .. لا اظن.. منذ متى كان كمال يهتم باحد او يملك المشاعر حتى يحب.. بالتأكيد يريد ان يتقرب من ملاك وحسب..حتى تغير فكرتها عنه.. وتقبل به .. وبالتالي املاكها ستكون بين يديه.. وعوضا من ان تكون لي ستكون لكمال الذي لا يفكر بها ابدا..
وقال مازن في تلك اللحظة بابتسامة باردة: كمال يتحدث الى ملاك.. يا للغرابة..
التفت له كمال وملاك وقال الاول: كما تتحدث انت مع ندى ..
رفع مازن حاجبيه وقال بابتسامة: الوضع مختلف بالنسبة لي.. فأنا اعتدت الحديث مع ندى اما انت.. فلم تعتد الحديث الى احد..
قالت ندى وهي تهمس لمازن: وفيم يهمك؟..
قال احمد في تلك اللحظة وهو يتطلع الى ساعته: اظن ان مها قد تأخرت .. لقد غادرت قبل ربع ساعة تقريبا..
اجابه مازن بسخرية: لقد غادرت الى الردهة ولم تغادر المنزل.. فلا تقلق عليها..
مط احمد شفتيه وقال ببرود: اتساءل فحسب.. ما دام امرها لايهم احدا منكم..
قال كمال هذه المرة: ماذا قلت؟.. لا يهم احد منا.. ربما انت متعب يا احمد ولا يمكنك التفكير بشكل جيد.. لهذا تنطق كلمات غير مفهومة..
قال احمد وهو ينهض من مكانه بحدة: ندى .. فلنغادر..
قال كمال بابتسامة باردة: مع السلامة..
حدجه مازن بنظرة لوم تعني انه لم يكن عليه ان يبين لهم كل هذا الضيق وخصوصا في ظل هذه الظروف.. في حين قال احمد وملامح المكر ترتسم على وجهه: بل قل الى اللقاء.. فسنلتقي مرة اخرى يا كمال.. ولقاءنا سيكون حافلا.. وحينها ستعرف من هو احمد جيدا..
كمال الذي لم يضحك في حياته لاا نادرا.. ضحك على عبارته بكل السخرية في اعماقه وقال باستهزاء: اتعلم .. انني ارتجف خوفا..لكن فلتعلم اني اعرفك جيدا ولهذا لا اتشرف بهذه المعرفة..
قالها ومضى في طريقه دون ان ينتظر ردا من احد.. ومازن الذي نظر الى الجميع بتوتر وهو يدس اصابعه في خصلات شعره.. بعد ان تكهرب الجو ولم يعدبامكانه ان يصلح من الامور شيئا..وخصوصا وهو يرى احمد يغادر المكان مع ندى.. وعيناه تحمل كل الغضب والرغبة في الانتقام...


 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 02:20 AM   #35 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الخامس والعشرين
"اليوم الثالث"

فتحت ملاك عينيها بتعب .. الليلة الماضية لم تنم جيدا.. بل نستطيع القول انها لم تنم ابدا..كيف لا واليوم هو اليوم الثالث المحدد لأن تمنح عمها جوابها.. اما بالرفض او بالموافقة على مازن.. قلبها يخفق بقوة واناملها ترتجف.. ماذا عساها ان تقول؟..مازن.. ومن لا يعرف مازن؟.. انه حياتها.. قلبها الذي أحبّه.. هل يمكنها الا ان توافق بعد كل تلك المشاعر المتأججة في قلبها تجاه مازن؟..
ابتسمت بخجل وهي تتذكر كل لحظة جمعتها بمازن.. وزفرت بحرارة وهي تحاول ان تبعد كل توترها وقلقها ..وقالت بصوت خافت: انا ومازن.. ولا احد آخر..
تطلعت الى كفها وقالت بابتسامة واسعة: واسمه سيطوق اصبعي الى الابد..
توردت وجنتاها واعتدلت في جلستها..ومن ثم نقلت ثقل جسدها الى المقعد المتحرك.. توجهت الى خزانة ملابسها.. وحاولت اختيار ملابسها هذه المرة بعناية.. تريد ان تبدوا الاجمل اليوم.. كيف لا ؟.. اليست العروس؟..
سقط الفستان من بين يديها عندما جالت بذهنها العبارة الاخيرة .. هي العروس؟؟.. لا تزال لا تصدق ما هي به.. هي ستتزوج من مازن؟.. اهو حلم من احلامها الجميلة يا ترى؟..
سمعت طرقا على الباب.. فقالت بصوت خافت وهي تلتقط الفستان الذي سقط على الارض: ادخل..
سمعت صوتا مرحا من عند الباب يقول: ماذا؟.. افقت من النوم؟.. كل يوم اجدك نائمة واضطر لان اقف على رأسك ساعة كاملة حتى تستيقضي..
ابتسمت ملاك بخجل وقالت : لا تبالغي يا مها..
اقتربت منها مها وقالت مبتسمة وهي تختطف الفستان من يدها: لا ابالغ.. همم دعيني ارى.. لا بأس به..
ارتفع حاجبا ملاك من تعليقها وقالت مرددة: لا بأس به؟.. اليس جميلا؟..
قالت مها وهي تغمز بعينها: بلى ولكن هناك الاجمل منه بكل تأكيد.. دعيني ابحث بنفسي..
قالتها وتجهت الى خزانة الملابس.. لتبحث فيها بهدوء.. وقالت ملاك في تلك اللحظة: انت لم تتحدثي الي يا مها..
قالت مها متسائلة دون ان تلتفت لملاك: بشأن؟..
قالت ملاك بارتباك وخجل: الا تعلمين بأن..أأ.. شقيقك .. قد...
التفتت لها مها في تلك اللحظة وقالت لتنقذها من احراجها: بلى اعلم..
قالت ملاك متساءلة بحيرة: اذا لم لم تخبريني منذ البداية؟.. لم لم تأتي بعدها وتتحدثي الي؟ .. عنه على الاقل..
التقتت لها مها وهي تمسك فستان بيدها.. واقتربت من ملاك لتقول بابتسامة وهي تهبط الى مستوها: لم اخبرك في البداية لاني لم اكن اعلم.. ولم اتحدث لك عن مازن.. لاني .. لاني اظن انك تعرفينه بشكل جيد..
لماذا تكذبين يا مها؟.. لماذا؟.. انت لا تريدين ان تخبري ملاك بأي شيء تندمين عليه.. تخبرينها بمواصفات لا يمتلكها مازن.. تمتدحين لها مازن وانت الاعلم بعيوبه .. لهذا لم اخبرك يا ملاك.. لا استطيع ان اخدعك..لا يمكنني ذلك.. فلأبتعد عن الموضوع افضل لي.. ولك..
وقالت ملاك في تلك اللحظة: لكنك شقيقته تعرفينه اكثر مني..
قالت مها مازحة: اعرف انه دائم السخرية مني.. ويتعمد الاستخفاف بي..
قالت ملاك برجاء يجعل أي شخص يراها يظن ان من تترجاه طفلة ولست فتاة قد اكملت الثامنة عشرة: مها .. ارجوك .. اخبريني ..
قالت مها مبتسمة: عن ماذا؟..
تطلعت لها ملاك بغضب.. فقالت مها وهي تضحك بمرح: حسنا .. حسنا.. بم تريدين ان اخبرك؟..
قالت ملاك بلهفة: كل شيء.. ماذا يحب وماذا يكره مثلا؟ .. ماذا يفضل؟.. هواياته.. أي شيء..
قالت مها بمرح: يحب عصير البرتقال..
قالت ملاك وهي تومئ برأسها: اعلم..
ارتفع حاجبا مها بغرابة وقالت:تعلمين؟..
ابتسمت ملاك وقالت: لقد اخبرني بذلك عندما كنا في المركز التجاري.. اخبريني اذا ماذا يكره..
قالت مها وهي تفكر: اكثر ما يكرهه مازن هو ان يتجاهله احدهم..
قالت ملاك بلهفة: وايضا.. اكملي.. اخبرني عن صفاته اكثر..
قالت مها وهي تهز كتفيها: لا شي اكثر مما تعرفينه.. سوى انه عصبي المزاج عندما يغضب.. دائم السخرية اذا كان في مزاج رائق..
قالت مها مردفة وهي تنهض واقفة: ما رأيك بهذا الفستان؟.. اليس اجمل مما كنت سترتدينه؟..
قالت ملاك وهي تتطلع الى الفستان: الا ترين انك قد بالغت؟.. انا سأرتديه في المنزل فحسب..
قالت مها وهي تضعه امام جسدها وتتطلع الى نفسها في المرآة: ابدا لم ابالغ.. انظري اليه كم يبدوا جميلا علي..
قالت ملاك بابتسامة: خذيه ان اردت..
ارتفع حاجبا مها ومن ثم قالت بتهكم: ارتديه ولا تغيري الموضوع.. ومن ثم اتبعيني الى مائدة الافطار..
قالت ملاك في سرعة: مها..
قالت مها وهي تتطلع اليها: ما الامر؟..
قالت ملاك وهي تتطرق برأسها وتحرك اناملها بتوتر: اريد زيارة ابي..
ابتسمت مها لوهلة ومن ثم قالت بمكر: لا استطيع المعذرة..
ظهر الاسى على وجه ملاك..وقالت: لا بأس.. سأذهب له في يوم آخر..
اسرعت مها تقول: مابك تصدقين كل شيء؟.. لقد كنت امزح.. متى تريدين الذهاب اليه؟..
قالت ملاك وقد تحول الاسى الى اشتياق اطل من عينيها: في أي وقت يناسبك..
قالت مها مبتسمة: اذا بعد الغداء..
قالتها والتفتت عنها..ولكن ملاك عادت لتقول منادية اياها: انتظري للحظة..
التفتت لها مها فقالت ملاك: لن آتي لتناول طعام الافطار.. اعذريني..
قالت مها بحيرة: ولم لا؟..
قالت ملاك بخجل: بالتأكيد مازن سيكون مستيقظ هذا الوقت و...
قاطعتها مها بحيرة اكبر: واذا كان مستيقظا؟؟.. ما الذي سيفرق بالنسبة لك؟..
توردت وجنتا ملاك بحمرة الخجل وقالت بارتباك: لا اعلم .. ولكن اشعر.. اني لا استطيع النظر اليه حتى بعد ان علمت انه...قد تقدم لـ...لخطبتي..
ضحكت مها وقالت: اخجل هذا ام ماذا؟.. تحرمين نفسك من تناول الفطور لأجله.. لايستحق بكل صراحة..لكن افعلي ما يريحك.. وسأطلب من الخادمة احضار طعام الافطار الى غرفتك..
قالتها وهي تفتح باب الغرفة وتغادر الى الخارج.. لتتوجه بعدها الى مائدة الافطار وتحتل احد مقاعدها.. وتتناول قطعة كعك بهدوء.. ومن ثم تلتقط قطعة من الخبز و...
( كفاك ما تناولته.. الم تشبعي بعد؟..)
التفتت مها الى مازن الذي تقدم منها وقالت باستنكار: لم اتناول سوى قطعة من الكعك..
قال مازن ميتسم وهو يجذب له مقعدا: ستصابين بالسمنة ان تناولت ما هو اكثر من ذلك..
اخرجت له لسانها وقالت: لا شأن لك..
والتقطت كوب الشاي لترشف منه بهدوء..ورأت مازن في تلك اللحظة يتلفت يمنة ويسرة.. فقالت بسخرية: رقبتك يا شقيقي قد تؤلمك وانت تتلفت هكذا.. لم تأت ..
قال مازن متسائلا: الم توقظيها؟..
- بلى ولكنها رفضت ان تأتي لتناول طعام الافطار معنا..
قال مازن متسائلا باهتمام: وما السبب؟.. هل ضايقها احدهم؟..
قالت مها ببرود اثار اعصاب مازن: انت..
قال مازن بحدة: هل اكتسبت هذا البرود من كمال ام ماذا؟.. ان اردت اخباري بشيء فأوضحيه جيدا..
قالت مها وهي تلتفت له : ان اردت الصدق فهي تشعر بالخجل منك..
قالتها وهي تغمز بعينها.. فقال مازن باستغراب: ولم؟.. لطالما كنت اجالسها واتحدث اليها و...
قاطعته مها قائلة: ذلك قبل ان تتقدم لخطبتها.. اما الآن فالوضع اختلف.. لقد اصبحت تنظر اليك بشكل آخر..
قال مازن وهو يعقد حاجبيه: انت تمزحين بكل تأكيد..
ابتسمت مها وقالت: ابدا.. انت لن تفهم تفكير ملاك.. لأنك لست فتاة وتدرك معنى ان تكون في مكانها..
قال مازن بضجر: لا اعلم لم تعقدون الامور هكذا..
قالت مها بابتسامة: بل انت من يبسطها..
ونهضت من مكانها لتتجه الى غرفة ملاك.. فاسرع مازن يقول مناديا اياها: مها..
قالت مها وهي تلتفتت له بملل: ماذا؟.. انت وملاك اليوم لن تتركاني وشأني..
ابتسم مازن وقال: ارسلي سلامي لها..
ارتفع حاجبا مها وقالت بسخرية: فليكن سأفعل.. الا تريد ان اوصل لها أي شيء آخر؟..
قال مازن وهو يبتسم: اجل واخبريها انني مشتاق لها كثيرا..
قالت مها مستغربة: امجنون انت؟.. بالامس فقط قد رأيتها.. احيانا اكاد اصدقك..
تقدم منها مازن وقال: ولم لا تصدقيني؟..
اشارت مها الى صدره وقالت بجدية: لأن قلبك هذا لم تحتله أي فتاة ابدا.. على الرغم من كل الفتيات اللواتي عرفتهن.. ولهذا فلا اظن ان ملاك ستحتله..
قال مازن بابتسامة باهتة: من يدري؟.. ربما ما ارفضه اليوم.. اتقبله غدا.. ويصبح واقع اتعايش معه..
- مازن.. اتجيبني بصراحة؟..
لم يجبها مازن فأردفت: ما هي مشاعرك تجاه ملاك؟.. بكل صدق.. بغض النظر عن عجزها..
صمت مازن لدقيقة كاملة.. وابعد نظراته عن مها وقال بهدوء: لا يمكنني ان اكذب.. ملاك حركت في مشاعر لم اشعر فيها تجاه فتاة سواها..لا اظن ان مشاعري هذه وصلت الى درجة الحب.. قولي انه اعجاب.. انجذاب.. ميل.. لكن لا اظنه حب ابدا..
قال مها ببرود: اتعلم لم..
تطلع اليها مازن فقالت وهي تتطلع الى عينيه مباشرة: ذلك لانك لازلت تضع عجزها حاجزا بينكما.. لا تفتأ بين لحظة واحرى ان تتذكر انها عاجزة ولا تصلح لك.. لهذا تقتل أي مشاعر بداخلك تجاه ملاك قبل ان تولد..
قال مازن بدهشة: ماذا تقولين؟؟..
- فكر جيدا يا مازن وربما حينها تدرك صحة قولي هذا..
قالتها والتفتت عنه.. لتمضي بعدها الى غرفة ملاك.. تاركة مازن يفكر في كل كلمة نطقت بها مها منذ قليل ويحاول ان يديرها في ذهنه جيدا..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت ملاك بصمت الى ذلك الجسد الممد على الفراش الابيض في تلك الغرفة الساكنة الا من صوت جهاز قياس نبضات القلب.. وترقرقت عيناها بالدموع بالرغم منها وهي تقترب بمقعدها من ذلك الجسد.. وتتناول كفه بين يديها الصغيرتين لتهمس قائلة: اشتقت اليك كثيرا يا ابي..
طبعت قبلة حانية على كفه وقالت بألم: متى ستعود الي يا ابي؟ .. لم اعد اطيق الانتظار.. اخبرني متى..
عضت على شفتيها بألم واسرعت تمسح دموعها التي خانتها وسالت عل وجنتيها.. وقالت في سرعة: لا لن ابكي يا ابي.. لقد وعدتك.. بأني لن ابكي امامك حتى لا اؤلمك بدموعي..
واردفت قائلة بابتسامة شاحبة: هل تعرف لم جئت الى هنا اليوم؟..لقد جئت لأخبرك بأمر هام.. لأخبرك بأن مازن..قد تقدم لــ...خطبتي..
قالتها بملامح خجلة وكأن التصريح بهذا الشيء فقط يجعلها تخجل من مازن..واستطردت وهي تضغط على كف والدها وتطلع اليه : انا اعلم جيدا انك لا تريد لعمي امجد وابناءه ان يعودوا للظهور في حياتنا من جديد.. وادرك ايضا المشاعر التي تحملها لهم.. ولكن على الرغم من انك تحاول ان تظهر مشاعر الكره لهم.. اشعر بأنك تحمل لهم كل الحب.. اشعر احيانا انك مشتاق لهم وتتمنى ان تجتمعوا من جديد.. ابي لست اعلم ما الذي علي فعله الآن؟.. لقد بت مشوشة التفكير.. لكني لا افهم سوى امرا واحدا.. انني ..احبه ..
قالتها بهمس وازدردت لعابها وهي تكمل: اجل احبه ..لقد اخفيت عنك هذا الامر طويلا.. انا التي لم اعتاد اخفاء عليك شيء.. اخفيت عنك حقيقة مشاعري لمازن..لأني اعلم انك ستأنبني وسترفض ان اوجه مشاعري تجاه مازن.. لكنه اليوم قد جاء لخطبتي.. فأخبرني يا ابي.. بم اجيب؟.. هل اوافق كما اتمنى؟.. ام ارفض ان كان الرفض هو ما تريده؟..لكن عمي قال ان هذا سيعد حماية لاملاكك.. فما رأيك يا ابي؟..
ترقرقت الدموع في عينيها من جديد: اعلم انك لن تجيبيني لكن اشعر بأنك تسمعني.. ان كلماتي تصل اليك.. وربما ستخبرني برأيك يوما ما..
طبعت قبلة على جبينه قبل ان تقول وهي تنهد بألم: احبك يا ابي..عد الي بسرعة.. فقد مللت الانتظار..
سمعت صوت الباب يفتح بغتة.. فالتفتت بحدة الى مصدر الصوت وما لبثت ان زفرت براحة وهي ترى مها..التي قالت متسائلة: هل نغادر الآن يا ملاك.. ام انك تودين البقاء لفترة اطول؟..
قالت ملاك بصوت خافت: افضل الذهاب.. لاني لن احتمل البقاء لفترة اطول وانا اراه على هذه الحال..
اومأت مها رأسها بتفهم..واستدارت للتطلع الى خالد قبل ان تقول لملاك بتأثر: اتمنى له الشفاء العاجل..
قالت ملاك بصوت اقرب الى الهمس: وانا كذلك..
ومن ثم اخذت تدفع مقعد ملاك مغادرين غرفة خالد..والاولى قد اتخذت قرارها بشأن ارتباطها بمازن...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اخذ مازن يتطلع الى التلفاز الذي يعرض مباراة لكرة القدم.. ولم ينتبه لتلك القدمان اللتان اقتربتا منه الا عندما سمع صوت صاحبهما يقول: مازن..
التفت مازن الى مصدر الصوت وقال بهدوء: اجل يا والدي..
جلس والده بالقرب منه وقال وهو يتطلع اليه بجدية: مازن ان اليوم هو اليوم الاخير للمهلة التي منحتها لملاك.. هذا يعني انها ستمنحني ردها اليوم..
قال مازن بابتسامة باهتة: فليكن اخبرني بردها بعد ان تجيبك ..
قال امجد بضيق: اهذا كل ما استطعت قوله؟..
قال مازن وهو يلتفت لوالده: انسيت ان هذا الارتباط لم يكن رغبتي..
عقد امجد حاجبيه وقال: بل كان.. لقد خيرتك قبل ايام ان ترفض هذا الزواج.. وتترك ملاك لشقيقك الذي يرغب بالزواج منها..
عقد مازن حاجبيه وقال بحنق: ولهذا وافقت على هذا الارتباط حتى احميها من كمال.. لو انها تزوجت كمال لما كانت ستهنأ في يوم..
قال امجد بضيق: لست افهم طريقة تفكيرك ابدا..
واردف وهو ينهض من مكانه: سوف اذهب لأسأل ملاك عن رأيها.. انتظرني هنا..
اومأ مازن براسه في ملل.. في حين توجه امجد الى غرفة ملاك ليطرق الباب بهدوء.. وجاوبه صوت مها وهي تقول: ادخل ..
دخل امجد الغرفة وقال مبتسما: ظننت انني اخطأت الغرفة عندما سمعت صوتك يا مها..
قالت مها مبتسمة وهي تلتفت الى ملاك: لقد كنت اتحدث مع ملاك عن رغبتها في ان تكمل دراستها..
قال امجد وهو يجلس بالقرب من ملاك: فلتكملي دراستك يا ملاك.. ما الذي يمنعك؟..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت: لا شيء.. لكن الظروف التي مررت بها جعلتني اتوقف عن الدراسة فجأة.. لهذا اريد ان اكملها الآن..
قال امجد بابتسامة وهو يربت على كتف ملاك: جيد جدا يا ملاك.. اريدك هكذا دائما.. فتاة طموحة وتهتم بمستقبلها ..
قالت مها وهي تشير الى نفسها: وانا يا ابي؟..
قال امجد وهو يلتفت لها: انت غادري الغرفة..
قالت مها غير مستوعبة: ماذا؟؟..
قال امجد وابتسامته تتسع: غادري الغرفة كما سمعت.. لدي حديث هام مع ملاك..
قالت مها بضيق مصطنع: الحديث دائما مع ملاك وانا اطرد من المكان..
قال امجد بجدية: مها بدون اطالة غادري الغرفة في الحال..
قالت مها برجاء: الا يمكنني البقاء؟..
تطلع لها والدها بتهديد: مها.. لا تختبري صبري وغادري الغرفة ..
قالت مها وهي تنهض من مكانها في سرعة: حسنا يا والدي.. ولكن لا تغضب..
اسرعت تغادر الغرفة واغلقت الباب خلفها.. والتفت حينها امجد الى ملاك ليقول: ملاك لقد جئت اليوم لأحدثك عن...
قاطعه صوت فتح الباب ورأس مها الذي اطل منه وهي تقول بابتسامة مرحة: عذرا على المقاطعة.. ملاك بعد ان يخرج والدي اخبريني بما قاله لك..
قال امجد بحدة وعصبية: اخرجي واغلقي الباب خلفك يا مها ..بسرعة ..
قالت مها مبتسمة: حسنا.. حسنا.. الى اللقاء حميعا.. ولا تنسي يا ملاك..
ضحكت ملاك بمرح.. فقال امجد وهو يهز رأسه: يبدوا انها هي ومازن قد اشتركا في صفة الجنون..
التفتت له ملاك بابتسامة.. فأردف قائلا: انت تعلمين يا ملاك.. ان اليوم هو اليوم الاخير للفترة التي حددتها لك لتعطيني ردك ..فأخبريني الآن برأيك.. ولا تخافي.. لن يجبرك احد على شيء؟.. سيكون قرارك وحدك..
اطرقت ملاك برأسهاوالتقطت نفسا عميقا.. فقال امجد وهو يضع يده على كتفها: وكما اخبرتك سابقا..سواء وافقت يا ملاك او رفضت ستظلين ابنتي..
تطلعت له ملاك بتأثر.. ومن ثم قالت بصوت اقرب الى الهمس: مازن ابن عمي.. والمدة التي قضيتها هنا.. جعلتني اعرفه عن قرب اكثر.. لمست فيه الطيبة والشخصية المرحة.. لمست فيه الحنان والجدية في وقت الشدة..
وازدردت لعابها لتقول بارتباك واناملها قد بدأت بالارتجاف: انا لن اجد افضل من مازن يا عمي.. لهذا فأنا...
بترت ملاك عبارتها بغتة وسيطر عليها الارتباك والخجل ..فابتسم امجد وقال: قوليها ياملاك.. هل انت موافقة على الارتباط به ام لا؟..
اكتفت ملاك بهز رأسها دلالة على الموافقة.. فاتسعت ابتسامة امجد وقربها منه ليطبع قبلة على جبينها ويقول بحنان ابوي: مبارك يا ملاك.. الف مبارك..
واردف وهو يرفع يمسك بذقنها ويرفع راسها : سيكون عقد القران وحفل الخطبة نهاية هذا الاسبوع.. ما رأيك؟..
قالت ملاك بخفوت: ما تراه يا عمي..
قال امجد مبتسما: حسنا اذا.. استعدي من الآن.. مبارك مجددا.. واتمنى لك كل السعادة مع مازن..
ابتسمت ملاك بامتنان وخجل.. فربت امجد على كتفها وقال وهو ينهض من مكانه: سأذهب لابلغ الخبر هذا لمازن الآن..
قالها وغادر الغرفة بخطوات هادئة..ومان افعل حتى تنهدت ملاك بقوة لعلها تقلل من ارتجافة اناملها.. وتقلصات معدتها التي كانت اكبر دليل على توترها ..وقالت وهي تلتفت الى طائرها بكلمات مرتجفة: لقد فعلت الصواب يا مازن؟.. اليس كذلك؟..
(هذا يتوقف على ما فعلتيه..)
انتفضت بقوة عند سماعها لتلك العبارة..والتفتت الى الخلف وقالت وهي تزفر بحدة: هذه انت يا مها..
قالت مها مبتسمة: لا يوجد فتاة في هذا المنزل سواي انا وانت..
قالت ملاك بهدوء: لم انتبه للصوت..
قالت مها وهي تقترب منها: لا يهم.. اخبريني الآن ما الذي فعلتيه؟..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها لتخفي ارتباكها: لقد اعطيت عمي الجواب..
واردفت وهي تطرق برأسها بخجل: بالموافقة..

(وافقت؟؟!)
قالها مازن باستغراب ودهشة طغتا على صوته.. فقال والده وهو يعقد ذراعيه امام صدره: ما بالك تقف كالابله هكذا؟.. اجل وافقت كما اخبرتك..
مرر مازن اصابعه بين خصلات شعره وقال بتوتر واستغراب: لم اتوقع ان تمنحك جوابها بهذه السرعة.. ثلاثة ايام ووافقت على الارتباط بي؟..
قال امجد بهدوء: انا منحتها تلك الفرصة كما اخبرتك لاننا لسنا في ظروف تسمح لنا بتضييع أي وقت..
- ادرك ذلك جيدا.. ولكن ملاك لا تعلم بهذه الظروف ومع هذا وافقت بسرعة.. ربما لانها تخجل منك يا والدي..
قال مجد بعصبية: ما بالك تبرر هكذا؟.. اخبرتك بأنها قد وافقت.. تريد ان تعرف لماذا وافقت فاسألها هي.. وان لم تكن تفكر في الارتباط بها.. فشقيقك سيفعل و...
اسرع مازن يقول مقاطعا حديث والده: لا.. ليس كمال ..سارتبط بملاك يا والدي كما اخبرتك سابقا..
اشار له والده بتهديد وقال: ولن تتراجع في كلمتك هذه مهما حصل..
اومأ مازن برأسه وقال: لن اتراجع .. ثق بهذا..
قال امجد وهو يضيق عينيه:صدقني يا مازن ان تسببت في حزنها في يوم فسأقف انا في وجهك.. لا تنسى انه لم يعد لديها سوانا في هذه الدنيا.. عاملها بكل رفق وطيبة.. وضعها في عينيك.. لو جاءت يوم لتشتكي منك فسيكون حسابك عسيرا..
قال مازن بابتسامة مرحة: ما هذا يا والدي؟.. انا ابنك وليست هي..
- صحيح انها ليست ابنتي.. ولكنها في مكانة مها.. ملاك عاشت بيننا لفترة من الوقت .. جعلتني اعتبرها كابنة لي تماما ..
قال مازن مبتسما: لاول مرة اسمع منك تصريح كهذا يا والدي ..
قال امجد بحدة: لا تقف هكذا الآن.. عقد قرانك على ملاك نهاية هذا الاسبوع.. لم يبقى شيء عليه.. هيا اخرج لتشتري لك كل ما تحتاجه.. مها ستتكفل بملاك.. وانا سأتكفل بالحفل..
قال مازن بهدوء: حسنا يا والدي..سأفعل..
قالها والتفت عن والده وقال متحدثا الى نفسه: ( من كان يتوقع انها ستوافق بهذه السرعة؟)

قالت مها وهي تتطلع الى ملاك بصدمة: وافقت؟؟. بهذه السرعة؟؟..
قالت ملاك بصوت خافت: عمي هو من طلب مني ان ارد عليه بجوابي خلال ثلاثة ايام..
قالت مها وهي تتطلع اليه بدهشة:ولو.. لم يكن عليك ان تجيبي بهذه السرعة.. على الاقل خذي وقتك بالتفكير..
قالت ملاك بهدوء: انا اعرف مازن جيدا.. ولا داعي لان آخذ كل هذا الوقت بالتفكير..انه ابن عمي..
هزت مها رأسها وقالت بحيرة: الكلام لن ينفع الآن لقد وافقت على مازن..
واقتربت منها لتعانقها وتضمها الى صدرها مردفة: الف مبارك يا ملاك.. أتمنى لك حياة سعيدة وهانئة مع مازن من كل قلبي..
وابتعدت عنها لوهلة وما ان فعلت حتى رأت الدموع قد تجمعت في عيني ملاك.. فقالت بتأنيب: لم الدموع الآن يا ملاك؟..
قالت ملاك بصوت متحشرج: لم يسبق لأحدهم ان عانقني بهذه الحرارة سوى ابي.. لقد اشتقت اليه.. وتمنيت ان يكون الى جواري في لحظة كهذه..
قالت مها بابتسامة باهتة: جميعنا سنكون الى جوارك يا ملاك.. ووالدي هو والدك الثاني.. لن نتركك ابدا..
قالت ملاك وهي تمسح دموعها بأناملها: لا اعرف اين سأجد من يحبني مثلكم..
قالت مها بمرح: لن تجدي مهما بحثت.. فنحن حبك الاول..
ابتسمت ملاك ابتسامة باهتة.. فقالت مها مردفة بخبث: ام اقول انه هو فقط..
توردت وجنتي ملاك واشاحت وجهها بارتباك وقالت: ماذا تعنين؟..
قالت مها بمكر: من سترتبطين به قريبا..ووافقت عليه بهذه السرعة..
التفتت لها ملاك وقالت بتلعثم: لانه ابن عمي..
قالت مها وهي تتطلع الى عينيها مباشرة: وايضا؟..
اشاحت ملاك بوجهها بعيدا لعلها تهرب من نظرات مها المتفحصة .. فقالت مها وهي تبتسم: فليكن.. لا تخبريني بشيء.. فعيناك تفضحانك..
شعرت مها بارتباكها يزداد فقالت مبتسمة: سأذهب لأخبر مازن بموافقتك.. لا اظن انه قد علم بعد..
قالتها وسارت مبتعدة..لتغادر الغرفة.. وتتجه بعدها الى الطابق العلوي.. وامام باب غرفة مازن.. طرقت الباب عدة مرات وهي تقول: مازن.. هل يمكنني الدخول؟..
لم يأتيها جوابه.. فعادت لتطرق الباب وتمسك بمقبضه قائلة: مازن هل انت نائم؟..
استغربت اقفاله للباب ايضا.. وعقدت حاجبيها لتعود طارقة الباب من جديد املا في ان يجيبها مازن...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قبل ربع ساعة من الآن.. وبعد ان توجه مازن الى غرفته.. اقفل بابها ليستطيع التفكير بهدوء.. ورمى بجسده على الفراش.. لعله يستطيع ان يعيد حساباته قليلا.. لقد اختار الارتباط بملاك بنفسه ولم يجبره احد على ذلك.. ربما الح والده في البداية عليه.. ولكن في النهاية قد خيره بين ان تكون له او لــ.. كمال..ولهذا رضخ ان يرتبط بها.. لم يكن يريدها ان تكون لكمال..
الآن قد تغير كل شيء.. وبات امر ارتباطه بملاك حقيقة لا فرار منها..لهذا ليس بيده أي شيء يفعله سوى تقبل هذا الوضع وتقبل كون ملاك زوجته..
زوجته؟؟.. يالها من كلمة.. لطالما كان يرفض فكرة الزواج وهو الذي لديه مئات العلاقات مع مختلف الفتيات .. ونستطيع القول ان اغلبهن كن فاتنات لم يكن ينقصهن شي .. لكني دائما ما كنت ابحث عن الاجمل والافضل وذات الشخصية الاكثر تميزا.. وها انا الآن ارتبط بفتاة شخصيتها اقرب الى الاطفال.. عاجزة.. علي ان اتحمل مسئوليتها الى الابد.. هل هو عقاب من الله تعالى يا ترى؟..
والدي قال انه بامكاني ان انفصل عنها او اتزوج من اخرى ان طالت فترة غيبوبة عمي.. لكن .. خلال فترة ارتباطي بها سأكون مسؤولا عنها.. وعن كل شيء يخصها.. علي ان اغير من نفسي قليلا حتى لا تنتابها ذرة شك بأني على علاقات أخرى و...
(مازن.. مازن.. هل انت بخير؟)
اخترق الصوت افكاره واجبره على النهوض من على فراشه.. وسمع صوت الطرقات تتعالى.. وصوت مها وهي تهتف قائلة: مازن .. افتح الباب..مازن..
فتح مازن الباب بحدة وصرخ في وجه مها قائلة: مرة واحدة تكفي ايتها المزعجة..
قالت مها بحدة: اهذا جزائي لانني كنت خائفة عليك.. مع اني اعلم انك كالقطط لا يصيبك شيء ابدا..
قال مازن ببرود: لم يكن هناك أي داع لخوفك هذا..
قالت مها وهي تضع يدها عند خصرها: لقد اخذت اطرق الباب واناديك لعشرات المرات..وانت لا تجيب..
قال مازن بسخرية: لا اظن ان احدا سيفتقدني لو انني قد مُت ..بل على العكس والدي سيرتاح من همومي..وكمال لن يهتم .. وانت سترتاحين من مضايقتي الدائمة لك..
قالت مها وهي تقترب منه وتقول بمرح: معك حق.. لكن هناك من سيفتقدك حقا..
التفت لها مازن فاردفت وهي تغمز بعينها: ملاك..
قال مازن وهو يبتسم ويتطلع لها: اعلم جيدا انها الوحيدة التي ستفتقدني..
قالت مها وهي تضع يدها على كتفه: مازن .. صحيح انك تضايقني دائما وتستهزأ بي.. لكني اعلم ان قلبك علينا جميعا .. يكفي انك الوحيد التي تهتم بالعمل وبحاجيات المنزل ..يكفي انك الوحيد التي تهتم بمتطلباتنا جميعا..
قال مازن وهو يمرر اصابعه في شعره: لانني الابن الاكبر علي ان اتحمل مسئولية كل شيء.. هذا ما قاله لي والدي قبل خمس سنوات تقريبا..
قالت مها بابتسامة: ارأيت اذا.. سنفتقدك حقا لو فكرت مجرد مغادرة المنزل.. فكيف لو اصابك مكروه –لا قدر الله-..
قال مازن بابتسامته: هذا يعني انني مهم في المنزل..
- بكل تأكيد..
صمتت لفترة ومن ثم قالت: الا تريد ان تعلم ما هو جواب ملاك؟..
قال مازن بهدوء وهو يجلس على فراشه: علمت به..
قالت مها وهي تنظر اليه بشك: والست سعيدا؟..
قال بابتسامة باهتة: سعيد لانها لم ترفضني.. ولكن اشعر ان المسئولية التي احملها على عاتقي الآن قد تضاعفت..
قالت مها وهي تعقد حاجبيها باستنكار: اترى ملاك مجرد مسئولية؟..
- اخبرتك منذ البداية..ارتباطي بها من اجل مصلحتها وحسب ..
قالت مها وهي تضغط على حروف كلماتها: وهي الم تفكر في مشاعرها؟.. الم تفكر لو انها علمت بالحقيقة؟..
قال مازن بهدوء: لن يخبرها احد بالحقيقة..
- لكنها ستعلم في يوم.. صدقني لا يمكن اخفاء امرا كهذا الى الابد..
قال مازن وهو يزفر بحدة: مها ارجوك اريد ان اكون لوحدي .. اخرجي الآن..
ارتفع حاجبا مها لكنها قالت ببرود: فليكن.. افعل ما شئت..
والتفتت عنه لتغادر.. لكن ارتفع بغتة صوت نغمة هاتفها المحمول.. معلنا وصول رسالة قصيرة..فالتقطته بملل من جيب سترتها الطويلة.. وعقدت حاجبيها وهي ترى انها من رقم مجهول و...
انتبه مازن لملامح وجه مها التي تغيرت مائة وثمانون درجة..والى الضيق الذي كان يكسوا ملامحها منذ لحظات قد تحول الى قلق وربما خوف.. ونظراتها الباردة.. اصبحت متوترة.. فقال متسائلا: مها.. ماذا بك؟..
قالت مها بارتباك: هه.. ماذا؟..
قال مازن وهو يعقد حاجبيه : ما الذي جرى لك؟..
قالت مها وهي تزدرد لعابها: لاشيء.. عن اذنك..
قالتها وغادرت الغرفة وهي تتذكر كلمات الرسالة التي وصلتها قبل قليل..
((اريد لقاءك لامر هام لا يحتمل التأجيل..انتظريني في النادي عند الساعة السادسة مساءا.. احمد))
..,



 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 02:31 AM   #36 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء السادس والعشرون
"لقاء"

وقفت في احد الاركان بالنادي وهي تتلفت حولها بتوتر.. لم تكن تريد ان تحضر.. لم تكن تريد ان تفعل.. لكن عبارته بتلك الرسالة جعلتها تشعر بالقلق من هذا الموضوع الهام.. ((اريد لقاءك لامر هام لا يحتمل التأجيل)).. كانت تشعر بالفضول والقلق في الآن ذاته من عبارته.. فما هو هذا الموضوع الذي لا يحتمل التأجيل؟.. هل يتعلق بوالدها ام بعمها ام بملاك؟؟..
وقبل مجيئها اتصلت به وطلبت منه ان يخبرها به.. لكنه قال ان الموضوع لا يمكن شرحه على الهاتف ومن الافضل ان تقابله ..ترددت كثيرا قبل ان تفعل.. وفكرت بالاتصال بحسام .. لكنها كانت تعلم يقينا ان حسام لن يوافق على مقابلتها بأحمد او انه قد يغضب ان اصرت على المقابلة.. لهذا قررت المجيء الى هنا دون ان تعلم احدا.. وترى ما يريده احمد منها و...
(أتنتظرين احدا؟)
التفتت مها بحدة وبكامل جسدها الى مصدر الصوت ومن ثم قالت ببرود: لا يوجد سواك لانتظره..
قال مبتسما وهو يشير لها بيده: اذا اتبعيني..
قالت مها بحدة: لست معتادة على ان اتبع احد..
قال احمد باستهزاء: فليكن .. سيري الى جواري..
تطلعت له بنظرة حانقة.. الى ان وصلت الى كافتيريا النادي.. وعندها جذب لها مقعدا لتجلس عليه.. فقالت مها بابتسامة سخرية وهي تحتل مقعدها: هل اصبحت تعرف كيف تتصرف بذوق مع النساء هذه الايام؟..
قال احمد بابتسامة: لا تنسي اننا من عائلة ثرية وهذه العادات نتعلمها ونحن اطفال.. والآن اخبريني ماذا تشربين؟..
لم تجبه على سؤاله بل قالت وهي تضيق عينيها: حقا؟.. يبدوا ان هذه العادات قد انحصرت في عقلك فتصرفاتك عكسها تماما ..
قال احمد بضيق: يبدوا وانك طويلة اللسان كشقيقك تماما..
قالت مها بحدة: التزم حدودك يا احمد.. انا لم آتي الى هنا حتى تشتمني انا وشقيقي..
قال احمد بحدة: والست انت من بدأ؟..
قالت مغيرة دفة الحديث: اخبرني ماذا تريد على الفور.. لانصرف..
قال احمد مبتسما بخبث: ايضايقك تواجدك معي الى هذا الحد؟..
قالت مها وهي تعقد ساعديها اما م صدرها : كثيرا..
قال احمد وابتسامة الخبث التي على شفتيه تتسع: ام تراك تخشين من وجودك معي؟..
قالت مها باستهزاء: كيف يمكن لقطة ان تخشى من الفئران؟ ..
قال احمد وهو يحاول ان يسيطر على اعصابه: ذلك عندما تكون القطة صغيرة لا خبرة لها في التعامل مع من هم اكبر حجما منها ..
قالت مها ببرود: احمد هل ستتحدث ام انصرف؟..
قال بهدوء: فليكن سأدخل في صلب الموضوع مباشرة دون مقدمات..
اخذت مها تطرق على الطاولة باناملها بعصبية..فقال احمد وهو يتطلع اليها: مها انت ابنة عمي وقد اعجبت بك منذ الصغر.. وتحول هذا الاعجاب مع الايام الى حب..
اتسعت عينا مها وقالت باستنكار: ماذا تقول؟.. كيف تجرؤ؟..
قال احمد وهو يشير لها بيده: ولماذا لا اجرؤ يا مها؟.. الست ابن عمك؟..
قالت مها بعصبية: انسيت ما فعلته بنا؟؟.. انسيت ما فعلته بملاك؟..
قال احمد بهدوء شديد: ذلك كان لمصلحة الجميع..
قالت مها بعصبية اكبر: لمصلحة الجميع؟؟.. لا تقل الجميع يا احمد.. بل قل لمصلحة عمك وابيك بأن تسلبوا حقوق ملاك..
صمت احمد لوهلة ومن ثم قال: لكن هذا لا يمنع ارتباطي بك..
اتسعت عيناها بذهول واستنكار.. ومن ثم قالت وهي تهز رأسها: لا بد انك قد جننت.. ابعد كل ما قلته لك تتحدث عن الارتباط؟.. الم تفهم بعد اني لا اطيقك ولا اطيق تفكيرك السخيف هذا؟..
قال احمد بهدوء وهو يمسك بيدها بغتة تحت وطأة نظراتها المستنكرة: لكني حقا احبك وارغب في ان تكوني شريكة لحياتي و...
( مبارك.. آنسة مها)
التفتت مها الى مصدر الصوت بقوة.. وشهقت بتوتر وخوف وهي ترى حسام الواقف الى جوار طاولتها.. ويتطلع اليها بعينان تقدحان شررا .. ومن ثم يلتفت عنها ليبتعد بخطوات سريعة وغاضبة..
واسرعت مها تجذب كفها من يد احمد وهي تقول بغضب: كل ماحدث بسببك يا ايها الحقير..
قالتها واسرعت تبتعد باتجاه حسام.. اما احمد فقد قال وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه: ها قد انتهيت منك يا حسام .. وقريبا سيأتي دورك يا كمال.. فقط انتظر..
اما مها فقد اسرعت في خطواتها وهي تتبع حسام هاتفة : انتظر يا حسام.. اسمعني.. لقد فهمت الموضوع بشكل خاطئ.. صدقني يا...
توقف حسام بغتة.. والتفت لها ليقول بانفعال: فهمت الموضوع بشكل خاطئ؟؟.. أي موضوع هذا الذي فهمته بشكل خاطئ؟.. هل هو حبه لك.. ام رغبته في الارتباط بك.. او وجودك معه على نفس الطاولة.. ام امساكه ليدك.. اخبريني أي موضوع هذا الذي فهمته بشكل خاطئ؟؟..
قالت مها في سرعة: حسام.. اقسم لك.. هو من استداعاني الى هنا.. هو من طلب رؤيتي و...
قاطعها حسام قائلا بغضب: اجل وهو من طلب ان تتواجدي معه هنا دون ان تخبريني حتى.. وهو من طلب منك ان تجلسي معه على نفس الطاولة وان يمسك بكفك ايضا..
قالت مها محاولة الدفاع عن نفسها وهي تشعر بغصة مرارة في حلقها: ان هذا ما يرديه احمد ان تظن بي السوء.. هو من دبر كل هذا..اكاد اقسم على هذا..
قال حسام بسخرية: بالتأكيد فقد قام بتدبير موعدا غراميا للقاءكما.. لكن للاسف قد اخطأ في اختيار الوقت المناسب.. فهذا هو وقت تواجدي بالنادي يوميا..
اتسعت عينا مها وكأنها قد فهمت شيء ما وقالت وهي تتقدم من حسام وتقول بصدق: صدقني يا حسام.. لقد امسك بكفي بالرغم مني.. ثم لقد ارسل لي رسالة قبل ساعة يطلب فيها مقابلتي في النادي..
قال حسام بعصبية: ولماذا لم تخبري احدنا ان كنت صادقة؟؟ .. لماذا لم تخبريني انا او احد من اشقاءك؟؟.. تريدان ان تأخذا حريتكما اليس كذلك؟..
قالت مها نافية: حسام يكفيك اتهامات.. لقد خشيت ان تغضب مني ان اخبرتك وكذلك...
قاطعها حسام بغضب قائلا: يكفي.. يكفي لا اريد سماع المزيد من كذبك..
قالت مها في صوت اقرب الى البكاء: انت تظلمني يا حسام.. اقسم على هذا..
قال حسام بتهكم وهو يلتفت عنها: اذهبي اليه.. فهو لا يزال ينتظرك..
قالت مها بصوت متحشرج : حسام كيف يمكن ان تصدقه؟.. ان هذا ما يريده..
سار عنها حسام دون ا يلتفت عنها.. في حين هتفت مها به كمحاولة اخيرة منها: حسام انسيت كل ما كان بيننا بهذه السهولة؟..
التفت لها حسام وقال بقسوة: اجل.. عندما نسيته انت..
واكمل طريقه .. اما مها فقد شعرت بقبضة تعتصر قلبها.. وكورت قبضتيها بألم.. وهي تعض على شفتيها بغضب حتى كادت ان تدميها: كل ما حدث بسببك يا احمد.. انت المسئول.. لقد تعمدت ذلك.. تعمدت تشويه صورتي امام حسام..سحقا لك..
وسارت عائدة اليه.. ووجدته يتطلع اليها بنظرات خبيثة ويقول مبتسما: هه ..هل ذهب اخيرا وتركك وحيدة؟.. صدقيني انه لا يستحقك .. انه انسان يشك بكل شيء و...
لم تعلم مها كيف حدث هذا؟.. لكنه حدث بالرغم منها.. كل ما حدث لها قد تجمع امام عينيها وهي تنظر الى احمد الذي اخذ يتحدث اليها وابتسامته التي تمقتها تتراقص على شفتيه.. ترك حسام لها.. وكلماته القاسية هو سببها.. وفوق كل هذا يتحدث عن حسام..
ليجعلها ترفع كفها .. وتهوي بها بصفعة قاسية على وجه احمد .. الذي تطلع لها بصدمة من تصرفها.. وهي تصرخ في وجهه قائلة: انت السبب.. انت ايها الحقير..
اتسعت عينا احمد بغضب وامسك بمعصمها بقوة ليقول بانفعال: كيف تجرؤين؟.. كيف لفتاة تافهة مثلك ان تجرؤ على صفعي؟؟..
قالت مها بحدة وهي تحاول جذب معصمها من كف احمد: كما جرؤت انت وحاولت تشويه صورتي امام حسام.. لقد فعلتها عامدا..اقسم على هذا..
قال احمد وهو يضغط على معصمها بقوة اكبر: اجل فعلتها عامدا.. لم ارد لتافه مثل حسام ان ينتصر علي ويخطف مني الفتاة التي احب..
صرخت مها في وجهه قائلة: انت لا تحب الا نفسك ايها الاناني الحقير..
قال احمد وهو يترك معصمها بقسوة ويتطلع اليها بغضب: ستدفعين ثمن صفعتك هذه يا مها.. وثمن كل كلمة نطقتيها.. وسيأتي اليوم الذي تتوسلين الي فيه..
قالت مها بحدة: في احلامك فقط..
قال احمد بابتسامة مقيتة: سنرى .. بل سترين بنفسك.. وسأذكرك بهذا يومها..
وانصرف عنها.. ومها تتطلع اليه بغضب شديد.. وعادت تهتف بصوت عالي وغصة مرارة تملأ حلقها وهي تمسك بنصف القلب الذي بجيبها والذي يرافقها دائما واينما تكون: انت السبب .. انت ايها الحقير..
وترقرقت في عينيها الدموع.. دموع الم على حبها الذي لم يمنحها القدر فرصة اكبر للعيش والاستمتاع في كل لحظة منه ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ازدردت ملاك لعابها بتوتر.. وترددت طويلا وهي تتطلع الى باب غرفتها..تريد ان تغادر الغرفة ..منذ الصباح وهي سجينة هذه الغرفة.. تشعر بالملل من الوحدة.. تريد ان تغادرها ..لكن مازن ربما يكون موجودا الآن..
تطلعت الى ساعة الحائط ومن ثم تمتمت قائلة: في هذا الوقت يذهب الى النادي.. اذا هو غير موجود الآن..
قالتها وحركت عجلات مقعدها بهدوء.. لتمسك بمقبض الباب.. ومن ثم تفتحه وتغادر الغرفة.. لكن اصوات ما اجبرتها على التوقف عن المضي في طريقها..وعلى ان ترهف سمعها لما يقال..
وسمعت في تلك اللحظة صوت عمها وهو يقول: ماذا تريد الآن يا كمال؟..
قال كمال مجيبا بهدوء: ان اعلم بجواب ملاك..
ارتفع حاجبا ملاك.. ما الذي يعنيه من معرفة جوابي؟؟.. يا لغبائي انه شقيقه وكيف لا يهمه ان يعرف..
وقال امجد بعد ان وهلة من الصمت وهو يتطلع اليه: لقد.. وافقت ..
تطلع اليه كمال بصدمة.. ومن ثم كور قبضته بقوة.. قبل ان يلتفت عن والده ويمضي بعيدا.. مغادرا المنزل بأكمله دون ان يلتفت لنداءات والده له..
تطلعت ملاك باستغراب الى ما حصل امام ناظريها.. لكنها شعرت بارتجافة جسدها كله وهي تسمع صوت صفير يأتي من اعلى الدرج.. مازن .. انه لا يزال هنا.. ادارت عجلات مقعدها حتى تعود الى الداخل من جديد و...
(الى اين تهربين؟)
لم تستطع ان تنبس بحرف واحد.. تجمدت كفها الممسكة بمقبض الباب.. وتعلقت نظراتها في الفراغ..ومازن يردف بابتسامة: عن من تختبئين؟..
ازدردت ملاك لعابها مرتين متتاليتين وقالت بهمس متوتر:انا لا اختبئ..
قال مبتسما وهو يقترب منها: اذا لم لم نراك طوال اليوم؟.. تحتجزين نفسك بداخل الغرفة وكأنك مذنبة..
ابعدت يدها عن مقبض الباب وقالت بعدم فهم: ماذا؟..
اتسعت ابتسامته ومن ثم قال: لا شيء.. فقط اخبريني ما هي احوالك؟..
قالت وهي تبعد نظراتها عنه: بخير..
قال وهو يهبط الى مستواها: الن تسألي عن احوالي انا ايضا؟..
توردت وجنتاها بخجل وابعدت نظراتها عنه.. فهمس لها قائلا: اشتقت اليك..
خفق قلبها في قوة وعنف.. وسرت رجفة لذيذة في جسدها بأكمله.. لو ظلت معه لفترة اطول ستفقد الوعي بكل تأكيد.. وقالت بصوت خافت بالكاد سمعه مازن: عن اذنك ..
اسرع يمسك بكفها قائلا بلوم: الى اين؟.. لم اصدق انك قد غادرت غرفتك اخيرا..
تطلعت ملاك الى كفه الممسكة بكفها بتوتر ممزوج بالخجل .. وابعد مازن كفه عندما لاحظ نظراتها ..وقال بعد فترة: ملاك.. هل لي بسؤال؟..
اومأت برأسها ايجابيا.. فاردف قائلا: لماذا وافقت على الارتباط بي؟..
ارتفع حاجبا ملاك بحيرة واستغربت سؤاله.. ايعني ما قاله حقا؟؟.. وقالت وهي تعقد حاجبيها: ماذا؟؟..
قال مبتسما: ما سمعته.. لماذا وافقت على الارتباط بي؟؟.. الأني ابن عمك فقط؟.. ام لأجل والدي؟..
قالت ملاك وهي تهز رأسها نافية: لا.. ليس لهذه الاسباب..
- اذا؟؟..
اشاحت ملاك بوجهها بعيدا وقالت وهي تهرب بنظراتها بعيدا: ربما لأنك انسان طيب القلب.. ذا شخصية .. جيدة ..وايضا .. لقد شعرت باهتمامك الصادق تجاهي..
قال مازن وهو يمد يده ويدير وجهها اليه: شخصية جيدة؟؟..
توردت وجنتاها بحمرة قانية.. واطرقت برأسها.. قبل ان تقول بصوت مرتبك: اعني.. انك تتحلى بالطيبة والحنان.. كما انك انسان تمتاز بالمرح ..والجد عند اللزوم ..
قال مازن برقة: واهذا ما يعجبك في؟..
ارتبكت ملاك اكثر وشعرت بتقلصات معدتها ولم تقوى على الرد.. فقال مازن وهو يغمز بعينه: سأغادر الآن الى النادي.. ولا تنسي نهاية هذا الاسبوع سيكون عقد القران..
قالها ونهض واقفا دون ان ينتبه لملاك التي ازدادت ارتجافة جسدها.. وازدادت ضربات قلبها.. وابتعد عن المكان قائلا: اراك بخير.. واريد ان اراك على العشاء اليوم.. اهتمي بنفسك ..
كل ما فعلته ملاك انها قد همست له في صوت خافت جدا –لم تعلم ان كان قد سمعه ام لا- وهي تلتفت له: وانت ايضا..
مضى مازن عنها وعينا ملاك تتبعانه بشرود حتى غادر المنزل .. وظلت على حالتها هذه لفترة زادت على الخمس دقائق.. الى ان تنهدت وعلى شفتيها تراقصت ابتسامة حالمة.. وكادت ان تدلف الى غرفتها.. لكن.. صوت اغلاق الباب الرئيسي بقوة.. جعلها تلتفت في سرعة .. وتتطلع بفضول الى الشخص القادم.. وما ان رأت مها تدخل الى المنزل وتبدو على وجهها ملامح المرارة والالم والغضب.. حتى استغربت ذلك.. وهتفت بها في قلق: مها.. ماذا بك؟؟..
لم تلتفت لها مها.. بل واصلت طريقها الى الطابق الاعلى..الى ان وصلت الى غرفتها.. وهناك اغلقت الباب خلفها بقوة.. واستندت اليه لتقول بصوت متحشرج: ماذا علي ان افعل الآن؟.. ماذا افعل؟.. سحقا لك يا احمد.. كل ما حدث بسببك.. اكرهك كما لم اكره انسان في حياتي..
واخرجت في سرعة هاتفها المحمول من حقيبتها.. قبل ان تتصل بحسام.. وسمعت رنين الهاتف يستمر دون اجابة.. عادت الاتصال مرات عديدة.. دون اجابة..
شعرت بالدموع تترقرق في عينيها..لكن مسحتها في سرعة.. وهي تكتب رسالة الى حسام.. وارسلتها اليه..انتظرت منه ردا لفترة طويلة.. لكن .. ما من جواب...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع حسام بسخرية مريرة الى هاتفه وهو يقف بجوار قسم الرماية بالنادي..وعاود قراءة رسالة مها بصوت مسموع بعض الشيء..(ارجوك يا حسام اجب.. وسأشرح لك كل شيء .. اقسم انك فهمت الموضوع بشكل خاطئ.. ارجوك اجب .. )
وشاهد اتصالات مها المتكررة له.. لكن دون ان يهتم.. كما نسته بكل سهولة.. ورمت بحبه عرض الحائط.. هو ايضا سيفعل المثل..لقد كان احمقا عندما اعترف بحبه لها.. وها هي ذي مع احمد وفي لقاء غرامي يوعدها فيه بالزواج.. بعد اسابيع فقط من اعترافه.. هل كانت مشاعر مها تجاهه مصطنعة الى هذه الدرجة؟.. اهو احمق الى درجة انه لم ينتبه ان كانت مشاعرها صادقة ام لا؟..
لكن.. ماذا لو.. لو ان الموقف هذا حقا من تدبير احمد كما قالت؟.. لا.. لا يمكن.. كيف يكون من تدبيره؟.. وهي التي تجلس معه وتدعه يمسك بيدها بكل حرية.. وتدعه يتحدث عن الحب والزواج وكأن لم يعد لي وجود في حياتها..
(حسام.. اتتحداني في الرماية؟..)
رفع حسام رأسه الى صاحب الصوت وتطلع الى مازن الذي ابتسم بهدوء وهو يتطلع اليه.. فقال حسام بملامح متضايقة: لا..
قال مازن وهو لا يزال محتفظا بابتسامته: اتخشى الخسارة؟..
قال حسام بضيق اكبر: لا اشعر برغبة في فعل أي شيء يا مازن..
قال مازن بسخرية: ما بال الجميع اليوم؟.. مها منذ ان قابلتها امام المنزل وهي لا ترغب في التحدث الى احد.. وانت الآن لا ترغب في فعل أي شيء..
واردف بخبث: اتكونان قد تشاجرتما؟..
ابعد حسام نظراته.. وسار بخطوات هادئة وهو يريد مغادرة المكان.. لكن ما ان مر من جانبه حتى امسك مازن بذراعه.. وقال بجدية: حسام اتظن اني ابلها لا ارى نظراتك الى مها او نظراتها هي اليك.. اعلم انك معجب بها منذ الصغر.. وان هذا الاعجاب قد تحول الى مكانة لها في قلبك..
شعر حسام بالالم من حديث مازن في موضوع حبه لمها.. خصوصا بعد ما حدث بينهما.. فقال وهو يبعد كف مازن عنه: ارجوك يا مازن.. لا اريد ان اسمع أي شيء..
قالها ومضى في طريقه مبتعدا عن المكان.. فهز مازن كتفيه في قلة حيلة.. ومضى في طريقه وهناك سمع صوت احدى الفتيات وهي تناديه.. كانت عيناها في لون خضرة الارض..وشعرها الطويل الذي يصل الى منتصف ظهرها في لون اشعة الشمس.. لكن كان يبدوا للعيان انه ليس لون شعرها الطبيعي.. وكانت ترتدي فستانا ذا لون احمر قاتم.. فابتسم وهو يلتفت لها قائلا: اهلا رشا .. كيف الحال؟..
ابتسمت رشا وهي تقترب منه وتقول برقة: بخير.. وانت؟..
قال وهو يتطلع اليها: تبدين جميلة وانت ترتدين هذا اللون..
قالت بخجل: شكرا لك..
واردفت قائلة: الى اين انت ذاهب الآن؟..
قال وهو يتطلع الى قسم الرماية: سأتدرب قليلا على الرماية..
قالت متسائلة: ايمكنك ان تعلمني؟..
قال بابتسامة واسعة: بكل تأكيد..
واشار لها قائلا:تعال معي..
قالت وهي تسير الى جواره: لم نرك بالامس.. اين كنت؟..
قال مبتسما: في المنزل..
قالت رشا وهي تلتفت له وتعقد حاجبيها بضيق: لقد سمعت بعض الاخبار من احدهم..
قال متسائلا: وما هي هذه الاخبار؟..
قالت بضيق اكبر: انك تفكر في خطبة ندى.. ابنة عمك..
ارتفع حاجبا مازن .. وارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه وقال : من من جاءتك هذه الاخبار؟..
قالت رشا بحنق: من فتاة تعرف ابنة عمك.. اخبرني هل صحيح ما سمعته؟..
قال وهو يهز رأسه نفيا: ابدا.. لست افكر في خطبة ندى ..
ارتسمت ابتسامة على شفتي رشا وقالت براحة: يالهي كم اشعر بالراحة والسعادة الآن..
قال مازن وهو يشير لها بيده: رشا لقد اتفقنا ان هناك حدودا في علاقتنا..
قالت رشا وهي تومئ برأسها: ادرك ذلك جيدا..
والتفتت له لتقول برقة: لكن من يدري.. ربما انت من تزيح هذه الحدود فيما بعد..
تطلع لها مازن بهدوء.. ومن ثم التفت عنها وتفكيره في مكان آخر تماما.. فقد انحصر في امر عقد قرانه بملاك.. وما سيخلفه هذا من مشاكل.. مع اعمامه ..
..,



 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 03:02 AM   #37 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء السابع والعشرون
"يوم لا يتكرر"

طرقت مها باب غرفة ملاك طرقات متتالية وسريعة.. وقالت بضيق: ملاك.. الم تنتهي بعد؟؟..
جاءها صوت ملاك من داخل الغرفة وهي تهتف قائلة: لا.. ليس بعد.. انتظري قليلا..
قالت مها بملل: كل هذا الوقت لترتدي فستان..
قالت ملاك وهي تفتح الباب: لقد انتهيت..
قالت مها وهي تلتقط نفسا عميقا: اخيرا..
ودخلت الى الغرفة لتقول: دعيني ارى.. همم.. بكل صراحة.. ودون مجاملات.. تبدين...
قالت ملاك بلهفة: ماذا؟.. هل الفستان جميل علي؟.. ماذا عني انا؟.. كيف ابدوا؟..
قالت مها بابتسامة واسعة وهي تقترب منها: رائعة.. والفستان يزيدك روعة..
كانت ملاك ترتدي فستانا في لون زرقة البحر ضيق عند الخصر ويتسع تدريجيا.. تتناثر فيه عدد من الازهار والفراشات .. وشعرها الذي تم رفع بعض الخصل منه بوردتين عند الاطراف وفراشة بالمنتصف ..وتركت خصلتين تسقط على جبينها .. لتجعلها تبدوا في منتهى النعومة والرقة ..وفي يدها امسكت باقة من الزهور.. تتناثر فيها فراشات كالتي بفستانها..
واردفت مها قائلة وهي تغمز بعينها:لا اعلم كيف سيتطيع مازن مقاومة كل هذا الجمال بعد انتهاء الحفل؟..
اطرقت ملاك برأسها بخجل.. فقالت مها وهي تدور بفستانها: وما رأيك بي؟..
تطلعت لها ملاك وفي عينيها بريق اعجاب..فنستطيع القول ان مها هي من كانت تزيد قستانها جمالا.. الذي كان يتراوح بين اللون الوردي بدرجاته..وكان يتدرج في طوله عند ذيل الفستان..اما شعرها فقد رفعته بأكمله بتصفيفة شعر جعلت شعرها المموج يزداد جمالا.. واظهر جمال بشرتها وتورد وجنتيها..
وقالت ملاك باعجاب: تبدين رائعة كنجمات الافلام..
ضحكت مها قائلة: ليس الى هذه الدرجة؟.. انت تبالغين كثيرا..
واردفت قائلة: ثم كيف سأكون اجمل من العروس؟..
عاد قلب ملاك يخفق في قوة كلما سمعت لفظة (العروس).. لا تزال غير مستوعبة لما حدث وغير مصدقة.. انه تم عقد قرانها على مازن هذا الصباح.. وانها اصبحت الآن زوجته..
جسدها بات يرتجف بقوة..وما ان شعرت بكف توضع على كتفها.. حتى انتفضت.. فقالت مها وهي تبعد كفها: معذرة.. هل اخفتك؟..
قالت ملاك بصوت خافت: لا.. ولكني كنت شاردة الذهن..
قالت مها متسائلة: مابك؟.. تفكرين في ماذا؟..
اشاحت ملاك بنظراتها وقالت: لا شيء..
همت مها بقول شيء ما لولا ان قاطعها طرقات على الباب.. فأسرعت تتجه اليه..وتقول قبل ان تفتحه: من؟..
جاءها صوت مازن وهو يقول: انا.. ومن سيكون غيري؟..
قالت مها وهي تفتح الباب بملل: وربما يكون والدي..
ومن ثم تطلعت اليه ورأته يبتسم باعجاب.. فقالت متسائلة: ما بك؟..
قال باعجاب: فتاة رائعة الجمال في منزلنا ولا اعلم..
قالت مها وهي تعقد حاجبيها: من تعني؟..
قال مازن وابتسامة واسعة على شفتيه: الفاتنة التي تقف امامي..
قالت مها بشك: اتسخر مني؟..
قال مازن وهو يغمز بعينه: بل اقول الحقيقة.. من انت ايتها الفاتنة؟ ..
قالت مها ببعض الخجل: لأول مرة تمتدحني..
قال مازن وهو يتطلع اليها: لم تخبريني بعد من أنت..
قالت مها وهي تزفر بحدة: مازن.. لا تكن سخيفا..
قال مازن بدهشة مصطنعة: يا الهي..أأنت مها؟.. عرفتك من وصفك لي بأني سخيف.. فلا توجد فتاة تصفني بالسخافة سواك..
قالت مها مبتسمة: لاني الوحيدة التي اعرفك جيدا..
قال وهو يغمز لها بعينه: أأخبرك بشيء؟..
تساءلت قائلة: ماذا؟..
قال وهو يقترب من اذنها ويهمس لها: الله يكون في عون حسام اذا رآك..
ارتفع حاجبا مها في حدة.. ومن ثم لم تلبث ان ابتسمت بألم وقالت بصوت هامس: لا اظن انه سيهتم ابدا..
اغمضت عينيها بألم وهي تتذكر كيف انها قد حاولت الاتصال به مرات عديدة وكيف انه يتعمد عدم الاجابة او قطع الاتصال..وبعدها قررت ان لا تتصل ابدا.. لقد شك فيها وبمشاعرها تجاهه منذ اول موقف رآه.. لم يحاول حتى ان يستفسر الامر منها او يستوضحه.. فسر المشهد الذي رآه على هواه هو.. لم يأخذ في حسبانه انها تحبه بجنون كما لم تحب سواه في حياتها.. ورمى بحبها عرض الحائط دون ان يستمع اليها ويحاول فهم الموضوع بشكله الصحيح..
(هيي..انت)
رفعت مها رأسها الى مازن وقالت متسائلة: ماذا؟..
قال مازن بضيق: منذ خمس دقائق وانا اناديك.. الم تسمعي؟..
قالت مها بخفوت: لم انتبه..
قال مازن ببرود: حسنا ابتعدي الآن ودعيني ادخل..
قالت مها متسائلة بغباء: اين؟..
قال مازن بابتسامة واسعة: داخل الغرفة..
اسرعت مها تقول: لا..
قال مازن وهو يبعدها عن طريقه بالقوة: لن تمنعيني مهما فعلت .. ملاك الآن هي زوجـ...
توقفت العبارات في حلقه.. هربت الكلمات من على لسانه.. توقف الزمن بالنسبة له..وهو يتطلع الى الملاك الذي يجلس امامه.. هذه المرة ليس وصفها بالملاك مجرد مجاملة لها.. بل لانها فعلا تبدوا مختلفة اليوم.. رائعة الجمال.. بريئة الملامح .. خجلها الذي يزيدها جمالا وتورد وجنتيها.. فستانها الذي يجعلها كالاميرة تجلس وسط حديقة من الزهور..
لم يعد يعرف ماذا يقول او كيف يتصرف.. لاول مرة يصيبه هذا النوع من الارتباك والتوتر مع فتاة ما.. ولا يجد العبارات التي يلقيها على مسامعها.. ملاك اليوم ستبدوا اجمل جميلات الحفل بكل تأكيد..
ملاك التي كانت مطرقة برأسها وغير قادرة على رفع رأسها للتطلع الى مازن من شدة الخجل.. حاولت اختلاس النظرات اليه وهي ترفع رأسها بهدوء وتحاول مداعبة باقة الازهار التي في يدها للتهرب من نظراته..
كان يرتدي زي رسمي يتكون من بنطال وسترة ذات لون اسود.. وقميص ذا لون ابيض بالاضافة الى ربطة العنق الذي يرتديها مازن لأول مرة..كان يبدوا وسيما بالفعل في زيه هذا..وتراقصت ابتسامة خجلة على شفتي ملاك وهي ترى نظراته لها..نظرات اعجاب لا يمكن ان تخطئها الانثى..
وازدردت لعابها وهي تحاول ان توقف ارتجافة جسدها وتسيطر عليها.. وسمعت في تلك اللحظة مها وهي تقول: غادر فورا لا يمكنك البقاء هنا..
تطلع لها مازن بطرف عينه وقال: ماذا؟.. لم اسمعك جيدا.. اتعرفين ؟..انت التي يجب ان تغادر.. لا اعرف لم لا زلت هنا.. هيا غادري..
قالت مها وهي تخرج له لسانها: انها غرفة ملاك.. وهي من لها الحق في طردي فقط..
قال مازن وهو يتطلع الى ملاك بابتسامة: هيا اطلبي منها مغادرة الغرفة..
قالت مها بابتسامة وهي تلتفت الى ملاك: هل اخرج؟..
اسرعت ملاك تقول : لا..
قال مازن وهو يدفع مها: هيا اخرجي.. لا اريد رؤيتك هنا.. اذهبي لحسام ..فهو يريدك بالخارج..
قالت مها على الرغم من انه آلمها ذكر حسام: هيي لا تدفعني هكذا.. دعني.. لا اريد الخروج..
قال مازن وهو يفتح باب الغرفة ويدفعها خارجه: الى الخارج هيا..
كل هذا وملاك تتطلع الى ما يحدث بابتسامة .. تشعر ان من بأمامها.. ليسا شقيقيان فحسب.. بل اكثر من اصدقاء واحبة.. ربما مها تكره التشاجر مع مازن لكن مع هذا فهو يهتم بمها اكثر من والدها نفسه..
ورأته يبتسم لها وهو يقترب منها ويهمس قائلا: اتصدقين ان قلت لك اني انبهرت بك في البداية؟.. ولم اصدق ان من اراها امامي هي ملاك نفسها..
شعرت ملاك بأن خفقات قلبها باتت مسموعة لمازن.. وانفاسها اخذت تتلاحق واسرعت تشيح بوجهها لعلها تسيطر على ارتباكها ..واردف هو قائلا وهو يجلس على مقعد مجاور لها ويمسك بكفها: مبارك يا ملاك..
ازدردت ملاك لعابها وقالت بصوت مرتجف: اشكرك..
ابعد مازن خصلة شعر عن جبينها وقال مبتسما: لم تنظرين الى الفراغ؟.. الا استحق ان تنظري الي ؟..
التفتت له ملاك بخجل وقالت بصوت مرتبك: لم اقصد وانما.. وانما..
قال مازن مبتسما: اعلم انك تخجلين من رؤيتي.. اليس كذلك؟..
وقبل ان تنطق ملاك بكلمة.. اردف وهو يغمز بعينه: لكني لن اغادر .. وسأظل معك هنا.. قبل ان تخطفي الاضواء مني في الحفل..فاليوم انت تبدين كالقمر في تمامه..
ارتجف كف ملاك بين اصابع مازن.. فابتسم وهو يضغط على كفها قائلا: قولي شيئا يا ملاك.. هل انت سعيدة هذا اليوم؟..
قالت ملاك بابتسامة مرتبكة: كل فتاة يجب ان تكون ..سعيدة في يوم كهذا..
قال مازن بهمس: وانت ايضا؟..
اومأت ملاك برأسها بارتباك وهي تزدرد لعابها.. فقال مازن بابتسامة واسعة: وانا ايضا اشعر بالسعادة.. حقيقة..
توردت وجنتي ملاك بحمرة الخجل وهي تتطلع الى مازن بارتباك وصمت.. وان كانت عيناها تنطقان بالكثير مما تخفيه في قلبها..
وعلى الجانب الآخر..ابتسم امجد بسخرية وهو يلتقط سماعة الهاتف ويضغط رقم هاتف ما.. وسمع الرنين المتواصل..قبل ان يسمع الاجابة على الهاتف وصوت المتصل وهو يقول: الو.. اهلا امجد..
قال امجد بابتسامة: اهلا عادل.. كيف حالك؟..
قال عادل بهدوء: بخير.. ما سر اتصالك هذا؟.. ثم ما هذه الاصوات التي اسمعها عندك؟..
قال امجد وهو يمثل الحيرة: الاصوات؟؟.. اجل ..انها اصوات المدعوين..
قال عادل وهو يعقد حاجبيه بتساؤل: أي مدعوين؟..
قال امجد ولهجته قد تحولت الى تهكم: لهذا اتصلت.. لأدعوك لحضور حفل عقد قران مازن على ملاك..
ارتفع حاجبا عادل بحدة.. وقال بحدة: ماذا؟؟..
قال امجد بابتسامة: الموضوع ليس كما فهمته.. في الحقيقة لقد رفضت ملاك ابنك.. وتقدم لها من بعده ابني مازن.. وقد وافقت عليه على الفور..
- ولماذا لم تخبرني برفضها اذا؟؟..
- جاء الامر سريعا..وقد كنا نستعد للحفل.. انتظر منك الحضور انت وفؤاد..
قال عادل بعصبية وغير تصدق: امجد..أفكرت بالتصرف من خلف ظهورنا؟..
قال امجد بدهشة مصطنعة: انا؟.. لا ابدا..لقد اخبرتك بما حدث فحسب..
- فليكن يا امجد.. انا لن اتحدث الآن.. ولكن فؤاد سيعرف كيف يتصرف معك..
قال امجد بعصبية: ماذا تعني؟.. اتهددني؟..
قال عادل ببرود: انت تعلم ما نعنيه بالضبط.. وما حدث اليوم لن يمر بسهولة.. ثق بهذا..
قالها عادل واغلق الهاتف دون ان يستمع جوابا من امجد.. الذي اغلق سماعة الهاتف بقوة.. وقال بعصبية: يبدوا وانني قد عبثت بالنار حقا.. واخشى الآن ان تحرقنا جميعا بلهيبها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت مها تسير بين المدعوين وترحب بهم بابتسامة سعيدة.. كيف لا واليوم هو يوم خطبة ابنة عمها ملاك والتي تعتبرها كشقيقة لهاعلى شقيقها الاكبر مازن.. الذي تعتبره كوالد آخر لها واكثر شخص يهتم بها..
وسمعت نداءا من احدى السيدات بغتة.. فابتسمت وهي تقترب منها قائلة: اهلا بك..
قالت السيدة مستفسرة: انت مها.. ابنة امجد اليس كذلك؟..
قالت مها بابتسامة: بلى انا هي..
قالت السيدة وابتسامتها تتسع وهي تربت على كتف مها: كبرت يا مها.. واصبحت في غاية الجمال..
ابتسمت مها بخجل وقالت: هذا من ذوقك سيدتي..
قالت السيدة مبتسمة: آخر مرة رأيتك فيها كنت لا تزالين في السادسة عشرة من عمرك ولكنك الآن...
لم تعد مها تسمع المزيد.. لقد تعلق بصرها بالشخص الذي تقدم من خلف السيدة وتوجه الى رجل ما ليتحدث معه..وظلت عينا مها معلقة على ذلك الشخص.. وقالت بعد فترة من الوقت: عن اذنك سيدتي..
واسرعت تتوجه اليه.. انه حسام.. لن تخطأه ولو رأته بين ملايين البشر..انه هو.. يبدوا وسيما جدا هذا اليوم.. كم اتمنى لو اتمكن من الحديث معه ..
وتوقفت بغتة على مسافة مناسبة تسمح لها بالنظر الى حسام.. ومراقبة حركاته.. وارتسمت ابتسامة حالمة على شفتيها وهي تتطلع اليه.. لم تلبث ان تحولت الى ألم وهي تذكر الموقف الأخير بينهما...
حسام الذي شعر بأحد ما يراقبه.. التفت فجأة باتجاه مها.. والتقت النظرات.. لتبث اشواقا حملها قلبيهما..ولهفة تكاد تنطق بها شفتيهما..وحب ينبعث من عينهما.. ولكن ما لبث ان انتزع نفسه من المشاعر الذي سيطرت على كيانه.. والتفت عنها مواصلا حديثه.. وان لم يستطع نزع صورتها من ذهنه.. مها تبدوا فاتنة هذا اليوم..كما لم يرها من قبل.. يتمنى لو يستطيع ان يخبرها برأيه هذا الآن.. وان ينسى كل ما حصل بينهما.. يتمنى ان يخبرها كم اشتاق اليها في ظل هذين اليومين فقط.. يتمنى لو يخبرها ان قلبه يكاد يتقطع وهو يرى اتصالاتها ولا يجيب..
لكن كرامته فوق كل شيء.. لقد استهانت بحبه لها.. وذهبت لأحمد ذلك اليوم بالنادي.. واليوم ايضا لم ارادت ان تبدوا في مثل هذا الجمال؟.. اليس من اجل ذلك الحقير احمد ايضا؟؟ ..
ولمعت في ذهنه فكرة ما.. فأسرع بنفذها وهو يبتعد عن الرجل الذي كان يتحدث اليه بعد ان استأذن منه..فكرة ستجعلها تشرب من نفس الكأس الذي شرب منه..
اما مها فقد استغربت ابتعاده .. لكنه ظلت تراقبه وتتبعه دون ان يشعر.. ولكن حسام كان متأكدا من انها ستتبعه لتعلم الى اين هو ذاهب..واخذت مها تتبعه الى ان رأته توجه الى فتاة ما تقف مع مجموعة من التفتيات.. تحدث اليها قليلا ومن ثم شاهدت مها الفتاة تومئ برأسها..وتسير مبتعدة عن الفتيات .. لتسير الى جوار حسام..
اتسعت عينا مها بحدة.. وتطلعت الى حسام الذي اخذ يتحدث الى الفتاة ويضحك معها والغيرة تنهش قلبها..من تكون هذه الفتاة؟؟.. متى تعرف عليها؟.. لم أرها معه من قبل في الجامعة؟.. اكان لحسام علاقات سابقة؟.. لا.. لا اظن..اذا من تكون؟.. ولم ترك الجميع وتوجه اليها.. تركني انا ايضا ولم يلتفت لي.. وذهب اليها..ماذا عساي ان افعل؟..أأذهب اليه؟.. اتحدث معه؟..هل سيسمعني هو من الاساس؟..لا اعتقد ذلك.. بالتأكيد سيصف ما اقوله بالكذب .. تماما كما فعل بالنادي..
شعرت بغصة في حلقها وهي ترى الفتاة تتطلع الى حسام باعجاب وعلى شفتيها ابتسامة واسعة..تتمنى لو تستطيع ان تذهب اليها وتبعدها عن حسام لتصرخ في وجهها قائلة (ان حسام لي انا.. انا فقط..).. لكن..الأماني شيء والواقع شيء آخر.. ما دام حسام فكر في فتاة أخرى سواها فهذا شأنه.. لن تهتم به بعد الآن.. ستنساه و...
(مها.. ماذا بك؟)
التفتت مها الى كمال ناطق العبارة وقالت وهي تحاول ان تبتسم: لا شيء.. لم تقول هذا؟..
قال وهو يتطلع اليها: وجهك يبدوا شاحبا جدا..
قالت مها وهي تتطلع اليه بطرف عينها: انظر من يتحدث.. الا ترى نفسك اولا؟.. منذ ثلاثة ايام لا تعود الى المنزل الا بعد منتصف الليل.. حتى انك اليوم تبدوا شاحبا ومتعبا كمن لم ينام اسبوعا كاملا..
قال كمال ببرود: انت تتوهمين..
واردف قائلا: المهم الآن.. والدي يقول ان المصورة قد حضرت.. خذيها الى غرفة ملاك..
اومأت مها برأسها.. قبل ان تلقي نظرة اخيرة على حسام وتنصرف مبتعدة.. اما حسام فما ان رآها تبتعد حتى اختفى القناع الذي كان يرتديه.. وعاد وجهه الى تجهمه..حتى ان الفتاة سألته: ماذا بك يا حسام؟..
قال حسام بهدوء: لا شيء..عن اذنك..
قالها وابتعد عنها.. واخذ يتلفت حوله بحثا عن مها.. ورأها من بعيد.. تتحدث الى سيدة تبدوا وانها المصورة..فهز كتفيه وقرر الابتعاد عنها.. قبل ان تخونه مشاعره ويذهب اليها ويبوح بكل ما يكنه لها في قلبه..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اخذت مها تطرق باب غرفة ملاك قائلة: مازن افتح الباب..
تأفف مازن وهو يفتح الباب قائلا: ماذا تريدين؟.. الا تشعرين بأنك متطفلة بيننا؟..
قالت مها وهي تمط شفتيها: لا اريد شيئا.. ولكن المصورة قد حضرت..
هز مازن رأسه بضيق وابتعد عن الباب.. في حين اشارت مها للمصورة بالدخول.. ومن ثم دخلت من خلفها.. وقالت وهي تتطلع الى ملاك بابتسامة: اخبريني هل ضايقك شقيقي هذا؟..
قال مازن وهو يتطلع لها ببرود: عمن تتحدثين بالضبط؟.. في الحقيقة انت من ضايقتنا بوجودك..
قالت مها وهي تتجه لتجلس الى جوار ملاك: لم يحدثك احدهم.. اخبريني يا ملاك هل ضايقك؟..
ابتست ملاك بخجل وقالت بصوت خافت: على العكس.. كنت سعيدة بوجودي معه..
قال مازن في سرعة وهو يجلس على المقعد المجاور: هه .. ماذا قلت؟.. هل ضايقتك ام مها هي من ضايقتك؟..
قالت ملاك بابتسامة: كيف لي ان اتضايق من شقيقتي و..وابن عمي..
ارتفع حاجبا مازن وقال وهو يبتسم بزاوية فمه: اعيدي.. اعيدي من فضلك.. من قلت؟.. ابن عمك.. لا اظن ان من تم عقد قرانه عليك هذا الصباح هو ابن الجيران..
اطرقت ملاك برأسها في حرج.. في حين قالت مها بحدة: مازن لا تحرجها..
- وما شأنك انت؟.. لم تتدخلين فيما لا يعنيك؟..
- انها ابنة عمي.. لا تنسى هذا..
ونهضت من مكانها لتقول للمصورة: هل ستبدئين الآن؟..
اومأت المصورة برأسها وقالت: اجل..
واردفت وهي تشير الى الاريكة: اجلس هنا من فضلك يا سيد..
نفذ مازن الامر واكملت المصورة متحدثة الى ملاك: ومن فضلك يا آنسة.. اجلسي الى جواره..
توردت وجنتي ملاك وحاولت رفع جسدها من على المقعد.. لكن ارتباكها وتوترها منعها من ان تستجمع قوتها.. فاقترب منها مازن وهمس لها قائلا: أأساعدك؟..
اسرعت ملاك تهز راسها نفيا بقوة وتقول: لا ..استطيع تدبر الامر وحدي..
حاولت رفع جسدها مرات عديدة لكنها فشلت.. واخيرا التقطت نفسا عميقا واستجمعت كافة قوتها لترفع جسدها.. لكنها شهقت بقوة عندما شعرت بذراع تحملها عن المقعد.. وتطلعت الى مازن لتقول بصوت مرتبك وخائف: انزلني ارجوك..
غمز بعينه لها وقال: لقد مللت الانتظار..
واجلسها الى جواره.. فقالت مها وهي تهز رأسها: يالك من شاب..
قال مازن بابتسامة: انها زوجتي الآن.. لا شأن لأحد بنا..
قالت المصورة في تلك اللحظة وهي تشير الى مازن: اقترب منها من فضلك..
اقترب مازن منها وازداد تورد وجنتي ملاك لتجعلها تزدرد لعابها بارتباك.. واردفت المصورة قائلة: ارفعي رأسك وتطلعي اليه من فضلك..
اشارت ملاك الى نفسها وقالت بحيرة: انا؟..
ضحكت مها قائلة: لا انها تعنيني انا.. اجل انت.. ومن غيرك ستلتقط لها الصور هذا اليوم؟..
قالت ملاك متسائلة: الن تأتي نلنقطي صور معنا ايضا؟..
- بكل تأكيد.. لكن بعد قليل.. الآن تطلعي الى شقيقي كما طلبت منك المصورة..
رفعت ملاك رأسها بهدوء والتفت الى مازن وما ان التقت نظراتهما حتى اسرعت تشيح بعينيها بعيدا.. فقال مازن مبتسما: ملاك.. ماذا بك؟.. لا تتوتري هكذا..
وامسك بذقنها برقة ليدير رأسها اليه ويقول بابتسامة حانية وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: دعيني ارى سحر عينيك واغرق في بحرهما..
انفاس ملاك اخذت تتوتر وقلبها ينبض بقوة.. وهمست قائلة بعفوية: دعني..
تطلع اليها مازن باستغراب قائلا: ماذا؟..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها وجسدها قد بدأ بالارتجاف: لا يمكنني ان اتحمل اكثر من... هذا..قلبي.. اشعر انه سيتوقف..
قال مازن وهو يرفع حاجبيه: اكل هذا خوفا مني؟..
هزت ملاك رأسها بهدوء..(بل عشقا فيك).. عبارة كانت تتمنى ان تنطقها.. لكن لسانها وخجلها لم يطاوعها.. فقالت بصوت خافت: انني اشعر بالارتباك.. التوتر.. لست اعرف..
ترك مازن ذقنها وقال مبتسما: كما تشائين..
التقطت المصورة لهم عدة صور ..ومن ثم توجهت مها لتقف خلف الاريكة التي يجلسان عليها وابتسمت قائلة وهي تميل نحوهما: اتعلمان؟.. لأول مرة اشعر انكما تناسبان بعضكما البعض؟..
التفت لها مازن بطرف عينه وقال: نعم؟.. ماذا قلت؟..
قالت مها مغيرة دفة الحديث: انظر الى المصورة ستلتقط الصورة الآن..
التفت مازن عنها وابتسم بهدوء فالتقطت المصورة الصورة بدورها..وقالت مها في تلك اللحظة: الن تخرجوا للمدعوين؟ .. الجميع ينتظركم بالخارج..
قال مازن وهو يبتسم بسخرية: اذا كنت متلهفة لرؤية حسام .. فاذهبي له..
ظهر الالم جليا في عيني مها.. فانتبه لها مازن وقال: ماذا بك؟ ..
واردف بابتسامة خبث: الم يمتدح جمالك ام ماذا؟..
قالت مها وهي تعض على شفتيها بحزن: انه لم ينظر الي حتى..
عقد مازن حاجبيه وقال: ماذا تعنين بقولك هذا؟.. هل تشاجرتما؟ ..
وكأنه تذكر امرا ما فأردف قائلا: منذ ثلاثة ايام على ما اظن وانت وحسام لستما طبيعيين.. انت ترفضين الذهاب الى النادي.. وحسام حضر مرة واحدة فقط غادر بعدها مسرعا .. واذكر قبل هذا انني رأيته حزينا في النادي.. وانت ايضا دخلت في سرعة الى المنزل ولا رغبة لديك في الحديث الى احد.. فما الذي جرى؟..
اسرعت مها ترسم ابتسامة على شفتيها وتقول: لا شيء.. استمع الي.. اليوم يجب ان تكون سعيدا ولا تشغل ذهنك بأية امور أخرى..
قال مازن بهدوء: لن اتحدث الآن.. لكن بعد الحفل.. ستخبريني بكل شيء..
قالت محاولة ان تبدوا على طبيعتها: بكل تأكيد..
التفت مازن في تلك اللحظة وقال بهدوء: هل نخرج الآن؟..
اجابته ملاك قائلة: كما تشاء.. ولكن...
تساءل مازن قائلا باهتمام: ولكن ماذا؟..
ترددت ملاك طويلا قبل ان تقول وهي تلتفت له وبصوت خافت: ولكن كيف سأدخل على المدعوين؟..
لم يفهمها مازن..في حين قالت مها بابتسامة تأثر: ملاك لا تفكري في هذا الامر.. انت هي انت ولا شأن لأحد بك .. لا يوجد شخص كامل في هذه الدنيا لكل منا نواقصه .. و ...
قاطعها مازن عندما فهم ما تعنيه ملاك: اهذا ما يقلقك حقا؟؟ .. هل تعلمين ان الاميرات سابقا كن لا يتحركن الا وهن جالسات ومحمولات على الاكتاف؟..
قالت ملاك بابتسامة باهتة: في السابق.. وليس الآن.. ثم انهن كن يستطعن السير على اقدامهن بعكسي انا..
امتدت كف مازن لتضغط على كتفها ويقول بابتسامة حانية: ملاك.. كوني شجاعة وواجهي العالم من حولك.. انت لا تعيشين في هذا العالم وحيدة.. قد تلاقين بعض العثرات في طريقك.. ولكن عليك بتجاوزها.. الله تعالى سيكون معك ..ثم نحن ايضا سنكون الى جوارك.. ولن نتركك ..
ابتسمت ملاك بامتنان وقالت بهمس: اشكرك يا مازن..
قال مازن بابتسامة: لم افعل ما يستحق الشكر.. والآن هيا ..
اسرعت ملاك تقول وهي تشير له بكفها: سأجلس وحدي..
ضحك مازن وقال : حسنا.. كما تشائين..
رفعت ملاك جسدها.. والقت به على مقعدها المتحرك ..فقالت مها وهي تقترب منها وتضع يدها على كتفها: هل تسمح لي الاميرة بدفعها حتى الصالة؟..
ابتسمت ملاك واومأت برأسها في خجل.. في حين قال مازن مبتسما: هيا فلنغادر اذا..
قالها وفتح الباب.. ليغادروا ثلاثتهم الغرفة..ومن ثم يتوجهوا الى حيث الحفل..وما ان دخل مازن وملاك ومن خلفهم مها.. حتى بدأت الموسيقى.. موسيقى هادئة وتحرك المشاعر في الآن ذاته.. وتوقف جميع الحاضرون عن الكلام.. ليس بسبب الموسيقى.. بل بسبب العروس التي جاءت جالسة على مقعد متحرك ...
كانت العيون كلها معلقة بملاك.. ولكن معانيها تختلف.. فمنهم من كان يتطلع اليها بشفقة.. ومنهم من كان يتطلع اليها باستغراب او استنكار.. ومنهم من كان يشعر بالغضب او الحنق من ان فتاة مثلها تحصل على شاب مثل مازن وريث عائلة ثرية..
واخذ البعض يتبادلون العبارات المستنكرة مثل..(لم اكن اعلم ان العروس عاجزة.. كل ما سمعته انها ابنة عمه) ..(كيف لأمجد ان يقبل بتزويج ابنه البكر من فتاة كهذه؟) ..(بالتأكيد قد قبل بها شفقة منه.. اما هي فلم تصدق ان شابا وسيما وثريا قد خطبها حتى وافقت..)
لم تكن ملاك تعلم مما يجري حولها.. كانت لا تستطيع حتى ان ترى النظرات الموجهة اليها بسبب ارتباكها وخجلها.. وكل ما فعلته عندما وصلت الى صدر القاعة .. هو انها رفعت جسدها عن مقعدها وجلست على المقعد المخصص لها.. وجلس مازن مجاور لها وعلى شفتيه ابتسامة واسعة..
وقالت مها وهي تميل نحو ملاك: اتريدين شيء ما؟..
هزت ملاك رأسها نفيا.. فقالت مها بابتسامة: حسنا سأحضر خواتم الخطوبة..انتظراني..
قال مازن وهو يغمز بعينه: ويفضل ان لا تأتي انت..
قالت مها وهي تمط شفتيها: عندا فيك سأحضر..
قالتها ومضت عنهم.. فقال مازن وهو يميل على اذن ملاك ويهمس لها: أرأيت؟.. انت اجمل فتيات الحفل هذا اليوم..
توردت وجنتي ملاك بخجل.. فقال مازن مستطردا: اتشكين في هذا؟.. تلفتي حولك.. وابحثي عن فتاة واحدة تفوقك جمالا ..
ازداد تورد وجنتي ملاك وقالت بصوت خافت: مها..
قال مازن بابتسامة حانية: اقسم لك بأنك تفوقينها جمالا..
تقدمت مها في تلك اللحظة.. وهي تحمل علبة قطيفة ذات لون احمر في حجم كفها.. وعلى شكل وردة تجمع ما بين الاحمر بدرجاته..وفتحت العلبة امامهما..
ابتسم مازن وهو يرى نظرات الانبهار في عيني ملاك وقال : هل اعجبك؟..
قالت ملاك باعجاب: رائع جدا..
كان خاتمها من الماس ويستقر في منتصفه ثلاث ماسات بثلاثة الوان مختلفة.. الوردي والازرق والارجواني..اما خاتم مازن فكان من الفضة ما يميزه تصميه الذي يناسب الطبقة الراقية..
التقط مازن خاتم ملاك من العلبة وابتسم لمها قائلا بحنان: عقبالك يا مها..
توردت وجنتي مها بخجل..ولكن لم يلبث خجلها ان اختفى وهي تشعر بقبضة باردة تعتصر قلبها.. عقبالها؟؟.. كيف وحسام يرفض الحديث اليها..او الاستماع اليها حتى ..كيف وهو يتهمها ويشك في مشاعرها تجاهه؟.. التقطت نفسا عميقا وهي تبتسم لمازن وتقول له: مبارك يا مازن واتمنى لك حياة سعيدة مع ملاك..
والتفتت لتقول لملاك: مبارك يا ملاك.. وان حاول مازن مضايقتك ولو بكلمة.. فصدقيني جميعنا سنكون معك..
قال مازن مبتسما: واذا ضايقتني هي؟..
قالت مها مبتسمة: ايضا سنكون معها..
التفت مازن عنها وقال وهو يتطلع الى ملاك ويبتسم برقة: وانا ايضا سأكون معها.. مع اني اشك انها ستضايقني في يوم..
اطرقت ملاك برأسها بخجل.. فقال مازن وهو يمد كفه ويلتقط كفها ويضغط عليها بحنان: ملاك..
التفتت له ملاك وقالت وهي تحاول السيطرة على ارتجافة جسدها وضربات قلبها المتسارعة: ماذا؟..
- تطلعي الي..
حاولت ملاك رفع عينيها لتتطلع اليه.. في حين امسك مازن بالخاتم بيده الاخرى ليلبسها اياه ..وما ان فعل حتى رفع كفها وقبّلها قائلا: مبارك..
شعرت ملاك بتقلصات معدتها وارتجافة قلبها بين ضلوعها.. يكفي يا مازن.. ارجوك يكفي.. صدقني قلبي سيتوقف اليوم.. لم اتوقع يوما ان امر بتجربة كهذه.. لكني اليوم امر بها وعلي ان ارضخ لواقع ان مازن بات زوجي الآن وسيكون الى جواري دائما و...
(ملاك.. هيا.. البسيه خاتمه الآن)
قالتها مها فالتفتت ملاك اليها والتقطت خاتمه باصابع مرتجفة.. وازدردت لعابها مرات متتالية.. كيف ستمسك كفه الآن؟.. هل تستطيع حتى؟..
ولما رآى مازن ترددها هذا.. فهم سر ذلك فرفع كفه من تلقاء نفسه وانتظرها لتلبسه الخاتم.. فعادت ملاك لتزدرد لعابها في توتر وارتباك.. وتطلع اليه بنظرات خائفة ومتوترة.. قبل ان تقرب كفها منه وتلبسه الخاتم باصابع مرتجفة.. وقبل ان تبعد كفها.. امسكها مازن وقال مبتسما: الا يوجد مبارك حتى؟..
قالت ملاك بصوت مرتجف: مـ..مبا..رك..
ابتسم مازن وتركها تجذب كفها .. فقالت مها مبتسمة وهي تلتفت خلفها: والدي وكمال قد جاءا ليباركا لكما .. ولن ادعهما قبل ان يأخذوا صورة معكما أيــ...
صمتت مها بغتة وهي تلمح الشخص القادم من خلفهما.. واحست بقلبها يخفق في شوق وعيناها تتطلعان له بلهفة وكأنها تطلبان منه ان يتطلع اليها كالسابق.. ويلقي على مسامعها كلماته المحبة والعاشقة..
وتقدم امجد في تلك اللحظة ليبارك لمازن ويقول بابتسامة: مبارك يا مازن.. وكما اوصيتك.. ضع ملاك في عينيك..
قال مازن مبتسما: في عيني دون ان توصي يا والدي..
قال امجد وهو يصافح ملاك ويبارك لها: مبارك يا ابنتي.. اتمنى لك السعادة مع ابني مازن..
اما كمال فقد تقدم من مازن ورسم على شفتيه ابتسامة وهو يقول: مبارك يا مازن.. مبارك يا شقيقي.. لكن اعلم ان تضايقت ملاك منك في يوم..فأنا من سيقف في وجهك..
قال مازن وهو يرفع حاجبيه باستغراب مصطنع: هل انا مرعب الى هذه الدرجة؟.. الجميع يوصيني على عدم مضايقة ملاك..
لم يهتم كمال بما قاله والتفت الى ملاك ليبارك لها قائلا بابتسامة صغيرة: مبارك يا ملاك واتمنى لك السعادة من كل قلبي..
ابتسمت ملاك بخفوت وقالت: اشكرك..
بارك لهما حسام بدوره وان كان يختلس النظرات بين الحين والآخر الى مها التي تقف بجوار مازن.. ومن ثم وقفوا جميعا بحوار مازن وملاك.. ليلتقطوا معهم صورة جماعية.. لتكون ذكرى عالقة في الاذهان الى الابد...


 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 07:03 AM   #38 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الثامن والعشرون

(ماذا تقول؟؟.. هل هذه مزحة سخيفة ام ماذا؟؟)
قالها فؤاد بغضب وعصبية وهو يستمع الى ما قاله عادل قبل قليل ..في حين قال عادل بعصبية: ليت الامر كان كذلك.. هذا ما حدث.. ولا اعلم ما الذي يمكنني فعله الآن؟..
قال فؤاد بحدة: انت من ارخيت له الحبل منذ البداية.. لو انك هددته بأن عدم موافقته تعني خسارته للشركة..لما استطاع ان يرفض او يترك حرية الاختيار لملاك.. لكانت ملاك في قبضتنا الآن.. لكن ماذا عساي ان اقول؟.. سوى انك تضيع منا الفرص بحماقتك..
قال عادل بحدة: ما حدث قد حدث الآن.. اخبرني ماذا نفعل؟..وما رأيك لو نفسد الحفل؟..
قال فؤاد بضيق: لقد تم عقد القران.. ولا فائدة من افساد الحفل .. حتى وان اردنا ذلك فذلك سيؤثر على سمعتنا.. فأقل شيء يصيب امجد شريكنا سيعود علينا بالضرر..
- اذا ما العمل؟..
- دعني افكر قليلا..
صمت قليلا ومن ثم قال وقد خطرت على ذهنه فكرة ما: امجد لن يفيدنا الآن.. ما رأيك ان نحاول مع مازن؟..
قال عادل بحنق: الا تعرف ان مازن هو اشد ابناء امجد عنادا؟.. لن يرضخ لما سنقوله له..
قال فؤاد وابتسامة خبيثة تتراقص على شفتيه: من قال اننا نحن من سنتحدث؟.. المال سيتحدث عوضا عنا..
- اتعني ان نحاول اغراءه بالمال ؟..حتى يترك ملاك..
- هذا اولا فحسب.. سنحاول اغراءه بشتى السبل ليس المال وحسب.. بل الاملاك ايضا.. او ربما فتاة.. فبالتأكيد أنت تعرف ان مازن ذا علاقات عديدة مع الفتيات..
قال عادل وهو يزفر بحدة: اتظن انه سيوافق؟..
- سنحاول ولكن من سوء حظه ان لا يفعل.. فحينها سنتبع طرق اخرى تضعه هو وعائلته في مشاكل هو بغنى عنها..
قال عادل وهو يعقد حاجبيه: هل لك ان توضح لي الامر اكثر يا...
(والدي .. اريد نقودا)
التفت عادل بملل الى احمد وقال بضجر: ليس الآن انتظر حتى انهي مكالمتي الهاتفية اولا..
قال احمد وهو يضع كفه في جيب بنطاله: فليكن..
تحدث عادل لبضعدقائق اخرى وقال متحدثا الى فؤاد: حسنا .. اجل.. .الا ترى اننا نضغط عليهم هكذا؟... كما تشاء...الى اللقاء..
والتفت الى احمد وملامح وجهه تحمل الضيق.. فقال احمد متسائلا: ماذا حدث يا والدي؟..
التفت له والده وقال بعصبية: افرح الآن..لقد حدث ما كنت تريده..
قال احمد ببرود: وماهذا الذي اريده؟..
قال والده بعصبية اكبر: عدم الزواج بملاك.. ها انتذا لن تتزوجها ولن تحصل على قطعة نقدية واحدة من املاكها.. ستصبح كلها لشخص آخر..
قال احمد بابتسامة: حقا ياله من خبر.. لقد ازحت عن كاهلي هم هذه العاجزة..
قال والده وهو يتطلع اليه بنظرات غاضبة ومستنكرة: ايها الاحمق .. لقد ضاعت املاكها من بين يدينا.. وانت تفكر في هذا الامر التافه..
قال احمد بلا اهتمام: ومن تزوجت؟.. لم تخبرني بذلك..
في نفس تلك اللحظة كانت ندى تقترب من الردهة وهي تشرب كأس من العصير.. وسمعت والدها يقول في تلك اللحظة: وهذا ما يحنقني اكثر.. ان تتزوج ملاك تلك العاجزة من مازن ابن عمك..
سقط الكأس دون شعور من بين يدي ندى ليسقط على الارض وتتساقط محتوياته ويتحطم بدوي مرتفع.. ودون ان تهتم ندى لما حدث.. ودون ان تهتم لنظرات الاستغراب والدهشة في عيني والدها واحمد..اندفعت نحو والدها وامسكت بسترته قائلة بانفعال: ماذا قلت يا والدي؟؟.. بالتاكيد انت تمزح؟ ..انت لا تعني مازن ابن عمي اليس كذلك؟.. لا يمكن لمازن ان يتزوج.. لأنه سيتزوجني انا.. اليس كذلك؟..
تطلع لها والدها باستغراب شديد وذهول.. فاردفت ندى بانفعال اكبر وهي تصرخ: اليس كذلك؟.. اجب يا والدي .. لا يمكن ان يتزوج مازن تلك العاجزة.. لا يمكن..
قال والدها وهو يمسك بكتفيها بقوة: ندى اهدئي ..ماذا جرى لك فجأة؟..
قالت ندى وعينيها تترقرق فيهما الدموع: قل ان هذا ليس حقيقي يا والدي.. منذ طفولتي وانت تقول ان مازن لي وانا لمازن.. فلم يتزوج من تلك العاجزة؟.. لم؟..
قال والدها بضيق: كلنا نجهل السبب.. لكن صدقيني سينفصل عنها ويطلقها قريبا..
قالت ندى وهي تمسك ذراعي والدها بأمل ولهفة: حقا يا والدي؟ .. سيطلقها؟..
اومأ والدها برأسه وقال بابتسامة: بالتأكيد.. ثقي بهذا..
قالت ندى بلهفة: وسيتزوجني انا.. اليس كذلك؟..
صمت والدها دون ان يعلق في حين قال احمد بضيق: ندى.. ليس من المناسب ان تقولي مثل هذا الكلام..
قالت ندى وهي تلتفت له وتقول بحدة: لا شأن لك.. لا تتدخل ..
والتفتت الى والدها وقالت: والدي..سيتزوجني انا بعدها اليس كذلك؟.. انني افضل من ملاك الف مرة.. على الاقل لست عاجزة.. ولست افكر بسذاجة مثلها..
قال والدها وهو يضعة يده على كتفها بمكر: يمكنك ان تجعلي الامر كذلك..
- ماذا تعني؟.. لم افهم..
- اعني انه بامكانك ان تجعليه يتزوجك انت بعد ان يترك ملاك ..
قالت ندى بحيرة وهي تمسح دموعها: وكيف؟..
قال امجد بابتسامة: انتن الفتيات تستطعن الحصول على أي شيء اذا اردتن ذلك..
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي ندى وقالت: لقد فهمتك يا والدي ..
اما احمد فقد قال بضيق: والدي ما دامت ملاك قد تزوجت.. فكما وعدتني انت وعمي اريد ان اذهب لخطبة مها..
قال والده بحنق: اصبر قليلا.. ربما تنفصل ملاك عن مازن.. واملاكها كلها تصبح تحت يديك..
قال احمد وهو يزفر بحدة: سأتزوجها ايضا ان حدث وانفصلت عن مازن..
قال والده وهو يتنهد: وربما لا توافق حينها..
- ومن قال انها وافقت الآن .. اهم شيء يا والدي هو ان تجعل من الموافقة امرا محسوما.. لا يمكن التراجع عنه..
التفت والده عنه وقال: فليكن.. سأذهب لخطبة مها لك كما تريد .. ولكن ليس هذه الايام..على الاقل حتى يمكننا ايجاد حل لارتباط مازن بملاك..
قالت احمد بابتسامة: لا يهم والدي.. المهم ان تذهب لتخطب مها لي .. وهذه المرة لن ندع لهم مجالا للرفض او التفكير..
واردف بحقد متحدثا الى نفسه: وسأنتقم منها شر انتقام..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ابتسم مازن ابتسامة واسعة وهو يفكر في كل ما جرى اليوم .. في كل لحظة جمعته بملاك طوال الحفل.. تذكر ابتسامتها وبرائتها.. خجلها ورقتها.. وارتجافة كفها بين اصابعه كلما امسك بها..
واتسعت ابتسامته وهو يراها تدخل الى غرفة الجلوس على مقعدها المتحرك.. ومها من خلفها تدفعها وتقول:طوال الحفل وانت معه وقبله كذلك.. الم تملي منه؟..
اطرقت ملاك برأسها بخجل ولم تعلق .. في حين قال مازن وهو يرفع حاجبيه: وما شأنك انت؟.. هيا اخرجي واغلقي الباب خلفك..
اخرجت مها له لسانها وقالت: لن اخرج.. وارني ما ستفعله..
قال مازن وهو يتطلع الى ملاك: ما رأيك هل القي بها من النافذة؟ .. ام ارمي بها خارج المنزل؟ .. ام اكتفي بجرها من شعرها الى خارج الغرفة؟.. ام...
قاطعته مها قائلة: لحظة ..لحظة.. تلقي بمن؟..الا تلاحظ انك بت تتصور المستحيل هذه الايام..
قال مازن وهو يغمز بعينه: نابليون قال لا يوجد ما هو مستحيل.. لهذا ان اردت يمكنك تجربة هذا المستحيل كما تقولين..
قالت مها وهي تشعر بالنعاس: الوقت الآن متأخر وسأذهب للنوم.. سأجرب في يوم آخر..
قال مازن وهو يلوح لها بيده: هيا الى الخارج رجاءا.. لا اريد رؤيتك..
تطلعت له مها بنظرة متهكمة.. ومن ثم واصلت طريقها لتغادر غرفة الجلوس..وما ان فعلت حتى قال مازن مبتسما: اقتربي.. لم انت بعيدة هكذا؟..
قالت ملاك مرددة: بعيدة؟؟..
وتطلعت الى المسافة التي تفصلها عنه كانت حوالي المتر الواحد .. وتوردت وجنتيها بخجل وهي تحرك عجلات مقعدها وتقترب منه بضع سنتيمترات.. فقال مازن بسخرية: اتعبت نفسك عزيزتي ..لم اقتربت الى هذه الدرجة؟.. لا اجد مسافة لتحريك قدمي حتى..
اتسعت عينا ملاك وقالت باستغراب: ماذا؟..
هز مازن رأسه وقال وهو يكاد يضحك: لا شيء.. فقط اقتربي اكثر..
قالت ملاك ببراءة: اقتربت..
قال مازن مواصلا في سخريته: اتعلمين احتاج الى الحديث معك على الهاتف حتى اسمع صوتك من هذه المسافة؟. هيا.. كفاك دلالا واقتربي..
احست ملاك بالاحراج واقتربت قليلا ايضا.. فقال مازن وهو يبتسم ابتسامة واسعة: اتعرفين ما الحل في رأيي؟..
قالها ونهض واقفا ليقترب منها.. وما ان رأته ملاك يميل نحوها حتى فهمت الامر.. وهتفت به قائلة: مازن.. ارجوك لا تفعل..
حملها مازن بين ذراعيه دون ان يهتم برجاءها وهو يضحك: لقد مللت.. ان كنت ستقتربين هذه المسافة كل دقيقة ستصبحين قريبة مني بعد ساعة..
توردت وجنتي ملاك بحمرة قانية من شدة الخجل والارتباك.. واجلسها مازن الى جواره.. في حين التقطت ملاك انفاسها وهي تشعر ان الهواء قد اختفى من رئتيها..فقال مازن مبتسما: مابك؟.. وكأن احدهم كان يجري خلفك..
قالت ملاك وهي تحاول ان تنظم من انفاسها: لا تفعل هذا مرة اخرى..ارجوك..
قال مازن متسائلا: ولم؟..
قالت ملاك وهي تشيح بنظراتها: اشعر.. بأنني غير قادرة على.. الذهاب اينما اريد.. بل على احد ان يـ...
قاطعها مازن قائلا: ماهذا الكلام؟.. أأنا أي احد بالنسبة لك؟..
قالت ملاك بتوتر وارتباك: لا ولكن اريد ان اتصرف دون مساعدة من احد..
ابتسم مازن وقال وهو يضغط على كفها بحنان: فليكن يا ملاكي..
التفتت له ملاك بدهشة وارتفع حاجباها دلالة عليها.. ولكنها اسرعت تطرق برأسها في خجل.. فقال مازن وهو يمسك بذقنها ويرفع رأسها اليه هامسا: ملاك.. عزيزتي.. لا اعرف ماذا اقول سوى انك اليوم تبدين رائعة..رائعة جدا..
ازدردت ملاك لعابها بارتباك..وحاولت ان توقف ارتجافة جسدها.. فقال مازن مردفا بابتسامة: ولدي شيء لك..
- شيء؟؟..
قال مازن بابتسامة: اغمضي عينيك..
قالت ملاك بعدم فهم: ولماذا اغمض عيني؟..
قال مازن بملل: اغمضيها وكفى..
اغمضت ملاك عينيها ومن ثم قالت بعد فترة من الصمت: اافتحها الآن؟..
قال مازن مبتسما: يمكنك ذلك..
فتحت ملاك عينيها ببطء.. لترى امامها علبة على شكل قلب قد فتح غطاءها امامها لتظهر.. عقد من الماس واستقر في منتصفه حرف m""..فقال مازن متسائلا: ما رأيك؟..
قالت ملاك وعيناها تلمعان ببريق الاعجاب: رائع..بل اكثر من رائع..
قال مازن وهو يخرجه من العلبة : انه لك.. ارتديه..
قالت ملاك بخجل وامتنان: اشكرك كثيرا..
التقطته منه لترتديه ومن ثم قالت وهي تتطلع اليه وابتسامة على شفتيها: انه رائع وخصوصا الحرف الاول من اسمي.. يبدوا جميلا جدا وهو مرصع بالماس و...
قاطعها مازن قائلا: لحظة ماذا قلت؟..
قالت ملاك بحيرة: يبدوا جميلا جدا و...
قال مازن في سرعة: قبل ذلك..
قالت ملاك وحيرتها تزداد:يبدوا رائع وخصوصا الحرف الاول من اسمي..
قال مازن بسخرية: ومن قال انه الحرف الاول من اسمك..
قالت ملاك متسائلة: اذا؟..
قال مبتسما وهو يغمز بعينه: انه الحرف الاول من اسمي انا..
تطلعت له ملاك باستغراب ثم ما لبثت ان ابتسمت وقالت: لقد اقلقتني ظننت اني قداخطأت فيما قلته..
قال مازن وهو يمسح على شعرها بحنان: ابدا.. لم تخطأي انه الحرف الاول من اسمك واسمي معا..
ابتسمت ملاك بخجل.. في حين اقترب مازن منها ليقبل جبينها ومن ثم يقول بابتسامة واسعة: يبدوا العقد رائعا عليك و...
بتر مازن عبارته بغتة وهو يتطلع الى القلادة التي تحمل شكل قلب يتوسطه قلب متأرجح..وعقد حاجبيه بضيق.. اما ملاك فلم تنتبه لما قاله وقالت وهي تشعر بحرارة جسدها وقلبها الذي بات ينبض بقوة وسرعة: حقا؟..
لم يجبها مازن بل قال بهدوء: لابد وانك متعبة الآن.. سأتركك لترتاحي وتنامي..
ورسم على شفتيه ابتسامة باهتة قبل ان يمسك بكفها ويرفعها الى شفتيه ويقبلها.. ومن ثم يقول بصوت هادئ: تصبحين على خير ..
قالت ملاك وقلبها يرتجف بين ضلوعها: تصبح على خير..
كاد مازن ان ينهض من مكانه تاركا اياها.. لكنه انتبه في تلك اللحظة ان مقعدها بعيدا عنها..فقال وهو يقرب منها المقعد: هيا اجلسي وحدك ولن اساعدك..
رفعت ملاك جسدها من على المقعد لتلقي به على مقعدها المتحرك وهمست قائلة: شكرا لك..
((من انت؟))
((انا اسمي ملاك))
((وانا مازن.. مع من جئت الى هنا؟))
((مع ابي))
هز مازن رأسه بقوة بعد ان دارت في ذهنه تلك العبارات والحوارات التي تنشأ من العدم.. والتي يشعر بأنها محفورة بذهنه منذ زمن بعيد.. اذا هي ملاك حقا!.. ملاك تلك الطفلة التي اسمع عباراتها في ذهني.. ملاك التي اصبحت اليوم زوجتي..
اوصلها الى غرفتها ومن ثم قال مبتسما: اراك غدا.. نامي جيدا..
قالت ملاك بخجل: وانت ايضا..
ابتسم مازن قبل ان يلتفت عنها ويصعد الطابق العلوي الى حيث غرفته..ومن ثم يدلف اليها و يقترب من فراشه ليلقي بجسده عليه بتعب.. قبل ان يلتقط نفسا عميقا ويقول بابتسامة شاحبة: اذا في النهاية قد كانت تلك الطفلة هي..ملاك.. كما ظننت..او ربما احسست..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت مها الى هاتفها المحمول.. ومن ثم الى ساعة يدها.. التي كانت تشير الى الثانية بعد منتصف الليل.. يا ترى ألا يزال حسام مستيقظا حتى الآن؟..لقد اشتقت اليه كثيرا وخصوصا بعدما رأيته اليوم في الحفل..بدى وسيما جدا .. متألقا بشخصه وبحضوره و...
وتركني وذهب الى تلك الفتاة.. لماذا؟.. لماذا يا حسام؟؟ .. الم اعد اعني لك شيئا؟.. انسيتني بهذه السهولة؟..
و التقطت نصف القلب من جوار فراشها وقالت وغصة تملأ حلقها: انسيت الحب الذي يجمعنا؟.. انسيت الوعد الذي قطعته لك؟.. كيف تفكر ان بامكاني استبدال حبك بذلك الحقير احمد.. اين انت واين هو؟.. انت كل شيء في حياتي وهو لاشيء.. لا شيء..
ترددت وهي تتطلع الى رقم هاتفه على شاشة هاتفها..أتتصل به؟.. لقد حاولت مئات المرات من قبل ولم يجبها.. الآن سيفعل؟.. ربما.. فلتحاول..
توقفت فجأة عن ضغط زر الاتصال وقالت بقلق: ربما يكون نائما الآن.. سأرسل له رسالة قصيرة.. ربما حينها يفهم موقفي ويجيب على اتصالاتي..
اسرعت تكتب رسالة تقول (اشتقت اليك كثيرا يا حسام ..لم انسى الحب الذي جمعنا في يوم.. لقد كنت مخلصة لحبك دائما ولم افكر يوم في خيانته.. واقسم لك ان احمد لاشيء بالنسبة لي.. حسام انت تظلمني وتقسو في حكمك علي..انا التي كنت اعتبرك اكثر الاشخاص حنانا علي .. ولم اتخيلك قاسيا ابدا..اراك اليوم تقسو علي انا..انا لا اطلب منك سوى فرصة..فقط فرصة اشرح لك فيها كل شي..ولست اطلب اكثر من هذا)..
ارتجف اصبعها وهي تضغط زر الارسال.. والتقطت نفسا عميقا وهي تلقي بنفسها على فراشها..
وعلى الجانب الآخر كان حسام قد انتهى من الاستحمام لتوه وقد سمع نغمة هاتفه المحمول يعلن وصول رسالة قصيرة..فتوجه اليه والتقطه .. ليفتح الرسالة ويبدأ في قرائتها و... عقد حاجبيه بضيق وهو يقرأ كلماتها..وان آلمه قلبه وهو يراها لا تزال تحاول الاتصال به.. ان كانت حقا مهتمة بأحمد فلم تكن لتحاول كل هذا الوقت للاتصال بي.. ولكن ربما تكون مجرد خدعة منها لتستميل قلبي اليها و... لا مها لن تفعلها ..سأجيب عن مكالمتها اذا اتصلت.. لكني لن اتصل بها.. فلتتصل هي مادامت تريد هذه الفرصة.. ولأرى ماذا ستقول او ماذا ستشرح؟..
مها التي ظلت مترددة لا تعلم ان كان يمكنها الاتصال به او انه نائم في هذا الحين..انتظرت خمس دقايق دون جواب منه.. وعادت لتتطلع الى الساعة بقلق.. ربما لم يرى رسالتها القصيرة بعد.. ستتصل به فربما يلمحها وستغلق الهاتف بعد رنين قصير فحسب..
اقتنعت بهذه الفكرة وضغطت زر الاتصال.. وكأن حسام لم يصدق.. فقد التقط هاتفه في سرعة واجابه قائلا: الو..
ارتبكت مها بشدة فلم تكن تتوقع ان يجيب على الهاتف ..ولكنها فرحت بداخلها لانه اجاب على الهاتف اخيرا.. كم اشتاقت لسماع صوته.. وقالت بصوت مرتبك: الو..
قال حسام عامدا: من المتحدث؟..
آلمها عدم معرفة حسام لها وقالت وهي تشعر بغصة في حلقها: هل مسحت اسمي من هاتفك؟.. كما حاولت ان تمسحني من حياتك..
قال حسام بخشونة: الم تحاولي فعل المثل ايضا؟..
قالت مها بصوت متحشرج: انت تظلمني.. اليس لديك الثقة بي حتى؟..
قال حسام بعصبية خلفها تذكره لجلوسها مع احمد على تلك الطاولة: اثق بماذا بالضبط؟.. اثق بك انت تتحدثين معه عن الحب والزواج؟.. ام اثق بك وانت تجالسينه ذات الطاولة؟.. ام اثق بك وانت تتركينه يمسك كفك بكل حرية.. اخبريني بماذا اثق؟..
قالت مها بحدة: كفاك ظلما واستمع الي.. هو من ارسل لي رسالة قصيرة يطلب مني القدوم فيها الى النادي لأمر هام و...
قاطعها حسام قائلا بغضب: ولماذا ذهبت وحدك؟.. اخبريني ان كنت صادقة.. لماذا لم تطلبي مني القدوم معك؟.. او من شقيقيك ذلك؟..
قالت مها بتردد: لقد اعتقدت انك لن تقبل ان اذهب لرؤيته.. ومازن وكمال لن يهتما بالمجيء معي..
قال حسام متسائلا بعصبية: ولم لا اقبل؟..
قالت مها بتردد اكبر: لانك تكرهه..
قال حسام بانفعال: وانت تحبينه ولا تقبلين ان لا تقابليه او...
قاطعته مها بعصبية: حسام لا اسمح لك.. لقد تجاوزت حدودك ..
قال حسام بغضب: من منا الذي تجاوز حدوده ؟..انا ام انتي؟ ..
قالت مها بعصبية اكبر: اخبرتك انه هو من امسك بيدي على حين غفلة مني..
انفعل حسام وقال: اتظنينني ساذجا الى هذه الدرجة؟..
ترقرقت الدموع في عيني مها واختنقت الحروف في حلقها.. لكنها استجمعت شجاعتها وقالت بصوت متحشرج: لو كنت تثق بي لما قلت هذا الكلام.. لما شككت بي وبحبي لك؟.. لكن يبدوا ان ثقتك بي معدومة وما دام مجرد موقف رأيته قد جعلك تشك بأخلاقي..فاعلم ان حياتنا ستكون مستحيلة في المستقبل.. فمن الافضل ان نتوقف هنا ..
قال حسام وقد عقد حاجبيه بحدة: ماذا تعنين؟؟..
قالت مها وهي تشعر انها تقتل نفسها بالكلمات التي ستنطقها: ان ننهي علاقتنا.. نكون اقارب فقط..
صمت حسام للحظة مبهوتا.. وهو يشعر بالصدمة من كلماتها ومن ثم قال وهو يصرخ بانفعال: لكي تذهبي له.. اليس كذلك؟..
قالت مها بغضب وغيرة: بل لتذهب انت لها..
قال حسام بصوت حاد: من تعنين؟؟..
- الحسناء التي كنت تتحدث اليها هذا اليوم..
قال حسام بسخرية مريرة: الآن فقط شعرت بألم ان تري من تحبين يجلس مع سواك..
قالت مها مدافعة عن نفسها: انا لم اكن متعمدة.. اما انت فبلى..
قال حسام وهو يزفر بحرارة: يكفي يا مها.. ارجوك لا اريد ان اتذكر ما حدث..
قالت مها ودموعها تسيل على وجنتيها: انا اعلم ما تريده جيدا .. تريد ان تنهي علاقتنا وتبدأ مع تلك الحسناء علاقة جديدة.. تبحث علي أي خطأ اقوم به حتى تنهي كل شيء بيننا..
قال حسام بحنق: بلهاء وستظلين كذلك..
هتفت مها بصوت متحشرج: انت الابله..ولست انا..تصدق أي شيء وتفسره على هواك وكما تشاء.. ان كنت قد اخطأت في ذهابي الى احمد دون ان اخبرك.. فأنا اعتذر عن ذلك.. ولكن ليس من حقك اتهامي والشك في اخلاقي..
قال حسام وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره بعصبية: مها ارجوك كفى..لا احتمل ان اسمع اسم هذا الحقير على لسانك..واخبريني ماذا تريدين الآن؟.. لاني متعب واريد ان انام..
قالت مها بغضب: لا اريد شيئا منك.. ولتنم اسبوعا كاملا ..لن يهمني...
قالتها واغلقت الهاتف في وجهه.. في حين ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي حسام وهو يقول: احبك ايتها البلهاء.. لكن كيف لي ان اغفر لك جلوسك مع ذلك الحقير وحدكما وتركك له ليتحدث معك في الحب والزواج.. انت نفسك لم تغفري لي حديثي مع سواك.. اتظنين انه يمكنني ان انسى بهذه السهولة؟.. ليت النسيان كان في يدي..لكنت اول شخص ينسى كل ما حدث.. ويأتيك جريا ليطلب منك ان تقبلي بحبه والارتباط به...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
(مازن.. انهض.. الم يكفيك كل هذه الساعات التي استغرقت فيها بالنوم؟)..
فتح مازن احد عينيه بتعب وقال بصوت ناعس بعد ان ميز صوت مها التي تقف بالقرب من فراشه: اخرجي ايتها المزعجة.. اريد ان انام..
قالت مها وهي تضع يدها عند خصرها: اتعلم كم الساعة الآن؟.. انها الثانية عشرة.. الم تنل كفايتك من النوم بعد؟ ..
فتح مازن كلتا عينيه وقال بدهشة: الثانية عشرة ؟..ولماذا لم يوقظني والدي للذهاب معه الى الشركة؟..
قالت مها مبتسمة: لقد حصلت على اجازة مدتها ثلاثة ايام من والدي بمناسبة عقد القران..
اعتدل مازن في جلسته وقال وهو يتثاءب: جيد.. لقد حصلنا على فائدة من وراء هذا الزواج..
قالت مها وهي تعقد حاجبيها: اترى الفائدة من هذا الزواج هي هذه الاجازة فحسب؟..
لم يعلق مازن ونهض من مكانه ليدلف الى دورة المياه ويغيب بداخلها لدقائق..وعندما خرج لمح مها وهي تجلس على فراشه غارقة في افكارها.. فقال وهو يدعك شعره بالمنشفة: ما الامر يا مها؟..
رفعت مها رأسها اليه وقالت بشرود: اجل.. اجل..
قال مازن باستغراب وهو يقترب منها: أي اجل هذه؟.. لقد سألتك ما بك؟..
قالت مها وهي تنفض شرودها عنها: لاشيء..
ازاح مازن المنشفة عنه ورماها على المقعد.. ومن ثم اقترب منها وقال : بالامس قد وعدتني ان تخبريني بما بك بعد انتهاء الحفل .. ام انك قد نسيت؟..
قالت مها بتردد: لا.. ولكن...
بترت عبارتها ومن ثم اردفت بمرح: لكن الامس قد مضى .. لهذا فلن اخبرك..
قال مازن بضيق: مها ليس لدي وقت للف او الدوران..اذا كان لديك شيء.. فقوليه الآن..
قالت مها بتوتر وهي تحاول ان تلهي نفسها بأي شيء امامها: سأخبرك.. واحكم انت على الموقف..
قال مازن بحنق: تحدثي يا مها دون هذه المقدمات التافهة..
التقطت نفسا عميقا ومن ثم قالت: حسام..انه يشك بي..
-اوضحي اكثر..
قالت مها في سرعة وكأنها تود الدفاع عن نفسها:لقد شك بي لمجرد انه رآني جالسة مع احمد.. وهذا الاخير لم يتركني وشأني ابدا.. لقد اخذ يتحدث عن حبه لي ورغبته في الزواج مني.. لكني اوقفته عن مواصلة كلامه..
قال مازن بحدة وغضب: الا يعتق احدا احمد هذا؟.. سيحب من وسيتزوج من؟..
قالت مها بدهشة: ماذا تعني؟.. هل عرض الحب او الزواج على فتاة غيري قبل الآن؟..
ارتبك مازن وخصوصا ان هذا الموضوع لا تعرف عنه مها شيئا .. ولا يريدها ان تعرف والا علمت السبب الرئيسي الذي اجبره على الزواج من ملاك.. وقال متهربا من الموضوع وهو ينهض من مكانه: سأحاول الحديث مع حسام.. لا تقلقي.. انا اعلم جيدا ان الشخص الذي يهمك ليس هو احمد ابدا..
ارتجف قلب مها وقالت وهي تزدرد لعابها بارتباك: ماذا تقول؟ ..
ابتسم مازن ومن ثم قال مغيرا دفة الحديث: اين ملاك؟.. الا تزال نائمة ايضا؟..
هزت مها رأسها نفيا وقالت وهي تبتسم وتسير باتجاه باب الشرفة الزجاجي ومن ثم تتطلع من خلاله وتقول: انها تجلس هناك منذ ساعة..
نهض مازن من مكانه وابتسم وهو يتطلع من خلال باب الشرفة بدوره.. واتسعت ابتسامته وهو يلمح شرود ملاك وهي تتطلع الى السماء الملبدة بالغيوم.. وقال وهو يلتفت الى مها: هل لك الآن ان تخرجي من الغرفة حتى اغير ملابسي؟..

في الجانب الآخر.. التقطت ملاك نفسا عميقا وهي تتطلع الى الزهور من حولها والى الطيور التي ترفرف في السماء بكل حرية..وارتسمت ابتسامة على شفتيها وهي تقترب من حوض الزهور وتداعب الازهار بكل رقة.. ومن ثم شردت في تفكيرها بحفل امس..حفل عقد قرانها على مازن ..جلوسها معه وقربه منها .. ولمسته الحانية لكفها..
وتطلعت الى كفها لا شعوريا مع تذكرها للمسته ومن ثم العقد الذي اهداه لها و...
وشعرت بيدين تغلقان عيناها فجأة.. وبدأت خفقات قلبها بالتسارع وانفاسها بالتلاحق عندما عرفته من رائحة عطره المميز..ومن لمسة يديه التي شعرت بهما تشعلان في جسدها حرارة غير طبيعية.. وسألها مازن قائلا بمرح: من انا؟..
قالت ملاك بتلعثم: مازن..
قال مازن وهو يزيح كفه ويتطلع اليه بابتسامة مرحة: يا الهي.. كيف عرفت؟..
التفت له ملاك وكادت ان تنبس بقول شيء ما.. لكنها تطلعت اليه ورأته يرتدي بنطال من نوع الجينز مع فميص رمادي اللون ..وكان يرتدي قبعة ايضاعلى غير عادته.. فقالت يتردد: تبدوا مختلفا قليلا اليوم..
رفع مازن حاجبيه وقال متسائلا: ولم؟..
ومن ثم اشار الى القبعة ليردف: اتعنين القبعة؟..
اومأت ملاك رأسها بخجل.. فقال مازن مبتسما: الأني ارتدي قبعة بدوت مختلفا؟.. حسنا اذا...
بتر عبارته ونزع القبعة من على رأسه ووضعها على رأسها ليقول مبتسما: هكذا انت من بدوت مختلفة..
توردت وجنتي ملاك واسبلت جفنيها بخجل.. وقال مازن في تلك اللحظة: الا زلت تتطلعين الى الطيور والزهور؟..
قالت ملاك بابتسامة حالمة: احب ان ابقى مع الطبيعة لوقت طويل واتبادل معها الاحاديث.. لاني اعلم انها لن تتضايق مما سأقوله ..
قال مازن وهو يغمز بعينه: يمكنك الحديث معي ايضا.. فأنا لن اتضايق منك كذلك..
قالت ملاك بتوتر: لكني مع الطبيعة اتحدث بكل حرية ودون حواجز..
قال مازن متسائلاا بخبث: وخذي حريتك وانت تحادثيني ايضا..
قالت ملاك وهي تطرق برأسها بخجل: لا اظن ان بامكاني ذلك ..
قال مازن متسائلا باهتمام وهو يهبط الى مستواها: ما رأيك ان تغيري مكانك اذا؟..
تطلعت له ملاك بتساؤل واستغراب فقال مردفا بابتسامة وهو يعيد التقاط قبعته من على رأسها ويضعها على رأسه: ما رأيك لو نتناول طعام الغداء اليوم في مطعم مثلا؟..
ارتجف قلب ملاك لفكرة ان تكون معه لوحدهما يتبادلان الاحاديث في المطعم.. لكن مع هذا شعرت بالسعادة لكونه قد عرض عليها ذلك..واستجمعت شجاعتها لتقول: لا بأس .. انا ...
قاطعها صوت رنين هاتف مازن .. فأخرجه من جيبه وتطلع الى شاشته.. ولأن ملاك كانت قريبة منه استطاعت ان تلمح اسم (رشا) الذي كان يضيء على شاشته....
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛




 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 07:24 AM   #39 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء التاسع والعشرون
"حل"

ارتجف قلب ملاك لفكرة ان تكون معه لوحدهما يتبادلان الاحاديث في المطعم.. لكن مع هذا شعرت بالسعادة لكونه قد عرض عليها ذلك..واستجمعت شجاعتها لتقول: لا بأس .. انا ...
قاطعها صوت رنين هاتف مازن .. فأخرجه من جيبه وتطلع الى شاشته.. ولأن ملاك كانت قريبة من مازن استطاعت ان تلمح اسم (رشا) الذي كان يضيء على شاشة هاتفه....
وارتفع حاجباها بدهشة وشعرت بقلبها ينقبض بضبق وغيرة.. وقالت بصوت حاولت ان تجعله طبيعيا قدر الامكان وهي ترفع رأسها الى مازن: مازن .. من هي رشا؟..
لم يتوقع مازن انها لمحت الاسم على شاشة هاتفه فقال في سرعة وهو يعتدل وينهض واقفا: رشا؟.. اجل انها احدى المعجبات التي اخبرتك عنهن..
قالت ملاك بشك: وايعرفن جميعهن رقم هاتفك؟..
قال مازن بابتسامة باهتة: يمكنهن الحصول عليه من النادي.. لحظة سأجيب عليها واعود اليك..
قالت ملاك بتساؤل وقد اخذ الشك يغزو قلبها اكثر واكثر: ولم لا تجيب عليها هنا؟..
قال مازن بابتسامة : كما تريدين آنسة ملاك.. سأجيب عليها هنا..
واجاب على الهاتف الذي اكتفى من كثر الرنين وقال بهدوء: الو .. اهلا رشا..
جاءه صوت رشا الذي يمتلأ رقة ودلالا وهي تقول:اهلا مازن .. كيف حالك؟..
قال مازن برسمية لان ملاك بجواره ويخشى ان تشك بأي امر متعلق بعلاقاته: بخير..
قالت رشا متسائلة باهتمام: ستأتي اليوم الى النادي كالعادة.. اليس كذلك؟..
قال مازن بنفي: لا.. لن يمكنني القدوم اليوم..
قالت رشا بقلق: لم ؟.. مابك؟..
- لاشيء.. ولكني مشغول قليلا..
استغربت رشا رسميته.. حتى انه لم يمازحها كعادته.. فقالت بهدوء: يبدوا انك مشغول الآن.. سأحادثك في وقت لاحق..
قال مازن وهو يتطلع الى ملاك التي كانت تتطلع اليه بنظرات متضايقة: لا بأس .. الى اللقاء..
قالها واغلق الهاتف دون ان يسمع جوابا من رشا.. وما ان فعل حتى قالت ملاك متسائلة بغيرة: لم اتصلت بك؟..
قال مازن وهو يحك ذقنه وعلى شفتيه ابتسامة: لقد سألتني ان كنت سآتي الى النادي ام لا..
وقبل ان تسأل ملاك أي سؤال آخر.. قال مازن وهو يتطلع اليها: هه يا ملاك.. الن تقبلي دعوتي وتأتي الى المطعم لنتناول طعام الغداء معا؟..
وكأن ملاك قد نست محادثته الى رشا فقالت بخجل: بلى.. دقائق فقط اغير ملابسي واعود..
ابتسم مازن لها وقال وهو يراها تحرك مقعدها: خذي وقتك..
رآها تبتعد عنه وهي تدفع عجلات مقعدها.. والقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يلتفت عنها ويسير بأي اتجاه في انتظار ملاك.. ولمح في تلك اللحظة كمال يدلف من الباب الخارجي ويتطلع اليه بنظرة باردة فقال مازن وهو يعقد ساعديه امام صدره: ما بك؟.. لم تنظر الي هكذا؟..
قال كمال ببرود دون ان يهتم بالاجابة على اسألته: كيف حالك انت وملاك؟..
قال مازن بابتسامة وان اثار سؤال كمال حيرته: احوالنا افضل من ممتازة وسأخرج معها بعد قليل لنتناول طعام الغداء في مطعم ما.. لم تسأل؟..
قال كمال وهو يلتفت عنه: حتى تنتبه لتصرفاتك ولا تفضح نفسك امامها..وعلى الاقل تحترم مشاعرها وهي معك..
قال مازن في دهشة : لم؟.. وما الذي فعلته ولم احترم فيه مشاعر ملاك؟..
قال كمال باستهزاء: ابدا لاشيء.. فقط صوتك كان يصل الى خارج المنزل وانت تحادث تلك المدعوة رشا..
قال مازن مدافعا عن نفسه وان كان بعض الارتباك قد بدا واضحا في لهجته: انها زميلة لي في النادي..
قال كمال وهو يبتسم بسخرية: رشا وندى وحنان .. والله تعالى وحده من يعلم كم واحدة اخرى تعـ...
قاطعه رنين هاتف مازن المحمول فقال مردفا باستهزاء: اجب على رفيقتك..
تطلع مازن الى شاشة الهاتف ومن ثم مط شفتيه ورفع الهاتف الى ناظري كمال وقال بضيق: انظر بنفسك من يتصل.. اعلم ان مزاجي سيتدهور ان تحدثت اليه..
قال كمال باهتمام: بالتأكيد يريد الحديث اليك بشأن ملاك.. اجب عليه ولترى ما يريد..
زفر مازن بحدة ومن ثم اجاب على الهاتف قائلا: الو.. اهلا عمي..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قبل ربع ساعة تقريبا كان فؤاد يجلس خلف مكتبه بالشركة والى جواره عادل الذي قال وهو ينهي محادثة ما: الشخص الذي ارسلته لتفقد مازن.. يقول انه غير موجود بمكتبه .. وقدعرف من الموظفين انه لن يأتي الى الشركة لمدة ثلاثة ايام.. كاجازة له بعد عقد قرانه على ملاك..
قال فؤاد بسخرية: وايضا حصل على اجازة..
قال عادل وهو يلتفت اليه وعلى شفتيه ابتسامة خبيثة: هه .. ماذا قررت الآن؟..
قال فؤاد بمكر: كما اخبرتك تماما.. سنحاول اغراءه اما بـ...
بتر عبارته واردف وهو يرفع اصبعيه السبابة والوسطى: بالمال والاملاك او بفتاة فاتنة .. وبالتأكيد لن يستطيع رفض مثل هذا العرض..
قال عادل بتساؤل: وان رفض؟..
قال فؤاد بضيق:لا تستبق الاحداث.. دعني ارى الامر بنفسي..
قالها والتقط سماعة هاتف كتبه ليتصل بمازن وما ان اجابه هذا الاخير قائلا: الو.. اهلا عمي..
حتى قال فؤاد وهو يحرك اصابعه على سطح مكتبه: اهلا مازن.. كيف حالك يا ابن اخي؟..
ابتسم مازن بسخرية وتطلع الى كمال الذي يقف في مواجهته وقال: يبدوا ان هناك موضوعا هاما تريديني فيه.. والا لما سألت عن احوالي..
قال فؤاد وهو يكور قبضته و يحاول التحكم باعصابه: هناك موضوع حقا اود مناقشته معك..لكن هذا لا يعني ان لا اسأل عن احوالك فأنا عمك..
قال مازن بلهجة ساخرة بدت واضحة لفؤاد: اعلم انك عمي.. لكن المشكلة انك ربما لا تتذكر اني ابن اخيك الا في الوقت الذي تحتاجني فيه..
قال فؤاد ببرود: على الرغم من وقاحتك الا انني سأنسى كل ما قلته لان الموضوع الذي اود محادثتك فيه اهم..
قال مازن متساءلا ونبرة السخرية لا تزال في صوته: حقا؟.. وما هو هذا الموضوع الذي يجعلك تنسى وقاحتي بهذه السهولة؟..
قال فؤاد وهو يصطنع الهدوء: ليس الآن.. يجب ان اقابلك وحدنا ونتحدث..اخبرني متى يناسبك ان نلتقي؟..
قال مازن بعد تفكير: غدا مساءا.. عند الساعة السابعة في مطعم (القصر)..
- ليكن ..مع السلامة..
قالها واغلق الهاتف.. فابتسم مازن بسخرية وهو يهز رأسه بتهكم ويعيد الهاتف الى جيب سترته: ويتحدث عن صلة القرابة ايضا..
قال كمال الذي فهم بعضا مما دار بين مازن وفؤاد: أيريد مقابلتك بشأن موضوع ..ا.. ارتباطك بملاك؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه: لست اعلم.. كل ما قاله انه يود الحديث معي في موضوع مهم.. سألتقي به غدا وارى الموضوع ..
قال كمال في سرعة: وحاول قدر الامكان ان تقف في وجهه.. واعلم ايضا ان ملاك لم يعد لها احد سوانا.. فلا تتخلى عنها ..
قال مازن بابتسامة واسعة : وهل استطيع؟..
تطلع كمال الى ما خلف مازن وقال: ربما..
التفت مازن الى حيث يتطلع كمال واتسعت عيناه باعجاب ليقول وهو يطلق صفيرا من بين شفتيه: يا الهي .. هل يزداد جمالك مع مرور الوقت يا ملاك ام ماذا؟..
ازدادت خفقات قلب ملاك التي كانت تقترب منهما بمقعدها .. وتحاشت نظرات مازن لها التي تشعرها بخجل شديد..اما هو فقد قال بابتسامة وهو يقترب منها: هل نذهب الآن؟..
اومأت برأسها وقالت: اجل ولكن...
بترت عبلرتها فحثها مازن على الحديث قائلا: تحدثي يا ملاك.. لا تخشي من شيء وانا معك..
ابتسمت له ملاك وقالت: الامر ليس هكذا.. وانما..لو كنت تستطيع اود زيارة ابي قبل ذهابنا الى المطعم..
قال مازن وهو يربت على كفها: بالطبع استطيع ..
وسار خلف مقعدها ليدفعها قائلا بلهجة مسرحية: ايمكنني دفعك آنسة ملاك؟..
ابتسمت ملاك وقالت وهي تتطلع اليه: بالتأكيد..
ابتسم مازن وهو يدفعها واقترب من البوابة التي كان يقف كمال عندها منذ لحظات.. ولكنه استغرب عدم وجوده .. ربما انشغل بأمر ما..
واصل طريقه الى سيارته الرياضية السوداء وقال بابتسامة رقيقة وهو يفتح لملاك الباب: تقضلي يا ملاكي..
ازدردت ملاك لعابها بارتباك.. ورفعت جسدها عن المقعد .. ولأول مرة تشعر بأن قواها قد خارت بعد ان رفعت جسدها وجلست على المقعد الذي سيكون مجاورا لمازن.. هذه المرة هي تجلس بجواره بصفته زوجته لا ابنة عمه..
سرت في جسدها قشعريرة بعد تفكيرها الاخير.. زوجته؟؟ .. هي الآن زوجته .. قبل ايام فقط كان الامر اشبه بالحلم المستحيل بالنسبة لها.. واليوم ها هي ذي ترى نفسها تخرح معه لوحدهما بصفتها شريكة حياته..
دخل مازن في تلك اللحظة الى السيارة ليحتل مقعد السائق ويدير المحرك لينطلق بالسيارة..وظلت ملاك صامتة مكتفية بمداعبة قلادتها التي تحمل حرف m او النظر من خلال النافذة الى المنازل المنتشرة على طرفي الطريق..
وقال مازن مبددا الصمت الذي سيطر عليهما لدقائق: ما رأيك لو نذهب الى مطعم يقدم الوجبات البحرية..
ايتسم ملاك وقالت: لا بأس..
واردفت في سرعة: ولكن اولا سنذهب الى ابي..
قال مازن وهو يومئ برأسه: سنذهب له اولا.. لا تقلقي..
واردف وهو يتطلع اليها بطرف عينه: ثم انك لا تلبثي ان تزوريه كل يوم تقريبا.. أأشتقت اليه بهذه السرعة؟..
قالت ملاك بشرود ولهفة: بأكثر مما تتصور.. ابي هو كل حياتي.. هو كل شيء لي في هذه الدنيا.. بأنامله كان يمسح دموعي.. وبصدره كان يحتضن احزاني.. وبابتسامته يرسم السعادة لحياتي.. لا يمكن لأي شخص ان يكون في مكانة ابي ابدا..
قال مازن وهو يغمز بعينه: وانا؟..
بوغتت ملا ك من سؤاله وقالت بارتباك: انت ماذا؟..
قال مازن بتساؤل واهتمام: ماذا اكون في حياتك؟..
قالت ملاك باضطراب وخجل شديد: شريك حياتي..
قال مازن وقد شعر ببعض الاحباط: فقط؟..
اشاحت ملاك بوجهها لتخفي ارتباكها: وايضا ابن عمي..
ضحك مازن بمرح وقال: اتصدقين لأول مرة اعلم .. شكرا على المعلومة..
احست ملاك بالاحراج وقالت : لا تسخر مني..
قال مازن بمرح: وماذا افعل لك وانت تقولين لي انني ابن عمك وكأن هذا معلومة خطيرة لا اعرفها..
واردف بخبث وهو يلتفت لها عندما اوقف السيارة عند احدى اشارات المرور: ما اود معرفته يا ملاك هو.. مشاعرك تجاهي.. بماذا تشعرين وانت معي؟..
قالت ملاك بعفوية ودون تفكير: بالسعادة..
لكنها اسرعت تقول بارتباك بعد ان اكتشفت فداحة ما قالته: اعني .. ان أي فتاة ستكون سعيدة.. وهي مع .. خطيبها..
قال مازن وهو يهز رأسه بفهم مصطنع: فهمت الآن ان كل فتاة لابد ومن الضروري لها ان تشعر بالسعادة مع خطيبها او زوجها..
قالت ملاك باعتراض: انا لم اقل هذا..
اوقف مازن سيارته بجوار المشفى وقال مبتسما: هيا اهبطي فقد وصلنا..
التفت ملاك لترى ذلك المشفى الكبير الذي يحتوي والدها بأحد الغرف.. وهو يغط في غيبوبة عميقة لا يعلم احدا سوى الله متى يستيقظ منها..واحست بألم يعتصر قلبها وهي مقبلة على رؤيته.. في كل مرة تأتي لزيارته تزداد آلامها وهي تكاد تفقد الامل في ان يصحو.. تريده ان يعود لها ويقول لها من جديد (ملاكي ).. تلك الكلمة التي قالها مازن منذ قليل ولكنها لم تشعر بنفس السعادة وحروف تلك الكلمة تنطق بها شفتي والدها.. شعور آخر تماما يحملها لما فوق السحاب من شدة سعادتها وشعورها بأنها في امان من جميع الناس..
ولكن عندما غاب عنها وسيطرت عليه تلك الغيبوبة وجدت نفسها تفقد اهم شيء في حياتها.. شعورها بالامان.. ربما مازن قد تمكن من تعويضها لهذا الشعور ولكن ليس مثل شعورها عندما تكون مع والدها..انه شعور مــ...
( ملاك ماذا بك؟.. الا تريدين مغادرة السيارة ورؤية والدك؟)
ايقظها من شرودها صوت مازن.. ورفعت رأسها اليه لتلمحه يقف بجوار الباب وامامه مقعدها المتحرك..فابتسمت ابتسامة باهتة تحمل الكثير من الالم في طياتها وقالت: على العكس اني اتلهف لرؤيته..
قالتها ورفعت جسدها عن مقعد السيارة لتتركه يسقط على مقعدها..وقال مازن في تلك اللحظة وهو يميل نحوها ويهمس في اذنها: لم هذه النظرة الحزينة التي اراها في عينيك؟..
قالت ملاك بألم: اريده ان يستيقظ.. مللت غيابه الطويل عني ..اريده ان يعود الي..اريده ان اشعر بحبه وحنانه لي.. اشتقت اليه كثيرا.. اشتقت لسماع صوته.. اشتقت لرؤية عينيه ونظراته الحانية والمحبة التي يوجهها لي.. اشتقت لصدره الحنون.. اريده ان يعود الي من جديد..اريد ابي..
ارتفع حاجبا مازن بتأثر وشفقة.. وشعر بمدى معاناتها وهي تفقد اغلى شخص لها في هذا الكون.. وقال بابتسامة متعاطفة: سيعود اليك يوما ما صدقيني.. لا يمكن له ان يترك فتاته الصغيرة وحيدة اكثر من هذا..
قالت ملاك بأمل والدموع تترقرق في عينيها: اترى ذلك حقا؟..
قال مازن بابتسامة صادقة: باذن الله سيعود والدك الينا من جديد .. فقط لا تفقدي الامل يا ملاك..
واردف بابتسامة مرحة محاولا تبديد الحزن الذي غلف ملاك: والآن اخبريني بعد هذا المشهد الحزين.. ما رأيك بمشهد مثير؟..
تطلعت له ملاك باستغراب فقال مازن وهو يغمز بعينه: ما رأيك ان اوصلك الى بوابة المشفى في اقل من ثلاث ثواني؟..
ابتسمت ملاك ابتسامة شاحبة وقالت: لست بحاجة للجلوس في المشفى لعدة ايام بعد الاصابات التي ستصيبني..
قال مازن مبتسما وهو يدفع مقعدها: صدقيني ستكونين بأمان وانت معي..
ثم اردف بلهجة حانية متسائلا: ام انك لا تثقين بي؟..
ارتبكت ملاك وتطلعت لمازن بخجل.. وقالت وهي تحاول ترتيب الحروف على لسانها: بالعكس.. انا اثق بك كثيرا ..
ما ان انتهت ملاك من نطق عبارتها حتى شعر مازن لأول مرة بالندم.. الندم لانه قد جعل ملاك تثق به وهو لا يستحق ثقتها.. الندم لأنه تزوجها وهو لا يحمل لها في قلبه سوى مشاعر الاعجاب.. الندم لأنه يتحمل مسئولية الآن اكبر من طاقته ..
واخذ يدفع مقعد ملاك الى داخل المشفى وهو يحاول ان يدفن شعور الندم الذي يشعر به...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اخذ حسام يعبر ممرات المنزل جيئة وذهابا دون هدف.. وكأنه قد اضاع شيئا ما.. واخذ يزفر بحدة وهو يحاول ان ينقل الضيق والالم الذي يشعر به الى خارج صدره..ولما شعر بالحنق والضيق يكتم على انفاسه.. وجد قدماه تقودانه الى غرفته ليفتح بابها ويتوجه الى احد الادراج..
وارتسمت ابتسامة شاردة على شفتيه وهو يفتح الدرج ببطء ويتطلع الى (ألبوم) الصور الذي يحتويه.. ثم لم يلبث ان التقطه من داخل الدرج ووضعه على طاولة المكتب وجلس خلفها..
وابتسم وهو يفتح اول صفحة في البوم الصور الذي كان يحتوي صورا له في طفولته.. أخذ يقلب الصفحات في سرعة الى ان اوصل الى مبتغاه..ومرر اصابعه على الصورة وهو يتطلع اليها.. كانت الصورة قد التقطت له قبل ثلاثة عشرة عاما..لم يكن هو في الصورة وحسب بجسده الطفولي وابتسامته المرحة .. بل كان مازن يقف بجواره ايضا والذي كان يمسك بكرة للقدم ويبتسم ابتسامة واسعة.. والى جوار مازن كانت تقف طفلة في السادسة من عمرها وتبتسم ببراءة .. واخيرا كمال الذي كان يعقد ذراعيه امام صدره ويبتسم..
ذكريات الطفولة هي الوحيدة القادرة على اخراج حسام من احزانه وخصوصا ذكرياته مع مها.. وابتسم حسام وهو يقلب الصفحات من جديد.. الى ان وجد صورة تجمعه هو ومها فقط..كان هو حينها في العاشرة من عمره.. يجلس على ركبتيه ويشير للصورة بأصبعه السبابة والوسطى علامة الانتصار.. وهو يلتفت التفاتة بسيطة برأسه الى مها التي كانت تقف خلفه وتبتسم بسعادة وهي تحيط رقبته بذراعيها من الخلف..
شعر حسام بالسعادة تغزو قلبه من ذكرى هذه الصورة التي كانت كالبلسم على جروحه وقد تمكنت ان تحول الضيق الذي كان يسكن قلبه منذ لحظات الى راحة.. واخذ يقلب الصفحات من جديد املا في ان يرى صورة تجمعه بمها و...
واحس بالقهر وهو يرى الصورة التي تجمعه بمها واحمد..كان حسام يقف على يسار الصورة واحمد على يمينها ومها تقف في المنتصف .. وكان حسام يضع كفه على كتف مها واحمد يكتفي بالنظر الى مها والابتسام لها.. ومها التي كانت تقف بينهما.. لا تكترث لهما وتبتسم للصورة..
اغلق حسام البوم الصور بضيق بعد ان لمح نظرات احمد لمها.. منذ الطفولة وهو يتطلع اليها بتلك النظرات .. تبا له..اتمنى ان ينتهي من حياتنا..اتمنى لو يغادر هذا العالم بأكمله..
اطرق حسام برأسه ودس كفيه بين خصلات شعره وهو يفكر بكل حنق والم فيما جرى بين مها واحمد ذلك اليوم .. وشعر بأطنان من الغضب والكره تتولد تجاه احمد في هذه اللحظة..وازاح كفيه عن رأسه وتتطلع اليهما..تمنى لو انه استطاع ان يخنق احمد بكفيه هاتين منذ ان رآه مع مها.. لكان الآن قد تخلص منه ومن شكوكه تجاهه و...
قاطع افكاره وحقده على احمد رنين هاتفه المحمول.. وضرب بقبضته سطح الطاولة بغضب قبل ان ينهض من خلفها ويتجه الى حيث هاتفه ويتطلع الى اسم المتصل الذي اخذ يضيء على شاشته .. استغرب اتصاله وان راوده الفضول لمعرفة سبب هذاالاتصال.. والقلق على مها وخصوصا وان المتصل هو اخاها ..
واجاب على الهاتف قائلا بلهجة قلقة لم تخفى على مازن: اهلا مازن..
قال مازن مبتسما: اهلا بك.. كيف حالك؟..
قال حسام بقلق: انا بخير.. ماذا عنكم جميعا؟..
قال مازن بخبث: جميعنا بخير وان كنت تعني شخص معين فأرجو ان تحدده حتى اخبرك بأحواله..
فهم حسام ما يقصده مازن وقال بهدوء: لست اعني احدا..
قال مازن وهو يهز كتفيه ويجلس على احد مقاعد الانتظار خارج غرفة والد ملاك: فليكن.. ولكن ان كنت تعني شخصا معينا فأخبرك منذ الآن بأنه متعب..
توتر جسد حسام وقال بخوف: لم؟.. ما بها؟..
قال مازن بخبث: من تحدث عن الفتيات الآن.. كنت سأخبرك عن نفسي..
قال حسام بقلق وخوف: مازن لا تكن سخيفا.. واخبرني ما بها؟ ..
قال مازن وهو يبتسم بمرح: انت ومها فقط من تصفاني بالسخافة ..
قال حسام في سرعة: لأنك حقا كذلك والآن اخبرني هل هي بخير ؟..
قال مازن بعد فترة صمت: بصراحة هذا يتوقف عليك..
قال حسام بحيرة: علي انا؟؟..
قال مازن بجدية هذه المرة: اجل عليك.. مها متعبة يا حسام.. لم اراها حزينة في حياتها كما هي الآن.. وكل هذا بسبب ما حدث بينكما..
قال حسام بدهشة : أأخبرتك بالامر؟..
قال مازن وهو يسند ظهره لمسند المقعد: اجل اخبرتني بكل ما جرى.. وان اردت الصدق فأنا اوافقها الرأي فليس من حقك ان تظلمها هكذا.. بمجرد رؤيتها وقد جلست مع احمد.. ولا تنسى انه ابن عمها ايضا مثل ما انت ابن خالها..
قال حسام بعصبية: انا لم انسى ولكن ليس من حقه ان ...
قاطعه مازن قائلا: انا لم انهي حديثي بعد يا حسام.. لا تكن عصبيا هكذا.. اسمعني جيدا..ليس معنى ان احمد كان يتحدث عن الحب والزواج امام مها ان تضع اللوم عليها .. انت بهذا تبرئ الظالم وتتهم المظلوم..
قال حسام في سرعة: من قال هذا؟.. ان احمد هو اساس كل ما حدث.. لكن لم ينبغي لمها ان تستمع اليه وتأتي للجلوس معه لوحدها في النادي..
قال مازن وهو يبتسم بزاوية فمه: حقا؟.. اهذا كل ما ازعجك في الموضوع.. حسنا دعني اوضح لك شيئا ربما قد غاب عن ذهنك.. فلو ان مها قد طلبت مني الذهاب معها الى النادي وقتها لما كنت قد وافقت.. وانت كذلك لم تكن لتقبل بهذا لو طلبت منك ذلك.. ستمنعها من الذهاب بالتأكيد .. ولا تكذب وتقول انك كنت ستوافق على مطلبها.. انا اعلم جيدا انك تبغض احمد.. لهذا ولكي تشيع فضولها وتعرف هذا الامر ذهبت وحدها..ولم تكن تتوقع انك ستشك بها لمجرد رؤيتك لها مع احمد..
قال حسام بغيرة وضيق: وامساكه لكفها.. ماذا تسميه؟ ..
قال مازن وهو يحك رأسه: يالك من طفل يا حسام.. الا تعرف التمييز ؟.. من كان يمسك بكف من؟.. لو كانت مها لقلت ان معك حق فيما تقوله ..ولكنه احمد هو الذي كان يمسك بكفها وعلى حين غفلة منها.. اخبرني.. ماذا كنت ستفعل لو اني ضربتك فجأة ؟.هل يمكنك منعي بعدما فعلت؟ .. ام انك ستغضب وتحاول ضربي فحسب..
ابتسم حسام وقال: واحطم اسنانك ايضا..
قال مازن بابتسامة واسعة: بما انك قد بدأت في المزاح فيبدوا انك قد تقبلت الامر اخيرا.. اسمعني.. غدا اريد ان اراك في النادي عند الساعة الرابعة بعد الظهر.. سنأتي جميعا.. وسأحضر مها معنا بالرغم منها.. الى اللقاء..
قال حسام معترضا: لكن يا مازن.. لن يمكنني...
انهى مازن المكالمة دون ان يسمع جوابه.. وابتسم بخبث .. هكذا سيضطر ان يحضر الى النادي دون أي معارضة..ومها سيجد طريقة ان يحضرها الى النادي بالرغم منها وتنتهي المشكلة ..
ومن ثم رفع ناظريه الى باب غرفة عمه وقال وهو يتنهد: لكن لا تزال هناك مشكلة اكبر من هذه بمئات المرات.. ويبدوا اني لن اجد الحل لها ابدا...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في الوقت ذاته كانت ملاك تتطلع الى والدها الذي يغط في غيبوبة عميقة وغير عالم بكل ما يدور حوله..وتمسك بكفه بكل قوة وكأنها تخشى ان يختفي من امام ناظريها..كما اختفى من حياتها.. وضغطت على كفه لتقول بصوت اقرب الى الهمس: ابي لقد تزوجت.. تزوجت من مازن الذي احببته.. مازن الذي وجدت فيه كل الحنان والثقة التي كنت اراها فيك.. لقد تزوجت يا ابي.. ولكنك ... ولكنك لم تكن الى جواري .. لم...
بترت عبارتها وشعرت بغصة في حلقها واردفت ودموعها تترقرق في عينيها وبصوت يفطر اقسى القلوب: لم تحقق وعدك لي وتوصلني بنفسك الى زوجي.. لم تحقق وعدك لي وتبقى بجواري طوال الحفل.. لم تفي بوعدك وتحاول حتى المباركة لي.. لقد كنت وحيدة طوال الوقت.. حتى وان كان الجميع الى جواري.. لقد كنت بحاجة لك انت.. انت..
غطت فمها بكفها لتمنع شهقة كادت ان تفلت من بين شفتيها .. وقالت بصوت مختنق وهي تتطلع الى وجه والدها الحاني: لقد كنت اشعر بوجودك.. بأنك في معي في كل لحظة.. ولكني.. كنت في حاجة اليك..
وسالت دموعها علىوجنتيها وهي تردف: الى متى يا ابي؟.. انهض .. يكفي ارجوك.. لم اعد احتمل اكثر.. لقد كنت كل حياتي.. وبغيابك .. انتهت حياتي..انهض يا ابي .. اتوسل اليك.. فقط لحظة واحدة اقضيها معك وبعدها فالأمت ..
(ما هذا الكلام الذي تقولينه؟..)
التفتت ملاك في حدة الى مصدر الصوت .. وما ان سقطت عيناها على مازن حتى ازداد انهمار دموعها.. فقال مازن وهو يتطلع لها بتأثرويقترب منها وكفيه في جيبي بنطاله:ولم كل هذه الدموع؟..
تطلعت له ملاك وهي بالكاد تراه من بين دموعها.. وقالت وشفتاها ترتجفان: ابي.. انه لا يجيب علي..
قال مازن وهو يجلس الى جوارها ويبتسم ابتسامة مشفقة: سيجيبك ذات يوم.. صدقيني..ولن تكتفي بمجرد كلمات تقولينها له يومها.. ستحكين له كل ما حدث لك لأيام او ربما سنوات.. وسيمل هو منك ويطلب منك ان تصمتي عن الحديث اليه وتتحدثي الى زوجك البائس قليلا..
تطلعت اليه ملاك بحيرة.. في حين مد هو كفه ليمسح دموعها بأنامله ويقول بحنان: فقط لا تبكي..ولا تحزني..وليكن في قلبك بعض الامل بأن والدك سيشفى..
لمساته لوجنة ملاك كانت اشبه بالكهرباء التي جعلت ارتجافة جسدها تبدوا واضحة له.. وقال وهو يبعد كفه مستغربا: ماذا بك؟..
لم تجب ملاك بحرف واحد ولم تعد قادرة على النطق واكتفت بالالتفات عنه لتخفي احراجها والتطلع الى والدها بكل حب ..فقال مازن في تلك اللحظة وهو يقترب من ملاك ويهمس لها: ملاك.. عزيزتي.. ما رأيك ان نغادر الآن؟.. اشعر بأنك تتألمين بوجودك معه..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت بابتسامة شاحبة: على العكس .. انا لا ارتاح الا عندما ابقى الى جواره واتطلع اليه ..
ربت مازن على كتفها وظل صامتا بعدها وهو يشعر بالغرابة من هذه المشاعر القوية التي تحملها ملاك تجاه والدها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت ندى الى نفسها في مرآة الغرفة للمرة العاشرة..وتمايلت بجسدها يمنة ويسرة.. وهي تبتسم بكل غرور ودلال.. وقالت بغرور: الكل يعترف باني فاتنة.. والكثيرين من الشباب جروا خلفي من اجل اشارة واحدة مني.. واغلبهم قد جاءوا لخطبتي بعدها.. لكني قد رفضتهم جميعا ..رفضتهم من اجل مازن ..
ولمعت عيناها ببريق الحقد وهي تردف: مازن الذي تركني انا ندى ..وتزوج تلك العاجزة الساذجة.. لا اعلم ما الذي يعجبه في حمقاء مثلها؟.. تفكيرها اقرب الى الاطفال.. وايضا تعجز عن السير على قدميها كباقي البشر.. كيف ستتمكن حتى من احضار كأس من الماء له مستقبلا؟ ..بالتأكيد قد خدعته بأمر ما.. او اثارت شفقته تجاهها.. فمن المستحيل ان يقبل مازن بعاجزة مثلها..
واستطردت بابتسامة ماكرة: لكن انتظري قليلا فقط يا ملاك.. وسأجعلك تخلعين خاتم الخطوبة من يدك قريبا جدا.. واجعل مازن يضع الخاتم في اصبعي امام عينيك.. وستبكين حينها بدموع من دم.. نتيجة لتطاولك على ما ليس لك..فقط انتظري وستعرفين من هي ندى..
وضحكت ضحكة ساخرة وهي تقول: لم تري بعد شيئا يا ايتها الساذجة.. سأعيد الدين لك.. فكما صرخ مازن في وجهي ذلك اليوم من اجلك.. سأجعله هذه المرة يصرخ في وجهك من اجلي وانا زوجته.. والفتاة التي تستحقه..
وازدادت ضحكاتها سخرية.. وهي تفكر في خطتها التي رسمتها لابعاد مازن عن ملاك بكل قسوة وبلا اية رحمة ...


 

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2012, 07:51 AM   #40 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



انا : عبير


الجزء الثلاثون
"حاجز"

ابتسم مازن وهو يتطلع الى ملاك التي تبدو معالم الارتباك واضحة على وجهها وهي تجلس في مواجهته خلف احدى الطاولات بمطعم المأكولات البحرية..ونظراتها التي لا تلبث ان تتحرك يمينا ويسارا وكانهما تحاولان ان تستقران على أي شيء لتخفيا الارتباك المسيطر على ملاك..
وقال اخيرا وهو يسند ذنه الى قبضته: ملاك.. ماذا بك؟..لم تبدين مرتبكة هكذا ؟..وكأنك قد سرقت شيء ما ..
قالت ملاك بارتباك وتوتر: لم اسرق شيئا..
ضحك مازن بمرح وقال: اعلم.. ولكني اعني لم انت مرتبكة هكذا؟.. ماذا فعلت حتى ترتبك؟..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها وتتلفت حولها: لست معتادة على الجلوس في اماكن عامة.. والجميع ينظر الي بهذه الطريقة..
هز مازن رأسه نفيا ومن ثم قال بابتسامة: لا احد ينظر لك.. انت تظنين ذلك لانك تنظرين اليهم.. فبالتالي هم يتساءلون مثلك عمن ينظر اليهم..
واردف وهو يحرك اصابعه على الطاولة: دعينا من هذا الآن ..واخبريني ماذا تريدين ان تتناولي على الغداء؟..
قالت ملاك بخجل وهي تهز كتفيها: لست اعرف.. اختر لي انت..
قال مازن مبتسما: حسنا وماذا عن العصير.. ماذا تفضلين؟..
رفعت عيناها اليه وقالت بابتسامة تحمل بعض المرح: عصير البرتقال..
تطلع لها مازن بدهشة ومن ثم لم يلبث ان ضحك بمرح وقال: يبدوا اني قد نقلت العدوى اليك.. أأصبحت انت الأخرى تفضلين عصير البرتقال؟..
اطرقت ملاك برأسها بخجل واكتفت بأن اومأت برأسها.. اما مازن فقد التفت لنداء النادل.. وطلب منه احضار وجبتي غداء وعصيرين من البرتقال..ومن ثم عاد ليلتفت الى ملاك وقال بابتسامة رقيقة: اتعلمين انك تبدين رائعة اليوم؟..
تحاشت ملاك نظراته وهي تشعر بالحرارة تسري في جسدها بأكمله من شدة الخجل..في حين استغل مازن عدم انتباهها له وامسك بكفها ليهمس قائلا: ووجودك معي يجعلني انسى أي شيء آخر في لعالم..ملاك انت...
كانت ملاك تتطلع بنظرات خجلة ومرتبكة وقلبها ينبض في سرعة.. وارتجافة كفها تبدوا واضحة للعيان.. لكن قطع هذه اللحظة التي لا تعوض رنين الهاتف الذي جعل مازن يتوقف عن تأمله لملاك..ويبعد عينيه عنها ليخرج هاتفه من جيبه ويتطلع الى المتصل باستغراب.. قبل ان يجيبه قائلا: اهلا ندى.. ما الامر؟..
"ندى".. اسم اشعل الغيرة في قلب ملاك.. وجعل الخجل الذي كان يرتسم على وجها منذ لحظات يتحول الى ضيق وحنق.. وانصتت الى كل كلمة سيقولها مازن الى ندى .. ندى التي تشعر بأنها غريمتها على مازن.. دون ان تعلم ان ندى هي ليست سوى واحدة من عشرات الفتيات اللاتي يتنافسن على مازن..
وسمعت مازن يقول في تلك اللحظة: بخير .. وانت؟..
قالت ندى برقة حاولت ان تجذب بها مازن: بصراحة انا متضايقة منك..
رفع مازن حاجبيه وقال متسائلا: ولم؟..
كانت ملاك تتطلع له بغيرة وضيق.. كانت تريد ان تطلب منه ان يغلق الهاتف ويمتنع عن محادثة ندى.. وجالت برأسها امنية ان تأخذ الهاتف من يده وتصرخ في وجه ندى قائلة: ( مازن هو زوجي.. لا شأن لك به).. لكن كل هذا كان مجرد افكار في رأس ملاك لم تحقق منها شيئا وهي تراقب مازن يتحدث الى ندى .. وتشعر بقلبها ينقبض اكثر واكثر..
واجابت ندى في تلك اللحظة: لانك قد اقمت حفل عقد قرانك ولم تدعني اليه..
قال مازن بابتسامة وهو يحك ذقنه: اظن ان والدي قد قام بدعوة والدك وابناءه جميعا.. وانتم اللذين لم تحضروا أوتباركوا لي حتى..
ارتبكت ندى بالرغم منها ووضح ذلك في لهجتها وهي تقول: كنت افكر بالقدوم ولكن لم يسعني الوقت .. لان والدك قد قام بدعوتنا في يوم عقد قرانك .. ولم اجد الوقت الكافي لأكون جاهزة فيه للحفل..
واردفت في سرعة حتى تغير دفة الحديث: لم تخبرني.. متى ستأتي الى النادي؟..
قال مازن وهو يتطلع الى ملاك ويبتسم لها.. في حين ملاك تتطلع له بضيق وعبوس: غدا.. لم؟..
قالت ندى بدلال: اريدك ان تكمل تدريباتك معي في تعلم ركوب الخيل..
ابتسم مازن بمرح عندما شاهد عبوس ملاك.. والتقط قلما من جيب سترته وكتب على ورقة بها اعلان عن المطعم كانت موجودة على الطاولة..(ابتسمي.. فوجهك يبدو غريبا بعبوسك هذا)
واراها لملاك.. قبل ان يجيب على ندى قائلا دون ان ينتبه لما قالته: حسنا.. حسنا..
تطلعت ملاك الى الورقة وابتسمت بالرغم منها وخطت له اسفل عبارته.. ( ووجهك يبدوا غريبا ايضا وانت تحادث شخصين في وقت واحد)..
جذب مازن الورقة من امامها في سرعة ما ان انتهت من الكتابة .. وما ان قرأها حتى ضحك بمرح.. وندى التي لاتزال موجودة على الخط قالت باستغراب شديد: مازن.. ما الذي يضحكك؟..
قال مازن في سرعة: حادثيني في وقت لاحق يا ندى .. انا منشغل الآن..الى اللقاء..
قالها وانهى المكالمة.. اما ندى فقد كانت تغلي من الغضب .. لم يكن منتبها لما قالته.. واغلق الهاتف دون ان يهتم بها حتى .. وتلك الموسيقى الهادئة.. انا متأكدة انه كان في مطعم ما.. وربما مع تلك الساذجة.. تبا لها.. لم يكن مازن يعاملني بهذه الطريقة ابدا في حياته.. الا عندما دخلت هي في حياتنا.. ولكن لن يطول هذا كثيرا وستندمين يا ملاك.. ستندمين...
وعلى الطرف الآخر.. كانت ملاك تطرق برأسها في خجل.. في حين مد مازن كفه بجرأة ليرفع ذقنها بانامله ويقول بحنان: لم تخفين كل هذا الجمال عني؟.. ارفعي رأسك.. ودعيني اتطلع اليك..
ملاك التي شعرت ان قلبها سيتوقف عن النبض من خجلها وسعادتها بكلمات مازن لها.. وقالت بصوت اقرب الى الهمس: دعنا نعد الى المنزل..
قال مازن وهو يتطلع اليها بعتاب: لم؟.. هل مللت مني؟..
اسرعت ملاك تقول: لا.. ولكن.. لقد انتهينا من تناول الطعام.. فما الذي يبقينا هنا لوقت اطول؟..
قال مازن باستخفاف وهو يعقد ذراعيه امام صدره: حقا؟.. هل جئت الى هنا من اجل الطعام فقط؟.. في المرة القادمة اذا ذكريني بأن اطلب لنا الغداء بالهاتف فحسب.. فحينها سأستطيع الحديث اليك في المنزل على الاقل..
قالت ملاك بارتباك وتوتر: مازن.. الانظار جميعها علي.. اشعر بأني مراقبة.. صدقني هذا ليس بيدي.. وانت ايضا...
بترت عبارتها بارتباك.. فقال مازن متسائلا وهو يحثها على مواصلة الحديث: انا ماذا؟..
قالت ملاك بخجل شديد.. ووجنتيها قد توردتا بحرج: وانت ايضا .. نظراتك لي تجعلني ارتبك.. وغير قادرة على فعل شيء ..
ابتسم مازن بخبث.. وتعمد وضع كفه اسفل ذقنه ليتطلع اليها قائلا وهو يحاصرها بنظراته: هكذا؟..
لم تجد ملاك امامها من مفر امام نظراته التي تلتهمها.. سوى ان تشيح بوجهها بعيدا بتوتر..في حين قال مازن مبتسما وهو يدير وجهها اليه: ملاك.. استمعي الي.. انت الآن زوجتي.. لا ارى أي داع لكل هذا الخوف الذي اراه في عينيك.. وكل هذا التوتر الذي المحه في حركاتك.. وكأنك جالسة مع شخص ما لا تعرفينه ولأول مرة..
لم تستطع ملاك النطق بحرف واحد.. ولما طال صمتها امتدت يد مازن لتضغط على كفها بحنان.. وارتفعت نظرات ملاك في تلك اللحظة لتلتقي بنظرات مازن.. في هذه المرة لم تكن ملاك هي التي تشعر بتوترها من هذه النظرات.. مازن ايضا قد شعر هذه المرة بتوتر وشعور غريب بدأ يتسلل الى اعماقه.. واسرع ينتزع نفسه من هذا الشعور.. ليلتفت الى النادل ويطلب منه احضار فاتورة الطعام.. وعاد مازن ليلتفت الى ملاك والتوتر قد طغى على ملامحه...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
غرق حسام في تفكير عميق وهو يجلس خلف طاولة دراسته.. ودون ان يقرأ سطرا واحد من الكتاب المفتوح امامه..كان تفكيره منشغل في امر آخر تماما وهو يتطلع الى ساعة يده بين الحين والآخر.. وزفر بضيق وهو يرى ان الساعة لاتزال الثالثة والنصف وان الوقت يمضي ببطء شديد..
وعاد بذهنه الى الامس..حين طلب منه مازن القدوم الى النادي قائلا: ( اسمعني.. غدا اريد ان اراك في النادي عند الساعة الرابعة بعد الظهر.. سنأتي جميعا.. وسأحضر مها معنا بالرغم منها.. الى اللقاء)..
ودون ان يترك له مازن أي مجال للتراجع انهى المكالمة.. والآن عليه ان يحسم امره ويقرر اما ذهابه الى النادي ومقابلة مها.. دون ان يعرف عواقب هذا اللقاء..او عما سينتج عنه لقاءه بمها بعد ما حدث بينهما.. واما ان يبقى في المنزل دون ان يكترث بهذا اللقاء او بــ...
لكنه حقا قد اشتاق اليها.. يريد ان يراها.. يتحدث اليها.. وكما قال مازن ما ذنبها لكي يحملها نتائج افعال احمد..عليه ان يغفر لها بدلا من ان يتهمها.. لو كان يحبها بصدق لما ترك الغيرة تعمي بصيرته وتجرفه الى طريق الشك..لو كان يحبها فعلا لسامحها وحاول ان يتفهم موقفها.. بدلا من ان يبتعد عنها ويعذب نفسه ويعذبها..
حسم امره ونهض من خلف طاولته وشاهد عقارب الساعة تشير الى الثالثة وثلاثة واربعون دقيقة تقريبا..اسرع يلتقط مفاتيح سيارته ويغادر غرفته ومن ثم يهبط الى الطابق الارضي.. وقبل ان يغادر استوقفه صوت والدته وهي تقول بحيرة: حسام.. الى اين؟.. الم تقل ان لديك امتحان في الغد؟..
قال حسام وهو يفتح الباب الرئيسي: هناك امر اهم من هذا الامتحان علي النجاح فيه.. لن اتأخر..
قالها وغادر المنزل.. واسرع ينطلق بسيارته وطيف مها يلاحقه كلما شرد بذهنه قليلا.. ووصل إلى النادي في غضون عشر دقائق تقريبا..كان يأمل انهم قد وصلوا قبل الموعد.. لهذا اخذ يتجول بين ارجاء النادي وهو يضع يديه في جيبي سترته كوسيلة لتدفئة نفسه من هذه الرياح التي اخذت تشتد برودة مع مرور الايام.. وتطلع الى السماء بابتسامة وهو يراها ملبدة بالغيوم.. فقريبا ستهطل الامطار و...
( اتعرفن ما الذي حدث؟.. )
استيقظ حسام من شروده على صوت تلك الفتاة الذي كان عاليا بعض الشيء..وقد تجمع حولها عدد كبير من الفتيات وهي تكمل قائلة: لن تصدقوا.. مازن امجد قد تزوج مساء اول امس..
بدهشة وبصوت واحدتقريبا هتفت جميع الفتيات باستنكار وعدم تصديق: ماذا؟؟..
قالت الفتاة وهي تكمل بصوت عالي: اقسم لكّن هذا ما حدث.. وها هي ذي بطاقة حفل عقد قرانه..
قالتها وقربتها من احد الفتيات لتلتقطها هذه الاخيرة وتتطلع اليها بصدمة ومن ثم تلتقطها اخرى وتقرأها بضبق.. واستمر الامر لعدة دقائق حتى قالت احدى الفتيات: ربما يكون الامر مجرد حيلة او...
ابتسم حسام وهو يهز رأسه ويفكر فيما سيحدث لمازن لو جاء الى النادي اليوم.. افضل شيء يفعله الآن هو ان ينصح مازن بالهروب!..
ومضى في طريقه دون ان يستمع الى تلك الفتاة التي كانت تقف بالمنتصف وتقول وهي تهز رأسها نفيا: ابدا ليست حيلة.. لقد حصلت على هذه البطاقة من ابنة عمه ندى.. تقول انه قد تزوج من تلك المدعوة ملاك لانها ابنة عمه.. وعاجزة كذلك.. فاشفق على حالها وقرر الزواج بها.. خصوصا ان والدها الآن في غيبوبة ولم يعد لها احد.. وسينفصل عنها بعد فترة من الوقت فحسب..
تبادلت عدد من الفتيات نظرات الاعجاب الذي يحملنه لمازن وقالت احداهن: طوال حياته كان مازن مثال للرجل الشهم ..
وقالت اخرى بغيرة: لكن هذا يعني انه سيبقى مع خطيبته طوال تلك الفترة..
قالت ثالثة بعد تفكير: لا بأس.. يمكننا ان نضايق خطيبته قليلا..حتى تتركه وشأنه اذا جاء الى النادي.. وبالتالي نستطيع ان نأخذ حريتنا معه حينها..
ابتسمت رشا بمكر التي كانت تقف بينهن والغيرة تنهش صدرها وتولد الحقد في اعماقها على ملاك.. وقالت: دعوا هذا الامر لي.. سأضايقها بطريقتي الخاصة..
حنان التي كانت تقف خلف هذا الجمع من الفتيات.. هزت رأسها باستخفاف وسخرية وقالت متحدثة الى نفسها: (الحمقاوات.. يعتقدن ان مازن لو ترك ابنة عمه سيفكر فيهن.. مازن لا يعرف الحب ..لا يعرف معنى ان يتزوج الانسان الا لمصلحة ما.. لو فكر ان يتزوج فربما يختار ندى ابنة عمه.. هي الوحيدة التي ستحقق له مصالحه بشركات والدها .. اما نحن فمجرد وسيلة لتسلية مازن..لن يفكر في احدانا ابدا لاننا جميعنا حمقاوات.. لن ندرك اننا وسيلة من اجل تسلية مازن امجد الا متأخرا)..
وعند اطراف النادي.. وعلى وجه الخصوص عند البوابة الرئسية كان حسام يراقب كل من يدخل الى النادي من زاوية معينة تسمح له برؤية أي شخص ولكن تمنع هذا الاخير من رؤية حسام ..حسام الذي شعر بالملل من كل الوقت الذي قضاه في البحث عن مازن او مها .. وادرك اخيرا عدم وجود هذين الاخيرين في النادي.. وقرر انتظارهم في هذا المكان ..
وللمرة المائة راقب ساعة يده التي اشارت الى الرابعة والربع.. وزفر بحدة وهو يستند الى جدار احد المباني بالنادي.. ويهز رجله بتوتر..
والتفت مرة اخرى ليراقب بوابة النادي.. وخفق قلبه بألم وحنان وهو يرى مها تدخل الى النادي بملامح حزينة .. ونظرة كسيرة وكأنها لا تريد ان تكون موجودة في هذا المكان الذي فرقها عن حسام..
والتفت لها مازن في تلك اللحظة ليقول وهو يتطلع اليها: ما بك اليوم؟..
قالت مها بصوت مختنق وهي تدفع مقعد ملاك: اخبرتك اني لا اريد القدوم الى النادي..فلم اصررت على قدومي..
غمز مازن بعينه وقال بابتسامة: لان لدي مفاجأة لك ..وستعجبك ..
قالت مها وهي تهتف بصوت منفعل: لا اريد ان ارى حسام.. لا اريد..اتفهم..
ارتفع حاجبا مازن بدهشة من اداركها لكل ما يخطط له.. وهم بقول شيء ما.. لولا ان قاطعته اشارة من كف حسام الذي لم تكن مها منتبهة له وهي تطرق برأسها في الم.. وقال هو بهدوء: ولم لا تريدين رؤيتي؟..
رفعت مها رأسها بذهول.. واتسعت عيناها وهي تتطلع الى حسام.. فلم تكن تتوقع ان يكون قد سمعها.. واسرعت تنتشل نفسها من ذهولها لتشيح بوجهها عنه بعيدا.. في حين اقترب حسام من مازن وهمس له: انصحك بالهروب من النادي.. فجميع الفتيات قد علموا بزواجك..
رفع مازن حاجبيه وقال باستخفاف: وما المشكلة؟..
قال حسام بمرح: اسرع بالخروج سليما الآن .. افضل من الخروج فيما بعد وجسدك مليء بالاصابات..
ابتسم مازن باستخفاف واقترب من مها ليمسك بمقبضي مقعد ملاك ويدفعه ومن ثم قال: سأذهب انا وملاك لكافتيريا النادي.. ارجو ان لا يزعجنا احد بوجوده معنا..
تطلعت ملاك باستغراب الى مازن الذي غمز لها بعينه ومن ثم التفت الى مها وحسام ليجعلها تدرك انه قد تعمد ذلك حتى يترك لهما المجال للحديث.. وابتسمت ملاك عندما فهمت الامر واخذت تداعب قلادتيها اللتان من اغلى شخصين لديها في هذا العالم واللتان لا تكادان تفارقانها ابدا..
اما مها فقد اسرعت في خطواتها وهي تهتف بمازن قائلة: مازن .. انتظر..
وما ان رآها حسام تكاد تبتعد حتى اسرع يقف في مواجهتها ليمنعها من مواصلة طريقها..فقالت مها وهي ترفع رأسها له بكبرياء: ابتعد عن طريقي..
قال حسام بابتسامة وهو يعقد ساعديه امام صدره: واذا لم افعل؟..
قالت مها بحدة وهي تلوح بكفها :سأنادي لك الامن..واتهمك بمحاولة التعرض لي ومغازلتي..
قال حسام بحزن مصطنع:و الن يهمك امري لو طردت من النادي وتعرضت للتهزيء بسببك؟..
قالت مها بخشونة: لا.. ونحن متعادلان في هذا..
قال حسام بحيرة: ماذا تعنين؟..
قالت مها وهي تحاول ان تبدوا قوية امامه ولا تضعف: امري لا يهمك كما اخبرتني سابقا.. وبالتالي امرك لا يهمني ايضا..
قال حسام وهو يهز رأسه ويبتسم لها: لا اصدقك..
قالت مها بحدة: هذا شأنك وحدك.. ابتعد الآن عن طريقي..
قالتها وهي تحاول ان تزيحه عن طريقه وتبعد بكفها.. فامسك حسام بكفها بغتة وقال بحنان: مها..
حاولت مها جذب كفها من يده وهي تقول بصوت مختنق: ارجوك دعني ياحسام.. يكفي ما جرى لي بسببك.. يكفي تجريحك لي.. ويكفي اذلالي لكرامتي لأجلك.. الم تكتفي؟.. ام هناك اتهام آخر تريد ان توجهه لي؟..
قال حسام بندم: انا آسف يا مها.. حقا آسف.. لقد اتصل بي بالامس مازن وشرح لي الامر .. وحينها فهمت ان احمد لاشيء في حياتك .. لقد اعمتني الغيرة وجعلت الشك يسيطر على ذهني ..
واردف بصوت حالم: مها لقد اشتقت اليك.. اشتقت لرؤيتك .. اشتقت لسماع صوتك واحاديثك.. اشتقت لرقتك ومشاكستك.. مها سامحيني على اتهاماتي لك..
جذبت مها كفها من يده وغصة تملأ حلقها وبقلب مجروح تحدثت قائلة: الآن جئت لتعتذر.. بعد كل الاتهامات التي وجهتها لي.. بعد ان علمت بالحقيقة جئت لتعتذر.. ولكن الثقة في من تحب معدومة لديك.. عليك ان تفهم يا حسام.. انك اذا لم تثق في من تحب.. فلن تثق بأحد ابدا في حياتك..
اسرع حسام يقول: صدقيني يا مها.. انها الغيرة ليس الا.. انا اثق بك.. والا لما طلبت منك ان نبدأ من جديد..
قالت مها بعنين عاتبتين: بهذه البساطة؟..نبدأ من جديد .. حتى تتهمني من جديد.. واتعذب مرة اخرى.. لا يا حسام..لن يمكنني ان احتمل ذات العذاب مرتين..
زفر حسام بحدةوحاول ان يسيطر اعصابه وهو يقول: واتريدين ان تنهي كل ما بيننا بهذه السهولة؟..
قالت مها وهي تتطلع اليه بنظرات اتهام: انت من انهيته..
واردفت بغيرة: ثم يمكنك ان تبدأ حياتك من جديد مع سواي..
تراقص شبح ابتسامة على شفتي حسام وهو يسمع رنة الغيرة في صوتها.. فقال بابتسامة واسعة: ان كنت تعنين تلك الفتاة التي رأيتها معي في الحفل.. فهي مناسبة فعلا..
تطاير الشرر من عيني مها.. وصرخت في وجهه قائلة: ابتعد عن طريقي الآن..
ضحك حسام بمرح وقال بخبث: ماذا؟.. هل تشعرين بالغيرة؟.. الم تقولي اني لا اهمك؟..
ارتبكت مها لوهلة ومن ثم قالت وهي تشيح بوجهها بعيدا: ولهذا لا اريد ان اكون معك.. ابتعد عن طريقي الآن..
تجرأ حسام ليضع كفه على كتفها ويضغط عليه بحنان قائلا: الفتاة التي رأيتها في الحفل معي هي شقيقة لاحد اصدقائي.. ذهبت اليها لاطلب منها ان تنقل رسالة اليه.. اقسم لك..
قالت مها بتردد: وضحكاتكم المشتركة ..ماذا تسميها؟..
قال بابتسامة: لقد سألتها عن سبب عدم مجيء شقيقها .. فقالت لي انه كان متعبا قليلا.. فقلت لها بعدها انه لو علم بوجود كل هذا الطعام في الحفل لأسرع بالحضور ونسى أي تعب..هذا ما جرى .. صدقيني يا مها..
اطرقت مها برأسها .. فقال حسام برجاء: الن تسامحيني يا مها؟..
رفعت مها رأسها اليه وقالت بنظرات مرتبكة: هل نصف القلب معك؟..
رقص قلب حسام من الفرح وقال بابتسامة واسعة وسعيدة: بالتأكيد.. وهل يمكن له ان يفارقني؟..
واسرع يجذبها من كفها ليقول مردفا بسعادة: تعالي معي..
قالت مها بدهشة: الى اين؟..
غمز بعينه قائلا: سأخبرك.. ولكن اياك وان تخبري مازن..
تطلعت له مها بدهشة وان تركت له الحرية في ان يقودها الى حيث يريد.. وعادت الابتسامة لتنير وجهها.. الابتسامة التي فارقتها بفراق حسام.. وعادت اليها بعودته..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
داعبت الرياح خصلات شعر ملاك .. وشعرت بالسعادة وهي ترى الشمس تتوارى خلف الغيوم وهمست قائلة: ستمطر..
مازن الذي كان يتطلع اليها .. قال متسائلا: وكيف عرفت؟..
اشارت بعينيها الى السماء وقالت: انظر بنفسك..
رفع عينيه الى السماء ومن ثم قال بابتسامة سخرية: صحيح.. نسيت انك تفهمين لغة الطبيعة..
قالت ملاك دون ان تهتم بسخريته: آخر مرة كنت اجلس تحت قطرات المطر مع ابي.. وكان يقول لي ان مجرد قطرات كهذه قد تحول صحراء جرداء الى بستان اخضر..
قال مازن مبتسما: وقد تكون سببا لاصابتك بالزكام كذلك..
ابتسمت ملاك لدعابته وقالت بمرح: ولكن مع هذا افضل الجلوس تحت المطر..
قال مازن متسائلا:ملاك.. هل لي بسؤال؟..
اجابته ملاك بابتسامة: بكل تأكيد..
كانت عينا مازن على القلادة التي ترتديها وقال وهو يلتقط نفسا عميقا: لقد سألتك ذات مرة عن القلادة التي ترتدينها .. اتذكرين؟ ..
قالت ملاك وهي تمسك القلادة التي تحمل شكل القلب وقالت وعيناها تحملان نظرة شاردة : اتعني هذه؟..
اجابها مازن قائلا: اجل هي.. اخبريني من...
(مازن.. انت هنا وانا ابحث عنك..)
التفت مازن الى مصدر الصوت وكذلك فعلت ملاك.. وتطلعت بضيق الى تلك الفتاة التي كانت ذات قوام متناسق .. وترتدي فستانا يصل الى ما اسفل ركبتها بقليل.. وشعرها الاشقر الطويل اخذت تداعبه بأناملها بكل دلال..
واحست ملاك بالقلق من هذه الفتاة والتي كانت تضاهي بجمالها ندى.. واخذت تقارن بين نفسها وبين هذه الفتاة.. ورأت ان الفتاة قد انتصرت عليها بجمالها .. وكورت قبضتيها بغيظ وهي تحاول ان تتمالك نفسها.. وتحاول ان تخفي غيرتها من وجود هذه الفتاة مع مازن..
اما هذا الاخير فقد قال بهدوء: اهلا رشا.. ماذا كنت تريدين؟..
رفعت ملاك رأسها الى تلك الفتاة وقد شلت الصدمة اطرافها.. اذا هذه هي رشا.. رشا التي قال انها احدى معجباته بالنادي وحسب.. ولم تعد قادرة سوى التطلع الى تلك الفتاة بنظرات مملوءة بالغيرة..
ورشا التي فهمت هذه النظرات قالت بصوت يمتلأ دلالا وغرورا: لقد كنت ابحث عنك حتى ابارك لك.. فقد علمت مؤخرا انك قد تزوجت..
قال مازن بابتسامة: اشكرك.. والعقبى لك..
التفتت رشا الى ملاك وقالت باشفاق مصطنع: ولكني قد سمعت ايضا ان زوجتك فتاة عاجزة .. فهل هذا صحيح؟..
"اتقنت اصابة الهدف يا رشا.. وبكل جدارة".. عبارة دارت بذهن ملاك وهي تطرق برأسها في حزن ومرارة .. وعيناها تكادان تفضحانها بتلك الدموع التي ترقرقتا بها..اما مازن فعلى الرغم من دهشته من جرأة رشا: حسنا.. وما المشكلة؟.. انها ابنة عمي قبل كل شيء.. وانا اراها فتاة رائعة بكل صفاتها..
اغتاظت رشا من رده وقالت وهي تزيد الجرعة على ملاك: ولقد سمعت ايضا ان زواجك بها ليس سوى اشفاقا منك.. لانها وحيدة وليس لها احد و...
قاطعها مازن بعصبية وهو ينهض من مكانه: يكفي يا رشا .. امضي في طريقك.. قبل ان تندمي على كلماتك..
ارتفع حاجبا رشا وقالت بدهشة مصطنعة: عذرا لكن هذا ما سمعته فحسب.. وقد اخبرتك به..
قال مازن وهو يشير لها بيده بغضب: ابتعدي يا رشا.. لا اريد ان اسمع كلمة اخرى منك..
مضت رشا في طريقها وهي تبتسم بانتصار لملاك.. ملاك التي تجمعت الدموع في عينيها واخذت تتساقط على قبضتيها.. وصوت شهقاتها كان مسموعا مازن.. وتطلع اليها هذا الاخير باشفاق.. واتجه نحوها ليقول بابتسامة باهتة: ملاك..
ازداد نحيب ملاك وهي تستمع الى صوته وقالت بصوت متحشرج ومن بين شهقاتها: اريد ان اعود الى المنزل.. لا اريد ان آتي الى هنا مرة اخرى..
هبط مازن الى مستواها وقال وهو يربت على كتفها: ملاك.. دعك منها.. ولا تهتمي لما قالته.. صدقيني جميع الفتيات يشعرن بالغيرة منك لانك زوجتي.. ويردن مضايقتك بشتى السبل..
قالت ملاك وهي ترفع رأسها له وتتطلع اليه بعينين دامعتين: احقا تزوجتني شفقة بي فحسب؟؟!..
قال مازن وهو يشعر بغصة في حلقه: ابدا.. واياك والاستماع لكلام أي فتاة هنا.. اهدئي ارجوك.. وكفي عن البكاء ..
قالت ملاك برجاء: فلنغادر.. لا اريد البقاء هنا.. ارجوك ..
صمت مازن قليلا ومن ثم قال: واتتركين لها المجال لتنتصر عليك بكلماتها؟.. استمعي الي.. ما رأيك ان نغيظها؟..
ومسح دموعها وهو يقول بحنان: يكفي بكاءا .. واخبريني هل تريدين ركوب الخيل مرة اخرى؟..
لم تجبه ملاك .. وعضت على شفتيها بألم.. فقال مازن وهو يمسك بذقنها: لم تجيبيني.. أتريدين ركوب الخيل مرة اخرى ام لا؟ ..
قالت ملاك بصوت مختنق: بلى ولكن ليس اليوم.. اريد...
قاطعها مازن قائلا برجاء: لأجلي.. استمتعي بيومك ولا تدعي أي شخص يضايقك بكلماته..
وجدت ملاك نفسها تومئ برأسها.. فابتسم مازن وقال وهو يتجه خلف مقعدها ويدفعها: هذه هي ملاك التي اعرفها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت مها باستغراب الى حسام الذي انطلق بسيارته بين الشوارع وقالت بدهشة: حسام.. الى اين نذهب؟..
قال حسام وهو يلتفت لها ويضحك بسعادة: اتصدقينني ان قلت لك اني لا اعرف؟..كل ما اعرفه الآن اني سعيد.. سعيد واريد ان احلق في السماء..
شهقت مها فجأة فقال حسام بخوف: مها .. ماذا بك؟..
قالت مها بقلق مصطنع: لو حلقت في السماء ..من سيقود السيارة ويعود بي الى المنزل..
قال حسام بابتسامة مرحة: ارعبتني.. ولكن لا تخافي.. سأوصلك الى منزلك جوا..
ولم يلبث ان سمع رنين هاتفه المحمول فقال بضيق: من هذا المزعج الذي يتصل في وقت كهذا؟..
واخرج الهاتف المحمول من جيبه ومن ثم تطلع الى اسم المتصل والتفت الى مها قائلا بقلق مصطنع: انه شقيقك .. ماذا نفعل؟..
ابتسمت مها وقالت وهي تهز كتفيها: لا شأن لي.. انه اقتراحك وانت من ارغمتني على تنفيذه..
قال حسام بضيق مصطنع: هكذا يا مها.. منذ اول موقف تتخلين عني..
لم يعلم حسام ان عبارته هذه قد لمست وترا حساسا لدى مها وقالت وهي تلتفت له بألم:لست انا وحدي التي تتخلى عمن تحب في اول موقف يا حسام ..
قال حسام في سرعة وهو يحاول تبرير موقفه: لم اكن اقصد يا مها.. كنت امزح فحسب..
قالت مها وهي تصطنع اللامبالاة: اعلم.. اجب على الهاتف الآن قبل ان يتوقف رنينه..
اجاب حسام على الهاتف بعد ان القى عليها نظرة اخيرة وقال وهو يحاول ان يضفي على صوته المرح: اهلا مازن.. الم تطلب ان لا يزعجك احد؟.. فلم تزعجنا الآن باتصالك؟..
قال مازن بابتسامة: هيي انتما.. الى اين هربتما؟.. لقد سمحت لك بالحديث اليها.. لا الخروج معها..
قال حسام مبتسما: اريد ان اتحدث معها في الهواء الطلق..
قال مازن بسخرية: اظن ان الهواء ذاته موجود بالنادي.. هيا عودا بسرعة.. والا جعلتها المرة الاخيرة التي تتحدث فيها الى مها..
قال حسام بسخرية بدوره: ولم انت تتحدث الى ملاك الآن بكل حرية اذا؟..
- لانها زوجتي ..ام ان رؤية مها جعلتك تنسى انك قد جئت لحفل عقد القران قبل يومين؟..
قال حسام بخبث: وماذا عن قبل ان يتم عقد القران؟.. ام انك تحرم علي ما تحلله لنفسك؟..
قال مازن بابتسامة واسعة: لانها ابنة عمي وخطيبتي..
قال حسام مقلدا لهجته: ومها ايضا ابنة عمتي وخطيبتي..
قال مازن وهو يرفع حاجبيه بسخرية: منذ متى؟.. لم أرك قد اتيت الى منزلنا لخطبتها..
قال حسام وهو يختلس النظرات الى مها: ها انذا اخطبها منك..
توردت وجنتي مها بخجل واشاحت بوجهها بعيدا.. في حين قال مازن باستهزاء: كفاك احلاما .. ان اردت خطبتها فعلا.. فتعال اخطبتها من والدي.. اما الآن فعودا الى النادي..
قال حسام بضيق: لا تكن سخيفا .. وتفسد علينا فرحتنا..
قال مازن بعد تفكير: حسنا لكما نصف ساعة فقط وعودا بعدها..
قال حسام مبتسما: فليكن الى اللقاء..
وانهى المكالمة ليلتفت الى مها قائلا بمرح: شقيقك يطلب مني ان نعود في غضون النصف ساعة..اظن انه سينتظر طويلا..
ضحكت مها وقائلا: وان تشاجر معي .. سأخبره بأنك انت من اختطفتني بالرغم مني..
قال حسام مبتسما: لا بأس.. لقد اخطفتك ذات مرة ولا مانع لدي ان اكررها..
واردف قائلا بجدية: ولو حاول مازن مجرد تأنيبك لخروجك معي اخبريني وانامن سيتفاهم معه..
قالت مها وهي تسند ظهرها لمسند المقعد: لا تشغل بالك.. مازن لا يهتم كثيرا بما افعل..
قال حسام وهو يهز رأسه نفيا: على العكس انه يهتم بك وبكل ما تفعلينه.. والا لما اهتم بحل المشكلة التي بيننا..
قالت مها وهي تتنهد: ربما لاني قد شرحت له الامر.. وطلبت منه المساعدة ..
قال حسام مبتسما: وربما لانه يهتم بك فعلا وليس كما تصورين ..
لم تجبه مها واكتفت بالصمت.. فقال حسام مبتسما: هه.. الى اين تريدين الذهاب؟..
قالت مها بمرح: الى النادي..
قال حسام بتهكم: ظريفة جدا..
ومن ثم اردف قائلا وهو يمضي في طريقه: سآخذك الى مكان ربما يعجبك..
قالها وانطلق بالسيارة في شوارع المدينة.. وقلبه يخفق بسعادة لوجود مها الى جواره..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اغلق مازن الهاتف واقترب من ملاك قائلا : هه .. عزيزتي .. هل هدأت الآن؟..
قالت ملاك بشحوب: انا بخير.. لا تقلق علي..
قال مازن وهو يدفع مقعدها الى حيث الاسطبل: سأعلمك ركوب الخيل.. لكن هذه المرة لن تكوني وحدك..
قالت ملاك وهي تتنهد: اعلم انك ستمسك بلجام الخيل وتقود الخيل اينما تشاء ..
قال مازن وهو يتوقف عند الاسطبل وبابتسامة غامضة: ربما..
وغاب عن ناظري ملاك لفترة من الوقت..قبل ان يخرج وهو يمسك بلجام احد الاحصنة.. ويقوده الى الخارج.. وقال مبتسما وهو يقف على مسافة مناسبة تفصله عن ملاك: ما رأيك به؟..
تطلعت ملاك الى الحصان الذي كان ذا لون بني قاتم ولامع..في حين قال مازن وهو يربت على رقبة الحصان: انه صديقي لعامين كاملين .. ولا اسمح بأن يمتطيه أي شخص كان .. اما الذي امتطيته المرة السابقة فقد كانت فرسا اشتريتها قبل ثلاثة اشهر وحسب..
وقال مردفا وهو يلتفت الى ملاك: الا تودين تجريبه؟..
قالت ملاك بابتسامة: بلى واتشوق لذلك..
قال مازن بدهشة ممزوجة بالسرور: لو كنت اعلم ان هذا الحصان سيجعلك تبتسمين هذه الابتسامة العذبة بعد حزنك ذاك.. لجلبته الى الكافتيريا في ذلك الوقت..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها وبخجل: ليس الحصان هو سبب ابتسامتي.. بل .. اهتمامك.. بي..
"اهتمامك بي"..احقا انا اهتم بك يا ملاك؟.. احقا ترينني اهلا لثقتك؟.. ايجدر بك ان تحمليني مسئوليتك؟.. وانا الذي تزوجتك من اجل حمايتك فحسب.. وبعدها سأنفصل عنك غير آبه بمشاعرك .. غير مهتم الا بالانانية التي زرعها والدي فينا منذ الصغر..
واسرع مازل ينفض عن رأسه تلك الافكار ويقترب من ملاك ويقول بابتسامة خبث: هل اساعدك؟..
قالت ملاك عندما فهمت نظراته: اياك..
قال مازن وهو يحك ذقنه: اذا كيف ستمطين الحصان اذا لم اساعدك؟..
قالت ملاك بارتباك: لا اريد ركوبه.. غيرت رأيي..
قال مازن بضيق: هل نحن نلعب يا ملاك؟..هيا كفاك دلالا ..دعيني اساعدك..
قالت ملاك بخوف وهي تراه يقترب منها: مازن ارجوك.. لا اريد ركوبه.. و..
بترت عبارتها واغمضت عينيها بقوة وهي ترى مازن يقترب منهافي شدة ليحملها بين ذراعيه.. وكورت قبضتيها في توتر.. وعندما شعرت ان الوقت قد طال وانها لا تزال جالسة في مكانها ..وفتحت عينيها ببطء لتلمح مازن لا يزال واقفا في مكانه.. وارتفع حاجباها بدهشة .. فقال مازن مبتسما: اكنت تظنين اني سأحملك دون موافقتك؟..الم تقولي في يوم عقد قراننا اني لو حملتك ستشعرين انك محتاجة لمساعدة الآخرين.. وها انذا الآن انفذ طلبك .. لن احملك الا لو طلبتي مني ذلك.. وشعرت ان ما افعله هو اهتمام بك وليس حاجة منك..
اشاحت ملاك بنظراتها خجلا وحرجا من تصرفها مع مازن.. واحست انه بالفعل مهتم بها.. ولم تعلم ما تقول وفضلت الصمت.. فقال مازن وهو يلتقط نفسا عميقا : هل نغادر؟..
قالت ملاك بحروف مبعثرة تريد ان تعتذر فيها لمازن عن تصرفها:لكني.. ار..يد.. ركـ.وب.. الحصان..
قال مازن وهو يقترب منها بابتسامة واسعة: حسنا.. كما تشائين.. والآن ايتها الاميرة.. ايمكنني المساعدة لتمتطي الخيل؟..
اومأت ملاك برأسها بخجل .. وقلبها قد اخذ يخفق بقوة .. وانفاسها قد بدأت تتلاحق..فاقترب مازن ليحملها بين ذراعيه كطفلة لم تتعلم المشي البعد.. اما ملاك فلأول مرة احبت هذا الشعور..احبت ان تكون قريبة من مازن كل هذا القرب.. وانعشها ان يحملها كفارس الاحلام الذي تقرأ عنه بين صفحات الروايات.. واحست بخفقات قلبها تمتزج بخفقات قلب مازن ..وطغى اللون الاحمر على بشرتها وهي تتذكر انها بين ذراعيه امام الجميع..
واخيرا اجلسها مازن على ظهر الحصان وقال بابتسامة وهو يلمح توترها:الا زلت تشعرين بالخوف من السقوط؟..
قالت ملاك بارتباك: نوعا ما..
فاجأها امتطاء مازن لظهر الحصان ذاته خلفها على حين غرة ..وشهقت بالرغم منها وهي تراه يجلس على قريبا منها ويمسك باللجام بكل قوة وقال مبتسما: انا هنا.. حتى لا تخشي السقوط واكون بالقرب منك..
لم تستطع ملاك النطق ولو بكلمة واحدة.. وشعرت بكفيها ترتجفان بتوتر وارتباك.. في حين قال مازن وهو يتطلع اليها بابتسامة: ماذا بك؟.. هل وجودي يضايقك الى هذه الدرجة؟.. ان كنت تريدين مني الهبوط فقوليها.. وسأفعل في الحال..
هزت ملاك رأسها نفيا ودماء الحرج قد تجمعت في وجهها ..فلكز مازن ظهر الحصان وابتسامة واسعة تحتل شفتيه.. وشق طريقه وهو يتطلع الى الافق البعيد..الافق الذي يفصل السماء والارض ويمنعهما من الالتقاء عند نقطة واحدة..وتطلع الى ملاك وهو يشعر بحجم التشابه بينه وبين الافق.. فهناك ما يصنع حاجزا بينه وبين ملاك ويمنع قلبيهما من الالتقاء..
ومن بعيد تطلع كمال الذي يقف عند الاسطبل الى مازن الذي انطلق بحصانه عابرا ارجاء المضمار.. والتفت الى مقعد ملاك المتحرك الذي يقف ساكنا في مكانه وقال بصوت اشد برودة من الثلج: هذا المقعد سيظل حاجزا بينك وبين ملاك يا مازن .. لن يمكنك ان تزيحه ابدا الا لو شعرت بالحب تجاه هذا الملاك الذي يجلس قريبا منك.. ويحمل لك قلبه كل الحب..
واردف بسخرية وهو يرى نظرات الغيرة في عيون الفتيات اللاتي يرونه مع ملاك: ثم انك لا تستحق ملاك ..لانك عشت حياة عابثة.. ولا تزال تعيشها.. ملاك بحاجة لمن يحميها ويغدقها بحبه وحنانه .. ولن تكون انت ابدا هذا الشخص...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w

المنتديات العامـﮧ - لڪل طريق بدآيـﮧ ۈهنآ بدآيتنآ - الاسلام والشريعه - زآۈيـﮧ حرهـﮧ - طآۈلـﮧ آلنقآش - أقســآم حــواء - مآئدهـﮧ بنوته - ڪل مآيشمل حۈآء العامه - منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ - الشعر والخواطر والقصائد - ڪآن يآمآ ڪآن -منتديات ترفيهيـﮧ - آلسفر - آلسيآحـﮧ - فسحـﮧ بنوته - وسـعُ صدرڪ - نجۈم آلملآعب - منتديات التقنيـﮧ - صۈر - ڪآريڪآتير - آلڪمبيۈتر - آلآنترنت - سلـﮧ مصمم - Baѕket Designer - منتديات اداريـﮧ -  قسم الصوتيات والمرئيات للهواتف  - عآلم آلسيآرآت - الحياة الأسريه -  قسم الطلبه وحقيبه الطالب  -  قسم للفـن العـامــ  -  قسم للسينما  -  قسم الانمي والدرامه الاسيويه  - المنتديات الرمضانيه - فـَنْ الـدِيَكْـوورَ, -  قڛم ديـڕتي  - مقآطع آليۈتيۈب YouTube -  قسم تجهيز العرائس  - آلطب ۈآلصحــﮧ - مآسنجر - تۈبيڪآت -  قسم الهواتف العامه  -  قسم العاب الهاتف  - قسم الرسائل sms و mms - منتديات الفنون -  قسم المقابلات  - المنتديات الفنيه -  قسم الافلام العربيه  -  قسم المسلسلات والمسرحيات  -  قسم الافلام الاجنبيه  -  قسم افلام الكرتون  -  قسم sports TV  -  قسم لأرواحنآ هذيـآن  - المواضيع المميـــزة - المســـابقــات - [ ڪـُـرســِي آلإعـتـرآف ] - تصويت كرسي الإعتراف - منتديات الاعضاء - [ جِـسـرُ ـآلتوآصـُـل ] - عدسـة الأعضـــاء - ڪل مآيشمل آدم - عالم الطفل -  قسم iPhone  -  قسم Blackberry  -  اقســام ادم  -  قسم نجوم بوليوود وهوليوود  - للروايات المكتمله -  قسم صور الانمي -  قسم فديو الانمي  - N E W S ~ حدث الساعه - قصص الانبياء و الصحابه - صوتيات ومرئيات اسلاميه - مَسسَآاحـﮧ لِ خِدمَـة ﯘ تَـڸـبِيَة طَلبَآات الْأعضَاء - أدَواتْ ۈ مُلحًقاآت ۈ دُروس تَصمٍيم - تصاميم جاهزه-رمزيات جاهزه-تواقيع جاهزه -اكشِن-ايطارَات-بَاترن-خطُوط-خامَات-فرًش-سكِرابٍزْ لِ التَصمِيم - درُوس فوتوشوب-درُوس تَصاآمِيم - شرح خصاآئص المنتدى - خاآص بِ الترقيـﮧ والتهنئـﮧ - أفڪآر من ذهب - موآضيع ما تظهر فيها الصُصُصُور - عُذوبَهہ متًجدِدهہ - المڪتَب الإدآري -مطبخ بنوته الرمضاني-اكلات رمضانيه 2011-وصفات رمضانيه-حلويات رمضانيه2011 - حلويات-دروس تحضير حلويات-حلويات مطبخ بنوته - قسم تفسير الاحلام - صُـور لِلتًصمِيمْ - بنوتة ask me - عصيرات-مشروبات ساخنة-عصيرات مثلجـه-آيــس كــريم - منتديات متخصصة iphone - منتدى شروحات الجيلبريك - منتدى برامج السيديا ( Cydia ) - منتدى برامج الايفون والايباد 


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0