عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2012, 02:20 AM   #35 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5053 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الخامس والعشرين
"اليوم الثالث"

فتحت ملاك عينيها بتعب .. الليلة الماضية لم تنم جيدا.. بل نستطيع القول انها لم تنم ابدا..كيف لا واليوم هو اليوم الثالث المحدد لأن تمنح عمها جوابها.. اما بالرفض او بالموافقة على مازن.. قلبها يخفق بقوة واناملها ترتجف.. ماذا عساها ان تقول؟..مازن.. ومن لا يعرف مازن؟.. انه حياتها.. قلبها الذي أحبّه.. هل يمكنها الا ان توافق بعد كل تلك المشاعر المتأججة في قلبها تجاه مازن؟..
ابتسمت بخجل وهي تتذكر كل لحظة جمعتها بمازن.. وزفرت بحرارة وهي تحاول ان تبعد كل توترها وقلقها ..وقالت بصوت خافت: انا ومازن.. ولا احد آخر..
تطلعت الى كفها وقالت بابتسامة واسعة: واسمه سيطوق اصبعي الى الابد..
توردت وجنتاها واعتدلت في جلستها..ومن ثم نقلت ثقل جسدها الى المقعد المتحرك.. توجهت الى خزانة ملابسها.. وحاولت اختيار ملابسها هذه المرة بعناية.. تريد ان تبدوا الاجمل اليوم.. كيف لا ؟.. اليست العروس؟..
سقط الفستان من بين يديها عندما جالت بذهنها العبارة الاخيرة .. هي العروس؟؟.. لا تزال لا تصدق ما هي به.. هي ستتزوج من مازن؟.. اهو حلم من احلامها الجميلة يا ترى؟..
سمعت طرقا على الباب.. فقالت بصوت خافت وهي تلتقط الفستان الذي سقط على الارض: ادخل..
سمعت صوتا مرحا من عند الباب يقول: ماذا؟.. افقت من النوم؟.. كل يوم اجدك نائمة واضطر لان اقف على رأسك ساعة كاملة حتى تستيقضي..
ابتسمت ملاك بخجل وقالت : لا تبالغي يا مها..
اقتربت منها مها وقالت مبتسمة وهي تختطف الفستان من يدها: لا ابالغ.. همم دعيني ارى.. لا بأس به..
ارتفع حاجبا ملاك من تعليقها وقالت مرددة: لا بأس به؟.. اليس جميلا؟..
قالت مها وهي تغمز بعينها: بلى ولكن هناك الاجمل منه بكل تأكيد.. دعيني ابحث بنفسي..
قالتها وتجهت الى خزانة الملابس.. لتبحث فيها بهدوء.. وقالت ملاك في تلك اللحظة: انت لم تتحدثي الي يا مها..
قالت مها متسائلة دون ان تلتفت لملاك: بشأن؟..
قالت ملاك بارتباك وخجل: الا تعلمين بأن..أأ.. شقيقك .. قد...
التفتت لها مها في تلك اللحظة وقالت لتنقذها من احراجها: بلى اعلم..
قالت ملاك متساءلة بحيرة: اذا لم لم تخبريني منذ البداية؟.. لم لم تأتي بعدها وتتحدثي الي؟ .. عنه على الاقل..
التقتت لها مها وهي تمسك فستان بيدها.. واقتربت من ملاك لتقول بابتسامة وهي تهبط الى مستوها: لم اخبرك في البداية لاني لم اكن اعلم.. ولم اتحدث لك عن مازن.. لاني .. لاني اظن انك تعرفينه بشكل جيد..
لماذا تكذبين يا مها؟.. لماذا؟.. انت لا تريدين ان تخبري ملاك بأي شيء تندمين عليه.. تخبرينها بمواصفات لا يمتلكها مازن.. تمتدحين لها مازن وانت الاعلم بعيوبه .. لهذا لم اخبرك يا ملاك.. لا استطيع ان اخدعك..لا يمكنني ذلك.. فلأبتعد عن الموضوع افضل لي.. ولك..
وقالت ملاك في تلك اللحظة: لكنك شقيقته تعرفينه اكثر مني..
قالت مها مازحة: اعرف انه دائم السخرية مني.. ويتعمد الاستخفاف بي..
قالت ملاك برجاء يجعل أي شخص يراها يظن ان من تترجاه طفلة ولست فتاة قد اكملت الثامنة عشرة: مها .. ارجوك .. اخبريني ..
قالت مها مبتسمة: عن ماذا؟..
تطلعت لها ملاك بغضب.. فقالت مها وهي تضحك بمرح: حسنا .. حسنا.. بم تريدين ان اخبرك؟..
قالت ملاك بلهفة: كل شيء.. ماذا يحب وماذا يكره مثلا؟ .. ماذا يفضل؟.. هواياته.. أي شيء..
قالت مها بمرح: يحب عصير البرتقال..
قالت ملاك وهي تومئ برأسها: اعلم..
ارتفع حاجبا مها بغرابة وقالت:تعلمين؟..
ابتسمت ملاك وقالت: لقد اخبرني بذلك عندما كنا في المركز التجاري.. اخبريني اذا ماذا يكره..
قالت مها وهي تفكر: اكثر ما يكرهه مازن هو ان يتجاهله احدهم..
قالت ملاك بلهفة: وايضا.. اكملي.. اخبرني عن صفاته اكثر..
قالت مها وهي تهز كتفيها: لا شي اكثر مما تعرفينه.. سوى انه عصبي المزاج عندما يغضب.. دائم السخرية اذا كان في مزاج رائق..
قالت مها مردفة وهي تنهض واقفة: ما رأيك بهذا الفستان؟.. اليس اجمل مما كنت سترتدينه؟..
قالت ملاك وهي تتطلع الى الفستان: الا ترين انك قد بالغت؟.. انا سأرتديه في المنزل فحسب..
قالت مها وهي تضعه امام جسدها وتتطلع الى نفسها في المرآة: ابدا لم ابالغ.. انظري اليه كم يبدوا جميلا علي..
قالت ملاك بابتسامة: خذيه ان اردت..
ارتفع حاجبا مها ومن ثم قالت بتهكم: ارتديه ولا تغيري الموضوع.. ومن ثم اتبعيني الى مائدة الافطار..
قالت ملاك في سرعة: مها..
قالت مها وهي تتطلع اليها: ما الامر؟..
قالت ملاك وهي تتطرق برأسها وتحرك اناملها بتوتر: اريد زيارة ابي..
ابتسمت مها لوهلة ومن ثم قالت بمكر: لا استطيع المعذرة..
ظهر الاسى على وجه ملاك..وقالت: لا بأس.. سأذهب له في يوم آخر..
اسرعت مها تقول: مابك تصدقين كل شيء؟.. لقد كنت امزح.. متى تريدين الذهاب اليه؟..
قالت ملاك وقد تحول الاسى الى اشتياق اطل من عينيها: في أي وقت يناسبك..
قالت مها مبتسمة: اذا بعد الغداء..
قالتها والتفتت عنها..ولكن ملاك عادت لتقول منادية اياها: انتظري للحظة..
التفتت لها مها فقالت ملاك: لن آتي لتناول طعام الافطار.. اعذريني..
قالت مها بحيرة: ولم لا؟..
قالت ملاك بخجل: بالتأكيد مازن سيكون مستيقظ هذا الوقت و...
قاطعتها مها بحيرة اكبر: واذا كان مستيقظا؟؟.. ما الذي سيفرق بالنسبة لك؟..
توردت وجنتا ملاك بحمرة الخجل وقالت بارتباك: لا اعلم .. ولكن اشعر.. اني لا استطيع النظر اليه حتى بعد ان علمت انه...قد تقدم لـ...لخطبتي..
ضحكت مها وقالت: اخجل هذا ام ماذا؟.. تحرمين نفسك من تناول الفطور لأجله.. لايستحق بكل صراحة..لكن افعلي ما يريحك.. وسأطلب من الخادمة احضار طعام الافطار الى غرفتك..
قالتها وهي تفتح باب الغرفة وتغادر الى الخارج.. لتتوجه بعدها الى مائدة الافطار وتحتل احد مقاعدها.. وتتناول قطعة كعك بهدوء.. ومن ثم تلتقط قطعة من الخبز و...
( كفاك ما تناولته.. الم تشبعي بعد؟..)
التفتت مها الى مازن الذي تقدم منها وقالت باستنكار: لم اتناول سوى قطعة من الكعك..
قال مازن ميتسم وهو يجذب له مقعدا: ستصابين بالسمنة ان تناولت ما هو اكثر من ذلك..
اخرجت له لسانها وقالت: لا شأن لك..
والتقطت كوب الشاي لترشف منه بهدوء..ورأت مازن في تلك اللحظة يتلفت يمنة ويسرة.. فقالت بسخرية: رقبتك يا شقيقي قد تؤلمك وانت تتلفت هكذا.. لم تأت ..
قال مازن متسائلا: الم توقظيها؟..
- بلى ولكنها رفضت ان تأتي لتناول طعام الافطار معنا..
قال مازن متسائلا باهتمام: وما السبب؟.. هل ضايقها احدهم؟..
قالت مها ببرود اثار اعصاب مازن: انت..
قال مازن بحدة: هل اكتسبت هذا البرود من كمال ام ماذا؟.. ان اردت اخباري بشيء فأوضحيه جيدا..
قالت مها وهي تلتفت له : ان اردت الصدق فهي تشعر بالخجل منك..
قالتها وهي تغمز بعينها.. فقال مازن باستغراب: ولم؟.. لطالما كنت اجالسها واتحدث اليها و...
قاطعته مها قائلة: ذلك قبل ان تتقدم لخطبتها.. اما الآن فالوضع اختلف.. لقد اصبحت تنظر اليك بشكل آخر..
قال مازن وهو يعقد حاجبيه: انت تمزحين بكل تأكيد..
ابتسمت مها وقالت: ابدا.. انت لن تفهم تفكير ملاك.. لأنك لست فتاة وتدرك معنى ان تكون في مكانها..
قال مازن بضجر: لا اعلم لم تعقدون الامور هكذا..
قالت مها بابتسامة: بل انت من يبسطها..
ونهضت من مكانها لتتجه الى غرفة ملاك.. فاسرع مازن يقول مناديا اياها: مها..
قالت مها وهي تلتفتت له بملل: ماذا؟.. انت وملاك اليوم لن تتركاني وشأني..
ابتسم مازن وقال: ارسلي سلامي لها..
ارتفع حاجبا مها وقالت بسخرية: فليكن سأفعل.. الا تريد ان اوصل لها أي شيء آخر؟..
قال مازن وهو يبتسم: اجل واخبريها انني مشتاق لها كثيرا..
قالت مها مستغربة: امجنون انت؟.. بالامس فقط قد رأيتها.. احيانا اكاد اصدقك..
تقدم منها مازن وقال: ولم لا تصدقيني؟..
اشارت مها الى صدره وقالت بجدية: لأن قلبك هذا لم تحتله أي فتاة ابدا.. على الرغم من كل الفتيات اللواتي عرفتهن.. ولهذا فلا اظن ان ملاك ستحتله..
قال مازن بابتسامة باهتة: من يدري؟.. ربما ما ارفضه اليوم.. اتقبله غدا.. ويصبح واقع اتعايش معه..
- مازن.. اتجيبني بصراحة؟..
لم يجبها مازن فأردفت: ما هي مشاعرك تجاه ملاك؟.. بكل صدق.. بغض النظر عن عجزها..
صمت مازن لدقيقة كاملة.. وابعد نظراته عن مها وقال بهدوء: لا يمكنني ان اكذب.. ملاك حركت في مشاعر لم اشعر فيها تجاه فتاة سواها..لا اظن ان مشاعري هذه وصلت الى درجة الحب.. قولي انه اعجاب.. انجذاب.. ميل.. لكن لا اظنه حب ابدا..
قال مها ببرود: اتعلم لم..
تطلع اليها مازن فقالت وهي تتطلع الى عينيه مباشرة: ذلك لانك لازلت تضع عجزها حاجزا بينكما.. لا تفتأ بين لحظة واحرى ان تتذكر انها عاجزة ولا تصلح لك.. لهذا تقتل أي مشاعر بداخلك تجاه ملاك قبل ان تولد..
قال مازن بدهشة: ماذا تقولين؟؟..
- فكر جيدا يا مازن وربما حينها تدرك صحة قولي هذا..
قالتها والتفتت عنه.. لتمضي بعدها الى غرفة ملاك.. تاركة مازن يفكر في كل كلمة نطقت بها مها منذ قليل ويحاول ان يديرها في ذهنه جيدا..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت ملاك بصمت الى ذلك الجسد الممد على الفراش الابيض في تلك الغرفة الساكنة الا من صوت جهاز قياس نبضات القلب.. وترقرقت عيناها بالدموع بالرغم منها وهي تقترب بمقعدها من ذلك الجسد.. وتتناول كفه بين يديها الصغيرتين لتهمس قائلة: اشتقت اليك كثيرا يا ابي..
طبعت قبلة حانية على كفه وقالت بألم: متى ستعود الي يا ابي؟ .. لم اعد اطيق الانتظار.. اخبرني متى..
عضت على شفتيها بألم واسرعت تمسح دموعها التي خانتها وسالت عل وجنتيها.. وقالت في سرعة: لا لن ابكي يا ابي.. لقد وعدتك.. بأني لن ابكي امامك حتى لا اؤلمك بدموعي..
واردفت قائلة بابتسامة شاحبة: هل تعرف لم جئت الى هنا اليوم؟..لقد جئت لأخبرك بأمر هام.. لأخبرك بأن مازن..قد تقدم لــ...خطبتي..
قالتها بملامح خجلة وكأن التصريح بهذا الشيء فقط يجعلها تخجل من مازن..واستطردت وهي تضغط على كف والدها وتطلع اليه : انا اعلم جيدا انك لا تريد لعمي امجد وابناءه ان يعودوا للظهور في حياتنا من جديد.. وادرك ايضا المشاعر التي تحملها لهم.. ولكن على الرغم من انك تحاول ان تظهر مشاعر الكره لهم.. اشعر بأنك تحمل لهم كل الحب.. اشعر احيانا انك مشتاق لهم وتتمنى ان تجتمعوا من جديد.. ابي لست اعلم ما الذي علي فعله الآن؟.. لقد بت مشوشة التفكير.. لكني لا افهم سوى امرا واحدا.. انني ..احبه ..
قالتها بهمس وازدردت لعابها وهي تكمل: اجل احبه ..لقد اخفيت عنك هذا الامر طويلا.. انا التي لم اعتاد اخفاء عليك شيء.. اخفيت عنك حقيقة مشاعري لمازن..لأني اعلم انك ستأنبني وسترفض ان اوجه مشاعري تجاه مازن.. لكنه اليوم قد جاء لخطبتي.. فأخبرني يا ابي.. بم اجيب؟.. هل اوافق كما اتمنى؟.. ام ارفض ان كان الرفض هو ما تريده؟..لكن عمي قال ان هذا سيعد حماية لاملاكك.. فما رأيك يا ابي؟..
ترقرقت الدموع في عينيها من جديد: اعلم انك لن تجيبيني لكن اشعر بأنك تسمعني.. ان كلماتي تصل اليك.. وربما ستخبرني برأيك يوما ما..
طبعت قبلة على جبينه قبل ان تقول وهي تنهد بألم: احبك يا ابي..عد الي بسرعة.. فقد مللت الانتظار..
سمعت صوت الباب يفتح بغتة.. فالتفتت بحدة الى مصدر الصوت وما لبثت ان زفرت براحة وهي ترى مها..التي قالت متسائلة: هل نغادر الآن يا ملاك.. ام انك تودين البقاء لفترة اطول؟..
قالت ملاك بصوت خافت: افضل الذهاب.. لاني لن احتمل البقاء لفترة اطول وانا اراه على هذه الحال..
اومأت مها رأسها بتفهم..واستدارت للتطلع الى خالد قبل ان تقول لملاك بتأثر: اتمنى له الشفاء العاجل..
قالت ملاك بصوت اقرب الى الهمس: وانا كذلك..
ومن ثم اخذت تدفع مقعد ملاك مغادرين غرفة خالد..والاولى قد اتخذت قرارها بشأن ارتباطها بمازن...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اخذ مازن يتطلع الى التلفاز الذي يعرض مباراة لكرة القدم.. ولم ينتبه لتلك القدمان اللتان اقتربتا منه الا عندما سمع صوت صاحبهما يقول: مازن..
التفت مازن الى مصدر الصوت وقال بهدوء: اجل يا والدي..
جلس والده بالقرب منه وقال وهو يتطلع اليه بجدية: مازن ان اليوم هو اليوم الاخير للمهلة التي منحتها لملاك.. هذا يعني انها ستمنحني ردها اليوم..
قال مازن بابتسامة باهتة: فليكن اخبرني بردها بعد ان تجيبك ..
قال امجد بضيق: اهذا كل ما استطعت قوله؟..
قال مازن وهو يلتفت لوالده: انسيت ان هذا الارتباط لم يكن رغبتي..
عقد امجد حاجبيه وقال: بل كان.. لقد خيرتك قبل ايام ان ترفض هذا الزواج.. وتترك ملاك لشقيقك الذي يرغب بالزواج منها..
عقد مازن حاجبيه وقال بحنق: ولهذا وافقت على هذا الارتباط حتى احميها من كمال.. لو انها تزوجت كمال لما كانت ستهنأ في يوم..
قال امجد بضيق: لست افهم طريقة تفكيرك ابدا..
واردف وهو ينهض من مكانه: سوف اذهب لأسأل ملاك عن رأيها.. انتظرني هنا..
اومأ مازن براسه في ملل.. في حين توجه امجد الى غرفة ملاك ليطرق الباب بهدوء.. وجاوبه صوت مها وهي تقول: ادخل ..
دخل امجد الغرفة وقال مبتسما: ظننت انني اخطأت الغرفة عندما سمعت صوتك يا مها..
قالت مها مبتسمة وهي تلتفت الى ملاك: لقد كنت اتحدث مع ملاك عن رغبتها في ان تكمل دراستها..
قال امجد وهو يجلس بالقرب من ملاك: فلتكملي دراستك يا ملاك.. ما الذي يمنعك؟..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت: لا شيء.. لكن الظروف التي مررت بها جعلتني اتوقف عن الدراسة فجأة.. لهذا اريد ان اكملها الآن..
قال امجد بابتسامة وهو يربت على كتف ملاك: جيد جدا يا ملاك.. اريدك هكذا دائما.. فتاة طموحة وتهتم بمستقبلها ..
قالت مها وهي تشير الى نفسها: وانا يا ابي؟..
قال امجد وهو يلتفت لها: انت غادري الغرفة..
قالت مها غير مستوعبة: ماذا؟؟..
قال امجد وابتسامته تتسع: غادري الغرفة كما سمعت.. لدي حديث هام مع ملاك..
قالت مها بضيق مصطنع: الحديث دائما مع ملاك وانا اطرد من المكان..
قال امجد بجدية: مها بدون اطالة غادري الغرفة في الحال..
قالت مها برجاء: الا يمكنني البقاء؟..
تطلع لها والدها بتهديد: مها.. لا تختبري صبري وغادري الغرفة ..
قالت مها وهي تنهض من مكانها في سرعة: حسنا يا والدي.. ولكن لا تغضب..
اسرعت تغادر الغرفة واغلقت الباب خلفها.. والتفت حينها امجد الى ملاك ليقول: ملاك لقد جئت اليوم لأحدثك عن...
قاطعه صوت فتح الباب ورأس مها الذي اطل منه وهي تقول بابتسامة مرحة: عذرا على المقاطعة.. ملاك بعد ان يخرج والدي اخبريني بما قاله لك..
قال امجد بحدة وعصبية: اخرجي واغلقي الباب خلفك يا مها ..بسرعة ..
قالت مها مبتسمة: حسنا.. حسنا.. الى اللقاء حميعا.. ولا تنسي يا ملاك..
ضحكت ملاك بمرح.. فقال امجد وهو يهز رأسه: يبدوا انها هي ومازن قد اشتركا في صفة الجنون..
التفتت له ملاك بابتسامة.. فأردف قائلا: انت تعلمين يا ملاك.. ان اليوم هو اليوم الاخير للفترة التي حددتها لك لتعطيني ردك ..فأخبريني الآن برأيك.. ولا تخافي.. لن يجبرك احد على شيء؟.. سيكون قرارك وحدك..
اطرقت ملاك برأسهاوالتقطت نفسا عميقا.. فقال امجد وهو يضع يده على كتفها: وكما اخبرتك سابقا..سواء وافقت يا ملاك او رفضت ستظلين ابنتي..
تطلعت له ملاك بتأثر.. ومن ثم قالت بصوت اقرب الى الهمس: مازن ابن عمي.. والمدة التي قضيتها هنا.. جعلتني اعرفه عن قرب اكثر.. لمست فيه الطيبة والشخصية المرحة.. لمست فيه الحنان والجدية في وقت الشدة..
وازدردت لعابها لتقول بارتباك واناملها قد بدأت بالارتجاف: انا لن اجد افضل من مازن يا عمي.. لهذا فأنا...
بترت ملاك عبارتها بغتة وسيطر عليها الارتباك والخجل ..فابتسم امجد وقال: قوليها ياملاك.. هل انت موافقة على الارتباط به ام لا؟..
اكتفت ملاك بهز رأسها دلالة على الموافقة.. فاتسعت ابتسامة امجد وقربها منه ليطبع قبلة على جبينها ويقول بحنان ابوي: مبارك يا ملاك.. الف مبارك..
واردف وهو يرفع يمسك بذقنها ويرفع راسها : سيكون عقد القران وحفل الخطبة نهاية هذا الاسبوع.. ما رأيك؟..
قالت ملاك بخفوت: ما تراه يا عمي..
قال امجد مبتسما: حسنا اذا.. استعدي من الآن.. مبارك مجددا.. واتمنى لك كل السعادة مع مازن..
ابتسمت ملاك بامتنان وخجل.. فربت امجد على كتفها وقال وهو ينهض من مكانه: سأذهب لابلغ الخبر هذا لمازن الآن..
قالها وغادر الغرفة بخطوات هادئة..ومان افعل حتى تنهدت ملاك بقوة لعلها تقلل من ارتجافة اناملها.. وتقلصات معدتها التي كانت اكبر دليل على توترها ..وقالت وهي تلتفت الى طائرها بكلمات مرتجفة: لقد فعلت الصواب يا مازن؟.. اليس كذلك؟..
(هذا يتوقف على ما فعلتيه..)
انتفضت بقوة عند سماعها لتلك العبارة..والتفتت الى الخلف وقالت وهي تزفر بحدة: هذه انت يا مها..
قالت مها مبتسمة: لا يوجد فتاة في هذا المنزل سواي انا وانت..
قالت ملاك بهدوء: لم انتبه للصوت..
قالت مها وهي تقترب منها: لا يهم.. اخبريني الآن ما الذي فعلتيه؟..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها لتخفي ارتباكها: لقد اعطيت عمي الجواب..
واردفت وهي تطرق برأسها بخجل: بالموافقة..

(وافقت؟؟!)
قالها مازن باستغراب ودهشة طغتا على صوته.. فقال والده وهو يعقد ذراعيه امام صدره: ما بالك تقف كالابله هكذا؟.. اجل وافقت كما اخبرتك..
مرر مازن اصابعه بين خصلات شعره وقال بتوتر واستغراب: لم اتوقع ان تمنحك جوابها بهذه السرعة.. ثلاثة ايام ووافقت على الارتباط بي؟..
قال امجد بهدوء: انا منحتها تلك الفرصة كما اخبرتك لاننا لسنا في ظروف تسمح لنا بتضييع أي وقت..
- ادرك ذلك جيدا.. ولكن ملاك لا تعلم بهذه الظروف ومع هذا وافقت بسرعة.. ربما لانها تخجل منك يا والدي..
قال مجد بعصبية: ما بالك تبرر هكذا؟.. اخبرتك بأنها قد وافقت.. تريد ان تعرف لماذا وافقت فاسألها هي.. وان لم تكن تفكر في الارتباط بها.. فشقيقك سيفعل و...
اسرع مازن يقول مقاطعا حديث والده: لا.. ليس كمال ..سارتبط بملاك يا والدي كما اخبرتك سابقا..
اشار له والده بتهديد وقال: ولن تتراجع في كلمتك هذه مهما حصل..
اومأ مازن برأسه وقال: لن اتراجع .. ثق بهذا..
قال امجد وهو يضيق عينيه:صدقني يا مازن ان تسببت في حزنها في يوم فسأقف انا في وجهك.. لا تنسى انه لم يعد لديها سوانا في هذه الدنيا.. عاملها بكل رفق وطيبة.. وضعها في عينيك.. لو جاءت يوم لتشتكي منك فسيكون حسابك عسيرا..
قال مازن بابتسامة مرحة: ما هذا يا والدي؟.. انا ابنك وليست هي..
- صحيح انها ليست ابنتي.. ولكنها في مكانة مها.. ملاك عاشت بيننا لفترة من الوقت .. جعلتني اعتبرها كابنة لي تماما ..
قال مازن مبتسما: لاول مرة اسمع منك تصريح كهذا يا والدي ..
قال امجد بحدة: لا تقف هكذا الآن.. عقد قرانك على ملاك نهاية هذا الاسبوع.. لم يبقى شيء عليه.. هيا اخرج لتشتري لك كل ما تحتاجه.. مها ستتكفل بملاك.. وانا سأتكفل بالحفل..
قال مازن بهدوء: حسنا يا والدي..سأفعل..
قالها والتفت عن والده وقال متحدثا الى نفسه: ( من كان يتوقع انها ستوافق بهذه السرعة؟)

قالت مها وهي تتطلع الى ملاك بصدمة: وافقت؟؟. بهذه السرعة؟؟..
قالت ملاك بصوت خافت: عمي هو من طلب مني ان ارد عليه بجوابي خلال ثلاثة ايام..
قالت مها وهي تتطلع اليه بدهشة:ولو.. لم يكن عليك ان تجيبي بهذه السرعة.. على الاقل خذي وقتك بالتفكير..
قالت ملاك بهدوء: انا اعرف مازن جيدا.. ولا داعي لان آخذ كل هذا الوقت بالتفكير..انه ابن عمي..
هزت مها رأسها وقالت بحيرة: الكلام لن ينفع الآن لقد وافقت على مازن..
واقتربت منها لتعانقها وتضمها الى صدرها مردفة: الف مبارك يا ملاك.. أتمنى لك حياة سعيدة وهانئة مع مازن من كل قلبي..
وابتعدت عنها لوهلة وما ان فعلت حتى رأت الدموع قد تجمعت في عيني ملاك.. فقالت بتأنيب: لم الدموع الآن يا ملاك؟..
قالت ملاك بصوت متحشرج: لم يسبق لأحدهم ان عانقني بهذه الحرارة سوى ابي.. لقد اشتقت اليه.. وتمنيت ان يكون الى جواري في لحظة كهذه..
قالت مها بابتسامة باهتة: جميعنا سنكون الى جوارك يا ملاك.. ووالدي هو والدك الثاني.. لن نتركك ابدا..
قالت ملاك وهي تمسح دموعها بأناملها: لا اعرف اين سأجد من يحبني مثلكم..
قالت مها بمرح: لن تجدي مهما بحثت.. فنحن حبك الاول..
ابتسمت ملاك ابتسامة باهتة.. فقالت مها مردفة بخبث: ام اقول انه هو فقط..
توردت وجنتي ملاك واشاحت وجهها بارتباك وقالت: ماذا تعنين؟..
قالت مها بمكر: من سترتبطين به قريبا..ووافقت عليه بهذه السرعة..
التفتت لها ملاك وقالت بتلعثم: لانه ابن عمي..
قالت مها وهي تتطلع الى عينيها مباشرة: وايضا؟..
اشاحت ملاك بوجهها بعيدا لعلها تهرب من نظرات مها المتفحصة .. فقالت مها وهي تبتسم: فليكن.. لا تخبريني بشيء.. فعيناك تفضحانك..
شعرت مها بارتباكها يزداد فقالت مبتسمة: سأذهب لأخبر مازن بموافقتك.. لا اظن انه قد علم بعد..
قالتها وسارت مبتعدة..لتغادر الغرفة.. وتتجه بعدها الى الطابق العلوي.. وامام باب غرفة مازن.. طرقت الباب عدة مرات وهي تقول: مازن.. هل يمكنني الدخول؟..
لم يأتيها جوابه.. فعادت لتطرق الباب وتمسك بمقبضه قائلة: مازن هل انت نائم؟..
استغربت اقفاله للباب ايضا.. وعقدت حاجبيها لتعود طارقة الباب من جديد املا في ان يجيبها مازن...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قبل ربع ساعة من الآن.. وبعد ان توجه مازن الى غرفته.. اقفل بابها ليستطيع التفكير بهدوء.. ورمى بجسده على الفراش.. لعله يستطيع ان يعيد حساباته قليلا.. لقد اختار الارتباط بملاك بنفسه ولم يجبره احد على ذلك.. ربما الح والده في البداية عليه.. ولكن في النهاية قد خيره بين ان تكون له او لــ.. كمال..ولهذا رضخ ان يرتبط بها.. لم يكن يريدها ان تكون لكمال..
الآن قد تغير كل شيء.. وبات امر ارتباطه بملاك حقيقة لا فرار منها..لهذا ليس بيده أي شيء يفعله سوى تقبل هذا الوضع وتقبل كون ملاك زوجته..
زوجته؟؟.. يالها من كلمة.. لطالما كان يرفض فكرة الزواج وهو الذي لديه مئات العلاقات مع مختلف الفتيات .. ونستطيع القول ان اغلبهن كن فاتنات لم يكن ينقصهن شي .. لكني دائما ما كنت ابحث عن الاجمل والافضل وذات الشخصية الاكثر تميزا.. وها انا الآن ارتبط بفتاة شخصيتها اقرب الى الاطفال.. عاجزة.. علي ان اتحمل مسئوليتها الى الابد.. هل هو عقاب من الله تعالى يا ترى؟..
والدي قال انه بامكاني ان انفصل عنها او اتزوج من اخرى ان طالت فترة غيبوبة عمي.. لكن .. خلال فترة ارتباطي بها سأكون مسؤولا عنها.. وعن كل شيء يخصها.. علي ان اغير من نفسي قليلا حتى لا تنتابها ذرة شك بأني على علاقات أخرى و...
(مازن.. مازن.. هل انت بخير؟)
اخترق الصوت افكاره واجبره على النهوض من على فراشه.. وسمع صوت الطرقات تتعالى.. وصوت مها وهي تهتف قائلة: مازن .. افتح الباب..مازن..
فتح مازن الباب بحدة وصرخ في وجه مها قائلة: مرة واحدة تكفي ايتها المزعجة..
قالت مها بحدة: اهذا جزائي لانني كنت خائفة عليك.. مع اني اعلم انك كالقطط لا يصيبك شيء ابدا..
قال مازن ببرود: لم يكن هناك أي داع لخوفك هذا..
قالت مها وهي تضع يدها عند خصرها: لقد اخذت اطرق الباب واناديك لعشرات المرات..وانت لا تجيب..
قال مازن بسخرية: لا اظن ان احدا سيفتقدني لو انني قد مُت ..بل على العكس والدي سيرتاح من همومي..وكمال لن يهتم .. وانت سترتاحين من مضايقتي الدائمة لك..
قالت مها وهي تقترب منه وتقول بمرح: معك حق.. لكن هناك من سيفتقدك حقا..
التفت لها مازن فاردفت وهي تغمز بعينها: ملاك..
قال مازن وهو يبتسم ويتطلع لها: اعلم جيدا انها الوحيدة التي ستفتقدني..
قالت مها وهي تضع يدها على كتفه: مازن .. صحيح انك تضايقني دائما وتستهزأ بي.. لكني اعلم ان قلبك علينا جميعا .. يكفي انك الوحيد التي تهتم بالعمل وبحاجيات المنزل ..يكفي انك الوحيد التي تهتم بمتطلباتنا جميعا..
قال مازن وهو يمرر اصابعه في شعره: لانني الابن الاكبر علي ان اتحمل مسئولية كل شيء.. هذا ما قاله لي والدي قبل خمس سنوات تقريبا..
قالت مها بابتسامة: ارأيت اذا.. سنفتقدك حقا لو فكرت مجرد مغادرة المنزل.. فكيف لو اصابك مكروه –لا قدر الله-..
قال مازن بابتسامته: هذا يعني انني مهم في المنزل..
- بكل تأكيد..
صمتت لفترة ومن ثم قالت: الا تريد ان تعلم ما هو جواب ملاك؟..
قال مازن بهدوء وهو يجلس على فراشه: علمت به..
قالت مها وهي تنظر اليه بشك: والست سعيدا؟..
قال بابتسامة باهتة: سعيد لانها لم ترفضني.. ولكن اشعر ان المسئولية التي احملها على عاتقي الآن قد تضاعفت..
قالت مها وهي تعقد حاجبيها باستنكار: اترى ملاك مجرد مسئولية؟..
- اخبرتك منذ البداية..ارتباطي بها من اجل مصلحتها وحسب ..
قالت مها وهي تضغط على حروف كلماتها: وهي الم تفكر في مشاعرها؟.. الم تفكر لو انها علمت بالحقيقة؟..
قال مازن بهدوء: لن يخبرها احد بالحقيقة..
- لكنها ستعلم في يوم.. صدقني لا يمكن اخفاء امرا كهذا الى الابد..
قال مازن وهو يزفر بحدة: مها ارجوك اريد ان اكون لوحدي .. اخرجي الآن..
ارتفع حاجبا مها لكنها قالت ببرود: فليكن.. افعل ما شئت..
والتفتت عنه لتغادر.. لكن ارتفع بغتة صوت نغمة هاتفها المحمول.. معلنا وصول رسالة قصيرة..فالتقطته بملل من جيب سترتها الطويلة.. وعقدت حاجبيها وهي ترى انها من رقم مجهول و...
انتبه مازن لملامح وجه مها التي تغيرت مائة وثمانون درجة..والى الضيق الذي كان يكسوا ملامحها منذ لحظات قد تحول الى قلق وربما خوف.. ونظراتها الباردة.. اصبحت متوترة.. فقال متسائلا: مها.. ماذا بك؟..
قالت مها بارتباك: هه.. ماذا؟..
قال مازن وهو يعقد حاجبيه : ما الذي جرى لك؟..
قالت مها وهي تزدرد لعابها: لاشيء.. عن اذنك..
قالتها وغادرت الغرفة وهي تتذكر كلمات الرسالة التي وصلتها قبل قليل..
((اريد لقاءك لامر هام لا يحتمل التأجيل..انتظريني في النادي عند الساعة السادسة مساءا.. احمد))
..,



 

رد مع اقتباس