عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2012, 01:23 AM   #33 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5053 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الثالث والعشرون
"القرار"

التفت مازن الى ملاك الصامتة وتتطلع حولها بعيون خائفة.. فقال بابتسامة واسعة: ما بك يا ملاك؟..ليس هناك ما يخيف..
قالت ملاك وهي تتمسك بالفرس بشكل اكبر: ولكنك قلت انها ستلقينا من على ظهرها..
تطلع لها مازن لوهلة ومن ثم اخذ يضحك بقوة وقال: لا تقولي لي انك صدقت ما قلته..
تطلعت له ملاك بغرابة ومن ثم قالت: ولم لا اصدق؟..
قال مازن وهو مستمر في ضحكه: لقد قلت ذلك حينها حتى اخيف تلك المزعجة ندى..لا انت..
قالت ملاك وهي تشيح بوجهها في الم: لكني لم اطلب منك ان تعلمني ركوب الخيل هي من طلبت منك ذلك..
قال مبتسما: لقد وافقتها حتى اتخلص من ازعاجاتها الدائمة.. ولو كنت اعلم انك ترغبين في ركوب الخيل لما توانيت في الموافقة ..
قالت ملاك وهي تلتفت اليه وفي عينيها نظرة تساؤل: احقا؟..
اومأ مازن برأسه وهو لا يزال يمسك باللجام وقال: بكل تأكيد..
ارتفع حاجبا ملاك وهي تتطلع الى مازن الذي يجذب لجام الفرس وابتسامة هادئة تعلوا شفتيه وان كان ذهنه يفكر في شيء ما.. شيء لن يمكنها ان تعرفه ابدا..
وكما دار بذهن ملاك كان يشغل تفكير مازن شيء ما.. او امر ما.. وهو ارتباطه بملاك..لقد وافق الآن ولم يبقى سوى رأي ملاك.. والتفت لها ليتطلع لها لبرهة .. ان وافقت فستكون زوجته.. وسيكون مسئوولا عنها.. وسسرتبط بها حتى ينهض والدها.. فينسى حريته واستقلاليته و... لكن ان رفضت فسيواصل حياته كما يحب.. دون مسئولية ودون قلق.. لكن حينها ستكون قد تزوجت من كمال.. سيكون كمال هو المتحكم بها..هو المسيطر على كل شيء يعنيها..
القدر قد وضعه بين خيارين.. اما زواجه من ملاك وتحمل مسئوليتها وبالتالي يكون مطمئنا على املاكها.. واما رفضه لهذه الزيجة وتكون لكمال وهو لا يعرف بعد نية هذا الاخير لطلب الزواج من ملاك..
والآن قد سبق السيف العزل .. والخيار تقرره ملاك نفسها ..احيانا يرغب في ان يسألها لينهي هذا القلق الذي يحيا به و...
((لن تلعب معنا.. انها طفلة))
((لست طفلة))
هز مازن رأسه وهو يبعد الذكريات التي تسيطر على ذهنه بين الحين والآخر..وقالت ملاك في تلك اللحظة: مازن..
التفت لها وقال بابتسامة باهتة: ما الامر؟..
قالت ملاك بقلق: تبدوا متعبا..
اسرع مازن يقول نافيا: ابدا.. من قال لك ذلك؟..
ازدردت ملاك لعابها ومن ثم قالت: تعابير وجهك تدل انك تفكر في شيء ما.. وانك ربما تكون متعب من هذا التفكير..
ارتفع حاجبا مازن بغرابة من فهمها لتعابير وجهه.. ومن ثم قال بابتسامة عندما اقترب من مقعدها المتحرك وندى التي تجلس على سور الحلبة وضيق يعتري وجهها.. وقال وهو يوقف الفرس ويقترب من ملاك في تلك اللحظة: هيا اهبطي..
قالت ملاك وهي تتطلع الى قدميها: لكن لا يمكنني الوقوف..
ابتسم مازن وقال وهو يمد ذراعيه: لا عليك اهبطي فقط واتركي البقية لي..
تطلعت له ملاك وقلبها يخفق في عنف.. لقد فاجأها في المرة الاولى لهذا لم تستطع فعل شيء..ولكنها الآن تعلم انه يفكر في أن يحملها بين ذراعيه .. تقلصات معدتها جعلتها تبعثر نظراتها بعيدا لعلها تتقبل الفكرة.. لكن كيف ذلك.. ومازن سيكون قريبا منها.. واقرب من اية مرة..
وقال مازن بحيرة: ملاك .. الا تريدين الهبوط؟..
لم تجبه ملاك.. واطرقت برأسها وهي تحاول ان تتماسك قليلا.. في حين قالت ندى بسخرية: ربما تريد جولة اخرى بالحصان.. فقد اعجبها الوضع على ظهره.. فعندها تظن انها تسير على قدميها او ...
قاطعها مازن بغضب: يكفي يا ندى.. اصمتي..
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي ندى.. وخصوصا عندما لمحت تعابير المرارة والحزن على وجه ملاك.. في حين قال مازن بهدوء متحدثا الى ملاك: دعك منها يا ملاك.. فهي مزعجة كما اخبرتك..
عضت ملاك على شفتيها بألم.. في حين ارتسم الغيظ على وجه ندى.. وفي تلك اللحظة امسك مازن بكف ملاك وقال بابتسامة: هل يمكنك ان تهبطي من على ظهر الحصان الآن حتى اتحدث اليك؟..
دفعت ملاك جسدها قليلا .. فحملها مازن بين ذراعيه .. وقالت ندى حينها بضيق: ان كنت تريدين منه ان يحملك.. فقولي هذا منذ البداية.. ولا تمثلي دور الخائفة..
امسكت ملاك لا اراديا ذراع مازن الذي يحملها وكأنها تطلب منه الحماية.. فتطلع مازن الى ملاك بهدوء وحنان.. ومن ثم اعادها الى مقعدها وقال وهو يلتفت الى ندى وعيناه تحملان الكثير من الضيق: ندى .. لا تدعي اعصابي تتلف.. قلت لك مائة مرة دعي ملاك وشأنها..ثم ان هي لم تطلب مني شيء.. انت بنفسك قد رأيتني وانا احملها من تلقاء نفسي..
قالت ندى ببرود:تتقن التمثيل جيدا هذه المقعدة..
قال مازن بعصبية: كفى يا ندى اصمتي.. او اقسم ان تندمي على كل كلمة نطقت بها..
تطلعت له ندى بغضب ومن ثم قالت بعصبية: الى هذه الدرجة تهمك؟.. وانا التي رفضت العديد ممن جاءوا لخطبتي من اجلك ..
قال مازن ببرود وهو يلتفت عنها ويدفع مقعد ملاك: لم يطلب منك احد فعل ذلك..
تطلعت له ندى بحنق.. واسرعت تبتعد عن المكان.. في حين مال هو قليلا باتجاه ملاك وقال بهمس: ملاك.. لا تتضايقي من حديثها..
قالت ملاك بصوت خافت وهي تشعر بغصة في حلقها: اريد ان اعود الى المنزل..
قال مازن بحيرة: ولماذا؟.. لا تدعي هذا الامر يؤثر عليك يا...
قاطعته ملاك بصوت متحشرج: اريد ان اعود الى المنزل.. انت من اجبرتني على البقاء.. وانظر ماذا حدث.. لم تفرح ندى الا عندما اخذت تذكرتني بأني فتاة مقعدة طوال فترة وجودي معكم..
قال مازن بهدوء: لا يوجد انسان كامل في هذا الكون يا ملاك.. الكامل هو الله تعالى..
قالت ملاك بعينين مغرورقتين بالدموع: ونعم بالله.. ولكن .. هذا لا يعني ان تتعمد ندى تجريحي طوال الوقت..
قال مازن بابتسامة: وانت لم تصمتي عنها..
قالت ملاك بألم: لكني في النهاية صمت لقد طفح الكيل ولم اعد استطيع ان اخبئ آلامي اكثر من هذا..
ربت مازن على كتفها وقال بابتسامة باهتة: اعتذر فلم اتمكن من ايقافها عند حدها..
لم تعلق ملاك على عبارته.. بل ظلت صامتة طوال الوقت.. لاول مرة يتحدث معها احدهم بهذه الطريقة.. لاول مرة يشير احدهم الى عجزها.. ويشعرها بأنه افضل منها.. فقط لأن الله وهبه هذه الصحة.. وكما وهبها قد يأخذها في يوم.. لكن من يفهم؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قالت مها بابتسامة وهي تتحدث الى حسام: ما بالك؟..نبدوا متضايقا..
قال حسام بضيق: ومن لا يتضايق وهو يرى ابن عمك ..
ضحكت مها بمرح وقالت: دعك من احمد. لا يستحق ان تتضايق من اجله..
قال حسام بحنق: الم تري نظراته تجاهك؟..
قالت مها وهي تبتسم : وماذا يهم؟.. لا تهمني نظراته ابدا..
قال حسام بحدة: لم لا تفهمين يا مها؟.. انا لا اطيق ان ينظر اليك ابن عمك ذاك على هذا النحو..
قالت مها وهي تحاول ان تهدئه: حسنا ولكن اهدئ.. انا ايضا لا احتمل وجوده..
التفت لها حسام وقال بغتة: اين هو نصف القلب؟..
ابتسمت مها وقالت: معي اينما كنت..
ابتسم حسام وقال وهو يقترب منها ويهمس : احبك ..
(هيي..انت ابتعد عن شقيقتي)
توردت وجنتي مها بحمرة الخجل.. في حين قال حسام بلامبالاة: وما شأنك انت؟..
قال مازن بسخرية: اطن اني لا ازال شقيقها ولم تتبرئ مني بعد..
قال حسام بابتسامة: قريبا.. صدقني..
رفع مازن حاجبيه وقال وهو يدفع مقعد ملاك: فيم تفكر بالضبط؟..
قال حسام وهو يلتفت ويتطلع الى مها: امر بيني وبين مها..
قال مازن باستخفاف: وايضا.. اصبحت بينكم امور تخفونها عن الجميع..
ومن ثم اردف قائلا: والآن يا مها هيا.. فسنغادر..
قالت مها مستغربة: ولم؟.. لم يتأخر الوقت بعد..
اشار مازن بطرف خفي الى ملاك وقال بهدوء: لاجلها اريد العودة..
في تلك اللحظة فقط لمحت مها الحزن المرتسم على وجه ملاك فقالت متسائلة: ما بها؟...
قال مازن بهدوء: سأخبرك فيما بعد.. عن اذنك يا حسام..
وقالت مها وهي تبتسم لحسام: اراك غدا يا حسام.. الى اللقاء..
قال حسام مبادلا اياها الابتسامة: الى اللقاء..
سارت مها الى جوار مازن الذي اخذ يدفع مقعد ملاك.. وقالت هامسة: ما بها؟..
زفر مازن بحدة ومن ثم قال: فيما بعد يا مها.. فيما بعد..
(الى اين؟..)
عبارة اجبرت الجميع على الالتفات لصاحبها الذي لم يكن سوى كمال والذي كان يقف بصمت ويتطلع اليهم بجمود.. واجابه مازن قائلا: الى المنزل..
اقترب منهم وقال: ولم؟..
قال مازن بضيق: سأخبرك بكل شيء فيما بعد..
التفت كمال في تلك اللحظة ولمح الحزن المرتسم على وجه ملاك فقال وهو يعقد حاجبيه بتساؤل: ماذا بها ملاك؟..
صمت مازن لوهلة ومن ثم قال بهدوء: عندما تصل الى المنزل يا كمال سأخبرك و..
قاطعه كمال وقال بحدة: بل الآن..
نقل مازن نظراته بين كمال وملاك وقال ببرود: المكان لا يناسب لمثل هذا الحديث..
وكاد ان ينصرف لكن كف كمال التي امسكت بذراعه لتوقفه جعلته يلتفت الى هذا الاخير الذي قال : لقد قلت لك اني اريد معرفة كل شيء الآن..
تطلع اليه مازن بدهشة ومن ثم ابعد كف كمال عن ذراعه وقال: سأخبرك..
وشرح له الامر باختصار شديد.. وعلى الرغم من ذلك قال كمال باستنكار: وانت؟.. ماذا كانت وظيفتك؟ ..المشاهدة فحسب..
قال مازن بعصبية: لقد حاولت ان اسكتها عما كانت تقوله.. ما الذي اردت مني ان افعله اكثر من هذا؟.. اضربها مثلا ..
قال كمال بحدة: وتقول انك مسئول عنها.. أي مسئولية تلك التي تتحدث عنها..
لم تجد مها امامها من حل غير انها تسرع بنداء حسام لفض هذا الخلاف..الذي جاء مسرعا ووقف بين مازن وكمال وقال مهدئا: يكفي يا كمال.. انه شقيقك الاكبر لا يجب ان تحدثه بهذه الطريقة..
قال كمال بضيق: شقيقي الاكبر هذا كما تقول.. لا يفكر سوى في نفسه.. انه انسان أناني ومغرور.. يريد ان يحصل على كل شيء.. له فقط..
قالت ملاك في تلك اللحظة عندما لم تحتمل سماع المزيد من هذا الشجار: يكفي.. يكفي.. ارجوكم كفى.. لا اريد ان تتشاجروا بسببي.. فليحدث لي ما يحدث.. لكن لا تتشاجروا.. اتوسل اليكم.. كفّى عن هذا الشجار .. انتما شقيقان..
اقتربت منها مها وقالت وهي تربت على كتفيها مهدئة: اهدئي يا ملاك.. هما هكذا دوما.. وكل شيء سيكون على ما يرام بينهما بعد ساعات فحسب..
قالت ملاك بعينين دامعة: لقد تمنيت طويلا ان يكون لي اخ او اخت.. ومن يهب الله تعالى له اشقاء يتشاجر معهم بهذه الطريقة..
ابتسمت مها مشفقة في حين دس مازن اصابعه بين خصلات شعره بعصبية توتر ومن ثم قال: لم يحدث شيء يا ملاك.. مجرد نقاش ولست انت السبب فيه..
القى كمال نظرة اخيرة على مازن قبل ان ينصرف من النادي ..اما مازن فزفر بحرارة قبل ان يدفع مقعد ملاك.. وينصرف بدوره تاركا النادي.. هذا المكان الذي حمل لهم احيانا الذكريات الجميلة.. واحيانا اخرى الذكريات المؤلمة ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع امجد بغرابة الى مكان ملاك الخالي على مائدة الطعام وتساءل قائلا بحيرة: اين ملاك؟.. الن تأتي لتناول العشاء؟..
لم يجبه ايا من مازن او مها او كمال.. واكتفوا بالتوقف عن تناول الطعام.. فتساءل امجد مرة اخرى قائلا: ماذا بها ملاك؟ .. الم يستدعها احدكم؟..
التفتت مها في تلك اللحظة الى والدها وقالت : بلى .. لكنها قالت انها لا تريد تناول طعام العشاء..
قال امجد باهتمام: ولم ؟.. ما الذي جرى لها؟..
(اسأل مازن لتعلم السبب)
كان هذا صوت كمال الذي قال عبارته بعصبية ومن ثم نهض من مكانه وغادر مائدة الطعام.. وعقد امجد حاجبيه وقال: لقد تغير كمال كثيرا..ما الذي جرى للجميع؟..
زفر مازن بحدة ومن ثم قال: انت تعلم بالوضع الذي نمر به .. لهذا نقضي يومنا بأكمله في حالة من التوتر والقلق..
التفتت له مها بدهشة وقالت: أي وضع هذا؟..
تجاهلها مازن تماما.. في حين قال امجد: يبدوا اني سأضطر لأنهاء هذا الوضع اليوم..
ادرك مازن ما يعنيه والده ..لكنه مع هذا تساءل قائلا ربما ليأكد لنفسه ما فهمه: ماذا تعني يا والدي؟..
التقط امجد كوب من الماء وقال بعد ان شرب القليل منه: سأسالها اليوم وينتهي الموضوع..
قال مازن بقلق: لكن.. الم تقل يا والدي انك ستسألها نهاية الاسبوع؟.. أي غدا..
قال امجد وهو يمط شفتيه: اليوم او غدا.. لن يفرق الامر كثيرا..
قالها ونهض من مكانه.. في حين تنهد مازن ودس اصابعه بين خصلات شعره بتوتر.. فقالت مها بحيرة: ما الذي يجري؟.. ابي سيسأل من؟..وعن ماذا؟..
كاد مازن ان ينهض من مكانه فهو ليس في مزاج يسمح له بالاجابة عن اسألة مها التي لن تتركه الا عندما تعرف كل شيء وبالتفصيل..ولكن كف مها الممسك بذراعه استوقفه وهي تقول في صوت اقرب الى الرجاء: اخبرني يا مازن.. اشعر ان هناك امرا ما يحدث في المنزل.. وانا الوحيدة التي لا تعرفه.. اكاد اصاب بالجنون من كثرة التفكير..اخبرني ارجوك..
تطلع لها مازن بدهشة ممزوجة بالحيرة من اخبارها او عدمه.. لكنه قال اخيرا وهو يتنهد: فليكن.. سأخبرك لكن لا تقاطعيني حتى انتهي..
وعلى الجانب الآخر.. كان امجد قد اخذ يطرق باب غرفة ملاك.. التي ظنت انها طرقات مها.. فقالت ببرود: قلت لك اني لا اريد ان اتناول شيء يا مها.. دعيني وحدي..
ابتسم امجد وقال وهو يفتح الباب: اردت الحديث اليك قليلا يا ملاك.. فهل يمكنني ذلك؟..
شعرت ملاك بالاحراج من تصرفها.. وقالت في سرعة: بالتأكيد يا عمي.. المعذرة لقد ظننتك مها..
قال امجد وهو يجلس بكقعد يجاورها: لا عليك.. واخبريني الآن.. لم ترفضين تناول طعام العشاء معنا؟..
ارتبكت ملاك وقالت وهي تطرق برأسها: لست اشعر بالجوع ..
تساءل امجدقائلا: هل هناك من ضايقك؟..
صمتت ملاك ولم تعلق..فلم تعتد الكذب يوما.. في حين قال امجد وهو يعقد حاجبيه: اهو مازن؟..
قالت ملاك في سرعة: لا يا عمي.. لم يضايقني مازن ابدا..
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي امجد وقال وهو يضع يده على رأسها: لقد اردت ان اتحدث اليك قليلا يا ملاك في موضوع يخصك..
ظهر الاهتمام على وجه ملاك وقالت بحيرة: يخصني؟.. تحدث يا عمي انا اسمعك..
تردد امجد قليلا قبل ان يقول بابتسامة متسائلا: كم عمرك الآن؟ ..
ارتسمت ابتسامة على شفتي ملاك وقالت: ثمانية عشرة عاما.. لم السؤال؟..
قال امجد وهو يضغط على حروف كلماته: لقد كبرت يا ملاك واصبحت عروسا جميلة.. وسنة الحياة هي ان ترتبط كل فتاة بـ...
بتر امجد عبارته عندما لمح علامات الحيرة على وجه ملاك.. فأكمل وهو يحاول ان يجعلها تفهم ما يرمي اليه: انا اعني يا ملاك.. ان سنة الحياة هي ان تتزوجي ككل فتاة..
ازدردت ملاك لعابها بتوتر.. وتطلعت الى عمها باستغراب ومن ثم قالت: ما مناسبة هذا الكلام يا عمي؟..
التقط امجد نقسا عميقا ومن ثم قال وهو يمسح على شعرها: لقد تقدم احدهم لخطبتك يا ملاك..
اتسعت عينا ملاك.. وتطلعت الى عمها بذهول.. ودون ان تنطق شفتيها بالعبارات التي تجول بذهنها.. فهم عمها تساؤلها عن هذا الشخص.. فقال مردفا بابتسامة: انك تعرفينه جيدا .. انه ابني .. مازن..

(ماذا؟؟!)
نطقت مها هذه العبارة في مزيج من الدهشة والاستنكار والضيق .. خلفه كل ما قاله لها مازن منذ قليل.. حول رغبته في الارتباط بملاك.. لم يخبرها بكل شيء.. بل اكتفى بقوله انه يريد الارتباط بملاك.. حتى يحميها ويحافظ على املاك والدها.. وهذا ما جعل مها تستنكر رغبته هذه وتقول بحدة: لا بد وانك تمزح..بكل تأكيد انت كذلك .. تقول انك تريد الارتباط بملاك.. منذ متى كنت انت الشاب الذي يفكر في الزواج؟.. ومن تختار في النهاية؟ .. ملاك .. تلك الرقيقة البريئة التي لا تعرف عن العالم شيئا.. اتريد ان تقتلها ببطء يا مازن؟..
تطلع لها مازن بدهشة وقال: ولم تقولين كل هذا؟.. اارتباطي بملاك يحزنها الى هذه الدرجة؟..
قالت مها بعصبية وهي تلوح بكفها: بل سيحزنها فيما بعد.. عندما تعلم بعلاقاتك المتعددة.. عندما تعلم ان ارتباطك بها كان حفاظا على املاكها .. وليس لأجلها.. افهمت الآن؟ .. ملاك تظنك مثلها.. شاب مثالي في نظرها.. لكن عندما تعلم بالحقيقة.. فكر أي صدمة ستواجهها بسببك..
دس مازن اصابعه بين خصلات شعره بتوتر ومن ثم قال: اسمعي يا مها.. عندما ارتبط لن تكون لي علاقات أخرى.. سأحاول ان اترك كل الفتيات اللاتي اعرفهن..وانا فكرت فيها وبمصلحتها عندما اردت الارتباط .. الا يعني هذا اني سأتزوجها لاجلها؟.. واذا وافقت ملاك.. اظن ان كل شيء سيكون على ما يرام.. فلا تستبقي الامور..
تطلعت له مها قليلا ومن ثم قالت وهي تضيق عينيها: اتريد رأيي؟ ..
وقبل ان يجيبها مازن اردفت قائلة: اتمنى ان لا توافق ملاك على الارتباط بك.. فحينها حقا سترى الوجه الآخر للعالم الذي تحياه.. عالم الخداع والقسوة والكذب والغرور..
قال مازن بعصبية: لكل منا عيوبه.. ولست اظن اني بهذا السوء الذي تصفين..
قالت مها ببرود وهي تنهض من مكانها: صحيح لكل منا عيوبه.. لكن الانسان لا يتألم ويحزن بحق الا اذا جرح من انسان يحبه..
قال مازن بعصبية اكبر: لم تتحدثين بالالغاز؟.. تحدثي بوضوح حتى افهمك..
قالت مها بابتسامة استخفاف: ولهذا اخبرك ان ملاك ستصدم حقا ان ارتبطت بك..
قالتها ومضت مبتعدة عنه.. في حين زفر مازن في حرارة وتطلع الى باب غرفة ملاك.. وهو ينتظر اجابتها بقلق وتوتر..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
شعرت مها بتأنيب ضميرها وهي تجلس على فراشها ومطرقة برأسها.. ذلك لانها لم تحذر ملاك من مازن من قبل.. واكتفت بالصمت وهي تخفي علاقاته المتعددة.. صحيح انها حاولت الاشارة الى هذا الامر عدة مرات ولكن ليس بطريقة مباشرة..لو وافقت ملاك على مازن فسأتحمل ذنب أي شيءيصيبها .. سأكون انا المسئولة لاني لم اخبرها بالحقيقة كاملة..
ولم تجد مها امامها من تبوح له بما في نفسها غير حسام.. فالتقطت هاتفها واخذت تضغط ارقام هاتفه..و ظلت تسمع الرنين على الطرف الآخر دون جواب.. فعقدت حاجبيها بشدة وقالت بحنق: لماذا لا اجدك عندما احتاجك يا حسام؟..
زفرت بحدة وهي تمرر اصابعها بين خصلات شعرها المموج ..وافكارها تزيد شعورها بتأميب الضمير.. تعلم جيدا ان مازن لا يفكر بملاك.. وتعلم اكثر انه لن يفكر في فتاة مقعدة.. بالتأكيد السبب هو المحافظة على ثروتها واملاكها من أي شخص.. لكن لم لم يوضح اكثر؟؟.. اكان يعني شخصا بعينه؟.. ربما..
قطع تفكيرها صوت رنين الهاتف.. فالتقطته من جواراها ومن ثم ابتسمت وهي ترى اسم حسام على شاشته وقالت بحنق مصطنع: لم لم تجيب على الهاتف في المرة الاولى؟..
قال حسام مبتسما: اولا اهلا بك يا مها.. وثانيا كيف هي احوالك؟.. وثالثا المعذرة لقد تركت هاتفي في غرفتي.. ولقد كنت اتناول طعام العشاء في الردهة حينها.. اخبريني اهناك شيء؟..
قالت مها بصوت قلق: تقريبا..
- اخبريني اذا ماذا بك؟..
قالت مها وهي تزفر بحدة: سأسألك سؤالا قبلها.. كيف ترى علاقة مازن بملاك؟..
فكر حسام قليلا ومن ثم قال بحيرة: لست اعلم بالضبط لكني ارى ان ملاك تتلهف دائما عند رؤيته.. وان مازن مهتما بها كثيرا..
قالت مها بسخرية: مثل باقي الفتيات اللاتي اهتم بهن..
قال حسام نافيا: لا.. انه يهتم بملاك بشكل خاص.. ليس كبقية الفتيات.. بل لنقل انه اهتمام صادق..
قالت مها مبررة: ربما لانه يشفق عليها وعلى حالتها..
- ربما.. لكن ما مناسبة هذا السؤال؟..
ازدردت مها لعابها ومن ثم قالت: مازن.. تقدم لخطبة ملاك..
قال حسام بدهشة: ماذا؟.. لم اتوقع ان الامر سيصل الى الارتباط ابدا..
- ولا انا ايضا..لقد ظننت ان الامر سينحصر في علاقة القرابة التي تربطهما.. لكن ما اصاب عمي خالد غير كل شيء.. فقد اصبحت شركاته بدون ادارة.. واظن ان مازن سيرتبط بملاك من اجل هذا السبب.. فلقد قال لي ان زواجه بها من اجل مصلحتها وحسب..
قال حسام بحيرة: لست اعرف ماذا اقول.. ولكني اشعر ان هناك ما يربط شقيقك مازن بملاك.. ربما هو مجرد اعجاب.. لكن ربما مع الوقت يتحول الى حب..
قالت مها باستخفاف: انت تعلم من هو مازن بكل تأكيد .. وتعلم يقينا انه لم يحب فتاة في حياته..
قال حسام بابتسامة: ولكن من الممكن ان يحب .. اليس كذلك؟..
صمتت مها للحظات ومن ثم قالت: حسام اتظن اني قد اخطأت عندما اخفيت عن ملاك علاقات مازن ؟.. اتظن اني اخطأت وانا اراها تتعلق به يوما بعد يوم واقف صامتة لا احاول حتى تحذيرها؟..اكان يتوجب علي ان اخبرها بحقيقة شقيقي حتى تعرف أي شخص هو وتحاول تحاشيه؟.. اخبرني يا حسام هل اخطأت؟..
قال حسام بهدوء: أي شخص في مكانك يا مها كان سيفعل الشي ذاته.. انت اردت ان لا تصدمي ملاك بشقيقك.. لم تريدي لها ان تتألم.. وايضا لم تكوني لتعرفي ان الامور ستتطور الى هذا الموضوع.. فكيف لك ان تتنبأي بها؟.. اليس ما اقوله هو ما فكرت به عندما اخفيت عنها حقيقة مازن؟ ..
قالت مها وهي تتنهد: بلى لقد كنت اخشى ان اصدمها واجعلها تتألم وانا اراها ترى شقيقي على نحو آخر تماما..
قال حسام بهدوء: لكن كل هذا لا ينفع الآن .. القرار وحده في يد ملاك.. وهي من ستقرر الموافقة على مازن او رفض هذا الارتباط..
زفرت مها بحدة ومن ثم قالت: معك حق.. القرار الآن في يد ملاك وحدها...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت ملاك واجمة .. صامتة .. بعد ان سمعت ما قاله عمها .. لم تعلق او حتى تتغير ملامح وجهها..وان كان قلبها يخفق بخفقات سريعة متتالية ومن ثم بدأت اطرافها كلها بالارتجاف .. وانفاسها قد اضطربت تماما.. ذهنها مشغول بمئات او لنقل آلاف الافكار..مازن.. حنانه واهتمامه وطيبته.. رقة قلبه وكلماته التي تخفف عنها الكثير .. كل هذا كان يدور في ذهنها تلك اللحظة.. كل المواقف التي جمعتها بمازن مرت امام عينيها في لحظات كشريط سينمائي..وتذكرت كذلك موقفه الاخير معها في النادي.. وندى ..كل هذا اجتمع في ذهنها.. وجعلها تصمت وتغرق في تفكير عميق..
مازن يتقدم لخطبتها هي؟.. اهو حلم يا ترى؟؟.. بالتأكيد هو كذلك.. فلا يمكن ان تتحقق احلامنا بهذه السهولة في عالم الواقع..مازن الذي احبته بكل مشاعرها واحاسيسها.. يتقدم لخطبتها.. اذا كان يبادلها المشاعر كما كانت تتمنى.. لم يكن مجرد اعجاب او اهتمام كما ظنت.. بل انه الحب و...
وبغتة اخترقت افكارها صورة ما.. جعلت قلبها تخفق بقوة وخوف.. ومن ثم ترفع رأسها الى عمها لتطلع اليه بنظرات متوترة جعلتها تتمتم دون شعور: في الحقيقة يا عمي.. انا ...ا...ارفض..
ولم يعد هناك مجالا للتراجع...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



 

رد مع اقتباس