06-28-2010, 12:41 PM
|
#46 (permalink)
|
مستشار المؤسس ~
 آلحـآله ~ : | رقم العضوية : 9952 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة :
5552 يوم | أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM) | النادي المفضل : | الإقامة : | المشاركات : 8,755 [
+
] | التقييم : 40 | معدل التقييم ~ :  | زيارات الملف الشخصي : 14111 | الدولهـ | الجنس ~ | | مشـروبيُ ~ | كآكآوي ~ | قنـآتيُ ~ | MMS ~ | مدونتيُ ~  | | | لوني المفضل : Cadetblue |
|
رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم ) " سنخرج ونتسوق .. لن أدع غرفتك بهذا البرود .. "
قالت بشبح ابتسامة " لن أترك لهم أثرا بعدي .. لاتتوقعي أنني سأرضى أن أترك لهم عطرا لي بعد وفاتي .. لقد رميت بكل أغراضي وحتى ملابسي لم أبق الكثير .. وضعتها بصناديق وأوصيت الخادمة أن تأخذها .. "
" لكنهم لن يتذكروا شيء عنك .. "
" وهذا هو المطلوب .. " وقفت مريم بصعوبة لترتدي معطفا صوفيا . .. لكني كنت أعرف أنها هربت من لحظة دموع .. لتبين لي أنها قاسية ! ...
لم القسوة يا مريم ؟؟ .. لم القسوة ..
قلت بهدوء
" وهدفك من هذا أن تشعريهم بالذنب ؟؟ ... لماذا ؟؟"
لم ترد مريم مواجهتي قالت بارتباك " أكره الذكريات .. ولقد حرقت كل صور الطفولة وصور المراهقة .. وأود أن أمحي صوري من ذاكرتهم .. لا أريد أن يشعر أي أحد بالألم لموتي .. لا .. لا أريدهم أن يشعروا بوجودي من الأساس .. "
لم أفهم لماذا تنكر مريم رغبتها في ايلام شقيقاتها ووالدتها لتجاهلهم الشديد لها طوال مراحل حياتها .. أنا أعرف مريم .. أعرفها تماام المعرفة ..
" هم يحبونك ... ويجب أن .."
صرخت مريم " لا . لا .. يوجد شخصين فقط يحبونني . .. فقط اثنان .."
قلت لها "لا .. الجميع يحبــ."
هزت رأسها " لا ..فقط انت .. و.. نايف ."
" نايف .."
هزت رأسها ولدموع تخالط عينيها .. " تعرفنا على بعض في احد المستشفيات .. نفس المرض .. نفس المعاناة ..توفي نايف الشهر الماضي .... توفي وتركني .. كنا نتكلم يوميا .. كنت ألجأ إليه في أسوأ آلامي .. ولم يتحدث يوما عن آلامه ومدى سوء حالته . ..كلانا كان يعرف أننا سنموت لهذا لم نهتم للأمل كثيرا في علاقتنا ..
لم نفكر في المستقبل .. ولم نفكر في الماضي .. فكرنا فقط في تلك الدقائق التي تجمعنا .. عندما كنت أذهب إليه وكان يستلقي هناك .. رغم كل آلامه .. كان يرسم ابتسامة على شفتيه .. لهذا أردت أن أوقف الجلسات .. رأيته يتعذب .. ولايقوى على الوقوف .. رأيته يتلاشى .. لهذا أردت أن تتذكريني أنت وناصر . بأني في كامل صحتي .لأن ذكرى نايف في تلك الحال السيئة لا تفارق خيالي ... فاطمة .. لا أريد أن أصل لتلك المرحلة .. لا أريد .."
صدمني كثيرا حديث مريم .. اتجهت إليها لآخذها في حضني ... قالت
"لم أبك حين علمت بموته ... ولن أبكي الآن .. لأنه وجد الراحه التي افتقدها كثيرا ."
دخلت الخادمة لتخبرني أن والدي أرسل في طلبي .. استإذنت من مريم .. وخرجت بعدما وعدتها بزيارة أخرى .. وأنا في طريقي للخروج رأيت ناصر يجلس في الصالة .. أسرعت في طريقي .. لكن الحزن اتخذ من ملامحه جزءا كبيرا .. لا أعرف لماذا لكني شعرت به يعاني كثيرا ..
خرجت لأجد والدي قد انتظرني في السيارة .. نزل ليساعدني على صعود السيارة ،
وعندما أغلق الباب أخيرا استرخيت على الكرسي ...
قال وهو ويركز ليخرج إلى الشارع الرئيسي
" أني أعرف والدها .. لكنني انصدمت من وضعه .. "
" لماذا يا أبي .. "
" انه في حالة انكار .. عدما تحدثنا عن ابنته أخبرني انها تحسنت وأن وضعها الصحي جيد .. "
اسغربت ذلك نظرت إلى أبي وقلت " ربما لم تخبره أن حالتها تدهورت وأنها أوقفت العلاج .. "
" لا أعرف .. لكنه كان كثير السرحان .. أتحدث معه للحظة وفجأة أجده في عالم آخر .. "
قلت " أجل ربما هو في حالة انكار كما قلت . لأني أذكر أحاديث مريم .. لقد كانت تتحدث عن والدها كثيرا . وعن مدى حبها له ... "
نظر إلي أبي وقال " لايوجد أب لايحب أبناءه ... لكن أعتقد أنه قد صدم .. ليس سهلا مايحدث للصغيرة .. "
فعلا ..ليس سهلا أبدا ! .... |
| |