عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2012, 01:33 AM   #34 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5052 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الرابع والعشرون
"لم الرفض؟؟"

تطلع امجد الى ملاك بصدمة وذهول من رفضها المفاجئ.. حتى انها لم تأخذ وقتا للتفكير.. لقد رفضت من فورها وكأن شيئا ما يمنعها من هذا الارتباط.. او سبب ما يجعلها ترفضه مباشرة..
وقال وهو يحاول ان يتغلب على دهشته : لكن يا ملاك.. انت لم تفكري حتى.. لم ترفضين هكذا؟.. بكل سرعة.. خذي وقتك في التفكير على الاقل.. وان كان هناك ما يعيب مازن فأخبريني ربما قد فهمت الموضوع بشكل خاطئ او ربما استطيع فهم وجهة نظرك تجاهه..
هزت ملاك رأسها نفيا ومن ثم قالت: لقد فهمتني بشكل خاطئ يا عمي..رفضي كان على الزواج نفسه..
قال امجد بحيرة: لم افهمك يا ملاك..
قالت ملاك وهي تشعر بغصة مرارة تملأ حلقها: كيف تريديني ان اتزوج ووالدي في الغيبوبة؟.. كيف وانا التي لم اتخيل سواه يكون الى جواري في حفل زفافي؟..كيف تريديني ان افرح وانا لا اعلم ان كان ابي سيستيقظ من غيبوبته ام لا؟ .. كيف؟..
ابتسم امجد ابتسامة شاحبة ومن ثم قال وهو يربت على كتفها: ملاك يا عزيزتي.. الحياة ممتدة امامك وانت الآن في ظروف تجعلك في امس الحاجة الى رجل يقف الى جوارك.. والدك كان هذا الرجل.. لكنه الآن لا يمكنه اخذ هذا الدور من الجديد.. وعليك ان تفهمي ان املاكك ستكون معرضة لأي شيء اذا لم يتم ادارتها بشكل صحيح..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها: لكني قد منحت مازن توكيلا بادارتها و...
قاطعها قائلا: اعلم ذلك جيدا.. لكن.. بصفته ماذا؟.. ابن عمك.. عندها سيطالب اشقائي فؤاد وعادل بهذه الادارة نظرا لانهم المسئولين عنك بعد والدك.. وحينها الاموال التي جمعها خالد طوال حياته ستتحول اليهم..
واردف بلهجة حانية: لكن ان تزوجت مازن.. فسيديرها بصفته زوجك.. ولن يحاول أي شخص بالمطالبة بهذه الادارة.. كذلك انت في ظل ظروفك هذه اظن انك بحاجة لشخص تتحدثين له عن كل شيء واي شيء.. وليكن هذا الشخص هو زوجك الذي ستختارينه بملء ارادتك..
قالت ملاك بتردد: لكن يا عمي.. انا لا استطيع ان ارتبط بشخص وابي في هذه الحال..
ابتسم امجد وقال: لا تقلقي من شيء.. سيتم عقد القران فقط.. اما الزفاف فسيؤجل حتى يستيقظ والدك من غيبوبته.. اريد لهذا الارتباط ان يتم يا ملاك.. حتى تضمني حقك ولا يطالبك احد بشيء..
واستطرد قبل ان تعقب: فكري يا ملاك.. سأتركك تفكرين ثلاثة ايام ومن ثم اسألك عن رأيك في الزواج من مازن.. وسواء رفضت او وافقت.. فستكونين ابنة اخي العزيزة وفي مكانة مها تماما..
تطلعت له ملاك بعيون حائرة وقلقة .. في حين ابتسم هو ابتسامة هادئة قبل ان ينهض من مجلسه ويغادر الغرفة.. وما ان فعل حتى اطلقت ملاك تنهيدة.. تنهيدة حملت كل ما في قلبها من راحة.. وارتسمت ابتسامة خجلى على شفتيها وهي تلتفت الى طائرها وتقول : ارأيت يا مازن.. لقد تقدم لخطبتي.. لقد اختارني انا.. انا يا مازن.. انه يحبني كما احبه.. لست اتخيل.. مازن يريد الزواج بي.. يا الهي.. اشعر انه مجرد حلم.. كم انا سعيدة.. سعيدة..
واردفت بصوت خافت بعض الشيء: لكن اتعلم لم رفضت بهذه السرعة حتى دون ان آخذ أي وقت للتفكير.. ذلك لاني تذكرت ابي.. وتذكرت عندما كان يخبرني انه هو من سيسلمني لمن سأختاره زوجا بنفسه.. ولهذا لم استطع الا الرفض حينها على الرغم من حبي الشديد لمازن.. والذي لا يعلم به سواي..
وابتسمت ابتسامة باهتة وهي تقول: لكن اظن ان ابي سيسامحني يا مازن.. لاني ساحافظ على ثروته اولا كما قال عمي.. ولاني سأاجل الزفاف الى ان يفيق من غيبوبته.. لن يغضب مني بكل تأكيد لاني ارتبطت بمازن.. الشخص الذي احب .. الست معي في هذا؟..
لم يجبها سوى صوت تغريده فابتسمت وقالت بمرح: اذا انت معي في هذا.. وصدقني لو انتظر عمي قليلا لاعلنته بموافقتي على الفور..
واكملت ووجنتيها قد توردتا خجلا: فهل هناك فتاة يمكنها رفض الشاب الذي تحبه؟..
وداعبت القلادة التي تحتل عنقها وهي تردف: انت معي في هذا يا ابي ايضا .. اليس كذلك؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اخذ مازن يحك ذقنه وقال بابتسامة باهتة: اذا فقد رفضت..
قال امجد بدهشة: ما بالك؟.. الا تفهم؟.. لقد اخبرتك انها ترفض الزواج بشكل عام لانها تريد ان يكون والدها الى جوارها.. ولكن اظن اني استطعت تغيير رأيها هذا قليلا.. فأخبرتها انها في امس الحاجة الآن لشخص يقف الى جوارها ويحافظ على ثروتها..
قال مازن بابتسامة: حسنا اذا ماذا قالت بعد ان اخبرتها بكل هذا؟..
قال امجد بهدوء: لم تعلق واخبرتها بعدها ان تأخذ وقتها في التفكير وسأسمع رأيها بالموافقة او الرفض بعد ثلاثة ايام من اليوم..
قل مازن بضجر: ثلاثة ايام ايضا من الانتظار والترقب؟..
قال امجد باستهزاء: وكأنك انت من تقدم لخطبتها بكل لهفة.. وليس انا الذي اخذت الح عليك حتى توافق..
قال مازن بابتسامة مرتبكة: لا داعي لذكر هذا يا والدي .. كل ما كنت اعنيه اني اكره الانتظار..
قال امجد بسخرية: اذا يا من تكره الانتظار.. هلا غربت عن وجهي الآن فلدي عمل كثير واكره التأخير في انجازها..
قال مازن وهو يلوح بكفه وابتسامة صغيرة تتراقص على شفتيه: فليكن سأغرب عن وجهك الآن..
والتفت عن والده ليتجه الى الدرج.. وبالتالي يصعد درجاته الى الطابق الثاني.. وبينما هو كذلك.. شاهد كمال وهو يهبط بدوره درجات السلم غير عابئ بمازن الذي كان يصعده.. ومواصلا طريقه دون ان يلقي عليه نظرة واحدة.. وابتسم مازن بسخرية ليقول: احيانا اظن اني بت شبحا لاأُرى..
وهز راسه باستخفاف قبل ان يواصل طريقه ويسير في الممر ..متجها الى غرفته..وبغتة فتح باب غرفة مها لتطل منها وهي تتطلع اليه في ضيق.. فابتسم وقال: ما بالك تتطلعين الي بهذه الطريقة؟ ..
قالت مها باستهزاء: من شدة حبي لك..
اتسعت ابتسامته ومن ثم قال: اعلم هذا.. لا داعي لان تعبري عن ذلك وتتعبي نفسك..
كادت ان تدخل الى داخل الغرفة مرة اخرى .. لولا ان قال مازن في تلك اللحظة: الا تريدين ان تعلمي بقرار ملاك؟..
التفتت له مها بحدة وتطلعت له باهتمام قبل ان تقول بلهفة: وماذا كان قرارها؟..
ابتسم مازن بثقة ومن ثم قال: لقد وافقت بكل تأكيد .. هل لديك شك في هذا؟..
عقدت مها حاجبيها بضيق ومن ثم قالت: على العموم موافقتها هذه كانت متوقعة..
عقد مازن حاجبيه هذه المرة وقال باهتمام: ماذا تعنين بأن موافقتها كانت متوقعة؟؟..
قالت مها بابتسامة باهتة: ربما قد تفهم ما اعنيه فيما بعد ..المهم اني قد توقعت ان توافق وان تمنيت العكس.. عن اذنك الآن..
اسرع مازن يقول: انتظري..
التفت له مها وقالت : ماذا الآن؟..
قال مبتسما وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره: انها لم توافق بعد..
قالت مها وهي تتطلع اليه بعدم فهم: اتعبث معي؟..
لوح مازن بكفه وقال: لا .. لقد رفضت حقا .. ولكنها رفضت الزواج بشكل عام بسبب غيبوبة والدها.. ولكن بعد ان حدثها والدي .. وقال انه سيتم تأجيل الزفاف الى ان يستيقظ والدها.. يبدوا انها قد اقتنعت.. لكنه فد منحها فترة ثلاثة ايام للتفكير..
قالت مها بجدية: اذا يمكنني ان اقنعها في هذه الايام الثلاثة لتغير رأيها تجاهك وترفضك..
قال مازن بغرابة: لم تقولين هذا؟..
قالت مها بضيق: لاني وكما اخبرتك سابقا لا اريدها ان تكون لك.. انت ستكون سبب في آلامها واحزانها.. ويبدوا اني سأذهب اليها منذ الآن حتى ينتهي الموضوع و...
بترت عبارتها عندما امسكت قبضة مازن بذراعها وهو يقول بحدة: أي هراء تتفوهين به؟؟..
قالت مها وهي ترفع حاجباها بسخرية: لا تقل لي انك تفكر بملاك.. وانك لا تستطيع الاستغناء عنها..
قال مازن وهو يميل نحوها ويعقد حاجبيه: الامر ليس هكذا .. ولكن ان رفضتني فسيكون عليها ان تقبل بكمال..
قالت مها بدهشة وعيناها متسعتان: ماذا؟..كمال؟؟..
اومأ مازن برأسه واكمل: اجل كمال.. وانت تعرفين من يكون كمال بالنسبة لملاك..هو من كان سببا في حزنها عدة مرات .. ام تراك نسيت؟.. اتريديها ان ترفضني و تكون لكمال اذا؟..
ارتسمت الحيرة على وجه مها وقالت بحيرة: ولم كمال يريد الزواج بها؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه ويترك ذراعها: الامر واضح.. فتاة ذات جمال ولديها من الثروات ما يجعله ثريا في اسبوع.. كيف يمكنه ان يضيع هذه الفرصة من بين يديه ولا يخطر بذهنه فكرة الارتباط بها؟ ..
قالت مها بغير تصديق: كمال يفكر بهذه الطريقة؟؟..
قال مازن بلامبالاة: ولم لا؟..
ومن ثم اردف قائلا: ولهذا اخبرك.. اكون انا لملاك.. افضل من أي شخص آخر .. على الاقل لست افكر في أي قطعة نقدية تملكها..
تنهدت مها واخذت تفكر في الامر بحيرة.. في حين مضى مازن في طريقه وتوجه الى غرفته ليغلق الباب خلفه بهدوء..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ابتسم احمد ابتسامة ماكرة وهو ينطلق بسيارته ومعه ندى التي قالت بملل: لقد مللت هذا الصمت.. ضع اغنية ما على الاقل..
قال احمد باستفزاز: عنادا فيك لن اضع شيء..
هزت ندى راسها وقالت بحنق: كل هذا لاني طلبت منك ان تأخذني الى منزل عمي.. وايضا انت كنت تفكر في الذهاب .. لا تنكر هذا..
قال احمد مبتسما: لم انكره.. ولكني اكره وجودك معي ..
قالت ندى بضيق: وانا ايضا اكره وجودي معك.. متى فقط يتحقق ما احلم به واتخلص من رؤية وجهك..
قال احمد بسخرية: بطردك من المنزل..
هتفت ندى بحدة: بل بطردك انت من الحياة..
قال احمد وهو يغيظها: بعدك بإذن الله..
قالت ندى بحنق وغضب: سخيف وتافه ومغرور و...
اوقف احمد السيارة في تلك اللحظة بحركة مفاجأة.. حتى كاد رأس ندى ان يصطدم بما امامها.. فصرخت فيه قائلة: هل جننت؟..
ابتسم احمد بسخرية ..فقالت بحدة: لقد فعلتها عامدا ..اقسم على هذا ..
اكمل احمد انطلاقه بالسيارة وقال: هذا حتى تنتبهي لالفاظك جيدا ..
تطلعت له ندى بحقد.. في حين اردف قائلا بتهديد: وفي المرة القادمة لن اكتفي بالضغط على الفرامل وحسب.. بل برميك من السيارة لتعودي الى المنزل سيرا على الاقدام..
قالت ندى بحنق: سأتصل بالسائق حتى يأتيني الى حيث مكاني ومن ثم يوصلني المنزل.. لن تخيفني بتهديداتك..
اوقف احمد في تلك اللحظة سيارته بالقرب من منزل امجد وقال وهو يلتفت لها بسخرية: سأتصل به واخبره ان لا ينفذ اوامرك .. اخبريني بعدها من سيهتم بك..
قالت ندى وهي تفتح باب السيارة: والدي ووالدتي..
واسرعت تهبط من السيارة وتتوجه نحو الباب الرئيسي للمنزل وتضغط على الجرس بالحاح.. ومن جانب آخر كانت مها تجلس برفقة ملاك في غرفتها وتبتسم وهي ترسم على احدى الاوراق قائلة: ما رأيك بها؟..
كانت محاولة جيدة من مها لرسم طائر ملاك.. فقالت هذه الاخيرة بابتسامة واسعة: رائع.. لم ادرك انك تملكين موهبة الرسم..
قالت مها وهي تناولها قلم الرصاص: ليس رائعا بل يبدوا طائرا ابلها.. هيا جاء دورك.. فلترسمي انت..
ضحكت ملاك بمرح ومن ثم قالت: لست اعرف..
قالت مها وهي تبتسم بخبث: لا تعرفين.. اشك في هذا.. لقد رأيت احدى رسماتك لركن من الحديقة وكانت في منتهى الروعة..
قالت ملاك بخجل: انت تبالغين..
ما انتهت ملاك من نطق عبارتها الاخيرة حتى تعالى صوت جرس الباب.. فقالت مها وهي تنظر الى ساعة الحائط: من قد يأتي لمنزلنا في مثل هذا الوقت؟..
هزت ملاك كتفيها بمعنى انها لا تعلم.. في حين قالت مها وهي تنهض من مكانها: سأذهب لأرى من هناك واعود لك..
اومأت ملاك برأسها وهي تقول: حسنا..
خرجت مها من الغرفة لتتوجه الى الردهة ومن ثم تنادي الخادمة لتقول لها: من بالباب؟..
قالت الخادمة بهدوء: السيد احمد والآ نسة ندى...
تنهدت مها بضيق وقالت متحدثة الى نفسها وهي تبتعد عن المكان: ( ما الذي جاء بهما الآن؟..)
وعادت الى ملاك..في مثل اللحظة كان مازن يهبط من غرفته وعقد حاجبيه بضيق عندما لمح احمد وندى يدخلان الى المنزل للتو.. فقال بصوت منخفض حمل الكثير من الضيق: الا يزال لدى احمد الجرأة للقدوم الى هنا بعد كل ما حدث هو وشقيقته تلك؟..
لم يلحظ مازن كمال الذي كان قادما من الخارج والذي ارتسمت ملامح البرود على وجهه منذ ان رأى احمد.. والذي بادره قائلا بابتسامة: كيف هي احوالك يا كمال؟..
قال كمال ببرود متجاهلا عبارته: اهلا احمد .. ما سر هذه الزيارة يا ترى؟..
قال احمد بابتسامة ساخرة: ازور منزل عمي .. ام ان هذا بات محظورا هذه الايام..
التفت كمال الى ندى وقال متجاهلا عبارته للمرة الثانية: اهلا بك يا ندى..
قالت ندى مجيبة وعيناها على ذلك الواقف على درجات السلم: اهلا بك..
قال كمال وهو يبتعد عنهم: بالاذن..
وسار مغادرا المكان.. ليتوجه الى السلم.. وهناك قال وهو يرى مازن الذي ارتسمت على وجهه علامات الضيق:ما الذي جاء بهذان الاثنان الى هنا؟..
قال مازن بسخرية: ربما للسؤال عن صحتنا..
قال كمال وهو يمط شفتيه ببرود: الا يزالان يملكان الجرأة للمجيء الى هنا..
قال مازن وهو يزفر بحدة: يبدوا وان هناك امر جديدا يخططان له والا لما جاءا الى هنا من جديد..
قال كمال وهو يصعد درجات السلم: سأذهب لاستبدل ملابسي واعود اليهم.. حتى اوقف أي منهما عند حدوده ان فكروا بالتخطيط لأي شيء آخر بالنسبة لملاك..
قال مازن وهو يفكر: لا اظن فمخططهم السابق لم يفشل بعد ..
قال كمال بلامبالاة: لا يهم..يجب ان نحتاط لكل شيء..
رمقه مازن بنظرة ساخرة قبل ان يكمل سيره ويتجه الى احمد وندى..
اما في داخل غرفة ملاك فقد كان الجو متوترا بعض الشيء.. فقد قالت ملاك بضيق وتوتر: احمد وندى هنا؟..
اومأت مها برأسها وقالت بملل: اجل.. ويجب علي ان اجالسهما بالرغم مني.. يا الهي.. لا اعلم كيف سأحتمل..
ومن ثم اردفت متسائلة: هل ستأتين معي؟..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت بحنق: لا اريد مجالسة ندى تلك..
قالت مها وهي تسير باتجاه الباب: كما تشائين وان اردت شيئا فجميعنا بالردهة..
اسرعت ملاك تقول : الجميع؟.. من تعنين بالجميع؟..
قالت مها وهي تلتفت لها: كمال ومازن وانا ..
ازدردت ملاك لعابها وقالت بصوت لم سمعه سواها وهي تطرق برأسها: مازن ايضا؟؟..
عقدت مها حاجبيها وقالت متسائلة: هل قلت شيئا؟..
قالت وهي ترفع راسها لمها: اريد ان آتي معك..
قالت مها باستغراب: الم تقولي للتو بأنك لا تريدين مجالسة ندى..
قالت ملاك وهي تدفع عجلات مقعدها: غيرت رأيي..
هزت مها كتفيها وفتحت لها الباب..فغادرت ملاك الغرفة وغادرت مها من خلفها.. وما ان وصلت ملاك الى غرفة الجلوس التي اجتمعوا فيها.. حتى عقدت حاجباها بضيق وحنق.. فقد كانت ندى تجلس الى جوار مازن تقريبا لايفصلها عنه الا مسند المقعد.. الا تفهم هذه الفتاة؟.. مازن خطبني انا وليس خطيبها هي حتى تجلس الى جواره هكذا ..
وفهمت مها سبب الضيق المراسم على وجه ملاك عندما شاهدت نظراتها الى ندى.. فقالت هامسة وهي تميل اليها: لا عليك يا ملاك.. سأريك ماذا سأفعل..
تطلعت لها ملاك بحيرة.. وتقدمت مها اكثر ومن خلفها ملاك .. وجلست الاولى على احد المقاعد المجاورة لكمال.. وتوقفت ملاك بدورها عن تحريك عجلات مقعدها فكانت تجاور مها تقريبا.. وفي تلك اللحظة قال احمد وهو يتطلع الى مها بابتسامة ماكرة: كيف حالك يا مها؟..
همست مها بضيق بصوت لم تسمعه الا ملاك التي تجاورها: بخير ما دمت لا ارى وجهك..
ابتسمت ملاك بالرغم منها.. في حين اجابت مها ببرود: على ما يرام..
اما ندى فقد قالت مبتسمة: لم تخبرني يا مازن.. اين تعمل بالضبط في شركة عمي؟..
التفت لها مازن وقال بهدوء: رئيس قسم المبيعات..
قالت ندى وابتسامتها تتسع: بالتأكيد راتبك الشهري يتجاوز الالف قطعة نقدية..
قال مازن بلامبالاة: لا يهمني مقدار الراتب بقدر ما يهمني ان اعمل في مجال تخصصي..
قالت ندى متسائلة: ولم؟ .. ما هو تخصصك؟..
(السياحة)
لم تكن هذه العبارة من مها او كمال او حتى احمد.. بل كانت من ملاك التي اجابت بابتسامة حتى تغيظ بها ندى.. وقال احمد في تلك اللحظة: احقا؟.. اتترك العمل لدى والدك من اجل ان تعمل في هذا التخصص الذي لا يتجاوز راتبه الشهري ربما سبعمائة قطعة نقدية..
قال مازن بهدوء: اخبرتكم انه لا يهمني الراتب الذي سأحصل عليه بقدر ما يهمني ان اكون اعمل في شيء احبه.. فالمال متوفر لدي.. وما يهمني ان اجد نفسي في هذا العمل..
قال احمد بسخرية: ما فائدة ان تجد نفسك في عمل تحصل فيه على اقل من نصف راتبك..
تدخلت مها في الحديث قائلة وهي تنهض من مكانها: هذا الكلام لن تفهمه يا احمد ابدا..
قال احمد متسائلا: ولم لا؟..
لم تجبه مها بل قالت لمازن وابتسامة خبيثة تتراقص على شفتيها: تنح قليلا يا مازن.. اريد الجلوس..
ابتعد مازن قليلا وقال بضيق: الم يعجبك الجلوس الا الى جواري؟ ..
قالت مها وهي تجلس بين مازن وندى تتطلع الى الاول بابتسامة: اجل..
اما ملاك فقد ابتسمت لمها بامتنان وخصوصا وهي ترى علامات الضيق قد ارتسمت على وجه ندى..اما احمد فقد قال في تلك اللحظة: كيف حالك يا ملاك؟..
قالت ملاك بهدوء: بخير..
قال احمد وابتسامته تتسع: لم تجيبي علينا بعد..
ارتفع حاجبا ملاك بحيرة.. في حين اسرع مازن ينقذ الموقف قائلا: لا شأن لملاك بالموضوع.. والدي هو من سيجيبكم..
حتى مها قد عقدت حاجبيها وقالت متسائلة: ماذا يعني بقوله هذا يا مازن؟..
قال مازن بصوت خفيض وهو يتحدث الى مها: موضوع مع والدي عن احدى شركات عمي خالد..
تطلعت له مها بشك وقالت: وما دخل ملاك في هذا الامر؟..
قال مازن بهدوء: اسأليه .. فهو كما تعرفين يسأل عن كل شيء واي شيء..
اما كمال فقد قال ببرود: وفيم العجلة يا احمد؟.. لقد اتفقنا مع عمي ان نهاية الاسبوع المقبل سنمنحك الجواب..
نقلت ملاك بصرها بينهم جميعا وهي تحاول فهم أي شيء.. في حين قالت مها متحدثة الى مازن: واثقة ان الموضوع ليس كما اخبرتني به..
لم يأبه مازن بها..والتفت في تلك اللحظة الى ندى التي قالت متسائلة: متى ستعلمني ركوب الخيل مرة اخرى يا مازن؟..
انتقلت انظار مازن لا اراديا الى ملاك.. ربما ليعرف ردة فعلها على موضوع كهذا..ورآها تطرق برأسها وتداعب تلك القلادة باناملها.. تلك القلادة مرة اخرى!.. اريد ان اعرف من هذا الذي اهداها اياها وجعلها تتعلق بقلادته الى تلك الدرجة؟ .. لو كان والدها لاخبرتني ذلك اليوم ولم تقل انه شخص له مكانة غالية عندها..
( مازن.. لم تجبني)
التفت مازن لندى التي قطعت افكاره وقال وهو يلتقط نفسا عميقا: عندما اجد الوقت لذلك..
وعاد ليلقي نظرة اخيرة على ملاك التي لازالت تتمسك بقلادتها بقوة وكأنها تطلب منها الامان والحماية...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
شعر حسام بالملل من الدراسة المتواصلة.. فأغلق الكتاب بحركة حادة تدل على ضجره..ونهض من مكانه ليلتقط هاتفه المحمول..ليتأكد من وجود رسالة او اتصال من مها.. وقال باحباط عندما لم يجد أيهما: ايجب ان ابدأ انا دائما يا مها؟..
واسرع يكتب لها رسالة تقول (( أأنت مشغولة الآن؟))
وبعد لحظات وصلته رسالة من مها تقول فيها (( نوعا ما.. فابناء عمي في منزلنا))..عقد حسام حاجبيه بغيظ.. احمد هناك اذا.. تبا له.. اكره هذا الانسان اكثر من أي شخص آخر.. لو يبتعد عن حياتنا فحسب.. سيكون الجميع بخير..
لم يحاول ارسال اية رسالة اخرى الى مها.. بل القى بنفسه على فراشه ومرر اصابعه بين خصلات شعره لعله يخفف من الضيق والغيرة التي تتأجج بداخله الآن.. من يكون احمد هذا ليظن ان مها تفكر فيه؟.. ان كان هو ابن عمها فأنا ابن خالها.. ولقد كنت اقرب منه اليها منذ طفولتنا.. منذ متى كان هو يعرف شيئا عن مها؟.. منذ متى كان يمسح دموعها عندما تبكي بسبب ضرب احد الصبية لها؟.. انا الاحق بمها منه.. اما هو فهو مدلل العائلة كل شيء يريده يحصل عليه يسهولة و...
رنين الهاتف قطع افكاره وجعله يجيب دون ان يرى اسم المتصل: من المتحدث؟..
جاءها صوت مها وهي تحاول تقليده: لأول مرة تجيب على الهاتف بمن المتحدث.. الم تعرفني يا حسام؟..
قال حسام بتهكم: لا تعرفين ان تقليدي ابدا..
قالت مها مبتسمة: بل اعرف.. لكن اخبرني ماذا هناك؟.. انت لم ترسل هذه الرسالة عبثا.. شعرت انك متضايق من امر ما..
قال حسام بهدوء: كنت متضايقا من الدراسة ولكني الآن اصبحت متضايقا من شيء آخر ايضا..
ابتسمت مها وقالت : احمد ..اليس كذلك؟..
قال حسام متسائلا بضيق: ما الذي يفعله في منزلكم؟..
قالت بابتسامة مرحة: همم.. يريد ان يصمم بعض الديكورات للمنزل..
قال حسام بعصبية: مها.. لست في مزاج يحتمل مزاح أي شخص الآن.. اخبريني ماذا كان يفعل؟..
قالت مها بهدوء: جاء لزيارتنا..وفي رأيك ماذا جاء يفعل اذا؟..
قال حسام بحدة: لرؤيتك..
قالت مها ببلاهة وهي لم تستوعب ما قاله حسام بعد:هاا.. لرؤية من؟؟..
قال حسام بحدة اكبر: لرؤيتك انت .. لقد جاء لاجلك..
- لا تكن سخيفا يا حسام..
قال حسام وهو يحاول تمالك اعصابه: انها الحقيقة يا مها.. انت لم تري نظراته لك في النادي.. لقد كان يتطلع اليك وكأنك شيء من ممتلكاته.. وكأنه يريد ان تكوني له ..
قالت مها بابتسامة باهتة : وانا لن اكون..
قال حسام بابتسامة متوترة: اذا عديني..
تسائلت مها قائلة: بماذا اعدك؟..
قال حسام وهو يتنهد: ان تكوني لي انا فقط.. وانا لا تكوني لشخص آخر سواي..
قالت مها بابتسامة حانية: اطمئن لن اكون لاحد سواك .. اعدك...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الغيظ والحنق والغيرة من ندى هو ما كان يسيطر على ذهن ملاك في تلك اللحظة.. كيف تسمح لنفسها ان تتحدث اليه هكذا .. كيف تسمح لنفسها ان تطلب منه ان يدربها.. انه خطيبي انا.. ولن اسمح لها بالاقتراب منه.. حتى وان كانت ابنة عمه.. لن يهمني..مازن اختارني انا ولم يخترها هي.. لهذا انا الاحق به منها..
وتطلعت بنظرة حانقة وغاضبة الى مازن وندى التي تجلس الى جواره وهي تأخذ كامل حريتها..كورت قبضتها وهي تتمنى لو تتمكن من لكم ندى لعلها حينها تخجل من تصرفها وتبتـ...
(تبدين متضايقة)
التفتت ملاك الى ناطق العبارة ورفعت حاجبيها عندما ادركت انه صوت كمال فعلا ولم تكن تتخيل كما ظنت في البداية.. وقالت وهي تحاول ان تجعل نفسها طبيعية: لا ابدا..
قال كمال مردفا وكأنه لم يسمعها: من ندى وتصرفاتها بحرية مع مازن .. اليس كذلك؟..
لم تتمكن ملاك من ان تنكر اكثر فقالت وهي تزدرد لعابها: كيف عرفت؟..
قال وهو يشير اليها: ملامح وجهك ونظراتك تجاههم..
واردف وهو يلتقط نفسا عميقا: ولكن عليك ان لا تضايقي نفسك.. فندى معتادة على التصرف هكذا مع مازن.. وشقيقي ايضا اعتاد على تصرفاتها هذه .. بما انهما قد تربيا سويا..
قالت ملاك وهي تشعر بغصة مرارة في حلقها: ولو.. ليس عليها ان تتصرف هكذا لم تعد لك الطفلة لقد كبرت وغدت فتاة و...
قال كمال بابتسامة: افهم هذا.. لكن ندى معتادة على هذه التصرفات ليس الا..
وعلى الجانب الآخر.. كان مازن يتطلع له باستغراب ودهشة .. كمال يتحدث الى ملاك ويبتسم لها ايضا.. من اين اشرقت الشمس هذا اليوم؟؟..
ومرت عبارته في ذهنه التي قالها له قبل ايام..
((لا تقل لي انك تحبها مثلا))
((وان قلت اني كذلك))
يحبها؟؟!!.. لا .. لا اظن.. منذ متى كان كمال يهتم باحد او يملك المشاعر حتى يحب.. بالتأكيد يريد ان يتقرب من ملاك وحسب..حتى تغير فكرتها عنه.. وتقبل به .. وبالتالي املاكها ستكون بين يديه.. وعوضا من ان تكون لي ستكون لكمال الذي لا يفكر بها ابدا..
وقال مازن في تلك اللحظة بابتسامة باردة: كمال يتحدث الى ملاك.. يا للغرابة..
التفت له كمال وملاك وقال الاول: كما تتحدث انت مع ندى ..
رفع مازن حاجبيه وقال بابتسامة: الوضع مختلف بالنسبة لي.. فأنا اعتدت الحديث مع ندى اما انت.. فلم تعتد الحديث الى احد..
قالت ندى وهي تهمس لمازن: وفيم يهمك؟..
قال احمد في تلك اللحظة وهو يتطلع الى ساعته: اظن ان مها قد تأخرت .. لقد غادرت قبل ربع ساعة تقريبا..
اجابه مازن بسخرية: لقد غادرت الى الردهة ولم تغادر المنزل.. فلا تقلق عليها..
مط احمد شفتيه وقال ببرود: اتساءل فحسب.. ما دام امرها لايهم احدا منكم..
قال كمال هذه المرة: ماذا قلت؟.. لا يهم احد منا.. ربما انت متعب يا احمد ولا يمكنك التفكير بشكل جيد.. لهذا تنطق كلمات غير مفهومة..
قال احمد وهو ينهض من مكانه بحدة: ندى .. فلنغادر..
قال كمال بابتسامة باردة: مع السلامة..
حدجه مازن بنظرة لوم تعني انه لم يكن عليه ان يبين لهم كل هذا الضيق وخصوصا في ظل هذه الظروف.. في حين قال احمد وملامح المكر ترتسم على وجهه: بل قل الى اللقاء.. فسنلتقي مرة اخرى يا كمال.. ولقاءنا سيكون حافلا.. وحينها ستعرف من هو احمد جيدا..
كمال الذي لم يضحك في حياته لاا نادرا.. ضحك على عبارته بكل السخرية في اعماقه وقال باستهزاء: اتعلم .. انني ارتجف خوفا..لكن فلتعلم اني اعرفك جيدا ولهذا لا اتشرف بهذه المعرفة..
قالها ومضى في طريقه دون ان ينتظر ردا من احد.. ومازن الذي نظر الى الجميع بتوتر وهو يدس اصابعه في خصلات شعره.. بعد ان تكهرب الجو ولم يعدبامكانه ان يصلح من الامور شيئا..وخصوصا وهو يرى احمد يغادر المكان مع ندى.. وعيناه تحمل كل الغضب والرغبة في الانتقام...


 

رد مع اقتباس