عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:41 PM   #45 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5135 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13854
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



_32_


قررت ألا أخبر سارة قصة مريم .. فهي عروس ولن أنغص لها فرحة تحضيرها للزفاف بهذا الألم ..
توجهت بمساعدة العكاز رغم قدمي المجبرة إلى غرفة والدي كان يجلس هناك وأمي ف الصالة الخارجية ..
" مساء الخير يا أبي "
وقف و أسندني قائلا " لم أنت خارج سريرك .. "
" أريد أن أتكلم معك "
جلست بصعوبة وقلت " أريد إذنك في التردد على منزل مريم .."
صمت قليلا ثم قال " وكلام الناس ! "
لم أتوقع أن يكون رده بهذه الرجعية " أبي لم يبق لمريم الكثير .. وهي لاتجد الدعم من والديها .. لا أريدها أن تبقى وحيدة .. وأعتقد أنها ستبقى في المستشفى لأغلب الوقت .بعدما تعود من زيارة بيت الله "
صمت والدي قليلا ثم قال " حسنا لكن بشرط ... أريد أن أقابل والدها .."
هززت برأسي موافقة فلم أجد أي سوء في هذا الشرط ..
بعد عدة أيام سئمت بقاءي وحيدة في الغرفة .. لم أكن أرى أحدا ,, فسارة سافرت لقضاء حاجياتها .. والدتي تطل علي ونتبادل بعض المواضيع وتخرج ولا أراها لباقي اليوم ... جدتي على مايبدو أنها لن تدخل منزلنا بعد الآن .. أخوتي لا أراهم ومحمد يطل بين فترة وأخرى بعد أن يحادث سارة !
لم أفكر في فيصل .لم أرد أن نتهي بي الحال مجنونة .. فذكرى آخر حديث بيننا تصيبني بالقلق ..

عدة أسابيع وأنزع الجبيرة عن قدمي.. لكن ماذا سأفعل خلال هذا الوقت ؟؟ لا أستطيع البقاء في هذا الفراغ المقيت .. العديد من الناس تتمنى أن يكون لديها وقت الفراغ .. لكني أتمنى أن لايكون أمامي هذا الكم الهائل من الوقت الذي لافكرة لدي ماذا أفعل به .. فلاصحبة ممتعة .. ولاهوايات محددة ... جلست أمام التلفاز لأراقب العالم .. ولم يفدني ذلك .. بل زادني كآبة .. أنني لست في جبال الألب .. ولست في حروب فلسطين .. ولست وسط نزاعات االشرق الاوسط .. أقبع هنا أتفرج بدون أي أحرك ساكنا ..
هذا هو أسوأ شعور .. العجز ! ,,,
***************

بعكازي حاولت صعود السلالم الطويله .. كانت صعبة . لكنه جاء من خلفي وقال
" هل تظنين أننا سنبقيها في الأعلى ؟؟ .. أنها لاتقوى على الوقوف فكيف بصعود طابقين ؟؟ "
نظرت إلى ناصر الذي يقف بعيدا بإحترام .. أشار إلى قسم داخلي وقال
" الباب الذي على اليمين .. "
هززت رأسي واتجهت بصعوبة إلى الغرفة حيث تجلس مريم وبيدها كتاب كبير باللغة الإنجليزية ..

كانت تبدو هزيله وقد ارتدت قبعه صوفيه حول رأسها .. كانت غرفتها بيضاء بالكامل ورائحه الأدوية قوية .. قالت مبتسمة
" فاطمة .. اعتقدت .. أنك . .."
ولم تستطع كبح دموعها فأسرعت إليها احتضنتها
" كنت أتصل بك ولم تجيبي فظننت أنك قرت أن .. تنــ..."
" لا يا مريم .. تعرضت لحادث بسيط منعني عنك لا تخافي .. أتيت وسأكون بقربك دائما . "
جلست بقربها على السرير فوضعت الكتاب جانبا وقالت
" طلب مني الطبيب أن أقرأ هذا الكتاب قبل أن أترك الجلسات نهائيا .. وجيد أنك أنقذتيني في الوقت المناسب كدت أصاب بالجنون لعدم مقدرتي على فهم شيء .. كيف أصبت وماسبب الحادث .؟؟"

" ببساطة سقطت عن السلم .... كسرت ساقي لاتخافي لايوجد هناك ضرر دائم .. عدة أسابيع و..."
لكني صمت عندما ذكرت الوقت .. أحسست بأن كل شيء أصبح يتعلق بالوقت .. قالت مريم مبتسمة " لاتتشائمي ... لايجب أن نخاف من الــ.. وقت .. لنعش طبيعين ومن ثم .. مايكتبه الله هو ماسيقع .. "
كأنها قرأتني .. فلم أكتم دموعي ولم أستطع منع ابتسامة صادقة تريحهها ..
" حدثيني عنك .. مريم .. كيف حالك ؟؟ .. أين والدتك ؟؟ "
قالت وهي تزيح الغطاء وتسحبني وأنا وهي نتكيء على بعض وجلسنا على الأريكة الفسيحة البيضاء حيث يوجد التلفاز والشوكلاته بالقرب من مكتبة كبيرة ..
ولايبدو أنها تتحرك كثيرا .. قالت بوهن " لا أعرف .. أنتظر فقط .. أن تأتيني الخادمة بالشوربة الساخنة .. أي لم أرها منذ مدة .. ولا أهتم فعلا .. أين تقضي وقتها"
وأمسكت بكوب الماء لتبل شفتيها المتشققتين
شعرت بألم مريم من خلال كلماتها .. على مايبدو أن موقف والدتها سيء ليترك هذا الأثر العميق .. أمسكت بيدها وقلت " لاتعتقدين أنها لاتهتم .. بل ثقي أنها في حالة يائسة الآن .."
قالت مريم بحقد " حالة بائسة ؟؟ لا لا أعتقد ذلك ..الساعة الآن الثامنة .. توجهت الآن إلى حفلة خطوبة ميثاء ابنة أختها .. "
رمت مريم بكوب الماء بغضب ولم تستطع كبح دموعها ..
أخذتها في حضني .. ومسحت دموعها بيدي وقلت " مريم .. أنا أمك .. أنا أبوك .. أنا ابنتك .. أنا أختك .. وصديقتك .. أنت لاتحتاجين إليها إن كانت لاتحتاج إليك .. أنا هنا"
بقيت مريم في حضني لدقائق طويلة.. وأنا أرى الحزن في عينيها البراقتين وقد خلت عينيها من الرموش السوداء الكثيفة ..
لكنها رغم هذا الشحوب .. كانت جميلة بشكل لايوصف .. كنت أشعر أنني أرى روحها الرقيقة من خلال شحوبها .. نظرت إلى الغرفة .. لايوجد بها أي شيء حميمي .. بيضاء بالكامل ..
" غرفتك نظيفة جدا ألاتعتقدين هذا ؟؟ "
رفعت رأسها واسترخت على الكنبة .. " جلسات العلاج كانت تضعف مناعتي .. لهذا يتوجب النظافة الكاملة والتعقيم الدائم للغرفة ... "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس