close أهلا بك فى منتديات بنوته
هل تريد التسجيل في منتديات بنوته ؟
نعم أريد التسجيل لا شكرا, أريد التصفح فقط

إحصائيات المنتدى: المواضيع: , المشاركات: , الأعضاء:

 

 

 

http://bnota.net/pic/uploads/images/Bnota-ad2e09bc60.gif

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتديات بنوته > منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ > ڪآن يآمآ ڪآن > للروايات المكتمله


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-2010, 09:14 AM   #41 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم



شقة مشعل بن عبدالله
مشعل أغلق من موضي وهو يشعر أن غشاوة أُزيلت عن ناظريه
شعر أن كثيرا من تصرفات هيا غير المبررة
بدت له الآن مفهومة
ولكنه يعرف أن الغيرة دليل حب

فهل يعقل أنها .......؟؟
مشعل تنهد وتوجه لغرفة هيا
فتح الباب ليجدها منكبة على سريرها وتبكي
فُجع
لم يتوقع أن تكون ردة فعلها هكذا!!

اقترب منها بهدوء
همس: هيا.. هيا
شعرت هيا بحرج شديد.. وهي تراه أمامه
وتشعر أنها عارية أمامه بدموعها وضعفها
لذا كانت ردة فعلها أنها صرخت به وهي تحاول إخفاء دموعها والتسلح بالقوة:
اطلع من غرفتي
أظني احنا متفقين إنه لكل واحد غرفته
ومالك حق تدخل غرفتي بدون استئذان..

مشعل شعر بالغضب فعلا من أسلوبها المستفز، وهو من كان قادم لاسترضائها:
وأنا أظني إن هذا مهوب أسلوب تكلمين فيه رجّالش
إذا أنا مستحملش واحترمش
مهوب تستغلين ذا الشيء وتستغلين صبري عليش

هيا قفزت وهي تقول بغضب مر: إيه قول كذا
قول إنك مستحملني لأنه أمي فرضتني عليك
وإلا لو عليك كان رميتيني من زمان
مثل ما جدك رمى أبي

مشعل بغضب: أنتي ما تنسين الحقد اللي قي قلبش؟؟
هيا بغضب أكبر: أنا غلطانة يوم حاولت أنساه
غضب هيا وغيرتها جعلتها تدخل القضايا في بعضها
وهي تكيل العبارات القاسية لمشعل
تراكمات حقدها ومشاعرها الكثيفة وحزنها وحبها الوليد لمشعل
الحب الذي تحاول إنكاره
والذي اكتشفت أنه بدأ يتعمق في روحها
وأن مشعل لابد اكتشف ذلك من غيرتها غير المبررة

مشعل يتنهد بعمق وهو يحاول ألا ينفجر فيها
فهي مهما كان أنثى ضعيفة لا ملجأ تلجأ له في هذه الغربة سواه
ولا يمكن أن يكون مصدر الحماية لها هو ذاته من يجرحها
لذا قال بغضب مكتوم: تدرين الحكي معش ضايع
أنا ماراح أرادش في الحكي
وباشتري رأسي لأنه أنا مهوب ناقص حنة..

قال جملته وخرج
وفي الوقت الذي كانت هيا تصرخ خلفه:
إيه كلامي ثقيل على قلبك
بس كلام غيري عسل..



بيت مشعل بن محمد
بعد صلاة المغرب

مشعل مازال في المسجد
فهو رغم تعبه إلا أنه كان يصر على الصلاة في المسجد

في مجلس الحريم
كانت نساء عائلة ال مشعل
أم محمد وأمهات مشعل وأم فارس ولطيفة وموضي ومريم
مشاعل في البيت رفضت المجيء
والعنود في طريق العودة من الجامعة بعد أن ذهبت سائقة مريم لإحضارها

بعد دقائق اتصل مشعل بلطيفة يخبرها أنه وصل هو وراكان
ويريدان السلام على جدتهما

جميع من في المجلس أضفين عباءاتهن ونقاباتهن عليهن عدا مريم
دخل مشعل وراكان يسنده
سلموا على جدتهما وأمهما ومريم
وألقوا التحية على الباقين
وجلسا في الزاوية..

مشعل وجه خطابه بهدوء لموضي: بنت عبدالله.. أشلون يدش الحين؟؟
موضي بهدوء وهي تضفي عباءتها على يديها رغم أنه لا يظهر منها شيء بتاتا:
الحمدلله طال عمرك.. أنت اللي أشلونك؟؟ ومعافى من الشر

مشعل بهدوء: طيب طاب حالش..
ثم أشار لراكان أن يأخذه للأعلى

راكان وقتها كان مستغربا كيف تحولت مشاعره فعلا
قبل زواج موضي كان مجرد ذكر موضي يحرك زلازل مشاعره وفيضاناتها
الآن هي متواجدة معه في ذات المكان
ولا يشعر بأي شيء مطلقا
وجودها كعدمه..

سخر بمرارة من نفسه (الله يرحمه قلبي
كان قلب حنون ومتدفق
عظم الله أجرك يا راكان في قلبك!!)

راكان خرج بمشعل لغرفته
في الوقت الذي لطيفة همست لموضي أن تتولى مهمة صب القهوة
حتى ترى مشعل وتعود

موضي بمرح: أشلون أصب؟؟ بيد وحدة؟!!
لطيفة غير قابلة للمرح قالت بهدوء: صرفي روحش أو ادعي حد من الخدامات
وقتها رن هاتف موضي كان فارس المتصل..
موضي همست له: شوي لا تجي الحين

راكان أوصل مشعل وغادر
في الوقت الذي صعدت فيه لطيفة لمشعل الممدد على سريره

لطيفة همست له: مشعل تبي شيء؟؟
مشعل بهدوء: جيبي لي جود.. وأنتي روحي لضيوفش
لا تهتمين مني..

(كيف لا أهتم؟؟
كيف؟؟
قد أكون معهم.. ولكن تفكيري كله معك
ليتك تعلم كم يمزقني قلقي عليك!!
أي قلبٍ جليدي تحمل يا هذا!!
أيجري بعروق قلبك دم ساخن كدماءنا
أم أن مايجري بقلبك هو محض ماء بارد؟!!
ألا تشعر بشيء مطلقا؟!!)



مجلس الحريم في بيت مشعل بن محمد
العنود وصلت سلمت على الجميع
ثم صعدت ركضا لأخيها

دخلت عليه بهدوء كان يتمدد على جنبه
وجود تتمدد على ذراعه وتلعب بلعبة في يدها
وهي تثرثر على والدها
وهو يبتسم لكل شيء تقوله رغم إحساسه بألم عميق يمزق خلايا ظهره
كان جزؤه العلوي عاريا وظهره كاملا مغطى بالضمادات

ما أن رأت العنود منظره حتى انخرطت في بكاء حاد
مشعل جلس وهو يفتح ذراعيه لها ليحتضنها ويقول بحنان:
انتي تفاولين علي يعني
مافيني شيء وتبكين ذا البكاء كله
أجل لو أنا...

العنود وضعت يدها على شفتيه وهي تقول برقة باكية: تف من ثمك
جعل يومي قبل يومك

جود تسأل والدها: بابي ئميمية ليش تكي؟؟
مشعل ابتسم: تبكي عشانها غبية ودلوعة..
جود توجه حديثها للعنود: ئميمة أنت كبيه ودلوئة؟؟
العنود تمسح أنفها المحمر وتبتسم: وأنتم عيلة ماعندها مشاعر من الأبو العود
للبنت المفعوصة..

مشعل يحتضن جود بحنان مصفى: فديتها ذا المفعوصة حبيبة إبيها
العنود تجلس بجوار مشعل دموعها مازالت مستمرة بالانهمار:
انت طمني عليك.. أمانة أنت طيب؟؟

مشعل يحتضنها من كتفها ويقول بحنان: والله إني طيب
تبين أشلش على ظهري مثل يومش صغيرة عشان تتأكدين

العنود تطبع قبلة على خده: لا فديتك بلاها الشلة ذي
حينها رن هاتف العنود كانت موضي المتصلة:
العنود بسرعة روحي لغرفة مريوم لأنه فارس طالع يسلم على مشعل

العنود حينما سمعت اسم فارس وأنه قادم
شعرت كما لو كان سُكب فوق دماغها ماءً مثلجا جمد خلايا مخها
وقلبها يرتعش كأجنحة عصفور مبلل

قفزت
سألها مشعل باستغراب: وش فيش؟؟

العنود بخجل: بيجيك رجّال ويبوني أطلع
مشعل باستغراب: ومن اللي بيطلع لي غرفتي.. خله وأنا بانزل له..
العنود بخجل أكبر: فارس
مشعل بتفهم: فارس ماعليه.. أنتي روحي وبخلي لطيفة تجيبه

وقتها كان عقل موضي يعمل بسرعة حتى تحكم مخططها
كانت لطيفة تريد أن تصعد مع فارس
لكن موضي قالت لها: خليش أنتي مع النسوان
مساكين ما تقهوا وانا قاعدة أقهويهم بيد وحدة
أنا بأوصله فوق وباروح للعنود في غرفة مريوم


مريم بنت لطيفة كانت عند خالتها ريم في بيت جديها
مثل عبدالله ومحمد اللذين كانا عند خالهما سلطان

لطيفة أخذت الأمر على ظاهره وتركتها تصعد مع فارس
بعد ما أتصلت على مشعل وأخبرته
وتأكدت أن العنود خرجت من عنده

فارس وموضي يصعدان الدرج
فارس يهمس لها بهدوء: أنتي وش أنتي مهببة؟؟
قلبي ناغزني منش

موضي تضحك: أنت مهوب تبي تشوفها
بتشوفها
بس ترا دقيقة وحدة لك

فارس رغم أن قلبه يذوب شوقا لها
ولكنه غير مطمئن لمخطط موضي الذي لا يعلم عنه شيء

حين وصلوا للأعلى
موضي همست له روح افتح الغرفة اللي هناك

فارس باستغراب: بس هذي مهيب غرفة مشعل
موضي بنفاذ صبر: لا تصير مسبه.. روح على أساس أنك غلطان في الغرفة
والغلطان ماعليه حرج

فارس تنهد وهو يأخذ نفسا عميقا
ثم يفتح الباب



بعد ذلك بوقت
ولكن بتوقيت آخر
الساعة 2 بعد منتصف الليل


غرفة باكينام في السكن
باكينام مازالت ساهرة
فموقف اليوم لا يغيب عن بالها
وهي تستعيده مرارا وتكرارا
كأنه شريط سينمائي يمر أمام عينيها
تشعر بالكثير من الألم
تشعر أنها أهينت
لو كان طالب دكتوراة فقط ولكنه مكسيكي كما تظنه
كان سيكون أمرا اعتياديا

ولكن ماجرحها بعمق
أنه ابن بلدها ومع ذلك استمتع بالعبث بها والسخرية منها

رن هاتفها
رقم غريب.. لم ترد
لكن الرقم عاود الاتصال
ردت..

صوته العميق اقتحم سكونها: باكينام آسف إني باتصل دلوئتي
بس مش ئادر أنام ..سبيني اتكلم لو سمحتي




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-03-2010, 09:16 AM   #42 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم




بيت محمد بن مشعل
فارس يقف أمام غرفة مريم الصغيرة
تنهد وأخذ نفسا عميقا
ثم فتح الباب

وقتها كانت العنود تجلس على سرير مريم المواجه للباب
وظهرها مسند لرأس السرير وساقاها مطويتان للخلف تحتها بشكل مائل
و تتأرجحان على طرف السرير ليظهر طرف (البوت العالي) الذي ترتديه

كانت مازالت ترتدي عباءة الجامعة المغلقة
ولكن شيلتها على كتفيها
وشعرها كانت فكته للتو لتريحه من الربط تحت الشيلة
وهاهو يتناثر على كتفيها
مازالت آثار البكاء واضحة عليها
ووجهها الخالي تماما من أي زينة كان محمرا

كانت متوترة نوعا ما
لأنها تعلم أن فارس قريب منها
متوترة من مجرد إحساسها بقربه
فإذا بها ترى الباب يُفتح
وسبب توترها يقف أمامها


لم تره يوما من هذا القرب وبهذا الوضوح
خطوات فقط بينهما
شعرت أن حضوره ألتهم مساحة الحجرة لتضيق عليها
حتى باتت عاجزة عن مجرد التنفس
وعيناها ضارعتان للوجه البالغ الوسامة والحضور المبهر الرجولة

حاولت أن تقفز للحمام
أن تختفي من أمامه
ولكن قدميها عاجزتين عن حملها
وهي تنظر له بجزع
ودقات قلبها طبول مجنونة
(كم يبدو وسيما
ومهابا
ورجوليا لحد الوجع!!!)


فارس حلق في عالم آخر
رؤيتها هزته بعنف عميق
أعنف وأعمق من المرة الماضية بكثير
فهذه المرة هي قريبة.. قريبة..
العين في العين ودقات القلوب تتناغم

منظرها الباكي ووجهها الطفولي المحمر
كان ممزقا لشرايينه بعنف
بدت له أصغر من المرة الماضية وأكثر عذوبة وبراءة وسحرا
بدت مخلوق ملائكي لا ينتمي إلى البشر
فالبشر ليس لهم مثل هذه الطلة التي تنغرز في الروح وتهزها بعنف

( يا آلهي ماذا فعلت بنفسي؟!!
لماذا وافقت أن أراها
لماذا؟؟
رؤيتها تشطرني نصفين
تمزقني
تبعثرني
أي مخلوق هي؟؟ أي مخلوق؟؟
ليتني لم أرها.. أشعر أني ضائع.. ضائع
عاجز عن إيجاد روحي)

صوت موضي من الخارج قاطع المشهد:
فارس تعال
غرفة مشعل من هنا

فارس أغلق الباب بهدوء وملامح وجهه لم تتغير مطلقا
رغم الزلزال الذي يضربه بعنف
أغلق الباب وهو يشعر أنه ترك قلبه خلف هذا الباب
تركه حقيقة لا مجازا
يشعر أن يسار قفصه الصدري خال من قلبه
الذي حلق ليحط بين بيدي أميرته الصغيرة

يشعر أن خطواته ثقيلة وهو يتوجه لغرفة مشعل
وموضي تمسك به وتهمس في أذنه: وش الأخبار؟؟

لم يرد عليها فارس بغير كلمات معدودة أثارت أقصى استغرابها:
ماسويتي فيني خير.. ليتني ماشفتها
نحرتيني يا أخيش وأنتي ما تدرين



غرفة مريم الصغيرة
العنود بدأت بالبكاء من حرجها من الموقف

موضي فتحت الباب ودخلت
العنود قفزت وهي ترتمي على صدر موضي التي حضنتها بيد واحدة
وهي ترتعش وتهتف بصوتها الباكي: تكفين موضي لا حد يدري إن فارس شافني هنا

موضي ابتسمت وهي تمسح دموع العنود: أنتي غبية
أكيد ماحد بداري .. لا تحاتين

ثم ابتسمت العنود وهي تقول بعذوبة بين دموعها:
ويعني مالقى يشوفني إلا وأنا حالتي حالة
أكيد الحين بيهون.. ويقول ما أبيها.. جيكرة ..أنا أحلى منها

ضحكت موضي: لا تحاتين من هالناحية.. ياحظه اللي بيضويش بس (يعني محظوظ من
ينالك)
ثم أكملت وهي تغمز لها: وش رأيش في فويرس من قريب كذا؟؟
عشان ما تنصدمين ليلة العرس

تنهدت العنود بعمق وهي تقول بخجل وحالمية:
ما تخيلته يجنن لذا الدرجة يا موضي
جذاب فوق الحد والوصف.. وإلا عبق رجولته.. ياويلي.. ياويلي
تحسين المكان حوالينه غرق رجولة..

ابتسمت موضي: يا سلام على وصف العشاق..
أحمر وجه العنود وهي تكح من الحرج: عيب ياموضي..
الشرهة على اللي يعطيش رأيه بس



غرفة باكينام

رن هاتفها
رقم غريب.. لم ترد
لكن الرقم عاود الاتصال
ردت..

صوته العميق اقتحم سكونها: باكينام آسف إني باتصل دلوئتي
بس مش ئادر أنام ..سيبيني اتكلم لو سمحتي

باكينام قفزت عن سريرها وهي تهتف بغضب:
أنت جبت نمرتي ازاي؟؟

يوسف بهدوء: من النوت بتاعك اللي سبتيه في الكوفي النهاردة
باكينام تحاول التحكم بأعصابها: خلاص صاحبتي هتيجي تاخده من عندكم
يوسف بعتب: للدرجة دي مش عايزة تشوفيني.. تبعتي حد ياخده
باكينام بلهجة استعلاء مصطنعة تحاول بها تغطية جرحها العميق:
وأنت تكون مين عشان أجي أشوفك

يوسف يتنهد ويقول بنبرة عميقة هزتها بعنف:
إزا كنتي انتي مش شايفاني حاجة أنا شايفك كل حاجة
بليز باكي اديني فرصة اشرح لك
خلينا نتعرف على بعضينا وبصراحة المرة دي

شعرت باكينام أن قلبها يغوص في قدميها غصبا عنها
ونبرته العميقة الدافئة تذيب خلاياها
ولكنها مجروحة منه لذا قررت أن تجرحه:
العب على ئدك ياشاطر
شوف لك جرسونة زيك
وما تبصش فوق أوي عشان رئبتك ما تنكسرش..

الإهانة وصلت يوسف حادة جارحة مؤلمة ولئيمة:
دا أخر كلام عندك؟؟

باكينام تتمزق ولكنها أجابته ببرود مصطنع: وماعنديش غيره
كبرياءها اللعين حضر بقوة
خليط من كبرياء عربي وتركي وإيرلندي صنع مخلوقاً مختلفا
متخما بالكبرياء
مستعدة هي أن تدوس قلبها ومشاعرها في سبيل كبرياءها

وتكبرها أيضا !!
التكبر الذي ورثته من عرق اللوردات الإنجليزي الفخم



الساعة 9 ونصف مساء
غرفة مشعل بن محمد

بعد أن عاد مشعل من صلاة العشاء
وتأكدت لطيفة من تناوله لعشائه
توجهت لابنائها درستهم قليلا
ثم بقيت عندهم حتى ناموا

ثم عادت لمشعل
قد يكون مشعل في ظنها لا يحبها ويريد الزواج بأخرى
ولكنه مهما يكن زوجها ووالد ابنائها وابن عمها
وهي كامرأة أصيلة مسؤولة عنه حتى تصح جروحه وتشفى

"هل هو هذا فقط يالطيفة؟!!"
كان مشعل ينام على جنبه
كان متعبا ويشعر ببوادر حرارة من آثار الإلتهاب
ولكن لطيفة حين سألته: شأخبارك الحين مشعل؟؟

أجابها: بخير تمام
ثم أردف بهدوء: اليوم مادرستي كلش
أشغلتش معي.. روحي ادرسي.. انا بأنام أصلا

لم تكن لطيفة تريد أن تدرس
كانت تريد أن تبقى لجواره
ولكنها لا تستطيع أن تقول ذلك له

(الرجّال بروحه زهقان مني
ومهوب طايق يشوفني
يبيني أروح أدرس يفتك مني)

تشعر بألم عميق من مرارة أفكارها المهينة
ولكنها قالت له بهدوء: خلاص أنا بأروح أدرس
وهذا أنا قريبة منك
إذا بغيت شيء نادني

لطيفة توجهت لمكتبها
وبدأت بالدراسة التي لم يكن تركيزها معها
بل تركيزها في شيء آخر
أجبرت نفسها على الدراسة قليلا
ثم أطلت عليه ووجدته نائما
أطمئنت وعادت للدراسة
حوالي الساعة 11 عادت لتطل عليه

صدمها منظر العرق على وجهه
فالجو كان باردا
اقتربت منه وجلست جواره
وضعت كفها على جبينه
كان ملتهبا
ارتعبت

أحضرت له كمادات ماء بارد
وأحضرت دواء الحرارة
ثم همست قريبا منه: مشعل مشعل

مشعل بتعب: نعم لطيفة
لطيفة بحنان: قوم مشعل اكل الحبوب هذي
مشعل بإرهاق: ما أبي حبوب.. أبي أنام
لطيفة وضعت يدها خلف عنقه وهي تحاول أن تقعده
ولكنها عجزت
فجسده الضخم المتخم بالعضلات كان كجبل مثبت بأوتاد

لطيفة همست له: مشعل تكفى قوم..
مشعل حاول أن يجلس وهو يشعر بدوار حاد
فسقط على ظهره فأن بعمق من ألم جروحه التي ارتطمت بالفراش
شعرت لطيفة أنها تتمزق: تكفى مشعل بس ارفع رقبتك شوي

بعد عدة محاولات نجحت في جعله يبتلع الأقراص
ثم بدأت تضع الكمادات على جبينه وهو متمدد على جنبه
وهي تجلس بجواره

كان يرتعش
ولطيفة ترتعش لارتعاشه

بقيت لطيفة لحوالي 40 دقيقة وهي تغير الكمادات
حتى انخفضت حرارته من تاثير العلاج والكمادات

حينها كانت لطيفة أنهت مهمتها
وعلى وشك القيام

لولا أنها فوجئت بيد تطبق على معصمها
وصوت عميق يقول لها: خليش جنبي

انتفض قلب لطيفة بعنف
كان بودها أن ترفض
فهي ليست مجرد محطة انتظار يرتاح هو بها
حتى موعد ذهابه لمحطته الرئيسية

ولكنها عجزت أن ترفض طلبه
تمددت جواره وهي تترك مساحة فاصلة بينهما

مشعل بهدوء وعيناه مغلقتان: ترا احنا مهوب مراهقين عشان تخافين تقربين مني
إلا لو كنتي أنتي ماتقدرين تتحكمين في انفعالاتش وخايفة إنها تخونش

(وقح
ومغرور
وقليل أدب
وشايف روحه..)

هذا مادار بخلد لطيفة التي أجابته بهدوء مستعر وهي تلتصق به :
خل نشوف من اللي انفعالاته شكلها بتخونه

مشعل بذات هدوءها البارد المستعر: نشوف
والاثنان ينخرطان في لعبة جديدة أكثر خطورة
مستوى جديد أخطر في لعبتهما
لعبة الكر والفر

"مستوى احترق بالقرب وادعي البرود"


منتصف الليل
غرفة فارس

يبدو أن السهر والشجن أصبح رفيق هذا الشاب المتيم
ممزق تماما هذه الليلة.. ممزق
يشعر أن مايحدث له ظلم سافر له
فهي لا تستحق أن يحبها كل هذا الحب
فلِمَ يحبها حباً هو فوق الحب ذاته؟!!
يشعر أن هذه المشاعر الرقيقة العذبة لا تنتمي لشخصيته الصلبة القوية
مشاعر لا تشبهه.. ولكنها تشبهها!!

(يا الله
ما أعذبها وأرقها!!
عذوبتها ورقتها فوق الخيال
ليش يارب؟؟ ليش؟؟
اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك
مهوب اعتراض على حكمك
بس هي ما تستاهل كل ذا الحب
يا الله..
ماعاد اللي أحسه ناحيتها حب وبس..
أنا مذبوح من حبها
قلبي ذاب.. والله العظيم ذاب
أنا واحد شخصيتي ما تنفع تحب بذا الطريقة
لا ومع العنود بالذات
اللي قلبي مليان حقد عليها
وفي نفس الوقت مليان عشق لها!!)

ينقلب على جنبه
وصورتها تقتحمه
تقتحمه بعنف
لتنسف خلاياه وتنثره شظايا في فضاءها
فضاءها هي فقط..
هي فقط..




اليوم التالي
واشنطن دي سي
شقة مشعل
بعد مواجهة البارحة العاصفة
هيا ومشعل لم يتقابلا ولم يتكلما
هيا بقيت معتصمة بغرفتها
ومشعل اعتكف على أطروحته حتى نام
ثم نهض لصلاة الفجر
وبقي يعمل بعد الصلاة حتى موعد ذهابه المعتاد للجامعة

وهاهو يعود في موعد ذهاب هيا ليأخذها للجامعة
ولكنه فوجئ أنها غير موجودة

اتصل فيها: هيا وينش؟؟
هيا ببرود: رحت للجامعة
مشعل بغضب: أشلون تروحين بدون ما تقولين لي
أنتي عارفة إنه أنا بأرجع أوديش
ممكن تفسرين لي سبب روحتش كن رجّالش طوفة مهوب رجّال

هيا بذات البرود: ماحبيت أتعبك..
مشعل غاضب فعلا: ما تبين تعبيني.. تعصيني..
زين هيا.. حسابش إذا رجعتي البيت
لأنه خلاص أنتي تجاوزتي كل حد

هيا بهدوء: ماني براجعة.. بأقعد عند باكينام
وأبيك تطلقني



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-03-2010, 09:19 AM   #43 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم



الحوار مستمر بين مشعل وهيا

مشعل غاضب فعلا: ما تبين تعبيني.. تعصيني..
زين هيا.. حسابش إذا رجعتي البيت
لأنه خلاص أنتي تجاوزتي كل حد


هيا بهدوء: ماني براجعة.. بأقعد عند باكينام
وأبيك تطلقني


مشعل كان مصعوقا.. لا يتخيل حتى أنها تجرأت لتفكر بالفكرة
فكيف تقذفها هكذا على مسمعه
حاول مشعل أن يتمسك بالتفكير المنطقي وهو يتنهد ويكتم غيظه منها:
عمري ما تخيلت أنه ممكن أهون عليش لدرجة إنش تقولين ذا الكلمة
بدون أدنى احترام لي أو لمشاعري


اسمعيني وماراح أعيد كلامي
متضايقة مني وما تبين تشوفيني؟؟
خلاص ارجعي أنتي وباكينام
واقعدوا في الشقة
أنا اللي بأطلع وبأروح أقعد عند سعيد
وأنتي فكري عدل في الكلام اللي قلتيه لي
وشيلي فكرة الطلاق من رأسش لأنها مستحيل تصير


على الخط الآخر كانت هيا تحاول مغالبة دموعها التي بدأت بالانهمار بغزارة
ففكرة الطلاق كانت عليها أكثر قسوة
ولكنها بدأت تسيطر عليها فكرة أنها مفروضة على مشعل
وأن مشعل متضايق منها
ومايصبره عليها هو أن والدتها وصته عليها
وهذا الإحساس كان جارحا لها ولكبرياءها
بينما مشاعرها ناحيته تأخذ منحى آخر أعمق.. أعمق بكثير!!!


مشعل يتنهد: هاه هيا..؟؟

هيا لم ترد

مشعل يتنهد للمرة الألف لكتمان غضبه: عطيني باكينام أدري إنها معش

جاءه صوت باكينام الهادئ: نعم دكتور مشعل

مشعل باحترام: باكينام لو سمحتي جيبي هيا وارجعي معها البيت
وارجوش اقعدي معها ذا اليومين
ثم أكمل بهمس: وبليز حاولي تعقلينها شوي
أنا عجزت وأنا أسايرها


باكينام باحترام: ما تشيلش هم
وأديني باقول لك ئدامها
أنا معاك مش معاها


غرفة مشعل ولطيفة
قبل آذان الفجر


مشعل يفتح عينيه
ورائحة عطر خفيف مثير تداعب أنفه
عطر طال اشتياقه لصاحبته


كان يظن أنه يحلم
(الظاهر من قد ما أنا مشتاق لها
ومع السخونة البارحة بديت أخرف واتخيل
وأشم عطرها بعد)


حاول أن يركز بصره مع الإنارة الضعيفة
وهو يمد يده بعفوية لتصتدم بالمخلوق النائم إلى جواره


انتفض مشعل وهو يرفع رأسه قليلا ليراها تنام بهدوء
ووجهها ناحيته


ثم تذكر ليلة البارحة القاسية عليه وعلى رجولته
وجسدها اللين ملاصق لجسده المشتعل
لو لم يكن مرهقا من أثر الحمى وألم الجروح
وإلا لكانت سيطرته على نفسه انهارت لينهار معها كبرياءه الثمين


كم مضى عليها لم تنم جواره .. شهرين.. بل أكثر من شهرين
آلمه العميق ليس لمجرد حاجة جسدية..
لكنه محتاج نفسياً لقربها.. قربها الذي كان يسكن روحه
كم هو مشتاق أن ينام على ذراعها..
يسمع دقات قلبها
يتنفس عطرها حتى يملأ كل خلاياه
كم كان مكابرا وغبيا حين أبعدها عنه.. بعد أن كان ينعم بجنة قربها


تمعن في ملامح وجهها الساكنة بوداعة وسحر وفتنة
كان يتمنى لو يمد أنامله ليلمس خدها.. شفتيها.. حاجبيها
يمزقه شوقه لها لأشلاء متناثرة


ولكنه أكتفى أن همس في داخله:
(وربي اشتقت لش!!
والله العظيم وحشتيني!!
ما تحسين بالنار اللي تشعل جوفي كل ما أشوفش
ما تشوفين رعشة يدي لأنها عاجزة توصل لش
ما تسمعين دقات قلبي اللي تناديش؟!!
متى بتحنين علي ياقلبي؟؟
متى؟!!
تعرفيني طول عمري مغرور وغبي
لا تكسريني على آخرها
لا تكسريني)



شقة مشعل


هيا تعود للشقة هي وباكينام
بعد أن اتصل مشعل بباكينام وقال لها أنه جمع أغراضه وسيقيم مع سعيد
مشعل عاتب بالفعل على هيا
لذا لم يهاتفها هي
فهو يشعر أنها تختبر صبره وكرامته


توجه لسعيد بعد أن قال له أنه سيقيم عنده لعدة أيام
لأن صديقة زوجته لم تجد مسكنا بعد
لذا قرر ترك الشقة لهما


هيا فور دخولها للشقة.. وإحساسها برائحة مشعل تعبق في أرجائها
انخرطت في البكاء
وهي ترمي بنفسها على الأريكة


باكينام اقتربت منها جلست جوارها واحتضنتها بحنان:
ممكن أعرف بتعيطي له؟؟


هيا من بين دموعها: ما أدري.. ما أدري

باكينام بثقة: لا عارفة.. وإزا كنتي عاوزة تخبي علي
ما تخبيش على نفسك كمان
أنا عاوزة أعرف : جوزك وبتحبيه
بتعزبي نفسك وتعزبيه ليه؟!!


هيا لم ترد عليها وهي مازالت مستمرة في البكاء

بيت محمد بن مشعل

بعد صلاة الفجر
راكان وناصر يعودان من الصلاة


مريم تجلس في الصالة السفلية مع والدها الذي عاد قبلهما بدقيقة

ناصر بمرح: وش ذا؟؟ اجتماع قمة مبكر
يالله سترك وش عندكم؟؟


أبومشعل يبتسم: ماتعرف تقول السلام عليكم بالع رادو

ناصر يبتسم: لو أن بنت عبدالله قاعدة معكم كان سلمت

أبو مشعل بغضب: ليه حن صلب ما تسلم علينا

ناصر يميل على أذن راكان ويهمس: مشكلتهم الشيبان مايفهمون المزح

راكان يلطف الجو: سامحه يبه خلاص ماعلى باله إلا بنت عبدالله
عرسه قرب واستخف


أبو مشعل بنبرة خاصة: إن شاء الله الفال لك تستخف بعد

راكان كح.. وناصر يضحك ويهمس له: استلم الموال الصباحي

ثم قال ناصر بصوت عالي: اسمحوا لي ياجماعة الخير بأروح أرقد شوي قبل الدوام

وترك راكان بين يدي موال والده المعتاد
وهو يعرض عليه ابنة أحد معارفه التي اقترحتها عليه مريم للتو..


الساعة السابعة والنصف صباحا
لطيفة تعود لغرفتها بعد ذهاب أولادها لمدرستهم


كان مشعل مازال نائما
ولطيفة كانت تريد أن تعود للنوم حتى موعد قيام جود من نومها
ولكنها لا تريد أن تنام بجوار مشعل
تريد أن تنام على الأريكة


ولكنها مجبرة أن تتمدد جواره بل وقريبا منه
فهي يستحيل أن تشعره بضعفها أمامه
وأنها عاجزة عن السيطرة على مشاعرها أمام لوح الثلج


اقتربت وهي تتمدد بهدوء حتى لا تزعجه
الامر فوق طاقة احتمالها


(إذا هو ما يحبني وعادي عنده أكون قريبة أو بعيدة
أنا مهوب عادي
إذا كنت بالكاد محتملة قربه أول
أشلون الحين وهو قريب كذا
بس ماعليه يا مشعل.. ماعليه
ماراح أفرحك فيني
بتكون عندي أنت والطوفة واحد
مثل ما أنت تعاملني بأعاملك)


لطيفة تقلبت قليلا ثم نامت

حوالي الساعة العاشرة صحت جود من نومها
وتوجهت لغرفة والديها كعادتها
فتحت الباب ودخلت


بالعادة لا تجد إلا أمها
لكنها اليوم وجدت والدها لذا توجهت له أولا
لتطبع قبلة على خده وهو نائم


صحا مشعل وابتسم بعمق وهو يرى وجه جود العذب أمامه
احتضنها بحنان وهو يهمس في أذنها:وجهش أحلى صباح


جود همست في أذنه: دوم مامي أبي همام (قوم مامي.. أبي الحمام)

مشعل مد يده ليهز كتف لطيفة لكن جود أمسكت يده: كلط.. أنا هبيتك أنت هبها (
غلط أنا حبيتك أنت حبها.. تقصد أن يوقظها كما أيقظته)


مشعل ابتسم بخبث (والله إنش تونسين يا أبيش.. وينش من زمان
صدق بنت أبيش.. تعرفين وش اللي في خاطره)


مشعل اقترب من لطيفة المستغرقة في نومها
ورغم أن نوم لطيفة خفيف لكنها لم تشعر بجود لأنها كانت تتهامس مع والدها


اقترب أكثر وطبع قبلته السريعة الدافئة على خد لطيفة
كان بوده أن يطيل ويتعمق ويروي بعضا من شوقه العنيف
ولكنه لا يريد أن يكون مفضوح المشاعر لهذه الدرجة


(يا الله كم أشتقت إليكِ
لقربكِ
لهمساتكِ في أذني
لحنانكِ واحتواءكِ
أيتها العذبة البهية!!)


لطيفة فور شعورها بملمس شفتيه.. فتحت عيناها بجزع
كان وجهه مايزال قريبا جدا
شعيرات عارضيه المحددة باستقامة
عيناه الواسعتان الغامضتان
حاجباه الغليظان
كل التفاصيل التي تفتنها حتى النخاع


انتفض قلبها بعنف
كان ريقها جافا جدا وهي تقول بخفوت: فيه شيء؟؟


مشعل ابتسم وهو يبتعد ويقول بهدوء:
جود شرطت علي أذهنش مثل ماذهنتي هي


شعرت لطيفة بريقها أكثر جفافا..
(كان هذا ملمس شفتيه على خدي!!)


كان بود لطيفة أن ترفع يدها لمكان قبلته على خدها لتلمسها
ولكن يستحيل أن تفعلها
أو تظهر له تأثرها


لذا قالت بهدوء بارد وهي تنهض عن السرير:
جود مامي.. تعالي أوديش الحمام وأبدل ملابسش..


شقة سعيد
الساعة 11 مساء


سعيد يدرس امتحان وفي غرفته

ومشعل يجلس في الصالة
يشعر بضيق يكتم على روحه
لم يتخيل أن هيا قاسية لهذه الدرجة
بالكاد أكملا شهرا منذ زواجهما
وتفاجئه بطلب الطلاق


فاجأه رنين هاتفه.. انتفض قلبه ( أيعقل أن تكون هي؟!!)

نظر للاسم وابتسم ابتسامة حنونة فيها كثير من الشجن:
هلا موضي..


موضي برقة: صباح الخير

مشعل بلطف: عندنا مساء..

موضي بمرح: وعندنا الساعة 9 الصبح.. وأنا أسلم بتوقيت الدوحة

مشعل بحنان: وش مقومش بدري؟؟

موضي تضحك: اي بدري الله يهداك..
أنا وحدة نشيطة وما أحب نومة الضحى ذي
خليناها لأختك ميشو الدلوعة


مشعل باهتمام: زين يوم أنتي وحدة نشيطة.. ليه ما ترجعين للشغل
حرام موضي أنتي عبقرية حواسيب.. حرام تدفنين موهبتش


موضي بتوتر: ما أدري مشعل أفكر أرجع.. أنا أصلا متصلة استشيرك
فيه صديقة لي من أيام الجامعة.. تقول محتاجين مبرمجين لمشروع الحكومة
الالكترونية
تقول بيكون فيه قسم خاص للنساء.. بس محتاجين ناس كفاءة على أعلى مستوى


مشعل بهدوء: دام حريم بروحهم.. عادي توكلي على الله

موضي بتوتر حزين: أخاف أني ما أكون قد الشغل..

مشعل يبتسم: لا لا.. مهوب موضي اللي تقول ذا الكلام..
إذا أنتي منتي بقدها.. يبقى ماحد قدها..


موضي بهدوء متأمل حزين: بأستشير إبي وبأفكر زيادة

مشعل بنبرة خاصة: ويمكن يكون فيه بعدين حد ثالث تستشيرينه

موضي باستغراب: عقبك وعقب ابي ما لحد حكم علي..

مشعل يضحك: ولا حتى رجّالش..

موضي برعب: أي رجّال..

مشعل يضحك: شوي شوي لا يطير قلبش..
فيه واحد من ربعي كلمني عليش.. يعني عقب ما تخلصين العدة
رجّال والنعم.. شهادة حق..


موضي اطمأنت وضحكت: أنا أعرف إن المطلقة ماعاد تلاقي حد يبيها
وش فيهم الناس علي؟؟.. مابعد خلصت العدة ونازلين الخطاطيب علي


مشعل باستفسار: ليه فيه حد تكلم عليش بعد؟؟

موضي تبتسم: فيه ثنتين عجايز كلموا أمي.. وواحد كلم ابي..
ووحدة كلمت لطيفة
والله يوم أنا بنت ماجاني خطّاب ذا الكثر..
شكلي بأوزعهم على عوانس الحارة..


مشعل بحنان: وأنتي وش رأيش؟؟ ترا ماحد بغاصبش على شيء

موضي بهدوء: لا فديتك.. لا..
أنا خلاص زواج ما أبي


مشعل بحنان مصفى: بس أنتي توش صغيرة..

موضي بحزن: وين صغيرة؟؟ خلاص يا أختك أنا جربت نصيبي
وخلصت من سالفة العرس كلها نهائي..



واشنطن دي سي
الساعة 1 بعد منتصف الليل
قلبان سهران


هيا تنظر لبكينام النائمة جوارها
ومشعل ينظر لسعيد النائم في السرير المجاور


وكلاهما يفكر في شخص غير من ينام لجواره

لِمَ صعب على كلاهما أن يفهم الآخر؟؟
أين مشكلة التواصل بينهما؟؟
هل هي قوة شخصية كل منهما؟؟
هل هي تراكمات العداء؟!!
هل هي المشاعر التي بدأت تتجذر بينهما؟؟


مشعل بدأ يفكر أن الهروب من مواجهة المشكلة هو مشكلة بحد ذاته
وتأجيل التفاهم سيأزم الوضع بينهما
كان يريدها أن يمنحها فرصة للتفكير
ولكنه الآن لا يريد منحها فرصة
يريد اقتحامها
إرباكها.. إثارة الفوضى في صفوفها
وقلب أوراق اللعبة عليها


لذا تناول هاتفه وخرج من غرفة النوم للصالة ليرن عليها بثقة
حينها هيا كانت جالسة تفكر.. كانت مليئة بالهم والحزن
والــــــــشــــوق


اقتحم هدوء الجو رنين هاتفها
التقطه بسرعة حتى لا توقظ باكي
رأت اسمه
شعرت زلازل أرضية عنيفة تضرب أرض قلبها
وهي ترد بصوت مرتعش غصبا عنها:


هلا مشعل



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 10:40 AM   #44 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


غرفة هيا
الساعة 1 بعد منتصف الليل

اتصال من مشعل يقتحم سكون الجو
ويقتحم قبلها وجع روحها وتفكيرها المثقل وشوقها له
الشوق الذي تحاول انكاره حتى على نفسها

ردت بخفوت مرتعش: هلا مشعل..

مشعل بهدوء: صحيتش؟؟

كان بودها أن تقول (إيه صحيتني) حتى لا يعلم أنها عاجزة عن النوم
ولكنها ردت بعفوية: مابعد نمت..

مشعل بهدوء مدروس تماما: وليش ما نمتي؟؟

هيا ابتلعت ريقها: ماجاني نوم..

مشعل بثقة: تفكرين؟؟ صح..

هيا بهدوء رغم دقات قلبها الصارخة:
مشعل وش تبي؟؟ ما أعتقد أنك تتصل هالوقت عشان تعرف إذا أنا نايمة أو لا

مشعل بذات الثقة: هيا اسمعيني زين
احنا راجعين للدوحة بعد حوالي أسبوعين
مابي نبين قدام أهلنا بيننا مشاكل واحنا تونا متزوجين
أهلي مبسوطين فيش كثير.. وأكثرهم جدتي وأنتي عارفة
استحمليني شوي... صعب ذا الشيء عليش؟؟

هيا بحزن: يمكن صعب عليك أنت تحملني؟؟

مشعل بهدوء: ليه أنا اشتكيت لش؟!!!

هيا بتوتر غاضب: مهوب لازم تشتكي.. مبين

مشعل بذات الهدوء: طيب وش اللي يرضيش؟؟
وضعنا كذا وكل واحد في مكان مهوب منطقي..

هيا خذت نفس عميق: تقدر ترجع.. بس بشرط

مشعل بنبرة غضب مكتوم: وبتشرطين بعد؟؟

هيا بعتب: ليه مالي حق؟!!

مشعل أخذ نفسا عميقا: يحق لش.. تدللي..

هيا لم تكن تريد أن تظهر أمام مشعل بمظهر الغيورة
ولكنها عاجزة عن الاحتمال.. وأعصابها احترقت تماما
لذا قالت له بحرج حاولت تغليفه بالثقة:
باتريشيا ذي تحذف اسمها من تلفونك
وماترد على اتصالاتها ولا لك شغل فيها

ابتسامة شاسعة ارتسمت على وجه مشعل
لكنه كتم ضحكته وهو يرد بهدوء: حاضر.. شيء ثاني؟؟

هيا استغربت أنه لم يعتبر هذا تجاوزا لرجولته الغالية
توقعت أنه سيعاند ولكنه فاجأها بالموافقة السريعة
ردت بحرج: لا ما أبي شيء ثاني

مشعل بثقة: يعني أرجع بكرة؟؟

هيا بحرج أكبر: براحتك

مشعل بهدوء: زين تصبحين على خير..

هيا أغلقت وهي تبتسم ابتسامة شاسعة
ليفاجأها صوت باكينام وعيناها مغلقتان:
بتعملوا ئلئ بدون سبب.. وتعالي يا باكي.. ونامي عندي يا باكي
وأنا عاوزه أتطلئ يا باكي
ويخرب بيت باكي اللي عايزة تنام..
وجوز الغفر، ئصدي الكناري نازلين غزل فوء دماغها




الساعة 2 الظهر
مريم تعطلت سيارتها على طريق الوجبة مقابل المدينة التعليمية
وهي عائدة من عملها في معهد النور للبيت

مريم بعادتها سريعة ومنطقية في قراراتها
لم تكن تريد أن تتعب أحد من أشقائها في هذا الوقت
لذا اتصلت بسائق البيت ليأتي لأخذها هي وسائقتها
والعصر ستعطي المفتاح لناصر ليرى مشكلة السيارة

كانت اتصلت للتو بالسائق وتنتظر
مر عليها عدد من أهل السيارات وتوقفوا وعرضوا المساعدة
ولكنها كانت تقول لسائقتها أن تصرفهم
وبدأت السائقة تصرفهم بدون الرجوع لمريم

ولكنها هذه المرة سمعتها تطيل في الجدال مع أحدهم
رنت هاتف سائقتها ونادتها

سونيا كانت تقف بجانب شباك مريم
ومريم تسألها: سونيا.. وش فيه؟؟

سونيا: هذا مستر سعد بابا محمد كازن كول احنا يروه مئاه
أو هو يكلي سوا سوا ينتزر درايفر

كانت مريم مازالت تتحادث مع سائقتها حين اقتحم حوارهما
صوت رجولي عميق: مساش الله بالخير يا بنت محمد

مريم انزلت يديها اللتين كانتا على طرف نافذة السيارة في حضنها
وهي تضفي عباءتها عليها
مريم ترتدي غطاء ثقيل على وجهها
لأنها لا تحتاج للبس نقاب عوضها الله الجنة

وردت باحترام وخفوت: مساك أخير يا أبو فيصل

سعد باحترام: أشلون الوالدة والأهل كلهم؟؟

مريم بذات الاحترام: طيبين طاب حالك.. أشلون فيصل وفهد؟؟

سعد بهدوء: طيبين جعل شيبانش الجنة

مريم بذوق: تسهل يا بو فيصل كثر الله خيرك.. سايق البيت جاي الحين

سعد بشهامة: لا طال عمرش في الطاعة..
أما تروحون معي أنتي وسواقتش
أنا باقعد في سيارتي أنتظر لين يجي سواقكم

مريم محرجة جدا.. السائق قد يحتاج نصف ساعة ليصل
وهي لا تريد أن تذهب مع سعد
ولا أن يبقى ينتظر معهما

ردت بهدوء عذب: تسهل الله يرضى عليك.. والله إن السواق على وصول

علم سعد أنها لا تريد الركوب معه.. ومحرجة منه.. رد بثقة:
خلاص أنا في سيارتي لين تروحون

لم يمهلها فرصة الرفض أو الرد وهو يتوجه لسيارته
وتفكيره مشغول بشيئين غصبا عنه

حين اقترب من سيارتها والقى التحية
وقعت عيناه على يديها الساكنتين على حافة النافذة
هي سحبت يديها وهو غض بصره وأشاح
ولكن النظرة سبقت
و شكل يديها سكن خياله بتمكن وبشكل غريب

(نعنبو وش ذا الايدين اللي عندها
تحس إيديها بتذوب من نعومتها وصفائها)

الشيء الآخر
كان صوتها العميق الهادئ والواثق
صوت يتسلل للروح ويهدهدها
ينبئها أن العالم مازال بخير
وأن العالم مسكون بالعذوبة والحنان
حاول طرد أفكاره وهو يرى سائقهم يصل
وتركبان معه
وهو يحرك سيارته ويمشي خلفهم
فبيته قريب منهم



***************************



بيت لطيفة
بعد المغرب

شقيقاتها موضي ومشاعل عندها

مشعل حينما توجه لصلاة المغرب
أخبرها أنه لن يعود حتى يصلي العشاء
وسيبقى في المجلس بين الصلاتين

لطيفة لم تكن مرتاحة مطلقا
فجروحه طرية وتنزف
ولن يحتمل البقاء لوقت طويل بثوبه وبجلسة مستقيمة كجلسة مجالس الرجال
ولكنها ردت عليه بهدوء: براحتك يابو محمد
رغم أنها تتمزق قلقا عليها

وحتى تتلهى عن قلقها اتصلت بشقيقاتها
ليحضرن عندها
ويتسلين معا

هاتف لطيفة يرن

لطيفة تنظر للهاتف وتبتسم ثم تنظر لموضي
وتقول بابتسامة خبيثة: شيخة

موضي تبتسم: ياختي رفيقتش ذي ما تفهم قولي لها ما أبي أخيها ولا أبي غيره.
خليها تستحي على وجهها مابعد خلصت عدتي..

لطيفة ردت: هلا والله بشيخة الحريم

شيخة تضحك: خشي في عبي يا بت يا لتيفة
ما أبي تمدحيني.. سبيني.. بس خلي موضي توافق على راشد إذا خلصت عدتها على خير

لطيفة تضحك: شوفي شيوخ.. أنا بحط التلفون على السبيكر
وهذي موضي تسمع

موضي تشير لا.. لكن لطيفة وضعته على السبيكر
وصوت شيخة الرفيع المرح يتصاعد: هيه مويضي وصمخ قطاوة
أنتي مافي قلبش رحمة.. حني علي..
ثم أكملت ببكاء مصطنع: أنا يتيمة وأخويا يتيم.. وعيالي يتامى

موضي تضحك: يكون حد قال لش إني جمعية خيرية

شيخة تضحك: ياأختي نبي لنا حد قلبه حنين مثلش وشرواش
تدرين ماعندنا إلا ذا الأخو تاخذه وحدة ملعونة خير مثل طليقته الله لا يردها
توطس فيني أنا وعيالي
تخيلي تخيلي ياللهول شيوخ تهمز أرجيل مرت أخيها
ولا عيالي واحد يكنس والثاني يطبخ... نهون عليش.. نهون على قلبش الطيب

موضي لا تستطيع السيطرة على نفسها من الضحك: على قولت سليطين الشهيرة غني يا ليل ما أطولك..
اذلفي.. اذلفي.. طري على باب مسجد أنتي وعيالش.. شكلش متدربة جاهزة

شيخة ببكاءها المصطنع: ياحرام عليش مافي قلبش رحمة
دحنا يتامى..

موضي تبتسم:شيوخ اشرايش تخلين منش ذا الهذرة.. وتسيرين علينا بكرة

شيخة كأنها تفكر: أمممممممم على شرط..
تسوي ميشو نفس الحلى اللي كلته عند لطيفة المرة اللي فاتت

لطيفة تتكلم: هذي ميشو تسمع وتقول حاضرة...
بس أنتي ماعندش اختراع اسمه ريجيم يالدبة

شيخة تتأفف: جاونا المزايين المعقدين..
مشكلتكم مشكلة أنتم يالمزايين ما ترضون باوساط الحلول..
مزيونة لازم تصير رشيقة بعد
لله درنا نحن معشر التنافيخ ماخذينها تيكت إيزي..
المهم أنتو يالثلاثي الكوكباني.. الله لا يعوق بشر
بكرة بأجيكم
لطيفة لا تتزين عشان ما تجرح مشاعري الرقيقة إذا شفت زينها وانا جيكرة
وميشو تزين لي الحلويات الزينة اللي هي تعرف
وموضي تقول إنها عندها استعداد تفكر بأخي رويشد لما تخلص عدتها..
أي شرط ناقص من الشروط الثلاثة باقلبها على رووسكم..

بيت جابر بن حمد
بعد صلاة العشاء


البنات في الصالة
وأم حمد مازالت عند والدتها في بيت عبدالله

معالي تمدد ساقيها على الطاولة وبيدها صحن فيه فوشار وتشاهد التلفاز
تصرخ على عالية في المطبخ الداخلي: عاليوه ترى الفوشار خلص سوو لي معكم

علياء تطل عليها : يازينش وأنتي تأمرين بس

معالي بصوت عالي: أظني أكلم عالية.. وش دخلش أنتي يالملقوفة؟؟

علياء تضحك: زين أنا عالية

معالي تضحك بطريقة مصطنعة: ههههههه يا بطني.. يابطني
بأموت من الضحك.. ارحميني على خفت الدم اللي عندش
زينش متلايطة بس..

هذه المرة عالية تطل: زين ياختي احنا كوبي وبيست
وش بيضر أي وحدة ترد على حضرت جنابش

معالي بتأفف: أي وحدة منكم تخلصنا وتجيب الفوشار قبل يبدأ الفيلم
مافيه احترام إني أختكم الكبيرة
أكبر منكم بربع ساعة كاملة..

وهم في حوارهم يرن هاتف البيت، تلتقطه معالي دون أن تنظر للكاشف


رغم تباعده عنهم وأنه لم يشعرهم يوما بأخوته
ولكن سماعها لصوته بعد مرور كل هذا الوقت
كان هازا لمشاعرها بعنف وهي تسمعه يقول بهدوء: السلام عليكم

معالي اختنقت بعبراتها: هلا حمد هلا والله

حمد بذات الهدوء: أشلونش معالي؟؟

معالي بانفعال: طيبين.. ومشتاقين لك.. متى بترجع؟؟ ما خلصت دورتك؟؟

حمد بذات الهدوء: حبه حبة يا بنت الحلال
دورتي مطولة شوي يمكن أبي لي 5 شهور بعد

معالي بصدمة: يعني 6 شهور مانشوفك.. حرام عليك!!

حمد بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. وين أمي؟؟

معالي بضيق من الخبر: أمي عند جدتي
ثم أكملت: تكفى حمد كلمها على جوالها.. أمي مشتاقة لك

حمد ذهب تفكيره لاتجاه آخر.. أمه عند جدته حيث مكان موضي
الأمر أكثر من احتماله، لذا رد على معالي:
لا خلاص بأكلمها بعد ساعتين تكون موجودة

ثم استطرد: عالية وعلياء عندش؟؟

معالي مستغربة اهتمامه السؤال عنهما: إيه عندي

حمد بذات الهدوء الساكن: خليني أكلمهم



الصباح في واشنطن
شقة عبدالله بن مشعل


باكينام خرجت للجامعة
وأخبرت هيا أنها ستعود من الجامعة لسكنها
حاولت هيا أن تثنيها.. كانت تريدها أن تكون معها حين يعود مشعل
لكن باكينام رفضت
لأن هذا موقف لا يصح أن تتدخل فيه


وهاهي هيا تشعر بالتوتر الشديد
كانت في المطبخ تغسل بعض الصحون النظيفة لتفريغ توترها
وتتسلى بجر قصيدة قديمة..
لذا لم تسمع صوت باب الشقة حين فُتح


مشعل فتح باب الشقة ودخل
فاجأه بعنف صوت هيا القادم من داخل المطبخ
لم يكن صوتها المفاجأة
ولكن المفاجأة كانت في القصيدة التي تجرها



**********************


ذات الوقت بتوقيت آخر
ليل الدوحة


مشعل تأخر قليلا
ولطيفة كانت تتنقل بين غرف أبنائها حتى ناموا

حين عادت لغرفتها وجدت مشعل يحاول خلع ملابسه بصعوبة
اقتربت منه وساعدته بصمت
كلاهما يتعذب بهذا القرب اللاسع الموجع
حتى الحركة العفوية بينهما سابقا
أصبحت أبعد ما تكون عن العفوية الآن
وهي تُشحن بعشرات المشاعر الكثيفة العصية على التأويل
من ذلك مثلا أن يدها الساكنة الآن على عضده الصلب تحرق خلايا جسده بعنف
وتذيب شرايين قلبها بوحشية
رفعت يدها عنه وهي ترتعش دون أن يظهر عليها شيئا من مشاعرها
وهو معتصم بهدوئه الأسطوري

لطيفة بعد أن أنهت مهمتها
قررت التوجه لمكتبها لتتلهى بالدراسة
لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول:
لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 10:43 AM   #45 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


الصباح في واشنطن
شقة مشعل بن عبدالله

دخل مشعل إلى شقته وهو ينزل حقيبة صغيرة فيها أغراضه
صُدم وهو يسمع صوت هيا القادم من المطبخ
وصدمته كانت في القصيدة التي تجرها بلحن شديد العذوبة
مشعل لم يتحرك حتى أنهت جر القصيدة الطويلة
وبدأت تجرها من جديد

هذه القصيدة لها ذكرى خاصة وقلة هم من يعرفونها
يشك إن كانت واحدة من شقيقاته أو بنات عمه تحفظها

هذه القصيدة قالها جده مشعل في جدته هيا
إثر خلاف حصل بينهما وارتحلت على إثره إلى أهلها

القصيدة الرائعة والطويلة التي كان فيها مشعل يناجي هيا
لم يقلها مشعل لأحد لأن كبريائه لا يسمح له أن يستجدي عودتها
رغم الشوق الذي أضناه
ولكنه في ذات مرة كان يجرها على رأس (حزم)
وسمعه أحدهم وبقي مختبئا تحت الحزم حتى سمع القصيدة عدة مرات
وكأنه اكتسب كنزا بسماعه لها
ثم توجه مباشرة وألقاها في مجلس والد هيا وعلى مسمع من هيا
التي حين سمعت القصيدة
عادت بنفسها
وفوجئ مشعل بوجودها في البيت حين عاد
وهي تقول له: وصلني مرسولك.. وهذا جوابه


وهاهو مشعل الحفيد اليوم يسمعها من هيا الحفيدة
بعذوبة وألق غير مسبوقين
لم يتخيل مطلقا أنها تحفظ هذه القصيدة القديمة الصعبة المتمكنة من قلبه
لابد أنها حفظتها من والدها
هزه هذا الامر بعنف
وسماعها بصوتها الرخيم وطريقتها المميزة هزه أكثر
وهز مشاعره بعمق موجع حاد
وكأنهما يتلبسان علاقة جديهما المختلفة العميقة..
مشاعر مشعل كانت على شفير انهيار الاعتراف
وهاهي على وشك الانفجار وكل ماحوله يحفز هذا الانفجار العاطفي!!


دخل مشعل للمطبخ
وهاهو يقف خلف هيا التي كانت مشغولة بأفكارها
وغسل صحونها النظيفة وجر قصيدة الشوق المضني

همس خلفها بخفوت وعمق: هيا
هيا ارتعشت وصوته يخترقها كسهم ناري أشعل كل مشاعرها
والصحن يسقط من يدها في المغسلة
وهي تقف كتمثال جامد ويديها تحت الماء الجاري
مشعل اقترب أكثر
ليلتصق صدره الصلب بكتفيها
ويمد يده من فوقها ليقفل صنبور المياه
ثم يحتضن يديها المبللتين بين يديه بحنان وقوة

ارتعشت أكثر
مازال مشعل يمسك يديها
التي أعادها لصدرها ليحتضنها من الخلف
وينحني ليهمس في عمق أذنها من قرب بصوته العميق بخفوت موجع:
أنا آسف حبيبتي

هيا عاجزة عن الرد بأي شيء
الإنفعال يهزها كورقة شجر يابسة تنسفها ريح عاتية
وكل الكلمات تموت على شفتيها
كما أن مشعل لم يمهلها أي فرصة
وهو ينتقل من الكلام للفعل
وينقل شفتيه من أذنها لعنقها ليطبع عليه قبلة عميقة دافئة

حينها انتفضت هيا بعنف
وهي تخلص نفسها من بين يديه بحدة
وتركض لغرفتها وتغلق بابها عليها بالمفتاح بصوت مسموع
وتترك مشعل خلفها
مصعوقا
مجروحا
مطعونا في عمق مشاعره وكبرياءه
فهيا وجهت له إهانة قاسية
وهي ترفضه وترفض مشاعره بهذه الطريقة الجارحة



الجبهة الأخرى
غرفة هيا

هيا تقف وظهرها مسند للباب
قلبها يكاد يخرج من مكانه من تسارع دقاته

وهي تضع كفها على عنقها مكان قبلته
تشعر أن عنقها يشتعل بل جسدها يشتعل
وعروقها تشتعل
تشعر أنه اكتسحها بركان مدمر

لم تتوقع مطلقا أن يكون هذا تصرفه
باغتها تماما
كانت تتوقع أنه حين يعود سيمثل الغضب قليلا مع بعضا من كبريائه المعتاد
وبروده هذا سيتيح لها أن تقف أمامه دون توتر

ولكن كل هذا الكم من المشاعر الملتهبة كان أكثر بكثير من احتمالها
لا تستطيع الآن الخروج أو مواجهته
وهي تشعر بخجل قاتل يكتسحها


كلاهما اعتصم بجبهته
هو مجروح حتى النخاع
وفسر تصرفها أنه رفض له ولمشاعره

وهي مصدومة وخجلة من جرأته
ولم تعلم مطلقا تبعات تصرفها العفوي عليه



***********************



ذات الوقت ولكن بتوقيت آخر
ليل الدوحة

غرفة مشعل بن محمد

لطيفة أنهت مهامها وكانت تريد التوجه للدراسة

لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول:
لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء

لطيفة عادت له
كان يجلس على السرير
جلست بالقرب منه وهي تقول بهدوء: خير إن شاء الله

مشعل بهدوء: خير.. أنا بسافر خلال ذا اليومين

لطيفة شعرت أن قلبها انتزع بوحشية.. (تعبان لهالدرجة عشان يسافر؟!)

ولكن ماصدمها أنه أكمل: عندي صفقة كبيرة في بون
ولازم أروح بنفسي، أبي أشتري معدات ثقيلة

لطيفة مصدومة مفجوعة كأنها تكلم نفسها: تروح في شغل وأنت على ذا الحال؟؟

مشعل بهدوءه البارد: أي حال؟؟

لطيفة شعرت بصداع مؤلم حقيقي يمزق خلايا دماغها
كانت تود أن تثور وتنفجر فيه
ولكنها تمالكت أعصابها وتناست صداعها وهي ترد بنفس بروده:
مشعل جروحك مالها يومين وبعدها تنزف
أشلون بتستحمل سفرة لألمانيا مدتها ساعات ولا وصلب الشغل بعد

مشعل بهدوء: مافيني إلا العافية

لطيفة كانت تريد أن تبكي فعلا.. تريد أن تصرخ وتصرخ وتصرخ
كم هي متعبة منه
ومن كبريائه
ومن عناده
ومن استمتاعه بألمها!!
هل يريد الهرب منها؟!!
هل يريد أن يجرحها أكثر؟!!

لكنها نحت كل مشاعرها جانبا وردت عليه وهي تعود لمكتبها
وداخلها ينزف بغزارة وهي تقول له بهدوء:
براحتك يابو محمد.. براحتك


الرد اللي كان مؤلما لمشعل مؤلما لأبعد حد
فمشعل اتخذ السفر حجة
كان يتمنى أن ترفض سفره.. تصرخ به.. تقول له أبقَ
كان يريد إشارة منها.. مجرد إشارة
لكنها أبعدته
فهو مطلقا لم يعد يحتمل هذا القرب البعيد/ البعد القريب منها
قربها ينحره
ينحر رغباته
ينحر مشاعره
ينحر رجولته

لذا قرر السفر رغم أن أحد موظفيه كان هو من سيسافر سابقا
لكنه ماعاد يحتمل مطلقا
فأما أن يسافر وأما أن ينهار
وأما أن ينهي مهزلة الخلاف بينهما

وبما أن الخلاف قائم
وكلاهما يرفض التنازل
هاهو يجد نفسه مضطرا للسفر مع وضعه الصحي المزري


المقهى بالقرب من جورج تاون
الساعة 11 صباحا

باكينام تصل وهي متوترة
تشعر بذنب عميق
مكالمتها ليوسف كانت جارحة وخالية من التهذيب
تشعر أنها آلمته لذا تشعر هي بألم عميق
كانت تشعر كأنها آلمت روحها وجرحتها

الاعتذار صعب جدا عليها
ولكنها أخطئت وهي ما اعتادت على الهروب من المواجهة
وهاهي الآن تصل وقد تسلحت بكل القوة الممكنة

جلست
جاءتها النادلة وهي تبتسم: أهلا آنستي

باكينام بتوتر: أين جو؟؟

النادلة كأنها تتذكر: أوه لا تقلقي لقد ترك دفتر محاضراتك في صندوق الأمانات
سأحضره لك حالا

باكينام أمسكت بيد النادلة : لا أسأل عن دفتر محاضراتي
أسأل عن جو شخصيا..

النادلة بحزن: جو عاد لمصر اليوم طائرته أقلعت قبل ساعتين ربما

شعرت باكينام أن الخبر وقع على رأسها مثل صاعقة اخترقت جمجتها وقسمتها نصفين..
شعرت بصداع حقيقي وهي تسأل النادلة:
هل من الممكن أن تعطيني رقم هاتفه بمصر أو عنوانه؟؟

النادلة هزت كتفيها: لا لم يترك شيئا
على العموم هو سيعود لواشنطن بعد حوالي شهرين
بعد أن يقضي فترة الأعياد ورأس السنة في بلده
ولكن لن يعود للمقهى لأنه قدم استقالته

باكينام وقفت وخرجت وهي تترنح
قدماها لا تحملانها وروحها مثقلة بالأسى

كانت النادلة تناديها لتعطيها دفترها
ولكنها لم تكن تسمع وهي تخرج من المقهى
وكأنها تهرب من جريمتها التي ارتكبتها

(لماذا؟؟
لمــــــــــاذا
هل تعاقبني يارب على جريمتي في حقه؟؟؟
أقسم أني أردت الاعتذار منه
لماذا رحل؟؟
لماذا رحل؟؟

كم هو معتم وجه واشنطن هذا الصباح!!
لِـمَ السماء مكفهرة؟!!
كم هي صغيرة واشنطن وخانقة دون رحابة وجهه!!
وكم هي مصر سعيدة باحتضانه هذه الليلة!!
لابد أنها تمطر في مصر أهازيجا وفرحا باستقباله!!
كما تمطر هنا حزنا وسوادا وألما لفراقه!!
ما بال الدنيا تعتم.. وتعتم
وتـــعــتــــم؟؟؟)



***************************



الدوحة
الساعة 11 مساء
فارس يدخل غرفته

يخلع ملابسه ليستحم
رن هاتفه.. التقطه
رد باحترامه وثقته المعتادة: هلا لطيفة

لطيفة بتوتر: تكفى فارس طالبتك

فارس انتفض من الحمية وهو يقول برجولة: اطلبي عزش
الغالي يرخص لش.. لو على قطع رقبتي

لطيفة بحنان: جعل عمرك طويل... مشعل يبي يسافر وأبيك تسافر معه

فارس ضحك غصبا عنه: غيرة ذي؟؟

لطيفة بغضب: صدق إنك متفرغ.. أقول لك بيسافر.. تقول غيرانه
تخيل يبغي يسافر خلال ذا اليومين

فارس برعب: أشلون يسافر بوضعه وجروحه تنزف..

لطيفة عبراتها وقفت بحلقها: شفت.. بس هو رأسه يابس..
عشان كذا أبيك تسافر معه

فارس ابتسم: حاضرين.. ولو إن عرسي قريب..
بس منتي اللي يرد لش طلب يا أم محمد

لطيفة برقة: جعلني ما أذوق حزنك..
ثم أكملت بتحذير: بس تراك أنت اللي بتقول لمشعل إنك بتسافر معه
أنا ماقلت لك شيء

فارس باستغراب: ليش يعني؟؟

لطيفة تكذب: تدري بيزعل علي لو درى إني تعبتك
(لم تكن تريد أن يعلم مشعل أنها قلقة عليها بل تتمزق قلقا وخوفا)



شقة مشعل بن عبدالله
حوالي الساعة 11 ونصف صباحا

هيا مازالت تغلق على نفسها باب غرفتها
مشعل يجلس في الصالة
مخنوق.. مجروح.. ومشبع بالألم

فوجئ بهيا تخرج عليه وهي ترتدي عباءتها
وتقول برعب: مشعل تكفى باكينام في المستشفى
لقوها طايحة في الشارع ودقوا علي لأني أخر رقم هي دقت عليه


مشعل وقف بشهامة وهو يخرج بها لسيارته بسرعة
ولكن دون أن ينظر لها مطلقا
مـــطـــلـــقـــا
ويبدو أنها عادة أبناء مشعل العريقة!!









أسى الهجران/الجزء الرابع والأربعون


مستشفى جورج تاون
المستشفى الأقرب للمقهى

هيا تخرج لمشعل الذي ينتظرها خارج غرفة باكينام
هيا تهمس له وهي عاجزة عن رفع عينيها به:
معها انهيار عصبي
غريبة.. باكينام طول عمرها قوية
إذا سمحت لي مشعل أنا بقعد معها

مشعل ببرود ثلجي: براحتش.. إذا بغيتو أي شيء دقي على على طول

هيا شعرت بألم عميق من طريقته في الرد
ردت بخفوت: إن شاء الله

عادت لبكينام التي كانت منطوية على نفسها كوضع الجنين
وتبكي بطريقة تمزق الروح بألمها وهي تشهق بألم موجع
هيا جذبت الكرسي عند رأسها
وهي تمسح على شعرها المنثور على المخدة وتسألها بألم:
باكينام وش فيج؟؟ شاللي صار؟؟

باكينام تشهق: يوسف سافر.. سافر.. أنا كنت عاوزة أعتزر له
والله كنت عاوزة اعتزر عشان كنت لئيمة معاه
بس هو سافر سافر

هيا ارتعبت.. لم تتوقع أن مشاعر باكينام ناحية يوسف
وصلت لهذه الدرجة من القوة والعمق لدرجة أن تنهار بهذه الطريقة الموجعة
بينما هي استمرت تنكر هذه المشاعر
بكبريائها وعنادها وقلة بصيرتها حتى خسرته

هيا فكرت برعب (ياترى ممكن يصير معاي نفس الشيء)

باكينام كانت منهارة تماما
باكينام حين تعرفت بجو كانت تشعر أن مشاعرها تتحرك بعنف ناحيته
لكن مامنعها من تحرير مشاعرها معرفته أنه من عرق آخر
ولكن حين علمت أنه مصري
ورغم رفضها لعرقه الذي هو عرقها..
لكن مشاعرها المكتومة انسكبت غصبا عنها لتصب في شخصه ومن أجله
شعرت أن يوسف احتل كل خلاياها غصبا عنها
كل مشاعرها المكتومة طيلة سنوات أصبحت له
وتنبض من أجله
حين اكتشفت ذلك.. قررت أن تتنازل من أجل قلبها
توجهت إليه
ولكنها كانت تأخرت..
تأخرت كثيرا..
كثيرا..



**********************




بعد مضي أسبوعين

مشعل وهيا على وشك العودة للدوحة

هيا بقيت عند باكينام لمدة يومين
حتى تحسنت باكينام
حينها قررت باكينام أن تتوجه لأهلها في بريطانيا
وأن تقضي معهم فترة الكريسمس
فنفسيتها كانت متعبة جدا
وكانت بحاجة لوجود أهلها لجوارها

بعدها عادت هيا لشقتها
لكن صدمها برود مشعل معها
يتعامل معها كأنها غير موجودة
هيا عرفت سبب تغيره.. لا تستطيع لومه
ولكنها كانت تتمنى أن يتفهم خجلها
تشتاق كثيرا لحنان مشعل واهتمامه بها
لا تريده عاشقا
ستكتفي أن يكون مثلما كان في بداية زواجهما
ولكن حتى مشعل ذاك اختفى تحت أطنان تجاهله الدائم لها
هيا تتمزق فعلا ولكنها عاجزة أن تشتكي
مشعل مجروح منها لأقصى أعماق مشاعره ورجولته
رفضها له كان جارحا ومؤلما ومهينا
جاءها يمد يديه ويفتح صدره وقلبه
فرفضت كل شي
يستحيل أن يبادر بأي شيء ناحيتها..
يستحيل أن يسمح لها باهانته مرة أخرى

كلاهما معتصمان بالصمت في الوقت الحالي
وهاهما على وشك العودة للدوحة
وهما مثقلان بالشجن والألم


مشعل الآخر سافر لألمانيا
وسافر معه فارس
كانت رحلة مريعة
فهو لم ينزل من الطائرة إلا وملابسه غارقة بالدم
وبقي في المستشفى لعدة أيام

أنهى صفقته
وهاهما عائدان
فارس ممتن للطيفة التي عرضت عليه مرافقة مشعل
فالرحلة قصرت عليه وقت الانتظار لموعد زواجه


لطيفة متألمة لسفر مشعل وقلقة
ومنذ سفره وهي تعاني صداعا أليما لا تعرف له سببا
أجرت عدة فحوصات وهاهي تنتظر النتائج


موضي تعافت تماما من جروحها الجسدية
ولكنها مازالت تعاني مع جروحها الروحية
قررت أن تعود للعمل وتنخرط فيه
لتتناسى آلامها في العمل



**********************




منزل سعد بن فيصل
بعد وجبة الغداء

سعد يغسل يديه ويتوجه إلى الصالة حيث تجلس شقيقته وضحى (أم فارس)
يجلس وأم فارس تصب له (بيالة) شاي..
يبتسم: جعل فارس سالم ليته يطول في سفرته
كسبناش ذا الأسبوعين.. والله بيتنا من غيرش بيفقد حلاه..

أم فارس تشرب بعضا من شايها وتنزله وهي تبتسم:
جيب لك حلا يا ابن الحلال.. حلا دايم على حسابك

ابتسم سعد وهو يفهم قصدها: عقب ماشاب ودوه الكتّاب..
أي حلا طال عمرش
واجد علي شاهي بدون سكر..

أم فارس تضحك: خلك من البربرة.. ألف بنية تمناك..
ثم أكملت بجدية: حرام عليك سعد دافن عمرك وشبابك من يوم توفت مرتك..
اول عيالك صغار تقول ما أبي أجيب وحدة تعذبهم
بس الحين ماشاء الله صاروا كبار.. والواحد منهم لسانه وش طوله
يعني لو قالت لهم مرتك شيء.. لا تخاف بيقولون لها عشر..

صوت ضحكات يقاطعهم وصوت شاب صغير يتدخل في الحديث:
كاني سامع ريحة تحريض علينا من عمتنا المبجلة..

وضحى تشير للمكان الخالي جنبها.. ويجلس كل واحد من ابناء سعد في ناحية
تحتضن فهد الصغير وترد على فيصل: وش تحريضه الله يخلف علي
هو حد يقدر عليكم أنتوا وأبيكم..

فيصل ذو الخمسة عشر عاما يلتفت على والده ويقول بجدية:
ترا يبه مثل ما تقول عمتي لو بغيت تزوج ترا الموضوع من حقك
وأنت ماقصرت معنا.. غيرك ما يسويها
صبرت ذا السنين كلها بدون مرة..

فهد (12سنة) من ناحيته يقفز ويعلق: بس يبه بتزوج جيب لنا وحدة مزيونة
ما نبي قردة تلوع كبودنا..

أم فارس تضحك وهي تحتضن فهد أكثر: صدق رفيق سليطين.. نفس الأفكار
جيل ما يعلم به إلا الله

سعد يبتسم: العمة وعيال أخيها سوو حزب على سعد الضعيّف
إذا بغيت أتزوج يوم أنتو اول من بيدري.. لا تصدعون راسي
الواحد يبي يقيل.. وانتوا فتحتو له ذا السيرة

فيصل وفهد استأذنوا وتوجهوا لغرفهم
والحقيقة أنهما متراهنان على دور بلايستيشن يريدان إكماله

وسعد التفت لأم فارس وسألها بهدوء: عرس فارس قرب..
فارس محتاج شيء.. قاصره شيء؟؟
تعرفين ولدش لو بيموت ما يطلب من حد شيء

أم فارس بحنين وشوق: لا فديتك.. الخير واجد..
والشباب عيال ولد عمك محمد مايقصرون هم اللي رتبوا كل شيء

سعد نبرة خاصة: على طاري ولد عمي محمد.. بنت محمد اللي ما تشوف وش أخبارها؟؟

أم فارس أخذت السؤال على ظاهره: مريم الله يعوضها الجنة..
والله ذا البنت مافيه مثلها حد.. وأخبارها زينة.. شايلة العرب كلهم على رأسها

سعد بدأ يدخل في المحضور في أسئلته: أنا أتذكر إنها كانت زينة وهي صغيرة

أم فارس مازالت تجاوب على سجيتها دون انتباه لنبرة الخصوصية في أسئلته:
ولحد الحين زينة ..حتى عيونها.. ماكنها بعيون عمياء..
الله يعوضها عن عيونها بالجنة..

سعد باستفسار: إلا هي وش سبة عماها؟؟

أم فارس تجاوبه: حمى جاتها وهي عمرها 3 أو4 سنين..
ماخلتها لين خذت نظرها.. الله يحمي جميع المسلمين ويعوضها عن صبرها

سعد يقف ليذهب لغرفته وهو يقول بنبرة خاصة:
ما تدرين يمكن الله يعوضها
أو تكون هي تعويض لغيرها..



************************



لندن/ منطقة مايفير أحد أرقى مناطق لندن
الظهر
منزل طه الرشيدي والد باكينام


سوزان والدة باكينام تقترب من باكينام التي تجلس في الشرفة تلتفع بدثار ثقيل
وتحتضن كوبا كبيرا من القهوة لم تشرب منه شيئا

سوزان تضع يدها على كتف باكينام وتهمس لها بحنان
بعربية مكسرة تحب أن تتحدث بها: باكي حبيبي.. جو كتير برد

باكينام تفكيرها ليس معها: It's OK mom

سوزان بقلق: صغيرتي مابكِ؟؟ منذ عودتكِ من واشنطن وأنتِ مكتئبة

باكينام بهدوء: لا شيء ماما.. اشتقت لكم فقط
ثم أكملت بألم: ماما أريد الذهاب لزيارة أنّا صفيه في القاهرة
اشتقت لها كثيرا.. أريد رؤيتها قبل عودتي لواشنطن

سوزان مسحت على شعرها وهي تقول لها بحنان: كلنا ذاهبون للقاهرة
أنا أساسا كنت أريد إخبارك.. فوالدك جاءه اليوم استدعاء من القاهرة
وهو يقول أنها فرصة لرؤية والدته وأشقائه

أكملت باكينام بألم ماعادت تعرف له سببا، ألم يمزق روحها:
ولكن لابد أن أرى جدتي فيكتوريا قبل سفرنا
سأذهب لها في ايرلندا إن كانت لن تعود قريبا

سوزان بذات الحنان: أمي ستعود من ايرلندا غدا
وسنذهب كلنا لمانشستر لزيارتها وتستطيعين البقاء عندها حتى موعد ذهابنا للقاهرة لو أردتي..


**********************



العصر
الدوحة
المستشفى الأهلي


لطيفة متوترة جدا
مشعل سيعود الليلة وهي أساسا متوترة بسبب عودته
وزاد التوتر عليها
أن الطبيب اتصل وطلب منها أن تحضر فورا
وأن تحضر معه أحد تثق به من عائلتها
الأمر الذي أثار قلقها لأقصى حد

واتصلت بمريم وطلبت منها مرافقتها
وهاهما الاثنتان تجلسان أمام الطبيب الذي بدا متوترا نوعا ما

لطيفة بهدوء وهي تحاول التسلح بالثقة: دكتور وش فيه؟؟
أنا عارفة إنه فيه شيء مهوب زين ومبين في وجهك
دكتور أنا إنسانة مؤمنة بالله عز وجل.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

مريم برعب: الله يهداش لطيفة بتفاولين على روحش

الطبيب تنحنح: الحمدلله أخت لطيفة أنك متقبلة الوضع ومستعدة نفسيا

لطيفة تنهدت بعمق: الوضع اللي هو؟؟

تنهد الطبيب وكأنه يريد إلقاء قنبلته والتخلص منها: ورم خبيث بالمخ

لطيفة شعرت أن روحها نُسفت نسفا
وأربعة وجوه صغيرة تحتل كل تفكيرها

مريم صُعقت.. عاجزة عن مجرد التخيل

لطيفة ابتلعت عبراتها وهي تحاول التماسك لتسأل بهدوء: وأشلون وضع الورم؟؟

الطبيب بحرج: متأخر جدا جدا..
أنا مستغرب كيف تو تحسين بالألم من أيام
مفترض ورم بهذا الحجم والوضع المتدهور له سنين يعذبك..

لطيفة وقفت وهي تشعر أنها على وشك الانهيار: يعني مافيه أي إمكانية للعلاج؟

الدكتور بحزن عميق: الله قادر على كل شيء
لكن الفحوص تقول ولا وحتى واحد في الألف

الطبيب شرح لها وضعها بعبارات موجزة لكنها كانت قاتلة تماما
وهو يلمح إلى أنها من الأفضل أن تستعجل بكتابة وصية إن كانت تريد ذلك

الوجوه الأربعة الصغيرة تتكاثر في ذهن لطيفة
وجوه صغيرة أثيرة ألتهمت تفكيرها وألمها وحزنها
هم من يهمها
هم من ينحرها
هم من تنزف روحها خوفا عليهم من الحياة بعدها

(مازالوا صغارا.. صغارا
أربعتهم يحتاجونني
لم أعودهم حتى الاعتماد على أنفسهم
حتى ملابسهم لا يعرفون تناولها بأنفسهم من الدولاب
إذا لم أخرج لهم ملابسهم بنفسي لن يعرفوا ماذا يرتدون
إذا لم أدرسهم لن يدرسوا
إذا لم أطعمهم سيلتهون في اللعب عن الطعام
إذا لم أحضنهم لا ينامون
من كبيرهم محمد
حتى صغيرتهم جود
من سيحتضنهم بعدي
من يمسح دمعتهم
من يتحسس أجسادهم الصغيرة ليرى إن كان أي شيء يؤلمهم
من سيعالج جروح محمد وعبدالله اليومية من لعب الكرة؟؟
من يمشط شعر مريم الطويل؟؟!!
من سيعلم جود الصلاة ويحفظها القرآن؟!!

هل سيحسنون تربيتهم
تعبت كثيرا في تربيتهم.. فمن يكمل بعدي؟؟ من؟؟)


مريم عاجزة عن النطق وهي تشعر بروحها تُنسف شظايا
وحزن مر يلتهم روحها كالتهام النار للهشيم
(إنا لله وإنا إليه راجعون
من وين جات ذا المصيبة)


لطيفة تناولت يد مريم لتقودها وتتوجه بها للسيارة
دون أن تنطق أي منهما بحرف
ما أن وصلتا السيارة
حتى انهارت لطيفة تماما
تماما
تـــمــــامــا
ورمت بنفسها على صدر مريم وهي تنخرط في بكاء حاد مؤلم موجع
تبكي نفسها.. وما أقسى بكاء الإنسان على نفسه!!
أن يعلم أن الحياة ستسحب من جسده الممتلئ بالحياة
وأنه سيترك أحبائه خلفه
ليصبح عاريا من كل مافي الحياة.. فقط هو ذنوبه أمام الله عز وجل

(يقولون لا تبعد وهم يدفونني**وأين مكان البعد إلاَّ مكانيا)


كانت لطيفة تهتف بجملة واحدة فقط وتكررها بوجع لا نهائي يمزق الروح
لم تكن تقولها فقط .. ولكنها كانت تنزفها دما وألما وخوفا
جملة تمثل أقسى مخاوفها وأبشع آلامها:

عيالي يا مريم.. عيالي أمانتكم



في ذات الوقت
طائرة مشعل تقترب من الأجواء القطرية
مثقل تفكيره
وبداخله تختلط الأفكار
ففترة سفره أتاحت له التفكير الطويل
رأى أنه أضاع حياته في محض عبث
كان أعمى طوال عمره
أعماه غروره وكبرياءه ووجود النعمة أمامه
ولكن الغشاوة انزاحت عن عينيه
فلطيفة تستحق من يحتويها ليخبرها أنها المرأة الأروع التي لا مثيل لها
بل هي شيء يتجاوز الروعة والإنسانية والحنان والجمال
هي أميرته.. ونبض فؤاده
ونصفه الآخر

(اشتقت يا لطيفة
والله اشتقت
أنا من غيرش ولا شيء ولا شي
سامحيني يالغالية
سامحيني
لا أبوه لا أبو الكبرياء اللي بيوقف بيني وبينش
أنا راجع يا لطيفة
راجع
بكل معنى الكلمة راجع)


اعترف يا مشعل
اعترف!!!

ولكن ألا ترى أن الوقت فاتك
وأنك تأخرت
تأخرت كثيرا
كـــــثـــــــــــــيـــــرا

اعترفت بعد أن أخذك إعصار كبريائك بعيدا بعيدا!!
أخذك إلى حيث نقطة اللا رجوع


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 10:51 AM   #46 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


الدوحة
بعد صلاة العشاء
منزل محمد بن مشعل

مشعل وصل للتو من المطار
قادم للسلام على والديه أولا
يشعر بسعير نار محرقة
ولهفة كاسحة عميقة لرؤية لطيفة بالذات
مثقل بمشاعره التي يريد سكبها بين جنبيها
متعب من الكبت ومستنزف من الشوق

بعد أن سلم على والدته والعنود سأل عن مريم

أم مشعل بهدوء: في غرفتها.. العصر راحت مع لطيفة
ومن يوم رجعت وهي مسكرة على نفسها الباب

مشعل صعد لغرفة مريم
طرق الباب سمع صوت مريم الخافت: ادخل يابو محمد

مشعل حين دخل فُجع بمنظر مريم
كان واضحا تماما أن لها ساعات وهي تبكي

مشعل شعر أن قلبه انتزع من مكانه، فمريم لا يبكيها إلا أمر جلل
سألها برعب: مريم وش فيش؟؟

مريم وقفت وألقت بنفسها على صدره وهي تبكي بمرارة:
لطيفة يا مشعل لطيفة

مشعل شعر كما لو أوردة قلبه وشرايينه قطعت جميعها.. وريدا وريدا وشريانا شريانا
وهو يهتف برعب صرف: وش فيها لطيفة؟؟

لطيفة كانت طلبت من مريم ألا تخبر أحدا
ولكن مريم رأت أن مشعل بالذات لابد أن يعرف
فلطيفة تحتاج إلى من يقف إلى جوارها

مريم أخبرت مشعل بكل شيء وهي تشهق بمرارة بين عباراتها

كل كلمة كانت مريم تقولها كانت سكينا مسنونة
تنغرز في جسد مشعل بوحشية لتمزق أشلائه وتنثر دمائه أمام عينيه
شعر بألم متوحش يخترق صدره ليمزق كل خلية نابضة في جسده
ويحيلها رمادا

(لا لا ياربي لا..
كله ولا لطيفة.. كله ولا لطيفة
اخذني أنا..
خذ عمري كله وعطه لطيفة
ليه أعيش في الدنيا ولطيفة مهيب فيها
لا تخليني يا لطيفة
لا تخليني..
إذا أنا أهون عليش
عيالش يهونون عليش؟!!
لمن تخلينهم؟؟
عيالش صغار.. محتاجينش
لا يا لطيفة.. لا
لااااااااااااااااااا)



بعد ذلك بقليل

غرفة لطيفة

لطيفة تجلس على السرير
تحتضن هاتفها بيدها بعد أن أنهت مكالمة هامة
عاجزة عن احتمال انفعالها
الانفعال يهزها كالزلزال
وعيناها ممتلئتان بالدموع


وهي على هذه الحال
دخل مشعل

لم تنتبه لدخوله حتى شعرت بكفيه قويتان حانيتان على عضديها
وهو يقف أمامها ويرفعها بخفة
ليحتضنها بعنف كأنه يريد أن يخفيها بين ضلوعه
يريد أن يحمل عنها الألم والوجع
ويخفيها عن المرض عله ينساها ويتركها له
الألم يلتهم روحه.. والندم يأكله على كل لحظة أضاعها عليه وعليها
كان يشدد احتضانها أكثر وأكثر وأكثر..
وهو يستنشق عبير شعرها بعمق
كأنه يستنشق عبير روحها التي ستفارقه
يحتضنها بعمق.. ويستنشق رائحتها بعمق
كأنه يريد أن يطبع تفاصيل جسدها على جسده
ويخزن عبق رائحتها في ذاكرته


لطيفة كانت متفاجئة تماما من تصرف مشعل
بل شعورها تجاوز المفاجأة إلى الصدمة العصية على التصديق

شعرت أن روحها المعذبة تسكن ورأسها مدفون في صدر مشعل العريض
كانت تتنفس بعمق رائحته التي عذبها اشتياقها لها
كانت تشعر كالغريب الذي آب إلى أحضان وطنه أخيرا
فلكم اشتاقت إليه واستنزفها وجع الشوق إلى كل شيء فيه!!
رائحته
صلابة ذراعيه
عضلات صدره
دقات قلبه..


لطيفة شعرت بعد لحظات أنها عاجزة عن التنفس من شدة احتضانه لها
وأن عظام صدرها بدأت تؤلمها
هتفت بصوت خافت: مشعل خنقتني

مشعل لم يكن يريد إفلاتها
يريدها أن تسكن أضلاعه للأبد
أن يخفيها في قلبه وبين حناياه
لا يريدها أن تبتعد
يريدها أن تستوطن خلاياه لآخر لحظة في عمريهما

ولكنه أفلتها بخفة ليحتضن وجهها بحنان بين كفيه
وينظر لعينيها بوله ويهتف بعمق:
أنا أحبش يا لطيفة أحبش..
مهوب بس أحبش
أنا أعشقش..وأعشق الأرض اللي تمشين عليها
أنا كنت غبي
وطول عمري غبي
سامحيني حبيبتي سامحيني


لطيفة كانت مصعوقة
لم تتخيل أنها قد تسمع هذه الكلمات من مشعل
ولا حتى في أجمل أحلامها
شعرت ببركان يتفجر في روحها
وحرارتها ترتفع
ودقات قلبها تتزايد وتتزايد وتتزايد
وهي على وشك الارتماء في حضنه مرة أخرى
وغمر وجهه بقبلاتها المشتاقة
(وأخيرا يا مشعل.. وأخيرا)

لكنها خطر لها خاطر مرعب جارح مميت
سألته بحذر موجع خائف مرتجف
وهي تشعر برعب من الإجابة التي تمنت أن تخالف ظنونها
ودعت الله بعمق أن تخالف ظنونها
وضرعت لله ألف مرة أن تخالف ظنونها:

أنت شفت مريم؟؟

مشعل بألم صرف: توني جاي من عندها..

حينها لطيفة شعرت أن قلبها مات تماما
ومشاعرها تنطفئ كأنما انسكب عليها طوفان من الجليد
وهي تخلص نفسها من بين يدي مشعل وتقول ببرود.. برود مختلف
برود حقيقي .. ليس مصطنعا مثل كل مرة:
إيه قول كذا يا ابن الحلال!!
يا حرام..
تدري كلفت على روحك بذا الكلمتين
أكيد تعبت وأنت تقولهم
بس قلت ياحرام.. المرة بتموت
خلني أكذب عليها وأفرحها الأيام اللي باقية لها في الدنيا
خل شفقتك لنفسك
والفيلم الهندي البايخ اللي سويته وفره على حالك
لأنه أنا مافيني شيء
الدكتور توه كلمني الحين..يعتذر عن الخطأ الغير مقصود على قولته
يقول الفحص مهوب فحصي..
الفحص حق وحدة ثانية توفت الليلة الله يرحمها برحمته..ويعيضها الجنة
والله إني حزنت عليها
وأنا اللي معي مجرد ارتفاع في الضغط جاب لي صداع..
إذا تبي تتأكد هاك خذ كلمه..

وفعلا رنت لطيفة على الدكتور وأعطته لمشعل الذي تحادث معه قليلا
والدكتور يكيل الاعتذارات بحرج بالغ

لطيفة مجروحة بعمق..
ممزقة تماما
روحها مدمرة..
شعورها كان كمن يحلق فوق السحاب
ليجد نفسه بعدها يرتطم في الأرض بعنف
لتتحطم كل ضلوعه
وتنسحق سحقا

(أخرتها شفقة يا مشعل
أخرتها كذا
عمرك ماحبيتني ولا بتحبني
خلصت من ذا الفيلم كله خلصت
فقدت كل رغبة في حبك
أنا قرفانة من حبك أصلا)

مشعل أغلق الهاتف
وتوجه إلى حيث جلست على الأريكة
جلس جوارها وهو يحتضن يدها
لطيفة انتزعت يدها بقسوة
ومشعل يتنهد ويقول بعمق موجع صادق:
اللهم لك الحمد والشكر
ألف شكر وحمد
ما تتخيلين أشلون كنت حاسس
كنت بأموت من مجرد تخيلي الحياة من دونش
حسيت إن حياتي كلها مالها معنى
لطيفة أنت نور حياتي
أنا من غيرش ولا شيء.. والله العظيم لا شيء
لا تقسين علي حبيبتي
كفاية اللي راح علينا
والله العظيم أحبش أنتي وبس
وحتى فكرة الزواج كانت فكرة غبية أنا ألغيتها من زمان من تفكيري
حد ممكن يبعد عن روحه وأنفاسه
أنتي روحي وأنفاسي

لطيفة وقفت وابتعدت عنه وهي تقول ببرود:
والله وصرت تعرف تمثل وتصفصف حكي
وفر على نفسك حكي أنت ماتقصده
ولا راح يأثر فيني
لأن قلبي أنت نحرته
والميت خلاص مات مافيه شيء يرجعه للحياة


لطيفة أنهت جملتها
وتركت مشعل جالسا مصدوما مشبعا بالألم غارقا في وجع سرمدي
وهي خرجت لتفرغ انفعالاتها بعيدا عنه
ولتتصل بمريم وتطمنها




فارس عاد لبيته أولا وسلم على والدته
وهاهو يتوجه لبيت جدته بعد أن صلى العشاء

دخل بعد الاستئذان
وجد موضي ومشاعل في الصالة السفلية
وجدته مازالت لم تخرج من غرفتها

مشاعل سلمت عليه وركضت لغرفتها خجلا
فزواجها بعد أقل من أسبوعين وبدأت تخجل من مقابلة أكثر الناس
حتى والدها بدأت تتحاشى رؤيته من شدة خجلها

فارس يبتسم وهو يراها تتمتم بأعذار واهية وعيناها في الأرض
ثم تركض للأعلى
يغمز لموضي: مستحية الأخت؟؟

موضي تضحك: أكيييييييد.. هذي علامة الجودة حقت ميشو

فارس باهتمام: أنتي ما تحسين إنها خجولة بزيادة؟؟

موضي بقلق: بصراحة زيادة عن الزيادة
ثم أكملت بخبث: بس لا تخاف ترى العنود مهيب مثلها

فارس ينهرها: موضي عيب عليش ياقليلة الحيا

موضي (بعيارة) : عشتو.. علي يا فويرس..

فارس تنهد: تدرين مالي خلق أعصب عليش.. أنا في مشاعل
واجد شاغلتني.. أشلون بتتعامل مع ناصر إذا أنا إخيها تستحي مني كذا

موضي بقلق: والله يافارس أنا ولطيفة ومعنا مريم نحاول فيها، بس حالتها مستعصية
ياليت يافارس تقول لناصر يصبر عليها.. ومايزعل من سحاها الزايد

فارس بثقة: أنا بأقول له.. بس هو أشلون بيستحمل.. ناصر واحد مزوحي
ومايحب الصكة والنكد.. وأختش على وضعها هذا أم النكد وأبوه

وهما يتحاوران خرجت جدتهما تتهادى على عصاها
الاثنان قفزا وهما يتلقيانها باحترام
فارس يقبل رأسها ويقول بحب عميق ممزوج بالاحترام: هلا بالغالية

جدته بحنان: هلا والله.. والله إني صادقة

فارس أسند جدته حتى أجلسها
ثم جلس إلى جوارها وهو يحتضن كفها
بعد انهاء السلامات المعتادة، جدته سألت بانفعال غاضب: الخريش وينه؟؟

فارس باستغراب: أي خريش؟؟

جدته بغضب على مشعل: اللي سافر ودميانه تقوطر

فارس ضحك: كان يقول إنه بيجيش على طول عقب أمه

جدته بانفعال: ما أبيه يجيني خله يروح يرتاح..
هو حد يسوي سواته الخبل
لو أنه مات وخلا بزارينه يتمان كان سره ذا الشغل وإلا نفعه..

موضي تهمس في أذن فارس:
جدتي مفولة على مشعل من يوم درت إنه راح وهو تعبان
الله يعينه عليها إذا جاء يسلم




واشنطن دي سي
ذات اليوم بالليل

غدا موعد سفرهم
سيتوقفون في فرنسا ومنها إلى الدوحة
كان من المفترض أن تكون نقطة التوقف المعتادة هي لندن
ولكن مشعل دائما يتلافى التوقف في لندن تلافيا لأي تعقيدات تخصه
وسيكونون في الدوحة مساء بعد الغد إن شاء الله

هيا أنهت ترتيب جميع أغراضها
وكانت تتمنى أن تساعد مشعل في ترتيب أغراضه
أو تقوم هي بترتيبها
لكنه كعادته طيلة الأيام الماضية يتجاهلها تماما
وكأنها غير موجودة
لا يطلب منها أي شيء
ويوجه لها الخطاب بصيغة عامة ودون أن ينظر إليه
كم هو مؤلم إحساسها بتجاهله لها
لا تنكر أنه لم يقلل من احترامها مطلقا
ولكنه يحترمها احترام رسمي موجع
عاجزة عن التفسير والالم

هي الآن متوترة جدا من مقابلة أهلها
كانت تتمنى أن يخفف مشعل عنها
كما كان يفعل قبل غضبه الأخير منها
كان كلما شعر أنها متوترة من قرب لقاءها بأهلها
كان يحكي لها عشرات الحكايات عن كل واحد منهم
ليسحب كل مشاعرها السلبية بطريقة سحرية
ولكنه الآن صامت دائما
ويتركها للهواجس والتوتر والقلق

تطل عليه وهو في غرفته يرتب حقيبته غير منتبه لها
أو ربما غير مهتم!!

(اشتقت لك مشعل..اشتقت لك
ألا تريد أن تسامحني
ألا تكفيك الأيام الماضية
احتاجك مشعل أحتاجك
لا تتركني هكذا معلقة بين الألم والهواجس
أنا لا أعرف هناك أحدا سواك
لك وحدك انتمي
أشعر بعيدا عن دفء مشاعرك كأني غريبة تفتقد دفء وطنها
أنت وطني
فكيف يعيش الإنسان دون وطن؟!!)

تهمس وهي واقفة عند الباب: مشعل تبي مساعدة؟؟

مشعل بهدوء دون أن ينظر إليها: لا شكرا..

(هل تستمتع بإيلامي وإشعاري بالذنب حبيبي؟!)

(هل تستمتعين بتعذيبي بقربك بينما أنتِ أبعد مايكون حبيبتي؟!!)

(أنا آسفة جدا.. ألا تستطيع تفهم خجلي؟!!
ألا تسامحني وتحتضني لتشعرني بالأمان في أحضانك؟!)

(لا تشعري بالشفقة علي
فأنا من آل مشعل
مخلوقٌ غير قابل للتحلل أو الاهتزاز
وأبعد ما أريده منك هو شعور بالشفقة أو حتى الامتنان)

حوار صامت يدور بينهما
هي تنظر له
وهو ينظر لكل شيء عداها


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 10:53 AM   #47 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


طائرة مشعل في الجو أقلعت من مطارل شارل ديغول في باريس
وتبقى ساعات قليلة على وصولها للدوحة


اليومين الماضيين مرا قاسيين جدا على البعض
وأكثر هذا البعض كان مشعل بن محمد
آلمه خانق لروحه
قاسٍ على مشاعره المتدفقة الملتهبة
وموجع لكبرياءه الثمين

فلطيفة أصبحت تتجاهله تماما
سابقا كان يعرف حتى وإن كانت تتجاهله إلا أن تحت جلدها لهيبا
وفي عيناها ألق مختلف كلما رأته
ولكن هذا اللهيب انطفى
والألق اختفى
أصبح يشعر أنها ليست أكثر من قالب ثلج

تبادلا الأدوار بجدارة
المتجمد والملتهبة
أصبحا الملتهب والمتجمدة

(أ هكذا كانت تشعر وهي معي
أنا لم أحتمل هذين اليومين
فكيف تحملتني هي ل13 عاما
كيف؟؟
كيف؟؟
أي مخلوق جبار أنتِ؟؟)

هاهو ينظر لها وهي تنام جواره وتعطيه ظهرها
يعلم أنها لم تنم ولكنها تتجاهله كعادتها مؤخرا

يعلم أن الذنب كله ذنبه
وهو من لابد أن يبادر للاصلاح
ولكن هل مازال هناك فرصة للاصلاح؟؟

اقترب منها
ألصق جسده بظهرها
وهو يهمس في أذنها بعمق حنون: لطيفة حبيبتي

لم ترد مطلقا عليه
ولم تتحرك مطلقا

انحنى أكثر على أذنها ويده تسكن على عضدها بحنان
ليهمس بخفوت مُعذِب:
حبيبتي ردي علي
لمتى بتعذبيني يعني؟؟
والله العظيم أحبش
أنتي وبس

كان الرد عليه صمت مطبق بلا حراك

شعر أن هذا كثير عليه.. كثير جدا
لا يستطيع أن يتقدم أكثر من هذا ولا أن يقول أكثر من هذا
فتلك الكرامة اللعينة لا تسمح له بأكثر من هذا في الوقت الحالي

تراجع لمكانه
وهو يعطيها ظهره
وأفكاره المنثالة تقتحمها هواجسه
ومشاعره المصلوبة على مشانق الرغبة والألم والاحتياج

(وش هالحياة اللي عايشينها؟؟
باقي نجيب ثلاجة ونعيش فيها!!
لكن مهوب أنا اللي أخسر!!
مهوب أنا!!)




*********************



مدينة مانشستر شمال غرب لندن
قصر اللورد وليام تشارلستون جد باكينام

كان قصر جد باكينام الانجليزي عبارة عن قلعة عريقة في ضواحي مانشستر
يرجع تاريخها للقرن السابع عشر الميلادي
أجري عليها العديد من التجديدات ولكنها مازالت تحتفظ بطرازها المعماري القديم
ولا يسكن فيها حاليا سوى جدتها فيكتوريا
التي أصرت أن تبقى مع ذكرياتها التي تحمل رائحة وليام..

وتكون الصدفة المريرة والمفارقة المرعبة
أن تعيش فيكتوريا الإيرلندية في مانشستر بالذات
المدينة الانجليزية التي تعرضت لأشهر وأعنف هجمات الجيش الإيرلندي الجمهوري
(مسمى الثوار الايرلنديين الذين كان منهم والد فيكتوريا)
ومن هذه الهجمات مذبحة شهداء مانشستر الشهيرة في القرن التاسع عشر
ومن آخرها الهجوم الشهير جدا سنة 1996
الانفجار الذي هز وسط مانشستر وخلف مئات القتلى

وهاهي فيكتوريا تقيم في مانشستر التي تلعن الايرلنديين صبح مساء


كانت باكينام ترتدي حجابا ثقيلا من الصوف
وجاكيتا واسعا طويلا من الكشمير الثقيل
فالجو كان يثلج بغزارة في الخارج

فيكتوريا ترتدي طقما ثقيلا من التويد الرمادي يمثل الطراز الانجليزي الارستقراطي في اللبس
حتى وإن كانت تكره الانجليز ولكنها أصبحت تمثلهم في تصرفاتها ولبسها
شعرها أصبح أبيض تماما وهي ترفعه في شنيون كلاسيكي هادئ
يناسب هدوء ملامحها الدقيقة المشبعة بالتجاعيد

اقتربت من باكينام التي تجلس على أريكة بالقرب من المدفأة
و جلست جوارها وهي تفك حجاب باكينام بحنان
باكينام أمسكت حجابها وهي تقول بهدوء:
أخشى أن يدخل أحد خدمك وأنا بدون حجاب

فيكتوريا بحنان: لقد نبهت عليهم ألا يدخل علينا أحدا منهم
أريد أن أرى شعرك

باكينام فكت حجابها بنفسها ثم وضعت رأسها على فخذ جدتها
جدتها تمسح على شعرها و تهمس لها بحنان:
لِـمَ لم تغادري مع والديكِ؟؟

باكينام رفعت عيناها الغائمتان لها وابتسمت ابتسامة باهتة:
ألا تريدينني؟؟

فيكتوريا بذكاء: تعرفين أن هذا ليس قصدي
لا تتغابي أو تتذاكي علي
مابكِ؟؟

لطالما كانت علاقة باكينام بجدتيها استثنائية، وارتباطها كبير جدا بهما
ولطالما كان الحوار مفتوحا وذكيا بينها وبين العجوزين الذكيتين

باكينام بذكاء كذكاء جدتها:
لا شيء سوى أن واشنطن كانت قاسية علي
وكادت أن تكسرني أو ربما فعلت

انتفضت فكتوريا: لن تكوني حفيدتي إن تركتي أي شيء يكسرك

باكينام تناولت يد جدتها من فوق رأسها واحتضنتها بالقرب من صدرها:
متعبة كثيرا ماما.. متعبة..

جدتها همست بحنان وذكاء وهي تحتضن يدي باكينام:
أتمنى ألا يكون انجليزيا باردا متوحشا

باكينام جلست وهي تهتف باستغراب: من هو؟؟

فيكتوريا برقة: سبب تعبكِ

ابتسمت باكينام: ولِـمَ تفترضين إن هناك رجلا ما؟؟؟

فيكتوريا بحكمة: لا تستخفي بي ياطفلتي
قد أكون عجوزا ولكني أعرف الحب جيدا
أنا عرفته ثم عرفته في أمك
ويبدو أننا أجيال حُكم عليها بالغرام
أتمنى فقط ألا يكون انجليزيا..
الانجليز كان فيهم رجل رائع واحد كان من نصيبي
أما البقية فهم حثالة شعوب الأرض وأكثرهم وحشية

باكينام ضحكت لأول مرة منذ إصابتها بالانهيار في واشنطن:
عديني ألا تخبري أحدا

فيكتوريا تقرص أذنها: أ لي يُقال هذا الكلام؟؟ هيا أخبريني

باكينام تبتسم: مصري

تضحك الجدة : أنا أحببت المصريين بعد والدك..
والدك رجل رائع ويحب أمك كثيرا
وأخيرا قرر الجيل الثالث العودة لقواعده وعروقه سالما

باكينام بألم: لم يعد ماما لم يعد.. فحكايتي معه انتهت قبل أن تبدأ
وأرجوكِ لا تسأليني عن التفاصيل
فالتذكر مؤلم.. مؤلم كثيرا

جدتها تحتضنها: لا بأس صغيرتي لا بأس.. الحياة تجارب
وربما كان هذا الشاب مجرد محطة قبل الوصول لمحطتك الرئيسية

باكينام تحاول كبت دموعها حتى لا تثير قلق جدتها عليها:
هو كل المحطات ماما كل المحطات

وقبل أن ترد عليها جدتها هتفت باكينام لتغيير الموضوع:
سنذهب لمصر بعد أيام ما رأيكِ أن ترافقينا؟؟

فيكتوريا باستغراب: وماذا أفعل في مصر؟؟

باكينام بحماس: وماذا تفعلين هنا في هذا الثلج والصقيع
الجو الآن في مصر رائع
وأنتي لم تزوري مصر منذ زمن بعيد

فيكتوريا بحنين: زرتها مع وليام قبل وفاته بسنوات

ضحكت باكينام: وبالتأكيد أقمتم في المينا هاوس قرب الاهرامات

جدتها باستغراب: هل أخبرتكِ سابقا؟؟

باكينام تبتسم: لا.. ولكن كل اللوردات الانجليز لابد أن ينزلوا هناك
ويصوروا أيضا وتوضع صورهم في بهو الفندق أو دفتر الزوار.

فيكتوريا تتذكر: مكان رائع بالفعل..

مينا هاوس كان قصرا من قصور الخديوي اسماعيل يطل على الاهرامات مباشرة
أُعد ليكون استراحة له ولأسرته ولضيوفه زائري الأهرامات
وأشهر الزوار كانت أوجيني ملكة فرنسا التي يقال أن الخديوي كان معجبا بها جدا.
اشتراه في أواخر القرن التاسع سير انجليزي يدعى (فريدريك هيد) لأنه أعجب زوجته
ثم اشترته عائلة (لوكيه كينغ) الانجليزية العريقة المعروفة بولعها بالآثار
وكانت هذه العائلة هي من حولته لفندق شديد الفخامة
وفي سبعينيات القرن الماضي اشترته سلسلة فنادق أوبروي العالمية
والفندق تحفة معمارية مذهلة ولكنه معروف للأجانب أكثر من العرب
والزائر له سيرى في انحائه صور عدد كبير من المشاهير الذين أقاموا فيه.


باكينام بحماس وهي تحاول أن تتناسى حزنها: جربي الحياة المصرية الحقيقية
بعيدا عن الفنادق.. سأكون لك دليلا سياحيا بالمجان
بيتنا هناك رائع جدا ويطل على النيل مباشرة
كما أن لنا بيتا آخر في قرية والدي وسط مزارع شاسعة
صدقيني ستستمعين معنا

فيكتوريا بتفكير: لا بأس سأفكر.. ولكن لن أذهب معكم
سألحق بكم بعد أسبوع
فلابد أن أرتب أوضاع القصر والخدم قبل ذهابي..


*************************


منزل عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العصر

أم مشعل لها عدة أيام وهي تستعد لاستقبال ابنها مشعل وزوجته
عبدالله منذ علم بزواج مشعل بدأ باستخراج ترخيص بناء قسم خاص له
في طرف أرض البيت الشاسعة.. حتى يعود مشعل ويستقر ويني بيته الخاص على أرضه الخاصة
وبدأ البناء فعلا ولكنه سيستغرق أشهرا

لذا مبدئيا أعاد صبغ وديكور وترتيب غرفة مشعل القديمة
ليقيما فيها فترة إقامتهما القصيرة في الدوحة التي لن تتجاوز شهرا
الترتيب قام بأكثره لطيفة وموضي
فغرفة شاب عازب تختلف بالتأكيد عن غرفة متزوجين
اشتروا الغرفة واختاروا الصبغ والستائر
حتى الحمام غيروه.. وهم يريدان إشعار الزوجان الجديدان أنهما عريسان فعلا

وهاهما الاثنتان في الغرفة

موضي ترمي بنفسها على السرير وهي تهتف بتعب:
يووووه تعبت.. انقطع قلبي من الترتيب

لطيفة بغضب: قومي من السرير لا تكرمشين المفرش

موضي مازالت تتمدد: يعني أنا اللي بأكرمشه
وأخيش الزرافة لا

لطيفة تقرصها: قومي رتبي العطور على التسريحة.. خلي لش فايدة

موضي تدعك مكان القرصة: مشكلة إذا صار فيه حد أكبر منك
تنقرص وتنضرب وأنت متلايط غصبا عنك

لطيفة بتعب: ياكثر هذرتش بس..
اتصلتي على الكل وعزمتيهم على الحفلة بكرة؟؟؟

موضي تبتسم: صار.. ماخليت حد..
بس حرام عليكم البنية توها جاية ماتعرفكم
تسوون حفلة كبيرة وتجمعون أمة لا إلة إلا الله على رأسها

لطيفة ترتب بعض الأغراض في الدواليب وتقول بجدية:
أشلون يعني تبين بنت عمش وعروس أخيش تجي ماحد درى فيها
وخصوصا إنه عرس مشاعل والعنود بعد 10 أيام
يعني لازم نحتفل فيها قبلهم..
إيه اتصلي في العنود وشوفي إذا هي أكدت حجز الكوافيرة لهيا بكرة.

موضي بتأفف مازح: يمه منش.. أنتي ما تهجدين ماشاء الله
تشتغلين على كم جبهة أنتي؟؟!!



**********************



الدوحة
العصر

ناصر وفارس يجلسان في مقهى لونوتر في فيلاجيو

فارس بتأفف: ممكن أعرف ليش داق علي وجايبني

ناصر يرتشف قهوته ويبتسم: زهقان.. وبعدين مرتك اللي جايبتني هنا
لازم تعاني معي.. مايصير أعاني بروحي

قلب فارس انتفض بعنف وهو يعرف أنها معه في نفس المكان
حتى ولو كان مكانا شاسعا فيه المئات غيرهم

ثم هتف بغضب: أنت مخليها في المجمع بروحها؟؟

ناصر ينظر له بنصف نظرة كسولة: غيران الأخ؟؟

فارس بغضب: أنت من جدك وإلا تمزح..
قوم روح لأختك لا بارك الله فيك من رجّال..

ناصر يبتسم وهو ينظر لأظافره بطريقة مصطنعة ليغيظ فارس:
والله مرتك.. غيران عليها روح دورها بروحك

فارس قفز بغضب: مادريت إنك رخمة.. اتصل فيها خلها تطلع الحين

ناصر يمسك يده ويشده وهو يضحك:
اقعد لا ينقطع عرقك بس
أمي معها.. مهيب بنت محمد بن مشعل اللي تهيت طال عمرك

فارس شعر بالحرج وأن ناصر حشره في الزاوية

وناصر يكمل وهو يضحك:
والله مهيب هينة العنود النتفة..جابت رأس الشيخ فارس

فارس ببرود يحاول به تغطية حرجه:
والله الرجّال اللي مايغار على محارمه مهوب رجّال

ناصر مازال يضحك: كثر من ذا الهياط طال عمرك

فارس يقرر أن يرد له الصفعة وهو يقول له بخبث:
دواك اللي بتسويه فيك مشاعل

هذه المرة كان ناصر هو من شعر بالرعشة وهو يهتف بمرح:
آه فديت الطاري
الله يخلص ذا الأيام العشرة على خير
قل لي وش هي ناوية تسوي فيني.. أنا كلي حلالها

فارس بهدوء: أنت ماتعرف شيء اسمه سحا.. عيب عليك

ناصر يضحك: وش عيبه؟؟ مرتي ذي.. خلينا العقد لك

فارس بجدية: ناصر ترا مشاعل خجولة بزيادة

ناصر يبتسم: حلالها خلها تخجل وتتدلع

فارس بنفس الجدية: يعني مستعد تصبر عليها؟؟

ناصر بجدية هذه المرة: يعني أنت ما تعرفني فارس
مشاعل قبل ماتصير مرتي بنت عمي.. لها القدر والحشيمة.. لا تحاتيها

الحوار مستمر بين ناصر وفارس
ولم ينتبها للعيون التي كانت تلتهمهما

بعد دقيقة اقتربتا صاحبتا العيون..
وقبل اقترابهما وصلت رائحة عطريهما القوية
اقتربتا حتى وقفتا عند طاولة ناصر وفارس
وهمست إحداهما: ناصر بن مشعل

ناصر رفع عينيه وهو يرد بعفوية: نعم

ولكنه سرعان ما أشاح بنظره وهو يصدم بمنظرهما
كأنهما ذاهبتان إلى حفل زواج
الوجوه المكشوفة المصبوغة والعباءات الضيقة والشعر البادي

أكملت بميوعة: ممكن توقع لي الشيخ
أنا والله العظيم أجمع كل صورك في كل سباق.. ياي تينن

ثم هتفت الثانية بميوعة أكثر: وخل المزيون اللي معاك يوقع لي أنا

فارس لم يرفع عينيه أصلا وهو على وشك الانفجار

ناصر بثقة وقوة: توكلوا.. الله يستر عليكم

مازالت مصرة: بس توقيع.. اشفيك ناشف جذيه مع معجبينك

فارس بقسوة: أقول توكلي توكلي

همست بغضب بارد: ياي يخرع

ثم انسحبتا ولكن الأخرى قبل أن تنسحب مالت على فارس
لتهمس له من قريب: شلعت قلبي.. وش هالرجولة والجمال اليوسفي..

وناصر انفجر ضاحكا وهو يرى احمرار وجه فارس من الغضب
فارس بغضب: أنت أشلون تستحمل ذا الاشكال
تدري.. أخر مرة أقعد معك وإلا مع راكان في مكان عام
تجيبون للواحد شبهة بذا الاشكال اللي تحذف عليكم..
هذولا وين أهلهم عنهم؟؟؟


الجزء الأخير من الموقف حدث أمام عينين دامعتين كانتا تشاهدان من بعيد



**********************



بعد ذلك بساعتين
طائرة مشعل وهيا تقترب

مشعل يهمس لهيا ببرود: أنا ما أدري وش كنتي تلبسين في الدوحة قبل
لكن الحين اسمش مرتي وأنا لولا خوفي إنه حد يضايقش في أمريكا
أو كان قلت لش تغطين وجهش هناك
لكن في الدوحة أعتقد أنه مافيه داعي انبهش

هيا لم ترد عليه لأنها كانت تغلي من الغضب عليه
(هذا وش مفكرني؟؟)

وبعد أن تمالكت نفسها ردت عليه ببرود مشابه لبروده:
والله يا ولد عمي أعرف السنع قدام تأخذني
ولمعلوماتك أنا كنت أغطي وجهي حتى في لندن عدا الجامعة بس
بس في أمريكا حذروني أغطي وجهي
ومنت باللي تجي الحين تعلمني أشلون أتستر

مشعل بتأفف عميق: أنتي كل شيء عندش معركة لازم تربحين فيها

كان هذا أول حوار حقيقي بينهما منذ أيام
وإذا به يتحول إلى مأساة وحرب باردة مستعرة

هيا أخرجت نقابها وارتدته
وهي تحاول نسيان غضبها من مشعل
فما فيها يكفيها
ألم
توتر
توجس
رعب
حزن
وقلبها ترتفع دقاته
ووجيب هذه الدقات يكاد يمزق أضلاعها
خرجت من الدوحة مع أمها
وعادت لها مع مشعل
وشتان بين الذهاب والعودة

تشعر برعب كاسح من الحياة التي تنتظرها
كيف سيكون استقبال أهلها لها
هل سيحبونها؟؟
هل ستحبهم؟؟
كيف هي أشكالهم؟؟
هل فيهم شبه من والدها مثل مشعل؟؟
كيف سيتعامل معها مشعل هناك أمام أهله؟؟

عشرات التساؤلات التهمت تفكير هيا بمرارة
وقائد الطائرة يعلن عن قرب نزول الطائرة في مطار الدوحة الدولي




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 10:54 AM   #48 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


بيت محمد بن مشعل
غرفة العنود


حينما طلبت لطيفة من موضي أن تتصل بالعنود لتتأكد من حجز خبيرة التجميل
ارتعبت موضي وهي تشم في صوت العنود رائحة بكاء تحاول إخفاءه
لذا قررت أن تتوجه لبيت عمها
رغم انشغالها وأن عندهم عشاء رجال ضخم بمناسبة عودة مشعل ووالاحتفال بزواجه في آن

وهاهي الآن في غرفة العنود التي ما أن رأتها حتى انخرطت في البكاء
وكأنها تحتاج إلى من ينبش قشرتها الرقيقة المتهاوية

موضي بلطف: حبيبتي العنود.. ممكن تقولين لي ليش تبكين؟؟

العنود تشهق: فارس.. فارس..

موضي برعب: وش فيه فارس؟؟

العنود تشهق أكثر: يغازل

ثم ألقت بنفسها على السرير وهي تبكي بشكل أحد..

موضي لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك وهي تربت على ظهر العنود:
قومي قومي يالخبلة
تدرين؟؟.. قولي لي.. إبي عبدالله بن مشعل يغازل أقول لش يمكن
بس فارس مستحيل.. لا تصيرين هبلة

العنود مازالت تبكي: أنا شايفته بعيني يكلمها وباقي تقعد في حضنه..

وحكت العنود الحكاية كاملة كما شاهدتها

موضي تشد العنود وتجلسها وتقول لها بحنان: أكيد أنتي غلطانة
فارس مستحيل يسويها..
ثم غمزت موضي وهي تقول بمرح: وبعدين ليش تصيرين صكة كذا؟؟
خليه يودع العزوبية..

العنود تشهق: حرام عليش موضي.. أحر ماعندي أبرد ماعندش

موضي بعذوبة: عشان ترتاحين الحين بأدق على فارس وأنتي تسمعين

العنود برعب: لا لا لا

لكن موضي لم تستجب لرفضها وهي ترن على فارس

وقتها فارس كان في سيارة مشعل متوجها للمطار لاستقبال مشعل
حتى يعود مشعل مع زوجته في سيارته
ويعود فارس مع ناصر..

فارس التقط هاتفه وهو يبتسم: هلا والله بالشيخة موضي
لا تخافين رايح أودي سيارة أخيش
خلاص راحت علينا جا حبيب القلب

العنود قلبها يرتعش بعنف
ويكاد عرقها يتصبب حرا في برودة ديسمبر
وهي تسمع صوته الخشن العميق عبر (السبيكر) المفتوح

موضي تبتسم: خلك من البربرة.. يقولون صادينك تغازل

فارس بغضب: اقطعي واخسي.. ماعاد إلا فارس بن سعود يخربط

موضي تنظر للعنود وتبتسم وتكمل حوارها مع فارس:
اليوم في لونوتر شايفين البنت باقي تقعد في حضنك

فارس بغضب: تدرين موضي.. مهوب شغلش..
ومهوب أنتي اللي تجين تحاسبيني
وأنتي حسابش معي ياقليلة الحيا

موضي توترت وشعرت أنها ربما تكون أخطأت بالاتصال والعنود تسمع
لذا حاولت أن تسحب التوتر: ولا حتى المدام لها حق تحاسبك وهي شايفتك بنفسها؟؟

فارس بغضب كاسح: العنود اللي قالت لش..

العنود توقف قلبها وهي تسمع كيف تغير صوته من الغضب
وكم بدا لها مرعبا ومخيفا تردد نبرة صوته الغاضبة في الجو
وكأن الهوا سكن حولها خوفا
والجو يصبح خانقا وثقيلا

وموضي شعرت أنها تورطت لذا أجابت بصراحة:
أنا عندها.. وتراها تسمعك.. خل عندك شوي ذوق

فارس بغضب ناري: يعني هي تسمعني..زين العنود اسمعيني
حسابش عندي.. عشان ثاني مرة تدخلين حد بيننا
يعني مافيش صبر كم يوم وتسأليني بنفسش
أو من أولها ماعندش ثقة فيني.. أصلا رصيدش عندي كبير
ما يضر ذا الموضوع زيادة

العنود غضبت من تهديده الوقح لها فصرخت بصوت عالٍ حتى يسمع:
وأنا ماني بعبدة عندك تهددني وأنا عادني في بيت إبي..
على شنو شايف حالك؟؟

موضي أغلقت السبيكر بسرعة وهي تهتف لفارس:
فارس الله يهداك مافيه شيء يستاهل

فارس بغضب: دواش أنتي وياها عندي..
ثم أغلق الهاتف..

وموضي ترجع للعنود الباكية وتحاول تهدئتها وإقناعها
أن فارس يغضب بسرعة ويرضى بسرعة
بينما العنود كانت تشعر أنها مجروحة بعمق منه ومن قسوته
وقبلها من المشهد المهين الذي رأته
مشاعرها الرقيقة كانت مستباحة ومستهاضة حزنا وألما
وغيرة مرة جارحة





مطار الدوحة الدولي

مشعل وهيا يصلان
هيا متوترة جدا
قلقة
مرتاعة
مشاعرها تنزف توترا وخوفا غير مفهوم

راكان كان قد أخذ أذن لدخول المستقبلين لصالة الاستقبال الرئيسية
صالة الحقائب
ولكنه لم يحضر.. بقي في المجلس لاستقبال الرجال مع والده وعمه
ولأن استقباله لصديق عمره لابد أن يكون استقبالا خاصا

ومن جاء للاستقبال فارس وناصر
ومشعل ليحضر لطيفة.. لأنه لابد أن يكون هناك أحد لاستقبال هيا

وهاهما يصلان
وهيا توترها يتصاعد
وهي تود لو تخفي وجهها في ظهر مشعل توجسا وقلقا

ثلاثة أجساد ضخمة تتوسط البهو
عرفت هيا فورا أن اثنين منهما مشعليان أصيلان
الثالث لا يشابههما إلا في الطول والعرض فقط
تأخرت عن مشعل قليلا وهي تراه يتوجه ناحيتهم وابتسامته تتسع وتشع
شعرت أنها غريبة تماما وهي تتأخر أكثر وتتقزم
وهي ترى استقبالهم الحار له
شعرت بدموعها تقفز إلى محاجرها
وذكرى والدها ووالدتها تقتحمها بعنف
شعرت أنها وحيدة وهي ترى مشعل بعيدا عنها
في أحضان أهله
لم ترَ من قبل أسرايره بهذا الانفتاح
وابتسامته بهذا الصفاء
وكأنه يحلق ويتحرر من سجنها له أخيرا

وهي في أفكارها المرة
شعرت بيد رقيقة تسحبها لتحتضنها
وصاحبة اليدين تهمس بصوت عذب حنون:
الحمدلله على سلامتش.. نورتي الدوحة وبيت هلش
أنا لطيفة بنت عمش وأخت مشعل الكبيرة

غصبا عنها وجدت هيا نفسها تنخرط في بكاء مكتوم
وهي تحتضن لطيفة
شعرت بانفعال عميق وهي ترى أن هناك من تذكرها
وغمرها بمشاعره
في الوقت الذي كانت مشاعرها مستثارة ومتحفزة وعلى شفا الانهيار

وقتها كان مشعل يلتفت لها
شعر بألم عميق لأنه علم أنها تبكي
(أما لهذا البكاء والوجع من نهاية؟!)

الشباب ناصر وفارس أخذا أرقام الحقائب من مشعل
ليحضراها هما
وأعطى فارس مشعلا مفتاح سيارته

خرج مشعل مع مشعل
ولطيفة وهيا

حتى وصلا المواقف للسيارتين المتجاورتين

حينها لطيفة ألقت بنفسها في حضن شقيقها
مشعل احتضنها بقوة وحنان
وهو يقبل رأسها: اشتقت لش لطوف والله العظيم

لطيفة بحنان: وأنا أكثر ياقلب أختك

حوار عذب وعميق وشفاف مليء بالاهتمام كان يدور بينهما

الحوار والأحضان أثارت غيرة شخصين محرومين منها إلى حد الوجع
مشعل بن محمد وهيا
فكلاهما محتاج لحضن نصفه الآخر ويفتقده بوجع
وهو يرى كيف أن نصفه الأخر متدفق مع غيره ومليء بالحب والحنان
الذي هو في أمس الحاجة إليه..

مشعل لشقيقته بحنان: لطيفة تعالي معنا..

لطيفة بذوق: لا حبيبي.. أنت روح أنت ومرتك..
وأنا بأروح مع خويي اللي جيت معه
أنا ما أبور في أبو محمد..

مشعل بهدوء: الله يخلي لش أبو محمد.. ما يستاهل من يبور فيه..

جمل عفوية لكنها في القلوب المثقلة تؤول بعشرات المعاني

مشعل الكبير بهدوء: يالله يأم محمد..

هيا شعرت أن إحساس الغربة يعاودها بعنف..
وهي تركب إلى جوار مشعل
تحاول أن تفتح حوارا ما: سيارة من هذي؟؟

مشعل بهدوء: سيارتي..

هيا بذات الهدوء: حلوة ماشاء الله.. متى اشتريتها؟؟

مشعل بسكون: من كم شهر.. في الصيف هذا اللي فات..

حوار غبي باهت.. ولكنه حوار قد يؤدي لشيء ما
وهاهو يؤدي وهيا تتجاوز حبسها لمشاعرها وتقول بخفوت متوتر:
مشعل أنا خايفة..

مشعل شعر أن قلبه يقفز وهي يسمعها تعبر عن خوفها
كان بوده أن يحتضنها.. يطمئنها.. يبعد عنها وساوس الخوف والقلق
رد عليها بطمأنة: لا تخافين من شيء (كان سيقول وأنتي معي، لكنه أكمل):
صدقيني بتنبسطين وترتاحين... هلي ناس طيبين
وكفاية إنش بتشوفين سميتش.. هي بروحها تكفي عن كل الناس

توترت هيا أكثر لذكر جدتها التي يمزقها شوقها لرؤيتها
سترى والدة سلطان أخيرا
الحلم الذي مات وهو يحلم به!!
(سأراها يا سلطان.. سأراها
أمك.. عبق رائحتك
حلمك السرمدي
وجع غربتك التي عشتها في وطنك
سأراها
وكم يمزقني شوقي لها
وخوفي من رؤيتها!!)



السيارة الآخرى
مشعل ولطيفة

مضت لحظات صمت قبل أن يقطعها مشعل بهدوء وعيناه مثبتتان على الطريق:
وصدق ما تبورين في أبو محمد؟؟؟
واللي تسوينه فيه شتسمينه؟؟

لطيفة بذات هدوءه ويداها مثبتتان في حضنها:
أبو محمد أول من بار..والرد من جنس العطا

مشعل بعمق: لطيفة احنا عشرة عمر
وأظني إنش تعرفين أني ما أقول شيء ما أعنيه
أنا أعتذرت لش.. لمتى وأنتي تصديني كذا؟

لطيفة بألم حاولت تغليفه بالبرود لكنها فشلت:
13 سنة وأنت تعاملني كني طوفة
لحد ما خلاص كانت القشة اللي قصمت ظهر البعير
مشاعر شفقة وكسر خاطر
وعقبه لقيت نفسك تورطت
أنت قلتها وخلاص.. ومايصير تراجع ولازم تثبت أنه هذا قرارك من البداية
أو يمكن عجبتك اللعبة وقلت خلني أكملها
مشاعري مهيب لعبة لك يا مشعل
تبيني أصدق أني قدامك 13 سنة وما مليت عينك
وفجأة صرت تموت علي
لا ومشاعرك ماطلعت الا في نفس الوقت اللي كنت تظن إني مريضة






منزل عبدالله بن مشعل

الصالة السفلية

مشاعل تمسك بيد جدتها وتحاول أن تجلسها وهي تقول لها بحنان:
يمه فديتش اقعدي
هذا هم على وصول
يمه مايصير توقفين على أرجيلش ذا الوقت كله

الجدة بخليط من التوتر والشوق والحنين:
مافيني صبر يأمش.. مافيني صبر
ليتني رحت مع لطيفة

مشاعل مازالت تقف جوارها كما تفعل منذ أكثر من ساعة
فهي لا يهون عليها أن تجلس أو ترتاح وهي ترى قلق جدتها وتوترها
مشاعل بالذات شديدة الاهتمام بجدتها وهي المسؤولة عن كل شيء يخصها
طعامها وملابسها وأدويتها

ترد عليها بحنان: وين تروحين مع لطيفة
تعب عليش فديتش

ثم أكملت بحماس وهي تسمع صوت سيارة تتوقف في الخارج:
شكلهم جاو يمه..

واقتربت من الشباك لترفع طرف الستارة
وترى بالفعل سيارة شقيقها مشعل تتوقف







بيت عبدالله بن مشعل

مشاعل وجدتها تقفان في منتصف صالة البيت الرئيسية

مشعل يدخل
وخلفه خيال متشح بالسواد

الجدة قلبها يصطرع شوقا مضنيا لهذا الخيال
بالتأكيد هي مشتاقة لمشعل

ولكن مشعل رأته منذ أشهر قليلة
لكن هذا الشبح الأسود هو وجع 27 سنة مضت
27 سنة مرت وهي تطوي أحشائها على ألم يمزقها
ألم حزَّ عميقا في أعمق أعماقها
حتى بات غائرا كالوشم
وجع شوقها لابن حُرمت منه
ثم انتزعت منه الحياة في عز شبابه
وماترك خلفه غير هذه الصبية
هي كل مابقي منه
كل مابقي من رائحته
هي ما تبقى من أمل عاشت سنين شيخوختها ترتجيه
أمل دعت ربها طويلا أن يسكن روحها برؤيته
قبل أن يأخذ أمانته إليه


مشعل اقترب أولا
احتضن جدته وقبل رأسها وهو يسلم عليها
ولكنها كانت عاجزة عن الرد
لأول مرة في حياته جدته لا ترحب به عشرات المرات
كان يعلم السبب ولا يلومها
لذا تأخر قليلا ليرجع إلى هيا
هيا التي كان يلفها إعصار مشاعر كاسح
كانت ترتعش بعنف وهي على وشك الانهيار

مشعل أمسك بيد هيا بحنان وهو يشدها
ويقول لها بلطف: تعالي سلمي على سميتش

هيا أزالت نقابها بأصابع مرتعشة
كانت تريد أن ترى جدتها وجهها
رغم أن جدتها كانت تحتفظ ببرقعها على وجهها

اقتربت هيا بخطوات مترددة
وعيناها مثبتتان على عيني جدتها الممتلئتان بدموع تعلقت بأهدابها

شعرت هيا أن روح والدها تحوم حولها
لم تشعر بقوة حضوره يوما كما تشعر اليوم
(هل عدت معي ياوالدي؟؟
هل تراها الآن كما أراها؟؟
هل ترى من حرموك من أحضانها؟!
هل ترى من استنزفك شوقك لأحضانها؟!!
هل ترى وجع أحلامك ويأس سنينك؟!!
هل ترى مابقي من ذكراك في رائحتها؟!!
كم تبدو جدتي عظيمة وشامخة يا أبي
كنخلة باسقة تضرب بجذورها في عمق الأرض؟؟
هل ستتقبلني وتحبني كما كنت أنت تحبني؟!!
هل سأشعر في أحضانها بدفئك وبعضا من عبقك الذي استنزفني شوقي إليه؟!!)


بقيت الاثنتان لبرهة متقابلتان
كل منهما تنظر للأخرى
الجدة لكل تفصيل في وجه هيا
وهيا لعيني جدتها اللتين أحاطت بهما تجاعيد غائرة
تحكي سيرة سلسلة طويلة من الألام

حينها الجدة شدت هيا واحتضنتها بعنف حانٍ
ثم انهارت هيا في أحضان جدتها
وهي تبكي بصوت مسموع
والجدة تسيل دموعها بصمت
وهيا تهتف بجملة واحدة
" مات وهو مايبي شي في الدنيا إلا شوفتش
مات وهو مايبي شيء في الدنيا إلا شوفتش"

الجملة التي أثارت أقصى أوجاع الجدة
ليبدأ صوت نشيج مؤلم يتعالى من روحها المثقلة

حينها صُعق كل من مشعل ومشاعل اللذين كانا أنهيا للتو
سلامهما الحار على بعضهما
فهما مطلقا لم يسمعا بكاء جدتهما قبلا

مشعل اقترب من هيا التي مازالت في أحضان جدتها
وهمس في أذنها بعتب: مافيه داعي تقلبين مواجعها بالكلام
جدتي عمرها مابكت قبل اليوم

هيا رفعت رأسها وابتعدت قليلا وهي تمسك بكف جدتها التي مازالت تنشج
وهي تهمس لها بحنان باكٍ: يمه فديتش.. خلاص لا تخربين علي فرحتي بشوفتش

الجدة بعمق متألم: إذا هو مات وهو يبي يشوفني
أنا أموت في اليوم ألف مرة لأني ماقدرت أشوفه

حينها مشاعل الرقيقة التي كانت تحاول التماسك انهارت في بكاءها الخاص

مشعل بحيرة بين الباكيات الثلاث:
خلاص الله يهداكم أنتو بتسوون مناحة
أذكروا الله
قولوا لا إله إلا الله

ثم توجه لجدته وشدها وأجلسها على الأريكة
وجلس هو إلى جوارها وهيا بجوارها من الناحية الأخرى
حتى تأكد أن الاثنتين سكنتا
حينها توجه لمشاعل التي كانت تجلس على كرسي لوحدها
وتبكي بصمت
جلس على طرف الكرسي واحتضنها بحنان: وأنتي يالدلوعة على طريف

حينها انتبهت هيا إلى حنانه المتدفق مع شقيقته
يبدو كما لو كان سيذوب من أجلها
هاهو يحتضنها مرة تلو الأخرى وهو يحايلها ويمازحها
حتى رأى ابتسامتها.. حينها أشرق وجهه بإبتسامة صافية
(ياترى ممكن يكون معي في يوم كذا؟!!)

حينها مشاعل قفزت وهي تقترب من هيا
وتسلم عليها بحماس وانفعال مغلفان بخجلها وعذوبتها
وهي تعتذر بتهذيب حقيقي.. وتسأل هيا عن أحوالها.. وترحب بها برقة

شعرت هيا أنها تبدو ذكرا فعلا أمام أنثى مثل هذه
كيف تتكلم بخفوت.. وتنتقي عباراتها برقة
ويدل كل مافيها على أنوثة مصفاة
من طريقة تحريكها ليديها.. لتعبيرها بملامحها.. لتحكمها بدرجة صوتها

وهيا مازالت مبهوتة في عذوبة مشاعل ورقة انثيال عباراتها
سمعت صوتا طفوليا رفيعا يأتي من الأعلى:
الزرافة جا ماحد قال لي..

مشعل حين رآها اتسعت ابتسامته
وهو يتلقاها وهي تنزل كالسهم من الأعلى
ليحملها عاليا وهو يحتضنها وضحكاتها تتعالى وهي تقول: وش جبت لي؟؟
ومع جملتها تغمر وجهه بالكثير من القبلات التي تعبر عن اشتياقها الطفولي الشفاف

مشعل يضحك: ماجبت لش شيء.. زعلان عليش..

يقوله وهو ينزلها وهي تحتضن خصره :
أفا.. أبو عبدالله زعلان
نزل رأسك خلني أحبه.. وجيب لي هديتي
لأنه مستحيل تنساها

مشعل مازال يضحك: أبوك يالثقة.. الشناط مع ناصر وفارس
إذا جات
الشنطة الصغيرة كلها لش أنتي ومريوم

ريم تضحك: مالي شغل في مريوم.. كلها حقتي..

وهو في حواره معها
الحوار الذي كان مدار تركيز شخص افتقد بعنف لهذه الأجواء العائلية

دخلت أم مشعل من ناحية المطبخ

وهيا مازالت تراقب

لقاء مشعل بأمه استثنائي تماما
حنان مصفى ولهفة كاسحة وتبجيل غريب

كان مشعل يغمر رأسها ويديها بقبلاته
وهي تتحسسه كأنه تريد أن تتأكد من وجوده أمامها

مشعل يبتسم: والله إني طيب لا نقص مني يد ولا رجل

أم مشعل بحنان مصفى وعيناها تلمعان ببريق الدموع:
أدري أنك طيب

ثم ألتفتت على هيا التي كانت واقفة للسلام عليها:
وخصوصا عقب ما تطمنت إن بنت سلطان معك وتراعيك

شعرت هيا بخجل مؤلم
(أي مراعاة؟ أنا لم أكن أكثر من حمل ثقيل هو من كان يراعيه)

أم مشعل رحبت كثيرا بهيا وهي تسألها عن أحوالها بحنان واهتمام
الأمر الذي أشعرها بالكثير من الخجل والتأثر

حينها دخل اعصار آخر من أعاصير آل مشعل العذبة
قادم من باب الصالة الرئيسي
كانت تصرخ بحماس: خيانة .. خيانة
ميشو يالعلة .. أشلون مشعل وصل وما تبلغيني

حينها مشعل وقف وهو يبتسم ابتسامة شاسعة:
والله المفروض أنتي قاعدة تنتظرين أخيش الكبير
مهوب تلوبين وتبينهم يبلغونش

موضي تقترب وهي تبتسم بسعادة: كنت عند بيت عمي محمد
واحسب إني بارجع قبل توصل.. السموحة فديتك

تستمر اللقاءات الاستثنائية
أمام عيني هيا
كل لقاء له مع أهله رأت أن له خصوصيته واستثنائيته
بدءا من أبناء عمه فلطيفة مرورا بجدته ثم مشاعل فريم ثم والدته والآن موضي

وموضي بالذات كان للقاءه بها عبق خاص
فهناك اختلاف حدث
فموضي طُلقت وهو في الخارج وعادت لبيت أهله
وموضي كانت سعيدة أنه لم يكن موجودا حينها ولم يعلم بما حصل لها
فهي تعلم معزتها عنده.. وأنه لا يرضى عليها حتى أن تخدش

طال احتضانه لها
وهي انفعال عميق يهزها
وإحساسها بوجوده يسكن بعضا من روحها الممزقة التي تخفيها عن الجميع

ثم ألتفتت موضي لهيا وهي تسلم عليها وتحتضنها بحماس
وتغدق عليها الكثير من الترحيب والانفعال والتعليقات المرحة

مشعل جلس معهم لخمس دقائق كان يدور بينهم فيها حوار صاخب
بينما هيا جالسة جوار جدتها صامتة
ومشاعر غريبة مليئة بالانفعال تلفها

بعدها وقف مشعل وهو يقول:
أنا باروح للمجلس مابعد سلمت على أبي وعمي
وماني برايح لهم ببنطلون

ثم ألتفت لمشاعل وهو يسأل:أبي أبدل.. ثيابي جاهزة؟؟

مشاعل قفزت باحترام وهي تقول:
بتلاقي ثوب وغترة مكوية ومبخرة معلقة في غرفة الملابس حقتك
وعلى العموم كل ثيابك البيض والشتوية والغتر مكوية ومبخرة في الدولاب
لو ماعجبك اللي طلعته طلع اللي تبي..

ثم أكملت موضي بذات الاهتمام: وترا كل نعالك وجزمك تكرم
وديناها ولمعناها وتوه السواق جابهم اليوم

مشعل يبتسم وهو يصعد ويقول بحنان لشقيقتيه: الله لا يخليني منكم

هيا شعرت بضيق يكتم على نفسها حين رأت كيف اهتمام شقيقاته به
بينما هي لم تشعره يوما بأدنى اهتمام رغم حرصه الدائم عليها
شعرت حينها بعمق صبره معها
وقلة تهذيبها معه
فشخص مثله تعود على كل هذا الاهتمام والتدليل
كان سيفترض أن زوجته لابد أن تقدم له بعضا من هذا الاهتمام
لكنه لم يطلب منها يوما شيئا
وهي لم تقدم شيئا
سوى الأمور الاعتيادية التي كانت ستفعلها لنفسها من الطبخ والتنظيف والغسيل

بعد صعود مشعل استمر الحوار بين البنات وأمهم والجدة وهيا
التي كانوا يسألونها عن أحوالها باهتمام حقيقي رقيق

موضي بحماس: أشلون مشعل معش؟؟ إذا مقصر عليش بشيء قولي لي أقطع أذانيه

هيا تبتسم: لا والله مايقصر ولا قصر بشيء..

أم مشعل بحنان: هيا يأمش ترا بكرة مسوين لش عشا وبيجون ناس كثير
إذا قاصرش شيء.. موضي وإلا لطيفة يودونش بكرة السوق

هيا ارتبكت: عشا شنو يمه؟؟

أم مشعل بهدوء: يأمش أنتي عارفة إنه عرس عيالنا وبناتنا عقب حوالي 10 أيام
ولازم نحتفل فيش قبلهم.. الناس يبون يتعرفون عليش

شعرت هيا بتوتر كاسح.. كيف ستقابل كل هؤلاء الناس
وهي مازالت لم تتعرف على عائلتها بعد

وحينها رأت ما أثار توترها وانفعالها أكثر وأكثر
وجعل قلبها يصطرع بجنون
ودقاته ترتفع
وترتفع
وترتفع


 
 توقيع : قمرهم كلهم



التعديل الأخير تم بواسطة قمرهم كلهم ; 10-04-2010 الساعة 11:18 AM

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 10:56 AM   #49 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


بيت عبدالله بن مشعل
الصالة الرئيسية

كان مشعل ينزل الدرج بسرعة بعد أن استحم سريعا وأبدل ملابسه

شعرت هيا أن قلبها هوى إلى هوة سحيقة
وهي تراه ينزل بطلة تراها لأول مرة
الثوب الأبيض الناصع والغترة الحمراء
رغم أن مشعل ذاته ليس وسيما بالمعنى المتعارف عليه للوسامة
ولكنه بدا لها مبهرا بل فوق الإبهار بمراحل
وثوبه ينساب على عضلات جسده الرياضي الطويل بتناسق مرسوم بدقة
وغترته تحيط وجهه بملامحه السمراء وعارضيه المحددين وكأنه لوحة رُسمت بحرفنة
ويبقى للثوب والغترة حضورهما الجليل في الذاكرة الجمعية المشبعة بتقديس كل ماهو من العادات الأصيلة


أم مشعل كانت أول من تكلم باعتراض: يأمك الله يهداك ليش لابس ثوب أبيض
الجو بارد.. مشاعل مهيب مطلعة لك ثوب شتوي

مشاعل تدافع عن نفسها: والله يمه طلعت له من ثيابه الشتوية الجديدة اللي فارس توه جابها من الخياط

مشعل يبتسم: يمه الله يهداش.. أنا جايكم من صقيع واشنطن كلها ثلج
جو الدوحة الحين جو ربيعي..

موضي تضحك: بس ماعليك من الحكي.. بردنا يوجع..

مشعل اقترب من هيا ومال على أذنها
هيا انتفضت بعنف ورائحة عطر فاخر تشمه لأول مرة
تتناسب فخامته مع طلته الفاخرة تخترقتها حتى النخاع ومشعل يهمس:
بأصلي العشاء وبعدين بأجيب أبي وعمي.. استعدي تسلمين عليهم

شعرت حينها أن أعصابها على وشك الذوبان
فمقابلة عميها بدت لها أكثر من احتمالها
بعد أن استنزفتها مقابلة جدتها حتى النخاع


مجلس آل مشعل

لقاء حافل بين مشعل ووالده وعمه وراكان
وحتى سلطان وأبناء شقيقته محمد وعبدالله
ولكنه لقاء يتناسب مع طبيعة آل مشعل
مفعم بكبريائهم العميق المغلف لانفعالاتهم الدافئة

الرجال لم يصلوا بعد
سيصلون بعد صلاة العشاء

وهاهو مشعل يجلس في الزاوية مع راكان
كان راكان يستفسر منه بالتفصيل عن سير دراسته
فراكان يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة
ومشعل بالمثل عدا موضوع واحد

راكان يبتسم: زين والحياة الزوجية؟؟ وأشرايك فيها؟؟ مرتاح؟؟

مشعل بابتسامة غامضة: الحمدلله.. عقبالك

راكان يبتسم بذات الغموض: لا يا أخيك خلينا العرس لك..

مشعل بهدوء: تعرف رفيقي سعيد.. ماشاء الله خواته واجد
خل نخطب لك عندهم.. أنا أشهد أنهم منسب
وأبيه رجّالن نادر
أنا لولا إني خذت بنت عمي سلطان وإلا كنت ناوي إذا خلصت أخطب عندهم

راكان بهدوء: خلاص خذت بنت سلطان ماتبي عقبها حد..

مشعل يبتسم: وانا أشهد.. هاه وأشرايك نخطب لك عند سعيد؟؟

راكان يبتسم: عشان أنت عرست لازم تسحبني وراك.. يابن الحلال
عرس ما أبي.. كفاية علي حنة أبي وامي ومريم.. تجي فوقهم
خلنا من خرابيط العرس
أشرايك نقنص لنا كم يوم قبل عرس العيال
طيرك من يوم رحت وهو في مركز الطيور ماتبي تخليه يطلق جنحانه شوي

مشعل بحنين: أفا عليك.. تشاورني
خلاص بس أرتب وضعي ذا اليومين ونروح


بيت عبدالله بن مشعل

لطيفة تصل بعد أن ألبست بناتها وأحضرتهن معها

هيا عرفتها أنها من استقبلتها في المطار
لطيفة ألقت بنقابها وبجلالها على المقعد وهي تنثر شعرها بعفوية على كتفيها
وترحب بهيا بحرارة

هيا شعرت بصدمة وهي ترى لطيفة..
نعم مشعل قال لها أن لطيفة أجمل شقيقاته
ولكنها لم تتخيلها بهذا الجمال المبهر
لا تعتقد أنها سبق لها أن رأت امرأة على الطبيعة بهذا الجمال الموجع

شعرت هيا أنها باهتة تماما ولا يمكن أن تكون أنثى أمام شقيقات مشعل
مشاعل بعذوبتها ورقتها
وموضي بملاحتها وحضورها الآسر
ثم لطيفة بهذا الجمال الذي يذيب القلوب

لطالما كانت هيا مشغولة بالكثير من الأشياء عن الاهتمام بنفسها كفتاة
والدتها ودراستها واثبات ذاتها
حتى بعد زواجها بمشعل لا تذكر أنها تأنقت من أجله ولا حتى مرة واحدة

غصبا عنها شعرت هيا بألم عميق
(اعتاد مشعل على هؤلاء الإناث الحقيقيات اللاتي هن على استعداد دائم لخدمته باستماتة
فماذا لقي مني غير زميل سكن لا يختلف عن أي رجل قد يرافقه
إضافة إلى تحمله لعنادي وعصبيتي وحدة لساني الدائمة)

لطيفة برقة: هيا خلني أعرفش على بناتي
مريم سلمي.. هذي مريم عمرها 10 سنين في الصف الخامس
أكبر منها محمد 12 وأصغر منها عبدالله 7
الحين مع إبيهم..وإن شاء الله عادهم بيجونش يسلمون عليش
وهذي جود.. عمرها 3 سنين أخر العنقود..

هيا كانت تسلم على البنات وأجلست جود على رجليها
وموضي تهتف باستنكار مرح: وش أخر عنقوده ذي؟؟
انتاجش أنتي ومشعل سوى تحسين ثوري لنسل العائلة الكريمة
نبي لنا ثنين أو 3 بعد..


لطيفة غصبا عنها شعرت بألم وهي تتذكر وضعها الغريب مع مشعل
لكنها هتفت بابتسامة: لا خلاص الاثنين والثلاثة تجيبهم لنا هيا ومشعل إن شاء الله

حينها انتقل شعور الألم الممزوج بالخجل لهيا وهي تحتضن جود
و تتذكر وضعها الأغرب مع مشعل الآخر
أكثر من شهران مضيا على زواجهما
ولا تجمعهما أي علاقة طبيعية تشبه علاقة الأزواج ببعضهما
والذنب ذنبها في المقام الأول
فهي من طالبت بغرفة لوحدها
ثم هي من صدته حين عبر لها عن مشاعره



*************************



القاهرة
المعادي
منزل كبير يطل على النيل
حديقة المنزل

الجو بارد وبه زخات خفيفة من المطر
ولكنها تجلس على كرسي في الحديقة
تستمتع بالجو الذي تشعر بالحرمان منه أكثر أيام السنة

صوت يتعالى من الداخل: بت باكينام.. تعالي هينّا

باكينام باحترام وهي ترفع صوتها: جايه يا أنّا جايه..

دخلت باكينام لتجد جدتها تلتفع بلفاع ثقيل وتجلس بالقرب من المدفأة
تحتضنها من الخلف وتطبع قبلة على خدها ثم تجلس بجوارها
ثم تقول بابتسامة: إيه ده يا أنّا؟؟ تكوني فاكرة نفسك في الئطب الجنوبي
(كما هو معروف وتعلمون الجيم القاهرية المعطشة تُنطق مثل القاف
يعني ستنطق القنوبي، لكنها في الكتابة ثقيلة وتبدو غير مستحبة)

جدتها كانت ماتزال تحتفظ ببعض ملامح جمال زائل
ببشرتها البيضاء وتجاعيدها الدقيقة الناعمة وشفتيها المزمومتين الزهريتين
كانت ترتدي حجابا أبيضَ من الحرير
وثوبا فضافا تحته بنطلون مطرز الأطراف على الطريقة التركية العريقة في اللبس

أنّا صفية بتأفف:إيفيت..إيفيت جو تعبان هينّا ..في أزمير كنت ألعب بالتلج
بس برد هيناك جّميل..

باكينام تبتسم وتساير جدتها: أكيد هو في حاجة زي جو أزمير
اللهم احفظ ازمير من كل شر

جدتها تضربها على مؤخرة رأسها: أخلاق سيس بت باكي
سهن يلان (أنتي كذابة)

باكينام تضحك: الله الله ابتدأ الضرب تحت الحزام والرطن بالتركي
خفي عليا يا أنَّا.. أنا مش ئدك

الجدة بتذمر: أنتم بنات يومين دول عاوزين أدب
أنا زمان بعتني بابا آستانة عشان أتعلم هناك (الآستانة =أسطنبول)
كان زمان تعليم غير.. بنات غير.. فيه أدب.. هوانم بجد

باكينام تبتسم وتحتضن ذراع جدتها وتقول بحنان: والله يا أنّا مافيش زيك اتنين

الجدة بنبرة خاصة: وعشان أنا مافيش زيي اتنين.. يخبي عليا بت باكي؟!!

تتنهد باكينام
( ألهذه الدرجة أبدو شفافة وزجاجية الروح
أمام عيني هاتين العجوزين السابرتين؟!!)

لا تريد أن تخبر جدتها التركية بشيء
فإذا كانت جدتها الايرلندية تقبلت مشاعرها
لأنها لا تحمل ضغينة للعرب
فإن صفية التركية ستظل تؤنبها وتقول لها:
أنا حذرتكِ أن تقعي في غرام عربي (سيس)

باكينام تبتسم: وأنا هأخبي إيه على أحلى أنّا؟؟

صفية تلمس صدر باكينام من اليسار وتقول بعمق:
إسالي ده وجاوبي أنّا


صالة بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العشاء

مشعل يصل ومعه والده وعمه ومحمد
يدخل مشعل أولا لينبههم

هيا تقف وهي تشعر بتوتر عميق يلفها
كانت هيا مازالت ترتدي عباءتها المغلقة وتلف شيلتها على رأسها
وحمدت الله أنها لم تخلعهما بعد رغم مطالبة البنات لها أن تاخذ رأحتها

دخل الكهلان العملاقان
وامتلأ المكان فورا بحضورهما الآسر العميق
وقلب هيا يقفز إلى حنجرتها
وهي تشعر أن دقاته تمزق خلاياها تمزيقا
ريقها جاف وعيناها غائمتان
ورائحة عميقة لوالدها تحضر بعنف مع شبه شقيقيه الكبير به
كأنها ترى أمامها والدها في كهولته التي لم يرد له الله عز وجل أن يصلها
الشيء الذي هزها بعنف
لم تتخيل أن لهم هذا الشبه بوالدها
شعرت أنها مستثارة حتى أقصى أقصى روحها

كان محمد أول من تقدم لها وعلى شفتيه ابتسامة دافئة
تمزق قلبها وهي تراها
ذات ابتسامة والدها.. تكاد تقسم أنها ذاتها
ذات الفك القوي الشامخ بابتسامته الهادئة الواثقة
احتضنها بحنان وهو يهمس: نورتي بيتش يا أبيش
الله يرحم سلطان ويجعل مثواه الجنة
سلطان راح بس تراني في مكانه

ثم رفع صوته وهو يقول لمشعل:
ترا هيا مثلها مثل العنود ومريم
لا يطري عليك يوم تضيمها ترا حسابك معي

مشعل يبتسم: ما أحتاج من يوصيني في هيا.. إزهلها

هيا تشعر أنها عاجزة عن احتمال الانفعال
وعمها الآخر يحتضنها وهو يبتسم ويقول: يخسا مشيعل يزعلها
وإلا قطعت رأسه

ضحك مشعل: أفا الدعوة خاربة
الشيبان صفوا مع المدام وخلوني

عبدالله يحتضنها بحنان ويهمس لها:
سلطان كان غلاه عندي غير أخواني كلهم
عشان كذا سميت ولدي الثاني سلطان
وترا غلاش من غلا أبيش اللي ماله حد

هيا تشعر انها بالفعل على وشك الانهيار من عظم الانفعالات التي تكتسحها
لا تحتمل المزيد
ولكنها تذكرت أنه بقي المزيد
المزيد المختلف
عمتها الوحيدة نورة
بقي هي
كان والدها يحبها كثيرا
وكان لها معزة خاصة جدا عنده
فهي شقيقته الوحيدة

ومع تذكرها كانت عمتها نورة تدخل مع الباب الرئيسي
بينما البنات لففن من وراء المنزل ليدخلن مع باب المطبخ الداخلي

نورة كانت أكثرهن انفعالا
فهي احتضنت هيا بعنف وانخرطت في بكاء حاد
عشرات الأفكار كانت تموج في فكرها
شوقها لشقيقها الذي كان هو الأكبر منها مباشرة وارتباطها به كان قويا جدا
إحساسها بالوجع لغياب حمد الذي جعلها تشعر بعظم ألم أمها
حرمانها من الانجاب لسنوات الذي جعلها تشعر بقيمة الابناء
ثم تفكيرها لو أنها تموت وتترك بناتها من سيحس بالآمهن بعدها
فلا شيء يعوض البنت بالذات عن غياب أمها

كانت عشرات المشاعر المتشابكة التي انصبت في شكل حنان طاغٍ
تجاه ابنة شقيقها اليتيمة التي حُرمت من الأسرة ثم من الأب ثم من الأم..

بيت عبدالله بن مشعل الليلة كان مصدرا لتفجر مشاعر كاسحة في عنفها وعنفوانها

بعد أن غادر محمد وعبدالله ومشعل
دخلن بنات نورة

لم تستطع هيا أن تمنع نفسها من الابتسام رغم وجهها المحمر من أثر الدموع
وهي ترى علياء وعالية
كانت الاثنتان تلبسان ذات الطقم والحذاء وربطة الشعر
شعرت أنهما كبيرتان على هذا التطابق الذي قد يناسب طفلتين
مشعل كان قد أخبرها عن التوأم الثلاثي
وأن عالية وعلياء متطابقتان ومعالي مختلفة
لكن رؤيتهن على الطبيعة كانت شيئا مسليا

معالي تقترب وتسلم أولا وهي تضحك وتقول:
ما ألومش تضحكين إذا شفتي المصيبة اللي ربي بلانا فيها
أنا معالي وأقدم لش خواتي الكوبي والبيست
لو في يوم صدفتي وحدة لابسة شيء واحد مختلف غير الثانية تكون أعجوبة العالم الثامنة
وترا مهوب لازم تتعبين نفسش تعرفين من علياء ومين عالية
نادي اسم أي وحدة بترد عليش نفس الرد

بعد دقائق وصلت أم مشعل بن محمد وبناتها وأم فارس
وكان لكل منهن ترحيبها الخاص بهيا التي باتت عاجزة بالفعل عن احتمال كل هذا الكم من المشاعر

انتقلن النساء لمجلس الحريم الداخلي
ومضى الوقت وهيا لم تشعر به
عفويتهن وابتعادهن عن الرسمية واحتواءهن الطبيعي لها
كأنهن يعرفنها طوال عمرها
كانت عمتها نورة بجوارها وهي تحتضنها بين الفينة والأخرى
ومعالي تتحركش بهما بمرح
وأنهوا العشاء منذ وقت


لطيفة برقة: هاه هيا تحبين نروح بكرة السوق.. على الأقل نشتري لش شيء حق العشاء بكرة

هيا بحرج: مافيه داعي..

معالي بمرح: شنو مافيه داعي إلا فيه داعي ونص... وتراني بأروح معكم

نورة باستنكار غاضب: يا سلام وبدون استئذان
ماكن وراش أم ولا وراش مدرسة..وشورش في مخباش..

معالي تقفز وتقبل رأس أمها: النوري فديتش الحركات ذي ما تنفع البنات الحلوين اللي مثلش
تبينهم يقولون إنش دقة قديمة.. وحركات عجايز وصكة

نورة تقرص معالي في ذراعها: إيه عجوز وحركات أول
وروحي انثبري ومافيه روحة بكرة غير للمدرسة ثم الحفلة في الليل وبس

معالي تتصنع الزعل: إلا لازم تكسرون بخاطري وإلا ما تستانسون

العنود كانت غالبا صامتة
فموقفها مع فارس مازال ماثلا بعنف
الكل كان مستغرب صمتها غير المعتاد
الوحيدة اللي كانت تعرف السبب كانت موضي
ولكن الجميع تفهموا أنها ربما تشعر بالخجل ومتوترة من اقتراب موعد زواجها

ومريم كانت فاكهة الجلسة بعذوبتها وحديثها الشيق والعميق
وهيا أحبتها كثيرا
بدت لها تتمتع بشحصية مغناطيسية تجذب وتحتوي محدثها تلقائيا


الساعة اقتربت من 12 مساء

الكل انسحب لأن غدا مدارس
أولهن كانت لطيفة بأولادها
ثم أم مشعل وبناتها وأم فارس
ثم أخيرا نورة وبناتها

الجدة وأم مشعل أيضا كل واحدة منهما انسحبت لغرفتها لترتاح من تعب اليوم
رغم أن الجدة لم تكن تريد ترك هيا
ولكن هيا طلبت منها أن ترتاح ووعدتها أن تنزل لها الصباح الباكر

تبقى موضي ومشاعل وهيا

هيا تسأل: أنا ماشفت سلطان وينه؟؟

مشاعل بعذوبة: هو رجع من العشاء متأخر
ودخل نام على طول عشان عنده مدرسة بكرة

هيا بحنين: كان نفسي أشوفه

موضي بمرح: ياما جاي لش من الخير
مافيه حد لزقة وأذوة مثل سليطين.. وخصوصا لو حد عطاه وجه

ثم أكملت بحماس:وبعدين أنتي اليوم انتهيتي من التعب ولا خليناش ترتاحين
يالله أمشي لغرفتش نوريش إياها
وترا شناطش طلعناها فوق

مشاعل اعتذرت بخجل أنها تريد الذهاب لغرفتها
والسبب الحقيقي أنها كانت تخجل من الدخول معهم
فهي تعلم أية مصائب اشترتها لطيفة وموضي لهيا وبالتاكيد ستريها لها

صعدت هيا وهي متوترة من رؤية مكانها الجديد

موضي فتحت الباب وقالت لها بابتسامة: قولي باسم الله
وادخلي برجلش اليمين

دخلت هيا
كانت غرفة شاسعة أثثت بذوق رفيع جدا وراقي
في طرفها جلسة أنيقة مع تلفاز كبير مسطح معلق على الحائط
وحمام كبير فخم وغرفة ملابس
و
و
وفقط

توترت هيا
غرفة واحدة فقط
وسرير واحد

توقعت أن تكون على الأقل هناك غرفة جلوس منفصلة
كيف ستنام؟؟
حتى لو قررت أن تنام في الجلسة
الجلسة مقابلة للسرير
كأنها لم تفعل شيئا

موضي تكمل ثرثرتها: إبي يبني لكم قسم خاص كبير
بس مابعد خلص
إن شاء الله إذا جيتوا على الصيف يكون جاهز

هيا توترت بشدة
(الصيف..
وأنا وش لي بالصيف؟!!
أنا في الحين
أنا في شقة مشعل بواشنطن كان لي حتى حمامي الخاص
الحين لازم نستخدم نفس الحمام ونفس الغرفة!!!)


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 11:39 AM   #50 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


غرفة مريم
الساعة 11 ونصف مساء

مريم كانت تقرأ وردها المسائي من القرآن حتى موعد صلاة قيامها
لتنام بعدها

بابها يُطرق.. بهدوء: تفضل مشعل

مشعل يدخل وهو يبتسم: خاطري مرة أفاجئش

مريم بابتسامة صافية: الله يديم فضله علينا
والحمدلله على نعمة السمع والشم والحركة
الله سبحانه خذ حاسة لكنه دعّم الحواس الباقية
ما أكرمه عز شانه هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم

مشعل يطبع قبلة على رأسها وهو يهتف بإيمان: الله يثبتنا على دينه

ثم استطرد: أشلونها بنت عمنا الجديدة؟؟

مريم بعذوبة: ماشاء الله عليها تجنن.. والنفس تنشرح لها
ثم أكملت بنبرة خاصة: بس أكيد منت بجايني عشان تنشد عن بنت عمك
واستطردت بتوتر: لا تكون عادك على سالفة إنك تبي تزوج على لطيفة

مشعل يبتسم: لا حرمت.. ما أبي حد غير أم محمد.. ولا حد يملا عيني غيرها

مريم تبتسم: ياحي ذا الكلام الزين..
طيب خلاص دام السالفة مافيها عرس على لطيفة.. خلاص قول اللي تبي

مشعل بنبرة خاصة: السالفة فيها عرس
بس عرس ناس ثانين

مريم باستفسار: من؟؟

مشعل بحنان: أنتي



غرفة مشعل بن عبدالله في بيت والده

مازالت موضي تثرثر
وهيا متوترة جدا

موضي تفتح الدواليب: ترا اشترينا لش طقم فوط وأرواب جديد
تلاقينه هنا
أطقم عطور وكريمات وميكب على التسريحة
إن شاء الله يعجبش ذوقنا فيهم

ثم أكملت بخبث: وهنا هديتي الخاصة أنا ولطيفة

ثم فتحت دولاب ضخم في غرفة الملابس كان ممتلئا تماما
بأطقم نوم مختلفة الألوان والأشكال والخامات

ثم أكملت موضي بحماس: جبنا كل شيء ممكن يخطر على بالش
عشان لو ماعجبش شيء يعجبش الثاني

وجه هيا تلون بعشرات الألوان
لم يخطر ببالها يوما هذه الأشياء
وهي تشعر بألم في رأسها من الخجل الذي اكتسحها

(ماذا تبقى أيضا من مفاجأت هذا اليوم؟!)

موضي برقة: خلاص أنا خلصت جولتي التعريفية
وخرقت أذنش
وأكيد أنتي تبين تتسبحين وترتاحين وتتخلصين مني!!

هيا برعب: لا وين بتروحين؟؟ اقعدي..

موضي تضحك: وين أقعد؟؟!! تبين مشعل يجي يلاقيني ويشوتني
خليني أطلع بكرامتي..

موضي خرجت وتركت هيا لهواجسها وانفعالاتها
هيا قررت أن تستحم أولا
الحمام كان ممتلئا بمختلف أنواع الشامبوهات والكريمات والشاور جل وعلب أخرى مختلفة
ورغم أن هيا كانت نظيفة جدا وتستحم أحيانا مرتين في اليوم لو كان الجو حارا
ولكن هذا الهوس بتدليل الذات لم يكن من أولوياتها
شامبو وبلسم ودعك جسدها بالشاور جل بسرعة هو أقصى مايحتمله وقتها المشغول دوما

بعد أن أنهت حمامها وجدت أن هناك طاولة معدة في غرفة الملابس
عليها مبخرة وولاعة جمر وأنواع مختلفة من البخور الفاخر
(ماشاء الله عليهم بنات عمي
مصدقين سالفة عروس ذي
ماخلو شيء ماسووه)

البخور أيضا لم يكن من أولويات هيا
فمن له مزاج لكل هذه الخطوات؟!!

هيا فتحت الدولاب الذي أرتها إياه موضي
وأغلقته فورا بحرج
وهي تسحب حقيبتها وتفتحها وتستخرج إحدى بيجاماتها القديمة

(مستحيل ألبس من ذا الأشياء
شيقول مشعل.. جات الدوحة فسخت الحيا)

بحثت هيا عن سجادة وفعلا وجدت سجادة في الدولاب مع جلال صلاة جديدين
صلت هيا قيامها
وشكرت الله عز وجل بعمق الذي أرجعها إلى أحضان أهلها أخيرا
شكرته وحمدته سبحانه كثيرا وبعمق

ثم جلست تفكر في يومها الطويل
وكم كان طويلا فعلا
عمر كامل اُختصر في ساعات
جدتها وعماها وعمتها وبنات أعمامها وبنات عمتها
كل هذا كان كثيرا
كثيرا جدا عليها
سنوات طويلة مرت وهي وحيدة بل أكثر من وحيدة
لم تعرف رائحة الأسرة ولا تعاضدها
كانت مكتفية بوالدها ووالدتها
ثم بوالدتها فقط
كانت السنوات تمر والوحدة والوحشة تنغرز في روحها أكثر وأكثر
حتى باتت الوحدة هاجسها وخوفها وخصوصا مع مرض والدتها الأخير
وخوفها أن تتركها أمها وحيدة تماما في الحياة
لولا ظهور مشعل في حياتها
وآه يا مشعل وألف آه


مر وقت طويل وهيا تفكر
وقت لم تحسب دقائقه ولحظاته
وهي تعيد شريط حياتها ومامر بها الليلة
مرات ومرات

كانت الساعة حوالي الثانية حينما سمعت صوت الباب يُفتح
ومشعل يدخل
وهي تصيبها حالة غير طبيعية من الارتعاش والتوتر

مشعل دخل و سلم بهدوء وهو يقول: طولنا السهرة شوي أنا وعيال عمي

هيا همست: أشلونهم عيال عمي كلهم؟؟

مشعل يخلع غترته ويلقيها على الأريكة وهو يجلس قريبا منها: كلهم طيبين

نظر لها
ارتعش قلبه بعنف
كان شعرها الطويل الذي يميته ولعا منثورا على كتفيها
وتتساقط أطرافه الطويلة على جانبي فخذيها في جلستها
كان نادرا مايرى شعرها مفتوحا فهي غالبا ترفعه
ولكنها الآن ستنام وهي لا تستطيع النوم وهو مجموع خلف رأسها

سألها بهدوء ليتجاوز التباس مشاعره الذي يستحيل أن يعبرعنه بعد صدها له:
إن شاء الله انبسطتي مع البنات؟؟

هيا ابتسمت بشفافية: ما تتخيل أشلون انبسطت.. كلهم يجنون ماشاء الله عليهم

شعر مشعل أن قلبه يغرد
لأول مرة يراها تبتسم ابتسامة حقيقة.. لأول مرة
كم بدت له عذبة وشفافة
تمنى ألا تزول ابتسامتها.. أن تبقى دائما مبتسمة وسعيدة ومبتهجة
يريدها أن تكون سعيدة
فهي عاشت من الأحزان الكثير
أحزان أثقل بكثير من أن تحتملها فتاة في سنها
يتمنى أن يبعد عنها الأحزان والألم
ليتها فقط أتاحت له فرصة أن يغمرها بمشاعره كما أراد
أن يغمرها بحنانه كما يشعر هو به ناحيتها

مشعل هز رأسه كأنه يبعد الهواجس عنه
ثم نهض ليتوضأ ويصلي قيامه



القاهرة
منزل طه الرشيدي

غرفة باكينام
الساعة الواحدة ليلا

كانت باكينام تسلم من صلاة قيامها
لتسمع صوتا حنونا يقول لها: حرما يا بنتي

باكينام تلتفت لوالدها وتبتسم: جمعا يا بابا

طه بلطف: ماشاء الله بأشوفك بتصلي كتير في الفترة الأخيرة

باكينام بعذوبة: صحبة الخير يابابا لها دور

طه بحنان: ربنا يديم عليكي فضله

ثم أكمل باهتمام: باكي حبيبي فيه حفلة كبيرة معمولة لنواب مجلس الشعب الجُداد
وعاوزك تحضريها معايا

باكينام برفض: لا يابابا اعفيني.. أنت عارف إني أساسا ماكنتش باحب أحضر حفلات
ودلوئتي بعد ماتحجبت كرهتها أكتر..

طه بحنان: وفيها إيه يا بنتي.. مامتك تحجبت وبتحضر معايا
وكتير من بنات الوزراء وستاتهم لابسين حجاب.. فين المشكلة؟؟

باكينام مستمرة في الرفض: مش جوي يابابا.. وكفاية عليك ماما هتكون معاك

طه بمنطقية: أنا عاوز الأوساط السياسية تتعرف عليكي.. عشان لما تتخرجي نلائي لك منصب كويس

باكينام بهدوء: لما أتخرج.. يحلها الحلال..

طه يحاول إقناعها: أنتي عارفة يا بنتي إنه ماديا أنا مش محتاج الشغل ده أصلا
أنا عندي أراضي كتير..وأحوالنا الحمدلله
بس أنا عاوز أأمن على معرفة السلك الدبلوماسي ليكي ويعرفوا إنك بتدرسي سياسة

باكينام برجاء: خلاص يابابا ربنا يخليك.. سيبني براحتي..




الساعة 2 بعد منتصف الليل
غرفة العنود

العنود مليئة بالهواجس والحزن هذه الليلة
حزن شفاف كشفافيتها يغزو روحها الصافية التي لا تعرف التلون
فارس جرحها اليوم مرتين
أولا موقفه مع الفتاة التي كانت تهمس في أذنه
وثانيا حدته وتهديده لها وهم لم يبق على زواجهما إلا أيام
هي بذاتها متوترة بدون سبب
فكيف وهي تجد لها سببا قويا الآن
لِـمَ هو عاجز عن معاملتها برقتها؟؟؟
لم تسمع صوته إلا مرات معدودة يكون غالبا إما باردا أو غاضبا
تملئها مشاعر دافئة ناحيته
فكيف سيتلاقى دفئها مع بروده؟؟

"عن أي برود تتحدثين يالعنود؟!!
ليتك تعلمين فقط أي نار أشعلتها في جوانح العاشق المتيم!!"

مازالت هواجسها تغالب نعاسها
وهي بين النعاس والهواجس
رن هاتفها
انتفضت بعنف
(من بيتصل علي ذا الحزة؟؟)

تناولت هاتفها
رقم مميز وغير غريب سبق أن مر عليها
سقط قلبها إلى قدميها وهي تتذكر رقم من هذا
لم ترد

الرنين يرتفع مرة أخرى
لم ترد

رنة مسج
"أنا فارس
ردي علي"

(يا ربي.. وش أسوي؟؟
أدري أنك فارس
وش يبي فيني تالي ذا الليل
أكيد يبي يغسل شراعي
مثل ماقال اليوم أنه بيوريني شغلي)

العنود طبعت له مسج
" والله عندي توجيهات من جهات عليا
إني ما أرد على أرقام غريبة"

غصبا عنه ابتسم فارس وهو يتذكر أول مرة سمع صوتها عبر الهاتف
حين طلب منها ألا ترد على أرقام غريبة

طبع مسج وأرسله
" والجهات العليا تقول ردي الحين"

أرسلت له:
"فارس وش تبي فيني؟؟
واللي يخليك اللي فيني يكفيني
لا تزيدها علي"

فارس شعر أن عبارتها المترجية كانت سهما اخترق قلبه بوحشية

فارس غاضب عليها منذ مكالمة موضي
لذا أخذ رقمها من هاتف ناصر دون أن ينتبه
كان يريد أن يفرغ فيها بعضا من غضبه
يأدبها
يحاسبها على أنها شكت فيه
وعلى أنها أدخلت طرفا ثالثا بينهما
أو
أو

يجد سببا ليسمع صوتها
وربما كان هذا هو السبب الوحيد والحقيقي
من بين خزعبلات غضبه المصطنع كلها
فشوقه ينحره لسماع صوتها
وطاقة الصبر عنده نفدت تماما

أرسل لها
" أنا بأتصل الحين
إذا رديتي.. عرفتي أنا وش أبي
وياويلش لو ما رديتي"

ثم أعاد الاتصال بها بكل ثقة




الجبهة الثالثة

غرفة لطيفة

لطيفة عادت حوالي العاشرة والنصف
حممت أطفالها
ونومتهم

ثم تحممت هي وصلت وبدأت في الدراسة
تأخر مشعل ولكنها تتوقع أن يتأخر الليلة للسهر مع شقيقها مشعل وسماع أخباره

وعلى العموم لايهمها تأخر أو لا
وهي ساهرة للدراسة وليس من أجله!!
للدراسة فقط وليس إلا!!
وليس إلا!!

حوالي الثانية وصل مشعل
حين دخل وجدها ماتزال تدرس
سلم.. ردت عليه ببرود
ألقى بنفسه على الأريكة وهو يسألها: غريبة طولتي الليلة؟؟

لطيفة بهدوء: الامتحانات قربت واليوم مادرست

مشعل يقف ويتوجه للحمام ليستحم
لطيفة نهضت وأخرجت ملابسه وعطرتها ووضعتها على الكرسي في غرفة الملابس
فهي من بعد تعبه الأخير عادت للاهتمام بكل شئونه وملابسه
نستطيع أن نتصنع قليلا في مشاعرنا
ولكن عاداتنا اليومية المتغلغلة فينا شيء يتجاوز فذلكات التصنع

مشعل خرج وارتدى ملابسه ثم صلى قيامه
وعاد للطيفة التي مازالت تدرس
ليقف خلفها ويميل قليلا للأمام

غصبا عنها ارتعشت
وهو لم يفته مطلقا هذه الارتعاشة.. ابتسم

ولطيفة تسأله ببرود: فيه شي؟؟ وش تشوف؟؟

مشعل مازال مبتسما: دروسش.. أشوف وش تدرسين؟؟

لم تفتها رائحة الابتسامة في كلامه.. عقبت بحذر لا تعرف سببه:
وش شفت في دروسي؟؟

مشعل يبتسم: ماشفت شيء ..
أنا من بعد صفحة خدش ضيعت الدرب..وعيني سكنت هنا

قالها وهو يلمس خدها بطرف سبابته بخفة

لطيفة توترت وارتعاشها الذي تحاول كتمه يتزايد
(ياربي وش يبي هذا؟؟
ما أحب ذا اللف والدوران.. يوترني
أبيه صريح وحاد
عشان أرد عليه بنفس الصراحة والحدة)

لطيفة وقفت تريد الذهاب

لكنها فوجئت بيد تطبق على معصمها وتشدها: وين بتروحين؟؟

لطيفة حاولت نزع يدها منه
ولكنها لم تفلح فيده مطبقة بقوة على معصمها
ردت عليه ببرود: خل يدي.. أبي أروح أنام..

مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟

لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟

مشعل بهدوء مسيطر: اسألي روحش

لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام

مشعل شد يدها التي يمسك بها
رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة
ثم أفلتها وهمس بعمق: الحين روحي نامي




غرفة مشعل بن عبدالله

بعد أن سلم مشعل من صلاته ألتفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها
سألها: ماتبين تنامين؟؟

هيا بتوتر: لا مافيني نوم..

مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير
لطيفة قالت لي.. قومي نامي

هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 0 والزوار 21)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w

المنتديات العامـﮧ - لڪل طريق بدآيـﮧ ۈهنآ بدآيتنآ - الاسلام والشريعه - زآۈيـﮧ حرهـﮧ - طآۈلـﮧ آلنقآش - أقســآم حــواء - مآئدهـﮧ بنوته - ڪل مآيشمل حۈآء العامه - منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ - الشعر والخواطر والقصائد - ڪآن يآمآ ڪآن -منتديات ترفيهيـﮧ - آلسفر - آلسيآحـﮧ - فسحـﮧ بنوته - وسـعُ صدرڪ - نجۈم آلملآعب - منتديات التقنيـﮧ - صۈر - ڪآريڪآتير - آلڪمبيۈتر - آلآنترنت - سلـﮧ مصمم - Baѕket Designer - منتديات اداريـﮧ -  قسم الصوتيات والمرئيات للهواتف  - عآلم آلسيآرآت - الحياة الأسريه -  قسم الطلبه وحقيبه الطالب  -  قسم للفـن العـامــ  -  قسم للسينما  -  قسم الانمي والدرامه الاسيويه  - المنتديات الرمضانيه - فـَنْ الـدِيَكْـوورَ, -  قڛم ديـڕتي  - مقآطع آليۈتيۈب YouTube -  قسم تجهيز العرائس  - آلطب ۈآلصحــﮧ - مآسنجر - تۈبيڪآت -  قسم الهواتف العامه  -  قسم العاب الهاتف  - قسم الرسائل sms و mms - منتديات الفنون -  قسم المقابلات  - المنتديات الفنيه -  قسم الافلام العربيه  -  قسم المسلسلات والمسرحيات  -  قسم الافلام الاجنبيه  -  قسم افلام الكرتون  -  قسم sports TV  -  قسم لأرواحنآ هذيـآن  - المواضيع المميـــزة - المســـابقــات - [ ڪـُـرســِي آلإعـتـرآف ] - تصويت كرسي الإعتراف - منتديات الاعضاء - [ جِـسـرُ ـآلتوآصـُـل ] - عدسـة الأعضـــاء - ڪل مآيشمل آدم - عالم الطفل -  قسم iPhone  -  قسم Blackberry  -  اقســام ادم  -  قسم نجوم بوليوود وهوليوود  - للروايات المكتمله -  قسم صور الانمي -  قسم فديو الانمي  - N E W S ~ حدث الساعه - قصص الانبياء و الصحابه - صوتيات ومرئيات اسلاميه - مَسسَآاحـﮧ لِ خِدمَـة ﯘ تَـڸـبِيَة طَلبَآات الْأعضَاء - أدَواتْ ۈ مُلحًقاآت ۈ دُروس تَصمٍيم - تصاميم جاهزه-رمزيات جاهزه-تواقيع جاهزه -اكشِن-ايطارَات-بَاترن-خطُوط-خامَات-فرًش-سكِرابٍزْ لِ التَصمِيم - درُوس فوتوشوب-درُوس تَصاآمِيم - شرح خصاآئص المنتدى - خاآص بِ الترقيـﮧ والتهنئـﮧ - أفڪآر من ذهب - موآضيع ما تظهر فيها الصُصُصُور - عُذوبَهہ متًجدِدهہ - المڪتَب الإدآري -مطبخ بنوته الرمضاني-اكلات رمضانيه 2011-وصفات رمضانيه-حلويات رمضانيه2011 - حلويات-دروس تحضير حلويات-حلويات مطبخ بنوته - قسم تفسير الاحلام - صُـور لِلتًصمِيمْ - بنوتة ask me - عصيرات-مشروبات ساخنة-عصيرات مثلجـه-آيــس كــريم - منتديات متخصصة iphone - منتدى شروحات الجيلبريك - منتدى برامج السيديا ( Cydia ) - منتدى برامج الايفون والايباد 


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0