عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2012, 07:24 AM   #22 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5041 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الثاني عشر
"وداع"

كان الصمت هو سيد الموقف.. الصمت الذي سيطر على الاذهان وشل الاقدام.. ليتوقف الجميع متطلعين بذهول الى الواقف امامهم ناطق العبارة السابقة.. كان آخر شخص يتوقعون وجوده بينهم الآن.. آخر شخص من الممكن ان يخطر على اذهانهم.. ولكنه حطم توقعاتهم وجاء.. وهاهوذا واقف بينهم.. يتطلع اليهم جميعا بنظرة غامضة.. ومن ثم توقفت نظراته على احدهم..على ملاك على وجه التحديد...
وكان مازن هو اول من انتزع نفسه من ذهوله بينهم وقال بغير تصديق: عمي ؟!..كيف جئت الى هنا ؟.. ومتى؟..
اجابه قائلا: ما رأيك انت يا مازن؟.. كيف سأحضر غير بسيارتي.. ومنذ قليل ان كان هذا يهمك..
اما ملاك فقد ارتجفت شفتاها وهي تهمس بصوت خافت: هل انت حقا هنا يا ابي؟.. ام هو حلم كبقية احلامي يا ترى؟ ..
تطلع لها خالد بنظرة حانية ومن ثم قال : بل هو واقع يا صغيرتي.. انا هنا .. وقد عدت من اجلك..
ومن ثم تحرك باتجاهها ليميل نحوها ويقول بصوت دافئ: اشتقت اليك يا صغيرتي وبأكثر مما تتصورين..
سقطت ملاك بين ذراعيه لتقول ودموعها تتفجر من عينيها: وانا اكثر يا ابي.. لا تتركني مرة اخرى ارجوك..
مسح خالد على شعرها بحنان ومن ثم احاط جسدها بذراعيه وقال بهمس: تركت كل مالدي من اعمال .. فقط لاعود اليك يا ملاكي..
ازدرد مازن لعابه وقال مقاطعا: عفوا لمقاطعتي .. ولكن يتوجب عليك يا عمي ان تغادرانت وملاك المكان على وجه السرعة.. فعمي فؤاد علم بأمرها..
عقد خالد حاجبيه بضيق وقال: هذا ما كنت اخشاه..
واردف بشك: ولكن من اخبره ؟..
كاد مازن ان يهم بقول شيء ما..ولكن ملاك اسرعت تقول وهي تمسح دموعها وتبتعد عن والدها قليلا: ليس لأحد شأن فيما حدث يا ابي.. انها غلطتي.. لقد زل لساني امامهم بالحقيقة ..
واردفت وهي تلتفت لتتطلع الى مازن ومها بامتنان: وانا اشكرهم من كل قلبي.. على ما فعلوه لأجلي.. لقد حاولوا اخفاء الامر قدر المستطاع.. هذا بالاضافة لمحاولتهم حمايتي..لقد كانوا لي مثال الاخوة يا ابي..
لم تعجب خالد النظرة التي كانت في عيني ملاك وهي تتطلع الى مازن وكذلك مها.. فقال بصوت هادئ يخفي الكثير من الضيق: يبدوا ان اشياءا كثيرة قد تغيرت في عدم وجودي..
واردف وهو ينهض من مكانه: من فضلك يا مها اطلبي من نادين ان تجهز حقيبتها وحقيبة ملاك.. لنغادر المنزل..
اومأت مها برأسها وكادت ان تنهض من مكانها.. لولا ان قال مازن: لقد طلبت منها ذلك قبل قليل.. لاني كنت في طريقي الى اخراجها من المنزل بالفعل..
قال خالد ببرود: اذا اطلبي منها ان تحضر الحقائب وتتبعني الى السيارة ..
اما ملاك فقدرأت والدها في تلك اللحظة يهم بدفع مقعدها.. فاسرعت تقول: اسبقني انت يا ابي.. سأذهب لأحضر شيء ما من غرفتي واودع ابناء عمي والحق بك..
تطلع لها بنظرة صامتة ومن ثم قال: لا بأس ولكن اسرعي..
قالت وهي تومئ برأسها: سأفعل..
اسرعت ملاك تحرك عجلات مقعدها الى حيث تقف مها التي كانت تتحدث الى نادين.. وما انتهت من حديثها معها.. حتى قالت ملاك وهي تشعر بغصة مرارة في حلقها: اردت ان اودعك قبل ان اذهب يا مها..
التفتت لها مها وقالت بتأثر: الم تغادري بعد يا ملاك؟.. والدك ينتظرك..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت: اردت ان اودعكم اولا.. فمن يدري متى سأراكم مرة اخرى..
انحنت مها وهبطت الى مستوى ملاك لتقول بصوت حاني وهي تمسك بكلتا كفيها: ستريننا وقتما تريدين يا ملاك.. ويمكنك الاتصال بنا كذلك في أي وقت..
قالت ملاك بصوت اقرب الى البكاء: انت تعلمين بالظروف التي استجدت الآن.. لا اظن ان ابي سيسمح لي بزيارتكم تحت هذه الظروف..
شددت مها من قبضتها على كف ملاك وقالت بابتسامة شاحبة: ولكننا سنظل دائما اخوات.. اليس كذلك؟..
أومأت ملاك برأسها وترقرقت الدموع في عينيها.. فاسرعت مها تمسح دموعها وتقول برقة ولطف: والآن يا ملاك.. عليك ان تسرعي بالمغادرة.. الوقت ليس في مصلحتك..
قالت ملاك بصوت خافت: لا يوجد شيء في مصلحتي ابدا..
قالت مها وهي تزدرد لعابها لتبتلع الغصة التي في حلقها: لا تقولي هذا.. جميعنا الى جانبك.. والله تعالى سيكون معك دائما..
ابتسمت ملاك بامتنان.. ومن ثم التفتت بمقعدها مبتعدة وقالت بهمس: اتمنى ان اراك عما قريب يا مها..
قالت مها بابتسامة حانية:وانا كذلك يا ملاك ..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها: سأطلب منك طلبا اخيرا..
والتفتت لها لتردف: لقد تركت الفستان هنا يا مها.. لا اريد ان آخذه معي.. احتفظي به لاجلي لو عدت الى هنا يوما ما..
قالت مها بدهشة: ماذا تعنين يا ملاك؟..
قالت ملاك بألم: اعني ان تتركيه كذكرى عندك.. لتتذكريني به.. والايام الجميلة بالنسبة لي التي قضيتها في منزلكم..
قالت مها بحيرة: لم لا تأخذينه معك؟.. نحن سنذكرك دائما به او من دونه..
- لن يقبل ابي صدقيني..
واردفت وهي تمضي في طريقها: الى لقاء لعله يتجدد يوما ما..
وابتعدت بمقعدها مبتعدة عن المكان.. لتعبر الردهة ومن ثم تتوجه الى الباب الرئيسي و...
(ستغادرين دون ان تودعيني يا ملاك)
خفق قلب ملاك بقوة.. وازدردت لعابها لتخفي توترها واضطرابها..وحاولت ان تنطق بحرف واحد ولكنها لم تستطع.. المها على فراقه.. جعلها تكتفي بنظرات الحزن على الكلام..وقال مازن مستطردا وهو يتقدم منها بابتسامة: لو فعلت هذا لم اكن لاسامحك ابدا..
قالت ملاك وهي تحث نفسها على الحديث: ربما لا تحتاج في التفكير في ان تسامحني او لا.. فقد تكون هذه آخر مرة اراك فيها..
قال مازن بحزم وتهديد: اياك وان تقولي شيئا كهذا يا ملاك.. مهما حدث سنجتمع مرة اخرى..
واردف بابتسامة حانية: صدقيني.. اعلم ان الذهاب الى منزلك من مصلحتك.. ولكن منزلنا من غيرك سيكون كئيبا و...
بتر عبارته بغتة واردف بصوت هامس: وسأشتاق اليك كثيرا ..
ارتجفت اطراف ملاك وتسارعت دقات قلبها وهي ترى نظراته لها.. وابتسامته الحانية الموجهة اليها.. وكلماته التي تحمل حنان الدنيا بأكمله.. وازدردت لعابها لتقول بصوت خافت يحمل الكثير من المرارة: سـأشتاق اليكم جميعا..وحاولوا ان تتصلوا بي عندما تتذكروني..
قال مازن بتأنيب: نحن لن ننساك حتى نتذكرك يا ملاك..
واردف وهو يفسح لها المجال للمغادرة: اهتمي بنفسك جيدا يا ملاك..
كادت ان تغادر المكان ولكنه استوقفها مرة اخرى وهو يقول بصوت هامس ورقيق: فأنت غالية علينا جميعا..
ارتفع حاجبا ملاك.. بدهشة.. بفرحة.. بتوتر..خفضت عيناها بخجل وارتباك.. واسرعت بمقعدها مغادرة المنزل.. هربا من مشاعرها التي لا تتفجر الا بوجود مازن.. دون ان تنتبه الى الشخص الذي يسير باتجاه الباب الرئيسي.. واصطدمت به فجأة .. فقالت بارتباك شديد وهي ترفع رأسها اليه: معذرة لم اقصد..
وازداد ارتباكها اضعافا وهي ترى كمال يقف امامها بنظراته الباردة.. وانتظرت أي عبارة من عبارات تجريحه لها او عبارة باردة غير مبالية يلقيها على مسامعها.. ولكنه قال بهدوء: اذا ستغادرين..
اومأت برأسها بهدوء فقال: الى اللقاء يا ملاك.. واعتذر ان كنت قد تسببت في المك في يوم..
ابتسمت ابتسامة شاحبة وقالت: ابدا.. لم يحدث شيء..
رسم ابتسامة باهتة على شفتيه وقال: سنفتقدك كثيرا..
قالت ملاك بابتسامة شاحبة: وانا كذلك..سأفتقدكم جميعا..
واردفت وهي تخفي المها ومرارتها خلف ابتسامتها الشاحبة: اراك بخير يا كمال.. وداعا..
هز كمال رأسه نفيا وقال: بل الى اللقاء يا ملاك..
ازدردت ملاك لعابها وقالت وهي تومئ برأسها: معك حق.. الى اللقاء..
وسارت مبتعدة عنه.. وقلبها يعتصره الحزن لفراقهم جميعا.. كمال لا يعلم أي شيء مما حدث لها.. لهذا يظن انها ستعود يوما ما.. لكنه لا يعلم انها قد تكون المرة الاخيرة التي يراها فيها..
ترقرقت في عينيها الدموع وهي تصعد في سيارة والدها لتجلس الى جواره.. والذي ابتسم لها ابتسامة حانية وهو يقول للسائق: انطلق للمنزل..
ادار السائق محرك السيارة منطلقا بها الى المنزل.. وبدورها وجدت دموع ملاك طريقها لتسيل على وجنتيها بكل الم وحزن ومرارة.. واعتصرت قبضة باردة قلبها وهي تلقي نظرة اخيرة على منزل عمها.. وشريط ذكريات اسبوع تقريبا قد مضى يمر امام عينيها...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تنهد مازن بقوة وهو يهم بالصعود الى غرفته.. حين استوقفه صوت كمال وهو يقول بهدوء: مازن..
التفت له مازن وقال بسخرية: لا يزال الوقت مبكرا يا اخي.. لم جئت؟..
قال كمال ببرود وهو يعقد ذراعيه امام صدره: لم ؟.. ما الذي حصل وكان يستوجب حضوري؟..
قال مازن وهو مستمر في سخريته: لا شيء ابدا.. فقط ان ملاك كادت ان تقع في مشكلة مع عمي فؤاد..لولا ان جاء والدها في الوقت المناسب..
عقد كمال حاجبيه وقال متسائلا: ما الذي حصل؟.. واي مشكلة تعني؟..
قال مازن وهو يمط شفتيه: لقد علم عمي بحقيقة ملاك.. وذلك بسبب احمد وندى اللذان جاءا الى هنا فقط لاستدراجها في الحديث..
قال كمال بضيق: وانت؟.. اين كنت ليحصل كل هذا؟..
زفر مازن بحدة ومن ثم قال: لم اكن اعلم بما يخططون له.. لقد ذهبت لغرفتي حتى استبدل ملابسي واعود اليهم.. ولكني عدت بعد فوات الاوان..
قال كمال مستفسرا: وبعد ماذا فعلت؟..
- بحثت عن حل من اجل ابعاد ملاك لمكان آمن.. ولكن عمي خالد اختصر علينا الامر وجاء ليأخذها الى منزله..
- ولماذا لم تتصل بي و تعلمني بالامر؟.. فربما استطعت فعل شيء ما لملاك..
ابتسم مازن بسخرية وقال: لا اظنك تهتم بأي شخص في هذا العالم.. وخصوصا ملاك..
قال كمال ببرود: ولم ملاك بالذات التي لن اهتم لامرها؟..
قال مازن وهو يلوح بكفه: انسيت؟.. منذ اليوم الاول لها هنا وانت تتعمد ان تجرحها بكلماتك القاسية.. وانت تعلم جيدا انها لم تتعامل مع احد من قبل.. وان كلماتك لها ستجرحها..
قال كمال بهدوء: لم اكن اتعمد ذلك.. ولكن لم اكن استطيع قول غيركلماتي تلك..
تطلع له مازن بنظرة طويلة متشككة ومن ثم قال: ماذا تعني بقولك هذا؟..
قال كمال متجاهلا سؤاله: ثم لا تبرئ نفسك.. فما فعلته مع ملاك يفوق ما فعلته انا بأضعاف المرات..
اشار مازن الى نفسه وقال باستنكار: ما فعلته انا؟.. وماذا فعلت؟.. اخبرني .. هل ضايقتها بكلماتي القاسية؟.. هل جعلتها تبكي الما لتجريحي لها؟..
قال كمال و يشير له ويتطلع اليه بقوة: لا هذا ولا ذاك.. ولكنك فعلت ما هو اعظم.. لقد عاملتها كأي فتاة اخرى تعرفها.. كمئات الفتيات الذين تقابلهن يوميا.. وتجعلهن يتعلقن بك.. ومن ثم تقول لهن بكل برود.. ان ما كان بينكم طوال تلك الفترة هي الصداقة ولا شيء آخر.. وتخبرهن ايضا بأنك لم تعدهن بشيء ابدا.. ولكن اعلم يا شقيقي العزيز.. ان نظراتك وتصرفاتك تكون سببا لأن تتعلق الفتاة بك.. وانت تفهم جيدا ما اعنيه..
صمت مازن مدهوشا للحظة ولكنه لم يلبث ان قال وهو يهز كتفيه: ملاك مختلفة.. انها ابنة عمي..واما عن بقية الفتيات فأنا لم اجبرهن على تكوين علاقة معي.. على العكس.. هن من يطلبن ذلك..
قال كمال ببرود: نظراتك التي تخص بها احدى الفتيات تدفعها لذلك.. تظن انك مهتم لأمرها.. ولكن على العكس.. انت لم تهتم يوما ولا بأي فتاة قد خصصتها باحدى نظراتك..
واستطرد كمال وهو يزفر بقوة: وملاك التي هي ابنة عمك كما تقول..لم تحترم صلة القرابة التي بينكما..بل كنت تخصها دائما بنظراتك يا مازن.. وكأنك تدفعها للتعلق بك كالاخريات..
قال مازن بحدة: من قال هذا؟..
سار كمال عنه ليصعد درجات السلم ومن ثم قال وهو يلتفت له ويلقي عليه نظرة باردة: نظراتها لك ..
قالها ومضى في طريقه ..دون ان يترك لمازن فرصة للسؤال عما يعنيه بقوله هذا..وليتركه في حيرة من امره..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ربت خالد على كتف ملاك وقال بصوت حاني والسيارة لا تزال في طريقها الى منزلهم: ملاك.. يكفي هذا.. ونحن قادمين الى منزل عمك كنت تبكين لأني سأسافر.. فلم تبكين الآن ايضا وها انذا قد عدت؟..
قالت ملاك بصوت مبحوح من شدة البكاء: انا سعيدة بعودتك يا ابي.. ولكني ابكي لفراق عمي وابناءه..
قال والدها وهو يتنهد: ولم تبكين لفراقهم؟.. ايستحقون دمعة واحدة من دموعك الغالية؟..
قالت ملاك بصوت خافت بعض الشيء: مها كانت كأخت لي تماما يا ابي.. وهي ومازن كثيرا ما كانوا يخففون عني آلامي واحزاني..
قال خالد بحزم: ملاك لقد اخذتك الى منزل عمك حتى لا تشعري بالوحدة فحسب في عدم غيابي.. وقد اخبرتك مرارا وها انذا اعيدها على مسامعك.. تناسي ان لديك ابناء عم وحاولي ان تواصلي حياتك بدون أي مشاكل..
قالت ملاك بصوت مختنق: بدون مشاكل وبدون اصدقاء وبدون اهل.. اعيش وحيدة في هذا العالم والى الابد.. اهكذا تريديني ان احيا يا ابي؟.. وحيدة الى الابد..
قال خالد بدهشة: ماذا تقولين يا ملاك؟..وانا اين ذهبت؟.. الست والدك ومعك دائما؟..
اشاحت بوجهها وقالت بمرارة: بلى.. ولكنك مشغول دائما بأعمالك وشركاتك.. وانا لا اجد سوى ساعتين في اليوم تقضيها معي..
- اليس كل هذا لاجلك يا صغيرتي؟..
التفتت له ملاك وقالت بصوت اقرب الى البكاء: لا اريد مالا.. لا اريد حياة ارقى وافخم.. اريد ان احيا مع اشخاص يفهموني وافهمهم.. يحبوني واحبهم.. هذا كل ما اريده يا ابي.. لااريد ان احيا وحيدة.. فهل طلبت الكثير؟ ..
ابتسم خالد بحب وحنان وقال: صغيرتي.. انا اعلم انك تشعرين بالوحدة .. ولكن الحياة ليست كما تظنينها.. وليس جميع الناس طيبون مثلك.. هناك الجيد والسيء.. وانت لن تستطيعي الحكم عليهم ابدا.. فبراءتك تحجب عنك كل ما يعتمل في صدروهم.. قد يكون الشخص الذي امامك يبدوا طيبا .. ولكن يحمل بداخله شرا ليس له آخر..انت تفهمين ما اعنيه يا ملاك .. اليس كذلك؟..
قالت ملاك برجاء: ولكنهم ابناء عمي.. لن يضروني بشيء..
قال والدها باستهزاء: ان كان عمك تفسه يريد ان يضرك.. فكيف بابناءه؟..
- انا اتحدث عن مازن ومها يا ابي..
قال خالد بحزم: واتظنين امجد طيبا يا ملاك؟.. لقد وقف في صف اخوته ضدي .. لمجرد اني كتبت الشركة باسمك.. لقد اعمت النقود اعينهم.. ولم يعودوا يستطيعون التفريق بين شخص غريب او قريب لهم..
عضت ملاك على شفتيها وقالت بمرارة: ولكني اعتدت وجودي بينهم يا ابي.. اريد ان اراهم مرة اخرى.. ارجوك ..
قال خالد بهدوء: اخبريني يا ملاك.. كيف تريدين ان تعودي اليهم بعدما حصل اليوم.. لو وجدك فؤاد فلن ترينني انا ايضا يا صغيرتي.. ارجوك.. انسي ابناء عمك.. وفكري بنفسك.. وفي حياتك..
قالت ملاك بمرارة: وبوحدتي الدائمة..
ربت والدها على كتفها بحنان وقال: سأحاول ان أكون الى جوارك قدر المستطاع.. وسأترك اعمالي للموظفين بالشركة .. ما رأيك؟..
تساءلت ملاك للمرة الاخيرة وصوتها يحمل كل رجاء والم: اهذا يعني اني قد رأيت ابناء عمي للمرة الاخيرة واني لن اراهم مرة اخرى؟..
زفر والدها ومن ثم قال : حاولي ان تتفهمي هذا يا صغيرتي..
قالت ملاك ودموعها تعود لأن تترقرق في عينيها: سأحاول يا ابي..
واردفت وهي تتنهد بمرارة: فليس امامي سوى المحاولة بتفهم الواقع بعد الآن...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
غياب ملاك عن المنزل جعل مها تشعر بفراغ كبير..وخصوصا بعد ان اعتادت وجودها والحديث معها يوميا.. وهذا ما جعل تفكيرها بحسام يزداد..كان اول شخص يخطر على ذهنها اذا حدثت لها أي مشكلة.. ليس لديها اخوات لتتحدث وتتناقش معهن في مشاكلها.. ومازن وكمال لم يهتما ابدا بها.. ووالدتها لا تراها الا مرة واحدة بالشهر.. ولا تريد ان تزيد همومها بمشاكلها.. ووالدها منشغل بأعماله وشركاته ليكون هذا على حساب ابناءه..
والآن بعد ان توترت العلاقة بينها وبين حسام لاول مرة.. الى من تتحدث ؟.. الى من تشكي همومها؟.. لقد كان دائما القلب الكبير الذي يعطف عليها.. ويحاول ان يسدي لها بالنصائح او يخفف عنها بكلماته الرقيقة معها.. ولكنها حمقاء.. اجل حمقاء عندما طلبت كل شيء.. الاهتمام والحنان والحب ايضا!!.. تريده ان يكون اخا وصديقا وحبيبا في الوقت ذاته..لم تكتف بكونه صديقا .. بل طمع قلبها بأن يبادلها الحب ايضا.. وهاهي ذي خسرته و...
لا .. ليس بعد.. لم تخسره بعد.. يمكنها ان تتصل به وتعتذر له عن تجاهلها له.. وتصرفها معه..وسينتهي الامر على ما يرام.. حسام طيب القلب وسيسامحها..
ولكن.. ماذا عن كرامتها وكبريائها؟.. اتدوس عليهما من اجل قلبها؟.. اترمي كرامتها خلف ظهرها وتتصل به بعد ان قابلها بنظراته الباردة؟.. ثم انه المخطأ ايضا بتجاهله لي طوال الوقت .. اجل هو المخطأ..
ترددت طويلا وهي تذرع غرفتها جيئة وذهابا ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى حقيبتها حيث هاتفها المحمول .. وبغتة.. حطم سكون الغرفة.. صوت رنين هاتفها.. فشهقت بقوة وهي تقول: ربما كان حسام..
وابتسمت بفرحة وهي تسرع باتجاه حقيبتها وتلتقط هاتفها منها.. ولكن الابتسامة اختفت.. وفرحتها تلاشت عندما شاهدت انه رقم صديقتها.. وشعرت بالسخط وهي ترمي هاتفها على الفراش وتزفر بحدة.. وما ان توقف الرنين حتى قالت وهي تزدرد لعابها بتوتر: لن يتصل.. انا اعرف جيدا انه لن يتصل بي.. لاني انا من ضايقه.. ولكني اكابر واحاول ابعاد هذه الحقيقة عن ذهني..ليس امامي سوى الاتصال به ..حتى تعود العلاقة بيننا كما كانت..
التقطت هاتفها وباصابع متوترة أخذت تضغط ارقام هاتف حسام .. وشعرت بدقات قلبها المضطربة وهي تستمع الى الرنين المتواصل..وهي تتمنى من كل قلبها ان يجيب على اتصالها وان لا يتجاهلها.. واخيرا سمعت صوته الذي وتر جسدها كله وهو يقول بنبرة لا مبالاية: نعم..
رفعت مها حاجبيها بدهشة واستنكار.. منذ البداية يتحدث اليها بجفاء هكذا.. واردف حسام عندما لم يسمع منها جوابا: ماذا هناك يا مها؟.. ماذا تريدين؟..
لم يكلف نفسه حتى عناء السؤال عنها.. وقالت مها وهي تحاول السيطرة على مرارتها لقسوته معها: كيف حالك يا حسام؟ ..
اجابها ببرود: بخير..
ران الصمت عليهما لدقيقة كاملة فقال حسام باستهزاء: انت لم تتصلي بي حتى تصمتي .. اليس كذلك؟.. لديك ما تقولينه بكل تأكيد.. لهذا تحدثي بسرعة حتى اعود لدراستي..
شعرت مها بغصة في حلقها وهي ترى اسلوبه معها.. هذا ليس حسام الذي تعرفه.. انه يبدوا شخص آخر تماما.. شخص لا مبالي ومتبلد المشاعر والاحاسيس.. وتحاملت مها على كرامتها وهي تلاقي كل هذا البرود منه وقالت: بلى .. لقد اتصلت بك حتى اسألك عن شيء ما..
قال حسام بلامبالاة: وما هو هذا الشيء؟..
قالت مها وهي تعض على شفتيها: اردت ان اسالك.. عن سبب معاملتك لي بكل هذا البرود واللا مبالاة..
قال حسام وهو يرفع حاجبيه: اعاملك ببرود ولامبالاة.. الم تقولي بنفسك اني اتجاهلك؟.. وها انتذا تعرفين المعنى الحقيقي لتلك الكلمة..
قالت مها بحدة: اذا انت تعاقبني الآن..
قال حسام وهو يزفر بحدة: لست في حاجة لمعاقبة احد.. هذا اولا.. وثانيا انت تدركين جيدا ما دفعني للتعامل معك بهذا الاسلوب..
صمتت مها للحظة ومن ثم قالت بخفوت: بلى اعرف..لهذا اردت ان اقول لك.. اني آسفة.. لم اقصد مضايقتك صدقني..
ران الصمت عليهم للحظات ومن ثم قال حسام بهدوء: لا بأس يا مها ان كنت حقا آسفة على ما فعلت..
قالت مها بنبرة تحمل الكثير من المشاعر التي في قلبها: حسام انا احتاج اليك ..لا تتركني مرة اخرى.. ارجوك..
قال حسام بابتسامة باهتة: انا معك دائما يا مها.. لا تقلقي..
قالت مها وقد شعرت بالسعادة.. لان طبيعة حسام عادت كما كانت..وانه قد عاد حسام الذي تعرفه..وقالت بصوت متوتر بعض الشيء: لقد حدثت اشياء كثيرة يا حسام هذا اليوم ..
قال بحيرة: اشياء؟.. مثل ماذا؟..
قالت مها وهي تزدرد لعابها بتوتر: ملاك قد غادرت المنزل قبل ساعة من الآن..
قال حسام بهدوء: كان لابد لها ان تغادر بعد ان يعود والدها من السفر.. وان كان الامر يتعلق باعتيادك عليها فـ...
قاطعته مها وقالت بهدوء: صحيح انني افتقد ملاك كثيرا ولكن الامر اكبر من هذا..
عقد حسام حاجبيه وقال: ماذا تعنين؟..
قالت مها وهي تتنهد: لقد جاء احمد وندى الى منزلنا اليوم ..ولم يكن غرضهما سوى استدراج ملاك بالحديث حتى زلت بلسانها بقول الحقيقة لهما..
قال حسام بحدة: لقد حذرتك من احمد هذا كثيرا.. ياله من حقير عندما يفكر باساليب خبيثة كهذه لمعرفة الحقيقة..
- لقد علمت من يكون احمد اليوم ..وعلمت انك محق في كل كلمة قد قلتها عنه واكثر..
قال حسام متسائلا: وبعد؟.. ماذا حصل بعد ذلك؟..
شرحت له الامر باختصار..فقلب حسام وهو يتنهد: من الجيد ان والدها قد جاء في الوقت المناسب.. والا وقعت ملاك في مشكلة هي بغنى عنها..
قالت مها وهي تحرك خصلات شعرها بتوتر: ولكن يا حسام ما حدث سيجعلها تمتنع عن الحضور مرة اخرى.. قد لا اراها بعد الآن ابدا..
قال حسام مبتسما: تفاءلي يا مها.. ومن يدري ماذا قد يحصل في المستقبل؟.. ربما ترين ملاك مرة اخرى و تقضي معك فترة اطول من سابقتها..
لم يعلم حسام لحظتها ان عبارته قد مست شيئا من الحقيقة دون ان يدرك ذلك.. والايام القادمة ستثبت له صحة مقولته هذه ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
التقط مازن مفتاح سيارته.. ودسه في جيب بنطاله..وواصل طريقه الى الطابق الاسفل ليعبر الردهة وابتسم وهو يلمح باب ملاك اثناء سيره.. وقال: لقد كان اسبوعا جميلا بحق..
وهز كتفيه وابتسامته لا تزال على شفتيه.. وهو يمضي في طريقه الى الباب الرئيسي.. لولا ان استوقفته الخادمة وهي تقول: سيد مازن.. هناك من يطلب رؤيتك..
التفت لها وقال: ومن الذي يطلب رؤيتي؟..
جاءه الصوت من عند الباب الرئيسي وصاحبه يقول: انا..
التفت مازن الى صاحب الصوت ومن ثم قال بصوت هادئ تشوبه رنة سخرية: اهلا عمي.. كيف حالك؟..
ابتسم فؤاد بثقة وهو يتقدم من مازن وقال: بخير.. ما احوالك انت واخوتك.. وابنة عمك؟..
ضغط على حروف كلمتي(ابنة عمك)..وكأنه يريد ان ينبهه بأنه قد عرف الحقيقة.. ولكن مازن قال بابتسامة ساخرة: جميعهم بخير.. وندى على ما اظن في منزل والدها وقد غادرت منذ ساعتين تقريبا..يتوجب عليك السؤال عنها هناك..
قال فؤاد ببرود: انت تعلم جيدا انني لا اعني ندى..
قال مازن وهو يصطنع التفكير: اذا من تعني.. ليس لدي ابنة عم غيرها على ما اظن.. وانت لم ترزق بأبناء كما اعلم ..
قال فؤاد وهو يعقد حاجبيه:لا تصطنع الغباء يا مازن.. فأنت تعلم جيدا انني اعني ملاك..
قال مازن بدهشة مصطنعة: وماذا بها ملاك؟..لقد غادرت منذ ساعة مع والدها.. فهل حدث لها شيء ما؟..
اتسعت عينا فؤاد وقال بغضب: غادرت؟؟.. كيف؟.. ومنذ متى؟..
ابتسم مازن ابتسامة انتصار وقال: لقد جاء والدها الى هنا واصطحبها الى منزله..
واردف مازن بسخرية وهو يتطلع الى عمه: ولكن لم كل هذه الاسألة عن ملاك يا عمي؟.. اتفكر بخطبتها لأحمد؟..
قال فؤاد بانفعال: لن يحلم خالد بأن نضع يدنا في يده الا بعد ان يعيد حقنا الينا..
قال مازن بمكر: ومن تحدث عن عمي خالد الآن؟.. انا اتحدث عن ملاك ووالدها يدعى محمود على ما اذكر.. وليس بينك وبينه أي مشكلات لأنك لا تعرفه اساسا..
وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مازن بعد عبارته الاخيرة.. ولكن فؤاد قال والغضب يشتعل في عينيه: مهما حاولت ان تكذب او تخفي الامر.. فلن تفلح.. لقد فات الاوان.. وادركت جيدا ان ملاك هي ابنة خالد.. مهما انكرت او انكر الجميع ذلك..
قال مازن مواصلا في سخريته: لكن بعد فوات الاوان..
ضيق فؤاد عينه بغضب وانفعال.. ومن ثم قال وهو يشير الى مازن: وليكن في علمك.. ان الحق سيعود لنا.. وملاك لن تهنئ بعد ان اصل اليها واضع يدي على مكانها.. خذ هذا وعدا مني..
والتفت مغادرا المكان.. في حين توتر مازن ودس اصابعه بين خصلات شعره.. وقال : لماذا انا دائما من يوضع في مثل هذه المواقف؟..
زفر بحدة وقوة.. وعندها سمع صوت كمال وهو يقترب منه ويقول : ما الذي حدث يا مازن؟.. كأني سمعت صوت عمي فؤاد قبل قليل..
التفت له مازن وقال : دائما تصل متأخرا يا كمال..
قال كمال وهو يعقد حاجبيه: ماذا تعني؟..
قال مازن وهو يمضي في طريقه: لقد انهيت الامر بطريقتي .. يمكنك الآن ان تعودمن حيث جئت..
تطلع له كمال ببرود ومن ثم قال: لا اتوقع ان الامر سيمضي على خير .. ما دمت قد تصرفت بطريقتك الخاصة..لهذا ان احتجت الى أي مساعدة.. اخبرني..
قال مازن وهو يمط شفتيه: لن احتاج اطمئن..
واكمل سيره ليغادر المنزل ويزفر بقوة.. ومن ثم قال متحدثا الى نفسه: ما هذا الحمل الكبير الذي اصبحت مسئولا عنه؟.. هل اسطيع حمل كل هذا على عاتقي ومواجهة اعمامي ايضا؟ ..
واردف بابتسامة : ولكن اتعلمين يا ملاك.. اشعر بأنك قد اصبحت مسئولة مني بالرغم مني .. وعلي حمايتك بكل الوسائل والطرق لدفع أي خطر عنك..
قالها وواصل سيره الى حيث سيارته.. وما ان انطلق بها.. حتى ابعد ملاك عن ذهنه.. فهو لم يتخيل ابدا.. بعد كل تلك الصداقات التي كونها مع مختلف الفتيات.. ان تشغل تفكيره في النهاية فتاة عاجزة...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قال خالد وهو يطرق باب غرفة ملاك: هل يمكنني الدخول يا صغيرتي؟..
قالت ملاك في سرعة: بالتأكيد يا ابي..
فتح الباب وقال وهو يتقدم منها: كيف حالك الآن؟..
قالت بهدوء: بخير..
مال نحوها وقال بابتسامة واسعة: الم تنسي ان تسألي عن شيء ما؟..
قالت ملاك بحيرة: شيء؟؟..
اومأ خالد برأسه ايجابيا وقال: اجل .. شيء انت طلبته بنفسك.. ونسيت امره تماما..
قالت ملاك وهي تتنهد: ما حدث اليوم في منزل عمي يا ابي.. جعل كثير من الامور تغيب عن ذهني..
قال خالد وهو يبتسم بحنان: ما حدث في منزل عمك.. هو كابوس ولن يتكرر.. انسيه تماما..
- سأحاول..
قال والدها مغيرا دفة الحديث: حسنا سأساعدك على تذكره .. شيء طلبت ان اشتريه من الخارج بالذات.. ولم تقبلي ان اشتريه من هنا..
ارتفع حاجبا ملاك ومن ثم قالت فجأة: الطائر..
ضحك وقال: اجل هو.. لم احضره الى هنا حتى افاجئك به.. من الغريب انك لم تسألي عنه ابدا منذ حضورنا الى هنا.. وهو الذي كان ينتظرك..
ابتسمت ملاك وقالت: اريد ان اراه يا ابي.. ارجوك..
قال خالد بابتسامة: في الحال يا صغيرتي..
ونهض من مكانه ليخرج خارج الغرفة.. ومن ثم يعود ليدخل غرفة ملاك وهو يحمل في يده هذه المرة قفصا صغيرا وبداخله طائر اصفر اللون وقال والدها مبتسما: ما رأيك في ذوق والدك؟ .. لقد اخترت لك طائر (الكناري) لأجلك .. اعجبني صوت تغريده .. وتوقعت ان يعجبك ايضا..
تطلعت ملاك الى الطائر بلهفة ومن ثم قالت بفرحة: رأئع يا ابي.. اشكرك كثيرا..
تطلع الى الطائر ومن ثم قال وهو يلتفت اليها: ماذا ستطلقين عليه؟ ..
قالت ملاك مستفسرة: هل هو ذكر ام انثى يا ابي؟..
قال خالد مبتسما: على ما اذكر.. لقد قال لي البائع انه ذكر ..
قالت ملاك وعيناها معلقتان بالطائر الاصفر: اذا .. سأطلق عليه اسم..مازن..
عقد والدها حاجبيه بقوة ومن ثم قال وهو يضع القفص على الطاولة المستديرة الموجودة بغرفتها: ولم مازن بالذات؟.. لديك آلاف الاسماء.. الم يعجبك الا اسم ابن عمك ذاك؟..
قالت ملاك وهي تستنكر عصبيته هذه: لو كان انثى لأطلقت عليه اسم مها.. ابي لقد وقف مازن ومها معي وقفة لن انساها مدى حياتي.. اتستكثر ان اطلق على طائر اسم احدهم؟ ..
قال والدها بحدة:ان كان الامر يتعلق بأبناء عمك فبلى.. استكثر ان تطلقي اسمهم امامي حتى..
قالت ملاك بلهجة اقرب الى البكاء: لماذا تكرههم يا ابي؟ .. لقد كانوا طيبين معي.. لم يسيئوا الي ابدا..
قال خالد وهو مستمر في حدته: لقد فعل والدهم وهذا سبب كافي بالنسبة لي لكي اكره ابناءه..
قالت ملاك وهي تشيح بوجهها عنه: بل غير كافي ابدا..
هبط خالد الى مستواها وزفر بحدة ليقول وهو يحاول ان يرسم على شفتيه ابتسامة: ملاك يا صغيرتي.. لا تحزني .. انا افكر فيما هو في مصلحتك دائما..
واردف وهو يربت على كتفها بحنان: وان كنت تريدين اطلاق على الطائر اسم مازن.. فليس لدي أي مانع.. مادام الاسم يعجبك.. فقط لا تتضايقي.. فأنت تعلمين اني لا احب ان اراك عابسة هكذا..
التفتت له ملاك وقالت بابتسامة باهتة: هل هذا افضل؟..
قال مبتسما: بكثير.. والآن.. هيا غادري غرفتك لنتناول طعام العشاء سويا..
اومأت ملاك برأسها وقالت بهدوء: حسنا..
ومن ثم اردفت متحدثة الى نفسها: (فقط لو تفهم ابناء عمي على حقيقتهم يا ابي.. لما اضمرت لهم كل هذا الكره )
ولكن.. من منهما على صواب؟.. وايهما المخطئ؟.. والدها بحقده على ابناء من كانوا سببا في تعاسته هو وابنته.. ام ملاك بطيبتها وتسامحها؟.. سأترك الجواب لكم انتم.. فأنا عن نفسي اجهل الجواب تماما...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


 

رد مع اقتباس