close أهلا بك فى منتديات بنوته
هل تريد التسجيل في منتديات بنوته ؟
نعم أريد التسجيل لا شكرا, أريد التصفح فقط

إحصائيات المنتدى: المواضيع: , المشاركات: , الأعضاء:

 

 

 

http://bnota.net/pic/uploads/images/Bnota-ad2e09bc60.gif

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتديات بنوته > منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ > ڪآن يآمآ ڪآن > للروايات المكتمله


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2010, 11:31 AM   #31 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


الساعة 10 وعشر دقائق ليلا
غرفة فارس في المستشفى
رن هاتفه
كانت مريم بنت عمه
استغرب فهي اتصلت به العصر وهنئته السلامة

رد باحترام: هلا والله ببنت محمد

لم يكن صوت مريم
كان صوتا آخر
آخــــــر
آخــــــــــر

صوت أحلامه يصله يذوب خجلا وترددا: مساء الخير فارس.. أنا العنود

(عرفتكِ
منذ همستكِ الأولى
منذ أن وصل رنين أنفاسك إلى أذني)

لأول مرة يجد فارس نفسه مرتبكا
لم يخطر له ولا في أعذب أحلامه أنها قد تتصل به
ولكنه رد عليها بهدوء بثقته المغروسة فيه غرساً: هلا العنود

العنود بخجل: ما أبي أطول عليك.. بس قلت لازم أقول الحمدلله على السلامة

(يا آلهي.. ما أعذبكِ)
(حرام عليش.. اللي تسوينه فيني!!)

رد عليها بهدوء: الله يسلمش (خطر له أنها أنهت مهمتها وستنهي الإتصال الآن
وهو مازال عطشانا مشتاقا لهمساتها، لذا قرر أن يشاكسها)

أكمل بذات الهدوء قبل أن ترد الرد الذي يعلم أنه سيكون (مع السلامة):
ويا ترى أنتي استاذنتي عمي قبل تكلميني؟!! (يعيد لها الجملة التي قالتها له)

شهقت العنود بعذوبة وفارس شعر أن قلبه ذاب مع شهقتها
ثم قالت بحرج كبير: لا ما استاذنته.. استحيت.. أستاذنت مريم.. ما يكفي؟!!

(والله العظيم أنتي مخلوق غير طبيعي
معقولة فيه حد عنده هذا الكم الخرافي من البراءة والعذوبة
ذبحتيني.. ذبحتيني وأنتي ما تدرين)

أكملت العنود بحرج أكبر: فارس أنت زعلان إني كلمتك..

(محرجة.. أعلم هذا!!
هذه المرة أستطيع تكوين الصورة الكاملة
لإحمرار الوردتين المسماة وجنتيكِ
بعد أن سكنت صورتكِ خيالي
وهذه المرة لن أكتفي بحلم لمسهما لتزهر أصابعي
هذه المرة أتمنى لو كنتِ أمامي
لأدفن وجهك المحمر في صحراء صدري القاحلة
لتعشوشب أرجاء هذا الصدر المجدب دون ندى وجنتيكِ)

فارس رد عليها بهدوء رسمي: وش دعوى أزعل.. حياش الله..
وشكرا على ذوقش وعلى الاتصال

زاد خجلها.. هتفت بارتباك: خلاص أنا أستاذن.. مع السلامة..
ومرة ثانية الحمد لله سلامتك..

(يا آلهي.. ستتركني
ستتركني معلقا بين الحلم بها
والحقد عليها
معلقا بين وجع حبي لها
ورغبتي أن أكرهها)

فارس بهدوء: مع السلامة

أغلقت لتتركه مبعثرا كالعادة

(ليش ما أتصلت من تلفونها
على الأقل كان عرفت الرقم
ولقيت لي حجج أكلمها عليه)




مرت أياما ثلاثة


فارس خرج من المستشفى
وهو في إجازة مرضية لمدة أسبوعين

مشعل ولطيفة
مازال الحال على ماهو عليه
زوجان بالاسم فقط
كلاهما معتصمان بكبريائهما
هي تشتعل من الغيرة كلما خرج من المنزل

(لا بد أن يراها
وربما كان يخططان لزواجهما
ويسخران من الغبية المسماة لطيفة)

تعامل مشعل ببرود بارع
وما لم تكن مشغولة بأولادها فهي تدرس
أما مشعل فهو بطل لعبة البرود
رغم أن مفاصله تبدأ بالإنصهار كلما رأى لطيفة
ويشعر بالجنون من تجاهلها له
ولكنه يظهر عدم اهتمامه بأي شيء أمامها
سوى عمله وأولاده
فهو يرى أن هذه معركة كرامة
وهو ما اعتاد على خسارة معاركه!!


سكان واشنطن
انتهت أيام العزاء الثلاثة
التي قضتها هيا في بيت السفير القطري
الذي أصر على استقبال العزاء في بيته

خلال الأيام الثلاثة الماضية
تلقت هيا على هاتفها عشرات الاتصالات من أفراد عائلتها
عائلة آل مشعل
الجميع اتصل بها وعزاها
جدتها وأعمامها وعمتها وزوجات أعمامها وبنات أعمامها
الكل اتصل بها وأكثر من مرة
شعرت هيا أن كل هذا كثير عليها
كثير عليها
لم تتوقع أن يحيطوها بكل هذه المشاعر الدافئة
وأكثر من تأثرت بإتصاله كانا عميها محمد وعبدالله
شعرت برائحة أعمق لسلطان فيهما

لم ترَ مشعل خلال الأيام الثلاثة الماضية
ولكنه كان يتصل بها كثيرا ليرى إن كانت تحتاج شيئا
كانت ترد عليه ببرود عجزت هي نفسها عن إيجاد سبب له
وهاهي على وشك تقبل كل آل مشعل إلا هو

اتصل فيها ليأخذها للبيت
سلمت على زوجة السفير وشكرتها كثيرا

وخرجت بحزن مر يلتهم روحها وشوق مرير لأمها

خرجت

لتبدأ حياتها الجديدة مع زوج فُرضت عليه وفُرض عليها


************************


الساعة العاشرة مساء
غرفة لطيفة

لطيفة تدرس بعد أن نام أولادها
متأنقة كعادتها
لم تهمل عادتها في التأنق
سابقا كانت تتأنق من أجل مشعل
ولكنها الآن تتأنق من أجل نفسها
وحتى تبقى نفسيتها مشرقة

كان شعرها مرفوعا فوق رأسها بفوضوية
وخصلها تتناثر على وجهها بعذوبة
وقد غمست في شعرها قلماً نسيته

دخل مشعل
(غريبة وش عنده الأخ جاي بدري
مهوب عوايده)

لم ترفع رأسها عن كتبها
سلم ببرود
وردت بذات البرود

ثم دخل ليستحم
خرج وهو مازال في طور التعود على تصريف أموره بنفسه
مشتاق للمساتها الرقيقة في حياته
وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة
خرج وأخذ ملابسه بنفسه
ولكن ما لا يعرفه
أن لطيفة أصبحت ترتب ملابسه بطريقة يسهل عليها تناولها
فهي تضع ماسيرتديه في الأعلى لأنها تعلم أنه لن يبحث بالتاكيد
وسيأخذ ما سيجده في الأعلى
تناول ملابسه
ارتداها
وجدها معطرة
ابتسم

(لا تستطيع إهماله مهما ادعت
يعرف ذلك!!)

تعطر كعادته.. ثم جاء وجلس في الجلسة
سألها بهدوء: أقدر أشوف الأخبار أو بأزعجش؟؟

لطيفة بهدوء مماثل: عادي حط على اللي تبي..

مكتب لطيفة في الزاوية خلف التلفاز من ناحية اليمين
ووجهها لظهر التلفاز.. حتى لا يلهيها شيء

مشعل أصبحت لديه متعة جديدة
اسمها مراقبة لطيفة الجديدة
فهو يضع على الأخبار ويقصر على صوت التلفاز لحد ما
ثم تبدأ طقوس المراقبة
كيف تعقد ناظريها
كيف تكتب؟؟
كيف تركز؟؟
تتأفف!!
تعض شفتيها!!
عالم جديد ممتع ومثير يتكشف أمام عينيه

يشعر كما لو كان يعود مراهقا
يتمتع بتصيد ومراقبة محبوبته
مشاعر لذيذة ومنعشة
نفضت ركام حياته السابقة
بدأ يتذكر بالكثير من الحنين الكثير من مواقف حياتهما السابقة
قلقها عليه
تدفقها ناحيته
ارتعاشها بين يديه

كم هو مشتاق لها!!


يلوم نفسه في اليوم ألف مرة على غبائه
ولكن لومه لنفسه هو في نفسه!!
يستحيل أن يتنازل أو يتراجع
هي أيضا عبثت به
كما أخطأ هو
هي أيضا أخطئت
هي من دفعته للتفكير بسواها
وهي من أطالت لسانها عليه
يستحيل أن يكون البادئ في إرضاءها
هي من لابد أن تعتذر

(ألف أفٍ على كل هذا
كم أنا مشتاق لها!!)

الساعة تقارب الثانية عشرة
وكلاهما يمثلان دوريهما بإتقان

مشعل نهض ليصلي وينام

قبل أن يتوجه للحمام
توجه إليها
انتفضت لطيفة حين رأته يقف إلى جوارها
اخترقت رائحة عطره الثمين حويصلاتها الهوائية

(كم أشتقت لكَ أيها الخبيث!!)

مال عليها
انتفضت أكثر
انتزع القلم من شعرها برقة
ووضعه أمامها على المكتب
وغادرها
بعد أن نجح في بعثرتها
بعثرها كأنها مجموعة من أحجار الليغو
هو وحده قادر على جمعها وتركيبها


واشنطن
بعد صلاة الظهر


مشعل يصل بهيا إلى بيته

هيا بتوتر: وش فيك وقفت هنا؟؟

مشعل بهدوء: انزلي الحين.. وباشرح لش داخل

هيا صعدت معه لشقته
فتح الباب
ودخلت بخطوات مترددة
كانت شقته أكبر من شقتها وأفخم بكثير

هيا بتوتر: أنت ليش جبتني هنا
أنا أبي أروح لشقتي

مشعل بهدوء: شقتش سلمت مفاتيحها
وأغراضش جمعتها باكينام كلها
وجبتها كلها هنا

هيا بثورة: أنت أشلون تسمح لنفسك تصرف من رأسك
ومن سمح لك تسوي كذا

مشعل بذات الهدوء: اللي سمح لي إني رجالش الحين إذا أنتي ناسية

مشعل كان تفكيره ينحصر أن يجنبها العودة لشقتها
حيث كانت المكان الأخير الذي جمعها بأمها
لم يرد لجروحها أن تنفتح من جديد
أرادها أن تبدأ حياتها الجديدة من مكان جديد

هيا تستكتمل ثورتها: ولو رجّالي على قولتك
مهوب المفروض تشركني في قرار مثل هذا
لأن هذي حياتي أنا مهيب حياتك

كانت تتكلم بذات لهجته وحدتها
ولكن ماضايق مشعل أنه شعر أنه يتحاور مع رجل
وليس مع أنثى
فحدتها كحدة الرجال وليست حدة أنثوية مطلقا

مشعل بتعب: هيا اسمعيني
أنا مهوب صعب علي أكوفنش الحين
أخليش تحاسبين ألف مرة قبل ما تعلين صوتش علي
كف واحد مني بيخليش تحرمين
لكن عمر هذا ماكان أسلوبي
ولا هذي بالمرجلة في نظري
أنا رجالش الحين
برضاش.. غصبا عنش.. رجالش
وأظن أخر شيء وصتش أمش فيه هو أنا
مثل ما أنا حفظت وصاتها.. أتمنى أنتي تحفظينها
أنا وأنتي باقي لنا ذا السنة بس ونخلص دراستنا
خلينا نخلصها بالطول وإلا بالعرض
وما فيه داعي تحولين حياتنا جحيم


هيا شعرت بالخجل
الكثير من الخجل
من تساميه فوق عصبيتها
وثورتها غير المبررة

هيا همست بهدوء: إن شاء الله مشعل إن شاء الله
ثم قالت بخفوت: غرفتي وينها؟؟
ثم أكملت وهي تبتلع ريقها: مشعل أنا أبي لي غرفة بروحي
أعتقد أنك فاهم إنه إحنا تزوجنا في ظروف غير طبيعية
وأنا مازلت غير متقبلة لفكرة الزواج كلها
وما أعتقد إنك بتطالبني بحقوق أنا مهوب مستعدة لتقديمها



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 09-30-2010, 11:47 AM   #32 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


شقة مشعل بن عبدالله

هيا تقول بخفوت:
مشعل أنا أبي لي غرفة بروحي
أعتقد أنك فاهم إنه إحنا تزوجنا في ظروف غير طبيعية
وأنا مازلت غير متقبلة لفكرة الزواج كلها
وما أعتقد إنك بتطالبني بحقوق أنا مهوب مستعدة لتقديمها

مشعل يتجاوزها وهو يلقي بنفسه على الأريكة ويقول بإرهاق:
فيه غرفة نوم فاضية جنب غرفتي الحين بأشيل شناطش فيها
ولا تخافين ماني مطالبش بشيء غير إنش تخفين من عصبيتش
تراني مافيني صبر على الحنّة الواجدة..

هيا بنبرة غضب: تهددني؟؟

مشعل بتأفف: الله يهداش بس.. دائما متحفزة ومستعدة للهجوم
ترا أنا ما أنا بعدوش.. عشان أهددش

هيا أخذت نفسا عميقا.. وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

ثم دخلت لداخل الشقة لإكتشافها ولفسخ عباءتها
تشعر بالخجل من خلع عباءتها والجلوس أمام مشعل بدونها
ولكن لابد أن تعتاد على ذلك عاجلا أو آجلا

فتحت باب الغرفة الأولى
اكتشفت فورا إنها غرفة مشعل
مكتب مكدس عليه كتب
وملابس ملقاة على السرير
ورائحة عطر رجولي فخم داعبت أنفها فور فتح الباب
شعرت بالخجل يكتسحها
أغلقت الباب وتوجهت للغرفة الأخرى

كانت غرفة نوم أنيقة ونظيفة وخالية تماما
سوى من بعض ملابس رجالية في الدولاب
أزاحتها هيا إلى الجانب
لأنها لا تعلم ملابس من هي

خلعت عباءتها وحجابها وعلقتهما
نظرت لنفسها في المرآة
كانت ترتدي بنطلونا واسعا أسود اللون
وبلوزة سماوية لنصف فخذها
وشعرها مجموع في صرة أسفل رأسها
مطلقا ليس منظرا مناسباً
ليكون المرة الأولى التي يرى فيها زوج زوجته
ولكن هل هما زوج وزوجة فعلا؟؟

وهي سارحة في أفكارها
طُرق الباب
كان مشعلا يحمل حقائبها
حقيبتان ضخمتان يحملهما بخفة
همست بخجل: ادخل

دخل مشعل ثم وقف في منتصف الحجرة ليضع الحقائب
وهو يشعر بحرج غير مفهوم
بدت له رقيقة وضئيلة
بعيدا عن العباءة التي كانت تخفي معظم تفاصيلها
اعترف لنفسه أنه مبهور بعنقها الطويل الشامخ

قال كمحاولة لتبديد احساسه:
الملابس اللي في الدولاب ناسيهم راكان ولد عمي لما زارني العام..
حطيهم في كيس وفضي الدولاب لش..

هيا بهدوء: إن شاء الله

أجابها بذات الهدوء: محتاجة شيء ثاني؟؟

هيا بهدوء: لا شكرا
ثم استدركت بحزن عميق: مشعل أغراض أمي وش سويتوا فيها؟؟

مشعل بهدوء: الملابس كلها في شناط وخليتها عند إمام المسجد
لين أشوف إذا أنتي موافقة خليته يدخلها في التبرعات
وباقي الأغراض بتلاقينها في شناطش
والكراتين اللي برا فيها كتبش
وبكرة باشتري لش مكتب


**********************


بيت مشعل بن محمد
وجبة الغداء

أسرة مشعل تجتمع كاملة على الغداء
يجلسون على الأرض حول سفرتهم
لطيفة مشغولة بإطعام جود
ومشعل مشغول بمراقبتهما

لا يعلم أي ولع غريب أصابه
كل ما تفعله بات يفتنه
حتى في إطعامها لابنتها يتتبع حركة أناملها الرشيقة
ابتساماتها لها
تدليلها ومناغاتها لها
تبدوان كما لو كانتا جزءا من صورة مبهرة
الصورة قائمة بذاتها لا تعلم ماذا فعلت بقلوب معجبيها واندهاشهم

لطيفة انتبهت أنه لا يأكل
سألته بعفوية: مشعل الأكل ما عجبك؟؟

رد عليها بهدوءه الماكر: ولو قلت ما عجبني؟؟

كانت على وشك الرد بردها الاعتيادي الذي ربما كان يتوقعه
(بأسوي لك غيره الحين)
ولكنها ردت بهدوء متقن مغلف ببرود بارع
وهي ترسم ابتسامة من أجل أبنائها:
بأقول بكيفك يا بو محمد.. تسوي ريجيم أحسن..

ابتسم.. بل كان على وشك الانفجار ضحكا
لولا أنه تحكم في ردة فعله (كم أنتِ لئيمة!!)
أجابها بابتسامة: وأنا بأقول كثر الله خيرش يأم محمد
يجي منش أكثر..

(كم أنت بارد!!
لِمَ هذه الابتسامة؟!!
هل قلت نكتة ما أيها السخيف؟!!)

لطيفة ردت عليه بنفس مستوى خبثه:
وأنا بأقول خيرك سابق
وأنت راعي الأولة يا أبو محمد
وراعي الأولة ما ينلحق..
وأظني إنك فاهمني..

"تقصد أنك من بدأ وليس أنا!!"

لطيفة أنهت عبارتها له..
وحملت ابنتها وغادرت..
وهي تقول لأبنائها: إذا خلصتوا تعالوا لي في غرفتكم أدرسكم
عشان العصر أخليكم تشوفون الكرتون..

ومشعل يبتسم وهو ينظر إلى ظهرها وهي تغادر
(يعني أشلون؟؟
ياحليلش!!
تعتقدين سكتتني كذا؟!!
توش ماعرفتي مشعل يا لطيفة
انطري علي شوي بس)




بعد صلاة العصر

بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية

الجدة تتقهوى قهوة العصر وناصر وفارس عندها
جاءا للسلام عليها
فارس مازال متعبا ولكنه يمر للسلام على جدته
حتى لا يرهقها بأن تأتيه بنفسها

مشاعل في الأعلى
تسأل وكالة الأنباء ريم: من اللي عند جدتي؟؟

ريم (بعيارة): فارس أبو نص ذراع.. (لأن يده معلقة برقبته)

مشاعل قرصتها في ذراعها: عيب يا قليلة الادب

ريم تفرك مكان القرصة: ول قبصتها والقبر..
جعل نويصر يصرقعش كفين ليلة العرس

مشاعل بغضب: زين يا قليلة الأدب.. دواش عندي

ريم ترقص حاجبيها: إذا مسكتيني يا مرت ناصر سوي اللي تبينه

وخرجت تركض ومشاعل خلفها

ونزلت للأسفل وهي تركض على السلالم ومشاعل مازالت خلفها
وهي تقسم بأن تأدبها اليوم

كان فارس وناصر يجلسان متجاورين ووجهيهما للدرج

استغربا أولا نزول ريم كالإعصار وصوت ضحكاتها يتعالى
ثم المخلوق الآخر خلفها
مشاعل وصلت نصف الدرج ثم انتبهت لوجود مخلوق آخر يجلس بجوار فارس
مشاعل بقيت لنصف دقيقة وهي مازالت غير مستوعبة
وعيناها مثبتتان عليه
ثم رمشت بجزع وعيناها تمتلئان بالدموع وتعود ركضا للأعلى


الآخر هو..
كان فاغرا فاه..
على كثرة ما زار جدته لم يصدفها يوما..
رغم أنه تمنى كثيرا لو يلمحها فقط
فهل انفتحت له أبواب ليلة القدر اليوم؟؟
وهل دعت له أمه اليوم من قلبها
وقالت: "روح ياناصر الله يحقق لك أمانيك"

فارس رغم أنه غضب أولا
ولكنه لم يستطع منع نفسه من الانفجار من الضحك
وهو يرى ناصر مغفور الفم

فارس يمد يده السليمة ويغلق فم ناصر وهو يقول (بعيارة):
يا أخ سكر البلاعة ذي لا يدخلها الذبان

الجدة لم تنتبه لشيء مطلقا لأن ظهرها كان للدرج

ناصر يضع يده على قلبه ويقول بطريقة تمثيلية وهو يهمس لفارس:
فارس يا أخيك..
تكفى زوجوني الليلة.. لا أستخف عليكم
نعنبو داركم.. داسين ذا الملاك علي.. حرام عليكم يالمجرمين



في الأعلى مشاعل انخرطت في موجه بكاء حادة
آخر ما خطر ببالها أنها قد ترى ناصر
وفي هذا الوضع المحرج!!
خجلها منه يخنقها..
تكاد أن تموت خجلا وحرجا
وكلما استعادت الموقف وهو يبحلق فيها
بدأت في موجة جديدة من البكاء


المقهى القريب من جامعة جورج تاون
قبل صلاة العصر
كانت باكينام تصل وتضع كتبها على طاولة خالية وتجلس
تريد أن تتناول شيئا خفيفا وتعود للسكن لتصلي وترتاح


كانت تضع ملاحظات في كتابها
حين اقتحم سكونها الصوت العميق الدافئ إياه:
وأخيرا عدتي لزيارتنا.. خشيت أن تكوني قد كرهتي شاينا الإنجليزي

رفعت باكينام عينيها
يبدو أكثر وسامة من المرة الماضية
هذه النظرة الغامضة في عينيه تفتنها

ابتسمت باكينام: انشغلت قليلا مع صديقتي
فوالدتها توفيت

هو بتأثر: خالص تعازيّ

باكينام بعذوبة: شكرا..
ثم قالت باللهجة المصرية: يخرب بيت زوئك وحلاوتك (حتى لا يفهمها!!!!)

ثم اكملت بالإنجليزية: هل تعلم أنك مصدر محيرة؟؟

ابتسم بغموض: أنا؟؟

ابتسمت: نعم أنت..

بذات الغموض: ولماذا؟؟

ابتسمت: مكسيكي يتحدث الانجليزية بنبرة بريطانية فاخرة..
وحوارك يدل على ثقافة.. وتعمل نادلا
أي من هذه الأشياء لا يثير حيرة..؟!!

بغموضه المثير: قابليني بعد أن أنهي عملي.. وأزيل حيرتك..
لأني لا أستطيع الثرثرة مع الزبائن؟؟

ابتسمت باكينام وهو تقول بذكاء: ومادمت أنا زبونة.. أحضر لي كوراسون وعصير برتقال لو سمحت..

ابتسم بدوره..
كلاهما يجيدان اللعب..
كلاهما ذكيان..
وخطيران..
خطيران جدا..



****************************



شقة مشعل بن عبدالله

مشعل بعد أن أدخل كل أغراض هيا لغرفتها
دخل إلى غرفته وأغلق الباب
وبدأ العمل على إطروحته
التي يقضي ساعات طويلة عليها يوميا
مرت أكثر من ساعتين حتى سمع أذان العصر
توضأ وخرج للصلاة

حين عاد كان يشعر بالجوع
تعوّد طيلة السنوات الماضية أن يخدم نفسه بنفسه
رغم أنه تعود في الدوحة على تدليل أمه وشقيقاته له
ولكنه هنا تعوّد أن يقوم بكل شيء بنفسه
وخصوصا أنه كان يعرف نوعا ما أن يطبخ
من رحلات القنص التي كانت تستغرق أسابيعَ
ولكنه الآن وكأي رجل شرقي يستحيل أن يطبخ لها
ولكنه أيضا لن يطلب منها أن تطبخ له
فهو مازال يجهل هذه الهيا التي تبدو له غامضة ومتباعدة

وهاهو يتوجه للمطبخ
سيعد له شطيرة وكأسا من الشاي

حين دخل رأى أمامه شيئا غريبا
اعتقد أن عينيه تخونانه
ولكنه كان فعلا شيئا غريبا ومبهرا وأخاذاً



الساعة الواحدة والنصف ليلا

غرفة مشعل ولطيفة

كلاهما مستغرقان بالنوم
كلاً في مكانه
لطيفة في سريرها
ومشعل على أريكته

رن هاتف لطيفة
لطيفة نومها خفيف
مع الرنة الثانية كانت تصحو مرعوبة
تنظر للاسم وتلتقطه برعب: موضي عسى ماشر؟؟

صوت موضي يصلها متقطعا: لطيفة تعالي الحين.. الحين.. أنتي ومشعل

لطيفة برعب: وشفيش موضي؟؟

موضي بنفس الصوت المتقطع: مافيني شيء بس تعالوا الحين بسرعة

لطيفة تقفز لمشعل وتهز كتفه بسرعة: مشعل مشعل

مشعل يمسك يدها ويحتضنها وهو نائم ويهمس: أخيرا جيتي حبيبتي حرام عليش قلبي ذاب وأنا أتناش..

انتزعت لطيفة يدها (يحلم بحبيبة القلب) عادت لتهزه بعنف أكبر: مشعل مشعل

قفز مشعل مرعوبا: وش فيش لطيفة؟؟

لطيفة بقلق: موضي متصلة تقول تبينا نجيها الحين

مشعل برعب: عسى ماشر؟؟

لطيفة وقلقها يتصاعد: ماقالت لي شيء.. بس قالت تعالي أنتي ومشعل

مشعل يقفز لارتداء ملابسه: يالله بسرعة البسي..

لطيفة لبست وأيقظت خادمة البيت العجوز..
ووصتها أن تنام في غرفة بناتها حتى تعود


وهم خارجين من البيت
صدفهم راكان في الشارع وهو يدخل لداخل بيتهم
راكان اتصل بمشعل وهو يقول له بقلق: عسى ماشر مشعل؟؟
وين رايح أنت وأم محمد في ذا الليل؟؟

مشعل بقلق: موضي متصلة تبينا.

راكان بقلق: ذا الحزة.. طمني عقب.. لا يكون فيها وإلا في حمد شيء

بعد دقائق كان مشعل الذي قاد سيارته بسرعة جنونية
يقف أمام باب بيت حمد ويجد جميع الأبواب مشرعة
ويدخل هو ولطيفة وقلقهم يصل للحد الأقصى

ليفجعوا بما رأوه داخل البيت


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 09-30-2010, 11:48 AM   #33 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


شقة مشعل بن عبدالله في واشنطن

كان مشعل يدخل إلى المطبخ
ليرى أمامه صدمة بكل المقاييس
هيا كانت تقف أمام المغسلة وتغسل وظهرها للباب
ليست هذه الصدمة بالتأكيد..

الصدمة كانت في الليل الأخاذ السرمدي الذي يصل طوله إلى ركبتيها


قبل حوالي ساعتين..بعد أن دخل مشعل لغرفته
رتبت هيا بعض أشياءها الضرورية واستخرجت بعض ملابسها
ثم قررت أن تطبخ
ظنت أن هذا قد يكون تصرفا لائقا تجاه مشعل
وحتى تتلهى عن الحزن العميق الذي يخنق روحها
والأفكار المرة التي تأخذها في دوامات الذكريات
بعد أن أنهت الغدا..ء تركته ينضج
واستحمت.. جففت شعرها سريعا ثم تركته مسدلا ليستكمل جفافه
وعادت للمطبخ لتنهي غسل الأواني
وهاهو مشعل يقف خلفها..
مشعل كان مبهورا..
بل كلمة الانبهار وصف أقل بكثير عن الاحساس الذي اكتسحه
كان يعتقد أن طول الشعر المفرط هذا قد انقرض
ولم يكن شعرها طويلا فقط بل كان مبهرا في طوله وسواده ونعومته وكثافته
كان تماما كما كانت جدته تصف شعرها في شبابها
بل إن شعر جدته مازال طويلا نوعا ما.. وهي تجدله في جديلتين طويلتين
لطالما عشق مشعل في طفولته الالتفاف بهما
وكان يقول لها: ماني بمتزوج إلا وحدة شعرها مثل شعرش طويل
وجدته تضحك وتقول: فاتّنّك.. ماعاد فيه يأمك.. خلصوا..

وربما حاول مشعل متعمدا تناسي الشرطين الآخرين
كان دائما يقول لها: يمه أنا أبي وحدة اسمها هيا وتشبهش.. وشعرها طويل نفس شعرش أيام الشباب على قولتش..

وجدته تضحك طويلا وترد عليه: هذي بيصنعونها على حسابك!!!

فهل كانت الأقدار تلعب لعبة ما!!
هاهو على أعتاب الثلاثين وكان لم يتزوج بعد
رغم أن أمه كانت تلح في كل مرة يعود فيها للدوحة
أن يتزوج ليجد من يؤنس وحدته في الغربة
ولكنه كان يرفض دائما دون سبب مقنع
فأي الأسباب كنت تنتظر يا مشعل؟!!


تنحنح مشعل.. التفتت له هيا وهي تشعر بالخجل
مشعل ابتسم: ماشاء الله هذا كله شعر..

هيا بخجل: ابي كان يحب الشعر الطويل يقول يذكره بجدتي
كان يقول إني طالعة عليها
عشان كذا ماكنت أقصه ولا قصيته ..عشانه
ثم أكملت بحزن صميم: وأمي كانت تهتم فيه واجد

كان بود مشعل أن يعبر عن إعجابه به
أو حتى يكتب قصيدة في هذا الشعر الأسطورة
ولكنه صمت.. فليس في موقع يسمح له بالغزل
وليست في وضع يسمح لها بتقبله

هيا بهدوء: تبي غدا؟؟

مشعل بذات الهدوء: وش طبختي؟؟

هيا رسمت ما يشبه ابتسامة باهتة: كبسة.. تمشي الحال؟؟

مشعل ابتسم : أكيد تمشي الحال.. أنا أصلا كانت أقصى أمنياتي سندويشة وكأس شاي


**************************


بيت حمد بن جابر

الساعة 2 إلا ربع قبل الفجر

كان مشعل الذي قاد سيارته بسرعة جنونية
يقف أمام باب بيت حمد ويجد جميع الأبواب مشرعة
ويدخل هو ولطيفة وقلقهم يصل للحد الأقصى

ليفجعوا بما رأوه داخل البيت


كانت موضي تجلس على الأرض الرخامية وتسند ظهرها على الكنب
والدم يسيل من جميع أنحاء جسدها ووجهها متورم
مشعل فقد عقله وهو يراها على هذه الحال
لم ينتبه ولم يهتم إلى أنها كانت بدون غطاء أو عباءة والكثير من جسدها ظاهر
اقترب منها وهو يحملها بين يديه بخفة
أنت موضي أنة ضعيفة..
وولطيفة صرخت برعب وهي تصرخ في مشعل: مشعل يدها مكسورة
مكسورة.. مكسورة

وبالفعل كانت يدها مكسورة كسر سيء والعظم مزق جلدها خارجا

موضي فتحت عينيها بضعف ومشعل يركض بها للسيارة ويسألها بصوت غضب مرعب:
من اللي سوى فيش كذا..؟؟

موضي بضعف: طحت من الدرج..
لم تكن موضي تريد حماية حمد لكنها تريد تجنيب عائلتها النزاع ومرارة الانتقام

لطيفة تجهز مكانا في الخلف وتركب أولا لتتناولها
وتقول له بغضب وحزن وهي ترتعش وتختنق بعبراتها القاتلة:
لا ماطاحت .. أكيد حمد ضاربها..
مثل ما يضربها من يوم خذها
بس خلاص لهنا وخلاص.. لهنا وخلاص..

وقتها كان مشعل ركب في مقعده وهو يلتفت على الخلف
ويقول بغضب ناري مرعب كاسح.. غضب بركاني: وشو؟؟ يضربها؟؟
الكلب.. النذل الحقير
ماعاد إلا بنت عبدالله بن مشعل تضرب
وأنتي وإياها دواكم عندي بعدين.. يعني ذا السنين كلها يضربها وأنتوا ساكتين
مخلينه متوطي شيخته ماكن وراها رياجيل
وأنتي يا لطيفة بالذات دواج عندي.. هذا وانتي الكبيرة

لطيفة ابتلعت ريقها..
ومشعل يقود بسرعة جنونية وهو لا يرى أمامه من الغضب الذي أعماه..
بعد أن ألقى غترته على لطيفة لتفتحها وتحاول تغطية موضي بها

بعد دقائق رن هاتفه.. كان راكان الذي سأله بقلق:
مشعل.. حمد وهله أربهم طيبين..

مشعل بغضب ناري:حمد الكلب.. يا من يمسكني رقبته بس والله ما يخلصه مني شيء..

راكان قفز واقفا وهو ينتفض من الحمية: وشو مسوي حمد؟؟

مشعل بذات الغضب الملتهب: ضاربن موضي ومكسرها..
جسمها ماعاد ينشاف من الضرب والدم.. الحيوان من خذها وهو يضربها

راكان لم يحتمل أن يسمع أكثر.. أقفل هاتفه..
وهو يخرج ليركب سيارته بدون أن يغير ملابسه حتى..

مشعل عرف ما سيفعله راكان، ويعرف أن راكان وإن كان أكثرهم حلما
إلا أنه عندما يغضب فغضبه لا حدود له..

مشعل أعاد الاتصال براكان، راكان رد عليه بكلمة واحدة: نعم

ومشعل رد عليه بجملة واحدة: آجعه بس لا تذبحه !!

قبل ذلك بحوالي ساعة

كان حمد في غرفة المكتب
وموضي كانت نائمة منذ الساعة التاسعة
حوالي الساعة 12 قامت من نومها وهي تشعر بالعطش
قررت أن تحضر لها ماءً لتشرب

في طريقها للمطبخ وجدت باب المكتب مفتوحا ونوره مضاء
دخلت لترى إن كان حمد يحتاج شيئا
وجدت المكتب خاليا
والخزنة التي يحرص حمد على إغلاقها بشكل دائم مفتوحة
وفوقها ظرف بني يحمل اسم مستشفى
شعرت موضي بالفضول
ابتعلت ريقها
وفتحت الظرف
لتفجع بما وجدت فيه...


لحظتها تماما دخل عليها حمد الذي كان في الحمام
نظر لها والظرف بيدها
وعيناه تنقلبان من الغضب: وش تسوين؟؟

موضي ابتلعت ريقها مرة ثانية وحاولت أن تقف بثقة وهي تقول له:
أنا ما كان عندي مانع إني أعيش معك
حتى لو كان معك عيب خلقي يمنعك من الانجاب
بس إنك طول ذا السنين وأنت تذلني وتضربني على عيب مهوب فيني وأنت داري
فهذا خلاص هو الفراق بيني وبينك
طلقني يا حمد..طلقني..

حينها حمد فقد عقله تماما
كيف يطلقها.. كيف؟؟ وروحه معلقة فيها؟؟
لا حياة له بدونها.. هي سبب استمراره في هذه الحياة

وكيف تتجرأ عليه وتتهمه؟؟ كيف؟؟
كيف تتجرأ وتكتشف سره؟؟
كيف سيواجهها بعد أن فقد مصدر قوته أمامها؟؟؟


أدخل يده في شعرها وسحبها للصالة وهو ينهال عليها ضربا ورفسا
بصورة لم تحدث مسبقا ولا في أي مرة من المرات السابقة
لأن هذه المرة ليست كأي مرة سابقة

حمد عاد لبيته بعد دقائق من أخذ مشعل ولطيفة لموضي
فهو استعاد وعيه
وعاد يريد أن يذهب بها للمستشفى
لم يجدها..
أخذ يدور في البيت كالمجنون وهو يناديها

حينها دخل عليه راكان..


حمد بتوتر: هلا راكان..

راكان كان رده عليه أن صفعه على وجهه صفعة أسقطته أرضا
وهو يقول بصوت اختلطت نبراته من الغضب الذي لا حدود له:
هذا ردي على سلامك
والحين قوم وقف..
ويومك رجّال يدك طويلة.. ورني فعل يدك

لم يستغرق حمد في يد راكان أكثر من 5 دقائق
تركه راكان بعده ملقى على الأرض غارقا في دمه
وراكان يميل عليه ويبصق عليه: اللي يمد يده على مره هو مره مثلها
ولولا حشمة مره هي عمتي نورة وإلا والله واللي رفع سبع سموات بليا عمد
يا الليلة ممساك أبو هامور.. (أبو هامور=منطقة في الدوحة فيها مقبرة كبيرة باسمها)
والحين إتصل في حد يوديك للمستشفى لا بارك الله فيك


بذل راكان جهدا خرافيا ليحكم عقله وحتى لا يقتل حمد أو يصيبه بعاهة مستديمة
من أجل شخصا واحدا يحمل له معزة كبيرة
هي عمتهم الوحيدة نورة
فحمد هو وحيدها

كان غضب راكان لا حدود له.. غضب صِرْف ملتهب..
أولا لأن موضي واحدة من بنات آل مشعل
ولو حصل لأي واحدة منهن ما حصل لموضي كان هذا سيكون تصرفه

الشيء الآخر الذي آلمه حتى النخاع
آلمه حتى أعمق أعماق روحه الموجوعة
أنه فضّل هذا الحيوان المدعو حمد على نفسه
ترك حبيبة قلبه له
على أمل أنه سيكون أفضل لها منه
على أمل أنه سيصونها وستكون هي أميرته الوحيدة
أراد لها الأفضل
كان يظن أن حمد هو الأفضل
فكيف وهي عاشت تتعذب معه
وراكان عاش حياته يتعذب
لو أنه كان يعلم فقط!!
لو أنه كان يعلم فقط!!
كان جنّبها وجنّب نفسه كل هذا العذاب
مهما يكن.. كان آلمها بكونه متزوجا صوريا أخرى
سيكون أهون من عذاب الإهانة التي عاشتها سنوات

ولكن ماعاد للتمنيات معنى!!
فموضي أصبحت طيفا ومجرد ذكرى باهتة
وهو مات قلبه!!
وأجدبت عروقه..

راكان عاد للبيت
وغير ملابسه
وتوجه للمستشفى

طوارئ مستشفى حمد
الساعة 3 قبل الفجر

راكان يصل للمستشفى
وجد مشعل يقف في الممر
وثوبه الأبيض غارق بالدم
كاد راكان أن يجن
وهو يتمنى أن يعود ليقتل حمد
لانه علم أن هذا الدم هو دم موضي
وما منعه من ذلك إلا أنه ترك حمد أشبه بجثة
وليس هو من يستقوي على من لا يستطيع مجابهته

اقترب من مشعل وهو يقول بتأثر: وش أخبارها؟؟

مشعل بغضب: أربك عرفته جزاء سواته فيها؟؟

راكان بهدوء: عرفته وزود.. موضي شاخبارها؟؟

مشعل يشتعل غضبا: الحيوان الله يأخذه.. ماخلا فيها عظم سالم..
عندها كسرين.. من غير الرضوض في كل جسمها..

راكان يشعر بالكثير من الغضب
والكثير من الأسى..

مشعل يستكمل: سووا لنا سالفة والشرطة جات..
بس الضابط كان يعرفني.. وعرف إن الموضوع حساس
واحنا قلنا له إنها طاحت من الدرج
مع إن الدكتور كان مصر إنه تعذيب وضرب
وقدرت ألم الموضوع.. ولو أني كنت أتمنى أخليه يدخل السجن ويعفن فيه

راكان كان صامتا.. يشعر أن كل الكلمات لا معنى لها
ككل حياته!!
تضحيته كانت بدون معنى..
ضحى بها من أجل سعادتها..
فإذا هو يضحي بها حقيقة
ويجعلها قربانا لقسوة حمد وجنونه
كيف صبرت هي كل هذه السنوات؟؟
كيف صبرت؟؟
شعر بضياع مر قاس
كان يعيش حياته كلها في كذبة اسمها

"تضحيتك لها قيمة!!"

مشعل يهمس لراكان: مشعل لا يدري بشيء
المجنون لو درى مهوب بعيد ياتي.. ويذبح حمد



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 09-30-2010, 12:15 PM   #34 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


طوارئ مستشفى حمد
أذان الفجر

راكان خرج من المستشفى
ولكنه لم يعد للبيت

مشعل يقف على باب غرفة الملاحظة
و طلب من إحدى الممرضات أن تنادي له لطيفة
لطيفة خرجت له
كانت عيناها الباديتان من فتحتي النقاب متورمتين من البكاء
فما تراه في موضي ذبحها من الوريد إلى الوريد

مشعل يخاطبها دون أن ينظر لها
تعلم لطيفة أنه غاضب
وتعلم أنها لم ترَ بعد شيئا من غضبه
وتعلم أنها مخطئة
أكثر من 3 أعوام ونصف وهي تعلم أن حمد يضرب موضي ضربا مبرحا
كانت الوحيدة التي تعرف
ولكن موضي أمنتها ألا تخبر أحدا
ولكنها الآن تشعر بعظم جنايتها
مر عام والآخر ألم يكفيا لتعلم استحالة العيش بينهما؟!
أكان يجب أن يصل الوضع لهذا الحال حتى تعلم؟!!
كانت تعلم أن كسور موضي وجروحها ستطيب يوما
لكنها تعلم أن في أعماقها جرحا نازفا لن يطيب
فحمد كسر روحها قبل جسدها
ليتها تحركت قبل ذلك.. ليتها!!
ليتها تحركت قبل أن تُذبح برؤية أختها الصغيرة على هذا الحال

مشعل بنبرة باردة دون أن ينظر لها:
أنا بأروح للبيت بأبدل وبأصلي وبأشوف العيال.. وبأرجع عليكم

لطيفة بهدوء وعيناها في الأرض: زين..



كورنيش الدوحة
قبل آذان الفجر
يحمل الجو نسمات باردة
أصبحنا في أواخر أكتوبر

يجلس على الحاجز الحجري
غترته إلى جواره
ونسمات الهواء تعبر خصلات شعره
لم يعتد مطلقا أن يخلع غترته في مكان عام

ولكنه مخنوق.. مخنوق
يتمنى أن يتخفف من جسده الضخم لو استطاع
يتمنى أن تحلق روحه
بل يتمنى أن يجد روحه أولا ليجعلها تحلق
الروح التي خُنقت حين تزوج من زوجة صديقه
ثم استلت تماما وغادرته حين تزوجت موضي

مرٌّ هذا الإحساس الذي يكتسحه
تضحيته بدون قيمة
ضحى بسعادته وسعادتها معاً
بدون ثمن
فلا هي عاشت سعيدة!!
ولا هو عاش سعيدا!!

موضي ذاتها لم تعد سوى ذكرى
لم يعد لها في داخله أي مشاعر خاصة
ولكنها ذكرى ثمينة
فهي حبه الوحيد

مازال يحتفظ بالدفتر إياه
الدفتر الذي خبئه منذ أربع سنوات ونسيه
الديوان الذي طمره كما طمر مشاعره حين تزوجت موضي من حمد
يشعر برغبة كاسحة أن يستخرجه الآن ليكتب فيه قصيدة أخيرة يسميها

"موضي ضحيتي"!!!


طوارئ مستشفى حمد
بعد صلاة الفجر
تم نقل موضي لغرفة خاصة في الأعلى

لطيفة صلت
وأخذت تتأمل وجه أختها الذي لا يكاد يظهر من كثرة الضمادات
تشعر بألم لا حدود له
فهي كان لها دور كبير في ألم أختها
كما قال مشعل "هي كانت الكبيرة"
كان لا بد أن تتصرف قبل هذا بكثير!!

قرار يتشكل في ذاتها.. آن وقت تصحيح الأخطاء
وحضرت روح آل مشعل المقاتلة

أخذت هاتفها واتصلت برقم معين

كان يصل لبيته بعد أن صلى الفجر
رن هاتفه
توقع أنه أحد (ربعه الشياب) يريده أن يفطر معه
فمن سيتصل غيرهم في هذا الوقت

استغرب حين سمع صوت لطيفة، رد بقلق: عسى ما شر يا أبيش؟؟

لطيفة سحبت نفسا عميقا وهي تقول بثقة: اسمعني يبه
أنت داري إن غلاك من غلا إبينا والله الشاهد
بس خلاص طال عمرك.. خلاص
تروح الحين لولدك وتخليه يطلق أختي أول ما تطلع الشمس

أبو حمد برعب: طلاق؟؟ ليه يا أبيش؟؟

لطيفة اختنقت بعبراتها: يبه حن زوجنا حمد شيختنا.. نحسب إنه بيصونها
لكنه توطاها كنه مطية لها
من يوم خذها وهو يضربها.. والبارحة ضربها لين ما خلا فيها عظم سالم
إبي ما بعد درا.. وأظني إنك تعرف عبدالله بن مشعل إذا درا وش ممكن يسوي
مهوب بعيد يذبح حمد وأنت داري
خل حمد يطلق موضي.. ويسافر لين تعافى موضي

أبو حمد مصدوم.. والصدمة ألجمته.. تمتم بنبرات متقطعة:
يصير خير يا أبيش يصير خير..


أبو حمد شعر بغضب كاسح يتصاعد في روحه (هذي أخرتها يا حميّد.. هذي أخرتها!!)

أبو حمد ركب سيارته وتوجه لبيت حمد..
وجد الأبواب مفتوحة..

دخل ليجد حمد ممددا على كنبة في الصالة
وملابسه غارقة في الدم

أبو حمد ارتعب حين رآه لكن ذلك لم يمنعه أن يلكزه في كتفه:
من اللي سوى فيك كذا؟؟

حمد بصوت ضعيف: راكان..

أبو حمد بغضب: حجت يمين راكان أنا أشهد إنه رجّال..
والله ثم والله لو أني ماجيت وعينتك كذا
ما كان يفكك من يدي شيء

ثم أردف: فيك كسور؟؟

حمد بذات النبرة الضعيفة: لأ..

أبو حمد بقوة: قم أوديك للمستوصف.. وعقبها ورانا مشوار

حمد وهو يحاول الوقوف: أي مشوار؟؟

أبو حمد بثقة: المحكمة عشان تطلق موضي..

حمد برعب وهو يشعر بالجملة تنزل على رأسه كالصاعقة:
لا يبه تكفى.. كله ولا طلاق موضي..

أبيه وهو يسحبه للسيارة: ليه أنت متوقع إن عبدالله وإلا ولده بيخلونها عندك
عقب اللي أنت سويته فيها يا أسود الوجه..

حمد بعبرات مختنقة: كله منك يبه.. كله منك..
أنت السبب... أنت السبب
كل اللي فيني من سبتك


أبو حمد وهو يركب سيارته ويشغلها يقول له باستنكار:
أنا؟؟ ليه وأنا وش سويت؟؟

حمد بذات العبرة المختنقة: أنت كنت عارف إني عندي مشكلة
لكن بدل ما تعالجني ضربتني.. ضربتني لأنك تحبني
وأنا أضرب موضي لاني أحبها
هذي اللغة اللي أنت علمتني..

أبو حمد بغضب: أنا ماضربتك غير مرة وحدة لأنك كنت غلطان
لكن أنت لك سنين وأنت متوطي موضي
ماحشمت إنها بنت عمتك وبنت خالك

حمد بدأ بالبكاء وهو يقول: كله منك كله منك..

أبو حمد بغضب: إقطع يالخاسي بتبكي مثل النسوان..

حمد صمت وهو يطوي مرارته في ذاته
وأبو حمد صمت وهو يقود وتعود ذاكرته لحوالي 20 عاما مضت


كان حمد في الصف السادس الابتدائي
استدعته إدارة المدرسة
مدير المدرسة كان رجلا منفتحا
أخبر أبو حمد أن حمد يعاني من عنف غير مبرر
وأنه أكثر من مرة ضرب طلاب في الصف الأول الابتدائي ضربا مبرحا
وأخبره المدير أنه حجز لحمد موعدا في الصحة النفسية
حتى يتابع مواعيده هناك
فحمد يبدو أنه يعاني مرضا نفسيا يحتاج العلاج
وأنه من الأفضل أن يتداركوه قبل استفحاله

ولكن أبا حمد بأفكار مجتمعه المتغلغلة فيه رفض فكرة العلاج النفسي
وأرجع تصرفات حمد إلى أنه أفرط هو ونورة في دلاله
لأنه ابنهما الوحيد

فكان تصرفه أنه نقله لمدرسة أخرى
وعاد به للبيت وأغلق عليه باب غرفته
وضربه ضربا مبرحا
ونورة تسمع صراخ ابنها وتصرخ عند الباب
هذا الموقف عاش في روح حمد وتغلغل
يعرف أن والده يحبه.. لذا ضربه
والعلاج النفسي عيب

توقف عن إبداء أي تصرفات عنف
ولكنه أصبح متباعدا لا يعبر مطلقا عن مشاعره
حتى حينما جئن شقيقاته وهو في الرابعة عشرة
لم يشعر بشيء تجاههن
بل كان يتمنى أحيانا لو يضربهن
ولكنه يستحيل أن يفعلها
فهو لا يحبهن.. فلماذا يضربهن؟!!

حينما تزوج موضي
تدفقت مشاعره ناحيتها بعنف
ومع مشاعره تدفق عنفه
كلما ازداد حباً لها
كلما ازداد عنفاً معها!!!

وهاهو والده وسبب مشكلته
يريد أن ينحره
يريده أن يطلق المخلوقة الوحيدة التي ينتمي لها وتنتمي له
لذا كان سكناه في بيت وحده
كان يريدها أن تكون له وحده
حتى أهله لا يشاركونه فيها
وحتى لا يعلم أحد كيف يعبر عن حبه الغريب لها

بضربها!!



بيت مشعل بن محمد
الساعة 6 وربع صباحا

لطيفة اتصلت بمشاعل لتذهب إلى بيتها
حتى توقظ أولادها وتجهزهم للمدرسة

بيت لطيفة ملاصق لبيت أهلها وبينهما باب مفتوح
وترتيب بيوت آل مشعل على النحو التالي
بيت مشعل بن محمد أولا
بجواره منزل عمه عبدالله
ثم بيت محمد
ثم بيت فارس ملاصقا لبيت محمد
وبينها جميعا أبواب
ولكن كل الأبواب مغلقة لا تفتح إلا لحاجة
عدا الباب بين لطيفة وأهلها

لطيفة أخبرت مشاعل أنها مرضت في الليل لذا أخذها مشعل للمستشفى
وأنها تستطيع أخذ راحتها في البيت لأن مشعل معها
طلبت منها تجهيز الأولاد محمد وعبدالله ومريم للمدرسة
وستساعدها خادمة البيت الكبيرة التي ستأخذهم مع السائق للمدرسة
وبعدها تأخذ جود وتعود بها معها لبيت أهلها

مشاعل ارتدت جلالها وتوجهت لبيت لطيفة

مشعل لم يعرف عن ترتيب لطيفة هذا
لذا كان له ترتيب آخر
طلب من الخادمة أن تجهز الأولاد للمدرسة
واتصل بناصر ليحضر العنود ويأتي بها ليأخذان جود بعد أن يذهب أخوانها للمدرسة
ناصر أطل على العنود وجدها تدرس لامتحان سيكون المحاضرة الأولى
فقرر أن يذهب لوحده ويحضر جود بعد أن يتأكد من ذهاب أخوانها
ثم يتوجه لعمله

وهاهو ناصر يصل لبيت مشعل
في ذات وقت وصول مشاعل له



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 09-30-2010, 12:17 PM   #35 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


بيت مشعل بن محمد
الساعة 6 وثلث صباحا

مشاعل وصلت
و دخلت من ناحية باب المطبخ الداخلي لأنه الأقرب للباب النافذ بين بيتهم وبيت لطيفة
وقتها كان ناصر يصل مع باب الصالة الرئيسي
ويتوجه للمطبخ الداخلي ليضغط جرس مناداة الخادمات من غرفتهن بجوار المطبخ الخارجي

تلاقيا
كان ناصر يدخل المطبخ
في الوقت الذي كانت مشاعل ترفع الجلال عن وجهها وشعرها
صُدمت صدمة حياتها برؤيته أمامها
وشعرت بارتعاشة خجل وخوف حادة تجتاحها
كانت تريد العودة وراءها
ولكنه لم يمهلها لتنفيذ مخططها
كان أسرع منها وهو يمسك ذراعها بقوة وحنان.. ويثبتها في مكانه

لم يكن ناصر يقصد سوءا مطلقا
حين رآها أمامه
شعر أن هذا اليوم فعلا هو يوم رضى والدته عليه وبركة دعائها له
أراد فقط أن يراها عن قرب
فهو شعر بارتعاشة ناعمة ومختلفة في ذات وقت رفعها للجلال عن وجهها
ورؤيته لشعرها القصير الناعم ينزل ليداعب عنقها بعذوبة مصفاة
فأراد أن يرى كيف هي ملامح هذا الملاك من قريب!!


ولكن ما فجعه هو نظرة الرعب التي ارتسمت على وجه ملاكه
لم يكن خوفا!!
لم يكن خجلا!!
كان رعبا صِرْفا!!

أفلتها وهو يقول لها بحرج: أنا آسف.. والله ماقصدت أضرش بشيء.. آسف

لم ترد عليه وهي تعود أدراجها راكضة

شعر ناصر بالألم.. بالكثير من الألم
يعلم أنه أخطأ في تصرفه..
ولكن ردة فعلها بدت له غير طبيعية أبداً

لم يعرف كيف يتصرف.. كيف يبرر
لم يجد أمامه غير سيدة المهمات الصعبة
أخته مريم

اتصل بها وأخبرها بكل شيء
مريم عاتبته مطولا
ناصر بضيق: والله العظيم إني داري إني غلطان
بس والله العظيم ماكان قصدي أضايقها
كنت أبي أشوفها بس..

مريم بضيق: مشاعل خجولة بزيادة.. بس خلاص لا تحاتي
أنا بأتصرف..

ناصر أغلق منها وصعد ليرى أبناء شقيقه ويأخذ جود..

ومريم أغلقت منه واتصلت فورا بمشاعل التي كانت وقتها في غرفتها
لم تكن تبكي
كانت مذهولة
مرعوبة
مصدومة


رن هاتفها.. كانت مريم
ردت عليها بجملة واحدة فقط:

خليه يطلقني.. ما أبيه..


********************


الساعة 8 صباحا

حمد ووالده يقفان أمام المحكمة الشرعية
حمد جسده مغطى بالضمادات
عانى والده في إقناع الطبيب حتى لا يتصل بالشرطة
وسكت في النهاية على مضض احتراما لسن أبي حمد ورجاءاته

حمد طوال الطريق يحاول إقناع والده بالتراجع عن فكرة الطلاق
ولكن أبا حمد كان مصرا
لأنه يعلم أنه لا أمل أن يوافق أحد على عودة موضي له
إن كان هو بنفسه لا يوافق على عودة ابنة شقيقته لإبنه.. فكيف بأهلها؟؟

يقفان أمام القاضي
بعد أن طلب أبو حمد من أحد الموظفين أن يأتي ليشهد معه على الطلاق
القاضي حاول أن يثني حمد عن فكرة الطلاق
وكان يريد تحويل قضيتهم لمركز الاستشارات العائلية على أمل الإصلاح كالعادة
ولكن أبا حمد همس في أذن القاضي بعدة عبارات جعلته ينظر لحمد شزرا بغضب

وبدأ بكتابة العقد..
أبو حمد بثقة وقوة قال للقاضي: طلاق بائن يا شيخ ثلاث طلقات محرمات

حمد فُجع.. كيف قرأ والده أفكاره..
فهو كان يفكر أن يطلقها طلقة واحدة ليسكتهم.. ثم يعيدها قبل نهاية فترة العدة
وستكون حينها قد شُفيت وأهلها خف غضبهم..

حمد همس لوالده بألم عميق: تكفى يبه تكفى طالبك.. طلقة وحدة..
عطني فرصة
والله بأعالج وأتغير..

أبو حمد همس له بغضب: أوص ولا كلمة..
تطلقها وأنت كلب ثلاث طلقات ذا الساعة..
والله ماعاد تعرفها ..دامك ما عرفت قيمة الجوهرة عندك
خلاص ما تستاهلها..



ليل واشنطن
الليلة الأولى التي تقضيها هيا في بيت مشعل
الساعة 10 مساء


بعد غدائهما الصامت مع بعضهما
الذي تبادلا فيه النظرات فقط
نظرات دون كلام
نظرات لا معنى لها
ولها كل المعاني

رتبت هيا المطبخ وعادت لغرفتها
ترتب أغراضها فيها
ومشعل لم يخرج من غرفته حتى صلاة المغرب سمعت بابه يفتح
ولم يعد إلا بعد صلاة العشاء حوالي الساعة 9 وربع

الآن تقرر هيا الخروج من غرفتها
تريد أن ترى إن كان يريد عشاءً رغم أن هيا ذاتها غير متحمسة
للقيام بدور الزوجة المتفانية في خدمة زوجها
فهذا الدور لا يليق بها
وخصوصا مع مشعل بالذات
ولكن هيا يحضرها شيء واحد
أن مشعل كان الشيء الوحيد الذي وصتها به والدتها وهي تموت

وجدته في الصالة
يشاهد أخبار الجزيرة
الساعة في الدوحة الآن الثامنة صباحا
عشر ساعات تفصل بينهما

(وليتك تعلم يا مشعل أين إحدى أميراتك الأثيرات الآن
وكيف ظُلمت أختك وضُربت وأنت لا تعلم؟!
أنت الذي أردت أن تحميهن من هبوب النسيم
فإذا ضلوعهن تسحق
ليتك تعلم أن الثلاث كلهن يعانين هذه اللحظة
لطيفة
وموضي
ومشاعل
قلوبهن مجروحة .. مجروحة حتى النخاع
رحمك الله بالبعد يا مشعل!!)

هيا اقتربت منه بهدوء: مشعل تبي عشاء؟؟

مشعل نظر لها بتمعن (أشلون صغيرة ورقيقة.. لكن ليش لمت شعرها؟؟)
أجابها بهدوء: لا.. أنا وسعيد مرينا كوفي عقب صلاة العشاء وتقهوينا
ماني بمشتهي..

هيا هزت كتفيها وتوجهت عائدة لغرفتها
استوقفها مشعل: هيا

هيا التفتت عليه: نعم

مشعل بهدوء: اقعدي معي شوي..

هيا عادت وجلست بعيدا عنه، مشعل ابتسم: أنتي خايفة مني؟؟

هيا بحرج: لا.. ليش تقول كذا..

مشعل بنفس الابتسامة: شوفي وين قعدتي..

هيا قامت وجلست في كرسي أقرب..

مشعل بهدوء: سولفي لي عن دراستج بريطانيا..أي جامعة دخلتي؟؟ أنا أعرف بريطانيا عدل ولو أني ممنوع الحين من دخولها..

مشعل كان يريد فتح حوار معها.. وحاول أن يختار موضوع البدء بذكاء
لم يرد أي موضوع قد يفتح أيا من جروحها
وموضوع دراستها في بريطانيا قد يكون موضوعا مناسبا..
ولديه من الحكايات حولها الكثير..


******************


ناصر في مقر عمله في وكالة الأنباء القطرية..(العلاقات العامة)

كان في غاية التوتر من بعد موقفه مع مشاعل صباحا
وخصوصا أنه علم أن مريم توجهت لبيت عمها قبل ذهابها لعملها
لم يتوقع أن الموقف سيكون له كل هذه التبعات
نادم على تصرفه الأهوج
ولكن نيته كانت صافية
لم يرد مطلقا أن يؤذيها
أراد رؤيتها فقط

يتصل بمريم ولكن مريم لا ترد

بالتأكيد ناصر ليس عاشقا مثل فارس مثلا
ولكنه يحمل مشاعر رقيقة لمشاعل
مشاعر طبيعية بما أنها زوجته التي ارتبط اسمها باسمه
مشاعر شاب طبيعي يميل نحو نصفه الآخر ويتمنى قربه

أعاد الإتصال بمريم
وأخيرا ردت

ناصر بلهفة: مريم الله يهداش وهذا وأنا موصيش

مريم ابتسمت رغم أن داخلها غير مطمئن: خلاص يا ابن الحلال
حط في بطنك بطيخة وكبر مخدتك

ناصر ابتسم: يعني خلاص أتطمن إنها مهيب زعلانة

ابتسمت مريم رغم قلقها: إن شاء الله

وهي تستعيد ماحدث بينها وبين مشاعل قبل أكثر من ساعتين
الأمر الذي أثار قلقها على حياة ناصر ومشاعل معا..



**********************


غرفة موضي الساعة 11 صباحا

مشعل مر بهم صباحا ليرى إن كانت لطيفة تريد شيئا
وأحضر لهم بعض الاحتياجات الضرورية
ثم توجه لعمله حوالي الساعة الثامنة بعد أن اتصل بالسائق وأوصاه أن يعيد أولاده لبيت أهله


زائر يصل
صوته المتأثر يصل لطيفة من خلف الباب: لطيفة لطيفة

لطيفة قفزت وهي تقول باحترام: ادخل يبه

دخل.. قابلته لطيفة عند الباب.. وقبلت رأسه

دخل للداخل .. فُجع بمنظر موضي
بل الفجيعة كانت شعورا أقل بكثير مما شعر به
لم يتخيل أن وحشية ابنه وصلت لهذا الحد
شعر أن داخله يتمزق لمئات الشظايا
لطالما كان أبناء شقيقته مقربين منه
وخصوصا موضي بعد أن أصبحت زوجة ابنه
كانت دائما أشبه بنسمة رقيقة
فماذا فعل ابنه بهذه النسمة؟!!

أبو حمد بتأثر بالغ: ماتشوف شر
ثم استدرك بتأثر أشد: أم مشعل وخالتي أم محمد دروا؟؟ (هيا الكبيرة:خالته)

لطيفة بنفي: لا ماحد يدري إلا انا ومشعل
خايفة على أمي وإبي إذا دروا

أبو حمد بحزن: والله يا أبيش ما أدري وش أقول لش
الحكي مافيه فود.. والله مالي وجه.. قطع وجهي حميّد

لطيفة بتأثر: تكرم يبه ويكرم وجهك

أبو حمد أعطاها ظرفا بيده: هذا طلاق موضي قعدت فوق رأسي القاضي لين خلصه ووثقه..
وهذا شيك مني لبنتي موضي أدري فلوس الدنيا كلها ما تعوضها
بس خلها تعتبره هدية من إبيها الشيبه
وتعتبره بشارة مخلاصها من ولده

موضي تناولتهما وهي تقبل رأس خالها مرة أخرى وتقول بتأثر:
الطلاق وكثر الله خيرك.. جميلك ما ننساه جعل عمرك طويل
لكن الشيك جعلك سالم..(قالتها وهي تمزقه) ما نقبل العوض يا خالي
وعوضها في مخلاصها من حمد.. وأنت تكرم عنه وعن أفعاله..

خالها تأثر كثيرا وهو يحضنها ويقول:
أنا أشهد إنش بنت مشعل العود جعل عظامه الجنة

ثم التفت لموضي الغائبة عن الوعي وقبل رأسها فوق الضمادات

ثم ألتفت على لطيفة وقال لها بحزن: حمد حجزت له غصبا عنه
وهو قال بيسافر لمصر يعالج.. بس لا حد يدري بسالفة العلاج يا أبيش
وخلاص الحين هو رايح المطار بيسافر

ثم غادر أبو حمد

حينها قررت لطيفة أن تتصل بأمها ووالدها وفارس وتبلغهم
فحمد سافر بعد أن طلق موضي
وماعاد هناك شيء تخاف منه..
ولكن لنقل هناك شخصان تخشى مواجهتما في الدوحة عدا ساكن واشنطن
والدها
وفارس


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-02-2010, 01:57 PM   #36 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


غرفة مشاعل
حوالي الساعة 7 إلا ربع


مريم وصلت.. شعرت بحرج شديد وسائقتها تدخلها
وهي تبرر سبب زيارتها المبكرة لجدتها وأم مشعل اللاتي كن عند قهوتهن في الصالة السفلية
لو كانت قالت أريد السلام على جدتي كان سيكون أمرا اعتياديا
ولكن ما يثير الريبة أنها أرادت رؤية مشاعل
الجدة أخذت الأمر على ظاهره
ولكن أم مشعل بنظرتها البعيدة علمت أن هناك شيئا ما..
لكنها سكتت وتركت سائقة مريم توصلها للأعلى

كانت مشاعل تجلس صامتة مذهولة
في قلبها رعب هائل من ناصر
فأفكار مرعبة جدا خطرت لها
أفكار عمقت خوفها من الزواج بشكل عام ومن ناصر بشكل خاص


مريم تدخل..
تتلقاها مشاعل بخجل..
والسائقة وقفت تنتظر عند الباب المغلق من الخارج

مريم بعتب: وش الكلام اللي قلتيه لي في التلفون؟؟
عرسش بعد شهرين وتجيبين طاري الطلاق

مشاعل بحزن: طبايع ناصر مهيب عاجبتني خلينا نتطلق وإحنا على البر..

مريم باستفسار ثم شرح: أي طبايع؟؟ ناصر ماكان يبي يضرش بشيء..
كان يبي يشوفش من قريب
وهو ما سوى شيء عيب وإلا حرام في الشرع
يمكن هو تصرف طايش شوي منه.. بس ناصر رجّال ما تطلع منه العيبة..

مشاعل بحزن: أمس يطالعني ويبحلق فيني وفارس قاعد جنبه
قلت ما عليه.. النظرة ماينلام عليها
بس اليوم يمسكني في بيت مشعل وماحد منهم موجود
وشو يعني أنتظر صدفة ثالثة يسوي فيني شيء يعني؟!!

مريم باستغراب: بصراحة أفكارش غريبة..
ناصر رجّالش.. وقبلها ولد عمش.. مستحيل يضرش بشيء

مشاعل لم تعد تحتمل وطأة أفكارها رمت نفسها على صدر مريم
وبدأت في الانخراط في كل البكاء المكتوم في صدرها
مريم انفجعت من ردة فعلها.. لكنها احتضنتها بحنان وهي تقول لها:
مشاعل الله يهداش.. ترا ردات الفعل عندش مبالغ فيها شويتين

مشاعل بهمس: خايفة يا مريم خايفة..

مريم باستغراب عميق: من ويش خايفة؟؟

مشاعل بعمق باكي: من ناصر ومن الزواج.. ومن الحياة الجاية كلها

مريم بحنان: والله العظيم مهوب عشان ناصر أخي.. بس ناصر مافيه مثله
طيب وحنون ومرن.. وقبل أي شيء رجّال صدق
وهذا هو حالته حالة.. خايف تكونين زعلانة منه.. وش تبين أرد عليه يعني؟؟

مشاعل بتردد: ما أدري.. ما أدري

واشنطن/ شقة مشعل بن عبدالله
قبل صلاة الفجر

البارحة بقي مشعل وهيا يتحدثان حتى حدود الساعة 11
لاحظ مشعل أنها غير راغبة بالحديث
شاردة حينا..ومتباعدة أحيانا كثيرة
لذا تركها تعود لغرفتها
وهو عاد لغرفته

والآن صحا من نومه منذ وقت
صلى تهجده.. وينتظر آذان الفجر
توجه للمطبخ يريد شرب ماء

سمع صوتا خافتا
كان صادرا من غرفة هيا
توجه للحجرة وأرهف السمع
كانت تبكي
بدا له أنها تنتحب وتحاول كتم شهقاتها
شعر بألم عميق
ولكنه احترم حقها في التعبير عن حزنها
توجه للمطبخ وشرب الماء.. وعاد
مازال الصوت مستمرا

لم يحتمل أن يتركها وهي على هذا الحال
أن يتركها تغرق في عوالم حزنها لوحدها دون مواساة

اقترب
لم يطرق الباب
شعر إن حدة الطرقات جارحة في مقاطعة حزنها
فتح الباب بخفة

كانت منكبة على سريرها تبكي وبجوارها صورة لها ولوالدتها
في حفل تخرجها من كوينز قبل عام

اقترب جلس إلى جوارها
فور شعورها بحركة جوارها رفعت رأسها
وهو يضع يده على ظهرها ويقول بحنان:
اطلبي لها الرحمة..

مشعل صُدم من ردة فعلها
فهي نهضت واستوت جالسة
ورمت بنفسها فوق صدره
وهي تنخرط في بكاء حاد

هيا حين وصلها مشعل
كان لها ساعات وهي تبكي
تعبت من البكاء والوحدة والوحشة
لو كانت رأت أيا كان في هذه اللحظة
لارتمت في حضنه
تحتاج أن تشعر بلمسة إنسانية حانية
وهاهو مشعل يقدمها لها

مشعل احتضنها بحنان
وهو مستغرب من اقترابها منها
فهي تبدو متباعدة وشحيحة جدا بأي مشاعر طيبة تجاهه

لطالما كان صدره ملاذا لشقيقاته الأربع
ويبدو أنه أُضيف لهن شقيقة خامسة!!!

ولكن لَمَ إحساسه برأسها المدفون في عرض صدره مختلف عن إحساسه بشقيقاته؟!!
لَمَ إحساسه بأنفاسها الدافئة التي تلفح عضلات صدره مختلف؟!!
لِمَ إحساسه بملمس شعرها الناعم تحت ذقنه مختلف؟!!!

هيا ابتعدت قليلا
وعيناها في الأرض وتقول بصوت مبحوح: أنا آسفة

مشعل تنحنح: ليش تعتذرين.. أنا اللي المفروض اعتذر أني دخلت بدون استئذان
بس ما قدرت اسمع صوتش تبكين وأخليش..

هيا تنهض وتقوم عن سريرها وتبتعد: أنا بأروح أتوضأ


بعد صلاة الظهر
غرفة موضي/ مستشفى حمد

لطيفة اتصلت بوالدها وطلبت منه أن يحضر معه والدتها وأن يحضر فارس أيضا
ففارس لا يستطيع أن يقود السيارة حاليا مع إصابة كتفه

كان والدها وفارس أكثر شخصين تخشى مواجهتهما
ولو كان شقيقها مشعل هنا كان سيكون صاحب النصيب الأوفر من خوف المواجهة

لذا يكفيها الآن القلق من مواجهة الاثنين!!

وفعلا كانت على حق في قلقها

فوالدها وفارس ثارا ثورة هائلة وهما يريان وضع موضي
التي لم يكف الممرضات عن حقنها بالمهدئات حتى لا تشعر بالألم قبل أن تتحسن قليلا

كانت ثورة الاثنين أشبه بثورة بركان مرعب
ألقى كل حممه النارية خارجا
وكان على لطيفة تحمل كل هذه الثورة
وخصوصا وهي أخبرتهما بكل صراحة أن حمد يضرب موضي منذ سنوات
ولكنها أخبرتهما أنها ومشعل أصرا أنها سقطت عن الدرج
وهذا ما سيخبرونه لكل الناس


فارس لم يتوقف عن إجراء الاتصالات أراد التأكد أن حمداً سافر حقا
وليست مجرد محاولة من لطيفة لتهدئته وحماية ابن خالها
شعر بخيبة أمل مرة حادة وهو يتأكد من إقلاع طائرة حمد قبل نصف ساعة
كان يشعر بغضب كاسح وهو يرى أخته الأثيرة على هذا الوضع
بينما من فعل بها هذا هرب وهو لم يروي غليله منه
كان يريده أمامه ليمزقه تمزيقا ألف مرة
على كل دمعة ذرفتها موضي
على كل صفعة صفعها إياه
على كل قطرة دم أراقها من جسدها

لطيفة بهدوء: يبه أنت وفارس الله يهداكم
حمد طلق موضي خلاص
وراكان ماقصر فيه
ضربه لين الله شاف له
وهذا هو راح في طريقه
وأنا طالبتكم ما حد يوجع خالي بالحكي
خالي ماله ذنب.. ولا قصر
من الصبح جاب لي ورقة طلاق موضي موثقة..
والمسكين متفشل من ولده وغصبه على الطلاق
واللي فيه يكفيه..

كانت أم مشعل تسمع وتتمزق
ماتراه في ابنتها نحرها
كانت تشعر بعذاب موضي منذ زمن
هي أيضا مسؤولة.. مسؤولة
لطالما اكتفت أن تقوم بدور الام الحنون فقط
وتركت التصرف كله لعبدالله بقوة شخصيته وحضوره المسيطر
كان إتخاذ المواقف الحاسمة يوترها
وترى أنها زرعت جزءا من هذه الصفة في بناتها
لطالما شعرت أن بناتها الثلاث الكبريات ينقصهن القدرة على اتخاذ الموقف الحاسم في الوقت الصحيح
لأنها ربتهن أن يفضلن الجميع على أنفسهن
كانت أم مشعل تعلم بمشاكل بناتها الثلاث وهي صامتة

لطيفة تعلم أن مشعل متباعد عنها
ولكنها عجزت عن مواجهته لنسف البرود المتجذر بينهما

وموضي كانت تعلم أن حمد يؤذيها بطريقة ما
وإن كانت لم تتصور أنها وصلت للضرب
ولكنها تعلم أنها صبرت عليه حفاظا على مشاعر كل الناس إلا هي..

ومشاعل.. ماذا تخبئ الأيام لها؟؟..
تعلم أنها خجولة جدا ومرعوبة من فكرة الزواج..
فهل ستستطيع مواجهة خوفها قبل فوات الأوان؟؟


هذه هي الأفكار التي كانت تغرق أم مشعل في دواماتها
وهي تنفصل عن الحوار الحاد الذي يدور بين لطيفة وعبدالله وفارس
دون أن تنتبه إن كبرى بناتها بدأت بالتخلي عن إرثها لها (إرث المهادنة)
فلطيفة حضرت روحها المقاتلة
وهي غير مستعدة للتفريط بها مهما حدث!!!
ولكنها روح غلفتها بكل تهذيبها الرفيع
واحترامها الكبير لوالدها وأخيها



الصباح الباكر/ واشنطن

مشعل ارتدى ملابسه
وأعد لنفسه كوبا من القهوة
هاهو يشربه في غرفته وهو يجهز أوراقه وحاسوبه
ليتوجه للمكتبة كعادته

قطع إنهماكه في عمله صوتها
كانت تقف أمام الباب المفتوح من الخارج
سألته بتوتر غامض: بتروح الجامعة الحين؟؟ بدري

ابتسم: تعودت.. عشان أستغل النهار من أوله.. وخير النهار البكور

هيا بنبرة اعتيادية: أنا عندي محاضرة الساعة 10
باص أي ساعة أخذ؟؟

مشعل بهدوء: أنا بأرجع بأوديش..

هيا برفض: لا أنا بأروح بروحي.. مافيه داعي ترجع

مشعل بثقة وعند: خلاص يا بنت الحلال أنا قلت بأرجع أوديش..
أنتي قبل كنتي تروحين مشي..
بس الحين أنا مسؤول عنش وماراح أخليش تلتهين في الباصات

هيا بنبرة غضب خفيفة: مشعل أنت ناسي إني لي كم سنة أنا أصرف أموري

مشعل ينهي كوبه ويضعه على الطاولة ويقول بهدوء: هذاك أول..
الحين أنتي مرتي ومسؤولة مني..

كانت هيا مرهقة وتريد أن تعود لتنام قليلا قبل محاضرتها
فهي لم تنم منذ دخلت هذا البيت.. لذا صمتت ليس لأنها مقتنعة
ولكن لأنها لا رغبة لها في الحديث الآن.. وقررت تأجيله لوقت لاحق


الساعة 8 مساء
غرفة موضي في المستشفى
مازالت موضي لم تفق بعد
وهي تُحقن بالمهدئات بشكل مستمر

عندها لطيفة ومشاعل وأم مشعل

يصل عامل التسليم ويطرق الباب الخارجي
تلبس لطيفة نقابها وتخرج

كانت باقة ورد ضخمة كُتب عليها:

"ألف حمدا لله على سلامتكِ
خطاكِ الشر

أخوكِ الأكبر
مشعل بن محمد"

توترت لطيفة نوعا ما

أمها تسأل: من؟؟

لطيفة بهدوء: مشعل مرسل ورد..

أمها بذات الهدوء: إذا جاء رجالش روحي معه..

لطيفة برفض: لا يمه بأقعد عند موضي

أمها باستنكار: وعيالش منهم في ضوه؟؟ (جملة تعني من سيهتم بهم)
من البارحة ما تدرين عنهم
وأنا ومشاعل ما عندنا شغل
وحدة منا بتقعد عندها والثانية بترجع البيت مع عبدالله إذا جاء عقب شوي

بعد دقائق طرقات واثقة على الباب

تلاه صوت مشعل عند الباب دون أن يدخل:
الحمدلله على سلامة موضي يمه..

أم مشعل بهدوء: الله يسلمك يا أبو محمد.. جعلك ما تزار
وكثر الله خيرك.. وجعل شيبانك الجنة
أنت ولطيفة وماقصرتوا.. إخذ مرتك وروحوا لبيتكم
لطيفة على قعدتها من البارحة

مشعل بهدوء وهو واقف عند الباب ولا يرى أحدا منهم لأن الستارة ممتدة بينهم:
هاه لطيفة تروحين؟؟

أمها تأشر لها أن تذهب، فردت على مضض: إن شاء الله جايتك



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-02-2010, 02:08 PM   #37 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


الممر أمام غرفة موضي
الساعة 8 وربع

لطيفة تخرج لمشعل الذي ينتظرها خارجا
مازال يوجه لها الحديث دون أن ينظر لها:
تحبين تنتظرين عند موضي لين أجيب السيارة عند الباب وتنزلين علي
أو بتروحين معي للمواقف؟؟

لطيفة بهدوء: بأروح معك..

مشعل ببرود: يالله امشي..

خرجا متوجهين للمواقف دون أن يتبادلا أي حوار حتى وصلا السيارة
وركبا..

تحركت السيارة..
مشعل بهدوء وعيناه مثبتتان على الطريق كيديه المتمسكتين بقوة بالمقود:
أظني إنش عارفة إني مابعد حاسبتش على إنش دسيتي علي إن حمد يضرب موضي..

لطيفة بذات هدوءه: ما يهمني حسابك ولا أي شيء بتسويه

مشعل ألتفت عليها بقوة لدرجة إنه توازن السيارة اهتز وهو يقول بنبرة غضب: نعم؟؟

لطيفة دون أن يهتز منها شعرة: اللي سمعته.. أنا موجوعة يا مشعل موجوعة
موجوعة من قبل.. واللي شفته في موضي نحرني
وش بتسوي فيني زود؟؟
أنا ما أحتاج حد يحاسبني..لأني حاسبت روحي..
لو حتى تجيب سكين وتقطعني ماراح أحس بألم..
لأن خلاياي كلها غرقانة ألم وندم..

صمت مشعل.. كان مبهوتا.. مصعوقا
لم يتخيل يوما أن لطيفة لديها هذا الاسلوب القوي في التعبير عن مشاعرها وأفكارها..
استطاعت سحب كل مشاعره السلبية بعدة جمل
كان غاضبا جدا عليها
فإذا مشاعره تنقلب

ولكنه مع ذلك رد عليها: كان ممكن إنش توفرين ذا الألم على نفسش
وعلى أختش..لو إنش بلغتي حد فينا..
أنتي أختها الكبيرة.. شفتيها صبرت عليه شهر شهرين سنة سنتين
خلاص كفاية كذا..
وبعدين أنتي عارفة إن الضرب عمره ماكان أسلوب حد منا
أشلون رضيتي أختش تعيش في ذل ضرب حمد..

لطيفة بحزن: حمد كان يموت في التراب اللي تمشي عليه موضي..
كان عندي أمل أنه حاله بينصلح يوم دامه يحبها ذا الحب كله..

مشعل بدأ يغضب: يعني أنتي مستعدة تعيشين معي وتتحملين وأنا اضربش
عشاني أحبش وبس..

لطيفة بهدوء مدروس بارد: إذا موضي استحملت ضرب حمد وهو يحبها
فأنا استحملت برودك وأنت ما تحبني..
يعني لا تقلل من قيمة تحملي لك لأنه فوق ما تتخيل!!

وقتها كان مشعل يفتح الباب الخارجي بجهاز التحكم
ويُدخل سيارته ويقف في موقفه الداخلي ويلتفت عليها ويقول بنبرة غامضة:
يعني أنتي الحين متحملتني؟؟

لطيفة وهي تفتح بابها وتنزل: مستحملتك لحد ما تتزوج..
وعقبها خلاص
ماعاد لك أي حق عندي وأكون كفيت ووفيت..

شعر مشعل برغبة عارمة أن يوقفها.. يجذبها لصدره المشتاق لها ..يحتضنها ويقول لها:
تحمليني العمر كله
لأني ماني بمتزوج أبد
لأني..
لأني.....
لأني..........


"كم هو صعبٌ على كبرياءه اعترافه بمشاعره حتى لنفسه!!!"



************************


المقهى بالقرب من جورج تاون
الساعة 12 ظهرا

هيا وباكينام تصلان المقهى
هيا يبدو عليها الإرهاق عكس إشراق باكينام

باكينام بقلق وهما تجلسان: هيا حبيبتي .. مالك؟؟

هيا بتعب: مافيني شيء مرهقة شوي بس.. ما نمت نهائي..

باكينام بذات القلق: كده مش كويس عليكي
لازم تهتمي بنفسك شوية
ثم أردفت باهتمام: ومشعل مش مهتم فيكي وإلا إيه؟؟

هيا بنبرة محايدة: مشعل ما يقصر..

باكينام بنبرة خاصة: وهو عامل معاكي ايه؟؟

هيا بذات النبرة المحايدة: مثل ما قلت لج مايقصر..

باكينام تبتسم: إيه حكاية قصر طول دي.. إذا ما كنتيش واخدة بالك يعني
مشعل ده يهوس بره وجوه.. ستايله وشخصيته تجنن..
يمكن أنتي اتجوزتيه غصبا عنك
بس الغصب ده من بركة دعاء ماما حصة ليكي
اعرفي ئيمة الراقل وما تطفشيهوش..

هيا ابتسمت بالغصب: تدرين إنج متفرغة..

باكينام تضحك: يارب ابعت لي بس.

وهم تتحاوران اقتربت منهما النادلة وابتسمت باحترام: ماذا تشربن آنساتي؟؟

باكينام نظرت إليها وابتسمت: أين النادل الآخر؟؟

الفتاة بابتسامة: أيهم؟؟

باكينام وهي تضحك: الأسمر الوسيم..

الفتاة تنهدت بعمق: أوووه جو الوسيم.. إنه في المدرسة اليوم؟؟

ضحكت باكينام وهي تهمس لهيا: البت هتسيح في مكانها
وأكيد المستر جو في مدرسة محو الأمية زي كل المكسيكان اللي هنا
(جو اختصار جوزيف.. واختصار اسم آخر آخر رديف!!!!)

كثير من اللاتينين المهاجرين لأمريكا يدرسون في مدارس مسائية حكومية لتعليمهم المناهج الأمريكية




غرفة موضي
الساعة 10 مساء

مشاعل من أصرت أن تبقى مع شقيقتها
ووالدتها غادرت مع عبدالله من أجل أم محمد وولديها الصغيرين: سلطان وريم

كانت مشاعل تنظر لموضي بجسدها المغطى بالضمادات
وتشعر أنها تختنق
وأن روحها تنزف وجعا لا نهائيا
تشعر بألم مرٍّ يتسلق روحها
ويغرس رماحه.. ليتجذر في أعمق أعماق روحها الشفافة

أخبروها أن موضي سقطت عن الدرج وهي تحمل حقيبتها بعد أن طلقها حمد
(هل يعتقدون أني غبية أو طفلة؟؟!!)

مشاعل علمت أن مافي موضي هو من ضرب حمد لها

شعرت بحقد عميق على حمد
وخوف متزايد من ناصر

(هل يعقل أن يفعل ناصر بي يوما مافعله حمد بموضي؟!
يضربني ويمتهن إنسانيتي؟!!
أو حتى يتعامل معي كجسد لتلبية رغباته دون أي حب كمشعل ولطيفة؟؟!!
أي أن أعاني القهر في كلا الحالتين!!
لا أريد الزواج.. لا أريد
لا أريد أن أكون لرجل يهينني جسدا أو روحا
لمن أشكو؟؟ لمن أتوجه؟!
من سيفهمني؟!!
الكل يمدح ناصر.. لن يتفهم أحد مخاوفي!!
يا آلهي.. يا آلهي
خائفة.. خائفة
ماذا تخبئ لي الأيام؟!!)


مابعد منتصف الليل
غرفة فارس

مازال فارس ساهرا
ويبدو أن سهرته ستطول
شعور مر يجتاحه
شعور بالخديعة والقهر والغبن

عاجز عن إغلاق عينيه
فكلما حاول إغلاقهما تعلقت صورة موضي بأهدابه
صورتها والضمادات البيضاء تغطيها
كأنها حمامة بيضاء مهيضة الجناح

عاجز عن تخيل كيف تجرأ حمد على ضربها طوال هذه السنوات
تحت أنظارهم وأنوفهم وهي تعاني وتتعذب وهم لا يعلمون

كيف تجرأ ذلك الحقير المسمى حمد على خدش جوهرته
وإهانتها والتطاول على كرامتها وجسدها

كلما استعاد هذه الأفكار وجد نفسه يغلي من الغضب
يكاد يكسر يديه من عصرهما غضبا

(أشلون يجي له قلب يمد يده عليها؟!
أشلون وصلت حقارته يهين بنت عمته وبنت خاله في نفس الوقت!!)

" وأنت يافارس ماذا تسمي ما تنوي عمله
بالعنود ابنة عمك؟؟!!"

(لا لا
أنا مستحيل أهين مره أو أمد يدي عليها
لكني بأعرف أشلون أنتقم منها على طريقتي أنا!!)




الساحة المقابلة لكلية الإدارة
جامعة جورج تاون
الساعة 4 عصرا

هيا تتوجه للساحة حيث اتفقت مع مشعل على الإلتقاء هناك
ليعودا للبيت
هيا وهي تقترب رأت شخصا يقف مع مشعل
ويوجه الحديث له باهتمام
بل كانت ملامح الشخص الآخر تكاد تذوب ولهاً
وهي تلتقط كل حرف ينطق به مشعل باهتمام

شعور غريب اكتسح هيا
فالشخص الآخر كان قنبلة ذرية بكل المقاييس
سمراء لاتينية بشعر أشقر وعينين عسليتين
فتنة متجسدة في كل تفصيل من تفاصيل وجهها وجسدها

شعرت هيا بشعور أشبه بغضبٍ غريب
اقتربت وسلمت ببرود
مشعل ابتسم لهيا وهو يعرفها على محدثته: دكتورة باتريشيا من كولومبيا
أستاذة زائرة هذا الفصل..ولديها اهتمام شاسع بالقضايا العربية

هيا حاولت أن تدفن أحاسيسها التي هي استغربتها
وهي تبتسم وتقول: تشرفنا دكتورة باتريشيا

ولكن الكولومبية الحسناء لم تستطع الابتسام وهي تقول:
تشرفنا.. لم نتعرف بكِ؟؟

مشعل بهدوء: هذه زوجتي هيا..

لم يفت هيا مطلقا انقلاب ملامح الدكتورة التي تجاهلتها وهي توجه خطابها لمشعل:
لم تخبرني سابقا أنك متزوج.. كما أنك لا ترتدي خاتما في يدك

مشعل بدأ يشعر بالغضب من الدكتورة التي شعر أن في أسئلتها رائحة فضول غير مريحة:
أنا تزوجت منذ أيام.. ونحن في ديننا وعاداتنا لا نرتدي الخواتم

الدكتورة بنبرة سخرية: وهي أيضا لن ترتدي خاتما؟؟

مشعل بنبرة غضب: هي اسمها هيا ونحن متوجهان الآن لشراء خاتم لها إذا سمحتي لنا..

مشعل قال جملته وأمسك يد هيا التي بقيت صامتة وهي تشعر بغضب يتصاعد في روحها ليغادر بها

في الوقت الذي هتفت به الدكتورة وهي تمنحه ابتسامة رائعة:
تهاني لكما معا...ولا تنسَ احضار ماطلبته منك أرجوك..

ما أن ابتعدا قليلا حتى انتزعت هيا يدها من يده
مشعل لم يستغرب موقفها..
بل استغرب أصلا أنها سمحت له بمسك يدها طوال هذه الفترة ولم تنتزعها قبلا

مشعل لم يعرف بعد مشاعر الأنثى العصية التفسير..
مشاعر التملك
فهيا شعرت بالخطر من هذه الحسناء
وأرادت أن تثبت لها أن مشعل ملكها.. لها هي فقط
لذا تركت يدها له..
فالأنثى تفهم الأنثى..
وعرفت أن حجة الدكتورة واهتمامها بالقضايا العربية ليس أكثر من اهتمام بمشعل شخصيا
هذا الشيء قرأته بوضوح في نظرة عيني باتريشيا
النظرة التي توجه دعوة مفتوحة فاضحة ربما لم يلحظها مشعل بتدينه وتهذيبه
ولكنها لم تفت أنثى مثلها!!

فور ركوبهم السيارة.. هيا سألت مشعل بلهجة حاولت أن تكون اعتيادية جدا:
من متى تعرف الدكتورة؟؟

مشعل بلهجة اعتيادية فعلا وليس اصطناعا: شفتها عند مشرفي قبل حوالي شهر
ولما عرفت إني عربي.. قالت إنها مهتمة بالقضايا العربية واللغة العربية
خذت رقم تلفوني..وطلبت مني أجيب لها كتب عربية..
والحين بعد طالبة مني كتب بعد..

هيا بذات اللهجة الاعتيادية المصنوعة: أمممممم بس مهيب صغيرة على أنها دكتورة؟!!

مشعل بلهجته الاعتيادية الفعلية: ما اهتميت ولا سألت..

سكتت هيا لأنها لا تستطيع قول المزيد
ولا تستطيع تفسير شعور الغضب الغريب الذي اكتسحها
ما تعرفه أن مشعل زوجها
ولا يرضيها مطلقا أن يكون محط أنظار أي امرأة أخرى

هيا كانت غارقة في هذه الأفكار فلم تنتبه إلى أين أخذها مشعل
الذي لم يبتعد عن منطقة جورج تاون بل دخل في عمقها
حتى توقف عند محل معين يحتل قلب جورج تاون..

هيا انتبهت أن السيارة توقفت.. استغربت مكان توقفها: ليش وقفنا هنا؟

مشعل ابتسم: انزلي وأقول لش داخل

هيا دخلت ومشعل يقول لها بعذوبة: هذا أتيليه كارنيس..
أحسن ناس يسوون دبل ألماس في واشنطن.. اختاري على ذوقش اللي تبينه

هيا بحرج: مشعل أرجوك لا تحرجني..

مشعل ابتسم: أنا واحد غشيم في ذا السوالف..
أختي موضي هي اللي سألتني أمس لو كنت شريت لش دبلة على الأقل
وعلى فكرة ترا من يوم عقد زواجنا في السفارة خذت رقم حسابش منهم
وحطيت مهرش فيه قبل أمس..بس ماصارت فرصة أقول لش..

هيا تشعر بحرج شديد: مشعل ليش تسوي كذا؟؟

مشعل بابتسامة: وش سويت؟؟ ليه تبين تتزوجين بدون مهر..
أنتي بنت سلطان بن مشعل.. منتي بأي وحدة...

هيا بخجل: بس أنت ماخذتني برضاك عشان تسوي ذا كله..

مشعل بغضب: والله العظيم لو سمعتش تعيدين ذا الكلام مرة ثانية
بيكون لي تصرف ثاني معش..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-02-2010, 02:22 PM   #38 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم


مضى شهر على الأحداث الأخيرة
وأصبحنا في أواخر شهر نوفمبر
تبقى حوالي 20 يوم على عودة مشعل للدوحة
وحوالي شهر على زواج ناصر وفارس


موضي خرجت من المستشفى بعد حوالي أسبوع من حادثتها
طابت الكثير من رضوضها بقي فقط الجبس في يدها اليسار المكسورة كسرين
أخبروا الجميع أنها سقطت من الدرج بعد طلاق حمد لها
وهي تحمل حقيبتها عائدة لبيت أهلها
لا أحد يعلم بالحقيقة عدا لطيفة ومشعل وراكان وعبدالله وفارس وأم مشعل
ومشاعل التي عرفت لوحدها
حتى مشعل أخبروه فقط أنها طُلقت
وأخبروه أنها مصابة برضوض بسيطة
وكانت موضي هي من اتصلت فيه بنفسها وأبلغته
حتى يطمئن حين يسمع صوتها

موضي تحاول أن تبين للجميع أنها بخير
وتبدي الكثير من المرح لكل من حولها
ولكن كسرها الداخلي العميق لم يخفَ على ثلاثة أشخاص
لطيفة ومشاعل وفارس
موضي كانت مجروحة بعمق..
فحمد حطم روحها وثقتها بنفسها وأنوثتها وإنسانيتها

مشعل ولطيفة
مازال الحال كما هو عليه
يلعبان لعبة الفأر والقط
بين كر وفر
لا وجود لأي تلامس جسدي بينهما ولا حتى في أدنى حدوده
فلطيفة تحاول جاهدة ألا تقترب منه حتى
ومشعل يستحيل أن يتنازل ويكون هو من يقترب لا روحيا ولا جسديا
معاناتهما تتعمق واشتياق كل منهما للآخر يتجذر
ولكن لطيفة مجروحة منه
ومشعل يمنعه كبرياءه من الإعتذار
ومازالا عاجزين عن التوصل لمنطقة الوسط
وخصوصا إن لطيفة مقتنعة أنه سيتزوج
ومشعل لا يبذل أي جهد لإلغاء هذه الفكرة من رأسها


مشعل وهيا
الزوجان الجديدان
أو لنقل رفيقا السكن بمصطلح أفضل
فهما هكذا
رفيقا سكن لطيفان!!
مازالا في طور تعرف كل منهما على الآخر
فكل منهما يبدو للآخر كلغز عصي على الحل والتفسير
فردات فعلهما غير متوقعة
وبينهما تدور مشاعر كثيفة غير مفهومة
خليط من الاستلطاف والإعجاب والغيرة

هيا اكتشفت أنها تغار عليه بجنون من كل النساء
وخصوصا من المدعوة باتريشيا
في أحيان كثيرة حين يرن هاتفه ويكون غير موجود
وتكون باتريشيا هي المتصلة
تقوم بمسح الاتصال من القائمة حتى لا يعيد الاتصال بها
حين تفعل ذلك تحس بالغرابة
(لِمَ أفعل ذلك؟!)
ولكنها تعجز عن الإجابة على تساؤلها!!

مشعل معجب بها وبعمق..
ولكن يضايقه عنادها غير المفهوم.. ولكنه لا يستطيع أن يقسى عليها
اكتشف أنها تعرف الكثير عن عائلته من حكايات والدها
ولكن معلوماتها تحتاج فقط لتحديث قام به مشعل
وهي الآن في غاية التوتر من لقاء بقية أسرتها بعد أسابيع معدودة
رغم أنه انكسر حاجز خوف كبير لأنهم يقومون بمهاتفتها بشكل دائم


فارس العاشق المتجبر
مازال عاشقا ومتجبرا!!
لم يرَ العنود أو يسمع صوتها منذ المرة الأخيرة قبل أكثر من شهر
يشعر بشوق قاتل لها
رنين صوتها لا يفارق أذنه
وملامحها سكنت خياله
وحقده لم يتغير عليها!!!


العنود
تتجهز لعرسها القريب
لطيفة غالبا هي المرافقة التي تأخذ العروسين معا
العنود ومشاعل
وشتان بين حماسة العنود وفتور مشاعل الذي كان يحز في أعماق لطيفة بوحشية
فمشاعل مع اقتراب موعد زفافها يزداد توترها وهواجسها
وخوفها!!!


ناصر
الحال كما الحال
بين عمله وأهله و تدريبات الفروسية
تبلورت فكرة اعتزال السباقات الرسمية في باله
ولكن رئيس الفريق يطلب منه تأجيلها قليلا


راكان
بين عمله والرماية والشطرنج
والبطولات والميداليات
والحزن المقيم في قلبه دون تفسير!!!


مريم
الحال كما الحال
القلب الحنون الذي يحتضن الجميع
النور المطفئ الذي ينير للجميع
اهتمامها الأكثر حاليا هو بمشاعل
تحاول إزالة الإفكار السلبية من رأسها عن الزواج بشكل عام
وعن ناصر بشكل خاص


حمد لم يعد من مصر
والدته لم تعرف بضربه لموضي
تألمت كثيرا للطلاق وتتألم أكثر لغياب حمد


والتوأم الثلاثي لاهيات في عوالمهن الخاصة ومدرستهن


باكينام
بين دراستها وهيا
ومقهى جو الوسيم
الذي ألمح لها أكثر من مرة أنه يريد مقابلتها بعد عمله
لكنها كانت تقطع تلميحه بذكاء
فآخر ماتريده هي علاقة من أي نوع
مع شخص ليس من مستواها المادي أو الفكري



*************************



واشنطن
الساعة 9 صباحا
يوم الأحد
يوم سكون واشنطن الأسبوعي

مشعل لم ينم بعد صلاة الفجر
وهو يعمل على أطروحته

الجو بارد جدا خارجا
ولا يفكر أن يخرج من البيت رغم أن سعيد هاتفه الآن
و يصر أن يقابله لموضوع مهم كما يقول
لذا عرض على سعيد أن يزوره في البيت
ويريد أن يخبر هيا حتى لا تخرج من غرفتها
ولكنها لم تخرج منها بعد
لذا قرر أن يطل عليها
رغم أنه محرج من دخوله لغرفتها
فهي مطلقا لا توحي له بأي نوع من الترحيب
وهو لا يستطيع أن يغامر بإبداء أي محاولة تقرب قد ترد عليها برفض له
والرفض سيكون مهينا لكبرياءه لأبعد حد

مشعل يطرق باب غرفتها بهدوء
لا رد
يفتح مشعل الباب بهدوء

صدمه بعمق عذوبة منظرها ورقتها وهي نائمة
وشعرها الطويل متناثر حولها
اقترب قليلا
تمنى لو يستطيع لمس خدها.. احتضان شعرها بين أنامله
استنشاق عطرها الرقيق

تنهد بعمق وهو يبعد أفكاره التي جرحته بعمقها وعنفوانها
وهو يتذكر أن سعيد على وصول

همس وهو يبتعد قليلا: هيا.. هيا

هيا فتحت عينيها ببطء وهي تقول باستغراب: نعم مشعل


مشعل بهدوء: سعيد بيجيني الحين.. يقول يبيني ضروري
خليش في الغرفة لين يروح

هيا وهي تجلس وتلم شعرها وتقول بحرج: إن شاء الله
(أكيد شكلي يفشل!!)


مشعل خرج ومع خروجه رن جرس الباب
ابتسم مشعل (نعنبو هذا شكله كان يكلمني وهو تحت)

فتح الباب ورحب بسعيد الذي بدا متوترا على غير العادة

جلسا.. شعر مشعل بتغير سعيد قال له بقلق: وش فيك سعيد؟؟
محتاج فلوس يا أخيك ترا الجيب واحد جعلني ماخلا منك

سعيد ابتسم رغم توتره: لا جعلني ماخلا منك.. الخير واجد
أنا أبي منك شيء أغلى من الفلوس إلا لو أنا ما أستاهل

مشعل ابتسم: أفا عليك.. العين ترخص لك

سعيد تشجع: أنا كنت أكلم هلي قبل ساعة..
والوالدة قالت لي إن أختك تطلقت.. لا تستعجل وتعصب علي
خلني أكمل
أنا ما أبي حد يسبقني لأنه واجد يبون آل مشعل يكونون خوال عيالهم..
أنت عارف أن ذا الفصل آخر فصل لي
وراجع عقب شهرين للدوحة نهائي
بتكون هي خلصت عدتها....
تزوجوني؟؟؟



ذات اليوم يوم الأحد
الساعة 12 ليلا
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي

مشاعل وموضي ساهرتان
موضي تسند ظهرها لرأس السرير ويدها المجبرة جوارها
بعد أن وضع لها الطبيب مؤخرا جبيرة خفيفة

ومشاعل تضع رأسها على على فخذ موضي
وموضي تداعب شعرها بيدها السليمة
وتقول وهي تبتسم: ياحظه ناصر بذا الشعر
بس بيقول خليني ألعب فيه.. ملمسه يونس ماشاء الله

توترت مشاعل من مجرد تفكيرها بلمس ناصر لشعرها
ولكنها لم ترد أن تشغل موضي بتوترها ومخاوفها
فما في موضي يكفيها.. لذا حاولت أن ترد بمرح:
والله شعرش هو اللي ماعليه زود
بس طايل واجد ويبي ترتيب.. منتي بناوية تعدلين قصته؟؟

موضي ابتسمت ابتسامة باهتة: مالي نفس أقصه.. خليه.. لويش أقصه؟؟

مشاعل بنعومة: تقصينه عشان نفسش ونفسيتش..
شوفي لطيفة ماشاء الله عليها مع إنشغالها بعيالها ودراستها إلا أنها مهتمة بنفسها
وأنتي أصلا كنتي أكثر وحدة تحب تكشخ فينا..

موضي بنفس الابتسامة الباهتة: لطيفة حلوة يحق لها تتعدل..
بس وحدة مثلي ليش تتعدل..
ثم أكملت بغصة كأنها تحادث روحها: تدرين إن حمد كان دايما يعايرني بلطيفة
يقول ماحد حظيظ غير مشعل.. خذ المزيونة اللي تجيب عيال

مشاعل قامت عن فخذ موضي وهي تهتف بانفعال: أنتي ماعليش قاصر
لا تخلين حمد الحيوان يهز ثقتش بنفسش
ماشاء عليش موضي أنتي الواحد مايشبع من شوفة وجهش
مابعد شفت حد فيه ملح وجاذبية مثلش..

موضي تقرص خد مشاعل وتقول بحنان:
شكرا على المجاملة ماي ليتل سيستر



المقهى بالقرب من جورج تاون
اليوم الأحد
فلايوجد طلاب
وعدد الرواد قليل

باكينام تجلس وهي تضع دفترها على الطاولة
كانت تريد أن تتناول إفطارها
ثم تتوجه لزيارة هيا

جاءها جو .. فكل العاملين أصبحوا يعرفون أنها لا تريد أن يخدمها سواه
وجو يريد أن يكون الوحيد الذي يكلمها

اقترب جو بابتسامته المعتادة: صباح الخير آنسة باكي..
وهو يصب لها بعض الماء في الكأس الخالي أمامها

باكي ترد ابتسامته بابتسامة شديدة العذوبة: صباح الخير جو..
كيف أخبار مدرستك.. إذا كنت تحتاج مساعدة أنا مستعدة؟؟

ابتسم جو : أي مساعدة؟؟

باكينام بمرح: في المدرسة..

ضحك جو ضحكة قصيرة: قد أسألك أنا إن كنتي أنتي تحتاجين للمساعدة في المدرسة..

ضحكت باكينام: ولكني ماجستير ولست في مدرسة وأنت تعلم..

ابتسم لها جو ابتسامة لم تخلُ من سخرية:
آنسة باكي هنا في اللهجة الأمريكية حتى الجامعة تُسمى مدرسة
وبما أنك طالبة ماجستير.. وأنا طالب دكتوراة..
فربما كنتِ أنتِ من تحتاجين مساعدة؟؟

وقتها كانت باكينام تشرب من كأس الماء الذي صبه جو لها
شرقت وكحت وكلماتها تخرج متناثرة من الحرج
وهي تشعر أنها خُدعت واُستهين بذكائها وأنها بدت بمنظر الغبية
الأمر الذي أغضبها كثيراً : دكـ ـتـ و ر اة؟؟

جو ارتعب وهو يميل عليها ويحاول أن يمسح وجهها بالمناديل الورقية
ويقول بقلق: سلامتك..سلامتك.. خدي نفس.. خدي نفس

(كان يقولها باللهجة المصرية القاهرية الصميمة!!!)




ذات الليلة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 10 مساء

لطيفة تدرس بعد أن نام أطفالها
وفي ذات الوقت تترقب عودة مشعل
الذي لم يعد يتأخر مطلقا في العودة عدا نهاية الأسبوع لأنه يسهر في المجلس
ما أن تسمع صوت فتحه لباب الغرفة الرئيسي
حتى تمثل الاستغراق الكامل في الدراسة
رغم التوتر غير المفهوم الذي يجتاحها
فهي تشعر أن الوضع الساكن بينهما أصبح هشا جدا
وعلى وشك الإنفجار.. وهي تكاد تموت رعبا من هذا الانفجار!!
الذي تخشى أن يكون إعلانه لقرب موعد زواجه
فهي الآن مكتفية بمجرد قربه حتى لو كان متباعدا ويستنزفها شوقها إليه
يكفيها أنها بقربها ولها وحدها وينام قريبا منها كل ليلة

أصبحت الساعة 11 ولم يعد
الـ12 ولم يعد
شعرت أن أعصابها تذوب توترا وقلقا
لم تعد تستطيع الجلوس على مكتبها
أخذت تدور في غرفتها كالاعصار
(إش فيه تأخر؟؟ يالله سترك.. يالله سترك)

حوالي الساعة 12 ونصف رن هاتفها الذي لم يفارق يدها من قلقها
ردت فورا بلهفة رغم أنها حاولت تغليفها بالبرود لكنها فشلت:
مشعل عسى ماشر.. وش فيك تأخرت؟؟

مشعل بتعب: لطيفة وسعي درب لراكان بيجيبني لغرفتي الحين



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-03-2010, 07:58 AM   #39 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم



واشنطن
الساعة 9 وربع صباحا
شقة مشعل

سعيد يقول لمشعل بتوتر: أنا كنت أكلم هلي قبل ساعة..
والوالدة قالت لي إن أختك تطلقت.. لا تستعجل وتعصب علي
خلني أكمل
أنا ما أبي حد يسبقني لأنه واجد يبون آل مشعل يكونون خوال عيالهم..
أنت عارف أن ذا الفصل آخر فصل لي
وراجع عقب شهرين للدوحة نهائي
بتكون هي خلصت عدتها....
تزوجوني؟؟؟

مشعل تنهد بعمق ثم قال بهدوء: بس أختي اللي تقصد أكبر منك بشهور
(سعيد طالب ماجستير في آواخر ال25)
سعيد تشجع أكثر: لو هي أكبر مني بسنين بعد أبيها
وأشلون والفرق شهور بس
أنا أشتري نسبكم

مشعل بهدوء: ماتشوف إنك مستعجل
أختي توها تطلقت من شهر وباقي لها شهرين
إذا رجعت الدوحة يصير خير

سعيد برجاء حاد: أنا دريت إنها تطلقت نهائي
يعني دام رجّالها مهوب مرجعها
أتمنى إني أكون المقدم على أي حد

مشعل بحرج: أنا ما أقدر أوعدك.. لأنه إحنا مانقدر نجبرها على شيء
سعيد برجاء عميق: تكفى مشعل أنا شاري نسبكم وأبيك أنت تصير خال عيالي
والله العظيم أن أحطها في عيوني وفوق رأسي
ما أبي منك وعد.. أبي بس أحط عندك خبر أني أبيها قبل ماحد يتكلم عليها
أنا أبي نسبكم من زمان
بس كنت عارف إن خواتك كلهم اللي متزوجة واللي متملكة
ويمكن الله كاتب أختك ذي من نصيبي




غرفة لطيفة

حوالي الساعة 12 ونصف رن هاتف لطيفة
الذي لم يفارق يدها من قلقها
ردت فورا بلهفة رغم أنها حاولت تغليفها بالبرود لكنها فشلت:
مشعل عسى ماشر.. وش فيك تأخرت؟؟

مشعل بتعب: لطيفة وسعي درب لراكان بيجيبني لغرفتي الحين
لطيفة برعب: مشعل اشفيك؟؟
كان راكان هو من رد عليها وهو يقول بمرح:
يا أم محمد وسعوا لي درب.. رجالش الدب كسر كتفي

لطيفة ارتعبت وهي تلبس بسرعة عباءة مغلقة فوق بيجامتها
وترتدي شيلتها ونقابها بسرعة
وقتها كان راكان وصل لباب غرفتهما وهي تفتح الباب
ويدخل وهو يسند مشعل
شعرت لطيفة بريقها يجف وقلبها ينزل في قدميها
ولكنها اعتصمت بقوتها الظاهرية وهي تفسح لراكان الطريق
حتى أوصله راكان للسرير

حينها رأت ظهر مشعل
وكادت تنهار.. وهي ترى ثوبه ممزقا من الخلف وملطخ بالدم
وخلف تمزيقات الثوب يظهر الكثير من طيات الشاش الأبيض

لطيفة حاولت أن تسأل راكان بهدوء مصطنع: وش فيه أبو محمد..؟؟
راكان وهو يمدد مشعل على بطنه: الحمدلله على سلامته يا أم محمد
رجالش قطوة بسبع أرواح.. الليلة كان يعاين مشروع وطاح خشب من فوق عليه
بس الحمدلله مالمس إلا طرف ظهره وهو نازل
تسلخ شوي.. بس الحمدلله إنها جات على كذا

راكان مد كيس كان في يده: هذي غياراته والمطهر
لأنه احتمال يحتاج تغيير الشاش في الليل لو نزفت جروحه
لو ما أحتاج.. بكرة الصبح أنا بأجيه أوديه يغيرون عليه

لطيفة كانت تسمع كلمة .. وكلمة تعجز عن استيعابها
فبالها كله كان مع مشعل الذي لا ترى سوى ظهره
ولم ينطق بكلمة منذ وصوله

استاذن راكان وغادر
لطيفة بقيت لدقيقة واقفة عاجزة عن احتمال انفعالها

ثم ابتلعت ريقها: الحمد لله على سلامتك يا مشعل
ما تشوف شر..

صوته الهادئ جاءها مكتوما قليلا لأن وجهه ناحية المخدة: الشر مايجيش.. بسيطة
يا أم محمد
أصلا حتى روحة المستشفى مالها داعي بس راكان لزم..

لطيفة خلعت عباءتها ثم اقتربت منه وهمست: مشعل خلني أبدل لك ملابسك
مشعل بهدوءه المعتاد: لا..تعبان أبي أنام.. عادي أنام هنا الليلة؟؟ أو أقوم
لفراشي؟؟

(تدري إنك سخيف وبارد وماعندك مشاعر!!) ولكنها ردت عليه:
أكيد تقدر تنام.. وأنا قريبة منك إذا بغيت شيء نادني..

مشعل نام بعد دقائق من شدة تعبه
ولكن لطيفة لم تستطع النوم وهي تتمدد على الأريكة وتطل عليه كل 5 دقائق

حينما أصبحت الساعة الثانية والنصف بدأ مشعل يئن بشكل مؤلم
لطيفة انتفضت بعنف وهي تقفز وتتوجه له



واشنطن
المقهى
الساعة 9 ونصف صباحا


ابتسم جو لبكينام ابتسامة لم تخلُ من سخرية: آنسة باكي هنا في اللهجة
الأمريكية حتى الجامعة تُسمى مدرسة
وبما أنك طالبة ماجستير.. وأنا طالب دكتوراة.. فربما كنتِ أنتِ من تحتاجين
مساعدة؟؟

وقتها كانت باكينام تشرب من كأس الماء الذي صبه جو لها
شرقت وكحت وكلماتها تخرج متناثرة من الحرج
وهي تشعر أنها خُدعت واُستهين بذكائها وأنها بدت بمنظر الغبية
الأمر الذي أغضبها كثيراً : دكـ ـتـ و ر اة؟؟

جو ارتعب وهو يميل عليها ويحاول أن يمسح وجهها بالمناديل الورقية
ويقول بقلق: سلامتك..سلامتك.. خدي نفس.. خدي نفس

(كان يقولها باللهجة المصرية القاهرية الصميمة)

حينها قفزت باكينام وهي تقول بغضب كاسح باللهجة المصرية:
ومصري كمان؟!!
لكده وكفايه.. يعني كل ده بتستغفلني.. بتستغفلني..
واسمك جو كمان والا دي استغفلتني فيها كمان

جو بحرج حاول تغليفه بالثقة: اسمي يوسف..
وانتي عارفة انه يوسف بنقول له جوزيف جو..
وبعدين أنا لا استغفلتك ولا حاجة.. أنتي اللي كدبتي الكدبه وصدقتيها
وكل مائلت لك نتئابل اشرح لك.. انتي بتتهربي..

باكينام لم ترد عليه ووجهها يحمر من الحرج والغضب وتغادر بسرعة
وتنسى دفترها على الطاولة
الدفتر الذي تناوله يوسف وهو يشعر بالألم من الموقف غير المتوقع




شقة مشعل بن عبدالله
الساعة 9 ونصف بعد مغادرة سعيد
وخطبته الغريبة التي أثارت حرج مشعل واستغرابه

عاد ليطل على هيا التي كانت نهضت من نومها واغتسلت وبدلت ملابسها
وهاهي تمشط شعرها أمام المرآة
كانت تمشطه وهي واقفة حتى تستطيع التحكم فيه

مشعل بهدوء: خلاص سعيد راح
هيا بنفس هدوءه: غريبة جاي هالحزة؟؟
مشعل ابتسم: جاي يخطب موضي
ابتسمت هيا: ماشاء الله عليها موضي.. مابعد خلصت العدة ويجيها خطّاب
لهالدرجة مزيونة؟؟

ضحك مشعل: موضي أملح خواتي.. ولطيفة أحلاهم.. ومشاعل أرقهم
ضحكت هيا: يعني لكل وحدة ميزة
ابتسم مشعل: تقدرين تقولين كذا!! ولا تنسين ريم فديتها أشطنهم..
وقتها هيا كانت أنهت تمشيط شعرها وتريد رفعه..
فوجئت بمشعل يقترب منها يمسك بيدها اللي كانت تلف شعرها
ويقول بنبرة خاصة: خليه

ارتعشت هيا بعنف.. وهي تشعر بملمس يده على معصمها كسعير نار لاهبة
كان بود هيا أن تسأله (وليش أخليه؟) لكنها شعرت أن ريقها جاف جدا
والكلمات تقف في بلعومها

أعاد مشعل كلمته وهو يفلت يدها ويقول بذات النبرة الخاصة: خليه
ليش دايما رافعته؟؟

أنهى جملته وخرج لأنه شعر أن طاقة تحمله على وشك الانهيار النهائي
فهو مهما يكن رجل.. وهي زوجته وأمامه
وهذا الشعر وهذه الرقة يفتنانه حتى الثمالة

خرج
ليترك هيا مبعثرة المشاعر خلفه!!


**********************

عودة لغرفة لطيفة
الساعة 2 ونصف قبل الفجر

لطيفة قفزت وهي تسمع مشعل يئن بألم
اقتربت منه وهي تشعل الأباجورة جواره
لترتعب من مظهر ظهره
فالشاش غارق بالدم

لطيفة جلست جواره وهي تهزه بلطف وتهمس بحنان: مشعل مشعل
مشعل رد عليها بهدوء وهو يحاول أن يكتم إحساسه بالألم ويلتفت ناحيتها: نعم
لطيفة

لطيفة برعب: لا تتحرك خلك على بطنك..
ثم أكملت بانفعال: الشاش غرقان دم.. خلني أغيره..

مشعل برفض: لا لطيفة لا..
لطيفة باستغراب عميق وألم أعمق: ليش مشعل؟ لهالدرجة ما تبيني أقرب منك؟؟
مشعل بهدوء: لطيفة الله يهداش أنتي وين راحت أفكارش
أنا حانّش بس.. (حانش = رأفة بكِ)

لطيفة باستغراب: تحني من ويش؟؟ كله شوي شاش بأغيره عقب ما انظف الجرح
مشعل بذات هدوءه وهو متمدد على بطنه: وبتستحملين منظره.. ترى ظهري كله
منسلخ!!

لطيفة لم ترد عليه وهي تقرب المقص وتقص ثوبه أولا
ثم تقص الشاش بخفة
وتبدأ بفكه
لتنفجع من شكل التسلخات العميقة النازفة
شعرت أن عبراتها تقفز لبلعومها وعيناها تمتلئان بالدموع غصبا عنها

بدأت بالتنظيف
شعرت بألم عميق يمزق روحها
لأول مرة تلمس جسده منذ شهرين
ويكون بهذه الحال
يغتالها انفعالها بآلمه.. تكاد تشعر أن جروحه تنزف في جسدها هي

أنهت التنظيف وهي تعرف أنه يكتم إحساسه بالألم
شعرت أن شهقاته التي يكتمها كسكاكين حامية تنغرز في روحها وجسدها
كانت تعرف أنه يتألم كثيرا
كلما مسحت الجروح بالمطهر ارتعش جسده دون أن يبدي أي صوت
ومع كل ارتعاشة كانت هي تشهق في داخلها وتبدأ دموعها بالإنهمار
وكأنها تتألم نيابة عنه

ثم بدأت تغطي جروحه بالشاش بعناية
حين أنهت مهتمها كانت قد وصلت قمة انهيارها العاطفي
لم تعد تحتمل
فمالت على أذنه
وارتعش مشعل وهو يحس بأنفاسها قريبة منه هذا القرب

همست في أذنه بصوتها الباكي المرتعش: ليته فيني ولا فيك
ثم نقلت شفتيها لكتفه العاري وهي تقبله بحنان
ارتعش مشعل في داخله
شعر أن انفعاله أكبر من أي كلمات
همساتها الناعمة في أذنه
ثم ملمس شفتيها العذبتين على كتفه
كان أعذب من كل أحلامه

كان مشعل أشبه كما يكون بصحراء قاحلة
فوجئت بانفتاح السماء عليها بأمطار غزيرة
فتحتاج هذه الصحراء بعض وقت
لامتصاص المياه ولتزهر بعد جدب..


ولكن لطيفة المحرجة كانت تنتظر منه ردة فعل ما
ردة فعل على مشاعرها ناحيته
مجرد كلمة ما كانت ستكفيها
لكن مشعل مازال انفعاله العميق يهزه..

شعرت لطيفة بألم كبير وهي تشعر بإهانة حادة قاسية
(للمرة الثانية أكون غبية.. غبية
المفروض أني حفظت درسي من أول مرة
أبعثر مشاعري قدامه
وأنا عارفة إنه مشاعره مع وحدة غيري)

قفزت لطيفة للحمام لتغلق على نفسها
وتنخرط في بكاء حاد
في الوقت الذي التفت فيه مشعل لها ليقول لها:
لطيفة حبيبتي


ليجد مكانها خاليا..!!

*************************

شقة مشعل بن عبدالله
الساعة 10 إلا ربع صباحا


بعد الموقف بين مشعل وهيا
مشعل خرج للصالة ليشاهد الأخبار في محاولة للسيطرة على انفعاله

في الوقت الذي كانت فيه هيا تعاني انفعالا أكبر مازالت في غرفتها
رن جرس الباب
فوجئ مشعل بباكينام عند الباب
ووجهها غارق في الدموع
وهي تقول بحرج وعيناها في الأرض:

دكتور مشعل ممكن أدخل عند هيا..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 10-03-2010, 09:11 AM   #40 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



انا : قمرهم كلهم



غرفة مشعل ولطيفة
الساعة 3 إلا ربع

مشعل تحامل على نفسه ونهض ليقترب من باب الحمام
نحره صوت شهقاتها المكتومة القادمة من داخل الحمام
شعر بألم عميق حاد
وكم هو قاسٍ هذا الألم على رجلٍ متخمٍ بالكبرياء مثله!!

لم يعرف كيف يتصرف
ممزق بين مشاعره العميقة وكبرياءه الثمين

عاد ليجلس على السرير ووجهه لباب الحمام
استغرقت لطيفة عشر دقائق لتخرج
وهي تحاول التجلد

فألمها كان عميقا متوحشا غائرا في أعماقها
هذه المرة ألمها كان أقوى وأحد وأقسى
فكل ما تبقى لديها من الأمل تبخر
فمشعل في ظنها عاجز عن مبادلتها أدنى شعور
كان إحساسها مرا جارحا ومهينا
شعور مؤلم لا حدود لألمه الممتد في كل شريان من شرايينها
كانت تنزف ألما ويأسا ومرارة!!

فور خروجها.. همس مشعل بهدوء: لطيفة
لطيفة قاطعته ببرود وثقة: أرجوك مشعل لا تقول شيء
أي شيء بتقوله بيحرجني زيادة
اعتبرني ما قلت شيء وانت ماسمعت شيء

مشعل بذات هدوءه العميق: بس لطيفة....
قاطعته لطيفة (لا تريد أن تسمع.. لا تريد أن تسمع
كانت تظن أنه سيخبرها عن سبب عدم قدرته على مبادلتها مشاعرها
وشعرت أن مصارحة كهذه ستكون قاسية جدا على مشاعرها وكرامتها):
خلاص مشعل أرجوك
لو لي أي احترام عندك.. ما أبي اسمع شيء

صمت مشعل.. فكبرياءه لا يحتمل أكثر من هذا!!
فهو حاول أن يفسر .. يشرح.. يعترف

يعترف الاعتراف الذي انتظرته لطيفة 13 عاما
ولكنها لم تمنحه الفرصة
وهو يستحيل أن يستجدي الفرصة منها!!

تركها تتوجه لأريكتها وهو تمدد على السرير

ولم ينم أي منهما!!


غرفة هيا
الساعة 10 وربع صباحا

مازالت باكينام تبكي وهي تهتف بانفعال: أنا غبية غبية
أنا ينضحك عليا كده وبالطريئة دي
أكيد هو كان طول الوئت بيضحك عليا وأنا عاملة زي مراهقات المدارس

هيا بمساندة وهي تحتضن يد باكينام: باكي حبيبتي تراج مزودتها
مافيه شيء يستاهل
الولد ما غلط بشيء.. وحتى لو أنتي شايفته غلطان
خلاص السالفة كلها إنه أنتي خلاص ماتروحين هناك وبس

باكينام مازالت تبكي: يعني أنتي شايفة أنه ماخلانيش مسخرة
دا أنا كنت بأتغزل فيه بالمصري وهو ساكت

ابتسمت هيا: وحد قال لج تغازلينه؟!!
باكينام ابتسمت وهي تدعك أنفها المحمر:
أهو عبط وخلاص..
وهو يخرب بيته كان شكله وزوئه ينطء الحجر

هيا ضحكت: زين ابتسمتي.. فكيها
يمكن ربي بعث لج هالمصري عشان ينتقم لكل المصريين اللي لوعتي قلوبهم

باكينام بعمق: بس هو جرحني بجد يا هيا..
يعني أنا كنت باقول له أنت مكسيكي.. وكان بيسكت..
ليه ما ئاليش إنو مصري.. ليه يجرحني كده؟!!

هيا بنبرة خاصة: ما نحس بالجرح إلا من الناس اللي نحمل لهم مشاعر خاصة
باكينام وقفت وهي ترتعش: إيه مشاعر خاصة دي
أنا أخرتها هأبص لجرسون لا راح ولا جا
بعد ولاد الوزراء والسفراء اللي ماحدش منهم ملا عيني

ابتسمت هيا: جرسون بس طالب دكتوراه..
باكينام باستنكار: حتى ولو.. جرسون حافي مش لائي ياكل..


اليوم التالي
غرفة لطيفة
لطيفة نائمة
نامت بعد ذهاب أولادها للمدرسة
وبعد مجيء راكان وأخذه لمشعل
فهي لم تنم مطلقا من البارحة

تركت لطيفة هاتفها بجوارها ونبهت تلفونها على صلاة الظهر
رن جرسها
صلت الظهر ومشعل لم يعد بعد

بعد الصلاة
عاد مشعل وشكله متعب أكثر
كان راكان من أدخله

ثم همس لطيفة بصوت منخفض: جروحه ملتهبة
الدكتور كان يبي ينومه في المستشفى بس هو مارضى
انتبهي له.. تلفوني جنبي.. لو تعب عليش أي وقت دقي علي
وهذي أدويته.. أهم شيء المضاد الحيوي الحين

تحاول لطيفة تنحية شعورها العميق بالألم
ولكنها عاجزة
فكل مافيها ينطق بالألم
شرايينها تصرخ ألما له ومن أجله


(هذا مشعل
مهما كابرت.. مشعل
مهما دسيت مشاعري.. مشعل
حتى لو هو ماعرف.. يظل مشعل
مشعل اللي أتنفسه
مشعل اللي يمشي في عروقي بدل الدم
ليش ماقدرت تحبني يا مشعل ليش؟!!
يعني كل ذا الحب اللي أحبك ماحرك شيء في مشاعرك!!)

لطيفة هزت رأسها لتنفض أفكارها
خلعت عباءتها
واقتربت من مشعل الذي كان ينام على بطنه
همست: مشعل أجيب لك شيء؟؟

مشعل على الجبهة الأخرى اجتمعت عليه كل الآلام الروحية والجسدية
همس بهدوء: لا شكرا

لطيفة بذات الهمس: أشلون يعني؟؟ منت بمتغدي؟؟
مشعل بذات هدوءه: والله ماني بمشتهي
كثيرٌ عليهما كل هذا الألم
يتمدد هو السرير
وتجلس هي إلى جواره
قريبان
بعيدان
متألمان
يدور حولهما إعصار من المشاعر الكثيفة العميقة ينتظر لحظة الإطلاق
لحظة الإطلاق التي يبدو أنها أضاعت الطريق في ضبابية الكبرياء




خبر إصابة مشعل انتشر
والكل بدأ بزيارته أولهم والده وعمه وجدته


بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العصر

موضي تتصل بفارس
فارس يبتسم: من وين الشمس شارقة؟؟
الشيخة موضي متصلة
تدرين كان من المفروض مخلين حمد يطلقش من زمان
عشان تكلميني كل يوم

موضي تألمت من ذكر حمد الذي أعاد لها الذكريات المرة
لكنها ضحكت وهي تقول:
يا ملغك بس
هم المزايين كلهم مليغين وإلا أنت بس؟؟

فارس ينهرها: مويضي..
موضي تبتسم: قول مويضي على كيفك
المهم منت بعندي تزنطني

فارس ضحك: لو أني مني برايح لمشعل الحين
كان مريتش وزنطنش

موضي قفزت في بالها فكرة شيطانية: لا تروح لمشعل الحين
روح له عقب المغرب

فارس باستغراب: وليش بعد المغرب؟؟
موضي بخبث: حبيبة القلب بتكون هناك عقب المغرب
لأنها عندها محاضرات بترجع منها لبيت مشعل
هي قالت لي قبل شوي في التلفون

فارس شعر أن قلبه يغوص بين قدميه
ومجرد ذكرها بعث قشعريرة انفعال هزت جسده
ولكنه رد ببرود: وخير يا طير

موضي وهي تصطنع لهجة عدم اهتمام: صح خير ياطير
كنت بأخليك تشوفها بس

هذه المرة شعر فارس أن قلبه انتزع من مكانه بقوة قاهرة
ولكنه رد بذات بروده: أنتي نصابة
أشلون أشوفها وبيت مشعل الحين مليان ناس
أمه وأخته مريم.. حتى أمي راحت لهم واكيد أمش بعد

موضي تضحك: اعترف أول أنك أنت اللي تبي تشوفها
وعقب خلها على قدرات أختك الذهبية

فارس لا يريد أن يراها فقط
بل سيجن ليراها.. ولكنه ليس هو من يتنازل
لذا رد بكل بروده وثقته الشهيرة: والله بتخليني أشوفها بدون ما تحرجيني
بخبالش
زين على زين
بتكثرين علي البربرة اقلبي وجهش المغبر

موضي تضحك: يمه منك
أدري أنك مستحيل تقول لي لو سمحتي يا أختي خليني أشوف عنودتي
لأني من يوم شفتها المرة اللي فاتت وأنا ما أمسي الليل
بس أختك قلبها طيب.. يا الله موب لازم أني أنا أنبسط يوم تترجاني شوي
المهم أنت تنبسط والله يعطيني على قد نيتي

خلاص أنت تعال بعد المغرب.. وخل الباقي علي..



شقة مشعل بن عبدالله
بعد العشاء

كانت هيا ترفع صحون العشاء عن الطاولة
ومشعل يشرب شايا أمام التلفاز

رن هاتفه
ألتقطه بهدوء ورد بهدوء: أهلا دكتورة باتريشيا

هيا ارتعشت يدها
وسقط الصحن من يدها على الطاولة
ليحدث دويا بسيطا ولكن دون أن ينكسر
لأن المسافة كانت قريبة..

لكن الصوت كان كافيا لجلب انتباه مشعل
الذي هتف بهدوء: لا بأس دكتورة باتريشيا
سأحاول الحضور إن استطعت

ثم أغلق الهاتف
وتوجه لهيا وقال لها بهدوء: سلامات.. فيش شيء؟؟

هيا لم ترد على سؤاله ولكنها قالت بغضب مكتوم: وش تبي باتريشيا هانم؟
مشعل بهدوء: عندها بكرة ندوة.. تعزمني عليها
هيا بذات الغضب المكتوم: وبتروح؟؟
مشعل بهدوء: ما أدري ما بعد قررت..
هيا وهي تصر على أسنانها: لا تروح
مشعل بحدة: نعم؟؟
هيا بحدة مشابهة: أقول لا تروح..
مشعل بغضب: أنتي تامريني أنا..
هيا بغضب أكبر: اعتبره مثل ما تبي
مشعل بغضب ناري: يظهر إنش فهمتي حلمي عليش ومراعاتي لش غلط
وخلتش تبين تحطين رأسش برأسي
أعتقد إني الرجّال هنا.. فاحفظي حدودش
وإعرفي أشلون تحشمين رجالش

هيا لم ترد عليه
وهي تتوجه لغرفتها وتغلق بابها عليها بصوت مدوٍ

كان بود مشعل أن يتوجه خلفها
لأنه لم ينهِ كلامه معها بعد

فهذه ليست المرة الألى التي تحتد فيها حين تكلمه باتريشيا بالذات
ولكن حدتها وقلة أدبها –كما يرى- تجاوزت الحد هذه المرة
لذا تحتاج لمن يوقفها عند حدها

عاجز عن تفهمها وتفهم تصرفاتها الغريبة
وأتعبته محاولة الفهم
لذا قرر أن يتصل بإحدى شقيقاته ويسألها
فالأنثى أكثر فهما للأنثى
مبدئيا كان يريد الاتصال بلطيفة
فهو يثق في بعد نظرها كثيرا
ولكنه يعلم أن مشعل مريض –كما أخبروه- لذا لابد أنها مشغولة معه
لذا قرر الاتصال بموضي

موضي التقطت الهاتف بلهفة: هلا والله بقلب أخته
هلا برجّال هيونه

مشعل ابتسم: هلا والله بالغالية.. ورجال هيونه يبي استشارة نسوية
عشان هيونه حيرته

موضي تبتسم: حاضرين.. وبدون ما تقول: الاستشارة بيني وبينك
بس مهوب تنسى أتعابي..

مشعل ابتسم: فديت اللي فاهمني يا ناس
مشعل حكى لموضي كل شيء
وكان رد موضي عليه إنها استغرقت في ضحك عميق
ثم حاولت التماسك وهي تقول: وحضرة الدكتورة باتريشيا مزيونة؟؟

مشعل يضحك من ضحكها: بصراحة ما اهتميت.. بس إيه مزيونة
موضي مازالت تضحك: مزيونة شوي وإلا واجد؟؟
مشعل يبتسم: فوق الواجد بواجد..
موضي لا تستطيع مسك نفسها من الضحك: قول كذا يا ابن الحلال!!
مشعل مبتسم: خلصيني يا بنت الحلال..
والله إني عجزت أفهم ليه تركبها العفاريت عند طاري ذا الدكتورة

موضي بحنان: ولو أنك أنت اخي الكبير وبتصير دكتور بعد كم شهر..
بس بريء الله يرج عدوينك
مرتك غيرانة عليك.. زين إنها مافقعت من الغيرة لحد الحين
وأنت ولا مهتم ولا داري

مشعل باستغراب: هيا غيرانة علي أنا؟!!
موضي برقة: لا غيرانة على ولد الجيران..
حرام عليك مشعل.. راعي مشاعرها شوي
إذا هي ما تكلمت.. المفروض أنت تفهم من تلميحاتها لك
المسكينة ترا فاض بها
زين ما ثارت عليك من زمان..
وإذا تبي نصيحتي
بلاها سالفة ذا الدكتورة.. مافيه داعي تجرح زوجتك من أولها


مشعل أغلق من موضي وهو يشعر أن غشاوة أُزيلت عن ناظريه
شعر أن كثيرا من تصرفات هيا غير المبررة
بدت له الآن مفهومة
ولكنه يعرف أن الغيرة دليل حب

فهل يعقل أنها .......؟؟
مشعل تنهد وتوجه لغرفة هيا
فتح الباب ليجدها منكبة على سريرها وتبكي
فُجع
لم يتوقع أن تكون ردة فعلها هكذا!!

اقترب منها بهدوء


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 0 والزوار 32)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w

المنتديات العامـﮧ - لڪل طريق بدآيـﮧ ۈهنآ بدآيتنآ - الاسلام والشريعه - زآۈيـﮧ حرهـﮧ - طآۈلـﮧ آلنقآش - أقســآم حــواء - مآئدهـﮧ بنوته - ڪل مآيشمل حۈآء العامه - منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ - الشعر والخواطر والقصائد - ڪآن يآمآ ڪآن -منتديات ترفيهيـﮧ - آلسفر - آلسيآحـﮧ - فسحـﮧ بنوته - وسـعُ صدرڪ - نجۈم آلملآعب - منتديات التقنيـﮧ - صۈر - ڪآريڪآتير - آلڪمبيۈتر - آلآنترنت - سلـﮧ مصمم - Baѕket Designer - منتديات اداريـﮧ -  قسم الصوتيات والمرئيات للهواتف  - عآلم آلسيآرآت - الحياة الأسريه -  قسم الطلبه وحقيبه الطالب  -  قسم للفـن العـامــ  -  قسم للسينما  -  قسم الانمي والدرامه الاسيويه  - المنتديات الرمضانيه - فـَنْ الـدِيَكْـوورَ, -  قڛم ديـڕتي  - مقآطع آليۈتيۈب YouTube -  قسم تجهيز العرائس  - آلطب ۈآلصحــﮧ - مآسنجر - تۈبيڪآت -  قسم الهواتف العامه  -  قسم العاب الهاتف  - قسم الرسائل sms و mms - منتديات الفنون -  قسم المقابلات  - المنتديات الفنيه -  قسم الافلام العربيه  -  قسم المسلسلات والمسرحيات  -  قسم الافلام الاجنبيه  -  قسم افلام الكرتون  -  قسم sports TV  -  قسم لأرواحنآ هذيـآن  - المواضيع المميـــزة - المســـابقــات - [ ڪـُـرســِي آلإعـتـرآف ] - تصويت كرسي الإعتراف - منتديات الاعضاء - [ جِـسـرُ ـآلتوآصـُـل ] - عدسـة الأعضـــاء - ڪل مآيشمل آدم - عالم الطفل -  قسم iPhone  -  قسم Blackberry  -  اقســام ادم  -  قسم نجوم بوليوود وهوليوود  - للروايات المكتمله -  قسم صور الانمي -  قسم فديو الانمي  - N E W S ~ حدث الساعه - قصص الانبياء و الصحابه - صوتيات ومرئيات اسلاميه - مَسسَآاحـﮧ لِ خِدمَـة ﯘ تَـڸـبِيَة طَلبَآات الْأعضَاء - أدَواتْ ۈ مُلحًقاآت ۈ دُروس تَصمٍيم - تصاميم جاهزه-رمزيات جاهزه-تواقيع جاهزه -اكشِن-ايطارَات-بَاترن-خطُوط-خامَات-فرًش-سكِرابٍزْ لِ التَصمِيم - درُوس فوتوشوب-درُوس تَصاآمِيم - شرح خصاآئص المنتدى - خاآص بِ الترقيـﮧ والتهنئـﮧ - أفڪآر من ذهب - موآضيع ما تظهر فيها الصُصُصُور - عُذوبَهہ متًجدِدهہ - المڪتَب الإدآري -مطبخ بنوته الرمضاني-اكلات رمضانيه 2011-وصفات رمضانيه-حلويات رمضانيه2011 - حلويات-دروس تحضير حلويات-حلويات مطبخ بنوته - قسم تفسير الاحلام - صُـور لِلتًصمِيمْ - بنوتة ask me - عصيرات-مشروبات ساخنة-عصيرات مثلجـه-آيــس كــريم - منتديات متخصصة iphone - منتدى شروحات الجيلبريك - منتدى برامج السيديا ( Cydia ) - منتدى برامج الايفون والايباد 


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0