منتديات بنوته

منتديات بنوته (http://www.bnota.net/vb/index.php)
-   للروايات المكتمله (http://www.bnota.net/vb/f102.html)
-   -   * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب * (http://www.bnota.net/vb/t8241.html)

قمرهم كلهم 06-17-2010 06:29 PM

* غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الحــــــب ... هو عالم أحلام فيه تبحر الروح نحو الآفاق الوردية فيتجدد الأمل ... وتغني الحياة ...
ليبقى الحب عالما لا ينتهي وربيــــعا ً لا يذبله خريــــف ...


اليكـــــــــــم ... اولى روايات " عيــــــــــون القمر " ...






* غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
*******
<<<Sinkings in swirl of love >>>
*******

***الجـــــــــــــــــــــ الأول ــــــــــــــــزء ***


في وقت كان قبل منتصف الليل بساعة ... رياح نهاية الربيع هبت وهزت معها الأشجار الخضرا والأزهار الملونة اللي كانت مجملة الحي .. اللي كان من اجمل أحياء الرياض وأرقاها ..
في وحدة من البيوت اللي كانت في الظاهر تشبه القصور .. وفي وحدة من غرف الدور الثاني :..
مدت يدها لدرج التسريحة ... وطلعت جميع المكياجات اللي فيه .. بدت تلون وجهها على حسب ذوقها وتفننها ... كانت لها لمسات حلوة .. لأنها كانت متابعة لمجلات الفاشن والموضة واساليب التجميل ... ظلت نص ساعة تلون وجهها وتمسح وتعيد المكياج بأشكال ثانية ... ماكان عندها مناسبة او شي .. بس لانها كانت تحس بالفراغ .... !!
وبطبيعتها الأنثوية كانت تدور وتبحث عن اشياء تبرز انوثتها وجمالها الناعم .. وبنفس الوقت تمرن يدها على وضع الميك اب ....
اول شخصية تبرز بهالقصة هي .... (( ندى ))
**( ندى هي البنت الثانية في عائلة ابو فهد ، وعمرها 19 سنة. هالعائلة مكونة من 8 أفراد ابوها وامها ولها اختين بتتعرفون عليهم من خلال الاحداث القادمة و3 اخوة راح تتعرفون عليهم ايضا .هالبنت ذات شخصية رومانسية بطبيعتها وحالمة..ولا تخلو طبعا من المشاغبة والمشاكسة .. )
(* انا عن نفسي احببت هذه الشخصية جداً من خلال كتابتي للقصة ودخلت مزاجي مرة *)
في اثناء اندماجها في خلط الالوان ورسم الشدو .. كانت مشغلة المسجل على اغنية
" كل القصايد " .. وتغني بنعومة صوتها معه ...
رن جوالها اللي كان موضوع قدامها عالتسريحة ... تركت اللي بيدها وقصرت على صوت المسجل ... رفعته ... شافت الاسم وردت ..
ندى : هلا نوف ..
نوف : هلا والله .. كيفك ؟
ندى : تمام ... انت شخبارك ؟
نوف : كويسة ..
تنهدت ندى بضيق ورفعت الريشة تكمل الشدو ..
نوف : شفيك ؟
ندى : ............. زهقانة ..
نوف : ليش عسى ماشر ..
ندى : ابد ... بس احس اني مخنووقة ..
نوف : ههههههههههه .... اذكري الله ..
ندى بتملل : لا اله الا الله .. ليش تضحكين ؟
نوف : اضحك عليك ... دايما على هالحال .. خلاص حبيبتي بكرة تبدا الدراسة .. ومعدك لاقية وقف تفضين فيه ..
ندى : ... آآآآخ ... وهذا اللي مزهقني زيادة .. بكرة جامعة !!
نوف : اما انا متحمسة ... بكرة بروح الجامعة .... والله ماصدق
**( نوف ... بنت خالة ندى ... واصغر منها بسنة .. يعني 18سنة ... بما انها اقرب وحدة لندى بالسن فهم متفاهمتين وعلاقتهم متينة ... نوف بنت منطقية جدا وعلى درجة من الذكاء ، وماتحب حركات الحب وهالخرابيط اللي تكون في هالسن سن المراهقة ومابعد المراهقة .. لأنها مؤمنة بأن المجتمع اللي تعيش فيه مايساعد على هالأشياء .. انا ماقول بأنها تخلو من الرومانسية .. ولا اقول بانها بنت جامدة من غير مشاعر ... لا فهي بنت حبوبة جدا ... وذات جمال هااااادئ ... لكنها مقرة بان الحب اللي تمتلكه لا يمكن ان يظهر قبل الزواج .... أفراد عائلتها اخذت حيز كبير من القصة ... ومارح اعرفكم عليهم الحين ... بيدخلون في الاحداث بشكل تدريجي .. وان شالله ان كل شخصية تلقى تقبل منكم )**
^^^^ نرجع للحوار ^^^^
ندى : لا تذكريني الله يعافيك ترا واااااااصلة حدي ..
نوف : والله انك غريبة ... مالة من الاجازة وماتبين الجامعة ... وش تبين بالله ؟!!
ندى : مدري يانوف .. مدري !!!...أحس روحي ضايقة وودها تطلع .. مدري شفيني ..
نوف : حرام عليك .. ثلاث شهور فاضية بس اكل وشرب ونوم .. وش تبين اكثر ؟!
ندى : بس هالعطلة لا سفرة ولا كشتات في البر ... زهقت من كثر ماروح للسوق.. حتى ملابس الجامعة شاريتها في أول اسبوع من الاجازة ...!!!!.. مالقيت شي يشغلني غير التلفزيون والأفلام والنت .. وكل هذا مليت منه ..
نوف : ويعني ؟
ندى : ابي احد يملى علي حياتي واتكلم معه بالبيت ... امي دايما مع ابوي ... ونجلاء مثل ما انتي عارفة تزوجت وراحت ... وفهد طول الوقت طالع .... ونايف بزر ولسانه طويل ... ومنى صغيرة ماقدر اتكلم معها باللي ابغى ..
نوف : افااا ... وانا مامليت عينك .. والا انا مانيش قد المقام يعني ..
ندى : وانا مااقدر اتكلم معك بأي وقت ... تعرفين خالتي مشغولة باللي يجون يباركون لكم ببيتكم الجديد ... وانت وسهى مشغولات معها في هالفترة كلها ... ولا عندي بنات اعمام اروح لهم ويجوني .. حالة محبطة صدق
**( ندى مالها اعمام ... عشان كذا مالها بنات عم ... وجدها وجدتها توفوا قبل كم سنة )**
نوف : وصديقاتك وين راحوا .. ؟
ندى: صديقاتي كلهم مسافرين مع اهاليهم .... اللي رايحة لأوروبا ... واللي رايحة لجنوب أفريقيا واللي رايحة ........ ( تنهدت ) .. يابختهم والله ..!!
نوف تكلم امها اللي تناديها : نعم يمه جاية جاية .... اقول ندى ... امي تناديني ... باي
ندى : شفتي شلون انشغلتي ... باي
سكرت الخط .... رجعت الريشة على التسريحة وهي حتى مب طايقة نفسها ... لمتى بقعد على هالحال ....
قامت وهي حتى ماكملت الشدو .. توجهت للبلكونة وفتحت بابها .. طير شعرها نسيم الربيع غمضت عيونها وهي تتقدم بخطوات هادية وتحس برقة النسيم يتخللها ..
كانت بلكونتها فسيحة وكانت حاطة فيها جلسة صغيرة حلوة .. مشت لدربزين البلكونة وتسندت عليه بيديها ووجهت نظرها للقمر اللي كان مضوي السما بنوره الآخاذ .. كانت ليلة قمرة والنجوم مزينتها أكثر .. ظلت عيونها العسلية على البدر وأطلقت زفرة من أعماق قلبها لها ألف معنى ومعنى .. غمضت عيونها مرة ثانية لما حست بنسايم الهوا البارد يرجع يثور ويطير خصل من شعرها يمين وشمال ..
هدا النسيم بعد لحظات ورفعت يدها تشيل الخصل اللي طاحت على عيونها وسحبتها ورا اذنها .. رفعت يدها تشوف الساعة لقتها11.30....
حست بالجو بدا يبرد فدخلت وسكرت الباب وراها ... تهادت على سريرها تتنهد .. ماتدري وشلون تملي فراغها اللي هي حاسة فيه ....
طاحت عينها على كيسة على الطاولة ... تذكرت انها مجموعة افلام شرتها امس .... خذت لها واحد وشغلته ... وجلست تتابع ... مع انه ماكان لها نفس انها تتابع أي شي .. بس شغلته لعل وعسى يفرفشها شوي ..
يوم السبت..أول يوم من ايام الدراسة .كانت الشمس قد أشرقت ومدت أشعتها الذهبية على مد النظر . تملي السما بدفاها من بعد نسيم الليل البارد ...
الساعة 7 الصباح .... ام فهد رقت الدرج رايحة لغرفة ندى بنتها تصحيها للجامعة ....
**( ام فهد " الجوهرة" ... 45 سنة ... أم ذات قلب كبير جدا .. حنانها يغمر بيتها كله ... وهي خيرعون ومعين لزوجها ابو فهد ، تزوجت منه من 25 او 26 سنة ومازال الحب عايش بين هالزوجين ... شخصية لها دور كبير في القصة .. *مارح اتكلم عنها اكثر انتوا اكتشفوها ..* )**
ام فهد فتحت الباب والنور : ندى قومي يا بنيتي ما عاد الا الخير قومي لا تتأخرين ...
ندى وهي تنقلب عالجهة الثانية : يوووووووه .. يمه خليني ما نمت الا متأخر .....
ام فهد : محد قالك تسهرين ... قومي يالله ...
راحت ام فهد للمكيف وسكرته...
ندى : يووووه ........ يمه الله يخليك تكفين خليني انام ... اووووف
ام فهد عصبت وسحبت اللحاف من بنتها : ما في نوم بس خلاص ... ترا فهد مب فاضيلك
وراه جامعة بعد ....
ندى يوم شافت ان ما في امل ترجع تنوم ... امها اذا اصرت انها تقوم خلاص رح تقعد فوق راسها لما تقوم : خلاص يمه هذاني قمت ....
ام فهد : يالله يايمه استعجلي ...على بال ماتلبسين وتفطرين وتتجهزين الا الساعة سبع ونص
والجامعة على بال ما توصلينها يبيلك على الأقل ثلث ساعة مع زحمة الشوارع ...
ندى : ان شالله يمه ...
ام فهد : وانا بروح اقوم فهد الحين ..
سكرت ندى الباب عشان تلبس وكان ودها انها تبكي .. تبي ترجع تحت بطانيتها مكان ماالدفا موجود ..
وام فهد راحت لغرفة ولدها ..
على الساعة سبع ونص نزلت ندى .. جلست على طاولة الأكل مع امها ..
ندى : اجل يمه وين ابوي ..
ام فهد : ابوك وصل منى ونايف للمدرسة وراح لشغله ..
ندى : ليش وش عنده رايح بدري اليوم ؟!
ام فهد : والله يابنيتي مدري ... كل اللي قاله لي ان عنده شغله ضرورية يبي يخلصها عشان يقدر يرجع عالغدا..
في هاللحظة نزل فهد متكشخ .. وجلس معاهم عالطاولة .. وخذاله كوب نسكافيه ...
ام فهد : ورا ما تاكل يا فهد ... ما يسدك هذا
فهد : لا يمه مااشتهي ...
ام فهد : مايصير عاد لازم تاكل
فهد : والله مااشتهي يمه ... ان جعت باكل من كافتيريا الجامعة ....
**( فهد .. 22 سنة ... في سنة ثالث بجامعة الملك سعود .. اللي يشوف عمره يقول اخر سنة لكنه في دراسته متاخر .. لأنه أعاد سنة بالثانوية ..... فهد هذا شخصية مختلفة جدا جدا .. ما يشبه لأي أحد حوله ... سواءً في كلامه في تصرفاته أو أي شي يخصه هو منفرد فيه ومايشابه أي احد ... لدرجة اني انا نفسي اعجبت فيه ... كما ان فهد يمتلك سحر خاص مقرون بجاذبية قلما يمتلكه غيره ... بكتفي بكلمة " مختلفة " وانتوا اللي بتعرفون وش معنى كلامي من خلال الاحداث .. مثل ماقلت لكم فهد له دور كبير في احداث قصتي .... وله نصيب من عنوانها ... )**
اذن ...... فهد ... احد الشخصيات الاساسية والبارزة.. واحد العناصر المهمة اللي تقوم عليها القصة ...
فهد خلص كوبه والتفت لندى ...
فهد : ندى يالله قومي ...
ندى : لحظة تو الناس خلني اكمل فطوري ..
فهد : لا تكملينه .. قومي يالله ..
ام فهد : خلها ياحبيبي تاكل ... تو الناس ..
فهد : وش تو الناس يمه .. ان ما تأخرت هي انا بتأخر والشباب ينتظروني ... ندى يالله
ندى : خلاص طيب لا تعصب ...
رجعت كوب النسكافيه عالطاولة بعصبية وقامت ..
طلع فهد وركب سيارته .. ندى لبست عبايتها ولحقته ... وهي تتحلطم ...
يعني لا نومي تهنيت فيه ولا حتى الفطور ...
في السيارة ..
بعد صمت دام لمدة 10 دقايق ....
ندى : اقول فهد ....
فهد : همممم.....
ندى : متى راح تطلع اليوم من الجامعة ....
فهد : مادري على حسب .... يمكن اقعد مع اخوياي ... يمكن اطلع مبكر .. مدري
ندى : اييه ...لانك تدري ان اليوم اول يوم ...بس اخذ الجداول .. ما في محاضرات ولا شي...
فهد : يعني ماراح تقعدين في الجامعة مع صديقاتك مثل العادة..؟!!
ندى : تصدق عاد ودي...بس انا مانمت امس الا ثلاث الفجر ... وابي ارجع انووووووم ..
فهد : كم يبيلك يعني ..؟
ندى : يعني قول ساعتين على بال ما اسلم على البنات واخذ الجدول واجلس معاهم شوي
فهد : خلاص اجل لما تخلصين دقي علي ..
في هاللحظة شهقت ندى شهقة خلت فهد يرتاع صدق...
فهد وهو معصب : عمى ان شالله .. خير وش فيك ..؟
ندى وهي حاطة يدها على فمها : نسيت ... جوالي ...
فهد عقب ما استرخى شوي : مالت عليك انت وهالجوال ... ماله داعي هالشهقة عاد .. حشى كنك بتموتين ...
ندى بدلع : لييييييش .... خايف علي ..؟!!
سكت ومارد عليها ... وناظرها بنص عين ...
ندى : والحين وشلون ... وشلون ادق عليك ...
فهد : مدري دبري عمرك ....
ندى بمزح : طيب عطني جوالك ...
فهد : تحلمين ....
ندى : يووووه ... ايه صدق ... نوف اكيد معها جوال ....
وفي هاللحظة شهقت شهقة ثانية اقوى من الاولى ... فهد من روعته مسك الملف اللي جنبه وخبط به راس اخته ..
ندى : آآآآآآآآآي .....راسي راسي ..
فهد : كم مرة قلت لك خلي هالخبال عنك وهالخرشة ....
ندى : ياربي ياويلي ... ياويلي ...نوف بتذبحني ..
فهد مستغرب : ليش ... وش مسوية لها بعد ....؟!!!!!!
ندى : تلقاها الحين في الجامعة تنتظرني ... ياويلي بنذبح اليوم ..
فهد مستغرب اكثر : ...واذا....؟؟
ندى : هي الحين اول سنة لها وما تعرف الجامعة ولا شي .... عاد جامعة الملك سعود
مدينة بكبرها ماشالله ... تلقاها الحين قاعدة ضايعة في الطوشة .. هي موصيتني ما اتأخر
فهد : هي تخرجت من الثانوية ماشالله ؟؟
ندى : صدق انك ماتدري عن الدنيا ...
فهد : أي قسم ..؟
ندى : انجليزي ..
فهد : وش معنى؟؟
ندى : ..كذا ... تحب الانجليزي ... ومقررة تدخل هالقسم من يومها في المتوسط ....
فهد بلا مبالاه : اهاا .. ....... المهم وصلنا يالله ظفي وجهك ...
ندى فتحت عيونها والتفتت لأخوها بعصبية : شف !!! ..... هيه خير ان شالله ..؟
فهد : خلصينا انزلي يا بنت الحلال ...وراي جامعة انا بعد ...
نزلت معصبة ... وسكرت الباب بقوة عشان تقهره وتحرق دمه ... تعرفه اخوها كلش ولا سيارته
فهد فتح دريشة السيارة وقال ينادي على اخته اللي التفتت عنه ماشية ولا كانها سوت شي : نديو ...كم مرة قلت لك شوي شوي على باب السيارة ؟؟! ... تفهمين الكلام ولا لا؟
ندى : احسن ... تستاهل ( وكملت مشيها )
فهد : هييين ياندى ... دوري لك واحد ثاني يجيبك من الجامعة ... انطقي فيها لين الساعة وحدة ..
وقفت مكانها مصدومة.تعرفه اخوها سواها فيها كذا مرة .. مو بعيدة يسويها بعد اليوم ... ورجعت للسيارة تمشي بسرعة كأنها تركض لا يروح عنها
ندى تترجى : لا فهد الله يخليك والله ماعيدها مرة ثانية ...
فهد : ..........
ندى : الله يخليك يافهد ...اسفة اسفة ....ابوس راسك ...
فهد : تعالي بوسيه يالله ...
ندى بصوت مذلول : لا عاد موهنا ...في البيت ...
قعد يناظرهابطرف عينها .... مستانس بذلتها .....
ندى شوي وبتصيح : فهههههههههههههههد .... لا تصير ماصخ عاااد !!!
مر شبح ابتسامة على شفايف فهد اللي كان لابس النظارات الشمسية ...
فهد : خلاص روحي لا تقعدين واقفتلي هنا ...
ندى : يعني بتجيني ؟؟
فهد : خلاص بجيك يالعلة ....
بغت ترد لكنها سكتت وزمت شفايفها لا تطلع منها أي كلمه غلط ....تخاف يهون مرة ثانية .....
ندى ماتعرف ترد على فهد بالاوقات اللي تكون فيها محتاجة له ... لان فهد بطبيعته عزيز نفس ومايحب أي احد يتكابر عليه بالالفاظ ...
تم يناظرها وهو مبتسم عرف انها بغت ترد عليه بس ماتقدر...... فما قدر الا انه يضحك بصوت عالي ...
ندى اللي تنرفزت لفت ومشت للبوابة عشان مايطلع منها كلام غصب عنها ... وبعدين هي اللي تتوهق ....

قمرهم كلهم 06-17-2010 06:34 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
من جهة ثانية ..... في وسط زحمة البنات ... والفوضى اللي كانت حاصلة .. بنت تسلم على هذي ... وبنت تنادي على هذيك ... وصوت كلام وضحكات عاااالية ضاجة بالمكان ..
نوف كانت تنتظر عند بوابة الجامعة ... متنرفزة حدها ...
ياربي هالندى قايلتلها وموصيتها تجي مبكرة ....عارفتني مستجدة ... وماعرف شي .. اووووف هين خلها تجي ...
وفي هاللحظة شافتها جايه وتأشر لها بيدها .....
ندى : اهليييييييييييييييين نوف .... هلا بالجامعية ...... ( ووقفت تطالعها من فوق لتحت) ... الله الله ايه دي الشياكة ؟؟!!......( سلمت عليها )
نوف معصبة : تستهبلين ؟!!......
ندى : لا والله ما استهبل.... الا تهبلين .. ماشالله وش هالذوق ..تنورة سودا ...وبلوزة
تركواز... والله طالع عليك جناااااااااان ...
نوف بحيا : تسلمين ياعمري عيونك الحلوة ...
ندى : الا انت من متى جايه ..
نوف تذكرت وعصبت : الا صدق انت يالدبا... ليش تأخرتي ... قاعدة انتظر لي نص ساعة
ندى : والله اسفة .... نمت متأخر وقمت متأخر ....
نوف: محد قالك لا تنومين بالليل ياللئيمة ... انت عارفة ان وراك جامعة ووراك نوف بنت سعد تصالينها ....
ندى : والله اسفة ياعمري ... كنت سهرانه على فلم انما أيه !!...شي....
نوف : خلاص يكفي افلام... ما مليتي؟! ....كل اجازتك افلام ...
ندى : وش اسوي يابنت الحلال انت تعرفين ان هالصيف ما سافرنا وانا اجازتي كلها ياسوق ياقاعدة بالبيت ............. ولا عندي لا خوات قدي ولا بنات عم اسولف معهم .... ماعندي الا انت ... حبيبتي نوف ....... المهم انا اسفة وحقك علي..
نوف : لا خلاص ماله داعي ... المفروض انا اعتمد على نفسي ...
ندى : افااا عليك يانوف ... انا بنت خالتك .. ماتبني اساعدك يعني ..!!
نوف : لا والله ياندى .. مو قصدي ...بس انت تعرفين ان محاظراتنا ماراح تكون مع بعض ...عشان كذا مصيري اقعد لحالي .. واعتمد على نفسي...
ندى : وليش تقعدين لحالك ... شوي شوي وبتلقين بنات تقعدين معهم ... ومب أي بنات
بنات ذوووق ... واخلاق بعد.. ...
ابتسمت نوف لندى ...
ندى : يالله نشوف جداولنا ..
نوف : يالله ....
ومسكوا يدين بعض وراحوا .......
بعد ساعة ...... راحوا للكافتيريا ... يجلسون يرتاحون وياكلون لهم شي ويتناقشون في جداولهم ....
لقوا لهم طاوله فاضيه راحوا لها بسرعة وجلسوا .....
ندى : يالله ... اشين يوم يوم الثلاثاء .. كله محاظرات ورا بعض ولا في الا ساعة وحدة بس فاضية ....وش ذا الزهق ..!!!
نوف : هههههه ...مب انت لحالك اللي محتشره ..شوفي هالبنات كل وحدة ماده بوزها شبرين .. ومعها جدولها ...
التفتت ندى وشافت البنات ...
ندى : هههههههه ... شوفي اشكالهم وشلون!!!
نوف : لا تضحكين عليهم ..حتى انت شكلك تو زييهم ..!!!...هههههههه
ندى : انطمي ياحمارة ...(ومسكت ورقتها وضربتها على راسها )...
نوف : ههههههههه....امزح ....... ههههههه
ندى : تمزحييييين ..؟!!!..... واضح ...... قومي يالله اشتريلي شي اكله..
نوف : ليه ..؟! ماأفطرت بالبيت ؟!!! ......
ندى برطمت وبدلع : لا ..... ما أفطرت زيييييين .....
نوف : وش اللي منعك ما تفطرين زي الناس والعالم...؟!!!!!
ندى مازالت مبرطمه : ........... فهيييييييييييييييييد ......
سكتت نوف فترة بعدين ظحكت بصوت عالي .....
ندى عصبت : ليش تضحكين ؟!...مافي شي يضحك ...
نوف: ههههههههههه ...... اخوك هذا ماتخلص سوالفك وياه ...... هههههههه..... ماعمرك جيتيني ولا شفتك الا اشتكيتي منه .....هههههههه..
ندى شوي وبتصارخ : هيييييييييه .....بس خلاص ضحك ...... مافي داعي تضحكين كذا ...فضحتينا ....
نوف : هههههههه ....
سكتت ندى معصبة .....يوم شافتها نوف غصبت نفسها وسكتت .... وقامت عشان تجيب الفطور للست ندى ....
نوف : خلاص ندى لا تزعلين .... قولي وش تبين من الكافتيريا ...
ندى : مابي شي هونت ....
نوف : لا والله بجيبلك .... وش تبين ؟!!
ندى : ................
نوف : يووووه عاد ندى قولي وش تبين !!
مبرطمة : ..............
نوف : خلاص بجيبلك على ذوقي ....
وراحت للكافتيريا اللي كان شوي مزحوم ....
بعد ربع ساعة رجعت نوف للطاولة اللي كانت عليها ندى وملتفته لجهه ثانية وباين ان عقلها سااارح في مكان ثاني ....
نوف : اوووووووف ...وش هالزحمة يالله ......حشا كنهم ما قد شافوا خير.....
انتبهت لها ندى والتفتت عليها .... وعقب غرقت في نوبة ضحك ....
نوف استغربت : خير وش اللي يضحك لها الدرجة ..؟!
ما قدرت تتكلم وكملت ضحك وهي تأشر على وجهها .....
نوف شكت بالموضوع وطلعت المراية اللي كانت بجيبها وشافت نفسها بعدين شهقت ....
نوف : يا ويلي .... وش هالكشة ....
بسرعة طلعت المشط اللي كان بشنطتها ومشطت شعرها ورتبته ...
وقعدت : أوووف كل هذا بسبت هالزحمة......هيي انتي بسك خلاص من الضحك لأقوم الحين وأحوس شعرك .....
ندى : لالالالا خلاص بسكت ...... ههههههه ....... ماقدر ...... هههههههه ... شكلك كان خلفه !!!
نوف : نديو ...اعقلي بس خلاص .... ترا عطيتك وجه ...... ونبهتي الناس علي ..!!
ندى : طيب خلاص بسكت ............ وش جبتي لي..؟
نوف : sandwich club ... وبيبسي ...
ندى : الله .... ساندويتشي المفضل .... وانتي ؟!!
نوف : انا جبتلي كابتشينو ...
ندى : بٍس ؟!!!!
نوف : ايه بس ..... انا مفطرة في البيت ...مب زيك ....
ندى : يوووووووه نوف لا تذكريني .... منرفزني فهيييد اليوم وذالني ذلة .... الله لا يوريك
ابتسمت نوف اللي كانت فيها الضحكة عشان ما تعصب ندى : ليش وش مسوي بعد؟!!
ندى كشرت : لا خلاني افطر اليوم زي الناس .... ومخليني انذل واترجاه في الشارع قدام الله وخلقه عشان يجيبني من الجامعة .....
ضحكت نوف ...لكنها ضحكه خفيفة ...
ندى : ايييييه وش عليك ..... اضحكي ما عندك اخو مثل فهد يذلك ويلعوزك ....
نوف : انتي اكيد مناقرته .... والا ما يذل هو بدون سبب ...
ندى برطمت وسكتت .....
نوف : ساكته ؟!!! ..... اكيد مسوية شي....
ندى : ............. سكرت باب سيارته بقوة ....
بعد كذا نوف ما قدرت تكتم ضحكتها ... : هههههههههههههههههههههههههههههه ...... باب سيارته مرة وحدة ؟!..هههههههههه
ماتعرفين اخوك يعني ياندى ....هذي سيارته ...اغلى شي على قلبه ....
ندى : اييييييييه ادري هو قهرني ياختي ..... عقب ما وصلني قام يسب ويطردني من سيارته ...حشا كأني مب اخته .....
نوف زاد ظحكها ........ تعرفه ولد خالتها .... شخصيته واطباعه ماتغيرت من وهو صغير ...
ندى سكتت وكملت فطورها ....وشوي شوي ... سكتت نوف بعد وكملوا سوالفهم ....
بعد نص ساعة ....
ندى : نوف متى بتروحين للبيت ...
نوف : والله مدري انت بتروحين متى ..؟
ندى : انا قايلة لفهد يجيني بعد ساعتين والحين الساعة ( رفعت ايدها تشوف الساعة ) عشر الا ربع .. بس هو قايلي اتصل عليه .... معك جوالك ؟!
نوف : ايه ...ليش جوالك ما جبتيه ؟
ندى : لا والله نسيته من العجلة ... ممكن شوي جوالك ؟
نوف : اييه اكيد .... تفضلي ..( وعطتها الجوال ) ...
دقت ندى على رقم اخوها فهد ......

هذي البداية بس ... ولسا القصة مابعد بدت ....
شخصيات كثيرة لم يسلط عليها الضوء حتى الآن ..!!
القصة والأحداث بتتطور في الأجزاء الجاية ومفاجآت متوارية عن الأنظار وعن الأبطال بتظهر على الساحة ...
لكن ماهي حقيقة هذي المفاجآآآت ؟!.... ولأيش بتتطور ياترى ؟!.....

الجزء الثاني

بعد نص ساعة ....
ندى : نوف متى بتروحين للبيت ...
نوف : والله مدري انت بتروحين متى ..؟
ندى : انا قايلة لفهد يجيني بعد ساعتين والحين الساعة ( رفعت ايدها تشوف الساعة ) عشر الا ربع .. بس هو قايلي اتصل عليه .... معك جوالك ؟!
نوف : ايه ...ليش جوالك ما جبتيه ؟
ندى : لا والله نسيته من العجلة ... ممكن شوي جوالك ؟
نوف : اييه اكيد .... تفضلي ..( وعطتها الجوال ) ...
دقت ندى على رقم اخوها فهد ......
في هذا الوقت كان فهد جالس في وحدة من المقاهي مع أحمد وعبدالله ...
كان جالس وفي يده كاس عصير ... وحاط رجل على رجل .. كان يسمع لسالفه لأحمد ..
رن تلفونه .. فرد ...
فهد : الووو..
ندى : الووو ...هلا فهد ...شخبارك ؟
فهد : هلا هلا ندى ... الحمد لله .. وش عندك ؟
ندى : وش عندي يعني ابيك تجيبني من الجامعة ...
فهد : طيب تكلمي بأدب ... لاهون الحين .. ( وابتسم للي بجنبه )
ندى : يوووه عاد فهد ....انا وش قلت الحين ...
فهد بسخرية : تنافخين ..
ندى بدت تتنرفز : والله مب قصدي فهد انافخ ...
فهد : طيب قولي " لو سمحت يافهد تعال خذني " ...... بكل أدب ....
ندى : فهد عاد خلاص ... كفايه ....ذليتني
فهد باصرار وهو مغمض عيونه : قولي ....
التفتت ندى لنوف وقالت لها : شفتي كيف !!! .... اللي يطلب منه شي لازم ينذل ...
ابتسمت نوف على شكلها المنقهر...ورجعت ندى السماعة لأذنها ..
فهد : من تكلمين ....
ندى : وحدة من البنات ...
فهد : طيب ترا اشغلتيني بتقولين والا اسكر .....
ندى وهي تسحب نفس من القهر : .......................
فهد : بتقولين ؟!!!!
ندى بأسلوب تتصنع الأدب : لو سمحت يافهد .........تعال خذني ..
فهد : اييه كذا انا ابيك دايما .... خلاص انا جاي ثلث ساعة بس ... (وسكر الخط) وهو يضحك ويلتفت لأحمد اللي كان بجنبه .....
احمد : حرام عليك ياخي ..... ذليتها صدق ...
فهد : هههههههه .... بس تستانس عليها ... يالله انا رايح ..
احمد : انا بعد رايح معك .... بجيب نوف من الجامعة ...
وراحوا كل واحد ركب سيارته ...
ندى اللي كانت متنرفزه حدها من اخوها ... شلون يسكر الخط بوجهها ...لا ولا حتى كلمة مع السلامة .....هيييين يافهييييييييد ...انا اوريك ..... انا اوريك ... أووووووف
كانت واقفة عند بوابة الجامعة .. جتها نوف وكانت لابسة عبايتها هي بعد ...
ندى : هاه نوف .... بتطلعين انت بعد .؟
نوف : ايه ... يوم قمتي انت دق علي احمد على طول وقال انه جاي ..
ندى انتفضت من سمعت اسم احمد ... ومسكت يد نوف وقالت ...
ندى : اخوك احمد جاي ؟!!
نوف : ايه جاي .... محد بياخذني من الجامعة غيره ... تعرفين امي ماترضى اروح واجي مع السواق لحالي ..... بس ليش السؤال ...؟!!!
ندى : لا ولا شي .....
دقيقتين بعدين لمحت نوف سيارة اخوها ...
نوف : شوفي شوفي هذا اخوي داخل ...
ندى التفتت بسرعة ...كانت عيونها تدور احمد اللي ما شافته طول الاجازة اللي راحت..يعني ثلاث شهور ..او يمكن أكثر بعد ... كانت مشتاقتله موووت .... مشتاقة لسواليفه ولضحكه ولزياراته لبيتهم اللي انقطع عنها فجأة ....
نوف : ما جا لحاله .... فهد اخوك وراه بالسيارة ...
ندى ماسمعت كلام نوف وظلت عيونها متعلقة بأحمد اللي كان يقرب بسيارته ، وبملامحه اللي كانت تذوب قلبها ... لحظات و حست بيد تهزها التفتت لقتها نوف ........
نوف : وش فيك ندى يالله خلينا نروح ....
ندى استغربت : ايه بس فهد ما بعد جا !!!!
نوف : وش فيك ندى ؟!!.... شوفي سيارته ورا سيارة احمد اخوي ...
التفتت ندى مرة ثانية لجهة سيارته كأنها مب مصدقة ..... ويوم تأكدت : ايييه صدق يالله ...خلينا نروح ...
وقف فهد سيارته جنب سيارة احمد بحيث صار باب كرسي ندى على جهة باب احمد ........
وصلوا نوف وندى للسيارات وكل وحده توجهت لسيارتها .... قبل ما تفتح ندى الباب .. سمعت صوت وراها يقول : شخبارك ندى ؟...
انتفظت ندى من سمعت الصوت .... التفتت لقته احمد فاتح دريشته ولابس نظارته الشمسية ومبتسم ......
**( احمد ... 23 سنة ... ولد خالة فهد وندى ... يعتبر صديق لفهد .. خلص الدراسة الجامعية والتحق بمعهد يدرس فيه دبلوم حاسب ... شخصه يختلف تمام الاختلاف عن شخص فهد ... لذلك يصلحون مع بعض ، شخصية احمد جذابة جداً ....)**
*(* وفي اشياء بتتعرفون عليها ... لاني مارح انتهي لوتكلمت في هالسطور *)*
ندى مرتبكة : هلا ..هلا أحمد ... انا الحمد لله ...انت ..ش ...شخبارك ؟
احمد : انا الحمد لله بخير .. شخبار الجامعة اليوم ؟
ندى : والله مافي اخبار ... ( وضحكت ضحكة ناعمة خجولة ) ....
زادت ابتسامة احمد وتحولت لضحكة : سؤالي غبي صح ؟..
ندى زاد ارتباكها : لا من قال ... ؟؟!!
احمد : محد .. انا اقول ..... المهم اركبي السيارة لا تذوبين علينا من هالشمس ...وسلمي على خالتي والوالد ....
ابتسمت ندى : يوصل ان شالله ... (وفتحت الباب وركبت)...
فهد : ساعة عشان تركبين ..؟
ندى : وش اسوي .. ولد خالتك يسلم .. يعني ما اسلم عليه انا بعد ...
سكت فهد وابتسم ومشى بسيارته للبيت .... اما ندى فكان قلبها يدق بقووة ...من زمان ما شفته ولا سمعت صوته .... !!!!
وصلت ندى البيت وهي هلكانه ... نزلت هي وفهد ودخلوا البيت .... كانت ام فهد جالسه
مثل كل صباح في الصاله تتقهوى ....
ام فهد : هلا والله بولدي وبنيتي .....
جت ندى حبت راس امها وبعدها فهد .....
ندى حطت يدها على خصرها : ياسلام يمه ...وش معنى ترحبين بفهد اول ؟!! ...دايما دايما هو الاول ....
فهد وهو يقعد على الكنب ويحط رجل على رجل : انا الكبير يعني انا الأول ....
ندى : حتى لو الكبير ...
ام فهد : ولا تزعلين تعالي ... (ومسكت ايدها وسحبتها)
جلست ندى جنب امها ... مادرت الا امها حاظنتها وهي تقول ..: هذا انتي يابنتي تقدرين تسوين شي هو ما يقدر يسويه ...
رفعت ندى نظرها لفهد اللي كان قاعد يناظرهم بدهشة .... وطلعت له لسانها عشان تقهره ...
فهد : يممممه .... تبين تقهريني يعني ....
ام فهد : وش اسويبك يافهد .... انت دايما تقهرها وتطلع الشيب في راسها ... خلك تحس في اختك شوي .....
حست ندى في هاللحظة انها غالية اكثر واكثر عند امها .... (( اكيد غالية .... انا بنتها مثل ما فهد ولدها )) ...........
قامت ندى من حظن امها وحبت راسها مرة ثانية وجلست على الكنب ......
وقعدوا يسولفون شوي ...... في اثناء السوالف ..
ام فهد : هاه يمه فهد شخبار الجامعة اليوم ....؟
فهد : الحمد لله يمه ماشي الحال ... ما سوينا شي غير الجداول واخذناها ..
ام فهد : ايه عاد ياولدي اجتهد ..ابيك تاخذ شهادة وتشتغل ...وافرح فيك ....
في هاللحظة ندى اطلقت ظحكة عالية ... التفتوا لها كلهم مستغربين .. وش فيها هذي .. ما قلنا شي يضحك ...
ام فهد : خييير نديو .... وش اللي يضحك ...
مر في خيال ندى صورة فهد متزوج ... عشان كذا ضحكت ... لان اخوها تحس انه مب راعي زواج وراعي مسؤليات ... كل همه وناسته ... عمر فهد ماحكى عن الزواج وعن الارتباط .. وعمره ماحكى عن احلامه بأنه يكون بيت ويربي عيال ... وبنفس الوقت كانت ترحم زوجته المستقبلية المجهولة اللي بتدخل لقفصه الذهبي ...!!!
ندى وهي تأشر على فهد وتكمل ضحكها : ههههههههههه..... هذا ...ههههه..هذا يتزوج ؟!
عصبت عليها امها وفهد يطالعها مستغرب ..
ام فهد : نديو اعقلي ...هذا اخوك .... ليش ما يتزوج وش اللي ناقصه يعني ..؟!!
ماردت وكملت ضحكها ..........
ام فهد شافت ان بنتها مصختها قامت ومدت يدها وقبصت فخذها .....
ندى :آآآآآآآآآآآآآآآي .......والله .. .والله بتووووب ....بتوووب ..والله ..
ام فهد : دواك .. تستاهلين ....
ندى وهي تحك فخذها : آآآآآآآآآح ...... يمه لا تقبصيني ترا قبصك مرة يعور ....
فهد : ساد .... لازم احد يأدبك انت وخبالك ...
ندى تكلم امها بدلع : يممممممممممممممه .... شوفيييه ....!!!
ام فهد : اخوك صادق ...
ندى برطمت .. وفهد ظحك عليها ظحكة سخرية ..... تنرفزت وقامت ...
ندى : انا رايحة انوم ...
ام فهد : والغدا؟!!
ندى : يالله الغدا بعد 3 ساعات ....لين حطيتوه قوموني .....
ام فهد : ان شالله ...
فهد : وانا بعد يمه بريح لي شوي ...
ام فهد : يالله ...انا بعد وش يقعدني بنوم لي ساعة ...
قاموا وكل واحد راح لغرفته .....


الساعة 2:30 الظهر ....صحت ندى من النوم ... وهي تحس راسها بينفجر .... قامت متثاقلة ودخلت الحمام توضت وصلت .. وطلعت من غرفتها ...
وهي نازله جالسه تفكر ... ((غريبة امي بالعادة تصحيني للصلاة ... بس اليوم ما قومتني .... موعادتها تنسى ....))
وصلت تحت شافتهم توهم جالسين على طاولة الأكل ....
ندى : مسا الخير ...
ابو فهد : هلا هلا ببنتي هلا والله تعالي ...
**( ابو فهد " عبدالرحمن" .... 48 سنة ...مثال للأب الحنون الصادق ... مثال للرجل الكفؤ ... شخصية حكيمة جدا اجتماعية ومحب لكل من حوله... يعرف ربه ... ولا يبخل على ابنائه بشئ مهما كان سواء ماديا او معنويا او دينيا ..... حالته المادية قوية .. وعلاقته مع عايلته رائعة .. )** قربت ندى وحبت راس ابوها ..
ابوفهد : شخبارك حبيبتي ؟
ندى : الحمد لله انا بخير انت شخبارك يبه ...ما شفتك اليوم ...
ابو فهد : انا الحمد لله ...كان عندي شغل واضطريت اني اطلع مبكر ... (التفت لفهد اللي كان جالس جنبه ).. فهد قم خل اختك تجلس مكانك جنبي ..
فهد شاف ندى بنظرة : ليش يبه يعني انت ما تبيني ...
ابو فهد : اللي يشوفك الحين يقول انك ما قعدت معي .. لك ساعة قاعد معي...قم عن اختك
خلها تقعد .....
قام فهد وهو يشوف اخته بنظرات تهديد .. وهي تبتسم له ابتسامة انتصار ... ابوها الوحيد اللي دايما يوقف بصفها ضد اخوها فهد المغتررررررررر....
جلست ندى وجت الام شايله معها صينية السلطة ....
ام فهد : هاه يمه ندى ...قمتي ؟!!
ندى : اييه يمه ...ليش ما قومتيني .. نمت كثير..
ام فهد : والله اني نسيت ياندى ...
ندى : حصل خير يمه ...
جلست الام وبدوا غداهم ..... طول الوقت كان الابو ساكت وشارد الذهن ... ومبين الحزن على وجهه... وكأنه شايل هموم الدنيا كلها فوق راسه ... كل هذا لاحظته ندى في ابوها ....غريبة!! !!....
العاده ابوي على كل غدا يتكلم ويسولف ويفرفش معنا ...لكنه اليوم باين انه مستهم وضايق صدره .... وامي نفس الشي..ساكته..وش صاااااير ؟!!!
بعد الغدا راح ابوفهد يرتاح له ساعة وام فهد لحقته بعد ما طلب من ندى وفهد ونايف ومنى يكونون موجودين المغرب على اساس موضوع مهم بيكلمهم فيه ......
في الصالة بعد صلاة المغرب كان فهد جالس يناظر التلفزيون .. جت ندى وجلست معه
ندى بقلق : فهد ....
التفت فهد لندى بدون ما يرد
ندى : شفيه ابوي مب على بعضه اليوم ...
فهد : حتى انتي لاحظتي ؟!!
ندى باستغراب : ما يحتاج دقة ملاحظة.....ابوي يخلي اللي ما يشتهي الغدا يشتهيه غصب ... بس اليوم غيير مرة ...انا نفسي ما عرفت اتغدى من حالته ....
سكت فهد شوي بعدين قال : والله مدري.....
ندى : حتى صلاة المغرب ما طلع يصليها ... وامي بعد ما طلعت من ساعة الغدا.. وش فيهم ؟!
سكت فهد وما رد وكانه باين انه سرحان مرة وفي تفكير عمييييق
فجأة دق جواله ... طلعه من جيبه وشاف الرقم بعدين رد ......
فهد : الوووو...
ندى كانت محتارة صدق .... وكانت تفكر ...لكن نبهها صوت اخوها
فهد : هلا والله وغلا .... هلا ...عاش من سمع صوتك ..
ندى استغربت ...من قاعد يكلم فهد ... وش هالطريقة اللي قاعد يتكلم فيها !!!.....
لكنها انتبهت لأخوها اللي قام وطلع برا الصالة للحوش...
ندى رجعت لأفكارها اللي بدت تتزاحم في ذهنها... أفكار تجيبها وتوديها ..
في هاللحظة سمعت صوت باب غرفة يتسكر ... شوي وشافت ابوها نازل ويا امها ..
ابتسمت يوم شافته جاي مبتسم ...
ابو فهد : هلا ندودة ...
ندى : هلا يبه ..
ابو فهد : وين خوانك اجل؟!!
ندى : فهد برا يكلم تلفون .. ونايف ومنى يلعبون بلايستيشن فوق ...
ام فهد : وعمر اخوك ؟!
ندى : عمر نايم يمه ...
ابو فهد : روحي ناديهم ندودة ...
ندى : ان شالله ....
رقت ندى ونزلت مع نايف ومنى اللي متحمسين لهالاجتماع اللي اول مرة يصير في بيتهم .. اما ندى فكانت تحس بقلبها تتسارع نبضاته ... ما تدري ليش ؟!!......
**( نايف ... عمره 12 سنة ... ولد عنيد وياخذ حقه بلسانه)

**( منى ... 11 سنة ... بنت هاااادية جدا ... ومؤدبة وحساسة )
جلسوا كلهم كل واحد ساكت ..... شوي ودخل فهد ... وجلس معهم ....
بعد سكوت دام حوالي 3 دقايق ندى كانت تحس بالخوف اكثر واكثر .... ابوي ساكت ومبين الحزن على وجهه .... ليش وش صاير ..!!!!!!!؟؟؟
كل ثانية تمر تحس ان الموضوع كبير .. وصمت ابوها الطويل زاد خوفها خوف ...
لكن ابوفهد في النهايه قدر يتكلم وقال......: في شي يا عيالي انتوا ماتعرفونه .........
... * وسكت * ...
ندى خوفها زاد اكثر واكثر التفتت لخوانها منى ونايف ...كان مبين الاهتمام على وجوههم لكن
مافي خوف ...... لفت وجهها لفهد اللي مابين على وجهه أي اثر... لا لخوف ولا قلق يمكن اهتمام ....
كمل ابو فهد : الشي اللي ما تعرفونه هو ان عندكم ..... عندكم عم ....
شهقت ندى وبققت عيونها ..... الكل التفت لها ..... تمت حاطه يدها على فمها وعيونها مافارقت أبوها ......
ندى بهمس : عم ....!!!!!!
هز ابوها راسه بالايجاب ...وكمل ....
ابو فهد : انا نفسي الله لا يعاقبني نسيت ان عندي اخو ..... نسيته ...ولا عرفت اخباره من 18 سنة ......
وبدت دموع ابو فهد تنزل .... كانت فيه العبرة قبل لا يبدى لكنه من فتح الموضوع ماقدر يمسك نفسه ..
ندى مصدومة : و........ والسبب ؟!!
مسح ابو فهد دموعه وكمل كلامه : ابوي الله يرحمه ....قاطعه .. وخلاني اقطعه وياه ...
كنت ابي ارفض ..اخوي ماقدر استغني عنه ... لكني خفت ابوي يغضب علي مثل ما غضب على اخوي صالح ......
خوف ندى وتفاجئها بنفس الوقت خلى دمعتها تترقرق من عيونها وتسيل برقة على خدها ..... عندي عم واسمه صالح بعد .... الله ... عمي .. ..صالح....
كمل ابوفهد كلامه : اكيد بتسألون عن سبب قطاعته .... طبعا انتوا اكيد تعرفون اني انا مدير الشركة اللي اشتغل فيها الحين وان هالشركة كانت لجدكم الله يرحمه وصارت من مسؤليتي بعد وفاته ......
هزووا عياله روسهم بالايجاب......
ابو فهد : قبل 18 سنة صارت سرقة في هالشركة .... وكل الامور كانت تشير ان السرقة من قسم المحاسبة .. اللي كان مديرها عمكم صالح ... وبما ان ابوي كان شريك في هذي الشركة خاف .... لأن الأموال اللي انسرقت ما كانت اموال ابوي لحاله كانت اموال شركاه معه ...... هنا عصبوا الشركاء واتهموا اخوي بأنه هو الحرامي اللي سرق فلوسهم ...
وكان في اوراق تثبت هالشي .... فصار خلاف عنيف بين ابوي واخوي صالح اللي اعترف بأنه ما سوا شي....... لكن غضب ابوي عليه وخوفه من الفضيحة خلاه يطرده من البيت وطلب منه مايشوفه مرة ثانية ...ولا هو ولده ولا يعرفه ....
طلع صالح من البيت بعدها مكسور النفس ومحطم وما عرفناله مكان حينها ........
سكت ابوفهد اللي غرق بنوبة بكاء صامته ...... وام فهد نفس الشي ..... نايف ومنى جلسوا مندهشين من شكل ابوهم ......... وفهد اللي دموعه كانت تلمع بعيونه ... مب من هالقصة .. من شكل ابوه اللي يكسر الخاطر ....... ندى كانت في حالة صدمة من هالأخبار الجديدة ومن منظرابوها ......
عقب ما هدا ابو فهد شوي ......تنهد بعمق وكمل ....
ابو فهد : بعد فترة دامت ثلاث شهور كان ابوي فيها ياخذ من فلوسه ويعوض السرقة اللي صارت بما ان ولده هو المتهم .... بينما انا كنت شاك في الموضوع .....انا اعرف اخوي زين مستحيل يسوي شي حرام مثل هذا ..... جبتلي محاسب اثق فيه وبدت التحريات .............
بعد حوالي شهرين اتضحت المفاجأة ........ كانت هناك اوراق مزورة تثبت ان اخوي صالح هو اللي سرق هالفلوس كلها ......وبصعوبة قدرنا نكتشف هالشي ، بالنهايه قدرنا نثبت ان السارق الحقيقي هو احد شركاء ابوي بالشركة .......... وانحبس على اثرها ..........
وسكت .........
الكل تم ساكت ينتظر بقية هالقصة ........... والأثر الحزين باين على وجوه الكل ..
ابو فهد أطلق زفرة طوييلة عشان يقدر يكمل الباقي وذكر الله .. : ......... ابوي بعدها تعب .... حس بظلمه لولده وطلب مني ادوره .... دورته في كل مكان يخطر عالبال في نجد والحجاز والشرقية وكل مكان ... لكني ما حصلته ..... امي بعد 4 سنين توفت ..... ابوي ضاقت به الدنيا عقب ما فقد امي ...حس انه هو السبب بفقدانه لثنين عزيزين على قلبه ... وقفت انا بجنبه ..... وطمنته ان صالح بيرجع فيوم من الأيام وبيتفهم الوضع ...... اطمن ابوي على هالكلام .... وصرت انا سنده الوحيد في شركته بعد ما فك الشراكة اللي كانت وحولني انا لشريكه ....... طلبت من ابوي يرتاح
ولا يتعنى لأني انا اللي بهتم بالحلال كله ..... لكن بعد 3 سنين من وفاة امي توفى ابوي الله يرحمه من الضيق اللي نكد عليه حياته ... ووصاني بحلال اخوي صالح ..........
وسكت مرة ثانية .....

ندى ما تتحمل خلاص ... عمها موجود ولا يدرون عنه ..... اذا كان كلام ابوي صحيح فاني شفته وشافني وانا صغيره ..... وقتها كان عمري ......... سنة بس .... آآآآآخ يا عمي وينك ....وينك ؟!!!!!!!!! ......... انتبهت لصوت فهد ....
فهد : وبعدين يبه ......
تنهد ابو فهد : بعدين ياولدي مرت السنين والايام وانا ماعرف شي عنه ولا اعرف وين أراضيه واذا هو عايش ولا ميت ...... لكن ............... لكن قبل يومين ثلاثة .. جاني رجال غريب في مكتبي
وقال لي انه هو محامي اخوي صالح ........ تفاجأت ..... فرحة غمرتني ..عرفت ان فيه امل القى اخوي .. بس فرحتي ماتمت ..
نايف : ليش يبه ؟
ابو فهد نزل راسه بالأرض يخفي ملامحه اللي انقلبت فجأة : لأنه في النهاية عطاني ورقة قال انها .................. وصية عمكم ....
شهقت ندى وحطت يدها على فمها ... قعدت تناظر ابوها اللي قام يشوف عياله بأسف ........................
ندى بخوف : و.... وص ..... وصية ؟!! ... يعني.........
نزل ابو فهد راسه وهو يقول : ..... ادعو له بالرحمة ........
ندى جلست اطالع ابوها ودموعها تنزل اربع اربع لكن بدون صوت ...... حتى لو ...هذا عمها ....
فهد نزل عيونه للأرض وطاحت دمعة من عيونه ... منى كان حالها غريب وجهها كان جامد ... الكلام والأخبار الجديدة شكلت صدمة بالنسبة لها ونفس الشي نايف ...
ام فهد كانت منزلة راسها للأرض وتبكي بصمت ... وتدعي لصالح بالرحمة ...

بعد فترة هدا فيها الكل ................................. رجع يكمل ابو فهد كلامه ....
ابو فهد : لكن يا عيالي ... ما قلتوا وش اللي فهالوصية ..............
ندى وفهد ونايف ومنى بان عليهم الاهتمام .....................
ندى بترقب : وش فيها ؟!!!
ابتسم ابو فهد : ......عندكم بنت عم ...........
كلهم وعيونهم مفتوحة عالآخر : كيييييييييييييييييييييف ؟!!!!!!!!
زادت ابتسامة ابو فهد : اللي سمعتوه يا عيالي ....... عندكم بنت عم ..... بعمر ندى تقريبا
او أصغر منها بشوي ......
كلهم سكتوا مدهوشين .....................
ابو فهد كمل : بهالوصية اللي كتبها لي اخوي كان كلامه كله على بنته اليتيمة...
فهد : ليش هي ما عندها ام ؟!!!
ابو فهد : اللي عرفته من الوصية ان زوجته توفت بالخبيث بعد ما تركنا ب3 سنين ....
ووصاني اهتم ببنته اللي ما عندها ولي الحين ....
وسكت يطالع في وجيه عياله اللي مبلمه مب فاهمه شي ......
وكمل ....ابو فهد : راح اجيبها ان شالله تعيش عندنا ...........................
هدوووووووووء ...........صمت .....................الكل عينه متعلقه على والدهم ..... هذا حلم ولا علم .....؟!!!!!!!!!!....... بنت عمنا ؟!!!!!!!!!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اكتشاف ان عندي بنت عم فجأة وبنصف عمري رح تكون صدمة بالنسبة لي أكيد !!!
لكن في بيت أبو فهد .... كيف رح يكون الجو هناك ؟!... وكيف رح يكون الاستقبال لهالمخلوقة الجديدة اللي ظهرت في حياتهم فجأة ...
وكيف رح تكون مظاهر الاستقبال لها ؟!.....


قمرهم كلهم 06-17-2010 06:36 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء الرابع

الكل كان يترقب هالبنت تدخل .... وخاااااااااااصة ندى .....
دخلت هالبنت بعباتها والطرحة على كتوفها ...... دخلت والابتسامة عالثغر ... الكل ابتسم لها ...
حط ابو فهد يده على كتوفها وتقدم معها بكل هدوء ..... ووقف جنبها قدامهم ....
ابو فهد : هابنتي .... هذولي عيالي وزوجتي اللي كلمتك عنهم قبل شوي ....
زادت ابتسامة شوق ... واشرت على نايف ومنى اللي كانوا واقفين جنب بعض ويناظرونها ببلاهة للحين مو بمصدقين ..
قالت بصوت كله نعوومة : انت نايف وانتي منى .... صح ؟
ابتسموا نايف ومنى وهزوا روسهم بالايجاب ....... تقدموا وسلموا عليها ..
بعدين انتقلت يدها على ام فهد وقالت : وانت خالتي ام فهد ؟! ....
ابتسمت ام فهد وتقدمت لها وهي ترحب ...
ام فهد : هلا والله ببنتي .... حيالله من جانا .... أسفرت وانورت
ردت شوق : الله يحييك خالتي ....... ( سلمت عليها وحبت راسها ) ......
ام فهد : عسى ما تعبتي حبيبتي ؟
شوق : لا خالتي وش دعوة ... اللي يسمعك يقول جيت على رجليني .... جاية مع عمي انا
( والتفتت لعمها وهي تبتسم ) رد عليها ابو فهد بابتسامة صادقة .....
التفتت اخيرا لندى وزادت ابتسامتها ..... ندى عيونها ماراحت عن شوق فصفصتها من فوق لتحت ..
وش هالجمال ؟! وش هالنعومة ؟!! .... وش هالبراءة ؟؟!! ......
انتبهت من افكارها على صوت يقول ..
شوق : وانت اكيييييد ندى ....
ضحكت ندى وتقدمت تسلم عليها ... لكنها بدال ما تسلم سلام عادي حضنتها وهي تضحك من الوناسة .. وشوق ضحكت معها ......
استانس ابو فهد على بنته .... حركتها هذي راح تبين ان شوق مرغوبة اكثر بهالبيت ....
ندى بفرح : اهلييييييين حبيبتي .... هلا وغلا ..... عاش من شافك ...
شوق والابتسامة مازالت مرسومة على وجهها : عاشت ايامك بنت عمي ....
ضحكت ندى .... (( قالت لي بنت عمي )) .....
ندى : وينك انتي من زماااااان ... والله لو انك متاخرة شوي ... كان انجنيت ...!!!
شوق : هههههههههههه .... بسم الله عليك ... وش دعوة عاد .. اللي يسمعك يقول مرة مهمة ...
ندى : أيه .... أكيد مهمة ...
شوق : ههههههههههههه ... تسلمين ياعمري ... وانا مشتاقة أكثر ...
ندى : لااااااااااااااأ .... أنا أكثر وأكثر ...
شوق نزلت راسها تضحك .. منحرجة بين هالعائلة الجديدة : ههههههههه ... خلاص انتي أكثر ولا تزعلين ...
ابوفهد وابتسامته مافارقته : ارتاحي حبيبتي ... اجلسي ...
ولما جلسوا شوي ..... يسلمون على شوق وياخذون اخبارها ...
ابو فهد : اجل وين فهد .....
ارتبكت ندى لكنها قالت بسرعة ......
ندى : يقول انه جاي بالطريق .....
ابو فهد:هالفهد انا مدري متى بيتعدل !!! هذا وانا موصيه ومحذره .... المهم ندودة قومي وخذي بنتنا الجديدة لفوق خليها ترتاح وتغير ملابسها اذا تبغى .....
ندى وهي تقوم : انشالله يبه .... يالله شوق ....
شوق : يالله .....
مسكت ندى يد بنت عمها .... ومشت جنبها .. رقوا فوق .... وهم بالدرج ......
شوق : اقول ندى .... شنطي وأغراضي في سيارة عمي ....
ندى : ولا يهمك الحين اقول للخدامات يرقونها .....
مالت ندى على دربزين الدرج ....
ندى تنادي : منى ..... منى .....
منى : نعععععععععم .....
ندى : روحي قولي للخدامات ينزلون شنط شوق ويجيبونها فوق لغرفتي ....
منى : طيب ......
كملوا ندى وشوق طريقهم لفوق .....
فتحت ندى باب غرفتها ودخلوا وسكروا الباب .... كان الغرفة تفيض بريحة الورد والياسمين ... ندى قبل لا تجي شوق عطرتها ورتبها ... لأنها كانت محيووسة ...
شوق : الله ..... غرفتك مرة نعٌومة .....
ندى : تسلمين .... عيونك الحلوة ...
شوق : والله صدق انتي اللي مختاره الوانها ؟
ندى : ايه انا ....
شوق : بصراحة ذوقك مرة حلو ..
ندى : مشكورة ياعمري ....
فسخت شوق عباتها وعلقتها على الشماعة مع الطرحة ..... كانت لابسة بنطلون جينز وبلوزة بيج مكتوب عليها بالأسود miss you .... وندى جلست على السرير...
ندى بمزح : اشوفنا انا وياك مطقمين اليوم .... متفقين وإنا ماندري .....
شوق التفتت لها مستغربة ونقلت نظرها بين ملابس ندى وملابسها بعدين ضحكت .....
شوق : ههههههههه ..... بنت عمي ... اكيد مثلي ....
ندى : جعلني مااخلى من بنت هالعم ..... اكدتي نظريتي ...
شوق مبتسمة : أي نظرية ..؟!!
ندى : من وقت مادريت عنك وانا اقول لهم .... بنت عمي مثلي .... رح اتفق انا وياها .... بس يقولون انت توك ماشفتيها .. يعني لا تصيرين متأكدة ... بس الحين تأكدت اكثر ...
شوق ضحكت : انا اصلا ما حبيت البس شي رسمي ... بما اني رح امشي مشوار اربع ساعات .... وفوق هذا رايحة لبيت عمي ...مايحتاج يعني ....
ندى قامت من السرير وهي تضحك وحضنت شوق : يالله .... تصدقين انك نزلتي علي من السما .....
شوق خنقتها العبرة …. وبسرعة سالت دمعة على خدها : هههههههههههههههههههههههه ... وانتوا بعد ...
ابتعدت ندى عن بنت عمها ... ولما شافت دموعها .. : افااااا .. حبيبتي ليش تبكين ؟
شوق بابتسامة ممزوجة بالحزن : لا بس ..... فرحانة ..... توقعت اني راح اضيع بعد ابوي ..
ندى : يابعد عمري ...
خذت راسها بحضنها ... : ليش التشاؤم ... هذا احنا اهلك بعد ... وراح تصيرين بالنسبة لي اكثر من الاخت ..
زادت دمعات شوق وشدت على ندى اكثر كأنها ماتبي تضيعها ... ضحكت ندى وانتظرت شوق تفكها لكنها طولت ...
ندى : ههههههههههههههههههههه .. شوق شفيك ؟!
شوق : لا تروحين ...
ندى : ههههههههههههههه وين اروح انا موجودة ...
انتبهت شوق وابتعدت ... رفعت يدها تمسح دموعها بسرعة وحمرة خجل توهجت بخدودها : انا آسفة ندى ... مدري وش اللي جاني فجأة ..
ندى : لا عادي خذي راحتك ...
في هاللحظة دق الباب ودخلوا الخدامات مدخلين اغراض شوق .......
ندى : leave it here ….. thanks
طلعوا الخدامات والتفتت ندى لشوق ....
ندى : هاه شوق بتركك الحين تاخذين شاور ... اوكي .... مالك اكثر من ثلث ساعة ...
شوق مبتسمة : مستعجلة ..... لا تخافين ماراح اطير ....
ندى : ما علي منك .... ماراح اخليك تنومين اليوم ... يالله see ya
شوق : .... اوكيييي ...... هههههههههههههها http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif
طلعت ندى وراحت للمطبخ تجهز صينية ... وحطت فيها الكيك وجلاسات انيقة للعصير ....
وشوك ومناديل .... يعني اللي يشوفها يقول انها جايتها ضيفة مهمة للغاية .....
كل هذا استغرق من ندى حوالي 25 دقيقة ....خذت الصينية ورقت بها فوق ... دقت باب الغرفة .... وصلها صوت شوق ودخلت ......
ندى : ماشالله عليك .... خلصتي ...
كانت شوق واقفة قدام التسريحة تمشط شعرها .... ورفعته .... والتفتت على ندى...
شوق : هوووو ....ندى وش ذا كله !!!! ....
ندى : هيدا لعيونك حبيبتي ....
شوق : لك تؤبريني .... بس ليش متعبلة على عمرك كذا ؟!!!!...
ندى : لا متعبلة ولا شي ....يالله بس تعالي سولفي لي عنك .....
حطت ندى الصينية على طاولة موضوعة بين كنبتين ..... بعدين راحت فتحت الابجورتين اللي حول السرير .... وسكرت نور الغرفة .... وتوجهت للمسجل وشغلته على موسيقى كلاسيكية ...... صار الجو بالمرة مريح ...... وروووووعة !!!
شوق كانت تراقب ندى وتبتسم .... بنت عمي هذي مو هينة رومنسية مرة ....... من شكلها اصلا واضح .... نعّومة بالمرة .......حتى ان ديكور الغرفة تغلب عليه شموع ملونة وبأشكال مختلفة وهذا يعكس شخصيتها ... ياحليلها والله ...
رجعت ندى وجلست على الكنبة الثانية ...... ومدت يدها وحطت قطعة الكيك في صحن ومعاه شوكة ومنديل ملون ..... ومدت يدها بالصحن لشوق ...
ندى : تفضلي بالصحة والعافية .....
شوق : الله يعافيك .... الله ..... تشيز كيك صح ؟!!
ندى تهز راسها مبتسمة : تحبينه ؟؟
شوق : احبه وبس ؟؟ ..... هذا أعشقه ... امووووت فيه ...
ندى : يااااااااااا بعد هالدنيا ..... وين فهيييييد يسمع !!!!!!
شوق ضحكت عليها وهي تقول هالكلام ..
شوق : ههههههههههه ..... ليش ؟
ندى : اقولك واقف لي هنا !!!! .. ( وتأشر باصبعها على حلقها ) ... يقولي لا تصيرين واثقة ... انت توك ماشفتيها عشان تعرفين وش تحب وش ماتحب .... هو اصلا كان يبي كيك بالكراميل بس انا ماعطيته وجه .....
شوق : حرام علييييك .....
ندى : وش حرام علي .... خليه يستاهل ...... لو تدرين وش يسوي فيني ... خليه يولي ...
شوق : بس لحظة صدق ... انا ماشفت الا اخوك نايف وعمر ... وهو ماشفته ....
ندى : مادري عنه طالع .... وشكله ماراح يرجع الا نص الليل ...
شوق : هو كم عمره ؟
ندى تفكر : اممممممم .... اظني 22 .... وبيتم ال23 بعد شهرين او ثلاث اعتقد ..
شوق : ااااااها.... يعني هو في اخر سنة جامعة ؟
ندى : لا .... هو في ثالث ....
شوق : غريبة ...اللي مثله يكونون آخر سنة الحين
ندى ابتسمت بسخرية : الاااااا فهد ...هذا مستهتر مايهمه الا وناسته .... و" غامض " ماينعرف وش يبي او وش ينوي عليه ....
شوق : طيب هو مايخاف انه بعدين مايلقى شغل ؟!!
ندى ضحكت : لا حبيبتي ... من هالناحية هو ضامن الشغل في شركة ابوي .... بس ماخذ الدراسة يشغل بها وقته ان كان فاضي ....
قطعت لها شوق قطعة من الكيك بالشوكة وكملت ندى....
ندى : الا على طاري الجامعة .... انت تدرسين فيها ؟!!
شوق مبتسمة : هذي اول سنة لي ......
ندى : صدق .. ؟!!! ....... كم عمرك الحين ...
شوق : 18 سنة ....
ندى : ماشالله .. واي قسم اخترتي ؟
شوق : لغة انجليزية ..
ندى : حلو !! .. في أي جامعة ؟!
شوق : في جامعة الملك سعود .. بس الى الحين مادري اذا انقبلت او لا ..
ندى : ليه ؟ انت مارحت عشان تتأكدين ؟
شوق نزلت راسها : لا .... انا قدمت اوراقي عليها اول الاجازة .... بس .. من تعب ابوي وتوفى وانا مادري عن الجامعة اذا قبلتني او رفضت ..
حست ندى في شوق الحزن ... حبت تفرحها
ندى : ولا يهمك بكرة اروح انا وياك ... ونشوف .. شرايك؟..
شوق : ليه انت في أي جامعة ؟
ندى ابتسمت : انا معك في نفس الجامعة لا تخافين ...
شوق من الفرحة : والله !! ... ايه بس خليها بعد بكرة .... مايصير انا توني جايه وعلى طول من اول يوم طيران على الجامعة ... لازم اجلس مع عمي وخالتي
ندى : بكيفك اذا تبين نروح بعد بكرة نروح ..
شوق : ماشفت نجلاء اختك ؟
ندى : نجلاء ؟
شوق : أيه قاللي عمي ان عنده بنت اكبر منك ..
ندى : أيه صح نجلاء اكبر مني ... بس الظاهر ان ابوي ماقالك انها متزوجة
شوق : ماشالله .. من متى ؟
ندى : من سنة تقريبا ... وهي في جدة الحين مع رجلها سعود
شوق : ليش هو من جدة ؟ ... ولا يشتغل هناك ؟
ندى : لا هو يشتغل ضابط هناك .. واهله ساكنين في الرياض لأنهم اصلا من هنا …
شوق : اها ..
ظلوا يسولفون ...ويضحكون وكل وحدة تسأل امور شخصية عن الثانية .. يعني باختصار كل وحدة تحاول تكتشف الشخصية اللي جالسة قدامها ...
بعد ساعة ونص ..
ندى : شوق يالله قومي
شوق : على وين ؟
ندى : قومي بوريك بيتنا ..
ابتسمت شوق وقامت معها وطلعوا من الغرفة .. توجهوا اول شي لغرفة شوق اللي الى الحين ماجهزت ...
فتحت ندى باب الغرفة : ها شوق هذي غرفتك ..
شوق وهي تقلب عيونها في أنحاء الغرفة : الله .... نايس !!!!!
ندى بسخرية : أي نايس ؟!! .. مافيها غير كمدينة والموكيت ...بس
شوق : حتى لو ... حلوة مادامها في بيت عمي وجنب غرفة ندى حبيبتي ..
ظحكت ندى وحطت يدها على كتوف شوق : شوفي عاد ياحلوة ..غرفتك هذي نبيك انت اللي تختارين اثاثها ولونها عشان نصبغها لك...
شوق ابعدت يد ندى عن كتفها وتراجعت وهي تقول : لا عاد ياندى ... ذا كثير
ندى : أي كثير انت بعد ... هذا كلام ابوي وما نقدر نخالفه .. وبعدين هو يبغاك تختارينها عشان تكونين مقتنعة وترتاحين فيها اكثر ..
شوق في هاللحظة حست بفرحة كبيرة تغمرها ... معناة كلامك ياندى ان عمي فعلا يبيني اسكن عنده ... الله لا يحرمني منك ياعمي
ندى لاحظت سرحان شوق والابتسامة اللي مازالت مرسومة على وجهها
ندى : ها يالحلوة .. وين رحت ؟
شوق انتبهت : ها .... مارحت بعيد معك ...
ندى : طيب تعالي اوريك باقي البيت
طلعت وعلمتها وين غرفة عمها وزوجته اللي كان لهم جناح خاص .. وغرفة منى اللي كانت قبال غرفة شوق ... وغرفة فهد الملاصقة لغرفة منى ....وبعدين غرفة نايف اللي بجنب غرفة ندى ... كانت الغرف على شكل دائرة وفي الوسط الدربزين اللي يطل على الدور السفلي .. كان البيت كبير وعلى درجة من الفخامة والرقي ..
بعد كذا نزلت بها للصالة ... وكانوا نايف ومنى يلعبون بلاي ستيشن .... من شاف نايف شوق نازلة ابتسم لها والتفت لمنى ..
نايف : هي انت ... قومي خلي بنت عمنا الجديدة تجي تلعب بدالك ..انت زلابة ماتعرفين تلعبين ..
ظحكت شوق على ( بنت عمنا الجديدة ) .... راق لها اللقب
منى حطت يدها على خصرها : لااااه ... وليش انت اللي ماتقوم وتخليني العب معها ...
ندى : اقوول بلا طقاق انت وياه ... شوق مهي بفاضية للعب ( والتفتت لشوق ).. يالله شوق اوريك الحديقة ..
طلعوا من باب الصالة المطل على الحديقة ( كان للصالة بابين .. باب عالحديقة على طول وباب عالحوش ) شوق لما شافتها شهقت
شوق : الله ..... مرة مرة مرة روعة .... خياااال !!!!
ندى ظحكت : عجبتك اكيد ... هذي الله يسلمك ابوي مختار تصاميمها كيف تكون .. من احواض ورد واشجار والتوزيع وشكل النافورة .... عاد ابوي ماشالله عليه ذوق في هالاشياء ... وجايب متخصصين بالحدايق عشان ينسقونها ويرتبونها ...
شوق : بصراحة ندى .... تجنن ... مع النافورة طالعة روعة
ندى : تعالي خلينا نشغلها ... بتلطف الجو وبتكون الجلسة احلى ....
توجهوا لطاولة وكراسي في وسط الحديقة بجنب النافورة اللي كان ديزاينها عجيب وجاعلة للحديقة رونق رائع .....
ندى : اجلسي وانا بروح اشغلها
ندى توجهت للمفتاح اللي كان بزاوية في الحديقة .... وأما شوق بدل ماتقعد قربت من النافورة اللي ادهشتها فعلا ... وطلت بوجهها على احد النوافير الصغيرة ... وتمت تتأملها فترة .......
فجأة ............. اندفعت الموية في وجهها ... فصرخت من الروعة ...
شوق : حسبي الله على العدو
رجعت ندى وهي تضحك ...
ندى : ههههههههههههههههههه .... ماقلت لك بشغلها ... ليش قربتي منها !!
شوق ببراءة : مادري ........ جذبني شكلها .... شوفي وجهي شلون صار ... يقطر
ندى : هههههههه ... تعالي اجلسي وتفرجي عليها مثل ماتبين ..
راحوا للطاولة وجلسوا عليها اللي كان الستايل حقها حلو ايضا ...... وكملوا سواليفهم
وهم في غمرة السواليف والضحك …. شافت ندى عمر جاي من بعيد يمشي ببراءة …
ندى : عمر حبيبي تعال ….
راح عمر جنب اخته وسأل : ندى …. مين هاذي ؟!
شوق سبقتها … وهي مبتسمة في وجهه : أنا شوق بنت عمك ياحلو …؟!
عمر بتساؤل : سووووق ؟!
شوق : ايه …. شوق … ماتعرفني .. ؟!
عمر : لأ …. ليث ديتي ؟!... ( ليث = ليش ) ( ديتي = جيتي )
شوق وهي تضحك : جيت عشانك …. مادريت ؟!
عمر مافهم : هاه ؟!
شوق سحبته وحضنته وهي تضحك ..: ندى اخوك هذا عاجبني من أول ماشفته …
ندى بفخر : من حقك …. وين تلقين مزيون مثله …؟!
شوق : أقول لا يكبر راسك … أنا قلت هو مو بأنت ..!!
ندى : أصلا هو ماطلع مزيون الا عشاني اخته ..
شوق : وفي هذي صدقتي … كم عمره ؟!
ندى : ثلاث سنين تقريبا ..
عمر : من انتي ؟!
شوق التفتت له مبتسمة : أنا شوق …. قول شوق ..
عمر : سوق …
شوق : شوق
عمر : سوق ….
شوق وندى : ههههههههههههههههههه
عمر كان واقف ومطلع لسانه من الحيا …. شوق كانت حاضنته وتبوس فيه كل شوي …
شوق : عمر عطني بوسة …
عمر على طول طبع بوسة على خدها ..
شوق : الله …. وهذي مني لك …
وباسته على خده …
بعدها قام عمر من حضنها وراح راجع لداخل …
شوق : ياحبي له …. يجنن …
ندى : مستحي … للحين مستغرب وجودك عندنا ..
شوق : ايه من حقه … المهم يالله سولفي لي عنكم …
ندى : وش تبيني أقول …
شوق : كل شي يخطر عالباااال …
ندى : هههههههههههههههه …. أوكي …
وقعدوا على حالهم ضحك ومزح وسواليف …
*** *** ***
في بيت أبو أحمد زوج أخت ام فهد ... طلعت نوف من غرفتها ونزلت الدرج وهي تغني ..
لقت أمها وسهى أختها جالسين بالصالة ...
نوف : هاااااي ...
سهى : هااايات ...
**( سهى ... عمرها 22 سنة ... في آخر كورس بالجامعة ... بنت هادئة الملامح .. رزينة وثقل مثل مايقولون ... )**
ام أحمد : نوف وينك انت من الصبح ؟!... كل هذا في غرفتك ...
**( ام أحمد " سارة " ... 46 سنة ... تشبه في أطباعها طبايع أختها الجوهرة " ام فهد " .. سواء في هدوء ملامحها وحكمتها وعقلانيتها ... )**
نوف : أبد كنت عالنت .. وش تبيني أطلع اسوي ... فاضية لا شغل ولا مشغلة قلت خلني أضيع وقتي بالنت ..
ام احمد : ايه بس النت مهو بحلا تقضين كل وقتك عنده ..
نوف : يمه انتي تعرفين كرف الجامعة وشلون ... خليني هالأسبوع أطلع واسوي كل اللي أبيه ...
سهى : الله يستر أجل ... ماندري وش اللي بيطلع لنا هالأسبوع ..
نوف : أيه وش عليك انتي .... مابقى لك الا هالكورس وتخلصين ... من قدك ..
اكتفت سهى بابتسامة فخر ..
ام فهد : انا مابي اسمع كلام .. انا أبي اشوف .. ابي العلامات تطلع عالية .. الجامعة مهي بمثل المدرسة وانتي تعرفين ...
نوف : ان شالله ان شالله بس يمه لا تحنين على راسي من الحين ... لسا بدري على هالكلام .. باقي اسبوع ..
وقعدت تتقهوى .... ومادرت الا بأمها تقول ..
ام أحمد : مدري وش صار على أختي الجوهرة ... لها فترة ماكلمتني ...
نوف هنا تذكرت : أيه مادريتوا وش صااااار ؟!
التفتوا لها امها وسهى ...
سهى : خير وش صاار بعد ؟!.... الله يستر من أخبارك انتي ...
نوف : لا هالمرة جايبة لكم خبر غريب عجيب ...
ام احمد : احكي قولي ...
نوف : دقيت على ندى اليوم وقالت لي ... ( ووقفت عن الكلام ... مدت يدها للفنجال بتشرب )
سهى : تكلمي خلصي ... حشى تحكين بالقطارة ..
نوف رجعت الفنجال للصينية : اليوم الجو في بيت خالتي غير .. تدرون ليش ؟!
سهى بتملل : انا لله !! .... ليش ؟!
نوف : بنت عمهم شوق ... جتهم اليوم ..
سهى بتكشيرة تنم عن الاستغراب : بنت عم ؟!.... ماعندهم بنت عم !!
نوف : لا طلعتلهم وحدة من تحت الأرض ... بقدرة قاااادر ...
ام أحمد بتركيز وبهدوء وتفكير : أكيد بنت صالح !!!
نوف التفتت لها مستغربة من معلومتها : وش درااك يمه انها بنت صالح !!؟
ام أحمد : لأننا نعرفه من قبل لا يختفي ... فأكيد بتطلع بنته اذا هي بنت عمهم ..
نوف تحمست واستعدت تسأل وتستفسر : يعني يمه انتي تدرين ان عنده بنت من قبل ...
ام أحمد : لا ماندري ولا اعتقد ان ابو فهد بعد كان يدري ... لأن صالح اختفى هو وزوجته من قبل لا تحمل ...
نوف : اهاااا...!!!
سهى : طيب وش صار عندهم ؟!... وش قالت ندى ؟!
نوف : ياعمري ياندى بتطير من الوناسة ... مهي بمصدقة ...
ام أحمد : خنت حيلي ندى .... والله من حقها تفرح ... نجلاء اللي هي اختها تزوجت وسافرت لجدة .... خلوها تفرح ...
نوف : ماتصدقون قد ايش هي فرحانة ... تقول حلم وتحقق
سهى : ياحليلها والله ... بس عسى بنت عمها تطلع زينة معها ... ماتدرين بعد وش ورا هالبنت ..
في هاللحظة طل عليهم أحمد ..
أحمد : السلام عليكم ..
ام أحمد : هلا وعليكم السلام ...
نوف اعتدلت بجلستها : أحمد تعاااال لا يفوتك هالخبر ... بألف رياال ..
احمد : لا اذا فيها ألف انسحب مابي اسمع ...
راح وقعد جنب أمه ...
سهى تبي تخرب على نوف .. فقالت بسرعة : عيال خالتي الجوهرة طلع لهم بنت عم ..
التفتت لها نوف وهي متفاجئة .. ومن قهرها رمت عليها مخدة كانت عالكنبة : ياحمااااارة يالملقووووفة يالسخيفة ...
سهى اكتفت بالضحك ...
لكن أحمد سكتهم كلهم : قديييييييييييييم الخبر ...
نوف : تدري انت بالخبر ...
احمد : ايه ادري ... علمني فهد ...
نوف : وانا اللي متحمسة اعلمك .. مااالت علي ...
سهى : هههههههههههههه ... احمدي ربك اني انا اللي قلت له ..
*** *** ***
على الساعة 12 في الليل ... دخل فهد الصالة وسكر الباب وراه ..
مشى للدرج يبي يرقى لكنه لاحظ ان باب الصالة المطل على الحديقة مفتوح ... استغرب انه مفتوح في هالوقت فتوجه له ..... لما قرب سمع ضحكات انثوية ...... ميز انه صوت ندى وصوت ثاني ماعرفه ... وكانت هالاصوات بعيدة .......
ندى : ههههههههههههههه ..... حسبي الله على بليسك ... في احد يتصرف هالتصرف !!! هههههههههههههههه ...
شوق : شسوي فيها !!! .... رفعت ضغطي .... ماتنعطى وجه
وقف فهد عند الباب ..... وشاف ......... ندى كانت جالسة على كرسي ووجهها قباله ... كانت مركية يديها على الطاولة ووجهها على يدينها .... وباين انها مندمجة بسوالف البنت اللي قدامها ....
اما البنت الثانية اللي ايقن انها بنت عمه كانت جالسة وملقيته ظهرها ... وما شاف منها غير شعرها اللي كان مرفوع لفوق......... وانوار الحديقة كلها مشغلة ... والنافورة بعد ... ياسلاااااااااااااام .... الله يعين ابوي على مصاريف كهرب الليلة.....
فكر يسلم .... لكنه استبعد الفكرة .... انا الحين تعباان وابغى اروح انوم.... مالي خلق اسلم ... بكرة يصير خير ..... البنت ماراح تتطير ...
رجع ورقى فوق لغرفته ....
بعد عشر دقايق ....... في الحديقة ...
شوق : اقول ندى يالله ندخل
ندى : ليش ملليتي ؟
شوق : لا والله القعدة بصراحة ما تنمل .... بس الساعة الحين 12.10
ندى رفعت يدها تشوف الساعة : اوووووه .... ياسرع الوقت ... ماحسينا فيه!!!! (رفعت راسها لشوق مبتسمة ) كل ذا من سوالفك الحلوة ...
شوق ابتسمت : نص هالسوالف اللي قلتها ... انتي اول وحدة تعرفها
ندى : يابعد عمري والله .... ( وقفت ) روحي اسبقيني داخل ... وانا بطفي الانوار والنافورة
مشت شوق تسبقها لجوا وهي مبتسمة ... كان ودها تضحك وتصارخ للعالم ليما تقول بس من الفرحة اللي داخلها ..... كانت خايفة ان بيت عمها مايتقبلونها
كانت تحس برهبة عجيبة من فكرة انها تجي تعيش في بيت عمها مع انها ماشافتهم ولا مرة في حياتها ولا حتى تعرفهم
شعور كبير بالرهبة كان يغمرها لفكرة العيشة في بيت يعتبر غريب عنها .... لكن ندى اثبتت العكس وممكن تكون بالنسبة لها اكثر من الاخت .... وهالليلة من احلى ليالي عمرها اللي عاشتها بعيد عن اهلها واقاربها ....
رجعت ندى ومسكت بيد شوق ورقت معها فوق للغرفة .....
*** *** ***
في بيت ابو أحمد ... نوف كانت ماسكة الجوال في يدها .. ومن القهر ماعرفت تقعد بمكان .. ترقى وتنزل ... وتطلع من غرفة وتدخل لغرفة ..
نزلت الصالة للمرة العاشرة ... وراحت رمت نفسها على وحدة من الكنبات ..
نوف : أوووف !!
التفت لها أحمد مستغرب من حالها اللي مستمر لها ساعتين ..
أحمد مبتسم على شكل أخته اللي من تبرطم يطلع شكلها طفولي ..
احمد : خير وش فيك !!.... لك ساعة تمترين في البيت .. شفيك محتشرة ..
نوف : ندوووه هالخاينة .... أدق عليها لي ساعتين ولا ترد ... سافهتني ..
أحمد : يمكنها مشغولة مع بنت عمها ... ليش متنرفزة ..
نوف : أيه وانا قلت لها اني بدق عليها وبشوف الأخبار وش اللي بيصير ... بس الحمارة جحدتني ...
سهى : ههههههههههه ... تلقينها الحين ناسية العالم كله .. ولا تدري عن هوى دارك ..
نوف : أيه ليش تسفهني .. لو انه جوالها مقفل ماقلنا شي ... بس يرن وهي قاصدة تسفهه ...
أحمد : ههههههههههه ... طيب انتظري لين بكرة ... ودقي عليها ..
نوف : وانا وش بيصبرني لين بكرة ... أبي أعرف وش صااار ...
سهى : خللي عنك هاللقافة .... لو تبي تكلمك ردت ... سفهتك معناته ماتبي تحاكيك ..
نوف : الحقيرة هين أنا أوريها ... اصلا هي وعدتني انها تدق علي تخبرني ...
سهى : أقولك الوناسة نستها حتى عمرها ...
تأففت نوف بقهررر ... قامت وراحت لغرفتها ... انسدحت عالسريرودقت على ندى للمرة العشرين .... لكن بعد مافي جواب ..
حطته عالكومدينة بعصبية .. وانقلبت عالجهة الثانية وهي تتوعد ...
ليم ما النوم غلبها ونامت ...
*** *** أشرقت شمس أول يوم تقضيه شوق في بيت عمها ... العصافير والطيور انطلقت من أعشاشها بفرح ... وانغمرت الأرض بالدفا والنور ...
الساعة 9 الصباح .... فتحت عيونها ..... فركتها بيدينها .... قامت قاعدة عالسرير بكسل..
نقلت نظرها بأنحاء الغرفة .... هذي مب غرفتها ....
تذكرت ... انا في بيت عمي ....
في غرفة ندى ....
التفتت بسرعة ليمينها لقتها غاطة بسابع نومة ...... يحليلها ... سهرنا امس للساعة 2.30
رفعت يدها شافتها 9.. رجعت رمت نفسها عالمخدة لما تناثر شعرها البني اللامع عليها بطريقة حلوة ... حاولت ترجع تنوم لكن النوم خلاص طاااار ..قامت وراحت للحمام ... غيرت البجامه ولبست لبس بيتي ... وصلت ... جت تطلع لكنها خافت لا تلاقي فهد بوجهها ....
فكرت .......
ندى تقول انه مايجي الا متأخر دايما ولا يصحى قبل 12 ....
توكلت على الله ونزلت .....
دخلت الصالة لقت مرة عمها جالسة تتقهوى .....
شوق : صباح الخير خالتي ...
ام فهد رفعت راسها : هلا ...هلا والله ... صباح النور ..... هاحبيبتي نمتي زين ؟!
شوق مبتسمة : أي والله خالتي .... مع اني ما نمت كفاية بس احس اني شبعانة نووم ...
ام فهد تأشر بيدها لها : تعالي اقعدي حبيبتي تقهوي معي ....
شوق : ان شالله ... ( جلست جنبها ) .... الا اقول وين عمي ؟
ام فهد : عمك توه طالع ماله سبع دقايق ....
شوق : خسااااارة .... كان ودي اصبح عليه ....
ام فهد : اييه ولا يهمك .... بيرجع ان شالله اليوم مبكر ... الا اقول ندى ماقامت ؟!
شوق : لا خالتي ماقامت ...
ام فهد عصبت شوي : ايا قليلة الخاتمة ... المفروض هي اللي تصبح عليك موب انتي ..
شوق تضحك : لا خالتي .. انا عاذرتها ... مانمنا امس الا على حدود ال3.... سهرتها مسكينة
ام فهد : حتى لو ... هذا انتي قمتى .... وش معنى هي ..
شوق : معليش خالتي بروح اقومها بعد شوي ....
جلست تسولف مع خالتها .... دخلت قلبها بسوالفها وروحها المرحة ...
ام فهد : اذا تبين فطور بخلي الخدامات يصلحون ....
شوق : مب الحين خالتي ... ندى متوعدتني امس ... تقول ياويلك ان صحيتي قبلي وافطرتي عني .... ليقالها الحين تبي تخلي اول صباحية صباحية تاريخية ... عاد انا مادري وش ناوية تخلي الفطور .....
ام فهد : ايه عاد مايصير تقعدين جوعانة ... روحي صحيها ... خلاص ماعاد الا الخير ... الساعة الحين 10.30 ....
شوق : ان شالله ...
قامت شوق رقت فوق .... توجهت لغرفة ندى وتوها بتفتح الباب سمعت فتحة باب غرفة ثانية من وراها ....
كان فهد اللي طالع من غرفته وشماغه على كتفه .... رفع عيونه وبصدفة تطيح على شوق اللي ملقيته ظهرها وواقفة على باب غرفة ندى ....
عرف انها مو ندى من الطول والوقفة ورفعة الشعر اللي شافها أمس بالحديقة ..... تنحنح ونزل راسه ...
شهقت شوق وفتحت الباب بسرعة ودخلت ..... فهد في طريقه كان يضحك ... حتى هالبنت فيها عقدة الشهاق ....... ماغلطت ندى يوم قالت مثلي ...
شوق اللي وقفت في الغرفة مذعورة .... من هذا صوته ؟؟؟ ... عمي طلع ........ اكيد فهد .... بس ندى تقول انه نادر ما يقوم بهالوقت ....... يالله ماشاف مني غير مقفاي ........
نست الموضوع وما عطته اهمية ... وتوجهت لباب البلكونة وفتحت الستاير وانغمرت الغرفة بنور الشمس .... التفتت لندى لقتها معقدة بين حواجبها ....... ابتسمت .... وراحت تركض للسرير وهي تصارخ
شوق : ن دى ...
ونطت فوق السرير وخلت ندى تطير شوي وتضرب بالسقف .....
ندى كل اللي سوته انها ابتسمت ولفت بوجهها لجهه ثانية .....
شوق كانت واقفة فوق راس ندى : مادريت ان نومك ثقيل .... ولا كان جبت كاس مويه ثلج من الفريزر ....
وقامت تهزها من كتفها ........
شوق : ندى .... wake up
ندى : ................
شوق : قومي انا جوعانة
ندى : ................
شوق بتحدي : طيب
مدت يدها وقعدت تدغدغها .....
ندى بدت بنوبة ضحك غريبة ولا كأنها وحدة توها قايمة من النوم .....
ندى : شوووووق بس خلاص .... بقوووووم ...ههههههههههههههههههههههههههههههههه
شوق : الحييييييييييييييييييييييين
ندى : هههههههههههههههههههههه..... طيب بعدي عني ..
شوق بعدت وهي مستانسة انها اكتشفت نقطة ضعفها ........
قامت ندى وهي تترنح ...... كشتها طايرة ...... مشت وهي تضحك .... مفعول الدغدغة مستمر .....
شوق نفسها قعدت تضحك عليها .....
.........................
نزلوا مع بعض وتوجهوا للمطبخ .. ندى طلبت من شوق تستريح وهي اللي راح تتكفل بكل شي .
مامر ساعة الاربع الا وكل شي جاهز .... صحيح فطور متأخر لكن كان حلو ومشهي وكأنه فطور وحدة من الفنادق الراقية ... طلبت ندى من الخدامات يشيلونه ويحطونه برا في الحديقة .... كان الجو ولا اروع .... حلو نوعا ما وحرارة الشمس لسا مابعد زادت .... لكن مع النافورة تلطف الجو وصار فيه نسبة رطوبة ....
بدوا الفطور وهم ضحك وسواليف ..... وفراشات الحديقة الملونة كانت ترفرف حواليهم ...
شوي وتذكرت شوق الموقف اللي صار الصبح
شوق : اقول ندى
ندى : سمي
شوق مترددة : اممممم .... جلستي هنا ... يعني ...ماراح ...ماراح تضايق فهد اخوك
ندى تتفحص وجه شوق : ........ ليش ؟!! صار شي ؟!!
شوق : لا ... ماصار شي ... بس ... احس اني بصير ثقيلة عليه .. يعني موبداخل وطالع على كيفه ...
ندى حطت يدها على يد شوق مبتسمة : لا حبيبتي اطمني ... من هالناحية اخوي اصلا مايجلس في البيت كثير .... من بعد الغدا يطلع من البيت وما يرجع الا نص الليل ....... وبعدين ......تبين رايي ؟
شوق مستغربة : رايك في ايش ؟
ندى بعد ماخذت رشفة عصير : انا اقول صيري مثلي ....
شوق عقدت بين حواجبها : مثلك شلون يعني ؟!
ندى : يعني خذي الامور ببساطة ... easy ... طريقة حياتي وحياتك وحدة ... يعني صيري مثل اخته ..
شوق : يعني قصدك ....؟؟
قاطعتها : ايه .... قصدي .... عشان تكون الاموربالنسبة لك وله free
شوق : مدري احس انها صعبة ...
ندى : لا صعبة ولا شي ... مع الايام بتتعودين
شوق حاست بوزها : مدري ندى .... بس لاتنسين اني للحين ماقابلته ولاسلمت عليه حتى ....يعني مايصير اطلع لها فجأة كذا من الباب للطاقة ... واخذ واعطي معه ...
ندى : لاتصيرين معقدة ... انا ماقلت على طول خذي وعطي معه .... بتشوفينه اليوم على الغدا وبتسلمين عليه ...
شوق : اليوم ؟.... لا ماقدر .... لاتنسين عمي ... يمكن مايرضى
ندى هزت كتوفها : يمكن يرضى ويمكن لا .... بس انا اعرف ابوي ... متفهم .. ويثق في فهد ..
شوق : ايه بس اليوم خلي الغدا في الغرفة فوق ... ماستعديت لهالمقابلة ...
ندى : كيفك انت حرة .... بس انا اقولك من الحين .... ياما بتصير لك مواقف مع فهد طالما انت عايشة في هالبيت .... راح تكون محرجة لك وله .
هزت شوق راسها : نشوف
شوي وشافت ندى عمر جايهم من بعيد وهو يفرك عيونه وباين عليه انه توه قايم من النوم ...
ندى : هلا عمر .. تعال ...
الفتت له شوق : هلا حبيبي عموري تعال اجلس ..
سحبته شوق وجلسته جنبها ...
ندى : صح النوم ... توك قايم ...
عمر بهمس : ايه ..
ندى بسخرية : ايه باين ... من شفت هالعيون متفخة وهالشعر حوسة وانا دارية ...
شوق : ههههههههههه خليه ينوم وش وراه خليه يستانس بنومه الحين ... اذا مااستانس الحين متى يستانس .... ( والتفتت لعمر )... صح عمر ؟!
عمر اكتفى بانه هز راسه مثل الأطفال ومثل برائتهم ...
ندى : ها عمر جوعان تبي فطور ؟!
عمر : ماما قالت رح كل عند ندى وسووق ...
ضحكت شوق عليه : ههههههههههههههههه ... ( وقالت بصوت عالي ) ياحلو اسمي على لسانه ياناااااااااس .... يجنن هالولد ....
ومسكته وباسته بقوة ...
عمر : أبي عثير ...
كان كاس عصير ندى قد خلص وباقي في كاس شوق أقل من الربع ..
شوق : تبي عصير ؟!.... انت تامر أمر ...
خذت الكاس وعطته اياه ...
مدت ندى يدها لخبزه وصلحت له ساندويتش عشان يعرف ياكل ... ومدت له اياه ..
خذها وبدا ياكل .. شوي مل من القعدة وخذ الساندويتشة معه وراح داخل ..
اما بالنسة لندى وشوق
كملوا الفطور والسواليف وهم من سالفة لسالفة ........

قمرهم كلهم 06-17-2010 06:39 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
رقت نوف الدرج رايحة لغرفتها .. فتحت الباب وعلى طول مسكت الجوال ودقت على رقم ندى ..
ظلت تنتظر رد وهي تحرك رجلها من العصبية ... تبي تفش كل هالضيقة في بنت خالتها اللي جحدتها ...
ندى : هلا نوف !!
نوف انفجرت : تدرين انك لئيمة ولا ماتدرين ... ياحمارة ... يالجاحدة ... يالحقيرة ..
ندى كانت مبعدة السماعة عن اذنها ومكشرة : هوو هوو .... شفيك ؟!... كلتيني بقشوري ؟!
نوف : ودي أذبحك ... أموتك ... تدرين ؟!
ندى : هوو !!...... ليش ؟!
نوف : ماتدرين يعني ليش ؟!
ندى : والله مدري ..... وش صاير لك انتي ؟!
نوف : وليش امس ادقدق عليك لي ساعتين ولا تردين يالسخيفة ...
ندى : أمس ؟!
نوف : أيه أمس .... ولا نسيتي وش قلتي لي أمس !!
ندى عضت على شفايفها يوم تذكرت : آآآوووووووه ... آآآآآسفة يانووووف .... كنت حاطة جوالي عالسايلنت ... ولا دريت ...
نوف تتهزا : " كنت حاطة جوالي عالسايلنت " ... وانا وش قلت ..!! ماقلت لك بدق عليك وبشوف ..
ندى : هههههههههههههههههه ... معليش سامحيني ... امس نسيييييييت كل شي ...
نوف : مالت عليك .... انتي أحد يعتمد عليك انتي ... رفعتي ضغطي بصراحة ..!!
ندى : forgive me .. بليييييييييز ... تعرفيني ماأقدر على زعلك ..
نوف : انطمي !!!
ندى : هههههههههههههههههههههههه ..!!
نوف : ولك وجه بعد تضحكين يالزفتة ..!!!!
ندى : هههههههههههههههههههههههههههههه...
نوف : اقول عطيني شوق ... خليني اسلم عليها بدل مايرتفع ضغطي اكثر ..
ندى : شوق في الحمام ..
نوف : شخبارها ؟!
ندى : تهبل يانوف تهبل !!.... ماتوقعتها كذا بصراحة ...
نوف بنبرة سخرية : شلون متوقعتها ؟!.... عفريتة يعني ؟!... يعني اكيد بتصير آآدمية مثلي مثلك ..
ندى : تتمصخرين انتي وياهالوجه ... مالت عليك .... الشرهة علي انا اللي أكلمك والا اعبر عن مشاعري عندك ..
نوف باستهزاء : عشتوو!!..... اللي يسمعك يقول مرة هالمشاعر الجياشة .... !!
ندى : نوفو اعقلي ... لا تتهزين !!
نوف : عطيني بس شوق خليني اكلمها ..
ندى : اقولك في الحمام لسا ماطلعت ... آآآآآآخ يانوف ياهي تاخذ العقل ... كل شي فيها يهبل ... ماتوقعتها اجتماعية لذيك الدرجة ...
نوف : تراك حمستيني ...خلاص ابي اشوفها ...
ندى : ليش ماتزورينا .. ومنها تشوفينها ؟!
نوف : انا بصراحة مقدر اصبر ... بشوف امي وبعدين بعطيك خبر .. اوكي ؟!
ندى : اوكي ...
نوف : يالله باي ..
ندى : بااااااي ...
أول ماسكرت ندى التلفون .. طلعت شوق من الحمام ... تمت تناظرها ندى وهي مبتسمة ..
شوق راحت للتسريحة ترتب شعرها ... وانتبهت لنظرات ندى العميقة فيها ..
شوق : خير ندى ..... شفيك تناظريني كذا ؟!
ندى : لأني للحين مو بمصدقة ... حاسة اني في حلم وبصحى منه في أي لحظة !!
شوق بمزح : تبيني اعطيك كف ... عشان تصدقين ...
ندى : لا لا مايحتاج ... بديت أصدق ..
شوق هزت راسها وهي تضحك ...
*** *** ***
عند الغدا كان الكل مجتمع على طاولة الأكل الا شوق وندى الي طلبت من الخدامات يرقون الغدا لغرفتها .
ابو فهد : اجل وين البنات .
منى : في غرفة ندى بابا
ابو فهد : وليش ؟ مو بمتغدين ؟
منى : لا بابا ... الخدامة ودته لهم فوق .
ابو فهد : ورا ما يتغدون معنا ..... كنت ابي اتغدى مع بنت اخوي
ام فهد : والله حتى هي ... قايمة اليوم من تسع تبي تصبح عليك ... بس مالحقت وقلتلها خلاص تغدي معه .... لكن تعرف بنت ومايصير تجلس مع ..... ( ونقلت نظرها لولدها فهد )
فهد انتبه لنظرة امه
فالتفت لها وهو رافع حاجب وببرود : طيب وليش ماقلتولي ... اتغدى في غرفتي ولا في المجلس ..
ام فهد انتبهت لولدها اللي حزت في نفسه : لا يافهد وش دعوة ... مهيب تتغدى لحالها ندى معها ..
ابو فهد : وانت ليش معصب الحين ؟ .. ماقلنا شي يضايق
فهد : لا ابد يبه ... ولا شي
وفي نفسه يقول ( الله يستر اذا هذي بدايتها ... مهو بصاير فيه حرية ) ...
.............
فوق في غرفة ندى ... كانوا جالسين في البلكونة وخلصوا غدا .......
ندى : ها وش رايك في الاكل ؟
شوق وهي تتنهد : اااااه بطني ....... ماقد في حياتي كلت مثل هالاكل أشكال وأنواع .. لذيييذ !!
ندى تضحك : ههههههههههههههههه ... اليوم مناسبة خاصة ... حتى امي نفسها ماقد طبخت طبخ مثل هذا للغدا ... العادة صنفين ثلاثة ... وان كثرت اربعة ... بس اليوم سبعة لسواد عيونك ...
شوق : الله يكثر خيرها.اللي يشوف هذا كله مايقدريقاوم.. حتى اني حاسة اني سامنة في الايام الاخيرة .... وان بتلت امك كذا ... اكيد بصير بلونة ...
ندى ضحكت وهي تتخيل شكل شوق بلونة .. بيصير تحفة
شوق : على ايش تضحكين بالله ....
ندى : هههههههههههههههه ولا شي بس تخيلتك بلونة
شوق : الله لا يقوله انشالله ... جسمي كذا عاجبني
ندى : هههههههه ... أي والله جسمك بالمرة خطير ..... لا تخربينه بالاكل
شوق : عيونك الحلوة عمري تسلمين ..
في هاللحظة دق الباب ....
ندى : ادخل
انفتح الباب ودخل ابو فهد للغرفة ..... وهو مبتسم ...
ابو فهد : الله الله .... شهالجلسة الحلوة في الهواء الطلق..... لو دريت كان تغديت معكم وتركت اللي تحت يتغدون لحالهم ....
ظحكت شوق : والله مو بناقصنا الا انت ياعمي وتكمل الجلسة ...
ندى : ياسلام ..... يعني انا ماكفيتك ..
شوق تناظرها بطرف عينها : لأ .... انت ماتسوين شي من غير عمي .
ندى تأشر باصبعها لنفسها وبقهر: انا ما اسوى شي يا شوقووووه !!!!!!! .... هين ....
تقدم ابو فهد يضحك وسحب له كرسي وجلس : بس بس ...
ندى : ماسمعتها يبه وش تقول ...
ابو فهد يبتسم : وهي ماقالت شي غلط ...
ندى : افااااا ... (التفتت لشوق لقتها مطلعة لسانها وتضحك ) .... والله ماهقيتها منك يبه ...العادة توقف بصفي ... ماهقيت ان شويييييييييق بتقلبك علي ... ( وبرطمت )
ابو فهد : يالله عاد بلا دلع ندوتي ....
ندى مثل الأطفال : مابي مابي ... زعلت ... لا تكلمني
شوق تحر ندى : عميييييي .... اسفهها ....شوي وترضى ... عارفتها دلوعة ...
ندى ترد عليها : يازين الدلع على البنت .... ماحصلتيييه ( وطلعت لها لسانها )
طبعا كل اللي صار كان مزح ....ابو فهد يضحك ويرد .... والجلسة كانت بالمرة حلوة .
ابو فهد وقف بيطلع : يالله اجل يابناتي ....
شوق : لااااااااه وين عمي اقعد شوي ....
ابو فهد : ودي حبيبتي ... بس بروح اريح شوي .. تعبان عقب الشغل
شوق ابتسمت بتفهم : اه على راحتك اجل ...
ابو فهد : بعد ساعة بكون صاحي ... ابيكم تنزلون تتقهوون معي ... ابغى نصير كلنا موجودين ...
شوق ارتبكت ... كلنا ؟؟ .... : ان شالله عمي ...ب .. بس ......
ابو فهد فهمها : الا فهد اللي بيطلع مثل العادة ....
شوق : ان .. انشالله عمي ... اكيد بننزل ....
طلع ابو فهد .....

بعد ساعة كان الكل في الصالة وصينية الشاهي موجودة مع الكيك ....... والسوالف والضحك قايم ......
ندى : مادريت يبه ؟
ابو فهد : لا حبيبتي مادريت .... خيييير
ندى تناظر شوق : شوق معى بجامعة الملك سعود ....
ابوفهد : لااااااه !!! ماشالله ... زين انكم مع بعض ... في أي سنة الحين ...
ندى بسخرية : توها اول سنة .... شف وجهها وتعرف ... ماكنها فالجامعة ... كنها فالمتوسطة مسكينة ....
نايف بسخرية اكبر: هههههههههههههههه ..... من كبرك عاد ماشالله .... ترا وجهك وجه بزر ... لا تحسبين نفسك حرمة ...
شوق نقعت من الضحك : تعجبني والله نيوف ... قدها وقدوود .... كفك كفك ....
ندى : نوييييييييييف ..... انت محد كلمك فاهم .....
شوق تصرف ندى : ماعليك منها نيوف .... من الحين انت محامي الدفاع حقي اوكي ... شكلها ناوية علي ...
نايف : اوكي ولا يهمك ..... لا تخافين مادام وراك رجال .....
شوق : بعدي والله ...... رجال ولد رجال..... والله مايقدر عليها الا انت .... خلك كذا شوكة في بلعومها ...
نايف يتكلم بطريقة الرجال وبفخر : مايحتاج تقولين ..... انا داري
ندى تطالعه من فوق لتحت .. وباحتقار : مشكلة الثقة ..... هييي ترا بيني وبينك سبع سنين فاهم سبع سنين ..
شوق : ماااا عليك منها اسفهها .... قلها الكبير كبير بعقله موبعمره ...
نايف بخفة دمه : صح لسانك شيخة القبيلة ....
الكل نقع من الضحك حتى ابو فهد .... وندى اللي ماقدرت تكتم ضحكتها على خفة دم اخوها.
رجعوا لسالفة الجامعة ....
ندى : عشان كذا يبه ... بنروح بكرة نشوف اذا انقبلت في الجامعة او لا ...
ابو فهد : خير ان شالله .... كم الساعة بتروحون ..
ندى : امممم يعني تسع .. تسع ونص ...
ابوفهد : على راحتكم ..
اذن المغرب ... والكل تفرق رايح يصلي ....

بعد الصلاة كان فهد جالس مع احمد على طاولة في احد المقاهي و باقي الشباب كانوا يلعبون بلياردو .....
احمد : ها ابو فيصل شخبار بنت العم ؟
فهد مبتسم : بنت العم !!!! .... تصدق عاد اني ماشفتها ولا سلمت عليها
احمد مستغرب : ماسلمت ؟!! ..... ليش عاد ؟
فهد يهز كتوفه بلا مبالاة : مدري ... ماسنحت الفرصة .... وبعدين انا اصلا ماهتميت
احمداستغرب اكثر : ماهتميت تسلم !!!.. بنت عمك هذي ترا ...
فهد : ادري انها بنت عمي وانا قلت لا ... بس ياخي امس يوم رجعت كنت تعبان وماكان لي خلق اسلم .... واليوم ماقابلتها ابد ... ( وابتسم يوم تذكر موقف الصبح ... البنت شكلها خبلة مثل ندى )
احمد : خير... ليش هالابتسامة ؟!!!
فهد : لا ولا شي ..
احمد : فهد ترا مايصلح كذا .... البنت بتحسب انك ماتبغى تسلم عليها ...
فهد بلا مبالاة : والله بكيفها .... تحسب اللي تحسبه !!...
في هاللحظة دق جوال فهد ....
رفع فهد الجوال يشوف الرقم ... وابتسم .... جا بيرد
احمد : فهد انا اكلمك
فهد : فكني من هالسالفة واللي يرحم والديك ...
فهد يرد : الوو ..... هلا هلا بهالصوت ...... شهالغيبات ....... وينك عمري ........ انا الحمد لله بخير من سمعت صوتك ........ ههههههههههههههههههه ......... انا ماانسى حياتي ........ شخبارك عيوني ....
احمد بهمس : فهد انت صاحي ولا منت بصاحي ...
فهد اشر لاحمد بيده يسكت ......
احمد : اروح العب بلياردو مع الشباب اصرف لي ....
توجه احمد لطاولة البلياردو اللي كان مجتمع عليها باقي الشباب عبدالله وحسين واسامة
عبدالله : هااحمد .... بتلعب ؟
احمد : أيه العب ليش لا .... استعد للخسارة التاريخية
اسامة : لا تستخف فيه ... هزئني انا وحسين قبل شوي ....
احمد : مشكلتكم انكم زلايب ماتعرفون تلعبون ...... انا اعلمكم شلون اللعب على أصوله الحين
عبدالله : تتحدى يعني ... ؟
احمد مسك عصى اللعبة .. والتفتت لعبدالله بنظرة تحمل التحدي : ايه اتحدى
عبدالله : نشوف
حسين : انا بروح عند فهد اشرب لي شي بارد وراجع ....
بدت المباراة بين احمد وعبدالله .... ومن اللحظة الاولى صارت المباراة لصالح احمد ... احمد معروف بين زملائه بانه ماهر جدا في هاللعبة ... وهزائمه نادرة .. وكثير مايقولون له زملاه ليش ماتشترك في نادي وتلعب مبارايات بس هو مو بفاضي لوجع الراس .. لانه يلعب هاللعبة لمجرد المتعة وشغل الوقت ... وهالمبارايات راح تربطه وتمنعه من اشياء كثيرة ...
عبدالله : اهب عليك ... دخلتها من الضربة الأولى
احمد يضحك : قل ماشالله لا تصكني بعين ...
ضرب ضربته الثانية لكنه ماجاب شي ..!!
احمد : اعوووذ بالله من هالعين .... كله من عينك الحارة ماجبتها
عبدالله بسخرية : البلا فيك انت ... لا تحطها فيني ...
احمد : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق
ضرب عبدالله ... لكنه ايضا ماجاب شي
عبدالله تنرفز : قهررررررر .... والله قهرررر .... شطفتها
احمد يضحك بسخرية : تستاااااهل .... عقوبتك ... المرة الجاية قل ماشالله
وكملوا لعبتهم واحمد في تقدم على عبدالله ......... بعد فترة رجع حسين
حسين : هااا ... وش النتيجة ...؟!!!
اسامة : تعااااال ..... لا يفوتك ..... عبدالله شكله بيتهزأ اليوم
حسين : والله ماينفع له الا احمد ...!!
عبدالله بتنرفز: ورا ما تنطم انت وياه ...!!
احمد ببرود : ليش هالعصبية هذي .... خل عندك روح رياضية ياخي ..!!
أسامة : اقول عبدالله .... خلاص شكلك انت خسران خسران .... وخر خل ننادي فهد يلعب
حسين يضحك بسخرية : فهد!!!! ..... فهد رح شفه غارق في الحب لين اذانيه ..!!
احمد مستغرب : ليكون لين الحين يكلم من تركته ؟!!
حسين : ابد على حاله .....
عبدالله : من صدقك هذا يحب!!! ..... هذا يكلم بس يلعب .... ولا فهد يحب عن طريق التلفون !!!!.... مستحيل .... ماسمعته وش يقول ذيك المرة .... ماخذ المكالمات مجرد لعب وتسلية ... ولا ممكن تتطور لعلاقة جدية
حسين : اللي يسمع طريقته في الكلام يقول هذا من جد يحب ... اللي مايعرفه بيصدق على طووول
في هاللحظة اقبل فهد عليهم
اسامة : الطيب عند ذكره
فهد : وانا كل ماتركتكم قمتوا تحكون فيني وتحشون ...
حسين : ابد ... مانحكي الا عن تلفوناتك
فهد : وانتوا شعليكم من تلفوناتي .. اكلم اللي ابي ...
حسين : ماقلنا شي ... بس انت مامليت ؟ ..... حنا اللي كنا مثلك ملينا من هالمكالمات
فهد : لا انا مامليت ولاني بمال .... وخروا بس خلوني العب ...
راح لعبدالله وسحب منه العصا وبدا مباراة جديدة مع أحمد ...
أحمد بأسلوب تهديد : اذا ماكنت تبي تصير مصخرة .... أنصحك تنسحب ..
فهد بنظرات حادة .. وبثقة وعدم اهتمام باللي قاله أحمد : أنا أنسحب ؟!.... انا بو فيصل اذا ماكنت تدري ....
احمد : لا أدري .... وادري انك بعد ولد عبدالرحمن ... بس خايف على معنوياتك ياخوي ...
فهد ابتسم ابتسامة تحمل الكثييير من الثقة. مال عالطاولة واستعد انه يسدد : معنوياتي دايما فوق .... وانت وامثالك مايقدرون ينزلونها شبر واحد ..
أسامة يكلم احمد : لاااااااااا ياأحمد .... شكل هذا ناوي عليك اليوم ... انتبه ...
أحمد : انا بسكت .. بس برد عليه فوق الطاولة ...
اكتفى فهد بابتسامة ... وبدا أول ضربة ...

الساعة عشر ونص .... كانت شوق واقفة على شرفة غرفة ندى .. مسندة كل جسمها على الدربزين ... وسرحانة بخيالها ...
ابتسمت لما ظهرت أسنانها وهي تتأمل النجيمات اللي برزت تتلألأ في جبين السما وضاءة ضاحكة ..
كل ساعة تقضيها في هالمكان تحس بارتياح أكثر وشعور بالفرح انها لقت أهلها اللي ماعرفت عنهم شي لفترة 18 سنة ...
بس هذا مايمنع الحزن اللي تحس به يكتسحها في بعض الأحيان لفقدانها الأم والأب ..
لكن حزنها على أبوها اكثر .. لانه هو اللي عاشت معه مراحل حياتها السابقة .. وبرغم كل هذا تأسى على نفسها لأنها ماعرفت أمها ... الأم اللي فقدتها وهي بعمر ثلاث سنين ..
صعب أسترجع ذكريات عنها من ذاك العمر .. آآآآآآآخ يمه .. ياترا أبوي عندك الحين .. ولا وين سكن ووين حل ؟!...الله يرحمكم ان شالله ...
ماحست بالدمعة اللي لمعت في وسط عيونها .. وجفت لما مر نسيم قوي خلاها تغمض عيونها بابتسامة .... تنهدت ..
تراجعت بخطوات متأنية للغرفة ... دخلت وسكرت باب البلكون وراها ..
كانت ندى منسدحة عالسرير وبين يديها رواية تقرا فيها من ساعة ..
شوق : اقول ندى ... وش بلبس بكرة للجامعة ...؟!!
ندى : روحي افتحي دولابي ... وتنقي اللي تبين ..
شوق : طيب ماعرف وش اللي يناسب ..!!
ندى : أي تنورة وبلوزة ...
راحت شوق وفتحت الدولاب .... وبدت تتفحص الملابس ..
شوق : ماشالله .... متى يمديك تلبسين هذا كله ؟
ندى : بعضها جديدة ماقد لبستها ..
شوق : وليش طيب ؟!
ندى : مدري ... مافي مناسبات .... وبعدين بعضها القاها في السوق تعجبني ومااكون مخططة اني اشتري ... بس اخذها لين يجي وقتها
شوق : بس هي حلوة ... وبتروح موضتها وانتي مالبستيها ...
ندى : ...................... ( ماردت لأنها اندمجت مع احداث روايتها الرومنسية )
شوق بعد ماخذت وقت تشوف الملابس ........ خذتلها تنورة جينز شيك وبلوزة مشجر اورنج واسود مخصرة .... وراحت للحمام عشان تجربها
بعد دقيقتين طلعت.... راحت للمراية تشوف نفسها .... وندى مازالت عايشة احداث الرواية وما التفتت لشوق حتى ....
شوق انعجبت بنفسها وبدون ماتلتفت : ها ندى وش رايك ؟
ردت ندى بصرخة : لاااااااااااااااااااااا ........ مايصير !!!!!!
شوق فزت من مكانها من الروعة : بسم الله ... روعتيني ووجع .... طيب خلاص بفسخها
التفتت ندى والدموع ماليه عيونها : لاااااااااا .... حبيبها مات ... مااااااااات ..... حراااااااام !!!
تقدمت شوق لندى : أي حبيب ؟
ندى ودموعها سيلان : قتله اللي مايخاف ربه .... الحمار !!!!
شوق ضحكت : هههههههههههههههههههههه .... لها الدرجة متأثرة ؟!!
ندى خذتلها منديل تمسح خشمها اللي بدا يصب من الدموع .....
شوق : اقول ندى تراها خيال خياااااااال
ندى تغالب دموعها : لا لا ماصدق ... بعد كل هالحب يموت " جاك " ... لااااااااااااااا !!!
شوق : واسمه جاك بعد ..... هههههههههههههههههههه
ندى من القهر الي فيها رمت الرواية وصقعتها بالجدار لين انشق نصها ....
شوق ضحكت : شوي شوي ... تراك للحين ماخلصتي القصة
ندى صرخت : ومابي اخلصها .... بعد جاك تخرب القصة
شوق : لا لا .... الاخت رايحة فيها من جد !!!!
ندى : انتي لو قريتيها عرفتي شلون هو حظ " نانسي " يوم لقت حبيب مثل جاك
شوق تضحك على بنت عمها : ونانسي بعد .... ( وبسخرية ) وش اسم القاتل بالله ..؟!!
ندى تنرفزت يوم تذكرت اسمه : اسمه داني الله يدنيه من القبر .... الحقيييييييييير... ياخي هي ماتحبك تحب غيرك غصب يعني .....
شوق نقعت من الضحك على شكل ندى ..........
شوق : لهالدرجة معجبة فيه ؟!!
ندى : مب اعجاب بس ... عشقته .... وسيم ... رومنسي .... حنون .... شتبين بعد ... ماقول الا ياحظ نانسي لقت لها واحد مثله ...
شوق : الله الله ..... (وبسخرية ) بصراحة .... بعد كل هذا ولا تحبينه .. من حقك
ندى بسخرية : تتمصخرين انت ووجهك ؟
شوق : ايه اتمصخر .... والا انت من جدك ينقلب حالك من رواية
ندى : مو بكيفي .. غصب علي ... قلبي مايتحمل
شوق راجعة للتسريحة : والله من الرقة الزايدة !! .... انسي جاك ذا وقولي لي وش رايك في اللبس يناسب ؟
ندى بعد مامسحت عيونها من الدموع : ايه يناسب
شوق : وليش تقولينها ببرود ؟
ندى رجعت دموعها :مااقدر انسى جاك مااقدر.. ونانسي وش بيصير فيها اذا درت ... ( وفزت كأنها تذكرت شي ) .... ايه والله وش بيصير فيها ؟!!
ركضت للرواية ولقطتها ودورت عالصفحة اللي وصلت لها وراحت للمكتب وجلست تكمل الاحداث
شوق تكلم نفسها : عسى مايصير في نانسي شي وتنهبل ندى ... خبلة !!!!
راحت شوق للحمام تغير ......... بعد شوي طلعت وكان التلفون يرن اللي قامت ندى ترد عليه
ندى رفعت السماعة : الوو
..... : السلام عليكم
ندى فز قلبها من مكانه وكانها عرفت الصوت
ندى : وعليكم السلام ياهلا
..... : شخبارك ندى ؟
ندى قلبها بدى يدق طبول : انا .. الحمد لله بخير ... شخبارك انت يا أحمد ؟
شوق انتبهت لندى ووجهها اللي بدى يقلب احمر واصفر وازرق .... شفيها هذي مرتبكة
احمد : انا الحمد لله بخير وعافية ... مستانسة ؟
ندى انقلب وجهها مرة وحدة .... ليكون انه داري اني مستانسة عشاني سمعت صوته
ندى : انا؟!! .... ليش ؟!!
احمد : وليش بعد .... موب انت مستانسة ان بنت عمك معك في البيت ؟ تونسك بدال الطقاق والمضارب مع فهد ..
ندى في نفسها تقول .. (( حسبي الله عليك يافهيد فضحتني عند الله وخلقه )) : ومن قالك ؟
احمد : من غيره ... فهد ...
ندى : ايه صح ... آآآآ .... طيب احمد ماطول عليك .. تبي احد ؟
احمد بمزح : افااااااا ..... مليتي مني ماتبين تكلميني
ندى بدون ماتحس : لا والله مامليت ... بس.. ( عضت على شفايفها لا يفلت بكلام يفضحها )
وما سمعت الا ضحكته العالية بالجهة الثانية ... اللي ذوبتها مرررررررة وحدة .... (( ياربي شقلت انا ... الله ياخذ ابليس .... ))
احمد : شفيك ندى امزح ....
ندى ودموعها في عيونها من الحيا : لا عادي ..
احمد : طيب ممكن اكلم فهد
ندى : ليش ؟ مادقيت على جواله ؟
احمد : دقيت بس مقفل ....
ندى : طيب لحظة شوي ... وحطته عالانتظار
قامت ندى تركض وفتحت الباب بسرعة ... وشوق مستغربة ..
وش هالمكالمة اللي قلبت ندى لالوان !!!!!!
ندى نزلت تحت بسرعة لقت امها قاعدة مع عمر ومنى ....
ندى : يمه فهد رجع ؟
ام فهد : ايه رجع قبل ربع ساعة
ندى : طيب وينه هو... في غرفته ؟
ام فهد : ايه رقى قبل خمس دقايق
رجعت ندى لفوق ركض ودقات قلبها مابعد هدت .... دقت باب غرفة فهد ...
فتح فهد الباب : نعم ..
ندى : احمد يبيك عالتلفون
فهد : احمد ؟... وليش مادق عالجوال
ندى : ماادري يقول ان جوالك مقفل
تذكر فهد : اه صح ... طيب خلاص
قفل الباب وندى رجعت لغرفتها وهي سرحااااانة في احمد وصوته وضحكته .... ياربي من زمان عنه ..
دخلت للغرفة وسكرت الباب ... مشت للبلكونة وفتحت بابها وطلعت وبالها مب معها .....
قعدت على كرسي ... وشوق تناظرها باستغراب ..!!!
وش اللي قلب حالها هذي .... توها قبل شوي دموعها اربع اربع ..... وش صار لها الحين ...... راحت لها وقعدت على كرسي قبالها ....
كانت ندى تناظرالقمر اللي اليوم كان مكتمل .... وعيونها اللي كلها احلام ....
شوق عقدت بين حواجبها .... شفيها هذي اللي يشوفها يقول غارقة في الحب ... لا يكون صدق حبت " جاك " ذا !!!
شوق : ندى ..
ندى :..........
شوق : ندى ...... هوو !! ...... ندى
ندى انتبهت : هاا ... نعم ...
شوق : لا لا .... حالتك صدق صدق يرثى لها ...
ندى : حالتي؟ ... مافيني شي
شوق : علي انا ؟ ..... توك قبل خمس دقايق تصيحين ... الحين انقلبت
ندى تحاول ترقع الموضوع : لا ابد مافيني شي ....
شوق بابتسامة خبيثة : وليش قبل شوي انقلبت الوانك
ندى ارتبكت : متى ؟
شوق : تو في التلفون .... من اللي كلم ؟
ندى : آآآ ... هذي وحدة تبغى امي
شوق زادت ابتسامتها الخبيثة : ايه بس انا سمعتك تقولين احمد !!
ندى : احمد ؟ .... ايه .. آآآ .. هو اللي داق يبي امي تكلم خالتي ..
شوق : خالتك ؟!! .... يعني هو ولد خالتك ..
ندى : ايه ...
شوق : طيب ماقلتي لي ... ليش انقلبت الوانك ... والوجه اعتفس ؟
ندى بدت تعصب : يوووه يا شوق ... كل السالفة اني ماشفته ولا سمعت صوته من زمان ... وقام يسلم .. وانا ارد ... بس
شوق تسوي نفسها وكأنها فهمت وهي مب مقتنعة: ااهاا .... طيب ليش عصبت .. مجرد سؤال
ندى : ما عصبت ولا شي .... قومي نتعشى تراني جوعانة ...
طلعوا من البلكونة ويوم جو بيطلعون من الغرفة ....
شوق : اقول ندى اخوك بيتعشى معنا ؟
ندى : ايه موجود .... اكيد بيتعشى معنا
شوق : اجل لا لا هونت مابي عشا
ندى : وبعدين معك انتي ... وش قلت لك قبل
شوق : مااقدر ياختي مااقدر
ندى : اقول بلا دلع ويالله معي ...
ومسكتها من يدها وسحبتها معها برا الغرفة ومشوا نازلين للصالة ....
شوق : ندى اتركي يدي .... مااقدر
ندى : لا بتقدرين ....
شوق : طيب عمي موبراضي .... خلينا نتعشى بالغرفة
ندى : مافيه ... تحت يعني تحت
شوق : يووووه ندى عاد لا تصيرين نشبة !!!
ندى : شششش .... ولا كلمةوصلوا تحت للصالة اللي كانوا كلهم مجتمعين الا فهد وابو فهد
ندى : يمه متى العشى ؟
ام فهد : شوي عشر دقايق لين يوصل ابوك ...
ندى وهي تناظر شوق : وفهد وينه مهوب متعشي ؟
ام فهد : لا فهد طلب نجيب عشاه عنده في الغرفة فوق
ندى التفتت لشوق اللي كانت حاطه يدها على قلبها من الفرحة .... تمت ندى تشوفها بنظرات تقول سلمت منها هالمرة .....
شوي ووصل ابو فهد اللي من دخل ركض له عمر الصغيرون فرحان بشوفة ابوه ...
على العشا .......
كان الكل جالس على طاولة الاكل الا فهد مثل ماانتو عارفين ..... والضحك بيكسر جدران الصالة
نايف : أي يبه .... ماشفت وشلون هزأت شوق ندى اليوم العشا عالبلاي ستيشن .... بصراحة نكبة في تاريخ ندى
ندى : لا هزأتني ولا شي ..... انتوا اللي حاطين لعبة صعبة
نايف : لا مهي بصعبة .... وش معنى شوق عرفت تلعبها .. انت زلابة ماتعرفين تلعبين
ندى : لا حبيبي تلقاها لعبتها قبل كذا ... بس تمثل علينا
شوق كانت ميتة ضحك على نايف الخبل : هههههههههههههه.... والله هذي اول مرة العب فيها البلاي ستيشن بكبره
نايف وهو يشوف ندى بنظرات سخرية : شفتي الموهبة .... موب انتي اللي قاعد اعلمك شهر شلون تمسكين يد الكمبيوتر ...
شوق فقدت سيطرتها : ههههههههههههههههههههههههههههههه !!!
ندى تنرفزت ..... بعد معد الا هي يجي ذا البزر على اخر عمري ويقول رايه في لعبي
ندى : ترا ان ما انطميت وصكيت ثمك ... ترا والله بهالصحن على راسك
نايف : ترا عادي الاعتراف بالحق فضيلة
ندى : نوييييييييف ..... انت وبعدين معك .... ماتحب الا الفضايح !!
ابو فهد : خلاص نايف كمل عشاك وانت ساكت ...
ندى : احسن ماينفع لك الا ابوي
شوق : هههههههههههههههه .... ندى لا تحطين عقلك بعقله
نايف : شفيه عقلي ؟ .... سليم والحمد لله
شوق : لا ابد مافيه شي ..... بس الله يخليك لا تقلب علي ... بعدين وشلون بفتك
ابوفهد : اجل وين فهد ؟ .... مابعد جا ؟
شوق اللي كانت بتدخل اللقمة وقفت ... ندى تشوفها وهي تبتسم
ام فهد : فوق في غرفته
ابوفهد : وليش؟ مايبي يتعشا ..
ام فهد : لا .... طلب نوديله عشاه فوق عنده بالغرفة ..... مثل ماانت عارف مايصير ....
قاطعها ابوفهد وهو يهز راسه وفاهم وش تقصد ...
الكل بقى ساكت وكمل عشاه ....
فوق في غرفة فهد اللي كان يتكلم بالتلفون ويتعشى .......
فهد : متى بيروحون ؟
احمد : يمكن بكرة الثلاثاء .... بيقعدون يومين هناك وبيرجعون الجمعة
فهد : بصراحة مالي خلق الشرقية الحين .... نسيت ان حنا رايحين لها ثلاث مرات بالاجازة ... ماملوا ؟!
احمد : حتى انا ... اعتذرت منهم ... مالنا راجعين منها اسبوعين ...
فهد : قلهم ان فهد مو برايح ..
احمد : خلاص اوكي ... الا انت وش تسوي الحين ؟!
فهد : اتعشى ...
احمد : وليش تقولها من غير نفس ..
فهد : بلاني اتعشى لحالي في غرفتي قدام اربع جدران
احمد بمزح : ههههههههههههه .... وليش ؟ .... مقاطع اهلك ؟
فهد متنرفز : لأ .... لان البرنسيسة بنت العم تتعشى معهم تحت ..
احمد : ههههههههههههههههههههههه ... وليش انت متنرفز ؟
فهد : متنرفز لان حتى دخلة بيتي لازم اتنحنح فيها ...!!!
احمد : هد شوي... ترا الموضوع مايستاهل ...!!
فهد : اذا هذا مايستاهل وش اللي يستاهل اجل ...
احمد : خلك من هالموضوع وقلي ... للحين ماسلمت عليها ؟
فهد رفع صوته : ترا بذيتني بهالسالفة ..... خلاص ماني بمسلم ... ماني بمسلم ارتحت الحين ..
احمد : اوووووه.... ليش كل هالعصبية ... هد شوي ..!!!
فهد : اوووف .... قلت لك مابي اسلم عليها يعني مابي ... فكني عاد !!!
احمد : اقول مع السلامة لا تدخل علي من سماعة التلفون وتذبحني
فهد من غير نفس : يكون احسن بعد ... مع السلامة
وسكر.........
رمى جواله عالسرير بنرفزة ودخل الملعقة في ثمه وهو يتأفف ....

*** *** ***

صباح الثلاثاء ...
شوق كانت طالعة من الحمام ........ راحت للتسريحة تسرح شعرها .... ولما خلصت التفتت لندى اللي محتلة كل السرير ونايمة احلى نومة...
شوق : ندى ...... ندى يالله قومي
ندى : مممممم ... خليني شوق ماشبعت نوم
شوق : وانا وش علي منك اذا شبعت ولا لا ...... قومي يالله بنتأخر
ندى : يوووه شوق تونا ....
شوق : أي تونا الساعة الحين تسع .... قومي عاد
ندى لفت وجهها للجهة الثانية ولا عبرتها....
شوق : هيييييين ... !!!
راحت للحمام وخذت كاس مويه من الحنفية ... ومشت لندى بدون ماتحس .....
رفعت الكاس فوق راسها وميلته لين انكب نصه على وجهها ........
ندى صرخت : اااااااااااااااااااااااااااااه .......... باااااارد
شوق : هههههههههههههههههههههههههههههههه ..... لما اقولك قومي قومي
قامت ندى بسرعة تبي تنتقم .... لكن شوق كانت أسرع منها فتحت الباب بسرعة وركضت نازلة وهي ميتة ضحك ....
ندى اللي كانت واقفة عند باب غرفتها : هييييييييين يا شوق مردودة لك .... بس استني ..!!

قمرهم كلهم 06-19-2010 10:48 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
دخلت واردعت بالباب
دخلت شوق للصالة وهي ماسكة فمها من الضحك .... شافتها ام فهد وابتسمت بدورها
ام فهد : خير ياشوق .... تضحكين وصوت ندى يلعلع ...شفيكم ؟
شوق : هذي ياخالتي عيت تقوم .. فسويت فيها مقلب وجبت لها كاس مويه وصبيته فوق راسها
ام فهد : ههههههههههههههههه .... تستاهل ماينفع معها الا انتي
شوق : والحين ابي اروح اجيب عبايتي .... نسيتها فوق بالغرفة بس اخاف تصيدني وتصفقني !!
بعد حوالي عشر دقايق نزلت ندى لابسة عبايتها والطرحة على كتفها ...
دخلت الصالة : صباح الخير ...
ام فهد وشوق : صباح النور
توجه كلامها لشوق : ولك عين تردين بعد ..؟!
حطت شوق يدها على فمها تضحك
تقدمت لها ندى ورمت العباية والشنطة في وجهها
ندى : خذي عبايتك وشنطتك ... يالدبا
ام فهد : حرام عليك شوق مو بدبا
ندى : الا دبا ونص ..
ام فهد : تبين فطور ياندى ؟
ندى : اييييييه .... ابي كوب نسكافيه امخمخ بها راسي بعد اللي سوته فيني ذي ( وتأشر بيدها على شوق )
ام فهد : كل شي على طاولة الأكل روحي
راحت ندى للطاولة
ام فهد : وانت بعد ياشوق روحي كلي لك شي
شوق : ان شالله
قعدت شوق على كرسي مقابل لندى ... ندى اللي صبت لها كوب نسكافيه رفعت راسها لشوق
ندى : تبيني اسبحك بهالكوب عشان تتأدبين
شوق رجعت لها نوبة الضحك : هههههههههههههههههههههه
ندى : لا تضحكين .... وعندك وجه بعد !!
قامت شوق وهي تضحك وراحت لندى وعطتها بوسة على خدها ..
شوق : لا تزعلين ... sooooooorry … I'm sooorry
ندى : ............
شوق تمزح : يالله عاااااد .... ارضي علي .... ما اكررها مرة ثانية
ندى : ............
شوق خذتلها كاس مويه موجود عالطاولة : تبيني اسبح نفسي بكاس هالمويه عشان ترضين
ندى : لا مايحتاج ... كملي فطورك بس
شوق : يعني راضية علي
ندى ابتسمت : وانا اقدر ازعل
شوق ضحكت : يابعد قلبي انتي ...
وعطتها بوسة طوييييييييييييييييييييلة
ندى تضحك : خلاص عاد ... خليني اكمل ولا بنتأخر
رجعوا كملوا الفطور ولما خلصوا قاموا .... ولبست شوق عبايتها وطلعوا

في السيارة ..... الساعة تسع ونص ... السيارة كانت تمشي متوجهة لجامعة الملك سعود ..
شوق : والله اني خايفة ياندى ...
ندى : وليش خايفة ؟
شوق : اخاف اكون ما انقبلت
ندى : لا تخافين .... انت كم نسبتك ؟
شوق تفكر : مممم ... حوالي سبعة وتسعين بالمية
ندى : لا اجل مقبولة مقبولة ... نسبتك بالمرة زينة
شوق : ان شالله ..
وصلوا للجامعة .... ونزلوا يسألون عن اسم شوق
بعد ساعة الا ربع رجعوا ..... ركبوا السيارة راجعين للبيت
في نص الطريق
ندى : اقول شوق تبين دونات
شوق : الحين ؟
ندى : أي الحين ... مشتهيتها
شوق : good idea
ندى : حلو .... قاسم
قاسم : نأم ماما
ندى : وقف عند بيت الدونات
قاسم : اوكي
ندى : وش تبين ؟..suger or chocolate
شوق : لا خليها suger
وصلوا لبيت الدونات .....
ندى : خذ قاسم هذي 50 .... جيب 8 حبات دونات بال suger و2 بيبسي
قاسم : اوكي
نزل قاسم يجيب اللي يبونه ... وبعد خمس دقايق رجع ومشوا للبيت .. تمت شوق تتأمل الشوارع ..
شوق : أقول ندى ..
ندى : هلا ...
شوق : مبين ان الرياض حلوة ..!!
ندى : هههههههههههه ... اكيد حلوة ...
شوق : والله اتكلم من جد ... أنا اول مرة ترا أجي للرياض ..
ندى التفتت لها متفاجأة : معقولة اول مرة ؟!
شوق : والله ... كل حياتي كانت في الشرقية ... بين الدمام والخبر ..
ندى : طيب ليش ؟!
شوق : حنا وابوي كنا عايشين بالخبر... وبعض الاحيان نروح للدمام نزور خالتي .. اللي هي خالة امي ...
ندى : اها ... الرياض حلوة بس اللي يخرب عليها جوها الحار بالصيف ...
شوق ابتسمت وهي تتامل مسقط رأسها اللي رحلت عنها من قبل لا تنخلق ... سعيدة بعودتها لها برغم كل الأحزان اللي عاشتها من قبل ...
،،،،،،،،،،،
كانت ام فهد جالسة بالصالة لما دخلوا ندى وشوق ..
ندى وشوق : السلام عليكم
ام فهد : وعليكم السلام
فسخوا الطرح وجلسوا على الكنب
ام فهد : ها بشروا
ندى : لا الحمد لله مقبولة .... وأول المقبولات بعد
ام فهد : زين الحمد لله ... مبروك
شوق : الله يبارك فيك خالتي
ندى : يمه هذي شكلها دافووورة ماينخاف عليها
ام فهد : قولي ماشالله .... لا تصكين البنت بعين
ندى : وش دعوة يمه ... عيني باردة مب حارة
ام فهد : والله مايندرى ....
شوق وهي تشوف ندى بطرف عينها ومبتسمة : لا تخافين علي خالتي .... أنا مداومة على الأذكار و المعوذات...
ندى : ايه شفتي يمه .... يعني لا تخافين
ام فهد : المهم وش جايبن معكم؟
ندى: هذي دونات ... تبين تذوقين ؟
ام فهد : عطينيي اكلها مع القهوة
ندى ضحكت : ههههههههههههه .... يمه هذي ياكلونها مع الشاهي.. مع البيبسي.. مع العصير مو بمع القهوة
ام فهد : وانت وش عليك مني .... اكلها ان شالله لو مع المويه ..!!
شوق وندى ضحكوا
ندى : يمه مع الموية مرة وحدة ... ما تحسين بطعمها بعدين
ام فهد : وانت وش دخلك .... انا اللي باكل ولا انتي
ندى : هههههههههههههههههه .... يمه ترا شرب الموية مع هالاشياء يتفخ البطن ... وتصيرين بعدها بلونة ... وبعدين يدور ابوي غيرك
ام فهد عصبت : فال الله ولا فالك ... حسبي الله على عدوك ... جيبي الكيس
سحبت الكيس من يد ندى وخذتلها دونه
شوق اللي كانت تضحك : ماعليك منها خالتي .... كلامها كله خرابيط
ام فهد : وانا دارية ... مايحتاج احد يعلمني
ندى : شفتي شوق ... امي مثقفة
في هاللحظة ... سمعوا صوت احد يتنحنح نازل من الدرج
على طول رفعت شوق طرحتها ولفت بها راسها وتغطت
شوق قامت : يالله خالتي انا راقيه
ندى : لحظة وين تعالي
شوق : برقى ...
ندى : لحظة بجي معك
مشت شوق مع ندى وهي منزلة راسها للأرض ووقفوا جنب الدرج لما ينزل فهد وهي لازالت منزلة راسها ولا شافت وجه اللي نازل حتى ...
لما نزل على طول رقوا فوق بسرعة خاصة شوق ...
وصلوا للغرفة ودخلوا ...
ندى : شفيك كأنك شايفة وحش ؟
شوق : مافيني شي
ندى : وليش انعفست
شوق : شتبيني اسوي يعني .... اقعد مثل ماكنت قاعدة واتبسم له لما ينزل
ندى : لا بس خلك طبيعية وعيشي مثل ما انا عايشة
شوق : وشلون ياندى ..... انتي اخته وانا بنت عمه ... فيه فرق !!
ندى بعد ما فسخت عبايتها : لا ... مافي فرق .... طالما انتي عايشة هنا مافي فرق ..
شوق وهي تجلس على السرير : لا يا ندى بتعود مع الأيام
ندى وهي تهز كتوفها : كيفك ... والأيام بتعلمك شلون بتكون عيشتك صعبة اذا استمريت على هالحال
شوق : خلاص ياندى قفلي الموضوع
ندى : على راحتك.... بس انا ابيك تعيشين حياتك طبيعية وكأنك في بيتك وبين اخوانك
شوق تبي تنهي الموضوع : وانا الحمد لله مرتاحة

في الصالة تحت .... كان فهد يتقهوى مع امه
فهد : اقول يمه
ام فهد : سم
فهد : تراني اليوم بتغدا عند واحد من الشباب
ام فهد : ليش عاد ؟
فهد : عشان البنات ياخذون راحتهم
ام فهد : ما يخالف .... البنات يتغدون فوق بغرفة ندى
فهد : لا يمه يمكن ابوي يبغى البنات يتغدون معه
ام فهد متعاطفة مع ولدها : حتى ابوك يبغاك تتغدى معه .... امس ماتغديت معنا
فهد : معليش يمه .... انا قلت للرجال اني بجيه اليوم ... وهو اصر علي
ام فهد : خلاص بكيفك على راحتك
فهد : الا ان توني شايف البنات بعباياتهم .... كانوا طالعين اجل ؟
ام فهد : ايه كانوا طالعين
فهد : وين طالعين من الصبح ؟
ام فهد : كانوا رايحين للجامعة
فهد : جامعة اليوم ..؟! تونا عالجامعة باقي عليها اربع ايام
ام فهد : لا رايحين يشوفون اسم شوق اذا هو من المقبولين او لا
فهد : آآها ... شوق في الجامعة ؟!
ام فهد : ايه اول سنة
فهد يهز راسه : اممم ... مع ندى يعني
ام فهد : ايه
فهد مد يده وخذ فنجال القهوة شربها عالسريع ... ووقف ..
فهد : يالله يمه .. أنا بطلع ..
ام فهد : على وين ...؟
فهد : بطلع للنادي مع احمد ... وعلى طول بروح للرجال وأتغدى عنده ... تبين شي ؟!
ام فهد : سلامتك ..
فهد : يالله أجل ..
رقى لغرفته وغير ملابسه ولبس ترنغ رياضي ... وخذ معه الشنطة الرياضية وطلع ..

.................................................

مرت ثلاث ايام والوضع مثل ما هو بالنسبة لشوق وفهد ......
اليوم يوم الجمعة ....
شوق كانت تفتش في تسريحة ندى بدافع الفضول .. وبعدها راحت لمكتبتها اللي كانت ملياااانة روايات رومنسية ... ابتسمت وهي تكون انطباعات اكثرعن بنت عمها .. كل يوم تكتشف فيها شي جديد ...
التفتت شوق مبتسمة لندى اللي كانت منسدحة عالسرير تكلم في التلفون واللي ماكانت حاسة بنظراتها المتأملة فيها ..
ندى : ايه نوف يعني بتجين اليوم ؟
نوف : ايه بجي ... بعد صلاة المغرب
ندى : طيب وسهى اختك بتجي؟
نوف : ايه يمكن
ندى : خلاص اوكي انتظركم اجل
نوف : اوكي .. باي
ندى : باي
سكرت ندى الخط عن نوف والتفتت لشوق
شوق : خير من اللي بيجي
ندى : هذي نوف بنت خالتي سارة ... تبغى تشوفك وتسلم عليك
شوق : الله يسلمها وياك من الشر
ندى : وتقول يمكن تجي معها سهى بعد
شوق : سهى اختها ؟
ندى : ايه اختها اللي اكبر منها ... وبيجون بعد صلاة المغرب
شوق : حلو !! وانا بعد ابغى اشوفهم
ندى : يالله اجل ... قومي خلينا نتغدى ترا تأخرنا عليهم تحت
شوق بارتباك : وفهد ؟
ندى بقلة صبر : ياذالفهد اللي مسويلنا سالفة .... ياحبيبتي فهد من كم يوم وهو يتغدى برا ... يالله كوه ..
قاموا كلهم ونزلوا تحت يتغدون مع الباقين .... ماعدا فهد اللي ماكان موجود مثل العادة
............................................

بعد صلاة المغرب ... الساعة سبع الا ربع
شوق وندى كانوا بالغرفة يتجهزون ...
شوق : اقول ندى ملابسي حلوة
ندى : يااااااربي .... انتي كم مرة سألتيني هالسؤال ... هاذي عاشر مرة
شوق : وش اسوي احس انها مب مناسبة
ندى : الا مناسبة ونص .... تراهم موب غرباء
شوق : بس بالنسبة لي اول مرة اشوفهم
ندى : يالله عاد .... انت بتشوفين شلون ملابسهم بتصير... بسيطة ...
في هاللحظة سمعوا جرس الباب يرن .....
ندى : يالله ننزل ... اكيد هم
نزلوا تحت للصالة اللي كان فيها بس منى تحل دروسها ... ونايف يلعب بلاي ستيشن
ندى : قلتوا للخدامة تفتح الباب ؟
منى : ايه قلتلها
شوي وانفتح باب الصالة ودخلوا بنتين
ندى : هلا وااااااااااااااالله .. بالطش .. والرش .. والبيض المفقش
نوف تضحك على طريقة ندى اللي ما تتغير : ههههههههههههه هلا قلبي
تقدمت نوف لندى وضمتها
ندى : شخبارك ؟
نوف : تمام الحمد لله
تقدمت ندى لسهى ....
ندى : وش هالغيبات يالقاطعة ... ابد مانشوفك
سهى : ههههههههههههههههههه ... حقك علي حبيبتي
ندى بعد ماسلمت : تدرين لو انك ماجيتي اليوم وش بسوي فيك ؟
سهى : اجل اشوى اني جيت
التفتت ندى لشوق
ندى : وهذي بنت عمي شوشو
نوف تقدمت تسلم على شوق : ماشالله وش هالحلاوة
شوق : تسلمين ياعمري .... شلونك ؟
نوف : انا الحمد لله تمام انت كيفك ؟
شوق : fine
ومن بعدها سلمت سهى على شوق وراحوا يجلسون على الكنب
ندى توجه كلامها لمنى ونايف : وانتوا ورا ماتقومون تسلمون ... عيب عليكم
قامت منى تسلم ... اما نايف جالس يكمل لعبه ولا عبرهم
ندى : نايف ... قم استح على وجهك ... قم سلم
سهى : خلييه شكله متحمس في اللعبة
نايف : لحظه شوي ... مو بطايرين
ندى عصبت : قم عيب عليك
قام نايف وهو يتأفف ... وسلم من غير نفس
ندى : ابتسم على الاقل بدال هالبرطمة
مارد نايف ورجع يكمل لعبه .... ورجعوا البنات لأخذ الاخبار والسواليف ...
ندى : وش تبغون بنات .... عصير ولا قهوة
نوف : خليها عصير احسن ... انا ماشرب القهوة كثير
ندى : وانتي سهى
سهى : وانا بعد عصير
ندى : وشوق ؟
شوق : عصير بعد
راحت ندى تقول للخدامة ورجعت
ندى وهي تجلس : ايه نوف ما قلتلك
نوف : خير
ندى : شوق معك بالجامعة وبنفس القسم ...
نوف : والله ؟ ..
ندى : ايه والله .... لا وجدولها نفس جدولك ... يعني بالكلاس معك
نوف ماصدقت : حلوووو .... اخيرا لقيت احد اعرفه معي بالكلاس
شوق : وليش فرحانه كل هالقد؟
نوف : مادري ماحب اقعد لحالي
شوق : شوي شوي ... وبتتعرفين على بنات
نوف : هذي يبيلها وقت .... وانا مااحب اصادق أي وحدة كذا عالماشي ... لازم اعرفها زين
شوق : الحمد لله حتى انا كنت خايفة من هالسالفة
سهى : وانحلت لثنتينكم
ندى : وانت سهى ... مستعدة للكورس الاخير ؟
سهى : تقدرين تقولين
ندى : الله يعينك يارب
بعد ساعة نزلت ام فهد ...... قاموا كلهم يسلمون
ام فهد : ياحيالله من جانا ...
سهى تسلم : الله يحييك خالتي ... شخباركم
ام فهد : الحمد لله ...شخبارك انتي ... وشخبار امك والوالد
سهى : والله الحمد لله بخير وصحة... ويسلمون عليكم
ام فهد : الله يسلمك وياهم من الشر
تقدمت نوف تسلم بدورها : اهلين خالتي ... how r u ?
ام فهد : والله مادري وش تخربطين
كلهم ضحكوا
نوف : ههههههههههههههههههه .... امزح معك خالتي ... اقول شلونك ؟
ام فهد : الحمد لله بخير وصحة
ام فهد بعد ماجلست : اخيرا فكرتوا تزورونا ؟
نوف : والله ودي ازوركم من زماااااااان .... بس تعرفين خالتي .... امي تقول توني صغيرة وما يصلح اطلع مع السواق لحالي ..... وابوي واحمد دايما مايفضون .... بس اليوم قدرت اقنع سهى تجي معي
ام فهد : وانت سهى وش عذرك ؟
سهى : ادري اني مقصرة خالتي ... وحقك علي
في هالوقت دق جوال سهى .... رفعته وردت
سهى : الوو.....
هلا يمه....
تبينه الحين .....
اوكي ......
ومن اللي بيجيبنا ....
آآآه اوكي خلاص بقوله يجيك......
مع السلامة .........
وسكرت
سهى تكلم نايف : نيوف .... نيوف حبيبي
التفت لها نايف : نعم
سهى : ممكن تروح تقول لسواقنا يرجع للبيت عشان امي تبيه
نايف : طيب
قام وطلع .........
ورجعوا لسواليفهم اللي ماتخلص.....
نوف : ها شوق ... عسى مرتاحة هنا مع وحدة بلشة مثل ندى ...؟!
ندى : أنا بلشة يانوووف ....
نوف : ايه بلشتين بعد ... مو بلشة وحدة ...
ندى : حدك عاد يابنت سعد ... وبعدين وش اللي حارق رزك انتي .... وش عليك اذا كانت مرتاحة ولا لأ ... قولي انك تبين تعيشين عندنا ... لا قولي ..
شوق : هههههههههههههههه ... هوو شفيك هبيتي في البنت هبة ...!!!
ندى وعيونها على نوف : لا خلها ترد .... يمكن غيرانة وتبي تعيش عندنا ... بس بقولك من الحين ... ترا ماعندنا غرف زايدة اذا تبين تقعدين ... عندنا غرفة في السطح تبين تنومين فيها اهلا وسهلا ماتبين تنومين يكون أحسن بعد ...
نوف : لا حبيبتي .... انا عايشة في بيتنا مثل الملكة ... وش اللي يخليني أتنازل أصلا وأعيش مع وحدة مثلك ...
ندى بغرووور : ياحظك لو تنعمتي بقربي ولو دقايق ...
نوف : انا مدري من وين جبتي هالثقة الزايدة اللي بينفجر راسك منها ... أشوف راسك كابر عن آخر مرة شفتك فيها ...
سهى : هههههههههههههههههههههه ...
نوف طنشت ندى والتفتت لشوق تسولف معها .... وندى قامت تقول للخدامات يجيبون صينية الشاهي ...
جلسوا يشربون وهم يفرفشووون ....
بعد ساعتين يعني حوالي الساعة عشر دق جوال سهى مرة ثانية
سهى : الوو
هلا احمد ...
الحين ...
ان شالله ...
خلاص نستناك ...
باي ...
وسكرت
نوف : وش يبغى احمد ؟
سهى : جاي ياخذنا الحين
ام فهد : ايه وراكم مستعجلين عاد .. تونا مبكرين
سهى : الا قولي متأخرين خالتي ... ورانا جامعة بكرة
ام فهد : ايه على راحتكم اجل
سهى : قومي البسي عبايتك نوف .... عشر دقايق واحمد واصل
قامت نوف مبرطمة ... عاجبتها الجلسة.... عشر دقايق ورن الجرس .... قاموا نوف وسهى طالعين
قامت ام فهد معهم
سهى : لا خالتي ارتاحي مانبي نتعبك
ام فهد :لا ابد ... بروح اسلم على احمد
طلعوا .... وعلى طوووووول ندى طارت لشباك الصالة
شوق : ندى شفيك ؟
ندى تأشر بيدها : شششششش ... تعالي شوفي !!
شوق : وش اشوف
ندى : تعالي شوفي وانتي ساكته
راحت لها شوق ووقفت جنبهابرا في الحوش .. طلعت سهى لاحمد ..
احمد : ها يالله اركبي
سهى : خالتي الجوهرة تبي تشوفك وتسلم عليك
احمد : وينها هي ؟
سهى : واقفة في الحوش تنتظرك
نزل احمد بسرعة ودخل البيت
احمد : السلام عليكم
ام فهد : وعليكم السلام هلا هلا ... شخبارك يااحمد
احمد وهو يحب راسها : بصحة وسلامة .... شخبارك انتي ياخالتي ... بشريني عن علومك
ام فهد : بخير وصحة وعافية ...
كانوا ندى وشوق واقفين يراقبون ..... خاصة ندى اللي عيونها مافارقت احمد
شوق : اقول ندى هذا احمد ؟
ندى وهي ذايبة وعيونها سكرانه عليه : ايييييييه
شوق : طويل ماشالله
ندى تتمتم : ياحلو ضحكته ...!!!!!
شوق : نعم ؟! وش قلت ؟!
ندى : لا ابد ماقلت شي
شوق : اجل يالله خلينا نبعد ...لا ينتبه لنا
ندى : لا ماراح ينتبه
شوق : كيفك انا رايحه
دخلت شوق ... وندى مازالت سرحانة في احمد تراقبه في كل حركاته وسكناته ....
ياااااربي .... يجنن ... يجننننننن ... عطني بس نظرة ... نظرة وحدة تكفى
طلع احمد وراح وام فهد دخلت الصالة وندى مازالت على حالها بالها مو بمعها
ام فهد : شوق ...وين ندى رقت ؟
شوق وهي تأشر للشباك : لا شوفيها ورا الستاير
التفتت ام فهد : هوو .. وش تسوي ورا الستاير !!
شوق : مادري عنها ... المشكله مافي شي تتفرج عليه
راحت لها ام فهد وسحبت الستاير
ام فهد : نديييو ... وش تسوين هنا؟
ندى ارتاعت : يمه .. روعتيني .... ما .... مااسوي شي
شوق ضحكت على شكلها...
ام فهد : افرضي لو احمد شافك
ندى : لا مايقدر يشوفني ... ما التفت اصلا
وراحت عن امها عشان ما تسألها اسأله محرجة أكثر
ندى : يالله شوق انا بروح انوم ... تجين ؟
شوق :لا انا بقعد شوي وبلحقك
ام فهد : والعشا ؟
ندى : لا مابي ... كليت كيك قبل شوي وشبعت
رقت ندى ودخلت غرفتها .... سكرت الباب وطفت النور وتمددت عالسرير ...
وبدى بالها يشتغل بأحمد .... وبدون ماتحس فتحت نور الابجورة ومدت يدها لدرج الكومدينة وطلعت دفتر وفتحته .... كان مليان ورد مجفف ويفوح منها ريحة ورد ورياحين عطرة ... وبينها كان موجود صورة ... طلعتها وجلست تتأملها ...
ياربي شسوي .... افكر فيك ليل ونهار .... وقلبي كل ماله يتولع اكثر واكثر ... وماادري اذا انت حاس فيني ولا لا .... آآآآآآخ ياقلبي .... شلون ارتاح شلون ؟!!
جلست فترة على حالها هذا ... لما انفتح الباب فجأة .....
ارتاعت ندى وفزت من مكانها ... دخلت الصورة والدفتر جوا الكومدينة بسرعة
شوق بابتسامة خبيثة : شفيك انعفست ؟!!
ندى تحاول تتدارك الموقف : ما انعفست ولا شي .... الا انتي اللي دخلتي بطريقة تروع
شوق موب مصدقة وحاطة يدينها على خصرها : لاااااااه !! ... وش اللي كان معك قبل شوي
ندى مسكت المخدة ورمتها في وجه شوق : ماكان معي شي .... وبعدين وش ذا اللقافة ... شي خاص فيني
شوق : افااااا ..... يعني لهالدرجة سري ... ماتبيني اعرفه
ندى : بالنسبة لك مو بسري .... ومب وقته اعلمك وشو ..
شوق : يعني بتعلميني ؟
ندى : ايه ... بس مو بالحين ... انا تعبانة وفيني النوم
شوق : طيب ندى نسيت اشتري لي ملابس للجامعة ... ماعندي أي شي مناسب
ندى وهي تتغطى باللحاف : البسي أي شي من عندي ... وبكرة نروح انا وياك للسوق ونشتري اللي تبين ...
شوق : بتنومين بملابسك ... قومي البسي بجامه
ندى : مالي خلق ... فيني النوم
خذتلها شوق بجامه نوم .... وراحت للحمام تغير ... وهي مستغربة من حال ندى قبل شوي تحت .... والحين ...!!!!
وش فيها مو بعلى بعضها ...

غيرت وراحت نامت

قمرهم كلهم 06-19-2010 10:48 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
& الجزءالسادس &
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


صباح يوم السبت ... الساعة 7:30
كانت شوق واقفة قدام التسريحة تحط لمسات تجميل بسيطة صباحية بعد ماخلصت لبس .....
طلعت ندى من الحمام بعد مالبست هي بعد .....
ندى : الله الله ... أي دي الحلاوة ... تصدقين ملابسي طالعة احلى عليك
شوق : أيه عاد لا تبالغين ...
ندى : ما ابالغ .... والمكياج محليك بالمرة .... بينهبلون عليك البنات ... اقري المعوذات لا يصكونك بعين
شوق : تسلم عيونك ... تحرجيني ترا
ندى : يالله ننزل ... ترا تأخرنا
شوق : يالله .... let's go
خذوا عباياتهم ... ونزلوا ... بالصالة تحت كان ابو فهد جالس.....
ندى وشوق : صباح الخير
ابو فهد بحنيته المعتادة : هلا هلا ببناتي .... صباح النور
شوق راحت تحب راس عمها : شخبارك عمي
ابو فهد : بخير دامك بخير
ام فهد : روحوا افطروا قبل ما تطلعون
راحوا واجلسوا كلوا فطور سريع وقاموا ... وهم طالعين نادى ابو فهد البنات ...
ابوفهد : ندى ...شوق ... تعالوا شوي
ندى : سم يبه بنتأخر
ابو فهد : تعالوا خذوا المصروف
تقدموا له وعطا كل وحدة مصروفها ..
ابو فهد : .... وشوق اذا بغيت شي اطلبي لا تستحين
شوق : ان شالله عمي ماتقصر
خذوها وطلعوا

.......................

الساعة 10 في الجامعة .... شوق ونوف توهم طالعين من اول محاضرة ...
نوف : ها وش رايك في المحاضرة ....
شوق : مختلفة عن المدرسة بكثير ....... فررررق
نوف : هذا اللي حسيت فيه انا بعد
شوق : خلينا نروح نشرب شي ترا عطشاااااااااانة ...
نوف : let's go
راحوا للكافتيريا وجلسوا على وحدة من الطاولات ..
نوف بعد ماحطت شنطتها على وحدة من الكراسي : وش تبين شوق ؟
شوق : بيبسي
نوف : اوكي ... بخلي شنطتي عندك انتبهي لها ... ترا الحرامية كثير !!
شوق ابتسمت : اوكي لا تخافين
توجهت نوف للكافتيريا ....وشوق تمت قاعدة بمكانها تراقب اللي رايح واللي جاي ..
بعد خمس دقايق رن جوال نوف ..... تم يرن ويرن وشوق ماتدري ترد او لا
في النهاية طلعت الجوال تشوف من اللي يتصل ... ولقت اسم " ندى "
فكرت تسوي فيها مقلب ....
ابتسمت قبل ماترد وهي تتخيل شكلها ...
غيرت صوتها وردت بصوت مااااايع : الوووو ...
ندى : الو هلا نوف ...
شوق : أي نوف ؟!
ندى بتساؤل : هذا مو بجوال نوف ؟
شوق كاتمة ضحكتها : لا حبيبتي ... معد صار جوالها
ندى بحدة : وش قصدك ؟.... سارقته ؟
شوق : وانت يهمك هالشي ؟
ندى عصبت : طبعا يهمني ...
شوق اعصابها بدت تفلت : الجوال صار لي ...اذا انت تبغين نوف ... ترا انا ما أقدر اساعدك عمري ...
ندى تنرفزت وبصوت عالي : هيييي !!! ... انت لا تقولين لي حبيبتي وعمري
شوق : يوووه عاد ترا اشغلتيني .... ماني بفاضية للمعجبين انا
ندى : صدق وقحة !!
شوق وضحكتها على وشك الانفجار : يووووه ... تدق تأذي الناس ... وفوق هذا تشتم ....
ندى فقدت اعصابها : ماتستاهلين احد يكلمك بأدب يابنت ال.......
ماقدرت تكمل لأنها سمعت ضحكة عالية بالجهة الثانية ..... : هههههههههههههههههههههههههه
شوق : وش فيك ندى .... مادريت ان دمك حار
ندى صرخت : شوقوووووووووه .... هذا انت ... هين يالدبا اوريك
شوق ميتة ضحك : ههههههههههههههههههههههههههه
ندى : وينك فيه انت الحين ؟!
شوق : ههههههههههه ... في الكافتيريا
ندى : هيييين .... جايتك الحين
سكرت ... وكملت شوق ضحكها وكانت نوف راجعه....
نوف : خير ليش هالضحك لحالك كنك مهبوله ...
شوق : فاااااااااتك مقلب سويته في ندى تو
نوف : وش سويت ؟
شوق : دقت قبل شوي على جوالك ورديت ... ومثلت عليها اني بنت مااااايعه سارقة الجوال ... وقعدت استهبل عليها لين عصبت وقامت تصارخ ..... وفي النهاية ماقدرت اكتم ضحكتي ... عصبت علي وهي جايه الحين
نوف : هههههههههههه .... ندى خبله طوول عمرها ..... خذي البيبسي
شوق : مشكووووورة
في هاللحظة كانت ندى جايه ... انتبهت لها نوف ... لكن ندى اشرت لها انها تسكت عشان ماتنتبه شوق
جت ورا شوق وشدت اذنها ....
شوق : آآآآآآآآي !!!
ندى : مرة ثانية لا تمثلين علي هاللعبة فاهمة
شوق ضحكت : ههههههههههههههه .... طيب بس بعدي عورتيني
جلست ندى عالكرسي : وانا وش جبتوا لي ؟
نوف : جبنا بيبسي زايد اذا تبين
ندى : أيه اكيد ابغى
نوف : عندك محاظرة ثانية ياندى ؟
ندى : لا ... وانتوا ؟!
شوق : حنا عندنا محاظرة ساعة ... من 11ل12
نوف : من بتقعدين معه لين نخلص
ندى : بدق على خلود وابتسام ... كانوا معي اليوم بالكلاس
رفعت جوالها ودقت ....
ندى : الوو...
هلاابتسام ...
شخبارك ... تمام الحمد لله
وين انتوا الحين ...
اها ...
خلاص لا تطلعون منه ..
انا جايتكم عالساعة 11 ..
اوكي ...
باي ...
جلسوا يسولفون لما جت الساعة 11 ... وقاموا شوق ونوف لمحاظرتهم ... اما ندى راحت لصديقاتها ...
..................عالغدا الساعة 2.30 ... كانت ام فهد تبي تفتح موضوع فهد اللي مضايقها من كم يوم مع زوجها ... كان هالشي فعلا مضايقها لأن انعزال فهد عنهم قلبت نفسيته فوق تحت ...
حتى انه معد صار يحب يقعد في البيت ... كانت تبي تفتح معه الموضوع من زمان لكن ماكان فيه فرصة ... لكن الحين بما ان البنات مو بموجودين ولسا مانزلوا ... وفهد طالع برا كالعادة ..
ام فهد : اقول ابوفهد
ابو فهد : نعم
ام فهد : شف حل لولدك فهد ... مايصير كل يوم ذاب عمره عالناس ويتغدا برا ... كأن ماعنده بيت ..!!
ابو فهد بعد صمت للحظات : تصدقين عاد اني قاعد افكر بالموضوع من كم يوم ..
ام فهد : كاسر خاطري .. كل يوم طالع في هالظهرية بعد عمري ..
ابو فهد : وانا بعد حاس فيه ...
ام فهد : طيب وش الحل ..؟!
ابو فهد : انا فكرت .. ولقيت الحل ... بس القرار يرجع فيه لشوق ..
سمعوا حس البنات في هاللحظة جايين نازلين من الدرج ... دخلوا عليهم وسلموا ... وقعدوا ..
ابو فهد : ها بناتي ... شخبار الجامعة اليوم
شوق : حلوة
ابو فهد : عسى ارتحت فيها ..
شوق : الحمد لله ..
وفي نص الغدا.......
ندى : اقول يبه
ابو فهد : لبيه
ندى : اليوم .. نبي نروح للسوق نشتري ملابس للجامعة لشوق ..
ابو فهد بابتسامة : والمطلوب مني ؟!
ندى بخبث : we need some money
ابو فهد مبتسم لشوق : وليش شوق هي الي ماتطلب ..!!؟
ندى وهي تناظر شوق : هاللي قالت لي اطلبي .. لانها توها تستحي
شوق ضربتها بكوعها ...
شوق : ترا والله عمي ... ماجبت لها طاري أي شي ... هي اللي جابت هالكلام من عندها
ابو فهد : وانا وش قلت لك الصبح ؟...... ما قلت لك اذا احتجت أي شي .. تعالي انت اطلبيه مني
شوق انحرجت : كنت ناوية بس ندى سبقتني ...
ابو فهد : المهم ياشوق ... بعد العصر تعالي ابغاك في موضوع ... ومنها تاخذين اللي تبين للسوق
شوق : ان شالله


قمرهم كلهم 06-19-2010 10:49 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
في بيت ابو أحمد ..
دخلت نوف المطبخ اللي كانت امها جالسة فيه تشرف على الترتيبات النهائية للغدا ...
نوف : يمه ..؟
ام احمد : هلا ..
نوف : ليش حاطين سفرة في مجلس الرجال ... اشوف الخدامات قاعدين يودون الأكل هناك ..
ام احمد : أحمد عازم فهد ولد خالتك عالغدا ...
نوف : غريبة !!
ام احمد : خير ..!!
نوف : من زمان فهد ماتغدى عندنا .. آخر مرة كانت يمكن قبل ثلاث سنين ...
ام احمد : والله خبري خبرك ... أحمد دخل علي اليوم وقال لي ان فهد جاي اليوم عالغدا ..
هزت راسها وتوجهت للثلاجة وطلعت لها جيك موية بارد صبت لها في كوب وراحت جلست على كرسي ...
ام احمد : وليش انتي واختك مانزلتوا تساعدوني !!
نوف : وش يدرينا ... وبعدين الغدا نفس كل يوم ... فهد مو بغريب عشان نسوي له وليمة ..
ام احمد : الا شخبار الجامعة اليوم .... ماكلمتيني عنها ... اول بتموتين تبين تروحين للجامعة ..
نوف بعد ماخذت رشفة من الكاس : مدري يمه ... أول يوم مقدر اقولك رايي ...
ام احمد : اخذتوا شي اليوم ؟!
نوف : محاضرتين ... دكتورة وحدة من المحاضرات تلوع الكبد .. !!
ام احمد بابتسامة : وليش ماعجبتك ياآنسة نوف ؟
نوف : مغرورة .... رافعة خشمها علينا كننا عبيد عندها مو طالباتها ..
ام احمد : هههههههههههههه ... هذولي دكاترة جامعة مو بمدرسات مدرسة ...
نوف : لا واللي يزيد الطين بلة انها عندنا اربع محاضرات بالأسبوع ... يعني بتلوع كبودنا منها ..
ام احمد شالت صينية السلطة ومدتها لبنتها : خذي نوف وديه لسفرة الرجال ..
حطت نوف الكوب عالطاولة ... خذت الصينية وطلعت متوجهة للمجلس .. قابلت احمد بوجهها ..
نوف : خذ هذي السلطة ..
احمد اخذها منها : مابقى شي غير هذا ...؟!
نوف : باقي الفطاير والعصير ..
احمد : اوكي ... قولي لأمي بسرعة ... فهد ميت جووع ..
نوف مسكت فمها من الضحك : مايستحي على وجهه ....طرار ويتشرط ... يجي لبيتنا ويقول سرعوا بالغدا ... صدق ولد خالتك هذا مدري شلون طالع ..!!
احمد وهو يشوتها بس بخفة .. وبابتسامة : اقول انطمي ... وبعدين انا اللي عازمة ...
نوف راحت راجعة للمطبخ وهي تضحك ..
نوف ويديها على خصرها : ماماتي ... السيد فهد يقول سرعوا بالغدا ...
ضحكت ام احمد : هههههههههههههههه .. بعد عمري جوعان ...
نوف : الا مايستحي يتطلب وهو في بيتنا ..
ام احمد : نوف وش هالكلام ... ولد خالتك ومثل ولدي ...
رجعت تلف لبنتها وهي شايلة صينية الفطاير بعد مارتبتها : خذي ودي هذا ..
خذتها وطلعت به ... ولقت اخوها ينتظرها عند باب المجلس ...
نوف : باقي العصير بخلي الخدامة تجيبه ..
خلصوا كل شي وارسلوه لسفرة الرجال ...
ام احمد : نوف روحي نادي اختك سهى .. قولي لها الغدا ..
انصاعت نوف وتوجهت لغرفة اختها ودقت بابه اللي كان مقفل : سهى ... سهى .... سهى .... هوو .... سهى وصمخ ...
سهى همهمت : نعم نوف ... وش تبين ؟!! ...
نوف : قومي يكفي نوم .... يالله الغدا ...
سهى : مابي خلوني نايمة ...
نوف : ماماتي تقول صحيها ...
سهى : قولي لها مااشتهي .... بعدين ...
سكتت نوف عنها ... كل شي ولا النوم عند سهى .. لذا تركتها ونزلت تتغدا مع امها ...

*** *** ***

في بيت ابو فهد ... بعد العصر ..

في غرفة ندى ... حيث كانت شوق تقلب وحدة من المجلات بتوتر ..
شوق : اقول ندى وش تتوقعين عمي يبيني فيه ؟!
ندى بلامبالاة : روحي له ... وتعرفين
شوق : يووووه ... يابردك يالباردة
ندى كانت تقرا في رواية من رواياتها كالعادة : وانا وش دخلني ... يبيك انتي ولا انا !!
شوق : طيب تتوقعين قام الحين
ندى : ايه اكيد قام ... روحي
شوق : طيب تعالي معي ..
ندى تهز رجلها وتركيزها كله عالسطور اللي قدامها : لأ ... هو قال يبيك انتي بموضوع ما قال جيبي ندى معك ...
شوق : ندى عااااد ساعديني شوي
ندى : ماااااالي دخل ... انتي روحي لحالك ..
شوق وهي طالعة : ياللئيمة ....
طلعت شوق ونزلت تحت .... لقت عمها قاعد يشرب شاهي مع مرت عمها ومافي احد من العيال موجود
ابوفهد : هلا شوقتي ... تعالي تفضلي
شوق : تسلم
جلست وهي على اعصابها .... تم العم ساكت فترة ويقرا الجريدة ... لمدة ربع ساعة يمكن
وشوق معها بيالة الشاهي وعيونها عالتلفزيون لكنها كانت تفكر ....
تمت تنتظر عمها يتكلم لكن ساكت .....خلاص اعصابها تلفت ....... وقررت هي اللي تسأله ...
شوق بهدوء : اقول عمي ..
رفع ابو فهد راسه مبتسم : لبيه ...!!
شوق مرتبكة : آآ ..آآ.. انت قلت ..... انك ...... انك تبيني في موضوع ........ وشو ؟
ابو فهد تذكر لأنه كان ناسي : آآآآه الموضوع ...... احم .... شوق ؟
شوق استعدت تسمع .... وتعدلت في جلستها : سم ..
ابو فهد : سم الله عدوك ....... انت مرتاحة هنا ؟
تفاجأت من السؤال : وش هالسؤال عمي ... اكيد مرتاحة
ابو فهد : لا .... ما اقصد من ناحية الاكل والشرب والنوم ... انا اقصد ................. من ناحية فهد ...
شوق : فهد ؟ ........ وش فيه فهد ؟
ابو فهد : انا اسألك مرتاحة ؟! ... من ناحية دخول فهد وخروجه من البيت ؟!
هزت كتوفها : وش اقول عمي .... هذا بيته يدخل ويطلع مثل ما يبغى ...
ابو فهد هز راسه مبتسم : ادري وهو بيتك بعد ...
شوق مرتبكة من هالسالفة : طيب عمي .... وش المطلوب مني ؟
ابو فهد : شوفي عيوني ..... انت عارفة ان فهد من كم يوم يتغدا ويتعشا برا البيت ..... صح ؟!
شوق : أيه ادري ..
ابو فهد : وانت اكيد بتقعدين عندنا لما يجي نصيبك ان شالله صح ولا لا؟
شوق هزت راسها : ....... صح .....
ابو فهد : ومو بمعقول يتم فهد على هالحال الى ذاك الوقت ...
شوق نظراتها على بيالة الشاهي بيدها : ............ صح ....
ابو فهد : عشان كذا اطلب منك تاخذين راحتك بهالبيت وتعيشين زي ماندى عايشة
شوق بلعت ريقها : ويعني؟
ابو فهد : يعني يابنتي ... اعتبري فهد اخوك ... وانت اخت فهد ... عشان انت تاخذين راحتك وهو ياخذ راحته ....... هاه وش قلت ؟
شوق عيونها للأرض : ........ وش اقول عمي ... خلاص اللي تشوفه انا موافقة عليه
ابو فهد : شوفي حبيبتي انا مابي اغصبك على شي انتي ماتبينه... وعالعموم انا بكلم فهد بهالموضوع ...
شوق تهز كتوفها : خلاص عمي ... انت ابخص ..
ابو فهد رفع يده وحطها على كتفها يطمنها : يعني اكيد موافقة ...؟
شوق ابتسمت : ايه عمي موافقة
ابو فهد : بارك الله فيك ... الحين خذي هالفلوس واشتريلك اللي تبين ... وان بغيتي اكثر لا يردك الا لسانك ...
شوق : مشكوووور عمي ماتقصر
قامت حبت راسه ورجعت راقيه فوق .....
دخلت الغرفة ... وندى على حالها مثل العادة اذا مسكت روايه معد فكتها..
ندى وعيونها عالسطور : ها شوشو ... وش السالفة ؟
جلست شوق على السرير وهي تتنهد : احزري .....!!
تحمست ندى وصكت الرواية واعتدلت بجلستها ...
ندى : يالله عاد قولي
شوق وهي تعفس بوزها : موضوعي انا وفهد ..
ندى : أي موضوع ؟........ آآآه ... لا يكون ذاك
شوق تهز راسها : هو نفسه
ندى : شفتي قايلتلك ان الموضوع بيطلع من ابوي بنفسه ...!!
شوق : ياخوفي تكونين انتي اللي قايلتله ...!!
ندى رفعت يدها تدافع عن نفسها : لا والله ما قلت شي ولا فتحت فمي بكلمة ..
شوق تمد يدها بالفلوس : المهم هذي الفلوس خليها عندك لما نطلع
ندى خذت الفلوس منها : خلك من الفلوس الحين وقولي لي وش رديت عليه
شوق : اقنعني وقلت له موافقة
ندى : احلفي !!!!
شوق : ههههههههههههههههه والله ... ليش منتي بمصدقة ؟
ندى : لا مني بمصدقة ..... لاني قاعدة ايام اقنع فيك ولا اقتنعت ... صدق ابوي عنده قوة عجيبة
شوق : لا قوة عجيبة ولا شي ... انا قلت لك ماأقدر افتش لفهد الا لما يكون عمي راضي
.... وبعدين هو قالي انه بيكلم فهد ..
ندى : انا قايلتلك من قبل ... ابوي يثق في فهد ... ولو واحد غيره ماقالك هالكلام ..
شوق : وهذا شي يريح بعد ...
ندى : المهم وش رايك نروح للسوق بعد صلاة المغرب
شوق : كيفك مثل ماتبين
ندى : بس خلينا ندق على نوف يمكن تبي تجي معنا ...

قمرهم كلهم 06-19-2010 10:49 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
في بيت ابو أحمد ... وتحديدا بالصالة .... كانوا احمد وسهى ونوف يلعبون آونو ...
ابو احمد وام احمد يتقهوون ويضحكون عليهم وعلى نوف خصوصا اللي كل ماخسرت صرخت وقومت الدنيا وقعدتها ..
نوف : لاااااااااااااااااااا ... انتوا متآمرين علي .... يامخادعين ..
احمد : هههههههههههههههههه ...
سهى : ههههههههههههه ... اجل اخليك تطمرين دوري ... اعطي الدور لاحمد عشان ماتفوزين ... احمد معه أوراق كثيرة ..
نوف : انتوا غشاشين .... متفقين من قبل انكم تتبادلون الأدوار عشان مقدر ألعب ...
احمد : هههههههههههههه ... اذا عندك أي اعتراض روحي كلمي اللي حط القوانين ... احنا نلعب على حسب القوانين ...
التفتت نوف لأبوها بدلع تطلب النجدة منه : باباتي ... شفهم ... يتآمرون علي ..
ابو احمد يضحك على دلع بنته : وش فيكم على حبيبتي .... خلوها تفوز ... كل ماجت تفوز سكرتوا عليها ..
سهى ويدها على خصرها : يا سلام !!.... نخليها تفوز علينا ... لا مايصير ..
نوف بحسرة : الثلاث مرات اللي لعبنا فيها كلها بغيت افوز ... ومابقى معي الا بطاقة وحدة ... رحتوا اتفقتوا علي وخسرتوني ..
احمد : ههههههههههههههههههه ... انتي مخك مسكر ماتفكرين ...
نوف بعصبية : يعني انا غبية ؟!
احمد وهو يرمي بطاقة من بطاقاته : والله اللي تفهمينه ..
نوف رجعت لفت على ابوها : باباتي ... شوفه يقول لي غبية ..!!
ابو احمد : اها عاد حميد ... لا تغلط على حبيبتي ...
نوف مثل الأطفال : ايه لا تغلط على حبيبته ... تفهم ؟
احمد : كملي كملي ... يالله هالمرة دوري أفوز ... مابقى معي غير ثلاث بطاقات ..
سهى عشان تغيظ نوف : انا فزت مرتين وانت مرة ... بخليك تفوز عشان نتعادل انا وياك وشرايك ؟
احمد بنبرة باردة عشان يغيظ اخته هو بعد : اوكي ..
نوف رمت اوراقها : بطلت .... بطلت معد ابي العب ..!!
احمد : هيي هيي ... خلاص انا بفوز الحين ... كملي اللعبة بعدين بطلي ..
نوف : عناد فيك ... منيب مكملة ... خلك عشان ماتفوز ..
احمد : اقوووول عن الدلع ... بتكملينها غصب عليك ..
نوف : ومن اللي بيغصبني ... ؟؟!
احمد بثقة : أنا .... ولا مرة ثانية مافي لعب معنا ان نجيب محمد ونخليه يلعب بدالك ..
انصاعت نوف لهالكلام ... وتوها بتلعب دورها يرن التلفون ..
قامت بترد وكأنها تبي تهرب من اللعب ..
احمد : تعالي ... خللي امي ترد ...
سفهته نوف وردت .. : الوو ..
ندى : السلام عليكم ..
نوف : وعليكم السلام هلا ندى ... شخبارك ؟
ندى : تمام ... وانت ؟
نوف : بخير ... بس قبل شوي مو بخير ..
ندى : ههههههههه ... ليش ؟
نوف : أحمدوو وسهى هالخايسة ... متآمرين علي بالآونو ... وهزئوني ..
ندى : هههههههههههههههه ... ماتدرين ..!!! احمد من صغره وهو فنان بهاللعبة ... مو بشي جديد ..
نوف برطمت : متآآآآآآآآآآمرين علي ياندى ... خلوني ماأسوى ..
والتفتت لأخوها أحمد لقته يضحك عليها ..
نوف توجه كلامها لاخوها : وش تضحك عليه انت بعد ... ؟!!!
كمل احمد ضحكه وهو ساكت ..
نوف : أأأوووفففف كرهوني بهاللعبة ...
ندى : ههههههههههههههه ... مادامك مشغولة باللعب اجل منتي بجاية معنا ..
نوف بفرح : وين ؟!
ندى : بنطلع بعد شوي انا وشوق للسوق ... تبغى بعض الاغراض للجامعة وبنروح ل shopping ... وقلت بدق عليك بشوف بتروحين ولا لا ..
نوف : لا لا بروح أكيد .... من زمان ماطلعت للسوق ..
ندى : أوكي ربع ثلث ساعة وبنجيك ...
نوف : خلاص بقول لأمي ..
ندى : حلو ... باي
نوف : باي ..
سكرت والتفتت لامها : ماماتي ...
ام احمد : يانعم ..
نوف : ندى وشوق بيطلعون للسوق بعد شوي وابي اروح معهم ..
احمد قاصد يغيظها : تروحين ليش ؟!... ماعندك شغل هناك ..
نوف : وانت وش دخلك ... بروح اوسع صدري ..
ام احمد : بكيفك ..
من سمعت هالكلمة من امها طااااااااارت لغرفتها تغير ملابسها .. لبست عبايتها وخذت شنطتها ونزلت لقت احمد وسهى على حالهم وكأنهم ينتظرونها تجي تكمل ..
نوف : مابي ألعب كملوا لحالكم ..
احمد : اقول تعالي بتكملين غصب عليك ...
رن جوال نوف في هاللحظة ... طلعته من شنطتها لقت اسم " ندى " يتصل بك ..
نوف : مارح اكمل انطق انت وياها ... ندى وشوق ينتظروني عند الباب ..
ردت : هلا ندى ............ اوكي طالعتلكم الحين ..
سكرت والتفتت عنهم ماشية بكل غرور وكبرياء ... اول مافتحت باب الصالة بتطلع للحوش استوقفها احمد ..
احمد : تعالي تعالي ...
التفتت له لقته قايم بسرعة وكأنه ناوي يلحقها ويمسكها ويمنعها من الطلعة ..
صرخت هي وركضت للحوش وبعده للشارع ... راحت فتحت باب السيارة ..
نوف برعب : وخروا وخروا خلوني أركب ...
ندى خافت : هوو ... وش فيك مرعوبة ... أحد لاحقك ؟!
ركبت نوف وقعدت بينهم في الوسط عشان مايقدر احمد يطلعها ... ومدت يدها تسكر الباب ..
نوف بأطراف مرتجفة : أحمد لاحقني ..... يمه يمه يخوف !!
شوق : هههههههههههههههههه ... أخوك تراه مو بجني ...
ندى : وليش يلحقك يالخبلة وش مسوية ؟!
في هاللحظة طلع احمد لهم وتوجه للسيارة .. وضرب شباك ندى يطلب منها تفتحه ..
نوف تأشر بخوف : شوفيه شوفيه جا ..
التفتت ندى ... اهتزت الارض من تحتها ... انفاسها بدت تتسارع بشكل جنوني ودقات قلبها بعد ... بدت تحس باضطرابات عنيفة تزلزلها ....
ضرب الشباك مرة ثانية ..
شوق : ندى افتحي الدريشة شوفي وش يبغى ...
نوف برعب : لا لا لا ... خليه مسكر ...
لكن من غير ماتحس ندى بنفسها .... رفعت يدها وضغطت على الزر ... وظهر وجه احمد القريب منها بوضوح زلزل كيانها بعنف ...
احمد : مين ؟!.... ندى ؟
ندى بهمس : ايه ندى .... شخبارك ؟!
احمد تبدل عبوسه بسبب نوف الى ابتسامة وسيعة : تمام ... شخبارك انتي .. وشخبار الأهل ؟
ندى : كلهم بخير ...
كان احمد مسند يديه عالسيارة ومايل بوقفته ... اللي خلا ندى تنعفس فوق تحت .. ومهي بقادرة تحرك اصبع واحد من الاضطراب الشديد اللي معايشته في هاللحظات ..
نوف : وش تبي انت الحين ؟! ... ابعد وخلني أرووح بسلام ...
احمد قطب وبابتسامة : انت انطمي يم لسان .... مارح اخليك تروحين الا لما تنزلين وتكملين الآونو ...
ضحكوا شوق وندى غصب عليهم ...
نوف : تضحكون ؟!.... ( والتفتت لقاسم السواق ) ... قاسم روح يالله ...
احمد بعناد : لا قاسم انتظر لا ترووح ...
طبعا قاسم امتثل لأمر الرجال اللي هو أحمد ...
شوق : هلا فيك احمد شلونك ..؟!
احمد عرف انها شوق : هلا هلا شوق بخير ... شعلومك انتي ؟
شوق : بخير ..
نوف : لو تمووووووت ياأحمد ماأنزل ... كل اللي سويتوه فيني انت وسهى وتبيني أكمل ... قسم بالله مصخرة ..!!!
احمد : لا تتحديني اشيلك الحين وادخلك داخل ...
نوف التجئت لندى : ندى ... قولي لقاسم يحرك ... ترا بيسويها أحمدوه ..
احمد : نعم ؟!... وش قلتي قبل شوي ..
نوف : ماقلت شي ..
ندى بهدوء : معليش أحمد ... سامحها هالمرة ...
احمد عفس وجهه وتم يناظر في ندى لفترة خلت الدم يتجمع بوجهها .... واطرافها تبرد من القشعريرة اللي سرت في انحاء جسمها كله ....
نزلت عيونها عنه تهرب من هالنظرات ...
احمد : خلاص .... عشانك ياندى انا بسامحها ...
نوف : ياسلام !!..... كنها هي اختك وانا مو اختك ...
احمد رجع يزجرها بابتسامة : انت انطمي ... انا عمري مارفضت لندى طلب وهي تدري ...
ندى خلاص لسانها انعقد ... وقلبها فقد دقة من دقاته .... هي تعرف وش يقصد ..... يقصد أيام الطفولة ..
نوف : خلاص خلاص طيب ... ممكن تخلينا نروح ..
رجع احمد يلتفت لندى : ها ندى .... ماودك تغيرين رايك وتخليني ادخل نوف داخل ...
ندى منزلة راسها : لا ... انا ابيها تروح معنا ..
احمد وهو يتراجع عن السيارة بذات الابتسامة : خلاص اجل .... يالله قاسم حرك ..
سمع قاسم الكلام ... ومشى ..
نوف : اووووف .... عيا يحل عني ..
شوق : كان خلصتي اللعبة بسرعة .. وانتهيتي منه ..
نوف : اقولك كنت بخسر للمرة الرابعة ... وانا بصراحة كرامتي ماتسمح لهالهزائم ...
شوق : هههههههههههههههههههه ...
نوف : معدني لاعبة معهم ... مؤامرة تقهر بصراحة ...
التفتت شوق لندى : ها ندى ماقلتي وين بنروح ..!!
كانت ندى سرحانة بوجه احمد اللي كان قريب منها بشكل اول مرة يكون ... تتنفس بصعوبة ... وبهدوء تحاول تسترجع توازنها اللي أختل بسبب أحمد ...
شوق : ها ندى ؟!... وين نروح ؟
ندى بهدوء غريب : للفيصلية ... اوكي ؟
شوق : انت اخبر مني ...

الساعة 7.30 في الفيصلية ..

كان لهم يمكن أكثر من ساعة وهو يدورون بالسوق ... وشرت شوق كذا قطعة مناسبة ومعقولة للجامعة ...
نوف : ندى ... انا بدخل وجوه ترا ... ودي اشتر لي ماسكرا ... حقتي قديمة ..
ندى : خلاص اوكي وحنا بندخل محل الشوز ...
وأشرت لها المحل اللي كان بالمقابل ....
نوف : اذا طلعتوا وانا لسا ماخلصت دقي لي تلفون ...
توجهوا كلهم لمراده ... ندى وشوق لفوا محل الشوز اللي كان يعرض موديلات جديدة وعالموضة ...
ندى خذت لها شبشب سماوي بسيور ملونة وفي الوسط كرستالة ... جربتها ... وطلعت في رجلها ناعمة ..
ندى : ها شوق وش رايك ؟
شوق : حلوة ... طيب وش رايك في هذي ؟
كانت شوق اختارت لها شبشب وردي بعد بس بكعب صغير وسيورتحمل في الوسط فراشة بكرستالتين عنابية ...
ندى : مرة حلوة ... جربيها ..
جربتها شوق وظبطت على رجلها ...
خذوا اللي اختاروه ... وهم طالعين من المحل كانت نوف جاية لهم ..
ندى : لقيتي اللي تبينه ؟
نوف : ايه ... بس ماركة جديدة ... قلت خل اخذها أجرب ... وشريت بعد غلوس فوشي روعة ..
توجهوا لمحل شوز ثاني ... وخذت لها شوق منه شوز يناسب الجامعة وطلعوا ..
نوف : اقول ... انا نفسي باكسسوارات ...
ندى : اوكي نروح لاكسسوريز ... سمعت انهم عارضين اشياء جديدة ..
دخلوا لهالمحل ... واللي شرتلها حلق جديد .. واللي اختارت شنطة عالموضة واللي خذت لها سلاسل وميداليات ... يعني اشكال وأنواع ...
طلعوا وكملوا لف عالمحلات اللي يحبونها واللي دايما يشترون منها ...
نوف : انا جوعانة خلونا نروح ناكل شي ...
التفتت ندى لشوق : ها شوق .... شريتي كل شي تبينه ...
شوق : ايه تقريبا ... كل شي تمام ..
ندى : خلاص اجل خل نروح نتعشى ..
راحوا لدور المطاعم وكل وحدة توجهت للمطعم اللي تبيه ... بعد ماحجزوا لهم طاولة ..
ثلث ساعة وكل وحدة طلبها مخلص ... فرجعوا لطاولتهم ..
كانوا نوف وشوق يسولفون وهم يتعشون بينما ندى كانت تاكل بصمت وهدوء ...
نوف كانت تتكلم عن اللبناني اللي باعها في وجوه : ياربي ياشوووق .... مااااااااصخ ... يتميلح ..
شوق : لازم .... لبناني ويبيع في محل مكياج شلون تبينه يطلع ....
نوف بسخرية : لا وش يقول ... " هيدا الغلوس لأحلى شفايف متل هالآنسة " يتكلم عني ليقاله ...
شوق : ههههههههههههههههههه ... وش قلتي له ؟
نوف : وش تبيني أقوله ... قلت له " اخلص اخلص لا تزود حكي " ...
شوق اللي توها بتشرب من علبة البيبسي ... تراجعت على ورى تضحك ...
شوق : حرااااااام فشلتيه .... هذا جزاه يمدحك ويتغزل فيك ...
نوف : يرحم والديك ..
شوق : طيب وش رد عليك ؟
نوف : " ليش زعلاني ... انا بدي خبرك انو هيدا الغلوس اجدد بضاعة وصلت عنا "
شوق : طيحتي وجهه مسكين ...
نوف : خليه يستاهل ... خلي التميلح ينفعه ...
التفتت شوق لندى : ندى وش فيك ساكتة ..؟!
ندى بهدوء : عادي ... أسمعكم ...
شوق وهي تناظر للصحن اللي قدامها : طيب وجبتك مانقص منها شي ... كلي لا يبرد ..
ندى : قاعدة آكل ...
كملوا عشاهم وخذوا أكياسهم وطلعوا ....
وصلوا نوف أول لبيتهم ... وكانت ندى تتمنى ان احمد يطلع قدام عيونها مثل قبل ساعات ...
لكن اللي فتح لنوف الباب كان محمد اخوها الصغير اللي كبر نايف ...
فكرت ندى انه يمكن طالع ... فرجعوا للبيت ..

*** *** ***
في وحدة من المقاهي الساعة 9 ... وبين الضجيج وضحك الشباب اللي من كل جهة ...
كان فهد جالس يكلم تلفون ومعه احمد وعبدالله ..
فهد : ههههههههههههههه .... ياااااا بعد قلبي انتي ..
احمد يأشر لفهد : هيه فهد ... خلاص سكر .. لك ساعة تكلم الحين
فهد يأشر له يسكت : خلاص حبي ... اكلمك بعدين اوكي .... باي
سكر
احمد : ارحم نفسك ياخي .... الفاتورة بتطق الخمس الاف ..
عبدالله : أي والله فهد تراك صرت تطول بهالمكالمات بزيادة ..
فهد : اللي يسمعكم يقول انكم انتوا اللي بتسددونها بدالي
احمد : وحنا صادقين .... هالمكالمات بتدفعك غالي ترا يافهد ..
سكت فهد وهو يهز راسه باستياء من الاسطوانة اللي يكررونها عليه كل مرة ..
دق جواله وقطع عليهم كلامهم ...
احمد باستياء : شف ... ما يخلص من وحده الا تنط له وحده ثانية ..
فهد وهو يناظر شاشة الجوال : لا هذا الوالد ...
ورد...
فهد : الو
ابو فهد : هلا فهد
فهد : هلا هلا يبه
ابو فهد : وش فيك فهد ادق عليك من نص ساعة وتلفونك مشغول ... ؟!!
فهد : كنت أكلم .... واحد من الشباب ..
ابو فهد : حتى لو ... خفف من هالمكالمات شوي ... الشباب تقدر تشوفهم لا تطول معهم في التلفون ... حتى يضرك انت ..
فهد : ان شالله يبه .... بغيت شي آمرني ..
ابو فهد : أيه ابغاك بموضوع مهم .. لا تتأخر اليوم ... ابي اكلمك بالموضوع قبل ماانوم
فهد : ان شالله ... يعني كم الساعة تبيني
ابو فهد : يعني قبل 11
فهد : ان شالله ... قبل 11 اكون عندك
ابوفهد : خير ان شالله
فهد : مع السلامة
ابو فهد : مع السلامة
احمد : ها خير ...
فهد : والله مادري يبيني ابوي في موضوع
احمد : يعني بتروح مبكر اليوم
فهد : عالساعة عشر ونص انا ماشي للبيت ..
عبدالله : اجل قوموا نلعب بلياردو ... فيني طاقات ابي اطلعها ...
احمد : لا مالي خلق ... انتظر لما يجي حسين او اسامة والعب معه ..
عبدالله : خايف من الهزيمة ؟
ابتسم احمد بسخرية على عقلية رفيقه : الا قول خايف عليك انت من الهزيمة ... تعرفني ماانهزمت ولا مرة منك ..
عبدالله : اليوم بهزمك ..
احمد : لا اليوم مالي خلق ..
رن جوال فهد مرة ثانية وقطع عليهم نقاشهم ..
احمد : الوالد ؟
فهد بابتسامة اعتزاز وثقة بالنفس : لا هذي وحدة منهم ...
احمد باستياء : أعوووووذ بالله ... مايحلون هذول ...
عبدالله : اتركها لا ترد ..
فهد رجع الجوال وحطه عالطاولة علامة انصياعه لهم ...
فهد : مارح أرد ... ارتحتوا الحين ...
عبدالله : اجل يالله قوم نلعب ..
قام فهد معه .. واحمد تم في مكانه لما وصلوا حسين وأسامة ..

عالساعة عشر وربع ... كانت ندى جالسة بالحديقة ومعها دفتر كانت تتصفحه ... صوت خرير الموية الصادر من النافورة ملطف الجو ... ندى دايما تحب هالقعدة بهالوقت بالذات ...
شوق بعد ما قاست كل ملابسها اللي شرتها نزلت للصالة تدور على ندى ...
شوق : منى .... شفتي ندى ؟
منى : بالحديقة جالسة
نايف : دايما تجلس بالحديقة ومعها دفتر مدري وش تسوي فيه
شوق استغربت وطلعت من باب الصالة المطل على الحديقة ...
مشت بهدوء لندى بدون ماتحس ... ندى كانت منزلة راسها وكأنها تقرا شي او تكتب شي
لما قربت منها شافت معها صورة صغيرة... لكنها ماعرفت لمين .. ومبين انها صورة رجال
شوق فجأة : ندى !!!!!!
ندى بروعة فزتها من مكانها : يمه !!!! .... روعتيني !!!! ...
شوق حاطة يدها على خصرها وبخبث : وش عندك هنا ... وش هالصورة اللي معك
ندى خبت الصورة بين يدينها : وش هاللقافة ...؟!!!!!!!
شوق سحبت الدفتر من حضن ندى ...
ندى بخوف : لا شوق امانه … رجعيه
شوق حبت تلعب بأعصابها : اذا تبينه الحقيني
وركضت هاربه ... وندى ركضت وراها .... راحت شوق ورا النافورة وندى محاصرتها
شوق بخبث .... مدت يدها الماسكة للدفتر بقرب الموية : ارميه في المويه ؟
ندى اعصابها تلفانه : لا شوق ترا اموت ....
ضحكت شوق وانحاشت لجهة الصالة ... وندى مسكينة ماعندها حيلة الا انها تلحقها ... روحها في هالدفتر
في هاللحظات كان فهد توه داخل للبيت ....
كانت شوق تلف وتدور في الصالة .... وندى قلبها على الدفتر لا يصير فيه شي .. وتضيع روحها
ونايف ومنى يضحكون عليهم .... وعمر نفس الشي شافهم يتراكضون بالصالة قعد يركض معهم بدون حاجة ...
ندى : شووووووق تكفييييين بلييييييز رجعيه .... !!!!
شوق كانت ميتة ضحك ومستانسة على ندى : نو ووي ...
ندى : شوق حرام عليك رجعيه لي لا يصير فيه شي ...
شوق تركض وهي تضحك وعمر وراها : ههههههههههههههههههه .... تحلمين ...!!!
ندى برجا : يا ربي ...... شوووووووووووووووووق
في الاخير ركضت شوق لباب الصالة اللي يطلع عالحوش على طول
فهد اللي كان متوجه لباب الصالة كان يسمع ضحكات مرحة من جهة وصراخ خوف ورعب من جهة ثانية .....
شوق كانت لافة وجهها تتابع ندى .. وماحست الا ان كتفها اصطدم بشي .. ارتدت على اثرها بقوة وأوشكت انها تطيح ... لكنها تسندت عالجدار ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 10:50 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء السابع ... ،،،،،،،،

كانت شوق تلف وتدور في الصالة .... وندى قلبها على الدفتر لا يصير فيه شي .. وتضيع روحها
ونايف ومنى يضحكون عليهم .... وعمر نفس الشي شافهم يتراكضون بالصالة قعد يركض معهم بدون حاجة ...
ندى : شووووووق تكفييييين بلييييييز رجعيه .... !!!!
شوق كانت ميتة ضحك ومستانسة على ندى : نو ووي ...
ندى : شوق حرام عليك رجعيه لي لا يصير فيه شي ...
شوق تركض وهي تضحك وعمر وراها : ههههههههههههههههههه .... تحلمين ...!!!
ندى برجا : يا ربي ...... شوووووووووووووووووق
في الاخير ركضت شوق لباب الصالة اللي يطلع عالحوش على طول
فهد اللي كان متوجه لباب الصالة كان يسمع ضحكات مرحة من جهة وصراخ خوف ورعب من جهة ثانية .....
شوق كانت لافة وجهها تتابع ندى .. وماحست الا ان كتفها اصطدم بشي .. ارتدت على اثرها بقوة وأوشكت انها تطيح ... لكنها تسندت عالجدار ..
بعد ما استعادت توازنها لفت وجهها لهالجسم الغريب اللي كان يناظرها بغرابة ...
شوق ارتبكت وعرفت انه فهد : آآ ...آآآ ...انا آسفة
كان فهد ساكت ويناظرها بابتسامة هادية ...
في هاللحظات كان صوت ندى جاي من بعيد ...
ندى بصراخ : شووووووووووووووووق ترا والله ان مارجعت الدفترل......
ماكملت لأنها انصدمت بالموقف اللي قدامها والهدوء اللي كان داير بين الاثنين ... وحست بتكهرب الجو بالنسبة لشوق وتوترها ...
ندى تبغى تلطف الجو... مدت يدها لشوق : شوق هاتي الدفتر ...
كانت شوق واقفة بدون حراك في مكانها .... كل شي فيها جامد ... وكأن الروح انسلبت منها ولا كأنها سمعت لطلب ندى .. فهد انتبه ان اخته تقصد الدفتر اللي في يدها ..
تقدم لها بخطوة هادية ومد يده وسحب الدفتر من يدها بهدوء ... وهي دقات قلبها متلخبطة ومتعثرة ... وعيونها تايهه في الفراغ ...
فهد التفت لأخته ومد لها الدفتر : خذي هالدفتر اللي مسوي لك عقدة ومسوي لنا ازعاج معك
خذت ندى الدفتر وفهد دخل .... أما شوق من أول ماختفى هو داخل ركضت للحديقة وهي بصعوبة تتنفس
جلست على وحدة من الكراسي ...
ندى لحقتها ميتة ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههه ... شوق وش فيك كنك شايفه الموت بعينه !!!!
شوق مابين ارتباكها وتوترها .. كانت مخبية وجهها بيدينها : اسكتي تراني منيب رايقة ..
ندى : ريلاكس شوق ريلاكس ... ماصار شي ..
شوق رفعت وجهها لها : احلفي انه ماصار شي
ندى قعدت قدامها : والله ماصار شي يستاهل هذا كله
شوق بعصبية : وانتي تعتبرين اللي صار قبل شوي شي تافه ...؟!
ندى تطمنها : ماصار شي ... عادي ... مواقف تصير دايما ..
شوق زاد احمرار وجهها وطبخ : اقول اسكتي احسن لك لا بوكس في عينك الحين ...
ندى : هههههههههههههه هذا وانت تقولين بتغطى عنه على طول ... هذي اول المواقف اللي بتصيرلك
شوق حطت يدها على قلبها بذهول من اللي صار لها : والله مدري وش صار لي ... فجأة حسيت بقلبي نط من مكانه ... والاكسجين اختفى من حولي .... ندى تكفين قولي لي وش صار ؟!!!!
ندى بمزح : ليش ؟... لهالدرجة اخوي يخوف
شوق متنرفزة : اقوله آسفة وساكت ... رد قل عادي ماصار شي ..
ظلت ندى تضحك على شكلها كل ماتذكرت الموقف .. ووجه شوق يزيد احمرار كل لحظة والثانية ..

في الصالة بعد ماقال ابو فهد لفهد موضوع بنت عمه وشرح له كل شي .....
ابوفهد : ها فهد .. وش رايك؟
فهد : اذا البنت موافقة ... انا ما عندي أي مشكلة ..
ابو فهد : لا البنت انا كلمتها بالموضوع ووافقت ...عشان ترتاح هي وانت بعد ..
فهد : خلاص يبه اللي تشوفه ..
ابو فهد : ايه بس ما أوصيك .... اعتبرها مثل اختك ندى ..
فهد : لا توصي يبه
ابو فهد بنبرة حازمة وجادة : ايه يا فهد ... ترا ثقتي فيك مالها حدود .. خلني متطمن ..
فهد ابتسم لابوه ابتسامة تبعث عالثقة والارتياح : خلاص يبه تطمن
ابو فهد : بارك الله فيك ... ريحتني الله يريحك دنيا وآخره ..

في الحديقة ... مازالت شوق مو مستوعبة اللي صار والاحراج راكبها من راسها لرجولها .... ندى تعبت وهي تهدي فيها وتبين ان اللي صار شي عادي ... لكن شوق مازال حالها متلخبط ومو مستقرة ..
ندى : شوق يالله ندخل
شوق : لا ما بي اكيد اخوك داخل
ندى : وانت وش دخلك فيه بكيفه
شوق : لا مابي اشوفه عقب اللي صار قبل شوي
ندى وهي تسحب يدها : يالله عاد ... بنرقى فوق احنا ... موب مبسطين عنده
سحبتها معها ناحية الصالة ... وشوق تسحب رجولها تسحيب ... ماتبي تقابله ولا تبي تحتك فيه بعد اللي صار ..
دخلوا الصالة وراحوا ناحية الدرج ... لكن نداء ابو فهد استوقفهم ..
ابو فهد : وين تعالوا العشا خلاص 10 دقايق وجاهز
شوق رفعت عينها لعمها لكنها غلطت بالعنوان والتقت بعين فهد اللي كان يناظرهم بنفس الابتسامة اللي قبل شوي ... نزلتها على طوول بحيا .... والاحمرار زاد عليها لدرجة انها حست بتوهج حارق في خدودها ..
ياااااربي فيها عشا بعد ... يعني بتم مقابلته بعد اللي صار .... اوووف وش هالورطة كله منك يا ندى بس انا اوريك ...
قطع حبل افكارها صوت ندى : لا يبه معليش ... حنا شبعانين اليوم .. ماكلين بالسوق قبل مانرجع
ابو فهد هز راسه : بهواكم اجل
هالمرة شوق هاللي سحبت معها ندى لفوق بعد ماسمعت اذن عمها لهم
دخلوا الغرفة
شوق تتنهد : يااااربي مابغينا نخلص
ندى : شفتي شلون فكيتك من هالورطة .... ادعي بسلامتي
شوق : أي الحمد لله .... ماتوقعت ان لقائي معه بيكون بذاك الشكل اللي يفشل ... واااااااي الله يخسني ..!!
ندى : لا يفشل ولا شي ... انتي اللي ماخذه الامور بصعوبة
شوق قاطعتها : لا تذكريني خلاص ابي انسى ...
ندى غيرت الموضوع : هههههههههههههههه .. ها وش اخبار الملابس .. كلها اوكي ؟
شوق : أي الحمد لله مظبوطة كلها
ندى : حلو...
ومشت للكومدينة ودخلت الدفتر وصكته .... انتبهت لها شوق : الا قوليلي وش سالفة هالدفتر..
ندى : الدفتر ؟ ... آآآ...
شوق بابتسامة : ومب الدفتر بس ... الصورة بعد ...
ندى : أي صورة ؟
شوق بنص عين : علي انا !!! ... الصورة اللي كانت معك ... كانت صورة رجال
ندى ارتبكت : وانت وش دراك انها صورة رجال
شوق : اقولك شفتها
هزت راسها : امممم .... تبين تشوفينها ؟
شوق بحماس : اكيد ...
رجعت فتحت الدرج وطلعت الدفتر وخذت الصورة منه
ندى : خذي ... وشوفيها بنفسك
خذتها شوق وجلست تتأمل فيها ...... بعد فترة من التأمل ..
شوق : من هذا ؟
ندى رفعت حواجبها : ماعرفتيه ؟
شوق : لا .... بس كأني شفته قبل
ندى : طيب .... وش رايك فيه ؟
شوق : تقصدين شكله يعني ؟
هزت ندى راسها وتمت تناظر شوق تنتظر منها جواب
شوق : مرة مرة حلو .. وسيم ..... خشمه حلو وعيونه حلوة ... وحواجبه بعد ... يعني ملامحه كلها على بعضها جذابة ... بس قوليلي من هذا ؟
ندى : ماعرفتيه للحين ؟
شوق بتفكير : شفته قبل بس وين ....!!!
قاطعتها ندى : هذا أحمد ..
شوق ناظرتها مستغربة : أي احمد ؟ .......... آآآه .. احمد ولد خالتك ... زاد شفته اليوم بس مدري ليش ماركزت عليه ..
هزت ندى راسها : وفيه شي يميزه بعد ..
شوق التفتت لها بحماس : وشو ؟
ندى : صوته …. صوته مرة حلو ... يجنن … اذا غنى معد ودك انه يسكت ..
شوق بلهفة : قد سمعتيه يغني ؟
ندى : كذا مرة … حتى عندي شريط مسجل فيه صوته ومدخل عليه موسيقى بعد ..
شوق : والله ؟!.... من وين جبتيه ؟ ..
ندى بتردد : اممممممم .... بقولك بس لا تعلمينها ..
شوق مستغربة : من ؟
ندى بخبث وهي تطلع لسانها : سرقته من نوف … بس لا تقولين لها ..
شوق فتحت عيونها عالآخر : ........... ياحرامية ..!!!
ندى بلا مبالاة : ايه قولي اللي تبين … بس اذا سمعتيه بتعرفين انه يستاهل اني اسرقه
شوق بحماس : وينه وينه …. شغليه خلينا نسمعه ..
على طول قامت وراحت طلعت الشريط من الكومدينة وحطته بالمسجل
وشغلته.... تسللت موسيقى رومانسية لأغنية ندى تموت فيها ... بعدها بلحظات انطلق صوت كله عذوبة وأحاسيس .. :


تنتظر كلمة احبك … شايفك مشغول فيها
كل شي بوقته حلو … ليش مستعجل عليها
بكرة هيا اللي تجيك … وتمر كل لحظة عليك
انتا بس طولي بالك … كل شي بوقته حلو

في ثواني في دقايق ... في شهر ولا سنة
القلوب هيا اللي تحكم ... ماهو انتا أو انا ..
ينولد حبك وحبي ... واعشقك ياروح قلبي
انتا بس طولي بالك ... كل شي بوقته حلو

خلنا نفهم بعضنا ... قبل ما نهوى نضيع ..
مابعد برد الشتا ... الا نسمات الربيع ..
واوعدك كلمة احبك ... منها مايمل قلبك ..
انتا بس طولي بالك ... كل شي بوقته حلو ..


سكرت ندى المسجل والتفتت لشوق اللي كانت مدهوووووشة ….
ابتسمت ندى : ها وش رايك فيه ؟
شوق : رووووووووعة !!!!!!! .. فظييييييييع !!!!!! .. صوته خيااااااااااااااال !!!!!
ندى : عشان ماتلوميني يوم سرقته …
شوق : لا والله ماالومك … بس هي مسكينة ..
ندى بعدم اقتناع : لا مو مسكينة .. عندها اخوها متى ماتبي تسمع صوته تروح له وتقول له غن
ضحكت شوق … وتذكرت سالفة الصورة
شوق : بس ..... ليش صورته عندك ؟
ماردت ندى غير انها ابتسمت ابتسامة خجولة ونظراتها كلها للارض .... خذت الصورة ورجعتها مكانها
شوق جلست تطالع فيها بغرابة وتفكر.. وكأنها فهمت سر نظراتها الخجولة .... معقولة .... معقولة ندى تحب ..!!!!؟!!!!

قمرهم كلهم 06-19-2010 10:51 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
في اليوم الثاني ... في الجامعة ... كانوا ندى ونوف وشوق قاعدين في الكافتيريا ..
ندى : أي نوف ... شخبار اختك امل ؟
نوف : امل الله يخلف عليها هي ويا كرشتها
ندى ضحكت : يا حبي لها ... مشتاقتلها مرة
نوف : بتجينا اليوم عشان تكمل الاسبوعين الباقية من حملها عند امي ... تعبت مرة بالشهر الاخير ...
ندى : يا عمري مسكينة الله يعينها ..
شوق : ليش هي اول مرة تحمل ؟!
نوف : ايه هذا اول حمل لها ....
شوق : تصدقون صرت اخاف من الحمل من كثر ماكنت اسمع عنه ...
ندى : مصيرك بتتزوجين ان شالله وتحملين بدرزن عيال ..
شوق خافت من هالدعوة : لا ان شالله فيك ولا فيني ... انا منيب جايبه الا اثنين او ثلاثة ويخب على رجلي بعد ...
ندى بفخر : اما انا لو رجلي يبيني اجيب عشرين بزر انا موافقة ...
شوق بخبث : ومن هو هالرجل المهبول اللي بيصرف على عشرين ... لا يكون احمد ؟؟!
ندى تملكها الاحرااااج لعدم توقعها سؤال مثل هذا : انطمي ياحمارة ... رجلي وبس ... مهما يكون ...
نوف خاشة عرض : مين أحمد ؟
شوق تبي تفضح ندى : هذا الله يسلم عمرك يصير .....
ماكملت لان ندى قاطعتها : اسفهيها نوف ... هذي متخيلة ان رجلي بيصير اسمه احمد
نوف بخبث : لا يكون تقصد اخوي ..؟!!!
ندى تتدارك الموضوع : أي اخوك ؟؟.... يعني مافي احد بالدنيا اسمه احمد الا اخوك
نوف ويدها على خصرها : وش فيه اخوي ... كامل والكامل وجه الله ... وياحظ من اللي بتاخذه ....
ندى في نفسها .... أي والله ياحظ من اللي بتاخذه ... حظها من السما ..
شوق : ندى .. ماعندك محاضرة الحين ؟
ندى شافت ساعتها : الا ... خلاص انا رايحة ... see ya
شوق ونوف : باي
التفتت نوف لشوق بعد ماغابت ندى عنهم : ندى هذي أحس عليها تصرفات غريبة بعض الأحيان .... مقدر أفهمها ..
شوق : وانا مثلك ... احس انها بنت متضادة ..
نوف وعلامات البلاهة على وجهها : متضادة ؟!... وش هالمصطلح ؟!... اول مرة أسمعه ..
شوق باعتراف : هههههههههههه ... اول مرة استخدمه في حياتي ... انا اقصد انها بنت ممكن تطلع لك اليوم شكل ... وبكرة شكل ثاني ...
نوف : لا تقعدين تتفلسفين ؟!... مافهمت ؟
شوق : يعني قصدي ان تصرفاتها بسرعة تتغير وتنعكس ... ممكن تطلع لك دقيقة هادية بعدين تنقلب تطلع وحدة مرجووجة ...
نوف : ههههههههههههههههههه ... وفي هذي صدقتي ...

في وقت الخروج .... وتحت الشمس الحارة كانوا واقفين لهم يمكن نص ساعة .. وينتظرون السواق بعد ماتركتهم نوف اللي مرتها سهى ..
ندى بعصبية : ياااااربي .... مادري عنه ذا وين ذلف ؟!
شوق : خاف انه موجود بس احنا ماانتبهنا له
ندى : لا هو دايما يستنا قريب
شوق : طيب دقي عالبيت يمكن ماارسلوه
ندى بينفجر راسها من الشمس : اووووف ... خلنا ندق ونشوف
رفعت جوالها ودقت ... لكن للأسف مافي جواب ..
ندى : محد يرد ..
شوق : طيب دقي على جوال امك ..
ندى : بدق وعسى ترد .... ياربي خلاص مقدر أستحمل .. راسي بينفجر ..
دقت على رقم امها ..
ندى : الو هلا يمه
ام فهد : هلا ندى
ندى : يمه .. السواق للحين ماجا ... متأكدين انكم ارسلتوه
ام فهد : لا ندى انا طالعة مشوار ضروري مع السواق ... ولا اقدر اجيكم ... بعيدة عن الجامعة الحين
ندى : طيب وش الدبرة الحين ... احترقنا ..
ام فهد : دقي عالبيت يمكن يكون ابوك قد رجع او فهد ..
ندى : ان شالله ولو اني دقيت ولا احد رد ..
ام فهد : يالله حبيبتي لازم اسكر الحين ..
ندى : يالله مع السلامة
ام فهد : مع السلامة
شوق اللي كانت حالتها حالة من الحر : ها وش صار ؟! ... بشري ..
ندى : تقول انها ماخذه السواق لمشوار ... ولا تقدر تمرنا الحين ..
شوق : طيب وش نسوي الحين ..؟!!
ندى تنهدت بضيق : تقول دقي عالبيت ... بدق واشوف .. وعسى يردووون ...
دقت وتم يرن ويرن ويرن لفترة طويلة لكنه هالمرة صار فيه رد ...
ندى : الو
فهد : الو ... هلا ندى
ندى : فهد .. انت بالبيت ؟
فهد بسخرية : وشلون برد عليك لو ماكنت بالبيت يا ذكية ؟
ندى : المهم لاتقعد تتمصخر ... تعال خذنا ..
فهد : والسواق وينه ..؟!
ندى بسخرية : واحنا بنقعد ندقدق عليك لو كان السواق فاضي ... امي ماخذته لمشوار
فهد : لو كنت نايم احلموا اجي اخذكم ..
ندى بتصيح خلاص : فهد حرام عليك ... صارلنا منطقين بالشمس لنا ساعة
فهد : انت ومين ؟
ندى : مين يعني ؟ انا وشوق يالذكي ...
فهد : خلاص لا تقعدين تكثرين الحكي ... ربع ساعة وجايكم
ماصدقت انه وافق : اوكي ننتظرك
بعد ماسكرت : اوووووف .... مايقتنع الا بعد طلوع الروح
شوق : ليش مارضى ؟
ندى : الا رضى بس بعد ايش ؟ .... بعد ما يطلع الشيب في راسي
تموا واقفين لهم ثلث ساعة لما وصل فهد
ندى : يالله شوق شوفيه وصل
شوق مسكت يد ندى : ندى ..
ندى التفتت : خير شوق في شي
شوق : انا خايفة
ندى استغربت : خايفة ؟ ... وش خايفة منه
شوق بنبرة طفولية : خايفة من اخوك
ندى ضحكت ضحكة المستغربة : اخوي ؟؟؟؟ .. ليش ؟
شوق : موب انتي تقولين مايصدق يلقى عليك موقف او زلة يقعد يعايرك فيها
ندى مافهمت : الا .. واذا ؟
شوق : اخاف يجلس يلمح او يتكلم عن الموقف اللي صار ويحرجني ..
ندى ضحكت : لا تخافين ماراح يتكلم ... وحتى لو تكلم اسفهيه كأنك ماسمعت شي .... ويالله تعالي لانتاخر عليه والا ترا يروح ويتركنا
مسكوا يد بعض وراحوا راكبين السيارة
ندى : السلام عليكم
فهد : وعليكم السلام
حرك السيارة ومشوا بعيد عن الجامعة ..
شوق طول الطريق كانت ساكتة ... وبس تسمع مناقر ندى وفهد ..
كانت تناظر الارض وتفكر ... فجأة رفعت راسها عالمراية وتلاقت عيونها مع عيون فهد اللي كان يناظرها وهو مبتسم .. مع انه كان لابس نظارته الشمسية الا انها عرفت ان عيونه عليها ..
لفت راسها للشباك على طوول وهي مغمضة عيونها ..
ياااااااااربي ... يضحك .. يضحك اكيد تذكر اللي صار.. هذا مانسى!!!... انسى ياخي خلني انسى انا بعد ..... لا تحرجني ..
صحت من افكارها على صوته ...
فهد : تبغون السوبر ماركت ..؟!
ندى ماصدقت خبر : والله ..... ايه الله يخليك كان ودي من زمااااان ...
فهد التفت لها بكبرياء : مايهمني رايك انتي ؟
حطت ندى يدها على خصرها : اجل من رايه ؟
فهد مبتسم وعيونه عالمرايه : راي بنت عمك اللي وراك ....
شوق فتحت عيونها على آخرهم ... وش يبغى في رايي ... كيفه هو حر
فهد : ها وش قلت شوق ؟ ... تبينا نمر السوبر ماركت ؟
ندى معارضة : ياخي انا ابغى ..... خلاص ودنا
أشر لها باصبعه تسكت وعيونه مازالت عالمراية : قلت لك رايك مو مهم ... ها شوق ؟
ندى عصبت : شووووووووق ... قولي ايه ... ياويلك اذا عييتي
شوق ارتبكت ... وبهدوء قالت : كيفك ... انت حر
فهد : يعني تبين نروح ؟
شوق : ..... مثل ماتبغى ندى
ندى صفرت : شفت ... غصب عليك توديني
فهد يهدد : بلا هذرة زايدة لأخليك تنطقين في السيارة وانزل شوق لحالها
شوق شهقت .... فيها نزلة معه لحالي ... لا مابي اجل ... بقوله يوديني البيت ..
لكن بدون ماتقول ندى ردت عنها : لا حبيبي شوق مهي براضية تنزل معك لحالها
رفع فهد عيونه عالمراية : وليش .... مب انا مثل اخوها ؟
ندى : اقول بلا كلام فاضي بلا بطيخ .... ياأنزل معكم ياتودينا للبيت على طول
فهد : مادام شوق تبينا نروح نروح ..
وصلوا لسوبر ماركت العزيزية ....
فهد : يالله انزلوا
نزلوا وعلى طول مسكت شوق يد ندى ....... دخلوا السوبر ماركت ...
ندى أول ماوطت رجلها السوبر ماركت خذت نفس عمييييق : الله !! .... أحب ريحة السوبر ماركات ...
شوق : ههههههههههههههه .... الله ياخذ بليسك ... وشفيك مدمنة ... ؟!
ندى : أيه والله مدمنة ...
فهد ينادي : ندى ...
ندى : نعم ..!!
فهد : انا بنتظركم هنا ....... لما تخلصون دقي علي ... اوكي
ندى : اوكي
وعلى طول سحبت ندى شوق معها لقسم الحلويات والشوكلاتات
شوق : ماشالله ... حافظة الطريق ..
ندى بفخر : وش تحسبيني .... أنا أشم ريحة الشوكلاتات ولو على بعد عشرة كيلووو ...
شوق : حشى حية انتي منتي بآدمية !!!!
ندى : ههههههههههههههههه ... يالله شوق وصلنا ... طبي وتخيري
وقفوا أمام سيب طويل بين رفوف شايلة انواع حلويات الدنيا ..
شوق : ايه بس لا ناخذ كثير .. صنفين ثلاثة ..
ندى بتهكم : أي صنفين ثلاثة انت بعد ... مادام فهد هو اللي بيدفع خذي اللي تبين
شوق : وش بيقول عنا ... مشافيح ماقد شفنا خير !!
ندى : لا مشافيح ولا شي ... ناخذ ونخزن عندنا بالغرفة ... عادي .. بس لحظة بروح اجيب عربية ..
راحت وغابت لحظات ... ورجعت تدف عربية ..
شوق : عربية عاد ؟!... كان جبتي سلة صغيرة .... شكلك ناوية علينا ..
ندى : ماعليك مني ... يالله اختاري ...
شوق بدت تدور وتتفرج : انا باخذ لي كتكات وباونتي وعلبة كواليتي ستريت
ندى : اما انا باخذلي كرتون مالتيزرز وكرتون جالكسي وبيوقلز وآيس كريم و... و....و... الخ
لفت ندى سيب الحلويات يمكن حوالي عشر مرات ... وماخلت شي ماخذته .. خذت حلويات تحبها وحلويات جديدة تحب تجربها .. اللي يشوفها بيقول من قلبها هذي تشتري ..
امتلت العربية من خرابيطهم ..
شوق شافت ساعتها بقلق : ها نرجع ؟
ندى ولا همها الوقت .. بتاخذ كل اللي تبيه : لا خلينا نروح للعصيرات ..
شوق : يالله ..
سحبوا معهم العربية لقسم الثلاجات ..
شوق اللي كانت تدف العربية : ندى حرام عليك وش بقيتي ماأخذتي ... العربية معد صارت تندف ... يبيلها عشر رجال يدفونها ..
ندى : ماعليك انتي ... خليني أبرد خاطري ... ان ماخليته يطفر ماأكون بنت ابوي .. ( تقصد فهد بكلامها )
شوق : هههههههههه ... الله يستر على اخوك ... ناوية عليه انتي اليوم ...
لفوا الثلاجات بالطول وبالعرض .. وتفحصوا انواع العصيرات الموجودة .. اختاروا كذا حبة من كل شكل ونوع ..
شوق لما شافت العربية شلون صار شكلها شهقت ..
شوق : ويييييييلي !!!! ..... بينهبل اخوك ..!!
ندى كانت تجمع في يدها علب عصيرات ... رجعت وحطتهم في العربية وقالت : خليه يستاهل ... هذي عن عشر روحات ماوداني لها ..
شوق شافت ساعتها : يالله ترا شكلنا تأخرنا ..
ندى لما شافت الساعة : أي والله عسى مايكون راح عنا .... ترا يسويها ..
دقت على جواله ... مادق دقتين الا وفهد رد عليه
فهد ببرود : هلا ندى ..
ندى : هلا فهد وينك ؟! ..
فهد باسلوب مستهتر : بالبيت ..
شهقت ندى : بالبيت ؟ قل والله ......
شوق حطت يدها على قلبها
فهد : أيه بالبيت ... شفتكم طولتوا ولا عندكم نية ترجعون قلت ارجع انوم احسن
ندى بترجي : طيب حنا خلصنا الحين
فهد : وشو عقبه ؟؟ ... عقب ماطفشتوني .... شوفولكم تكسي وارجعوا معه ...
ندى برجا : لاااااااااا يافهد .....
فهد : اذا تبيني أرجع خلي شوق تكلمني وتطلب مني أرجع ...
ندى ببلاهة ما استوعبت طلبه : نعم ؟!
فهد بثقة : اللي سمعتيه ...
ندى التفتت لشوق ...
شوق ببراءة : ها وش صار ليش تناظريني ..؟!
ندى : يقول خلي شوق تطلب مني أرجع وأرجع ..
شوق باستنفار: نعم نعم نعم ... !!!!
ندى مدت لها الجوال : يالله كلميه ... كلها كلمتين ...
شوق : لا حبيبتي انتي اطلبي منه ...
ندى : يوووووه شوق لا تصيرين كذا قولي اللي يبيه ... انا ماعندي استعداد انطق هنا للعصر ...
شوق : وانا بعد ياحبيبتي ماعندي استعداد أكلمه واترجاه .. يكفي اللي صار لي معه ... !!!
ندى رجعت تحط السماعة على اذنها : فهد ...
فهد : هلا ...
ندى : البنت رافضة .... وبعدين ماله داعي هالحركات .... لا تخلينا مصخرة عند الكل ...
فهد بعناد : قلت لك خليها تتكلم بنفسها ... مو بأنا مثل اخوها ... ليش الحيا أجل ؟!
ندى التفتت لشوق وهي تتأفف : أوووووف ...
شوق : ها وش قال ..؟!
ندى : مصر انك تكلمينه ...
شوق : يحلم ...
ندى عصبت ومسكت يد شوق بالغصب وحطت الجوال بيدها : يالله عاد بلا دلع .... قولي له تعال خذنا .. وخلاص ...
شوق : أوووووف ... !!
ندى : يالله خلصينا .... من اللي بيدفع على هالشوكلاتات والحلويات كلها ... ومو بحلوة نقعد نرجعها قدام الله وخلقه ..... فضيحة .... !!!!
تنهدت شوق بيأس وحطت السماعة على أذنها : .......ال........ الوو ...
فهد : ........ هلا شوق ...
شوق : .....................
فهد : ها شوق ... قولي اللي عندك ..
شوق : .................آآ......آآآ ...
فهد ضحك ... وضحكاته وصلت لمسامع شوق ... غمضت عيونها من الحرج ..
فهد والضحكة بصوته : .... ها ..... عندك شي بتقولينه ؟!
شوق : ...........م ... مم ... ممكن ... تجي تاخذنا .......
أطلق فهد ضحكة عالية دوخت شوق بمكانها ... وغمضت عيونها بشدة ....
فهد : ههههههههههههههههه ..... يالله تعالوا انا عند الكاشير ...
شوق التفتت لندى بغضب ....
ندى : ها وش قال ؟!....
شوق بعصبية : أخوك هالتافه !! ... ماراح لمكان أصلا .. قاعد بمكانه .... بس مدري ليش سوا هالحركة فيني ... ؟!!!
عطت ندى الجوال بغضب وابتعدت ... حطت ندى الجوال على اذنها ...
ندى باندهاش : فهد ...!!!
فهد : ههههههههههههههههههه ..... الحين أنا تافه ؟!!
ندى : أيه تافه .... ولا وش هالحركة اللي سويتها ... ؟!
فهد : ههههههههههههههه .... ما سويت شي .... تعالوا يالله ولا رحت صدق عنكم ..
سكر عنها ...
التفتت ندى لشوق اللي كانت واقفة بعيد عنها ويديها معقدة قدام صدرها ..
ندى : شووووق يالله نروح ....
التفتت شوق لها وباين انها مازالت معصبة ومنحرجة بنفس الوقت ... دفعت ندى العربية قدامها والثانية تمشي جنبها ...
راحوا لعند الكاشير لقوه واقف ينتظر
فهد : هاه مابغيتوا تخلصون ؟
ندى تبي تحطها في شوق : شوق اللي أخرتني .... كل شوي تقول ابغى هذا وابغى هذا
شوق ارتاعت من كلامها .... يعني تبي تكمل علي هذي ... بذبحها : ندى يا لئيمة ... انتي اللي شوي وتقشين الماركت كله ..!!
ندى تمثل انها مظلومة : لا حرام عليك انا مو بمشفوحة لهالدرجة ..
فهد تقدم يشوف الحلويات اللي جايبينها : ندى وش ذا كله ؟
ندى بثقة : قلت لك هذي اغراض شوق ..
شوق انحرجت : ندى يالدبا لا تورطيني
فهد يهدي بينهم وشبح الابتسامة مازال ظاهر على شفايفه : لحظة شوق ليش خايفة لهالدرجة ... انا عارف انها ندى ... مايشتري هالأشياء الا ندى
( والتفت لأخته ) ... ها ندى .... انت لازم اذا شريتي شي تشترين منه كراتين ودرازن ..؟!
ندى بنبرة بريئة : ايه عشان ماروح للسوبر ماركت كثير
فهد : ومافكرتي فيني ؟..... ليش شايفتني قاعد على بنك ؟
ندى تجامله : وش دعوة عاد انت اخوي ...
فهد بسخرية : واذا كنت اخوك ...اروح اذب فلوسي على خرابيط
ندى بدلال : يالله عاد فهد ... انت متى توديني اصلا ...
شوق كانت تضحك على ندى في سرها ... ندى هذي موب هينة تعرف تلعب على الواحد بالحكي
حاسب فهد على الأغراض وطلعوا ... ركبوا السيارة ومشوا للبيت ..
شوق كانت ساكتة ... والحرج مازال مبين آثاره الوردية على خدودها ... وندى ماصدقت ... طلعت كيسة مالتيزرز وبدت تاكل بنهم ...
فهد مد يده بياخذ : شوي شوي لا تغصين علينا ...
خذاله حبه وكلاها ... رفع عينه عالمراية لقا شوق ملتفته لجهة الشارع ...
مد يده لكيسة المالتيزرز اللي في يد ندى وخذاله حبيتين .... ورفع عينه للمراية مرة ثانية ...
فهد : شوق ...
انتفضت شوق بمكانها لما انتبهت له يناديها ... وظلت عيونها على الشارع : نعم ...
فهد : خذي ...
التفتت له لقته يمد لها يده وفيها حبتين شوكولاته .... لي قاله الحين يبي يراضيني ...
شوق رجعت التفتت : لا شكرا مابي ...
فهد : خذي سوي في ندى حسنة لا تخلينها تاكله كله .... بتنتفخ علينا ..
ضحكت ندى بتهكم وسفهته ...
شوق : عليها بالعافية ...
فهد ماتم يطلبها ... رمى الحبتين في فمه وكلاها ...
فهد : شوق انتي زعلانة ؟!
شوق ببرود : وليش أزعل ؟!
فهد : عاللي قبل شوي ... ( وضحك بخفة لما تذكر )
شوق : لا مازعلت ...
فهد : بس اللي مبين العكس ...
شوق بس تبي تفتك : لا مازعلت ... تطمن
سكت فهد والبسمة مازالت على شفاته وكملوا طريقهم للبيت ..
راحت شوق على طوول لغرفة ندى ولحقتها ندى بعد عشر دقايق ...

**** **** ****
غربت الشمس واختفى قرصها المتوهج رايح لعالم ثاني ... الطيور سكنت في أعشاشها واختفت تغاريدها ... هب الليل ومعه القمر والنجوم اللي تكون حاضرة كل مسا وكل أمسية ..
دخلت ندى على شوق فجأة ...
ندى بصراخ : شوق ... شوق .. شووووق
شوق كانت قاعدة عالمكتب تقرى وحدة من الكتب اللي لقتها في مكتبة ندى ... ومن دخلت ندى عليها بهالطريقة انتفضت في مكانها : يمه ... شوي شوي .. وش ذا الخرشة ..؟!!
ندى راحت تاخذ عبايتها اللي كانت مرمية عالسرير : قومي قومي البسي بسرعة ...
شوق : لييييش ؟
ندى : بنطلع مع ابوي يالله بسرعة
شوق قامت تاخذلها ملابس مع انها ماتدري هي وين بتروح : أي قوليلي عشان اعرف وش البس ...
ندى : هذي اللي معك تصلح .. بس خلصي
لبسوا وخلصوا ويوم جوا ينزلون
شوق : لحظة ندى وين بنروح ..؟!
ندى : بنروح لمحلات الاثاث ..
شوق : ليش ... وش الطاري ..
ندى : نسيتي وش قلت لك ... بنروح نشتري اثاث لغرفتك
شوق : وعمي وافق ؟
ندى : ايه كلمته بالموضوع ... وخبرني انه اليوم فاضي وهو اللي قالي اجي اقولك تلبسين عشان نطلع .... يالله لا تقعدين تكثرين حكي
نزلوا مع بعض لقوا ابو فهد لابس ينتظرهم تحت
ابو فهد : ها بناتي ... جاهزين ؟
شوق : أي عمي جاهزين
ابو فهد : يالله اجل
توهم بيطلعون مع باب الصالة الا ناط عليهم نايف
نايف : لحظة لحظة لحظة .... وانا بعد يبه .. بروح معكم
ابو فهد : لابس وجاهز ؟
نايف : ايه يبه لابس
ندى : هيه انت وين تروح معنا ؟ مانبي بزارين ....
نايف يغيضها : انا ... ما .... خذت ... رايك ... ( وطلع لسانه ) وانحاش قبلهم للسيارة
ندى : ياربي هذا يعرف يرفع الضغط ...
شوق : تستاهلين ... لا تحارشينه
ركبوا السيارة ... نايف قدام مع ابوه ... وندى مع شوق ورا
ومشوا على طول لمحلات الاثاث اللي كانت في وحدة من شوارع الرياض المهمة ..
في وسط الطريق ...
ندى : يبه وش رايك نروح لإيكيا ... غرفهم مرة حلوة وأنيقة ...
ابو فهد : خل نشوف هالمحلات الحين ... بعدين اذا ماحصلنا شي نروح للي تبين
وقفوا ... وبدوا دوران عالمحلات ... وكانوا كل ماحصلوا شي موديله حلو .. يكون ضارب بالسعر بشكل خيااالي او الوانه مو مناسبة ..
بعد ساعة ونص من لفة هالمحلات ..
ندى : يبه ... خلاص مافي الا ايكيا ... مكان كبير .. وفيه اشكال والوان
ابو فهد : خلاص مثل ماتبون
ركبوا السيارة وتوجهوا لمقصدهم ......دخلوه وتوجهوا لطابق الغرف .. كانت في اطقم حلوة وناعمة بالمرة ..
وقت ماكانت تتمشى ندى وتلف وجهها يمين وشمال تتفرج عالأطقم ... لقت كاتالوجات محطوطة على طاولة ... خذت لها واحد وقعدت تتصفحه ... أعجبتها أشكال كثيرة ... رفعت راسها تنادي شوق ..
ندى : شوق ...
شوق اللي كانت واقفة جنب عمها يتناقشون الآراء على المعروض ... التفتت ..
شوق : هلا ...
ندى : تعالي شوفي .... في هنا أشياء حلوة بتختصر عليك التعب ...
راحت لها ... خذت لها كتالوج ثاني وقعدت تتصفحه ...
بعد البحث ... وتبادل الآراء هي وندى ومعهم عمها ... اتفقوا ...
واختارت شوق ... طقم سرير بفراشه الكبير ذو موديل ناعم انثوي وروعة ...
ومعه مكتب مزدوج للكمبيوتر والكتابة ومكتبة متوسطة وكمدينة ... وكرسي هزاز وكل مستلزمات الغرفة اللي انتوا تعرفونها ... يعني الغرفة كانت مرة كيوت مناسبة لبنت مثل شوق ..
اتفق ابو فهد مع موظفين المحل انهم يجيبون الغرفة بعد ثلاث ايام ويركبونها
طلعوا وركبوا السيارة راجعين البيت

................


دخل الصالة وهو يدندن بأغنية ويلعب بالمفتاح في يده .... كانت امه جالسة بالصالة معها عمر
تأكله ...
ام فهد : هلا فهد .. من وين جاي ؟
فهد : والله كنت مع احمد ..
عمر من شاف فهد راح راكض له... وفهد استقبله بضحكة وشاله وحطه على رجله
فهد : يا حلوك يازينك ...
عمر تم يضحك .. يحب اخوه ومايصدق يشوفه من برا الا هو جاي يركض له .. ينتظره بس يلاعبه ويضحكه ...
فهد : تدري ياحبيب قلبي ليش انت تهبل ..؟!
عمر ينطط في حضنه مستانس ويسولف سواليف غير مفهومة ..
فهد : لأنك مزيون وطالع تشبه لي ..
ام فهد ضحكت : يا حظ عمر اذا طلع يشبهك ..
فهد : وهذي فيها كلام ... اكيد يا حظه ..
عمر حط يده على وجه فهد وبدا يلحوس فيه ... وفهد يلاعبه والثاني ميت ضحك
ام فهد : لا تضحكه كثير ... تراه توه ماكل وبيطلع اللي كلاه كله في وجهك
فهد انقرف وكشر : لا اجل مادام كذا خذيه عني ... ماني بناقص بلاويه ..
ونزله علأرض جنب امه ..
فهد : اجل يمه وين ابوي .. نام ؟
ام فهد : لا طالع
فهد : طالع ؟ ... غريبة الساعة الحين 11.30 ومب من عادته يتأخر لها الوقت
ام فهد : طالع ويا البنات ونايف يشترون اثاث لغرفة بنت عمك ... واكيد هم في الطريق الحين
انفتح باب الصالة
ابو فهد : السلام عليكم
ام فهد + فهد : وعليكم السلام
شوق كانت الطرحة على راسها ... لكنها من شافت فهد ... تغطت بطرف الطرحة بدون ماتحس
ندى بهمس : شوق ... ليش تغطيت ... نزلي الطرحة
شوق : مدري ... خفت
عرفت ندى ان الكلام معها ماينفع .. قامت هي وسحبت الطرحة
ندى : اتركيها لاسحبها منك ..
شوق: طيب خلينا نرقى لا نقعد
ام فهد : ها بوفهد ... بشروا ... عسى حصلتوا شي زين
ابو فهد : لا الحمد لله .. وبعد كم يوم بيجيبونها
فهد التفت لشوق بسرعة وعلى طوول حول نظره لندى اللي بجنبها : ها ندى .. برد قلبك الحين .. حصلتي روحة مع ابوي
ندى تغايضه : وياااااااازينها من طلعة ... مافيها لا حنة ولا رنة ... موب مثلك انت .. تخلي الواحد مايحب يطلع معك لأي مشوار
فهد : اشوى اعترفتي بنفسك ... عشان ما تنشبين فيني ودني لذا وودني لذا
ابو فهد : فهد ... هذي اختك .. اذا ماوديتها انت من يوديها
ندى : اصلا الواحد اذا حب يطلع وما لقى قدامه الا فهد ... لازم ينذل عشان يقضي اللي يبيه ...
ام فهد قطعت هالحوار : ندى روحي انت وشوق غيروا وغسلوا .. وتعالوا للعشاء
ندى : ان شالله .. يالله شوق
راحوا مع بعض لفوق ينفذون اللي قالتلهم عليه ام فهد ورجعوا نزلوا
جلسوا للعشا ...
كان ابو فهد في كرسي لحاله وام فهد وفهد ومنى على يمينه...
ونايف وشوق وندى على يساره .. ومن الترتيب يبين ان شوق وفهد كانوا متقابلين ..
طبعا هذا كان من غير قصد ... شوق جلست والصدفة خلت فهد قبالها ....
كانت تاكل بصمت ... وان تكلمت تكلمت مع ندى بهمس ... كانت تحس بتوتر وارتباك .. هي في وضع اول مرة تكون فيه بحياتها .. كانت منزلة راسها للأرض من الحرج ... ولا تجرأت ترفع عينها .. شوي شوي لما حست ان فهد مب لمها ... رفعت عينها بدافع الفضول .. شي داخلها يدفعها تغتنم هالفرصة لأنه ماسنحت لها من قبل انها تتمعن فيه ... فلما تركزت نظراتها عليه ..
انصدمت !!!!!!!!!!


ماصدقت انه هذا اللي جالس قدامها هو ولد عمها ... مو معقول ... هذا فهد ؟!!! ..... ياااااااربي ياخذ العقل ...... ياااااربي .... يااااااربي
وشلون ماركزت في ملامحه قبل .. وشلون ماانتبهت له ..!!!!
شلون اركز .... وانا في الموقف اللي صار مااذكر شلون حتى كنت واقفة .... والسوبر ماركت كنت متغطية ولا حتى كلفت على عمري اركز عليه ولو لثواني ..... بس الحين غير .... مافي مسافة تفصلني عنه الا متر او يمكن اقل ....
وتقول ندى مغرور..!!!..!!!!
من حقه ........ من حقه يغترر ... !!!!
كانت شوق سرحانة وعيونها على فهد اللي منزل راسه لصحن الاكل وسرحان هو بعد
..... لكنه فجأة رفع راسه وبشكل غير مقصود طاحت عيونه على شوق اللي عيونها معلقة فيه ....
من انتبه لها نزلت عيونها على طول للصحن اللي قدامها ووجهها انصبغ باللون الاحمر القاتم ..
كان فهد يتابع ملامحها اللي كانت في مراحل تغير واضحة ... وفي لحظة تذكر الموقف ... موقف أمس ... موقف لقائه معها بغير قصد ... اللي خلاه يضحك ضحكة مسموعة
ابو فهد : خير ليش تضحك ؟
فهد والابتسامة على وجهه .. رجع عيونه عالصحن وهو يحرك الملعقة : لا ولا شي يبه ... تذكرت موقف صار بيني انا وواحد اعرفه وضحكت ..
شوق كانت عارفة انها هي المقصودة .... ياربي انا وش حادني اقعد اتمحلق فيه ... حطيت نفسي في موقف اسخف من الاول ...
فهد قام : الحمدلله ... شبعت ... انا راقي لغرفتي
ابو فهد : وين ماامداك تاكل
فهد : لا يبه الحمد لله ... تصبحون على خير ( كانت آخر نظراته على شوق وهو مبتسم )
ابو فهد +ام فهد : وانت من اهله
رقى فهد وهو يضحك ... وما امداه يدخل غرفته الا وتلفونه يرن ...
راح للحمام وغسل عقب الاكل ومسك تلفونه ... ابتسم وانسدح على سريره ورد ...
فهد بنبرة هادية ساحرة : هلا ........ هلا ........ تصدقين حبيبتي توني كنت بنوم .. بس من سمعت صوتك طااااار
شذى بمياعة : هههههههههههههههه يابعد عمري ... ازعجتك اجل ؟
فهد : منك مافي ازعاج .... تصدقين حياتي توني كنت افكر فيك ...
شذى : لهالدرجة تحبني ؟
فهد ضحك ضحكة تذوب الصخر : انا كل يوم اشكر ربي انك انتي اللي صرتي حبيبة قلبي وحياتي ودنيتي و.........
شذى بدلع : ياااااربي خلاص لا تكمل ...ترا اذوووووب ومعد تسمع صوتي
فهد : هههههههههههههه ..... هاحبيبتي تعشيتي؟
شذى : أي توني متعشية مع اهلي ..
فهد : أي عاد لا تكثرين من الاكل ... مابيك تصيرين سمينة ... تراني ماحب السمان
شذى : افا عليك ... اصلا كل من شافني قاللي جسمك حلو ... ولو زدت كيلو واحد بس ... اسوي ريجيم قاسي ...
فهد : لااااا حبيبتي وشو له الريجيمات ... أخاف عليك تتعبين ...
شذى : حبيبي انتا ...
فهد : خبريني حبيبتي عنك .... شخبارك هاليومين ؟
شذى : ماعندي اخبار ... كلها اخبار الجامعة ...
فهد : ذكريني حبيبتي ... انت داخلة أي تخصص ؟
شذى : نسيت !! .... علوم ادارية بجامعة الملك سعود قسم المحاسبة ... سنة ثانية
فهد : آآآه صح .... يعني انت مع اختي
شذى باستغراب : انت عندك اخت بالجامعة ؟ ماقلت لي قبل ؟
فهد : لانه مالي داعي اقولك ... وش دخل اختي بينا انا وانتي
شذى : ماعلينا من اختك .... انت قولي شخبار الجامعة معك ؟
فهد : الجامعة ماشية مثل كل سنة ..
شذى : الله يوفقك يارب ..... ( بتردد ) اممممم ... فهد ؟
فهد : تدللي يا عيوووووون فهد ..
شذى : تسلم لي عيونك .......... آآآ ..... آآ ....... ودي اشوفك ...
فهد باستغراب : ..... تشوفيني ؟؟!!!
شذى بدلع : أيه ... انتظرت من زمان تطلب انت هالشي .... وما اقدر اصبر اكثر...
فهد : أيه حبيبتي بس ...
قاطعته : لا بس ولا شي ... فهد ابي اشوفك ابي اشوفك
فهد : أيه حبيبتي بس مو وقته الحين ...
شذى بدلع : اجل متى وقته حبيبي ...
فهد : لما يجي وقته اقولك ...
شذى برجا : فهد الله يخليك ... ترا انا افكر فيك ليل ونهار .. ماأقدر اشيلك من بالي
فهد : قلتلك حبيبتي .. مو وقته الحين .. لا تخافين ... لما يجي وقته اقولك .. اوكي
شذى : أي بس لذاك الوقت ... اخاف تاخذك وحدة ثانية مني ..
فهد : لا تخافين حياتي ...... ماتقدر أي وحدة تاخذني منك ....... انا لك وانت لي ..
شذى : ...........
فهد : هاحياتي زعلتي ؟!
شذى بغنج : ياليت اقدر ازعل ....
فهد : ههههههههههههههه يابعد قلبي انتي .... يالله اتركك ترتاحين الحين ... تصبحين على خير
شذى : وانت من اهل الخير


*** *** ***

في الصباح .... الساعة 8
خذت شوق عبايتها وشنطتها ونزلت ....
في الصالة ماكان موجود الا ام فهد : هلا يمه صباح الخير
شوق : صباح النور
ام فهد : الفطور جاهز عالطاولة شوق ... روحي كلي لك لقمة ... الا ندى وينها ..
شوق : ندى نايمة .... ماعندها محاظرة الا عالساعة 10 ... اما محاظرتي انا بعد ساعة ....
ام فهد : خلاص اجل روحي افطري .. وانا بقول للخدامة تروح تقول للسواق يجهز السيارة
شوق : مشكورة خالتي ....
جلست عالطاولة ... وصبت لها كوب شاهي ....
بعد لحظات وصلها صوت فهد يدندن نازل من فوق ..... اختبصت معد عرفت وش تسوي ... لا يكون بيجي يفطر معي .. واجلس لحالي انا وياه ... يااااربي وينك ياندى ...
وصل فهد للصالة : صباح الخير يمه ( وحب راسها )
ام فهد : هلا حبيبي صباح النور
قام فهد يتلفت يمين وشمال : وين عموري اجل .. ابصبح عليه
ام فهد : شفه مع الخدامة تفطره
راح له ... دقيقتين ورجع يضحك ....
فهد : قايلك يمه طالع علي ...
ام فهد : ياليته يطلع عليك في كل شي .. رجال انت ماعليك قاصر
فهد : آآآآآمين
ام فهد : رح كل لك لقمة ترطب بها ريقك ...
فهد : ماشتهي بس عشانك ....
والتفت لناحية طاولة الاكل اللي كانت شوق جالسة عليها و تناظرهم ... ومن لف وجهه ناحيتها نزلت راسها وهي تكمل فطور
راح لها مبتسم .... وهي تاكل ولاحاسة بطعمه ... ياربي عسى مايقعد عسى ما يقعد ....
وصل لها والابتسامة مازالت مرسومة على وجهه .....
فهد : صباح الخير شوق ...
ارتبكت شوق ورفعت نظرها له ونزلته بسرعة : صباح النور .. ( قالتها بابتسامة مجاملة ) .. وطبعا كانت ابتسامة بسيييطة جداا ...
مد يده لزيتونة .. وكلها ... كان عارف انها مرتبكة ... طبيعي لبنت مثلها وفي مثل وضعها انها ترتبك ... حب يخفف الموانة اللي بينهم ...
فهد بهدوء : شوق ... ممكن كوب شاهي ؟
رفعت عينها له مستغربة لكن بسرعة نزلتها وارتباكها زاد ...
شوق : أ .... أكيد
خذت كوب وصبت له وحطته قدامه .. بينما هو لازال واقف ...
خذ الكوب وخذاله زيتونة ثانية وراح مبتعد عن الطاولة ..
تنهدت ... اشوى ماقعد ... لو انه قعد .. كان قمت انا .. ماعندى استعداد لمواقف بايخة عالصبح ..
جت ام فهد شافت ولدها يشرب وهو واقف : هوو فهد .. ورا ماتجلس عالطاولة وتشرب على راحتك
فهد : لا يمه مستعجل ..
شوق قامت ولبست عبايتها ...
شوق : خالتي
التفت لها ام فهد وفهد ... حاولت تتجاهل فهد عشان تعرف تتكلم
ام فهد : سمي
شوق : سم الله عدوك ... ممكن اخذ معي الخدامة ... لاني مااحب اركب مع السواق لحالي
ام فهد : ايه اللي يريحك ... اروح اناديها لك ..
شوق : لا خالتي انا اروح اناديها
راحت ورجعت معها الخدامة لابسة عبايتها ..
بعد ماراحت شوق فهد التفت لامه : وندى وين ؟ .. مهي برايحة للجامعة اليوم
ام فهد : الا .. بس محاظرتها بعد ساعتين موب مع شوق
فهد : بنتك هاذي عجيبة ... تحب النوم بشكل ...
ام فهد : اييه ... الله يهنيها
فهد راح وحط الكوب عالطاولة : يالله يمه انا طالع ... تبين شي ؟
ام فهد : سلامة عمرك
فهد : مع السلامة
ام فهد : ودعتك الله ....


قمرهم كلهم 06-19-2010 10:53 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
في السيارة طول الطريق وهي تفكر ... ذهنها غايب في عالم من الأفكار وذكريات الأمس .. الموقف اللي صار امس عالعشا واليوم الصبح .....كانت مستغربة من طلبه وتصرفه الغريب .. شخص اول مرة أقابله ولسا ماأعرفه ليش يطلب مني اصب له كوب الشاهي ... ليش ماصب له بنفسه ... معقولة لاحظ اني كنت مرتبكة وحب يخفف التوتر ..... لكنه مايدري انه زاد من حدته ....... واللي صار امس ... ياااااااااااااااربي ... كل مااتذكر احس بالفشيلة والعبرة تخنقني ... وش اللي خلاني اتمحلق فيه بهالطريقة .... وش بيقول عني .. وش نظرته عني الحين !!!.......اووووف وش أسوي بس .. كان غصب علي !!!
... ملامحه كانت .... كانت ساحرة !!!.... وغامضة تدل على غموض شخصيته مثل ماتقول ندى ... مايندرى وش مخبا ورى هالملامح ؟ ....
تأففت بصوت مسموع من هالأفكار اللي اثرت على عقلها .... وانا ليش اعذب عمري بهالتفكير .. مواقف وتصير ..... أيزي ..

وصلت اخيرا للجامعة ... نزلت ورمت كل هالافكار وراها .... وتوجهت على طوول للقاعة اللي بتبدا فيها أول محاظراتها لليوم ...

**** **** ****

كان في النادي مع ولد خالته احمد ... يتمرنون ويزيدون من القوة الجسمانية عندهم ... فهد واحمد يتشابهون في بعض الأشياء ... فكل واحد منهم يهتم بشكله وجسمه ويهتم بالرياضة اللي تعطيهم زيادة رجولة على رجولتهم ... كان الوقت تقريبا بعد العصر بحيث حرارة الشس خفت ...
قرروا يروحون لملعب التنس يلعبون لهم كم شوط ...
احمد : ها فهد ... يالله ... من زمان ودي العب تنس أرضي ..
فهد : طيب اخاف الملاعب كلها مليانة ..
احمد : لا انا سألت العامل المسؤول .. يقول في ملاعب فاضية .. وبعدين حنا العصر الحين ... من اللي بيجي يلعب بهالوقت .. اغلب الشباب يروحون المغرب او العشا ..
فهد هز راسه وراح لشنطته الرياضية وطلع منه المضرب ..
توجهوا للملعب اللي كان مجهز بشكل كامل .. بدوا شوط كله سواليف وضحك مابين فترة والثانية..
فهد كان يلهث في نصف الشوط : احمد واللي يرحم والديك ... تراني تعبت ... ترمي الكورة بزاوية بعيدة ارحمني عاد ..
احمد : ههههههههههههه ... خف رجليك اكثر واركض لها .. يالله صد هذي ..
رمى الكورة فوق وضربها بأقصى قوة عنده .. فهد اللي حاول يلحقها تعثر وطاح عالأرض ..
احمد : ههههههههههههههههه .... وش جاك ... قم الله يفشلك ...
انسدح فهد وقعد يلتقط أنفاسه .. ترك المضرب عالأرض وغمض عيونه يحاول يرتاح ويسترخي ..
احمد : هههههههههه ... قم يالله ... لسا مابعد شفت شي ..
فهد مابين انفاسه : حسبي الله على بليسك ... هلكتني ... اقولك خف علي تروح تزيد ..
هز احمد راسه وهو يضحك .. وراح لفهد اللي كان مغمض عيونه ويتنفس بقوة ..
فتح عيونه لقا احمد واقف فوق راسه : وش تناظر ...؟!
احمد : اناظرك ... وين اللياقة راحت ... والرياضة اللي سويتها الشهور اللي طافت وينها ؟
فهد زفر زفرة طويلة : انت ذبحتني ياخوي ... الكورة ترميها بعيد .. والله لو اني صارووخ مالحقتها .. وبعدين التنس يبيلها واحد متدربلها صح .. مو بأنا اللي ثاني مرة في حياتي العبها ..
احمد : اقول قم وانا اعلمك شلون يلعبونها ...
فهد بسخرية : وانت كل شي تعرفه ... نفسي اعرف وش اللي ماتعرفه انت ..
احمد تراجع لملعبه : اعوذ بالله ... قم كمل وخلك من هالكلام ...
تموا نص ساعة يلعبون .. وفهد كل شوي يطيح وينسدح يلتقط أنفاسه .. واحمد بس يضحك عليه ... بعدها راحوا يشترون لهم شي بارد يشربونه بعد الطاقات اللي استهلكوها ...
احمد : يالله خل نروح ناخذ شاور ... انقرفت من العرق اللي مغطيني ..
فهد كان يجمع أشيائه ويدخلها بالشنطة : يالله ..
اخذ الفوطة حقته وحطها على كتفها وتوجهوا للحمامات الخاصة .. دخل احمد ياخذ شاور وعقبه دخل فهد ...
في أثناء ماكان احمد ينشف شعره بالفوطة قال لفهد اللي كان داخل الحمام : أقول فهد ....
فهد كان يدندن : .... هلا ...
احمد : بسألك سؤال بس أخاف تعصب علي ...
فهد : اعرف وش بتسألني عنه ...
احمد ابتسم : عن ايش ؟!..
فهد : عن بنت العم كالعادة ...
احمد : هههههههههههههه ... بالضبط ...
فهد : ابي اعرف انت ليش مهتم لهالدرجة ...؟!... اذا تبيها ترا بخطبها لك ...
احمد : هههههههههههههه.... الله يقطع بليسك ...
فهد بنبرة سخرية : أجل وش تبي ... تراك غثيتني بهالسؤال ؟!
احمد : ابد مابي شي ... بس ابغى اعرف أحوالك وياها ...
فهد : أحوالي وياها عادية ... ولا تخاف علاقتنا ماشية زي الفل ..
احمد : شلون ؟!..
فهد ضحك عقب ماتذكر الموقف : ابد ... وقبل أمس التقيت فيها بطريقة ماتتصورها ... بموقف غريب ..
احمد : كيف يعني ؟!..
فهد سكت ومارد ..
احمد : ساكت ؟!.... ماترد ...
فهد : وانت وش عليك ؟!.... بنت عمي ولا بنت عمك ..
طلع فهد في هاللحظة والفوطة على راسها ... وراح لشنطته ياخذ منها بعض الأغراض ..
احمد بدا يدخل اغراضه في شنطته : زين انك انتبهت لنفسك وحسنت علاقتك معها ..
فهد انتصب واقف مستغرب منه : أي علاقة انت بعد .. ماعرفها ولا تعرفني وتقولي علاقة ..
احمد : أيه بس خلاص ..الحين صارت لك علاقة فيها وبتستمر .. لاتنسى انها معك بنفس البيت .. يعني لازم تحسن علاقتك معها ..
فهد : والله مدري وش قاعد تخربط انت ... علاقتي معها مارح تتعدى اخوة عادية او يمكن أقل من الأخوة ..
احمد : وشلون ؟!.. وش قصدك بهالكلام ؟!
فهد رجع لشنطته : يعني هالبنت ماتهمني ... عاشت معنا ولا لا ... مارح يفرق معي او يغير بحياتي شي ... فهمت ..
احمد هز راسه : والله انت كلامك اللي غامض ... وتصرفاتك اللي ماتنفهم ...
فهد وقف قدام المراية يرتب شعره اللي لها دور بحلاوة شكله : انا اشوف ان تصرفاتي عادية ...
احمد سكر شنطته وحطها على كتفه : يالله خلص ... بستناك برا ..
فهد : دقيقة وبلحقك ..
رتب شعره الرطب مثل العادة ... سكر شنطته شالها وطلع يلحق على ولد خالته ..
ا
طلعت ندى من غرفتها و نزلت درج البيت وهي ترقص وتغني : يا طيب القلب وينك
حرام تهجر ضنينك ... مشتاقلك ياحياتي
عسى يردك حنينك ..
ياشووق عيني لعينك ..
نايف التفت لها وبنبرة سخرية قال : طرباااااااااانة .... وش عندك ؟!
ندى : وش عليك انت ... مقهور لأن صوتي أحلى من صوتك ...
نايف : ييييييييييع ...
ندى : يع في عينك يالبزر ..
نايف : يع يع يع ...
ندى بغرور : أصلا أنا وش اللي موقفني ومخليني أكلم بزر مثلك ..
تجاهلته ولا حتى انتبهت لكلامه ... وراحت لأمها وجلست جنبها ... خذت لها تمرة .. وكلتها
ندى : دريتي يمه ان امل بنت خالتي سارة موجودة عند خالتي
ام فهد : أي ادري ... دقت علي خالتك اليوم ... وقالت لي ..
ندى : وأكيد بتروحين لهم ؟
ام فهد : ايه اكيد ... لازم نسلم على امل ... وانت تراك بتروحين
ندى : ايه يمه اكيد بروح .... وانا مافتحت هالسالفة الا اني معزمة اروح
ام فهد : ومقررة بعد ؟
ندى : اكيد مقررة ..... روحة مثل هذي لعند امل ماتتفوت .... سوالفها كلها ماتتفوت
ام فهد : وقولي لشوق انها بتروح معنا ..
ندى : لا تخافين ... اقنعتها .. مع انها رفضت بالاول
ام فهد : المهم .. بعد صلاة المغرب احنا ماشين لهم
ندى : تم ..
قامت ورجعت فوق لغرفتها عند شوق ..
ندى : خلاص شوق بنروح لبيت خالتي اليوم ...
شوق : اووف .. ندى انا ماني برايحة ..
حطت ندى يدها على خصرها : وليش حضرك منتي برايحة ... خلاص انا قلت بتروحين يعني بتروحين ...
شوق تنهدت بضيق : ندى احسها مو حلوة اروح ارز وجهي معكم ..
وقفت ندى وتمت تشوفها بنظرات : ترا والله كف الحين ... انتي خلاص صرتي منا وفينا ... شلون يعني تنقطعين عن العالم ... مايصير ... خلاص أي طلعة بنطلع لها لازم تروحين لها ... وبعدين امي اللي قالت قولي لشوق انها بتروح ..
هزت شوق راسها : ..... خلاص بفكر واعطيك خبر ..
ندى : لا ياحبيبتي .... ماله داعي تفكير ... انا قلت لك بتروحين يعني بتروحين ... قفلي السالفة ... ولا كلمة ..
تو شوق بتفتح فمها بتقول شي ... قاطعتها ندى : قلت لك ولا كلمة ... بس ..
ضحكت شوق : هههههههههههه ... خلاص خلاص بروووووووح ... ارتحتي الحين ..
ندى : ومن قال اني انتظر رايك اصلا ..


**** **** ****
في بيت ابو احمد ....التجهيزات البسيطة قايمة لاستقبال بيت خالتهم .. كان استعداد بسيط وترتيبات روتينية .. في مجلس الحريم كانت امل بنتهم الحامل جالسة من زود التعب اللي تحس فيه مسكينة ..
امل تنادي : نوووووف ..... نووووووووف
دخل نوف عليها الغرفة : نعم .... نعم .... كل شوي نوف نوف .. ها آآآآمري تبين شي ...

**( أمل ... أكبر البنات في بيت ابو أحمد .. عمرها 25 سنة .. متزوجة من سنتين من " بندر " ... وهي حامل الحين بالشهر الأخير .. بنت حبوبة ومرحة واجتماعية .. والجلسة معها لها طعم ثاني )**..
امل : معليش حبيبتي ... جيبي لي كاس موية بااااارد .... مرة ريقي ناشف
نوف : ان شالله مدام ... أي اوامر ثانية ؟
امل : لا حبيبتي مابي اتعبك ...
نوف : اللي يسمعك الحين يقول ماتعبتيني ابد
امل : معليش استحمليني هالفترة .... جعلني ان شالله اخدمك في حمالك
نوف : آآآآآآمين .... وشوفي وش بسوي فيك
امل : ههههههههههههههه ...حرام عليك
دخلت ام احمد عليهم المجلس وفي يدها البخور تبخر فيه المكان ..
ام احمد : ياحبيبتي ...انسدحي عشان ترتاحين ...
امل : لا يمه ... خالتي وعيالها بيجون في أي لحظة ومابي استقبلهم وانا منسدحة
ام احمد : وهم مو بغرباء .... انسدحي بلا كلام فاضي ... انتي بالشهر الاخير ولازم تستريحين ..
دخلت نوف وفي يدها كاس الموية : سمي ... هذا كاس الموية ..
امل : تسلمين ... جعلك تشربينها في الجنة ..
نوف : آآآآمين
سمعوا الجرس يندق ...
نوف تنادي : محمد .... رح افتح الباب ...
دقيقة وطل وجه ندى عليهم ...
ندى : سلااااااااااااااااااااااااام يا ام الكرشة
امل تضحك : ههههههههههههههه ..... بيجي ذاك اليوم اللي اشوفك بهالكرشة ..
سلمت ندى على خالتها ... والتفتت لأمل ..
ندى : ههههههههههههه .... شخبارك حبيبتي ؟
امل : الحمد لله ... عايشين
ندى : هههههههههههههه .... تصدقين كأنك كورة مكومة على نفسها
امل : هييين ..... بيجيك من هالكلام في حملك بس استني
ندى ضحكت والتفتت لنوف تسلم .. مع انها شافتها بالجامعة ... بس زيادة الخير خيرين ...
شوق بعد ماسلمت على ام احمد تقدمت لأمل ...
امل : هلا شوق ... كيفك ؟
شوق : والله الحمد لله تمام ... شخبارك انت وشخبار الحمل معك ؟
امل : الحمد لله ... عايشين وصابرين ... كلها اسبوعين او اقل وارتاح
شوق : الله يعينك يارب
ندى : تصدقين امل ... مشتاقتلك موت موت .. وحشتيني ...
امل : حبيبتي انتي تشتاق لك العافية
ام احمد : نوف ... روحي نادي سهى ... شوفيها بالمطبخ ... قوليلها تجي تسلم
نوف : ان شالله
راحت ورجعت شايلة صينية القهوة ... وبعدها جت سهى .. سلمت وانضمت للجلسة
وبدت السواليف الحلوة واللي توسع الصدر ....
امل : الا فهد مهو بجاي ؟
ندى : الا يقول وده يجي يسلم عليك ... بس ان ماجا اليوم بيجي يوم ثاني
امل ضحكت : ياحليله فهد ....... ذكريات انا وياه وأحمد واختك نجلاء
ندى : انتوا بصراحة من كثر ماسمعت عن بلاويكم من امي وخالتي .... رباعي خطيييييير .... يصلح في المافيا
امل : اذا كنت سمعت عن سوالفنا بس من امي وخالتي .. فانت ماسمعت شي .... فيه اشياء كثيرة مخبية مايدرون عنها
ندى : ياما تحت السواهي دواهي ... اذا غير اللي سمعته فانتوا سويتوا مصايب
امل : اسمعي واحكمي بنفسك ... طبعا فهد كان هو العقل المدبر للمجموعة ... ويجيب افكار مادري من وين يطلعها
هو اللي كان يدبر كل شي ..... طبعا كل اللي كنا نسويه للتسلية بس ...كنا مانطلع كثير .... يا في بيتنا .. يا في بيتكم ...
حتى مرة كانت سهى نايمة في غرفتها ... وكانت تخاف من شي اسمه قطوة .... كان في بيتنا قطوة مو كبيرة بيضا منقطة بأسود ... كانت ملعوزتنا ولنا ايام نبي نصيدها بس ماقدرنا ... لين جاب فهد خطة ان حنا نحط لها لحمة في زاوية ولما تجي نحجرها كلنا اربعتنا .... المهم القطوة على نياتها جت تترزق الله ... الا فهد واحمد ناطين عليها بخيشة ورابطينها ... مادرينا وش نسوي فيها .... قال فهد خل ندخلها عند سهى بالغرفة.... شالوها وحطوها جنب سهى اللي كانت نايمه على سريرها ... وفكينا الحبل اللي مربطينه بالخيشة عشان تقدر القطوة تطلع .... وش سوينا ؟.. سكرنا باب الغرفة على سهى وانحشنا وتوزينا في غرفة أحمد .... وجلسنا في ترقب
القطوة بعد عمري قامت تتلحوس وتتقلب عند سهى وهي تماوي .... سهى انزعجت من الصوت وقامت ... فتحت عيونها على هاللي يتقلب قدامها .... والصوت اللي صادر منه ... تفاجات براس القطوة يطل من الخيش ويناظرها بنظرات تفحص ......... قلبت عيونها لها ساعة تبي تفسر هالشي اللي قدامها ... شوي الا صرخت صرخة دوت بالبيت كله ... القطوة نفسها خافت وقامت تدور وتفحط بالغرفة تبي تطلع .... سهى من الخوف كانت كل شي تطيح يدها عليه ترميها به ... والقطوة بس تبي تنقذ نفسها ... مرة فوق السرير ومرة فوق الدولاب ومرة تحت المكتب ....سهى كانت في حالة صراخ هستيري بس تنادي امي ..... وحنا في غرفة أحمد ميتين ضحك .. جت امي تركض لسهى من الخوف ... ولما شافت القطوة تدور في الغرفة صرخت هي الثانية .. لكنها ماصرخت من الخوف صرخت عالقطوة اللي ماتدري وش اللي جابها في وسط الغرفة ..
ام أحمد : حسبي الله عليك ... من وين جت هالقطوة ؟!.... انقلعي لا بارك الله فيك ..
طاحت يد امي على عصا كانت لعبة لسهى .. وقعدت تلاحقها ...
بس القطوة من شافت الباب مفتووح ... طيرااااااااان لبرا ...
امي ركضت لسهى ضمتها وقعدت تسمي عليها ... وحنا الاربعة مازلنا في غرفة احمد متسدحيين من الضحك
انغرقت الغرفة بالضحك حتى ام احمد ........
ندى : ههههههههههههه ....اووف اووف ... حرام عليكم ... هذي جريمة ..اشوى ان البنية ماانهبلت ...
سهى : انتي ماتدرين عنهم ؟ ..... وحوش هذولي .... ياما سوو فيني تجارب ... يقنعوني انها لعبة وانا على نياتي ... أخوض التجربة
امل : معليش سهى سامحينا .... كنا نتسلى فيك بس
سهى : وانا وش خذت من ورى هالتسلية الا الرعب والخوف ... بس هين ... ان ماسويت بولدك اللي في بطنك ماسويتوه فيني ماكون سهى ...
امل : انت بس جربي تلمسين شعره منه وشوفي وش بيجيك ...
ندى : انا بصراحة اشجع سهى عالانتقام ... اللي سويتوه فيها مو بشوي ...
ام احمد : أي والله بعد عمري بنيتي .... ياما جت لي تصيح من فعايلكم ... وياما قامت تصرخ في الليل من الكوابيس ...
شوق : ياعمري سهى .... لو اني منك اردها لهم مااخاف
سهى : انا لو اقدر عليهم ... مارح اقدر على فهد .... فهد هو ساس البلى .. فهد هو الداهية ..!!
كل المصايب كانت تجي من تحت راسه .. هو اللي كان يحرضهم يسوون فيني اللي سووه ... كأني ذابحة له احد ولا ماكلة حلاله ...


امل ضحكت : ههههههههه .... لا تخافين سهى .... موب انتي الوحيدة اللي كنت ضحية فهد .....
ندى باندهااااش : في ضحايا ثانية بعد ؟!!!
امل : هههههههههههه .... ايه ... واحد من عيال جيراننا ... والله كل ماتذكرت وش سوى فيه فهد .... اموت ضحك
نوف : ليش وش سوى في هالمسكين بعد ؟
امل : كان واحد من عيال جيراننا ..... كان بعمر فهد تقريبا يعني كانوا بعمر 8 او 9 سنين ... لكنه كان دلوووووووووووووع بشكل غير طبيعي ... اللي يشوف دلعه يقول هذا بنية مو صبي .... وكان يكره احمد وفهد لسبب مانعرفه .... وكان كل ماراح مع ابوه للبقالة وشاف احمد و فهد هناك قام يسوي حركات استفزازية بزعمه يقهرهم ... طبعا كل مرة كانوا يسفهونه ولا يعطونه وجه ... الا مرة في عيد الاضحى وعلى قولة المثل ( اتق شر الحليم اذا غضب ) ... عطا ابوي احمد لحمه يوديها لبيت جيراننا اهل الولد ... احمد خذ معه فهد وراحوا لذاك البيت .... ومن حظهم الشين الولد هو اللي فتح الباب ... واول ماشافهم حط يده على خصره وقال ... : خييييير وش تبون ....
بطريقة دلع ....
احمد وفهد قاموا يناظرون بعض وضحكوا .....
الولد تنرفز .... وقال : بعد بعد ... جايين لبيتنا وتضحكون علي ... انقلعوا ..
وتفل عليهم وسكر الباب ....
فهد ارتفع ضغطه من حركة الولد وقال : هين يالدلووع ان ماخليتك تندم ماكون ولد ابوي
اللحمة رجعت لبيتنا وابوي قال انه بيوديها بوقت ثاني ...
اللي صاران فهد جمعنا بعد كم يوم ... وقال لنا وش بيسوي في الولد ... احنا عجبتنا الفكرة ووافقنا ... خاصة ان الولد اذا جا بيتنا مع امه او ابوه قام يتمصخر علينا احنا البنات ...
فهد طلب منا انا ونجلاء اشياء نحضرها .. وهو واحمد بيروحون للولد ...
المهم راح احمد وفهد لبيت الولد .. وهم يدعون انه هو اللي يفتح لهم ... والحمد لله انفتح الباب .. وطلع قدامهم وقال : ... خير وش تبون ... تبون حلاو ؟ .. ماعندنا ...
احمد رد عليه :... لا يا حمد ... امي قالت لي اناديك .. عشان تاخذ عيديتك اللي ماخذتها ..
حمد المسكين قام يناظرهم بشك .... اما احمد قال : .. اذا ماتبغاها اقول لامي تعطيني اياها ... لان الحلاو اللي شاريته هالعيد يجنن .. بس امي عيت وقال لي مابقى الا شوي حق حمد ولد الجيران اللي ما أخذ عيديته ... ترا ياحمد كل عيال الجيران خذوا حلاو العيد الا انت
وحمد مازال الشك في قلبه وقال : .. وليش انتوا ماجبتوها لي الحين ..
رد عليه احمد : قلت لك ان امي عيت تعطيني تحسبني باكلها ... بتجي معنا ولا اقول لأمي انه مايبي وتعطيني اياها ؟..
واخييييييييرا انطلت عليه الخدعة ووافق ييجي معهم ... وفهد كان طوووول الوقت ساكت مايبي يتدخل في الحوار .. لان حمد يكره فهد اكثر من احمد واكيد ماراح يصدقه ...
حمد راح معهم لبيتنا ... واول مادخل قالوله ان امي بالملحق تنتظره ... الولد مسكين مايدري وين الله حاطه فيه ... راح معهم وكنت انا ونجلاء ننتظرهم جوا الملحق يدخلون ... اول مادخلوا ركضت نجلاء وقفلت الباب ... اما احمد و فهد مسكوا الولد وجلسوه على كرسي وربطوه بالحبل اللي جبناه انا ونجلاء ... الولد بدا ينتفظ من الخوف ... وفهد أخذ شطرطون ولزقه على فم الولد لا يصارخ ...
الولد بعد عمري بدت عيونه تذرف دموع .. وهو يقلب عيونه بيننا وقلبه يردع وكانه يقول وش ناوين يسوون فيني ....
فهد مسك عصا وقام يلوح بها قدام وجه البزر ... والولد عيونه تصب ... وفهد بدا الحوار معه ..
فهد بنظرة كلها احتقار : شفت انك ما تسوى شي ... يوم انك في بيتكم وقريب من ابوك قمت تطلع حكي وتسوي حركات ... بس الحين عيونك متفخة من الدموع والخوف .... ماعندك ابوك يدافع عنك ...
شف ياحميد .. ( يهدده) .... ترا احنا سكتنا لك كم مرة ... وانت مسوي قوي عند بيتكم وعند اهلك ... بس هالقوة وينها الحين ... ترا ان عدت اللي سويت او شفنا منك حركات ترا بيجيك اكثر من اللي شفت الحين والعصا هذي يتتكسر فوق ظهرك .. ( وصرخ ) .. فاهم ؟
هز الولد راسه بخوف وهو يتنفس بقوة ...
ابتعد فهد عنه وجلس على كرسي ... وقام يلعب بالعصا قدامه ... التفت لأحمد وهو مبتسم ..
فهد : ها احمد ... وش ودك نسوي فيه ؟!
أحمد وهو يفك علبة بيبسي .. وبكل برود الدنيا قال : والله أنا راي .... ولا أقول خلني أفكر ...
التفتوا اثنينهم مبتسمين بخبث لحمد اللي كانت حالته حاله ... وعيووونه حمرر من الدموووع
رجع فهد يلتفت لأخته نجلاء : وانتي نجلاء ... ودك نسوي في هالبزر شي ؟!
نجلاء الخبيثة مدت لفهد علبة موية .... فهد فهم مقصدها وخذ العلبة اللي كانت باااااردة مثل الثلجة ..
فهد : متاكدة انك تبيني أسويها فيه ... ؟!
نجلاء بخبث : أيه والله ياليت ... فيني حرة أبي أطلعها ...
فهد : حاااااضر .... ماطلبتي ...
فتح فهد علبة الموية ببرود وميلها بهدوء فوق راس حمد وهو يضحك بخبث
موية العلبة كلها انكبت فوق راسه .... الولد قام ينتفض ... فهد بسرعة سحب الشطرطون بقوة من فمه عشان يتنفس ...
الولد قام يكح ويصيح ....
فهد ضربه على راسه وهو يصرخ : ششششش ... هي انت قلت لك بدوون صراخ ...
حمد حاول يتمالك نفسه ...
قاله فهد : ... شف ترا احنا بنفكك الحين ونخليك تروح لبيتكم ... بس اذا درينا انك معلم ابوك او أي احد ترا بنمسكك من شعرك ونجرك وبنجيبك مرة ثانية ... فاهم !!؟
الولد هز راسه وهو يرتجف برعب ... بعدها فكينا انا ونجلاء الحبل ... وفتحنا الباب وطلعناه .... وعطا احمد الولد كيس وقاله
أحمد : ... خذ هذا حلاو العيد .. مايصلح تجينا ولا نضيفك ( يتمصخر )... الولد خذ الكيس وهو يبكي .... بعدين ركض لباب الشارع وعلى طووووووول لبيتهم ... واحنا نسمع صياحه واصل لآخر الحارة ....... ههههههههههههههههههه .... وبعد كذا كل ماشاف احمد وفهد.. انحاش وقب

ندى وهي تحط يدها على راسها : اووووووف ..... ياكبرها عند ربي ... حشا موب اوادم انتوا
ام احمد : لا بالله منتو بصاحيين .... كل هذا مسوينه ولا ندري عنكم
ام فهد : حتى انا .... فهد ماقد جاب لي طاري على سواياه
امل : متفقين احنا ان محد يدري ياخالتي....
نوف بذهول : فهد الظاهر وقتها كان يحسب نفسه في شيكاغو...
أمل : فهد اول مهو بهين... ياويل اللي بيحتك فيه ... ان يمسح بكرامته البلاط .. !!
ندى : وهو ليومك مهوب هين ..... ياما تحتك بلااااااوي يافهيد ..
شوق بنبرة سخرية : مصيبة اذا كنت اخته ولا تعرفينه زين .. !!!
ندى : وهو يخليني اعرف عنه شي ... كأنه مجرم ..!!
ام فهد : ندييييو ... وش هالكلام عن اخوك ؟
ندى : وانا صادقة يمه .... مايسوي اللي سواه الا المجرمين ...
امل : هههههههههههههههه تبين تسمعين عن بلاويه بعد ولا يكفي اللي سمعتيه ؟ ...
هنا سمعوا صوت احمد .....
احمد : احم .... يااااا ولد ..
تغطت ندى وشوق ...
امل : اقلط يااحمد ...
احمد : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
تقدم احمد لخالته وحب راسها : شخبارك خالتي
ام فهد : بخيييير الله يسلم عمرك .... شخبارك انت ؟
احمد : تمام الحمد لله ...
التفت لندى وشوق المتغطيات : شخبارك ندى ؟
ندى كانت تنتظره يسلم بلهفة : الحمد لله ... كيف حالك انت ؟
احمد : الحمدلله عايشين ...
على طول شوق سلمت : كيف حالك يااحمد ؟
احمد : هلا هلا شوق ... الحمد لله .. شخبارك انت ؟
شوق : طيبة الحمدلله ...
راح احمد وجلس جنب اخته امل : ها شخبار هالكرشة اليوم ؟
امل ضربته على كتفه : وانت كل ماشفتني قلت لي كرشة ... هذا ولدي الله يسلم لي بعمره..
احمد : وعساه يطلع مزيون مثلي ..
امل : لا ان شالله ... يطلع على ابوه احلى منك ...
احمد بسخرية : اما احلى مني فكثري منها .... اسألي الحاضرين ويقولون لك من الاحلى
( التفت لأمه ) ها يمه من الأحلى .. انا ولا بندر رجلها ؟
ام احمد : والله يااحمد انت مزيون وهو مزيون
امل : شفت قالت لك مزيون ...
احمد : امي ماتبي تكسر خاطرك .. اسألي خالتي وهي تقول .... ها خالتي من الاحلى ..؟
ام فهد وهي تضحك : انت احلى ياولد أختي ..
احمد : شفتي انا احلى ... وانت نوف وش رايك ؟
نوف تبي تقهره... وبدون تردد : بندر احلى .... ( وقامت ترفع حواجبها باستمرار تبي تغيظه )...
احمد مااهتم لحركاتها وعطاها مثل مايقولون طاف ...
امل : وهذا صوت نوف في صالحي ...
احمد : لحظة ... وانت سهى ؟
سهى كانت جالسة عالارض ... ضربتها امل برجلها عشان ماتقول احمد ...
سهى : آآ .... بندر
احمد رفع يدينه : لااااااا مايصير .... في مؤامرة هنا !!! ...
والتفت لندى : وانت ندى وش تقولين ؟
انتفضت ندى في مكانها ... وش اقول لك .... ماتدري انك احلى واحد بعيني ...
ندى بتوتر : طيب ..... انا ما أذكر شكله ؟
احمد : مو بمشكله .... امل معها صورة له في بوكها .... عطينياها خل تشوفها ..
طلعت امل الصورة من البوك وعطتها احمد اللي مدها لندى ..
خذتها وجلست تتأملها ....
احمد : ها ندى وش رايك .. من الاحلى ؟.. انا ولا هو؟
ندى بارتباك : آآآ .... انت .... احلى .... ( كلمة "أحلى " قالتها بهمس وبصعوبة طلعت منها )
احمد : اهااااااااا ..... شفتي ... ندى تقول انا احلى
امل : لا لحظة .... باقي شوق ... خل نشوف ... راي شوق هو اللي يحدد
خذت شوق الصورة من ندى .. وتأملتها ...
امل بترقب : شوق قولي الصدق ... من احلى ؟
شوق بثقة : بصراحة يا أمل .................................. اخوك احلى .....
احمد صفر : ثلاثة ضد ثنين .... انا يعني انا ...
امل بقهر : مايهمني راي احد ..... رجلي يتم في نظري احلى منك بمليون مرة
احمد يضحك : معليش امل بقولك شي .... ترا رجلك بآخر مرة شفته اعترف باني احلى منه ...
أمل : قلت لك مايهمني راي أحد ... حتى لو رايه هو ..
أم أحمد قاطعتهم : أحمد ... وش هالبلاوي اللي مسوينها من اول ومخبينها عني ؟!!...
أحمد التفت لأمه مبتسم وبنفس الوقت مستغرب : خير يمه ... أي بلاوي ... ؟!
الكل : هههههههههههههههههههههههههههههههههه
أحمد تلفت لهم كلهم مستغرب : لحظة شفيكم ..... ( والتفت لامه ) أي بلاوي تقصدينها ؟!
ام أحمد : البلاوي اللي كنتم تسوونها وانتم صغار ... انت واختك امل وفهد ونجلاء ...
احمد ظل يفكر بعدين ضحك : ههههههههههههههههههه ..... أي بلاوي بالضبط ( وباعتراف صريح ) حنا سوينا مية بلوى ... أي وحدة تقصدين ؟!! ..
نوف بازدراء : وتعترف بعد من قواية الوجه ...!!!!
احمد : أيه اعترف ... أي بلوى تقصدينها يمه ...؟!
ام احمد : أولها حمد ولد جيراننا اللي كانوا ساكنين جنبنا في بيتنا الأول ...
احمد غرق في الضحك خلت عيون ندى تتعلق فيه ....
ياااربي مقدر اتحمل ... ياحلوه ياناس ياحلوه ... أمووت فيه ... لا تضحك تكفى بهالطريقة ترا اذوب اكثر ... انت ابتسامة وحدة منك تكفي اني أسيح ... اجل شلون ضحكة .. !!!
أحمد : محد يعرف عن هالسالفة غيرنا حنا الأربعة ... انتي اللي قلتي لهم يا امل ؟!
أمل : أيه ...
ام فهد : صدق يااحمد ... هذي فعلة تسوونها بالولد ؟!.... زين انه ما مات من الخوف ...
احمد : والله ياخالتي هذي خطط ولدك فهد ... اقترح علي وانا وافقت ...
ام فهد : وانت ليش وافقته ؟! .... انت تعرف فهد وهو صغير يسوي اللي في راسه مهما كانت النتايج ..
احمد : بصراحة ياخالتي الولد كان منرفزنا كلنا وحبينا ننتقم ...
نوف : تروحون تربطونه وتغطون ثمه !!.... لا وبعد بالموية فوق راسه ..
احمد : هههههههههههههههه .... لو ماسوينا كذا كان ماتأدب ... ههههههههههههههههههههههه
ام فهد : صدق انكم منتو بصاحين !!!
أمل جت في بالها فكرة : الا اقول احمد ..
التفت لها : هلا ...
امل : احمد .... غن من زمان ماسمعتك تغني ... مشتاقة أسمع لك ..
احمد ضحك من طلبها : هنا عاد ؟!..... بعدين خلي الضيوف يروحون واغني لك ..
ام فهد : وليش ياأحمد ؟!.... انا بعد ابي أسمع صوتك .. يقولون صوتك حلو ..
احمد : ههههههههههه ... خالتي ... مقدر .. البنات كلهم فيه ...
نوف : يااااااي ياللي تستحي ... عادي انا دايما اسمعك تغني مو بأول مرة ...
احمد : هههههههههههههههه .... أخاف مايعجبك ياخالتي ... واتفشل ..
ابو فهد : لا ابد .... كل شي فيك حلو ..
احمد : ههههههههههههههههههههههه ..
امل مسكته بذراعه تترجاه : يالله احمد تكفى اغنية وحدة بس ...
احمد : اخاف البنات اللي هناك مايعجبهم صوتي ..( يأشر على ندى وشوق ) ...
نوف باندفاع : لاااااا عااادي ... أصلا ندى تقول ان صوتك حلو ... تموووت فيه ...
فتحت ندى عيونها عالآخروتجمع الدم كله في وجهها ... الله يفضحها مثل مافضحتي ...
حست بشوق تنغزها وتبتسم لها ..
احمد التفت لندى مبتسم : صدق ندى ؟!.... صوتي يعجبك ؟!
ندى بعد مابلعت ريقها لخمس مرات متتالية : أي.... أيه ... يعجبني مرة ...
احمد : خلاص أجل مادام كذا ... بغني ...
امل بحماس : يالله ...
احمد بتفكير : وش تبوني اغني ؟!..
امل : تنتظر كلمة احبك حقت عبدالمجيد ... لابقة على صوتك مرة ...
نوف : أيه والله هالأغنية روووعة على صوتك .....
سهى سحبت الطاولة بتطق عليها : خلاص أحمد انتا ابدا وانا بطق عالطاولة ...
نوف : أيه واحنا البنات بنصفق معك ...
بدت سهى طق عالطاولة ... كانت سهى تعرف نوعا ما ... وبدا احمد الكلمات الأولى بتأني ورومانسية وهدوء .. مثل أي مطرب : تنتظر كلمة أحبك ... شايفك مشغول فيها ..
كل شي بوقته حلو .... ليش مستعجل عليها ...
زادت سهى من الطق وخلته يتفاعل اكثر وجا دور أحمد : تنتظر كلمة احبك .... شايفك مشغول فيها ... كل شي بوقته حلو ... ليش مستعجل عليها ....
( زادوا التصفيق ) بكرة هيا اللي تجيك ... .وتمر كل لحظة عليك ... انتا بس طولي بالك ... كل شي بوقته حلو ..
بكرة هيا اللي تجيك ... وتمر كل لحظة عليك ... انتا بس طولي بالك ...كل شي بوقته حلو ..
وقف احمد للحظات بينما استمر الطق والتصفيق من البنات ...
نوف وندى وشوق تفاعلوا من قلب : ياهوووووووووو ...
تموا يصفقون ويطقون على حسب الاغنية ... والجو حماسي عالآخر والكل متفاعل ..حتى ام فهد وام احمد ..
ضحك احمد وكمل : في ثواني في دقايق ... في شهر ولا سنة .... القلوب هيا اللي تحكم ... ماهو انتا او انا ...
في ثواني في دقايق ... في شهر ولا سنة ... القلوب هيا اللي تحكم ... ماهو انتا او انا ...
التفت احمد لندى وشوق مبتسم وحط يده على قلبه : ينولد حبك وحبي .. واعشقك ياروووح قلبي ... ( ويأشر لهم بيده ) انتا بس طولي بالك ....
كملوا البنات بانفعال : كل شي بوقته حلو ...
احمد : آآآآآآآآآه ينولد حبك وحبي ... ( يمد يده لهم ) واعشقك يارووح قلبي ... انتا بس طولي بالك ..
البنات : كل شي بوقته حلو ..
احمد يغمز لندى وشوق : ياحلو ...
البنات : تنتظر كلمة احبك ... شايفك مشغول فيها ... كل شي بوقته حلو ... ليش مستعجل عليها ...
وزاد التصفيق والطق ... والحماس زاد ... واحمد تم يضحك ..
الاصوات والجو الحماسي زاد عن حده حتى البزران نايف ومحمد ومنى جو يركضون يشوفون وش السالفة ... استانسوا وقعدوا يصفقون معهم ..
نوف وهي تصفق بيدها : أيواااا ..... أقوى أقوى ...
احمد غمض عيونه : خلنا نفهم بعضنا ... قبل مانهوى نضيع ... مابعد برد الشتا ... الا نسمات الربيع ..
خلنا نفهم بعضنا ... قبل مانهوى نضيع ... مابعد برد الشتا ... الا نسمات الربيع ..
ورجع يلف عيونه على ندى وشوق ... ويسوي لهم حركات بيده : واوعدك كلمة احبك ... منها مايمل قلبك ... انتا بس طولي بالك ..
البنات : كل شي بوقته حلو ..
احمد : آآآآآه اوعدك كلمة احبك ... منها مايمل قلبك ... انتا بس طولي بالك ..
البنات : كل شي بوقته حلو ..
احمد : آآآآآه كل شي بوقته حلو ..
البنات : ياحلو ..
وقف احمد وهو يضحك ... والكل قام يصفق له ويصفر ...
ام احمد : عاشوا ...!!
أمل : ياهووو .. ياأحمد .. أثرك مو سهل ... ضبطت اللحن بشكل خطير .... روعة الاغنية على صوتك ...
احمد تم يضحك : هههههههههههههه ... مشكوورة ...
ام فهد : والله يااحمد ... اول مرة اسمعك تغني وفاجأتني بصراحة ... وين هالمواهب مدري عنها انا ...
احمد : ههههههههههههههه ... عاد البنات ماقصروا دخلوني جو معهم ...
نوف : رووووعة رووووعة يااحمد .... تكفى اغنية ثانية ... وحدة ثانية ...
احمد : لا خلاص انا تعبت ...
سهى : صراحة فللللة ... مو بناقصنا غير الطيران والأورغ ...
نوف : يالله عاد أحمد لا تمن علينا بصوتك ...
احمد يضحك على اخته الطماعة : انا معطيك وحدة من اشرطتي فيها عشر اغاني ... روحي اسمعيه ..
ندى في هاللحظة جمدت ... والتفتت لها شوق مبتسمة بخبث ..
نوف بحسرة : يووووه يا أحمد .... هذاك الشريط ضاع ... مدري وين راح ؟!
شوق تهمس لندى بخيث : أعلمها وين الشريط ؟
ندى : بذبحك ...
نوف : يعني مارح تغني ...
احمد وهو قايم : مرة ثانية ان شالله ... يالله انا بطلع ... سلام ..
اشر لهم كلهم بيده ... وطلع ..

قعدوا وحلفت عليهم ام احمد مايطلعون لما يتعشون ... وفعلا تعشوا وراحوا للبيت ..
دخلوا شوق وندى الغرفة وكل وحدة غيرت ملابسها ولبست بجامة نوم .. وراحوا للسرير وانسدحوا ...
كانت شوق خلال الظلام تحس ان ندى صاحية لسا مانامت .. وتحس بها في تفكير عميق ..
شوق بهدوء اشبه بالهمس : ندى ...
ندى : هممم ...
شوق : وش قاعدة تفكرين فيه ؟!...
ندى : في ولا شي ..
شوق : الا ... تفكرين ...
ندى : عادي ... افكار ماقبل النوم ...
صمتت ندى للحظات .. بعدها بدت تغني نفس الأغنية اللي غناها احمد اليوم :
ينولد حبك وحبي ... واعشقك ياروووح قلبي ...
انتا بس طولي بالك ... كل شي بوقته حلو .... ياأحمد ...
نطقت باسمه بتلحين نفس لحن الأغنية ....
ابتسمت شوق ... ياحليلك ياندى .... كانت منسدحة على يسارها ومعطيه ندى قفاها ... وندى منسدحة على ظهرها وعيونها مرتكزة عالسقف خلال الظلام ...
كانت فعلا تفكر ... تفكر باللي صار اليوم في بيت خالتها ... والنظرات اللي أسرتها من عيون احمد وهو يغني ... حست في نظراته عمق غريب ... وصوته بدا لها أحلى بمليون مرة من المرات اللي سمعت له فيها ....
خافت للحظات انه هالشعور من نظراته يكون من اوهامها ولا له أي صلة بالواقع ... لكنها تذكرت سعادتها اللي اول مرة تحس فيها وهو يناظرها بذيك النظرات اللي ذوبتها بمكانها ..
تمت في تلك اللحظات تتمنى هالثواني تدوم وتدوم وتدوم وتروي عيونها وقلبها من نظراتها وكل شي فيه ...
ابتسمت ... وصاحبت هالابتسامة دمعة خفية سالت بهدوء لما بللت المخدة برفق ... حست برطوبتها رفعت يدها ومسحتها ... ليش هالدمعة الحين ... هل هو فرح ... ولا خوف .. ولا .....
مالقت كلمة ثالثة تعبر فيها عن اللي داخل قلبها .... يمكن تكون وحدة من الثنتين .. فرح او خوف ...
ياترا .. فيه تعبير ثالث ممكن يعبر عن هالدمعة ... آآآآآآخ ... أحبك ياأحمد ... ليتني أقدر أقولها لك ... وارتاح من خوفي اللي بقلبي ...
تذكرت فجأة البيت للي غنى فيه " واوعدك كلمة أحبك ... منها مايمل قلبك ... انتا بس طولي بالك " .... أوكي ياأحمد ... أنا رح أطول بالي وأشوف .... تصبح على خير حبيبي ...
غمضت عيونها بهدوء لما نامت بسلام ...



* ماهي حقيقة مشاعر احمد تجاه ندى ... ؟!.. وهل احاسيسها تجاهه حقيقية ولا من نسج خيالها واوهامها ...؟!..

* ماسبب الكلام اللي قاله فهد عن بنت عمه وماهي حقيقة شعوره ناحيتها ؟!...

* حدث جديد راح يصير في بيت ابو فهد .. ماهو ومن أي نوع ؟!


قمرهم كلهم 06-19-2010 10:54 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج الثامن زء ....
في غرفة ندى ... كانت شوق ماسكة القلم وتشخبط في ورقة ... سرحانة وتفكر والقلم في يدها يتحرك ويرسم خطوط متداخلة بدون وعيها ... اما ندى كانت عند التلفون تكلم البنات وتسكر من وحدة وتبدا بوحدة ...
ندى : ها ابتسام ... الخميس اوكي ؟
ابتسام : اوكي ولا يهمك ...
ندى : لا تنسين .. ضروري تجين ..
ابتسام : لا تخافين ماني ناسية ..
ندى : يالله اجل طولت عليك ... باي
ابتسام : باي
سكرت والتفتت لشوق اللي كانت تناظرها ....
ندى : ليش تناظريني كذا ؟
شوق : وش ناوية عليه .... تدقدقين عالبنات من وحدة لوحدة من الصبح ..
ندى هزت كتوفها : اسلم عليهم ...
شوق مستغربة : تسلمين عليهم ؟
ندى : ايه
شوق : طيب وش سالفة يوم الخميس .. اللي كل من دقيتي على وحدة قلتي لها الخميس
ندى : بعدين اقولك ...
شوق : ليش يعني سر ؟
ندى : لا بس خليني اكلم نوف وسهى واخبرهم بعدين اقولك وش ناوية عليه ...
دقت على رقم نوف ...
ندى : الو هلا نوف
نوف : هلا ندى .. كيفك ؟!
ندى : تمام الحمد لله ...
نوف : مسرع اشتقتي لي ... توك امس ببيتنا ..
ندى : لا تصيرين واثقة .... داقة عشان اعزمك لبيتنا يوم الخميس ...انت وسهى وبنات عمك ...
نوف : عزيمة في بيتكم ... وش المناسبة ؟
ندى : مو عزيمة حريم ... حفلة بنات يعني ...
نوف : طيب وش المناسبة ؟
ندى : حفلة خاصة لشوق ..
التفتت شوق مبلمة ... حفلة خاصة فيني .. ليش ؟
نوف : آآآه فهمت .... اوكي بكلم بنات عمي واعزمهم ..
ندى : حلو ... يوم الخميس لا تنسين .. لأني مارح اذكرك بصير مشغولة ..
نوف : don't worry
ندى : خلاص اجل ... باي
نوف : بااي
بعد ماسكرت ندى بادرتها شوق بالسؤال ..
شوق : وش سالفة هالحفلة ؟!..
ندى : حفلة ترحيب ... ارتحتي ..
عقدت شوق حواجبها من زود الاستغراب : حفلة ترحيب ؟!! ... ليش شايفتني ضيفة بقعد فترة وبروح عنكم عشان تقولين حفلة ترحيب ..
ندى : وهالحفلات مايسوونها الا للضيوف ... انت بالنسبة لي اخت جديدة ... وابغى ارحب فيك ..
شوق : ماله داعي ... خلاص شفت ترحيبك شلون كان حار
ندى : شويييق .... انت مالك دخل باللي بسويه ... انا عزمت وخلاص ... انت ماعليك الا انك تنتظرين يوم الخميس وبس .... فاهمة ... ولا تقعدين تحنين على راسي
شوق : خلاص خلاص ... مارح اتكلم ... بنطم ( حطت يدها على فمها )
ندى بمزح : يكون احسن بعد ..
توجهت ندى للحمام ..
رجعت شوق تتكلم : انتي مدري وش اللي بيطلع لنا منك اكثر ..
رجعت ندى التفتت لها : شويق ...!!
شوق : هههههههههههههههههه ... خلاص بنطم ... هممم ( رجعت حطت يدها على فمها )

بعد ساعتين بالصالة تحت .. ام فهد تتكلم مع زوجها ..

ابو فهد : ومن وين جابت هالفكرة ...؟!!!
ام فهد : انا ادري عن بنتك ... اسألها ...
ابو فهد : ههههههههههههههههههه .... ياحليلك ياندى ...
ام فهد : ايه بس اخاف تعفس البيت علينا ..
ابو فهد : لا يا الجوهرة ... ندى معد هي بنت صغير ة .. خلاص صارت حرمة واكيد بتتحمل المسؤلية ..
ام فهد بضيق : والمسؤلية بتطلع في هالحفلة اللي بتسويها ؟ ... ياما في مناسبات اقل من هذي ماشفت منها أي مسؤلية ..
ابوفهد : يالجوهرة البنت تبي تفرح ببنت عمها .... خليها تسوي اللي تبيه ...
ام فهد : وانا الحين ما أقدر ارفض .... بنتك عزمت وخلصت ثم جت تقول لي ..
ابو فهد ضحك : ياخبثها هالبنت ... طالعة على امها ...
ام فهد : وانت الصادق طالعة عليك ...
دخل فهد في هاللحظة جاي من برا ..
فهد : مسا الخير
ابوفهد + ام فهد : مسا النور ..
راح وجلس عالكنبة جنب امه : اشوف الابتسامة شاقة وجيهكم ... ضحكونا معكم ..
ام فهد : ابد سواليف ...
فهد وهو يغمز : علينااااا ..... سواليف ولا اسرار ماتبوني ادري ..
ابو فهد : وانت بالله عليك لو اسرار بنقولها هنا في وسط الصالة ..
فهد : اجل وش السالفة ؟؟!
ام فهد : مافي سالفة ولا شي ... هوو !!
هز فهد كتوفه بلا مبالاة : مافي سالفة مافي سالفة ... المهم انا جوعان متى العشا ؟!
ام فهد : ربع ساعة ..
قام فهد متوجه للدرج : خلاص انا برقى لغرفتي واخذ لي دش وانزل ..
ام فهد : بسلامتك بس لا تطول لا يبرد عنك ..
وصل فوق ودخل لغرفته ..

......................

ندى : صحنين بيتزا ...صحنين فطاير سبانخ ... ثلاث صحون ورق عنب ... صحن بقلاوة
صحن بلح الشام حجم كبير ... صحن فطاير بالجبن ... بيبسي ... علبتين عصير كوكتيل وبرتقال ومانجو وتفاح ..... 3 صحون تبولة وحمص ومتبل .. صحن كبة ..
شوق : هوو هوو ندى خلاص يكفي .... كل هذا بتجيبينه ..
كانت ندى منبطحة عالسرير .. ماسكة القلم وتفكر وهي مغمضة : انا وش قلت ... قلت اسكتي ولا تتدخلين ..
شوق : لا بس شوفي الورقة وشلون صارت ... حشا عرس مو بحفلة صغيرة
ندى : اووووف ..... شويق خليني اعرف افكر وش احتاج زيادة ...
شوق : كل هذا وبتجيبين زيادة .... الله يعين البنات اجل ..
ندى : توك هذي البداية انا في بالي فكرة ...
عقدت شوق ذراعينها قدام صدرها : نورينا ياأم الافكار ..!!
ندى : فهد عنده استريو كبير بغرفته ... وش رايك ناخذه ونسوي ديسكو بالحفلة ... والله بيصير صرقعة ووناسة ..
شوق : وانت من وين جبتي هالفكرة ..
ندى : كثير بنات لما يسوون حفلات في بيوتهم يحطون ديسكو ودي جيه ... حتى انا مرة رحت لحفلة وحدة من صديقات سهى ... حاطة دي جيه يصرقع الدنيا ... كانت رقص ووناسة .. حتى انوار صالة الحفلة كانت مرة رهيبة ... كأنك في وحدة من النوادي الليلية ...
شوق بعدم اقتناع : طيب تهقين عمي يوافق على هالشي ...
ندى : هذا اللي انا خايفة منه ... اخاف يرفض .. اعرفه ابوي مايحب الدجة الزايدة عن اللزوم
شوق : والله دبري عمرك مع ابوك ...
ندى ويدها على خصرها : وليش ماتساعديني يالدبا
شوق : مو انتي قلتي لي من البداية مالك دخل وصكي فمك ليوم الخميس ... خلاص انا بسكت وانت اللي دبريها ..
خذت ندى المخدة اللي جنبها ورمتها على شوق ........
دخل نايف في هاللحظة ...
ندى : نيووف ... مافي احم ولا دستور ...
التفت نايف لشوق وهو معفس وجهه ... ويسوي حركات بيدينه يسأل وش تقول هذي ...
ضحكت شوق ....
ندى : معناته يا غبي ليش ماتطق الباب ...
نايف : اولا مالغبي الا اللي قاله ... ثانيا امي مرسلتني اقولكم العشا ..
وراح ...
ندى : وهالولد كل ماكبر كل مازاد عناد ..
شوق بهمس : تستاهلين ..
ندى : وشو ؟
شوق : لا ولا شي ..
ندى : يالله قومي خلينا ننزل ... ميتة جوع ..
شوق : والله شكلك ماجعت الا من هاللي كتبتيه في الورقة ..
ندى : يالله بس خلينا ننزل ...
شوق : روحي اسبقيني ... انا بخلص مذاكرة هالصفحة وانزل
ندى : لا تتأخرين ..
نزلت ندى .. وجلست على طاولة الاكل
ابو فهد : وين شوق اجل ؟
ندى : شوي وبتنزل .. عندها مذاكرة والحين بتخلص
ام فهد : نايف ... طقيت على فهد باب غرفته وقلتله العشا
نايف : ايه .. وقالي خمس دقايق ونازل ...

كانت شوق توها مخلصة مذاكرة .... قامت دخلت الحمام وغسلت يديها وطلعت من الغرفة .. سكرت الباب والتفتت .. شافت فهد توه طالع ويسكر باب غرفته وكان لابس ترنغ رياضي ...
تجمدت في مكانها .... فهد حس بحركة التفت وشافها واقفة وتناظره ... اول ماشافته انتبه لها عودت لفت بتدخل الغرفة مرة ثانية ... لكنها سمعت فهد يستوقفها ..
فهد مبتسم : لحظة .. لحظة .. وين ؟
ارتبكت شوق : آآ ... للغرفة ..
فهد : والعشا ..
شوق : م.. مابي عشا ...
فهد : بلا دلع !! ... قدامي يالله ..
شوق اللي كانت منزلة راسها احمرر وجهها ... وتقدمت قدامه ... وطول ماهي تمشي ..
كانت تحس انه يضحك ...
نزلوا للصالة في وقت واحد ... ندى من شافت وجه شوق وشلون كان ... ضحكت ..
جلست شوق جنبها وقبصت فخذها ..... ندى بهمس : آآي
شوق : وش تضحكين عليه انت ووجهك ..
ندى : ههههههههههههههه ... اضحك عليك ..
شوق : ليش وش فيني ؟
ندى : روحي للمرايه ... وشوفي وجهك وتعرفين ..
شوق : موب مني .. من اخوك ..
ندى : وانا دراية انه فهد .... وش سوالك ؟
شوق : بعدين اقولك ..
وبدوا عشا وشوق ما أرسلت ولا نظرة لفهد .. لكن ندى كانت ترسل له نظرات تهديد بين فترة والثانية تقول وش سويت لبنت عمي ... وهو كل ماشاف هالنظرات ضحك ..

**** **** ****

في بيت ابو احمد ... كانت نوف جالسة تتفرج عالتلفزيون وتقشم حب ( فصفص ) والبيبسي قدامها ... تتابع وحدة من أفلام الآكشن ... يعني القعدة وقتها .. شي ..
جتها اختها ريم ( سبع سنين ) .. ومعها كتابها ودفترها ..
نوف وعيونها عاالتلفزيون ومندمجة حدها : هاه ريم وش تبين .. روحي خليني اعرف اتفرج ..
ريم : ماما تقول روحي لنوف تدرسك ..
نوف : بعدين ريم بعدين .. مو الحين ..
ريم : طيب انا مااعرف احل هالتمرين .. ساعديني ..
نوف : حبيبتي ريم ... قلت لك مو الحين .. خليني اشوف البطل وش بيصير فيه ..
وقفت ريم قدامها وماتحركت وتمت تتأفف ..
نوف بشوية حزم : ريم وبعدين معك ؟!... قلت لك خلاص بساعدك لما ينتهي الفلم .. واذا كنتي مستعجلة روحي لسهى ...
ريم : سهى تكلم في التلفون ..
سكتت نوف وقعدت تتابع ... اما ريم تربعت عالأرض بملل تنتظر هالفلم يخلص ...
بعد فترة دخل احمد للصالة .. راح وقعد على وحدة من الكنبات وقال يوجه الكلام لاخته نوف : سلام ..
ظلت عيون نوف عالتلفزيون ومتابعة بحماس .. بس ردت عليه ببرود : هلا ...
احمد يتهزى : " هلا " ... مافي هلا والله بخوي .. حبيب قلبي شلونك عساك بخير ..
نوف بنفس البرود : لا ... عايش معي ل 18 سنة متواصلة .. وملوع كبدي تبيني ارحب فيك واهلل ..
احمد ضحك ... عرف انها مندمجة في الفلم وقالت هالكلام تبيه يسكت وينطم عشان تشوف زين ..
احمد : اعووذ بالله ... وش هالفلم اللي ماخذ قلبك ؟!..
نوف : اللي تشوفه ..
احمد حب يستفزها : اقول نوف ..
نوف : .............
احمد : نووووووف
نوف : .............
احمد زاد من نبرته : نوووووووووووووف ووجع !!
نوف صرخت : هاااااااه وش تبي ؟!... خلني اشوف ... البطل بيموت وانت تزاعق فوق راسي ..
احمد : لما اناديك ردي علي ...
نوف : منيب .. ارتحت الحين ..
احمد رجع يحاول يستفزها : نووووووووف ...
نوف : تبن ...
مسك المخدة ورجمها عليها وضربت براسها ...
نوف : آآآآآآآآآي ... احمدووه خلني رايقة .. لا تعفس لي مزاجي .. خلني اشوف على راحتي ..
احمد : ههههههههههههه ... خلاص شوفي على راحتك لا تاكلينا بلسانك الحين ...
قام رايح لغرفته يغير ملابسه ..
بعد ماغاب احمد فوق دخلت ام احمد للصالة .. وشافت حال بنتها ريم اللي قاعدة ومسندة وجهها على يدينها في وضع يشير للملل .. التفتت لنوف : نوف وراك ماتدرسين اختك ؟!
نوف : قلت لها يمه بعد الفلم ... بيخلص الحين مابقى عليه شي ..
ام احمد : اختك اهم من الفلم ..
نوف بضيق تنهدت : يمه تكفين ترا من زمان ما تابعت فلم كامل بدون ماتخربونه علي .. خليني هالمرة اشوف على راحتي ..
ام احمد : واختك من يدرسها ؟!...
نوف : حاضر يمه حااضر .. انا بدرسها بس بعد الفلم .. اوكي ؟!..
سكتت ام احمد وراحت للمطبخ تشوف وش صار عالعشا ..
أثناء العشا .. كانت نوف قبله درست اختها وساعدتها .. جلسوا على طاولة الطعام ..
ابو احمد : نوف شخبار الجامعة اليوم ؟!..
نوف : كويسة ..
ابو احمد : حلوة مثل ماتوقعتيها ولا العكس ؟!.
نوف : والله فيها محاسن ومساوئ ..
ام احمد : انتي اصلا مايعجبك العجب ولا الصيام في رجب ..
نوف : يمه مو انا لحالي ... فيه دكتورات يرفعون الضغط ويكرهون الوحدة بالمحاضرات والجامعة بكبرها ... حتى اسألي شوق ..
ابو احمد : الله يوفقك ان شالله ..
في نصف العشا .. تذكرت نوف مكالمة ندى لها وطلبها .. رفعت راسها لاختها سهى ..
نوف : أيه سهى .. صدق ماقلت لك ..
سهى : وشو ؟!..
نوف : ترا ندى عازمتنا يوم الخميس لحفلة ..
سهى : حفلة ؟!.. وش المناسبة ؟!
نوف : مدري .. بس تقول حفلة لشوق ..
ام احمد ابتسمت : ياحليلها ندى ... مابقت في راسها شي الا وسوته لبنت عمها .. يابختها شوق فيها ..
احمد : مسكينة هي بعد .. فهد هالخبل موريها الويل ونجلاء مسافرة .. من لها الحين غير بنت عمها ..
نوف بقهررر : تدري أحمد .... ولد خالتك هذا ودي أزنطه ..
احمد : ههههههههههههههههههه .. لا يسمعك تقولين عنه كذا ولا ترا بيحطك في الصورة وبتشوفين منه الويل انتي بعد ..
نوف : يممممممه .. لا خلني بعيد عنه احسن ...
رجعت سهى تكلم اختها عن سالفة الحفلة : والحفلة هالخميس ولا اللي بعده ؟!
نوف : لا هذا اللي جاي .. وقالت لي بعد ندق على بنات عمي ونعزمهم ..
سهى : اهاا .. ودقيتي عليهم ولا لسا ..
نوف : لا توني .. دقي عليهم انتي اخاف انسى ..
سهى : خلاص بعد العشا بروح أدق على فرح وأخبرها ..
هنا تذكر احمد شي وضحك ..
احمد : ههههههههههههههههههه ..الا على طاري بنات عمي ... مادريتووا ؟!..
ابو احمد : خير ان شالله ..
احمد : بدر ولد عمي بيرجع بعد بكرة ..
ابو احمد تهلل وجهه : ماشالله ... زين زين ... يعني خلاص خلص دراسته برا ..
احمد : ايه دق علي اليوم يسأل عن الأحوال وقالي انه بيوصل ان شالله بعد بكرة ..
ام احمد : ماشالله عليه .. عيني عليه باردة .. الا هو كم عمره ؟!..
احمد رفع راسه بتفكير يحسب : هو يوم يروح اذكر انه كان عمره 22 .. وقعد هناك ثلاث سنين .. معناته عمره الحين 25 .. ( والتفت لنوف مبتسم ) .. ويسلم عليك يانوف ؟!..
بققت نوف عيونها مرتاعة ... الظاهر ان ولد عمها على أطباعه .. وماأرسل سلامه مع احمد الا بمثابة التحذير والوعيد ... يعني قصده انا مانسيت والسفرة الطويلة هذي مانستني ..
تركت نوف الملعقة من يدها .. وقالت بحدة : وولد عمك هذي مايتوب عني .. كني ذابحة له احد ..!!!
احمد : ههههههههههههههههههه .. يقول مشتاق لسوالفك بعد ..
نوف بحدة : اقول قله نوف اللي انت تعرفها من ثلاث سنين كبرت ولا عاد همها اللي كنت تسويه فيها ..
احمد : هههههههههههههههه .. اقولك شي نوف .. من طريقة كلامه معي باين انه ماتغير .. هو نفسه بدر اللي قبل ثلاث سنين ..
التفتت نوف لأبوها : يبه ... شف ولد اخوك ... مايحل عني .. لاحقني حتى بعد سفره ..
ابو احمد ابتسم : ياحليله ... كان معتبرك مثل خواته ويستانس معك يمكن اكثر منهم بعد ..
نوف بحسرة : يبه .. ترا انا مانسيت كل اللي سواه فيني .. واخاف يجي ويكمل علي ..
تعرفه ولد اخوك مايمسك لسانه ...
احمد : وانتي بعد .. فيك حقك ..
برطمت نوف ساكتة .. بدا الرعب يدب في قلبها من سمعت باسم " بدر" ولد عمها .. وش معنى توه يذكرني من ثلاث سنين ويرسل سلامه مع أحمد .. ليش الحين يتذكرلما جا يرجع .. اتمنى مايكون ناوي على شي .. عساه بس تغير وتغير اسلوبه معي .. من يشوفني ابد مايمسك لسانه واللي في قلبه يطلعه كله في وجهي ..
الله يعيني عاللي جاي ..

قبل آذان الفجر بنص ساعة .... صحت شوق وهي تكح باستمرار... التفتت لندى اللي كانت جنبها لقتها معقدة بين حواجبها منزعجة ... قامت تشرب من جيك الموية اللي بالغرفة .. بس لقته مخلص ... استثقلت انها تنزل تشرب من المطبخ ... عودت للسرير تبي ترجع تنوم ... لكن الكحة عاودتها من جديد ... ياربي وش فيني وش صاير لي ...
قامت طلعت من الغرفة متوجهة للدرج قاصدة المطبخ ... لكنها قبل ماتنزل تسمرت في مكانها لصوت غريب سمعته ...
سمعت ضحك غريب .... عقدت بين حواجبها ... من وين هالصوت ... ؟!!!!!
سمعت الضحك مرة ثانية ويتكرر بين لحظة ولحظة ... كان الصوت في الواقع يصدر من غرفة فهد ... استغربت ... شافت الساعة .. الحين الساعة اربع ونص ... باقي نص ساعة على آذان الفجر ... معقولة فهد صاحي للحين ... ومين يكلم بهالوقت ... ماحست بنفسها الا ورجليها تقودها لباب غرفة فهد من غير شعور منها ...
كان الصوت اوضح .....
فهد : ههههههههههههههههههه .... والله ؟
لا عاد مو لهالدرجة............. خلاص بدون زعل ........... بعدين اقولك متى ....
ههههههههههههه ........... آآآآآآآه ياقلبي .......... معد يتحمل اكثر ..
شوق كانت تتسمع ... وعلامات الاستغراب على وجهها ..... في احد يكلم بالتلفون بهالوقت .... ومن قاعد يكلم بهالطريقة !!!!!
حست ان نوبة الكحة بترجع ...حطت يدها على فمها لا تطلع وراحت ركض نازلة للمطبخ .... طلعت لها موية باردة من الثلاجة وشربتها .... خذتلها كاس ثاني فيما لو رجعت الكحة لها وهي نايمة ...
طلعت من المطبخ ورجعت راقية فوق .....

فهد : يااابعد عمري ......
خلاص حبيبتي شذى مابقى على الآذان الا ثلث ساعة ......
اخليك تنومين ........
بااي حبي.......
سكر وقفل جواله .... حط يده ورا راسه وجلس يفكر .... قطع عليه تفكيره صوت صادرمن برا الغرفة ... استغرب وجود احد صاحي بهالوقت .... رجع الصوت يتكرر ... صوت كحات متتالية ..... قام يشوف مصدر هالصوت ... فتح الباب ..... لف وجهه يمين وشمال ..... انتبه لها بين الظلام متسندة عالجدار وتكح باستمرار .. وواقفة على باب غرفة ندى .... مشى لها بهدوء ...
فهد : شوق ... وش فيك ؟
اهتز الكاس في يدها .... رفعت راسها له لكن بسرعة نزلته ...
فهد : في شي يعورك ؟
ردت عليه بصوت مبحوح وأشبه بالهمس : مافيني شي ..
فهد : متأكدة ..
هزت راسها علامة الايجاب ... وقالت له : تصبح على خير ...
دخلت الغرفة وسكرت الباب ...
هز كتوفه بلا اهتمام ومشى لغرفته .... رجع ينسدح عالسرير .. سكر النور وغط بسابع نومه

..................

في اليوم الثاني ...

كانت ندى جالسة في بلكونتها على وحدة من الكراسي الموجودة ومتسندة على ظهرها باسترخاء وممدة رجولها عالطاولة قدامها.. تتصفح وحدة من المجلات .. انتبهت لاصوات مجموعة رجال من الحوش .. قامت تطل تستطلع الامر .. التفتت بسرعة لشوق اللي كانت داخل الغرفة تناديها ..
ندى : شوق شوق ... تعالي شوفي من البلكون...
طلعت شوق لها : وش اشوف ؟
ندى : شوفي غرفتك وصلت ..
شوق : والله ؟....
جت تركض ....
شوق : الله مرة حلوة ...
ضربتها ندى على كتفها ...
ندى : أي حلوة انت بعد .... كلها خشب مفكك مابعد ركبوها ...
ردت لها شوق الضربة : وانت وش دخلك غرفتي وعاجبتني ...
ندى : الله يكملنا على عقولنا ..
شوق : انطمي ...
وراحت عنها طالعة من الغرفة ...
ندى : تعالي وين ؟.. العمال راقين فوق ...
شوق باستهبال : بستقبلهم ... واعلمهم وشلون يرتبونها وينظمونها ..
ندى : يالخبلة ... قولي لفهد وفهد يعلمهم ...
وقفت شوق في مكانها ... رجعت تركض لندى ..
شوق : اذا فهد هو اللي بيشرف عليهم ... قولي له انت وشلون ترتيب الغرفة بيكون .. علمتك من قبل ...
ندى : وانت ليش تخافين من فهد لهالدرجة ... شايفته بعبع بياكلك ..
شوق : لا بس دايما احاول اتجنب المواقف البايخة معه ...
ندى : وانت متى اخر مرة شفتيه عشان تصير لك هالمواقف اللي تحكين عنها ... ياتشوفينه ياعالغدا ياعالعشا ...
شوق باندفاع : ايه وآخرها امس بالليل ...
ندى فتحت عيونها على آخرهم : وش صار امس بالليل ..؟!
شوق : شوي شوي على عيونك لا تتفتق ...
ندى : قولي لي وش صار ..
شوق : طيب طيب بقول ... امس جتني نوبة كحة غريبة .... جيت بشرب من الموية اللي بالغرفة لقيتها مخلصة ... نزلت تحت بشرب من المطبخ .. شربت وخذيت كاس زيادة ... وانا راقية رجعت لي نوبة الكحة ...ومن شدتها دموعي صارت بعيوني ... ومعد صرت اشوف طريقي .... وبغيت اطيح فتسندت على الجدار ... والظاهر ان كل هالازعاج نبه اخوك ...
طلع من غرفته وجاني ... وسالني اذا فيني شي او لا ... قلتله لا ودخلت الغرفة ...
ندى : مالت عليك ... الحين هذا موقف محرج
شوق: ايه بالنسبة لي موقف محرج ... والا واحد يطلع لي بآخر الليل .. ويشوف حالتي اللي كنت عليها لا وببجامة النوم بعد ...محرج والف محرج ...والحمدلله انه مادرى اني تسمعت عليه بعد ..
ندى : تسمعت عليه ؟!!... وش قصدك ؟
انحرجت شوق : آآآ ... انا ماتسمعت عليه ... هو كان صوته عالي ..
ندى : والله لو درى انك متسمعة عليه ياااااااااااااااااويييلك .... فهد مايحب هالحركات
شوق ارتاعت : يوووووه ندى لا تخوفيني ... قلت لك هو كان صوته عالي
في هاللحظة اندق الباب ..... قامت ندى تفتح ... وكان الطارق فهد ....
ندى : هلا فهد تبي شي ؟
انتفضت شوق بمكانها .... ياربي عسى ماسمع اللي قلته ...
فهد : مابيك انتي ابي شوق ...
ارتجفت ومعد عرفت وش تسوي ... يا ويلي وش بقوله .. أكيد عرف ..
التفتت ندى لها : شوق .... فهد يبغاك ..
شوق مازالت داخل البلكون .. قامت تسوي حركات بيدها يعني صرفيه ... مابي اكلمه ..
ندى لفهد : اذا بخصوص الغرفة انا بعلمك وشلون تبغاها ..
فهد رفع حاجب : وليش هاللي ماتجي تقول ؟!! ... ( ودخل الغرفة ووقف عند الباب ) .. فهد : شوق .. تعالي ابغاك ..
ندى : فهد انا اعرف وشلون هي تبغاها ...
رفع يده لها عشان تسكت ... : شوق تعالي معي ...
شوق بارتباك : بس .. ندى تع.....
فهد هز راسه بعناد : قومي انتي معي ..
قامت وراسها للأرض ويديها مضمومة لبعض قدامها .. مشت قدامه بهدوء ولما وصلت باب الغرفة وقفت ..
شوق : والعمال وينهم ..؟!
فهد : لا تخافين العمال تحت ينتظرون ..
كملت مشيها لغرفتها وهو وراها ... دخلت الغرفة اللي مليانة أثاث ... بعضها مفكك وبعضها مركب ...
فهد : ها وشلون تبغين السرير .. والمكتب ..؟!!
بدت تشرح له رغبتها وهي كلها رجفة وصوتها بالكاد ينسمع ...
لما خلصت رجعت بسرعة للغرفة .. فتحت الباب وسكرته بقوة .. وتوجهت لندى اللي كانت جالسة بالبلكون تتصفح وحدة من مجلات الموضة ..
شوق بغضب : ندووووه .... ليش مخليتني اروح مع اخوك لحالي .. صدق ماتستحين على دمك !!
ندى : شوي شوي علي ... انا بغيت الحقكم .... بس هو أشر لي انطق بالغرفة ..
شوق ويدها على خصرها : يا سلااااااام .... اخوك الظاهر يحسبني اخته الرابعة ...
ندى : ايه اخته ... والا ناسية وش قال ابوي ..
شوق : وانتي ليش مارحتي بدالي ؟
ندى : سمعتيني قلت له .... بس هو عيا وقال انه يبغاك انتي ..
شوق : وانا رفضت .... وش سر هالاصرار ؟!!
ندى : الظاهر انك نسيتي يوم قلت لك انه يعاند اللي يعانده ..
شوق : وانا ماعاندته ... كل قصدي اني مابي اروح معه وبس ..
ندى تنهدت : وانتي ليش تخلين من الحبة قبة ... عادي ياحبيبتي والله عادي ..
شوق وهي تتنهد : الله يعينني ...
بعد ساعة رجع الباب يندق من جديد ... كانت ندى في هالوقت بالحمام .. وشوق بالسرير تتصفح مجلة ..
قامت تفتح ... كان فهد واقف .. لما شافته رجعت داخلة الغرفة وخلت الباب مفتوح ..
فهد : تعالي ما تبين تشوفين الغرفة ..
شوق ببرود وهدوء: لا مو الحين ... خلها لما تطلع ندى ..
هز راسه وهو يحرك لسانه في فمه... والتفت رايح لغرفته وهو يكلم نفسه بصوت سمعته شوق : لو ادري وش سر هالخوف ...
طلعت ندى من الحمام : وراك مبلمة ؟! ... خير صار شي بعد..؟!
انتبهت شوق : لا ولا شي ... تعالي نشوف الغرفة بعد ماخلصوا ترتيبها ..
ندى : والله خلصوها ؟!!.... تعالي بسرعة ..
راحت ركض ولحقتها شوق ....
ندى : الله ... مرة مرة مرة حلوة ..
شوق : شفتي .. وانتي تقولين مو بصاير حلو ...
ندى : لا والله طلعت احلى مما توقعت ... يالله هنيئاً ..
شوق ضحكت : الله يهنيك ... يالله خلينا نبدى ننقل اغراضي ونرتبها ..


قمرهم كلهم 06-19-2010 10:55 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
اليوم يوم الخميس ... يوم الحفلة .. نوف توها طالعة من الحمام بعد ماخذت شاور... تونا العصر باقي عالحفلة يمكن أربع ساعات ... بس هي حاولت تتجهز مبكرة ... فراحت لدولاب ملابسها تقرر وش بتلبس ... فتشت مابين ملابسها .. محتارة تلبس فستان ولا بنطلون ..ولا تنورة شيك ..
كان قدامها عدة خيارات وهي محتارة .. تبي تكون حلوة بين البنات ..لا سيما ان البنات اللي بيحضرون كثيرين وكل وحدة بتطلع شكل مميز اكيد ..
كان من بين الخيارات فستان فوشي يناسب مثل هالحفلات .. وبنطلون جينز روعة شاريته بمبلغ وقدره وللحين مالبسته ... وتنورة ميدي بموديل لونها اصفر هادي ..
نوف : اوووفف ... أي واحد يناسب أكثر ..
راحت للباب وفتحته : سهى .. سهى وينك تعاااااالي ..
كانت سهى ترقى الدرج : نعم شفيك ..
نوف : تعالي شوفي وش البس اليوم .... محتارة بين كذا لبس ..
سهى : مشالله من الحين بتلبسين ... تونا يا بنت الناس ..
نوف : لا ماني لابسة الحين ... بسشور شعري اول ... بس بغيت اقرر وش البس عشان ارتاح ..
دخلت سهى وتمت تتفرج عالملابس الموضوعة عالسرير : أمممم ... أنا اقول البسي الفوشي احسن ..
نوف : ماكنه فخم زيادة عن اللزوم ...؟!
سهى : لا بالعكس ... ناعم وبسيط ..
تقدمت نوف ومدت يدها للتنورة الصفرا : طيب هذي مو حلوة ؟!
سهى : الا حلوة ... بس الفستان انسب ..
تمت نوف للحظات معفسة وجهها : اوكي ... انا من البداية مفكرة البسه بس مترددة ..
سهى : حتى بتكونين مميزة باللون ...
هزت نوف راسها : وانت وش بتلبسين ؟!.. عندك شي مناسب ؟!
سهى رفعت راسها تفكر : أنا ؟!... امممممم ... اظني بلبس التنورة الأورنج الجديدة ..
نوف : الله .... عاد هذيك مرة روووعة عليك ..
سهى بفخر : أدري ... يالله ... انا بعد بطلع اتحمم ... تبين شي بعد ..؟!
نوف : نو ثانكس ..
طلعت سهى لغرفتها ... ونوف لبست أي شي وبدت تسشور شعرها ...

...............

في بيت ابو فهد ... ندى في الصالة مع فهد ..
ندى : يالله عاد فهد عطني .. محتاجتها والله ..
فهد : ايه طيب وش تبغين بها ..؟!
ندى : ابغاها لحفلة اليوم ..
فهد عقد بين حواجبه مستغرب : وش حفلته ؟!!
ندى : ماقول الا الله يخلف عليك ... حفلة اليوم ماتدري عنها ؟
فهد ببراءة : لا وش يدريني ؟!
ندى : بلاك ماتجلس في البيت ابد .. ولا تدري باللي يصير فيه ..
فهد : عن الهذرة .. وردي علي ...
ندى : اليوم مسوية حفلة سبيشل وعازمة بنات ..
فهد بسخرية : وعلى شرف مين بالله ؟
ندى : على شرف شوق ... ارتحت ... يالله عاد عطني الاشرطة ..
فهد : وش معنى شوق بالذات ..؟!
ندى بنفاذ صبر: اللهم طولك يارووووح .. بنت عمي وبسوي لها حفلة .. حرام يعني !!!
فهد والابتسامة في وجهه من شكل اخته : لا مو بحرام ...
ندى : طيب بتعطيني الاشرطة ولا لا ؟
فهد : وش تبين ؟
ندى : ابي اشرطة ترقص .. تردح ... يعني راشد الماجد .. عبدالمجيد .. اللي اغانيهم تصلح لرقص ..
فهد : روحي شوفي كل الاشرطة في درج الكومدينة .. خذي اللي تبغين ..
ماصدقت على طول ركض لغرفته ...

دقايق ودخلت ندى غرفة شوق .....
ندى : شوق شوق ... شوفي ..
كانت شوق واقفة قدام الدولاب تفتش في ملابسها : اووه اوه !!!.. وش ذا الاشرطة كلها ..؟!
راحت ندى ونثرت كل اللي في يدها عالسرير...
ندى : هذي للحفلة ... عشان نرقص ..
قعدت شوق على طرف السرير وبدت تقلب في الكاسيتات وتشوف ..
شوق : وش جبتي ؟! ... الله راشد الفارس ..
ندى : تحبينه ؟!
شوق : صوته مرة مرة حلو ..
ندى : جبت راشد الماجد وعبدالمجيد وكذا مطرب خليجي ...
شوق : والحفلة متى تبدى .. ؟!
ندى : يعني بعد صلاة العشا ...
شوق : طيب ندى انا محتارة وش البس ؟!
قامت ندى على طوول للدولاب تتفحصه : ليش .. ماعندك أي شي شيك ؟!
شوق : الا عندي ... بس مدري .. محتااارة ..
ندى : انا بلبس بنطلون .... وانت بعد البسي مثلي ...
طلعت ندى واحد كان حلو : هذا حلو .. البسيه .. والبسي معه أي شي زهر ..
ظلوا يتناقشون لما استقروا على راي ...


بعد ساعتين .... الساعة 7.30
كانت ندى تدور بالمطبخ تتطمن على كل التحضيرات بعد ما رقت شوق اللي كانت معها تساعدها عشان تلبس وتجهز ....
بعدها طلعت راقية لفوق عشان تتجهز هي الثانية .. انتبهت لفهد بالصالة ..
ندى : فهد .. ماطلعت ؟!!
فهد : لا شوي وبطلع ..
ندى : طيب البنات عالساعة 8 واصلين ...
فهد : قلت لك شوي وبطلع ... لا ترنين فوق راسي ..
ندى : طيب اتمنى اذا طلعت ماترجع قبل 12 ... اوكي .. عشان تضمن انهم يكونون قد راحوا كلهم ...
ورجعت لطريقها فوق ... قبل ماتدخل لغرفتها راحت لغرفة شوق وطقت عليها الباب
شوق : مين ؟
ندى : ها شوق خلصت ؟
شوق : تقريبا بس باقي الميك اب ..
ندى : لما تخلصين .. لا تنزلين انتظريني .. اوكي
شوق : اوكي
كانت شوق لابسة بنطلون جينز فاتح أنيق ( اللي اختارته ندى لها ) ... ومطرز بشكل ناعم جداً ... ومعه تي شيرت بدون اكمام يعني cut ولونه زهر وفيه كلمات انجليزية مختلفة متداخلة مع بعض .... سشورت شعرها اللي يوصل لتحت كتفها بشوي على فوق .. ومع المكياج الوردي الهادي طلع شكلها مرة مرة كيووووت ... !!!!!
بعد ماخلصت طلعت من غرفتها لغرفة ندى .... طقت عليها الباب ...
شوق : ندى انا خلصت ..
ندى : ون مينت ..
في هاللحظة كان فهد طالع من غرفته ولابس بدله بنطلون وقميص وبيده كاب ... ومبين عليه انه ناوي يطلع ...بس كان شكله جذاااااب وانيق هو الثاني ... قفل غرفته ودخل المفتاح بجيبه والتفت .. تسمر في مكانه !!!!! ..... الطول والجسم المتناسق ..
كانت واقفة متسندة عالجدارتلعب بأظافرها اللي توها ملونتهم بالمناكير ... تنتظر عند باب غرفة ندى ..
تقدم هو بخطوات هادية ووقف عند اول عتبة للدرج يبي ينزل ... رفعت راسها فجأة بدون ماتدري انه كان واقف .... وهو انصدم أكثر لما شاف وجهها .... من وين جا هالحلا كله مرة وحدة !!!!! .... لما انتبهت له بغت تروح لغرفتها بس هونت لما شافته لابس وناوي يطلع ...

لكن وقوفه عند الدرج طول وابتسامته اربكتها... حست ان دقات قلبها بدت تتسارع بشكل جنوني ورهيب ..
رفع فهد يده ولبس الكاب على راسه اللي خلى شكله اروع ... شوق كانت عايشة بحالة رهيبة مو حاسة بنفسها ولا بالنظرات اللي كانت متركزة على ولد عمها ... كانت تحس بشي مثل المغناطيس يجذبها هي ونظراتها ..
في الأخير رفع فهد يده لها بعلامة " الأوكي " .... والتفت عنها نازل الدرج بسرعة .. وهي للحين مافهمت اللي صار .. وذهنها ظل غايب عن الواقع ومشوش... الا لما سمعت صوت باب الصالة يتسكر ويرجع لها وعيها ..
التفتت للجدار ومدت يدها له تحاول تخلي بعض ثقلها عليه ... للحظات حست بالخمول ماهي قادرة توقف ... لذا جلست عالأرض واسندت راسها على يدينها ..
طلعت ندى ..
ندى : انا خلصت شوشو .. قومي ننزل ...
رفعت شوق راسها وتسندت عالجدار عشان تقوم ...طاقتها كلها اختفت فجأة ..
ندى : الله الله ... وش هالكشخة كلها ... يجنن يجنن يجنن .... تجننين ....
شوق ضحكت : كله من عيونك الحلوة .... وانت بعد تهبلين روعة مرة ... لو يشوفك احمد بيموووووووت عليك ....
فتحت ندى عيونها على آخرهم وضربت شوق بخفة : وش جاب طاري احمد الحين ...
شوق غمزت : علي انا ؟!!!..... انا عارفة شعورك تجاه احمد من شفت الصورة ... وذيك المرة اللي رحنا فيها لبيتهم اثبتت لي انك ...... انك عايشة love story ... صح ولا لا ؟!
ندى حمر وجهها : يالدبا .... خلاص ترا اصير طماطة ..
شوق ضحكت : ههههههههههههههه ... يالله خلينا ننزل الساعة 8 الحين ...
نزلوا مع بعض وشوق وقلبها اللي ماهدا للحين ...
كانت ندى في نفس مستوى كشخة شوق ... كانت لابسة بنطلون جينز بعد بس لونه غامق ...
وفوقه بعد بلوزة كت بدون أكمام الوانها مموجة مابين الأسود والسماوي والاورنج الهادي ... ومجعدة شعرها اللي يوصل لنص ظهرها وحاطة شارب اورنج عليه ... وطلعت كأنها عروسة صغيرة ... كتكوتة ونعومة ...
جلسوا في الصالة ينتظرون ضيوف الحفلة ... بعد دقيقتين اندق الجرس ..... نادت ندى الخدامة عشان تفتح الباب ... دقيقة وطل وجه بنت ومعها اختها ... اول ماشافتها ندى انعفس وجهها وقالت بهمس .. : اووف وش جاب هالبلشة الحين ..!!!
سمعتها شوق وعقدت بين حواجبها .. من هذي اللي تضايقت منها ..
ندى تقدمت للبنت مبتسمة : هلا هلا مها ...
مها : كيفك ندى ... وشلونك ... وينك من زمان عنك ..
ندى : بخير الحمدلله ... تعرفين كنت مشغولة .. شخبارك انتي وشخبار الوالدة ؟
مها : الوالدة بخير وتسلم عليكم
ندى : الله يسلمك وياها من الشر ..
التفتت مها على شوق وعبست ... وبشكل غير لائق اشرت باصبعها لشوق وقالت تكلم ندى : من هذي ؟!
ندى استفزتها هالحركة : روحي سلمي عليها وتعلمك هي مين تكون ؟..
تقدمت مها لشوق وهي مبتسمة ابتسامة مجاملة : هلا والله
بادلتها شوق الابتسامة وهي في قلبها ما هضمتها : هلا فيك ... كيفك ؟
مها : الحمد لله ... انت شلونك ؟
شوق : تمام الحمدلله .... انا شوق
مها قطبت حواجبها : شوق ؟!! ... مين شوق ؟!!
ندى التفتت ترد عليها بعد ماسلمت على رشا اخت مها : هذي شوق بنت عمي ... معقولة ماسمعتي ان بنت عمي جت تسكن عندنا ...
مها بكبرياء : سمعت !!... لكني بصراحة ماصدقت ..
ندى بنفس الكبرياء : لا صدقي ... هذي هي قدامك ...
شوق دخلت في الحوار : انا بعد ما صدقت في البداية ان عندي عم وعيال عم لما خبرني ابوي ... لكني شوي شوي تقبلت الفكرة وفهمت ان مالي غيرهم ..
هزت مها راسها مجاملة ...
ندى : عن اذنكم شوي .... شوق انتبهي للجرس اوكي ..
شوق : اوكي
راحت ندى راقية فوق ...
التفتت مها لشوق : اجل انتي بنت عم فهد ؟!
استغربت شوق من سؤالها : ايه بنت عم فهد واخوان فهد بعد ...
هزت راسها وخذت شنطتها وطلعت عطر وتعطرت ... وبعدها مراية عشان تعدل شعرها ومكياجها ...
دخلت ندى غرفة امها اللي كانت تتعطر ولابسة .....
ندى : يمه وين طالعة ؟
ام فهد : بروح انا ونايف واختك منى لبيت خالتك سارة ازورها ... وانتوا بعد عشان تاخذون راحتكم ..
ندى بضيق : اوووففف وش هالورطة ؟!
ام فهد : خير وش فيك ؟!!
ندى : جت مها واختها رشا بنات جيراننا ... مدري وش دراها بالحفلة .. انا ماكلمتها ولا خبرتها ولا قلت لها شي ..
ام فهد : انا اللي قلت لها ..
ندى : ليش قلتي لها يمه .... تعرفيني ما احبها ولا اطيقها ... اصلا متى قلتي لها ؟!!
ام فهد : امس وانا عندهم بالبيت ازور امها بعد ما ولدت ... سألتني عنك وكسرت خاطري وقلت لها ...
ندى : الله يهديك يمه ... ليش سويت كذا ؟
أم فهد : معليش ياندى جامليها ..
ندى : تعرفين يا يمه اني مليت من كثر ماأجاملها .. هي ماتخلي الواحد يعرف يحبها أصلا ..
وراحت طالعة من الغرفة بعد ماعرفت ان كلامها مع امها مارح يفيد شي ... البنت هذي راح تقلب الحفلة لنكد ونرفزة ...
الله يعيني .....
نادتها امها
ندى : سمي
ام فهد : شوفي اخوك نايف اذا لبس ومنى وتأكدي ان عمر بعد لابس وخالص .. وقولي للخدامة تقول للسواق يشغل السيارة
ندى : ان شالله ..
راحت ام فهد وعيالها منى ونايف وعمر لبيت اختها ... وبعد دقايق دق الجرس ....
كانوا اللي جايين نوف وسهى وبنات عمهم .. ( فرح ... وحنان ... ودلال )
قاموا ندى وشوق يرحبون فيهم .... والوضع كان حلو الكل يضحك ويرحب ويسلم ..
بعد ماجلسوا .....
ندى : يالله من زمان عنكم يا فرح ... وحشتيني ؟
فرح : حتى احنا من زمان عنكم ... من زمان ودي اشوفك مشتاقة لك مووت ..
ندى : ياحبي لك ... تشتاق لك العافية ... عالبركة ... سمعنا انك انخطبت ... وتملكت قبل كم يوم ..
فرح ... والحيا ياكل وجهها : الله يبارك فيك ... عقبالك
ندى : من ولده ؟
فرح : من جهة خوال امي ..
ندى : الله يسعدك يارب .. وعقبال حنان
حنان : انا مافكر في الزواج الحين ... بعد التخرج ان شالله
ندى : باقي هالسنة وتتخرجين ... استعدي
فرح التفتت لشوق : شخبارك شوق ؟ ... ان شالله مرتاحة ..
شوق : الحمدلله ... مادام اني مع ندى فانا مرتاحة ومليوووون مرتاحة .... مع انها تلعوزني بعض الاحيان ..
ندى ضحكت : العوزها من حبي لها ... الله لا يخليني منها ..
نوف : من باقي ماجا ؟
ندى : باقي صاحباتي ابتسام وخلود وهدى ونادية ... تلقينهم جايين بالطريق ..
ماكملت جملتها الا والجرس يرن .... دخلوا ابتسام وهدى مع بعض وسلموا وجلسوا ... بعدهم بخمس دقايق جو خلود ونادية ... واكتملوا اعضاء الحفلة ...
بدت الضيافة من قهوة وحلا ... شاهي ومعجنات .... والسوالف والضحك قايم على آآآآآآخره ..
ندى : بنات من يشتهي يرقص ويطلع الطاقات الداخلية ...
فرح : انا ابي ارقص ...
راحت ندى وشغلت الاستريو على اغنية ( أغلى ناسي ) ...
وبدا الاستريو يردح بصوت عالي كأنهم في عرس ....
دلال الخبلة : الله ...!!!...... ماقدر اقاااوم هالاغنية انا .... ( دلال كانت أصغر البنات الموجودات .. )
وهي اول وحدة نطت في وسط الصالة وبدت الرقص ... دخلت معها ندى وفرح .. وبعدها شوق ونوف وابتسام ونادية .... وكل وحدة تطلع مواهبها ... وترقص على طريقتها ..
انتهت الاغنية وكل وحدة ترامت لها على كنبه.....
نادية : يالله ... من زمان مارقصت ...
شوق : والباقين ليش مارقصوا ...
حنان : انا ابي اغنية دقتها سريعة
خلود : وانا بعد ماعرف على الاغاني الهادية .. حطوا مشكلني وارقص
شوق : خلاص الحين شوط لكم انتوا ..
راحت وحطت مشكلني .... على طول بدا الرقص عليها ... حنان وخلود وسهى ومها يرقصون ..
والباقين يصفقون ويصفرون .... أغنية " مشكلني " كانت قالبة الجو قلب بصوت راشد اللي أسر المكان .. ومصرقع الوضع !!!
بعد فترة جلسوا يرتاحون ... وتقدم العصير والمكسرات .. ورجعوا لسواليف البنات اللي توسع الصدر وماتخلص ...
شوق : لا تصدقونها تراها خبلة خبلة ...
ضربتها ندى : خبلة في عينك انتي .... ترا بفضحك بمواقفك اللي ..... ( وغمزت لها بخبث )
شوق بتهديد : ان تكلمتي بحرف فضحتك باللي ساكن قلبك ... اندرستاند !!!
فرح : لحظة لحظة هيه هيه انتي وياها .... تتكلمون بالألغاز ... فهمونا كل وحدة تقول بفضح الثانية ... قولوا لنا هالفضايح اللي مخبينها ...
ندى بلا مبالاة : عادي شوق ... عادي .... مواقف وتصير ... حتى اسألي كل وحدة فيهم .. اكيد صار لها موقف مشابه ...
شوق : كيفك انا حذرتك ... وان نطقتي بحرف بقولهم ( وقربت من ندى وكلمتها في اذنها )...
والكل يناظرهم في ترقب ..
ندى : لا اجل خلاص خلاص ... مني بمتكلمة ...
شوق : ايه ... ماينفع معك الا العين الحمرا ...
دلال : يالله عاد كل وحدة تقول اللي عندها ...
ندى بتراجع : لاااااا اسمحوا لي في سر خطييييير خااااااص جدا جدا جدا ... خليه في بير شوق لأن بصراحة شوق هي اللي تعرف هالسر بس ...
فرح : ماشالله ... فوووووو .. على طووول طلعت بينكم أسرار ...
ندى خافت لا تجيهم عين ... لأن بصراحة طريقة فرح وهي تقولها كانت تخوف ...
ندى : هيه انتي ... قولي ماشالله ... اذكري الله ... بقوم بكرة من النوم وانا كارهتها ..
شوق فزت بمكانها من كلام ندى وضربتها ... وقالت وهي تحرك يدها بوجه ندى : هيه خير ان شالله ... وينا فيه تكرهيني ... لا حبيبتي ماتقدرين تكرهيني .. ( وبكل فخر وغرور ) أصلا أنا انحب غصب عن اللي يرضى واللي مايرضى ..
نوف : هو هو هو ... ندى الظاهر ان الكره بيبدا من الحين مو من بكرة ....
شوق : فال الله ولا فالك ... ندى ان كرهتني أذبحها ...
ندى وكأنها قلبت : وليه تذبحيني ... مو بكيفك ... انا أحب اللي أبي وأكره اللي أبي ... سامعتني يابنت عمي ..
الكل : ههههههههههههههههههههههههههههه
الكل ضحك الا شوق اللي كانت قاعدة تناظر ندى بنظرات غريبة بس الابتسامة كانت شوي وبتنطلق منها ...
شوق بعد ماأخفت الابتسامة : وانا ناقصتني يد ولا رجل يعني ؟!!! .... انا بعد أقدر أكرهك ... لا يكبر راسك ... مو بانتي لحالك اللي تقدرين تكرهين أنا بعد ...
ندى باعترااااف : عاد تدرووون ... انا أكره أي شخص ... الا هالأمورة اللي قاعدة قدامي ...
الكل : ياهووووووووووووووو ... !!!
ظلت ندى مبتسمة من دون ماتضحك تناظر شوق اللي ضحكت غصب عنها وحبها لبنت عمها يزيد دقيقة عن دقيقة ..
وبعد هالسواليف ...
فرح : بنات خلونا نرقص بس ... عندكم اه ونص ... ابي ارقص مصري ... من يعرف معي ..
شوق : انا برقص معك ..
خلود : وانا ...
ندى صفرت : ياهوووووه .... المجموعة الذهبية للرقص المصري ...
قامت ندى وحطت نانسي اه ونص ...... وكل وحدة من الراقصات خذت لها طرحة وربطتها حول خصرها .... ومن بدت الموسيقى بدى هز الخصر والكتوف ...
ندى : يااااهوووووو ..... شويق ماقلتي لي قبل انك تعرفين ترقصين مصري ... والله منتي هينة ...
ضحكت شوق وكملت رقصها ....
حنان : والله بنت عمك ياندى خطيرة ... رقصها احلى من رقص فرح ...
ندى : وجع شوفي شلون تحرك هالخصر يمين وشمال ... خلاص ماأقدر ابي اروح ارقص .. عطيني طرحتك ..
خذت طرحة حنان وربطتها حول خصرها ... وبدت ترقص ...
كان شكلها مضحكة بصراحة ... تحاول تهز لكنها ما تعرف ... وكل اللي قاعدين ماتوا ضحك عليها .....
ندى تعبت من الحركات ( أقدر أقول ) البهلوانية اللي كانت قاعدة تسويها .. عرفت نفسها انها ماتقدر تقلدهم .. فراحت وجلست جنب ابتسام عالأرض وهي هلكاااااانة ....
ابتسام : ههههههههههههههههههه ... أمداك تتعبين ؟!!
ندى : آآآآآآآخ ياقليبي ... والله يتعب ... شلون ماتعبوا ..
ابتسام : بلاهم يرقصون على أصول مو بمثلك ... انتي بس ترمين هالخصر يمين وشمال .. لا تزعلين بس الصراحة ... الرقص في وادي وانتي في وادي ..
ضربت ندى ابتسام على راسها : تتهزين انتي وياوجهك .. عالأقل انا قمت وحاولت مو بمثلك ... كانك شاطرة قومي هزي طولك وورينا اللي تقدرين عليه ..
ابتسام : لا حبيبتي انا احافظ على ماء وجهي .. مو بأخلي نفسي مصخرة عند الكل ..
ندى : الا قولي غيراااااانة ... عالأقل انا هزيت شوي ... ( وبغرور ) يعني فيني مواهب مندفنه ... بس يبيلها حفر شوية ..
ابتسام ضحكت ومعها حنان : ههههههههههههههههههههههههههه ..
حنان : تعجبني هالثقة اللي فيك ندى ... لا تهتمين هي غيرانة بس ..
ندى وهي تناظرابتسام بطرف عينها : أيه ... أدري ماله داعي تقولين ... ابتسام لو تترك عنها هالغيرة شوي كان أحسن منها مافيه ...
ابتسام ضربت ندى : وانا من متى أغار من ندى حبيبتي وصديقة عمري ... ها ياللئيمة ؟!
سفهتها ندى ورجعت تصفق وتصارخ : حبيبي قرب ... بص وبص بص ... زعلان ازعل .. ازعل نص نص ..
واللي معها بعد رجعوا يصفقون ويصارخون للي يرقصون ... والجو روعة عالآخر ...!!!
ابتسام لاحظت شي غريب ونغزت ندى ..
ندى : نعم .. شفيك ؟!
ابتسام وعيونها على مها : شوفي مها ... ماكنها معصبة ؟!
ندى التفتت لمها اللي كانت جالسة عالكنب واللي يشوفها يقول قلبها شاب نااااار ...!!!
ندى بهمس لابتسام : هوو هوو شفيها ذي طاق الطبلون عندها ... !!!!
ابتسام : مدري ... بس شكلها معصبة على شوق ... ماشفتي نظراتها لها ...
ندى : هو هو !! ... مهي بصاحية .. شوي وتقوم تفلق بنت عمي بالجزمة ...
ندى نادت مها وهي مبتسمة : أقووول مهااااا ....
مها صحت من اللي هي فيه .. والتفتت لندى بابتسامة : هلا ندى ...
ندى : شفيك ساكتة ....؟ .... ورا ماتقومين ترقصين معهم ..؟!
مها : لا ماعرف ... خليني كذا أحسن لي ...
ندى : ايه عاد لاتعبسين ... مو حلو عليك ...
ابتسام بهمس : اللي يسمعك يقول مرة مهتمة فيها ..
ندى بهمس : بالطقاق اللي يطقها ... اصلا انا ماعزمتها امي اللي عزمتها ... بس انا أبيها تبتسم لا تناظر شوق بهالنظرات تصكها بعين ..
ابتسام : هههههههههههههههههههههههههه ....!!
بعد الرقص والوناسة ... بعد ساعتين ... طلعوا للحديقة اللي كان فيه بوفيه صغير ... كان سلطات وفطاير ومشويات ... وحلويات .. وعصاير ... يعني تقدرون تقولون يليق بحفلة بنات ...
جلسوا على طاولة كبيرة بالحديقة وجنب النافورة ..
ومع صوت خرير الموية وعسعسة الحشرات كان الجو جدا شاعري ..!!!
ورجع الضحك والسوالف عالعشا ….
فرح : انطمي يالدبا .... دلووووول استحي على دمك شوي !!
دلال : عااااااااادي ياعمري ... مو انتي اول وحدة تملك ولا آخر وحدة ..
فرح : دلال تادبي شوي انا اختك الكبيرة ..
دلال : انا ماغلطت عليك ولا قلت شي غلط .. صح ولا لا يابنات ..
الكل : صح ...
ندى : الا متى زواجك فرح ... ؟
فرح وهي تفكر : مدري للحين ماحددنا وقت معين بالضبط ... بس اعتقد اعتقد اعتقد انه بيكون بعد ثلاث شهور ..
ندى باستهبال : وشو شعورك وانطباعاتك .. بهالوقت ككونك تملكت خلاص ؟
فرح برطمت : مدري ....... خايفة .. !!
دلال وهي تغمز لها بخبث : خايفة ؟!.... خايفة يا خراطة ... ولا أقولهم عن حركاتك اللي القاك تسوينها كل مادخلت الغرفة عليك ..أقولهم عن المناقز فوق السرير .. ؟!!!
احمرت خدود فرح زيادة عالحمرة اللي هي حاطتها ...وبلا شعور شدت اذن اختها بقوة ..
فرح بغضب وخجل : أي مناقز فوق السرير اللي تحكين عنه ... من متى انا انطط فوق السرير ... لكن صدق اللي قال ( كلن يشوف الناس بعين طبعه ) .. مو بإنتي اللي تناقزين وتنططين فوق السرير كل ماجا مشعل ولد عمي ؟!! ... صح يابنت امي وابوي ؟!!
الكل ضحك على شكل دلال اللي انقلب فجأة ...
دلال : أيه وش فيها هذا مشعل ولد عمي وحب الطفولة ... عيب يعني ... وبعدين هو مثل اخوي لا أكثر ولا أقل ..
فرح تبي تحرجها أكثر عشان تأدبها ..: والسرير اللي ينعفس وينقلب فوق تحت كل ماجا لبيتنا .. وش سره ... والله لو ان اخوي عبدالله كان مسافر ورجع مافرحتي له كل هالفرحة ..
الكل : ههههههههههههههههههههههههه ..!!
ندى : هههههههههه ... حرام فرح احرجتي البنت ..
دلال تبي تردها لأختها : أصلا فرح من يوم ماتملكت على خالد وهي كل ساعة تدق عليه ... أزعجته المسكين ... حتى نومه ماخلته يتهنا فيه ... الفجر تدق الظهر تدق العصر تدق وبكل وقت ... صدق بربارة ولزقه...!!
فرح بقبقت عيونها على اختها وكأنها عصبت شوي : انا يا دلوووول ... ؟!!.. انا يالتافهه .. أصلا انا للحين ماخذت رقمه ولا كلمته ...
حنان حست ان اختها فرح انحرجت مرة من دلال المراهقة .. والمفروض انها ماتتكلم بهالمواضيع الخاصة وكأنه موضوع عادي ..
حنان بشوي جدية : دلال انتي من وين جبتي هالحكي ... عيب هالكلام ..ماتعرفين الأصول انتي ... ولا لساتك يعني بيبي .. بس هين كل هالكلام اللي قلتيه عند امي ..
ندى رحمت البنت : شفيكم عليها هو ياكافي ... البنت قصدها تفرفش وبس ..
حنان : بس حتى ولو ... المفروض تفرق بين اللي ينقال واللي ماينقال ..
دلال كانت منحرجة موت ومتحسفة على كل اللي قالته .. وضاق صدرها على فرح اللي مبين انها زعلت من جدها ...
قامت دلال من كرسيها وبكل جراة .. وراحت لأختها فرح وباستها على خدها ..
ندى وشوق : ياهوووووووووو ... ( وصفقوا )
والكل صفق لها .... ابتسمت فرح لأختها وصفقت معهم ...
دلال : بقولكم شي ... أنا اعترف اني خبلة ومطفوووووقة .. وكل الكلام اللي قلته مو صحيح .. ماأقصد اكذب ... بس ياليت لو تعذروني ... أوكي ؟!
الكل : أوكي ....
رجعت مكانها ... وندى مدت يدها لكاس العصير ورفعته فوق ...
ندى بابتسامة وسيعة : يالله بنات ... راح نشرب نخب ... حبيبتي وعمري وبنت عمي وأختي ... شوق ..
ضحكت شوق ضحكتها العذبة الساحرة المعتادة .. ورفعت كاسها مع ندى ... والكل رفع كاسه ... اصطدمت الكؤوس مع بعض .. واحدثت صوت رقيق حاد عالي ..
ضحكوا كلهم وشربوا العصير... وقعدوا يكملون العشا ...
تذكرت ندى سالفة قالتها نوف لها ... فالتفتت لفرح : الا صدق يا فرح .. ( لفت عيونها على نوف بابتسامة ) .. تقول نوف ان اخوك بدر رجع من السفر .. الحمدلله على سلامته ..
فرح : الله يسلمك ... رجع أمس ...
كانت نوف بتدخل الملعقة في فمها بس وقفت والتفتت لندى بعصبية : ندووووه .. مالقيتي تجيبين طاريه الا الحين ..
فرح : ههههههههههههههه .. وش فيك على بدر .. تراه حبوب وعسل ..
نوف بسخرية : أيه واضح حبوب وعسل ..... حبوب وعسل معكم انتوا .. لكن انا عدوته مدري وش اني مسوية له ..
حنان : ههههههههههههههههه ... تصدقين يوم رجع امس .. سأل عنك يقول شخبارها ..؟!
التفتت نوف لندى بحسرة : شفتي ياندى ... شكله ناوي علي .... ما كفاه سواياه فيني قبل ثلاث سنين ..
فرح والضحكة فيها : طيب يانوف ليش انتي تخافين منه .. ترا هو مو بقصده شي ..
نوف باستنكار: وش اللي مو بقصده الا قصده ونص .. كل التصرفات اللي كان يسويها وتقولين مو بقصده .. تلعبين علي ولا على نفسك ..
ضحكوا عليها وعلى انفعاليتها ...
نوف : تكفون قفلوا السالفة ... كافي الخوف اللي أعيشه الحين بسبته ..
ضحكوا مرة ثانية .. غيروا السالفة وكملوا عشاهم ...
خلصت شوق اول وحدة ... قامت داخلة تغسل .... ولحقتها مها بعد ماخلصت عشاها ...
بعد ما خلصت شوق تغسيل وقفت قدام المراية ترتب شعرها ... وفاجأتها مها بسؤالها ..
مها : شخبار علاقتك بفهد ؟
شوق وقفت تناظرها ساكتة مو بفاهمة وش قصدها ... لكنها ردت : وش قصدك ؟
مها : ما اقصد شي ... بس اسأل ؟!
شوق : انا علاقتي زينة بفهد وكل اخوانه ...
مها بسخرية : توك مالك اسبوعين جيتي هنا ... بهالسرعة علاقتك بفهد استقرت ...
شوق حست بنبرة السخرية في كلامها : ايه استقرت ... علاقتي انا وياه عادية ويكون بعلمك فهد مايعتبر بالنسبة لي اكثر من اخ ....
مها ابتسمت ابتسامة ساخرة : اكيد ... مارح يكون اكثر من اخ ... فهد اصلا مايرتبط بناس بمثل هالبساطة اللي انتي فيها ...
راحت عنها وتركت شوق بحيرتها .... وش جاب طاري الارتباط الحين ؟! ..
دخلوا ندى وخلود وابتسام وفرح للمغاسل وشوق طلعت للصالة ....
فرح : تصدقين ندى ... بنت عمك تجنن .. !!!
ندى بفخر : ايه هذي بنت عمي .. تبينها تطلع شيفة ..
فرح ضحكت : هههههههههه ... احد قال انها شيفة ... اقول هي حلوة .. كيووووت .... جذابة يعني !!
ندى : الله يسلمك طالعة علي ...
دخلت شوق الصالة اللي ماكان فيها الا مها ... جلست على الكنب ورجعت راسها لورى مغمضة عيونها .... لكن نبهها صوت مها مرة ثانية ...
مها : وين كنت ساكنة قبل ما تجين هنا ؟!
شوق وهي لازالت مغمضة عيونها : ................... في الشرقية ..
مها : وين بالضبط ؟!
شوق : .................. بالخبر...
مها : في فلة ؟!
شوق التفتت لها وعلى وجهها ملامح نفاد الصبر من هالأسئلة اللي مالها معنى : ... في شقة ... خلصت اسئلتك ..؟!!!!!!!
هزت مها راسها وملامحها تدل على الاستغراب الشديد : في شقة ؟!! .. ليش ماعندكم فلة ؟!
شوق بصوت عالي نوعا ما : لا .... احنا وابوي لحالنا تبينا نسكن في فلة ...
مها بنظرات ساخرة : طيب انت تعرفين ان فهد مايرتبط بفقراء ؟!!...
شوق فقدت اعصابها ... مابقى الا وتقولي يالطرارة ... صرخت : انت وش سالفتك مع الارتباط ..... وش جاب طاريه ..... فهد وفهد ...... واذا فهد مايبي يرتبط بفقراء انا وش دخلني .... هو حر .... يوووووه !!!
دخلوا البنات على صرخة آخر جملة .... انتبهت ندى لشوق ماشية للدرج وراقية ومن ملامحها باين انها معصبة ....
ندى : شووق ... شوووووق وين ؟؟!
شوق : ............ ( ماردت وكملت طريقها لفوق )
ابتسام : وش فيها ؟!!
ندى : مدري ...
التفتت ندى لمها اللي كانت تناظر التلفزيون ومبتسمة : مها ... وش فيها شوق ؟
مها : مدري عنها ... كنت اتكلم معها فجأة عصبت وراحت ...
ندى : اكيد قايله شي يزعلها ...
مها : ماقلت لها شي يزعل ابدا ... هاللي مدري ليش عصبت ..

راحت ندى تلحق شوق .... دخلت غرفتها .. لقتها قاعدة عالمكتب وراسها بين يديها .. راحت لها .. وحطت يدها على كتفها : شوق ... وش فيك ؟
رفعت راسها : هلا ندى ... مافيني شي ... بس شوي مصدعة ..
ندى : اكيد قالت هالعلة شي يزعل .... ترا حتى انا كذا مرة عصبت من كلامها ..
شوق : لا انا راسي كان مصدع وكلامها السخيف يصدع بالراس زيادة .
ندى : ليش هي وش قالت لك ؟!..
شوق : كلام تافه ماله معنى ... خليك منها ..
ندى : طيب قومي ننزل .. اكيد ينتظروننا ... ولا نسيتي .. انت ضيفة الشرف
ابتسمت شوق : لا مانسيت ... بس باخذ لي حبة بنادول والحقك ..
ندى : اوكي ننتظرك
نزلت ندى .. كلت شوق حبة بنادول وراحت للتسريحة تعدل مكياجها .. حطت غلوس ورتبت شعرها .. بعدها طلعت من الغرفة وقبل ماتنزل ماسمعت حس احد بالصالة وكان الهدوء يعم .. استغربت وين راحوا .. ما اهتمت ونزلت عتبات الدرج بهدوء وتسمرت مكانها وهي تشوف المشهد قدامها ..
كانوا البنات واقفبن لها كلهم بصف واحد وندى واقفة في النص ويناظرونها مبتسمين .. بدت دقة اغنية والكل غنى معها ..
الكل بتصفيق : ياهوو ياهوو ياهوو .... ياهوو ياهوو ياهوو
ندى مع الأغنية : يا ارض احفظي ماعليكي ... حبيب قلبي حضر
الكل : يا ارض احفظي ماعليكي ... حبيب قلبي حضر ... حضر ..
ندى مع الاغنية : اليوم طالع قمر .. في طلتك ياسلام .. حلاك غير البشر .. واخذت مشي الحمام ..
الكل : اليوم طالع قمر .. في طلتك ياسلام .. حلاك غير البشر .. واخذت مشي الحمام
ندى : ياارض احفظي ماعليكي .. حبيب قلبي حضر .. يا ارض احفظي ماعليكي .. اليوم طالع قمر ..
الكل يردد ..
تمت شوق واقفة في نصف الدرج مستغربة مو مستوعبة اللي يصير .. تبي تحلل هالشي اللي قدامها .... وش صاير ..؟!!
ندى مع الأغنية تأشر بيدها على شوق : شفتك وضاع الكلام ... ضيعت حتى الغزل .. اعذرني والله جمالك .. ماخلى فيني عقل ..
الكل : شفتك وضاع الكلام .. ضيعت حتى الغزل ..
ندى : اعذرني والله جمالك .. ماخلى ..
الكل : فيني عقل ..
ندى : وقفت قلبي بسحرك ... ياروحي والله ستر ..
الكل يصفق : وقفت قلبي بسحرك ... ياروحي والله ستر .. يا ارض احفظي ماعليكي .. اليوم طالع قمر ..
ندى : اليوووووووم ... اليوم طالع قمر ..
الكل : قمر ..
شوق معد استحملت خلاص ... خنقتها العبرة .. ندى مو صاحية .... وش قاعدة تسوي .... لذا ماحست بنفسها الا وهي تنط باقي العتبات اللي باقية وتركض باندفاع لندى وتحضنها والدموع على خدودها تسيل ..
الكل ضحك والتفوا حولهم على شكل دائرة ... ندى قعدت تضحك وبعدت وجه شوق عنها .. شوق لما شافت وجه ندى ضحكت غصب عنها ..
ماوقفت ندى وكملت الأغنية وهي تمسح دموع شوق : يا عيني عالإبتسامة ... تمشي وسهامك تصيب ... اللي يشوفك يقول ... يابخت راعي النصيب ..
الكل يصفقون : ياعيني عالإبتسامة ... تمشي وسهامك تصيب ...
ندى : اللي يشوفك يقول ... يا بخت ..
الكل : راعي النصيب ..
ندى : يموت بك من يشوفك .. لو كان قلبه حجر ..
الكل : يموووووووت بك من يشوفك .. لو كان قلبه حجر ... ياارض احفظي ماعليكي .. اليوم طالع قمر

ندى : اليوم اليووم اليووووووم ..
الكل : اليوم طالع قمر ..
ندى : يا قمر ..
خلصت الاغنية بسلام ... وشوق ماصدقت .. رجعت تحضن ندى وهي تبكي بصوت عالي ..
والكل يضحك لهم ويصفق ... ندى بغت تصيح والعبرة فيها بس مسكت نفسها ...
فرح تلطف الجو : يالله عاد ... لو درينا انك بتصيحين .. ما سوينا هالشي ..
دلال : والله غرت ... ابيكم تغنون لي ..
نوف : وانتي كل شي تبينه ... هذا شي سبيشل لشوق بس ..
شوق من بين دموعها : ندى حرام عليك ارحميني ... وش بقى ماسويتي ...
ندى : ههههههههههههههههههه ... من حقي ...
راحت ابتسام صديقة ندى لعلبة الكلينكس وخذت مناديل ومدتها لشوق ..
ابتسام : امسحي هالدموع .. مانبي نشوفها.. صادقة فرح لو درينا انك بتبكين كان ماوافقنا ندى على هالاقتراح ...
رجعت شوق التفتت لندى وهي تمسح دموعها بنظرات ..
ضحكت ندى على نظراتها : هههههههههههههههههههههههههه ..
تموا واقفين لما هدت شوق شوية .. بعدين رجعوا يقعدون ويضحكون والقهقهات والابتسامات مرسومة على محيا كل وحدة فيهم ..
بدوا يلعبون ورق والتلفزبون مشغل .... يسولفون وينكتون ويضحكون... وعالساعة 11.15 راحوا ابتسام ونادية وبعدها على طول خلود وهدى ......
ندى : سهى متى بتروحون ؟
سهى : مدري ... اكيد السواق في الطريق ..
ندى باهتمام : وليش احمد مايجي ياخذكم ؟!
سهى : تتوقعين سيارة احمد هالصغيرونة بتشيلنا كلنا مع بنات عمي ...
ندى بانت عليها علامات الاحباط اللي ما انتبه لها الا شوق ..
ندى : طيب وش رايكم تنومون عندنا ... اليوم الخميس وبكرة مافي جامعة ..
سهى : انا عن نفسي ما أقدر السبت وراي امتحان ... وللحين ماذاكرت شي
ندى : وانت نوف ؟
نوف : انا ودي ... بس تعرفين امل في البيت وتحتاجني ..
بعد دقايق رن الجرس وطلعوا سهى ونوف وبنات عمهم .... وما بقى في الصالة الا شوق وندى ومها واختها رشا ...
الساعة 11.30 رجعت ام فهد وعيالها .... نايف ومنى راحوا ينومون ... وام فهد معها عمر توجهت لغرفتها عند رجلها اللي وصل قبلها بدقايق ..
رفعت ندى ساعتها لقتها الساعة 12 الا خمس .... استغربت .... مها واختها للحين جالسين ماراحوا ... المشكلة ان بيتهم قريب ليش مايروحون ...
رشا باين انها مالة وودها ترجع للبيت بس اختها اللي شكلها ماعندها نية ...
ندى تهمس لشوق بصوت ماانتبهت له مها : الحين هاللزقة هذي ورا ماتذلف لبيتهم .. الحفلة خلصت وش يقعدها ..؟!
شوق بهمس : وانا وش يدريني انتي ابخص بها ..
ندى : مها ..
مها : سمي ..
ندى : دقي على اهلك لا يصيرون قلقانين عليكم الحين ..
مها : لا لا تخافين ... انا قايلة لهم يمكن نتأخر ...
ندى التفتت لشوق اللي رفعت يدها علامة انك انت اللي تصرفي معها ....
ندى : اختك رشا شكلها تعبانة بعد عمري ... فيها النوم ..
مها : لا ماعليك منها ... هي تحب تجي هنا واصرت انها تجي معي للحفلة
تنهدت ندى ... وش اللي بيفكنا من هذي الحين ... موبعيدة تسهر عندنا للفجر بعد ...
جربوا يمثلون عليها ان فيهم النوم وقاموا يتثاوبون ... لكن البنت مهيب حاسة بشي .. ومطنشة ...
عالساعة 12.10 دخل فهد البيت رايح للصالة ...
فهد : احم .... ياولد
على طول مها ورشا خذوا طرحهم وتغطوا بها .....
ندى : ادخل فهد
فهد : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام ...
مها بصوت مايخلو من النعومة : شخبارك فهد ..
فهد : الحمد لله ... ( وعقد حواجبه يحاول يتذكر هالصوت وطريقته بالكلام ) .. شخبارك مها وكيف حال الوالد ..؟
مها : بخير.. الوالد بخير ويسلم عليك ..
فهد : الله يسلمك ويسلمه ...
التفت فهد لندى وشوق اللي كانوا جالسين بجهة ثانية يتكلمون ويناظرون التلفزيون وباين عليهم انهم طفشانين من البنت ... ضحك في نفسه ... حتى شوق شكلها ماحبتها ...
فهد : تصبحون على خير..
الكل : وانت من اهله ..
طلع راقي لغرفته ....
فكت مها الغطا وعلى طول التفتت لشوق .. وقالت لها بنبرة تحمل قليل من الاحتقار
مها : انتي ماتتغطين عن فهد ؟
انتبهوا لها كلهم .... والتفتوا لبعض مستغربين من طريقتها بالكلام ...
ندى ببرود : وانتي وش شفتي ؟!
مها : فاتشة كأنها اخته ...
شوق بدون نفس : وانا قلت لك قبل اني مثل اخته ...
مها : وانتي شلون ماتستحين ؟!
جت بترد شوق لكن ندى قاطعتها : وانت وش دخلك ... هذا شي خاص فيها انتي مالك دخل ... اهتمي بامورك ولا تتدخلين في خصوصيات العالم ..
مها : لا بس استغربت ... وشلون تطلع له بهالشكل !!!
ندى بنبرة جافة : خلي رايك لنفسك ... مانحتاج له ... ولو سمحتي مها .. انا وشوق فينا النوم ونبغى ننوم ونرتاح ... بتدقين على اهلك وتروحون لبيتكم ولا نرقى ونخليكم بالصالة لحالكم ..
مها : لا خلاص بنروح للبيت ... يالله رشا ..
لبست عبايتها ودقت على اهلها عشان يرسلون لهم السواق يجي ياخذهم .. وما مرخمس دقايق الا والبيت فاضي ..... ( أخيراً )
ندى بعد ماسكرت باب الصالة : اوووف .... ماشفت بنت اثقل من دمها ..
شوق : يالله رفعت ضغطي ... هي كل يوم تجيكم ؟!
ندى : لي حوالي اسبوعين ماشفتها ولا سمعت صوتها .... وبيني وبينك ياليتها ماتجينا ابد ..
شوق : مابغت تطلع صدق لزقة ...
ندى : خلاص طنشيها وخلينا نطلع ننوم ... احس اني بطيح عليك من التعب ..
شوق بمزح : تبيني اشيلك ؟!!
ندى : والله ؟!! ... بس اخاف تتمصعين ..
شوق : وانت صدقت ؟... مابعد مليت من عمري انا ..
ضحكت ندى ومسكت يد شوق ومشوا راقين الدرج ... في نصه وقفت شوق : ندى ..
التفتت لها : هلا ..
نزلت شوق راسها بنظرة حزينة ولمعة غريبة في عيونها والم عميق : مدري وش اقولك ...
ابتسمت ندى بعطف .. وحطت يدها على كتفها : قولي وش عندك ؟!..
رفعت شوق راسها ودمعة حارة تسيل بهدوء على خدها : ما أعرف شلون اشكرك .. فاجأتيني بصراحة .. عمري ماتوقعت نفسي اكون غالية عند احد لهالدرجة .. ابوي وامي وهم ابوي وامي راحوا وتركوني .. مدري وش اقولك ياندى مدري ..
رجعت نزلت راسها ودموعها تتساقط منها بهدوء ... زادت ابتسامة ندى وضمتها ..
ندى : بليز شوق لا تبكين .. لا تزعليني ..
بعدت شوق عنها ومسحت دموعها بسرعة .. رجعت يديهم تتشابك وكملوا طريقهم للغرفة ..

=============================

• " مها " ... شخصية قد تكون لها دور في القصة وقد لا تكون .. لكن برايكم ؟!.. وش سبب الكلام اللي قالته لشوق ؟!..
• " بدر " اسم تكرر كذا مرة في هالبارت ... من هو ؟!.. وماهي حقيقته ؟!.. وش بينه وبين نوف ؟!.. وليش نوف تنفر منه ؟!..
• شخصية جديدة راح تظهر ... من تكون ؟!..

قمرهم كلهم 06-19-2010 10:57 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج التاسع زء ....

يوم الجمعة .... اذن الاذان لصلاة الجمعة وبدت الخطبة .. وندى وشوق الى الحين نايمين من بعد ماسهروا سهرة امس .. تعبوا امس من الدجة ما ينلامون .......
طلع ابو فهد من غرفته بعد ما استحم وتعطر وتجهز للصلاة وتوجه لغرفة فهد يصحيه عشانها ... دق عليه الباب .... مرة ومرتين وثلاث .. لكن ما من مجيب ......
رجع يدق الباب : فهد ..... فهد ...... فهد ..... كل هذا نوم ... قم يامال القام ..
وأخييييرا وصله الصوت ... بس صوت كلله نوم : سم ..
ابو فهد : افتح الباب ..
ثواني وانفتح ..
ابوفهد : حشا ماصارت نومة .... نفسي اعرف متى تنوم انت ؟!
فهد : يبه كنت سهران امس للفجر ..
ابوفهد بحزم : سهران ولا مو بسهران مو بمشكلتي .... يالله الحقني عالمسجد ... الخطبة بدت
فهد وهو يتثاوب : ان شالله ...
نزل ابو فهد .. وفهد رجع يسكر الباب وهو يحك راسه ... توجه للحمام وهو مدرووخ ...
لما نزل ابو فهد راح للمراية المعلقة على وحدة من الجدران يعدل شماغه ... كانت ام فهد توها مسكرة سماعة التلفون ...
الجوهرة بابتسامة عريضة : تدري من اللي متصل تو ؟!..
عبد الرحمن منشغل بتضبيط العقال والشماغ : مين ؟!..
الجوهرة والفرحة مو سايعتها : ........ نجلاء ..
التفت لها مبهوت والفرحة تطل من عيونه ..

............

- شوق ..... شووووق ..... شوق قومي .... هووو شوووووق ..!!!
فتحت عيونها ببطء وبتكاسل لقت ندى فوق راسها وتهزها باستمرار ..
شوق : وش تبين خليني نايمة ...
ندى : ماصارت .... تدرين كم الساعة الحين ؟!
شوق : لو انها المغرب بس خليني نايمة ....
ندى : طيب ابوي قال لي اقومك عشان الغدا ... قومي ينتظرك تحت
سحبت شوق وحدة من المخاد وضمتها تبي ترجع للنوم ....
يوم شافتها ندى بتسترسل بالنوم سحبت المخدة من بين يديها ...
ندى : أقوووولها قومي تقوم تاخذ المخدة ... هيه قومي بس خلاص يكفي نوم ..
شوق : ندى تكفين والله مالي نفس خليني نايمة ..
ندى : يعني وش اقوله ؟!
شوق : قولي له اني تعبانة من امس ... لاني صدق تعبانة وراسي يعورني
ندى : طيب .... بس قومي صلي الجمعة وارجعي نومي ...
شوق : ان شالله بقوم ...
طلعت من عندها ونزلت تحت لطاولة السفرة اللي الكل مجتمع عليها ...
ابو فهد : ها قومتيها ؟!
ندى : أيه ... تقول ماتبي ..
ابو فهد باستغراب : ليش وش فيها ؟!
سحبت ندى كرسي وقعدت عليه : مافيها شي ... بس صداع ... وخيلتها ترتاح احسن
ام فهد : لا يكون برد من عقب امس ..؟!!
ندى هزت كتوفها : يمكن ....
فهد : اكيد ... البنت مرضت من عقب ردحتكم البارحة وخبالكم ...
ندى رفعت حواجبها يعني انت وش دخلك : اهم شي انها استانست ...
هز ابو فهد راسه .. وسمى بالله وبدا ياكل ... والكل تبعه ..

.............


في بيت ابو احمد ... كانوا ام احمد وسهى ونوف جالسين بالصالة عند امل ..
امل : ياربيه كل ماتذكرت موعد الولادة اخاف ..
ام احمد : ماله داعي تخافين .. ان شالله يسيرة ..
امل : آآآمين يمه آآمين ..
نوف : عاد لازم عقب ماتطلعين منها تشرحين لنا وش صار اثناء الولادة وش ماصار .. ناخذ درس انا وسهى ..
امل : تكفين انتي بعد .. مارحمت الا احبالي الصوتية .. احس اني بصارخ لما تتقطع ..
ام احمد : ههههههههههههههه .. انتي ياحبيبتي القصص اللي سمعتيها من الناس مأثرة عليك .. مو كل الناس تكون صعبة معهم ..
امل : يمه مدري ليش عندي احساس انها بتكون صعبة علي ..
ام احمد : لا كل هذا من الخوف ..
امل : يارب يسر علي يارب ..
ام احمد : الا يا امل ... مو انتي قايلة لي امس ان عندك موعد في المستشفى اليوم ..
امل تذكرت : أيه صح !!... اشوى يمه ذكرتيني ولا كان فات علي ..
سهى : ومتى الموعد ..؟!
امل : اظني بعد ساعتين ... ورقة المستشفى تلقينها فوق الطاولة بغرفتي ..
نوف : يعني بتروحون كلكم للمستشفى ..؟!
سهى : أيه انا بروح عشان مرة وحدة امر المكتبة .. محتاجة بعض الاغراض للجامعة ..
ام احمد : وانتي نوف بتقعدين ؟
نوف : ايه وش يوديني ؟!.. تعرفوني ماحب المستشفى ولا اطيق ريحته .. والمكتبة مالي حاجة فيها .. ( وبدلال ) الا كان تودوني السوبر ماركت رحت معكم ...
ام احمد باستنكار : مافي سوبر ماركت .... بتقعدين لحالك في البيت يعني ؟!
استغربت نوف من امها : ايه اجلس في البيت لحالي وش فيها .. مو بأول مرة وبعدين الخدامات معي ..
ام احمد : طيب اطلعي معنا شوفي العالم والناس ... شوفي وش صار بالدنيا ..!!
نوف : هوو يمه ... تبيني اروح للمستشفى اكبر مكان للاكتئاب .. لا والله اقعد في بيتنا ابرك لي ..
هزت ام احمد راسها ...
نوف في بالها مستانسة ... البيت بيفضى علي ... أتفرج عالتلفزيون براحتي .. امي اكيد بتاخذ معها ريم ومحمد .. لأنهم يحبون الطلعة ... ولا يقعدون يزعجوني ويضاربوني عالقنوات ..
لا وبعد بطلب برغر من ... ياسلااااام ... من زمااان مافضالي الجو ...
امل كانت تراقب نوف ووجهها المبتسم .. قالت بخبث : نوووووف ... وش ناوية عليه انتي ... انا عارفة انك ناوية علي شي ..
نوف تمثل انها بريئة : أنا ؟!!!!..... ابد ماني بناوية على شي .. سلامة قلبك ..
امل : عيني بعينك ..
نوف : أمل لا تقعدين تظنين شي ... ابي اقعد في البيت يعني عيب ..
أمل قاطعتها : الا ماقلتوا لي ... شخبار حفلة امس في بيت خالتي .. والله لو ما كنت حامل كان جيت رزيت وجهي معكم ..
نوف : حلللللللللللوة ... من زمان ماسوينا مثل هالحفلات البنوتية ..
امل بسخرية : حلوة بنوتية .. ليش يعني انا مانيب بنت ... انا لساتي بنت ترا مو بعجوز ..
سهى تذكرت وضحكت : ياعمري شوق .. ماشفتي شلون صاحت امس ؟!
امل استغربت : صاحت ؟!... ليش ؟!.. وش صار ؟!
نوف : من الفرحة ...
سهى : خلتنا ندى نغني لها .. والظاهر مااستحملت وصاحت ..
امل كشرت : ياعمري ... من شفت شوق وانا اقول هالبنت شكلها حساسة والرقة تفيض منها ..
نوف : ايه ماشالله عليها حبوبة مرة ..
ام احمد قامت: يالله اجل انا بروح البس عشان نطلع ..
امل : وانا بعد الله يعيني ..
قامت أمل بصعوبة وبتثاقل وبجهد منهك... وتوجهت للغرفة اللي كانوا حاطينها لها بالدور اللي تحت عشان الدرج بيكون صعب عليها ..
ونوف توجهت لغرفتها تخطط وش بتسوي اثناء غياب أهلها عن البيت ..

**** **** ****


كانت ماتزال نايمة لما انفتح الباب .... شوي ووقظتها هزات يد صغيرة ... التفتت له بعدها ابتسمت ..
شوق : هلا حبيبي ....
عمر : سوق ليس نايمة ؟
استقعدت على فراشها بكسل وقالت مبتسمة : عشان فيني ببوه هنا .. ( وتأشر على راسها )
عمر ببراءة وهو يحرك يديه : وينه ببوه ؟ ...
شوق : هنا ببوه ...
عمر وهو يدور الببوه : ماسوفه ...
ضحكت شوق عليه ... اكيد ماتشوفه .. جوا راسي هو ...
شوق : عموري ليش جاي هنا ؟
رفع عيونه يتذكر هو ليش جاي ... بعدين اشرق وجهه بابتسامة بريييئة : ابي حلاوة ...
شوق : وليش مارحت لندى تعطيك ...؟!
هز راسه مبرطم : ندى ما في حلاوة .. خلص ...
مدت يدها تمسح على راسه بحنان بعدين فتحت درج الكومدينة وطلعت منها علبة ام اند امز وعطته .. وقبل ما يطلع مد يده ولفها حول رقبتها وطبع على خدها احلى بوسة ممكن تطلع من طفل ... وطلع يركض فرحان ....
اماهي رفعت الساعة تشوفها لقتها 5 الا ربع ... تذكرت انها للحين ماصلت العصر ... قامت متوجهة للحمام ... كانت لا تزال تحس بصداع لكنه اخف من الاول ..
بعد ماصلت خذت لها حبة بنادول ...
دخلت ندى ..
ندى : اخيرا قمتي .. مابغيتي ..
شوق : حبيب قلبي عمر هو اللي قومني ..
ندى : وش الطاري عليه ... اكيد يبي شي
شوق وهي تضحك : يبي حلاوة ... ويوم قلت ليش ماتروح لندى تعطيك ... قال لي انه خلص ... وانا متأكدة انه ما خلص يالبخيلة ...
ندى : اجل تبيني ابذر حلوياتي على بزران ... ان عطيته كل مرة بينشب فيني
شوق : يالمجرمة هذا اخوك .... ان ماعطيتيه انتي من يعطيه ؟!!...
ندى : انت موجودة الله يخليك له ... المهم ترا ابوي يبيك تحت ..
شوق : وش يبغى ؟
ندى : مدري .. بس قلتله انك تعبانة واكيد يبغى يتطمن عليك...
شوق : لحظة شوي خليني ارتب شعري .. حوسة
وقفت قدام المراية للحظات ... ولفت طالعة من الغرفة وندى وراها ... نزلوا مع بعض للصالة ...
ابو فهد : هلا ببنتي شوق تعالي اجلسي ... ( ويأشر بيده لمكان جنبه )
راحت وجلست ....
مسك يدها بحنان ... وبإبتسامة : ها حبيبتي شلونك الحين ...
شوق بادلته نفس الابتسامة : الحمد لله احسن بكثير ..
ابو فهد : ماتبين اوديك للدكتور ؟
شوق : لا عمي ماله داعي ..احس اني طيبة الحين ...
ابو فهد : طيب تراني قايل لهم يعزلون لك غدا ... اذا جايعة روحي كلي ..
شوق : شوي مو بالحين ... (وبابتسامة ) ودي اجلس معك ..
ابوفهد ضحك : ههههههههههههههههه ... يابعد عمري ...
جلست مع عمها يسولفون ويضحكون وندى معهم تشارك في الحوارات ..
**** **** ****

كانت نوف جالسة بغرفتها تنتظر البيت يفضى .. وفعلا لما كانت قاعدة حست بالهدوء يعم البيت فطلعت تستطلع ...
أشوى الحمدلله محمد مو بموجود ولا ريم هالصيوحة تنشب فيني .. تمغطت وراحت نزلت للصالة .. قعدت قبال التلفزيون تفرفر في القنوات وتدور وتبحث عن شي يجذبها ...
لقت لها فلم اجنبي في وحدة من القنوات المختصة بالأفلام وحطت عليه .. ماكان فلم حلو مرة بس نوف تمت تناظره ... شوي حست بالجوع ينغز بطنها فاستقرت على فكرة انها تطلب من هرفي ..
ركضت للتلفون ودقت .. وطلبت لها طلب وقالوا لها ان الطلب بيوصل خلال ساعة ..
فكرت تروح تاخذ لها شاور بسرعة تنشط به جسمها قبل مايجي الأكل .. طنشت الفلم ولاسيما انه ماعجبها مرة ورقت لغرفتها وخلت التلفزيون مفتوح .. ماتحب تخلي البيت هاجد مافيه صوت ..
خذت الروب ولفت شعرها وغطته بغطا عن الموية .. دخلت الحمام .. وبدت الدش وهي تغني كالعادة ..
خلصت وطلعت تلبس ... راحت وفتحت دولابها تختار ..
رن الجرس ..
استغربت .. التفتت تشوف الساعة الموضوعة عالكومدينة ... هم قالولي انهم بيجيبونه بعد ساعة مو بنص ساعة .. يعني باقي نص ساعة عالموعد ..
بعجلة طلعت لها بنطلون وبلوزة قبل لا يروح المطعم عنها ... ولبستهم بعجلة وسرعة ..
نوف : انتظر يالغبي لا تروح .. لحظة بس ياويلك ان رحت .. ( تقصد موظف التوصيل )
تحت ..
طلعت الخدامة من المطبخ متوجهة لباب الشارع تشوف منهو ..
الخدامة من ورى الباب : مين ؟!..
- أنا بدر ..... احمد موجود ؟!..
عرفته الخدامة وفتحت الباب .. : come in
دخل بدر : هاي ..
الخدامة : هاي ..
بدر : أحمد موجود ؟!
الخدامة : مادري ..
بدر : طيب من اللي في البيت ..؟!
الخدامة : مافي أحد ...... بس نوف ..
ابتسم بدر : طيب خلاص شكرا ... انا بدخل داخل ..
هزت الخدامة راسها ورجعت ماشية لجهة المطبخ ..
اما نوف لبست بسرعة الصاروخ .. وطلعت من غرفتها ونزلت ترررركض عتبات الدرج ..
نوف : ياربي عسى مايكون راح !!... شكلي تأخرت عليه ..
توجهت لباب المجلس لأن المطعم بالعادة يجيهم من هناك .. تمت تركض ماتشوف طريقها تبي تلحق عالأكل .... طلعت من باب المجلس باندفاع قوي وفجأة ارتطمت بشي مثل الصخرة خلاها ترتد للخلف بقوة ..
بدر بغى يطيح هو الثاني بس قدر يتمالك نفسه .. ومسك يد نوف لا تطيح هي بعد ..
بدر بروعة : بسم الله عليك ..!!
نوف من الضربة غمضت عيونها وحطت يدها على خشمها من الألم : آآآآآي ... خشمي ... هييي أحمدووه ماتشوف طريقك ؟!..
بدر مازال مرتاع عليها : عسى ماتعورتي ؟!
تمت نوف للحظات مغمضة عيونها وعقلها يحاول يحلل الصوت اللي سمعه .. هذا مو صوت احمد ... هذا صوت واحد رسخ في بالها من وهي صغيرة ..
لفترة ظلت حاطة يدها على خشمها ومغمضة .. كأنها خايفة تفتح عيونها ... خايفة يكون اللي في بالها صدق ...
من جهة ثانية بدر تم ساكت ولا تكلم .. لكنه ظل ماسك يدها بين يدينه ..
شوي شوي استجمعت نوف بقية الشجاعة اللي عندها وفتحت عيونها ببطء ...
شهقت بقوة ...
نوف : بدر ؟؟!!!!!..
بدر مبتسم : أيه بدر ... نسيتيني ؟!
احمر وجه نوف وسحبت يدها من بين يديه بسرعة ... وراحت تركض وتخبت ورا الباب ..
ابتسم بدر على حركتها : هيي شفيك ؟!... شايفة بعبع ؟!
نوف من ورا الباب : احلف ياشيخ !!... لا يكون اخوي تبيني اتم واقفة قدامك لما تشبع مني ..
بدر والضحكة بصوته : انتي أحد يشبع منك ؟!... انتي ماتنملين اصلا ..!!
شهقت نوف : بدر ؟!... وش قلت ؟!.. عيد الكلام اللي قلته ..!!
قاطعها بدر : أقول يابنت عمي ... بدل هالصراخ والمنافخ ورا ماتسلمين ؟!.. لك ثلاث سنين ماشفتيني !!...
نوف بارتباك : اقول بدر لحظة ... بروح اركض للصالة .. لا تدخل لما تتأكد اني رحت خلاص ..
بدر ماقدر يمسك نفسه من الضحك من اسلوبها العفوي : ههههههههههههههه ... أفااا .. كل هذا عشان ماتقولين شخبارك ؟!..
نوف باندفاع : شخبارك شعلومك ... الحمدلله عالسلامة ... يالله مع السلامة ..
وراحت فحطت ركض للصالة ..
بدر مات ضحك عليها ... ياربي هالبنت خبلة من وهي صغيرة .. مشتاق لسواليفها والله مشتاق .. أسلوبها معي بالكلام وطريقتها ماتغيرت من نعومة اظفارها .. بس ان ماعدت أيامنا يا نوف ماكون بدر ...
دخل ووقف عند مجلس الرجال وقبل ما يدخله قال بصوت عالي عشان تسمعه نوف : أقول يا نووووووووووف ... لا تنسيني داخل نادي لي أحمد ..
وقفت نوف في وسط الصالة مرتبكة ... ياربي وش سويت .. وبدر هذا كل ماشافني لازم يربكني ... مايمسك لسانه .. ثلاث سنين ماشفته ولا شافني ولا ترك هالأسلوب عنه ... وانا بعد عميانة ماأشوف .. طيرااااااان لبرا ..
أوووفففف .. كسر خشمي الله ياخذ بليسه .... خلني أشوف وين أحمد بعد يجي يقابله..
توجهت للتلفون ودقت على رقم اخوها ..
احمد : هلا والله ..
نوف : هلا احمد ... شخبارك ؟!
احمد : تمام .. شعندك ؟؟!
نوف : ماعندي شي .. بس بدر ولد عمي جاي ويسأل عنك ..
احمد : بدر ؟!....... خلاص انا جاي بالطريق ..
نوف : اوكي .. مو تتأخر ... تعرفه ولد عمك بينشب فيني نشبة مايفكني من لسانه ..
احمد : ههههههههههههه ... من حبه لك ...
نوف باستنفار : وش قلت ؟!...... حبه برص ان شالله ...
احمد : هههههههههههههه ... هوو نوف امزح معك ...
نوف : أيه بعد حسبالي .... بيورطني معه بحبه ...
احمد : الله يعينه عليك ... مسكين مايسلم ابد من لسانك ..
نوف : خله يستاهل ... خله يفكني من لسانه عشان يسلم من لساني ... بعد انا بنية مسيكينة راس مالي هاللسان اللي يقطر عسل ..
احمد : هههههههههههههه ... يالله انا جاي بالطريق ...
نوف : ايه مو تتأخر .. تراني لحالي بالبيت ..
احمد : واذا كنتي لحالك .... لا تخافين بدر مب مسويلك شي ...
نوف : ايه بس ينخاف من لسانه ... تراني ما أتحمل دايما أصيح منه ..
احمد : ههههههههههههه ... خلاص قلت لك جاي ..
نوف : باي ..
احمد : مع السلامة ..
حطت السماعة مكانها ... وانتفضت يوم سمعته يتنحنح ..
بدر : احم ... أقول نوف ..
تلخبطت نوف بمكانها ... ماتعرف وين تروح ... ان قامت ركض للدرج بتمر قدامه يعني بيشوفها ...
لذا بشكل تلقائي طاحت يدها على وحدة من مخاد الكنبة وحطتها بسرعة قدام وجهها ..
نوف بارتباك : هاه هاه وش عندك ؟!
بدر : منهو هذا اللي حبه برص ؟!... لا يكون انا ؟!
شهقت نوف ... بسم الله الرحمن الرحيم .. من وين طلع لي ذا ..!!!؟
بدر : مارديتي علي ..
نوف بحدة : وانت شعليك ؟!.. قاعد تتسمع على مكالمات العالم ... أيه انت حبك برصين بعد مو برص واحد ... عندك مانع ؟!..
بدر غصب عنه ضحك : ههههههههههههههه ... وراه عاد تقولين هالكلام ؟!... وش اني مسوي ياكافي ؟!..
نوف : الحين انت داخل علي وشلون اروح انا الحين ... ماعندي غطا ..
بدر باستهبال : عادي ..
نوف جتها الصيحة ... دايما بدر يحطها في هالمواقف ... ولما سافر يدرس برا ..ارتاحت منه.. ولما رجع الحين بيعيد معها نفس الاسطوانة ..
نوف : بدر ... وخر برووح فوق ..
بدر بعناد : ماااااااانيب ..
نوف بحسرة في قلبها : يااااااااااربيه ... بدر حرام عليك ... مايكفي اللي كنت تسويه فيني من ثلاث سنين ..
بدر : تصدقين عاد يابنت عمي .. اني وانا مسافر كنت افكر فيك ومشتاق لمواقفي معك ..
نوف : أعووووذ بالله ... بالعكس انا كنت مرتاحة منك .. ومن شفتك تو .. رجعلي الرعب والخوف ..
بدر : هههههههههههههههه ... ياقلبي انتي ..
نوف بققت عيونها على آآخرهم .. مو بصاحي ذا الولد ..
صرخت : نعم ؟!
ارتاع بدر بمكانه وانتفض ... البنت شكلها عصبت ...
بدر : ياقلبي يا أنا .. مو انتي ... ارتحتي الحين ..
نوف : أيه بعد حسبالي ... أقول بدر ماكنك زودتها شوي ... أحمد بيجي الحين ومو حلوة يشوفك واقف هناك ..
بدر : لا بس انا جيت هنا عشان أسلم عليك ... وأشوف نوف هي نفسها نوف اللي كانت قبل
Three years ولا لا .... بس الظاهر هي نفسها بلحمها وشحمها ماتغيرت ..
نوف فقدت أعصابها : أقول ورا ماتضف وجهك وتفكني ...
بدر ماقدر يمسك نفسه .. البنت تنرفزت من جد : ههههههههههههههههههه .... خلاص بضف وجهي مثل ماتامرين .... يالله .... أشوفك مرة ثانية يا أحلى نوف ...
غاب عنها راجع للمجلس ... اما هي قعدت في الصالة مو مصدقة ... الولد استخف وقعد ... مو صاحي ... الظاهر ان الدراسة برا أثرت على عقله بشكل كبير ... ولا لا يكون ناسي اني معد صرت نوف بنت ال 15 سنة ... ياربي هالبدر مايغير أسلوبه أبدا ..
تمت قاعدة على نفس الكنبة مستغربة منه ... بدر هو هو نفسه ماتغيرت فيه ولا شعره ..
قعدت تسترجع موقف الاصطدام اللي قبل شوي .. ابد ماتوقعته يجي لبيتنا ..
رفعت يدها اللي كانت بين يدينه تتاملها ورجع لوجهها احمرار الخجل ...
دقايق ووصل أحمد .. توجه مباشرة لبدر بالمجلس وسلم عليه .. بعدها طلع للصالة لقا نوف قاعدة تتفرج عالتلفزيون ...
احمد والضحكة بصوته : هاه نوف ؟!.... شخبار خشمك ؟!..
التفتت نوف له معصبة : قالك عن خشمي هالمطفوق ؟!... كسر خشمي الله يكسر خشمه ..
احمد : قالي انك كنتي جاية مسفحة تركضين مدري وش بتلحقين عليه .. حتى صدره مسكين قام يعوره من خشمك ...
نوف : يعني الحين هو مسكين وانا مو مسكينة ..
احمد ضحك : هههههههههههههههه .... لا خشمك ماتغير الحمدلله ... يعني حادث بسيط ..
نوف : وليش جاي وش يبي ؟!..
احمد : ابد جاي يسلم علي ... وعليك ...
نوف تنرفزت : أحمد ..!!
ضحك احمد عليها .. على طول تتنرفز : جاي يسلم علي انا بس .. انتي مااااااالك دخل ..
نوف : المهم تراني ميتة جوووع ... وطالبة من هرفي يوصلون .. لما يدقون جرس ياليت تتكرم وتاخذه منهم ..
احمد مبتسم : اوكي ... بس روحي قولي للخدامة تصلح قهوة للضيف ..
نوف وهي قايمة : امحق ضيف ...
راحت للمطبخ تقول للخدامة ورجعت للصالة عند التلفزيون ..
في المجلس ..
احمد : ايوا بدر ... بشر عن علومك شخبار الدراسة برا ؟!..
بدر : والله مش ولا بد ... زهقت وباليالله خلصت ... الله لا يوريك الغربة يااحمد .. شي فضيع !!!

**( بدر .... ولد عم احمد مثل ماعرفتوا .. 25 سنة .. جرئ درجة اولى .. ولا عليه من احد يسوي اللي يبيه واي شي براسه ... من ناحية الشكل فهو حلو.. وملفت للنظر بابتسامته اللي قلما تفارقه .... بتتعرفون عليه اكثر)**

احمد : لا الحمدلله ... في النهاية جبت شهادة تنفعك بحياتك ..
بدر : الحمدلله ... وانت منت ناوي تسوي مثلي ..
احمد : لا انا ماحب اغترب .. ماني راعي دراسة برا بالسنوات .. قاعد ادرس الحين دبلوم حاسب في معهد وان شالله تكفيني ..
بدر : الله يوفقك ... الا شخبار عمي ... ماحصلي اشوفه وأسلم عليه ..
احمد : لا بخير .. وفرحان عشانك بصراحة ..
بدر : الله يسلمه ان شالله .. مشتاق اشوفه والله ..
احمد : قريب ان شالله .. وش رايك تروح له في الدوام وتسلم عليه ..
بدر : لا صعبة في الدوام بيكون مشغول .. ومب فاضي لي .. الا شخبار امل وسهى ؟!..
احمد : بخير الحمدلله .. بس امل تعبانة شوي .. في الشهر الاخير من الحمل
بدر : الله يكون في عونها ان شالله ..
... دق الجرس ...
احمد : عن اذنك يابدر شوي ..
طلع احمد يشوف الباب ... ولقاه المطعم جايبين طلب نوف .. دفع للموظف ورجع داخل متوجه للصالة .. بس بدر استوقفه ..
بدر متوجه له : لحظة لحظة احمد ؟!.. وش ذا ؟!
احمد مبتسم : هذا حق نوف .. تقول انها ميتة جووع وطالبة لها من المطعم ..
بدر وهو يحك لحيته : اهااا .. اجل عشان كذا كانت جاية تركض .. علبالها انه المطعم ..
احمد : الظاهر انه كذا ..
بدر رفع بصره لأحمد وبنظرة خبيثة : تكفى احمد طلبتك ..؟!..
احمد وكانه فهم وش يقصد : خير ... وش ناوي عليه ؟!..
بدر : وانا بعد جوعااان .. ياليت تخليه لي ..
احمد : لا حرام عليك ... واختي ؟!... تقعد بلا اكل ...
بدر : معليش .. نفسي انرفزها زيادة ...
احمد هز راسها : بصراحة صدقت نوف يوم قالت انك ماتغيرت .. ومعها حق يوم انها تحاول تهرب منك دايما ..
ضحك بدر : ههههههههههههههههه ... تكفى خله لي ..
احمد : لا اخاف انا انذبح ... ماتعرف نوف لين صارت جوعانة ... شرسة ..!!
بدر : هههههههههههههههه .. مو هذا اللي يعجبني فيها ..
في الأخير بدر اخذ من احمد الكيس واحمد مو مقتنع باللي يسويه .. كان يحس بعطف على اخته اذا درت .. وش بيقولها ؟!.....!!!!
طبعا مامر ربع ساعة الا وبدر قد التهم كل الوجبة .. يابعد عمري يانوف مدري وش بتاكل ..
تمت نوف في الصالة محترة ... ليش ما جو للحين .. وين ذلفوا ... آآآي بطني ينغزني من الجوع ..
تذكرت انها سمعت الجرس يرن قبل فترة .. فراحت تنادي احمد ..
نوف : أحمد ...
احمد في المجلس سمعها .. بدر ضحك وهو يتخيل ردة الفعل ..
احمد : يالله هذي هي تنادي .. وش أقولها الحين ؟
بدر ببرود : عادي قل الأكل راح لبطن بدر .. وقلها مشكووورة على هالضيافة الكريمة ..
احمد : الله يستر ... بتجي تذبحك ..
نوف : أحمد ...
طلع لها احمد وتم واقف عند الباب يكلمها : نعم نوف ؟!..
نوف بحسرة : أقوووول احمد ... المطعم ما جو بموت من الجوع ... كني سمعت الجرس يندق ..
احمد بارتباك : الا المطعم جو وجابوا الاكل معهم ..
حطت يدها على خصرها : وليش حضرتك ماجبته ... تلقاه برد الحين ... وش ينفع ؟!
احمد : بصراحة يانوف مدري وش اقولك ...
بدر كان قاعد يراقب احمد ونظراته اللي كل شوي تشوفه ... وده يعرف ردة الفعل ..
نوف بخوف : هااه وينه ؟!.... وش صار بعد ؟
احمد : بدر .... بدر كلاه ويقول مشكورة عالضيافة الكريمة ..
انصدمت نوف ... جتها الصيحة والعبرة خنقتها ... هي تنتظر والجوع يقطع بطنها يجي ذا وياكلها باردة مبردة ..
صرخت بقهر : قله جعله الغصة اللي توقف في بلعومه ولا عاد تطلع .. ان شالله يتسمم ..
وراحت والدمعة على خدها ...
بدر من سمع ردها انسدح على وراه ميت ضحك ... : هههههههههههههههههههههههههه ..!!
احمد تم واقف في مكانه : استانست الحين ... ؟!.. ها هذي هي زعلت .. وش اللي بيرضيها الحين ...
بدر : ههههههههههههههههههههه آآخ بطني ... والله شكلها من جد زعلت ..
احمد : وش تتوقع يعني .. تقولك جوووعانة وميتة جوع .. تبيها تستانس وتضحك ..
نوف راحت لغرفتها ودمعتين على خدها .. تحس بالقهر .. اللي كانت خايفة منه صار .. السيناريو اللي كان يصير قبل ثلاث سنين هذا هو يتكرر مرة ثانية .. دايما بدر يبكيها بتصرفاته ..
وش اني مسوية له عشان يتصرف معي بهالطريقة .. بس هين ان مارديت له الصاع صاعين ماكون نوف بنت ابوي ..
دخلت غرفتها ومسكت جوالها تبي تدق على احد تفضفض له القهر اللي بقلبها .. فمالقت احسن من ندى ..
ندى : هلا والله نوف ..
من سمعت نوف صوت بنت خالتها انفجرت بالبكي : ندى ... ماشفتي بدر وش سوا لي .. اللئيم ... هين انا اوريه والله لأنتقم ...
ندى ارتاعت : هوو نوف حبيبتي وش صار ؟!.. وش سوا بدر ؟!
نوف من بين دموعها : الحمار ... الحقير ... يبي يذبحني ... يبي يقهرني .. وش مسوية لها
انا ..
ندى : هوو نوف ليش تبكين ؟!.. وش صاير لك مع بدر ؟!..
قصت لها نوف السالفة مابين نشيجها ونحيبها .. وندى ما استحملت وضحكت ..
ندى : هوو نوف ... كل هالبكي عشان وجبة هرفي ؟!.. بكيفها .. اطلبي غيرها ..
نوف : ماتدرين انا بموت من الجوع .. وهو جاي شبعان ومتغدي .. بس كلاها عشان يحرق قلبي .. واحمد هالزفت متعاون معه ..
ندى : طيب نوف ترا والله مايستاهل هالبكي كله ... خلاص دقي عالمطعم واطلبي غيرها ..
نوف تشهق : اللي يقهر تصرفاته الغريبة معي ... ليش يعاملني هالمعاملة .. والله ماسويت له شي ..
ندى : خلاص نوف انا مستعدة ادق عالمطعم واطلب باسم بيتكم اذا تبين ..
نوف : لاااااا خلاص معد ابي أكلهم .. بقول للخدامة تصلح لي ساندويتش والا أي شي ..
اندق باب غرفتها وقاطعها ..
نوف : لحظة ندى الباب يندق بشوف منهو ؟!..
راحت فتحت لقته احمد واقف ومبتسم ..
نوف انفجرت فيه : وش تبي انت بعد يالخاين ... مايكفي اللي سويته انت وولد عمك هالزفت ..
قالت هالكلمات والدموع مازالت تبلل خدودها ..
احمد يلطف الجو : افاا .. بكي مرة وحدة .. والله لو دريت انها بتوصل كذا ماسويت ..
نوف وهي تصك الباب في وجهه : اجل ورنا مقفاك ..
قفلت الباب ورجعت تكلم ندى : ياااااااااربي ياندى قاهرني ... اللي كنت خايفة منه صااار ..
http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(4).gif
رجع احمد للمجلس يجر أذيال الخيبة من رد اخته عليه ... نوف زعلتها هالمرة غير ..
بدر استقبله مبتسم : ها بشر يابو الشباب .. عسى رضت ؟!!
احمد وهو يجلس : ماقول الا حسبي الله على بليسك .. البنت زعلانة من جدها وتبكي .. لا وسكرت الباب في وجهي ..
بدرتعدل في جلسته باهتمام : اووووففف ... من جدك تتكلم ..؟!
احمد : أجل امزح معك ... يالله دبرني ... نوف اذا زعلت بصعوبة ترضى ...
بدر : خلاص اجل دق على المطعم واطلب منه على حسابي ..
احمد بسخرية : وانت على بالك نوف بزر حل مثل هذا بيرضيها .. تلقاها الحين عافت المطعم بكبره .. ولاهي براضية ولا بعد طلوع الروح ..
بدر : والله مادريت انها بتزعل وبيوصل الوضع للبكي والدموع ..
احمد : الحين بتصك على نفسها غرفتها من الزعل ..
بدر : كل هذا تسويه نوف ؟!
احمد : واكثر بعد ... الظاهر انك للحين ماتعرفها ..

في غرفة نوف ..
كانت قد سكرت من ندى .. والحين قاعدة على طرف السرير وماسكة بطنها من الالم ..
نوف : يااااااربي بطني .... حسبي الله عليك يابدر .... هين انا اوريك والله ماتعدي هالحركة على خير ... ان مارديتها لك ماكون نوف ..
طلعت من غرفتها وطلت من على الدربزين تنادي الخدامة ..
نوف : رااااااااااني ... رااااااااااااااااااني ووجع يوجعك ...
جت الخدمة تركض : يس نوف ...
نوف : بليز صلحي لي ساندويتش ... أي ساندويتش بيض جبن تونة اللي تبين ..
راني : أوكي ..
رجعت لغرفتها .. فيها ضيق كبير .. رمت نفسها عالسرير لعلها تريح نفسها من هالشعوور .. لكن شوي شوي النوم بدا يهاجمها لما غلبها ونامت على جوعها ..



قمرهم كلهم 06-19-2010 10:59 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
كانت ندى في غرفتها تذاكر وحدة من موادها ولها أكثر من الساعة مسكرة من نوف .. ماكانت مذاكرة جدية لكنها كانت فاضية فقامت تتصفح تضيع وقتها ... ملت وزهقت فقامت طالعة تشوف شوق ..
نزلت تحت .. لقت الصالة فاضية مافيها غير منى تلاعب اخوها عمر ... راحت للمطبخ مالقتها هناك .. فكرت يمكن تكون في الحديقة .. فمشت للشباك المطل عليها وسحبت الستاير ووجهت نظرها للطاولة المركوزة في منتصفها بجنب النافورة ... لكنها لقتها فاضية ..
استغربت .. يمكن بغرفتها ... مافتشت بغرفتها من اول لأنها توقعتها تكون تحت ... يعني وش بيقعدها بغرفتها الحين ..
ماخلت للتفكير فرصة ولفت راكضة لفوق ... ودقت باب غرفتها ..
شوق : تفضل ..
دخلت ووقفت مكانها عند الباب وهي تشوف الحوسة والعفسة الحاصلة .. أكياس وشنط سفر منتثرة بكل مكان وشوق قاعدة بينهم تفتش بانشغال ..
ندى : وش تسوين ..؟!!
ماردت شوق على سؤالها وتمت تحوس وتدور حول نفسها وتلتقط كل كيس وكل شنطة تفتشها بتوتر ... وكأنها تبحث عن شي مهم ..
تقدمت لها ندى باستغراب : هوو شوق وش هالعفسة كلها ؟! وش قاعدة تدورين ؟!
شوق وهي مازالت في غمرة انشغالها .. قالت بدون ماترفع عيونها : أدور الصور ..!!
قعدت ندى جنبها وجنب الحوسة : صور ؟!... أي صور ؟!
شوق : صور أمي وأبوي ... متأكدة اني حاطتهم وجبتهم معي بس مدري وين راحت ..!!
ندى : يمكن نسيتيها في بيت خالتك ؟!..
شوق هزت راسها باصرار : لا لا لا .... أنا متأكدة اني جايبتهم معي .. الصور من اهم الاشياء اللي حرصت اجيبهم معي ..
ندى بدت تدور بنظرها عالأشياء المتناثرة بكل جهة : طيب دوري زين ..!!
شوق بقلق : قاعدة ادور ... نسيت وين حطيتهم بالضبط ...
ندى بادرت تساعدها بدون ولا كلمة .. فخذت أول كيس طاحت يدها عليه وتفحصته زين .. لكن ما لقت شي ... رمته على جنب وسحبت شنطة متوسطة الحجم ... وبدت تفتش فيها ..
وشوق نفس الشي كملت بحثها بقلق وهي كل شوي تتنهد بضيق ... الصور هذي أهم من حياتها وان ضاعت هي راح تضيع ..
في أثناء ماكانت ندى تدور في نفس الشنطة .. فتحت وحدة من الجيوب الداخلية ودخلت يدها تبحث ... طاحت يدها على كيس مخملي ... استغربت ملمسه وسحبته .. وشوق للحين منشغلة بالبحث ..
طلعت الكيس .. كان مخملي باللون النيلي اللامع .. بفضول وبدون ما تسأل عن محتواه طلعت اللي داخله .... كان بروازين فارغين ووراهم مجموعة صور مزمومة لبعض بشريط أسود حريري ..
نزلت ندى البروازين عالأرض .. وبفضوول تام بدا يلح عليها فكت الشريط وبدت تقلب الصور باندهاش تملكها ..
أول صورة طلعت لها صورة رجال عرفت انه عمها .. مبتسم ... ابتسامة عريضة تعبر عن الفرح بداخله لحظة التقاط الصورة ...
ابتسمت من غير شعور وهي تتامل ملامحه ... اول مرة تشوفه ... وكم ادهشها وأثار استغرابها ان صاحب هالصورة يشبه ابوها لحد كبير ..!!!
لكن بعد تأمل للحظات ادركت ان عمها كان اجمل من ابوها .. صالح أجمل من عبدالرحمن بمراحل .. يمكن رسمة العيون .. او هالابتسامة ...
زادت ابتسامتها لما ظهرت اسنانها .... سحبت الصورة للخلف وظهرت لها صورة جديدة ...
ملكة جمال طلعت لها بالصورة الثانية ... من غير شعور من ندى فتحت فمها وتركزت عيونها على هالملامح ... ياربي شبه غريب ...!!!
شبه غريب وكبير ...!!!!.... كانت هالصورة في الواقع هي صورة أم شوق ...
ماصدقت ندى كيف ان شوق ماخذه كل هالحلا من امها ..
ظلت تتأملها لفترة طويلة ... لما انتبهت لأحد يسحب كومة الصور المتراصة من بين يديها ..
كانت شوق ..!!!
ضمت شوق الصور لصدرها بارتياح : ياربي الحمدلله ... بغيت أموت لو اني ما لقيتها ..
رفعت ندى اصبعها تشير للصور .. أو بالأحرى الصورة اللي أثارت دهشتها .. وقالت ببلاهة : هذي ... صورة ... أمك ؟!
التفتت شوق لها مستغربة ... رجعت نظرها للصورة المقصودة بعدين ضحكت : ههههههههههههه .. ايه هذي أمي ..
مدت ندى يدها : طيب ممكن أشوفها ..؟!
شوق : ايه اكيد ..
رجعت ندى تتامل ذات الصورة ..
بعد فترة ..
ندى : شوق ... أمك مرة تشبهك ...
ضحكت شوق : ههههههههههههههههههه ... قصدك انا أشبه امي ...
ندى : شبه غريب !!!!
رفعت شوق عيونها تحاول تسترجع ذكرى : ابوي كان دايما يقول لي وانا صغيرة اني اشبه امي كثير .. ويوم كبرت ربطت بين نفسي وبين هالصورة وتأكدت فعلا اني أشبهها ..
ندى : شوق ..... أمك مرة حلوة .... ماتوقعتها بهالحلاوة ..!!
شوق : هههههههههههههههه ... هيه ندى شفيك ؟!.. اول مرة تشوفين صورة حرمة ..؟!
ندى ماردت وتمت تقلب في الصور تتأملها وحدة وحدة ... في الواقع كان مجموعها 11 صورة ..
صورتين لأبوها منفرد .... وصورتين لأمها منفردة .... و3 صور لها مع امها لما كانت لسا بالمهاد ..
وصورة وحدة لها مع ابوها التقطت قبل سنتين عند البحر وتحديدا عند شاطئ " الهاف مون "
وصورتين لها مع أمها قاعدة بحضنها بعمر سنتين ..
وصورة وحدة جماعية لها ولأمها وابوها مع بعض عند كورنيش الخبر وهي بعمر سنة ونص ..
هذي الصور كانت تحمل بعض ذكريات شوق عن اهلها اللي فيما لو قدر الله بدت تنساهم تكون بمثابة المنعش لذاكرتها تتذكر فيه الحدث او بعض تفاصيله ولو كانت ضبابية ..
ظلت ندى على حالها تفصفص الصور حبة حبة ... اما شوق قامت ترتب الحوسة اللي سوتها ..
لما خلصت ندى من الصور قامت وحطتها فوق المكتب وتوجهت لشوق تساعدها بالترتيب .. ولما خلصوا لفت طالعة من الغرفة ...
ندى : شوق انا بروح اخذ شاور حاسة بكآبة ..
شوق : اوكي خذي راحتك ..
طلعت ندى لغرفتها وشوق نفس الشي .. راحت للحمام بتاخذ دش .. ولما خلصت طلعت ولبست وراحت عند ندى لغرفتها دقت الباب .. محد رد لكنها سمعت صوت المسجل يشتغل ..
دخلت .. لقت ندى نصف متمددة عالسرير وصوت عبدالرحمن بن مساعد مالي ارجاء المكان ..
وصورة احمد كالعادة بين يديها ... غايبة في عالم ثاني وتايهة بين معاني الكلمات اللي تسمعها ..
قطعت عليها شوق اندماجها وخلوة نفسها لنفسها : الله الله !!... وعبدالرحمن بن مساعد بعد .. ( ضحكت ) ههههههههههههه .. ابي اعرف انتي ماخليتي شي رومنسي الا وسمعتيه وقريتيه وسويتيه .. وش بقى اكثر ..؟!!
تنهدت ندى بضيق .. ومدت يدها وسكرت المسجل .. وبابتسامة باهتة قالت : مو بيدي يا شوق .. المشاعر اللي داخلي تحركني .. جواتي حب كبير أبي أفرغه .. ما لقيت الا هالطريقة ..
شوق بتكشيرة : شلون يعني مافهمت !!؟
ندى : يعني انا الحين محتارة وخايفة ..
شوق : خايفة ..؟!
ندى : ايه .. خايفة من احمد .... أوقات احس ان في قلبه حب لي .. أحيانا أشوف في عيونه لمعان غريب تخليني أحس بان في داخله عواطف ناحيتي ..... ( تنهدت ) .......... واوقات احس العكس .. تكون نظرته لي عادية وكلامه معي مايتعدى كلام اخو لاخته ..........
محتارة بين هالأحاسيس المتناقضة ... وينتابني شعور بعض الاحيان اني أبي اعرف اذا كان فعلا بقلبه شي لي ...... وصدقيني اذا حسيت ان هالاحتمال صح اخاف وارتعب ..!!.. اذا كان فعلا قلبه خالي من أي عاطفة شلون بيكون نهاية حبي له ..!!!
حست شوق بالضيق لندى ... هي فعلا ماجربت الحب من قبل ولا تعرف شلون تكون المشاعر والاحاسيس وقتها ...
ظلت شوق تفكر وبعد لحظات حست ان لازم عليها تنبه ندى لنقطة مهمه قبل ما تسترسل في عواطفها ومشاعرها اكثر وتنجرف في تيار ماتقدر تخلص نفسها منه بعدين ..
شوق : ندى ...
كانت ندى قد سرحت في عالم من الافكار جهلت شوق نوعها : همممم ..!!
شوق بنبرة حذرة : طيب انتي مافكرتي بشكل جدي من قبل انه ممكن مايحمل لك شي ..
تحركت ندى بمكانها وكأن هالكلمات وقظت شي داخلها كان نايم : شلون يعني ؟!
شوق : أنا أقصد ... يعني ... ماجا ببالك من قبل ان احمد يكون ما يحبك في الأصل ...!!
ظهر على ملامح ندى الخوف : لا .. ابدا ً... ممكن تكون مرت في بالي بشكل سريع .. بس بسرعة انساها وما أصدقها وخصوصا .. اذا شفت كلامه معي او نظراته ..
شوق : طيب ... ممكن النظرة الغريبة اللي تشوفينها فيه .. او تظنين انك تشوفينها تكون من محض خيالك بس ...
رجعت ندى تتحرك بضيق : لا لا يا شوق ... لا تخوفيني ... انا احس ان احمد يحبني بس مايقدر يقول او يفصح عن هالشي .... وبعدين ..
قاطعتها شوق وهزت كتوفها : بصراحة يا ندى ماودي أضيق صدرك ... لكن لو صدق احمد يحبك كان بدر منه لو فعل واحد يدل على هالشي .. وانت تقولين انه ماصار لك معه شي واضح يدل ...
رجعت ندى تقاطعها .... وباصرار : لا لا ... نظراته لي بعض الاحيان تدل على شي .... وكل ما شفتها يتجدد الامل بداخلي انه فعلا يحبني مثل ما انا مو احبه ... الا مجنونة فيه ..
تنهدت شوق : مدري عنك .. لكن حبيت ابين لك شي كان غايب عن ذهنك ..
سكتت ندى لفترة ... رفعت الصورة قبال عيونها وظلت تتأملها .. وقالت تخاطبها : محتارة الحين منك .. واللي سمعته زاد خوفي ..
حبت شوق تقطع عليها أفكارها اللي ممكن انها تعذبها : خلك من هالصورة الحين .. وقومي ناكل شي ... جوعانة ..
تركت الصورة عالكومدينة وقامت معها نازلة لتحت ... وبالسواليف والضحك قدرت شوق تطلع ندى من الأفكار والقلق ...

**** **** ****

كان في سيارته يسوقها راجع للبيت ...مشغل مسجل السيارة على وحدة من اغاني راشد .. ومثل العادة ماسك التلفون ويكلم شذى له فترة مو قصيرة ..
فهد : يااااااابعد هالدنيا والله ... حبي انتي ..
شذى بدلع ماايع : ههههههههههههههه .... خلاص يكفي ... قلبي معد هو في مكانه ..
فهد : هههههههههههههههههههه ... مو بيدي ..
شذى : آآآآآخ متى أشووووفك بس ... متى ...؟!!
فهد : لهالدرجة مافي قلبك صبر ...
شذى : لأ ... قلبي مافيه الا انسان واحد بهالدنيا كلها ... هو حبيبي فهد وعمري كله ..
فهد : هههههههههههه ... بس بس بس ... قلبي هو اللي بيطير ..
شذى : ياليت ... كان استقبله بكل الحب ... والعشق ... واحبسه واحلم تلقاه بعد كذا ..
فهد : افااااا بعدين اموت انا ...
شذى : بسم الله عليك ... جعل يومي قبل يومك ...
فهد : ههههههههههههههه ..... حبيبتي ..
شذى : عيونها
فهد : انا وصلت للبيت الحين ...
شذى : اوكي ... ادق عليك بالليل
فهد : اوكي
شذى : باي حبي
فهد : باي حياتي
نزل من السيارة ودخل البيت .... لقى ندى وشوق جالسين بالصالة ... يتفرجون على وحدة من الافلام ..
فهد : السلام عليكم
شوق وندى : وعليكم السلام
راح لوحدة من الكنبات وجلس ....
فهد : ابوي جا ؟!
ندى : لا دق وقال انه بيتأخر شوي اليوم
فهد : معناته ان العشا بيتأخر اجل
ندى : اكيد ..
التفت فهد لشوق : شخبارك شوق الحين ؟!
ابتسمت له ابتسامة خفيفة كمجاملة : طيبة الحمد لله ...
ورجعت التفتت للتلفزيون ... تبي تنهي الحوار بسرعة
فهد هز راسه وفهم الحركة ... بعدين قام : اذا جهز العشا ... نادوني .. بروح اخذلي دش...
ندى : اوكي ...
لما اختفى فهد عن الانظار التفتت ندى لشوق .... : وش فيك سكتي لما دخل فهد ..
شوق : بس
ندى : شلون بس ... شوق انت وفهد ببيت واحد ... لازم تتعودين تاخذين وتعطين معه .. مب اول ماتشوفينه تسكتين وكأنه مب موجود ... حتى يوم كلمك على طول طنشتيه ... ما يصير !!
شوق : ندى حطي نفسك بمكاني ... وش بتسوين ... انا ماقدر اسوي معه اللي انتي تسوينه
ندى : اللهم طولك ياروح ... انتي متى بتفهمين ..
شوق : انا فاهمة والله فاهمة ... بس مسألة مثل هذي يبيلها وقت ... لا تنسين ان مالي هنا الا اسبوعين بس ...
ندى : طيب نصبر ونشوف ...
شوق ضحكت : ههههههههههههه ... قولي الله يعين اخوك على ما بلاه ..
ندى : احلى بلوى بعد ...
ضحكوا وكملوا متابعة الفلم .....
رن التلفون بهالوقت ... قامت ندى ترد .... رفعت السماعة
ندى : الووو
- السلام عليكم
سكتت ندى والتفتت لشوق اللي كانت تراقبها .... اول ماشافت شوق وجهها شلون انقلب لطماطة .. ضحكت وعرفت من اللي داق وخلى ندى بهالشكل
- الووو!!!!
ندى : ه .. هلا والله احمد وعليكم السلام ..
حطت شوق يدها على فمها لا تطلق ضحكة مدوية ....
احمد بمرحه المعهود : أهلاً ندى ... شخبارك ؟
ندى : تمام ...انت شلونك ؟
احمد : أنا عال العال .. كيف الجامعة معك ؟
ندى : ماشي الحال .. انت شلون المعهد معك ؟
احمد : المعهد اوكي ... الا وين فهد .. ادق على جواله ولا يرد !!!!!
ندى : فهد قبل شوي واصل ... والظاهر انه في الحمام يتحمم ..
احمد : اها
ندى : ليش بغيت منه شي ضروري ؟
احمد : لا .. بس هو طالب مني اجيب له كتاب للجامعة ... وانا قريب من بيتكم الحين ..
شهقت ندى ... هو عند بيتنا ...
التفتت شوق لها مستغربة وش فيها هذي ...
احمد ارتاع : ندى خير ... فيك شي ؟
ندى ارتبكت : لا لا مافي شي .... ب ... بس اخوي عمر بغى يطيح من على الدرج
شوق ناظرتها بخبث .. مافي الا انا وانت في الصالة وش جاب عمر يالخبيثة ..
احمد : اوكي طيب .. دقيقة وواصل عندكم .. ارسلي الخدامة تاخذ الكتاب مني
ندى فكرت .... وشو له ارسل الخدامة ... انا بنفسي اجي اخذه منك ... فرصة ما تتفوت .. !!..
ندى : لا الخدامة نامت الحين ... ونايف بعد نام ( كذابة ) .. انا بجي اخذه
احمد : خلاص اوكي ... دقيقة وعندكم
ندى : اوكي ..
احمد : مع السلامة
ندى : مع السلامة
رجعت السماعة مكانها ... وراحت لشوق وهي تهز يديها بارتباك ...
ندى : ياربي ياربي ... بيجي بيجي ...
شوق مستغربة وتضحك بنفس الوقت : من هو ؟ .... احمد ؟
ندى : ايه احمد ... بيجي ...
شوق : بيدخل ؟
ندى : لاااااا جايب لفهد كتاب .. ويبيني اخذه منه .. شوق شوفي شعري زين ؟ شكلي مرتب ؟!...
شوق ميتة ضحك على هالخبلة اللي قدامها : وش دعوة .. اللي يسمعك يقول بيشوفك !!!!
ندى : حتى لو ... شوفي شكلي زين ؟
شوق : تهبلين ماشالله ... ياليته يشوفك ... كان يموت عليك ..
ندى من قلب : الله يسمع منك ...
في هاللحظة اندق الجرس .... شهقت ندى ...
ندى تدور على نفسها ماتدري وش تسوي : ياربي جا جا ... هونت مابي اطلع
شوق : صاحية انت !! ... روحي افتحي الباب له لا تتاخرين عليه
ندى : مابي هونت .... روحي انتي شوق ...
شوق : لا حبيبتي انتي وعدتيه روحي له ..
اندق الجرس مرة ثانية ....
شوق تستعجلها : روحي له يالخبلة !!!! ... في احد يفوت هالفرصة ...
ندى وهي تشهق وتزفر : ياربي عسى ماتجي لي سكتة قلبية ...
شوق : لا ان شالله بسم الله عليك ... ( وبسخرية ) الحب وما يعمل !!!
راحت ندى راكضة ...................


(( يتبع )) ...

وش تتوقعون يصير بين احمد وندى ..؟!!..
نوف واللي كانت خايفة من صار ..؟!.. العلاقة بينها وبين بدر لايش بتوصل ولأي مدى بتتطور ...؟!!..
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
الج العاشر زء ..
...................................



رجعت السماعة مكانها ... وراحت لشوق وهي تهز يديها بارتباك ...
ندى : ياربي ياربي ... بيجي بيجي ...
شوق مستغربة وتضحك بنفس الوقت : من هو ؟ .... احمد ؟
ندى : ايه احمد ... بيجي ...
شوق : بيدخل ؟
ندى : لاااااا جايب لفهد كتاب .. ويبيني اخذه منه .. شوق شوفي شعري زين ؟ شكلي مرتب ؟!...
شوق ميتة ضحك على هالخبلة اللي قدامها : وش دعوة .. اللي يسمعك يقول بيشوفك !!!!
ندى : حتى لو ... شوفي شكلي زين ؟
شوق : تهبلين ماشالله ... ياليته يشوفك ... كان يموت عليك ..
ندى من قلب : الله يسمع منك ...
في هاللحظة اندق الجرس .... شهقت ندى ...
ندى تدور على نفسها ماتدري وش تسوي : ياربي جا جا ... هونت مابي اطلع
شوق : صاحية انت !! ... روحي افتحي الباب له لا تتاخرين عليه
ندى : مابي هونت .... روحي انتي شوق ...
شوق : لا حبيبتي انتي وعدتيه روحي له ..
اندق الجرس مرة ثانية ....
شوق تستعجلها : روحي له يالخبلة !!!! ... في احد يفوت هالفرصة ...
ندى وهي تشهق وتزفر : ياربي عسى ماتجي لي سكتة قلبية ...
شوق : لا ان شالله بسم الله عليك ... ( وبسخرية ) الحب وما يعمل !!!
راحت ندى راكضة لبرا تسابق الريح مثل مايقولون ... ولما جت تفتح الباب رخت نفسها .... وقعدت تهمس بينها وبين ذاتها " ريلاكس ندى ريلاكس " ..
بلعت ريقها بصعوبة .. ودقات قلبها تزيد بشكل غير طبيعي لسبب ماقدرت تفسره .. نبض قلبها هالمرة غير .. متسارع بشكل مخيف .. بسم الله علي ..
ماسمحت لنفسها انها تتعمق اكثر بأفكارها لأن حبيبها يوقف ورا الباب وبتتأخر عليه ..
ندى بهدوء مصطنع بصعوبة قدرت تستجمعته : مين ؟!..
احمد : هذا انا احمد ...
ندى بحسرة في قلبها ... اعرفك بدون ما تقول ..
فتحت الباب بيد مرتجفة .. قالت وقطرات العرق بدت تلمع بجبينها : اهلين احمد تفضل ...
احمد بعفوية : لا عمري تسلمين مستعجل والله ... ( قالها بعفوية طبعا وبدون قصد ) ... ومد لها الكتاب ..

اما ندى من سمعت كلمة " عمري " ... درات الدنيا من حولها .. وقف قلبها .. ومشاعر واحاسيس غريبة بدت تصفعها من كل جهة ... في هذي اللحظات ذهنها وقف عن العمل ولا قدرت تفسر وتحلل وش الحقيقة اللي تكمن ورا هالكلمة .. " عمري " ؟!؟!!... من احمد ؟!!!
لكن للمرة الثانية الوقت ما كان يسعفها عالتفكير بطريقة سليمة ووجهه صحيحة لأن احمد واقف ومعه الكتاب ..
وقتها كانت حالتها حاله .. الشلل صاب كل شي بجسمها حتى يدها ماقوت تحركها عشان تاخذ الكتاب ... بس صدى الكلمة ظل يتردد في بالها عشرات المرات .. وكانها ملايين بالنسبة لها ...
احمد تم ماد الكتاب وينتظرها تاخذه .... لكن مبين ان انتظاره رح يطول فقال ..
احمد : ندى ....
عادت ندى للواقع .. ورجعت تنتفض من لفظة اسمها بلسانه : .... نعم ....
احمد : الكتاب ..... خذيه ..
انتبهت ندى لنفسها ... مدت يدها بتاخذه ولانها كانت ورا الباب ... ماانتبهت ليدها وين كانت تتجه ... طاحت يدها على يد احمد .. ارتجفت... قشعريرة سرت في كيانها وهزتها ... مسكت الكتاب .. ولأن قواها خارت واختفت وتلاشت في اللاشي ماقدرت تستحمل ثقله ... فطاح منها ويدها لازالت ترتجف ..
نزل احمد ياخذه وبابتسامة عادية : ندى وش فيك ؟ ... ( وبمزح ) لهالدرجة ثقيل !! ...
توهجت في خدودها حمرة خجل .. وبهمس مرتجف : لا مافيني شي .... آسفة
رفع الكتاب ... وبلحظة نسى كل الحواجز اللي بينهم .. مسك يدها وحط الكتاب فيها ..

هي وش اقولكم عنها .. اللمسة هذي نزعت قلبها من مكانه وجففت عروقها .. الدم اللي بجسمها هرب كله لوجهها وصار اشبه بالجمر المتوهج ..... حرارة شديدة .. وحمرة مشعة تحرق كل شي حولها حتى نسمات الهوا ..
اما احمد ظل ماسك الكتاب ويدها مع بعض .. وقال والابتسامة مافارقته : انتبهي لا يطيح منك .. معليش هو ثقيل عليك انتي .. عارفك ناعمة من وانتي نونو .. بس استحملي لما توصلين جوا البيت ... ونصيحة مني ارميه في وجه فهد ... اوكي ؟! ... ما اوصيك ..؟!
كان يقصد بكلامه الدعابة .. ورد ندى كان الجمود بكل ماتحمل هالكلمة من معنى .. تصنمت في مكانها .. روحها انسحبت منها ..
دعت ربها بدواخلها في ذيك اللحظات يعطيها قوة ولو بسيطة تقدر فيها تسحب يدها من بين يدينه .. كانت ذيك اللحظات قاتلة بالنسبة لها ..
خذت نفس عميق بدون صوت .. وقالت بهمس خافت : قلت لك .. أنا آآسفة ..
ضحك احمد : هههههههههههه .. ماصار شي .... بس بليز مثل ما وصيتك الكتاب ارجميه في جبهة اخوك ... ( ترك يدها .. وندى ماصدقت حضنتها بسرعة هي والكتاب ) ... ويالله تصبحون على خير ... وسلميني عالوالد وخالتي ..
ندى : ان شالله يوصل .... مع السلامة ..
سكرت الباب ... وما تحركت الا لما حست بسيارته تروح وتبعد ... ظلت واقفة بمكانها وماسكة يدها وحاضنتها ... مهي مصدقة اللي صار ... وتحس بقلبها يتراقص ..
ياربي اللي صار حلم ولا علم ...
حست ان ماودها تدخل للبيت ... توجهت للحديقة وجلست على الطاولة .... رجع شريط الموقف يمر في بالها ... وهي تحس قلبها يفيض حب ... حب اكثر من قبل ... بس للأسف اللي حدث كشف لها حقيقة مؤلمة عصرت قلبها بلا رحمة ..

كانت شوق بالصالة تتابع نفس الفلم ... انتهى اخيرا ... رفعت يدها تشوف الساعة ... لقتها 11.30 ... غريبة ندى لها طالعة اكثر من ثلث ساعة ومادخلت وين راحت هالخبلة ... كل هذا عشان تاخذ كتاب ..!!!؟
حست بقلق عليها .. قامت تشوف وينها .. طلعت للحوش .. مالقت احد عند الباب ....
يمكن رقت وانا ما انتبهت لها ... لفت راجعة لداخل .. لكن استوقفها نور خفيف من جهة الحديقة متسلل بخفة بين الظلام .. راحت تستطلع ...
شافتها جالسة ومسندة راسها عالطاولة والسكون حولها مخيم ...
استغربت .... راحت لها بهدوء ... ولما وصلت ..
شوق : دونا وش فيك ؟!
رفعت راسها والتفتت لها .. كان مبين على وجهها مزيج من الفرح والحزن بنفس الوقت
استغربت شوق من هالتعابير المختلطة : هوو ندى .. صار شي ؟!
ندى بابتسامة فرح حزينة : لا ماصار شي .. ليش انت شايفة شي !؟
تقدمت شوق وجلست عالمقعد قدامها : ايه شايفة ... شكلك منتي على بعضك ... ومن طلعتي ماعاد رجعتي ...!!!
تنهدت ندى بضيق : لا تخافين مافيني شي ... بس احتجت اقعد بالحديقة ..
شوق وهي تتفحص وجهها وبابتسامة : ندى .. وش اللي صار مع احمد ؟!
ندى ضحكت ضحكة باهتة ماقدرت تخبي الحزن المغشي وجهها : لهالدرجة مبين علي ؟!
شوق : مرررة ...!!!
نزلت ندى نظرها للأرض وبدت ترجع لها شريط الاحداث : شوق .... احمد قال لي ياعمري ...
شوق ظلت ساكتة فترة : ....... نعم ....... ( وبغير تصديق ) قالك ياعمري ؟!!..... ههههههههههههههههههههههه ....... وانا اقول ورا البنت ذاااايبة ورايحة فيها ..
ندى بترجي : شوق لا تضحكين ... اكلمك من جد انا ........... وبعد .......... مسك بيدي ...
ورجعت الحمرة تلون وجنتيها برغم الحزن العميق ..
وقفت شوق عن الضحك ورجعت لنبرتها الجادة : ... مسك يدك ؟؟!! .... وش معناته كلامك هذا ......... يحبك ؟!
ندى تنهدت وملامحها يزيد فيها الحزن : ......... لا ....
شوق استغربت : " ياعمري " !!! وما يحبك ؟؟ ... ماتجي هذي؟!
ندى والحزن يزداد ... ويبدا يفيض من عيونها على شكل دمعة : قالها بعفوية ومن دون قصد ... معناته ما يقصدها ...
شوق حست بالاحزان اللي بدت تلف حول ندى ... فقالت تواسيها : ندى انت وش دراك ... يمكن كان يقصدها ..
ندى بدت الدموع تلمع بعيونها أكثر : لو كان يقصدها كان طلع ولو شوية ارتباك ... بس لانه ما يقصدها كان الامر عادي عنده ... اعرفه .. يقولها دايما لخواته ولأمه مجاملة .. مارح اكون احسن منهم .. هذا احمد وانا اعرفه واعرف كلامه ... وبعدين .......... وبعدين اللي يحب ما يتكلم بهالطريقة .... اللي يحب تظهر عواطفه في كلامه .. بس اللي شفته منه الحين يقول العكس .. وحتى لمسته .. كانت جافة .. ماحسيت فيها ذرة حب وحدة ..
اللي يحب ياشوق تكون لمسته دافية حنونة .. لكن اللي صار .... ( سكتت وما قدرت تكمل )
شوق برقة : وانت ضايق صدرك ... لان معناة هالصدفة اللي صارت انه مايحمل لك أي مشاعر ..
نزلت ندى راسها وبدت دموعها تنزل بهدوء ... شوق انكسر خاطرها عشان ندى .. قامت وجلست جنبها .. خذت راسها وحطته في حضنها ..
هذا كان شعوري من اول .. وكنت دايما احاول اوضح لك هالجانب لكن انتي كنتي باستمرار تصدين عن عالفكرة ..
مسكينة ياندى ... تحبين ... وبنفس الوقت تتعذبين ..... ماقول الا يابخت اللي تحبينه
شوق وهي تمسح على راسها : خلاص ندى ... لا تحطين هالموقف ببالك ... اللي صار مارح يكون نهاية المطاف ... ماتدرين وش المستقبل مخبي لك ... يمكن تحصلين اللي احسن من احمد بمليون مرة ...
ندى بصوت مخنوق بالعبرات والدموع : بس انا احبه هو ...... احبه .. مقدر افكر بغيره ..
شوق : ندى انت بنت قمر ... والف من يتمناك ... يمكن مايكون احمد المناسب لك ... لا تعلقين نفسك به اكثر ... فكري بشكل صح ..
هزت ندى راسها برفض بحضن شوق : ماأقدر ياشوق ... ما أقدر .... هو مالك قلبي وكياني كله ...
سكتت شوق ... اكيد مارح تقدرين ... حبيتيه من 5 سنين ... طبيعي ما تقدرين تنسينه بسهولة .. او يمكن مستحيل خاصة وانه قريب منك .. بس لازم تحاولين
ظلت تربت على راسها بحنان ...
فضلت شوق الصمت .. وندى ظلت تبكي وتجهش بصمت ايضا ...
شوي الا وجا نايف يركض من بعيد .. قطع عليهم سكونهم : ندى ....... شوووووووووووق ....
قامت ندى من حضن شوق .. وجلست تمسح وجهها من آثار الدموع ...
وصل نايف : يالله ابوي جا ... والعشا قاعدين يحطونه ...
ندى ظلت ساكتة .. وشوق اللي ردت عليه : خلاص نايف .. شوي وجايين ... خذ هالكتاب ( مدت له الكتاب ) ووده لاخوك فهد .. واحنا بنجي بعد شوي ..
نايف ويده على خصره : لييييش .... وش عندكم ؟
شوق بمزح : نيوف بلا لقافة ... ترا مافيه بيوقلز... رح ود الكتاب لاخوك .. واحنا بنلحقك بعد شوي
نايف : لا لا خلاص .... مادام فيها بيوقلز بروح ..
خذ الكتاب وفحط راكض لجوا البيت .... التفتت شوق لندى : يالله ندى انسي .. وتعالي نتعشى ..
ندى وعيونها عالنافورة بحزن عمييييق يشع منها : لا شوق مااشتهي .. تعشي انت
شوق : لأ ... انا مارح اكل ولا لقمة الا وانت معي ..
ندى عرفت انها مارح تخليها ...ولأن وضعها مايسمح لها تقعد تجادل قامت معها .... ولما وصلوا لباب الصالة ..
شوق بمزح : ندى روحي غسلي ... لا تطلعين لهم كذا ... ترا والله بيرتاعون .. بيقولون وش اللي قلب قمر بيتنا لهالشكل ...
ضحكت ندى غصب عنها ... وراحت للحمام وهي ساكتة ... مبين عليها ان بالها مازال يشتغل في حب حياتها ...
اما شوق راحت وجلست على الطاولة جنب عمها .. ولا كان فيه احد غيره
ابو فهد بحنيته المعتادة : هلا هلا ... هلا بعيوني ..
شوق : هلا فيك ...
ابو فهد : وين ندى اجل مانزلت ؟!....
شوق : لا ندى الحين جاية ...
دخلت ام فهد شايلة صينية المكرونة ومعها منى شايلة صينية الفطاير .... بعدها دخل نايف وفهد .... وبعدهم ندى .....
ابو فهد : هلا ببنتي ندى ... تعالي عمري جنبي ...
راحت له ندى مبتسمة ... ابوها يدخل البسمة لها دايما ..... جلست قبال شوق اللي ارسلت لها بسمة يمكن تنسيها اللي صار قبل شوي ...
بدوا عشا ... وكالعادة سواليف وضحك .. مصدرها الاساسي ابو فهد ...
كانت ندى على غير عادتها ساكتة ... وان شاركت معهم شاركت بتعليقات بسيطة وابتسامات للمجاملة فقط لا غير ...
قطعت ام فهد السواليف المتبادلة من كل طرف : تدرون من اللي داق علينا اليوم الظهر ؟!
فهد باهتمام : مين ؟!
ام فهد والفرحة مبينة بعيونها : اختكم نجلاء ...
بان الاهتمام على وجه ندى لدرجة انتبهت له شوق ..
فهد : خير وش عندها ..؟!!
ام فهد بسعادة في قلبها : بتجينا بكرة ... ان شالله ..
شوق علتها ابتسامة كانت تخفي وراها فرحة كبيرة ... واخيرا بشوفها .. أخيراً ..
ام فهد وهي تناظر شوق وبابتسامة حنونة : تقول انها كانت بتأخر الجية .. بس قدمتها عشانها تبي تشوف شوق ... تقول ماتصبر ...
ضحكت شوق بسعادة والتفتت لندى ... لقت الفرح بعيونها .. الحمد لله ان خبر نجلاء جا بهالوقت عشان ينسيك اللي صار ...


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:00 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
في بيت ابو احمد ... نوف مازالت نايمة للحين من بعد اللي صار لها مع بدر .. الضيق اللي سكن بقلبها مخليها ماتبي تتحرك او تقوم او تسوي أي شي .. الشي الوحيد اللي بينسيها ويشغلها عن اللي صار هو ..... النوم ..
عندكم حل غيره ؟؟!!... كان عندكم .. خبروها هالمسكينة ....
تحت بالصالة ... امل جالسة تكلم زوجها بندر عن موعدها اليوم بالمستشفى .. وش قالوا لها وش ماقالوا ..
بعد ما سكرت .. كانت سهى تنزل الدرج ..
امل : يابعد قلبي يابندر ؟!.. حريص بشكل ماتتوقعينه ؟!
جلست سهى على كنبه جنبها وقالت وهي تحط رجل على رجل : أيه ... من حقه ... مو بزوجته ... من حقه يخاف .. ولا زوجته ببلاش يعني ..
امل : ياحبي له ..
سهى : امي وينها ؟!
امل : مدري يمكن بالمطبخ تشوف العشا .... الا اقووول .. نوف وينها ؟!.. من جينا من المستشفى ما شفناها ...
هزت سهى كتوفها : مدري ... طقيت باب غرفتها تو محد يرد .. بس اسمع صوت المكيف ... قلت اكيد نايمة ..
امل باستغراب : لنا الحين يمكن اكثر من ثلاث ساعات من جينا وماشفناها .. معقولة نايمة طول ذاك الوقت ..
سهى : مدري عنها ..
دخل احمد عليهم : السلام عليكم ..
امل + سهى : وعليكم السلام ..
راح احمد وقعد على وحدة من الكنبات وانسدح : آآآآخ ... والله اليوم تعبت ..
امل : من ايش يا حسرة ... اللي يسمعك يقول مرة .. تشتغل شغل مقطع جلدك ..
احمد غمض عيونه وقال يرد على مسخرة اخته : اقووووول اكرمينا بسكوتك لو سمحتي .. قاعدة بهالكرشة ومتفنجلة وممدة هالرجول وتتطلبين في خلق الله .. هاتوا لي ذا وهاتوا لي ذا .. ولا تحسين بالتعب ..
امل بحسرة : يعني قصدك الحين انا مرتاحة .. بلاك ماجربت الحمل .. الحمل عن عشر اشغال اسويهم بوقت واحد .. لا يكون على بالك الحمل سهل مثل شرب الموية ..
احمد لازال مغمض عيونه : والله انا ماجربت عشان احكم ...
امل بقهر : آآآآخ بس منكم انتوا يالرجال .. ياليت تجربون الحمل مرة وحدة عشان تشوفون هدة الحيل اللي نحس فيها حنا .. بس صدق ما يبين بعيونكم ..
زفر احمد زفرة طويلة : أقوووووووول عاد .. لا تلجلجين راسي .. تراني تعباااااان وتالف العافية ... وين العشا ؟!!!
امل تتهزا : " وين العشا " ... بس هذا اللي انت فالح فيه ... " وين العشا "..
ابتسم احمد على انفعالية اخته .. سكت وتم مغمض عيونه يحاول ياخذ قسط من الاسترخاء ..
امل بحدة : صدق فسق ... ناس جاحدة .. اعوذ بالله
تم احمد ساكت ولا رد .. مادرا الا المخدة بوجهه .. ارتاع وحط يده على وجهه من الضربة ..
سهى : هههههههههههههههههههه ...
امل : تستاااااااااهل ... لما اكلمك ترد علي بأدب .. مو باصغر عيالك انا ..
ضحك احمد ومسك نفس المخدة وحضنها : ههههههههههههه ... لو ما انتي شايلة هالكرشة كان عرفتي ردي ..
امل : لا والله خوفتني ... يالله ورنا شطارتك كانك رجال .. والا شايل اسم " رجال " ببلاش ..
احمد رجع يغمض عيونه : انا رجال غصب عنك .. بس عقلي كبير مو صغير مثل عقول بعض الناس عشان ارد عليهم ..
دخلت ام احمد عليهم وطلبت منهم يروحون غرفة الطعام عشان العشا ..
ام احمد : احمد وينك ؟؟ ليش تأخرت اليوم ؟؟
احمد : رحت لبيت خالتي اودي لفهد كتاب طالبه مني ..
التفتت لسهى : سهى وين اختك نوف ؟!
سهى : مدري شكلها نايمة ..
ام احمد : نايمة ؟؟ من متى نايمه .. ماشفتها من جينا
سهى : مدري .. طقب عليها الباب ماردت ..
قعدوا كلهم وبدوا عشا ... مادروا الا نوف داخلة عليهم بصمت والنوم راسم آثاره على عيونها ... وقفت قدام الطاولة والعبوس على وجهها .. خذت لها كم فطيرة ورجعت بتطلع ..
ام احمد : هوو نوف تعالي اقعدي كلي على راحتك ..
نوف ببرود : مابي بروح انوم ..
احمد والابتسامة على وجهه : نوم بعد .. ماكفاااك كل هالنوم ..
نوف بحدة ويدها على خصرها : انت بالذاااات تنطم ولا كلمة ... ولك عين تتكلم بعد اللي سويته انت والثور اللي كان معك .. ووجع يوجعك انت وهو آمين ياربي ان شالله ..
والتفتت طالعة راجعة لغرفتها .. والكل مستغرب من تصرفها .. مزاجها متعكر .. بس ليش اليوم العصر وش زينها ..
ابو احمد التفت لاحمد مستغرب : احمد شفيها اختك .. وش اللي مضايقها ..
ضحك احمد رغم العطف اللي كان يحسه عشان اخته ..
امل : هوو احمد شفيها نوف .. ؟!.. من تقصد بكلامها ..؟!
احمد ماحب يقولهم : هههههههههههههههه ... مدري يمكن شايفه كابوس معكر مزاجها ..
طلعت نوف لغرفتها والنوم لازال يداعب جفونها .. ماصحاها الا الجوع اللي ثار عليها مرة ثانية ..
انسدحت وهي تتحلطم : بعد له وجه يسأل .. هالثوور ..
كلت الفطاير اللي بيدها ورجعت حطت راسها عالمخدة وكملت نومها ...

**** **** ****

كانت تتقلب بفراشها ....يمين ويسار... موضوع ندى ماخلى للنوم فرصة انه يجي... وفوق هذا نومها اللي امتد للعصر ... كانت تتذكر سواليف ندى عن ايام طفولتها مع احمد ... أيام البراءة والطفولة اللي تشكل بحياة ندى حلقة مهمة ... لما كانوا يكونون فرق عصابات ...: عصابة مكونة من احمد وندى ونوف ... وعصابة مكونة من فهد ونجلاء وسهى وامل .... وكانت ندى لما تطيح في يد عصابة فهد .. يكون احمد هو المنقذ لها دايما ...
ولما كان عمرها 14 سنة ... وفي وحدة من رحلاتهم للثمامة .. كيف علمها تسوق الدباب .. لانها كانت اول مرة تركبه لحالها ...
وكيف انهم يوم قرروا يسوون سباق للدبابات .. اشترطوا ان كل واحد يختار له شريك .. فاختار احمد ندى شريكة له .. ركبت معه الدباب .... والسباق كان حامي ومثير ... صحيح كان فيه خطورة .... لكنها كانت اجمل اوقات قضتها ندى مع احمد مثل ما تقول .. ومركوزة في ذاكرتها ولا يمكن تنساها ....

فتحت نور الابجورة ... شافت الساعة ... الساعة 3.30 الفجر ... باقي عالآذان حوالي ساعة ونص ....
حست بالجوع يغزوها .... قامت طلعت ونزلت تحت للصالة ... وتوجهت للمطبخ ... قررت تسوي لها ساندويتش كلوب .... جهزت التوست وشرايح الجبن والبيض والخس والطماطم والمورتاديلا ومن هالخرابيط ... وبدت الشغل وهي تغني بألحان عذبة ..

فهد كان بغرفته فاتح جهاز الكومبيوتر يطقطق عالنت ...... وفاتح وحدة من غرف الدردشة اللي كانت شبه فاضية الا من اثنين او ثلاثة .... وجواله جنبه ينتظر مكالمة من شذى .....
ظل فترة ينتظر لكنه حس بالطفش ... قرر انه ينزل للصالة تحت يتفرج على التلفزيون .. كان لابس قميص بس مع بنطلون سبورت عادي .. لذا لبس تي شيرت رياضي بسييييط ....
خذ جواله وطلع .... وهو نازل حس بصوت التلفزيون ... نزل وهو مستغرب وجود أحد بالصالة بهالوقت ... قرب ... شافها جالسة وقدامها صحن ساندويتشات مع عصير ... وحاطة على وحدة من القنوات اللي كانت تعرض احد المسلسلات المصرية....
خاف يقرب منها فجأة وترتاع ... فحب يتنحنح ... الصوت من بعيد احسن من الصوت القريب منك فجأة ...
تنحنح ...
انتبهت للصوت... وعرفته ... حست بشوية ارتباك لكنها حاولت تتناساه .. لين متى كل مرة اشوفه ارتبك ... خلاص هو صار شي واقع لازم اتعود عليه ..
وصل اخيرا عندها ... ابتسمت له بصعوبة ...
استغرب .. غريبة موب عادتها توزع ابتسامات ..!!!
بادلها بابتسامة احلى واحلى ... وهي من شافت هالابتسامة... خقت ...!!!!! اختفت ابتسامتها ورجعت عيونها للتلفزيون بسرعة ....
لف فهد وراح وجلس على وحدة من الكنبات اللي مقابلتها ...
ظل يراقبها وهي تتفرج ... ماسنحت له الفرصة قبل كذا انه يتفحصها زين ..... البنت حلوة !!!.... حلوة شوية عليها بعد .... مابقى الا وتقول للقمر قم واقعد مكانك ..
شوق في الجهة الثانية كانت تحس بنظراته .. كانت مثل السهام بالنسبة لها ... حست بالارتباك يزيد .. حاولت تتمالك نفسها لا يبين عليها ....
فجأة انتبهت له من طرف عينها يقوم ويمشي بخطوات هادية ناحيتها .. ماالتفتت له ولا عبرته ... لكن في داخلها قلبها يتسارع بشكل كبيييير ....
وصل لها ... انحنى ومد يده للصحن اللي قدامها .... واخذ آخر سندويتشة كانت فيه ...
غصب عنها رفعت عيونها له .. لقت عيونه تناظرها .. وكان رافع السندويتشة بيده ..
يعني ممكن آخذها ؟؟...
شوق بهدوء هزت راسها : أكيد ..
قام يقلب السندويتشة يمين وشمال وهو معفس وجهه .. وبمزح : متأكدة انها حلوة ..
شوق هزت كتوفها : انت جرب وشف ..
تعجب فهد من هالجرأة اللي طلعت فجاة ... وبابتسامة : مادامها من يدك اكيد حلوة ..
شوق بشبح ابتسامة : لا تصير واثق ... مو كل مرة تطلع مظبوطة ..
فهد : مايهمني ... اذا انا جايع اكل أي شي ... حتى لو انه شين
شوق: اوكي انت وحظك ...
اكلها كلها ... والظاهر انها عجبته ... مد يده للصينية مرة ثاينة واخذ كاس عصير الكوكتيل اللي ماكان باقي فيه الا ربعه ... وشربها كلها مرة وحدة ..
استحت شوق من هالحركة ورجعت علقت عيونها بالتلفزيون ....
فهد : ممكن ثاني ... ؟
التفتت له مستغربة : وشو ؟
اشر للكاس بعيونه : عصير ...
هزت راسها : ....... اوكي .......
قامت وراحت للمطبخ .... جهزت العصير واضافت له الثلج .. ولما جت طالعة هونت ..
حرام شكله جايع ... ليش مااسويله ساندويتش ... رجعت وطلعت نفس المقادير ... ورتبتها في التوست على شكل طبقات .. واخيرا قطعتها الى مثلثات .. وحطته مع العصير في الصينية وطلعت ...
دخلت الصالة ... كان فهد جالس في الكنبة اللي كانت جالسة عليها ويقلب في القنوات ... واستقبلها بابتسامة من ابتساماته اللي تذوب ... على طووول نزلت عيونها للصينية .. وحطتها على الطاولة قدامه ..
فهد : انا قلت عصير ما قلت ساندويتش ..
رفعت شوق حواجبها مستغربة ... طرار ويتشرط !!!!... احمد ربك اني كلفت على عمري وصلحت لك ...
رجعت مدت يدها للصحن : اذا ماتبيه برجعه ...
رفع فهد يديه : لا لا لا .. خليه ابيه ..
رجعت وجلست على كنبه جنب كنبته بس بعيد عنه شوي .... وحط اخيرا على روتانا ..... وكان وقتها اعلانات ....
حب فهد يقطع السكون اللي بينهم .. : ليش مانمتي للحين ؟
شوق : ماجاني النوم ... وجعت فنزلت اكل ..
في هاللحظة بدت دقة اغنية ( حياة قلبي ... لهيفاء ) ..
شوق من سمعتها اختبصت ومعد عرفت وش تسوي ... تقوم ولا تقعد .. ما تدري !!
كانت تتوقع ان فهد راح يبدل القناة ... لكن الاخو ماعنده نية ...
فهد حب يرجع لهالموقف اللي سوته فيه تو ... فرفع الكنترول وطول على الاغنية درجتين بحيث كانت اوضح ... وبدا يدندن معها ...
بدت اللقطات تمر لقطة ورا لقطة ..... ياربي ليش مايغير .. ولا ناسي اني موجودة معه ...
وصل لها صوته : حلوة ... صح ؟
شوق بقرف : من هي ؟
فهد وعيونه مازالت عالتلفزيون : هيفاء ..
شوق : يع ... صدق ماعندك ذوق
فهد التفت لها رافع حاجب : غيرانة منها ؟!!
شوق بتهكم : أنا؟!! .... أنا اغار من هذي ؟!!... ليش ؟!... وش زودي عنها .. ناقصتني يد ولا رجل ...
فهد بابتسامة خطيرة خلت شوق تنزل عيونها وتركز على الفراغ : لا مانقصك شي .. الا بنت زي القمر.. (كان يقولها بصدق)
لكن شوق حسبتها سخرية منه ... وبثقة ... : غصب عليك زي القمر .. ( وقامت متوجهة للدرج بترقى ) ..
وانطلقت من وراها ضحكته : تعااااااالي .... ههههههههههههههههههههههه .... تعالي .. هاغيرت القناة .... وربي غيرتها .. ههههههههههههههههههه ...
التفتت تناظره من فوق كتفها ورافعة حاجب .... يعني انت قاصد تحرجني .. : لا شكرا ... كبريائي مايسمح لي ... نعست وابي انوم .... تصبح على خير ....
والتفتت عنه بكل تكبر وغرور
رقت فوق ... في البداية كان يراقبها لما اختفت وهو رافع حواجبه .. وكل فترة والثانية يضحك ...... البنت واثقة من نفسها ثقة عميا ..
شوق اول ماخطت رجلها الدور الثاني ... وقفت ويدها متشابكة في بعض ... تحس بالتوتر ... ماتعرف شلون قدرت تكلمه بهالطريقة ..!!
طلت بوجهها لتحت مع انها ماتقدر تشوفه .. بس كانت تسمع ضحكاته ... عضت على شفايفها ويدها على خدها ...
أحس بنار في جسمي ... ويدي ترتجف ... شفيني ؟!!!
تنهدت وخذت نفس ومشت لغرفتها ..

**** **** ****في اليوم الثاني .. اشرقت الشمس ومرت الثلاث الساعات الاولى بدفا مغمور من اشعتها ..
في الجامعة .... كانت شوق جالسة مع نوف وبنت اسمها نوال معهم بالمحاضرات .. تعرفوا عليها اليوم
كانوا جالسين على وحدة من الطاولات ياكلون ويشربون ويسولفون ...
شوق : ياختي هالدكتورة رافعة خشمها مدري على ايش ..!!!
نوف : ههههههههههه ... موب انتي لحالك ... الكل مر معها بهالمرحلة .. حتى اسألي ندى ..
شوق : ليش عاد ..؟!! .... لأنها دكتورة خلاص .. تسوي اللي تبيه ..
نوال : انا اختي في سنه ثالثة ... تقول ان الدكتورة محد يحبها .. معاملتها مرة زفت .. واللي يحارشها او يحتك فيها .. تعاقب الكلاس كله وتحط اسئلة الامتحان صعبة مووت ....
شوق : يووه لا تخوفوني ... من شفتها اول مرة وانا حاسة انها كذا شريرة ...
نوف ضحكت : ههههههههه .... ياعمري يا شريرة ... هاللقب محد يقوله ... الكل يسميها الحين السفاحة ... لانها تذبح البنات بأسئلتها المعقدة ...
نوال : لا تخافين ياشوق ... اختي تقول ان البنت اللي تمشي معها صح واوكي .. تساعدها مرة ...
شوق : الله يعينا ...... ( رفعت ساعتها ) ... مابقى عالمحاظرة الا عشر دقايق .. يالله بنات نقوم ..
جمعوا اغراضهم وقاموا ... ولما جو طالعين من الكافتيريا سمعوا أصوات بنات من جهة ثانية تناديهم ..
التفتوا يدورون مصدر الصوت .... انتبهت شوق لابتسام تناديهم وشلة صديقات ندى معها ...
راحوا لهم وسلموا عليهم ....
دارت شوق بعيونها تدور ندى : اجل وين ندى ..؟
ابتسام : هذا اللي ابي اسألك عنه ...
شوق : خير وش فيه ؟
ابتسام : ابي اسألك عن ندى ... وش فيها ؟
شوق مستغربة : وش فيها ؟!!.... مافيها شي ..
ابتسام : مادري شكلها تعبانة .. وضايق صدرها .. ومب على بعضها ... حتى الدكتورة عاتبتها في المحاظرة ..
عقدت شوق بين حواجبها ... وتذكرت موقف امس ... اكيد هو اللي مضايقها ..
ابتسام : وقلت يمكن انت تعرفين ؟
شوق : .. لا لا .... ماادري ... بس هي وينها الحين .. ؟
ابتسام : قاعدة في القاعة ... وعيت تطلع معنا ...
شوق : بروح اشوفها ...
طلعت مع نوف ونوال وتوجهوا لقاعة محاظرتهم .... ولما جوا بيدخلون... التفتت شوق لهم : بروح شوي واجي ..
نوف : على وين ؟
شوق : بشوف ندى ...
نوال : بس لا تطولين المحاظرة مابقى عليها الا 7 دقايق ..
شوق : مارح اتأخر .. بس انتوا احجزوا لي مقعد قدام ...
راحت بسرعة عشان تلحق تشوف ندى وتقدر ترجع قبل بداية المحاظرة ...
وصلت لقاعة بنت عمها اخيرا ... كانت فاضية ....... الا من وحدة ..... لقتها حاطة راسها بين يديها ونظراتها على شي مجهول ..
تقدمت لها بهدوء .. وبرقة قالت : ندى..
رفعت لها راسها ....وهالها منظرها ... اللي يشوفها يعرف انها عايشة بأسى .. والأحزان تلف حولها ... بانت العيون اللي اصطبغت باللون الاحمر من البكي ...
راحت وجلست جنبها : خير ندى يعورك شي ... ؟
ندى بصوت مبحوووح : لا ....
نقلت شوق عيونها للطاولة ... شافت نفس الصورة اللي بالدفتر عندها لكنها مصغرة ....
شوق : ابتسام والشلة يسألون عنك ... يقولون وش فيها ؟
رفعت ندى عيونها لها : وقلتي لهم ؟
شوق هزت راسها : لا طبعا ً ...
هزت ندى راسها علامة الرضى .. ورفعت المنديل اللي كان مبتل .. ومسحت به خشمها ...
ابتسمت شوق وحبت تلطف الجو .. طلعت منديل جديد من جيبها : خذي .. خلاص فكي هالمنديل اللي بيدك .. ارحميه تقطع ...
خذت ندى المنديل وما اظهرت حتى ابتسامة ...... ضربتها شوق بكتفها ....
شوق : يالله عاد ندى اضحكي ... والله ماتسوى عليك ..
ندى : والله مالي خلق شوق ... خليني لحالي ..
شوق : منيب ... الحين اقولك امس انسي احمد .. تروحين تجيبين صورته معك للجامعة .. تزيدين الطين بلة يعني ؟!!
ندى : صورته دايما معي ماقدر اتركها ..
شوق : تقدرين لو حاولت ...
ندى رجعت لها عبرتها ودموعها رجعت تذرف وتاخذ نفس الطريق على خدودها الحريرية : ماقدر قلت لك ماقدر ... خليني لحالي تكفين ... تكفين
وخبت وجهها بين يديها وبدت نوبة بكي ...
شوق حست بالضيق لبنت عمها .. وكانت العبرة فيها من شكلها اللي يقطع القلب ..
رفعت يدها وحطتها على كتفها .. : ندى خلاص لا تصيحين ... ترا والله اصيح معك .. مااتحمل اشوفك بهالشكل ..... انت أكثر من أختي
ندى بين شهقاتها : روحي شوق .. خليني لحالي .. أبي أجلس لحالي مالي خلق أتكلم مع أي احد
شوق : ماقدر ياندى اخليك وانت بهالحالة .... قلبي مايطاوعني ..
قامت ندى وتمالكت نفسها ومسحت وجهها من الدموع : خلاص روحي .. انت وراك محاظرة .. مايصير تفوتينها ...
شوق : منيب رايحة قبل مااتطمن عليك ..
ندى : والحين .. ماتطمنتي ؟ ...
شوق : لأ ... دقي على وحدة من البنات وخليها تجي تجلس معك ..
ندى : مابي احد .. ابي اقعد لحالي .. مابي اقابل احد ..
شوق بحزم : مب على كيفك ... لا تصيرين معاندية ... عطيني شنطتك ..
سحبت شنطتها وطلعت الجوال .. ودقت على رقم ابتسام ...
شوق : الو ...هلا ابتسام .... وينك فيه .. اوكي .. ندى تبيك تجين تجلسين معها ... أيه في القاعة ... انا وراي محاظرة ومااقدر اجلس ..
اوكي ... تنتظرك ... بااي .. ( وسكرت )
ندى : وخليتيني انا اللي ابغاها ..
شوق بمرح : ايييييه ... يالله حبيبتي هونيها وتهون .. سي يا
باستها على خدها .. وطلعت من عندها بسرررعة .... ويالله لحقت عالمحاظرة قبل ماتدخل الدكتورة بلحظات ...
ندى من بعد ما تركتها شوق شالت الصورة ودخلتها في محفظتها ودموعها تزيد ... دخلت المحفظة في الشنطة وحطت راسها عالطاولة وبدت تجهش وتشهق من شي كبير داخل قلبها ...
ليش ؟!.... ليش ؟! .... ماأقدر أصدق ... ماأقدر ... ليش ياأحمد من بعد هالسنين تجي ترميها بوجهي وببرود .... ماأقدر أفكر بغيرك ... حاولت انساك بس ماقدرت ... ليش الحين توك تقولي ... ليش ماقلتها من قبل ... ليش ماقلتها قبل ماأحبك كثر ماحبيتك ... وقبل ماأتعلق فيك وأتولع أكثر ... حرام عليك .... حرام عليك .. ليه ماحسيت فيني ... ليه رميتني بهالدوامة ... محتاجتك يااحمد محتاجتك ..
حست بيدين تلمس كتفها برقة وحنية ...
رفعت راسها متفاجئة ....
ندى بهدوء : ....... ابتسام ...؟!
ابتسام ببسمتها الدايمة : أيه ابتسام ... والا نسيتيني ؟!
ندى ما ضحكت ولا حتى ابتسمت ... كل اللي سوته انها نزلت راسها للأرض وتمت تمسع عيونها ووجهها بالمنديل ...
جلست ابتسام جنبها بهدوء : ندى حبيبتي شفيك ؟!........ تعبانة شي ؟!
ندى : يعني شوي ...
ابتسام بنظرة قلقة : وش حاسة فيه .... ؟!
ندى : مادري ابتسام ... أحس اني تعبانة وبس ... مادري شفيني ..
ابتسام : شلون ماتدرين ... ماتدرين وش اللي يعورك ؟!
ندى حطت راسها بين يديها وبدت تضغط عليه من زود الصراع اللي عايشته ..
ابتسام : ندى بسم الله عليك ... وش فيك ؟!... خوفتيني ...
ندى ماردت وغمضت عيونها بألم وشدة ... دموعها رجعت تذرف وبدت تتساقط على الطاولة ...
ابتسام : ندى ردي علي ... وش فيك ... والله خوفتيني !!!
ندى تكلمت بصوت غلبت عليه البحة ... : مافيني شي ... تكفين ابتسام خليني ... أبي أقعد ويا روحي لحالنا ..
ابتسام : كيف تبيني أخليك لحالك وانتي بهالحالة .... لا والله ما يطاوعني قلبي ...
ظلت ابتسام جالسة عند ندى بس الصمت كان بينهم ... مابغت ابتسام تزيد في الكلام ...
لحظات وشافت ندى تطلع جوالها من شنطتها وتدق على أرقام معينة ..
... وقت الخروج ...

شوق : شفتي ندى .... ؟!!
نوف : لا ...
شوق : ياربي .. وين راحت ... السيارة تنتظر برا ...
نوف : الا هي ماقالت لك وش فيها ...
شوق ارتبكت ... ماادري اقولها او لا ... بس نوف بنت خالتها .... لا اخاف ندى ماترضى .. وخصوصا ان احمد اخوها ...
شوق : لا .. ماقالت ... بس شكلها تعبانة شوي ...
نوف : طيب دقي على وحدة من صديقاتها ... ابتسام او خلود ..
شوق : ايه بس المشكلة اني ماحفظت ارقامهم ...
نوف شافت ساعتها : يالله اجل شوق ... كان ودي اساعدك ... بس احمد اكيد ينتظرني برا .. ويا ويلي لو أتأخر عليه .. مع اني بصراحة ودي اخليه ينطق بالشمس ساعتين عشان ابرد خاطري ..
شوق : هههههههههههه ليه ؟؟
نوف : بعدين اعلمك ... او قولي لندى وتعلمك .. يالله بطلع لأحمد ..
شوق في نفسها ... ماتدرين ان احمد هو سبب الدوامة اللي عايشتها ندى الحين ..
نوف بعد مالبست عبايتها : يالله شوق باي ... وطمنيني على ندى
شوق : اوكي .. باي
طلعت نوف ... وظلت شوق تفكر .. وين راحت هالخبلة الحين .. معقولة ماتدري كم الساعة .... ياربي وين القاها ..!!
راحت تمشي وهي تتلفت يمين وشمال لعلها تلمحها ... وصلت للكافتيريا اللي دايما يجلسون فيه ...
قامت تدور ببصرها ... واخيرا لمحت ابتسام جالسة مع نادية وهدى ...راحت لهم
شوق : مرحبا بنات ..
الكل : اهليييين شوق ...
شوق : اممم ... ماشفتوا ندى .. ؟
ابتسام : ندى راحت ..
شوق متفاجئة : راحت ؟!!!!
ابتسام : ايه راحت .. بعد مادقيتي علي انت وقلتي لي اجي اقعد عندها .. حتى المحاظرة الثانية ماحضرتها ...
شوق : ومن اللي خذها ؟
ابتسام : مادري ... بس اظن سواقكم ...
شوق هزت راسها .. : خلاص اجل اشوفكم بكرة .. باي
الكل : مع السلامة ..
راحت بسرعة ورجعت للبوابة ... لبست عبايتها بعجلة وبالها مشغول ... خذت شنطتها وطلعت ..


دخلت البيت بسرعة وهي تتلفت يمين وشمال لعلها تلقاها .. من عجلتها ما انتبهت لعمها ومرته وفهد اللي جالسين يتقهوون .. توجت للدرج بعجلة راقية لفوق .. لكن صوت عمها استوقفها ..
ابو فهد : وين شوق .. ؟ مافي سلام ؟!
التفتت شوق بعدين ضحكت على نفسها ... لهالدرجة انا عميانة ماانتبهت لهم .. يالفشيلة ..!!!
شوق : هلا عمي .. السلام عليكم .. والله ماانتبهت كنت مستعجلة ..
ابوفهد بمرح : وشوله العجلة .. فيه احد لاحقك ؟!
ضحك فهد بخفة .. ورمقته شوق بنظرة باردة .. ورجعت التفتت لعمها ..
شوق : لا والله .. بس جاية ادور ندى .. كان شكلها تعبان في الجامعة .. ولا دريت انها رجعت للبيت الا من وحدة من البنات .
قطب ابو فهد : وندى وش فيها ؟!!
.. وش اقوله .. بنتك تحب .. ومصدومة .. وعايشة في دوامة لها اول ولا لها تالي : امم .. الظاهر انه شوي صداع
ام فهد : روحي بتلقينها بغرفتها .. جاية من ساعتين تقريبا ..
هزت شوق راسها مع بسمة .. ورجعت راقية لفوق بعجلة .. دخلت غرفتها ورمت الشنطة والعباية على السرير بفوضوية ورجعت طالعة لغرفة ندى ..
دقت الباب ................. ( مافي رد ) ..
دقت مرة ثانية .......... ( بعد مافي رد)
............................ فتحت الباب ..
كان الظلام دامس ... والستاير ماسمحت لخيط نور واحد انه يدخل الغرفة ... صوت المكيف مالي الأرجاء ... والهدوء والصمت مخيم ..
توجهت للسرير بهدوء .. مدت يدها وتحسستها .. باين عليها غرقانه بالنوم ....
ابتسمت .... النوم بيكون اريح لها نفسيا وجسديا .... وبينسيها ولو شوي اللي صار ...
رفعت يدها عنها لكنها حست بشي غريب جنب يد ندى ... ومتمسكة فيه بقبضة يدها كأنها ورقة .. سحبتها بهدوء لا توعيها وطلعت بها عند باب الغرفة عشان تقدر تشوف وشي ...
وقفت وظلت تتأملها .. أطلقت تنهيدة خفيفة .. حتى عند النوم حاطة هالصورة وضامتها .. الله يهديك ياندى ...لإيش تبغين توصلين ؟!!!!!!!
رجعت وحطت الصورة عالكومدينة .. ومشت طالعة .. سكرت الباب بهدوء .. وتوجهت لغرفتها .. غيرت ملابسها ولبست بيجامة .. وتمددت على السرير ..
حست بالنوم يسيطر عليها ومافي مجال للمقاومة .... مانمت في الليل الا ساعة ..
وغابت في أحلامها ...

**** **** ****

فتحت عيونها ببطء ... رفعت يدها وفركتهم ... تثاوبت .. قامت من السرير وتمغطت بكسل ..
حست انها مكتومة .. راحت لباب البلكون وفتحته تخلي هوا الغرفة يتجدد ... لكنها لما فتحت الستاير ... كان نور الدنيا في بدايات ظلمته .. والشفق صبغ الأفق باللون البرتقالي البراق ... تذكرت يومها اللي مضى ...
تنهدت بحرقة ... خلاص .... خلاص ..... انا قلبي معد هو ملكي ... مااقدر اسيطر عليه ... فلت مني خلاص ... هو الوحيد اللي يتحكم فيه .. هو الوحيد اللي يقدر يملكه اويطلقه لحريته .....
حاولت تتناسى هالافكار ... لكن هيهات ...
وكل اللي سوته انه توجهت للحمام ...


في المطبخ .... التجهيزات قايمة لاستقبال نجلاء
دخلت ام فهد المطبخ : ماشالله ... هذا السنع ..
شوق : لا خالتي انا موب قد هالكلمة ... كل اللي اعرفه اني اسوي ساندويتشات وعصاير ... وهالخرابيط اللي يحبونها البنات ... لكن الرز والجريش والمرقوق والقرصان وهالأشياء الصعبة ماعرف لها وهالسوالف ماأدبر فيها شي ...
ام فهد : ماعليه .. وانت وش تسوين الحين ؟!
شوق : دونات ... وكيك ... وحلى ..
ابتسمت ام فهد لمنى اللي كانت واقفة جنب شوق وتساعدها: وانت منى وش تسوين ؟
بادلتها منى بابتسامة حلوة وهي لازالت مندمجة بشغلها : اسوي دونات .. علمتني شوق ...
ضحكت شوق : وصرتي فنانة فيها ...
ضحكت ام فهد .. وبتشجيع قالت : وانا متأكدة انها بتطلع احلى منك ..
دخلت ندى في هاللحظة ...
ندى : مسالخير ..
التفتوا لها كلهم .... وتقدمت ام فهد لها متعجبة ...
ام فهد : ندى ؟!!... منتي بصاحية !!!.... كل هذا نوم ؟!!!
ندى راحت للطاولة اللي بالمطبخ وجلست على وحدة من الكراسي : كنت تعبانة
مدت ام فهد يدها لجبهتها تتحسس اذا فيها حرارة او لا : تحسين ببرد ؟!
ندى : لا .. بس خلاص انا طيبة الحين ...
ام فهد : والله خوفتيني عليك حسبي الله على بليسك ... تدخلين البيت الضحى وأسألك وش فيك .. وتروحين وتسفهيني ...
ندى : معليش يمه .. بس كنت دايخة .. وادور الفراش ..
ام فهد : الحمدلله انك طيبة الحين ...... (وراحت طالعة ) ... انا بروح اجهز غرفة نجلاء واشوف الخدامات وش سوو عليها .. اهتموا انتوا بالمطبخ ...
كلهم : ان شالله ...
طلعت ام فهد ... بعدها راحت شوق وجلست قبال ندى : ها شخبارك الحين ؟
هزت كتوفها وابتسمت ابتسامة باهتة : very well …..
شوق : very well …. very well ??
هزت ندى راسها : الا وش تسوون ...؟!!
شوق : اللي تشوفينه .... حلويات وخرابيط .....
ندى التفتت لمنى : الله منى !!!..... منى تسوي دونات ؟!!! والله وكبرتي !!!....... وانا وش اسوي ؟!
شوق رفعت راسها تتذكر : امممم .... باقي العصيرات مابعد سويتها ...
ندى بمحاولة انها تلهي نفسها من الافكار المزعجة : خلاص اوكي بسويها ....
قاموا مع بعض .. وساعدتها شوق .. وطلعت معها الكاسات اللي كانت بحد ذاتها شي ثاني .. روعة ... وطلعت العصيرات اللي كانت انواع .. والثلج اللي هو شي اساسي للعصير ... ويخلي له مذاق ثاني
خلصت منى من الدونات ... وتركت شوق امر قليها بالزيت للخدامة ...
شوق : ندى انا رايحة البس ...
ندى : خلاص روحي شوي وانتهي ..
طلعت شوق لغرفتها .. خذت روب الحمام عشان تاخذ لها شاور عقب حوسة المطبخ .. والطحين اللي وصل لشعرها بسبب خبال منى اللي قامت تلعب فيه .. وزيادة على كذا ريحة الزيت ...
خلصت ندى من العصيرات ودخلتها الثلاجة الى وقت شربها ..... ونفس الشي طلعت لغرفتها عشات تتجهز ...


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:01 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
طلعت شوق من الحمام وهي رابطة الروب عليها .. والفوطة ملفوفة على شعرها ..
راحت لدولاب ملابسها وفتحته ... احتارت وش تلبس ... بنطلون او تنورة .....
خذت لها بلوزة لونها أسود ستريتش بكلمات انجليزية ذهبية .. مع تنورة بيج ميدي شيك ... يعني باختصار احسنت الاختيار ....
لبست .. وتوجهت للتسريحة ... فكت الفوطة عن شعرها .. تجعيدة شعرها عقب الموية مرة روووعة ... قررت تخليه زي ماهو ولا تسشوره .. خذت شوي كريم بأطراف اصابعها ومسحت بيدها على شعرها ورتبته ....
اما بالنسبة للمكياج فكل اللي سوته انها حطت غلوس وردي شفاف بلمعه وردية وكحل...
بس صارت خياااال ..!!
طلعت من غرفتها .. وتوجهت لغرفة ندى .. دقت الباب ...
شوق : دونا ... ار يو اوريدي ...
ندى : ون مينيت ...
شوق : اقدر ادخل ..
ندى : ادخلي الباب مفتوح
دخلت .. لقتها واقفة قدام التسريحة .. تحط لمسات تجميل بسيطة ..........
ابتسمت شوق : الله قمر .. قمر ... والله قمر .. القمر نفسه يشهد
ضحكت ندى والتفتت لها : ههههههههههه ... في هالبيت قمرين موب واحد .. أي واحد فينا الحقيقي .. واي واحد المزيف ..
شوق تقدمت وحطت يديها حول كتف ندى : اوفكورس انت ... انت قمر هالبيت ..
سكتت ندى وهي مبتسمة ورجعت تكمل الميك اب ...
ظلت شوق تتأملها بابتسامة ... ندى الحين غير .. شكلها مرتاحة .. وفرحانة .. كأنها مامرت باللي مرت فيه أمس .. خبر جية اختك كان له دور اكيد .. اتمنى تنسين اللي صار ولا توقفين حياتك عالنقطة هذي .. لازم تتجاوزينها ..
قطع عليها حبل افكارها صوت ندى : وش تناظرين ؟ ... اول مرة تشوفيني ؟!!
شوق بمرح : بصراحة ايه ... احس الحالة اللي مريتي فيها من امس والضيق اللي سببتيه لي معك .. كأنه من شهر .. لكن الحين رجعتي لندى الاصلية ..
ندى ضحكت على كلمة الاصلية .. وفي نفس الوقت بان الحزن بعيونها : لا تفكرين اني نسيت .. نو ووي .. بس نجلاء اختي نص ساعة ساعة بالكثير وهي موجودة .. لازم استقبلها صح .. ومو لايقة استقبلها وانا مكشرة .. اختي ماشفتها من 5 شهور
شوق نزلت راسها بعدين رفعته : ندى ... بسألك سؤال ؟!! ..
ندى بان عليها الفضول : اسألي
شوق : بس تجاوبيني بصراحة ..
ندى : احاول ..
شوق : اممم .. ليش أحمد بالذات ؟!!....وش معنى هو اللي حبيتيه !؟؟ وش معنى هو اللي قلبك اختاره ؟!!
ندى نزلت راسها من الخجل ..... حطت الاغراض اللي بيدها عالتسريحة .. وتوجهت للبلكون وطلعت .. كان الجو مريح تتخلله نسمات منعشة ... تبعتها شوق ..
شوق : ليش ؟!
ظلت ندى ساكتة لفترة وهي تناظر الأفق ... : ...... من واحنا صغار .. كان احمد غير معي ... مختلف معي انا بالذات .. مع خواته ونجلاء شكل .. ومعي شكل ثاني .. لما اطلب من فهد شي ولا ينفذه لي .. يكون احمد هو المستجيب لطلباتي .. لما ابي لعبة .. لما ابي حلويات .. أي شي ابيه ..................... وما اخفي عليك .. لما كنت صغيرة كنت كثيرة الصياح ودلوووعة لأبعد الحدووود ... ولأي سبب أبكي ... وكان هالشي ينفر فهد مني .. لكن أحمد لا .. يجيني بعطف
(وبدت دموعها تلمع بعيونها ) ويسألني وش مزعلني ... وش اللي مضايقني وش ابغى !! وياخذني بيدي ويوديني للبقالة اذا كنت ابي .. لأي مكان أبيه يوديني له ........
تنهدت وهي تسترجع هالذكريات ... رفعت راسها تتأمل نجمة تلمع .... وسالت دمعتها بهدوء النسيم ..
كملت : كل هالأمور كبرت معي .. وعاشت في قلبي وانغرست فيه وتحولت لحب مع السنين ..... حتى كذا مرة قالي .... انتي زوجتي في المستقبل .... انا مابي اتزوج غير ندى ... وهذا اللي خلاني اتعلق فيه اكثر و أكثر ...
جلست على الكرسي وهي تتنهد بألم .. رمقتها شوق بنظرة عطوفة .. وراحت جلست قبالها : وانت شلون تعلقين أمل على واحد قال كلام في طفولته .. ولا بعد عرف الدنيا .. ؟!!!
نزلت راسها للأرض وقطرات دموعها تسابق هالنظرات ... وهزت كتفها بحيرة : مدري ... مدري ... المهم اني حبيته ... حبيته من كل قلبي واستحل كياني كله .. ( وحطت يدها تحت عيونها تمنع دموعها لا تنزل أكثر ... )
شوق : خلاص ندى انسي ... أي وحدة ممكن تمر بهالحالة .. لكن مع الوقت رح تنساها ولا كأنها مرت فيها .. بس انت قوي قلبك ..
ماردت ندى وظلت منزلة راسها ... ولا صدرت منها أي ردة فعل ...
مادرت شوق .. هل جمودها هذا دليل موافقتها ولا عدم اقتناعها ... تنهدت في داخلها
شوق : خلينا من هالموضوع الحين .. وقومي ننزل ...
مسكت يدها وسحبتها معها وطلعوا من الغرفة نازلين للصالة .. اللي الكل كان فيها الا فهد المتخلف كالعادة ...
جلسوا مع ابو فهد يسولفون ويضحكون .. شوي وقامت ندى للمطبخ تتطمن عالعصير والتجهيزات مثل ماقالت لها امها ... ظلت شوق تلعب مع نايف بلاي ستيشن .. ماكان ودها تلعب بس تحدي نايف لها اجبرها .. دق التلفون وقامت ترد ...
شوق : الوو ..
- السلام عليكم ..
شوق : هلا وعليكم السلام
- هذا بيت عبدالرحمن
شوق : ايه نعم ...
الصوت بان عليه الفرح : أجل أكيد انتي شوق ؟!
عقدت شوق بين حواجبها ... من هذي اللي تعرفني
شوق : ايه انا شوق من معي ؟!
- هلا والله ببنت عمي ..
فهمت شوق السالفة وضحكت : هههههههههههههه ... هلا فيك حبيبتي .. عاش من سمع صوتك ..
نجلاء : عاشت ايامك عمري ... شخبار بنت العم ؟!
شوق : تمام ... انتي كيفك .. ومتى واصلة ؟
نجلاء : انا بخير .. وما اقدر اصبر لما اجي اشوفك ..
ضحكت شوق : حتى انا والله ...
نجلاء : كلها 10 دقايق ان شالله وانا عندكم .. بس احسها عشر ساعات
شوق : تسلمين .. كله من ذوقك
نجلاء : خلاص شوق ما اطول عليك .. انا داقة اقولكم اني شوي وواصلة .. ( وبثقة ) عشان تستقبلوني صح ..
شوق : تستاهلين والله ..
نجلاء : يالله اجل ... مع السلامة
شوق : مع السلامة
سكرت السماعة ....
ابو فهد : من اللي داق ياشوق ؟
شوق : هذي نجلاء .. تقول شوي وواصلة
ام فهد : بعد قلبي بنتي .. مشتاقتلها ..
ابو فهد : صبر .. كلها دقايق وتلقينها واقفة قدامك ..... ( وكأنه تذكر شي ) ... إلا فهد وينه ... مانزل من غرفته ؟
ام فهد : لا طالع للحين ما رجع ...
ابو فهد بضيق : مايدري ان اخته جايه .. وشو له طالع داير بالشوارع ...
ام فهد : أنا محرصته بس هو الله يهديه ... ولدك ماتعرفه ..
التفت ابو فهد لشوق اللي لازالت قاعدة جنب التلفون وتتابع النقاش : شوق حبيبتي .. دقي على فهد وقوليله يرجع ..
اشرت لنفسها بذهول بدون ماتتكلم .. أنا ؟!!!!
ابو فهد : ايه قولي له يرجع بسرعة
شوق بمحاولة يائسة انها تتخلص من هالموقف : بس انا ماعرف رقمه ...
قاطعهم نايف وعيونه على شاشة التلفزيون .... وقال الرقم بسرعة حتى ماقدرت شوق تحفظ منه الا الثلاث الارقام الاولى....
رفعت شوق السماعة بارتباك .. نيوف هذا دايما يخرب .. ودقت اللي حفظته منه ...
شوق : ايه وبعد ..؟
نايف : تسعة تسعة صفر ثمانية خمسة ..
بدى الخط يدق عندها .. وهي محتارة بأي طريقة تكلمه .. مالي وجه اكلمه عقب اللي صار امس بالليل .... وفي لحظات توترها وتفكيرها حبت تنتقم ... وخلال افكارها هذي وصلها صوت من الطرف الثاني ...
فهد وباين على صوته نفاذ الصبر : نعم ياندى ...مافي احد يدق علي من البيت بهالوقت غيرك ..!!
شوق رفعت حاجب مستغربة من طريقة رده ........... وقالت ببرود : واذا ندى اللي داقة عليك ... مو بأختك !!!!!!
قطب بين حواجبه ... يعرف هالصوت .. ونعومة نبرته موب غريبة عليه ..!!!
بعد لحظات صمت من الطرفين ...
شوق : أنا شوق ... ماعرفتني ؟!!
فهد التفت للي بجنبه مبتسم ..: أهلاً شوق ... شخبارك ؟ .. بغيتي شي ؟
ردت عليه متعمدة من غير نفس : بخير ... وينك ؟
رفع حواجبه مستغرب من هالسؤال : ليش ..!! تبيني في شي ؟
شوق : لأ .. مابيك .. وش ابغى فيك يعني !!... عمي اللي يبغاك ...
فهد : ابوي ؟؟! ... وش يبغى فيني ؟
شوق بسخرية : يعني ماتدري !!
فهد قطب من اسلوبها : لا ما أدري ... يمكن ناسي ... ذكريني .!!.
شوق : اسأل نفسك وانت تعرف ...
فهد مستغرب من هالأسلوب : أسأل نفسي ؟! ... لو داري ماسألتك !!...
شوق : لا انا ماعرف شي ...
فهد : طيب شوي شوي علينا ليش معصبة ؟!!!!!
شوق تتصنع الهدوء : ماعصبت ... سلامة قلبك ... بس عمي يبيك وقالي ادق عليك .. واقولك تجي ..
فهد بخبث مقصود ... يبي يكمل عليها حق أمس : متأكدة انه هو اللي قالك ؟!...
رفعت حواجبها مستغربة .. وبصوت فيه شوي من الحدة حاولت انه تقصره عشان ماينتبه لها عمها : وش قصدك ؟!
فهد ببرود : لا أبد ما أقصد شي ... انتي اللي فهمتي غلط ..
شوق تنهدت بصوت خلت فهد يسمعه : طيب بتجي ولا شلون؟
فهد : لا خلاص بجي ... ( وبنبرة خوف مفتعلة وكأنه يوجه الكلام لواحد جنبه ) .. يمه شوي وتاكلني ..!!!!!
فتحت عيونها على آخرهم من سخريته ... يكمل علي اللي صار امس يعني .. بس هين ... الحقران يقطع المصران ... ظلت ساكتة لثواني ... وش بقوله بعد ..
سكرت الخط بوجهه .... حست بحرة في قلبها وبردت ........ التفتت لعمها لقته يقرا الجريدة وناسي اللي حوله ... ومرة عمها مب فيه ..... اشوى ماسمع مكالمتي ...
قامت لنايف تكمل معه لعب ...
اما هو من جهة ثانية ظل يناظر التلفون .. وفي نفسه ساكنة ضحكة ماعبر عنها الا بابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهه ...
سكرت الخط في وجهي ؟؟!!!!!!!!!! ..... وش قلت عشان تتنرفز ... ماسويت لها شي ... ليكون ... ليكون بسبة أمس !! ....
- وش مناسبة هالإبتسامة !!!
فهد انتبه لأحمد : ولا شي
أحمد : وش يبغى الوالد ؟
مارد فهد وكأنه تذكر شي : شلون نسيت ؟!!
احمد : وش نسيت بعد .. ؟
فهد : نسيت ان نجلاء بتجينا اليوم ...
احمد ناظره باستغراب : ماقول الا الله يخلف عليك ... وهذا شي تنساه ؟
فهد : ياخي نسيت .. عيب ؟!!
احمد : ومتى بتوصل ...
فهد : اكيد هي بالطريق الحين .. هذا اذا ماكانت وصلت للبيت ..
احمد : ياحليلها ... من زمان عنها
رجع فهد يناظر تلفونه بتفكير وقال يكلم نفسه : بزعمها تنتقم ...
احمد : من هذي اللي بتنتقم .. ليكون وحدة من البنات اللي تكلمهم
فهد : لا هذي الله يسلمك بنت العم ..
احمد رفع حواجبه : بنت العم ... وش مسوي فيها بعد ؟
فهد : ماسويت لها شي ... مقلب بسيييييييط ...
احمد : حبيبي ... انت ماعندك شي اسمه بسيط ... انت مقالبك سايز واحد .. اكس اكس لارج ..
فهد : هه هه هه ... ياخف دمك .. تستهبل انت ووجهك
احمد بثقة : غصب عليك خفيف دم ... قم بس ضف وجهك لابوك لا يحمق عليك ..
فهد : طردة يعني ؟!!
احمد : ايه طردة .. عندك مانع ؟
رفع فهد يده باستسلام : لا ابد ماعندي مانع ... البيت بيتك... بس مردودة لك ..
احمد : خوفتني !!.... يالله اخلص ورنا مقفاك ...
فهد : اووكي اووكي انا طالع ... بس اذا اجتمعوا الشباب عندك الليلة .. قلهم ماقدر احضر..
احمد : بقولهم .. مع اني داري ان حنا بنستانس من دونك ...
قام فهد طالع وابتسم بسخرية : انا رايح ... بس تشوف ان ماانحاشوا من عندك من 9 ... وقل فهد ماقاله ..
احمد : مشكلة الثقة ... !!!
مارد عليه .. وطلع ركب سيارته وتوجه للبيت ..

في بيت ابو فهد ... كانوا كلهم في الصالة ينتظرون وصول نجلاء في أي دقيقة .. الا فهد اللي للحين ماوصل ..
.......... رن الجرس ..........
نط نايف أول واحد راكض لبرا البيت ومنى وراه تحاول تسبقه ...
منى : نيوووف ... أنا اللي بفتح الباب تكفى ..
نايف اللي كان أسرع منها : اللي يسبق هو اللي يفتح ...
ظلت منى تركض وراه تبي تكون أول وحدة تستقبل أختها ... لكن نايف كان أسرع منها ..
فتح الباب بلهفة ...
دخلت نجلاء ونزلت الطرحة من على وجهها .. : هلا ... هلا والله بحبيبي ...
قابلها نايف بابتسامة ومد ذراعيه حول رقبتها ....
نايف : اشتقت لك مرررررة ...
نجلاء : يابعد عمري وانا اكثر ..
باسته بوستين .. وحدة على خده اليمين ووحدة على خده اليسار ....
اول ماخلصت من نايف مادرت الا ومنى طايحة بحظنها ويديها لفتها حول خصرها ...
نجلاء بدورها مدت يدها حول منى وضمتها اكثر : اهلين ميمي ... ارفعي راسك سلمي علي ...
سلمت على منى اللي كان باين عليها الشوووق لأختها وباستها ...
التفتت نجلاء لنايف : نيوف حبيبي ... رح ناد سعود... شفه ينتظر برا .. دخله المجلس ..
طلع نايف للشارع يركض : اووووكي ..
مسكت نجلاء يد منى ومشت معها لداخل ...
نجلاء : شخبارك حبيبتي
منى : طيبة ... وينك عنا من زمان ؟!
نجلاء : هههههههههه ... شسوي حبيبتي غصب عني ..

**( نجلاء ... 24 سنة .. اخلاق وذوق وطيبة ودلال وكل شي .. جميلة وفيها من العذوبة اللي تسحر الواحد .. متزوجة من سنة من سعود وعايشة معه بجدة بحكم عمله .. من شخصيات القصة الأساسية .. وبيكون لها قصة .. )**

دخلت الصالة .. وأول شي شافته ابتسامة ابوها ناحيتها ... وكانت ابتسامة تعبر عن كل اللي داخله من مشاعر الشوق واللهفة والفرح والحنين ...
حست نجلاء بالعبرة فيها .. لكنها اخفتها ..تدري لو صاحت بيصيح معها ابوها ويمكن امها ...
ابو فهد : هلا والله ببنتي .. بحبيبتي ... هلا بالغلا كله
فكت نجلاء يد منى وراحت لابوها ... حبت راسه ..
نجلاء : انت الغلا يبه .. شخبارك .. ان شالله طيب ..
ابو فهد : بعافية .. مانقصني الا شوفتك يابعد عمري ...
نجلاء بابتسامة عطوفة : حتى انا والله .. مانقصني الا شوفتكم
ابو فهد : بشريني عنك ... عسى مرتاحة ؟
نجلاء : الحمد لله مرتاحة يبه ..
سمعت صوت امها من ورا ابوها وباين على نبرته العبرة : هلا غناتي ...
زادت ابتسامة نجلاء وتقدمت لأمها ... امها طول عمرها عاطفية وما تعرف تخفي عواطفها .. على طول تطلع على كلامها وعيونها ...
حبت راس امها .. لكن امها ماصدقت .. وكأنها لقت لها شي مهم كان ضايع .. ربطتها بيديها وهي تهمهم بكلمات كانت ضايعة مع دموعها ..
ظلت ندى تضحك وتحاول قد ماتقدر تمسك نفسها .. ماتبي تحول هالفرحة لمناحة .. واللي حولها كلهم تموا يضحكون ..
ابو فهد : الجوهرة ... هووو .. وشو له الصياح .. البنت مافيها شي ..
بعدت ام فهد عن نجلاء بعد ماخذت حقها من بنتها .. لكنها مازالت حاضنة يدها بين يديها ....
ام فهد وهي مازالت تبكي : والله اني اشتقت لها ... 5 شهور كأنها 5 سنين .. وش اسوي غصبٍ عني ..
نجلاء ودمعة سالت على خدها الحريري : حتى انا يمه ... مشتاقتلكم مووت ... بس لا تخافين بقعد عندكم كم يوم .. بتملين مني
ام فهد : والله ماامل منك حتى لو قعدتي عندي طول عمرك ..
نجلاء : يابعد قلبي ..
كانت شوق وندى واقفين جنب بعض .. والابتسامة مرسومة على وجه كل وحدة منهم ..
تقدمت لها شوق أول ..: هلا والله ... هلا ببنت عمي ..
نجلاء وقفت تناظرها بتفحص : انت شووووق ؟!!! ... عكس ماتوقعتك بصراحة
ضحكت شوق : ليش ؟!!... بأي صورة كنت ببالك ؟!
تقدموا لبعض وسلموا ... وكل وحدة ضمت الثانية .. وتموا على هالحال لحظات ..
نجلاء : والله ماصدق ماصدق .. انت بنت عمي ؟
شوق : هههههههههههه .... لا صدقي صدقي ... انا واقع ملموس
نجلاء : هههههههههههه .... حبيبتي .... ( ورجعت ضمتها مرة ثانية )
فكوا بعض ....
جاهم صوت ندى بزعل مصطنع : ياسلام !!! .... انا آخر وحدة ؟!!.. ليش!! تراني اختك وهي بنت عمك ..!!
نجلاء : يالله ولا تزعلين ...
راحت لها وضمتها بالغصب .. وضغطت عليها ..
نجلاء : شخبار اختي ندى .. حبي الكبير في الدنيا ..
ندى مبرطمة : اقعدي العبي علي بهالكلام .. ترا بعلم سعود ..
ضحكت نجلاء : اسألك شخبارك تقولين سعود ..
ندى رجعت لرضاها : الحمد لله .... انتي كيفك ؟ .. وكيف سعود ؟
نجلاء : كلنا بخير ..
راحوا وجلسوا بعد مافسخت نجلاء عبايتها ...
ابو فهد : أجل وين سعود ... راح ؟
نجلاء : لا يبه ... قالي بينتظرك في المجلس بيسلم عليك
قام ابوفهد : يالله اجل انا رايح له ... لا تنسون تجيبون لنا القهوة ..
ام فهد تبعته قايمة : بروح اقول للخدامات يجهزون صينية القهوة .. وبلحقك أسلم عليه ..


في المجلس ..

سعود : ماشالله عليك ... عندك طموح !!
نايف بثقة : أكيد ... وش رايك انت ؟ ... انا محتار !!..
سعود : نايف انت للحين صغير ... لين كبرت ودرست اكثر .. يمكن يتغير رايك ..
نايف : لا حبيبي ... انا أقول طيار أو ضابط ... بس بيني وبينك انا احب العسكرية أكثر ... يعني ودي اصير مثلك ..
سعود : ايه بس شغلي متعب ... لأنك تشيل مسؤلية كبيرة ..
نايف باصرار : واذا كان متعب ؟!!.... كل شي يهون قدام وطني .. ولا شرايك انت .. انا مب قد هالمسؤلية ؟!!
سعود : والنعم فيك نيوف .. الا قدها ونص ... بصراحة عرف عمي يربي ..

**( سعود ... 28 سنة .. شخصية رائعة .. رجل بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. الرجولة تفيض منه .. فيه كل الصفات اللي تتمناها البنت ... يعمل ضابط بجدة .. واهله عايشين بالرياض .. يزورهم من فترة لفترة ...)**

في هاللحظة دخل ابوفهد وعلى لسانه السلام ..
قام سعود : وعليكم السلام ... ياهلا والله ومرحبا ...
حب راس عمه ..
ابو فهد بعد ماجلس : هلا فيك ياولدي .. شلونك ؟ شعلومك ؟ .. شخبار الاهل والوالد ؟؟ ان شالله بخير ...
سعود : بخير وعافية الحمدلله ..الاهل كلهم بخير ...بس للحين مارحت لهم ...
ابو فهد : مافي روحة الا لما تتعشى عندنا ..
سعود : كثر الله خيرك عمي .. مايحتاج .. الأهل قاعدين على نار ينتظروني ..
ابو فهد : الا يحتاج .. حالف عليك ..
ضحك سعود : خلاص على امرك عمي .. اللي تبيه بيصير ..
التفت ابو فهد لنايف : .. عسى نايف مؤدب .. تراه ما يمسك لسانه ابد ..
ابتسم سعود لنايف : لو سمعته قبل شوي وش يقول .. كان ماقلت هالكلام ..
ابو فهد التفت لنايف وناظره نظرات تهديد ممزوجة بإبتسامة : وش قال ؟.. عسى شي زين ؟
نايف : يبه ليش فكرتك عني كذا ؟!!... خلك واثق مني ... انا ولدك .. تربيتك..
ضحك سعود على هالولد ... طريقته واسلوبه بالكلام اكبر من عمره ....
سعود : عمي وهو الصادق .. لو سمعت وش قال عن تفكيره بمستقبله .. والله تفتخر فيه ..
ابو فهد : تكلم ... نورنا ..
حاس نايف بوزه : خلاص مابي اتكلم ...... شكل الثقة معدومة عندك ..
هز سعود راسه على ذكائه : يقول بيصير ضابط يدافع عن وطنه .. مثلي !!!!
ابتسم ابوفهد ابتسامة وسيعة : والنعم فيك .. والنعم في اللي خذيته قدوة لك
ضحك سعود : لا عمي .. شدعوة ... كل واحد وفيه عيوبه
ابوفهد : إلا والنعم فيك .. والف والنعم .. انا افتخر فيك لمجرد انك زوج بنتي ..
سعود : تسلم عمي ماتقصر كله من ذوقك ...
- السلام عليكم ..
التفت سعود وقام : أهلاً ابوفيصل ... هلا والله
تقدم كل واحد للثاني وسلم عليه ..
فهد : حيالله من جانا ... متى الوصول ؟
سعود : من ساعة تقريبا .. الا انت شعلومك ؟
فهد : عايشييييين .. عسى مرتاحين بجدة ...؟
سعود : ماشي الحال .. مرتاحين
فهد : اهم شي اختي ترتاح .. انت مو بمهم
سعود : الله يسامحك .... مقبولة منك .. بس بعد أقولك اختك بعيوني ..
فهد : لا حبيبي اختي عيونك ماتكفيها ضيقة عليها .. هي يبيلها قصر ويالله يشيلها ...
ضحك سعود : بعد الله يسامحك .. بس اذا تبي تتأكد رح اسألها وتقولك الصدق ..
فهد : ااااااايه بروح لها بدون ماتقول ..... يالله انا رايح اسلم عليها .. وراجع اخذ اخبارك ..
سعود : الله معك ..
راح فهد طالع من المجلس وقابلته امه داخلة وشايله صينية القهوة... وسمع ترحيبها لسعود .. واختفى الصوت وهو داخل الصالة ....
دخل الصالة وهو يغني بصوت مسموع ... : ياناسينا ياناسينا .. وش اللي ذكرك فينا ..
ترانا ماتوقعنا .. بعد هالغيبة تجينا ...
انتبهت نجلاء اللي كانت تتكلم مع شوق بحماس ... وضحكت : حرام عليك ... انا انساكم !!!
راحت له وضمته ... وهو بدوره حظنها : الا ناسيتنا ونص ... والا بالله عليك متى آخر مرة دقيتي علي وسألتيني عن اخباري ... بس الظاهر ان سعود موب هين نساك حتى اخوك ..
وخرت عنه وظربتها بخفة .. : سعود شي ثاني .. انت بالقلب وهو بالقلب ... بس طبعا هو غير ..
فهد باستنكار : لاااااااااااااااااه ..!!!!! ... سعود قلبك علي ... موب انتي نجلاء الأولى ..
نجلاء : لا انا نجلاء بشحمها ولحمها ... بس انت لا تصير حساس ودلووع ..
فهد : ليش شايفتني بنية حساسة ودلوعة تزعل من كلش ... ..
(قال هالكلام وهو يناظر شوق وندى )
ندى : وش قصدك ؟
فهد بعد ماجلس جنب نجلاء : مااقصد شي ... بس أنا صادق .. كلكم يالبنات طينة وحدة ..
كانت شوق تناظره بهدوء ... ولا صدرت منها ولا ردة فعل وحدة .. وظلت طبيعية مثل ماكانت مع نجلاء قبل شوي ....
بس في داخلها عرفت انه يقصدها بكلامه ... ويقصد موقف البارح .. بس انا معذورة .. موقف محرج صدق ... خاصة مع واحد شخصيته مثل شخصية فهد .. انا ماعرفته زين ... بس من كلام ندى عنه .. وسوالف الكل عنه وهو صغير .. وهو في هالعمر ... خلتني اعرف جوانب في شخصيته ...
فهد : ها بشري عن العيشة بجدة ... حلوة ؟
نجلاء : ما اخبي عليك .. هي حلوة .. بس اللي مضيق صدري بعدي عنكم
فهد : لا تخافين سعود رح ينسيك حتى نفسك ( غمز لها )
نجلاء بحيا : فهيييييييد ... انت متى بتترك عنك هالحركات ... اعقل لأعطيك كف الحين
فهد : لا لا .. لا تعطين كف ولا شي .. ( وهز راسه بحسرة مفتعلة ) كذا تعاملين أخوك بعد هالغيبة ... ما اقول الا ياحسافة تربيتي فيك .. سعود الدب قدر يغيرك ..
انقهرت نجلاء ، مدت يدها وقبصت ذراعه : ما الدب الا انت .. وبعدين انا اللي مربيتك موب انت اللي مربيني ..
فهد : آآآآي ..
نجلاء : بتترك هالحركات عنك ولا شلون .. ؟
فهد : بترك بس فكيني .. تعورين
فكته ..... وقعد يفرك مكان القبصة ..
فهد : آآآآآح ... ماتركتي هالقبص عنك ..
نجلاء : لا ماتركته .... وان سمعتك تتكلم عن سعود بالشين مرة ثانية ياويلك ..
قام فهد وهو يضحك : انا رايح لرجلك حبيب قلبك .. مايصير اجلس عند البنات واترك الرجال .. ( وبنغمة ناعمة قال ) كني بنية ...
طلع .. وظلت نجلاء تضحك عليه .. مشتاقة لسوالفه وحركاته ...

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:02 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
طلعت شوق ونوف ونوال من المحاظرة .... كانت هالمحاظرة من اهم المحاظرات اللي قالت عنها الدكتورة ... عشان كذا كانت يد كل وحدة منهم تعورها من الكتابة الكثيرة والسريعة .... وحاولوا قد مايقدرون يكتبون النقاط المهمة ...
شوق تطقطق اصابعها : آآآآآي ... اصابعي تكسرت
نوال : وانا ... نفسي احطها بموية باااااردة ..
نوف : ماقد كتبت مثل هالشكل ..
شوق : خل نروح لدورات المياه ... يدي كلها حبر .. قلمي الله ياخذه خرب علي ووصخني
نوف : خلاص روحي انت ونوال للحمامات .. وانا بروح للكافتيريا انتظركم ... بدور لنا طاولة واشتري .. وش تبون ؟
شوق : انا كالعادة
نوال : وانا مثل امس ..
نوف : اووكي
مشت عنهم نوف ... اما شوق ونوال راحوا لجهة دورات المياه ..
كانت دورة المياه اللي دخلوها فاضية الا من بنتين مايعرفونهم .. واقفين قدام المرايه ويعدلون المكياج ويسولفون ويضحكون مع بعض .... اما شوق ونوال راحت كل وحدة منهم لمغسلة تغسل ..
البنت 1 : هههههههههههههههههههه ... والله لو أخبر أبوي عن هالدكتورة ان تتفنش على طووول ..
البنت 2 : ايه والله صدق ... قولي له وخليه يفنشها ... خلها تستاهل ..
البنت 1 بفخر وثقة : أنا .... أريج بنت الوزيرسالم ... تجي هالدكتورة الواطية اللي مالها لا حسب ولا نسب تهزئني ... انا بنت حموله وناس مو بمثلها ..
التفتوا شوق ونوال لبعض مبتسمين ... مبين ان هالبنت واثقة من نفسها بزيااااادة .. وتحسب الناس على كيفها ...
البنت 2 : خلاص اجل أريج كلمي باباكي وقولي له .. بعد عشان تبرد حرة كل البنات ...
البنت 1 : اووووكي ولا يهمك ... اول ما اروح البيت اقوله .. واعتبري انها تفنشت .. يعني من بكرة او بالكثير الاسبوع الجاي مارح تشوفين وجهها ...
هنا شوق تكلمت وقالت بأدب وذوق : طيب مو حرام عليك ..
التفتوا لها ثنتينهم حتى نوال استغربت... والتفتوا لبعض مستغربين .. وقالت لها البنت اللي اسمها اريج : excuse me !!!
شوق بثقة اكبر : قلت ... مو حرام عليك اللي بتسوينه ..
أريج : لو سمحتِ ... فيه احد وجه لك الكلام ؟؟!!
هزت شوق كتفها بثقة وقالت : لا والله محد ... بس حرام عليك تقطعين رزق الناس .. الله ما يرضى ...
التفتت أريج للبنت اللي معها : اقول مروى هذي شدخلها .. انتي كلمتيها شي ؟؟!!
هزت مروى راسها بسخرية : لا والله ماكلمتها ولا ناظرتها حتى ...
شوق : لا بصراحه محد كلمني .. بس من حقي اقولكم وانصحكم .. قطع رزق خلق الله شي مو سهل ترا ...
تقدمت اريج لها وقالت بتكبر : لا شكراا .. وفري نصايحك لنفسك .. وبعدين ترا حنا اكبر منك .. ولا انتي ماتربيتي على احترام الكبير ..
ردت شوق بنفس الغرور : لا والله متربيه ومتعلمه ... والحمدلله اهلي ماربوني على قطع رزق خلق الله ..
سكتت اريج ... وشكلها ماعرفت ترد .. التفتت لمروى الواقفة خلفها : يالله مروى خل نطلع .. مايصير نضيع وقتنا مع هالأشكال ..
وطلعت ومروى وراها ... اول مااختفوا التفتت نوال لشوق ..
نوال : انتي صاحية ولا ماانتي صاحيه ..
شوق : الا صاحية وبكامل عقلي بعد ...
نوال : وش سويتي ؟!!!
شوق هزت كتفها ... هي واثقة انها ماسوت شي غلط كل اللي سوته النصيحة ..
شوق : وش فيك ما سويت شي ؟!.. أجل يبون يقطعون رزق المسكينة وأسكت لهم ؟؟!! لازم اقولهم ان اللي يبون يسونه غلط .. وشي مب سهل ..
نوال : بس هم شكلهم كبار بسنة ثانية او ثالثة ...
شوق وهي تعدل شعرها : ان شالله عاشرة ... انا اللي علي سويته ..
نوال : والله انك جريئة .. شلون قدرت تكلمينهم كذا .. ماسمعتي البنت وش قالت .. هي بنت وزير ...
شوق : واذا بنت وزير ... بنت الوزير حالها حال أي وحده عادية .. مو لأنها بنت وزير تشوف الناس من فوووق ..
نوال : مدري بس الصراحه هالأشكال تخوف ... انا ماقدرت انطق بحرف ..
شوق : حبيبتي لا يهمووونك ..
كملوا تغسيل ... ورتبوا شعورهم ... وعدلوا مكياجهم وطلعوا ... راحوا للكافتيريا ... لقوا نوف شرت وخلصت وتنتظرهم ..
... جلسوا ...
شوق : ماشالله سنعة ... قدرتي تجيبين هالشي كله من بين هالزحمة بوقت قياسي
نوف بفخر : اييييه ... والا انتم قد طلبتوا شي وما نفذته ..
شوق : لا ابد مطيعة
نوف : ندى وينها ؟
شوق رفعت يدها تشوف الساعة : محاظرتها خلصت ... تلقينها جاية بالطريق ..
ماكملت جملتها .. الا وحست بيدين تلف حول عيونها ..
كانوا نوف ونوال منتبهين للي جاي ورا شوق .. بس التزموا الصمت ..
تحسست شوق اليدين : هاليد الناعمة أكيد لندى ..
ضحكت ندى وجلست جنب شوق : ههههههههههههه .... ماشالله ... مايفوتك شي
شوق : أيه .... كل شي عنك لازم اعرفه
ندى التفتت للطاولة : وانا ؟!!...... مالي شي من هالخير كله ؟
نوف تغايظها : لأ ....... انت سنة ثاني ... وحنا مانصرف الا على بنات اولى..
ندى ناظرتها بتهكم : هأ ..... الله واكبر عليكم انتوا يالبزران ..
نوف منصدمة : أنا بزر ؟!!
ندى بغرور : ايه بزر ..... بالنسبة لسنة ثاني بزر ونص
شوق ضحكت : ولا يهمك يابنت عمي ... بتقاسم ساندويتشي معك ..
ندى استانست وناظرت نوف بطرف عينها : شفتي الناس الذوق شلون ..... موب انت يم لسانين !!.... ( طلعت لسانها لها )
جلسوا ياكلون وهم كالعادة سوالف وضحك كل اللي بالكافتيريا يسمعه ...
فجأة انتبهت ندى لشي غريب ....
نوف كانت تتكلم عن سالفة ...: وندى الدلوعة على كل شي كانت تبكي ... ولو ضربها فهد حتى لو بورقة صاحت ..
ضحكوا .... لأن ندى بهالعمر موب باين عليها الدلع الزايد اللي كانت عايشة فيه وهي صغيرة ..
شوق التفتت لندى : سمعتي وش تقول عنك نوف ؟
ماردت ..
هزتها : ندى ؟!!.... وين رايحة ؟
ندى : هلا شوق ... معك معك
شوق : لا والله منتي بمعي ...
ندى بدون ماتأشر : فيه بنات على وحدة من الطاولات اللي يمينا يناظرونك من ساعة ...
عقدت شوق بين حواجبها والتفتت بهدوء وكأنها ماتقصد انها تشوفهم بالذات .... ولما شافتهم التفتت لنوال : نوال عرفتيهم ؟
ناظرتهم نوال بشكل سريع : ايه .... هذولي اللي شفناهم بدورات المياه ...
هزت شوق راسها
نوف : ليش .. وش بينكم وبينهم ؟
شوق : مابينا وبينهم شي ... بنات سخيفات ..
ندى : بس نظراتهم لك غريبة ... كأنها نظرات تهديد او احتقار ... شي زي كذا ..
شوق : خليك منهم ... هذولا بنات في قمة الغرور والتكبر ...
ندى : هذولا اظنهم بسنة ثانية ..
نوال : ليه .. هم معك بالكلاس ؟؟ تعرفينهم ؟؟
ندى : لا ماعرفهم ولا احتكيت فيهم من قبل .. بس شفتهم كم مرة قبل الحين .. سمعت ان شلتهم شايفه حالها .. كل وحدة منهم رافعة خشمها وبطرف عينها تشوفك ..
تنرفزت نوف : وجع ... وش هالنظرة الفوقية .. والله لو اننا زبالة عندهم ..
شوق : يخسووون نكون زباله ... هذا اللي ناقص بعد .. هالأشكال ما تنفع معها الا انك تستخدمين نفس الاسلوب اللي يستخدمونه ..
ندى : اقوول خلونا من هذول .. نقعد نضيع وقتنا بسواليف عنهم .. ما يستاهلون( التفتت لنوف ) .. الا يا نووووف ... شخبااااااارك مع بدر ... ( قالتها بتلحين تبي تغيضها ) ..
نوف من اسمعت اسم بدر شرقت وبدت تكح باستمرار ... شوق وندى ضحكوا عليها حتى نوال الي ماتدري وش السالفة ..
بسرعة نوف طلعت لها منديل من شنطتها وبدت تمسح دموعها ... ولما استعادت تنفسها زين التفتت لندى بعصبية : عمى ان شالله ... ناقصني هو عشان تجيبين لي طاريه ...
ندى : ههههههههههههههه ... ليش ؟؟ وش صاير بعد ؟؟ صار شي جديد ؟؟
نوف ماصدقت احد يسألها .. قالت باندفاع من القهر اللي فيها : تصوري ياندى .... وصلت فيه يدق علي عالجوال ؟؟
شهقوا كلهم ... متفاجئين ... وندى قالت : يدق عليك ؟؟؟
نوف : ايه ... امس بالليل الساعة 12 وشوي ... دق علي ... صدق ما يستحي .. بس هين اوريكم فيه ..
ندى : طيب ليش يدق ؟؟ وش يبي ؟؟
نوف تنرفزت وهي تتذكر... وقالت تقلد نبرته تستهزئ : " انا داق اعتذر .. انا آسف نوف "
ماتوا كلهم ضحك عليها ... كان شكلها وهي تقلده مرة مضحك .. وماقدروا يسكتون ..
ندى ميتة ضحك : حرااام .. تلقينه ماقدرينوم الا لما اعتذر ..
نوف بسخرية : ومن قالك اني سامحته ... قلت له اعتذارك غير مقبوووول ..
ندى : احللللللللى يالقوية ... ما اخبرك شجاعة ناحيته .. عارفتك ترتجفين اول اذا سمعتي باسمه ...
نوف : هذا اول ياحبيبتي ... لما كانت بزر ... بيبي ... ما افهم بالدنيا ... لكن الحين ( وبفخر ) انا امرأة قوووووية ...
شوق : ههههههههههههههه .... احللللللى يا امرأة قوية ... الله يقويك .. ههههههههههههههه
طبعا الجو بينهم كان حلو والسواليف خذتهم وسرقت الوقت ... لما جا موعد المحاضرة والكل قام ... حتى ندى اللي توجهت مباشرة لشلة صديقاتها ...


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:04 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج 11 ( الفصل الثاني ) زء ...


دخلوا البيت وهم يضحكون ... ماكان في الصالة الا ام فهد ومعها عمر اللي منثر العابه حوله ويلعب ببراءة ... من شافهم داخلين ابتسم ابتسامة وسيعة ..
ندى : مسا الخير يمه .. ( حبت راسها )
ام فهد : هلا حبيبتي مسا النور ..
ونفس الشي تقدمت شوق وحبت راسها ... وعلى طوووول قام عمر لها بحمااااس ..
شوق : هلا هلا حبيبي عموري ..
تقدم لها ومسك وجهها بيديه الصغيرة وطبع على خدها بوسة ..
شوق : الله ..... ( وعطته بوسة بدورها )
ندى : عمر ؟!!.... وانا ؟!! ..... مالي بوسة ولا شي ؟؟!!..
عمر : انت ما تديبين لي حلاو ... بس سوق ..
ندى : يالمصلحجي ... موب لله هالبوسة ..!!
مع ان عمر مافهم وش تقول ... الا انه رجع التفت لشوق والبسمة شاقة وجهه ..
عمر : فيه حلاو ؟!!
ضحكت شوق على براءته ... : انت تامر امر حبيبي ..
فتحت شنطتها وطلعت له انواع الحلويات !!.!!.... كيت كات .. جالكسي .. شيبس .. عصير .. علك ... وزعتها على الارض قدامه .. الصراحه كانت شاريه كل هالأشياء مخصوووص عشانه ..
شوق : يالله عمر طب وتخير ..!!..
جلس عمر قدامها وعيونه طايرة في الحلاو محتار وش يختار ... وظل لفترة ساكت ... مايدري ؟!!!!! ... كل واحد شكله احلى من الثاني ..
شوق : هاعمر ؟ .. وش تبغى ؟... أي وحدة فيهم ؟
رفع عينه لها وهو مطلع لسانه ... وبخبث الاطفال قال : كلها ..!!.
ام فهد وندى ضحكوا ... وشوق ما قدرت الا انها ضمته لحضنها وهي تضحك .... ياحلوك ...
شوق : تستاهل عموري ... خذها كلها ... ولا تعطي شي لندى طيب ؟!!.
استانس عمر ... وبسرعة جمع الحلويات والتفت يخبيها عند امه ... كأنه ماحصل على غنيمة من قبل كثر هذي ..!!..
ندى بقهر : شويق ... وش اللي لا تعطي ندى شي ؟؟!!!!... تحرضينه علي ؟!
شوق بنظرة جانبية : حلاوه وهو حر ... !!
التفتت ندى لعمر بابتسامة : عمر حبيبي ... عطني الكيت كات ..
رد عليها وبدون مقدمات : لأ ..
نقعت شوق من الضحك ... فشلها ..!..!
ندى تستعطفه : حبيبي !!!.!! ...
عمر : لأ .... حقي ..
التفتت ندى لشوق بقهر : شفتي يالدبا ...قلبتيه علي ..
شوق : تستاهلين ... خله ياخذ حقه منك ...
ناظرتها بتهديد .. والتفتت لامها..: الا يمه وين نجلاء ماشوفها ..؟
ام فهد : جاها سعود وخذها
ندى ارتاعت ... وانصفق قلبها : لجدة ؟؟؟!!!!!!!
ام فهد : لا ... راحت تتغدى عند حمولتها وتسلم عليهم ...
حطت ندى يدها على قلبها بارتياح : اشوى ... علبالي ذلفت لجدة .... والله لوها مسويتها لأوريها ..
شوق : أي جدة !!! ... توها واصلة امس بالليل ... ماامداها
ام فهد : عيني من الله خير .... اختك بتقعد يومين ثلاثة ..
ندى : يعني ماتقدر تقعد اسبوع على الاقل ... ثلاث ايام ماتكفي ..
ام فهد : مب على كيفها ... رجلها ماعنده الا 4 ايام اجازة .. ولا لو علي اقولها اقعدي عندنا شهر ...

...............


في السيارة .. كان ماشي راجع للبيت .. وكالعادة ماسك التلفوون ويكلم .. له يمكن عشر دقايق ..
فهد : ههههههههههههه ..... يابعد قلبي
شذى : ههههههههههههه ...... بعد قلبي انتا ..
فهد : شذى طلعتي من الجامعة ...؟!!
شذى : ايه طلعت ... انا في غرفتي الحين ... بس ليش السؤال ؟!
فهد : حسافة .... كان ودي انا اجي اخذك ..
شذى بدون تصديق : قول والله !!!...... اخيراً .... اخيرا حنيت علي ...
فهد : قلت لك حبي انك بتشوفيني .... بس ماجا الوقت لسا ...
تنهدت شذى : آآآآآآآآآآخ يافهد .... ماتتخيل شلون قلبي ولهان على شوفتك ... كل يوووم لك صورة ببالي ..
ضحك فهد : ههههههههههههههه ... لهالدرجة ..؟!!!!
شذى : واكثر بعد .... ابي اشوفك اليوم قبل بكرة .. ما اتحمل انتظر ..
فهد : لا لا لا.... صبر علينا شوي ...
شذى بدلع : ليش ؟!!..! .. حبيبي لا تتغلى علي عاد ...
فهد : ماقدر حبيبتي .... عندي ظروف بالبيت ... اصبري علي يومين ثلاثة ...
شذى بزيادة دلع : وش هالظروف اللي بتمنعك من شوفة حبيبتك ؟!
فهد : ياعمري ... قلت لك بتشوفيني ... بس خلي في قلبك شوية صبر ..
شذى : لا بس احسبك ماتبي تشوفني ...
ضحك فهد ضحكته المعتادة : ههههههههههههه ... لا تخافين ... انا عارف ان حبيبتي بتصير ملاك مثل ماانا متوقع حتى لو ماشفتها ...
ضحكت شذى بحيا .... وظلت ساكتة ...
قطع الصمت فهد : وأنا ؟ .... بأي صورة في بالك ..
ضحكت ضحكة عذبة وخجولة : انت ؟!؟!!!!....... في حياتي ماشوف الا انت حبيبي ... شاب حلو وسيييييييم يتخققون عليه البنات ... بس مايشوف قدامه الا شذى حبيبته .. ( قالتها بدلاااااااال )
ضحك فهد : هههههههههههههههههههههه .... يا حيااااااااااااااااااااتي ...
شذى : فهد ....
فهد : عيوووونه ...
شذى بهمس : ....... أحبك ....
فهد ابتسم : وانا بعد ...... يالله حبي .... انا وصلت البيت اتركك ترتاحين الحين ...
شذى : اوكي باي حبيبي ..
فهد : باي عمري ..
قبل مايدخل البيت رن تلفونه .... رفعه ورد ......
وصله صراخ احمد من الجهة الثانية : نص ساعة تبربر بالتلفون !!!!! ... ادقدق عليك ومشغول ... من تكلم ؟
كان فهد مكشر من صوته العالي اللي صم اذنه : شوي شوي ووجع .... اذني راحت ..
وبعدين انت مين ؟ ... لا يصير ولي امري وانا مدري ... ابربر ماابربر كيفي ..
احمد : لا تقعد تتحلطم علي .... كل مابغيت ادق عليك لقيته مشغول من هالمكالمات ... اذا تبي تكلم بناتك حط لهم رقم خاص ... حشى من تخلص من وحدة تنط لك ثانية .. حتى انا معد صرت اسمع صوتك بالتلفون ....
فهد : حاااااااااااااااااضر ..... انت تامر ... المهم ليش داق وش عندك ؟
احمد : ابد بس ترا امي وخواتي بيجون يسلمون على نجلاء ... اليوم المغرب
فهد : وليش تقولي ورا ماتدق عالبيت وتقول لامي ..
احمد بنفاذ صبر : أيه !!!!!! .. انتوا عندكم مشكلة تلفونات .... دقت امي على بيتكم مشغول له اكثر من نص ساعة ...
فهد : وندى .... كان وحدة من خواتك دقت عليها وقالت لها ...
احمد : دقت نوف عليها لقته مقفل ...
فهد : خلاص هذا انا داخل البيت بقولهم ... الا انت بتجي معهم ؟!..
احمد بنبرة ثقة : اكيد .... بجي اسلم على حبيبتي نجلاء ...
فهد : هيه هيه انت ... وينا فيه ؟! .... لا يسمعك سعود يطب فبطنك ....
احمد : هههههههههههه كيفي بنت خالتي واقولها حبيبتي فيها شي ؟!
فهد : فيها شيااااااات موب شي واحد .... هذا ضابط حبيبي ..... والله يطلع الرشاش ويرشك وتصير في خبر كان عاد ...
احمد : لا توبة معد اقول ... الخوف منك انت تروح تنقل له الحكي ؟
فهد : لا تستبعد ....
احمد : الله يستر منك يافهيد ...
فهد : ههههههههههههههههههههه .... يالله عاد عطيتك وجه ...
احمد : انت اللي ماتنعطى وجه .... فاتورة هالمكالمة علي ... يالله ضف وجهك .... ( وسكر الخط )
حط فهد التلفون بجيبه وهو يضحك ... وكان توه داخل الصالة ..
فهد : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام ..
كلهم كانوا موجودين الا ندى وشوق .... راح وجلس جنب امه ...
ام فهد : ها شخبار الجامعة اليوم ؟
فهد : ماشية مثل كل يوم ..
ابو فهد : ماشية هذي مالها معنى .. ابيك تتخرج هالسنة عشان تجي تشتغل عندي
فهد : ان شالله يبه ... ابشر بالخير ..
نايف اللي كان يلعب بلاي ستيشن التفت لفهد بحماس : فهد تعاااااااال لا يفوتك هالشريط..!!
فهد : لا يكون اكشن ..؟!
نايف : الا ... كله مسدسات ومضارب ... بس رهيب !!
قام فهد : قم قم خلني العب ..
قعد جنب اخوه واخذ اليد وبدا يلعب ... شوي شوي واندمج باللعبة ..
فهد : وربي راااااااااااااااايق هالشريط ... من وين جايبه ؟!
نايف : ماخذه من واحد من زملاي ... بس يبيني ارجعه بكرة ..
فهد : خلاص ولا يهمك .. اشتري لك واحد .. بس عطني اسمه ..
بعد نصف ساعة ...

ام فهد : يالله الغدا ..
قام فهد ونايف بعد ماحط ستارت عاللعبة.. وقعدوا كلهم عالسفرة ... بعدها نزلت ندى لحالها .. وانضمت لهم ..
ابو فهد : وين شوق ؟!
ندى : توها نايمة قبل نص ساعة ..
ابو فهد : والغدا ؟
ندى : لا تخاف عليها يبه .. كلها ساعتين ثلاث وقايمة .. مهي بميتة ..
ابو فهد : وانت ليش خليتيها تنوم ... كان صبرت للغدا ..
ندى : وش اسوي فيها !!.... تركتها خمس دقايق ورجعت لقيتها في سابع نومة ..
ابو فهد : الله يصلحها ..
في نص الغدا .. تذكر فهد مكالمة احمد له ..
فهد : ايه يمه نسيت اقولك ..
ام فهد : خير ..؟
فهد : ترا احمد دق علي اليوم يقول ان خالتي والبنات بيجون يسلمون على نجلاء
ام فهد : الله يحييهم .. ماقالوا متى ؟
فهد : يقول بعد المغرب ... حتى هو بيجي عشان يسلم ..
ام فهد : الله يحييه ويحييهم ..
( اكيد بتسألون عن ندى ) ... ندى وقفت عن الأكل وظلت تناظر فهد لفترة .. كأنها مهي بمصدقة .. من انذكر اسمه رجع الحزن يعصر قلبها ..
قعدت على حالها .. لما انتبه لها فهد وتم يناظرها باستغراب .. كانت عيونها مركزة عليه بس البال مو بموجود .. في عالم ثاني ..
فهد : خير !! ... في شي ؟!
صحت ندى : هاه !!.... لا مافيه ..
فهد : وليش تناظريني ... في شكلي شي غلط .. ؟!
ندى : لا ولا شي ... بس سرحت ..
كملوا غدا والكل راح في حال سبيله .. ابوفهد لغرفته ياخذ قيلولته المعتادة ... وام فهد معه او مع عمر ..
ونايف كعادته رجع للبلاي ستيشن حبيب عمره ... اما منى بدت تحل دروسها .. وفهد راح عند التلفزيون بالصالة ... ولأن شوق كانت نايمة قعدت ندى معه تتفرج عالتلفزيون ..

*** *** ***


في بيت ابو احمد ( سعد ) ... امل محتشرة .. مستعجلة عالروحه لبيت خالتها .. وقاعدة تستعجل الكل ... كانت مشتاقة لنجلاء مووووت ..
أمل تصارخ : يالله يمه بنتأخر ...
ام احمد ( سارة ) : صبر ... خللي خواتك يجهزون ..
امل : يمه ترا مايبيلها ... بنروح لبيت خالتي حنا موبعرس ..
ام احمد : معليش ... تو الصلاة مخلصة .. واخوك احمد للحين ماوصل
- هاللو ... هذا انا وصلت ..
امل : احمد الله يعافيك ... رح ناد خواتك هالزلايب ..
احمد : شوي شوي .. ليش معصبي ... ترا العصبيي مو كويسة إلك حبيبتي ..
غصب عنها تبدل مزاج امل .. وضحكت على اسلوبه ..
احمد كمل عليها : ايوا .. هيك بدياكي .. مابدي شوفك مادة بوزك شبرين ترا انا بزعل ها ..
ضحكت امل : ابد اللهجة اللبنانية ماتنفع لك ...
احمد ماوده يوقف : وليش ماتنفع لي ؟.... شو يعني ناء صني لسان مابأدر اتكلم فيه متلون .. انا كامل والكامل وش الله ... والا شو إمي ؟..
ضحكت ام احمد ...
امل : ماقول الا ياخف دمك ..
رجع لحالته الطبيعية أخيرا : تسلمين عمري ... ها خلصتوا ؟
امل : لا خواتك للحين كل وحدة بغرفتها ...
احمد : وانت ليش حاشرة عمرك ؟ ... قبل شوي فهد دق علي وقال لي ان نجلاء للحين ماوصلت من بيت حمولتها ..
ام احمد : شفتي .. قلت لك تونا مبكرين بس انت اللي مستعجلة
امل : وش اسوي مشتاقتلها موت ..
دخلت سهى في هاللحظة لابسة عبايتها : سمو الأميرة سهى انتهت ..
احمد : واختك الثانية .. ماخلصت ؟
سهى : I don't know …
خمس دقايق ونزلت نوف ...
ام فهد : وين اختك ريم ؟ ... لبست ؟
نوف : ايه لبستها الخدامه ...
احمد شاف ساعته ..: يالله ... قوموا اطلعوا ...
لبسوا عباياتهم ... وتزاحموا في سيارة احمد .. ومشوا ..

*** *** ***

كانت شوق توها طالعة من الحمام بعد ماخذت دش سريع .. لانها كانت تعبانة من النوم وتبغى تصحصح ... لبست .. وقعدت قدام التسريحة تسشور شعرها ... انتبهت لندى داخلة عليها لابسة ومتزينة ...
ندى : صح النوم ..
شوق : هلا .. صح بدنك ..
راحت ندى وجلست عالسرير ..: من متى صاحية ؟!
شوق : من ساعة تقريبا ...
سكتت ندى ومبين انها تفكر .. انسدحت على ظهرها وعيونها عالسقف ...
شوق : ندى ليش هالزين كله .. ؟
ندى : بيت خالتي بيجون ..
حطت شوق السشوار عالتسريحة والتفتت لندى وكأنها معصبة : وليش حظرتك ماقلتي لي ؟!
ندى : ومتى اقولك يالدلخة وانتي طول العصر نايمة وماقمتي الا الحين .. ؟
رجعت شوق تسشور شعرها ... : ومتى بيجون ؟
ندى : يقولون بعد المغرب ... يعني في أي لحظة بيوصلون ..
سكتت ندى مرة ثانية ... وشوق كل لحظة والثانية تشوفها بالمراية ... حاسه انها غريبة وبخاطرها شي ..
شوق : ندى ..
ندى : همممم ..
شوق : وش فيك ؟!
ندى : مافيني شي ..
شوق : منتي بطبيعية ..
تنهدت ندى ... : والله مدري شوق !!!
خلصت شوق سشوار شعرها والتفتت لندى اللي مازالت منسدحة عالسرير وعيونها حايرة في السقف ..
شوق : وش اللي ماتدرين عنه ؟!
ندى : ... آآآخ (تتنهد) .... مدري افرح ولا احزن ؟!
شوق : ليش ؟ ... عسى ماشر ؟
ندى : ماشر ... بس ............ احمد ..
شوق استغربت : احمد!!! ... وش فيه ؟!..
ندى : بيجي اليوم مع اهله ... ومدري افرح ... والا اصيح ..
ظلت كل وحدة منهم ساكتة ..... شوق ماتدري وش ترد عليها ... وندى بعد ماتدري وش تقول اكثر .. بالعادة اذا سمعت ان احمد بيجيهم للبيت تفرح وتتشقق من الوناسة .. لكن الحين العكس .. تحس بحزن .. ماودها تشوفه بعد اللي عرفت عنه .. وبنفس الوقت ولهاااااانه على شوفته ... بس تعرف كل ماتشوفه كل ما يزداد حزنها اكثر ... عشان كذا تتمنى الحين انها ماتشوفه ... كفايه العذاب اللي تحس فيه الحين .. ماتبي تتعذب اكثر من كذا ..
... رن الجرس ... وقطع عليها سرحانها .. وقامت من السرير
ندى : يالله وصلوا ... بسبقك لتحت ..
شوق : اوكي ..
طلعت ندى من الغرفة ... وقفلت شوق الباب عشان تتجهز ..
كانت نجلاء قد وصلت قبل بيت خالتها بخمس دقايق ... بعد ماقال لها رجلها سعود انه بيطلع مع صديق له بيتعشى معه برا ...
دخلوا الضيوف للصالة اما احمد راح لمجلس الرجال وفهد راح عنده ...
نجلاء ماصدقت عيونها : هلاااااااااااااااااااااااااا واااااااااااااااااالله وغلاااا بحبايب قلبي ..
امل اول وحدة : يالله ماصدق عيوني .... نجيل الدبا .... حبيبتي ..
راحت لها وضمتها ...
امل تسمي نجلاء الدبا مو لأنها دبا .. بس لانها لما كانت صغيرة كان لها خدود وفيها غمازات .. مع انها ماكانت سمينة ...ويوم كبرت اعتدل جسمها وصار جمالها يميزها ونظرتها تحليها ... وخفت الخدود اللي فيها بس تمت الغمازات موجودة ...
نجلاء : ههههههههههههههههههههه ... اذا انا دبا انت وش تصيرين ..!!
امل : كيفك ؟ .... هابشري ؟
نجلاء : لا الحمد لله ... انت شخبارك ... وشخبار الكتكوت اللي في بطنك ؟
امل : الحمدلله كويسة ...
فكوا بعض ... وسلموا الباقين على بعض وجلسوا ...
ام احمد : هابشري حبيبتي ... عسى مرتاحة
نجلاء : الحمد لله خالتي ... مرة مرة مرتاحة ..
قدموا القهوة والحلى ... وهم كالعادة سواليف وضحك ..
نجلاء : يالله يا أمل ... شكلك بهالكرشة مرة حلو ..
امل : تسلمين حبيبتي ... خلي هالخوات يفهمون ... كل مرة والثانية .. يالدبا .. ياام الكرشة ... ضيقوا صدري ..
نجلاء : ههههههههههههههههههههههههه ...
بعد هالسواليف قدموا الشاهي مع الفطاير والمكسرات .. كانوا شوق وندى ونوف في جهة يسولفون .. والبقية مع نجلاء ياخذون اخبارها ويسولفون معها ...
بعد فترة سمعوا صوت فهد يتنحنح يبي يدخل .... تغطوا بنات خالته ..
نجلاء : تفضل فهد ..
دخل فهد : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام ..
راح وسلم على خالته .... والتفت لامل : شلونك امل ؟
امل : الحمد لله ... انت شخبارك ؟
فهد : بخير ... شخبار بندر ؟
امل : بخير الحمد لله ... وينك يالقاطع ماتجي تسلم علي ... مابقى الا انت ماجيت ؟
فهد : ههههههههههههههههه ... السموحة يابنت خالتي ... كان ودي .. بس يوم شفت انكم بتجون قلت ماله داعي ...
نجلاء : فهيد وين احمد ..؟ ... لا يكون راح ؟
فهد : فهد لو سمحتي ... وبعدين احمد ينتظر يبي يدخل ..
نجلاء : رح ناده ..
فهد بعناد : ماااانيب ... اولا بجلس شوي بعدين بروح اناديه .. شايفيني سكرتير لكم انتي وياه ..
نجلاء : حرام عليك ... رح لا يقعد لحاله ..
فهد : مااانيب ..
راح وجلس جنب امه وسفه اخته ... وقعد يسولف مع خالته ... وامل معه تسولف وتضحك ..
كان فهد قاصد يسوي هالحركة بأحمد عشان يطفر به شوي ... ومستقصد انه يتأخر عليه ويخليه يجلس بلحاله في المجلس ...
بعد عشر دقايق ..
نجلاء : فهيد ... حرام عليك رح لأحمد ..
فهد : وش عليك منه انتي ... خليه مهوب ميت ..
في هاللحظة دق جوال فهد .. يوم رفعه وشاف الاسم ضحك بصوت عالي والكل انتبه له ... ورد ..
فهد : هههههههههههههههههههه ... الوو..
احمد بقهر : انا ماأدري .. اجي اعطيك كف ولا اطب في بطنك ولا شسوي فيك !!!!.. يالخاين ..!!!
فهد يتصنع البراءة : ههههههههههههه .. لحظة وش سويت انا..؟!
احمد يستهزء : " وش سويت انا " ..... لاطعني هنا عشر دقايق وتقول وش سويت ياحمار .. كل هذا عشان تخبرهم اني بدخل .. والله لو انك تولد كان خلصت ..
فهد : عن الشتايم ... لأخليك تنلطع نص ساعة زيادة ..
احمد : اقول على تبن ..اصلا انا بخليك تلطعني اكثر ؟!! راح ادخل الحين ولا علي منك .. ( وسكر الخط في وجهه )
قعد فهد يضحك عليه ...
نجلاء : وش عندكم ؟
فهد : ترا احمد جاي بيدخل ...
بسرعة ندى وشوق تغطوا .. ونجلاء بعد ..
لحظات ودخل احمد : السلام عليكم ...
الكل : وعليكم السلام ..
راح يسلم على خالته وهو يناظر فهد بنظرات جانبية .. نظرات حقد وتهديد .. وفهد يناظره وهو مبتسم ..
فهد : حميد .. مافي احم ولا دستور .. تدخل وبس كأن البيت ماله حرمة..
احمد وهو يحط اصبعه على فمه : انت بالذات ولا كلمة ... ولك عين تتكلم ... يبيلك طراق الحين عشان تعرف شلون تلطعني وتروح ..
ظل فهد يضحك على شكله .. ولا رد ....
نجلاء : هههههههههههههه ... اسفهه احمد لا تخليه ينسيك تسلم على بنت خالتك ..
احمد تذكر والتفتت لنجلاء مبتسم : اوووووه .. آسفين يابنت الخالة ... شخبارك نجلاء ؟
كلهم ضحكوا ...
نجلاء : ههههههههههههههه .... بخير الله يسلم عمرك .. انت كيفك ؟
احمد راح وجلس جنب فهد .. ويتعمد يدفه ويضايقه : والله تمااام ... ماشية احوالنا ..
وظل يتلحوس في مكانه عشان يضايق فهد .... فهد فهم حركته وقعد يتبسم وهو في داخله يضحك ... واحمد يسولف مع نجلاء ولا كأنه يسوي شي ...
في النهاية تضايق فهد منه صدق ... وصرخ فيه : يااااااااااااااخي أخويتنا..؟.. ورا ماتهجد ... !!!!
التفت احمد له ببرود : وش تبي ؟! ....... جالس فوق راسك انا ؟!
فهد : ياااااااخي الصالة وش كبرها مالقيت تقعد الا هنا ؟!
احمد وهو يحط اصبعه على راسه : كيفي !! ... المكان عاجبني ...
فهد بحزم : اقول اركد لأطردك ..!!
احمد ناظره بحقارة : كان فيك شده جرب ... لا يجيك بكس يفقع عينك ..
قام فهد عند خالته .. وكأنه يقصد الهروب : خالتي شفتي ولدك ... انقلب فجأة عدواني .. !! شوفوا بس وش هو شارب ..!!!!
احمد : ماقول الا ياحسافة زمالتي معك ... كنت اظن انك رجال بس الظاهر انك منت بكفو ... والا تروح تتوزى عند وحدة كبر امك .... يالفار..
فهد : اذا انا فار فانت قطو يالقطو ..
كل اللي جالسين تموا يضحكون على سوالف هالشابين .. من تجتمع سوالفهم مع بعض تنعرض لهم مسرحية كلها ضحك ووناسة ...
بعد نص ساعة جلسوا احمد وفهد فيها مع البنات سواليف ... طلعوا مع بعض .. بعد ماخبر احمد اهله انهم متى مايبون يرجعون يدقون عليه ....
رجع الجو مثل ماكان قبل دخول فهد واحمد عليهم ...
امل : ايه نجولة .. متى تفكرين تجيبين ولد ولا بنت ؟
نجلاء : تونا تونا مبكرين ... وشو له العجلة ... لاحقين على التعب والعنا ... خلينا نستانس هالفترة بدون بزارين ..
امل : ههههههههههه ... صيري مثلي ... ما كملت سنة مع بندر الا وانا حامل ...
نجلاء : انا غير ... ماحب الاستعجال بالاطفال ... لانهم بيخربون علينا الجو ...
ام فهد : لمتى عاد ... انا يوم تزوجت بابوك ماكملت الخمس شهور الا وانا حامل فيك ..
نجلاء : هههههههههههه ... يمه الزمن تغير ... وتغيرت معها اطباع الناس وتغيرت مفاهيمهم .... شوفي اول ... كانت الحرمة تجيب تسع عشر بزارين ... بس الحين غير باليالله يجيبون اربعة ولا خمسة ...

من جهة ثانية ننتقل لندى وشوق ونوف .... كانت سواليفهم عن الازياء اللي تنعرض عالتلفزيون .. ويتناقشون بآرائهم ... هذا حلو ... هذا شين ... هذا يلوع ... يعني مالهم بسوالف الحمل والعيال ... خلوهم بسوالف البنات والموضة احسن ...
نوف : الله .... شوفوا فستان العرس هذا .... روووعة ...
شوق : لا لا ... اللي بعده أحلى ...الله .. ياليتني البسه في عرسي ..
ظلوا على هالحال يحلمون بأحلام البنات الوردية ... ياليت البس هذا .. وياليت البس هذا .....
ندى كانت عايشة بجو ثااااااااااااني .... بعالم منفصل عن العالم اللي هي قاعدة فيه ... تفكر
وتحلم ... بفراشات الحب اللي ترفرف حولها بذاك اليوم اللي تتمناه ... ريحة الورد حولها وأجنحة وردية تطير بها فوووق الغيوم ... كانت عايشة بعالم رسمه خيالها بخيوط وردية ورسخ في بالها الحالم ...
تحلم بأنها تلبس الفستان الروعة اللي شافته قبل شوي في ليلة زواجها ... الليلة اللي تحلم بها كل يوم قبل ماتنوم ...
تحلم بوقفتها بهالفستان جنب عريسها ....... أحمد .... !!!!!
زادت ابتسامتها يوم تخيلته لابس البشت وموقف جنبها بملامحه الجذابة اللي أسرتها من يوم كانت بنت ال14 سنة .... والكلمات اللي يقولها أي عريس لعروسته بليلة العمر ...
لكن فجأة اختفت هالابتسامة ... لما تذكرته قبل شوي ... كان يضحك ويسولف .. بدون مايرسل لها نظرة او ابتسامة تعبر عن شي ...
سلم عليها سلام سريع بعد مادخل .. بعدين انشغل بسوالفه مع فهد واخته امل ونجلاء ...
بعدها طلع .... بشكل عااااادي جدا ... وهالشي اثبت لها للمرة الألف ان قلبه خالي من اي شي ناحيتها ....
- ياهووووووووه .... دونا .. وين رحتي ..
ندى : هاه ... معكم مارحت بعيد ...
نوف : لا لا ... شكل البنت عايشة احلامها الوردية بعد ماشافت هالفساتين اللي تخقق !!!
شوق : من حقها ... أي بنت بتشوف هالفساتين بتعيش نفس الحالة ...
نوف : صراحة زهير مراد خطير يوم انه صمم فساتين مثل هذي ..
شوق : لا تقولين انك تتمنين صدق تلبسين مثلها بليلة زواجك ..
نوف بفخر : ليش لأ ؟! .... الفساتين روعة وأي وحدة ودها تلبس مثلها بزواجها ...
شوق : ياليته بهالسهولة انك تحصلينه ... ولا كان شفتي ملايين الناس راكضين له يبون فساتينه ..
نوف : وهذا القهر ...
قطعت ندى السالفة .... وكأنها ماتبي تسولف فيه .. لأنها أفكار مزعجة بالنسبة لها اذا تخيلت العريس غير احمد ..
ندى : اقول غيروا هالقناة ... حطوا شي ثاني ... فلم أو مسلسل ..
حطوا على مسلسل خليجي ينعرض في احد القنوات الخليجية ...
نوف : ياختي كرهت هالمسلسل من كثر ماانعرض في القنوات ...
شوق : انا شفت نصف الحلقات والحلقات الباقية فاتتني مدري كيف ... وش نهايته ؟
نوف : مدري شلون !!.... اصلا هالمسلسل قمة السخافة ... ماعرف كيف الناس متابعينه ...
ندى قاطعتهم مرة ثانية ..
ندى : اتركوكم من هالمسلسل الغبي الحين ... وحطوا تو بيجي فيه فلم خطير ..
حطوا القناة ... وكان الفلم لسا مابعد بدا ...
بعد ساعة ..
ام احمد : سهى حبيبتي دقي على احمد يجي ..
سهى : ان شالله
وتوها بتفتح الشنطة بتطلع الجوال ... الا وقفتها ام فهد : لا لحظة سهى ... تونا ياسارة ..
ام احمد : أي تونا ... الساعة تسع الحين ... وعلى بال مايوصل احمد الا الساعة تسع ونص ... وبعدبن نجلاء طالعة من الصبح وللحين ماارتاحت .. اخاف اتعبها .. يمكن تبي ترتاح
نجلاء : لا وش دعوة خالتي ... بالعكس انا مستانسة انكم كلكم موجودين .. وياليت تطول السهرة للفجر ..
الجوهرة : ايه شفتي ... خلكم بس انتوا مو بأغراب وان شالله تجلسون للصبح مافي مشكلة ..
سارة : بس ....
قاطعتها الجوهرة : لا بس ولا شي .... حالفة ماتطلعون من عندنا الا انتوا متعشين ..
ضحكت سارة ... اختها حلفت عليها خلاص معناته ربطتها ...
على طول التفتت ام فهد لندى : حبيبتي قومي قولي للخدامات يحطون العشا ...
قامت ندى : ان شالله ...
شوق : لحظة ندى انا جاية معك ....
نوف : وانا بعد وش يجلسني ...
قاموا كلهم للمطبخ ... قالت ندى للخدامات .. وجلست تشرف عليهم ...
نوف : الله ندى ... والله لو انها عطلة كان نمت عندكم ...
شوق : حياك الله ... ليش ماتنومين ...
نوف : نسيتي بكرة جامعة ..
شوق : عااااااادي .... كلنا في جامعة وحدة ... يعني تروحين معنا ...
نوف : لا مااعتقد اقدر ... وبعدين اغراض وكتب الجامعة كلها في البيت ..
ندى : عادي اللبس البسي من عند شوق ... والكتب خللي السواق او احمد يجيبها لك ..
نوف : لا مااتوقع احمد يوافق ... لانه اكيد بيجي للبيت تعبان .. فماله خلق يرجع يطق مشوار لبيتكم ... والسواق اليوم مشغول مع ابوي اللي يحتاجه ... وابوي اكيد مارح يرجع قبل 2 مثل امس ... يعني مافيه امل ...
ندى : وش رايك اخلي امي تكلم احمد ... هي خالته واكيد مارح يرد لها طلب
نوف نطت في وجهها : لا لا لا الله يعافيك ... اذا درى احمد اني توسطت عند خالتي ... بيذبحني ... ماتدرين عن احمد انتي .. اذا كان تعبان تكون نفسه في خشمه ..
ندى ابتسمت ... عرفت معلومة جديدة عن احمد ... ماكنت اتوقع انك من هالنوع ...
لانها قليل ماتشوفه معصب ... كل ماتشوفه تلقى الابتسامة مافارقته ..
احمد اصلا مب من النوع اللي يعصب بكثرة ... لكنه في وقت التعب والارهاق مايحب احد يطلب منه أي شي ...
اخيرا انتهوا الخدامات من ترتيب السفرة .. لكن هالمرة عالارض لان العدد كبير ومايكفيه على طاولة الاكل ...
اجتمعوا كلهم على العشا ... ومعهم الاطفال .. عمر وريم ومنى .. ونايف ومحمد اللي كانوا طول الوقت عالبلاي ستيشن ...
انتهوا عشا ... وكان وقتها الساعة عشر الا ربع .. جلسوا شوي سواليف ... الا واحمد جاي بعد مادقت سهى له بعد العشا على طول ... كانت ام احمد ودها تجلس اكثر .. بس عيالها وخاصة محمد وريم وراهم مدرسة ... عشان كذا استعجلت بالروحة ...
لبسوا عباياتهم وطلعوا ...
في وقت روحة احمد واهله دخل فهد لأنه جاي مع احمد اصلا ... جلس مثل عادته بالصالة عند التلفزيون قبل لا يرقى لغرفته ... وشوق جالسة مع نجلاء تتكلم ...
ندى رقت لغرفتها بعد ماراحوا بيت خالتها على طول ... وام فهد مع عمر تعشيه لأنه ماأكل زين معهم ...
بعد ماخلص عمر عشاه قعدت شوق تلاعبه وهو ميت ضحك ... بعد دقيقتين وصل ابو فهد سلم على عياله بسرعة وراح راقي لغرفته ..
ام فهد : ها عبدالرحمن ... ماتبي عشا ؟
ابو فهد : انا تعبان ... ياليت تجيبينه فوق للغرفة ..
قامت ام فهد : ان شالله ...
راحت ام فهد للمطبخ .. بعد دقايق رجعت بصينية العشا وراحت فوق عند رجلها ..
أثناء ماكانت شوق تلاعب عمر ... انتبهت لنجلاء تكلمها ..
نجلاء : شوق ..
شوق : هلا ..
نجلاء حاولت تخفض من صوتها : شخبارك مع ندى ؟!
شوق ابتسمت : تمام .... ندى زي العسل ..
ابتسمت لها نجلاء بدورها : يعني متفاهمتين لاقصى درجة ؟
شوق : مثل ماتبين ... ندى يانجلاء دخلت قلبي اول ماشفتها ... يابختك فيها ..
نجلاء : حلو ... يعني تعرفين عنها كل شي ...
قطبت شوق ... حست ان نجلاء وراها شي من هالكلام : تقريبا ... وهي بعد نفس الشي .. كل شي عني تعرفه ..
مازالت نجلاء مبتسمة ... بعدها قالت بجدية : طيب !!... بسألك سؤال .. وأبيك تجاوبيني بصراحة ..
شوق قطبت اكثر ... وش ورا اسألتها ... حست بارتباك ..
شوق : اوكي ... بحاول ...
تنهدت نجلاء بعدها قالت .. : شوق .... انا حاسة ان ندى متغيرة ...

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:06 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج 12 زء ...


في وقت روحة احمد واهله دخل فهد لأنه جاي مع احمد اصلا ... جلس مثل عادته بالصالة عند التلفزيون قبل لا يرقى لغرفته ... وشوق جالسة مع نجلاء تتكلم ...
ندى رقت لغرفتها بعد ماراحوا بيت خالتها على طول ... وام فهد مع عمر تعشيه لأنه ماأكل زين معهم ...
بعد ماخلص عمر عشاه قعدت شوق تلاعبه وهو ميت ضحك ... بعد دقيقتين وصل ابو فهد سلم على عياله بسرعة وراح راقي لغرفته ..
ام فهد : ها عبدالرحمن ... ماتبي عشا ؟
ابو فهد : انا تعبان ... ياليت تجيبينه فوق للغرفة ..
قامت ام فهد : ان شالله ...
راحت ام فهد للمطبخ .. بعد دقايق رجعت بصينية العشا وراحت فوق عند رجلها ..
أثناء ماكانت شوق تلاعب عمر ... انتبهت لنجلاء تكلمها ..
نجلاء : شوق ..
شوق : هلا ..
نجلاء حاولت تخفض من صوتها : شخبارك مع ندى ؟!
شوق ابتسمت : تمام .... ندى زي العسل ..
ابتسمت لها نجلاء بدورها : يعني متفاهمتين لاقصى درجة ؟
شوق : مثل ماتبين ... ندى يانجلاء دخلت قلبي اول ماشفتها ... يابختك فيها ..
نجلاء : حلو ... يعني تعرفين عنها كل شي ...
قطبت شوق ... حست ان نجلاء وراها شي من هالكلام : تقريبا ... وهي بعد نفس الشي .. كل شي عني تعرفه ..
مازالت نجلاء مبتسمة ... بعدها قالت بجدية : طيب !!... بسألك سؤال .. وأبيك تجاوبيني بصراحة ..
شوق قطبت اكثر ... وش ورا اسألتها ... حست بارتباك ..
شوق : اوكي ... بحاول ...
تنهدت نجلاء بعدها قالت .. : شوق .... انا حاسة ان ندى متغيرة ...
شوق : متغيرة ؟
نجلاء : ايه .... متغيرة عن اخر مرة شفتها فيها ..... من شفتها امس وانا حاسة انها مكتئبة ومب على بعضها .... وقتها قلت يمكن صدق صداع مثل ماقالت .... لكن بعد اليوم تأكدت ... من بعد اللي شفته ...
شوق : وش شفتي ؟
نجلاء : هادية وساكتة ... ومدري ... احسها حزينة !!!....... ندى في العادة اذا اجتمعنا حنا وبنات خالتي يكون لها صوت .... تكون ضحكتها مسموعة للكل ... بس اليوم ... مدري بصراحة وش اللي جايها ..
سكتت شوق ... ماتدري وش ترد ..... هي عارفة ان ندى متغيرة وهي اول وحدة عارفة هالشي .... بس المشكلة ان ندى أمنتها على هالسر .. وطلبت تحفظه .... فمعقول بعد وعدها لها تخبر نجلاء ؟؟!!!!!....
بس نجلاء غير .... هذي اختها .... ويمكن تكون اقرب لها مني ... ياربي اقول لها ولا ماقول ....
ظلت ساكتة تفكر وشلون ترد ...
هزتها نجلاء : شوق ..
شوق : هلا ..
نجلاء بعد ماتفحصت وجه شوق وانتبهت لنظراتها اللي تتحاشى انها تحطها بعينها ...
نجلاء بهدوء : شوق ... هذي اختي حبيبتي .... ويهمني اعرف وش مضايقها ..
تمت شوق بنفس الصمت ..
نجلاء : صاير بينك وبينها شي ؟
رفعت شوق عينها على طول ... : لا افا عليك ... لو هي زعلانه مني او شي كان ماشفتيها معي اليوم جالسة .... اصلا مايهون علي زعلها ...
نجلاء : طيب وش اللي مضايقها .... تكفين شوق قولي لي اذا كنت تعرفين ..
شوق بعد ماتنهدت سكتت ... لكن هالمرة كانت نجلاء تنتظرها تتكلم ...
شوق : مدري نجلاء أقول ولا ماأقول ..
نجلاء : يعني انت تعرفين وش فيها ؟
هزت شوق راسها وقالت بهمس : ايه اعرف .... بس بصراحة ندى طلبت انه يكون سر مايعرفه غيري ..
ابتسمت نجلاء تطمنها : لا تخافين حبيبتي .... ياما قالت لي اسرار عنها من قبل حتى امي ما تعرفها ...
شوق كانت من جد مترددة ...... يارب ألهمني أقول ... ولا ماقول وأخليها تروح تسأل اختها بنفسها ....
شوق : ايه بس اخاف تعصب ندى علي ...
نجلاء : قلت لك شوق لا تخافين ... انا يهمني اعرف وش في ندى ... وبكون احرص منك على سرها ..
شوق : طيب بقول ...
نجلاء : تفضلي أسمعك ...
بدت شوق تلعب بأصابعها ماتعرف من وين تبدا ... قررت تقول الزبدة وتفتك ..
شوق بهمس مايسمعه فهد : بصراحة نجلاء ....................... ندى تحب ...!!!
نجلاء قعدت ساكتة فترة بعدها قالت : ..................... كيف ؟!!!!
قالتها بهمس عشان ماينتبه لها فهد اللي لازال يتفرج عالتلفزيون ... وبنفس الوقت قالتها من قلب ... متفاجئة من اللي تسمعه .. !!!!
شوق : اللي سمعتيه .... ندى تحب وهذا اللي مضايقها ...
للحين نجلاء مااستوعبت : ممكن تفسرين لي اكثر شلون ؟
شوق : مشكلة ندى انها اكتشفت ان حبها ينبع من طرف واحد ... يعني اللي تحبه عرفت انه مايحبها ... وهذا اللي محطمها ومضيق صدرها ...
نجلاء بانت على ملامحها الخوف : لا يكون متورطة مع واحد مكالمات بالتلفون ...
شوق ارتعبت من هالكلام : لا لا وين !!!... لا يروح فكرك بعيد .... ندى مب من هالنوع
حطت نجلاء يدها على قلبها بارتياح ...
نجلاء : اشوى ..... علبالي حبت واحد بالتلفون وبلشت به ...
شوق : هووو نجلاء لا يكون تفكيرك باختك بهالشكل ... مافي ثقة فيها !!!
نجلاء : لا والله ... ثقتي بندى اكبر من ثقتي بنفسي ... بس كلامك ارعبني .. يعني من وين بتحب ندى بغير التلفون ؟
شوق : لاااااا .... هالشخص قريب منكم مرة ...
نجلاء : قريب منا ؟!!!
شوق : مرررررررررة ....
نجلاء بتفكير : من يكون ؟!!............ مافي اح........
وسكتت كأنوو مر على بالها خيال هالشخص ......
نجلاء بدون صوت .... وبتساؤل : ............ احمد ؟؟؟؟!!!!
هزت شوق راسها بصمت ...
نجلاء : والله ؟!!!!!
شوق : والله العظيم ..... ندى بنفسها اعترفت لي ....
نجلاء مازالت غير مصدقة : احمد احمد ولد خالتي ؟!!!!
شوق : أيه هوو !!! .... مافي غيره ...!!!
سكتت نجلاء لفترة سرحاااااااانة ...... ياحليلك ياندى !! .. والله وكبرتي وصرتي تحبين !!!
ومن حبيتي ؟!..... " أحمد " ...
... ابتسمت ...
شوق : هاه ارتحتي الحين ؟
التفتت نجلاء لشوق وهي تحس بعطف كبير على اختها : ياقلبي ياوخيتي ..... ومن متى وهي على هالحال ؟..
شوق تحسب : من ثلاث ايام تقريبا ... قبل ماتجين بيوم ..
ظلت نجلاء تفكر .... بعدها قالت : طيب وشلون عرفت انه مايحبها ... قولي كل شي من الالف للياء ؟
شوق : بقولك .... قبل ثلاث أيام دق التلفون وردت عليه ندى .. وكان احمد هو اللي متصل ... قالها انه جاي بالطريق ومعه كتاب لفهد طلبه منه ....
ندى طارت من الفرح يوم سمعت انه جاي ... حتى كذبت عليه وقالت له ان الخدامات ناموا ونايف نايم بعد ... وفهد كان مشغول ماذكر بالضبط .... عشان كذا قالت له انها هي اللي بتجي تاخذ الغرض منه ... ندى حبت تغتنم هالفرصة
ماقدر اوصف لك يانجلاء ملامح اختك يوم سكرت من احمد ... كانت طايرة من الفرح تقدرين تقولين من السعادة .... وتلخبطت بعدها معد عرفت وش تسوي تطلع له ولا ماتطلع ... كنت انا بنفسي اشوف الحب يطل من عيونها ....
في النهاية اجبرتها تروح له وفعلا طلعت له ..... بعد ثلث ساعة تاخرت فيها مارجعت ... استغربت وين راحت هاذي ...
طلعت اشوف وينها لقيتها بالحديقة .... جالسة ومبين عليها الحزن .... ويوم سألتها وش فيها قالت لي احمد ...
نجلاء : وش فيه ؟ .... لا يكون قالت له احبك .. وهو اعترف لها انه مايحبها ...
شوق : لأ .... تقدرين تقولين انه اعترف لها بطريقة ثانية وهو مايدري حتى ... وهذا اللي حطمها ...
نجلاء زاد استغرابها .... : شلون ؟... مافهمت !!!!
شوق : صار بينهم نقاش ماذكر بالضبط وشو ؟.... بس احمد من دون قصد منه قال لندى
" ياعمري "
قطبت نجلاء اكثر : وبعدين ؟!!
شوق : مدري قالت لي ندى انه قالها بطريقة عفوية .... ولا حس بارتباك او شي يعني الكلمة كانت بريييييييئة ( وكملت لها السالفة وكل شي صار بينهم ).... ومن بعدها وهي على هالحال ...
نجلاء : طيب يمكن صدق احمد يقصدها ...
شوق : لا لا ماعتقد .... شفتيه اليوم .... حتى ولا نظرة عطاها ندى او ابتسامة تبين شي ....
نجلاء : آآآآآآآه صح .... حتى انا لاحظت انه طول الوقت يسولف معي ومع أمل وفهد ... يعني ماحسيت ان فيه شي غير طبيعي ...
شوق : حتى صديقاتها أمس قالوا لي انها كانت سرحاااااانة بالمحاضرة وشاردة الذهن ... ويوم رحت اشوفها بالقاعة ............ ( سكتت )
نجلاء : ايه وبعدين ؟.... وش صار ؟!!
شوق : كان شكلها يكسر الخاطر بصراحة .... حتى انا نفسي خنقتني العبرة يوم شفتها .....
كانت جالسة تصيح وعيونها حمرا من البكي ...اللي يشوفها بيقول انها كانت تصيح من سنة ..
وكانت معها صورة احمد ... خفت عليها تجلس لحالها لأنو كانت وراي محاظرة ... فباليالله اقنعتها ترضى ان وحدة من البنات تجلس معها ...
نجلاء حست بعطف كبييييير على اختها ..... كانت حاسة فعلا ان ندى متضايقة من شي ... بس ماتوقعت انه يكون بسبب الحب .... توقعتها تكون مشكله في الجامعة او على الأقل مع امها .....
نجلاء : ياعمري ياندى ....
- وش عندكم تتساسرون من سنة ؟
التفتوا لفهد اللي يناظرهم بغرابة .... ردت عليه نجلاء ...
نجلاء : وش عليك انت ؟ .... رامي اذنك عندنا ..؟ ... خلك في تلفزيونك احسن ..
توه بيرد عليها بس قاطعه تلفون نجلاء اللي دق ...
طلعته نجلاء من شنطتها ... ويوم شافت الشاشة ابتسمت وراحت طالعة من الصالة لجهة الحديقة .... شوق ظلت ساكتة ... عرفت ان نجلاء تبي تكلم على راحتها ... فالتفتت للتلفزيون تتفرج...

وصلت نجلاء لوسط الحديقة بعدها ردت : هلا والله .............. بحبيبي !!
ضحك سعود : ههههههههههههههههههههه .... حياتي شخبارك ؟
نجلاء : كويسة ...... امداك تشتاق ... توك قبل ثلاث ساعات شايفني ....
سعود : شسوي ياعمري اذا الله بلاني بقلب ضعيف مايصبر عنك لحظة ..
نجلاء : سلامة قلبك ياقلبي ... تعشيت حبيبي ؟
سعود : الحمد لله .... انا راجع للبيت الحين ... وقلت مارح يهنالي بال الا لما اسمع صوت نجولتي ...
نجلاء : ههههههههههههههههه .... الله يخليك لي يارب ...
سعود : هاعمري شخبار بيت خالتك ...؟!
نجلاء : لا كلهم طيبين .... واحمد يسلم عليك ..
سعود : الله يسلمك وياه من الشر ... وين انتي فيه الحين ..؟!
نجلاء بمرح : حزر فزر ...
سعود : هههههههههههههههههههههه .. ( وباستهبال ) في السطح !!!
نجلاء برطمت : افااا عليك !!.... وش بيوديني في السطح .. ولا ليكون في بالك اني أحب هالأماكن ..
سعود بضحكته الرنانة : هههههههههههههههههه ... لا حشا !!... انا متأكد انك جالسة بالحديقة وجنب النافورة بعد ... ها؟!.... صح علي ولا لا ؟!
نجلاء : هههههههههههه وش دراك ؟!
سعود : أعرف الأماكن اللي تحبينها .. واللي ماتحبينها ...
توجهت نجلاء للنافورة وقعدت على حافتها ... مدت يدها وغطستها في الموية الباردة.. رفعتها مرة ثانية تتابع بعيونها القطرات تنزلق من أطراف أصابعها بسلاسة .. وبالها يسمع لسعود ..
قامت ومشت للطاولة وجلست ..... وتمت تسولف .. وتضحك .. وتزعل .. وعلى طول ترضى ..... يعني كانت عيونها تلمع وهي تكلم سعود أكثر من أي وقت ثاني ...
سعود : ههههههههههههههههه ... حبيبتي زعلتي ؟!..
نجلاء مبرطمة : ...........
ضحك سعود بصوت عالي : هههههههههههههههههههههه .... ياااا عمري ... ردي علي ؟!..
نجلاء : ... مابي ...
سعود : هههههههههههههههه ... ماأقدر اسكر الا لما ترضين علي ..
نجلاء : مارح ارضى عليك ... ويالله مع السلامة ...
سكرت السماعة في وجهه ..
ظلت تتأمل شاشة الجوال وابتسامة وسيعة على وجهها ... متأكدة انه بيرجع يدق الحين وبيراضيها ...
ماكملت سلسلة افكارها الا والجوال يرجع يدق وبنفس النغمة ... حاولت تتأخر ماترد عشان تحسسه انها زعلانة .. لكنها ماقدرت ... يدها بلا شعور منها ضغطت على زر الرد ..
رجع يوصلها ضحكة سعود اللي تميزه عن غيره : هههههههههههههههههه ... أفاا حياتي ... لا يكون صدق زعلتي مني ؟!...
نجلاء مبرطمة : وش رايك ؟!...
سعود : لا عاااااد الا روحي مابيها تزعل علي ... أزعل الناس كلهم بس نجلاء لأ ..
نجلاء مشاعرها ثارت وماهي قادرة تسيطر عليها ... كل كلمة منه تفجر ينابيع حب داخلها ... ياليتني أقدر أجاريك بكلامك بس ..
نجلاء : انا مدري من وين تجيب هالكلام العسل ...
سعود : ههههههههههههههههههههه ... هالكلام مايطلع مني الا لما اسمع صوتك بس ...
نجلاء : آآآآآآآآآآخ ...!!!
سعود بخوف : حياتي شفيك ؟!.... يعورك شي ؟!..
نجلاء : يعورني قلبي منك .... من حبك اللي ماهو قادر يشيله ... كل لحظة يزيد ويزيد ..
سعود غمض عيونه : لاااااا بس خلاص مقدر انا على هالكلام ... وينك حبيبتي ... ياليتك جنبي الحين كان شفتي ردي عليك كيف بيكون ..
انحرجت نجلاء : سعووووووووود ..
سعود ضحك بقوة على نبرتها : ههههههههههههههههه ... من حقي ... والا انتي مو بزوجتي ..
نجلاء بدلال : الا زوجتك وحياتك وروحك وكلك ...
سعود : يابعد دنيتي وناسي انتي ...
كانت شوق مازالت بالصالة متحمسة وهي تتفرج عالتلفزيون وفهد للحين جالس... حست بأحد يهزها .. التفتت لقته عمر ...
شوق : هلا عمر ... وش تبغى ؟
مد لها شي في يده ... خذته منه لقته بلونة ....
عمر : اتفكيها لي ... ابيها كبيرة ... ( اتفكيها = اتفخيها )
خذت شوق البلونة وهي تضحك .... وبدت تتفخ وتتفخ والبلونة تكبر وتكبر ... وعمر ينطط من الفرح : كبيرة .... كبيرة ...
شوق تضحك : طيب ليش مستعجل اصبر اصبر ....
وكملت شغلها ........ في النهاية حست راسها يدور ... ولا قدرت توصل للحجم اللي عمر يبيه ... خلاص انفاسها خلصت ..
شوق : معليش عمر كفايه كذا .... انا تعبت ..
عمر مارضى .... وقال بعناد الأطفال : لاااااااااااااااااأ ...... ابي كبيرة ..... كبيرة ...
شوق : خلاص عمر .... مااقدر ... تعبت ..
عمر : لأ لأ لأ ... ابي بلونة كبيرة ..... ابي كبيرة .. ماتثمعين .. ابيها كبيرة مرة ...
كان فهد من جهة ثانية يتابع النقاش اللي داير بين عمر وشوق .... ويتابع ملامح شوق وهي تكلمه .... كأنها ناسية وجوده مررررة .... اول مرة يشوفها تتكلم بهالطلاقة وبهالحرية اللي تختفي في العادة اذا كان هو موجود ...
انتابه عطف عليها فنادى عمر : عمر ...
التفتوا له ثنينهم ....
عمر : نعم ..
فهد : تعال انا أسويها لك ... قد اللي تبيه ..
استانس عمروتشقق من الفرحة.. التفت لشوق .... فعطته بلونته : امسكها عمر من هنا ... عشان مايطلع الهوا ..
مسكها عمر بحذر .. وببراءة راح يمشي بهدوء ناحية اخوه .... مسكها فهد وعلى طوووول بدا يكمل فيها ....
شوق انحرجت مرة لما شافت هالحركة .. هذي ثاني مرة يسويها .. المرة الأولى بكاس العصير وهذي ثاني مرة ... فهد كل لحظة والثانية يرفع عينه لها ... وهي كل ماتشوفه تنزل عينها او انها تلفها للتلفزيون ...
خلص فهد اخيرا وربطها ومدها لعمر اللي طاااااااااااير من الفرحة ... كانت البلونة بالحجم اللي يبيه او يمكن أكثر ..... يعني أي نغزة او لمسة حادة بتنفجر ..
بدا عمريرميها بالهوا ويطيرها بسعادة... وتنزل له ويرجع يضربها مرة ثانية .... كانت شوق تناظره مبتسمة .... وكل ماجت البلونة ناحيتها ضربتها له ...
كان عمر متحمس حده حتى ان فهد خاف على البلونة منه لاتنفجر من ضرباته القوية
فهد : عمر ... شوي شوي على البلونة مسكينة ... عورتها ..
عمر ببراءة : ابيهااااا ... تطيل فوووووووووووق ... *( تطيل = تطير )*
ومن دون قصد من عمر راحت البلونة ناحية التلفزيون اللي لازال مشتغل .. فأول مالمست شاشته انفجرت ..... ونتج عنه صوت قوي جدا وحاد ....
عمر وقف مذعور في مكانه مرتاع !!!!! .... وييييييين راحت ؟!!!
من الخوف بدا يصيح بقوة وهو يرتجف .... ركضت له شوق وهي تضحك : هههههههههههههههه .... حبيبي لا تخاف هذا صوت البلونة ...
فهد في مكانه غرقااان من الضحك على شكل اخوه اللي وقف مفجوع بسبب اللي صار قدامه ..
شوق : عمووووري ليش تصيح ... ؟!
عمر تعلق بحضن شوق وقال ودموعه على خده : بلوووووووونتي ... ابي بلوووونتي ...
شوق : ههههههههههههههههه .... حبيبي البلونة انفجرت معد اقدر ارجعها لك ....
زادت دموع هالطفل : لااااااااااااااااااااا ... ابيها ... ديبيها لي .... ( ديبيها = جيبيها )
رد عليه فهد بنذالة : حبيبي البلونة ماتت خلاص ... انتا اللي موتها ...
بعد ماسمعه عمر يقول كذا ... زاد صياحه اكثر وأكثر .... بعد عمري حس بالذنب ... يحس انه قتل ...!!
عمر تعلق بشوق اكثر وشكله يكسر الخاطر : لاااااااااااااااا ... لااااااااااااااااا ... سوق ديبيها لي .... ردعيها ... *( ردعيها = رجعيها )*
تقطع قلب شوق على هالبرئ ... ضمته لحضنها أكثر والتفتت لفهد بنظرات نارية : حرام عليك زدت المآسي عنده ... وحسسته بالإجرام ...
فهد مستمر بالضحك على شكل اخوه بعد ماقاله انت السبب ... هدا وحس انه اذنب بحق هالبرئ ... فقام ... وراح له ...
نزل عند أخوه اللي لازال مخبي راسه بحضن شوق ويديه شادة عليها ويبكي بحرقة وبصمت ... أما شوق فحست بالرعشة تسري بجسمها ... وقلبها يزيد من سرعة دقاته ...
حط فهد يده على راس اخوه بحنية : عمووووري .....
رد عليه عمر بنغمة بكى جديدة : ماااااابي مااااااااابي ... ابي البلونة حقتيييييييييي ...
فهد : طيب شوفني عشان ارجعها لك ....
التفت له عمر وعيونه منتفخة .. والدموع مازالت سيلان على خدوده الوردية.. وبراطمه مادها بطول شبرين من الزعل ....
ضحك فهد عليه .. وعاوده شعور انه يطفر به شوي ... فمد يده لقطعة من البلونة كانت على الأرض ورفعها قدام عيون اخوه ...
فهد بحسرة مصطنعة : شف عمر !!! ... هذي بلونتك ... مسكييييييييييينة ماتت ..!!
الحبيب ارتعب يوم شاف هالبقايا .... صرخ ورجع لحضن شوق يشكي ألمه ...
عمر : سووووووووق ... ابي بلونتي .... قولي له يردع لي بلونتي ... بلونتي ما ماتت ..لااااااااااااااا ..
ضمته شوق اكثر ... وقالت له تواسيه : معليش عموري ... البلونة راحت شوي وبترجع ..
رفعت راسها لفهد تبي تعاتبه .. لقت عيونه عليها ... رجف قلبها ..
شوق : ارحم الولد ... وش اللي بيسكته الحين ..
قال لها بهدوء وهو رافع حاجب : أنا بسكته ...
حط يده على راس عمر مرة ثانية وقال بعطف : عمر البلونة راحت للبقالة ...
بغت تنطلق ضحكة مدوية من شوق .. لكنها مسكتها ... بلونة راحت للبقالة ؟!!!!... وشلون تجي هذي !!!!
التفت له عمر نصف التفاتة ... وعلى ملامحه الاستغراب من اللي يسمعه ..
زادت ابتسامة فهد وقال : تبيني أوديك لها ...؟
عمر مازال مبرطم : أيه ...!!
فهد : طيب يالله كوه خل نروح نجيبها ..!!
مد فهد يده وشال عمر من حضن شوق ... وعمر يفرك عيونه ....
فهد باسه على خده وقال : يالله عموري ... ترا البلونة بتزعل اذا شافتك تصيح ... اوكي ..
رد عمر بدلع : طيب ..!!!
راح فهد ماشي والتفت لشوق اللي لازالت جالسة في مكانها واللي سرحت فجأة : شوق ..
رفعت عينها .. وبدون شعور منها قالت : لبيه..
فهد مبتسم : باخذ عمر للسوبر ماركت ربع ثلث ساعة وحنا راجعين .. اذا سألت امي عنه قولي لها طلع مع فهد شوي وبيرجعون ..
هزت شوق راسها مبتسمة : اوكي ..
طلع من الصالة وهو يلاعب عمر اللي لازال يفرك عيونه من كثرة الدموع اللي ذرفها مسكين .... !!!!
شوق ظلت في مكانها ماقدرت تحرك ساكن ولا تقوم ... واللي بيشوفها جالسة في وسط الصالة بهالشكل بيشك ان فيها شي ...
لكن هي صدق ماقدرت تتحرك من مكانها من بعد ماطلع فهد ... الدم تجمد في عروقها ... وقلبها مازال يدق بسرعة وتحس انه من سرعته بيطلع برا ضلوعها .. ومن وجهها تشع حرارة ... وصوت تنفسها عالي .. كأنها ما تنفست من ساعة ..
لأن الظاهر قرب فهد منها بذاك الشكل خلاها تكتم انفاسها ...
يالله ... يالله .... قد ايش هو يذوب ...!!! .... صوته وابتسامته وضحكته ... وحتى ريحة عطره .... ياربي !!!!!!!.. وش شفت بعيوني انا ...... ملك جمال ولا وشو ؟
يالله يالله قدرت تقوم ... وهي رايحة للدرج سمعت صوت وراها ...
نجلاء : هيه هيه استني على وين ... اجلس لحالي يعني ..
ضحكت شوق : لا والله ... بس شفتك مطولة بالحديقة قلت ارقى فوق احسن لي ...
نجلاء : لا لا تعاااااااالي .... لسا ماخلصنا سواليفنا ...
رجعت لها شوق بطيب خاطر ... وجلست جنبها وقعدوا يسولفون ...
شوي وقاموا ... كل وحدة راحت تغير ملابسها وتلبس ملابس مريحة عشان يرجعون يقعدون بالصالة ...
راحت كل وحدة لغرفتها
شوق غيرت ولبست لبس بيتي مريح بالحركة ... طلعت من غرفتها وراحت لغرفة نجلاء دقت عليها الباب ...
شوق : نجوووولة ..
نجلاء : هلا ..
شوق : خلصتي ..
نجلاء : لا حبيبتي قررت اخذ شاور وارتاح مرة وحدة ... مارح اتأخر ..
شوق : خلاص اوكي مو مشكلة .. بستناك تحت ..
نجلاء : على راحتك ..
راحت عنها .. وحست ان ودها تدخل على ندى .. راحت لها غرفتها دقت عليها الباب بس محد رد .. حاولت تفتحه لكن كان مقفل ...
أكيد نايمة ..
نزلت تحت ورجعت مكانها تناظر التلفزيون ....

** ** **

طلعت نوف من غرفتها ودخلت عند سهى لقتها قاعدة عالنت وللحين بملابسها ..
نوف : سهى ... للحين ماغيرتي ملابسك .. من متى وحنا راجعين من بيت خالتي ..
سهى وهي منشغلة تكتب بالماسنجر : وش اسوي .. يوم دخلت غرفتي دقت علي تغريد وعطتني ايميل داليا ...
نوف راحت ووقفت جنبها : مين داليا ؟!
سهى : داليا اللي سافرت مع اهلها لكندا .. عطتني ايميلها وقالت انها تنتظرني عالماسنجر .. فجيت اكلمها وانا ماغيرت حتى ..
نوف ابتسمت : الله الله كل هذا من الشوق ..
سهى وهي تكتب : يا حليلها والله اني مشتاقتلها .. شوفي وش كاتبه ..
نوف قعدت تقرا سوالفها : بس صدق .. يعني هي قاعده تكمل دراستها هناك ..
سهى : ايه .. بس تصدقين احس احسن من هنا .. الدراسة هناك افضل حتى شهادتها بتصير افضل لها ..
نوف : ياحليلها .. كم لها الحين مسافرة ؟!
سهى : امممم .. يمكن لها الحين ثلاث شهور ..
نوف : وااااو ... وناسة الدراسة برا ياليتني مثلها .. احسها فللللللللة ..
ضحكت سهى : ههههههههههههه ..
نوف : شفيك تضحكين ؟!..
سهى : كلمتها عنك ... وقاعدة تضحك عليك .. تقول عنك نوف الخبلة ..
قطبت نوف وقربت من الشاشة لقت مكتوب :
" نوف الخبلة عندك ؟! "
" ايه عندي "
" ههههههههههههه ... سلميني عليها "
عصبت نوف ... خير ان شالله .. ليش تقول عني خبلة ... مالخبلة الا هي ... هين اوريها ..
مدت يدها وبعدت يدين سهى عن الكيبورد وبدت تكتب ... سهى استغربت منها ..
سهى : وش قاعدة تكتبين لها ؟!..
نوف : اقري وانتي ساااكته ... برد عليها .. خير ليش تقول عني خبلة ... انا اصلا العقل ياخذ مني ..
سهى ضحكت : ههههههههههههههههههه ...!!
خلصت كتابتها وضغطت انتر ..
" اقووول لو سمحتي .. انا العقل ياخذ مني .. وبعدين شلون تسمحين لنفسك تقولين نوف الخبلة ... نوف معك "
شوي وجا الرد ..
" ههههههههههههههههههههههههههه "
ردت نوف " خير ليش تضحكين ... قايله نكتة انا "
" هههههههههههههههههههههههههههه "
" ردي علي بلا ضحك زايد "
" نوف اقولك شي "
ردت نوف " قولي "
" ترا سهى هاللي قايله لي كذا .. اذا تكلمت عنك تقول نوف الخبلة ونوف الخبلة .. عشان كذا صرت اسميك نوف الخبلة "
فتحت سهى عيونها عالآخر مرتاعة ... ونوف التفتت لها بنظرات نااارية ..
نوف بعصبية : ياحمارة ... اثره انتي اللي تقولين كذا ..
على طول سهى مدت يدها وبدت تكتب ..
" داليوه ... يالئيمة ... متى قلت ... لا تفتنين بيني وبين اختي .. وش ناوية عليه انتي "
" هههههههههههههههههههههه "
ردت نوف " داليووووووووووووووووه "
" ههههههههههههههههه ... نعم "
ردت نوف " اعتذري يالله ... اعتذري وقولي آسفة "
" مااااااااانيب "
ظلت نوف شوي مع سهى تكلم داليا ... كانت تعرفها من قبل وكم مرة جت لبيتهم عند سهى .. فجلست شوي تسولف معه ..
نوف قامت : يالله برووح انوم ... تصبحين على خير ..
سهى : وانتي من اهله ..
طلعت من عند اختها ورجعت لغرفتها .. سكرت النور وراحت لسريرها وانسدحت .. وشوي شوي بدا النوم يجيها .. الا جوالها يرن ..
ارتفع ضغطها ... ياربي وش هالازعاج .. لازم يعني ... ليش مادق قبل ما النوم يجيني .. يوم خدرت دق .. من نرفزتها رفعت الجوال وردت من دون ماتشوف الرقم حتى ... ناوية نية قشرى على هالمتصل .. بتشرشحه ..
نوف بدون نفس وبخشونة : الوووووو ...
الصوت وباين على الروعة : بسم الله ... وين داق انا .. على بنية ولا صبي ..
نوف مازالت مغمضة عيونها... ولا اهتمت باللي انقال ..لأنها خلاص النوم سيطر عليها : نعم اخوي ... تراك غلطان ولا اعرفك ولا تعرفني ..
- لا تعرفيني ... وانا اعرفك ... ما امداك نسيتي ..
رجعت نوف لوعيها وقامت جالسة عالسرير : بدر ؟!!!!
بدر : ايه بدر .. وش فيك كل ماسمعتي صوتي ولا شفتيني ... بدر بدر ..
نوف تاففت : اوووففف ... نعم ؟!... خير ... بدر بليز ترا ماني رايقه .. ماتعرف تختار اوقات تدق فيها .. يعني لازم عند النوم .. ماني رايقه لك ترا ..
بدر ابتسم : يعني راضيه ادق عليك ؟!!
نوف تنرفزت : لااا ماني راضيه ... وبعدين عيب عليك .. ما كنك زودتها ..
بدر : لا ما زودتها ..
نوف : واللي قاعد تسويه الحين وش تسميه ؟!..
بدر : عادي .. داق على بنت عمي ..
نوف : قلتها بلسانك .. بنت عمك .. مو اختك ..
بدر : طيب نوف اسمعيني ..
نوف طلعت من طورها .. تبي تفتك منه : اوووفففف ..
بدر بحزم : هيه انتي .. مو كل ماكلمتك قعدتي تتأففين .. مو حشرة عندك انا ...
سكتت نوف .. ماتبي تزيد النقاش حرارة .. لأنها تعرف بيطلع منها كلام بدون ماتدري ..
نوف : ..............
بدر : نوف ..
نوف : .............
بدر : نووووووووف ..
نوف : نعم ... خلص قول اللي عندك .. ماعندي وقت ابي انوم وراي دوام بكرة ..
بدر : أنا آآآآآآآآآآآآآآآسف ..
نوف : وانا اعتقد اني قلت لك ان اسفك غير مقبووول ...
بدر : وليش عاد ؟!
نوف : كذا ... مابي اسامحك ... عمايلك فيني مب بسيطة ..
بدر : ههههههههههههههههههههههه ... عمايلي ؟؟!!!!!!
نوف : ايه عمايلك ... يالله تصبح على خير ..
بدر : يعني مصرة على رايك ؟!
نوف : ايه مصرة .. بنتقم يعني بنتقم ..
بدر ماقدر يمسك نفسه : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه ...!!
نوف قطبت منه : وليش تضحك ؟!!.
بدر : على بالك بتخوفيني .. ترا ماتقدرين تضريني بشي ..
نوف تنرفزت : الا اقدر ..
بدر : لا ماتقدرين ..
نوف : الا ..
بدر بعناد : لا ...
نوف : الا ... غصبن عليك ..
بدر : لا ... ابدا من تقدرين ..
نوف بتحدي : طيب ..!!!
بدر : طيب وشو ؟!!؟!!
نوف : يعني اصبر علي وبتشوف ...
بدر : قلت لك ياحياتي ... ماتقدرين تضريني بشي ..
نوف انحرجت من كلمته .. وبنفس الوقت عصبت : بدر ...
بدر ضحك : هههههههههههههههههههههههه ...
نوف : قسما انك سخيف ... يالله يالله انقلع .. انقلع ...!!
سكرت بوجهه وهي تفوووووووور من الغيظ .. تحتررق من الداخل .. قلبها يشتعل نااااارمنه ومن اسلوبه ... ياربي يعرف ينرفز .. يعرف يغيظ الواحد .. لا ويتحدى .. هين يابدر .. لا تحسب اني بخاف منك .. خلاص .. انا قد التحدي ... انا قدها وقدود ..
رجعت انسدحت تتمتم بكلمات غير مفهومة .. وتتوعد وتهدد .. شوي ورجع النوم يسيطر عليها ... ونامت ..


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:07 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
كانت شوق لازلت جالسه بالصالة .. تقلب بالمحطات .. نجلاء للحين مانزلت وعمر وفهد للحين مارجعوا .. في أثناء ماكانت جالسة تتفرج ... عاودها الموقف اللي قبل شوي ... كانت تحس انه المسافة اللي كانت بينها وبينه ماتتعدى نصف متر .... حست انها قريبة منه مرة .... حتى انها انتبهت ان عيونه بنية فاتحة ... ولا يمكن لأحد يميزها الا اذا صار بذاك القرب اللي كانت هي فيه ..
آآآآآآآآآآآخ حسيت ان راسي دار يوم جلس قدامي ...
فيما كانت غرقانة بذكرياتها في الموقف .... انتبهت لعمر نط قدامها مبتسم والفرحة بتشققه ..
ضحكت له : اهلييييييين عموري ... ها لقيت بلونتك في البقالة ؟...
كان عمر لحظتها مخبي شي ورا ظهره ... وقال والضحكة شاقة وجهه : لقيتها في الثوبر ماركت .... ودبت معها ثديقاتها ... *( دبت = جبت )*
شوق بطريقة طفولية : ويييييييييييييينها ؟!
طلع لها عمر اللي في يده اليمين .. وكانت بلونة أورنج ... كأنها هي اللي انفجرت بالضبط ...
شوق تجاريه : أيه صح هذي بلونتك اللي راحت ...
طلع لها الكيس اللي في يده اليسار ... وقال : وهذي كلها ثديقاتها ...
كان الكيس مليان بلالين أشكال وألوان .... كبها كلها عالارض وهو مستانس عليها ...
شوق : الله عمر ... مرة حلوة ..
عمر : هذي فهد ثلاها لي ... ( ثلاها = شراها )
ماانتبهت شوق ان فهد كان طول الوقت واقف يراقبها هي وعمر الا لما نطق اسمه ...
تذكرت انه مادخل والتفتت للباب لقته واقف مستند عليه وهو مبتسم على حال اخوه اللي انقلب ... تقدم ماشي وراح جلس على وحدة من الكنبات ...
وقال يكلم عمر : ها عمر ... الحين اقعد اتفخ وافقع على كيف كيفك ... عند مية حبة في الكيس ...
عمر ناظره بنظرة تهديد .. بس بأسلوب الأطفال : لأ ... اللي بيفقعها بضلبه .....
*( بضلبه = بضربه )* ....
كانت نظرات عمر تهدد فهد بالذات ... يعني ان لمست بلوناتي ياويلك ... الظاهر انه مازال متأثر يوم يقوله فهد انك انت السبب بموت البلونة ...
شوق كانت حاطة يدها على فمها وتضحك على خبثه .. وبنفس الوقت تضحك على نظرات فهد المستغربة ....
فهد : عمر ؟!! ..... تهددني انت ووجهك ... احمد ربك اني شريت لك هالكيس ...
وقام بياخذ منه الكيس كله ... لكن عمر فهم وجمعها بسرعة من الأرض وحطها بحضن شوق اللي كانت قاعدة وراه على الكنبة .. وحضنها بدوره ....
شوق كانت ميتة ضحك وحضنته هو وبلالينه ..... في أثناء ماكان فهد جايهم حست شوق بنفس الشعور اللي انتابها قبل نص ساعة ...
مد فهد يده وحاول يسحب عمر .. مب بقوة .. بلطف : اقولك عطني الكيس ..
عمر ميت ضحك ... كان مربط يدينه حول شوق .. وشوق بدورها مافكته ظلت ضامته لها ...
فهد وهو ماسك ضحكته على شقاوة اخوه : عميييييييير ... عطني الكيس خلني أرميه بالزبالة ...
عمر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... لااااااااااااااأ
فهد : شوق فكيه خليني اوريه ...
شوق غصب عنها ضحكت بصوت عالي عاللي يصير قدامها : هههههههههههههههههههههه .. لا ... هههههههههههههه ...
وانحنت على عمر أكثر عشان تمنع فهد من انه يقدر يسحبه ...
مسكييييييييين عمر ... هذا يشد وهي تشد ... بينقطع نصفين ... بس الظاهر انه مستانس عاللي يصير لانه كان يضحك بطريقة هستيرية .....
شوق : فكه حرام عليك ..... ههههههههههههههههههههههههههههه
- فهيد وش تسوي ببنت عمي ...
التفتوا كلهم .. لقوا نجلاء واقفة على آخر عتبة بالدرج ولابسة بيجامة حرير .. ويدها على خصرها ...
شوق : تعالي انقذي اخوك منه
نجلاء : وش فيك عليهم ؟!!
التفت فهد ورجع مكانه وهو يضحك ... راحت نجلاء لشوق ووقفت قدامها ...
نجلاء : شوق ... وشو سوى هذا عشان ازنطه لك ؟
قاطعها عمر وقال بطريقة بريئة وطفولية جداً : يبي يفقع بلوناتي ... سفتي .. هذي كلها بلوناتي ............. *( سفتي = شفتي )*
ويوريها الكيس ....
نزلت له نجلاء ومسكت خدوده .. وقالت بطفولية : يبي يفقعها لك ... يخسي ... تبيني اضربه ...
هز عمر راسه بحماس ... قامت نجلاء ماشية لفهد اللي كان يضحك ...
فهد : هههههههههههههههههههههه ...
راحت له نجلاء وضربت راسه بخفة ... وهو مازال يضحك ... ضحك عمر متونس ... بعدها التفت لشوق وقال ...
عمر : سوق ... قومي اضلبيه ..
شوق انحرجت ... : لا عمر انتا روح اضربه ...
قعد يسحبها وهي منحرجة موت ... وش اضربه !!!....
شوق : عمر !!!! ... انتا اضربه انا مالي دخل ..
عمر : لا .. أخاف يضلبني ... انتي ..
سكتت شوق فترة بعدها سحبت عمر عندها وكلمته في اذنه .. فهد ونجلاء يراقبونهم وكل واحد في عيونه يطل الفضول يبون يعرفون وش الكلام اللي قاعدة شوق تقوله لعمر .. بعد ماخلصت شوق رفعت راسها وعمر ضحك بقوة من الوناسة ..
شوق : ها عمر وش رايك ؟!!
عمر بابتسامة وسيعة : طيب ..
شوق : يالله ..
التفت عمر لفهد وهي يمشي بهدوء له .. نجلاء فهمت اللي ناوي عمر يسويه .. راحت بسرعة وجلست جنب فهد ومسكت يدنه وقيدته وقالت تهمس في اذنه : فهيد ان تحركت حركة وحدة ياويلك ..
فهد استسلم وما قاوم وظل يضحك : ههههههههههههههههههههه ..
التفتت نجلاء لعمر : عمر .. يالله تعااااال بسرررعة ..
ضحك عمر وركض لفهد وضربه على فخذه وهرب لشوق مرة ثانية وتخبا وراها ..
فكت نجلاء فهد وصفقت لعمر : ياسلاااام عليك ياعمر .. انتا اقوووى واحد ..
فهد : اقووول لا تكبرين راسه علينا ..
عمر يغايضه : انا ضلبتك .. انا ضلبتك .. ( ويطلع له لسانه )
فهد : ههههههههههههههههههه ... هين يالنتفة انا اوريك ..عالساعة 12 ... كلهم رقوا بعد ماتعب عمر ونام بالصالة .. فشالته نجلاء ورقت ونومته معها بغرفتها لأن الظاهر أمها وأبوها ناموا خلاص ... وشوق نفس الشي كانت هلكانة لكنها صبرت نفسها عشان خاطر عيون نجلاء .........


*** *** ***
كانت نجلاء غارقة بأحلى نومة ... وعايشة أحلام الله العالم فيها ... ازعجها صوت أحد يغني ..
(* يا سلام يا سلام .. أد إيه حلو الغرام .... يا سلام يا سلام .. أد إيه حلو الغراااام .. *)
مدت يدها لجوالها الموجود عالكومدينة... وبدون ماتشوف الرقم ردت .. لأن هالنغمة موضوعة لشخص واحد بس ....
نجلاء وهي مغمضة عيونها .. وبصوت ملياااااان نوم : هلا حبيبي ..
سعود : ههههههههههه ... آسف حياتي ازعجتك ..
همهمت نجلاء وكأنها رجعت تنوم ...
سعود : حبي ...
نجلاء : ..............
سعود : نجولتي ... هههههههههههههههه
نجلاء : حبيبي تدري كم الساعة الحين ؟ ..
سعود : السااااااعة !!!! ..... ثلاث الفجر ..
نجلاء : وليش مانمت للحين ؟ ... وش اللي مسهرك ؟!
سعود : اللي مسهرني فرقاك ياعمري ... اشتقت لك .. ولا قدرت انوم ..
ضحكت نجلاء غصب عنها .. : وانا بعد ..
سعود : لا تلعبين !!... شلون تفكرين فيني وانت حضرتك غرقااااااانة في النوم ..
نجلاء : لأن حضرتك زايرني حتى بحلمي ...
سعود ابتسم : وش الحلم عساه زين ..
نجلاء : وانت خليتني أكمله !!... قطعت علي أحلى جزء باتصالك ..
سعود : هههههههههههههههه .. آآآآسف حبي ... بس تعرفين ماقدر انوم بدون مااسمع لو همسة منك ...
نجلاء بدا النوم يغلبها من جديد : لا عاااااااادي ... انت .. مرحب .. فيك .. بأي .. وقت ........................ ( وسكتت )
سعود : الووو ........... ههههههههههههه ........... حبي وينك ......... هههههههههههههههه !!
نجلاء : ............... ( مجرد همهمة )
سعود : اخليك حبي ... تصبحين على خيييييير .....
نجلاء مازالت حاطة السماعة على اذنها .. وما سكرت الا لما سمعت الخط يتسكر من عنده ..ابتسمت ورجعت الجوال ... سحبت البطانية وتلحفت زين ورجعت لأحلامها اللي كانت محصورة بينها وبين سعود بس

*** *** ***

كانت ندى تمشي مع صديقتها المقربة جدا ابتسام في الجامعة .. المحاضرة كانت توها مخلصة وعندهم محاضرة ثانية بعد ساعة ... كانت الكافتيريا مليانة بنات وزحمة فطلبت ندى من ابتسام انهم يشترون فطور ويطلعون يشوفون لهم مكان ثاني هادي مافيه ضجة ... بعد ماشروا راحوا .. هالمرة جلست ندى مع ابتسام بطلب منها واللي عاتبتها لأنها معد صارت تجلس معها كثير مثل أول ..
ابتسام : بصراحة ندى ... أنا زعلانة منك ..
حطت ندى البيبسي اللي في يدها والتفتت لصديقتها مستغربة : ليه ياكافي ... الله لا يجيب الزعل ...!!!
ابتسام بجدية : لا والله من جد ... تراني ماامزح ... انا صدق زعلانة منك ..
ندى : ليش طيب ليش ؟!!
ابتسام بسخرية : تسوين نفسك يعني ماتدرين ليش !!
ندى : لا والله مدري ... قولي طمنيني .. عسى ماسويت في حقك شي غلط ..
ابتسام : هو غلط واحد ... أغلاط !! .... كل البنات شايلين بخاطرهم منك .. ( وبدت تعدد ) .. خلود و هدى ونادية .. حتى منيرة وريم ..
ندى : اووف اووف ياساتر !! .. كلهم ماخليتي أحد .. ليش طيب أنا وش مسوية ؟!!
ابتسام : ندى كل البنات حاسين انك متغيرة .. من بدينا دوام بالجامعة معد صرت تجلسين معنا مثل أول .. معد صرت تضحكين معنا ان شفناك برا المحاضرة سلامك يكون من بعيد لبعيد .. بس نشوفك في المحاضرة وبعدها معد ندري وين أراضيك .. بصراحة .. القعدة معد صار لها حلا من دونك .. احنا كنا شلتين متفرقتين مانعرف بعض .. انت اللي جمعتينا وصرنا شلة وحدة .. ندى شفيك ؟... لا يكون بس بنت عمك هي السبب من جت خطفتك منا ..
ضحكت ندى : هههههههههههههههههههههههه ..
ابتسام : ليش الضحك ؟
ندى : أي خطف الله يهديك .. شلون تخطفني بالجامعة وهي قبالي بالبيت اربع وعشرين على اربع وعشرين ...
ابتسام : طيب وش السبب ؟!
هزت ندى كتوفها .. : مافيه أسباب معينة ... الظروف جت كذا ..
ابتسام : أي ظروف !!
ندى : مدري شقول .. بس من أشوف نوف وشوق ونوال جالسين أروح أسلم عليهم وتسرقني سوالفهم .. هذي كل القصة ..
ابتسام : يعني مليتي منا ... صح ؟
ندى : هههههههههههههههههه ... شفيك ابتسام ؟ ... صاحية انت ولا ؟ .. أي مليت .. انتوا كلكم على خرابيطكم ماتنملون ... مايقدر يمل الواحد وهي يعيش بين هالشلة ... نسيتي يعني مغامراتنا في الثانوية ... وشلون كنا نقلب الملل ضحك .. وشلون هبلنا بالمدرسات والعاملات هناك ... نسيتي خلود ومقالبها ... نادية وخبالها .. انت و أفكارك الجهنمية ..
قاطعتها ابتسام مبتسمة : وانت وجرئتك .. ياليت ترجع ايام الثانوية ياندى .. بصراحة .. كانت أحلى أيام عشتها بحياتي ..
ندى : وعشان ترضون علي انت والبنات بجلس معكم اليوم بطوله ...
ابتسام بجدية : مو بس اليوم .. كل يوم لك قعدة معنا ..
ضحكت ندى وكملوا سوالفهم ولما خلصوا فطور قاموا لباقي البنات عشان تلحق ندى تجلس معهم قبل ماتبدى المحاضرة ..
أول ماشافوها جاية مقبلة مع ابتسام مبتسمة .. صرخوا بفرح ... اللي تصفر واللي تصفق واللي ترحب وتهلل ...
قالت نادية باستغراب مصطنع وبطريقة كوميدية ..
نادية : ooh my god !! look at there .. is she nada ?!!!!
خلود بنفس الأسلوب : ooooh … I can't believe that !!! …maybe her bogey !!!
وصلت ندى وهي تضحك وقالت : Noooo … I'am true … really nada
غطت نادية عيونها بيدينها كأنها ماتبي تناظر..
نادية : …don't lie … or I'll kill you .. u r just a bogey
ضحكت ندى .. الدعوة فيها ذبح !! ... ياحبي لكم ..
ندى : hay hay .. r u crasy ? … u want to kill me ?!! .. I am your friend .. do u forget ?
نادية بسخرية : ha ha ha !!!… that in the past …but now my really friend I don't know where is she going ..
( بسخرية قالت ) do u see her ?
ندى : بس خلاص يكفي ضيقتي صدري ..
نادية : الله يخلف على قلبي .. توك تحسين ؟... لكن صدق اللي قال .. " من لقا احبابه نسى اصحابه " ..
ندى وهي تجلس : حرااااااااام عليكم .. انتوا كلكم احبابي ..
ظلت نادية تعاتبها وندى تبرر والبقية يضحكون ..
في
وقت الخروج الساعة 2 الا ربع .. كانوا شوق وندى واقفين عند البوابة ينتظرون السيارة .. هالمرة تأخرت على غير العادة .. بعد خمس دقايق شافوها داخلة فراحوا لها برجليهم بدال ماتدخل هي في وسط الزحمة بعدين شلون تطلع !!
وصلت شوق قبل ندى ولما فتحت الباب شافت حرمة في السيارة استغربت هيئتها مو هيئة خالتي ام فهد .. وقفت شوق ساعة متنحة تفكر من هي هذي ؟!!
ندى : شفيك واقفة خلصي اركبي الشمس حرقتني ..!!
وصلها الصوت ..
نجلاء : شفيك متنحة .. اركبي عن الشمس ..
شوق بفرحة : نجلااااااااااااااااااء ..!!!!!!!!!!
ندى اللي كانت ورى شوق تنتظرها تركب التفتت تشوف وش القصة لقت اختها بالسيارة ..
ندى : نجلااااااااااء ؟!!........ وش جايبك ؟
نجلاء : اللي جايبني قاسم مثل مانتي شايفه .. شكلكم ضاقت صدوركم يوم شفتوا اني انا اللي جاية ..
شوق وهي تركب : لا والله ؟... الا بيغ سبرايز ... وش سبب هالمفاجأة ؟
ركبت ندى وسكرت الباب وتحركت السيارة بعيد عن الجامعة ..
نجلاء : مافي مناسبة ولا شي بس حبيتها تكون مفاجأة .. وبعد كذا باخذكم مرة وحدة نروح نتغدى برا ..
ندى : قولي والله ... بتغدينا ؟
نجلاء : ايه عندك مانع ..
ندى : لا والله هذي الساعة المباركة ..
شوق : طيب وعمي مارح نتغدى معه ؟..
نجلاء : ابوي جا مبكر اليوم فتغدا مبكر الساعة وحدة .. ويوم شفتكم بتتأخرون مااكلت شي غير السلطة عشان اقدر اتغدا معكم ..
ندى : طيب وين في بالك نروح ؟
نجلاء : انتوا شرايكم ؟ ... وين ودكم نروح ؟
شوق : انا أقول نروح للصيني ... وشرايك ندى ؟
ندى : الله .. من زمان عنه .. خلاص نروح للصيني ..
راحوا محل مااختاروا .. نزلوا وحجزوا لهم احد الغرف بطاولة متوسطة .. وبعد ماطلبوا ..
ندى : ياخسارة .. والله لو أدري من قبل ان حنا بنروح كان عزمت نوف .. خابرتها تموووت في الصيني ..
قاطعها صوت نغمة جوال نجلاء .. نفس النغمة حقت أمس ( ياسلام ياسلام ) ....
ندى : ياهالسعود اللي لاحقك وين مارحت .. كل ساعة يدق ...
نجلاء : وش عليك منه خليه يدق وقت مايبغى ...
شوق باقرار : أيه ... وش عليك منه انتي ؟ ... رجلها وهو حر ... يوم بتتزوجين بتحسين بطعم هالمكالمات ( وغمزت لها ) ..
ندى بنغمة حزينة لكن بابتسامة : اذا تزوجت يصير خير ...
سكتت نجلاء وردت على الجوال ..
نجلاء : هلا حبيبي ..
التفتوا شوق وندى لبعض مبتسمين ..
سعود : هلا حبي ... شخبارك حبي اليوم ..
نجلاء : كويسة ... ماعندي أخبار ..
سعود : عسى ماازعجتك من نومك أمس ...
ضحكت نجلاء بنعومة : ههههههههههههههههههه ... لااااااا عادي عمري .. قلت لك دق علي في أي وقت تبي .. انت تامر .. مااقدر ارد لك طلب ..
سعود : حبي انتي ... وينك حبيبتي الحين ؟
نجلاء : انا في المطعم ..
سعود : مطعم ؟ ... أي مطعم ؟..
نجلاء : في المطعم الصيني مع ندى وبنت عمي .. خذيتهم من الجامعة قبل نص ساعة و رايحة أوديهم يتغدون ..
سعود : اها ... اوكي حياتي بس لا تتأخرون ...
نجلاء : ان شالله ... انت تغديت ..؟
سعود : لا لسا مابعد .. تونا عالغدا يبيلنا ربع ساعة عليه .. خلاص حبي اجل ماأطول عليك أخليك تتغدين ..
نجلاء : أوكي أكلمك لما أوصل للبيت .. باي حبيبي ..
سعود : مع السلامة حبي ..
سكرت ورجعت الجوال في شنطتها ...
ندى بخبث : والله وصار فيه " حبيبي " و " عمري "
ماردت عليها نجلاء وقزتها بابتسامة .. بعد شوي وصل الطلب اللي طلبوه وتوزعت الأصناف على الطاولة الدائرية المتحركة ..
في أثناء الغدا التفتت نجلاء لأختها وقالت : ...... ندى ......
ندى كانت مندمجة في الأكل وجوعانة حدها .. قالت بدون ماترفع راسها : هلا ..
نجلاء : وش سالفتك ؟
ندى ماعطتها وجه وظلت تشرب من الشوربة البحرية اللي قدامها : وش سالفته ؟
نقلت نجلاء نظرها لشوق اللي حست بالموضوع .. ورجعت التفتت لاختها مرة ثانية : أنا اللي أبيك تعلميني ..
خلصت ندى أخيرا من الشوربة .. رفعت راسها وقالت : وش أقولك ؟..
نجلاء : ندى انت فيك شي مب طبيعي ؟ ..
ندى بعبوس التفتت لشوق مستغربة .. ورجعت لأختها ..
ندى : شي مب طبيعي ؟ .... مثل ؟
نجلاء بجدية وبدون ابتسامة او تكشيرة مدت يدها للشوكة وخذت لها من الربيان اللي قدامها ..
نجلاء : مثل الضيق اللي عايشة فيه من وقت ماجيت ..!! ... ممكن تقولين لي وش سببه ..!!
ندى سكتت ماعرفت وش تقول ... نجلاء خابزتني بيدها وعارفة حركاتي .. وأكيد مو مصدقتني اذا قلت لها سبب غير السبب الحقيقي ..
فضلت ندى السكوت .. وعيونها على صحن الجمبري ..
وشوق نفس الشي ماحبت تعلق او تدخل في الحوار خلها في حالها احسن لها ...
نجلاء : ساكتة ؟! ..... فيه شي ؟
نجلاء مثل مانتوا عارفين عارفة الموضوع من طأطأ للسلام عليكم .. بس انها تبغى اختها هي اللي تخبرها باللي في قلبها .. لأنها ماتبي يصير بينهم أي حواجز .. تبغى كل شي خاص في ندى .. ندى هي اللي تقوله لها بنفسها ..
نجلاء بحزم واصرار : ندى ...
رفعت ندى راسها لها ..
نجلاء : ترا ماحنا راجعين للبيت الا لما تقولين لي وش صاير لك .. أبغى الصدق .. حتى لو قعدنا هنا للفجر بتقولين لي وش فيك ...
ندى : وش تبيني أقول يعني ..؟
نجلاء تنهدت : أبي الحقيقة .... ندى انت من متى تخبين علي أسرارك ..... ولا لا يصير من تزوجت تغير الحال ..
ندى : لا والله ... انت مازلت مثل أول بالنسبة لي او يمكن أكثر بعد .. بس بصراحة أستحي أقول ... أخاف تفهميني غلط ..
نجلاء ابتسمت ابتسامة حنونة : لا تخافين أنا واثقة فيك ... يالله تكلمي أنا انتظرك ..
سكتت ندى فترة .. كل شوي ترفع راسها لشوق وتنزله .. وشوق كاتمة ضحكتها .. البنت خجلانة كأنها بتعترف اعتراف لحبيبها ...
اخيرا استجمعت ندى باقي الجرأة اللي فيها وقالت بصوت منخفض وهي تمسك كاس الموية..
ندى : .... أ... أنا .. أحب ...
حطت نجلاء يدها على فمها بهدوء لا تضحك ... اول مرة تشوف اختها بهالحيا ... الله يقطع بليسك ياندى ... !!
وظهر على وجهها دلائل استغراب واندهاش مصطنع ... التفتت لشوق اللي لازالت كاتمة ضحكتها .. وناظرتها بتساؤل ورجعت لندى ..
نجلاء : تحبين ؟!
هزت ندى راسها بحيا وخجل ..
نجلاء بخبث : ومن هو هذا سعيد الحظ اللي كسب قلب أختي الحلوة ..؟!
رجعت ندى لصمتها .. التفتت لشوق بتوتر وهي تشبك يديها في بعض ..
شوق ظلت تناظرها مبتسمة .. كأنها تشجعها تقول اللي في قلبها لأختها .. نجلاء أحق منها انها تعرف هالشي بصفة الأخوة والفترة اللي عاشوها مع بعض .. هي اختها وسندها !!
نجلاء ماحاولت تستعجل الأمور عند ندى ... ظلت تكلمها بهدوء وروية وصبر عشان تطلع اختها اللي في قلبها براحة بال وارتياح ...
نجلاء بنبرة حنونة وبتشجيع : ها ندى .. ماقلتي لي .. من هو هذا ؟
رفعت ندى عينها مرة ثانية لأختها بابتسامة ممزوجة بخجل واضح .. وبعيون تلمع ببريق غريب ..
حست نجلاء ان ندى فعلا تحب من قلب ... والا يمكن مب حب إلا عشق وهيام بأحمد .... ياترى وش سوى لك أحمد عشان تحبينه كل هالحب ... ماقد شفته يسوي لك شي يستحق عليه كل هالعنا ..
نجلاء : لا تسكتين قولي ... من هو ؟
ندى : واحد وبس ..
زادت ابتسامة نجلاء ... وقررت تختصر الطريق بنفسها وتجاوب بدالها ...
نجلاء هزت راسها وبهدووء قالت : أحمد !!..... صح ؟!
فتحت ندى عيونها عالآخر وظلت جامدة ..... بعد لحظات قالت بهمس : وش دراك ؟
نجلاء : دريت ..
التفتت ندى لشوق بملامح اتهام واستغراب ... وقالت موجهه لأختها الكلام ..
ندى : من اللي قالك ؟
نجلاء : شوي شوي عالبنت لا تاكلينها ..
ندى ماهتمت ووجهت كلامها هالمرة لشوق ..
ندى : انت اللي علمتيها ..؟!
هزت شوق راسها وهي عاضة على شفايفها خايفة من ردة الفعل ..
ندى : ليش طيب ؟ ... ماقلت لك هذا سر خليه بيني وبينك بس ..
نجلاء : انا اللي اجبرتها تعلمني ... ماكان ودها تقول بس انا اللي غصبتها ...
ندى بشوية عصبية تولدت لها من هالموقف اللي اعتبرته استغفال .. : ومادامك عارفة وش القصة ........... ليش هالاستجواب كله ..
نجلاء بهدوء : لأني ابغى اعرف السالفة منك .. أبيك انت اللي تتكلمين وتقولين وش فيك مهوب غيرك ..
تنهدت ندى بضيق وتحركت بمكانها بعصبية .. قعدت ساكتة فترة بعدها قالت ...
ندى : وش تبيني أقول .. أحب احمد .. وأحمد مايحبني ومدري وش أسوي ... بالله عليك لو قلت لك بتنفعيني بشي ؟!
نجلاء : مب شرط أنفعك ... بس اشاركك اللي انتي فيه .. اعرف انت وش عليه من حال ..
رجعت ندى لهدوئها وحزنها ... الدموع بدت تطل من عيونها من جديد : وهذا انت عرفتي .... تقدرين تسوين لي شي ؟ ...
هزت نجلاء كتوفها ... وقعدت ساكتة...
ندى : ساكتة ؟! ... قولي لي عندك حل ؟
نجلاء : اقولك شي ندى ... ؟
انتبهت ندى لأختها بيأس لأنها عارفة ان هالمشكلة مايقدر يحلها احد .. غيره هو ... " اذا حبها "
ندى : قولي ...
نجلاء : مشكلتك مايحلها الا الزمن ... ممكن تنحل وممكن لأ ... ممكن يكبر وينمو مع الأيام اذا غزا هالحب قلب أحمد .. وممكن يموت ويندفن مع السنين وتنسينه اذا صار العكس ... واحد من الأثنين ..
تزحلقت دمعة حارة من أعماق ندى على خدها الحريري : وش بيفيدني الصبر اذا كانت النهاية موت هالحب ... ماقدر أبني الأمل اللي باقي عندي على مستقبل مجهول مادري وش مخبي وراه ... ممكن مثل ماتقولين يلقى أحمد حياته مع غيري ويقتل حبي ... ساعتها مدري وش بيصير لي ..................... بمووت ...!!!!!
شوق : وليش يائسة كذا ... ليش ماتتفائلين بحياتك المستقبلية ...
نجلاء : صادقة شوق ياندى ... ليش كل هاليأس !!!!! .. لازم تتفائلين باللي جاي .. لا تخلين قلبك يظلم لمجرد هالأفكار .. خلي عندك أمل ..
ندى صوتها بدا يخترق العبرات بصعوبة : مدري يانجلاء !!! .... انت ماتتخيلين شعوري الحين كيف !!.... صرت اتمنى اني مااكتشفت حقيقة الحب عنده وظليت عايشة على الأمل اللي كنت عايشة فيه قبل ... ( وبدت تذرف الدموع بقهرويأس )
وكملت : صعب الاحساس بأني كل ما أشوفه ما أتذكر كل شي .. وأجلس معه وأسمع صوته وهو ولا هو حاس .. صعب تتعايشين مع هالأشياء بذاك الشعور ... اللي هو النسيان مثل ماتقولين ...
نجلاء قبضها قلبها وهي تشوف أختها تذرف هالدموع الحارة ...
نجلاء بنبرة مواساة : خلاص ندى حبيبتي.... خلي هالمهمة للأيام وانت حاولي تنسين اللي صارلك وعيشي ولا كأنه صار .. يمكن ينفتح الباب اللي تبينه قدامك وانت ماتدرين ... عليك بالصبر ..
ندى هزت راسها وهي تمسح دموعها بيدها : أحاول ....
نجلاء غيرت الموضوع : ها عاد وش تبون حلا بعد هالوليمة ؟ ... عندي لكم نوع خطييييييير ..
شوق ضحكت عشان تلطف الجو اللي امتلا حزن واكتئاب : يالله ورينا ... احنا ( وهي تناظر ندى مبتسمة ) ورا الخيل ياشقرا ... بس ان طلع شين ياويلك ...
نجلاء بغرور : افا عليك .... انتوا بس جربوا ذوقي وبتشوفون ... ما يطلع مني شي شين ابد ...
طلبوا الحلا الصيني اللي عجبهم مرة ... شربوا عصير وحاسبوا بعدها طلعوا ورجعوا للبيت ..

*** *** *** ***
رجعت نوف للبيت وهي هلكااااانة ... دخلت الصالة وهي تتأفف : ياربي وش هالحررررر ... شي فضييييييييييع ...
ابو احمد كان جالس مع زوجته يتقهوون ... التفت لبنته: هلا والله ... تعالي تقهوي ...
راحت نوف فسخت عبايتها ورمتها عالكنبة .. وراحت لكنبة ثانية وجلست وهي تتأوه : ياربي حر حر حر ... حرام عليك يبه اشرب قهوة .. اقولك حر تقول قهوة ... انا ببالي ايس كرييييييم ... ياسلااااااااام ..
ابو احمد : ماله داعي .. روحي غسلي وجهك وتوضي وصلي وترتاحين ...
نوف ضربت خدها : يؤ ... نسيت اصلي .. ياويلي ..
قامت بسرعة شالت اغراضها وعبايتها ورقت ركض لغرفتها ... رمت اغراضها عالسرير وعلى طول للحمام توضت ... طلعت وصلت ... غيرت ملابسها ورجعت تنزل .. لقت ابوها وامها يسولفون بسالفة ...
ام احمد : ومتى بيحطون هالعزيمة ؟!..
ابو احمد : الاسبوع هذا ... الخميس او الجمعة ...
ام احمد : والله الشور شورك .. تبينا نعاونهم ونقوم بالواجب معهم انت بس آمر ..
ابو احمد : ايه اكيد ... ابيكم تشيلون العزيمة معهم ... العزيمة بتكون كبيرة ..
نوف كانت قاعدة تسمع بصمت بدون ماتدري وش السالفة ..
ام احمد : طيب كلمت اخوك ... كان طلبت تكون العزيمة عندنا بالبيت ..
ابو احمد : كلمته ... بس هو رفض ..
دخلت نوف بالسالفة : يبه وش السالفة ؟!... وش عزيمته هذي ؟!!
ابو احمد : عمك مسوي عزيمة لولده بدر ... بمناسبة رجعته من السفر والشهادة اللي حصل عليها ...
بلمت نوف ... عزيمة لبدر ؟!!!!؟!!!
نوف : طيب حنا وش دخلنا ؟!!!!
ابو احمد : وش اللي وش دخلنا ... هذا ولد اخوي لازم نشارك معهم بالعزيمة ... انا كنت ابيها عندي بالبيت .. بس عمك مارضى ...
نوف باندفاع : وع بعد هذا اللي ناقص ... نسوي عزيمة لهالخبل في بيتنا ...
ام احمد : هوو نوف منتي بصاحيه ... أي خبل ... الا ماشالله عليه مركز وجمال و
شهادة وعقل ..
نوف : شهاده ماعليه ... هو ماخذ شهاده .. بس وينه ووين العقل .. الا خبل ومجنوون ..
ابو احمد : هههههههههههههههههه ... المهم نبيكم تبيضون الوجه ... كل اللي تقدرون عليه سووه ..
نوف اعترضت : لاااا .. انا اسمحوا لي ... مارح اسوي لهالبدر ولا شي ... تبون تسوون له انتم بكيفكم ... اما انا فلا وألف لاااا ...
ام احمد بحزم : عن الدلع .. ابيك سنعة وانتي واختك ... بيضوا وجهي قدام الناس ..
نوف : يمممممه ... انا بدر هذا منرفزني ... تبيني اقوم على عزيمته .. بعد هذا اللي ناقص .. يحلللللم مارح اسوي له ...
ام احمد : وش اللي مارح تسوين ... بتسوين لازم ... اجل تقعدين تتفرجين والبنات يشتغلون ويروحون ويجون ...
نوف تنرفزت : يمممممه .... لو كان شخص ثاني غير بدر .. كان قلت طيب مايكون خاطركم الا طيب .. بس هذا بدر العلة اللي معللني بحياتي ..
ام احمد : نوف لا تفشليني قدام الناس ... ابيك تبيضين وجهي قدامهم ..
سكتت نوف ... ياربي وش هالورطة اللي طحت فيها ... مالقوا الا عزيمة بدر اقوم فيها ..
وخواته هالثلاث مايكفون .. يعني لازم انا ... انا ان دخلت بعزيمة بدر راح اقلبها فوق تحت من القهر ..
خذتها الافكار وعشان تخلص نفسها من الضيق قررت تروح تنوم ..
نوف وهي قايمة : بروح انوم ...
ابو احمد : الله معك ..
راحت ماشية وهي راقية الدرج سمعت امها تقول : يعني خلاص الخميس او الجمعة ...
رجعت تتأفف ... يعني لازم يعني ... طيب انا مابي اسوي لهالبدر شي ... مايستاهل شي مني ..
دخلت غرفتها وردعت بالباب بقوة من العصبية ... راحت ورمت بنفسها عالسرير ..
**** **** ****

كان ماشي بسيارته متوجه بمكان ماكانوا الشباب فيه ... طبعا وهو في الطريق دقت عليه شذى ..
فهد : والله مدري وشقولك عمري ..
شذى : لا تقولي انك ماتقدر ..
فهد : شسوي عمري ... مادريت ان الظروف بتجي كذا ..
شذى : فهد ترا بزعل ولا رح أدق عليك بعد اليوم ....
فهد بنبرة ذوبت شذى بمكانها : لاااااااااا عااااااد الا الزعل مانبيه .... وانا أقدر أزعل شذوتي ... تكفين عمري لا تزعلين علي ...
شذى من وناستها سكتت .. ياربي يخبل هالفهد ... بس فضلت انها تسكت عشان تبين له انها فعلا بدت تزعل .... : ................
فهد بترجي : شذوووووووووووووتي عمري حياتي ... بليز لا تزعلين علي .... والا تبيني أرسب في الامتحان وانا على آخر كورس .. تبغيني أكون فاشل يعني ..
تنهدت شذى وهي تسمع صوته مكسور بنظرها : لا حبيبي ... بالعكس ...
انطلقت من فهد ضحكة دوخت شذى أكثر : هههههههههههههههه ... خلاص أجل مثل ماقلت لك هالاسبوعين كله امتحانات جت فجأة مع بعض صدفة ... بعد ماأخلصها أدق عليك ونتفق نطلع في مكان ...
شذى : ..................
فهد بنبرة ساااحرة : حبيبتي ........ معي ؟
شذى : ............................. طايرة من وناستي ...
فهد : ههههههههههه ... عارف انك مارح تصبرين ... بس حاولي .. اوكي عمري ..
نزل في هاللحظة من سيارته ودخل المقهى المعتاد اللي يجتمع فيه مع الشباب... لقى أحمد وعبدالله وأسامة جالسين ماعدا حسين للحين ماوصل ...
شذى : أوكي ... بحاول ...
فهد بشوية عطف وهو يجلس على احد الكراسي قدام أحمد : طيب حبيبتي عندي لك حل لما يجي الوقت اللي أقولك عليه ...
شذى باهتمام : وشو ؟
فهد : مو انت تبغين تشوفيني ... ؟!
شذى : شي أكيد ... !!!
فهد : خلاص انا برسلك صورة لي عالجوال تمقلي فيها لما تشبعين ... أوكي ؟
شذى بفرح : والله ؟!!!!!! .... ياااااليت من زمان سويتها ... ومتى ؟
فهد : دقايق وتوصلك ...
شذى : خلاص استناك ..
فهد : باي حبيبتي ..
شذى : باي ..
سكر ... وعلى طول اتجهت له أسئلة اللي عنده ...
عبدالله : من هذي ؟ ... ووش سالفة صورتي وبرسلك ومدري ايش ؟!!!!!
مارد فهد ومد جواله الباندا لأحمد الجالس قدامه ... ناظره احمد باستغراب وقال : خير ... وش ابي في جوالك ؟
فهد : خذه وصورني ... أبيها صورة حلوة ..
احمد وهو يبعد يده : لا حبيبي مالي دخل فيك وفي بناتك !!! ... صور نفسك بنفسك لا تدخلني بخبالك ...
عبدالله : عطني عطني انا بصورك ...
احمد : عبدالله خله يتحمل ذنبه لحاله ... وش عليك انت ..
فهد قاطعه : خذ بس خذ .. انت ماصورت بنت ...انت بتصور خويك ..
عبدالله خذ الجوال ... ماخذ السالفة مجرد متعة ...
فهد : خذها بزاوية مناسبة تطلع الصورة فيها حلوة ..
عبدالله وهو مركز عاللي يسويه .. : تعلمني وش بسوي .. حبيبي انا خبير في مجال التصوير ..
ابتسم فهد وجلس بطريقة عادية مع ابتسامة من ابتساماته المشهورة ... التقطها عبدالله وظهرت الصورة وكأنها ملتقطة بشكل عفوي ... وطبعا مع ابتسامة فهد اللي لا يمكن أحد يقدر يقلدها ... كانت الصورة من أروع مايمكن ... !!!
خذها أسامة يشوفها .. بعدها قال لفهد بتعجب : بعرف انت على مين طالع ؟!!!!!!.... بعذر البنات مافكوك ..
خذ فهد الجوال ... وابتسم بفخر : قل ماشالله لا أقوم بكرة الصبح القى نفسي غول ... اعوذ بالله من العين ...
خذ جواله وعلى طول أرسلها لشذى ... بعدها حطه عالطاولة .. وطلب له موكاتشينو ...
عبدالله : بس صدق فهد .. ماقلت لنا وش سبب هالصورة .... ماخبرتك ترسل صورك للبنات ..
فهد : وش اسوي هذي شذى ذبحتني أبي أشوفك وأبي أشوفك ... حددت معها موعد بس للأسف أخترب بسبب الامتحانات طوال هالأسبوعين ... فخطرت ببالي أرسل لها صورتي لما يجي الوقت اللي نقدر فيه نطلع مع بعض ..
أسامة : والله وصار فيه تطور ... بديت تطلع معهم ..
فهد : أي معهم انت الثاني ؟!! ... مافيه الا شذى اللي بطلع معها بس ... والباقيات انا حاطهم عالهامش ..
احمد بجدية : وانت تدري وش ممكن يصير من ورا هالطلعة ؟
فهد : لا تخاف مارح يصير شي ... بطلعها مكان عام ...
احمد : كيفك انت حر .. بس لازم تنتبه لنفسك من اللي تسويه ...
فهد : ياخي هي ساعة ساعتين ومرجعها مكان ماجبتها .. لا تخاف ..
وصل الموكاتشينو .. قام أحمد وعبدالله يلعبون بلياردو واسامة جلس مع فهد يسولف
*
*
*
شذى كانت جالسة على سريرها منصدمة وعيونها عالجوال اللي في يدها .... تتفحص بعيونها اللي قدامها .... يدها كانت شادة عالجوال من هول المفاجأة ...

معقولة !!!!!!!!! ........ معقولة هذا فهد ؟!!! .... ياربي !!!!!
غير ماتصورته بكثير !!!........ صح كان في بالي انه شاب وسيم ...... بس طلع أحلى من اللي في خيالي بملايين المرات ... هذا فهد معقولة ؟!..... هذا فهد !!
ياربي يجنن !! .... يجنن !!!...... يجنن ياناس يجنن ....!!!!!

كانت دقات قلبها تتزايد من صورة فارس أحلامها اللي ظلت تعيش على خياله سنة كاملة .. في النهاية طلع مختلف .... كانت تدري أكيد انه بيصير غير تصورها هي ... بس تفاجأت بهالفارق الشاسع .... رسم خيالها شرق وصورة فهد غرب ...
بدون شعور منها ضمت الجوال لصدرها وهي تتنفس بسرعة وبصوت عالي ...
ياحظي اذا هذا حبيبي ......... ياحظي !!! .....
بسرعة رفعت الجوال وضمته وهي تتنهد .. بعدها كتبت رسالة وارسلتها مباشرة لفارس أحلامها ....

*
*
*
كان فهد جالس مندمج في سالفة لأسامة بعد ما وصل حسين وجلس معهم ...
رن جواله ...
ابتسم بعد ماشاف اسم المرسل ...ورفع عينه لأسامة ... اللي عرف من مين هالرسالة ..
أسامة : شف شرايها بصورتك ...
فتح فهد الرسالة وقراها بعدها ابتسم بكبرياء وغرور وهو رافع حواجبه ...
أسامة مد يده .. : عطني أشوف وش كاتبة ....
خذ الجوال وقرا المكتوب ...
" مدري شسوي فيك ؟!........... كل هذا ولا تبغاني أشوفك ...
تحرمني من هالجمال كله ... تحرمني من فارس أحلامي يا فهد...
طيرت عقلي مرة وحدة بهالصورة ..
أحبك حبيبي ... ومشتاقة أشوفك فيس تو فيس "

أسامة بابتسامة : الله الله !!! ... وش هذا ... البنت شكلها ذابت مرة وحدة ...
حسين اللي ماكان داري وش السالفة قرا الرسالة ...
حسين : وش السالفة ... لييش ترسلك مثل هالرسالة ...
قاله أسامة سالفة الصورة والتصوير ...
التفت حسين لفهد : حرام عليك ارحم البنت .. صورة مرة وحدة .. !!!
فهد : خلها تعرف شكلي قبل ماتشوفني عالطبيعة ...
حسين باستغراب : بتطلع معها ؟!!!!
فهد رفع حواجبه : ايه بطلع معها عندك أي مانع .... ؟
حسين : ووين ناوي تروح بالله عليك ؟
فهد : أي مكان عام ... المهم لا تقعدون كل واحد مسوي لي تحقيق كل شوي .. قوموا خلونا نروح نلعب شوط...

*** *** *** ***


* يتبع * ...

وش راح يصير بين فهد وشذى ؟!..

نوف واصرارها عالانتقام ... كيف بيكون ؟!..

ندى ... وحبها الكبييييير لأحمد ... هل بيستمر .. ام بيموت ؟!!..


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:08 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج 13 زء ...


في وقت كان بعد صلاة العشا ... جلست نجلاء في الصالة مع أمها واخوانها منى ونايف .. وعمر
الجالس في حضنها ومافارقه ... وأكيد بنت عمها ...
كانت تحاول تجلس معهم أطول فترة ممكنة لأنها خلاص بكرة بترجع لجدة و اجازة سعود بتنتهي بكرة ولازم يداوم اليوم اللي بعده ...
ام فهد : نجلاء متى رحلتكم بكرة ...؟
نجلاء : الساعة سبع ونص تقريبا ....
نايف : لا قهر ... توك جايتنا قبل أمس ... ماامدانا نشبع منك ..
نجلاء : هههههههههههههه !!!!... وش أسوي حبيبي مافي يدنا شي ... هذا دوام سعود ..
منى : ماتقدرين تجلسين عندنا أكثر ... مايكفي اربع أيام ...
نجلاء : والله ودي ...
شوق : وكم بتقعدين هناك للزيارة الثانية ...
نجلاء بتفكير : والله للحين مدري .... على حسب سعود .. انا مااقدر أقولكم شي للحين ..
وتموا يسولفون بأشياء مختلفة ويتبادلون اطراف الحديث ... ندى كانت غايبة عنهم موجودة في غرفتها ولا نزلت ...
بعد فترة رن التلفون ... كانت جنبه ام فهد فردت ..
ام فهد : ألو ........
ياهلا وعليكم السلام .......
ياهلا ام فواز ...
هلا والله شخبارك ...
شلون ابو فواز والعيال ...
الحمدلله بخير .... الحمد لله بصحة وعافية ..
والله هي بخير وتسلم عليك ...
نشكر الله ...
مشكووووورة تسلمين ...
جزاك الله خير ...
انشالله بكرة ....
الله يحييك البيت بيتك ....
مع السلامة ياهلا ...
وسكرت ..
عل طوول سألتها نجلاء : هذي ام فواز ... من الجيران ؟؟!!
ام فهد : ايه ... ماشالله عليها راعية واجب... تسأل عنك وتسلم عليك ..
نجلاء : الله يسلمها ان شالله ..
ام فهد : ياحليلها والله ...ابد طيبة .. تدعي لك بالتوفيق .. صدق انها حرمة حليوة ..
نجلاء : الله يجزاها خير .... أجل بتجينا بكرة ؟ ..
ام فهد : تسأل وتقول متى بتسافرين عشان تلحق تجي تسلم عليك.. وقالت انها بتجي بكرة العصر ان شالله ..
نجلاء : الله يحييها ..
استغربت شوق .. من تكون ام فواز هذي ؟! ......... لكن سرعان ما تذكرت ان ندى خبرتها قبل انها هي نفسها ام مها ورشا اللي حضروا حفلة الخميس .... تذكرتوهم ؟؟!!
تساءلت في نفسها ... ياترى ؟ ... هل مها بتجي مع امها ولا لا ؟.....
ندى تقول بأنها تحب تجي هنا كثير ..... فأكيد أكيد انها مارح تفوت هالفرصة ... الله يعين ...
انتبهت لنجلاء تكلم امها بعتاب : والحين هالتعبان فهيد أطق مشوار من جدة لهنا عشان أشوفه وهو يروح يسعسع بالقهاوي والشوارع ولا حتى مفتكر فيني ...
ام فهد مبتسمة على أسلوب بنتها : وش أسوي أنا عاد ... هذا اخوك ... شوفي التلفون دقي عليه ..
نجلاء ويدها على خصرها : وانا بنتظر لما تقولين لي دقي ..... هاتي هاتي التلفون منى .... هاتيه ....
قامت منى ومدت لها التلفون ...
مسكت نجلاء السماعة وضغطت أرقام معينة وهي تحرطم بكلمات غير مفهومة .... و تجهز قنابل كلامية بترميها في وجه اخوها ....
رن التلفون
ورن
ورن
ورن
ور....
هالمرة انرفع
نجلاء بشوية عصبية .. وما انتظرت حتى كلمة " الوو " : فهيد !!! ..... الحين ورا مات.......................
قاطعها بترحيبه ......
فهد : هلا والله بحياتي .... هلا بقمر سماي .... هلا بنبض قلبي ...
شلونك نجولتي ؟!
انتفخت خدود نجلاء واحمر وجهها من الضحكة اللي كتمتها ... مستحيل يتغير اسلوبه هذا معها .. وهو مارد بهالأسلوب الا انه عرف انها معصبة عليه وتبي شي منه فقال كذا عشان يلطف الجو عندها .. بس هين يافهيد .. ان ما شرشحتك ..
فهد : ها نجلاء ... وش رايك فيني ..؟ مب انا أحسن من هالسعود اللي مغترة فيه ؟!!
نجلاء باستهزاء : هه هه هه .... لا تحلم تكون مثله ... انت فاهم ؟
فهد : انتي وجه أحد يتغزل فيك والا يمدحك ... قرده طول عمرك ..
تجاهلت كلماته الأخيرة ولا كأنها سمعتها : أقول انطم وإلفقه .... والحين وراك رايح تسعسع واختك بتسافر بكرة .. ماتعلمني ؟!
فهد : قولي والله ؟
نجلاء : والله العظيم ...
فهد تنهد بارتياح : ياسلاااام !!! ... فكه منك ومن لسانك .... روحي وخليني بسلام ... أحلى خبر سمعته الليلة ...
أيا قليل الحيا .. يا قليل الذوق ... سكتت وماردت لكنها امتلت غيظ من كلامه ... لحظات وقالت بهدوء : أقول فهد ...
فهد : هلا ... آمري تدللي ..
نجلاء : ياليت ماتجي البيت قبل بكرة العشا ... وقتها أكون ركبت الطيارة وتركت الرياض بكبرها .. طيب ؟!!
وسكرت منه وهي في قمة غيظها وقهرها ... هالشخص يعرف وشلون يستفز بالكلام ... !!!..
وقالت تكلم التلفون اللي قدامها وكل القاعدين سمعوها ..
نجلاء : انا مدري وش أسوي فيك يافهيد ... بس انت وجه احد يسأل عنك ... يالحمار ..!!!
ام فهد : هوو ..!!! ... نجلاء وش فيك .... وش قال لك فهد بعد ؟
نجلاء : يمه هالولد مدري من طالع عليه ؟ ....
ام فهد قعدت تضحك وشوق ومنى معها ...
ام فهد : هههههههههههههه ....... أكيد يمزح اذا كان قال شي يضايق ...
شوق : بيجي طيب ولا لأ ؟
نجلاء : مدري عنه ... سكرت في وجهه ... أحسن في قلعة وادرين ... !!!.. مايستاهل أحد يسأل عنه أصلا ً...
ام فهد وكأنها انتبهت لشي غريب : وندى هذي وش فيها صاكة على نفسها غرفتها من يوم جيتوا من الغدا ؟
شوق : الظاهر ان عندها كويز بكرة وقاعدة تذاكر له ..
ام فهد : وهي من متى تذاكر بهالتواصل ؟ ... خابرتها ساعة بالكثير وتسكر الكتاب ...
شوق : مدري والله ... أروح أشوفها ؟
ام فهد : لا لا خلك مكانك .... منى حبيبتي روحي نادي ندى ..
نجلاء وقفت : لا منى خلك انا بروح اناديها ... ان ماجريتها من شعرها .. بس أوريها ... حشى أطرهم طرارة عشان يجون .. امحق اخوان !!!!
رقت فوق ودقت الباب على اختها ...
ندى : نعم ..؟
نجلاء : افتحي الباب ..
ندى : خير تبين شي ...؟
نجلاء : انثبري وافتحي الباب...
صمت للحظات بعدها انسمع صوت فرة المفتاح ... مدت نجلاء يدها وفتحت الباب ..
دخلت .. شافت اختها راجعة للمكتب وما التفتت لها حتى .. جلست عليه وبدت تتصفح صفحات دفتر كان قدامها ..
نجلاء وهي تتقدم : وش عندك ؟ .. مرابطة في الغرفة من الظهر ..؟
ندى : عندي كويز بكرة وقاعدة أذاكر ..
نجلاء : وهالكويز مايكفيه ساعة ساعتين بالكثير .. حشى خمس ساعات كأنه نهائي ..
وندى : كنت نايمة وماصحيت الا من ساعتين ..
نجلاء : طيب خلصت والا لسا ؟!
ندى : تقريبا ...
نجلاء : مادام كذا قومي انزلي ... امي تسأل عنك ...
ندى : طيب انزلي انتي وبلحقك ..
نجلاء : لا حبيبتي رجلي على رجلك ... اعنبوك انتي وفهيد هالجاحد طاقة لكم مشوار من جدة لهنا ولا كأني موجودة .. استحوا على وجيهكم ..
ندى ابتسمت : هههههههههههه ... طيب انا ماقلت منيب ... قلت انزلي وبلحقك ... مارح أطول .. بدخل الحمام وبجي ..
نجلاء : اوكي بنزل ...بس ترا لك دقيقتين فقط لا غير .. ان ماجيتي بالجزمة ..
ضحكت ندى ... وبادرتها نجلاء بجد ..
نجلاء : ندووه تراني ماامزح ... تراني جادة بالجزمة على راسك ..
سكتت ندى مرة ثانية لكن الابتسامة مازالت مسرسومة على ثغرها .. تمت تكتب وهي مبتسمة .. نجلاء ماتحركت من مكانها وكأنها سرحت فجاة .. تناظر ف أختها بنظرات لها معاني .. ماطولت بسرحانها التفتت متجهة للباب فتحته وقبل ماتطلع التفتت لندى : ندى ...
التفتت ندى لها بدون ماترد ...
نجلاء بنظرة حنونة : لا يكون للحين تفكرين باللي صاير لك مع احمد ..؟!
تبدلت نظرات ندى لنظرات حيرة وحزن .. رجعت عيونها عالكتاب وهي ساكتة .. وماردت ..
نجلاء بنظرة عطوفة : ندى .. انتي للحين تفكرين فيه ..؟!.. انا وش قلت لك اليوم عالغدا ؟!!..
ندى وعيونها عالكتاب .. وبنبرة حزينة : شي صعب اللي تطلبينه ..
رجعت نجلاء ومشت لاختها بخطوات هادية .. حطت يدها على كتفها بحنية : ادري انه صعب .. بس حاولي تتناسين أفكارك .. وشوي شوي بتنسين .. اهم شي ماتفكرين فيه ..
هزت ندى راسها وتنهدت : قاعدة احاول ... قاعدة احاول قد مااقدر .. بس هو يرفض انه يرحل عن بالي ..
زادت نجلاء من ضغط يدها على كتف اختها : ادري حبيبتي ... ومثل ماقلت هذي يبغالها وقت .. ولا تعطين لنفسك فرصة بالتفكير وصدقيني بتنسين ..
ابتسمت ندى بحزن اكبر ... الكلام سهل يا نجلاء لكن الفعل صعب ... انا الحين احاول قد ماأقدر .. بس كل مرة يجي شي يذكرني .. يا ويلي منك يااحمد .. ياويلي منك .. ياليتك تحس بس .. ياليت ..
تسللت دمعة بخفية لعيونها ... وعشان ماتنتبه نجلاء عالتغير اللي طرألها رفعت يدها بسرعة وبحركة غير واضحة مسحتها .. لكن مستحيل تخفي هالشي عن نجلاء .. نجلاء قلبها يحس باللي حواليه .. يحس بأحبابه ويحس بمشاعرهم ... يحس باللي يصير لهم حتى لو كانوا بعيدين عنه وان كانوا بآخر العالم ...
ماعلقت نجلاء وسوت حالها ما انتبهت رغم ان قلبها قبضها .. ما كانت تتمنى يوم من الأيام تشوف حالة اختها وحبيبتها بهالشكل ..
نجلاء بنبرة طبيعية ولا كأنها انتبهت : ها ندى ؟!!
ندى وعيونها تحت عالكتاب .. قالت بنبرة لمست فيها نجلاء حزن كبير: ان شالله بحاول ...
ابتسمت نجلاء : زين .. اوكي يالله انا بنزل .. والحقيني بسرعة ..
هزت ندى راسها .. طلعت نجلاء وسكرت الباب وراها .. وقفت مكانها وهي تفكر .. هي نفسها عارفه ان هالشي جدا جدا صعب .. النسيان ... وعارفه طبع اختها ... ندى مو من النوع اللي ينسى بسهولة .. ندى الجروح معها ماتبرا بسرعة ... الجروح معها تكبر اذا ما تشافت .. الله يعينك ياندى .. بدعيلك دايما تتخلصين من الهم اللي انتي فيه .. اقدر لك حبك لأحمد .. أحمد انسان مافي مثله .. ما الومك اذا حبيتيه .. لكن لازم تحطين في الحسبان انه ممكن مايكون لك ..
في هاللحظة حتى نجلاء تضايقت من هالفكرة .. يروح احمد لغير اختها .. عمرها مافكرت بهالفكرة لكن السر اللي اكتشفته عن ندى خلى بالها ينتبه لهالنقطة .. ( احمد وندى ) ... ابتسمت .. وكملت طريقها وهي تفكر بعمق أكبر ..
ندى عاطفية بشكل كبير زيادة عن اللزوم ... وعواطفها هي اللي تحركها وتتحكم فيها .. بعض الاحيان تنسى ندى عقلها وتتصرف وفق احاسيسها ومشاعرها .. وهالشي ممكن يضرها بعدين ويأثر على نفسيتها اذا صار شي وصدمها ..
تنهدت نجلاء وهي تنزل عتبات الدرج بهدوء .. كان ودها تبقى هنا وتتم جنب اختها لما تتخلص من اللي هي فيه .. لكن ملزوم عليها تسافر .. لأنها تعرف ندى بنت طايشة .. لحظات تكون هادية ورزينة بس سرعان مايظهر الطيش المكنون بطباعها .. خايفة عليها من نفسها .. خايفة حالتها هذي وحبها لأحمد اذا انتهى بشكل مايعجب ندى .. انه يوصلها لدروووب مظلمة كثيرة ومليانة شوك .. دروب طويلة مالها نهاية ..
هي تثق بندى لكن حالات الطيش والعاطفة ممكن تقودها لأشياء غير مرغوبة ..
وصلت تحت عندهم بالصالة .. توجهت لمكانها وجلست وهي للحين تايهه بنفس الأفكار .. انتبهت على صوت امها ونبهها ..
ام فهد : وينها ؟
ماجاوبت على طول بسبب الافكار الماخذتها .. شوي واستوعبت انها تسال عن ندى : جاية ..
- نجلاء ...!
انتبهت لصوت اخوها نايف من جهة ثانية ... التفتت لها لقته متربع والبلاي ستيشن تقريبا بحضنه ... بيده يد الجهاز
نجلاء : هلا حبيبي ..
نايف وعيونه عالتلفزيون وما التفت : تعالي العبي معي " نيد فور سبيد " ... مثل قبل ..
نجلاء ابتسمت : انت تامر ...( وقامت )... والله من زمان عنه ... بس ترا البورش لي ...
نايف : خذي اللي تبين ..
جلست وتربعت... لحظتها تذكرت جلستها مع نايف قبل ما تتزوج .. كانت دايما اذا ناداها تلعب تجلس هالجلسة ويبدا التحدي بينهم والحماس ... ابتسمت على ذكرياتها وحياتها السابقة اللي ولت .. خذت يد البلاي ستيشن ... وبدوا سباق ...
نجلاء : لا تحسب اني يوم تزوجت خلاص ... معد اعرف ألعب ...
نايف : لا حبيبتي ... سيارة البورش اللي كنتي تضاربيني عليها .. طلعت بدالها أحسن منها بمليون مرة ..
انتبهت ام فهد لندى تنزل الدرج وتمشي لهم .. كشرت وهي تتفحص وجهها باستنكار .. ماعجبها شكلها المتغير ..
ام فهد : ندى وشفيك يمه ... تعبانة ؟ ...
ندى : لا مافيني شي ... ليش ؟
ام فهد : مدري مب من عادتك تجلسين في غرفتك كل هالمدة ... ووجهك أشوفه متغير ..
ندى : مافيني شي ... كنت نايمة وتوني قايمة قبل ساعتين ... بعدها قعدت أذاكر ...
شوق ابتسمت براحة .. ندى كان وجهها فعلا متغير .. بس اخف واحسن من وقت اللي صار لها مع احمد .. الحمدلله ان كلمات نجلاء لك اثمرت .. واحمد ربي اني قلت لها كل شي .. عالأقل خففت عني الحمل اللي كنت شايلته ..
شوق : دونا تبين شاهي ؟!
ندى : ايه والله ياليت .. تسوين فيني خير ..
صبت لها شوق وقدمت لها اياه ..
ندى : ثانك يو ..
شوق : يور ويلكم ...
كانت جالسة بغرفتها عالمكتب فاتحة وحدة من الملازم وتقرا فيها ... ماكانت عارفه تركز .. تهز رجلها بتوتر وتضرب بالقلم عالطاولة ... تحاول تركز بس مو قادره .. تحس بالضيق ... وكل افكارها حول كيفية انتقامها من بدر .. تبي ترد عليه باسلوب قوي .. عشان ينلسع لسعة قوية ويتووب عن فعايله ...
ظلت تفكر وسارحه بفكرها بعيد ... شلون انتقم منه .. وش اسوي .. والله حيرانه .. بس ولو انا مصرة انتقم .. لازم آخذ حقي ...
سمعت دق عالباب : ادخل ..
دخلت سهى وشافتها مكشرة وماده بوزها شبرين .. وتفتح الصفحات بعصبية ..
سهى : نوف ... عسى ماشر .. مبوزه ؟!!..
نوف : مافيني شي ..
سهى : شعندك قاعده بغرفتك مطوله ؟!!..
نوف : مالي خلق اطلع ... متضايقه ... وقلت اذاكر اصرف لي ..
هزت سهى راسها : طيب عرفتي عن العزيمه اللي بتصير يوم الخميس ببيت عمي ؟!!..
تذكرت نوف وتنرفزت ... فتحت صفحة بعصبية وهي تتأفف : ايه عرفت ... اوووففف ..
سهى : ليش معصبه ؟!!!
نوف : كذا ... اذا هي عزيمه بدر مالي خلق اقوم بها ... عنده خواته يدبرونه .. انا مابي اسوي شي ..
سهى ابتسمت : ههههههههههههه ... للحين مناقر مع بدر ؟!!
نوف : والله هو اللي يناقرني مو انا ... انا مسالمه بس هو اللي دايما يتحرش .. وامي غاصبتني اساعد في هالعزيمة وانا رافضه ...
راحت سهى وجلست على طرف السرير : طيب ساعدي ... اعتبريها عزيمه عاديه وانسي انها لبدر .. وساعدي فيها عشان الواجب مو عشان بدر .. فكري فيها من هالناحية ...
لفت نوف بكرسيها لسهى : ما أقدر ... تدرين اني قاعده اغلي من الداخل بسبته ؟!!... افوووور من الغيظ .. ابي اوقفه عند حده بس ماني عارفه كيف ...
سهى قطبت : توقفينه عند حده ؟!!!...
هزت نوف راسها باصرار : ايه اوقفه عند حده ...
سهى بملامح متفحصه .. وبنبره شك .... حست ان فيه شي صاير لأختها: وانتي من متى صار لك موقف معه عشان تتنرفزين منه كل هالنرفزة ..
ارتبكت نوف ... طبعا مارح اقولها انه دق علي مرتين بالجوال .. ولا رح اقولها عن الموقف ذيك المرة ببيتنا عشان ماتضحك علي ...
هزت نوف كتفها : ماصار لي معه شي ... بس حتى لو .. كفايه اللي كان يسويه فيني السنين اللي راحت ..
قامت سهى واقفه : المهم ... لازم تساعدين ... وخلك من هالبدر تراه رجال وانتي مو قده ... ومو حلوة تروحين وتتمين كذا قدام المعازيم .. انت بنت عمهم ولازم تقومين بالواجب معهم ...
تنهدت نوف بعمق .. كلمات سهى حسستها بالإحباط ( بدر رجال وانتي مو قده ).. كانت شعلة الحماس انها تنتقم مشعللة داخلها لكن سهى بكلماتها طفتها ... قالت وكأنها اقتنعت مكرهه : خلاص طيب ... شر لابد منه .. بسوي اللي تبونه ..
سهى : ابوي توه مسكر التلفون من عمي يقول انهم حددوا العزيمه الخميس ... وبدوا يعزمون الناس ..
نوف كشرت وبنبرة محبطة : يعني بيجون ناس كثير ...
سهى : ايه اتوقع ... كل معارفنا من قريب وبعيد ...
نوف : الخميس ؟!... اووفف ... الله يعيني اجل ...
التفتت سهى وراحت طالعة ... ومن سكرت الباب قامت نوف تتحلطم وتكلم نفسها من الضيقة ..
نوف : وع ... والله هالناس مخدووعين ... بيجون عشان هالمهرج بدر .. لو يقعدون في بيوتهم اصرف لهم ..
دق تلفونها وقطع عليها سكونها ..
من شافت الرقم كشرت ... يع .. من جبت طاريه دق ... والنهايه مع هذا الحين .. ترا ابلشني ..
ردت بدون نفس : خير يالمهرج ؟!؟!!!.
بدر باستنكار : منهو المهرج ؟!!...
نوف : فيه غيرك مهرج عندنا ... انت طبعا ... ليش داق شتبي ... تراك اقلقتني ...
بدر : ...............
نوف : تسمع ولا ماتسمع ... ترا ازعجتني ... لعد تدق ... لأني من اسمع صوتك بصراحه اتنرفز ..
بدر : ..............
نوف بصوت أعلى : وجع رد .... أكلم الجدار انا ؟؟!!!!
فاجئها بدر بنبرته الجادة الحازمة ... لدرجة فتحت عيونها عالآخر : ماعلي من هالكلام كله ... ولا يهز فيني شعرة ... تفهمين يابنت عمي ولا لا .. وانا ادق عاللي ابي واللي يعجبني .. اندرستود ... وانا بعد بصراحه من اسمع صوتك تقوم كبدي تقلب ...
كان قاصد يستخدم معها نفس الاسلوب وشكله نجح .. لأن نوف ارتفع ضغطها 120 درجة .. شف الوقاحه .. من جد وقح .. طيب اذا ما أعجبك ليش تدق .. !!!
نوف شوي وتفلت اعصابها : واذا كان صوتي ما يعجبك ليش تدق وتأذيني ...
بدر ببرود : والله بصراحه انا ادق اتسلى .. اذا شفت نفسي فاضي وماعندي شي وطفشان .. دقيت اونس عمري شوي ...
نوف احتررررقت وتصاعد الدخان منها ... لا ويقولها عيني عينك .. ابعرف انت مخلوق من أي طينة يابدرررررر .. صرت على اسنانها وقال بغضب : يعني ماخذني مضحكة عندك ولا لعبة تونس عمرك فيها ..؟!
بدر هز راسه بنفس البرود : تقدرين تقولين كذا ...
نوف : هين يابدر ... هين اوررريك ياحمار ...
بدر بحزم : اذا انا حمار انتي حماره ..
نوف شهقت : انا حماااااره ؟؟؟؟!!!!
بدر : حمارتين بعد مو حماره وحدة ....
نوف : وجعة احترم نفسك عاد ...
بدر زاد من نبرته الجدية : احترمي نفسك اول واحترمي اللي جالس يكلمك بعدين افكر انا احترمك ...
لا هذي اهانة ... اهانة واضحة .. شلون يتجرأ ويقول لي مثل هالكلام .. خله يحترم نفسه اول .. لو يحترم نفسه كان مادق علي من الأساس ..
نوف : اسمعني ... لأني انا احترم نفسي .. مارح اكمل معك .. بسكر .. ولو انك جد تحترم نفسك كان مافكرت مجرد تفكير تدق علي ...
سكرت وقفلت الجوال مرة وحدة .. حطته بعصبية عالمكتب قدامها ... الدموع تجمعت بعيونها ... تحس بالاهانة .. كلماته جرحتها .. عاودها الشعور نفسه اللي كانت تحس به السنين اللي راحت اذا بدر أذاها بشي وبكاها ..
كانت في قمة غضبها برغم الدموع اللي بدت تنزل ... قسم بالله قمة الوقاحة .. ما أدري متى بيحل عني هذا .. ليش دايما حاط دوبه من دوبي .. والله اني ضعيفة وعلى نياتي بس هو مدري ليش شايل علي ..
سالت دمعة يتيمة على خدها .. رفعت يدها ومسحتها بسرعة وكأنها ما تقبل الانهزام ... حرام تنزل دموعي عشان واحد مثل بدر.. دموعي أغلى من كذا ... لكن مارح يهنالي بال الا لما انفذ اللي في بالي ... واللي في بالي راح اسويه قريب ... قريب ... الخميس انشالله موعدنا يالوقح ...
قامت واقفة .. وراحت عند التسريحة .. رجعت تلف ماشية للمكتب .. كل شوي تتنهد وتتأفف .. راحت للسرير وجلست على طرفه .. كانت تتحرك بكل مكان بالغرفة .. ماعرفت تركد بمكان .. ظلت تتحرك بانحاء غرفتها لفترة مو قصيرة .. ليما ملت وطلعت منها ..

****

بعد ماقفلت التلفون بوجهه مسك بطنه من الضحك ورجع راسه على ورا ... التفت له سلمان خويه اللي كان يسوق السيارة ... ابتسم لا شعوريا وهو يشوف بدر غارق بالضحك غصب عنه ..
سلمان باستغراب : بدر .. خير انشالله .. البنت قفلت بوجهك السماعة وتضحك ..
كان بدر لازال مسند راسه على ورا وحاط يده على راسه ومستمر بالضحك : ههههههههههههههههههههه .. لو سمعتها بس كان مت من الضحك .. ههههههههههههههههههه !!
سلمان : ههههههههه .. الا حرام عليك .. تلقاها احترقت الحين .. اسلوبك كان لاذع بصراحة .. حتى انا انقهرت وانا اسمعك تكلمها بهالطريقة ..
بدر رفع راسه والتفت لسلمان : ههههههههههههههههه .. انا متعمد اكلمها بهالأسلوب .. بصراحة يا سلمان .. احس بنشوة غريبة اذا نرفزتها ورفعت ضغطها ..
سلمان وعيونه عالطريق قدامه : حرام عليك ياخوي ... البنت وش سوت لك عشان تسوي هذا كله معها ..
بدر ابتسم وهو يتذكر ذكريات قديمة له معها : ماسوت شي ... بس ...
قطع كلامه ... التفت له سلمان ورجع عيونه للطريق مرة ثانية : بس وشو ؟!!
بدر وعيونها على سلمان : شي جواتي يخليني اتصرف كذا معها ... اشياء كثيرة تجذبني في نوف .. وأكثر شي ... برائتها وعفويتها ... اذا عطيتها كلمة ردت عليك بعشر بدون ماتفكر فيهم حتى ..
سلمان : الله يعينها على مابلاها .. انا وانا ماعرفها رحمتها من كلامك ومن اللي تسويه فيها ..
رجع بدر يضحك وهو يتذكر : تدري بعد وش تقول ؟!!!
سلمان بلهفة : وش تقول ؟!!
بدر : هددتني ... هددتني بالانتقام ...
سلمان رافع حاجب : هددتك بالانتقام ؟!!!... شلون يعني بتذبحك ؟!!!
بدر ضحك وهو يتخيل : هههههههههههه ... يااااااااليت تذبحني .. مثل العسل على قلبي والله ... كل شي منها حلو .. أتقبله مهما يكون ...
سلمان : طيب شلون بتنتقم ؟!... ماقالت لك ؟!
بدر : لا ماقالت ... ( ماقدر يمسك نفسه عن الضحك وهي يتذكر المكالمة اللي صارت وهددته بالانتقام فيها ) ههههههههههههههههه ... وربي متلهف اعرف وش انتقامها ..
سلمان بسخرية : أقول ما كأن بنت عمك هذي واثقة من نفسها بزيادة شوي ...
بدر رفع حاجبه وباستنكار : شوي ؟؟؟!!!.... الا قول وااااااااااجد ... تصدق عاد مااتوقع تقدر تسوي لي شي .. لأنها قد ماهي واثقة بنفسها بزيادة مثل ما تقول .. قد ماهي جبااااااانة ...
سلمان : عندي لك نصيحة يا بدر ..
بدر : تفضل قول يابو النصايح ..
سلمان : ترا البنات ... ماينومن لهم ... انتبه وانا اخوك ...
بدر رجع لضحكه : هههههههههههههههه ... الا نوف ... مارح تقدر تسوي شي لاتخاف ..
سلمان : انا اشك بصراحة ... بعد اللي سويته فيها طول السنين اللي فاتت ما أتوقع تمشيها لك .. اكيد بتنتقم .. ولا تنسى انها هددتك ...
بدر هز رسه بعدم اقتناع : لا ابدا ... وحتى لو سوت ماتقدر تضرني بشي ... don't worry
سكت سلمان وخلى كل تركيزه على الشارع قدامه .. كان مزدحم بالسيارات وخلى حركتهم بطيئة .. بدر من سكت سلمان عنه سرح لعالم ثاني ..
يتذكر مكالماته لنوف .... يتذكر كل كلمة لاذعة منها له ... يتذكر كل حواراتها معه .. كل شي فيها يعجبه .. حتى طريقتها القاسية معه بالكلام تعجبه .. مر في باله ذكرى يوم يروح لبيت عمه بعد مارجع من السفر .. ابتسم وهو يتذكر نظرتها الخايفة لما شافته قبالها وجها لوجه .. ما ينكر بدواخل نفسه انه راح لبيت عمه بذاك اليوم عشانها .. كان جاي يسلم على احمد وعمه ان كان موجود .. لكن الغاية الاولى والأخيرة من حضوره كانت عشانها هي .. كان متلهف عليها وعلى وجهها البرئ الغاضب منه ... مايذكر متى آخر مرة ابتسمت له .. بقلبه يتمنى ابتسامة منها .. لكن هو يعرف ان هالشي مستحيل بالوقت الحالي وبظل اللي يحصل بينه وبينها .. بس ماكان متوقع تظهر بوجهه بذيك الطريقة المفاجئة اللي ارعبته .. صدمه شكلها ... كن متوقع يشوف نوف بنت 15 سنة .. لكن اللي ظهرت له بنت حلوة وتشع البراءة منها ومن نظراتها .. لحظتها الدهشة تملكت قلبه ..
ماكان يظن ان البنت الي تركها ثلاث سنين بتتغير بهالشكل .. لحظة تلاقت عيونهم تملكه احساس غريب .. وهالأحساس كل ماله يكبر بداخله .. بس طبعا هذا مامنعه انه يستمر باسلوبه الفوضوي واللاذع معها ..
- بدر ... ياهووه وين رحت ..؟!!
صحا بدر من افكاره والتفت لسلمان اللي كان فاتح باب السيارة وواقف خارجها ومنحني ويطل ..
بدر تلفت للمكان اللي هم واقفين فيه : هلا ... ها وصلنا ..؟!
سلمان : وينك ؟!... هههههههههههه ( ضحك بسخرية ) ... والله الاخ سرحاااااااان ومدري وين واصل ...
ابتسم بدر .. فتح الباب وطلع بدون مايرد .. ودخلوا لمقصدهم مع بعض ..
في بيت ابو فهد الحال مثل ماهو ... نجلاء للحين تلعب مع نايف بلاي ستيشن والبقية يسولفون .. كانت نجلاء تضحك وتسولف مع نايف وتستعيد بكل نزال وسباق بينها وبينه حياتها الماضية واللي ولت قبل سنة ... شوق وندى يراقبون السباق ويشجعون ويتناقشون ويتجادلون ...
بعد ساعة من مكالمة نجلاء لفهد ... دخل فهد البيت رايح للصالة ...
فهد : السلام عليكم ...
الكل عدا نجلاء ونايف اللي مندمجين باللعب : وعليكم السلام ..
عمر من سمع صوت اخوه رفع راسه عن ألعابه المنثورة حوله .. ابتسم وقام يركض له ...
فهد فتح له ذراعينه : أهلاً .. أهلاً بولي العهد من بعدي ...
شاله ورماه في الهوا ... وعمر ميت من الضحك ... حطه عالأرض وهو يلتقط أنفاسه ...
فهد : منى روحي جيبي كاس موية باااااارد ... ميت عطش ..
قامت منى رايحة للمطبخ .. وهو راح جلس جنب أمه ومد يده لصحن التمر اللي قدامها ... رجعت منى وكاس المويه في يدها ...
خذه وشربه كله على جرعتين ...
ام فهد : هو فهيد !!!.... شوي شوي منت صاحي ... تبي تموت ... البارد ماينشرب مرة وحدة بهالطريقة ...
فهد وهو يحط الكاس بالصينية ... : تعرفيني يمه .... مااحب أشرب الموية الا بهالطريقة ..
التفت لاخته نجلاء اللي معطيته ظهرها ومستمرة باللعب ..
كانت من يوم مادخل ما لفت له ولا كلمته ولا عطته بال ..... كأنه موب موجود ...
فهد : هيه ياام الشباب ......
نجلاء : .............. !!!
فهد : ياراعية البورش ...؟!
نجلاء : ..............!!!
فهد : يا ام عبدالعزيز ؟!
نجلاء : ..............!!!
التفت لامه مستغرب : يمه وش فيها ذي ؟ .... لا تصير انصقهت وانا مدري ...
ورجع التفت لها : يامرة سعود ... !!!
ونفس الشي ساكتة ... وفي داخلها بركان ثاير من الغيظ ... بينفجر في أي لحظة ...
فهد قاصد يستفزها : أقول ياوخيتي ... ترا كبرتي على البلاي ستيشن .. وش بيقول سعود عنك اذا درى .. يافضيحتي !!! ...
ماأمداه يكمل الا نجلاء لافه له وفي يدها المخدة اللي كانت جنبها .. رجمتها في وجهه .. لكن هو بسرعة قدر يمسكها قبل ما توصل له ..
قعد يضحك على شكلها ... ونجلاء هبت في وجهه .. قالت بعصبية .. واصبعها موجه له : أنا ماقلت لك لا أشوف وجهك قبل مااروح .. يالدب ..
ظل فهد بمكانه ساكن وابتسامة هادية مرسومة على وجهه .. وقال موجه كلامه لأمه بس عيونه على اخته ..
فهد : يمه !!!
ام فهد : هلا ..
فهد : من متى وانا دب ؟ ..... مادريت ...
ضحكت ام فهد واللي معها ماعدا نجلاء على أسلوبه ... اللي قامت والغيظ يفور من عيونها ..
شوق كانت تتابع كل حركات فهد وكل كلمة منه .. ماقدرت تبعد عينها عنه مع انها كانت تضحك معهم عاللي تشوفه منه وهو يغيظ نجلاء ...بداخلها تحس بإحساس غريب ماحست به من قبل ..
قامت نجلاء من مكانها وهي مليانه غيظ : هين يافهيد .... ان مادقيت على سعود الحين وأخليه يجي ياخذني ماكون نجلاء ..
وبسرعة راحت خذت جوالها الموضوع فوق الطاولة ..
فهد بتهكم : لا تتعبين نفسك .. يمكن مايصير فاضي لك .. وبعدين تلقينه طالع ومستانس لا تخربين عليه ..
نجلاء بغنج ودلع : اذا مافضى لي بيفضى لمين ؟!!.... مو مثلك انت ..!!
دقت بسرعة .. وحطت السماعة على اذنها ...... مادق دقتين الا ولقت رد ..
سعود بلهفة : هلا .. والله وغلاااااا .. بعيووووووني ................ هلا بحبي ..
ضحكت نجلاء بخجل واصبعها في فمها .. وبهمس تحاول ان احد مايسمعه : هلا حبيبي ..
ابتسمت ام فهد لما لاحظت تبدل مزاج نجلاء أول ما سمعت صوت سعود.. وحست بسعادة كبييييرة تغمرها ...
الله يهنيك ويوفقك ياحبيبتي ..
اما من ناحية فهد فظل يناظر اخته وهي تضحك بنظرات استغراب ... البنت انقلب حالها مرة وحدة في لحظة !!!! ... كل هذا من تأثير سعود !!!
سعود : شخبارك ..؟ .. ها مااشتقتي لي ؟
نجلاء : أكيد ... ولهااااااااااانة !! .. يومين ماشفتك ... بصراحة كثيرة علي ..
ملت ضحكة سعود مسامع نجلاء اللي غصب عنها ضحكت معه ..
سعود : وانا أكثر ياعمري .. أحسها شهرين مو يومين ...
نجلاء وهي تتنهد : اذا انت شهرين ... انا وش أقول ..
سعود بحنية ... : حبيبتي ..!! ..... في شي مضايقك ؟!..
نجلاء وهي تناظر فهد بنظرات فيها شوي من العتاب : وانت وش يدريك ان في شي مضايقني ..؟!
سعود : أفا حبيبتي ... انا حبيبك .. أعرف حتى لو من صوت انفاسك ... انت قلبي شلون ماعرف .. ها قولي وش مضايقك ..؟!
نجلاء ونظراتها على فهد : اخوي العلة ...!!... فهيد !!
ضحك سعود ... وباستغراب : ههههههههههههه !!!...... ابو فيصل ؟!!!!
نجلاء : من غيره علة على قلبي ..... ياليت تجي تاخذني وتفكني منه .. ماتحمل اشوفه في وجهي لحظة وحدة ..
سعود : ههههههههههههههههههههههههه .... ليش ياساتر .. ؟!.. وش مسوي ؟!
نجلاء بدلع ورجاء : سعووووود تكفى تعال خذني الحين ... بعدين اقولك ... ترا بنجن اذا قعدت عنده اكثر من كذا ..
سعود : لا لا خلاص ولا يهمك ... كلش ولا حياتي .. نص ساعة وانا عندك ..
نجلاء : اوكي وانا انتظرك .....
ماحست بفهد اللي قام من مكانه وسحب التلفون من يدها وحطه على اذنه ..
فهد : لا يالحبيب ... مالك حق تاخذها قبل بكرة العشا ... اندر ستاند ؟!
سعود : مين ؟! .. ابو فيصل ؟!!...... هلا والله شخبارك ؟
فهد بجدية مصطنعة : لا تقعد تتمصلح شخبارك وشلونك ؟... نجلاء مهيب طالعة من هنا قبل بكرة .... انت فاهم ؟
وقفت نجلاء في وجه اخوها ويدها على خصرها .. وباستهزاء : احلف ياشيخ ؟!
مارد عليها وظل يسمع سعود ..
سعود بابتسامة ساخرة : لا والله مافهمت ... ممكن تفهمني ..
فهد : كلامي واضح ... نجلاء مالها طلعة الا سيدا عالمطار ....
نجلاء : لا حبيبي مو على كيفك ..
سعود اللي سمع نجلاء قال : شف عاد .. انا جاي الحين اخذ زوجتي .. برضاك او بدون ..
فهد : خلاص تعال ... وشوف من اللي بيفتح لك الباب ؟
سعود : فهيد لا تضايق نجلاء بشي ... والا ترا الرشاش معي .. اعتبر ان اليوم اخر يوم بحياتك ..
فهد التفت لاخته : شفتي الحبيب وش يبي يسوي ؟ ... يبي يذبحني بالرشاش ..
نجلاء : ياليت والله ... خله يفكني منك ...
سحبت التلفون من يد اخوها بالقوة : هاااااات أشوووووف
رجعت السماعة لاذنها ... وقالت بدلال ذوبت قلب حبيبها : سعوووووووووود ....
سعود : يااااااااااابعد قلب سعود ... لبيه ..!!
نجلاء باندفاع : لبا قلبك .. تكفى بليز تعال خذني .. ماعليك منه ..
سعود : وانا أقدر أقول لأ ؟!! ... خلاص الحين جايك طيراااان ... كم نجلاء عندي انا .. هممم ؟!
نجلاء ضحكت بعد ما ارتاح قلبها : خلاص اوكي ..
سعود : مع السلامة حبيبتي ..
نجلاء : مع السلامة ..
سكرت منه ... والتفتت لاخوها بنظرات باردة وراحت جلست جنب امها ...
ندى : صدق بتروحين ؟
نجلاء : أكيد ... أجل اخلي سعود يجي عالفاضي .. أكيد بروح معه ..
فهد يكلم امه : يمه بتخلين بنتك تروح ... وهي بكرة بتسافر معه ...
نجلاء : وانت وش عليك ؟ .... أسوي اللي يريحني ...
ام فهد : بكيفها .... خلها تسوي اللي يريحها ... عالأقل تلقى احد يهتم فيها .. مو مثلك انت اخوها ولا كأنك اخوها .. لا انت راضي تجي تجلس معها ولا انت راضي انها تروح ..
فهد : طيب وهذا انا جيت ... وش تبي بعد ..
نجلاء : مابي منك شي ... تقدر ترجع تطلع اذا تبي ..
ظل الوضع في جدال وحوار ...
كل اللي صار من فهد كان مزح منه ... لكن الظاهر ان نجلاء ماعجبها هالمزح وزعلت من جد .. فهد استغرب من اخته .. ليش هالزعل ... وظل يحاول يراضيها لكن هي ماهي راضية ..
نجلاء : خلاص فهد مابي اجبرك انك تقعد في البيت ... اذا تبي تطلع اطلع ..
فهد : نجوووووولة وش فيك ؟!... ترا ماسويت شي يستاهل هالزعل ..
نجلاء : ماسويت شي ... بس خلاص عاد ..
فهد : شفيك نجلاء ... كنت أمزح معك والله ..
نجلاء تبي تفتك من هالنقاش : خلاص فهد مازعلت رضيت عليك ..
فهد وهو يقرب من اخته وعيونه بعيونها : مو مبين بعيونك ياحلو ..
ابتسمت نجلاء غصب عنها ودفت اخوها من صدره ... : اووف منك انت ... مدري من طالع عليه ..
فهد : ههههههههههه ... طالع على مين يعني ... على هالملاك اللي قدامي .. نجولة ...
تحركت ندى بمكانها من اللي تسمعه .. وقال خاشة عرض : بدينا بدينا ..... وانا ؟!!!
فهد وهو يناظرها بطرف عينه بسخرية : وش انتي قدام هالحلو اللي جالس قدامي ..
ندى تنرفزت من نبرة السخرية في كلامه : فهيد حدك عاد ... ماسمحلك ..
فهد : تسمحين ولا ماتسمحين ... انتي ماتمثلين ولا نقطة في بحر حلاوة نجولة ..
ضحكت شوق وحطت يدها على فمها ... التفتت لها ندى بحمق ..: على ايش تضحكين يالحمارة ..؟!؟!
والتفتت لأمها : يمممه شفتي وقاحته ..
ردت نجلاء : لا عاد يافهد الا ندى .. ماسمحلك ..
فهد : وش عليكم انتوا هذا رايي ...
نجلاء : رايك خله لك ... الا اختي عاد لا تغلط عليها ..
فهد : حااااااضر ... مادام انتي اللي طالبه .. على هالخشم ..
ربع ساعة ودق الجرس .. كانت نجلاء بغرفتها لبست وخلصت .. ونزلت بسرعة ماتبي تتأخر رجلها .. نزلت بالصالة لبست العباية وطلعت بعد ماحبت راس امها ..
لقت اخوها فهد واقف يكلم سعود عند الباب ... وصلت عندهم ..
فهد : ايه عاد يابو عبدالعزيز ... وين ناوي تودي اختي ..
نجلاء : وانت وش دخلك ... وش هاللقافة ..
فهد : خايف عليك ياوخيتي ..
سعود : وش تخاف عليها منه باللهِ ... والا انا ماني برجال .. طول وعرض ومامليت عينك ..
فهد : لا والله مالي عيني ونص ... بس بصراحة امي عازمتك عالعشا ... تقول مادام انك وصلت لباب البيت لازم تتعشى ..
نجلاء : عن الخراط عاد ... امي ماقالت لي شي وانا نازلة ..
فهد : شافتك مستانسة مابغت تخرب عليك ..
سعود وهو يتبسم : والله يابو فيصل انا وعدت نجلاء .. اذا هي تبي تكنسل الطلعة ماعندي مانع ..
فهد التفت لاخته وتم يناظرها بنظرات تعمد انها تكون محرجة لها قدام زوجها ...
فهد : انا مدري ليش انتي متحمسة هالقد ... سعود مهو بطاير قدامكم العمر كله ... سوي فيه اللي تبين ...
انحرجت نجلاء وتمت تشوف اخوها بنظرات صامتة بدون كلام ...
أما سعود فضحك .. مد يده ومسك يد نجلاء .. والتفت لفهد ومسكه بيده الثانية من قفاه ودفه ..
سعود : اقول ضف وجهك وورنا عرض كتافك .. ورح افتح باب المجلس ..
فهد وهو يعدل ملابسه .. : اذا هذا بيتي وتعاملني بهالطريقة ... اجل لو اني في بيتك وش بتسوي ...؟!!!
ضحك سعود غصب عنه .. وراقب فهد لما اختفى داخل البيت ...
التفت لنجلاء بابتسامة عذبة : شخبارك حبيبتي ..؟
ابتسمت نجلاء بعذوبة اكثر : تمام .... انت كيفك ؟
سعود : مرتاح بشوفتك ياعمري ...ها تبينا نطلع ؟!
نجلاء : انا ودي بصراحة بس مدري عن أمي .. اخاف اكسر كلمتها ...
رفع سعود يدها وباسها بكل حب : لا تخافين ان ما طلعنا اليوم ... قدامنا العمر كله .. مستعد اسويلك اللي تبين ..
ضحكت نجلاء بعذوبة وقالت وعيونها بعيونه : عارفة انك مارح تقصر ... ومستعد تسوي المستحيل علشاني .. - خلونا من هالرومانسية الحين وادخلوا لا ياكلكم البعوض ..
قال فهد هالكلمات وبسرعة رجع داخل .. لأنه عارف ان تم واقف بتجيه الجزمة في وجهه ... اما الزوجين فضحكوا وتبعوه لداخل ...
نجلاء تركت زوجها في المجلس وراحت تفصخ عبايتها ... وتشوف امها وش ناوية تسوي ..
راحت لقتها بالمطبخ ...
نجلاء : يمه ..
ام فهد : هلا ..
نجلاء : الحين ليش ماقلتي لي انك ناوية تعشين سعود عندنا .. ومخليتني البس واتجهز ..
ابتسمت ام فهد بحنية وقالت وعيونها على شغلها اللي قدامها .. : كنتي متنرفزة وما حبيت انرفزك زيادة .... وبعدين انا قلت لفهد اذا رضت نجلاء انه يقعد ولا مب لازم .. ليش انتي مب راضية ؟ ..
نجلاء : لا عادي ...الضيقة راحت خلاص .. مرتاحة الحين الحمدلله
رفعت الجوهرة عيونها لبنتها وقالت مبتسمة ..: صوت سعود بس هو اللي خلاك ترتاحين.. ولا في شي ثاني ..
احمر وجه نجلاء بسبب الطريقة الللي كانت تكلمها فيها امها ...
نجلاء : يممممممه .... وش هالكلام ... تراني استحي ..
ضحكت امها : وانا صادقة .. ماقلت شي غلط .. صح كلامي ولا لا ؟
ماردت نجلاء ومشت طالعة من المطبخ ... وام فهد ضحكت ضحكة كلها فرح وسعادة .. الله يديملك هالسعادة ياحبيبتي طول عمرك ويحفظك من العين ومن الحساد ..
انضمت ام فهد لسعود وفهد بالمجلس .. وبعدها بشوي جابت نجلاء القهوة بنفسها وقدمتها ....
بعد ساعتين وقبل ماينحط العشا بنص ساعة وصل ابو فهد لبيته ودخل الصالة لقا ندى وشوق ومنى جالسين يسولفون والتلفزيون مفتوح .. سلم عليهم ..
ابو فهد : شخبار حبيباتي ؟
الكل : الحمد لله ...
ابو فهد : الا كأني شايف سيارة سعود عند الباب ..
ندى : الا يبه ... في المجلس مع امي وفهد ونجلاء ..
هز راسه وراح ماشي للمجلس .. ودخل
ابو فهد يرحب : ياهلا والله بابو عبدالعزيز ..اسفرت وانورت ..
قام له سعود متقدم بابتسامة : منور باهله عمي .. تسلم .. شخبارك ان شالله بخير..(وحب راسه)
ابو فهد : بخير الحمدلله ... انت شخبارك وشخبار الوالد ؟
سعود : الوالد بخير ويسلم عليك .. تسلم ماتقصر ..
بعد سعود عن مكانه عشان يجلس فيه عمه ... اما هو فراح وجلس جنب نجلاء ..
ابو فهد : ها ما زلت معزم تاخذ بنتي وتسافر بكرة ..
ضحك سعود وقال : الود ودي ياعمي اني اقعد شهر زيادة ... بس وش اسوي الظروف ماتسمح .. انت عارف طبيعة شغلي .. بس اذا نجلاء تبي تجلس أكثر على راحتها ..
والتفت لها مبتسم .. : ها شرايك ؟
التفت ابو فهد لبنته بابتسامة هو بعد : ها نجلاء ودك تجلسين ؟
نجلاء فهمت من كلام سعود انه يتغلى عليها ... قالت : بصراحة يبه ... انا حياتي انربطت بسعود .. ومحد يقدر يفكني منه غير الموت ..
ضحك ابو فهد .. كان متوقع الرفض من بنته ... وسعود نفس الشي ارسل لها نظرة ذات مغزى ..
شوي وحطوا سفرة العشا .... تعشوا ... بعدها بنص ساعة طلع سعود راجع لبيت اهله ..


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:10 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
في اليوم الثاني ... كان صباح جميل .. الجو كان يحمل نسمة برودة غير اليوم اللي قبله ... ولفحة هوا تهب بين لحظة والثانية .. في كافتيريا الجامعة بعد المحاضرة الاولى ... كانت شوق جالسة ومعها نوف ونوال كالعادة ... وكان مبين عليها الملل وشوية عصبية على غير عادتها ..
نوال انتبهت لوجه شوق المتغير : اووف اووف ... وش في الشوق اليوم مادة بوزها شبرين ونفسها في خشمها ..
تنهدت شوق بدون نفس ... كانت هيئتها تشير فعلا للملل والضيق ... يدها تحت خدها وعيونها عاللي رايح واللي جاي : ما فيني شي ..
نوف : شلون مافيك شي ... الا فيك شي ونص ..
خشت نوال عرض : حبيبي قرب بص وبص بص ..
نوف تكمل : زعلان ازعل ازعل نص نص ...
نوال : لاحسن هبعد ..
نوف : ابعد اه ونص ..
نوال + نوف : وحتبقى انت اكيد خسران ..
شوق بدت تتأفف : اوففف منكم !!! ... ترا مني برايقة لكم الحين .. والله نفسي في خشمي ..
نوال : ليش عسى ماشر ... شوق يالله عاد بلا دلع قولي وش فيك ..
تنهدت شوق بملل ... واعتدلت بجلستها منتصبة ودفعت بخصلة كانت طايحة على وجهها لورا ... التفتت لنوف : نوف تدرين من اللي بيجونا اليوم العصر ؟!
نوف تحمست : مين ؟!
شوق : مها وأمها من الجيران ...
ظلت نوف تناظرها لفترة بعدها ضحكت : ههههههههههههههههه ... بعذرك والله متنرفزة ... الله لا يلومك اذا مها بتنط عليكم اليوم ..
نوال : لحظة انتي وياها وش السالفة .. وش قصة مها هذي ؟
نوف ردت : هذي وحدة ماقد شفنا اثقل من دمها ... جعلك ما تشوفين مثلها بحياتك ... انسانة مغرورة .. ومتكبرة وتحب المظاهر بشكل رهيب ... وما تحشم احد ..
نوال : ليش هي بتجي عندكم للبيت اجل ؟
شوق بضجر : أيه .... اتوقع .. الا شبه متأكدة ... الله يعدي هاليوم على خير ..
نوف : اسمعي حبيبتي .... انسانة مثل هذي ماتستاهل انك تضيقين صدرك وتنكدين خاطرك عشانها ... ترا والله ماتستاهل ...
شوق : ادري ..... بس هي ماتخلي احد في حاله ...
نوف : عارفة ياشوق .... حتى انا نفسي صار لي موقف معها مرتين او ثلاث ... بس نسيتها لانها اصلا ماتستاهل احد ينزل لمستواها ... وبعدين اذا أمها بتجي معها مارح تتجرأ تسوي شي او تطلع كلام .. تطمني ..
حست شوق بشي من الارتياح من هالكلام .. يعني مارح تحصل اساءة من مها ... أصلا البنت شكلها كارهتني من اول ماشافتني ... بس ليش ؟!..... مدري !!!
نوف : يالله عاد ... خلونا نقوم .. مابقى عالمحاضرة الا ربع ساعة ... وانسي هالبنت تراها ماتستاهل ان الواحد يفكر فيها مجرد تفكير حتى ...
شالوا اغراضهم وراحوا ماشين طالعين من الكافتيريا .. وفي طلعتهم قابلوا نفس البنتين اللي شافوهم بدورة المياه قبل كم يوم ( أريج ومروى ) .. وكانت معهم وحدة ثالثة ...
نوال رافعة حواجبها : شفتي شلون يناظرونا يا شوق ...
شوق باستهزاء : يااااااااااي ... اذوب انا من هالنظرات ... من طرف خشمهم كنا ذابحين لهم احد ...
نوف : وع ... وقاحة ..!!!
شوق : طنشيهم بس ... مايستاهلون نظرتنا حتى ..
مشوا جنبهم وتعدوهم بدون مايلتفتون لهم حتى ... لكن شوق سمعت كلام بينهم كان شبيه بالهمس بس قدرت تلقط كلمتين ...
- اقول مروى ... بعض البنات شايفين حالهم ومعطين نفسهم اكبر من قدرهم ...
- من جد يا أريج ... بنات معطين نفسهم اكثر من مستواهم ...
ابتسمت شوق بسخرية وهي تسمع هالكلمات ... التفتت لنوال وقالت بصوت عالي عشان يسمعونها ..
شوق : اقول نوال ... في بعض البنات شايفين نفسهم بقوووة ويحسبووون العالم على كيف كيفها ... صح ولا انا غلطانة ..؟!!
نوال استغربت بالبداية لكنها فهمت وهزت راسها : أيه والله بجد ... ناس فاهيه ... هههههههههههههههههه ...
ضحكت شوق بنعومة وهي تحط يدها على فمها ...
مجموعة البنات وقفت والتفتت بتعجب لشوق واللي معها ... اللي كملوا طريقهم بدون مايلتفتون لورا ..

****

مضت ساعات النهار ساعة ورا ساعة .. لما جا العصر وقاربت الشمس عالمغيب ... رقت ندى درج البيت وهي تدندن بالحأن متنوعة رايحة لغرفة نجلاء .. دقت عليها الباب ودخلت .. لقتها تتزين بالميك اب ..
ندى : ها نجولة خلصتي .. ام فواز بالطريق ..
نجلاء : دقت ؟
ندى : ايه دقت وقالت انها جاية ..
نجلاء : وانت لسا بخلاقينك ... ماعندك نية تنزلين ..
عصبت ندى لأنها ماتحب احد يقول ميد اللي تلبسه خلاقين : هيه انتي ... كم مرة قلتلك لا تقولين لي خلاقين ... انا البس احسن الملابس اللي في السوق ...
ضحكت نجلاء : أمزح يا حبيبتي والله امزح ... بس صدق الحرمة جاية وانتي للحين مالبستي ..
ندى : يمدي ... كلها تنورة جينز وتي شيرت .. وغلوس وكحل ... مايبيلها ... وبعدين الحرمة مهيب مطولة .. ساعة ورايحة ..
نجلاء : وشوق للحين نايمة .. ؟
ندى : ايه لسا مابعد قامت ..
نجلاء : روحي قوميها معد الا الخير ... الساعة اربع ونص .. علبال ما تجهز الا الحرمة واصلة ..
طلعت ندى من عند اختها وراحت لعند شوق .. ودقت الباب .. بعدها دخلت وفتحت النور ..
ندى بصوت عاااااالي : شووووووووووووق ...
شوق تحركت تحت اللحاف : .................. همممممممممم ...
ندى بنفس الأسلوب : قووووووووووووووووووومي ...
شوق : طيب لا تصارخين ... روحي وبقوم ..
ندى : منييييييييييييب .... قومي أول ..
شوق : اول ... اذلفي وأقوم ...
ندى : شووووووووووووووووووووق ...
شوق : يووووووووووووه ندى كم مرة قلت لك ماحب احد يزعق فوق راسي وانا نايمة ..
ندى ماهمها : يالله قوووووووووووومي الحرمة جت ..
وماطلعت ندى من عندها الا وهي منرفزتها لما قامت .. راحت لغرفتها عشان تجهز هي بعد ...
مامر ربع ساعة الا ام فواز واصلة والكل كان في انتظارها .. واللي كانت شوق خايفة منه صار ... مها بنتها جت معها بس رشا اللي ماجت ...
شوق وهي تهمس لندى الواقفة جنبها : ياليت رشا اللي جاية ولا انتي ..
ابتسمت ندى وهمست لها : وش فيك انتي اسفهيها .. مهيب مسوية شي
قبل ماترد شوق كانت ام فواز وصلت لهم تسلم ..
ام فواز : هلا والله ندى حبيبتي ... شخبارك ...
ندى : هلا خالتي انا بخير ... كيفك انتي ؟
ام فواز : انا بصحة وعافية .. من زمان عنك وليش ماتزورينا ..؟
ندى : والله خالتي شسوي منشغلة .. مدري شلون الوقت يروح مني ..
التفتت ام فواز لشوق المبتسمة : ماشالله ماشالله ... هذي شوق بنت صالح ؟؟!!.... ماشالله وش هالزين ...
شوق : هلا فيك خالتي ... انتي شلونك ؟!
ام فواز : بصحة وعافية ... شخبارك بنتي وشلونك ...
شوق : عايشة بخير الحمدلله ...
جا دور مها .. سلمت على ندى عادي والابتسامة شاقة وجهها .. لكن يوم جا دور شوق تغيرت نظرتها لنظرة غرور والابتسامة الله الله ...
شوق ظلت مثل ماهي وسلمت عليها مثل ماسلمت على أمها ...
بعد ماقعدوا وجابوا القهوة ...
ام فواز : شخبارك نجلاء ... عسى مرتاحة ان شالله ؟
نجلاء : بخير خالتي ام فواز ... الحمدلله ..
ام فواز : يوم اني سمعت انك بتسافرين اليوم قلت لازم الحق عليك قبل واسلم ... مايصير لي شهور ماشفتك ...
نجلاء : تسلمين ماتقصرين والله ...
كانت مها طول الوقت عيونها على شوق .. وكل ماانتبهت لها شوق صدت عنها بنظرات كلها غرور وشوفة نفس ...
شوق في نفسها مرتفع ضغطها .. على ايش هالغرور على أيش ؟!! ... ذابحه لها احد ولا وش مسوية ... اعنبوها هذي ثاني مرة اشوفها وتعاملني بهالطريقة .. ابي اعرف وش اني مسوية بس ...
ندى حست بشوق انها متضايقة فهزتها بكوعها ..
ندى : يالله شوق نجيب العصير ..
شوق : يالله ..
قاموا مع بعض للمطبخ .... وبدت شوق ترتب الكاسات .. وندى تجيب العصيرات ..
ندى وهي تفتح الثلاجة : شفيك ماقلت لا تناظرينها حتى ... نظراتها لحالها تنرفز ..
شوق : ودي أزنطها بصراحة ... وش اني مسوية ياربي ... هذا ثاني لقا بيني وبينها .. لا أعرفها من قبل ولا تعرفني ... ليش تناظرني كذا .. ؟؟؟!!!!!
ندى : ههههههههههههههه ... ماتزعليش حالك بأى .. خلاص ... خليها تولي .. كلها ربع ثلث ساعة وهي ذالفة ...
شوق وهي تحط الصينية على طاولة المطبخ بنرفزة : أووف بس أووووف ...
ندى وهي تسكب العصير بالكاسات : خلاص انا رح أشيل الصينية عنك ..
شوق : وانا بشرب لي كاس موية والحقك.. يبست ريقي الله ييبس ريقها ...
شالت ندى الصينية وطلعت من المطبخ .. اما شوق فتوجهت للثلاجة وطلعت منها جيك موية ... وسمعت صوت ندى في الممر اللي رايح للصالة ...
ندى : هلا مها على وين ... ؟
مها : رايحة للمطبخ اشرب لي موية ..
ندى : والعصير ؟!
مها : بشرب جلاص وأجي ..
ندى : أوكي لا تتأخرين ..
شوق من سمعت هالكلام خلت ظهرها للباب ويدها على خصرها وكاس الموية بيدها .... لحظات قليلة وسمعت حس احد يدخل المطبخ .. ظلت واقفة بمكانها تشرب وكأنها ماتحس بشي ..
مها : أبي جلاص موية ... ممكن ؟!!
شوق التفتت لها .. وأشرت بيدها على درج الجلاصات بصمت ... راحت مها وفتحت الدرج وطلعت لها كاس ...
مها : ووين الموية .. ؟!!
شوق في نفسها ... ياجعل هالعيون العمى ... الجيك شفاف قدامها ومليان .. واللي يسمعها يقول ماتدري ...
شوق بنبرة باردة : وهالجيك اللي قدامك ماملا عينك ؟
مها رفعت حواجبها باستغراب ... وتقدمت لها : وليش تكلميني بهالطريقة ؟
شوق وهي تحط الكاس عالطاولة : اسألي نفسك ؟
مها بعد ماصبت لها : انا ما سويت شي .. عشان تكلميني بهالطريقة ... !!!
شوق : لا ابد ماسويتي شي ...
وما عطتها فرصة انها ترد .. طلعت ماشية من المطبخ ... دخلت الصالة ورجعت لمكانها جنب ندى ..
ندى بهمس : لا يكون صار شي ..؟
شوق : لا ماصار ...
دقيقة ورجعت مها لمكانها بدون ماتلفت لشوق ولا حتى بنظرة ..
شوق نفسها كانت شوي وبتنفجر ... تحس بشي داخلها يتأجج من الحمق .. يالله تعرف شلون تنرفز .... هذي لو أمها ماكانت فيه وش كانت بتسوي ... هذي بالنظرات بس ترفع الضغط ...
شربوا العصير ومادروا بعدها الا ام فواز واقفة ...
ام فواز : يالله أجل .... أترخص ..
ام فهد وقفت معها والكل بعد : وين يام فواز تو الناس ... وشو له العجلة ..؟
ام فواز : ماعليه يالجوهرة ... اسمحي لي ... والله عندي مشوار ثاني ودي أقضيه ... انا ودي اقعد معكم ومع نجلاء خصوصا بس مااقدر ..
نجلاء ابتسمت : على راحتك خالتي ... ان شالله تزورينا مرة ثانية واكون موجودة ..
شوق كانت في مكانها واقفة ... حست براحة غريبة يوم شافت ام فواز وقفت ... وان مها خلاص بتذلف عن وجهها ... لكن فرحتها ماكملت يوم سمعت خالتها ام فهد تقول ..
ام فهد : وانت مها شرايك تقعدين عندنا ... ؟
شوق حست بالغصة تسري لبلعومها وتستقر .. حرام عليك ياخالتي حرام عليك ... انا ماصدقت .... بتبلشيني فيها مرة ثانية ...
ارتسمت ابتسامة على محيا مها .. كعلامة رضا انها فعلا ودها تجلس ... بس امها ردت عنها ..
ام فواز : لا يام فهد اسمحيلي ... مها لازم تروح معي ... مرة ثانية ان شالله ..
ام فهد : وراه عاد يامنيرة .... البنت شكلها ودها تجلس ... خليها تجلس توسع الصدر مع ندى ونجلاء وشوق ... حياها الله ..
شوق كانت تدعي ربها بقلبها ...
أي توسع الصدر ياخالتي حرام عليك ؟!! ... هذي الا تنكد الواحد وتنرفز اللي ماينتنرفز ....
ام فواز : لا يم فهد معليه ... مرة ثانية ان شالله ....
ام فهد : على راحتك أجل ... بنتك واللي تبينه سويه ...
أطلقت شوق تنهيدة مسموعة للكل تنم عن الراحة اللي اختلجت في صدرها .... الكل التفت لها مستغرب وهي ابتسمت على حركتها ....
ضحكت ندى وضربتها بكوعها .. وقالت بهمس : هههههههههههه ..... الله يفشلك وش هالحركة .... بيقولون ذي ماتبينا ..!!!
شوق ترد بهمس : شسوي طلعت مني من دون ماحس ... ماقدرت امسكها ...
ندى : ههههههههههههههههههه .. الله يقطع بليسك ...!!!!
لفت شوق عينها لمها ... لقتها تناظرها بعصبية وحقد واضح .... طنشتها وكأنها ماشافت شي ....
مها فهمت سر هالتنهيدة وان شوق ماتبيها تجلس ... بس هين ياشوق انا أوريك ...!!!
طلعت ام فواز وتبعتها بنتها ووراهم ام فهد ونجلاء ... اما ندى من طلعوا الضيوف جلست عالكنبة وهي ماسكة بطنها من الضحك ... وشوق ضحكت معها ...
ندى : ههههههههههههههه حسبي الله على بليسك ياشويق ... شسويتي البنت زعلت مرة وحدة ...ههههههههههههههه
شوق : بالطقااااااق اللي يطقها ... وش علي منها أنا ... خل تزعل وتطق براسها مليون جدار .... والله العظيم ...!!!!
ندى : هههههههههههههه ... اللي يشوف نظراتها يقول ماكلين حلالها ... يووووووه من زمااااااااااان ماشفت مها معصبة بهالطريقة ....العادة هي اللي تعصب بالواحد ...
شوق جلست وهي تتنهد : آآآآآآآخ ... وأخيرا بردت قلبي منها ...
ندى : هههههههههه ... ماخبرتك حاقدة ..
شوق : انا ماحقدت .. بس بصراحة البنت تطلع الواحد من طوره ... وتخليه يكرهها غصب عنه ..
ندى : وفي هذي صدقت ..
دخلت نجلاء ...: وانت ياندى لمتى بتتصرفين مع هالبنت بهالطريقة ..
ندى وقفت ضحك .. وناظرت شوق باستغراب .. ورجعت لأختها وهي تقول : وش سويت ... ماسويت معها أي شي ..
نجلاء : يكفي ان البنت طلعت شايله بخاطرها ... هي جاية تجلس معك وتسولف وانتي تنفرين منها ...
ندى : أيه هاللي جنت على نفسها ... ( وبفلسفة ) على نفسها جنت براقش ... أصلا هاللي تنفر الواحد منها ... لا تسولف على سنع .. ولا تعرف حتى تجامل .. كل همها المظاهر ... حتى اسألي شوق وش سوت معها ...
التفتت نجلاء لشوق بتساؤل .... سكتت شوق ماعرفت شلون ترد ..
شوق : آآآ ... بصراحة يانجلاء ندى معها حق ... البنت تنرفز الواحد ... يكفي النظرات اللي كانت تناظرني بها وحنا جالسين قبل شوي ...
نجلاء : ليش ؟!... وانتي شسويتي لها عشان تتصرف معك هالتصرف ..
شوق : ابد ماسويت شي ... البنت كارهتني من يوم ماالتقيت فيها بالحفلة .. على ايش ما أدري !
ندى : سمعتي .... حتى اختها رشا اللي هي أصغر منها أعقل منها ...
نجلاء : حتى ولو ... تعاملي معها زين وهي بتتغير مع الوقت ..
ندى بتهكم : أي تتغير واللي يرحم والديك ... هذي لها ثلاث سنين من سكنوا بهالحي .. وتصرفاتها طول هالفترة وحدة ... ماتغيرت .. ماكانت تجي لبيتنا الا عشان تنرفزني ..
نجلاء : ايه ياندى بس البنت تحبك وتبي صداقتك ..
ندى : أيه وانا مارفضت صداقتها .. طول الثلاث سنين وانا متحملتها ... بس هي مصرة على اطباعها واسلوبها ....
شوق : اسمحيلي يا نجلاء بس البنت انا ما تحملتها ساعتين .. كثر الله خير ندى يوم انها تحملتها ثلاث سنين ..
نجلاء جلست عالكنبة وهي تتنهد ..: بس البنت مسكينة ..
ندى : لاهي بمسكينة ولا شي ...الا هي عقربة ..
ضحكت نجلاء ومعها شوق عالتعليق ..
نجلاء : هههههههههههه ... حرام عليك .. عقربة مرة وحدة ..
شوق : هههههههههههههه ... يا ويلك لو تسمعك قايلة عنها كذا ..
ندى : خلاص عاد فضوا هالسيرة ....
نجلاء رجعت تقوم : يالله انا راقية أجمع باقي اغراضي وأحطها في الشنطة ..
شوق وراها : اجي أساعدك ..
انسدحت ندى عالكنبة وركزت عيونها عالتلفزيون وقالت : لا تعالي وش هاللقافة .. خليها تضف أغراضها على كيفها ..
مسكت نجلاء يد شوق وسحبتها معها : وش عليك انت يالملسونة .. هي تعرض خدماتها مو بأنتي اللي بس تتسدحين وتاكلين .. حركي شوي لا تدبين ..
ندى وهي تصارخ لأختها اللي وصلت لنص الدرج مع شوق : انااااا مااااااني بدبااااااااااا يالدبااااااااااااااااااااا ....
نجلاء من بعيد : انا مادبيت ... أصلا وزني من تزوجت واحد ماتغير ..
ندى بخبث بارد : أيه نشوف .... كله كم أسبوع ونشوف البطن يكبر ... ( وبخبث ) بدق على سعود واقوله لا تخلي أختي الا لما تحمل ... وبقوله ان حنا مانبي نشوفها المرة الجاية الا وبطنها شايل بيبي ... بعد انا ابي اصير خاله ...
نجلاء وقفت مكانها من الصدمة .. وفكت يد شوق الميتة ضحك على ندى المجنونة .. ونزلت الدرج ركض وراحت ناوية على ندى اللي من شافتها قامت منحاشة ... وهي تصااارخ ...
الملاذ الوحيد اللي قدرت توصله ندى هو الحمام ... دخلته وقفلت على نفسها ... نجلاء ماقدرت تصيدها.... كان وجهها أحمر ... وأنفاسها تتسابق ... وقلبها يدق ..
نجلاء : هين يا ندى ... أنا أوريك ... بالله عليك هذا حكي ينقال ..
ندى من داخل الحمام : ماتخوفين ترا ... ولا تتحديني أدق على سعود وأقوله هالكلام ...
نجلاء كانت مرتبكة حدها : ترا بتنذبحين ياندى ... ان قربتي التلفون وريتك ..
تعالت صوت ضحكات ندى وتردد صداها ...
نجلاء راحت ووجهها أحمر .. رقت وقابلت شوق بنص الدرج اللي كانت تتابع الحوار والبسمة عليها ..
شوق : أجي أساعدك ...
نجلاء : لا ارتاحي ..
كملت نجلاء طريقها لغرفتها دخلتها وقفلت الباب وراها .. راحت شوق للحمام اللي كانت ندى متخبية فيه ودقت الباب وهي تضحك ...
شوق : هههههههههههههههههههههههههه ... افتحي يالخبلة ...
ندى : راحت ولا لسا موجودة ؟
شوق : ههههههههه ... لا راحت
ندى : تكذبين ؟!
شوق : والله راحت لغرفتها ..
فتحت ندى الباب بحذر وطلت ... لقت شوق لحالها واقفة ...
ندى : شووق ترا ان صرتي تكذبين ياويلك ... ماعندي استعداد لقبص نجلاء اللي يعور ..
شوق : ههههههههههههههه ... لا ارتاحي راحت لغرفتها وقفلت الباب ..
طلعت ندى وراحت للصالة وشوق وراها ..
شوق : حرااااااااام عليك والله ... ماشفتي نجلاء شلون وجهها انقلب ...
ندى : والله ؟!.... قهر فاتتني ..
شوق : أي فاتتك .... الا حرام عليك البنت راحت فيها ...
ندى : هههههههههههههههههههههههههههه ...
جلسوا في الصالة يقلبون بالقنوات ...
بعد ساعة رجع ابوفهد عشان يمديه يجلس مع بنته قبل ما تسافر ... وبعده رجع فهد عشان ما يحصل له تهزيئة او زعلة من أخته مثل أمس ...
جلسوا بالصالة كلهم ....ونجلاء مازالت بغرفتها فوق تجمع أغراضها ... خلصت ونزلت لقتهم كلهم جالسين يتقهوون ...
ابو فهد : هلا حبيبتي ... تعالي جنبي ..
راحت نجلاء وجلست : شلونك يبه ... جاي بهالوقت غريبة مو من عادتك ..؟!
ابو فهد : جاي عشانك ... وبعدين سعود بيجي ولازم أصيرموجود ولازم أسلم عليه ..
نجلاء : ايه بس ماله داعي ... بنعطلك عن الشغل ..
ابوفهد : خلك من هالحكي بس ... وتقهوي ..
ام فهد : ها يمه خلصتي أغراضك كلها ...
نجلاء : كلها ... بس ابي احد ينزلها لأنها ثقيلة وكثيرة ..
قالت هالكلام وعيونها على فهد ...
فهد : الله واكبر عاد وش هالاغراض ... توك من ثلاث أيام عندنا ...
نجلاء : بس هذي أغراض ما خذتها معي اصلا لجدة وقررت اخذها معي الحين ...
فهد : الا تبين تتعبيني ...
نجلاء وهي تتبسم بدلع لاخوها : من لي غيرك ياخوي ... انت سندي ..
فهد وهو مكشر لها بتهكم : لاااااه ؟!.... ووين راح الكلام عن سعود وانك خلاص معد لك حاجة فيني ...
نجلاء تتصنع البراءة : انا ما قلت هالكلام ... لا تقول كلام انا ماجبته على لساني ...
فهد : احلفي يا شيخة .....!!!!!!!!
ابو فهد : وانت اذا ماخدمت اختك الحين ... متى بتخدمها ...
فهد : انا ماادري يبه ليش انت ضدي دايما حتى لو كنت انا اللي على حق ....
ابو فهد : لأنك رجال ... وتقدر تعتمد على نفسك ... اما البنات يحتاجون من يساعدهم ...
ندى التفتت لشوق و تبادلوا الابتسامات بفخر واضح ...
فهد انتبه لهم .. والتفت وقال : ياليت الدنيا كانت بلا بنات ... كان حنا عايشين بسلاااااام ...
ندى فزت في وجهه : ها ها عااااااد حدك ...... ماجابك الا الحريم ولا نفعك الا الحريم ... انت فاهم ...
فهد : انتي أحد كلمك ... ؟!
ندى : لا حبيبي انا ادافع عن بنات جنسي ... وبعدين ترا الحياة مالها طعم لكم انتوا الا بالبنات ...
ولو مافي بنات في الدنيا كان انهبلتوا ... انا اعرف حركاتكم انتوا يالشباب ماتطلعون تفرفرون في هالشوارع الا عشان البنااااات ....
ضحكوا كلهم على حمااااسها بالكلام وطريقتها ... حتى فهد ماقدر الا انه يضحك في وجهها ...
فهد : هههههههههههههههههه .... هدي شوي !!!...... كلتيني بقشوري ...!!!!!!!
ندى : اسمحلي بس انا ماعرف اتكلم الا بالصراحة ...
فترة قصيرة ويسمعون الآذان لفرض المغرب ينتشر بأنحاء الكون ويذكر الناس بالصلاة .. بعده بدقيقتين قام ابو فهد ..
ابو فهد : يالله فهد للمسجد ..
فهد : ان شالله ...
قاموا توضوا ... وطلعوا ونايف معهم ...

ربع ساعة ودق الجرس .. كانت نجلاء بغرفتها لبست وخلصت .. ونزلت بسرعة ماتبي تتأخر رجلها .. نزلت بالصالة لبست العباية وطلعت بعد ماحبت راس امها ..
لقت اخوها فهد واقف يكلم سعود عند الباب ... وصلت عندهم ..
فهد : ايه عاد يابو عبدالعزيز ... وين ناوي تودي اختي ..
نجلاء : وانت وش دخلك ... وش هاللقافة ..
فهد : خايف عليك ياوخيتي ..
سعود : وش تخاف عليها منه باللهِ ... والا انا ماني برجال .. طول وعرض ومامليت عينك ..
فهد : لا والله مالي عيني ونص ... بس بصراحة امي عازمتك عالعشا ... تقول مادام انك وصلت لباب البيت لازم تتعشى ..
نجلاء : عن الخراط عاد ... امي ماقالت لي شي وانا نازلة ..
فهد : شافتك مستانسة مابغت تخرب عليك ..
سعود وهو يتبسم : والله يابو فيصل انا وعدت نجلاء .. اذا هي تبي تكنسل الطلعة ماعندي مانع ..
فهد التفت لاخته وتم يناظرها بنظرات تعمد انها تكون محرجة لها قدام زوجها ...
فهد : انا مدري ليش انتي متحمسة هالقد ... سعود مهو بطاير قدامكم العمر كله ... سوي فيه اللي تبين ...
انحرجت نجلاء وتمت تشوف اخوها بنظرات صامتة بدون كلام ...
أما سعود فضحك .. مد يده ومسك يد نجلاء .. والتفت لفهد ومسكه بيده الثانية من قفاه ودفه ..
سعود : اقول ضف وجهك وورنا عرض كتافك .. ورح افتح باب المجلس ..
فهد وهو يعدل ملابسه .. : اذا هذا بيتي وتعاملني بهالطريقة ... اجل لو اني في بيتك وش بتسوي ...؟!!!
ضحك سعود غصب عنه .. وراقب فهد لما اختفى داخل البيت ...
التفت لنجلاء بابتسامة عذبة : شخبارك حبيبتي ..؟
ابتسمت نجلاء بعذوبة اكثر : تمام .... انت كيفك ؟
سعود : مرتاح بشوفتك ياعمري ...ها تبينا نطلع ؟!
نجلاء : انا ودي بصراحة بس مدري عن أمي .. اخاف اكسر كلمتها ...
رفع سعود يدها وباسها بكل حب : لا تخافين ان ما طلعنا اليوم ... قدامنا العمر كله .. مستعد اسويلك اللي تبين ..
ضحكت نجلاء بعذوبة وقالت وعيونها بعيونه : عارفة انك مارح تقصر ... ومستعد تسوي المستحيل علشاني .. - خلونا من هالرومانسية الحين وادخلوا لا ياكلكم البعوض ..
قال فهد هالكلمات وبسرعة رجع داخل .. لأنه عارف ان تم واقف بتجيه الجزمة في وجهه ... اما الزوجين فضحكوا وتبعوه لداخل ...
نجلاء تركت زوجها في المجلس وراحت تفصخ عبايتها ... وتشوف امها وش ناوية تسوي ..
راحت لقتها بالمطبخ ...
نجلاء : يمه ..
ام فهد : هلا ..
نجلاء : الحين ليش ماقلتي لي انك ناوية تعشين سعود عندنا .. ومخليتني البس واتجهز ..
ابتسمت ام فهد بحنية وقالت وعيونها على شغلها اللي قدامها .. : كنتي متنرفزة وما حبيت انرفزك زيادة .... وبعدين انا قلت لفهد اذا رضت نجلاء انه يقعد ولا مب لازم .. ليش انتي مب راضية ؟ ..
نجلاء : لا عادي ...الضيقة راحت خلاص .. مرتاحة الحين الحمدلله
رفعت الجوهرة عيونها لبنتها وقالت مبتسمة ..: صوت سعود بس هو اللي خلاك ترتاحين.. ولا في شي ثاني ..
احمر وجه نجلاء بسبب الطريقة الللي كانت تكلمها فيها امها ...
نجلاء : يممممممه .... وش هالكلام ... تراني استحي ..
ضحكت امها : وانا صادقة .. ماقلت شي غلط .. صح كلامي ولا لا ؟
ماردت نجلاء ومشت طالعة من المطبخ ... وام فهد ضحكت ضحكة كلها فرح وسعادة .. الله يديملك هالسعادة ياحبيبتي طول عمرك ويحفظك من العين ومن الحساد ..
انضمت ام فهد لسعود وفهد بالمجلس .. وبعدها بشوي جابت نجلاء القهوة بنفسها وقدمتها ....
بعد ساعتين وقبل ماينحط العشا بنص ساعة وصل ابو فهد لبيته ودخل الصالة لقا ندى وشوق ومنى جالسين يسولفون والتلفزيون مفتوح .. سلم عليهم ..
ابو فهد : شخبار حبيباتي ؟
الكل : الحمد لله ...
ابو فهد : الا كأني شايف سيارة سعود عند الباب ..
ندى : الا يبه ... في المجلس مع امي وفهد ونجلاء ..
هز راسه وراح ماشي للمجلس .. ودخل
ابو فهد يرحب : ياهلا والله بابو عبدالعزيز ..اسفرت وانورت ..
قام له سعود متقدم بابتسامة : منور باهله عمي .. تسلم .. شخبارك ان شالله بخير..(وحب راسه)
ابو فهد : بخير الحمدلله ... انت شخبارك وشخبار الوالد ؟
سعود : الوالد بخير ويسلم عليك .. تسلم ماتقصر ..
بعد سعود عن مكانه عشان يجلس فيه عمه ... اما هو فراح وجلس جنب نجلاء ..
ابو فهد : ها ما زلت معزم تاخذ بنتي وتسافر بكرة ..
ضحك سعود وقال : الود ودي ياعمي اني اقعد شهر زيادة ... بس وش اسوي الظروف ماتسمح .. انت عارف طبيعة شغلي .. بس اذا نجلاء تبي تجلس أكثر على راحتها ..
والتفت لها مبتسم .. : ها شرايك ؟
التفت ابو فهد لبنته بابتسامة هو بعد : ها نجلاء ودك تجلسين ؟
نجلاء فهمت من كلام سعود انه يتغلى عليها ... قالت : بصراحة يبه ... انا حياتي انربطت بسعود .. ومحد يقدر يفكني منه غير الموت ..
ضحك ابو فهد .. كان متوقع الرفض من بنته ... وسعود نفس الشي ارسل لها نظرة ذات مغزى ..
شوي وحطوا سفرة العشا .... تعشوا ... بعدها بنص ساعة طلع سعود راجع لبيت اهله ..

*** *** *** ***

في اليوم الثاني ... كان صباح جميل .. الجو كان يحمل نسمة برودة غير اليوم اللي قبله ... ولفحة هوا تهب بين لحظة والثانية .. في كافتيريا الجامعة بعد المحاضرة الاولى ... كانت شوق جالسة ومعها نوف ونوال كالعادة ... وكان مبين عليها الملل وشوية عصبية على غير عادتها ..
نوال انتبهت لوجه شوق المتغير : اووف اووف ... وش في الشوق اليوم مادة بوزها شبرين ونفسها في خشمها ..
تنهدت شوق بدون نفس ... كانت هيئتها تشير فعلا للملل والضيق ... يدها تحت خدها وعيونها عاللي رايح واللي جاي : ما فيني شي ..
نوف : شلون مافيك شي ... الا فيك شي ونص ..
خشت نوال عرض : حبيبي قرب بص وبص بص ..
نوف تكمل : زعلان ازعل ازعل نص نص ...
نوال : لاحسن هبعد ..
نوف : ابعد اه ونص ..
نوال + نوف : وحتبقى انت اكيد خسران ..
شوق بدت تتأفف : اوففف منكم !!! ... ترا مني برايقة لكم الحين .. والله نفسي في خشمي ..
نوال : ليش عسى ماشر ... شوق يالله عاد بلا دلع قولي وش فيك ..
تنهدت شوق بملل ... واعتدلت بجلستها منتصبة ودفعت بخصلة كانت طايحة على وجهها لورا ... التفتت لنوف : نوف تدرين من اللي بيجونا اليوم العصر ؟!
نوف تحمست : مين ؟!
شوق : مها وأمها من الجيران ...
ظلت نوف تناظرها لفترة بعدها ضحكت : ههههههههههههههههه ... بعذرك والله متنرفزة ... الله لا يلومك اذا مها بتنط عليكم اليوم ..
نوال : لحظة انتي وياها وش السالفة .. وش قصة مها هذي ؟
نوف ردت : هذي وحدة ماقد شفنا اثقل من دمها ... جعلك ما تشوفين مثلها بحياتك ... انسانة مغرورة .. ومتكبرة وتحب المظاهر بشكل رهيب ... وما تحشم احد ..
نوال : ليش هي بتجي عندكم للبيت اجل ؟
شوق بضجر : أيه .... اتوقع .. الا شبه متأكدة ... الله يعدي هاليوم على خير ..
نوف : اسمعي حبيبتي .... انسانة مثل هذي ماتستاهل انك تضيقين صدرك وتنكدين خاطرك عشانها ... ترا والله ماتستاهل ...
شوق : ادري ..... بس هي ماتخلي احد في حاله ...
نوف : عارفة ياشوق .... حتى انا نفسي صار لي موقف معها مرتين او ثلاث ... بس نسيتها لانها اصلا ماتستاهل احد ينزل لمستواها ... وبعدين اذا أمها بتجي معها مارح تتجرأ تسوي شي او تطلع كلام .. تطمني ..
حست شوق بشي من الارتياح من هالكلام .. يعني مارح تحصل اساءة من مها ... أصلا البنت شكلها كارهتني من اول ماشافتني ... بس ليش ؟!..... مدري !!!
نوف : يالله عاد ... خلونا نقوم .. مابقى عالمحاضرة الا ربع ساعة ... وانسي هالبنت تراها ماتستاهل ان الواحد يفكر فيها مجرد تفكير حتى ...
شالوا اغراضهم وراحوا ماشين طالعين من الكافتيريا .. وفي طلعتهم قابلوا نفس البنتين اللي شافوهم بدورة المياه قبل كم يوم ( أريج ومروى ) .. وكانت معهم وحدة ثالثة ...
نوال رافعة حواجبها : شفتي شلون يناظرونا يا شوق ...
شوق باستهزاء : يااااااااااي ... اذوب انا من هالنظرات ... من طرف خشمهم كنا ذابحين لهم احد ...
نوف : وع ... وقاحة ..!!!
شوق : طنشيهم بس ... مايستاهلون نظرتنا حتى ..
مشوا جنبهم وتعدوهم بدون مايلتفتون لهم حتى ... لكن شوق سمعت كلام بينهم كان شبيه بالهمس بس قدرت تلقط كلمتين ...
- اقول مروى ... بعض البنات شايفين حالهم ومعطين نفسهم اكبر من قدرهم ...
- من جد يا أريج ... بنات معطين نفسهم اكثر من مستواهم ...
ابتسمت شوق بسخرية وهي تسمع هالكلمات ... التفتت لنوال وقالت بصوت عالي عشان يسمعونها ..
شوق : اقول نوال ... في بعض البنات شايفين نفسهم بقوووة ويحسبووون العالم على كيف كيفها ... صح ولا انا غلطانة ..؟!!
نوال استغربت بالبداية لكنها فهمت وهزت راسها : أيه والله بجد ... ناس فاهيه ... هههههههههههههههههه ...
ضحكت شوق بنعومة وهي تحط يدها على فمها ...
مجموعة البنات وقفت والتفتت بتعجب لشوق واللي معها ... اللي كملوا طريقهم بدون مايلتفتون لورا ..

****

مضت ساعات النهار ساعة ورا ساعة .. لما جا العصر وقاربت الشمس عالمغيب ... رقت ندى درج البيت وهي تدندن بالحأن متنوعة رايحة لغرفة نجلاء .. دقت عليها الباب ودخلت .. لقتها تتزين بالميك اب ..
ندى : ها نجولة خلصتي .. ام فواز بالطريق ..
نجلاء : دقت ؟
ندى : ايه دقت وقالت انها جاية ..
نجلاء : وانت لسا بخلاقينك ... ماعندك نية تنزلين ..
عصبت ندى لأنها ماتحب احد يقول ميد اللي تلبسه خلاقين : هيه انتي ... كم مرة قلتلك لا تقولين لي خلاقين ... انا البس احسن الملابس اللي في السوق ...
ضحكت نجلاء : أمزح يا حبيبتي والله امزح ... بس صدق الحرمة جاية وانتي للحين مالبستي ..
ندى : يمدي ... كلها تنورة جينز وتي شيرت .. وغلوس وكحل ... مايبيلها ... وبعدين الحرمة مهيب مطولة .. ساعة ورايحة ..
نجلاء : وشوق للحين نايمة .. ؟
ندى : ايه لسا مابعد قامت ..
نجلاء : روحي قوميها معد الا الخير ... الساعة اربع ونص .. علبال ما تجهز الا الحرمة واصلة ..
طلعت ندى من عند اختها وراحت لعند شوق .. ودقت الباب .. بعدها دخلت وفتحت النور ..
ندى بصوت عاااااالي : شووووووووووووق ...
شوق تحركت تحت اللحاف : .................. همممممممممم ...
ندى بنفس الأسلوب : قووووووووووووووووووومي ...
شوق : طيب لا تصارخين ... روحي وبقوم ..
ندى : منييييييييييييب .... قومي أول ..
شوق : اول ... اذلفي وأقوم ...
ندى : شووووووووووووووووووووق ...
شوق : يووووووووووووه ندى كم مرة قلت لك ماحب احد يزعق فوق راسي وانا نايمة ..
ندى ماهمها : يالله قوووووووووووومي الحرمة جت ..
وماطلعت ندى من عندها الا وهي منرفزتها لما قامت .. راحت لغرفتها عشان تجهز هي بعد ...
مامر ربع ساعة الا ام فواز واصلة والكل كان في انتظارها .. واللي كانت شوق خايفة منه صار ... مها بنتها جت معها بس رشا اللي ماجت ...
شوق وهي تهمس لندى الواقفة جنبها : ياليت رشا اللي جاية ولا انتي ..
ابتسمت ندى وهمست لها : وش فيك انتي اسفهيها .. مهيب مسوية شي
قبل ماترد شوق كانت ام فواز وصلت لهم تسلم ..
ام فواز : هلا والله ندى حبيبتي ... شخبارك ...
ندى : هلا خالتي انا بخير ... كيفك انتي ؟
ام فواز : انا بصحة وعافية .. من زمان عنك وليش ماتزورينا ..؟
ندى : والله خالتي شسوي منشغلة .. مدري شلون الوقت يروح مني ..
التفتت ام فواز لشوق المبتسمة : ماشالله ماشالله ... هذي شوق بنت صالح ؟؟!!.... ماشالله وش هالزين ...
شوق : هلا فيك خالتي ... انتي شلونك ؟!
ام فواز : بصحة وعافية ... شخبارك بنتي وشلونك ...
شوق : عايشة بخير الحمدلله ...
جا دور مها .. سلمت على ندى عادي والابتسامة شاقة وجهها .. لكن يوم جا دور شوق تغيرت نظرتها لنظرة غرور والابتسامة الله الله ...
شوق ظلت مثل ماهي وسلمت عليها مثل ماسلمت على أمها ...
بعد ماقعدوا وجابوا القهوة ...
ام فواز : شخبارك نجلاء ... عسى مرتاحة ان شالله ؟
نجلاء : بخير خالتي ام فواز ... الحمدلله ..
ام فواز : يوم اني سمعت انك بتسافرين اليوم قلت لازم الحق عليك قبل واسلم ... مايصير لي شهور ماشفتك ...
نجلاء : تسلمين ماتقصرين والله ...
كانت مها طول الوقت عيونها على شوق .. وكل ماانتبهت لها شوق صدت عنها بنظرات كلها غرور وشوفة نفس ...
شوق في نفسها مرتفع ضغطها .. على ايش هالغرور على أيش ؟!! ... ذابحه لها احد ولا وش مسوية ... اعنبوها هذي ثاني مرة اشوفها وتعاملني بهالطريقة .. ابي اعرف وش اني مسوية بس ...
ندى حست بشوق انها متضايقة فهزتها بكوعها ..
ندى : يالله شوق نجيب العصير ..
شوق : يالله ..
قاموا مع بعض للمطبخ .... وبدت شوق ترتب الكاسات .. وندى تجيب العصيرات ..
ندى وهي تفتح الثلاجة : شفيك ماقلت لا تناظرينها حتى ... نظراتها لحالها تنرفز ..
شوق : ودي أزنطها بصراحة ... وش اني مسوية ياربي ... هذا ثاني لقا بيني وبينها .. لا أعرفها من قبل ولا تعرفني ... ليش تناظرني كذا .. ؟؟؟!!!!!
ندى : ههههههههههههههه ... ماتزعليش حالك بأى .. خلاص ... خليها تولي .. كلها ربع ثلث ساعة وهي ذالفة ...
شوق وهي تحط الصينية على طاولة المطبخ بنرفزة : أووف بس أووووف ...
ندى وهي تسكب العصير بالكاسات : خلاص انا رح أشيل الصينية عنك ..
شوق : وانا بشرب لي كاس موية والحقك.. يبست ريقي الله ييبس ريقها ...
شالت ندى الصينية وطلعت من المطبخ .. اما شوق فتوجهت للثلاجة وطلعت منها جيك موية ... وسمعت صوت ندى في الممر اللي رايح للصالة ...
ندى : هلا مها على وين ... ؟
مها : رايحة للمطبخ اشرب لي موية ..
ندى : والعصير ؟!
مها : بشرب جلاص وأجي ..
ندى : أوكي لا تتأخرين ..
شوق من سمعت هالكلام خلت ظهرها للباب ويدها على خصرها وكاس الموية بيدها .... لحظات قليلة وسمعت حس احد يدخل المطبخ .. ظلت واقفة بمكانها تشرب وكأنها ماتحس بشي ..
مها : أبي جلاص موية ... ممكن ؟!!
شوق التفتت لها .. وأشرت بيدها على درج الجلاصات بصمت ... راحت مها وفتحت الدرج وطلعت لها كاس ...
مها : ووين الموية .. ؟!!
شوق في نفسها ... ياجعل هالعيون العمى ... الجيك شفاف قدامها ومليان .. واللي يسمعها يقول ماتدري ...
شوق بنبرة باردة : وهالجيك اللي قدامك ماملا عينك ؟
مها رفعت حواجبها باستغراب ... وتقدمت لها : وليش تكلميني بهالطريقة ؟
شوق وهي تحط الكاس عالطاولة : اسألي نفسك ؟
مها بعد ماصبت لها : انا ما سويت شي .. عشان تكلميني بهالطريقة ... !!!
شوق : لا ابد ماسويتي شي ...
وما عطتها فرصة انها ترد .. طلعت ماشية من المطبخ ... دخلت الصالة ورجعت لمكانها جنب ندى ..
ندى بهمس : لا يكون صار شي ..؟
شوق : لا ماصار ...
دقيقة ورجعت مها لمكانها بدون ماتلفت لشوق ولا حتى بنظرة ..
شوق نفسها كانت شوي وبتنفجر ... تحس بشي داخلها يتأجج من الحمق .. يالله تعرف شلون تنرفز .... هذي لو أمها ماكانت فيه وش كانت بتسوي ... هذي بالنظرات بس ترفع الضغط ...
شربوا العصير ومادروا بعدها الا ام فواز واقفة ...
ام فواز : يالله أجل .... أترخص ..
ام فهد وقفت معها والكل بعد : وين يام فواز تو الناس ... وشو له العجلة ..؟
ام فواز : ماعليه يالجوهرة ... اسمحي لي ... والله عندي مشوار ثاني ودي أقضيه ... انا ودي اقعد معكم ومع نجلاء خصوصا بس مااقدر ..
نجلاء ابتسمت : على راحتك خالتي ... ان شالله تزورينا مرة ثانية واكون موجودة ..
شوق كانت في مكانها واقفة ... حست براحة غريبة يوم شافت ام فواز وقفت ... وان مها خلاص بتذلف عن وجهها ... لكن فرحتها ماكملت يوم سمعت خالتها ام فهد تقول ..
ام فهد : وانت مها شرايك تقعدين عندنا ... ؟
شوق حست بالغصة تسري لبلعومها وتستقر .. حرام عليك ياخالتي حرام عليك ... انا ماصدقت .... بتبلشيني فيها مرة ثانية ...
ارتسمت ابتسامة على محيا مها .. كعلامة رضا انها فعلا ودها تجلس ... بس امها ردت عنها ..
ام فواز : لا يام فهد اسمحيلي ... مها لازم تروح معي ... مرة ثانية ان شالله ..
ام فهد : وراه عاد يامنيرة .... البنت شكلها ودها تجلس ... خليها تجلس توسع الصدر مع ندى ونجلاء وشوق ... حياها الله ..
شوق كانت تدعي ربها بقلبها ...
أي توسع الصدر ياخالتي حرام عليك ؟!! ... هذي الا تنكد الواحد وتنرفز اللي ماينتنرفز ....
ام فواز : لا يم فهد معليه ... مرة ثانية ان شالله ....
ام فهد : على راحتك أجل ... بنتك واللي تبينه سويه ...
أطلقت شوق تنهيدة مسموعة للكل تنم عن الراحة اللي اختلجت في صدرها .... الكل التفت لها مستغرب وهي ابتسمت على حركتها ....
ضحكت ندى وضربتها بكوعها .. وقالت بهمس : هههههههههههه ..... الله يفشلك وش هالحركة .... بيقولون ذي ماتبينا ..!!!
شوق ترد بهمس : شسوي طلعت مني من دون ماحس ... ماقدرت امسكها ...
ندى : ههههههههههههههههههه .. الله يقطع بليسك ...!!!!
لفت شوق عينها لمها ... لقتها تناظرها بعصبية وحقد واضح .... طنشتها وكأنها ماشافت شي ....
مها فهمت سر هالتنهيدة وان شوق ماتبيها تجلس ... بس هين ياشوق انا أوريك ...!!!
طلعت ام فواز وتبعتها بنتها ووراهم ام فهد ونجلاء ... اما ندى من طلعوا الضيوف جلست عالكنبة وهي ماسكة بطنها من الضحك ... وشوق ضحكت معها ...
ندى : ههههههههههههههه حسبي الله على بليسك ياشويق ... شسويتي البنت زعلت مرة وحدة ...ههههههههههههههه
شوق : بالطقااااااق اللي يطقها ... وش علي منها أنا ... خل تزعل وتطق براسها مليون جدار .... والله العظيم ...!!!!
ندى : هههههههههههههه ... اللي يشوف نظراتها يقول ماكلين حلالها ... يووووووه من زمااااااااااان ماشفت مها معصبة بهالطريقة ....العادة هي اللي تعصب بالواحد ...
شوق جلست وهي تتنهد : آآآآآآآخ ... وأخيرا بردت قلبي منها ...
ندى : هههههههههه ... ماخبرتك حاقدة ..
شوق : انا ماحقدت .. بس بصراحة البنت تطلع الواحد من طوره ... وتخليه يكرهها غصب عنه ..
ندى : وفي هذي صدقت ..
دخلت نجلاء ...: وانت ياندى لمتى بتتصرفين مع هالبنت بهالطريقة ..
ندى وقفت ضحك .. وناظرت شوق باستغراب .. ورجعت لأختها وهي تقول : وش سويت ... ماسويت معها أي شي ..
نجلاء : يكفي ان البنت طلعت شايله بخاطرها ... هي جاية تجلس معك وتسولف وانتي تنفرين منها ...
ندى : أيه هاللي جنت على نفسها ... ( وبفلسفة ) على نفسها جنت براقش ... أصلا هاللي تنفر الواحد منها ... لا تسولف على سنع .. ولا تعرف حتى تجامل .. كل همها المظاهر ... حتى اسألي شوق وش سوت معها ...
التفتت نجلاء لشوق بتساؤل .... سكتت شوق ماعرفت شلون ترد ..
شوق : آآآ ... بصراحة يانجلاء ندى معها حق ... البنت تنرفز الواحد ... يكفي النظرات اللي كانت تناظرني بها وحنا جالسين قبل شوي ...
نجلاء : ليش ؟!... وانتي شسويتي لها عشان تتصرف معك هالتصرف ..
شوق : ابد ماسويت شي ... البنت كارهتني من يوم ماالتقيت فيها بالحفلة .. على ايش ما أدري !
ندى : سمعتي .... حتى اختها رشا اللي هي أصغر منها أعقل منها ...
نجلاء : حتى ولو ... تعاملي معها زين وهي بتتغير مع الوقت ..
ندى بتهكم : أي تتغير واللي يرحم والديك ... هذي لها ثلاث سنين من سكنوا بهالحي .. وتصرفاتها طول هالفترة وحدة ... ماتغيرت .. ماكانت تجي لبيتنا الا عشان تنرفزني ..
نجلاء : ايه ياندى بس البنت تحبك وتبي صداقتك ..
ندى : أيه وانا مارفضت صداقتها .. طول الثلاث سنين وانا متحملتها ... بس هي مصرة على اطباعها واسلوبها ....
شوق : اسمحيلي يا نجلاء بس البنت انا ما تحملتها ساعتين .. كثر الله خير ندى يوم انها تحملتها ثلاث سنين ..
نجلاء جلست عالكنبة وهي تتنهد ..: بس البنت مسكينة ..
ندى : لاهي بمسكينة ولا شي ...الا هي عقربة ..
ضحكت نجلاء ومعها شوق عالتعليق ..
نجلاء : هههههههههههه ... حرام عليك .. عقربة مرة وحدة ..
شوق : هههههههههههههه ... يا ويلك لو تسمعك قايلة عنها كذا ..
ندى : خلاص عاد فضوا هالسيرة ....
نجلاء رجعت تقوم : يالله انا راقية أجمع باقي اغراضي وأحطها في الشنطة ..
شوق وراها : اجي أساعدك ..
انسدحت ندى عالكنبة وركزت عيونها عالتلفزيون وقالت : لا تعالي وش هاللقافة .. خليها تضف أغراضها على كيفها ..
مسكت نجلاء يد شوق وسحبتها معها : وش عليك انت يالملسونة .. هي تعرض خدماتها مو بأنتي اللي بس تتسدحين وتاكلين .. حركي شوي لا تدبين ..
ندى وهي تصارخ لأختها اللي وصلت لنص الدرج مع شوق : انااااا مااااااني بدبااااااااااا يالدبااااااااااااااااااااا ....
نجلاء من بعيد : انا مادبيت ... أصلا وزني من تزوجت واحد ماتغير ..
ندى بخبث بارد : أيه نشوف .... كله كم أسبوع ونشوف البطن يكبر ... ( وبخبث ) بدق على سعود واقوله لا تخلي أختي الا لما تحمل ... وبقوله ان حنا مانبي نشوفها المرة الجاية الا وبطنها شايل بيبي ... بعد انا ابي اصير خاله ...
نجلاء وقفت مكانها من الصدمة .. وفكت يد شوق الميتة ضحك على ندى المجنونة .. ونزلت الدرج ركض وراحت ناوية على ندى اللي من شافتها قامت منحاشة ... وهي تصااارخ ...
الملاذ الوحيد اللي قدرت توصله ندى هو الحمام ... دخلته وقفلت على نفسها ... نجلاء ماقدرت تصيدها.... كان وجهها أحمر ... وأنفاسها تتسابق ... وقلبها يدق ..
نجلاء : هين يا ندى ... أنا أوريك ... بالله عليك هذا حكي ينقال ..
ندى من داخل الحمام : ماتخوفين ترا ... ولا تتحديني أدق على سعود وأقوله هالكلام ...
نجلاء كانت مرتبكة حدها : ترا بتنذبحين ياندى ... ان قربتي التلفون وريتك ..
تعالت صوت ضحكات ندى وتردد صداها ...
نجلاء راحت ووجهها أحمر .. رقت وقابلت شوق بنص الدرج اللي كانت تتابع الحوار والبسمة عليها ..
شوق : أجي أساعدك ...
نجلاء : لا ارتاحي ..
كملت نجلاء طريقها لغرفتها دخلتها وقفلت الباب وراها .. راحت شوق للحمام اللي كانت ندى متخبية فيه ودقت الباب وهي تضحك ...
شوق : هههههههههههههههههههههههههه ... افتحي يالخبلة ...
ندى : راحت ولا لسا موجودة ؟
شوق : ههههههههه ... لا راحت
ندى : تكذبين ؟!
شوق : والله راحت لغرفتها ..
فتحت ندى الباب بحذر وطلت ... لقت شوق لحالها واقفة ...
ندى : شووق ترا ان صرتي تكذبين ياويلك ... ماعندي استعداد لقبص نجلاء اللي يعور ..
شوق : ههههههههههههههه ... لا ارتاحي راحت لغرفتها وقفلت الباب ..
طلعت ندى وراحت للصالة وشوق وراها ..
شوق : حرااااااااام عليك والله ... ماشفتي نجلاء شلون وجهها انقلب ...
ندى : والله ؟!.... قهر فاتتني ..
شوق : أي فاتتك .... الا حرام عليك البنت راحت فيها ...
ندى : هههههههههههههههههههههههههههه ...
جلسوا في الصالة يقلبون بالقنوات ...
بعد ساعة رجع ابوفهد عشان يمديه يجلس مع بنته قبل ما تسافر ... وبعده رجع فهد عشان ما يحصل له تهزيئة او زعلة من أخته مثل أمس ...
جلسوا بالصالة كلهم ....ونجلاء مازالت بغرفتها فوق تجمع أغراضها ... خلصت ونزلت لقتهم كلهم جالسين يتقهوون ...
ابو فهد : هلا حبيبتي ... تعالي جنبي ..
راحت نجلاء وجلست : شلونك يبه ... جاي بهالوقت غريبة مو من عادتك ..؟!
ابو فهد : جاي عشانك ... وبعدين سعود بيجي ولازم أصيرموجود ولازم أسلم عليه ..
نجلاء : ايه بس ماله داعي ... بنعطلك عن الشغل ..
ابوفهد : خلك من هالحكي بس ... وتقهوي ..
ام فهد : ها يمه خلصتي أغراضك كلها ...
نجلاء : كلها ... بس ابي احد ينزلها لأنها ثقيلة وكثيرة ..
قالت هالكلام وعيونها على فهد ...
فهد : الله واكبر عاد وش هالاغراض ... توك من ثلاث أيام عندنا ...
نجلاء : بس هذي أغراض ما خذتها معي اصلا لجدة وقررت اخذها معي الحين ...
فهد : الا تبين تتعبيني ...
نجلاء وهي تتبسم بدلع لاخوها : من لي غيرك ياخوي ... انت سندي ..
فهد وهو مكشر لها بتهكم : لاااااه ؟!.... ووين راح الكلام عن سعود وانك خلاص معد لك حاجة فيني ...
نجلاء تتصنع البراءة : انا ما قلت هالكلام ... لا تقول كلام انا ماجبته على لساني ...
فهد : احلفي يا شيخة .....!!!!!!!!
ابو فهد : وانت اذا ماخدمت اختك الحين ... متى بتخدمها ...
فهد : انا ماادري يبه ليش انت ضدي دايما حتى لو كنت انا اللي على حق ....
ابو فهد : لأنك رجال ... وتقدر تعتمد على نفسك ... اما البنات يحتاجون من يساعدهم ...
ندى التفتت لشوق و تبادلوا الابتسامات بفخر واضح ...
فهد انتبه لهم .. والتفت وقال : ياليت الدنيا كانت بلا بنات ... كان حنا عايشين بسلاااااام ...
ندى فزت في وجهه : ها ها عااااااد حدك ...... ماجابك الا الحريم ولا نفعك الا الحريم ... انت فاهم ...
فهد : انتي أحد كلمك ... ؟!
ندى : لا حبيبي انا ادافع عن بنات جنسي ... وبعدين ترا الحياة مالها طعم لكم انتوا الا بالبنات ...
ولو مافي بنات في الدنيا كان انهبلتوا ... انا اعرف حركاتكم انتوا يالشباب ماتطلعون تفرفرون في هالشوارع الا عشان البنااااات ....
ضحكوا كلهم على حمااااسها بالكلام وطريقتها ... حتى فهد ماقدر الا انه يضحك في وجهها ...
فهد : هههههههههههههههههه .... هدي شوي !!!...... كلتيني بقشوري ...!!!!!!!
ندى : اسمحلي بس انا ماعرف اتكلم الا بالصراحة ...
فترة قصيرة ويسمعون الآذان لفرض المغرب ينتشر بأنحاء الكون ويذكر الناس بالصلاة .. بعده بدقيقتين قام ابو فهد ..
ابو فهد : يالله فهد للمسجد ..
فهد : ان شالله ...
قاموا توضوا ... وطلعوا ونايف معهم ...
قاموا اللي جالسين يصلون ... رجعت شوق أول وحدة لقت عمر يلعب بلاي ستيشن ... ماكان يعرف .. كان ماسك يد الكومبيوتر مقلوبة ويضغط بشكل عشوائي ... وعااااايش جو عالآآآخر ..
راحت له وهي تضحك ...
شوق : عمر .... وش تسوي .. what r u doing ؟!
عمر : ألعب بلثتيثن .. ( بلاي ستيشن )
شوق : هههههههههه ... ياقلبي عالبلثتيثن .... اسمه بلاي ستيشن ...
عمر كان مركز واللي يشوفه يقول هذا يلعب من قلبه ... راحت شوق جنبه ... ومسكت وجهه وباسته بقوة وهو مازال مركز ...
عمر : وخلي .... خليني العب ... ( وخلي = وخري )
شوق عشان تعانده مسكته ثانية وباسته بوسة طوييييييييلة وفعصته ... وعمر يحاول يقاوم يبي يكمل اللعب ..
عمر بملامح غاضبة بريئة : سوووق ... وخلي ولا تلا بثدم ... ثوفي ..
شوق : هههههههههههههههههه ... يازينه هالفم ... يسلم لي والله ...
ومسكته وباسته ثانية ... ماتقدر تقاوم ... الولد هذا داخل مزاجها ببرائته ... عمر بدا يتنرفز ... حاول يبعدها بيده .. لكن هي ماخلته وظلت تبوسه كل شوي ...
عمر : آآآآآآي ... سوووووق وخلي عولتيني ... (عولتيني = عورتيني )
رفع يده وقرصها في خدها بقوة .... صرخت شوق ..
شوق : آآآآي .... عمر عيب عليك تضربني ...
عمر : وخلي عني خليني العب ... ها ثفتي ثدمت !!... ( وخلي = وخري )( ثدمت = صدمت )
شوق : هههههههههههههه ... اللي يشوفك يقول مرة فنان في هاللعبة .... أصلا انت من بديت تلعب وانت تصدم في كل شي ....
عمر قطب مابين حواجبه ... والتفت لها : انا ما أثدم .... انا أعلف ألعب مثل نايف ... ( اعلف = اعرف )
شوق حبت تطفشه : لأ .... انت ماتعرف تلعب ... انت كسلااااان ...
عمر صرخ في وجهها : الاااااااااا .... أنا أعلف العب ...
شوق بأسلوب استفزازي : لأ ... ماتعرف ...
وطلعت له لسانها ...
عمر صرخ : الااااااااااااااااااااااا ... انا اعلف ... انا اعلف ...
انقهر من جد ...
شوق ببرود تبي ترفع ضغطه أكثر : لأ ماتعرف .... انت كسلاااااااااااان ...
عمر من قهره .. رفع يده وبأقصى قوته ضرب بها فخذها ... ماعورتها الضربة بس انها قالت ..
شوق : آآآآآآي ... عموور ليش تضربني ... عيب عليك ..
عمر والدمعة بعيونه : لا تدولين ماعلف ... انا اعلف احثن من نايف ...( تدولين = تقولين )
( احثن = احسن )
شوق : قلتلك ماتعرف ... شف سيارتك كلها مكسرة عشانك تصدم فيها ...
عمر في هاللحظة فقد أعصابه .. قذف يد الجهاز اللي معه بعيد ... ورمى نفسه على شوق يبي يذبحها ...
حركة عمر خلت شوق تنسدح بالأرض وهو فوقها يبي يبرد حرته .... وهي تحاول توخره عنها ... بس كانت ميتة ضحك ...
شوق : هههههههههههههههههههههه .... عمر وخر عني ... ههههههههههههه .... عمر ..!!!
عمر معصب حط يده على رقبتها : أنا أعلف .... تثمعين ... أعلف العب احثن من كل الناث ... ( الناث = الناس )
شوق دموعها طلعت منها : هههههههههههههههههه ... لأ ماتعرف .... عمر وخر عني ..... بمووووووووووووت ....
عمر : لأ ..... قولي أول اني اعلف ...
شوق : هههههههههههههههه ... لأ ...... نايف أحسن منك .... هههههههههههههههههه
عمر لحظتها فلتت اعصابه نهائيا وحاول يضرب ويبكس ... بس شوق كانت تمنعه ... ومن كثر الضحك بدت تخور قواها ....
شوق : ههههههههههههههههههه ... عمر ابعد ماقدر اتنفس ... هههههههههههههههههه
عمر وهو يصر على أسنانه : أحثن ..... لا تقولين عمر ما يعلف ...
شوق غمضت عيونها بقوة وراحت في نوبة ضحك ودموعها كانت تسيل مثل الأنهار ...
شوق : ههههههههههههههه ... عمر تكفى وخر .... ههههههههههههههههههههههههههه ..
- عمر ؟!.... وش قاعد تسوي ...؟!!!
التفت عمر لاخوه فهد اللي كان واقف يناظرهم باستغراب .... عمر من شاف اخوه سالت دمعة من عيونه ... وظل قاعد على شوق اللي كانت تضحك بشكل هستيري وماهي قادرة تسيطر على نفسها ....
شوق : عمر ... تكفى وخر بمووووووووت ... ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
فهد : عمر وخر عنها ...
عمر شد قبضته على رقبة شوق اللي ماكانت تضرها بس كانت تدغدغها ... ومصر انه ياخذ حقه ...
فهد : عمر ... قلت لك وخر عنها ....
عمر ببرائة الدنيا كلها : لأ ..... ليث تدول انت كثلان وماتعلف تلعب .... أنا أعلف ألعب ... ثح ؟!
ودموعه في هاللحظة زادت ... كان يحس بالإحباط ... وينتظر جواب من اخوه يرفع من معنوياته شوي ...
فهد باستغراب : وين تلعب .. ؟!
عمر وهو مبرطم : في البليثتيثن ... ثح انا أعلف ألعب ؟!...
فهد ضحك : ومن قال انك ماتعرف تلعب ياحبيبي ... ؟!...
عمر وبرطمه ممدود لشبرين قدام : سوق تقول ... تقول نايف احثن منك ...
شوق : ههههههههههههههههههههههههههههههههه ... عمر بليييييز وخر بلييييييز ...
كانت شوق منحرجة من الوضع اللي كانت عليه ... بس ماكان في يدها حيلة .. عمر مستلمها صح ... وفوق كذا الضحك اضعفها ...
فهد : طيب وخر عنها وتقولك تعرف تلعب ...
عمر وهو يشوف شوق بنظرات زعلانة : لأ .... خلها تدول أول ...
فهد التفت لشوق : قولي له شوق اللي يبيه ... وفكي نفسك منه ...
شوق : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..
ضحك فهد معها غصب عنه ....... التفت لاخوه مرة ثانية : عمر قم عنها وتقولك .... قم لا تموت ...
عمر مازال مصر على رايه : أحثن ...
شوق حست نفسها بتموت وماهي قادرة تتحمل ... تبي تتكلم بس الضحك مأثر عليها ...
فهد : عمر !!..... وبعدين معك ؟!
عمر ودموعه تقطر منه : لااااااااااااااااااااااأ ......
شوق : ههههههههههههههههههههه .... فهد ... تكفى .. وخره عني .... ههههههههههههههههههههه
استجاب لها فهد على طوول ... راح لأخوه وشاله .... لكن عمر عنيد .... ظل متمسك في شوق وحالتها ساءت أكثر ....
فهد غصب عنها ضحك على اخوه : ههههههههههههههههه .... عمر خلاص فكها .....
في هاللحظة تفجرت دموع عمر وصار يصيح بصوت عالي : ماااااااااااااابي ..... ماااااااااااااااااااابي ...... خلها تدول ... خلها تدووووووووووووول .... لاااااااااا مااااااابي ...
( تدول = تقول )
شوق : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...!!!
سحب فهد اخوه بقوة وقدر يفك يدينه اللي كانت متمسكة بشوق بطريقة عجيبة ... يأس عمر ولف يديه حول اخوه وجلس يبكي على كتفه ....
شوق ما صدقت ... اعتدلت جالسة ... وهي مازالت تضحك .... شوي شوي هدت وهي تتنفس بقوة ....
فهد مازال حاضن اخوه : عمر ... انت بطل لا تصيح ...
عمر : لااااااااا .... انا اعلف العب .... مااااااااااااااااابي ....
قدرت شوق تقوم واقفة وهي في داخلها ميتة من الحرج بسبب الوضع اللي اجبرها عمر انها تكون فيه قدام فهد .... راحت ماشية لوحدة من الطاولات وخذت كلينكس ... وبدت تمسح دموعها ...
فهد مازال يهدي في اخوه اللي ماهو راضي يهدى : بس حبيبي .... بس خلاص ... انت تعرف تلعب
عمر مارد وتم على حالته .... حاط راسه على كتف فهد وينتحب .. بعد ما مسحت شوق دموعها واستعادت توازنها ... ظلت تراقب عمر وهي في نفسها ندمانة ...
حرام انا وش سويت ... ياعمري على هالبرئ ... ياحبي له ..
راحت له ووقفت قدام فهد ... كانت في دواخلها تحس بشي غريب ... وباحراااج كبير متملكها ... بس حاولت تتجاهله ..
شوق : عمر ...
عمر : ............... ( مافي رد ) .... مجرد بكى ..
شوق : حبيبي عمر ... رد علي ...
عمر : وخلي عني ..... ماحبك ....
شوق : ليييييييييييييش ؟!!!... انا أحبك عاد ..
عمر : ......................
كانت عيون فهد على شوق .... يتأمل ملامحها عن قرب .... يتامل طريقتها بالكلام ... يتأمل نظراتها ... وابتساماتها .... ويتامل وجهها بعد ما رسمت الدموع عليه آثارها ...
شوق كانت حاسة بنظراته كلها ... تحس ان رجليها ترتجف تحتها وبتطيح في أي لحظة بين رجليه ....
تماسكت قد ماتقدر .... وقالت تكلم عمر بنبرة رجا : عمر ؟!.....
عمر : ...................
شوق : عمر رد علي واعطيك اللي تبي .... أي حلاو تبيه ... !!
عمر : ...................
مارد ... وهالأسلوب ما ينفع معاه ... وشلون ينفع وهو كل اللي همه كرامته اللي انجرحت ...
شوق : ياربي .... عمر رد علي والا ترا بصيح .... !!
فهد هالمرة هو اللي رد ... بصوت كان هادي وآآسر ... تسلل لأعماق شوق وجمد كل شي فيها ... حتى عيونها اللي تعلقت بعيونه ...
فهد بابتسامة وعيونه عليها : رجعي له كرامته ويرضى ...
شوق ظلت للحظات على حالها ماقدرت تحرك ساكن فيها .... قلبها يتحرك بجنون بمكانه ونبضاته تهزها هز!!... ماتدري ليش ... تحس به بيطلع من بين ضلوعها ...
شوق بهدوء : وش يبيني أسوي له ؟!
فهد : وهو وش كان يبي ورا الطقاق اللي تو ... الا انه يبيك تقولين له انه يعرف يلعب ...
شوق بعدت عيونها عنه بسرعة والتفتت لعمر اللي لازال حاط راسه على كتف اخوه ويبكي بهدوء ....
شوق : عمر كنت أمزح معك .... انت تعرف تلعب أحسن من كل النااااس .... حتى من فهد ..
ما تدري شلون طلع هالأسم منها ... كانت تبي تقول نايف بس اسم فهد سبقه ... التفتت لفهد بسرعة تبي تعرف ردة فعله لقته يبتسم لها ... طنشته ورجعت لعمر اللي رفع راسه والتفت لها وهو مبرطم .. لما شافت شكله عصرها قلبها ..
شوق : عمر ... انا آسفة ....
عمر : قولي تعلف تلعب احثن من نايف ....
شوق ماقدرت تكتم ضحكتها : ههههههههههههههه .... تعرف تلعب احسن من نايف وكل النااس ... ها وش تبي اكثر بعد ..... ؟؟!!
عمر وهو يفرك عيونه ومبوز : أبي حلاو .....
ضحكت شوق ومعها فهد .... مدت يدها تشيل عمر من حضن اخوه .... استسلم وحط راسه على كتف شوق .. اللي ميتة ضحك عليه ....
فهد : ها عمر ... رضيت الحين ..؟!
عمر مبرطم : ............... أيه ...
رجع فهد يضحك وقرب من اخوه وباسه على خده مما زاد من قربه لشوق .. رفع عينه لها واهتزت من الأعماق على هالنظرات ..
فهد بهدوء قاتل : ترا كل شي ولا زعل عمر ان زعلتيه ثانية .. انا اللي باخذ حقه منك ... مفهوم ؟؟!!!..
شوق كانت متماسكة وتدعي ان عمر ما يطيح من يدها ...قلبها كان يرقع داخل صدرها ويهزها معه …. كل مايقرب منها فهد بذاك القرب تحس انها ذاااااااااايبة ....
ابتعد فهد عنها مبتسم وراح يجلس عالكنب ... اماهي راحت راقية فوق لغرفتها تعطي عمر اللي يبيه ..

الساعة ست وصل سعود راح له فهد ودخله … وحلف عليه ابو فهد انه يتقهوى عندهم قبل ما يطلع مع زوجته للمطار ..
فضلت نجلاء انها تجلس مع أمها وخواتها على انها تروح عند رجلها بالمجلس .. يمكن تتم فترة طويلة ماتشوفهم فيها عشان كذا لازم تستغل كل لحظة ...
ندى : نجلاء تكفين لا تروحين اقعدي أكثر ...
نجلاء : ماقدر حبيبتي لازم أرووح ... مو بكيفي ولا بكيف سعود .. شغله يتحكم فيه ..
ندى : طيب خليه يروح لحاله مهوب ميت ..
نجلاء : لا ماقدر قلبي مايطاوعني ..
ندى : أيه قولي انك ماتبينا ..
نجلاء : مرة ثانية ان شالله اقعد فتر أطول ...
ام فهد : عاد متى هالمرة تجي ... مطولين ..
نجلاء : لا ان شالله .. قريب ..
دخل فهد الصالة : يالله سعود بيمشي ...
نجلاء : طلعت كل شنطي وأغراضي ؟! ..
فهد : أيه وظهري تكسر منهم ... حشى معبيتهم حصى مو بأغراض ..
نجلاء : هههههههههههههه ... مشكور ياأخي العزيز .. الجايات أكثر ان شالله ..
فهد وهو يقعد عالكنبة جنب اخته منى : لا لا لا !!.... لا جايات ولا رايحات ... هذي آخر مرة .... مابعد مليت من عمري ...
نجلاء : هههههههههههههههههههه ...
قامت نجلاء تلبس عبايتها .. مدت يدها لشنطتها وعلقتها على كتفها ... التفتت لأمها تودعها وتسلم عليها ..
نجلاء : فمان الله يمه ... أشوفكم على خير ان شالله ...
ام فهد كانت العبرة فيها والدمعة شوي وبتلمع بعيونها لكنها تماسكت وقالت بنبرة طبيعية
ام فهد : فمان الله حبيبتي ... ودقي علينا بشرينا عنك ولا تقطعين ...
نجلاء : وانا أقدر ؟!.... ان شالله على هالخشم ..
سلمت عليها وحبت راسها ...
سلمت بعدها على ندى وبعدها شوق ..
شوق : نشوفك على خير ان شالله ...
نجلاء : ان شالله ...
التفتت لمنى اللي كانت أكثر وحدة متأثرة وباين على وجهها الحزن ... حضنتها ..
نجلاء : ههههههههههه ... ميمي خلاص برجع مرة ثانية ..
ابتعدت منى عنها وهي تمسح دمعة سالت من عيونها ... وبعدها شالت عمر وباسته على خده ونزلته وراحت طالعة مع اخوها فهد ..
برا عند باب الشارع لقت ابوها ونايف واقفين ينتظرونها ...
ابو فهد : يالله حبيبتي توصلون بالسلامة ولا تقطعينا ...
نجلاء ابتسمت في وجه ابوها وحبت راسه : ان شالله يبه .. يالله اشوفك على خير ...
وبعدها سلمت على نايف وطلعت ركبوا في سيارة فهد لأنه هو اللي بيوصلهم للمطار .. ركب سعود جنبه ونجلاء ورى .. مشوا متجهين للمطار لأن باقي على رحلتهم حوالي الساعة ...


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:12 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج 14 زء




قامت من النوم والعبوس يغطي وجهها .. غسلت وغيرت بجامتها ونزلت تحت .. لقت امها وابوها جالسين يتقهوون قهوة العصر .. جلست ومدت يدها لتمرة وكلتها بدون ماتنطق بكلمة .. خذت لها فنجال وصبت لها وجلست تشرب بدون همس واحد .. أمها استغربت حالها .. وابوها ضحك على شكلها ..
ابو احمد : بنتي شفيها مبوزة ؟!!... مانمتي اليوم ياماما ؟!!..
نوف : الا نايمة .. بس متضايقة ..
ابو احمد : من اللي مضايق عيوني ..
نوف : محد ..
بكرة عزيمة بدر .. وهذا اللي مضايقها .. المفروض اكون مستانسة عشان الويك اند .. بس بدر هالزفت خرب علي وناستي ... وبتضيع اجازتي بعزيمته اللي بدت امي تجهز لها من امس ..
تنهدت نوف بينها وبين نفسها .. امس دخلت المطبخ مع امها وسهى العصر .. وماطلعت منه الا 11 بالليل وكل هالوقت كانت يطبخون ويصلحون ويستعدون لعزيمة بدر وخاصة الحلويات .. لانهم يعتبرون اهله ولازم يساهمون في الاستعدادات لها .. الأكلات الثانية بتهتم فيها ام احمد لأن مو قتها الحين وباقي يومين عالعزيمة ..
ام احمد امس مافكت اتصالات لأم عبدالله ( نفسها ام بدر ) ... كل فترة تدق عليها تستفسر عن الاحتياجات والأشياء اللي يحتاجونها بعد ... ام عبدالله رحبت بهالمعاونة وطلبت من ام احمد ماتتعب نفسها لكن ام احمد نفسها اصرت .. زيادة على توصية ابو احمد لها بالمساعدة ..
نوف طول الوقت كانت تتحلطم وتقولهم انه مو ملزوم عليهم يساعدون لكن امها كانت تخزها بنظرات لما تنطم وتكمل شغلها وهي ساكته .. لو بيدي حطيت السم في أكل بدر .. لكن وش ذنب الناس ... انتبهت على صوت امها يكلمها ..
ام احمد : دريتي يانوف ان مرة عمك عزمت خالتك وعيالها ؟!!..
نوف : عزمت خالتي الجوهرة ؟!!!
ام احمد : ايه ... وتوني مسكرة التلفون وقلت لها ..
نوف : يعني خالتي بتجي لعزيمة بدر ..؟!!
ام احمد : ايه انشالله .. مرة عمك حرصت علي اقولها تجي ..
هزت نوف راسها وسكتت .. ماتدري وش بتسوي بكرة .. لو بكيفها مارح تحضر تقعد بالبيت اصرف لها .. لأنها عارفة طول ماهي العزيمة باسم بدر والناس هذي كلها جاية عشانه .. بتكون متنرفزة ..
قامت واقفة .. انتبهت لها امها ..
ام احمد : على وين ؟!
نوف بنبرة ضيق : بروح ادق على ندى بشوف بتجي بكرة للعزيمة ولا لا ؟!
قررت تروح تكلم ندى مو لهالسبب بس .. تبي تلهي نفسها عن الضيق .. وتضيع وقتها بالسواليف عشان تنسى اللي ببالها ..
طلعت فوق لغرفتها ودقت على ندى ... في ماكانت تنتظر رد مشت لبلكونتها الصغيرة ووقفت عالشرفة تتنفس شوية هوا ... وصلها صوت ندى ..
ندى : هلا وغلا ..
نوف بابتسامة باهتة : هلا بك .. شلونك ؟!
ندى : تمااام الحمدلله .. كيفك انتي ؟!
نوف : بصراحة ..... ابد مو بخير ..
ندى كشرت : ليش ياساتر .. شفيك نوف ؟!!
نوف : دريتي عن عزيمة بدر اللي بتصير بكرة ؟!
ندى : ايه ... توها امي قايلة لي وانا تحت .. وقالت ان حنا حتى معزومين ..
نوف : ايه انتوا معزومين .. تقول امي ان مرة عمي دقت وعزمتكم .. بس انا ياندى مابي اروح ..
ندى استغربت : ليش طيب ؟!... على حسب اللي سمعته من امي انها بتصير عزيمة كبيرة .. ليش ماتبين تروحين ...
نوف بدت تتنرفز : تتغيبين ياندى ... انا لو ماهي عزيمة بدر كان على عيني وعلى راسي بروح .. بس لأنها لبدر مابي اروح ..
ندى : طيب روحي عشان الناس مايصير الكل يجي وانتي بنت عمه ماتجين ..
نوف : ندى ... ماتدرين انا ودي اصيح الحين .. مابي اروح ... وامس امي استلمتني بالمطبخ شغل من 4 العصر لما 11 بالليل واليوم اكيد بنكمل الشغل .. وانا مرة نفسيتي زفت مابي اروح ... كل مافكرت ان الشغل والطبخ اللي قاعدة اسويه لبدر اتنرفز .. ودي اصرخ ..
ضحكت ندى : ههههههههههههه ... ليش تتضايقين خلاص انا بكون معك بالعزيمة وبعاونك انشالله وبنسيك حتى التفكير ببدر ..
نوف سكتت .. مافي شي بينسيني التفكير ببدر الا لما انتقم .. سمعت صوت دق عالباب ..
نوف : نعم ..
سهى من ورا الباب : نووف يالله امي تنادي تقول تعالوا للمطبخ ..
تتأفف نوف : اووففف .. طيب خلاص بجي الحين ..
رجعت كلمت ندى : ندى يالله انا بروح لأمي تبيني بالمطبخ ..
ندى : اوووكيه ... بس ها عاد لا أوصيك ابي طبخاتك تكون احلى شي ... تووووب .. ابي افتخر في العزيمة انك بنت خالتي ..
نوف بقلة صبر : تكفين واللي يرحم والديك ... انا لو بيدي حطيت السم بأكل بدر ..
ندى : اوف اوف ... ههههههههههههههه ... لهالدرجة ناقمه عليه ؟!!!
نوف : وأكثر بعد ..
ندى : طيب يالله اشوفك بكرة بالعزيمة اجل ..
نوف : الله يعدي بكرة على خير .. يالله باي
ندى : بباي قلبي ..
سكرت عنها .. رمت الجوال بعصبية عالسرير وحطت يدها على خصرها بنرفزة .. وراحت طالعة من الغرفة ونزلت عندهم بالمطبخ ... لقت امها محتشرة ومعها سهى ..
نوف بكسل : هاااا ... وش تبوني اسوي اليوم بعد ..؟!!
ام احمد بحزم : لا تقولين هاااا وانتي واقفة هناك .. تحركي مابيك تكونين خامله ..
نوف تنرفزت .. امها جالسه تتهزا فيها ... وكل هذا عشان بدر .. هين يابدر حتى امي اللي هي امي قامت تتمصخر علي عشانك ..
سهى : تعالي ساعديني ..
تقدمت لها نوف تشوف وش شغلها : وش عندك ؟!..
سهى : قاعده اسوي كريم كراميل ... تعالي ساعديني ..
بدت تساعدها وتشتغل وهي مكرهه .. الكل فرحان ومتحمس لهالعزيمة الا هي .. الكل .. ابوها وامها وسهى واحمد وامل .. وحتى بنات عمها اللي هم خوات بدر .. كلهم متحمسين لهالعزيمة الكبيرة كفخر وسعادة باللي حققه بدر من نجاح .. واللي بيحضرها ناس من قريب وبعيد ..




على بعد شارعين من بيت ابو فهد .. وفي وحدة من البيوت المنتشرة بنفس الحي .. بيت يحمل طابع الفخامة واللي يشير للمستوى المادي لصاحبه ..
طلعت من غرفتها رايحة لغرفة اختها تسألها شي معين ... دقت الباب ... محد رد .. دقت الباب مرة ثانية وبعد محد رد ...
ودقت ثالثة ... بس هالمرة وصلها الصوت بصراخ تتخلله العصبية ...
مها : أووووووف .... نعم نعم ... خير ..
دخلت رشا على اختها : ليش تصارخين ...
مها : رشا ترا ماني رايقة لك الحين ولا لبربرتك ..
رشا : وش دخلني انا ... دقيت الباب ما رديتي وش تبيني أسوي يعني...
مها وهي تتنهد : اللهم طولك يا رووح ... نعم رشا تبين شي .. ولا لو سمحتي خليني لحالي ... مالي خلق أحد الحين ..
رشا وهي تقعد على السرير .. وبسخرية : مالك خلق احد وانت تطقطقين عالنت لك ساعتين ...
مها : كيفي ... ان شالله لو عشر ساعات عندك أي مانع ..
رشا : لا ماعندي أي مانع .. بس بغيت أسألك عن فستاني اللي حطيته عند الخياط يعدله ... جبتيه معك اليوم ولا لأ ؟!
مها وهي ترجع للنت : لأ ..
رشا : وليش لأ ؟!
مها : كذا بس ... مالي خلق اجيبه ... ارتحتي ..!!!
رشا : انتي مايعتمد عليك ... مو قايلتلي امس اني وانا راجعة من الجامعة بجيبه معي ... ليش ماجبتيه ؟!
مها : والله مادريت انه مو بصاير لي خلق أروح اجيبه ..
سكتت رشا وعرفت ان الكلام مع اختها ضايع وانها لو استمرت تجادلها بيرتفع ضغطها لذا طلعت من غرفة اختها معصبة وردعت بالباب وراها ...
مها : وجع يوجعك ان شالله ... ناقصتك انتي بعد .. مايكفي هالشوق اللي طلعتلي مدري من وين ..!!
نزلت رشا الدرج بسرعة وهي متنرفزة ... مها هذي ما يعتمد عليها ابدا ابدا ... انا وش اللي خلاني اصلا أطلب منها .. كان قلت للسواق وهو يجيبه ...
راحت عند امها اللي كانت قاعدة بالصالة ... ورمت بثقلها كله عالكنبة وبوزها ممتد قدامها ..
ام فواز ( منيرة ) : هو رشا شفيك ؟!
رشا انفجرت : مهوووه هالعلة .... ماتقدر الغير كل اللي همها نفسها وبس ... الحين أنا شلون أروح لحفلة هنادي صديقتي ...
ام فواز : ليش وش سوت بعد ... ؟!
رشا لمعت دمعة بعيونها : يمه هذي وعدتني أمس انها تجيب فستاني من الخياط وهي جاية اليوم من الجامعة ... ويوم سألتها تو قالت لي ماجبته لأن مالي خلق أجيبه ... تخيلي الرد يمه ..!! ....
سالت دمعتها ...
ام فواز : ياربي هالبنت مدري متى بتتعدل ... وش اسوي لها هذي ... ماعرف وش اللي بيسنعها ...!!!
قاطعتها رشا : الحين انا شلون أروح ... تعرفيني متحمسة لهالحفلة من زمان .. مايصير ماروح بسبة انانية مها ...
ام فواز : اهدي يا رشا بيحلها ألف حلال ...
رشا : شلون يمه ؟!.... والحفلة اليوم ... والحين الساعة سبع ... لازم عالأقل أكون عند هنادي ثمان ونص تسع ... وشلون بتدبرينها .... ( سكتت فترة تصيح ) ..... والسواق ماخذه أبوي ... وفواز مسافر ... من اللي بيجيبه لي يمه ... ماعندي حتى فستان بديل ... ( وكملت البكي ) ..
ام فواز : بس خلاص يا رشا ... صياحك مارح يغير شي ... خليني أنا أدبرها ...
قعدت رشا تصيح بمكانها ... بالله عليكم هذا رد .. ( ماجبته لأن مالي خلق اجيبه ) ...
لمعت في بال ام فواز فكرة : خليني أتصل بام فهد واشوف اذا كان سواقهم فاضي نوصيه يجيبه ...
رشا رفعت راسها : طيب واذا كان مشغول ... ؟!
ام فواز ترفع يديها علامة ضعف الحيلة : اذا كان مشغول عاد شسوي ... لا تروحين ..
زادت دموع رشا : لااااااااااا ... يمه مالي دخل انا رايحة رايحة ... مارح انحرم من الحفلة بسبب مها الحقيرة ..
سكتت ام فواز وراحت للتلفون ... فتحت دليل التلفونات تدور على رقم بيت ابو فهد ... رفعت السماعة ودقت ...

............

في صالة ابو فهد كانت ندى جالسة عالأرض قدام التلفزيون وممددة رجولها باسترخاء ... شوق كانت منسدحة عالأرض وراسها على رجل ندى و تتابع برنامج أزياء ومكياج بحماس فحبت ندى تطفر بها شوي ... كل شوي تهز رجلها ولا تحركها وتضايق شوق ..
شوق : يوه .... ندى اهجدي .. خليني اعرف اشوف ..
ندى : كيفي ... رجلي وانا حرة فيها ... بعد طرارة وتتشرط .. احمدي ربك اني سمحت لك تحطين راسك هالثقيل على رجلي ... مع ان رجلي رقيقة ما تتحمل ...
شوق بسخرية : عشتو !!! ... الحين انا اللي راسي ثقيل والا انتي يالبومة !!
بعدت ندى رجلها بسرعة من العصبية وتعدلت تبي تواجه شوق اللي ضرب راسها بالأرض
ندى : نعم نعم نعم !!! .... عيدي عيدي ماسمعت اللي قلتيه ... انا أيش ؟!
استقعدت شوق وهي تفرك راسها من الألم وقالت عناد في ندى : بومة !!
انقضت ندى على شوق اللي كانت تضحك ... ولفت بذراعها على راسها وظلت تضربها ( مو بقوة ) ...
شوق كانت تضحك وتصارخ بنفس الوقت : آآآآآآآآآآ ....هههههههههههه ... بعدي عني يالبومة .... بومة !!!!
ندى وهي تنتقم : أنا بومة ؟! ... أنا بومة ؟!..... أوريك أوريك
شوق : هههههههههههههههههههههه ... بومة ... ام عيوووووووووووون مبققة ...
شهقت ندى وهي تسمع هالألقاب .. وظلت ماسكتها ولاوية ذراعها حول رقبتها ومخلية وجهها للأرض ... عمر من شاف المضارب جاااا يررركض .... وقف قدام اخته ويديه حول خصره ..
عمر : ليث تضلبين سوووق ؟!
ندى : انت مالك شغل يالمفعوص ؟!.... يالله اذلف عني ...
شوق وهي تمثل انها تبكي : عممممممممر ... الحقني ندى تضربني ... الحقني ... آآآآآي ..
عمر ماصدق خبر .. رمى بنفسه على اخته وسدحها بالأرض .. " مسوي طرزان !! " ... تحررت شوق ووقفت وهي تضحك وتعدل ملابسها اللي انحاست وشعرها .. ووقفت فوق راس ندى اللي مستلمها عمر وملزقها بالأرض ....
ندى : وخر عني يالدب ..!! ... أنا بعرف انت وش تاكل ؟!
ام فهد اللي توها جاية : هو ندى اذكري الله ... منتي بصاحية بتنظلين اخوك ...
ندى بصراااخ : وخروووووووووووه عني بموووووووت ... حشا مو بزر هذا ....... بعير ..!!
شوق : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...
عمر بتحذير : مرة ثانية لا تضلبين سووووق .... فاهمة ؟!
ندى : والله وطلع لك صوووت يالمنتف ...
شوق : قول لها انتي بومة مب ندى ...
عمر : انتي بوووووووووووومة ام عيوووووون ....
ندى مسكت اخوها وحاولت تبعده عنها لكن هو مصرر ومتمسك فيها بأقوى شي عنده ...
رن التلفون ...
لمعت فكرة ببال ندى ممكن تفكها من اخوها اللي اذا لزق فيها خلاص معد تركها ...
ندى بلهفة مصطنعة : عمر عمر التلفون يدق ... بابا بابا بابا عالتلفون ...؟!
عمر ماصدق خبر قام عنها وفحط للتلفون .... قامت ندى وهي باليالله تلتقط انفاسها ...
عمر : الو ... الو ..... هاه ؟...... هاه ؟....... هاه ؟! ( مايفهم عاللي تكلمه ) ..
التفت لأخته بنظرات محبطة : هذا مو بابا ... هذي حلمة ...( حلمة = حرمة )
ندى راحت له وخذت السماعة منه وردت : الو ...
ام فواز : السلام عليكم ..
ندى : هلا وعليكم السلام ..
ام فواز : من معي !؟... ندى ؟
ندى : ايه معك ندى ... من ؟!
ام فواز : معك ام فواز ؟
ندى : هلا والله خالتي ام فواز شخبارك ؟!
ام فواز : الحمدلله بخير وصحة ... شخباركم انتوا شخبار الوالدة والوالد والأهل ..؟!
ندى : كلهم بخير الحمدلله ..
ام فواز : ممكن اكلم امك ؟!
ندى : ايه لحظة شوي ...
نزلت السماعة عند صدرها والتفتت لأمها : يمه ... ام فواز تبيك
قامت ام فهد وخذت السماعة : هلا والله ومرحبا ... هلا .... شخباركم .... ان شالله بخير...
الحمدلله كلهم بخير ونعمة .... تسلمين والله ماتقصرين ....... لا والله آمري .... لا شدعوة حنا اهل ماله داعي المستحى ...... ( وبعد صمت تسمع لطلب ام فواز ) ...... بس ؟!!.....
خلاص مايصير خاطرك الا طيب ....................................... هذولي هم البنات خليهم يستانسون ... لاحقين عالغثا ........................... لا تشيلين بخاطرك يمكن مها عندها عذرها ........................... خلاص دقايق ويكون عند باب بيتكم ...... ماله داعي الشكر يامنيرة حنا أهل ....... تسلمين .......... سلميني عالبنات .......... يالله ........... مع السلامة ..... ( وسكرت )
على طول التفتت لنايف تقوله يكلم السواق وفعلا طلع نايف ينفذ ....
ندى : يمه وش عندها ام فواز ؟!
ام فهد : تبي السواق يروح للخياط يجيب فستان بنتها رشا ...
ندى : وسواقهم وينه ؟!
ام فهد : ما ادري تقول انه مشغول ومهو بموجود .. وان مها ماجابته معها مادري وش سالفتهم ..
ضحكت ندى بسخرية : هه !!! ... أجل السالفة فيها مها ؟!!...
ام فهد : ماعلينا منهم المهم ان الحرمة طلبت السواق وحنا لازم نساعدهم بدون أسأله ..
نسى عمر سالفة المضارب والتلفون ومشى لأمه : ماما ..
ام فهد استقبلته بحضنها : لبا قلبك حبيبي ..
رفع عمر راسه لها بدلال وبراءة : انا دوعااان ... ( دوعان = جوعان )
ام فهد رجعت تحضنه بحنية : جوعااااان يابعد عمري الحين اخلي الخدامة تعشيك ...
ابتسمت شوق وهي تشوف المنظر قدامها .. ونوبة حزن اقتحمت قلبها .. يابختك ياعمر .. انا وانا بعمرك نسيت شي اسمه ام وشي اسمه حنانها .. الله يخليها لك ويخليك لها ..
ظلت عيونها عليهم .. وعلى عمر خصوصا تتأمله وهو قاعد يتلقى الحنان والدلع من امه .. زادت ابتسامتها وهي تشوف الابتسامة والفرحة بعيونه البريئة .. الله يهنيك ..
كان عمر يتلحوس بحضن امه بدلال ويحط يده على وجهها ويلفه له عشان تنتبه له وتنتبه لكلامه .. كانت تغبطه بداخلها ..
ندى : أي عشا يمه تونا الساعة سبع ونص ...!!!
ام فهد : وانت شعليك هو بزر مو بزيك يتحمل الجوع ... قومي اشوف قولي للخدامة تعشيه من المكرونة الباقية من الغدا ..
ندى : ان شالله ...
راحت ندى للمطبخ وعمر وراها ... مبسوط لانه بيتعشى مكرونة ... يموووت فيها !!!

*** *** *** ***

طلعت نوف من الحمام وهي لافة الروب عليها والفوطة على شعرها بعد ماخذت شاور .. راحت لتسريحتها ومدت يدها لوحدة من كريمات الجسم ..
اثناء ماكانت منشغلة بوضع الكريم كانت تفكر وش تلبس .. ماكانت مهتمة اصلا من قبل ولا قررت .. زيادة انه الشغل اللي كسرظهرها بالمطبخ ماعطاها فرصة تفكر باللبس حتى ..
مشت لدولابها وفتحته .. وقفت حايرة تجول بنظرها بين الملابس .. بدت تقلب وتفتش بينها بتفكير .. واستمرت على هالحال لفترة مو قصيرة .. في النهاية ضاقت وتنرفزت .. اللي يشوفني يقول مرة مهتمة بهالعزيمة .. الحين انا اصلا مابي اروح ليش اتعب نفسي ادور لبس .. باخذ لي أي شي مناسب .. ماله داعي هالغثا ..
طلعتلها تنورة ميدي ذهبي على بني مع بلوزة بني فااااتح بلمعة ذهبية شيك وفخمة .. ماتدري نوف ليش اختارت هاللبس بالذات اللي بيطلعها بأحلى طلة .. مع انها ماودها تظهر وكأنها مهتمة بهالمناسبة .. خلاص بالنهاية انا كاشخة كاشخة وما ارضى اطلع شيفة واقل من غيري ..
خذتها نوف من هالمنطق انها تبي تطلع للكل شيك وكشخة .. مو عشان شي .. حطت اللبس عالسرير بتلبس لكن تلفونها دق .. راحت تشوف لقته نفس الرقم اللي يدق عليها الفترة الأخيرة ... بدر !!!
ناظرت الشاشة باحتقار .. ورجعت الجوال عالكومدينة وراحت تلبس .. والجوال مازال مستمر بالرنين ..
نوف صرخت : منيب راده ... خلاص ... منييييييب ...
لحظات وسكت الجوال وهي بدت تلبس ملابسها .. لبست وراحت للتسريحة وفكت الفوطة .. وطاح شعرها المبلول على كتفها .. بدت تمشطه وبنفس اللحظة رجع الجوال يرن ... أكيد بدر !!
التفتت للجوال وتمت تناظره من مكانها بنظرات نارية .. يعني انطم واسكت لأجي اصفقك .. لكن مبين ان المتصل لحووح ورافض يسكر .. ونوف واقفة مكانها وجوالها يرن ويرن ويرن ويرن ... سكت ..
رجعت لفت وجهها للمراية وكملت تمشط شعرها : عمى عيا يسكت .. مابغى .. ياخي مابي أرد .. غصب ..!!
ماكملت جملتها الا والجوال يرجع يدق .. ضربت المشط اللي بيدها عالتسريحة بعصبية .. اووففف ..!!
قامت رايحة للجوال ورفعته : نعم ..!!
بدر : نعم الله عليك ..
نوف مالها خلقه ابدا .. فسكتت : ...............
بدر : شلونك ياحلوة ؟!
نوف : ...............
بدر رفع صوته وكأنه ينادي : ياااااا حلوة ... شلووووونك ؟!
نوف : زفت ... مثل وجهك .. وبعدين لعد تناديني ياحلوة ..
بدر باستهبال : شلون اناديك يعني .. ياقبيحة ؟!... ولا يا شينة ؟!!
ارتفع ضغط نوف زيادة عاللي هي فيه : قبيحة في عينك يالعنز .. وبعدين اسمي نوف .. ولا ماتدري ان اسمي نوف ..
بدر يجاريها : الا والله ادري .. بس بصراحة لو ان عمي مسميك " حلوة " كان كملت .. اسم على مسمى ..
نوف : وع مالت عليك وعلى ذوقك .. في احد يسمي اسم " حلوة " ؟!!
بدر : ايه فيه ... انا ... ان شالله اذا تزوجت وجبت بنت سميتها " حلوة " ..
ضحكت نوف بسخرية عليه : والله انك انسان غريب .. والله يعين اللي بتاخذها .. حظها طايح مسكينة ..
بدر بنبرة باردة : وش دراك يمكن تكونين انتي زوجتي ..
صخت نوف وفتحت عيونها عالآآآخر ... شهقت وحطت يدها على قلبها .. يا جرئه ياناس .. وش هالجراءة اللي فيك !! ... ابي اعرف شلون يقدر يقول لي مثل هالكلام : يمه بعد هذا اللي ناقص .. أخذك انت .. روح يابوي كان انتحر ..
سكرت السماعة في وجهه وهي ترتجف .. ضمت يديها لبعض بارتباك .. كلمة بدر اثرت فيها .. انا اصير زوجته ..!!.. كان انهبل ومصيري يكون بمستشفى المجانين ..
توها بترجع للتسريحة تكمل اللي بدت فيه .. بس رجع الجوال يرن من اول وجديد .. ماعطته بال وراحت للتسريحة .. تم يرن لفترة طويلة بعدها سكت .. كملت نوف ترتيب شعرها ونست بدر .. دقايق قليلة ويرن جوالها بنغمة مسج .. تأففت .. أكيد هو ..

راحت للجوال وفتحت الرسالة .. " ياحلوة نسيتيني ليش كنت داق عليك ... كنت بس ابي أعزمك بنفسي لعزيمة الليلة .. ابيك تحضرين .. ترا انتي اهم المعازيم كلهم ... عاد ياحظك حصلتي الدعوة من صاحب الشرف .. من قدك ياقمر "
قفلت نوف المسج بعصبية .. محسب نفسه شي .. ويحسبني مبسوطه لأني حصلت الدعوة من صاحب الشرف على قولته .. انا لو بيدي يابدير كان ماجيت من الأساس وزلبتك انت وعزيمتك .. قال ايش .. من قدي .. واثق من نفسه الأخ ..!!
كتبت له رد " من زينك انت وعزيمتك .. ابيك تعرف اني اذا جيت مو بكيفي .. ترااني مغصووووبة .. تفهم مغصوووبة .. ماجيت عشان سواد عيونك .. ولا كان دعوتك هذي عالزبالة على طول .."
ضغطت زر الإرسال .. وقفلت جوالها عشان ماتستقبل منه أي شي زيادة .. رجعت تكمل تصليح شعرها ..
أثناء ماكانت منشغلة بوضع الميك اب دخلت عليها سهى لابسة وكاشخة عالآخر .. ومبينة رزززة ..
سهى : ها نوف خلصتي ؟
نوف : تقريبا .. بس تعالي شوفي شعري كان فيه شي خربان ضبطيه ..
تقدمت لها سهى ووقفت وراها .. وبدت ترتب الخصل اللي كانت نوف رفعتها فوق .. وطلعتها برونق اروع وانعم ..
سهى باستعجاب : والله مادريت ان اختي قمر لهالدرجة .. وتقولين مابي اروح .. اجل وشوله هالكشخة ..؟!
نوف بعبوس وبدون نفس : من جد سهى اذا كانت كشختي زايدة عن اللزوم قولي خليني اغير ملابسي .. مابي يكون شكلي مهتمة بالعزيمة ..
رفعت سهى حواجبها باستغراب .. وتمت تطالع باختها في المرايه : صاحية انتي .. لازم الكشخة .. الكل بيجي كاشخ .. وش زودك عن الناس ..
نوف : الناس مالهم دخل .. السبب ان هالعزيمة لبدر .. يعني خاااصة لبدر .. وانتي تعرفين باللي كان بيني وبين بدر من زمان ..
سهى هزت كتوفها بلا اهتمام : الا ادري .. بس لا تبالغين يانوف .. هذاك كان زماان يعني لما كنتي بيبي وبزر ماتفهم .. بس الحين انتي بنت واللي بينك وبين بدر اكيد انتهى .. حتى بدر كبر وصار رجال يعني ماله بالحركات اللي كان يسويها ..
ابتسمت نوف بسخرية وكتمت ضحكة عالية ... رجال ؟!!!!!... أي رجال يا سهى وهو للحين على حركاته الأولية .. ماتدرين هذا بلوى من بلاوي الدنيا .. الله يعيني عليه شكله ناوي يطولها معي .. مارح ننتهي .. بس لازم اوقفه عند حده عشان يتأدب ويحترم شي اسمه نوف ..
انتبهت سهى في المرايه للإبتسامة الغريبة على وجه اختها : شفيك تتبسمين ؟!..
رفعت نوف عيونها لأختها بالمراية : ها .. لا بس سرحت شوي .. أفكر ..
خلصت سهى من ترتيب شعر نوف وتصفيفه .. وتقدمت بدورها ترتب نفسها بالمراية ..
قامت نوف واقفة تلقي نظرة أخيرة على شكلها .. كان شكلها رائع لأبعد الحدود .. المكياج الخفيف الناعم أبرز ملامحها الطفولية بشكل واضح وبطريقة جذابة .. كانت بنت في منتهى البراءة ..
ضبطت سهى حالها والتفتت لنوف : اوكي انا خلاص خلصت .. يالله امي تقول استعدوا ...
لفت نوف ومشت لوحدة من الأدراج ... فتشت فيها شوي وطلعت لها شنطة ذهبية .. حطت فيها مكياجها وجوالها وكل شي تحتاجه .. سهى طلعت من عندها عشان تلبس عبايتها .. خذت نوف عبايتها بيدها ونزلت تحت ..

****

لبست وشاحها الأصفر وربطتها حول رقبتها باتقان .. لفت بوجهها يمين وشمال تتطمن ان شكله حلو .. كانت ندى واقفة لها عشر دقايق تحط لمسات التجميل الأخيرة .. قربت وجهها من المراية عشان تتطمن ان كل شي اوكي .. انتبهت في المرايه شوق تدخل عليها .. بطلّة فاتنة .. !!
شوق مبتسمة : ها دونا خلصتي ولا لسا ؟!
ندى : تقريبا .. بس قاعدة اشوف الميك اب واتطمن عليه ..
شوق بنظرة استنكار : تطمنين عالميك اب .. أصلا انتي حتى لو ماحطيتي ميك اب حلوة .. شلون بالميك اب ؟!.. ماله داعي تطمنين .. لأن حتى لو الميك اب خربان بيصير عليك حلو بعد ..
ابتسمت ندى ولفت لها : لا عاد مو لهالدرجة .. لا تبالغين ..
هزت شوق راسها بالنفي : ابداااااً .. ما أبالغ .. هذا الصدق .. ( تقدمت لها وضمتها ) ياااااااابختي والله .. ندى بنت عمي .. من قددددي .. هالملاك يصير بنت عمي ..
ندى توها انتبهت لكشخة شوق .. بعدت عنها وتمت تطالعها من فوق لتحت بانبهار ..
ندى : أجل أنا وش اقول ؟!!!
ضحكت شوق على شكلها : هههههههههه .. لا تقولين شي .. لأنك بتتمين أحلى مني ..
عفست ندى وجهها .. وبنظرة فيها ريبة : أحلى منك ؟!!!
شوق كتمت ضحكتها على شكلها وهزت راسها : ايه أحلى مني ..
ندى رفعت حاجب : ترا بكفخك ..
شوق : هههههههههههههه .. ليش ؟!.. ماقلت شي غلط ..
ندى : شويق لا تستهبلين علي .. انتي بعد حلوة مررة ..
شوق : هههههههههههههههههههههه..!!
ندى عشان تغيظها التفتت للمرايه بغرور .. وبفخر : بس أتم أنا احلى منك ..
شوق : هههههههههههههه .. انتي احلى مني .. ماقلت لأ .. أعتررررررف ..
ندى رجعت لفت لها وحملت شنطتها بيدها : امي خلصت ؟!
شوق : اظن .. يالله انا بروح آخذ شنطتي وعبايتي وانزل ..
ندى : انا خلاص خلصت ..
طلعت شوق من عندها .. وندى لبست عبايتها وحطت الطرحة على كتفها .. توجهت لكومدينتها وطلعت الدفتر اللي لازمها لفترة طويلة مثل روحها .. سحبت الصورة المدفونة بين صفحاته .. وتمت تتأملها لحظات .. ابتسمت باحساس كبير تملكها .. مررت أطراف اصابعها ببطء على الصورة .. وضمتها لصدرها وهي تتنهد .. وهمست : أحبك ..
انتبهت ان دموعها على وشك الهطول .. فمسكت نفسها ودخلت الصورة والدفتر لمكانها وسكرت الدرج ..
طلعت من غرفتها ونزلت تحت .. وفي نزلتها تسمع التلفون يدق .. ماكان احد بالصالة فراحت ترد ..
ندى : ألووو ..
- السلام عليكم ..
خذت نفس وهي تسمع نبرة الصوت .. صوت عشقته من سنين .. ورجعت مشاعر الغرام واللهفة والحنين تهاجمها .. حاولت تكون طبيعية ..
ندى : وعليكم السلام .. هلا احمد كيفك ؟!
احمد : بخير الحمدلله .. شخبارك انتي ؟!
ندى في قلبها .. مو بخير ابدا طالما انا بعيدة عنك وعايشة بدونك : الحمدلله ..
ماتدري شلون طلعت منها كلمة الحمدلله .. لأنها لحظتها كانت تتألم .. وقلبها يتعذب ..كل ما حاولت أنساك .. جيت انت وذكرتني .. متى أرتاح ؟!.. متى ؟!!..
احمد : ألووو .. ندى وين رحتي ؟!
ندى انتبهت لإسمها بصوته : لبيه .. هااا .. معك معك ..
أحمد : طيب سمعتي اللي قلته ؟!
ندى ببلاهه : وشو ؟!!
لأنها فعلا ماسمعت وش قال .. من سمعت صوته سرحت لمكان ثاني تفكر بحالها وبقلبها المجروح ..
احمد : قلت لك نادي لي خالتي ..
ندى : خالتك ؟!!!
احمد استغرب حالها .. شفيها شكلها مو معي ابد : ندى شفيك ... ايه خالتي ..
ندى بعد ما استوعبت : خالتك .. قصدك امي .. طيب لحظة شوي أشوفها .. عن اذنك
احمد : اذنك معك ..
حطت السماعة عالطاولة وكل شعرة بجسمها ترتعش .. صوته يأثر عليها بشكل كبير .. مشت للدرج وهي تجر معها أذيال الخيبة .. وتجر مشاعرها وعواطفها جر .. خلاص معد أقدر اشيلها اكثر من كذا .. تعبببببت ..
وقفت عند الدرجة الأولى وتمت تنادي : يماااااااه ... يمااااااااااااااااااااه ..
طلت عليها منى : وش تبين ؟!
ندى : امي وينها ؟!
منى : امي بالحمام الحين ..
رجعت ندى للتلفون وهي تاخذ نفس .. بتستعد لسماع صوته الساحر مرة ثانية .. رفعت السماعة ..
ندى : أحمد ..
احمد : هلا ..
ندى : امي بالحمام الحين .. تبي منها شي ضروري اقولها ..؟
احمد : لا مو ضروري ... بعدين أكلمها واقولها .. يالله تامرين شي بنت الخالة ..
حست ندى بالحسرة والألم مرة ثانية .. " بنت الخالة " .. بس كذا انا بالنسبة لك ..
زيادة انها حزنت عشانه بيسكر عنها ... يعني خلاص بيرجع يختفي صوتك عني مرة ثانية ..
وبلحظة طيش وتهور نست نفسها ورجعت تناديه : أحمد ..
احمد : .... هلا ..
كانت مشاعرها ثايرة بهاللحظة وماقدرت تمسك نفسها عن الكلام : أ .. أنا .. أ ..
احمد : انتي ؟!.. خير ندى شفيك ؟!
كل شي بندى كان يرتجف بعنف .. حتى قلبها اللي ينبض بقوة .. قلبها يقولها اعترفي له وريحي حالك : أنا ... أنا......... أنا أح..... لا ..... ولا شي خلاص ..
احمد حس بقلبه انها تبي تقوله شي : ندى .. تبين تقولين لي شي .. قولي ترا انا ولد خالتك ..
كانت تلعب بطرف طرحتها واحرااج كبير متملكها .. انت مو ولد خالتي وبس .. انت حبيبي اللي اتمنى ..
بلعت ريقها وهي تحمد ربها انه مافيه احد بالصالة معها ..
ندى بخدوود متوردة بالأحمر القاتم .. ودموع تجمعت بعيونها بسرعة البرق : ودي أقولك ... بس ...
احمد : ودك ؟!!... طيب قولي .. أنا اسمعك ..
عضت على شفايفها .. والله انها على لساني .. ودي اقولها لك صدقني .. ودي اقولها وارتاح ..
سالت دمعتها حسرة عاللي هي فيه : ودي ... بس ما أقدر .. والله ودي ..
احمد تفهم لها : طيب على راحتك .. قلت يمكن تبين تقولين لي شي اوصله لنوف .. بس شكلك تبين توصلينه لها شخصيا ..
غرقت عيون ندى بالدموع أكثر من سمعت هالكلمات منه .. يعني هذا اللي في بالك .. مستحيل تفهم يعني ..
ندى بصوت حاولت يكون طبيعي : لا لا خلاص .. ولا شي
احمد : طيب تامرين بشي ..
ندى وهي متماسكة قد ماتقدر : سلامتك
احمد : الله يسلمك .. مع السلامة
ندى : مع السلامة ..
رجعت السماعة مكانها وبسرعة سحبت لها كلينكس من على الطاولة جنبها وقعدت تمسح دموعها .. حطت يدها على قلبها وهي تتنهد .. يعني بتم طوول عمري اتعذب ولا كيف .. ابي ارتااااااح خلاص مليييييت ..
طلعت شوق من غرفتها وعبايتها في يدها .. راحت بتنزل الدرج لكن سمعت عمر يناديها ..
عمر : سوووووووق ..
ضحكت شوق على اسمها بلسانه والتفتت له : لبيه ..
جاها عمر يركض ووقف قدامها .. انتبهت شوق للبس اللي لابسه : الله عمر وش هذا ؟!!
عمر بفخر بنفسه مسك بثوبه : هذا ثووبي .. بابا ثلاه لي ..
كان عمر لابس ثوب وطاقيه اللي خلاه يجنن .. شوق ما استحملت شكله وضمته : وااااو عمر مرررررة حلو عليك ...
عمر استانس عالمديح وتشقق من الفرحة .. رفع لها يده باصبعين : عندي ثنين .. أديبلك ثوبي الثاني عثان تلبثينه ..
ضحكت شوق على برائته : ههههههههه .. شلوون حبيبي .. الثوب مايصلح لي .. الثوب بس حق عمر .. صح ؟!
هز عمر راسه : ثح ... بث البثيه عثان تثيرين مثلي .... ( البثيه = البسيه ) ( تثيرين = تصيرين )
شوق : هههههههههههههههههه ... ما يصلح انا لبست ملابسي شوف ..
وقفت واقفة عشان توريه .. وهو فتح عيونه عالآخر يقاله منبهر : حلووووو ... ( رفع راسه لها ) طيب انا بلبث مثلك ..
شوق ضحكت : ليش ... انت ثوبك مررررررة حلو .. ( انتبهت لشي ) .. عمر وين شماغك ولا مافيه شماغ ..
سكت عمر لما انتبه : الا فيه .. بلوح اديبه ... لا تلوحين عني .. اثبري .. ( بلوح = بروح ) ( اثبري = اصبري )
راح عند امه بغرفتها .. لحظات ورجع يركض والشماغ بيده .. مسكت شوق يده ونزلت معه : تعال نصلحه لك تحت ..

كان فهد قد دخل الصالة راجع من برا .. لأن احمد دق عليه ولزم عليه يجي العزيمة على حسب طلب بدر .. دخل الصالة لقا اخته ندى جالسة وما انتبهت له .. ومبين انها سرحانة ..
فهد : ندى ...
ندى : ............
قطب فهد .. وقرب منها شوي : ندى .. وين رايحة ؟!
هنا انتبهت له ندى .. لكنها ماردت كل اللي سوته انها رفعت عينها له .. استغرب فهد .. شكلها مو طبيعي .. غريبة ماترد ..
فهد : شفيك ؟!
هزت ندى راسها بصمت .. وبعد فترة ردت : ............. مافيني شي ..
رفع ساعته يشوف الوقت .. لازم يروح يجهز ويستعد الحين عشان يمديه يروح لا يتأخر .. التفت عن اخته وراح للدرج .. حط رجله عالعتبة الأولى وتوه بيرقى لكنه تصنم في مكانه مثل الجماد .. وتعلقت عيونه عالملاك النازل بكل سحر وهدوء .. واللي خطف قلبه الابتسامة المرسومة عليها والضحكات الموجهه لعمر .. واللي حلّتها أكثر ..
انتبهت شوق لفهد واقف أسفل الدرج .. كان ساكت وهادي وملامح وجهه غير مفهومة .. وقفت نفسها عن الضحك بسبب عمر وسواليفه .. بس ظلت ابتسامة خفيفة على ثغرها ..
كانت ماسكة يد عمر وتنزل معه بهدوء وروية مثل الأميرات .. عمر من شاف اخوه ضحك وصرخ : فههههههههد ... ثوف ثوبي .. حلوو ؟!
وصلوا تحت ووقفوا عالعتبة الثانية بينما فهد ظل بمكانه ولا تحرك ويده عالدرابزين .. ضحك ورد على اخوه : ههههههههههه .. حلوو .. ياسلااام عليك عمر .. صرت رجاااال ..
ضحك عمر متونس ورفع راسه لشوق : انا ردااااال ... ( ردال = رجال )
شوق ضحكت على برائته : هههههههههههههه ... أحلى رجال بعد ..
رفعت راسها لفهد لقته يطالعها .. بس بسرعة نزل عيونه لعمر ..
فهد : عمر .. انا الحين بروح البس ثوب وشماغ مثلك ..
ابتسم عمر ورفع له شماغه اللي بيده : بتثلحه لي ؟!... ( بتثلحه = بتصلحه ) ..
قرب فهد من اخوه وباسه على خده : اروح البس واجي اصلحه لك ..
عمر : طيب ..
بعدت شوق شوي عشان يمر فهد .. مر فهد من عندها وهو يتخطا الدرجات بالثنتين والثلاث .. كانت تراقبه لما وصل فوق واحساس غريب يلعب في قلبها .. ظلت عيونها عالنقطة اللي اختفى منها وهي سرحانة .. انتبهت على عمر يهزها .. التفتت لها ..
شوق : هلا عمر ..
عمر : تعرفين تثلحينه لي ..؟!..
كان يقصد الشماغ .. ماكان فيه صبر ينتظر فهد لما يخلص ويجي يصلحه له .. يبي يلبسه ويكشخ به بسرعة ..
شوق عفست وجهها : بحاول .. مع اني ماعرف ولا جربت اصلحه من قبل ..
نزلت تحت لقت ندى جالسة تتفرج عالتلفزيون بملل ..
شوق : ندى تعرفين تصلحين لعمر الشماغ ..
ندى بدون نفس : مالي خلقه الحين .. صلحيه انتي ..
استغربت شوق حالتها .. توها معي فوق تضحك وتسولف .. وش اللي قلب مزاجها الحين ..؟!!..
راحت وجلست عالكنب وسحبت عمرمعها .. خذت منه الشماغ وبدت ترتبه على حسب اللي تشوفه هي .. أول شي حطته مقلوب .. وصرخ عمر ..
عمر : لااااااااااااااااا ..
ارتاعت شوق : عمممر .. لا تصارخ روعتني ..
عمر وهو يعدله ويحطه بالشكل الصح : مو كذا ........ كذا ..
حست شوق بالاحراج من نفسها ... الله يخلف علي .. هالبزر يعرف احسن مني ..
شوق : طيب انت تعرف احسن مني .. صلحه انت ..
بدا عمر يضبطه على حسب الي يعرفه واللي يشوفه من ابوه دايما .. بالنهاية حط العقال ورافع الشماغ فوق .. بس ماطلع الشكل المراد .. صار شكله مضحك .. شوق ماقدرت غير انها تمسك بطنها من الضحك ..
شوق : هههههههههههههههههههههههههه ..!!
عمر والابتسامة الوسيعة شاقة وجهه .. وبفخر : ثح حلووو ؟!!
هزت شوق راسها وهي مستمرة بالضحك : هههههههههههههههههه .. ايه حلو .. هههههههههههههه مرررة حلو ... ههههههههههههههههههههه ..
انبسط عمر وراح لاخته ندى ووقف قدامها بشموخ : ندى .. ثوفي ..
ندى كانت تتفرج عالتلفزيون .. التفتت له وماقدرت غير انها تطلق ضحكة عالية ..
ندى : هههههههههههههههههههههههه .. عمر وش ذا ؟!
عمر قطب مستغرب : حلو .. سوق تقول حلو ..
شوق قاطعتهم : ايه عمر حلو .. مرة مرة حلو ...
ندى فهمت ان شوق تجاري اخوها .. فدخلت باللعبة معهم : ههههههههههههههه .. ايه مرة روعة .. تجننننن ..
خذ عمر نفس قوي من الفرحة .. وراح بخطوات بريئة وجلس بهدوء جنب شوق .. يقاله يبي يركد لا تخرب الكشخة ..
بعد ثلث ساعة نزلت ام فهد .. وبعدها بخمس دقايق نزل فهد بطلة بهية متألقة تخطف الأبصار .. بالثوب الأبيض والغترة البيضا .. كان في قمة الروعة والتألق ..
كانت شوق تسولف مع ندى ولا انتبهت الا لما سمعت عمر يناديه ويركض له .. التفتت له وتاهت في قسمات وجهه من الانبهار .. دقات قلبها بدت تتزايد وتتسارع ..
اما عمر راح لفهد ياخذ رايه باللوك الجديد .. فهد من شافه رفع يده يغطي ابتسامة انرسمت بالغصب على ثغره .. وظل يضحك لكن بدون صوت ..
عمر : ثوف ... حلوو ؟!!
ماقدر فهد يمسك نفسه اكثر : ههههههههههههههه .. عمر من اللي صلحه لك ..؟!!
عمر بفخر طغى على صوته البرئ : أنا .... سوق ماتعلف تسويه لي .. انا اعلف ..
رفع فهد عينه لشوق اللي حمر وجهها .. رجعها لعمر : وانت عاجبك ؟!
عمر حاس بوزه مستغرب : ايه حلوو .... سوق وندى يدولون حلوو .. ( يدولون = يقولون )
هز فهد راسه مبتسم ونزل عند اخوه ونزل شماغه اللي كان مرفوع بشكل غريب وخلا شكل عمر جدا مضحك ..
بدا يضبطه ويرتبه حسب طريقته الخاصة وعمر واقف بجمود ينتظره يخلص .. لما انتهى قام واقف ..
فهد : ايوه .... كذا احلى ..
التفت عمر لشوق اللي فتحت عيونها عالآخر .. كان شكله أحلى من قبل شوي .. كان رجل صغير وهيئته نفس هيئة فهد لاسيما ان عمر شماغه احمر وفهد ابيض ..
ندى : وااااو عمر .. حلووو عليك ..
ضحك عمر بصوت عالي وراح لأمه اللي كانت تلبس عبايتها : ماما ... ثوفي ..
التفتت له وضحكت وعطته من كلام المديح والاستعجاب لما كبر راسه ومعد صار يشوف احد .. مشى برا للسيارة ومو معطي احد وجه .. وخروا عن طريقي محد قدي ..
في بيت اهل بدر .. المعازيم اللي وصلوا للحين قليلين .. نوف وسهى مع بنات عمهم بالمطبخ .. رايحين جايين ومحتشرين .. مافي وقت يقعدون ويرتاحون .. اللي يشوفهم يقول هذا عرس بدر مو عزيمة عادية ..
نوف : فرح .. أقول ما كأننا معطين هالعزيمة اكبر من قدرها ..
فرح : هههههههههههههه ... هذا كلام ابوي .. هو اللي يبي كذا ..
دلال : نوفو .. وانت شعليك اخوي رايح دارس برا وناجح وماخذ شهادة ماتبينا نفرح فيه ..
نوف : عشتو ... اللي يسمعك يقول اخوك هو الوحيد اللي درس برا .. تراه مو اول واحد ولا آخر واحد ..
دلال بغرور : بس حتى ولو ... اهم شي انه جاب شهادة نفتخر فيها كلنا ..
نوف بنفس الغرور : كفوك .. من زينه عاد ..
فرح : هههههههههههههههههه .. نوف حرام عليك .. تراك ظالمه اخوي ..
نوف وهي تأشر لنفسها : انا ظالمه اخوك .. بلاك ماتدرين وش هي سواياه ..
فرح : أدري .. تتكلمين عن اول قبل مايسافر .. بس الحين خلاص ..
تنهدت نوف .. يوم اقولكم ان كل الناس مخدوعين فيه .. ماصدقتوني .. حتى فرح اللي هي اخته ماتدري عن اللي قاعد يسويه .. تحسب انه تعدل بس طل ... الا شكله بيزيد ..
فرح : الا اقول ندى بنت عمك .. مب جاية ؟!!.
نوف : الا بتجي .. كل بيت عمي بيجون ان شالله ..
فرح : ياحليلها .. وحشتني مرة ..
حنان اللي كانت تصف البيالات في الصينية : اقول ما كأن المعازيم تأخروا .. محد جا ماغير ست حريم .. والرجال مدري عنهم ..
فرح رفعت يدها تشوف الساعة : لا تونا ثمان الا ربع .. انتظري لما ثمان وبيجون ..
سهى : انا بروح اشوف امي يمكن تبي شي مني ..
طلعت سهى من المطبخ وراحت لمجلس الحريم .. اما نوف ودلال ظلوا يسولفون بالمطبخ وفرح وحنان يرتبون الكاسات والأغراض ..
لحظات ويسمعون صوت رجال يتنحنح .. نوف انخبصت لأن ما معها غطا .. راحت وتخبت ورا الثلاجة من الربكة ..
فرح : لحظة شوي بدر ..
راحت له فرح عند الباب : نعم بدر .. تبي شي ؟!
بدر استغرب وقفتها عند الباب : بدخل بشرب موية ..
فرح : معليش بس نوف داخل .. انا بجيبلك ..
ابتسم بدر .. ورفع حاجب : نوف داخل ؟!.... طيب وخري بسلم عليها ..
فرح : وين اوخر .. اقولك داخل ..
بدر رفع نفسه يبي يشوف : ايه بس ماشوفها .. وينها ؟!!...
نوف تنرفزت .. وقالت وهي للحين ورا الثلاجة من الجهة الثانية : وش اللي ما اشوفها ... أجل تبي تشوفني ..
بدر مسك ضحكته لما سمع صوتها الحاد ينفخ عليه : تصدقين عاد ... ودي ..
نوف باحتقار : بأحلامك ...
بدر بجدية : لا تتحديني أدخل الحين واجي اشوفك ..
نوف بتحدي : .. أتحداك ..
ماتريث بدر لحظة انه يدخل ... سحب اخته فرح على جنب ودخل .. صرخت فرح وهي تقول لا .. وحنان بعد .. اما دلال ظلت تضحك من الموقف باستغراب .. نوف من سمعتهم يصرخون وينادونه ارتعب قلبها وعرفت انه دخل ...
بدر عرف انها ورا الثلاجة وقف مكانه بوسط المطبخ وعيونه على ذاك المكان : ها نوف .. تتحديني بعد أجي لما انتي ..
نوف كانت خايفة وقلبها يرجف .. كانت عارفة انها اذا تحدته بيجي .. لكن كبرياءاً فيها قالت : أتحداك ..
كان بدر ينتظر منها هالكلمة .. راح لها لكن فرح مسكت يده بخوف ..
فرح : بدر شفيك .. وين انت فيه ؟!!
بدر : خليني .. هي تبيني اجي لها .. خليني انا ماعندي مانع ..
نوف بلعت ريقها بصعوبة : لا لو سمحت لا تجي .. وش ابي فيك .. اطلع بس ..
كتم بدر ضحكة وحاول يسحب يده من بين يدين اخته لكن فرح كانت ماسكته بأقوى شي عندها ..
فرح : بدر ... خلاص .. لو تدخل امي الحين ولا ابوي وش بيكون موقفك ..
بدر : عادي ... اقولهم ان نوف هاللي تحدتني ..
حنان : بدر خلاص .. خذ اللي تبي واطلع ... ترا اذا صار شي نوف مارح تسكت بتفضحك ..
نوف استغلت هالنقطة وأيدت كلام حنان : ايه ... ترا اذا جيت بعلم ابوي ..
ماقدر بدر غير انه يضحك بصوت عالي : هههههههههههههههههههههههههههه ..!!
نوف : لا تضحك .. ترا والله اسويها ..
بدر : اذا كنتي جبانة لهالدرجة .. وشلون بتنفذين تهديدك ؟!!
التفتوا فرح وحنان ودلال له مستغربين .. أي تهديد هذا ..
فرح : بدر وش تهديده ؟!!.
بدر ببرود وعيونه للمكان الموجودة فيه نوف : اسألوا بنت عمكم وتعلمكم ..
نوف بارتباك : أي تهديد .. وش تخربط .. اقول فرح اخوكم استخف صار يقول كلام من بطنه ..
ضحك بدر مرة ثانية بصوت عااااالي ... يوم اقولك جبانة تراها جبانة .. بس ماعليه يانوف .. انا اقول كلام من بطني ؟!!.. طيب ..!!
التفت بدر لفرح : يالله عطيني كاس موية .. وبطلع ..
جابت له فرح الكاس .. شربها ومشى طالع لكنه سمع نوف تستوقفه ..
نوف : بدر ..!!
التفت بدر مبتسم : عيونه ...
شب وجه نوف نار من الحيا .. وغلى دمها من الغيظ .. يعني قاصد تستخدم معي هالأسلوب تبي تحرجني ..
مسكت اعصابها وقالت بكل ثقة : لا يغرك شكلي .. تراني بسويها ..
البنات فهموا انها تقصد انها بتعلم ابوها ... لكن بدر فهم شي ثاني .. تقصد تهديدها بالانتقام .. زادت ابتسامته وهو يسمعها تقول كذا ..
بدر ببرود وثقة : طيب ... وانا في الانتظار ..
نوف اغتاظت اكثر : يعني منت خايف ..
بدر : لا مب خايف .. منك انتي يالجبانة ما أخاف ..
كان ود نوف في هاللحظة تطلع له وترجمه بالكعب اللي لابسته تفلق راسه وتبرد حرتها .. يعني مو خايف !!... طيب انا اوريك .. مارح أرجع لبيتنا اليوم الا وانا ماخذه حقي كامل ..
نوف : اوكي .. على راحتك .. بس ترا قد اعذر من انذر ..
بدر : قد اعذر من انذر ها ؟!!
نوف : ايه ..
بدر: اوكي .. but you must be careful
راح عنهم .. طلعت نوف وهي تكلم فرح بانفعالية : فررررح .. وتقولين اخوي تغير... وين تغير ها قولي لي ..
فرح كانت مستغربة من تصرف اخوها : وانا وش يدريني .. مادريت انه بيدخل بهالطريقة ..
مشت نوف طالعة من المطبخ : انا بطلع .. لا يجي مرة ثانية ويسبب لي مشكلة ..

.......

راح بدر لمجلس الرجال .. كان كبير وفخم وموجود فيه عدد من الرجال من اقاربهم .. دخل وهو يبتسم وفي داخله يضحك عاللي صار معه في المطبخ .. شاف ضيوف جدد وصلوا بغيابه .. راح وسلم عليهم وتحمدوا له بالسلامة وباركوا له ..
ودق تلفونه .. كان سلمان..
بدر :هلا بك ...
سلمان : هلا فيك
بدر : وينك ؟!... ماقلت انك بتكون موجود مبكر ..
سلمان : وانا عند كلمتي .. يالله تعال انا عند الباب ..
سكر منه وراح عند باب الشارع اللي كان مفتوح من الاساس عشان اللي يجي يدخل على طول .. لقا سلمان واقف عند سيارته ..
بدر : هلا .. تفضل ليش واقف .. اسفرت وانورت ..
قرب سلمان منه وسلم عليه وبارك له : الحمدلله عالسلامة .. والف مبروك عالشهادة ..
بدر : ههههههههههههههه .. تراك باركتلي قبل ..
سلمان : معليه ... عشان مناسبة اليوم قلت لازم اباركلك ثانية ..
بدر : يالله تفضل البيت بيتك ..
دخل معه وراحوا للمجلس .. وكل لحظة والثانية كانوا الضيوف في تزايد مستمر ...

.......

وصلوا بيت ابو فهد .. كانوا الضيوف قد كثروا وبدت المجالس تمتلي .. سلموا شوق وندى عالضيوف وطلعوا على طول للبنات في المطبخ .. من شافوهم قام الصراخ والترحيب ...
فرح : شخبارك ندى ؟!..
ندى : انا تمااام عال العال ... بشوفتك طبعا ..
ضحكت فرح : هههههههههههه ياحبي لك .. وانتي شوق شلونك ؟
شوق : تماااام ..
وتموا شوي ياخذون اخبار بعض ويسولفون وبدوا ندى وشوق يساعدون .. انتبهت ندى لنوف اللي تشتغل بدون نفس .. راحت ووقف جنبها وهمست ..
ندى : نوف ... ابتسمي مايصير كذا .. وش بيقولون عنك الناس ..
نوف : احاول ... بس من جد شي ينرفز ..
ندى ابتسمت : عاااادي انسي الحين انها عزيمة بدر وسولفي معنا واضحكي وبتنسين الموضوع كله ..
نوف ابتسمت ابتسامة وسيعة ماتعكس اللي داخل قلبها .. من شافت ندى ابتسامتها المبالغ فيه ضحكت ..
ندى : ههههههههههههههههههههه ..
نوف : ليش تضحكين .. ماتبيني ابتسم .. هذاني ابتسمت ..
ندى : ايه بس ابتسمي بطريقة مقبولة .. مو كذا .. كأنك مغصوبة عالابتسامة .. ولا كأنك ماقد ابتسمتي في حياتك ..
ربع ساعة وامتلت المجالس عن بكرة أبيها ضيوف .. بدوا البنات يقدمون القهوة والحلى .. ويضيفون الحاضرين ويتحركون بكل مكان ..
بعدها قدموا الشاهي والمجالس كلها تعج بالازعاج والسواليف .. الكل يسولف ويهني ويبارك لام عبدالله ( ام بدر) سلامة ولدها والنجاح اللي حققه ..
أثناء ماكانوا البنات موجودين بالمطبخ يرتبون غلاسات العصير ويستعدون لتقديمه .. دخلت عليهم ام عبدالله ..
ام عبدالله : فرح حبيبتي وين البخور ..
فرح عضت على شفايفها : يوووه يمه .. للحين ماسويته .. وكيسة البخور الجديدة نسيتها فوق بغرفتي ..
تنهدت ام عبدالله بضيق : الله يهديك .. بسرعة روحي جيبيه لا نتأخر عالضيوف ..
فرح كانت منشغلة : بس انا الحين مشغولة ..
جت نوف : انا بجيبه .. وين حاطته ؟!
فرح : فوق على سريري بتلقينه ..
طلعت نوف من المطبخ وراحت راقية فوق .. توجهت لغرفة فرح ودخلتها .. لقت الكيس المقصود موجود فوق السرير .. خذته ورجعت طلعت .. مشت متوجهه للدرج .. لكن وقفت بمكانها لما شافت باب غرفة بدر مردود .. مو مسكر .. حطت الكيس اللي بيدها عالأرض راحت لها بفضول ودفعت بالباب لما انفتح على مصراعيه .. كانت الغرفة مظلمة ومبين ان مافيها احد .. فتحت النور وتقدمت بهدوء لما صارت بوسط الغرفة .. ابتسمت بخبث .. يمكن هاللحظة هي لحظة الانتقام اللي تنتظرها ..
اول شي توجهت للمكتب .. فتشت في الاشياء الموجودة فوقه .. كانت مجرد اوراق مافهمت منها شي .. تركت المكتب وراحت للمكتبة الصغيرة .. لفت نظرها ملف أصفر .. فتحته .. وكانت شهادات بدر ومن ضمنها الشهادة اللي حصل عليها من دراسته برا ..
فتشت فيها اكثر وابتسامتها الخبيثة تزيد وأفكارها تتسابق لذهنها .. شهادات بدر !!!... مارح القى وسيلة احسن من هذي ... شقى عمرك يابدر هذي الشهادات .. وانا اوريك وش بسوي ..

تحت .. وتحديدا بمجلس الرجال الكبير.. كان بدر يضحك ويسولف وسعادته ماتنوصف بالناس اللي حضروا مخصوص عشانه .. كان معه احمد وفهد وخويه سلمان .. عاد اجتمعت سوالفهم شوفوا الضحك ..
احمد : اقووول سلمان بالله عليك ماتعاني انك تخاوي واحد شخصيته مثل شخصية بدر ..
سلمان : هههههههههههههه .. تبي الجد عاد .. احيانا ..
بدر بفخر : الا قل من قده .. مخاوي واحد حاصل على شهادة الماجستير ..
سلمان : في هذي صدقت .. من قدي والله ..
احمد : ههههههههههههههههه ... اقول بدر بدينا نشوف منك شوفة نفس وغرور ..
بدر : يحق لي ...
فهد : ايه يحق له .. الدور عليك الحين احمد .. مابي اخاويك عالفاضي ..
احمد التفت له بطرف عينه : انت بس يحصلك تخاوي احمد .. هذا بس يكفي ..
فهد : لا والله ... اشوفك واثق من نفسك بزيادة ..
انتبه سلمان ليد بدر : بدييييير ..
بدر : خير ... لا تقول بدير ..
سلمان : الحين انت مو قايل لي انك بتلبس الساعة اللي عطيتك اياها .. وينها ماشوفها ..
بدر رفع يده : ايه ... تصدق نسيت ... متعود على هالساعة .. ( التفت لاحمد وفهد ) ماتدرون ؟!... حبيبي وعمري سلمان مهديني ساعة ...
احمد : ايوه من قدك ... كذا الاخويا ولا بلاش .. مو انا مخاوي واحد اسمه فهد وهو ولا ينفع لي بشي ..
رفع فهد حاجبه : يعني الحين انت اللي نافعني بشي .. الا طل ..
سلمان : بدر .. ما ارضى اجيبها ولا تلبسها ..
قام بدر واقف : خلاص ولا يهمك .. الحين اروح البسها .. عشان خاطرك بس ..
احمد : وين بتروح ؟!.. ووين حاطها ؟!!
بدر : حاطها بغرفتي بعد وين ... يالله عن اذنكم ..
احمد : لا تتأخر ... مايصير تبعد عن المعازيم ..
بدر : دقايق وراجع ..
طلع من المجلس وهم رجعوا يسولفون مع بعض ينتظرون عودته ..

في غرفة بدر .. نوف لازالت واقفة تقلب بصفحات الملف الموجود بين يديها .. ومبتسمة بوناسة وبخبث عالفكرة اللي استقرت ببالها .. راحت للمكتب وخذت من الملف آخر شهادتين حصل عليهم بدر .. وحمدت ربها انها كانت جايبة شنطتها معها .. ولأن شنطتها كانت كبيرة نوعا ما .. قدرت تدخل فيها الشهادات .. تنهدت بارتياح لأنها حصلت شي تقدر تنتقم عبره من بدر ..
انتفضت برعب لما سمعت حس احد جاي .. شالت الملف بسرعة ودخلته مكانه وراحت تركض بتطلع لكن ماقدرت .. شافت بدر جاي مقبل يدندن .. تراجعت بخوف .. وتلفتت يمين وشمال لعلها تلقى مكان تتخبى فيه ..
راحت تركض وتخبت خلف السرير وكتمت أنفاسها بخوف ..
وصل بدر لغرفته ودخل وهو مستغرب ان النور مفتوح .. ماطال استغرابه لأنه حط في باله ان وحدة من خواته يمكن دخلت ونست النور ..
وقف لحظات يتذكر وين حط الساعة الجديدة اللي وصلته من سلمان .. تذكر انها بالكومدينة .. راح وقعد على طرف السرير ..
نوف من حست بحركة عالسرير ضمت شنطتها لحضنها أكثر وغمضت عيونها بشدة من الخوف والرعب .. ياربي عسى ماينتبه .. يا ويلي انا وش جابني هنا ..
طلع بدرالساعة .. فصخ ساعته اللي عليه ولبس الجديدة الرائعة على يده .. راح لتسريحته يعدل شماغه وكشخته ...
نوف من الخوف الرعب العايشه فيه بدت قطرات العرق تلمع بوجهها .. والدموع تجمعت في عيونها .. لكن بصمت وبدون صوت .. انا حمارة .. والله اني حمارة انا وش جابني .. ياربي انقذني ..
انتبهت انت طرف تنورتها مبين .. عضت على شفايفها وسحبتها ببطء عشان ما يحس ..
بدر لازال واقف قدام المراية يعدل العقال والشماغ .. رفع وحدة من العطور وبدا يتعطر .. لكنه لاحظ حركة غريبة انعكست عالمرايه .. شي يتحرك بجنب السرير ..
في البداية حس انه يتوهم لكنه تأكد لما شاف ظلال عالأرض .. وهالظلال تتحرك لكن بشكل خفيف ومحد ملاحظ الا اذا ركز ..
ابتسم .. فيه شخص هنا بالغرفة .. شكوكه تقول له انها نوف .. بس شلون يتأكد .. مايبي يرعبها ..
راح بخطوات هادية لما شاف جزء منها أكد له انها نوف .. مع انه ماشاف وجهها بس تأكد .. رجع للتسريحة وهو يفكر ويسأل نفسه بحيرة عن سبب وجودها بغرفتها .. معقولة يكون السبب الانتقام .. تجي هنا عشان تنتقم .. لا مو معقوووول !!!... لكن اوريك يانوف ... جيتي لهنا برجليك .. محد جابك ..
كمل شغله وهو يغني بأغنية ولا كأنه داري بشي .. نوف كل لحظة تبلع ريقها بخوف .. كانت ترتجف من فوقها لتحتها .. ياربي وش بقول لو شافني ولا درا اني موجودة معه بنفس الغرفة .. ياويلي بموووت اليوم ..
سالت دمعتها ولا قدرت تتحرك حتى عشان تمسحها .. تركت دمعتها تشق طريقها على خدها بحرية .. اما هي ظلت تنتظر الفرج من ربها .. ضامة شنطتها بخوف وتبكي بصمت ..
فيما كان بدر يعدل الكبك حق كمه .. استقرت في باله فكرة .. لكنها فكرة شيطانية بمعني الكلمة .. ضحك بدر وهو يتخيل انه نفذها .. اما نوف لما سمعته يضحك استغربت .. خير ليش يضحك .. خبل ومجنون .. يالله اذلف خلني اطلع تكفى .. ابي اروووح لامي ..
سالت من عينها دمعه ثانية .. بدر انتهى من تضبيط نفسه طلع مفتاح غرفته من جيبه وظل يناظره بابتسامة خبيثة .. مشى للباب وطلع وسكره .. لكنه قبل لا يروح دخل المفتاح فيه وقفله .. رجع المفتاح لجيبه وراح نازل وهو وده يضحك بصوت عالي من اللي سواه .. خلي تهديدك ينفعك يانوف ..
رجع للمجلس ولا كأنه سوا شي ..
اما نوف لما طفى النور وتسكر الباب .. رفعت راسها بحذر تشوف .. كان الظلام دامس .. قامت بخوف والشنطة بيدها وركضت للباب .. مدت يدها وحاولت تفتحه لكن الباب مو راضي .. حطت يدها على فمها برعب وهي تحاول تكتشف السبب .. بدر قفل الباب علي ..!!!
لا حرام ... ليش يقفله ماكان مقفول .. ابي أطلع وشلون اطلع ..
قلبها بدل مايهدا زادت دقاته ... الحين وش اسوي ... بقعد كذا لما يجي بدر مرة ثانية ويفتح .. مابي .. مقدر اتخيل اني بقعد هنا لثلاث ساعات والاربع ..
ماقدرت تعبر عن شعورها بالخوف والرعب غير انها تبكي .. مشت للسرير بخطوات خايفة وجلست على طرفه وهي تبكي بشدة .. انا وش اللي جابني هنا من الاساس ..
ظلت خمس دقايق على حالها تشكي لربها وتدعي يطلعها من اللي هي فيه .. تذكرت ان جوالها معها .. طلعته بسرعة وبلهفة وكأنه هو المنقذ الوحيد الحين .. بس .. من تدق عليه الحين ... وش بتقوله .. انا بغرفة بدر !! .. مافي غير ندى .. هي اللي بتفهمني ..
بسرعة ضغطت عالأرقام ..

تحت ... رجعت ام عبدالله تدخل على البنات بالمطبخ
ام عبدالله : فرح ... وين البخور ؟!..
فرح : مدري عنها نوف .. راحت ولا عاد رجعت ..
ام عبدالله : روحي جيبيه بتنتظرين نوف .. يمكنها نست ..
فرح التفتت لوحدة من الخدامات : مينا .. روحي جيبي كيس ازرق موجود على سريري ..
طلعت الخدامة وبعدها بدقايق رجعت بالكيس
مينا الخدامة : هذا موجود فوق عند درج .. مافي غرفة انتي ..
استغربت فرح .. وطلبت من الخدامة تضبط الجمر .. ندى كانت واقفة معهم تسولف مع حنان مرة ومع دلال مرة .. لما دق جوالها وكان اسم نوف مكتوب ..
ندى : هلا نوف وينك .. وين رحتي ؟!
نوف انفجرت : ندى .... الحقيني يا ندى .... الحقيني ....
سكتت وظلت تشهق من البكي .. ماتخيلت نفسها بيوم من الايام انها بتكون في موقف مثل هذا ..
ندى خافت من صوتها راحت وطلعت برا عشان تعرف تكلمها : نووووف ... روعتيني وينك ؟!!!
نوف وهي تشهق : الحقي علي ... بدر ... بدر قفل علي ...
ندى قطبت ولا فهمت ... وانصفق قلبها من صوت نوف : نوف ليش تصيحين ... وينك فيه انتي ؟!!!
نوف بحسرة وهي تلوم نفسها : انا ... في غرفة بدر ...
شهقت ندى بقوة .. وحطت يدها على قلبها : ياحمارة وش تسوين هناك ... وش وداك هناك ؟!!
نوف استرسلت بالبكي والنوح : ندى لا تصارخين علي .. ابي اطلع .. ابي اطلع بدر قفل علي الباب وراح ..
ندى : ياحمارة وهو ليش قفل الباب عليك ..
نوف : ما ... ما يدري .. طلع وقفل الباب ..
ندى : يعني مافيك شي ..
نوف صرخت زيادة عاللي هي فيه : ياحمارة لا يروح فكرك بعيد ... ماكان يدري اني جوا الغرفة طلع وقفلها ..
تنهدت ندى بارتياح .. اشوى .. لكنها عاتبت نوف بغضب : وانتي يالزفتة وش اللي وداك هناك ..
نوف ارتبكت : ها ... م... ماكنت ادري انها غرفة بدر .. حستها غرفة دلال ..
هزت ندى راسها بعد اقتناع .. معقولة ماتعرف غرف بنات عمها .. سكتت وماحبت تسترسل بالأسئلة مع نوف احتراما لحالتها اللي هي عليها ..
نوف : والحين ندى ... وش اسوي ؟!... قولي لي والله بموووت ..... ( ورجعت لبكيها ولوم نفسها )
ندى : نوف الحين انا وش اقدر اسوي ...
نوف : دبريني ... دبريني حرام يقفل الباب علي هالحمار .. ليش يقفل الباب علي ليش .. هو اصلا ماكان مقفول بس مدري وش اللي طرا له هالثور ..
ندى : نوف .. ماقدر اقول لبنات عمك انك بغرفة بدر .. وانتي تعرفين اذا قلت لهم وش بصير .. بيفكرون غلط ..
نوف بمعنويات جدا منخفضة واحباط وخيبة امل علت صوتها : صح ... بس ..
ندى : اقولك اصبري شوي .. وبفكر وش اقدر اسوي ..
نوف : ندى انا خااااايفة ... طلعيني ... والله خايفة بموت من الخوف ..
ندى : خلاص اصبري مكانك .. وانا بدق عليك كل شوي ..
نوف : طيب ... بس لا تنسيني ..
ندى : افا عليك ... مارح انساك لا تخافين .. يالله تيك كير ..
نوف والدموع مستمرة بالنزول : باي ..
سكرت ندى عنها وهي محتارة ... نوف خبلة بعض الأحيان .. وش اقدر اسوي لها الحين .. من اقوله .. مقدر اقول لفرح لا يفهمون غلط .. ظلت واقفة بمكانها تفكر .. لما جتها شوق ..
شوق : ندى ... وين رحتي ..
ندى : هنا ..
شوق : تعالي يالله بنقدم العصير ..
ندى : يالله ..
راحت معها وانشغلت بتقديم العصير والفطاير للمعازيم ..

مرت ساعتين ونوف على هالحال وقرب موعد تقديم العشا .. ندى حطت جوالها وشنطتها بمكان ونست نوف لأنها انشغلت مع البنات .. ونوف تحاول تتصل فيها لكن محد يرد ... وهذا اللي زاد الطين بله عندها .. ندى حقرتني .. الحمارة هذا وانا موصيتها ..
مالقت نوف طريقة تعبر عن الخوف اللي داخلها بغير البكي .. طول الساعتين اللي فاتت كانت تبكي لما تغير وجهها وحمرت عيونها ..

في مجلس الرجال .. كانوا الشباب يسولفون وبدر يضحك معهم بطريقة غريبة .. لأنه مثل ماهو يضحك على سواليفهم يضحك باللي قاعد يتخيله الحين صاير لنوف .. اكيد قاعدة ترتجف من الخوف .. ورينا يانوف وش بتسوين .. وين التهديد راح .. بس ردي لك كان قبل تنفيذك .. اعترف كان رد مبكر جا بغير وقته ..
سلمان : بدر ... بصراحة انت غريب .. وش صاير لك .. رحت عنا شكل ورجعت شكل ثاني ..
بدر تلفت حوله لقى احمد وفهد مو موجودين : تعال برا واقولك وش مسوي ..
سلمان : الله يستر منك ... ماندري وش يطلع منك انت ..
سكت بدر وقام .. وسلمان قام وراه .. لما طلعو للحوش التفت سلمان لبدر وهو معقد يديه على صدره ..
سلمان : قول وش انت مسوي ... بصراحة حاس انها مصيبة ..
بدر : لا لا تخاف مو مصيبة ..
سلمان : طيب تكلم ..
قبل ما يبدا بدر الكلام ضحك بصوت عالي .. ماقدر يمسك نفسه .. سلمان استغرب وحس ان السالفة فيها نوف .. بدر مايضحك بهالطريقة الا اذا كانت السالفة فيها نوف ..
سلمان : بدر ... وش انك مسوي ببنت عمك ؟!!
بدر وهو يضحك : ههههههههههههههههههه ... نوف ؟!!!
سلمان : ايه نوف ... فيه غيرها ..
بدر : ههههههههههههههههههههههههههه ... تدري اني مقفل عليها بغرفتي ..
سلمان فتح عيونه عالآخر ومسك بدر من ذراعه من المفاجأة : بغرفتك ؟!!.... صاحي انت ؟!!... وش مسوي فيها ..؟!!!
ضحك بدر لما شاف تعابير وجه سلمان : ههههههههههههههههههه ... شفيك سلمان ... هذي بنت عمي مستحيل اضرها بشي ... اذبح نفسي قبل ما افكر بهالشي ..
بعد سلمان يده عنه : لا والله استخفيت ... ومن متى ؟!!
بدر رفع راسه يحسب : تقريبا من ساعتين .. يوم اروح البس الساعة ..
فتح سلمان عيونه على آخرهم من هول المفاجأة .. ساعتين ؟؟!!...
سلمان : ساعتين ؟!!؟!... ساعتين يابدر حرام عليك ...
بدر : خلها تعرف منهو بدر .. ومن يكون ... عشان تحرم تهدده مرة ثانية ..
سلمان : طيب وشلون ؟!!.. وش جابها بغرفتك اساسا ؟!!!..
قص له بدر السالفة .. ووشلون اكتشف وجودها وهي ماتدري .. وسلمان يسمع وهو متعجب .. تأكد الحين ان بدر داهيه ويسوي اللي في باله ...
سلمان : روح ... روووووح خاف ربك طلعها ...
بدر : لا .. خلها بعد العشا بعدين اروح ..
سلمان : بدر روح ولا ترا بصير للبنت شي ... ماتقول انها خوافة وجبانة .. روح ترا بعدين بتندم ..
بدر : هذا رايك ...
سلمان : ايوه هذا رايي ... والله لو يدري عنك احمد ان يذبحك ...
بدر : طيب ... بيني وبينك بدت تكسر خاطري .. بروح اطلعها والله يستر صدق مايكون جاها شي ..
راح بدر داخل وسلمان رجع للمجلس وهو مستغرب من تصرفات بدر .. ساعتين مرة وحدة ؟!!! حرام عليك يابدر ..!!!

نوف للحين على حالها .. كانت حالتها النفسية في تدهور والدموع ما جفت من عيونها .. قاعدة فوق السرير وضامة رجولها لها ومنكسة راسها وتبكي ... حتى النور مافتحته .. كانت جالسة بالظلام طول الوقت ومستمرة بالبكي وتفكر بالتصرف المتهور اللي وصلها لهالنقطة .. كله مني .. كله منك يابدر .. انا مالي دخل .. انت السبب .. لو ماكنت تتصرف معي كل هالتصرفات كان ماسويت اللي سويته .. ولا كان جيت هنا .. انت السبب في اللي انا فيه .. انت السبب .. ياااااااربي ابي اطلع .. طلعني ياربي ..
تركت الجوال بشنطتها ولا فكرت تستخدمه ثانية .. كانت قد يأست وهي تحاول تتصل بندى اللي ماردت عليها من آخر مكالمة .. وهذا نكد عليها .. ندى قالت انها بتتصل فيها كل شوي بس مرت ساعتين وشوي وهي مادقت ولا فكرت فيني ..
لذا استسلمت وتمت تبكي وتعبر بالدموع الغزيرة ..

بدر وصل للدور الثاني .. راح لغرفته وهو حاس بتأنيب الضمير مع شعور ثاني يطغى على قلبه .. نوف جوا غرفتي ..
وقف قبال الباب قبل مايفتحه ... ماكان يشوف أي خيط نور داخل الغرفة .. كانت مظلمة .. معقول نوف جالسة بالظلام .. طلع مفتاحه وفتح الباب .. تسرب النور اللي كان صادر من برا لداخل الغرفة .. وشافها جالسة فوق السرير ومنكسة راسها ويسمعها تبكي .. بوضع عصر قبله من الندم .. ياعمري يانوف ..
نوف ما انتبهت له لأنها كانت مغمضة عيونها وتفكر بالمشكلة اللي طايحة فيها ..
مد بدر يده لمفتاح النور وفتحه .. انتبهت نوف ورفعت راسها وهي تشهق من الروعة .. لما شاف بدر شكلها حس بشي يضغط على قلبه أكثر ويعصره بقوة فضيعه .. ماتحمل يشوف وجهها الطفولي البرئ بهالشكل ... مبين انها مقطعة نفسها من البكي .. ماتوقعت توصل لهالدرجة ..
بدر : نوف ...
نوف من الخوف تراجعت على ورا بسرعة ولأنها كانت ناسية انها فوق السرير طاحت منه على ورا بشكل قوي ومؤلم ..
بدر ارتعب عليها وهو يسمعها تتأوه من الألم ..: نوف بسم الله عليك شفيك ؟!!
نوف تمت على وضعها .. طايحة لكنها استسلمت للبكي بصوت عالي : ابي اطلع ... والله ماكان قصدي .. ابي اطلع ... بدر تكفى خلني اروووح ... مابي اجلس هنا اكثر ..
بدر تم واقف مكانه مرتاع وهو يسمعها تترجاه .. ماكان يقدر يشوفها بس كان يسمعها .. الحين حس بكبر ذنب اللي سواه : نوف ..... انا آسف ..
نوف ماسمعت وتمت تبكي : ابي اطلع ... ( تشهق من البكي ) .. ابي اطلع .. طلعني .. والله خايفة ابي اروووح .. بدر لا تقفل علي خلني اطلع .. خلني ارووووح ...
ضرب بدر راسه عتابا على نفسه .. انا وش سويت .. ماقدر حتى يتحرك من مكانه ويروح لها ..
بدر : ... نوف ... اذا تبين تروحين روحي ... الباب مفتوح يالله ..
نوف : ...............
بدر : نوف تسمعيني .. تبين تطلعين اطلعي ..
ماردت عليه لكنه سمع شهقاتها المتواصلة واللي زاد من احساس تأنيب الضمير عنده .. مايدري شلون بيتصرف .. مبين ان البنت مرة متأثرة ..
بدر بمحاولة أخيرة : نوف ...
نوف وهي لا زالت بمكانها ولا تحركت .. بس ينسمع بكيها : وانت ... روح ابي اطلع ..
بدر فهم لطلبها : ولا يهمك بروح لغرفة فرح لما تطلعين .. طيب ؟!!
نوف : ...............
طلع بدر من الغرفة وراح لغرفة فرح اللي كانت اقرب غرفة لغرفته .. اما نوف لما حست انه ابتعد قامت واقفة وهي تمسح دموعها بارتجاف .. سحبت شنطتها من عالسرير وراحت تركض لبرا ونزلت تحت وهي مو قادرة تتحكم بدموعها .. ماصدقت ان الفرج جاها ..

اما بدر تم خمس دقايق بغرفة اخته .. ولما تأكد انها نزلت طلع راجع لغرفته .. وهو عايش بدوامة .. يلوم نفسه مية مرة عاللي سواه .. نوف للحين طفلة ما كبرت .. شلون فكرت اسوي اللي سويته .. شلون هان علي اتركها ساعتين بهالطريقة ..
مسك راسه بيدينه وهو يتذكر كلامها ورجاها بصوتها الباكي .. قبضه قلبه مرة ثانية ندم عاللي سواه ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:13 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج 15 زء




كانت شوق تدور بأنحاء غرفتها ترتبها وتعيد تنظيمها ... ماكانت حوسة لكن كان فيه اشياء بسيطة مرمية في أي مكان بطريقة عشوائية وغير منظمة ..
ولأن وقتها كان عندها وقت فراغ فحبت تلهي نفسها بهالشي وتشغل وقتها .. رتبت بعض الأوراق اللي تخص الجامعة عالمكتب وحطتهم بملف خاص .. راحت لكومدينتها وجلست على طرف السرير وفتحت درجها .. البروازين اللي كانت جابتهم معها حطت فيها صورتين .. طلعته من الدرج .. واحد منهم كان يحمل صورة ابوها صالح .. والثانية تشيل داخلها صورة لها مع أمها .. خلت البرواز الثاني وخذت صورة ابوها وتمت تتأملها بابتسامة حزينة .. ونظرة فيها عتاب .. حطت البرواز فوق الكومدينة عشان تقدر تشوفها كل مابغت .. اما الصورة الثاينة خلتها داخل الدرج ..


انتبهت للباب ينفتح وتدخل ندى .. راحت وجلست على طرف السرير من الجهة الثانية وهي تتنهد ..
انتبهت شوق للضيق في وجهها ..
شوق : خير ندى شفيك ؟!
كانت ندى تقلب جوالها بيدها ومتضايقة .. ورفعت راسها لها : نوف ...
قطبت شوق واستغربت : نوف ؟!!... وش فيها ؟!!
ندى مبرطمة : أدق عليها ولا ترد علي ..
شوق : يمكن مشغولة ولا حاطه جوالها بمكان ..
ندى : ايه بس انا قاعدة ادق عليها من الصبح لما الحين ولا ترد ... وشوفي كم الساعة الحين .. معقولة ماتدري عن جوالها ...
شوق : طيب دقي على البيت ...
ندى : دقيت .. ردت علي سهى وقالت لي انها في غرفتها من الصبح ولا طلعت .. يعني اكيد جوالها عندها .. بس ليش ماترد ...
سكتت شوق .. ومر في بالها فجأة ذكرى العزيمة أمس .. كانت نوف قد اختفت عنهم .. ولما دخلوا الضيوف للعشا طلعت عليهم .. بس بهيئة غريبة .. شكت وقتها ان فيها شي بس ماحبت تسأل لأن الوقت كان غير مناسب ..
ندى : دبريني .. وشلون اكلمها ..
انتبهت شوق ورفعت عينها : ما أدري ...
تحركت ندى بضيق وقامت واقفة وهي تضغط على رقمها .. رفعت الجوال لأذنها وهي تحرك رجلها بقلق ... ثواني ورجعت نزلت الجوال والتفتت لشوق : شفتي .. سافهته ... ماترد ..
شوق : طيب يمكن بالحمام ... يمكن نايمه ... ولا يمكن حاطته عالصامت ولا انتبهت ..
هزت ندى راسها بعصبية : يمكن ... اتمنى ... عسى بس ماتصير زعلانة مني ...
قطبت شوق : زعلانة منك ؟!!... ليش انتي مسويتلها شي ؟!!
سكتت ندى .. كانت متضايقة ... متضايقة من نفسها .. شلون نسيتها امس وانا اللي وعدتها .. مليون بالمية ماترد علي لأنها زعلانة مني .. والله ماكنت اقصد .. انشغلت مع البنات ونسيتها تماما ...
شوق : نوف شفيها ؟!... انتبهت لها امس كانت غير طبيعية ؟!!..
ندى ماودها ترد .. تبي تكلم نوف بس هي مو راضية ترد .. ردت عليها بعصبية : مدري مدري .. ابي اكلمها .. ابي اشوف ليش ماترد ..
شوق : اصبري شوي .. يمكن تشوف رقمك وتدق ..
ندى رفعت عيونها للسما بنفاذ صبر : ياااارب ... الله يسمع منك ..
ظلت ندى جالسة عند شوق بغرفتها مع ان كل وحدة منهم ساكتة .. شوق كملت شغلها اللي بدت فيه .. وندى كل عدة دقائق تحاول تدق .. بس ملت المحاولات .. مبين ان ماعندها نية ترد .. كتبت لها مسجات .. لكن بعد مافي جواب ..
تذكرت بقلق وجه نوف امس .. انقلب فجأة .. ويوم حاولت تسألها وش صار ولا وشلون طلعت ماردت .. وكان مبين وقتها ان نوف كانت تتمنى تصرخ على ندى ولا تعطيها كف .. كان الغضب مبين بعيونها رغم التغير اللي لبسها امس ..
بقية ساعات العزيمة كلها كانت ساكتة ولا تكلم احد .. ندى قلبها حارقها تبي تكلمها وتتطمن عليها .. بس نوف ماعطتها وجه ولا عطتها فرصة .. ومن البارح للحين ماردت على مكالماتها المستمرة ..
شوق وهي ترتب بقية الأوراق المنثورة عالمكتب : ندى خلاص .. لا تشيلين هم .. نوف قلبها ابيض على طول بتنسى وبتدق عليك من نفسها ..
ندى في نفسها .. ياليت .. بس اللي سويته فيها امس مو شوية .. جحدتها ساعتين كاملة .. لو احد مسويها لي كانت قاطعته سنة .. شلون نوف .. لا وهذا وهي موصيتني ومحذرتني .. الله ياخذ بليسي صدق مايعتمد علي .. وين راح عقلي ساعتها ..
ندى : ما أظن ياشوق .. مع اني اتمنى .. حاسة انها زعلانة مني عشان كذا ما تبي ترد ..
شوق : قلت لك لا تخافين .. يمكن تزعل يوم يومين لكن على طول بتنسى ... مع ان ودي اعرف .. ليش زعلانة منك .. سويتي لها شي ؟!!
ظلت ندى ساكتة لحظات .. وعيونها على صورة عمها اللي لفتت نظرها ... رجعت التفتت لها : بعدين اقولك .. اهم شي ترد الحين ..
شوق رجعت لأوراقها : على راحتك .. ماتبين تقولين ترا مو لازم .. بالنسبة لي مو ضروري اعرف ..
تنهدت ندى ورجعت تسكت ... وشوق نست على طول وكملت شغلها ..


**** ****

كانت نوف بغرفتها منسدحة عالسرير ومغمضة عيونها .. تستعيد كل شي حصل لها البارح في بيت عمها وتحديدا بغرفة بدر .. كانت من فترة تبكي .. لكن الحين وقفت عن البكي وجفت دموعها .. لكنها تمت تتذكر اللي صار بشي من المرارة ..
من الخوف أمس ماقدرت تتذكر وش صار بالضبط .. غير ان بدر دخل ورجع يطلع ومن بعده طلعت هي .. لكن الحوار اللي دار بينهم ماتذكره بالضبط .. ماتذكر غير انها كانت تبكي ...
رجعت امس من العزيمة بالليل ودخلت غرفتها وكملت فيها بكي لما داخت ونامت بدون حتى ماتغير ملابسها .. مع ان جوالها ماسكت عن الرنين من امس لليوم وكل المكالمات كانت من ندى .. لكنها مابغت ترد .. ولها وجه تدق علي بعد اللي سوته هالحمارة .. كانت العون الوحيد لي لكنها جحدت ..
فتحت عيونها ببطء وركزتها عالسقف .. احمرار عيونها ماخف عقب الدموع من امس .. حاولت تقعد جالسة لكنها حست فجأة بألم أسفل ظهرها .. جلست ببطئ وهي تتأوه من الألم .. قامت واقفة ويدها على موضع الألم .. كله بسبب الطيحة امس .. كله منك يابدر ..
مشت بهدوء للحمام ويدها على ظهرها .. تمشي ببطء بسبب الألم اللي تحس فيه مع كل خطوة ..
دخلت غسلت وجهها وطلعت وهي تحس برعشة برد .. مسكت الجوال ولقت فيه 30 مس كول ... وكلها من ندى .. كانت تسمعه يرن لكن قاصده تسفهه .. ماتبي تكلمها ... ولما شافت الحاحها عالأتصال حطته عالصامت عشان ترتاح .. مايهمها تلفونها يدق من اليوم لبكرة ..
رجعت الجوال مكانه وطلعت من غرفتها ونزلت تحت .. تلاقت مع امها وهي نازلة الدرج .. كانت ام احمد بتكمل طريقها للمطبخ لولا انتبهت لوجه بنتها الغريب ..
ام احمد : نووف ... شفيك يمه تعبانة ؟!!..
وصلت نوف لتحت وهي تمسك ظهرها من الألم .. والعبوس والضيق مبين على ملامح وجهها ..
نوف : يعني ... حاسة اني تعبانة شوي .. ورجليني يالله تشيلني ..
تقدمت لها ام احمد ومدت يدها تتحسس جبينها : نوف ... حرارتك مرتفعة ... وش تحسين فيه ؟!!
نوف : قلت لك يمه .. راسي مصدع ورجليني مافيها حيل تشيلني وبردانة .. وبعد .. ظهري يعورني ..
ام احمد : طيب ارتاحي .. لا تتحركين كثير ..
نوف : لا بروح آكل .. جوعانة .. ماكلت شي من الصبح ..
ام احمد : روحي اقعدي وانا بخلي الخدامة تصلح لك شي .. لا تتحركين شكلك تعبانة مرة ... حتى عيونك مب طبيعة .. محمرة وذبلانة .. روحي اقعدي ...
نوف تقدمت ماشية : ان شالله ...
راحت لوحدة من الكنبات وجلست وهي تحس بالتعب يزيد عليها .. رجليها ويديها وكل شي ... كل مالها وتحس بقوتها تتلاشى .. معد تقدر تحرك اصبع الحين .. رجع الخدر يهاجم جسمها ويسيطر عليها .. تمت على حالها مثل الميت خااااملة .. لما غلبها النوم ونامت عالكنبة ...
رجعت ام احمد للصالة لقت بنتها نايمة .. جابت لها بطانية وغطتها .. ورجعت للمطبخ تصلح لها بنفسها وجبة تفيدها ..
شوي ودخل احمد الصالة جاي من برا .. انتبه لأخته نايمة بوسط الصالة والبطانية فوقها .. راح لها مستغرب من نومتها هنا .. هزها بخفة من كتفها ..
احمد : نوف ...
نوف : ...........
رجع يهزها : نوووف ... ليش نايمة هنا ؟!
تحركت ببطء .. وفتحت عيونها بصعوبة : ......... نعم ...
احمد : شفيك نايمة هنا ؟!!
رجعت غمضت عيونها : مافيني شي ... خلني ... ابي انوووم ..
احمد : قومي لغرفتك طيب ..
نوف بصوت مبحوووح : ماابي .. خلني نايمة ابي انوم ...
استغرب احمد صوتها وشكل عيونها .. رفع يده وحطها على جبينها يشوف .. انتفضت نوف من لمسته وفتحت عيونها مرتاعة ..
نوف : أحمد ... يدك باردة .. بعد ..
احمد مقطب : تعبانة فيك حرارة ..
بعدت يده عنها ورجعت تغطت بشكل كامل حتى وجهها غطته : أدري .. خلني نايمة تكفى ... حاسة اني ماقدر اتحرك ..
احمد : تبين تروحين للطبيب ؟!!
نوف شوي وبتصيح : لا .. مابي .. احمد خلني نايمة خربت علي نومي ..
انتصب احمد واقف : طيب خلاص نومي .. بعد هذا جزاي ..
تركها وطلع من الصالة ... اما هي ماصدقت من ابتعد عنها رجعت لنومها .. وهو راقي الدرج شاف امه ..
احمد : يمه ... ترا نوف تعبانة ...
ام احمد : أدري ... مدري وش جاها .. امس مافيها الا العافية ... مدري وش جاها اليوم ..
احمد : يمكن برد ..
ام احمد : يمكن .. بس من رجعنا من العزيمة امس ووجهها مو عاجبني ..
احمد : يمكن كان بداية التعب ...
ام احمد : خلها ترتاح الحين .. واذا ماتحسنت من اليوم لبكرة وديناها الطبيب .. صلحت لها الحين شي يدفيها ..
ترك احمد امه وطلع فوق لغرفته ..

نوف تعبت وجتها حرارة .. وكل هذا كان انعكاس للي صار لها امس .. حالتها النفسية اللي ساءت لساعتين مع الدموع اللي ذرفتها زيادة عالرعب والخوف اللي عاشته .. كله انعكس سلبي على نفسها ومرضت .. تمت بقية اليوم بطوله تحت بطانيتها ونااايمة .. معد صار لها حيل حتى تفتح عيونها ... كانت حالتها تكسر الخاطر مسكينة ..


**** ****

بعيد عن الرياض .. وفي مكان يسمونه عروس البحر الأحمر .. هناك كان موجود عش الزوجية لنجلاء وسعود .. حياتهم مع بعض ابتدت هناك .. وارتباطهم مع بعض ابتدا هناك .. سعادتهم كل مالها وتكبر داخل قلوبهم ومن حولهم وحواليهم .. حياتهم مع بعض كانت بثابة ولادتهم من اول وجديد .. وكأنه عُمر ابتدا من الصفر ..
قريب من البحر كانت شقتهم .. تطل عالكورنيش .. شقة متوسطة الحجم لكنها حلوة .. تحوي ثلاث غرف وحدة منهم غرفة النوم .. وصالة وسيعة وحمامين ومطبخ .. كانت شقة مرتبة أضفت عليها نجلاء لمسات خاصة من ابداعها وذوقها في هالأشياء ..

طلع سعود من الحمام والفوطة على كتفه بعد ما اخذ شاور.. كان توه راجع من الشغل ودخل على طول للحمام .. حتى نجلاء كانت مشغولة بالمطبخ تجهز للغدا ولا عرفت انه رجع .. راح بخطوات هادية للمطبخ عشان ما تحس فيه نجلاء .. وقف عند الباب يشوفها .. كانت واقفة ومعطيته ظهرها وتقطع السلطة قدامها وتدندن بألحان وهي تشتغل .. مشى لها بهدء بدون ماتحس .. وهي كانت غارقة بشغلها ولا حست بشي ..
رفعت نجلاء يدها تشوف الساعة .. استغربت تأخر سعود .. رجعت تكمل شغلها وهي تتمتم ..
نجلاء : شفيه تأخر ..!!؟
انتفضت لما حست بيد تستقر على كتفها ..
سعود : هههههههههههههههه ... شفيك ؟!... ارتعتي ؟!!
حطت نجلاء يدها على قلبها : سعوود ؟!!... يمه روعتني .. طيحت قلبي ..
سعود : اسم الله على قلبك .. ياقلبي ..
نجلاء : قلبك ؟!... قلبك شلون تروعه ؟!... ماتعرف تطلع صوت قبل ماتجي ..
سعود : لا ماعرف ..
انتبهت نجلاء للفوطة المعلقة على كتفه .. قطبت مستغربة : سعود من متى وانت راجع ؟!
سعود : من زماااان ..
نجلاء : وليش ماقلت لي ..؟!
سعود ببرود : وليش أقولك ؟!!
نجلاء : بس ... عشان اعرف ..
سعود : مو لازم ..
نجلاء : طيب .. اطلع للصالة ارتاح والغدا شوي ويكون جاهز ..
سكت سعود وراح للثلاجة وصب له كاس موية وشربها : ..... يعني لهالدرجة انا مشغلك ..
نجلاء : لا مب قصدي .. بس ماعرف اكمل الشغل بسرعة وانا اتكلم ..
طنش سعود كلامها : سمعتك تكلمين نفسك ... لهالدرجة مشتاقة لي ..؟!
نجلاء عشان تقهره وتغيضه : لا .. ما اشتقت لك .. بس كنت خايفة عالغدا .. اخاف يروح شغلي كله هباءا منثورا .. وبعدين من ياكله .. يروح تعبي عالفاضي ..
هز سعود راسه وهو رافع حواجبه .. وعشان يعاندها راح وقعد على كرسي بالمطبخ يعني ماني طالع قاعد على قلبك : يعني ما اشتقتي لي ؟!!
نجلاء وهي تكمل شغلها : لأ ...
سعود : متأكدة ؟!!
نجلاء : ايه متأكدة .. وبعدين لو سمحت ياليت تطلع عشان اخلص .. من الصبح وانا اشتغل عالغدا وما خلصت للحين ..
بدا سعود يغني اغنية وهو حاط رجل على رجل ويطق باصابعه عالطاولة مع الايقاع .. نجلاء فهمت انه يقصدها .. اصلا مافي غيرها يغني لها بهالطريقة .. وهذا اللي اشغلها وخلاها تلهى عن الشغل وتسمع له وهي يغني .. لما انتبهت انه قاصد يسوي كذا عشان يلهيها عن الطبخ والشغل ..
نجلاء : سعوود ...
سعود وقع عن الغنى : عيوووون سعود ..
نجلاء برجا مثل الأطفال : تكفى عاد .. كذا مارح تخليني اكمل شغلي ..
سكت ومبين انه طلع من المطبخ .. التفتت للكرسي اللي كان جالس عليه لقته خالي .. خذت نفس وكملت شغلها
نجلاء عشان تلطف الجو قالت بصوت عالي : معلييييييش حبيبي .. دقايق واكون عندك ..
توقعت انها يتلقى رد لكن مافي .. وقفت جامدة بمكانها ومصنمة .. شفيه مايرد أول مرة يسويها .. لا يكون زعل ..!!
رجعت لسلطتها وكملتها .. وشالت الغدا وحطته على طاولة الطعام في الصالة .. وكل مرة ترجع من المطبخ تناديه لكن هو مطنشها ولا يرد ..
انتهت من ترتيب السفرة وكل شي .. راحت لسعود اللي كان منسدح عالكنبة ويده ورا راسه ويناظر التلفزيون ..
نجلاء : سعود ..
سعود : ...........
مارد وتمت عيونه عالتلفزيون ولا التفت لها حتى .. ولا كأنها موجودة وتناديه ..
نجلاء : سعوود ... أكلمك انا ..
التفت لها : نعم ..
نجلاء : يالله الغدا ينتظرك ...
رجع عيونه عالتلفزيون : مابي .. كليه انتي ..
فتحت نجلاء عيونها وحطت يدها على خصرها : نعم ؟!!.. وش قلت ؟!!
سعود : قلت كليه انتي .. مابي ..
نجلاء : لا حبيبي .. الظاهر اني قلت لك اني كنت انتظرك عشان تاكل .. ومايروح تعبي عالفاضي ..
سعود : بتغصبيني عالأكل ؟!!..
نجلاء : لا ما اغصبك بس لازم تاكل وانت جاي من الشغل تعبان .. وبعدين مايصير نرمي هالأكل كله ..
تم سعود على حاله منسدح وعيونه عالتلفزيون .. رد عليها ببرود : لا ترمينه .. كليه انتي ..
فتحت نجلاء عيونها عالآخر .. شفيه شصاير له : وانت وش شايفني .. غولة آكل هذا كله .. كان انفجر ..
سعود : أجل ... دبري حالك ..
تنهدت نجلاء وخذت نفس .. راحت وجلست على طرف الكنبة عنده .. مدت يدها ومسكت يده ..
نجلاء بدلال : حبيبي ...
لف سعود عينه لها لكنه مارد : .............
نجلاء : حبيبي عاد رد علي .. شفيك ؟!... زعلان مني شي ؟!!
سعود بهدوء : انت شايفة انك مسوية شي ؟!
نجلاء ببراءة هزت كتفها وهزت راسها : ..... لا ...
رجع سعود عينه للتلفزيون : خلاص اجل .. اذا انتي شايفة انك ماسويتي شي .. ليش ازعل ..
نجلاء بدت تتضايق من تجاهله : ايه بس انت شكلك زعلان ...
سعود : ............
نجلاء : سعووود يالله عاد .. قوم تغدا .. مسوية طبخة اليوم .. غييييييير شكل ..
ظل ساكت ومافلحت في اغرائه بالأكل .. ظلت ماسكة يده وضمتها لصدرها لعلها تسترعي اهتمامه ..
سعود رفع حاجب من تصرفاتها .. تبي تلعب علي بكلمتين وبهالنظرات اللي تذبحني .. بس هين يانجلاء ان ماخذت منك كلمة اشتقت لك ماكون سعود : شفيك ؟!.. اذا جوعانة روحي كلي ..
نجلاء برطمت : ماقدر آكل وانتا مو معي .. ما اشتهي ..
سعود : اجل مو لازم ...
نجلاء باستغراب : مو لازم وشو ؟!
سعود : مو لازم تاكلين ..
نجلاء : بس انتا لازم تاكل .. توك راجع من الشغل تعبان ..
سعود بنظرة : انتي ماتبيني آكل عشاني تعبان أصلا ..
بلمت نجلاء وهي تناظره .. وشلون ما أبيه ياكل عشانه تعبان .. ماعرفت وش قصده ..
نجلاء : وش قصدك ؟!.. وشلون يعني ؟!
قام سعود قاعد وواجهها بعد ماسحب يده من بين يديها .. نجلاء تمت ساكتة وعيونها بعيونه تنتظر منه رد ..
سعود : مب انتي اللي قلتي كذا ؟!!
نجلاء تأشر لنفسها باستغراب : أنا ؟!!
هز سعود راسه : ايه انتي .. ولا نسيتي ..
نجلاء : متى .........
قطعت كلامها وهي تتذكر .. وسعود تم ساكت وهو يطالعها تعفس وجهها تحاول تتذكر .. بعدها ابتسمت ابتسامة وسيعة وضحكت ...
نجلاء : هههههههههههههههههههههه ...
سعود : ليش الضحك ؟!
نجلاء : من جدك انت ؟!
سعود : ايه من جدي ...
قامت نجلاء واقفة : كنت امزح معك ياحبي .. ويالله الغدا ينتظر ..
مد سعود يده وسحبها من يدها ورجعها تقعد : هذا ما يكفي ..
نجلاء : وشو اللي مايكفي .. !!؟!!
قرب سعود منها ومسك يدها عشان ماتقوم : اذا تبيني آكل غداك .. قولي أول انك اشتقتي لي ...
بلعت نجلاء ريقها وقلبها بدا يدق ... هزت راسها بعناد ... يعني ماني قايلة ..
سعود : بتقولين ..
نجلاء : ..............
سعود بنظرة : قولي يالله ..
رجعت نجلاء وهزت راسها بلأ.. حاولت تبعد عنه لكن يده ماسكة يدها ..
سعود بهدوء وبنظرة طالما أحرجت نجلاء : حبيبتي ... بتقولين ولا أستخدم معك الأسلوب الثاني ..
حاولت تتراجع .. لكن ماقدرت .. هي تعرف الأسلوب الثاني ولمع الخوف بعيونها من سمعته يقول هالكلام .. والحيا شب في وجهها وتوردت خدودها لدرجة حست بالهوا حولها يحتررررق ..
نجلاء بارتباك : وش بتسوي ؟!!..


سعود : انتي تعرفين وش بسوي ؟!!.. بتقولين اللي أبيه ولا تحملي وش بيجيك مني ؟!!
زادت دقات قلب نجلاء لدرجة حست انها بتموت ... غمضت عيونها تهرب من نظراته : سعووووووود ..
ابتسم سعود لما شاف شكلها اللي انقلب .. وحاول يمسك ضحكته : لبيه ...
نجلاء : بمووووووت ...
سعود : ههههههههههههههههههههههه ..
نجلاء حاولت تتكلم .. بس تتلعثم : والله ... والله اشتقت لك .. ولهانة عليك من الصبح ... اشتقت لك ..
ضحك سعود بصوت عالي .. اعترفت غصب عنها مثل مايبي .. رفع يدها وباسها ..
سعود : هههههههههههههههههه ... لو قلتيها من اول ماكان قلت اللي قلته ..
ظلت نجلاء ساكته ومنزلة راسها للأرض لدرجة خصل شعرها أخفت عنه وجهها اللي انقلب ..
سعود : وأنا اشتقت لك أكثر ياعمري ..
رفعت وجهها له بنظرة عتاب ولما شافه مات من الضحك .. وجهها كان مثل الطماطم ..
سعود : هههههههههههههههه ... نجولة حبيبتي شفيك .. أنا زوجك تستحين مني ؟!!
نجلاء منزلة عيونها للأرض ولا رفعتها : حرااااااااااام عليك .. والله قلبي بيوقف ..
سعود : ههههههههههههههههههههههه ..
عصبت نجلاء من اسلوبه وسحبت يدها من يده وقامت واقفة ... نجلاء :عاجبتك حالتي الحين .. ويالله تعال تغدا ... ولا اقولك بالطقاق .... بتجي كيفك .. مارح تجي بالطقاق مايهمني ..
وقف سعود وراح وراها : هههههههههههههههه .. لا بجي .. ميت جوووع بصراحة .. وريحة الاكل مااقدر اقاومها أكثر ..
قعد عالطاولة معها وبدوا يتغدون وهم يسولفون .. شوي شوي رجعت نجلاء طبيعية ورجع وجهها للونه الطبيعي .. بس قلبها قعد فترة على ماهدا ..

**** **** ****

بعد محاولات مستميتة قدرت ندى تتطمن على نوف .. لكنها ماكلمتها شخصيا .. دقت عالبيت بعد مايست كليا ان نوف ترد عليها .. ردت عليها سهى وسألتها عن حال نوف .. خبرتها سهى انها مريضة شوي وتعبانة ونايمة ولا تقدر تكلمها ... ندى تطمنت جزئيا على نوف وقررت تكلمها فيما بعد وتعتذر منها ..
والحين قررت تنسى السالفة شوي ولا تضيق نفسها اكثر ... فقررت تنزل للصالة .. وراحت تجلس مع ابوها الجالس بوسط الصالة مع أمها ..
ندى : مسا الخير يبه ..
ابو فهد : هلا حبيبتي .. استريحي ..
راحت وجلست جنبه بعد ماحبت راسه ..
ابو فهد : شخبارك .. وشخبار الدراسة معك ..؟!!
هزت راسها مبتسمة : تمام .. ماشية ..
ابو فهد : مرتاحة ..؟!
ندى : الحمدلله ..
تموا فترة جالسين يسولفون .. وابو فهد يسأل بنته ويناقشها عن الدراسة وينصحها .. وندى تسمع وتعلق وتضحك وتبتسم ..
الفترة الأخيرة ماجلست مع ابوها .. ولها وقت ماجلست معه مثل هالجلسة اللي تاخذ وتعطي معه بالكلام ..
ابو فهد كان يضحك على سالفة تقولها ندى .. مد يده وقرص اذنها بحنية ..
ابو فهد : هههههههههههههه ... سوسة من وانتي صغيرة ..
ندى كانت تضحك وعاضة على لسانها بشقاوة : هههههههههههههه ... يبه تراني عاقلة .. عقلت الحين ..
ام فهد : الله يدوم هالعقل ...
ابو فهد : وين شوق اجل ؟!..
هزت ندى كتفها : مدري ... يمكن بغرفتها ...
ابو فهد : روحي ناديها ... لي فترة ماقعدت معها ..
ندى : ان شالله ..
وتوها بتقوم الا يسمعون صوت خطوات احد نازل .. كانت شوق .. مشت لهم مبتسمة ..
شوق : مسا الخير ..
ابو فهد ابتسم لها ابتسامة وسيعة كلها حنان : مساء النووور والسرووور ..
راحت وجلست على وحدة من الكنبات بعيد عنهم .. ناظرتها ندى بطرف عينها ...
ندى : كل هذا مذاكرة يالدافووورة ..؟!!
رفعت شوق حواجبها مستغربة : وانتي شعليك ؟!!..
ندى ببراءة : لا بس خايفة عليك من العين والحسد .. تعرفين الناس ماترحم عيونهم تخوف ..
شوق بسخرية : ومن هالناس اللي بتحسد غيرك انتي ..
ضحك ابو فهد على مناقرهم : ههههههههههههههههههههه ..!!
برطمت ندى بدلع والتفتت لأبوها بدلال : يبه ..!!... تضحك علي !!
ابو فهد : اضحك عليكم ... خليها تذاكر وش فيها .. عالأقل تستفيد ..
شوق : اصلا انا ماكنت اذاكر .. خلصت المذاكرة من زمان ..
رجعت ندى التفتت لأبوها : شفت يبه .. داااااافورة ماينخاف عليها ..
شوق : قولي ماشالله ... بسم الله علي منك .. تروعين ..!!
حطت ندى راسها على كتف ابوها بدلال .. بهيئة أثرت بقلب شوق بشكل كبير .. وذكرتها بذكريات قديمة رجعت تمر في بالها ..
ندى وهي حاطة راسها على كتف ابوها : كم مرة قلت لك ... عيوني باردة مو حارة .. أنا قلبي ابيض ماضر احد .. ولا لا يا بابي ؟!!
ابو فهد : صح يا عيوني .. بس انتبهي في ناس ينظلون انفسهم بدون مايدرون ..
رفعت ندى راسها عن كتفه والتفتت له باستغراب : الا انا ... انا غييييييير الحمدلله ..
التفت ابو فهد لشوق اللي سرحت فجأة وتغيرت نظرتها : شوق حبيبتي ..
انتبهت شوق له : هلا عمي ..
ابو فهد وهو يربت على مكان جنبه : تعالي عندي .. سولفي لي عنك .. شخبارك هالأيام ..
قامت شوق مبتسمة بتروح له .. لكن ندى فاجأتها لما اعترضت ..
ندى : لأ ... اسألني أول .. وبعدين لما اروح واختفي اسألها على كيفك ..
قالت هالكلمات وهي تطالع شوق بنظرات عشان تغيضها ... شوق ولا كأنها شافت شي راحت وجلست جنب عمها وتجاهلت اللي قالته ندى ..
ندى : يبببببببببه .. انا بنتك .. تبديها علي .. المفروض تسالني أول .. انا بنتك مو هي ..
كانت هالكلمات زلة لسان من ندى .. ماكانت تقصد بها شي .. قالتها وهي مو حاسة بالجرح الكبير اللي فتحته بقلب شوق .. جرح للحين مابرى تماما .. رجعت تفتحه من جديد ..
كانت ندى تقصد المزاح وماقصدت شي .. لكنه مزاح ادمى قلب بنت عمها من أول وجديد .. حاولت تبتسم عشان تجاري ندى ولا يبين عليها الحزن ..
ابو فهد : هههههههههههههههههههه .. واذا انتي بنتي .. حتى شوق ... عزيزة علي ..
الم جديد ينغز قلبها .. عزيزة عليك ؟!!... بس كذا ... مارح اكون مثل بناتك ... اكيد مارح اكون مثل بناتك .. بناتك غير وانا غير .. ومعزتي عندك غير بناتك اكيد .. بناتك اغلى مني .. اما انا بالنسبة لك مجرد بنت اخ وبس ..
انتبهت لعمها يحضن ندى اللي قاعدة طول الوقت تدلل عليه .. ويعطيها من الدلال والدلع وكأنها طفلة صغيرة .. تذكرت نفسها وهي صغيرة .. لما كانت احضان ابوها ملاذها الوحيد متى ما بغت ..

شوق ( 6 سنين ) : باباااااااااااااا ...
كان صالح يمشي عالشاطئ حافي ويتنفس هواء البحر النقي المنعش اللي يرد الروح .. سمع بنته تناديه والتفت لها .. شافها جاية تركض طايرة وجزمتها كل وحدة بيد .. تركت الرمل واللعب لما شافته ابتعد عنها .. فقامت تلحق عليه وهي تنااادي ..
ضحك صالح وهو يشوف شعرها الناعم القصير يتطايربخفة يمين وشمال ... فتح ذراعينه لها واستقبلها بحضنه وهي ميتة من الضحك ..
شالها ورماها بالهوا وهي طايرة من الفرح والسعادة ... نزلها عالأرض وهي تترجاه يشيلها مرة ثانية ..
صالح ( 33 سنة ) : شوقتي .. خلاص انتي كبيرة .. وبعدين انا اتعب .. ترضين علي اتعب ..
هزت راسها بالنفي ببراءة : لأ ..
حط صالح يده على راس بنته بحنية : طيب خلاص .. انتي كبيرة وما يصلح تقولين لي شلني بعد كذا .. طيب ..؟!!
هزت شوق راسها باقتناع : انا كبيرة ...
التفت صالح عنها وكمل ماشي ... اما هي لحقته تركض وصارت تمشي جنبه .. وكل ماشافت صدفة او أي شي يلفت نظرها جلست عنده وتمت تكتشف ... لما تنتبه لأبوها اللي يبتعد عنها فتقوم تلحقه ..
شوق : بابااااا ... شوف وش جمعت ..
وقف صالح والتفت لبنته اللي وصلت له وبين يديها مجموعة قواااقع بعضها صغيرة وبعضها متوسطة وبأشكال مختلفة ..
ابتسم صالح الابتسامة اللي مستحيل تنساها شوق بحياتها .. ابتسامة بتظل مركووزة بذاكرتها طالما هي عايشة ..
صالح : الله شوقتي .. حلوة .. من وين جبتيها ؟!!..
شوق : القاها بالأرض وآخذها .. حلوة ؟!!
هز صالح راسه ... تمت شوق ساكتة فترة مترددة تبي تقول شي .. كانت خايفة انها تنطق .. انتبه صالح للتردد اللي بعيونها ..
صالح : حبيبتي ... تبين شي ؟!
شوق بتردد وببراءة : أبغى اخذ هذي معي للبيت ... يصلح ؟!!
ضحك صالح وشالها : ايه يصلح .. انتي لقيتيها انتي اللي تاخذينها ...
شوق : يعني البحر ... مايزعل مني اني أخذتها ..
صالح ضحك على براءة بنته المجننته : هههههههههههههههههه ... لا مايزعل .. اصلا البحر يقول خذيها .. هو اللي حطها عالأرض عشان تاخذينها انتي ..
صالح طبع بوسة على خد بنته .. اللي بادرته فرح : يعني اقدر اوديها معي للبيت ..؟!
هز صالح راسها بالايجاب .. وظل شايل بنته وراح راجع للسيارة ..
شوق لما ركبت السيارة : بابا ... مارح نرجع مرة ثانية للبحر ..؟!
جلس صالح جنبها بمكان السواق : الا بنرجع .. اذا تبغين ..
شوق : ابغي بكرة ..
صالح بابتسامة حنونة : بكرة بكرة ... انتي تامرين امر ياعمري ..
ضحكت شوق بسعادة وقامت من مكانها ونطت لحضن ابوها اللي حضنها بحنية والابتسامة مافارقته ..

كانت دموعها على وشك الهطول لما انتبهت لعمها يناديها ... التفتت له بعد ماحاولت تكون طبيعية ..
شوق : هلا عمي ...
ابو فهد : شفيك ساكتة ..
كانت شوق تحاول تتماسك قد ماتقدر نزلت راسها وبدت تلعب بأصابعها عشان تظلله ولا ينتبه ...
شوق : مافيني شي ..
ندى للحين ماتدري باللي سببته لشوق .. وعشان تغيضها قالت بأسلوب مزح : وش بيصير فيها يعني ... شوفها مافيها شي .. بس هي كذا بعض الأحيان تسرح .. ( ورجعت مسكت يد ابوها وبدلال قالت ) ... يبه .. أبغى اشتري لي ساعة جديدة .. ساعتي صارت قديمة معد تنفع ..
هنا شوق صارت الذكريات تألمها .. قامت واقفة فجأة ومشت عنهم لكن ابو فهد استوقفها ..
ابو فهد : لحظة شوق وين رايحة ...
شوق ظلت وقفة ومعطيتهم ظهرها لأن دموعها كانت على وشك انها تسيل : لا ... ولا شي .. بس تذكرت ان عندي شي للجامعة لازم أسويه ..
ابو فهد : على راحتك اجل ..
طلعت عنهم بشكل مستعجل .. رقت الدرج بسرعة وهي ماسكة دموعها قد ماتقدر .. لما وصلت لأعلى الدرج صدمت بأحد ... كان فهد ... رفعت راسها له وارتبكت ..
شوق : أ.. أنا آسفة فهد ... ما انتبهت لك ..
فهد اللي استغرب حالها : لا عادي ماصار شي ..
التفتت عنه وراحت لغرفتها بسرعة .. اما هو ظل واقف مستغرب ... وكأنه لمح لمعة دموع بعيونها .. او هو يتوهم .. بس كانت هيئتها غريبة ..
نزل تحت للصالة وشاف ندى على حالها تتدلع عند ابوها وتتدلل .. راح وجلس على وحدة من الكنبات وهو يتمصخر عليها ..
فهد : الله العالم وش ورا هالتدلع وهالكلام ..
ندى : وانت وش دخلك .. هذا شي بيني وبين ابوي .. انت وش اللي حارق رزك ..
فهد بتهكم وبغرور حط رجل على رجل : وليش احترق !! .. احترق منك انتي ... كثرررري منها ..
رجعت ندى لفت لأبوها وبدلال : ها يبه ... وش قلت ؟!!..
ابو فهد : يصير خير ان شالله ..
ندى : شلون يعني ..
فهد : قالك يصير خير ... يوه ... صدق نشبة ...
التفتت ندى له بعصبية : هيه انت ... هذا يسمونه .. لقاااافة .. لا تتدخل ..
فهد : كيفي ... انا حر ... اتدخل باللي ابي .. ( وقام واقف ) .. يالله انا طالع .. تامرون بشي ..
ام فهد : سلامتك ... وانتبه لنفسك ..
فهد : ان شالله ... يالله ... كلكم فمان الله الا هذي ..( ويأشر باصبعه على ندى ) ..
ندى : فهيد انا اختك ... ماتقولي فمان الله ...
فهد : ههههههههههههههههه ... فمان الله .......... يالملسونة ..
ندى : ملسونة بعينك ...
طلع فهد وهو يضحك .. ورجعت ندى لنقاشها مع ابوها ...

فوق بغرفة شوق ... كانت جالسة عالمكتب ودموعها بعيونها ... مستغربة من حالها .. انا شفيني .. وش اللي قلب حالي .. ليش الحين ذكرياته تألمني .. امس وقبله كان عادي .. بس الحين ليش صرت اتأثر بسرعة .. ما انكر اني اشتقت له .. ما انكر اني ابي اشوفه .. بس هذ نصيبي وهذي حياتي ..
سحبت لها كلينكس ومسحت به عيونها قبل ماتنزل الدموع .. تنهدت وذكرت الله .. وحاولت تتناسا اللي صار تحت عشان ما تتأثر وتنسى هالأفكار ..

**** ****

كان بدر جالس عند سلمان في بيته .. كان ساكت وسرحان على غير عادته .. هو اذا كان مع سلمان بمكان مايسكت عن الكلام والضحك .. بس الحين غير .. مبين انه شارد ومستهم ..
سلمان : بدر .. خير شفيك .. مو على طبيعتك .. لا يكون عزيمة قبل أمس غيرتك ..
بدر : لا ...
سلمان : ههههههههههههههههههه .. شفيك .. ترا جد انت اليوم غيييير طبيعي .. شفيك ..
تنهد بدر وسكت .. وسلمان نفذ صبره ..
سلمان : بدر تكلم لا تسكت ..
بدر : بصراحة يا سلمان ... ندمااااااان ..
سلمان هز راسه وكأنه فهم وش يقصد : ندماااان ... تستاهل اللي جاك .. ولا هذيك فعلة تسويها بالبنت ..
بدر : والله سلمان .. ما شفتها مثل ما انا شفتها .. شفت شي قطع قلبي ..
سلمان : ليش وش شفت ؟!!
بدر : ما اقدر اوصف لك اللي شفته .. والله كل هاليومين وانا حاس بالندم .. وودي اكلمها واشوف وش اخبارها بس مدري .. عارف انها مارح ترد علي ..
سلمان : طيب انت جربت تكلمها ..
بدر تنهد بضيق : بصراحة لأ .. لأني عارف النتيجة مسبقا ... عارف انها مارح ترد علي .. هي ما تتطيقني أكلمها شلون بترد علي بعد اللي صار .. والله محتاااااااار ...
سلمان : والله مدري شقولك بدر ... بس انت اللي سويته بالبنت مو شوية .. شي قوي اللي سويته ..
بدر : لا تذكرني .. والله حاس ان فيها شي .. وودي اتطمن عليها بس ماني عارف كيف ..
سلمان وهو قايم : انسى نوف الحين .. وتقهوى .. بروح اجيب القهوة .. وانت لا تشغل حالك باللي صار انسى ..
طلع سلمان عنه وبدر قعد لحاله .. يعاتب نفسه ويلومها .. عرف بقرارة نفسه بالنهاية ان اللي سواه شي كبير بحق نوف .. حبسها بغرفته واكبر من كذا انه حبسها ولا قدّرها ... ما قدّرها ولا قدّر السبب اللي حضرت فيه للعزيمة .. هي ماحضرت للعزيمة الا عشان تقوم بالواجب والمعازيم .. وكل هذا بالنهاية عشانه .. بس هو ماقدر هالشي .. وانكر جميلها ..
تنهد بضيق مرة ثانية واسند راسه على يده من الأفكار والعتاب اللي قاعدة تعاتبه فيه نفسه .. قلبه ندمااااان اشد الندم عاللي سواه ...
رجع سلمان بصينية القهوة وقدم له فنجال لكنه انتبه لسرحانه ..
سلمان : اوووهووو ... هيه انت وبعدين معك .. ماقلنا لك انسى الحين ووسع صدرك ..
بدر : مدري يا سلمان .. انا حاس ان فيها شي .. ودي اتطمن عليها ..
سلمان : طيب شرايك تروح لبيت عمك وتسال عنها بطريقة غير مباشرة ..
هز بدر راسه بعدم اقتناع : لا لا ... مدري .. ودي أكلمها بالتلفون اريح لي ..
سلمان : ايه بس انت تقول انها مارح ترد عليك بعد اللي صار ..
تم بدر ساكت فترة وهو يفكر ... رفع عينه لسلمان بعد ماخطرت في باله فكرة : ولا أقولك ... بدق عليها الحين واشوف ...
طلع الجوال من جيبه ولا حتى انتظر جواب ورأي سلمان .. دق على رقمها اللي كان مسجل عنده اصلا .. ظل ينتظر منها رد .. بس مثل ماتوقع ... لا جوااب ....
حاول مرة ثانية ونفس النتيجة ... حط الجوال قدامه عالطاولة : شفت ... مو قلت لك .. مارح ترد .. هي اصلا مدري شلون كانت ترد علي بالمرات اللي راحت .. انا اعتبرها ضربة حظ ...
سلمان ضحك : ههههههههههههههههههه ... لهالدرجة محتقرتك ..!!
ابتسم بدر وهو يتذكر : واكثر بعد .. لو تشوفها بس شلون تكلمني .. كان تمووت ضحك ..
سكت سلمان فترة بعدها رفع عينه لبدر : بدر ... بسألك سؤال ...
بدر : سؤال ؟!!.... تفضل اسأل لو مية سؤال ...
سلمان : انت تحبها ؟!!!..
بدر اللي كان يشرب من فنجاله بعد الفنجال وقام يكح ... ضحك سلمان عليه : بالعافية بالعافية ..
بدر : وش قلت ؟!!... أحبها ؟!!
سلمان : ايه ... انا اسألك ... تحبها ؟!!..
بدر : وش اللي خلاك تسأل مثل هالسؤال ؟!!
سلمان : تصرفاتك اللي خلتني اسأل ... اللي يشوفك يقول عاشق ولهان ..
بدر : ههههههههههههههههههههههههههههه ... عاشق ولهان مرة وحدة ؟!!
سلمان بسخرية : أيه ... هذا اذا ماكنت متووووولع فيها ..
بدر : ههههههههههههههههههههههه ... لا ما اقدر اقولك اني احبها ... تقدر تقول منجذب لها ...
سلمان : وش قصدك ؟!!...
بدر : ما اقصد شي ... نوف كانت تعجبني من وهي صغيرة .. ولما كبرت صارت تجذبني .. وما اقدر امسك نفسي ما اناقرها ...
سلمان هز راسه بحسرة : لا والله شكلك تحبها وتمووووت فيها بس انت مب حاااس ... الله يخلف عليك ..
هز بدر راسه بعد اقتناع : لا ما وصلت للحب ...
سلمان : اجل وش تفسر خوفك عليها الحين وحاس ان فيها شي ومدري ايش ...
بدر : ياخي بنت عمي وخايف عليها .. عادي .. وتدري ... شكلي بروح لبيت عمي بنفسي واتطمن عليها .. شرايك ..؟!!
سلمان بسخرية : وتقول ما احبها ... اجل اللي بتسويه وش تسميه ؟!!.
بدر : قلت لك .. بنت عمي ... وخايف عليها .. مافيها شي ... وبعدين خلك من هالكلام وقم نطلع نشم هوا شوي ...
طلعوا مع بعض يتمشون ويشمون شوية هوا مثل ما قال بدر ..


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:15 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج 16 زء




القت نظرة أخيرة على صورة ابوها المبروزة قبل ما تطلع .. وكالعادة هالنظرة كلها كانت نظرة حزن ... صعب عليها لما تشوف الصورة تبتسم او تحاول مجرد محاولة .. خذت شنطتها وقبل ما تطلع من الغرفة راحت للصورة وباستها وضمتها لصدرها ضمه طووويلة .. انتبهت لباب غرفتها يطق ..
شوق : نعم ..
ندى : يالله شوق انتظرك تحت ..
شوق : خلاص جاية ..
رجعت الصورة مكانها وخذت شنتطها وطلعت .. أفطرت بشكل سريع مع ندى ومشوا بالجامعة .. شافت نوال تنتظرها ..
شوق : صباح الخير نوال ..
نوال : اهلين صباح النور ..
مشوا مع بعض يجلسون في وحدة من الأماكن ينتظرون نوف .. ظلوا يسولفون ومر الوقت ولا جت .. باقي عالمحاضرة الحين ربع ساعة ونوف للحين ما شرفت .. مو من عادتها تتاخر .. هي أحرص وحدة عالحضور ..
نوال : شفيها تأخرت ؟!
شوق : مدري عنها .. أقول نوال دقي عليها ..
نوال : ليه انتي ماتدرين عنها اذا كانت بتجي او لا ..
شوق : لا وانا وش يدريني .. دقي عليها وشوفي ..
دقت نوال عليها بس ماردت .. التفتت لشوق : ماترد ...
شوق : غريبة ...
سكتت نوال لفترة والتفتت لشوق : أقول شوق .. لا يكون سبقتنا للمحاضرة وخلتنا ننتظرها .. لا يكون مقلب .. ترا تسويها نوف ..
سكتت شوق لفترة بعد وهي تفكر .. تذكرت كلام ندى لها أمس : يؤؤ ..!!!
نوال : وشو ؟!..
ضربت شوق راسها : نوف تعبانة .. قالت لي ندى أمس ؟!
نوال : ليه شفيها ؟!!
شوق : مدري .. انفلونزا .. مدري حرارة .. وحدة منهم مدري .. وأكيد ماحضرت عشان كذا ..
نوال : مدام كذا .. خلينا نروح لا نتأخر ..
راحوا مع بعض وبعد ساعة طلعوا ودقوا على نوف ..
نوف بصوت هلكان : هلا نوال ..
نوال مسكت بطنها : هههههههههههههههههههههههه ...
نوف : نوالوو .. داقة علي عشان تضحكين وتتمصخرين .. قللللللللة أدب !!!
نوال : هههههههههه ... لا والله مو بقصدي .. بس صوتك مرة متغير .. شفيك نوف سلامات شصار لك ..
نوف : الله يسلمك .. ماصار شي .. مدري يمكن فايروس ..
نوال : والحين شخبارك ..؟! طيبة ؟!!
نوف تتنهد : تبين الصدق للحين تعبااانة وهلكانة .. بس أخف من أمس واللي قبله .. الحمدلله أحسن ..
نوال : تصدقين لك فقده ولك وحشة .. يعني الجلسة بدونك ماتسوى .. ( التفتت لشوق بنظرة جانبية ) حتى شوق ماتسوى ظفر منك ..
شهقت شوق الجالسة جنبها وحطت يدها على قلبها .. ومن قهرها شدت أذن نوال ..
شوق : أنا ما أسوى ظفر يانوالو ؟!!
كانت نوال مكشرة من الألم : آآآي ... هذا الصدق بعد ... انا ماقول الا الحق ..
ظلت شوق للحظات ساكتة ومعصبة : أهاا ... مادام هذا الصدق أنا أوريك ..
فكت اذنها وقامت واقفة .. وقبل ماتمشي ناظرتها بنظرة غرور وراحت عنها .. نوال من بعدها قامت تركض وراها ..
نوال : هههههههههه ... تعالي تعالي .. وين رايحة ..
مسكتها من ذراعها توقفها .. وقفت شوق بس ما التفتت لها وتمت تقلب عيونها بتملل وبغرور وهي تتأفف ..
نوف كانت تسمعهم : نوال شفيكم ؟!!
نوال : هههههههههههههههه ... مدري خليني أشوف ..
شوق بدون ما تناظرها : وش تشوفين ... اذا انا ما اسوى ظفر .. وش اللي مجلسك معي .. خليني بروح ..
نوال : هههههههههههه .. وانا صادقة ..
فتحت شوق عيونها والتفتت لها متعجبة : طيب اذا صادقة ليش موقفتني خليني اروح أدور على ظفر مثلي ويسواني أجلس معه ...
نوال : هههههههههههههههههههههههههه ... نوف سمعتي ؟!!
نوف : هههههههههههههههههههه ... حسبي الله على بليسكم خلاص لا تضحكوني .. ترا مافيني حيل أضحك حتى ... آآآآآه ...
فكت شوق يدها من يد نوال وراحت ... ونوال تمشي وراها وتضحك وتكلم نوف بنفس الوقت ... شوي شوي تعبت من المشي ..
نوال تلهث : شوووووق .. بس خلاص أمززززح معك ..
شوق مستمرة بالمشي ومطنشتها .. ولا التفتت لها حتى ولا كأن فيه احد يمشي وراها : انطقي هناك لا تلحقيني .. خلي نوف تنفعك ..
نوال : شوووووق .. بس ترا بطيح الحين من التعب ..
نوف : شفيك انتي بعد ..
نوال : مدرررري ... شوق ماعجبها كلامي وراحت عني .. احاول ألحقها بس ماني قادرة ..
نوف : أقول نوال .. شكلي طولت بالتلفون يالله بنوم فيني النوووووووم ..
نوال بتحسر : ايوه من قدك .. تلقينك قاعدة تحت الفراش الحين .. يابختك
نوف : صصصصصصصح ... والله تصدقين مافي مكان أحلى من هالمكان .. يالله يالله تصبحين على خير ..
نوال : تصبحين على خير ؟!!!... قولي تمسين على خير .. ( رفعت راسها لشوق ) هيه شوق وقفي انتظريني ووجع .. ( رجعت لنوف ) يالله يام النوم .. باي ..
نوف : بايات ...
سكرت عنها ورجعت التلفون بشنطتها وسرعت بخطاها تحاول تلحق شوق اللي مطنشتها ..
نوال شوي وبتصيح من التعب : شوووق .. بس خلاص ترا الحين انا اللي بزعل ..
شوق ببرود وعدم اهتمام التفتت لها بسرعة ورجعت صدت عنها : ازعلي ...
شافت نوال شوق تصدم في بنت ما انتبهت لها طلعت عليها فجأة من وحدة من الزوايا .. ما كانت بنت لحالها كانت معها مجموعة من البنات .. كانوا أربعة .. وقفت شوق عن المشي لما كلموها هالبنات .. نوال عرفتهم فسرعت بخطاها لهم لما وصلت ووقفت جنب شوق ..
أريج بسخرية : لهالدرجة العمى ماكل عيونك ؟!... ماتشوفين طريقك ..؟!
مابين أي ملامح خوف على شوق .. تمت ساكتة وتبادلها نفس النظرة اللي كانت أريج تشوفها بها ..
شوق : لو سمحتي ... هذا مو أسلوب تتكلمين فيه مع الناس ..
التفتت أريج للبنات اللي معها وكأنها تتمصخر .. لفت لشوق وعقدت يديها على صدرها : بأي أسلوب تبيني أكلمك ؟!!
شوق : مو أصغر عيالك انا عشان تكلميني بهالطريقة .. فيه شي يسمونه ذوق ...
أريج : انا اعرف الذوق قبل ما اشوف وجهك يابنت .... وبعدين ...
قاطعتها شوق بعد ما شافتها من فوق لتحت : لو سمحتي عندي اسم .. مو بنت ..
التفتت اريج لمروى الواقفة جنبها بابتسامة سخرية : والله ؟!!... عندك اسم ؟!... مادرينا ... عرفينا ..
شوق بنظرة تعالي : اسمي شوق ..
نوال بنفس النظرة : وانا نوال ..
مروى تكلم نوال : انتي محد كلمك .. محد طلب اسمك ..
شوق : بكيفها صديقتي وتقول اللي تبي .. ( لفت لأريج وهي تحرك يدها ) ولو سمحتي ممكن .. نبي نمر ..
اريج ما تزحزحت من مكانها : اذا تبين تمشين .. اعتذري ..
رفعت شوق حواجبها باستنكار : اعتذر ؟!!
اريج : ايه اعتذري ..
شوق : وليش ؟
اريج : عشانك عميانة وماتشوفين طريقة تصدمين بالعالم ..
شوق : مو انتي بعد طالعة وبس ماتشوفين ..
اريج بنظرة يعني اعتذري : .............
شوق : اسمحي لي .. انا ماغلطت عشان اعتذر .. ووخري
اريج : مارح نتحرك .. الا لما تعتذرين ..
شوق باحتقار : سوري .. مارح أعتذر .. وبعدين لو سمحتي بليز بلا هالهمجية اللي قاعدة تستخدمينها مع الناس والعالم ..
تقدمت لها أريج وقالت بتعالي : شوفي ياشوق .. انا اللي براسي بسويه مهما صار فاهمة .. وقبل ماتتكلمين بهالطريقة اعرفي انا بنت مين ...
ابتسمت شوق بسخرية : بنت مين يعني ؟!.. بنت وزير ؟!!... واذا ؟!!... خير ياطير ... شي ما يقدم ولا يأخر ... وبالنهاية انتي بنت حالك حالي .. ومالك حق تكلميني بهالأسلوب ..
تمت اريج ساكتة لفترة .. والغيض بدا يبين بوجهها .. حاولت تبتسم بسخرية : لا حبيبتي ... انا غير وانتي غير .. لا تقارنين نفسك فيني .. فاهمة .. وبالنهاية انا اقدر اسوي اللي ابيه .. وأولها .. الدكتورة اللي بغيتها تتفنش تفنشت .. تعرفين ... تفنشت من الجامعة كلها بإشارة مني .. شفتي كيف انا غيرك وغير الكل ..
هزت شوق راسها بسخرية : اسمحي لي اقولك انتي مسكينة ... تدرين ليش ... لأنك مخدوعة ومخدوعة بمنصب ابوك ... بقولك شي .. يا أريج .. كفاية هالخداع اللي قاعدة تخدعين نفسك فيه .. لأنه ابوك ممكن بأي وقت يرجع لشخص عادي مثله مثل اللي قبله .. ويكون بداله وزير ثاني وبنت وزير غيرك .. وانتي ترجعين بنت مثلي مثل الناس كلهم .. اوكي يا بنت الوزير ..؟!!
مسكت بيد نوال وسحبتها معها ومشوا مبتعدين .. والبنات واقفين كل وحدة مستغربة ومدهوشة من اللي سمعوه ..
أريج تمت ساكتة وعيونها تتابع شوق اللي كانت تبتعد عنهم لما اختفت عن انظارها .. حست بمروى تهزها ..
مروى : أريج ... شفيك ؟!... لا تعطين لكلامها أهمية ..
أريج وعيونها بعيد : انا بنت مثل هذي تقولي هالكلام .. من تكون حضرتها ؟!
رانيا : أقول مروى هذي البنت اللي كلمتونا عنها ذيك المرة ..؟!!
مروى : ايه هذي .. شفتي شلون معطيه نفسها أهمية ..
أريج : من جد وقحة .. أوريها .. بخليها تعرف انا من أكون ..
رهف : اريج طنشي .. ما يستاهل تضيعين وقتك عشان هالأشكال ..
التفتت أريج لها بعصبية وقالت وهي تأشر لنفسها : لا يستاهل .. انا بنت مثل هذي تكلمني كذا ... مثل هذي لازم تتوقف عند حدها وتعرف وش هي حدودها ...
رانيا بتملل مسكت بذراع اريج وسحبتها معها : اريييييييج .. ترا باين عليها صغيرة وبزر .. لا تحطين عقلك بعقلها ..
سكتت اريج ومشت معهم ..
مروى : يالله بس خلونا نروح نفرفش .. بنات الشلة ينتظرونا ..

كانت نوال شابكة ذراعها بذراع شوق وتمشي معها وهي ميتة ضحك .. طال ضحكها والتفتت لها شوق مستغربة ..
شوق : خير .. يكفي ضحك لك ساعة تضحكين الحين ..
نوال : ههههههههههههههههههه ... آآخ .. مقدر مقدر .. بطني ..
شوق قطبت وصرخت باذنها : بس خلااااااااااااص .. المفروض الحين اروح واخليك عشان تتأدبين .. بعد كل اللي سويتيه وقلتيه لك وجه تمشين معي ...
نوال : احمدي ربك يا ماما ... وقفت جنبك قدام ذوليك البنات ..
ضحكت شوق بسخرية وفكت ذراعها عنها وواجهتها : نعم نعم .. وقفتي جنبي ؟!!... لا حبيبتي اسمحي لي .. انتي اصلا كنتي ساكتة طول الوقت .. ولو ماكنتي معي كنت بقدر عليهم .. مايهمني ..
نوال بفخر : ومن قال اني كنت ساكتة .. قلت كلمتين .. ما يكفون ..؟!!
مسكت شوق فمها من الضحك : ههههههههههههههه .. كلمتين ... بس ؟!!... هذا اللي قدرتي عليه اسمي نوال ... أجل انا كم قلت من كلمة .. عدي واغلطي ..
نوال وهي تشبك ذراعها بذراع شوق وتماشيها : شويق .. لا تتمصخرين ..


***
بعد العصر كانت ندى تكلم صديقتها ابتسام عالماسنجر .. بعد السواليف الطويلة والفرفشة فتحوا موضوع الحب .. مايدرون شلون دخلوا فيه بس السواليف خذت منحنيات مختلفة لما وصلوا لهالموضوع .. راق لهم فتعمقوا فيه
ندى .." طير جريح ينتظر من يداويه " : هههههههههههه .. اقول ابتسام .. بالله عليك شلون دخلنا في هالموضوع ؟!!..
ابتسام .. " أميرة زماني " : مدري .. بس صدق ندى .. جا وقت الاعتراافات ...
ارتبكت ندى ووقفت ساعة عن الكتابة لما حست بالخطر يقترب .. بلعت ريقها وبدت تكتب ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : هههههههههه .. الله يهديك ابتسام .. وش اعترافاته ...!!
" أميرة زماني " : بالله عليك ندى ... سؤال واضح .. وكلامي أوضح .. لا تتغيبين ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بس أنا ما فهمت عليك .. وضححححي ..
" أميرة زماني " : يعني باختصار ... انتي تحبين ؟!!
ارتجفت يد ندى عالكيبورد وعضت على شفايفها بحسرة .. تنهدت وكتبت ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : لا ... بس ليش السؤال ..؟!!
" أميرة زماني " : لا ولا شي .. بس قلت لك اعترافات ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : مادام اعترافات .. اعترفي لنا .. تحبين ؟!!
" أميرة زماني " : بصراحة ندى .. مع اني صديقتك من زمان وعشرة عمر بينا .. بس ماقد قلت لك .. انا كنت احب .. بس الحين انتهى هالحب ..
ندى قبضها قلبها .. معقولة ..!!!؟
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ليش .. ومن متى ..؟!!
" أميرة زماني " : هالحب انتهى من سنة تقريبا .. تقدرين تقولين انه كان حب مراهقة .. ابتدا معي وانا بعمر 16 سنة ..وانتهى من سنة يعني استمر معي سنتين بس وانتهى وانا بعمر 18 ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : من سنة ؟!
" أميرة زماني " : ايوه من سنة .. كنت أظن انه رح يكون حب حياتي .. بس صرت غلطانة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : شلون ؟!
" امير زماني " : بقولك شلون ... انا حبيت واحد أكبر مني بتسع سنين .. يعني كان وقتها عمره 25 سنة .. هو يقرب لي من عيال عمومتي ..
سرحت ندى فجأة وهي تفكر باللي عرفته ..
" أميرة زماني " : ندى .. وين رحتي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : معك ... طيب ممكن أسأل .. شلون انتهى ؟!!... الحب اذا كان مبني على أساس بيستمر مهما يكون .. حتى لو كان عمرك 14 سنة .. مافي شي اسمه حب مراهقة اذا كان مبني على اساس قوي مثل ماقلت لك ..
" أميرة زماني " : صح كلامك .. لكن انا كنت وقتها طايشة لساتي باول المراهقة .. كنت اجري ورا قلبي بس ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : طيب ممكن تفهميني شلون بالضبط انتهى ؟!!
" أميرة زماني " : بتضحكين علي اذا عرفتي شلون .. بتقولين علي خبلة ومجنونة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : كيف ..؟!
" أميرة زماني " : كلمت اللي احبه واعترفت له ... خخخخخخخخخ .. شفتي خبالي ..!!
فتحت ندى عيونها عالآخر من اللي تقراه .. عمرها ما توقعت ان ابتسام تكون بهالجرأة وبهالطيش اللي يوصل بها انها تخبر اللي تحبه بأنها تحبه .. ابتسام طول الوقت هادية ورزينة ولا يبين عليها هالتصرفات .. ما بين عليها اصلا انها عاشت قصة حب من قبل ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اعترفتي له ؟!!... من جدك ؟!!
" أميرة زماني " : ايوه اعترفت له .. قلت له انا احبك واشوفك غير الناس كلها .. انت عندي غير العالم كلها .. قلت له انتا حبيبي اللي احلم فيه كل يوم .. تدرين وش رد علي ..؟!!
من الكلام اللي قاعدة ندى تقراه .. ماقدرت ترفع يدها وتكتب اكثر .. متفاجأة ..!! .. معقولة كل هذا يطلع من ابتسام .. ماصدق ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ؟؟؟؟
" أميرة زماني " : رد علي رد حطم قلبي .. خلى عيوني تدمع لفترة مو قصيرة .. كان وقتها قلبي لساته طري مايعرف لهالمواقف .. كنت اظن اني لما حبيته خلاص .. تيقنت وصدقت انه رح يكون لي بمجرد اني حبيته ... كنت مخدوعة بهالأفكار ..
حست ندى بقلبها ينغزها .. وكأن هالكلمات ضربت على وتر حساس وأنذرتها .. وقته هالكلام يا ابتسام ..
التفتت للصورة الموضوعة في البرواز قبالها .. تمت تتأمل ملامح أحمد المبتسمة وكأنها تناجيه .. مو انا لحالي اللي مريت بهالتجربة .. حتى ابتسام .. لكن فيه فرق بينا .. الفرق انها قدرت تطلع من اللي هي فيه وتنسى .. أما انا ما اظن أني اقدر .. انا اعاني وياك .. أعاني وياك يا احمد .. ولا ادري متى بنتهي من اللي أنا فيه ..
لمعت عيونها لكنها مادمعت .. ظلت الدمعة مستقرة بوسط عينها لما جفت .. مررت ظهر كف يدها عالصورة بنعومة وبابتسامة باهتة .. شوي وانتبهت لابتسام ترسل لها اشارة تنبيه ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : هاااه ...
" أميرة زماني " : هويتي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : وووووجع ...
" أميرة زماني " : وين رحتي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بمكاني وين بروح ..
" أميرة زماني " : ليش سكتي يا ندى ... كلامي ماعجبك ؟!!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : لا عادي .. بس بصراحة مستغربة منك .. عمري ماتوقعتك مريتي بالحب ..
" أميرة زماني " : ههههههههههههههههههههههههههه ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ؟؟؟!!!!!!
" أميرة زماني " : مو مبين علي صح .. عادي شخصية الواحد تتغير اذا كبر .. انا الحين شخصيتي غير وانا صغيرة .. طيب خليني اكمل لك ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : كملي ..
" أميرة زماني " : كل اللي قاله لي اني انا مثل اخته الصغيرة ومايعتبرني اكثر من كذا .. والصدمة الأكبر انه اعترف لي انه خاطب وبيتزوج قريب .. والحين هو متزوج وعنده ولد ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتسام مابين عليك هذا كله ..؟!!
" أميرة زماني " : قعدت يمكن فترة اسبوعين ابكي وما اطلع من غرفتي ... اذا تذكرين ذيك الأيام بالثانوية اللي كان فيها وجهي متغير ودوم تقولين لي وش فيك واقولك تعبانة ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اهااااا ... يا دوبا ما بين عليك ابدا .. ماتوقعت يكون هذا السبب ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بس الحين يا قلبي انا مرتاحة .. واكتشفت انه ماكان حب حقيقي بذاك المعنى .. تقدرين تقولين كان حب عابر .. الحمدلله انه انتهى ..
اهتزت يدين ندى عالكيبورد وهي تتخيل نهاية حبها يكون مثل ابتسام .. هزت راسها تنفض هالأفكار المزعجة ...
" أميرة زماني " : انتي قولي لي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : وش اقوول ؟!!
" أميرة زماني " : ماقد حسيتي مرة انك تحبين احد .. متولعة بأحد ..
رجعت التفتت ندى مرة ثانية للصورة جنبها .. كانت حاطتها قريب منها عشان كل مااحتاجت تشوف احمد تلقاه بسرعة وتملى عيونها منه .. ماتدرين يا ابتسام .. متولعة ومتولعة موووت .. قلبي ينبض بحبه .. لكن انا وش ذنبي اذا هو مو حاس ولا فاهم ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : قلت لك لأ .. ماجربت ..
" أميرة زماني " : طيب ماودك تجربين ؟!!
بلمت ندى .. شفيها هذي اليوم .. مو صاحية ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتساموو شفيك .. صاحية ؟!!
" أميرة زماني " : خخخخخخخخخخ .. مجرد سؤال وجاوبيني عليه .. ماقلت لك اعترافات ..
ارتبكت ندى وماعرفت وش ترد عليها بالضبط ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : مدري ..
وبلحظة قررت ندى تسألها وتاخذ رايها بس بطريقة غير مباشرة .. ترددت بالبداية انها تقول لها .. بس اخاف تكتشف انه انا اللي احب .. ظلت بحالة من الحيرة لوهلة .. التفتت لصورة احمد للمرة العشرين .. تمت تتأملها لوقت وكأنها تستمد منها القوة والثقة .. أقولها يا حبيبي .. ولا ما اقولها .. وش تنصحني فيه ... أقولها ؟!!...
قبضت اصابعها وبسطتها بسرعة وقررت تقولها ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : أقول ابتسام .. بما انك مريتي بالحب من قبل وتعرفين عنه .. بسألك شي يخص بنت من معارفي .. مرت بالحب مثلك .. بس ما انتهى للحين مثل حالك ..
" أميرة زماني " : شفيها ؟!... هي قالت لك ؟!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ايوه قالت لي بآخر مرة جتني فيها للبيت .. يعني انا وياها قريبين من بعض .. وهي سألتني تاخذ برايي بس بما اني ماعرف شي ولا مريت بالحب ماعرفت اعطيها الراي الصح ... فياليت تساعدينها ..
" أميرة زماني " : قولي ... كلللي آذااان صاغية ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : خخخخخخخ !!.. أي آذان !؟؟!.. قولي عيووون ...
" أميرة زماني " : خخخخخخخخ ... كللله واحد ... الموهم .. قولي ..
تنهدت ندى بعمق قبل ماتكمل .. من وين ابدا من وييين ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : شوفي .. بقووولك كل شي قالت لي اياه .. هي حبت لها واحد من فترة طوووويلة ..
" أميرة زماني " : فترة طويلة ؟!!... كم يعني ؟!!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : يعني ... تقدرين تقولين من ... 5 سنين ..
" أميرة زماني " : اوووفففففف ... 5 سنين ..؟!!!!... وكم عمرها الحين ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اممممممم ( يقالها تتذكر )... هي بعمري انا وانتي .. 19 سنة ..
" أميرة زماني " : يعني قصدك حبت وهي في ال 14 سنة .... غريبة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ؟؟؟ .. وشو اللي غريبة ؟!!
" أميرة زماني " : غريبة ان بنت بعمر 14 سنة .. حبت حب صادق .. اللي اعرفه ان حب هالعمر كله خربوطي ..
عصبت ندى من كلامها .. خربوطي في عينك يالدوبه ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : أي خربوطي انتي بعد ... أقولك البنت متولعععععة ... صار عمرها الحين 19 سنة وهي للحين متولعة فيه وتحبه ..
" أميرة زماني " : طيب اعصاااابك ... ممكن تشرحين لي حالتها عشان اعطيك رايي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : اوكيه دكتورة زمانك .. البنت هذي حبت ولد خالتها من خمس سنين .. بالبداية كان حب طفولة برئ .. بس ما توقعت بيوم من الأيام انه يتطور لحب حقيقي وولع ... تقولي انها دايم تحلم فيه وتفكر .. ماتقدر تشيله من بالها .. حتى انه صار يزورها بأحلامها من فترة لفترة ..
" أميرة زماني " : اوكيه .. فهمنا ... وبعدين ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : المهم يا حبيبتي استمر معها هالحال وهالحب لخمس سنين مثل ماقلت لك ... بس فيه مشكلة تواجهها ..
سكتت ابتسام فترة ولا ردت .. انتظرت ندى ردها بس تأخرت .. بس بالنهاية جاها رد ..
" أميرة زماني " : اظن ان المشكلة انه حبها من طرف واحد ... صح ؟!!
ابتسمت ندى .. ابتسام طول عمرها ذكية وتفهمها وهي طاااايرة ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : صح ...
" أميرة زماني " : تيب تيب .. كملي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : هذي المشكلة .. اكتشفت متأخرة من فترة مو بعيدة انه مايحبها ولا يفكر فيها .. حب من طرف واحد ... وتظن انه يعاملها كبنت خالة لا أكثر ولا أقل .. وظنها هذا كل ماله يتحول لليقين .. لما تيقنت فعلا انه قلبه خالي من المشاعر ناحيتها .. وهي ندمانة فعلا انها اكتشفت هالشي متأخرة .. لو اكتشفته مبكرة كان ماصارت هذي حالتها .. هي خلاص تعلقت فيه ..
" أميرة زماني " : اهاااا ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ها شقلتي .. البنت بآخر مرة شفتها فيها كانت حالتها منقلبة .. كله حزينة .. ماتعرف شلون تطلع من هالحب اللي مارح يستمر ان تم من طرف واحد .. تقولي انها حاولت تلمح له أكثر من مرة .. بس هو مو راضي يفهم او يفتح لها قلبه .. ماتدري وش تسوي ...
" أميرة زماني " : اوووكيه ... طيب هي ماحاولت تعترف له ..
دق قلب ندى .. اعترف له ؟!!... اعترف له صريح ؟!!..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : شلون يعني .. اقولك حاولت تلمح له بس مانفع ..
" أميرة زماني " : لااااااااااء ... اقولك تعترف له ... بشكل صريح وبدون لف ولا دوران ..
زاد قلب ندى من دقاته .. وشلون اقوله .. تذكرت المكالمة الأخيرة .. وشلون كانت كلمة " أحبك " على لسانها .. بس ماقدرت تنطقها .. لو قالتها بذيك اللحظة كان كل شي اختلف الحين ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : بصراحة ابتسام .. البنت حاولت تعترف له .. بس ماقدرت .. شي صعب يا ابتسام .. والله صعب ..
" أميرة زماني " : صعب ؟!!.. تتكلمين وكأنك انتي اللي تحبين مو البنت ..
ارتبكت ندى .. اعوذ بالله .. صادتني مايفوت عليها شي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتساموو .. ماله داعي انا اللي احب .. لأنه شي صعب فعلا .. تخيلي الموقف بس .. شي صعب بدون ماتجربينه ..
" أميرة زماني " : طيب انتي ماتبين الحل ؟!!
" طير جريح ينتظر من يداويه " : الا والله ... ياليت ..
" أميرة زماني " : انا اقووول .. اول الخطوات انها تعترف له .. وتخبره بكل اللي في قلبها ..
التفتت ندى للصورة وتخيلت نفسها واقفة قبال احمد وتعترف له بكللللل شي .. اقشعر بدنها من المنظر اللي تخيلته .. هي لو وقفت قدامه لحظات بس .. بتضيع بملامح وجهه وبتسرح لعوالم الله العالم فيها .. الكلمات بتضيع منها ومارح تقدر تنطق بحرف واحد .. اذا انا ما اقدر احط عيني بعينه شلون بعبر وتكلم عن كل شي داخلي ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : ابتساموو انجنيتي ... لا شكلك استخفيتي .. تبينها تروح له وتخبره هالكلام ..
" أميرة زماني " : انتي تقولين انها تحبه وهو ولا يدري .. شلون تبينه يدري وهي ماخبرته بهالشي .. يمكن اذا اعترفت له ينتبه على اشيااااء كثيرة ماكان منتبه لها ..
سكتت ندى محتارة وهي تفكر بهالكلام .. يمكن وجهة نظرك يا ابتسام صحيحة .. بس التنفيذ صعب ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : تتوقعين كذا ؟!!!
" اميرة زماني " : ايه هذا رايي .. اظن مافي الا هذا الحل .. اذا خمس سنين ماحس بشي فما فيه غير هذي الطريقة انها تعترف له .. يمكن تتغير حياتها وينتبه ويلتفت لها ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : يعني هذا رايك أكيد ..
" اميرة زماني " : اكيدين ... ولا تنسين اني انا سويتها من قبل وجربت .. يمكن تكون النتيجة بصالحها بعكس حالتي ..
سكتت ندى وما ردت .. تفكر بالنصيحة اللي قالتها ابتسام .. اظن مثل ماقلتي ياابتسام .. مافيه غير هذي الطريقة ..
التفتت لصورة احمد بتفكير عميق .. بس اذا طلعت النتيجة وطلع الرد نفس اللي صار لابتسام .. وش بيكون موقفي .. شلون بقدر اواجهه بعد كذا .. والله خايفة من النتيجة .. اخاف يرفضني ويرفض حبي .. اخاف اتحطم أكثر من ما انا متحطمة .. أخاف انكسر اكثر .. عمري ماتوقعتك يا احمد تكون جافي بهالطريقة معي .. كل ذكرياتي معك بالطفولة تثبت لي انك تحس فيني وتحس بكل اللي يصير .. كنت تحس فيني اذا تضايقت او زعلت .. بس الحين كل شي انقلب ومعد صرت احمد اللي انا اعرفه بصغره ..
" اميرة زماني " : وين رحتي ياهوووه ...
" طير جريح ينتظر من يداويه " : لبيه ..
" أميرة زماني " : لبا قلبك .. انا بطلع ندى امي تبيني .. تامريني بشي حبي ..
" طير جريح ينتظر من يداويه " : سلامتك ياقلبي ..
" اميرة زماني " : بااااي ..
" طير جيح ينتظر من يداويه " : بااااياااات ...
سكرت ندى الماسنجر والنت مرة وحدة .. تهادت على وراها وهي تعيد التفكير والنظر بكللل شي قالته ابتسام .. لازم تاخذ لها موقف وقرار .. وبأسرع وقت ..

****

كانت نوف جالسة بالصالة منسدحة .. حالتها كانت في تحسن مع انها تحس بالتعب بعض الأوقات .. بيدها الكنترول وتقلب بالقنوات بملل ..
أمل وقتها كانت رايحة لموعد بالمستشفى مع زوجها اللي جا وأخذها .. أثناء ماكانت تتجول بين محطات التلفزيون نزلت عليها امها لابسة عباتها ومبين انها بتطلع وسهى معها بعبايتها ..
نوف : يمه ... وين بتروحون وتخلوني ؟!!
ام احمد : انا بروح للمسشفى لحرمة مريضة ... وسهى بتروح لبيت وحدة من صديقاتها ..
نوف برطمت بدلع : واقعد لحالي يعني ..؟ّ!
ام احمد : وش اسوي فيك .. انتي تعبانة ..
نوف : اصلا انا مابي اروح .. بس انتوا بتروحون وتخلوني .. اقعد لحالي .. مايصير ..
ام احمد : اخوانك عندك ...
نوف : يمه محمد طول الوقت عالبلاي ستيشن .. وريم اكيد فوق تلعب بعرايسها .. من اقعد معه ..
ام احمد : احمد فوق ..
نوف : احمد اكيد بيطلع .. اوووفففف ..
عقدت ذراعها على صدرها وهي تتأفف ومبرطمة .. انتبهت لسهى واقفة ورا امها وماسكة فمها وتضحك بطريقة تغيض نوف ..
نوف : يااااحمارة وش تضحكين عليه ..
سهى تاشر لنفسها تتصنع البراءة : انا ؟!!!!
نوف : لا الجدار ..
سهى : الحمدلله والشكر .. انهبلت اختي تكلم الجدران ..
نوف : انطمي ياحمارة .. ان شالله تمرضين عشان تحسين فيني ..
ام احمد : نوووف وش هالكلام .. عيب تدعين على اختك ..
سهى بدت تكركر بطريقة مغيضه : كككككككك .. امي تعلمها العيب .. كككككككك ... يالبزر ..
نوف : بزر في عينك يالعجوووز ..
سهى : انا اصلا شبااااااب ... احترررري البزر ..
نوف : يمممممه .. سكتيها ولا ترا بقوم واكفخها وافرشها ..
ام احمد : الحين انتي يادوب فيك حيل تاخذي نفس .. تبين تقومين تضاربين ..
نوف برطمت : حتى انتي يمه تشمتين فيني .. وين ابوووووي بس هو اللي يراعيني ...
ام احمد : بلا دلع .. وبلا حركة زايدة ها ارتاحي ..
نوف : ان شالله ... طيب لا تروحون ..
ام احمد : لازم نطلع .. المهم لا تنسين تشربين الدوا اللي معطيك الدكتور .. ترا موعده بعد ساعة ..
نوف مبرطمة : ان شالله ..
تغطت ام احمد وطلعت وسهى وراها .. اما نوف تمت على حالها تقلب بهالقنوات بدون هدف .. ربع ساعة ونزل احمد لابس ومبين انه بيطلع ..
نوف : حتى انت بتطلع ..؟!!
كان احمد بيطلع من الباب لما كلمته .. التفت لها مستغرب وشافها مبرطمة .. ابتسم وراح لها ..
احمد : ايه بطلع ... عندك مانع ..؟!!
نوف : اقعد معي ..
احمد : وليش اقعد ؟!
نوف : اقعد لحالي قدام اربع جدران ؟!... ( تنرفزت ) وش هذا ما كأني بنتكم المريضة .. الكل طلع ولا عطاني حساب .. محد مهتم ..
هز احمد راسه وهو يضحك .. نوف طول عمرها لما تتدلع تكون مثل الأطفال .. راح وجلس عالكنبة جنبها ..
احمد : هههههههههههههههه ... بس انتي الحين خفيتي .. مو زي اول .. ماشالله مثل الحصان الحين ..
نوف اعترضت وباستنكار : أي حصان ؟!!... شوفني ماقدر اتحرك تقول مثل الحصان .. لساتي تعبانة ..
احمد قام واقف وقرصها من اذنها : اقوووول يالدلوعة .. بلا دلع زايد ها ... انتي طيبة الحين ومافيك الا العافية ..
كشرت نوف منه وبعدت يده عنها .. رفعت راسها له : اذا تبيني اسمح لك تطلع .. غن لي ..
عفس احمد وجهه : اغني لك ؟!! .. ليش ان الله ؟؟
حطت نوف اصبعها على راسها : كذا ... اخوي وابيك تغني لي فيها شي .. وبعدين ابيك تونسني ..
احمد : اقولك بطلع تقولين ونسني ..
نوف : ايه غن لي بعدين اطلع ..
احمد : وش الطاري عليك ..؟!!
نوف : بس كذا مشتاقة اسمعك تغني ..
احمد يأشر بيده عالتلفزيون : وهالقنوات المليانة أغاني ماملت عينك ان شالله ...؟!!
نوف : لا مابيهم ابيك انت تغني ...
تأفف احمد ورفع عيونه للسما : ياذا النشبة ...
التفتت نوف له معصبة وهي تأشر على نفسها : انا نشبة ؟!!!
رجع احمد يجلس عالكنبة مستسلم لطلبها : احد قال انك نشبة ...
نوف : انت تقول ..
احمد يتصنع البراءة : لا ماقلت ..
نوف : طيب بتغني ولا شلون ؟!!
احمد بعد ماتنهد : بغني ... الله يعيني عليك يالدلوعة ..
تسندت نوف عالكنبة باسترخاء وصارت شبه منسدحة .. ابتسمت واستعدت تسمع .. ظلت تنتظره يغني لكن ماسمعت شي .. التفتت له مستغربة ..
نوف : يالله تكلم .. غني ..
احمد : وش تبيني اغني .. خلصيني وراي طلعة ..
رجعت نوف لوضعها وجلست باسترخاء : أي شي .. غني لي أي شي عارفة ذوقك حلو بالأغاني ..
احمد هز راسه على حركات اخته .. مرضت وابلشتنا .. دلعها زاد حبتين من مرضت : طيب .. شرااااااااايك في ... أوعدني ... ؟!!
نوف : ايوه ايوه حلللوة ... يالله أطربنا ... قصدي أطربني ..
احمد : وتتأمرين بعد انتي ويا هالوجه ..
نوف : اذا ما تأمرت نوف بنت سعد .. من اللي يتأمر ها ؟!!
احمد رد على سؤالها : أحمد ولد سعد .. هو اللي يتامر مو انتي يالمفعوصة ..
نوف : مفعوصة بعينك ... يالله خلصني غني ..
احمد : الله يعيني عليك ..
سكت لحظات ونوف مبتسمة وعيونها فوق للسقف تنتظره يغني ويطرب على قولتها .. شوي وبدا يغني وتحول صوته لآلة موسيقية تلامس المشاعر والاحاسيس .. بارع جدا في نقل احاسيسه عبر الغنى والألحان .. مبدع بهالشي ..
احمد : أوعدني عني ماتغيب ... تبقى هنا جنبي قريب ... محتاج انا مثلك حبيب ... يفهم عيوني وضحكتي ..
فيك انتا حلمي من زمان ... وانتا الهوى وادفى حنان ... تلقى معاك روحي الأمان ... يا احلى بشر في دنيتي ...
وحدك ابيك ... والله ابيك ... بس تكفى طمني عليك ... مابي احد يشغل عينيك .. اموت انا من غيرتي ..
فيك انتا حلمني من زمان ... وانتا الهوى وادفى حنان ... تلقى معاك روحي الأمان ... يا احلى بشر في دنيتي ...
وقف ومادرى الا بنوف تصفق له وتصفر من قلبها ..
نوف : برااااافو ...برااااااااافووووو .. والله منت هيييين .. رحت معك في جو ثاااااااااااااااني ...
قطب احمد وعفس وجهه وقال يتمصخر : والله رايقة ... الحين هذي التعبانة ... التعبانة ماتصفق ولا تصفر ..
نوف بشاعرية : وش اسوي ... مادريت ان اخوي العزيز يكن لي كل هالمشاعر ..
احمد بسخرية : ومن قال اني اقصدك انتي بهالأغنية ؟!!
لفت له نوف بعصبية ويدها على خصرها : ومن تقصد يعني ؟!!.. مافي غيري جالسة هنا .. وانت اصلا قاعد تغني لي ..
احمد ببرود : وحتى لو غنيت لك .. مو معناته انك انتي المقصودة .. انا غنيت بس عشان افتك من لسانك .. يم لسان ..
نوف : ومنهي ان شالله هذي سعيدة الحظ اللي قاعد تقصدها ...
احمد : وحدة ..
شهقت نوف وحطت يدها على قلبها : احمدووووه ... تعرف بنات من ورانا يالخربان ...
احمد : خربان في عينك ..
نوف بخبث وبنظرة خبيثة : اجل منهي هذي !!؟!!
احمد ببرود ما اهتم لنظرتها : تصدقين عاد ... حتى انا ما ادري منهي ؟!!
نوف قامت تتمتم بينها وبين نفسها وتتحمد ربها وتتشكره : الحمدلله والشكر الحمدلله والشكر .. تغني لوحدة ماتعرف منهي .. ( رفعت يديها للسما ) الحمدلله ياربي الحمدلله انك عطيتني نعمة العقل غير عن اخوي ..
ضحك احمد على شكلها : ههههههههههههههه ... وش اسوي اذا انا مابعد عرفت حبيبتي ..
فتحت نوف عيونها عالآخر والتفتت لاخوها : والله ماتستحي ... تقولي حبيبتي قدامي ..
تنهد احمد وتعدل جالس وهو يحط رجل على رجل : اقول لا تخوينا وبلا هالمثالية ... وبعدين انتي بيوم من الأيام بتصيرين حبيبة ..
شهقت نوف من سمعت لقب " حبيبة " .. حست بقلبها يدق وبرعشة خفيفة بجسمها .. لكن مابين عليها هالشي .. معقولة اكون حبيبة احد ... حبيبة من يا ترى ؟!!!
نوف : وش تقصد يالدب ؟!!
احمد : كلامي واضح .. بتكونين بيوم من الأيام حبيبة احد .. يمكن زوجك ...
نوف : أيه ... الله يحيينا حياة طيبة ... تونا عالزواج .. بدرررررررري عليه ..
قام احمد واقف .. انتبهت له نوف وبسرعة مسكت بطرف كمه تحاول تمنعه من انه يروح ..
نوف برجا : احمممممممممد ... تكفى لا ترووووح ... مابي اقعد لحالي ..
احمد : خلاص اغنية وغنيت لك .. وش تبين اكثر ..
نوف برجا وبنظرة طفولية : طيب بليز غني لي مرة ثانية ..
احمد بنفاذ صبر : اوووهووو ... نوف بلا دلع .. وخلي عنك حركات الأطفال هذي ..
نوف : بس هالاغنية بس هذي بلييييييييييييييييز احمد تكفى .. كان لي خاطر عندك .. غني لي نفس الاغنية وخلاص ..
رجع احمد وجلس مستسلم .. وبدا يغني لها نفس الاغنية مرة ثانية .. وهي تهز راسها ببراءة وعايشة في كلمات الأغنية .. اول ماخلص احمد تكلمت ..
نوف : تدري .. ذكرتني بندى ..
قطب احمد : ندى ؟!!... شفيها ...؟!
نوف : تموووت بهالأغنية .. تقول ان كلماتها مرررة حلوة وتعبر عن مشاعر الواحد .. وخاصة مشاعرها .. مع اني ماعرف وش هي مشاعرها بس انا معها .. الاغنية رومنسية مررررة ..
تم احمد ساكت وهز راسه .. التفت بيروح عن نوف بس وقف مكانه مرة ثانيه لما سمعها تصرخ ..
نوف : وووع مالت عليك ذكرتني فيها ؟!!!
لف لها احمد والاستغراب بوجهه : ذكرتك في مين ؟!!
نوف : في ندى بعد مين ...
احمد : ليش وش فيها بعد ؟!!
نوف : انا اصلا زعلانة منها وانت ذكرتني فيها ..
قطب احمد وبسخرية رفع حواجبه : وليش زعلانة منها باللهِ .. ندى طول عمرها ماتزعل احد .. انا اعرفها زين ..
نوف وهي تهز يديها مثل العجايز : بلاك ماتدري وش سوت فيني .. حمارة ...
احمد : حمارة ؟!!
نوف : حمارتين بعد ..
احمد : نوف هذي بنت خالتك .. مايصير تسبينها كذا ..
نوف : الا يصير .. انت ماتدري وش هي مسوية ..
تنهد احمد وزهق منها .. سفهها وراح ماشي وطلع من البيت .. وهي تناديه تبيه يرجع بس هو ماعطاها وجه زيادة .. هو يعرف انها تبي تجلسه معها بأي طريقة .. وانا مو فاضي لها هالنشبة
اول ماركب سيارته دق تلفونه .. شاف الرقم وابتسم ...
احمد : هلاااااا بولد العم ..
بدر : هلا فيك شخبارك ؟!
احمد : تماااام .. وانت ؟
بدر : بخير بخير الله يسلم قلبك ..
احمد : هاااا شعندك ؟!... داق علي تبي شي اكيد ؟!!
بدر : وانا يعني لازم ادق عليك اذا بغيت شي .. ولد عمي وابي أسلم عليه .. عاااااااااادي
احمد : ههههههههههههههههه ... عااادي ماقلت شي .. الا حياك الله ..
بدر : المهم يالحبيب .. وينك فيه ؟!!
احمد تنهد : والله طالع للشباب الحين .. ومتأخر عليهم بسبة ذا النشبة اللي عندي بالبيت ..
بدر : نشبة !!؟؟.... عندك نشب بالبيت وحنا ما ندري ؟!!!
احمد : هههههههههههههههههههه ... عاد هالنشبة اللي عندي عن عشر نشب ... تخيل ..
بدر : هههههههههههههههههههههه ... لا يكون ريم .. ترا البزران دايم كذا ..
احمد بنفاذ صبر رفع يده فوق بانفعالية : يااااااااااااليتها ريم ... قول الهبلة اللي اكبر منها .. باليالله طلعت من عندها ...
بدر : هههههههههههههههه ... منهي نوف ولا سهى ؟!!
احمد : لا نوف ..
مسك بدر ضحكته وبنفس الوقت رجعت له ذكرى العزيمة .. وحس انه الوقت المناسب عشان يسأل عنها بس بطريقة غير مباشرة ..
بدر : ليش شفيها ؟!!..
احمد : مريضة ... وأمرضتني معها بطلباتها اللي ما تخلص ...
بدر قبضه قلبه .. رجع احساس تأنيب الضمير يراوده .. مع انه ماعرف سبب مرضها بس حس بتأنيب الضمير يعصر قلبه .. نوف مريضة ؟!!.. من متى ؟؟!!
بدر تغيرت نبرة صوته للجدية : ليش سلامات شفيها ؟!.. عسى ماشر ..
احمد : الشر مايجيك ... بس لها كم يوم تعبانة .. ثاني يوم بعد العزيمة تعبت علينا .. انفلونزا ..
بدر زاد عليه تأنيب الضمير .. أكيد تعبت من بعد اللي سويت فيها .. انتابه الضيق فجاة ..
بدر : ماتشوف شر ان شالله ..
احمد استرسل بالسالفة : اقولك اعووذ بالله ... وقفت لي بحلقي .. مابيك تروح وتخليني لحالي .. ومسكتني الا تقعد معي وتغني لي ..
مسك بدر ضحكته .. بس تذكر كلام احمد : ليش والأهل وين راحوا ؟!!
احمد : امي طالعة وامل اظنها مع رجلها وسهى مدري وين رايحة .. مافي البيت الا ريم ومحمد ونوف اللي طول الوقت منسدحة وبس تتطلب علينا وتتدلع .. اقولك هالبنت ماتصدق يجيها مرض الا وتقول دلعوني انا بنتكم المريضة لازم تهتمون فيني ... أذتني ياخوووي .. في النهاية طلعت وتركتها ..
بدر : ههههههههههههههه ... اصبر عليها هذي اختك ..
احمد : آآآآآخ بس .. ماصدقت افتك منها .. الا اقول بدر شعندك داق علي تبي شي ؟!!
بدر : لا بس دقيت اشوف انت بالبيت جيت اجلس معك ونسولف .. بس بما انك طالع خلاص .. بشوف سلمان ..
احمد : اها .. خلاص فرصة ثانية ان شالله ..
بدر : خلاص اجل ما اعطلك .. مع السلامة
احمد : فمان الله ..

***


بعد مذاكرة استمرت لساعتين .. سكرت شوق الكتاب ومسكت راسها بألم ..كثرة القراءة والتركيز سببولها صداع .. خلاص .. بقضي باقي يومي بدون مذاكرة .. كويز بكرة مايحتاج له كل هالمذاكرة الدسمة ..
قامت للحمام وغسلت وجهها وسرعان ماحست بتحسن والصداع يخف لما تلاشى تدريجيا .. طلعت من غرفتها وطلت من الدربزين لتحت .. ماسمعت حس كلام او حركة عالأقل تشير بوجود احد بالصالة قاعد .. مبين ان البيت ساكن وكأن مافيه أحد .. التفتت لغرفة ندى لقت بابها مفتوح والغرفة ظلمى .. استغربت داخل نفسها ونزلت .. وفعلا كانت الصالة خالية ولا فيها أحد .. أهل البيت وينهم ؟!!.. حتى نايف المرابط عند البلاي ستيشن مو موجود .. قررت تروح للمطبخ تسأل وحدة من الخدامات .. راحت وقبل ماتطلع من الصالة وقفت مكانها وهي تسمع ضحكات طفولية عذبة .. كأنها ضحكات عمر ؟!!.. قطبت لحظات تحاول تميز مصدر الصوت .. كانت الأصوات بعيدة وتجي من الحديقة .. راحت ووقفت قبال النافذة المطلة عالحديقة مباشرة وابعدت ستارها .. شافت العائلة كلها مجتمعة وجالسة على طاولة الحديقة .. ابو فهد وام فهد جالسين قبال بعد وكل واحد منهم كاس العصير قدامه .. منى جالسة على حافة حوض النافورة وتغطس يدها بالموية وتلعب .. وعمر يتراكض بكل مكان والضحكة ماتفارقه ونايف يركض وراه ويلاعبه وعيون ام فهد وابو فهد تراقبهم وتبتسم لهم .. وندى جالسة جنب ابوها وبين يديها وردة فل كبيرة الحجم نوعا ما وتستنشقها كل شوي ... وفهد بعد جالس معهم .. على غير عادته.. هو نادرا ما يجلس مع اهله مثل هالجلسات .. كان جالس باسترخاء جنب امه وحاط رجل على رجل ويده ممددها على المسند ورا ظهر امه .. وكل لحظة والثانية يكلم ندى وكأنه يناقرها .. ثم يرجع يسكت ويكلم امه .. طبعا شوق من موقعها كانت تشوفهم بس ماتسمعهم ... مبين ان الجلسة حلوة .. ابتسمت وراحت للباب ودفعته وطلعت .. مشت لهم والابتسامة على وجهها .. اول واحد انتبه لها هو فهد .. التفت لها ولما تلاقت عيونهم دق قلبها .. حوّل عيونه عنها ورجع التفت لأمه يكمل سالفة .. وصلت ووصل معها ترحيب ابو فهد ..
ابو فهد : هلا شوق ... وينك ؟
شوق : كنت فوق .. عندي كويز بكرة ..
تدخلت ندى ورفعت راسها عن وردتها بعد ما خذت شمة طوووويلة : فاتتك الجلسة .. ما نقصنا الا انتي ..
ضحكت شوق بنعومة : عاد انا مو ذاك الزود أهمية .. يكفي انتوا جالسين مع بعض ..
زادت ابتسامة ابو فهد : تفضلي اجلسي ..
تقدمت بتجلس واحساس مؤلم غمر قلبها .. حست لحظتها انها دخيلة وبتخرب عليهم القعدة العائلية اللي قليل ماتصير وخاصة بالحديقة .. اذا جلست الحين بتخرب عليهم خصوصيتهم وبتنقض بجلوسها اسم " عائلية
" ...
رغم الفكرة اللي استقرت ببالها الا انها حست بالحزن .. دخيلة ؟!!... انا اصلا مو من هالعائلة فليش احزن ؟!!.. انا بنت صالح مو بنت عبدالرحمن .. فليش احزن ؟!!
كانت بتعتذر وبترجع ادراجها لولا طلب ابو فهد لها مرة ثانية بالجلوس ... استجابت وراحت جلست جنب ندى بعد مافسحت لها مكان .. فصارت ندى مابين ابوها وشوق ..
التفتت ندى لها وبيدها الفل : شوق .. شوفي شرايك ؟!!
ابتسمت شوق : حلوة ..
ندى : عيونك الحلوة .. ممكن تثبتينها لي ؟!!
شوق باستغراب : وين ؟!!
رفعت ندى يدها تأشر على شعرها فوق اذنها : بشعري ..
هزت شوق راسها بتفهم ومدت يدها بتاخذ الوردة : طيب معك بنسة شي ؟!!
ندى : لا ..
شوق : شلون أثبتها بدون بنسة عالأقل ..
التفتت ندى لمنى اللي للحين منشغلة تلعب بالموية : منى ..
انتبهت منى : نعم ..
ندى : معك بنسة ؟!!
نشفت منى يدها في ملابسها وبدت تدور بشعرها لما لقت وحدة مندفنة فيه : ايه لقيت ..
قامت وعطتها اياه ورجعت تلعب بالموية .. خذتها شوق وبدت تثبت الوردة وندى انتابتها حالة تبي تنرفزها فصارت كل شوي تتحرك وتخرب عليها شغلها ..
شوق تحاول تهمس : نددددددددى .. اجمدي .. ولا بكيفك مارح اصلحها لك ..
تأدبت ندى وحاولت تجمد ..
شوق : لا تتحركين ..
ندى انصاعت : طيب ..
جمدت ندى بمكانها تماما .. اما فهد من مكانه كانت ساكت ويراقب شوق وحركات يدها الناعمة عالوردة وعلى شعر ندى .. ويراقب ملامحها وهي مركزة عاللي تسويه .. ماقدر يبعد عينه عنها وظل يراقبها لما انتهت وسمعها تقول لندى ..
شوق : خلاص خلصت ..
لفت لها ندى مبتسمة : حلوة ؟!
ضحكت شوق ضحكتها الناعمة : تجنن ..
لفت ندى لأخوها فهد بنظرة غرور وهي تلمس الوردة بأطراف اصابعها وكأنها تعدلها ..
ندى : فهد شرايك ؟!
فهد بازدراء : في وشو ؟!!
ندى : في وشو يعني .. في وردتي ..؟!!
فهد بابتسامة جانبية : .. حلوة ..
ندى متفاجئة : جد ؟!!.. اول مرة تقول في حقي شي زين ..
فهد : حلوة .... مو لأنك انتي اللي حاطتها .. ( لف عينه لشوق وقال بنبرة بريئة ) .. حلوة بسبب اللي ضبطتها لك ..
دق قلب شوق بعنف وحست بنار بتولع في وجهها وجسمها كله .. لفت عينها تبحث عن شي تراقبه عشان ماترتبك من نظراته .. طاحت عيونها على عمر اللي لازال يتراكض بكل مكان وبكل اتجاه ..
الكل فهم انه فهد بكلامه هذا يقصد يغيظ به ندى ومحد فهم العكس .. عشان كذا محد علق .. سمعت شوق ندى تنفخ ..
ندى ويدها على خصرها : ايه .. بس حتى شكلي له دور .. بعد مو معقولة تجيب لك وحدة شينة وشيفة وتحطلها وردة مهما كان الفنان اللي حاطها .. وتقولها حلوة .. ( التفتت لشوق ) .. ولا لا يا شوق ؟!!
شوق : هاا .. الا صح ..
رجعت التفتت ندى لفهد وتهادت على وراها مستندة بغرور : شفت ... شوق بنفسها تقول ..
كان شكل ندى بالوردة كله نعومة ودلال .. الشعر كان طايح على وجهها في وحدة من الجهتين والثانية مثبتة فيها الوردة لما خلى شكلها في منتهى النعومة ..
اندمجوا بالسواليف واثناء هالشي دق تلفون فهد بنغمة مسج .. محد اهتم ولا كأنهم سمعوه وكملوا سوالف .. انتهت شوق من سالفتها مع ندى اللي لفت لابوها تسولف معه سالفة جديدة .. والتفتت لفهد شافته منزل راسه للجوال بين يديه ويضغط فيه وابتسامة خفيفة مرسومة على وجهه .. ظلت تراقبه ونوع من الفضول يراودها تبي تعرف سبب ابتسامته .. أكيد يبتسم على شي مكتوب بالجوال .. انتهى فهد وانحنى يرجع الجوال عالطاولة اما شوق بسرعة لفت عيونها عنه لمكان ثاني لا ينتبه لها .. رجع استند على ظهره باسترخاء وعيونه عليها .. كان يحس بنظراتها تراقبه .. أو هو يتوهم ؟!!!..
كان المسج في الواقع من شذى .. مسج عادي كله كلام شوق وغرام وهذي سبب ابتسامته .. فرد عليها بمسج ثاني ..
رجعت ندى لسالفة الوردة وهزت ابوها من ذراعه : صدق بابي وشرايك بالوردة .. ماقلت رايك .. ( لفت عينها لفهد بنظرة جانبية ) انا اصلا غلطانة يوم اني اخذت راي فهد ..
ابو فهد مبتسم : تهبلين ... الله لا يخليني من بنتي والله ..
حوط ندى بذراعه وضمها بخفة وندى تضحك وتتبسم بدلال .. وكل هذا عشان تحر وتقهر فهد .. لكن فهد ماهمه هذا كله ولا انقهر .. لف عيونه بدون اهتمام لعمر ونايف اللي واقفين بجهة ويدحرجون الكورة ما بينهم ..
شوق من حصل هالشي بقربها وهي تحس بالحزن يرجع يكتسحها .. وهاللي صار ذكرها بذكرى قديمة ثانية .. وكأن كل شي يصير بين عمها وندى يذكرها بذكرى حصلت لها هي مع ابوها وعاشتها من قبل في حياتها ..

شوق ( 5 سنين ) .. كانت جالسة منبطحة بالصالة وعروستها الحبيبة المهداة من امها بين يديها .. وصالح ماسك الجريدة ويقرا فيها والتلفزيون مفتوح على وحدة من قنوات الأخبار ..
رفعت راسها لابوها تناديه : باباااا ... بابااااااااااااااا ..
مارد عليها ومبين انه مندمج باللي قاعد يقراه .. هزت راسها ببراءة وملل من تجاهله .. قامت والعروسة للحين بيدها .. وقفت قبال ابوها وماكانت تقدر تشوف وجهه لأنه الجريدة كانت حاجبته عنها .. من القهر ضربت بأقصى قوتها الجريدة لما طاحت من بين يدين صالح ..
صالح بحزم : شوووق ... وش هذا اللي سويتيه ؟!!
شوق برطمت وسكتت ... اما صالح انحنى يشيل الجريدة اللي تناثرت صفحاتها بالأرض ..
صالح : كم مرة قلت لك لا تسوين كذا ..
شوق والدموع بعيونها : طيب انتا ما تكلمني ..
استغرب صالح منها : انا ما أكلمك ..؟!!
شوق : ايه .. اقولك بابا وماترد علي ... ليش ماتبي تكلمني ..
ابتسمت صالح ابتسامة حنونة ومسح على راس بنته : ومن قال اني مابي اكلمك ياعمري ..
شوق : اجل ليش ماتردعلي .. اجل ماتبي تكلمني ..
سحب صالح بنته لحضنه ولمّها.. وغمرها بحنان يحاول فيه يعوض عن حنان امها اللي فقدته وهي لسا بنعومة اظفارها ...
صالح : حبيبتي انا احبك شلون ما ابي اكلمك .. انتي شوقتي حبيبتي .. نسيتي ..
شوق بعدم اقتناع : اجل ليش ماترد علي .. انا اعرف انت ماتبي تكلمني ..
ضحك صالح عليها وبعدها عنه ومسح دموعها : شوووق .. انتي تبيني ازعل عليك صح ؟!!
رفعت عينها له برعب وتمسكت بيده بخوف : لاااااا .. مابي .. ( رجعت الدموع تتدفق لعيونها ) ..
صالح : اذا ماتبيني ازعل عليك لا تقولين هالكلام مرة ثانية ... طيب ..
شوق رفعت اصبعها بوجه ابوها : طيب .. بس ترد علي ..
صالح : ههههههههههههههههه ... طيب ارد عليك .. وانا اقدر اسفهك .. والحين قولي لي ليش ناديتيني .. تبين شي عمري ؟!!
شوق : ابي فستان جديد ..
صالح استغرب : فستان جديد ... ليه ؟!!
شوق : كل البنات اللي معي بالروضة عندهم فساتين حلوة الا انا .. حتى نهلة ( صديقتها بالروضة ).. جت اليوم وعليها فستان حلو .. انا ابي بعد ..
صالح : انتي عندك فستان جديد بدولاب ملابسك ما لبستيه .. تذكرين ؟!!
وقفت شوق ثواني ساكتة تحاول تتذكر .. وفجاة اشرق وجهها بضحكة عذبة من وناستها : الأصفر ...
هز صالح راسه : ايواااااااا الاصفر .. نسيتيه ..
شوق : بروح البسه الحين ...
ورمت عروستها الحبيبة جنب ابوها وراحت ركض لغرفتها .. حاول صالح يناديها ويوقفها لكن ماردت وطارت لغرفتها ..
صالح : شوووقتي .. مو الحين تلبسينه .. بكرة البسيه ..
ماسمع جواب .. هز راسه وهو يضحك ورجع يقرا في جريدته .. مرت يمكن عشر دقايق لما سمع صوت بنته يناديه .. كان الصوت قريب منه .. بعد الجريدة عن وجهه وانبهر ببنته الواقفة مباشرة قباله .. جمالها المبهر كان يذكره بزوجته الحبيبة " فاتن " اللي توفت بالخبيث وهي في عز شبابها .. كانت وقتها بعمر 25 سنة لما توفت .. ماتهنت بحياتها ولا تهنت ببنتها اللي خذت منها الكثير من الخصال .. وابرزها الجمال الرباني .. يحمد ربه مليون مرة انه وهبه بنت تملى عليه حياته وتذكره بزوجته وحبيبة قلبه .. الله يرحمها ..
كانت شوق واقفة ويديها وراها وواقفة مايلة بدلع .. لابسة الفستان الأصفر ومرتبة شعرها بشكل عشوائي بشرايط ملونة .. ماكان مرتب تماما بس شوق حطتها بطريقتها الخاصة ..
حط صالح الجريدة جنبه ومادرت شوق الا هو يسحبها ويحضنها .. ضحكت بالبداية لأنها توقعت ان حركته هذي دليل اعجابه بها .. لكن الخوف انولد داخل قلبها لما سمعت شهقات ابوها المتواصلة وأنينه المكتوم .. زاد خوفها وحست ان فيه شي غير طبيعي .. حاولت تبتعد عنه لكنها ماقدرت ابوها كان حاضنها بقوة .. ظلت تناديه وتناديه تبيه يرد لكن ردوده كلها كانت شهقات بكي وانين .. شوق من الخوف بدت تبكي معه ..
شوق والدموع بدت تغسل وجهها : بابااااا ... باااااباااااا .... ليش ما ترد علي .. بابا .. وش فيك ؟!!
حاولت تهزه من كتفه وبعد مارد .. ماكان في يدها حيلة غير انها تبكي معه ...بعد عدة دقائق هدا فيها صالح بعد بنته عنها وظل يطالعها بابتسامة حزينة من فوق لتحت .. لاحظت شوق الدموع المنهمرة وقالت بخوف اكبر تملك قلبها ..
شوق : بابا .. ليش تصيح ؟!.. انت تعبان ؟!!
ابتسم صالح وباسها على جبينها : لا حبيبتي .. انا مب تعبان ..
شوق فاض الخوف من عيونها وبان حتى على اطرافها اللي بدت ترتجف : اجل ليش تصيح ...؟!
شال صالح بنته وجلسها على رجله وقال يطمنها : انا ما اصيح .. انا فرحان لأن الفستان طلع يجنن ..
اختفى الخوف اللي بعيونها بغمضة عين وتحولت نظرتها لنظرة فرح : يعني اقدر البسه بكرة في الروضة ..
صالح : تقدرين .. والحين روحي غيري ملابسك والبسي بجامة النوم ..
نزلت شوق من رجل ابوها وراحت لغرفتها ركض تنفذ اللي أمرها فيه ..
لكن شوق لما كبرت صارت تعرف سبب بكى ابوها بذاك اليوم .. ماكان بسبب الفستان وانه فرحان عشانه .. لا .. هي عرفت الحين ان ابوها كان يحمل حزن كبيييييير داخل قلبه .. حزن فراقه لأهله .. وحزن فراقه لحبيبة عمره فاتن .. كل هذا كانت شوق تكتشفه في كل سنة تمضي من عمرها وصارت فاهمة وش الأسباب اللي كانت محزنة لأبوها ..

صحت من ذكرياتها على صوت عمر يهزها .. نزلت عيونها له تحاول تخفي عيونها الغرقانة بالدموع عن الكل ..
شوق : هلا عمر ..
عمر : تعالي العبي معي .. بالكولة .. ( الكولة = الكورة )
ابتسمت له شوق بصعوبة .. وحصلتها فرصة انها تهرب بنفسها وبقلبها اللي قاعد ينزف حزن الحين .. تبي تهرب عشان مايحسون بتغيرها ..
مسكت بيد عمر ومشت معه وين ما الكورة كانت .. واثناء مشيها ماقدرت تحبس دموعها اللي سالت بسرعة من ابتعدت عن الجالسين .. ماقدرت حتى ترفع يدها وتمسح هالدموع .. ترك عمر يدها وركض للكورة وشالها بيده ورجع راكض لشوق اللي جمدت بمكانها وهي مغمضة عيونها مستسلمة لذكرياتها .. فتحت عيونها ببطء شافت عمر واقف قبالها والكورة بين يديه ونظرة غريبة بعيونه ماقدرت تفهمها .. وكأنه مستغرب من حالها او خايف من شكلها .. رفعت يدها بسرعة ومسحت دموعها وضحكت له عشان تطمنه .. لكنها ماكانت ضحكة من قلب .. عمر يبي يتأكد : سوق .. وث فيك ؟!!
شوق مبتسمة : مافيني شي حبيبي .. يالله العب ..
ضحك عمر بسعادة وركل الكورة ناحيتها .. وظلت شوق تلاعبه وهي داخلها مييييتة من الشوق واللهفة لأبوها تبي تشوفه .. آخر مرة شافته كان قبل شهر ونص او شهرين قبل لايموت ..
هالفترة اللي مرت عليها كانت تظن انها اعتادت على فراقه واعتادت العيش ببيت عمها .. لكنها كانت فترة سكون في نفسها .. هدوء ماقبل العاصفة .. كل هالأشياء كانت تدور ببواطن شوق من دون ماتدري وللحين ماتعرف وش هي الأحزان اللي بتمر فيها ..
اللعب مع عمر نساها شوي هالافكار وجفت دموعها وصارت تضحك عليه وعلى لعبه .. وكل اللي جالسين يسمعونها وهي تضحك وتسولف مع عمر .. ام فهد بالذات استغربت تعلق عمر بشوق غير عن اخته ندى ..
ام فهد : الله لا يخليني من هالولد .. شف شلون مستانس ..
ابو فهد وهو يراقب ضحكاته العذبة البريئة اللي تنسي الواحد هموم الدنيا : الله يدوووم عليه هالوناسة ..
ام فهد : بس احس هالولد تعلق ببنت عمه بشكل غريب .. ولا شرايك يابو فهد ..
ابو فهد : والله هذا اللي الحين قاعد اشوفه .. غير عن اخته ..
تحركت ندى في مكانها فجاة والتفتت لابوها : وش تقصد يبه .. تقصدني انا ؟!!
تدخل فهد وابتسامة ساخرة على وجهه : اكيد يقصدك انتي .. في احد غيرك ..
التفتت له ندى بنظرات ناااارية .. يعني انت وش دخلك .. وانتبهت ام فهد لنظراتها ..
ام فهد : وهذي الحقيقة .. ماقلنا شي غلط .. اخوك ماسوا معك اللي قاعد يسويه مع شوق ..
فهد بسخرية اكبر : معلووم .. بلاها مطنشته طول الوقت ولا تعطيه وجه .. غير عن شوق اللي مدللته ..
ندى : وشعليك انت .. بكيفي .. اذا تبي تدلله دلله محد منعك ..
ام فهد وهي تطالع عمر بنظرات عطف : بعد قلبي هالولد ماندري وش بيصير له لو طلعت شوق من البيت ..
ندى بخوف وكأن شي نغزها : وين تطلع من البيت .. وين بتروح ..؟!!
ام فهد : وين بتروح بعد ... بتروح مع زوجها ان شالله اذا جاها نصيب ..
ندى باعتراض : لا لا .. شوق موب طالعة .. بتقعد معنا بالبيت ..
فهد بنبرة باردة ساخرة : حلوة ذي .. بتقطعين رزق البنت بس عشان تجلس معك بالبيت وتونسك .. وش هالأنانية ..
ندى : موب أنانية ..
سكتت فترة وهي تناظر اخوها بنظرات غريبة وابتسامة جانبية .. فهد شك بنظراتها وتم ساكت ينتظرها تتكلم ..
ندى بنبرة واثقة : طيب انا عندي الحل .. يخلي شوق تقعد عندنا ..
شوق اللي كانت طول الوقت تلاعب عمر سمعت كلامهم عنها وتمت تلعب بس قلبها وعقلها عندهم .. ارتبكت من كلام ندى .. ياترا وش هو الحل ؟!!.. اما فهد تم ساكت ولا تكلم بس نظراته لاخته تقول تكلمي ..
ندى بثقة اكبر : بصراحة ياخوي ... انت ولد عمها واولى فيها من الغريب ..
جمدت شوق واقفة والكورة بين يديها .. وجهها اصطبغ باللون الاحمرر ولحسن حظها انها كانت معطيتهم ظهرها .. حسبي الله على بليسك يا ندى ..
اما فهد ضاقت عيونه واحتدت نظراته وكردة فعل مد يده لكاس الموية اللي قدامه وكبه كله في وجه ندى اللي شهقت من الروعة .. قام واقف ورفع اصبعه بوجهها : لو سمعتك تجيبين طاري هالموضوع مرة ثانية يا ويلك ..
قال هالكلام والتفت عنهم وراح راجع للبيت ومن بعده سمعوا صوت باب الشارع يتسكر ... فعرفوا انه طلع ..
ندى من بعد ما التفت عنهم قامت تنفض ملابسها وهي تشهق .. الموية كانت صاقعة من البرودة .. وجهها كله يقطر وشعرها بعد ..
ندى : ياربي ياربي حسبي الله عليه من ولد .. بااااااااردة ..
ابو فهد ماكان رده غير الضحك : هههههههههههههههههه ..
ام فهد : تستاهلين ... اعنبوك هذي كلام ينقال .. وين الحيا انفصخ ؟!!
برطمت ندى : يمه انا قاعدة اقول الحل .. عادي فكرة وخطرت ببالي .. بس مدري شصار له هالغبي .. مرة وحدة بالموية في وجهي ..
ام فهد : دواك .. خلي فيك شوية حيا ..
قامت ندى معصبة وهي تمسح وجهها بيدها : انا بروح اغير ملابسي ..
راحت عنهم داخل .. اما هم كملوا الجلسة لما غابت الشمس وبعدها تفرقوا والكل راح يصلي ..

***

لازالت على حالها تقلب في هالقنوات من ساعتين والملل كل ماله ويزيد عليها لما طفح الكيل وصرخت بأعلى شي عندها .. شافت اخوها محمد ينزل الدرج ركض وعلى وجهه علامات الفزع ومن وراه ريم ..
محمد : خييير ليش تصارخين ؟!.. مهبولة انتي ؟!!
لما شافت نوف وجهه ضحكت : ههههههههههههههههههه ..
محمد من قهره قعد يسخر منها ويقلد ضحكتها : يا حمارة مافي شي يضحك .. روعتيني وانتي بهالصراخ .. ممكن اعرف ليش ؟!!
نوف ببرود : اولا يا حمار احترم نفسك انا اختك اللي اكبر منك .. ثانيا بكيفي .. اصرخ ما اصرخ انا حرة .. فيني ضيق ويوم صرخت بح .. رااااااح ..
محمد بسخرية : " فيني ضيق ويوم صرخت بح .. راح " .. وجعة ان شالله روعتي حتى ريم ..
نوف التفتت نوف لريم لقتها واقفة والدموع بعيونها .. كلمت نفسها تتمصخر .. اصلا هذي متى ما نشوف دموعها .. كل ماشفتها لقيتها مبرطمة والدموع اربع اربع .. حشا ماتخلص .. نفسي يوم اشوفها بدون دموع ..
نوف تتمتم : الله واكبر عاد هالصيوحة متى شفناها بلا دموع ..
سمعتها ريم وخنقتها العبرة : انتي الصيوحة .. انا مو صيوحة ..
نوف : الا صيوحة ونص ..
ريم غطت وجهها وغابت في نوبة دموعها المشهورة بهالبيت : لااا .. انتي الصيوحة .. ياحمارة ..
نوف من سمعتها تسبها رمت باللحاف اللي كان يغطيها وقامت واقفة .. حست بتعب شوي وبرد ..
نوف : انا حمارة .. طيب اوريك ..
خافت ريم وركضت تخبت ورا محمد .. جت نوف تبي تضربها بس محمد كان يمنعها ..
نوف : محيميييييد وخر لا يجي الطق فيك انت ..
محمد : لا ..
جت نوف قوة عجيبة ولا كأنها وحدة مريضة مسكت محمد من اذنه وشدته لما رمته عالكنبة ..
نوف : مسوي لي قوي .. تراني اقوى منك
اما ريم صرخت وهي تصيح وانحاشت للمطبخ ونوف وراها .. دخلت للمطبخ لقت ريم متخبية ورا تينا الخدامة ..
نوف : تينا وخري ..
تينا : what happening nouf ??!!
نوف : قلت لك وخري بدون اسئلة ..
ريم من بين دموعها : لا تينا لا توخرين تبي تطقني ..
تينا : that's not good nouf .. you are sick ..
نوف : مالك شغل انتي .. مريضة مو مريضة هذا شي راجعلي ..
وماطلعت نوف من المطبخ الا لما عطت ريم ذاك الطق اللي يخليها تحترمها وما تسبها بعد كذا ..
ماصدقت رجعت لبطانيتها وتغطت وهي ترتجف من البرد .. محمد كان يشوفها بنظرات سخرية ..
محمد : هذي التعبانة هاه .. هين ان ماعلمت امي انك تلعبين عليها وتسوين نفسك مريضة ..
نوف بنظرات حادة : بتنطم انت الحين والا اسوي فيك اللي سويته بريم ..
سكت محمد لأنه مايقدر على لسانها .. رن الجرس ومحد قام يفتحه .. تم يرن لما طفشت نوف وصرخت في وجه محمد الجالس معها يتفرج عالتلفزيون ..
نوف : محيميييييييييد ووجع .. الظاهر انك تسمع الجرس يرن .. يالله قم افتحه ..
محمد : قومي انتي ..
نوف : بتقوم الحين والا اخليك تروح تفتح وانت مفلق ومضروب ..
تأفف محمد وطلع برا يشوف اللي عند الباب ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:17 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء 17





وماطلعت نوف من المطبخ الا لما عطت ريم ذاك الطق اللي يخليها تحترمها وما تسبها بعد كذا ..
ماصدقت رجعت لبطانيتها وتغطت وهي ترتجف من البرد .. محمد كان يشوفها بنظرات سخرية ..
محمد : هذي التعبانة هاه .. هين ان ماعلمت امي انك تلعبين عليها وتسوين نفسك مريضة ..
نوف بنظرات حادة : بتنطم انت الحين والا اسوي فيك اللي سويته بريم ..
سكت محمد ولأنه مايقدر على لسانها .. رن الجرس ومحد قام يفتحه .. تم يرن لما طفشت نوف وصرخت في وجه محمد الجالس معها يتفرج عالتلفزيون ..
نوف : محيميييييييييد ووجع .. الظاهر انك تسمع الجرس يرن .. يالله قم افتحه ..
محمد : قومي انتي ..
نوف : بتقوم الحين والا اخليك تروح تفتح وانت مفلق ومضروب ..
تأفف محمد وطلع برا يشوف اللي عند الباب ..
فتح الباب شاف واحد واقف عند سيارته ومعطيه ظهره .. وقف لحظة يحاول يعرف هيئته لكنه مافلح فتكلم ..
محمد : نعم ؟!!
التفت الرجال ولما شافه محمد ابتسم : بدر .. هلا والله ..
ابتسم بدر ابتسامة وسيعة وتقدم وهو يمد يده يصافحه : هلا فيك محمد .. شلونك حبيبي ؟!!
محمد : تماااام .. شخبارك ؟
بدر : بخير بشوفتك ..
ارتبك محمد من وقفته : هلا بدر تفضل تفضل ..
بدر ضحك على شكله : زاد فضلك .. ( ودخلوا متوجهين للمجلس داخل ) ماشالله محمد والله صرت رجااال ..
تنحنح محمد بفخر : احم .. اعجبك ..
بدر : والنعم والله ..
دخلوا المجلس وجلس بدر بعد مااخذ احوال محمد كاملة ..
محمد : دقااايق بس بروح اخبر الخدامة تجهز لك القهوة ..
وقبل مايطلع ناداه بدر : محمد ..
محمد : هلا ..
بدر باسلوب حاول انه يكون عفوي : الا اقول شخبار اختك ؟!!
محمد : أي وحدة فيهم ؟!!
بدر : المريضة ..
ظهرت ملامح سخرية واضحة على وجه محمد لاحظها بدر : قصدك نوف ؟!!
بدر : ايه .. شخبارها ؟؟
محمد ببرود : بخير ..
بدر : وليش تقولها كذا بدون نفس ؟!!
محمد بسخرية : بلاني ماقد شفت وحدة مريضة تراكض بالبيت وتضارب ..
مسك بدر ضحكته اللي بغت تفلت منه : ليه ؟!
محمد : بعدين اقولك .. بروح شوي وبرجع ..
طلع من المجلس وراح للصالة .. شاف نوف على حالها ماتحركت غير ان وضعها بالجلوس تغير .. صارت منسدحة ومتغطية والمخدة تحت راسها .. ناظرها باحتقار وكمل طريقه للمطبخ .. لكنها صرخت قبل لا يطلع ...
نوف : جعل عيونك الخفس قل آمين .. شايفني زبالة عندك ..
محمد : الحين انتي ليش تحبين تضاربين العالم .. المريض يهجد موتطلع شياطينه مثلك ..
نوف : شف !!... ( وبصوت عالي أشبه بالصراخ ) هيه انت احترم نفسك لأقوم اطلع الحرة اللي فيني فيك .. هاا انتبه لكلامك لا يجيك اكثر من اللي جا لريم .. ترا بتنفرش هنا بوسط الصالة ..
محمد بسخرية : انتي الحين خلي فيك حيل تقومين واقفة عشان يكون فيك حيل تقومين تفرشيني .. ( ويحرك يده بتحدي ) وبعدين تراني اقدر ارد عليك وارجع لك الضرب بس راحم حالتك اللي انتي فيها .. ما تنلامين .. انا راحم الحالة العقلية اللي انتي فيها بسبة المرض ..
فتحت نوف عيونها وعلا صوتها : محيمييييييد لا تزودها وهي قصيرة لا يجيك شي ماقد شفته بحياتك هااااا .. انتبه ..
محمد وهو ماشي عنها : اقلبي وجهك زين ..
اختفى عنها رايح للمطبخ وهي تفوووور داخلها .. مالها خلق طقاق وياه عشان كذا كتمت غيضها وكبحت جماح غضبها ورجعت عيونها للتلفزيون .. بعد دقيقتين رجع محمد رايح للمجلس شافته نوف ونادته ..
نوف : محمد ..
محمد بدون نفس لف لها : نعم ..
نوف : من اللي كان عند الباب .. فيه احد بالمجلس ؟!
محمد وهو ماشي : ايه فيه ..
نوف : مين ؟!!
محمد : مالك شغل .. رجال ..
نوف بسخرية طغت على صوتها : ادري انه رجال .. اجل حرمة ؟!!
محمد يتمصخر ويمثل انه يضحك : هه هه هه .. لا ضحكتيني .. بايخة ..
نوف تقلده : هه هه هه .. لا تتمصخر وجاوبني على سؤالي .. من اللي بالمجلس ..
محمد : رجال وبس .. مب لازم تعرفينه .. ( وقبل لا يختفي رجع التفت لها ) اذا جت الخدامة بالقهوة خليها تجيبها للمجلس ..
طلع .. وهي منقهرة لا ويتأمر بعد من قواية الوجه .. هي اوريك يامحيميييد .. اوريك يالتبن ..
دخل محمد المجلس لقى بدر يلعب بجواله .. رفع راسه مبتسم لما انتبه له يدخل .. بادله محمد الابتسامة وهو يرحب ..
محمد : هلا والله .. منووور بيتنا
ضحك بدر عليه .. لاحظ انه بكلامه يحاول يقلد احمد : هلا فيك .. منوور فيك يابعدي ..
محمد : شفيك تضحك ؟!!
بدر وهو يتذكر نوف وصوتها الغاضب .. كان قبل شوي يسمع صراخها الواصل لين عنده .. وتمنى لحظتها يدخل عليها ويشوفها ويسلم ويطمئن .. بس تخيل شكلها اذا شافته وشلون بتكون ردة فعلها خصوصا بعد اللي صار بالعزيمة ..
بدر : ولا شي .. بس اضحك على صراخ اختك ..
محمد بسخرية وعفوية : خبلة ..
بدر : ههههههههههههههههههه ..
محمد : وربي انها خبلة ومجنونة .. مدري شصاير لها نفسيتها ماادري وشلون منقلبة .. محد سلم من لسانها بهالبيت .. من مرضت وهي كذا تصارخ وتنافخ وبس ..
رجع احساس تأنيب الضمير يملى قلب بدر .. استغفر ربه بقلبه عاللي سواه فيها ..
بدر تصنع الابتسامة : عادي .. فيه مريضين كذا ..
محمد : الا نوف .. اعوذ بالله ماتنبلع ..
بدر : ههههههههههههههههههههه ..
انتبه محمد للخدامة تدخل وتوقف عند الباب وصينية القهوة بيدها .. قام محمد واخذه منها وقدم لبدر القهوة وبدا يضيفه ..
رجعت الخدامة للمطبخ شافتها نوف ونادتها : تينا تينااااا ..
تينا راحت لها : yes ..
نوف بترقب : are you know who is that guest ?!
تينا هزت كتفها وهي تعصر ملامح وجهها : no .. but his face is wonted for me
نوف بعصبية : شلون يعني .. يعني ماشفتيه من قبل
تينا : may be
نوف بعصبية زايدة : مابي ماي بي .. ابي اكيد .. شوووور ..
تينا عصبت وباعتراض : noo .. I don't know him .. ok ?!!
جمدت نوف وعيونها مبققة عالخدامة .. حتى هذي قامت تنافخ ..
نوف صرخت بوجهها : يالله انقلعي .. يالله اذلفي عن وجهي لأقوم افرشك انتي بعد ..
سكتت الخدامة وبنفسها متفهمة حالة نوف النفسية اللي مستمرة معها من كم يوم .. رجعت لشغلها بالمطبخ بدون ماترد .. تمت نوف مبوزة بغضب وهي تراقبها .. بعد هذا اللي ناقص تجي هذي وتنافخ علي .. ماش انا لو معلمتهم يحترموني من البداية كان ما تجرأت وحدة منهم ترفع صوتها او تحط عينها بعيني حتى .. رجع مسار تفكيرها للشخص المتواجد بالمجلس واللي رفض محمد يخبرها عن هويته .. مو من عادتها تهتم بالضيوف الرجال اللي يدخلون للمجلس بس دقات قلبها المتزايدة بذيك اللحظات هو اللي خلاها تتساءل .. ماكانت عارفة السبب بالضبط وشو .. وشو السبب الي يخلي قلبها يدق الحين .. وكل دقيقة تمر تحس بالخوف يتصاعد داخلها .. شفيني ياربي انا ببيتي وش اللي مخوفني ..
الخوف خلاها تحس بالبرد .. ضمت اللحاف مثل الطفل اللي يطلب الدفا .. وماطلع الا عيونها .. قادها تفكيرها انها تروح للمجلس خلسة وتعرف من اللي جاي بنفسها ..
قامت واقفة واللحاف لازال يغطي جسمها كله .. ضامة اللحاف بيديها الثنتين من البرد اللي يزداد .. كان اللحاف طويل اطول منها .. مشت بهدوء للمجلس وطرفه يسحب وراها ..
وصلت لنصف الممر ووقفت مترددة بسبب الخوف اللي بدا يطفح منها .. احساسها بالخوف كل ماقربت من المجلس خلاها تتيقن ان السبب هو القابع بالمجلس هناك مع اخوها ..
بلعت ريقها ونفخت بوجهها باللحاف تمتص شوية دفا .. كملت طريقها وقبل ماتوصل للباب طلع عليها محمد بصينية القهوة .. فرملت بمكانها وهي تمسك شهقتها ومحمد تم يطالعها بنظرة شك ..
محمد بهمس : نوفوو .. وش تسوين هنا ..
نوف وهي تأشر له يسكت بارتباك : ششششش .. لا تفضحني
محمد بهمس منخفض جدا : طيب يامجنونة .. وش جابك .. روحي لا يطلع ويشوفك ..
رفعت عيونها لباب المجلس بترقب : من هو ؟!!
محمد بعفوية : بدر .. يالل...
غطت نوف فمها بيدها تمنع شهقة الخوف لا تنطلق منها .. وقفت بمكانها جامدة تحاول تستوعب واطرافها بدت ترتجف ..
محمد لازال يهمس : هييه .. يالله روحي لا يش ....
انقطع كلامه وهو يسمع صوت بدر من وراه وهو طالع من المجلس : يالله محمد .. انا بطل ...... ع ..
كمل كلمته وهو يطالع نوف باندهاش .. ماكان صعب عليه يلاحظ وجهها الأصفر التعبان .. حس بمية خنجر ينغرسون بقلبه ..
محمد تم ضايع بالموقف ما التفت حتى لبدر .. عيونه على اخته ينتظر منها عالأقل ردة فعل لكن لحظتها ماكانت فيها حياة .. عيونها جامدة على بدر .. وبحكم صغر سنه مافهم مضمون هذيك النظرة بعيونها .. لكن بدر فهمها .. كانت نظرتها مزيج من الخوف والعتاب .. نظرة شافها من قبل كثير ..
بدر قدر يتمالك نفسه اخيرا ويجمع شتات روحه ونسى تماما وجود محمد : شلونك نوف ؟!!
سماع اسمها بلسانه وقظها من جمودها .. نظرة الخوف بعيونها طغى على كل شي .. ذكرى العزيمة والخوف اللي عاشته ذاك اليوم خلاها ترتجف وتتراجع برعب وبطء ..
نوف وهي ضامة اللحاف اكثر وتحاول تحمي نفسها فيه : لأ .. لا تسوي شي .. مابي مابي ..
لفت عنهم وراحت تركض .. اما بدر ماقدر يفسر تصرفها هذا .. وكأنها مب طبيعية .. تذكر اخيرا وجود محمد وشهادته عاللي صار .. شاف علامة استفهام كبيرة بوجهه وكأنه يطلب تفسير عاللي صار ..
بدر حاول يكون طبيعي : شفيك ؟!!
محمد : مافيني شي .. بس مستغرب منها .. ما ادري وش صار لها ..
بدر ابتسم بتصنع : ماصار شي لا تخاف .. مو انت تقول انها من مرضت وهي كذا ..
محمد : مدري .. بس الحين غير .. كأنها مجنونة ..
ابتسم بدر عليه وبنفسه يتحسر .. ايه والله لا يكون البنت انجنت مرة وحدة ..
سلم على محمد وطلب منه يسلم على ابوه وطلع ركب سارته ومشى وكل تفكيره عاللي صار قبل شوي .. ما توقع ان اللي سواه فيها ممكن يأثر عليها لدرجة صار هو يرعبها ..

نوف لما تركت المجلس ركضت لغرفتها وقفلت عليها الباب ورمت بنفسها عالسرير وهي للحين ضامة نفسها داخل اللحاف وبدت تبكي ..الخوف اللي داخلها كان واحد من الاسباب .. والسبب الثاني ان شوفة بدر ذكرها باللي صار لها بغرفته والرعب اللي عاشته .. عمرها ماكانت تتوقع انها بتمر بمثل هالموقف الفضيع .. وهي بطبيعتها خوافة وجبانة لكنها دايما تحاول تتغلب عالخوف هذا اللي داخلها وتبين انها للكل شجاعة .. لكن بعد اللي صار لها بيوم العزيمة صارت تخاف من بدر اكثر من خوفها منه وهي صغيرة .. خوفها منه وهي طفلة كبر اضعاف مضاعفة الحين ..
دق تلفونها ورفعت راسها اللي كان مغسول من الدموع .. وبدون ماتشوف الرقم ردت ..
نوف بصوت مبحوح : الوو ..
ندى : هلااااااااااااا والله وغلاااااااااااا .. بحبيبتي نوف .. بقلبي .. وبروحي وبعيوني وكللللللللل شي ..
ابتسمت نوف غصب عنها وعرفت قصد ندى من هالكلام العسل ..
نوف : هلا ندى ...
ندى بنبرة عدم تصديق : يااااربي قالت لي هلا ... ماصدق كلولولولولولوللوووووش .. عمى بعيون العدو ان شالله وينك يادوبا .. ( وبنبرة عتاب ) كذا يعني يانوف ثلاث ايام احاول اتصل لك وماتردين .. يهوون عليك تسوين فيني كل هذا ..
قامت نوف قاعدة ومسحت دموعها بذراعها : لا تلوميني .. ولا يعني اللي سويتي فيني سهل ..؟!!
ندى : والله ادري اني غلطانة .. بس وش اسوي انشغلت مع البنات ونسيت ..
نوف : لو اني مهمة عندك كان مانسيتيني ..
ندى : لا عاااااد .. انتي تعرفين غلاتك عندي كيف .. وانتي اكثر وحدة عارفة هالشي ..
نوف بعدم اقتناع : ايه هذا كلام بس .. الكلام سهل
ندى بشتى الوسائل كانت تحاول تعتذر وتبرر : والله والله واللللللللللله العظيييييم اني جادة ما اكذب .. نوف عاد خلاص ارضي والله ماتعرفين حالتي شلون كانت .. كنت معتفسة ابي اكلمك بس انتي ماتردين .. نوف والله آآآآآآآآآآآآسفة آآآآآآآآآآآآآسفة ماكنت اقصد صدقيني ..
نوف بعناد : مابي ..
ندى شوي وتصيح : نووووووف حبيبة قلبي انتي وعمري كلللللللله ... سامحيني بلييييييز ..
نوف : ............
ندى : نووووف .. بليييييز ..
نوف : أفكر ..
ندى : يعني رضيتي ..
نوف : قلت لك بفكر .. يعني مارضيت لسا ..
ندى : طيب بنتظر .. مع اني عارفة ان نوف روحي لااااا يمكن تزعل مني ولا تقدر على فراقي و قطيعتي .. صح ولا لا ؟!!
نوف : لا غلط ..
ندى : ............
نوف : هههههههههههههههه ..
ندى : ياااااربي ضحكت لي .. من قدي .. والله اشتقت لهالضحكة ..
نوف : ههههههههههههه ... طيب خلاص رضيت عليك ..
ندى : والللللللللللللله ... شوووووووووق تعاااااااالي لا يفووووتك ... نوف رضت علي ..
سمعت نوف شوق تقول : مبرووووووك .. ان شالله دوووم يارب ..
عطت ندى شوق التلفون : ههههههههههههههه ... نوف
نوف : هلا شوق ..
شوق : ههههههههههههههههه .. حرام عليك ذليتي البنت ذلة .. منتي هينة ..
نوف بفخر : ايه ياحبيبتي انا حقي مايروح عبث ..
شوق : هههههههههههههه .. حلوة عبث .. ههههههههههه .. المهم اخيرا رضيتي على ندى ماتتصورين شلون كانت حالتها ..
نوف : خلها تستاهل ..
شوق تكلم ندى : اوووفف شوي شوي نوف مب طايرة اصبري .. ( تكلم نوف ) اقول نوف البنت هذي أذتني تبي تاخذ التلفون ..
نوف : ههههههههههههههههه .. اوكي
رجع صوت ندى يوصلها : ها نوف شخبارك .. سمعت انك مريضة سلامات ؟؟
نوف : الله يسلمك ..
ندى : نوف .. صوتك متغير مرة .. كل هذا من المرض ..
رجع لنوف ذكرى اللي صار لها تحت قبل شوي : ها .. لا عادي هذا المرض ومايسوي ..
ندى : يعني مافي شي ثاني ..
نوف حست ان ندى تقصد بدر : لا لا تخافين ماصار شي ..
ندى بعد ما ارتاحت : خلاص اجل يا قلبي .. اخليك ترتاحين وبزورك قريب ان شالله ..
نوف : اوكي ..
ندى : أهم شي اني اخذت القرار الملكي منك بالرضا علي ..
نوف : هههههههه .. لا تغترين يمكن اغير رايي الحين
ندى بخوف : يمه .. لا لا اجل بسكر يالله بااااااي ياحبببي
نوف : مع السلامة ..
سكرت .. لما سمعت صوت ندى نست زعلها عليها لأن وقتها كانت محتاجة تكلم احد وتنسى اللي صار لها قبل شوي .. رمت بنفسها عالسرير وغرقت بتفكيرها .. بدر هالحمار اكيد ما جا لبيتنا الا عشان يشمت فيني خصوصا بعد ما اكتشف اني كنت محبوسة بغرفته .. آآآآخ .. عندي احساس انه كان له يد بالموضوع وانه كان يدري اني بغرفته عشان كذا قفل علي ..
تذكرت عبارته لما كانت بالمطبخ مع خواته " but you must be careful ".. معقولة له علاقة بالموضوع .. بدر طول عمره داهية وما استبعد هالشي ..



بعد ما سكرت ندى من نوف حست براحة غريبة .. كانت شايلة هالهم بس بعد مارضت عليها نوف انزاح .. التفتت لشوق اللي كانت ماسكة ضحكتها وبعيونها نظرة سخرية .. طنشت هالنظرة وقامت فتحت النت .. ومن عطتها ظهرها سمعتها تضحك .. لفت لها بالكرسي ..
ندى : وش تضحكين عليه يادووببا ..
شوق : ههههههههه .. عليك .. بالله وش هالمذلة اللي ذليتي نفسك فيها ..
ندى : وش اسوي .. انتي ماتعرفين نوف اذا زعلت .. ماترضى ولا بعد طلوع الروح ..
شوق : هههههههههههههههههههه ..
ندى مدت يدها لكرتون الكلينكس ورفعتها على انها بترجمها : انا عارفة ان شكلي كان مضحكة بس لازم .. وبعدين وقفي ضحك لا يجي هالكرتون بوجهك ..
شوق : هههههههههههههههه .. طيب ..
مسكت نفسها عن الضحك .. وراحت لها تشوف وش تسوي بالضبط
شوق : وش بتسوين ..؟!
ندى : ولا شي .. بلف بالنت ادور شي يسليني ..
تمت شوق واقفة تراقب ندى
ندى : ليش واقفة .. جيبي كرسي واجلسي .. بوريك صور تحححححفة ..
سحبت شوق لها كرسي وجلست جنبها .. اول شي فتحت ندى ملف الصور عندها وبعدها فتحت ملف باسم " أزياء " .. وبدت تفرجها على صور فساتين سهرات روعة .. فساتين اشكال والوان وموديلات مختلفة ولمصممين عدة ..
ندى : ها شرايك ؟!!
شوق : واو .. حلوة مرة .. بس بعضها موديلاتها ماتناسبنا ..
ندى : ادري .. انا بس حفظتها عندي لأنهم عجبوني .. ومو شرط اذا بغيت اسوي لي فستان اخذ فكرة الفستان كامل .. يعني ممكن آخذ فكرة الكم بس .. او فكرة الذيل .. يعني مثل كذا ..
شوق : بس بصراحة حلوة مرة .. كل واحد احلى من الثاني ..
بدت تفرجها على مجموعة ثانية كانت احلى من المجموعة الاولى .. وبعد ماخلصت سكرت الملف وانتبهت شوق لوجود ملف باسم " حبيب الروح " .. أشرت عليه وهي تسأل
شوق : وش هالملف ؟!
ندى : وشو ؟!
شوق : هذا .. حبيب الروح ..
ابتسمت ندى : يعني ماعرفتيه ؟!..
شوق : الا عرفته .. هو فيه غيره يعني .. افتحيه خلينا نشوف وش حاطة فيه ..
احمر وجه ندى لدرجة انتبهت له شوق ..
شوق ونظرة محرجة : ساكتة ومنحرجة .. افتحيه خل نشوف وش البلاوي اللي حاطة فيه ..
ضربتها ندى بكوعها : وجع مافي بلاوي ولا شي .. بس صور ..
شوق بحزم مصطنع : ادري انها صور .. يالله يالله افتحيه ..
ندى وجهها شبيه بالطماطم : لازم يعني ؟!!
شوق تهز راسها بتأكيد : لازمين .. يالله ورينا ..
سكتت ندى وحطت الماوس عالملف وضغطت .. انعرض لهم مجموعة كبيرة من الصور .. بالواقع ماكانت صور عادية .. كانت تصاميم من تصميمها هي ..
شوق : الله الله .. وش هالابداع كله ..
سكتت ندى بترقب ..
شوق لمحت شي غريب وقربت وجهها من الشاشة .. لفت لندى بتساؤل ..
شوق : هذي مب صور احمد لحاله .. وصورك بعد ..
ندى بارتباك : طيب وعادي .. مجرد صور ..
شوق بنظرة خبيثة مدت يدها للماوس وكبرت وحدة من الصور لأنها مو واضحة وهي صغيرة .. لما كبرت الصورة ابتسمت والتفتت لندى ..
شوق : ..........
ندى : لا تناظريني كذا .. اهم شي قولي رايك بالصورة ..
رجعت شوق عيونها للصورة مبتسمة .. كانت تصميم رومنسي حييييييل .. دامجة فيه ندى بين صورتها وصورة احمد بطريقة رومانسية ورايقة ..
الخلفية كانت تموج ألوان مابين الاسود والعنابي والموف الغامق ودرجاتهم .. دخلت فيها ندى وحدة من احدث صورها وأروعها .. كانت ندى قد صورت هالصورة مع مجموعة صور لها في أرقى استديوهات التصوير بالرياض ..
ركزت بالتصميم على وجهها ونظرتها أكثر شي .. ودمجت معها بعد وحدة من أروع صور احمد .. سرقتها من عند نوف بدون ماتدري ولما دخلتها الكمبيوتر رجعتها لها .. صورة احمد كان فيها ستايله روعة ومصور بطريقة جذابة .. واهم شي نظرته اللي كانت اجمل شي بالصورة .. دخلت فيها كلمات اغنية لعبدالكريم ..

أحبك .. عدد ماقالوا العشاق ..
أحبك .. عدد ما سطرت الاوراق .. كلمة أحبك
احب شمسك واحب ظلك .. واحبك بغربة ايامي ..
واحب همسك واحب صمتك .. وفرحي فيك وآلامي ..
واحب الليل
لأنك قمرته وضيه ..
واحب النور
لأنك نور هالدنيا ..
حبيبي .. اذا مر يوم وماشفتك
حبيبي .. اناظر فالخيال رسمك
كأنك جيت وناظرتك ..
" حبيب الروح " لو تدري .. حياتي بيدك وأمري
بردد لك واغنيلك .. لآخر لحظة في عمري ..

سكتت شوق وضربتها ندى بانحراج : لا تقعدين ساكتة ..
شوق بنظرة : وش تبيني اقول ؟!!
ندى : أي شي .. قولي رايك طيب ..
شوق : حلو ..
ندى : مالت عليك هذا اللي قدرتي عليه ..
فتحت ندى ملف نفس الاغنية وانطلق صوت عبدالكريم الرائع .. طنشت ندى نظرات شوق عشان ما تنحرج اكثر وبدت تغني معه وهي تهز رجلها ..
ندى : احب شمسك واحب ظلك .. واحبك فغربة ايامي
واحب همسك واحب صمتك .. وفرحي فيك والامي
واحب الليل .. لأنك قمرته وضيه
واحب النور .. لأنك نور هالدنيا
شوق خشت معها : حبيبي .. اذا مر يوم وماشفتك ... حبيبي .. اناظر في الخيال رسمك .. كأنك جيت وناظرتك ..
ندى : حبيب الروح لو تدري .. حياتي بيدك وأمري .. بردد لك واغنيلك .. لآخر لحظة في عمري ..
سكرت فايل الاغنية وفتحت وحدة من غرف الدردشة ..
شوق : وش عندك هنا ؟!
ندى : ولا شي .. أضيع وقتي ..
انتبهت شوق ان النك نيم حقها كان " حكاية احساس " .. وانتبهت لواحد بنك نيم " المجروح " يكلمها ..
المجروح : سلااااام حكاية ..
حكاية احساس : هلا المجروح
المجروح : شلونك غناتي ؟!
فتحت شوق عيونها .. غناتي ؟!.. خير شفيه هذا ؟!!.. يموووون ..
حكاية : تمام .. كيفك انت ؟
المجروح : انا بخير .. بشوفتك ..
شوق ظلت ساكتة .. وكأنه يعرفها من قبل .. التفتت لندى : ندى ..
شافت ندى مبتسمة وعيونها عالكلام المكتوب وماردت عليها .. هزتها : ندددى ..
ندى بدون ماتلتفت : همممم ..
شوق : وش سالفته هذا ؟!
ندى : ولا شي ..
سكتت شوق مستغربة وقعدت تقرا السوالف اللي بينهم ..
المجروح : وينك غناتي .. ماشفتك امس ؟!!
حكاية احساس : امس مادخلت النت .. ماكان لي خلق ..
المجروح : تصدقين عاد .. الشات ماله طعم بدونك .. المهم كيفك ؟!
حكاية احساس : ماشي الحال ..
المجروح : توني بطلع .. بس ماصدقت شفت اسمك .. قلت مالي طلعة الا لما اكلمك ..
حكاية احساس : ماله داعي .. اذا كنت مشغول اطلع ..
المجروح : لا لا مشغول ولا شي .. عشانك اترك اشغال الدنيا كلها ..
ضحكت ندى بوناسة والتفتت لها شوق باستغراب
شوق : ندى .. تعرفين هذا انتي ..
ندى بدون ماتلتفت لها : يعني .. مو مرة .. توني متعرفة عليه من فترة ..
شوق : يعني من متى ؟!!
ماردت ندى وباين انها اندمجت بالسوالف مع المجروح .. عرفت شوق انها ان تمت معها بتضيع وقتها فقامت ..
شوق : ندى انا بروح ..
ندى : براحتك ..
طلعت شوق وسكرت الباب وهي مستغربة .. بعد فترة تفكير اعتبرته شي عادي ومو ممكن يأثر على ندى .. اليوم بتسولف معه وبكرة بتنساه ..
نست هالموضع بسرعة ونزلت تحت ..

** **

في جدة .. الحال مثل ماهو بين نجلاء وسعود .. الحب كان اساس علاقتهم وقاعدتها .. الحب هو اللي ملك قلب كل واحد فيهم ..
طلعت نجلاء من الحمام بعد ماخذت دوش سريع .. لبست ملابسها وراحت للمطبخ وصلحت لها كوب نسكافيه .. جلست تقلب بقنوات التلفزيون وهي ترتشف قهوتها المفضلة كالعادة بهالوقت .. مرت ساعتين وهي تتفرج عالتلفزيون وبعدها قامت تكمل شغل بالمطبخ من جلي وغسل للصحون وهي تفكر بسعود وحاسة انها ولهانة عليه ... اليوم الصبح طلع من بدري قبل لاتقوم وللحين مارجع حتى للغدا ..لما قربت انها تنتهي دق التلفون اللي بالصالة ..
راحت بسرعة ترد واللهفة تطل من عيونها وفي بالها انه سعود : الوووووه .. ( قالتها بلهفة كبيرة )
- السلام عليكم ..
قطبت نجلاء وحست بشوية احباط : وعليكم السلام ..
بالبداية ماعرفت صاحبة الصوت الا لما تكلمت مرة ثانية ..
- شلونك نجلاء ان شالله بخير ؟!!
ابتسمت نجلاء : هلا خالتي ام عبدالملك .. انا بخير شلونك انتي ؟!
ام عبدالملك : بخيرن جعلك بخير .. شخبار ولدي سعود ان شالله مرتاح ؟!
ضحكت نجلاء بنعومة : والله يا خالتي سعود بعيوني وان شالله انه مرتاح ..
ام عبدالملك : ايه الحمد لله .. ما اوصيك ترا كل شي ولا زعل سعود مايهون علي زعله ها انتبهي ..
كانت نبرتها لما قالت هالكلام فيها شوي من الجفاف مما اثار استغراب نجلاء لكنها بسرعة طنشت ونست واعتبرته شي عادي وغير مقصود ..
نجلاء مبتسمة : لا تخافين خالتي .. هذا سعود الغالي اشيله بوسط عيوني ..
ام عبدالملك : ايه ما اوصيك .. بس وينه هو الحين ولهت عليه .. من زمان مادق علي ولا سمعت صوته .. آخر مرة سمعت صوته فيها لما تركتوا الرياض ورجعتوا لجدة ..
نجلاء بلطف ولين : معليه يا خالتي .. اعذريه .. تعرفين شغله انتي .. شغله مشغله عن الناس كلهم ..
ام عبدالملك بنبرة باردة : اتمنى ما يكون شاغله عني شي ثاني يا بنتي ..
حست نجلاء بنغزات من هالكلام لكنها ايضا ما اهتمت واعتبرته مجرد كلام يروح ويجي وسوت نفسها ماسمعته ..
نجلاء : معليه خالتي .. اعذريه شغله ماخذ وقته كله ..
ام عبدالملك : بس انا ابي اسمع صوته ولهانة على حبيبي سعود ..
نجلاء برقة : ان شااااااااااااالله يا خالتي .. انتي تامرين .. اول ما يوصل اقوله يدق عليك .. ها آمري بعد ..
ام عبدالملك : متأكدة يا نجلاء انه مو بعندك الحين ؟!!
قطبت نجلاء .. شلون يعني انا اكذب : لا خالتي .. سعود طالع لشغله من الصبح وللحين مارجع ..
ام عبدالملك وبنبرتها شي من القلق : بس الحين الساعة 11 الا ربع .. والدنيا ليل الحين .. ماخلص شغله للحين ..
نجلاء : لا خالتي للحين مارجع .. هو بعض الاحيان يتأخر ..
ام عبدالملك : خلاص اجل .. لما يوصل خبريه يدق علي ويسمعني صوته .. ابي اتطمن عليه ..
نجلاء : من عيوني بس انتي لا تشيلين هم ..
ام عبدالملك : اجل فمان الله ولا تنسين ..
نجلاء بطولة بال : ماني ناسية ان شالله .. اول ما يوصل اقوله .. فمان الكريم ..
سكرت عنها وهي تذكر الله .. خالتها مو طبيعية مبين ان فيه شي مضايقها .. آخر مرة شافتها بالرياض كانت خالتها منشرحة معها .. يمكن مشاكل عندها بالبيت .. او يمكن بُعد سعود عنها فترات طويلة ..
دعت الله بقلبها انه يصبر خالتها على بعد سعود عنها لفترات طويلة .. قامت راجعة للمطبخ تكمل شغلها اللي بدت فيه .. بعد خمس دقايق سمعت صوت حركة عند الباب .. بسرعة طلعت ووقفت عند باب المطبخ وعيونها على باب الشقة ..
دخل سعود وسكر الباب وراه .. التفت شاف نجلاء واقفة عند المطبخ ومبتسمة بعذوبة وهو بدوره بادلها الابتسامة.. لكنها كانت ابتسامة باهتة استشفت منها نجلاء ارهاقه الواضح .. شي طبيعي فهو طالع من الصبح يعني اكثر من 12 ساعة متواصلة كلها شغل ..
كانت تنتظره يتقدم لها ويسلم عليها سلامه المعتاد لكنه لف عنها وجهه ومشى ناحية الغرفة .. اختفت ابتسامتها لخيبة الامل اللي حست فيها لكنها سرعان ماعذرته .. مبين ان التعب هد حيله ..
وقبل مايوصل للغرفة نادته : سعووود ..
التفت لها ورد عليها بصوت اعلى من الهمس شوية : لبيه حياتي ..
فرحت بقلبها .. صح التعب نساه يسلم عليها لكنه ما نساه كلماته الحلوة اللي يخلي قلبها يرقص من البهجة .. " حياتي " .. وش كثر احب هالكلمة منك يا سعود ..
نجلاء بابتسامة عذبة تنسي الواحد نفسه : تبي عشا ؟!
هز راسه نفي : لا حبيبتي .. متعشي ..
نجلاء : بس اكيد اكلت شي خفيف .. خلني اصلح لك شي دسم يقويك .. مبين انك تعبان ..
سعود : لا حياتي .. محتاج انوم بس ..
نجلاء : على راحتك اجل ..
وقبل مايدخل الغرفة نادته مرة ثانية لما تذكرت شي : حبيبي ..
التفت لها بدون مايرد : ......
نجلاء وهي حاسة انه مو الوقت المناسب اللي تخبره فيها وخاصة وهو على هالحالة : أأ .. ترا خالتي دقت .. وتسأل عنك وتبيك تكلمها ..
سعود : أمي ؟!
هزت راسها بالايجاب .. سكت سعود وهو يفرك عيونه وحالته تقول انه مو مستعد يكلمها الحين .. هز يده بعدم اهتمام جراء الانهاك : بكرة اكلمها ...
نجلاء : على راحتك حبيبي ..
دخل الغرفة وسكر الباب ونجلاء تراقبه بعيون كلها عطف ..هذا ثاني يوم يرجع من الشغل وعلى طول يروح للنوم وبدون عشى حتى .. اتمنى ما يطول وهو على هالحال .. بيأذي نفسه ..
رجعت للمطبخ تكمل اللي بدت فيه وتفكيرها كله عند زوجها حبيب قلبها .. ياربي مقدر اتحمل اشوفه تعبان .. تذكرت المكالمة اللي صارت مع خالتها .. انتابها قلق فجأة انها ممكن تتصل بأي لحظة تسأل واذا سألت وش بتقول لها .. هي تعرف خالتها من النوع الطيب .. لكنها بسرعة تزعل وتشيل بخاطرها وهي ابدا مو مستعدة تدخل بهالنوع من المشاكل وخاصة مع ام زوجها .. كل اللي تتمناه انها تحصل على رضاها دايما .. بس اذا دقت الحين وعرفت ان سعود وصل وما دق عليها بتشيل بخاطرها ..
مرت نص ساعة ماسمعت فيه لجرس التلفون أي صوت .. فاطمأنت .. اكيد خالتها نامت الحين .. طلعت للصالة وطفت التلفزيون وفجأة مر في بالها صورة ندى .. بدون سابق انذار تذكرت المشكلة اللي طايحة فيها .. فكرت تدق .. بس رجعت تتردد .. شافت الساعة لقتها 12 الا ربع .. يعني لسا على نومهم .. انا اصلا بنتهم اتصل بأي وقت ..
رفعت السماعة ودقت .. لحظات ووصلها صوت كله براءة : الووو ..
ابتسمت : الووو .. السلام عليكم عمر ..
عمر : وعليكم الثلام ..
نجلاء : شخبار عمر حبيبي ..؟!
ضحك لما ميز صوت اخته : طيب وذين وكل ثي .. انتي في ددة ؟!.. ( ذين = زين ) ( ددة = جدة )
ضحكت نجلاء : ايه انا في جدة ..
عمر : ومتى بتلدعين .. ( بتلدعين = بترجعين )
نجلاء : ههههههههه .. برجع قريب ان شالله .. الا اقول حبيبي عمر .. وين ندى ؟!
عمر : ندى ؟
نجلاء :ايه ..
عمر : اممممم ... مدلي .. آآ.. يمكن فوق ..
نجلاء : وين ؟
عمر : مدلي ... سوووووق ..
نجلاء : شوق عندك ؟
عمر : ايه .. سوووووووق .. تعالي كلمي ..
لحظة وصوت شوق يوصلها : الووو ..
نجلاء : هلا شوق كيفك ؟
شوق : نجلاء ؟!.. هلا والله بخير كيفك انتي ؟
نجلاء : تمام .. وين ندى اسال عمر عنها وماعرفت اخذ منه حق ..
شوق : ههههههههه .. اظنها بغرفتها .. واتوقع انها نايمة .. لانها رقت لغرفتها من وقت ..
نجلاء :اهااااا .. ( وبعد فترة صمت ) .. الا اقول شخبارها ؟
شوق بعفوية : بخير .. ( وسكتت ) .. آآ .. قصدك احمد ؟!.. ( بهمس قالتها )
نجلاء : ايه .. شخبارها ؟!... للحين على حالها الاولي ؟
شوق : اممم .. بصراحة انا ملاحظة انها متغيرة .. يعني صارت تضحك وتسولف غير عن قبل .. تغيرت مرة ..
نجلاء : حلووو .. الله يبشرك بالخير .. نست مرة مرة ؟
شوق : ما اقدر اقولك انها نست مرة .. بس اللي اشوفه انها بدت تنسى .. يعني معد صرت اشوفها حزينة كثير .. حالها تغير للأحسن الحمدلله ..
نجلاء : الحمدلله .. شووق .
شوق : لبيه ..
نجلاء بنبرة جاادة : أبيك تنتبهين لها .. اوكي ؟!
شوق : انتبه لها ؟!.. اصلا انها معها اغلب الوقت .. لا تخافين ..
نجلاء : ادري .. بس انتبهي لها .. اخاف اللي صار لها يرجع ينعكس عليها بشكل سلبي .. ابيك تفتحين عيونك ..
سكتت شوق لانها مافهمت وش نجلاء تقصد بالضبط .. شلون يعني ينعكس عليها سلبي ..
شوق رغم انها مافهمت : لا تخافين .. انا معها لا تشيلين هم ..
نجلاء : زين .. وياليت تساعدينها كثير على النسيان .. يعني اذا بدت تتكلم بالموضوع نسيها لا تخلينها تتكلم فيه .. واذا شفتيها بدت تتذكر ضيعي الموضوع كله وخليها تلهى .. يعني زي كذا .. أوكي ؟
شوق : اوكي .. لا تخافين دامني معها ..
نجلاء : اكيد مارح اخاف .. سلميني على امي وابوي وافهد وكلهم ..
شوق : ان شالله ..
نجلاء : اوكي قلبي .. تصبحين على خير ..
سكرت عنها وهي حاسة براحة في قلبها .. كلام شوق يطمن الحمدلله .. بما انها صارت تضحك وتسولف هذا يعني انها بدت تنسى .. وهذي اول خطوة واهم خطوة .. الله يعينك ياندى وتتخلصين من اللي انتي فيه تماما ..
قامت وسكرت الابجورة المفتوحة جنبها وسكرت باقي الانوار المتفرقة بالشقة واتجهت لغرفة النوم .. دخلت لقت الظلام دااامس الا من نور بسيط متسلل بخفة من بين الستارتين المسدولة على باب البلكون ومسلط على جزء من الغرفة .. راحت للسرير بهدوء وبحذر تحاول انها ما تصدر أي صوت ممكن يزعج سعود من نومه .. وقبل ما تستلقي وقفت تتأمل وجهه من خلال هالخيط البسيط من النور المسلط عليه .. ابتسمت وانسدحت .. وطول الوقت كانت تتأمله وهو غارقاااان بالنوم والابتسامة ما فارقتها .. لما غلبها النوم ونامت وصورته مطبوعة في خيالها ..


*** ***
جالسة .. مثل الايام الاخيرة .. والاحزان والذكريات تطوف بكل زاوية من بالها وقلبها .. جميع انواع الذكريات .. حلوها او مرها .. تتمنى تعيشها مرة ثانية بس عشان ترجع لحياتها السابقة مع ابوها خصوصا اللي عرفت طعم الحياة معه .. لكن الدنيا تاخذ منك كل شي غالي وماتعطيك الا القليل !!..
فمن اللي يقدر يقدم لك السعادة السابقة اللي انفقدت ومالها رجعة بعد رحيل الاحباب ..
طول جلوسها على سريرها بسكون .. لكن هالة الحزن محيطه بها من كل اتجاه.. تقلب في صور امها وابوها مثل عادتها كل يوم في الفترة الاخيرة .. الشوق والحنين زادوا هالأيام وقلبها ما عاد يتحمل اكثر الفراق .. بالبداية امي اللي ماعرفتها الا خلال الثلاث السنين الاولى من عمري .. وبعدها ابوي اللي كان كل شي بحياتي ولولاه ماقدرت اكمل حياتي طبيعية مثل باقي البنات .. مشتاااااقة لكم .. كلللكم ..
حست من وراها الغرفة تقتحم بقوة وتدخل ندى وهي تنادي بلهفة : شووووووووق ..
وقبل لا تسيل الدمعة المعلقة بعيونها مسحتها بشكل خاطف والتفتت وهي تحاول تتصنع الابتسام : هلا ندى .. شفيك ..
ندى بلهفة ومو قادرة تسيطر على نفسها : في وحدة بالتلفون تبيك ..
قطبت شوق مستغربة وعيونها على ندى بصمت : وحدة ؟!!.. تبيني انا ؟!
ندى راحت لها تسحبها عشان تستعجلها عالمشي معها : ايه ايه تبيك .. تنتظرك عالتلفون .. يالله روحي كلميها .. بتستانسين اذا عرفتي منهي ..
وقفت شوق بدون حراك ورافضة انها تمشي معها من الحيرة : منهي هذي اللي تبيني ..؟!
ندى : تعالي كلميها وبتعرفين ..
شوق : منهي هذي قولي لي ..
ندى : هي قالت لا تعلمونها من انا .. قالت خلوها تجي تكلمني ..
صار وجه شوق كله علامات استفهام وجرتها ندى معها لما وصولوا تحت للصالة .. كانت ام فهد جالسة وسماعة التلفون بيدها ومبين انها كانت تكلم هالحرمة.. ومنى ونايف معها ..
وصلت شوق عندها وخذت السماعة بنظرة متسائلة وردت بارتباك : أ .. الووو ..
- الوو هلا شوق .. هلا بنظر عيني ..
من ربكتها ماعرفت الصوت على طول : ه هلا ..
بعد صمت تكلمت الحرمة : شفيك شوق .. لايكون ماعرفتيني ..
بدا عقلها يحلل الصوت .. ولما لقت الجواب ماصدقت تفجرت دموعها بصمت وعطت ظهرها للجالسين ..
شوق : خالتي إيمان ؟؟!!!
ايمان : هههههههههه .. ايه خالتك .. لا يكون نسيتيني ..
ضحكت شوق برغم دموعها : هلا فيك خالتي .. مشتاقة لك موووت موووووت ..
ضحكت صاحبة الصوت بحنية : ههههههههههه .. يابعد قلبي والله .. والله احنا اللي مشتاقين لك .. وينك كذا تنسينا ماتقولين عندي اهل بالشرقية اسلم عليهم .. عندي خالة هناك وحشتها ..
صارت دموع شوق مثل الانهار الجارية .. سماعها لصوت خالتها ذكرها بحياتها السابقة والسعادة المنسية : انتوا وحشتوني اكثر يا خالتي .. مرة مرة ..
لأن ايمان كانت عارفة طبايع شوق وحساسيتها اللي تظهر في بعض الاحيان .. لمست بصوتها المخنوق الدموع : حبيبتي عاد لا تبكين .. انا داقة اتطمن عليك وأسأل عن احوالك .. مادقيت عشان اضيق صدرك ..
زادت دموع شوق وصارت تبكي بشدة اكبر بس تحاول تكتم صوتها : غصب عني يا خالتي .. مشتاقة لكم .. ماصدقت اسمع صوتك .. تذكرت الشرقية .. وابوي .. وام .. ي
كان صوتها متقطع نتيجة الذكريات الكثيرة اللي هلت عليها مرة وحدة .. ضحكت ايمان تحاول تلطف الجو عندها برغم انها حاسة فيها .. ايمان عاشت مع شوق معاناتها .. فقد امها اللي تصير بنت اختها واللي كانت صديقة لها قبل ماتكون بنت اخت .. وبعدها فقدان الاب بسن هي محتاجته فيه اكثر من أي وقت ..
ايمان تحوال تلطف : طيب يا حبيبتي اذا تبين تسمعين صوتي عندك التلفون .. دقي بأي وقت تبين .. تعرفيني ودي اسمع صوتك دايما .. بس انتي دقي كل مابغيتي .. مافي شي يمنعك ..
شوق وهي تشهق : انا آآسفة خالتي .. عارفة اني مقصرة معك .. سامحيني .. سامحيني يا خالتي .. مشتاقة لكم ومشتاقة للشرقية بعد ..
غاب صوتها وزادت في نوية بكيها .. استغربت ندى منها لهالدرجة صوت خالتها مأثر عليها .. راحت جنبها وربتت على كتفها بحنية تبي تهديها .. لكن شوق كانت ردة فعلها انها ابتعدت عنها ..
شوق : معليش ندى .. ابي اكلم خالتي لا تخافين ..
ندى : بس ماله داعي تبكين .. المفروض تفرحين ..
ابتعدت شوق عنها تكمل مكالمتها وندى رجع لمكانها وعيونها تراقب بنت عمها ..
ايمان : المهم شخبارك .. ان شالله مرتاحة ببيت عمك ؟!
شوق بابتسامة حزينة : الحمدلله خالتي .. مانشكي باس ..
ايمان : محتاجة شي حبيبتي .. قولي ترا انا امك الحين ..
شوق : لا خالتي مو محتاجة شي .. عمي مو مقصر .. محتاجة اشوفكم بس ..
ورجعت لدموعها .. وكل ماحاولت تمسحها ترجع الدمعة تطل من جديد ..
ايمان : ان شالله قريب بنشوفك .. المهم ترا هديل جنبي ترن فوق راسي تقول عطيني ابي اكلمها ..
ضحكت شوق بوسط دموعها : ههههه .. عطيني اياها .. وحشتني هي بعد ..
لحظات قصيرة ويوصلها صوت انثوي كله لهفة وحماااااس : هلا بالغلا .. هلا بالقاطعة اللي نستني مرة وحدة .. ماتقول عندها بنت خالة تسأل عنها ..
ضحكت شوق على طريقتها وعفويتها اللي ماتغيرت .. وتذكرت ايامها معها من قبل ..
شوق : ههههههههه .. هلا هديل .. وحشتيني شخبارك ..
هديل : تمام تمام تمااااااام .. الا قولي انتي شخبارك .. شخبار الرياض .. انا زعلانة منك .. يعني بهالسرعة نسيتي ان عندك وحدة عزيزة عليك اسمها هديل ..
وصل لشوق صوت خالتها المستنكر يكلم بنتها : هوو .. هديل شوي شوي .. بلا طفاقة ها سلمي شوي شوي .. خليني مرة اشوفك راكدة وثقيلة ..
ردت هديل " وش اسوي يمه .. ولهااااااااانة عليه ماتعرفين قد ايييش "
مسكت شوق ضحكتها .. حتى اسلوبها مع امها ونقاشهم مع بعض ماتغير .. ياربي والله اشتقت لكم ..
هديل : هههههههه .. سوري شوق ادري اني ثقلت عليك بالاسئلة بس وش اسوي .. اشتقققققققققققققققققققققققققت لس ...
ضحكت شوق على خبالها : لس ؟!!... قولي " لك " .. مو لس ..
هديل باستهبال : وش اسوي تعودت .. المهم شخبارس شعلومس .. بشريني عنس يا قلب هديل انتي ..
شوق : ههههههههههه .. بخير يا قلب شوق انتي .. وانا بعد اشتققققققققت لك فوووووق ما تتصورين ..
هديل : شخبار الرياض ؟!.. والله ولهت علييييها ..
شوق بدت دموعها تجف تدريجيا لما خذها الضحك مع هديل : هههههههههه الرياض تسلم عليك وظلمى بلياك .. انتي نورها يا نور الرياض انتي ..
هديل : ياااااااي .. تصدقين .. من رحتي عنا وانا هالكلام الحلو معد سمعته .. انتي الوحيدة اللي كانت ترفع من معنوياتي ..
شوق : هههههههههههههههه ..
هديل : من جد .. حتى مشعل هالزفت .. صار يسمعني كلام سممممممم .. ( وشدت على كلمة " سم " لدرجة ضحكت شوق )
من نطقت هديل باسم اخوها تذكرت : ايه صح .. شخبار مشعل اخوك ؟!!
هديل بنبرة باردة فيها خبث : ايه نسيت .. تراه يسللللم عليك .. ويقول انه مشتااااااق لك وولهااااااااان علييك .. تصدقين ..
توردت خدود شوق : هديلوو للحين انتي على حركاتك ..
هديل باستعباط : أي حركات ..؟!!
شوق : لا تستعبطين ها تراني فاهمتك ..
هديل بنبرة جد : ما استعبطش .. بس تبين الجد .. تراه دايم يسأل عنك .. ومن جد فاقدك ..
شوق وصوتها فيه الضحكة : هديلووووووه ..
هديل : والله والله العزيييييييييم ما اكزبش .. ايوه .. دا هوا دخل عليا .. ( وتنادي مشعل اللي توه داخل ) .. مشعععععععععععل .. يا مشعل تعالا بأى .. وحدة عايزاك بالتلفون ..
سمعت شوق صوته يرد " وحدة ؟!!.. اقول تكفين هديل ترا ماني رايق لك الحين "
هديل : لأأأأأ .. دي وحدة مهمة بالنسبا لك .. تعالا كلمها بأى .. دي شفآنه عايزة تسمع صوتك ..
انحرجت شوق من كلامها : شفقانة في عينك يا حمااااارة .. انتي ما تجوزين عن حركاتك ..
انطلقت ضحكة هديل : هههههههههههههههه ..
وصلها مشعل وهو للحين مستغرب : هديل انا اشك انه مقلب ..
هديل : لاأ لاأ .. مش مألب .. والله العزيم مش مألب .. دي بنت عايزاك ..
شوق : يا حمارة استحي شوي .. يالله يالله باي لا تورطيني ..
هديل : لللللللللللللللأأأأأأأأ... استني شويا .. مشعل خود كلم شوق ..
مشعل : شوق ؟؟؟!!!!
هديل : ايوا دي شوق بنت خالتي فاتن .. نسيتها ؟!!
رفع مشعل حواجبه واخذ السماعة وهو يجلس : هلا بالقاطعين ...
عضت شوق على شفايفها بانحراج : هلا مشعل .. شلونك ؟!
مشعل : ماشي الحال .. شخبارك انتي ؟!
شوق : الحمدلله ..
سمعت شوق هديل مرة ثانية تكلم اخوها وتحاول تاخذ السماعة منه ..
مشعل : صبر شوي انتي بعد .. البنت مو بطايرة .. ( وصرخ لما نفذ صبره ) اقولك لحظة لأطيرك عالجدار الحين ..
شوق ماقدرت تمسك نفسها لما سمعتهم يتناقرون .. وذكرها هذا بعيشتها معهم من قبل لا يتوفى ابوها وبعد ماتوفى : ههههههههههههههههههههههه ...
مشعل سمع ضحكتها وضحك معها : هههههههههههه .. خبرك .. هديل للحين على خبالها .. المهم شلون العيشة بالرياض .. لا تقولين انه احلى من عندنا ..
شوق : والله تبي الجد .. الشرقية لها طعم .. والرياض لها طعم ثاني .. الشرقية كانوا فيها الاحباب .. ( الجملة الاخيرة قالتها بكثيييير من الحزن )
مشعل حس فيها : ادري .. بس الحياة كذا .. انتي اهم شي عيشي حياتك الحين ..
شوق بابتسامة : ان شالله ..
رجع مشعل يصرخ : اوهووووه .. هديلو بس خلاص خليني اعرف اكلم ..
هديل مثل الاطفال : مابي مابي .. ابي اكلمها لسا ما شبعت منها ..
مشعل : هديل صبر شوي .. خليني اكلمها بعدين كلميها على راحتك .. يووه !!!!
شوق : هههههههههههههه .. خلك منها هذي عومة ..
مشعل : ايه والله صدقتي .. هي عومة عووومة ..
سمعت شهقة هديل : منهي العومة ؟!
مشعل : انتي ..
هديل : عومة بعينك يالنعام ..
مشعل : مو انا اللي اقول .. هذي ..
قاطعته شوق : لا لا لاتقووول .. تورطني معها ..
مشعل : اقصد ... انا اللي اقوول ..
هديل : مشكلتي اني اعطيك وجه داااايما .. عطني عطني ..
مشعل : مع السلامة شوق ..
شوق : مع السلامة ..
سحبت هديل السماعة بعنف وخزته بنظرة قبل مايروح : اوووفف.. مابغى .. المهم يالغلا .. بشريني عنك .. وسولفي وقولي لي كلللل شي ..
تموا يمكن ربع ساعة يسولفون لما رجعت ايمان وخذت السماعة من بنتها بعد حرب وطحن وجدال ..
ايمان : صبر شوي يالمطفووقة .. الوو هلا شوق .. أدري هالبنية اللي عندي ازعجتك ..
شوق : ههههههههههه .. لا عادي خالتي وش دعوة ..
ايمان : خلاص حبيبتي اجل .. لا تقطعينا دقي دايم طمنينا عليك .. وانا بعد بتصل فييك من فترة لفترة ..
شوق : ان شالله .. بس خالتي .. مارح نشوفكم قريب ؟!؟!
ايمان : قريب ان شالله بتشوفينا ..
شوق : اوكي انتظركم ..
ايمان : فمان الله
شوق : مع السلامة ..
رجعت السماعة مكانها وطلعت على طول لغرفتها بصمت .. وندى بمكانها كانت تنتظرها تتكلم وتقول أي شي .. عالأقل عن فرحتها بهالمكالمة اللي محد توقعها ..

ندى : يمه ..
ام فهد : هلا
ندى : شفيها شوق ؟!!
ام فهد : وش فيها بعد .. فرحانة بخالتها اكيد ..
ندى بعد صمت لفترة : بروح اشوفها ..
طلعت فوق ودقت الباب قبل ماتدخل .. ماوصلها صوت فدخلت وسكرت الباب .. شافت شوق منسدحة عالسرير ومخبية وجهها بالمخدة واصوات مكتومة تصدر منها .. قبضها قلبها وقعدت جنبها ومسكت كتفها برفق : شوق ..
كان ردها الجمود حتى انها وقفت عن البكي ..
ندى : حبيبتي شفيك ؟؟..
شوق ووجهها مدفون بالوسادة : مافيني شي ..
ندى : طيب ليش تبكين ؟؟
شوق لفت وجهها عن الوسادة لها بس لازالت منسدحة : ولا شي .. بس متضايقة شوي ..
ندى : المفروض تفرحين .. مو تزعلين ..
شوق : لا بس اشتقت لخالتي .. وهديل و .... ابي اشوفهم .. وابي اشوف ابوي ..
ورجعت خبت وجهها بالوسادة وكملت بكيها .. احتارت ندى .. سمعت صوت خالتها ايه لكنه مو سبب كافي انها تبكي ..
تنهدت وشافت ساعتها وتذكرت انها وعدت نوف تزورها : شوق
شوق : ........
ندى : اقول انا بروح لنوف الحين .. تجين معي ؟!
شوق : لا ..
ندى : قومي عالاقل توسعين صدرك ..
شوق : مابي ..
رفضها كان قاطع من نبرتها .. لا مجال للنقاش .. مابي يعني مابي .. تنهدت طلعت وتركتها وهي محتارة عن سبب حالها اللي انقلب فجأة .. كل هذا عشانها سمعت صوت خالتها ..
دخلت غرفتها ولبست ملابسها وراحت لبيت خالتها بعد ماخذت الاذن من امها ..

=============


شراح يصير في بيت ابو احمد ؟!..

وش نهاية الخوف اللي تحسه نوف ناحية بدر .. اقول لكم راح يستمر معها .. لكن الى متى ؟!!

وشوق والاحزان اللي رجعت تسكن في حياتها .. هل لها نهاية ام بتظلل على دنياها للأبد ..؟!!


كالعادة تطورات واحداث جديدة .. لكن الى اين تصل ياترا .. ولا اي نقطة سوف تتوقف ..

القلوب لازالت تخفي داخلها الكثير من المشاعر والاحاسيس .. مكنونة داخل اعماقها .. متى سوف تظهر .. وتطير في الفضاء بحرية وبدون قيود ..


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:19 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء 18




في بيت ابو احمد تعالت صيحات الطفلة ريم لما اهتزت اركانه .. ام احمد مستغربة وراحت لها تهديها ..
ام احمد : ريم حبيبتي شفيك ؟؟
ريم تصيح : ............... ....
دخل محمد وبملامحه الانزعاج : شفيها تصيح هذي بعد .. ازعجتنا !!
ام احمد : ريم يعورك شي ؟!
ريم مستمرة بالبكي والنوح : ............... نوف ... ضربتني الحمارة ..
ام احمد : وليش تضربك ؟!.. انتي مسوية شي ؟
رد محمد قبلها : اكيد ما سوت شي .. ونوف اكيد ضربتها من غير سبب ..
صدت ام احمد عن محمد ولفت لريم : وش سويتي عشان تضربك ؟!
ريم : ماسويت شي .. بس عشاني شربت البيبسي حقها اللي كان بالثلاجة .. ( ورفعت راسها لامها بخوف ودموع تسيل ) .. والله ماكنت ادري انه حقها .. لو كنت ادري كان ماخذيته ..
ام احمد : طيب وينها هي ؟!
ريم : بغرفتها .. ضربتني وقفلت الباب .. قلت لها ماكنت اعرف انه حقها بس ماصدقتني ..
هزت ام احمد راسها باسف .. حتى هي مستغربة من بنتها اللي متغيرة خلال هالايام لسبب مجهول ..!!
لفت لولدها محمد : رح نادها لي .. خلني اعرف وش نهاية هالتصرفات معها ..
محمد بتأييد : ايه يمه .. ياليت تأدبينها .. خلاص معد احد يستحملها بهالبيت .. صايرة حمارة ..
خزت ام احمد ولدها بنظرة خلته يسكت وينزل عيونه : بس عااااد خلاص .. هذي اختك اللي اكبر منك لعد اسمعك تتكلم عنها كذا .. ويالله اشوف رح نادها لي ..
راح محمد راقي الدرج : ان شالله ..
طلع فوق ودق الباب على اخته : نوووف ..
نوف : خير انت بعد .. شعندك ؟!
محمد : امي تبيك ..
نوف : وش تبي ؟!!
محمد : مدري .. روحي شوفيها وبس ..
ماسمع لها رد فرجع نازل تحت وسألته امه : وينها ؟؟
محمد : مدري عنها قلت لها وبس ..
دقيقتين وطلت نوف عليهم نازلة من فوق ووقفت بنص الدرج : ها يمه بغيتيني ؟!
لفت لها ام احمد وبعيونها الحزم : انتي وبعدين معك ؟!!
نوف تأففت بداخلها : وشو ؟!
ام احمد : انتي تعرفين وشو ..!!
نوف : لا ماعرف ..
ام احمد : ليش ضربتي اختك ؟؟
نوف : لأنها حمارة .. شي مب لها لا تاخذه .. والا اكسر يديها المرة الجاية ..
ام احمد : وهي قالت لك انها ماكانت تدري انه لك .. وبعدين البيبسي كله بريال .. مايسوى تطقين اختك عليه ..
تكتفت نوف بعصبية ووجهت نظراتها بعيد عن امها : ولو .. شي مب لها لا تجيه .. ( ولفت عيونها لريم اللي كانت جالسة جنب امها وعيونها متفخة من الدموع ) .. فاهمة يالسوسة ؟!!
ماردت ريم سوى بنظرات لوم لأختها .. مااهتمت نوف ورجعت لفت لامها : بروح لغرفتي تبين شي ثاني ؟!
ام احمد : مابي شي .. بس خلك من هالتصرفات .. تراك كبيرة وعاقل مايحتاج افهمك .. هالتصرفات مايسوونها ولا الاطفال ..
وغابت عن بنتها رايحة للمطبخ .. ضربت نوف برجلها في الارض بقهر .. ورجعت راقية فوق وهي تضرب بخطواتها بقوة وشادة على اسنانها .. اصطدمت بأخوها احمد لما وصلت فوق وصرخت بعصبية ..
نوف : وخر عن طريقي انت بعد ..
وبسرعة راحت لغرفتها وسكرت الباب .. تم احمد لحظة يشوفها مستغرب .. هز كتفه بعدم اهتمام وكمل طريقه لتحت ..

قدام باب نفس البيت وقفت سيارة ابو فهد ونزلت ندى منها بهدوء .. شالت بوكيه الورد اللي شرته قبل ماتجي لهنا .. كان بوكيه حلو وبسيط باللونين الاحمر والاصفر وبالورد الجوري .. شالته بين يديها والتفتت لقاسم السواق : قاسم روح للبيت .. بعدين انا لما اخلص ادق لك تلفون .. اوكي؟
قاسم : اوكي ..
سكرت باب السيارة وراحت دقت الجرس .. اقل من دقيقة وانفتح لها الباب .. دخلت شافت الخدامة راجعة للمطبخ بدون ماتلتفت حتى تشوف من اللي جاي .. توها بتنزل الطرحة عن وجهها بس خافت لايكون ابو احمد فيه ..
كان البوكيه شوي ثقيل حاولت ترفعه اكثر ومشت للباب الداخلي .. ماكانت تشوف طريقها لان اليوكيه يغطي عليها .. ومادرت اللي هي تصدم في احد والبوكيه فلت من يدها .. شهقت وهي متفاجئة وتحاول تتدارك الموقف .. حست بيدين تمسك يدينها وتساعدها على حمل البوكيه وخفق قلبها من هاللمسة .. رفعت راسها شافته احمد ماسك البوكيه معها وعاض على شفايفه خايف ان الورد يطيح ..
تبلعمت ندى وعيونها عليه معد عرفت تنطق .. وجهها احترررق وحاولت تسحب يدها بس قواها كلها تبخرت لحظتها .. تحس انها مخدرة ..
بعد لحظات وجيزة كانت بالنسبة لندى ساعات طويلة بعد احمد يده بعد ماتطمن ان البوكيه استقر بيدها ..
احمد وهو مو متأكد من هوية هالبنت : ندى ؟!!
ندى بدون وعي : ها ..
احمد ابتسم بأسف : معليش آآآسف .. ما انتبهت لك ..
ندى وقلبها اشبه بالطبل اللي يقرع بقووة : لا .. لا عادي .. أص... انا اسفة ماشفت طريقي ..
كانت ذايبة تحت تأثير نظراته .. ومو حاسة بالدنيا من حولها .. ياربي وش هالجنوون اللي احس فيه ..
احمد بتساؤل : لمين هالبوكيه ؟!!
ندى بصعوبة قدرت تستعيد توازنها : البوكيه ؟!... أأ..آآآ ( نست الاخت لمين ) .. آآآ.. ايه .. هذا لنوف ..
احمد ونظراته ثابتة عليها وما بعدها لحظة : لنوف ؟؟
هزت ندى راسها وهي تبلع ريقها .. الاكسجين من حولها احترررق واختفى : ايه .. سمعت .. سمعت انها مريضة .. وجاية اتطمن عليها ..
هز احمد راسه : اهاا .. تبين الجد ؟؟
ندى مثل الغبية : الجد ؟؟
احمد : ماتستاهل هذا كله .. توها زافتني قبل شوي ..
عصبت ندى بقلبها على نوف وغارت عليه : زفتك ؟؟ ... حمارة .. ايه والله ماتستاهل .. الحين بروح ارمي هالبوكيه في الزبالة ..
ضحك احمد عليها : ههههههههههههههههههه .. اجل عطيني اياه .. شرايك ؟
فقد قلبها دقة من دقاته وتوهجت خدودها بشكل جدا حااارق : ها .. اعطيك .. اوكي خذه .. مايغلى عليك ..
مسكت لسانها وهي مغمضة بشدة .. الله ياخذ بليس انا شقلت .. سمعت ضحكة احمد مرة ثانية اللي خلاها تفتح عيونها وتضيع بضحكته اللي دوختها ..
احمد : ههههههههههههههههههه .. امزح معك .. تكفيني وردة وحدة .. تبين الصراحة شكل الورد عجبني ..
مافهمت ندى شقصده : اذا البوكيه عاجبك خذه كله ..
احمد : ههههههههه ... لا وردة وحدة تكفيني ..
ندى وهي تمد له البوكيه : اوكي اختار لك وحدة يالله ..
لحظات ظل فيها احمد يتأمل فيها البوكيه وهي معفس وجهه .. بعدين رفع عينه لندى اللي نزلت عيونها عنه بحيا ..
احمد : انتي اختاري لي وحدة ..
رفعت عينها له اندهاش : انا .. خذ لك أي وحدة كلها نفس الشي ..
احمد : مادام كلها نفس الشي اختاري انتي .. البوكيه حقك وانتي اللي تختارين ..
تنهدت بصعوبة وبصمت .. ومدت يدها لوردة جوري حمرا تلمع بقطرات الندى وسحبتها برقة ومدتها ببطء وبحيا له : تفضل ..
احمد : شمعنى الاحمر ؟
رفعت عينها له بحيرة : نعم ؟؟
احمد : شمعنى اخترتي الاحمر .. مو الاصفر ؟؟
ندى : عادي كله واحد .. الاصفر او الاحمر كلهم نفس الشي ..
مد احمد يده واخذ الوردة وقام يتأملها وهو يقلبها يمين وشمال : لا مو كله واحد .. ( رفع عينه لها بنظرة ساحرة وبهدوء ) .. اللي اعرفه ان الورد الاحمر ... يدل ... عالحب ..
ضاع قلب ندى منها واهتزت يديدها الحاملة للبوكيه .. تمنت تختفي الحين من عيونه .. ماتقدر تواجهه ..
ندى بهمس وانفاس متقطعة : ... وش .. وش قصدك ؟؟
ابتسم احمد بعذوبة وبعدها ضحك بخفة : ههههههههه .. ما اقصد شي .. مجرد معلومة وحبيت اتأكد منها .. صح علي ؟!
ندى بارتباك : ال .. الا صح .. الاحمر يدل عال .. عالحب .. والاصفر يدل عالغيرة ..
هز احمد راسه : الحين توني ادري ان الاصفر يدل عالغيرة .. مشكورة على هالمعلومة ..
ندى : ...........
رجع احمد يقلب في الوردة بحيرة : بس شرايك .. وين احطها ؟!
ندى : وشي ؟
احمد : هالوردة .. ودي اكشخ بها اليوم ..
ضحكت ندى برقة وهي تحاول تكتم ضحكتها .. بس احمد سمعها وضحك معها ..
احمد : هههههههههههه .. لا والله جد ..
ندى تكتم ضحكتها : ........... كيفك ..
انتبه احمد للجيب اللي في قميصه عند صدره وحط الوردة فيه .. ابتسم ورفع راسه لندى : ها شرايك ؟
ندى والابتسامة مافارقتها : حلوة ..
زادت ابتسامة احمد وتنحنح وهو يعدل ياقة قميصه بفخر .. وندى عيونها تعلقت فيه وسرحت بأفكارها .. تحس حالها شوي وتوصل للجنون .. كل كلمة منه لها او ابتسامة تجننها .. بلمحة خاطفة تذكرت قرارها من بعد المحادثة اللي صارت لها مع ابتسام .. ابتسام عطتها نصيحة .. وهو انها تكون واضحة معه وتعترف له .. وبكذا تريح حالها وترتاح .. لكن بأي طريقة تقوله وبأي اسلوب ..
رجعت للواقع شافت احمد يعدل الوردة كل شوي .. خذت نفس بصمت ونادت اسمه بهدوء : .... احمد ...
رفع راسه لها باهتمام : ... هلا ..
شدت ندى قبضتها عالبوكيه خوف انه يطيح : آآ .. بغيت .. بغيت اقولك شي ..
احمد مبتسم : تبين تقولين لي شي ؟؟
ندى نزلت راسها بحيا وهي تهزه : ايه .. من زمان ابي اقوله لك .. بس ماحصلت فرصة ..
احمد وهي يدخل يديه بجيوب بنطلونه : تفضلي ... اسمعك ..
ماعرفت ندى من وين تبدا .. بقلبها اشياء كثيرة تبي تقولها .. بس لسانها ما يسعفها وقلبها ضعيف مايقوى .. قبل ماتتكلم بثواني راجعت نفسها .. طيب اذا قلت له الحين وكان رده عكس اللي اتمناه .. وش بسوي ساعتها ؟!.. رجعت الحيرة تتملكها ..
طال انتظار احمد : ندى ... ها شعندك قولي ؟
رفعت راسها له بانهزام .. عقلها انهزم قدام قلبها .. قلبها يقول لها اعترفي وعقلها يقول لا .. لكن قلبها بالنهاية هو اللي فاز ..
ندى بنبرة مترددة حس فيها احمد : بقولك .. بس .. ابيك توعدني بشي ؟؟
رفع حواجبه مستغرب وبهدوء : اوعدك ؟؟!!
هزت ندى راسها بصمت .. وابتسم احمد الابتسامة اللي طالما ريحت ندى من سنين : اوكي ..
ندى بلعت ريقها : ابيك .. توعدني انك ماتزعل مني اذا قلت لك ..
زادت ابتسامته وحط يده على صدره : اوعدك اني مارح ازعل منك .. اصلا انا من متى زعلت عليك .. ولا نسيتي ايامنا اول ..
لمعت دمعة بعيونها .. معقولة انسى هذيك الايام : لا ابدا مانسيت .. بس اللي بقوله لك الحين غير .. اخاف تزعل مني ..
نزل احمد يده عن صدره ورجعها لجيبه وهو ما يملك ولا ادنى فكرة عن اللي بتقوله له رغم ان الفضول تملكه يبي يعرف وشو : لا ابدا مهما كان اللي بتقولينه مارح يزعلني .. تطمني ..
ندى بنبرة شك : متأكد انك مارح تزعل ؟؟
احمد ضحك : ندى شفيك .. خلاص قلت لك مارح ازعل .. مهما كان الشي اللي انتي مسويته مارح ازعل ..
ندى حسرة غمرت قلبها .. انا ماسويت شي .. انا كل اللي سويته اني حبيتك .. فهل بتتفهم هالشي ..!!!
ندى بهدوء : احمد بقولك شي واتمنى تفهمه ..
دق تلفون احمد بهاللحظة وقطع عليهم الجو اللي كانوا عايشين فيه .. حتى نظراتهم اللي تعلقت ببعض .. طلع احمد الجوال من جيبه وشاف الاسم بعدها رفع عينه لندى : لحظة شوي ندى ..
احمد وهو يلتفت عنها ويروح بعيد شوي ويرد بصوت شبه مرتفع : هلااااااا والله بالغلا كلللللله ..
حسين باستهبال : هلا بحبيبي .. شلونك اشتقت لك ..
ضحك احمد عليه وكمل معه : وانا اشتقت لك اكثر ياعمري .. وينك مانشوفك حبيبتي ..
بهاللحظة طاح قلب ندى وتغير لون وجهها .. حبيبتك وعمرك ؟.. معقولة يا احمد ؟؟. .. لا مستحيل ..
كلمت نفسها انها يمكن تتوهم .. لكن الكلمات الي قاعدة تسمعها منه بينت لها الحقيقة المرة .. شدت يدها عالبوكيه باللحظة اللي كان ودها فيها ترجمه عليه من الحسرة .. يكلم وحدة لا وقدامي بعد .. مو معقول يا احمد مو معقووول ..
احمد غارق بالضحك : ههههههههههههههههه .. لا من عيوني .. مادامك مشتاقة لي .. الحين الحين جاي لك طيرااااان ..
حسين يضحك بنعومة وباستهبال : هههههههههه ... الله يخليك لي يارب .. ولا انحرم منك ان شالله ..
احمد : ولا انحرم منك انتي ياحياااتي ..
سالت دمعة ساخنة من عيون ندى اللي حست بالقهر والحسرة والضعف .. شي ما ينتصدق .. قولوا اللي ان اللي قاعد يصير الحين كذب .. قولوا لي ان اللي قدامي مو احمد حبيبي اللي اعرفه .. طاحت الدمعة من عيونها للأرض ولحقتها ثانية وثالثة .. هذا اللي كنت انتظره منك طول هالسنين .. طول هالسنين وانا اركض وراك وبالنهاية يبين انك تحب غيري .. لا ويكلمها قدامي بعد .. شلون يتجرأ ..
استقرت فكرة في بالها بشكل خاطف .. لا يكون عرف اللي بقوله له واني احبه عشان كذا قام يكلمها بصوت عالي عشان يعلمني انه مايحبني ويفكر بغيري .. عشان يهرب من المواجهة ..
اهتزت يدها و وحست ان رجليها فقدت كل القوة ..
احمد : ههههههههههههههههههه .. لا عاد تبين الصدق .. انتي حبي الاول والاخير ولا يمكن افكر بغيرك ..
كانت هالكلمات مثل حد السيوف اللي ينغرسون بقلب ندى بقسوة .. حطت البوكيه عالأرض وجلست عالدرج تحاول تتماسك قد ماتقدر ..
حسين : ههههههههههههههه .. يابعد هالدنيا يا حووووووووووبي ..
احمد : ههههههههههههههههههههههههههه .. بس خلاص ما كني زودتها معك ..
ندى الألم العميق يزيد عليها وينهش بقلبها وبوجدانها .. الا زودتها يا احمد .. زودتها .. هذي نهاية انتظاري يا احمد ؟!.. هذي نهايته ؟؟!!
التفت احمد وهو يضحك يشوف ندى .. وتفاجأ لما شافها جالسة عالدرج وراسها بين يديها .. حس بالخوف عليها ..
احمد وهو ماشي لندى يكلم حسين : اقوووولك .. لحظة شوي خلك معي ..
وصل لها ونزل عندها بينها وبينه البوكيه : ندى عسى ماشر ..
رفعت راسها له وبصوتها الكثير من الدموع : تسأل عني ؟؟
قطب احمد ونزل التلفون عن اذنه : ايه انتي فيه احد غيرك ؟؟
ندى : ولا شي .. ولا شي .. خلني ورح ..
احمد مستغرب منها ومن صوتها ومن طريقتها : وين اروح .. قولي لي شفيك ..
ندى بنبرة جافة : مافيني شي .. مافيني شي .. خلاص خلني ..
هز احمد راسه وهو للحين مب فاهم اللي يصير .. ورجع التلفون لاذنه : الووو .. اكلمك بعدين ها .. يالله باي ..
زادت دموع ندى .. وتواعدها انك تكلمها قدامي .. احترمني عالاقل ..
رجع احمد التلفون بجيبه ورجع يكلم ندى : قومي اذا تعبانة ارتاحي داخل .. لا تقعدين هنا ..
ندى وهي تمسح دموعها : رح عني وانا بدخل ..
بهاللحظة تذكر اللي كانت بتقوله له : طيب .. مارح تقولين لي اللي كنت تبين تقولينه ؟؟
غمضت عيونها بشدة بدموع اشبه بالسيول .. وش يفيد اللي بقوله الحين .. انت تحب غيري وش بيفيد اللي بقوله .. مارح يغير بالموضوع شي .. مارح يغير ..
بحركة سريعة وبعصبية شالت البوكيه وقامت واقفة واحمد وقف معها : لا .. وانسى اللي كنت بقوله لك .. انساه ..
تركته وراحت داخل .. واحمد متسمر بمكانه وعلامات استفهاااااام كثر النجوم في وجهه .. مو مستوعب اللي صار .. اول مرة في حياته يشوف ندى على هالحالة ..
شي في قلبه خلاه يروح ويلحقها داخل .. الصالة كانت خالية الا منها .. شاف ندى تحط البوكيه على وحدة من الطاولات الموجودة بالمدخل وتاخذ كلينكس وتمسح عيونها من تحت الطرحة ..
احمد : ندى ...
ندى بدون نفس ولا عندها ادنى رغبة تتكلم : نعم ..
احمد الأسئلة زادت عليه والموقف صار لغز بالنسبة له مو عارف له جواب : انتي كنتي تبين تقولين شي صح ؟!
ندى بسخرية : كنت ...
احمد : والحين ؟!
ندى : الحين لا .. مافي قلبي شي اقوله لك .. وانسى هالموضوع ..
قلبه يقول له ان ندى زعلانة من شي .. بس وش هو .. الله اعلم !!.. كان مبين عليها انها كانت تبي تقول لي فليش غيرت رايها ؟!..
انتبه عليها تاخذ البوكيه وترقى الدرج .. وقف بمكانه يحاول يحبث عن جواب لهالاستفهام العملاق بوجهه .. تنهد بعمق وطلع .. ركب سيارته وهو يفكر .. شوي ورجع يدق على حسين عشان يستفسر عنه مع الشباب وين جالسين بالضبط ..

رقت ندى للدور الثاني وهي متماسكة بأكبر قوة امتلكتها بحياتها .. نزلت الطرحة عن وجهها ومسحت الاثار العميقة اللي رسمتها الدموع .. حطت البوكيه عالارض جنب غرفة نوف وفتحت شنطتها .. طلعت كحلها وحطت غلوس عشان تبين طبيعية .. هي جت عشان تسلم على نوف وتخفف عنها .. بتخلي الدموع للبيت .. مع ان خلاص مافي شي يستاهل الدموع .. كل شي انتهى ..
نثرت شعرها من تحت الطرحة لبرا وشالت البوكيه ودقت الباب ..
وصلها صوت نوف : مين بعد ؟؟
ندى : لا تصارخين يالملسونة .. هذا انا ندى ..
اقل من ثانية وانفتح الباب وطارت نوف لحضن ندى من الفرحة : ندووووووووووووش ..
ندى ضحكت تحاول تخفي حزنها : ههههههههههههههه .. الحين صدقت انك رضيتي علي ..
بعدت نوف عنها وشافت البوكيه : الللللللللللللله .. لا تقولين ان هذا لي ..
ندى بابتسامة عذبة : الا لك .. اجل لمين غيرك ؟؟
نوف وهي تاخذه منها وتدخل به لداخل الغرفة : ياااااعمري ليش تعبتي عمرك ..
ندى وهي تدخل وتسكر الباب : ما يغلي عليك ..
فسخت عباتها وعلقتها على الشماعة الموجودة في زاوية من الغرفة .. اما نوف حطت البوكية على وحدة من الطاولات الشاغرة .. والتفتت لندى وهي تلمس الورد بأطراف اصابعها : مشكووووووورة .. وش كثر احب الجوري الاصفر ..
ندى : العفووووو ..
نوف بعد ما تذكرت : الا صدق .. ليش ماجت شوق معك ..
ندى تدور لها عذر : كانت نايمة يوم اجي .. ومادري شعندها كويز او شي ..
نوف : بس انا معها ماعندنا كويز بكرة .. اقرب كويز الاسبوع الجاي ..
ندى تورطت : مدري .. في شي يشغلها وبس .. المهم ( تغير الموضوع ) .. اشوفك ماشالله استصحيتي ..
نوف : ايه الحمدلله .. الايام اللي فاتت مقدر اقوم من السرير .. بس اليوم الحمدلله ..


وصل احمد للمقهى المجتمعين فيه بقية الشباب .. الاسئلة زادت عليه من طلع من البيت .. ندى كانت طبيعية معي لكن بغمضة عين انقلب حالها وكأنها ماتبي تتكلم معي ..
.. قفل سيارته ودخل للمقهى .. وقف مكانه عند الباب يدور بعيونه يبحث عن الشلة .. شافهم جالسين في وحدة من الزاويا والكل موجود ..
راح لهم ورفع يده يسلم : سلاااااام ..
الكل : هلا ..
عبدالله : وينك تأخرت ؟!
احمد وهو يسحب له كرسي ويجلس جنب فهد : ما تأخرت .. انتوا اللي جايين من بدري ..
حسين بنعومة : هااا .. شخباااار حبيبي اليوم ؟!
التفت له احمد بقرف وضربه على راسه : حبيبي في عينك .. وع !!
حسين : افااا .. مو كنت قبل شوي تكلمني .. ياحبيبتي ويا عمري وياحياتي ..
احمد بسخرية : وانت ماصدقت .. قلت كذبة وصدقتها ..
ضحك اسامة عليهم ومد يده لكوب القهوة اللي قدامه وبدا يرتشف .. وانتبه للوردة الحمرا بجيب احمد : ياهووو ياهووووووه .. شهالحركات يا احمد ..
لف احمد له مستغرب : أي حركات ؟؟
اسامة وهي يأشر عالوردة : هالوردة الحمرا .. من مين وليش حاطها ؟!!
ابتسم احمد : من مين مالك دخل !!.. وليش حاطها بعد مالك دخل ..!!
عبدالله : افااا .. ليكون عندك حبيبة صدق وحنا ماندري ..
احمد ضحك وحط رجل على رجل : عندي .. احد عنده مانع ؟!
ورفع يده للجرسون اللي انتبه له وهز راسه له بأنه فاهم .. احمد تقريبا طلبه واحد بمجرد انه يأشر للجرسون يفهم ويجيب له طلبه على طول ..
حسين بزعل مصطنع : لا ماصدق ... لاأأأأأ مستحيييييل .. انت تحب غيري ..؟!
ومسك يد احمد بطريقة مسرحية : أرجوووك .. لا تتركني لأأأ.. انا بحبك .. أرجوووووك ..
سحب احمد يده بتقزز : فكني واللي يرحم والديك .. افكر انتحر قبل ما احبك انت ..
ضحك فهد : ههههههههههههههه .. بصراحة انا لو مكانك اذبح نفسي قبل ما احب ذا .. ( يأشر على حسين )
عبدالله : أثر تحتك بلاوووي يا حميييييد .. طلللع طلللع اظهر على حقيقتك ..
احمد : اقول تلايط انت بس .. تراها كلها وردة ..
فهد : طيب ماقلت لنا من مين ..!!.. ماكنا ندري ان عندك معجبات ..
وصل طلب احمد وشكر الجرسون اللي يعتبر صاحب له .. وقبل ما يشرب قهوته قرر يجاوب ويفتك من حنتهم : ...... من اختك ..
اعتدل فهد جالس : اختي ؟؟ .. أي وحدة فيهم ..
احمد : ندى ..
فهد : وليش ان شالله تعطيك وردة .. استخفت هذي ..؟!!
احمد : هد اعصابك .. كانت جاية لبيتنا ببوكيه ورد لنوف عشانها مريضة وانا طلبت اخذ وحدة .. بصراحة عجبوني ..
رفع حسين يديه يتحمد ربه ويتمتم .. انتبه له احمد وضربه على راسه : شايفني مجنون يا حمار ؟!
حسين يتصنع البراءة : اتحمد ربي ياخي .. وبعدين لا تطق ترا راسي مهوب لوح ..
كمل اسامة كوب عصيره وقام : يالله احمد قم نلعب لنا شوط ..
احمد : لا اسمح لي .. ابدااا مالي خلق ..
قام فهد مع اسامة وحسين تبعهم بعد لحظات .. وعبدالله ظل جالس مع احمد رغم انه ساكت ومبين انه شرد وعيونه تتابع اللي رايح واللي جاي مع النافذة الزجاجية ..
كان فعلا سرحان ورجع يفكر باللي صار اليوم .. للحين يتسائل عن اللي كانت بتقوله له .. الفضول بدا يزيد عليه.. مبين انه شي مهم .. هذا غير عن هيئتها اللي تغيرت فجأة ..
- شفيك سكت ؟
انتبه لعبدالله : هلا .. ابدا سلامتك ..
عبدالله وهو يقوم : يالله تعال نلعب .. شكل فيه مباراة قوية بين فهد واسامة ..
احمد مبتسم : رح وبلحقك ..
راح عبدالله عنه ورجع لنفس الافكار .. نزل عينه للوردة بجيبه بابتسامة هادية وسحبها باصبعين وقربها من عيونه يتأملها .. وفي لحظات تأمله تذكر ذكرى قديمة حصلت معه في صغره ..

كان احمد وقتها جالس عالأرض بالحديقة وممدد رجليه بتعب وفهد واقف عنده والكورة تحت رجله ..
فهد : يالله قم نكمل ..
احمد وهو يلهث : والله تعبت ..
انتبهوا لندى جاية تركض من بعيد وهي تنادي ونوف وراها : أحمد ..
وصلت لهم ووقفت قبال احمد ويديها خلف ظهرها ونوف وصلت بعدها بلحظات ..
ندى ( 6 سنين ) : احمد ..
قام احمد واقف وهو ينفض يدينه من التراب : نعم ندى .. وش تبين ؟!
نوف بحماس : فيه شي تبي تع ....
قاطعتها ندى بعصبية : اشششش .. اسكتي انا بقوله ..
نقل احمد نظره مابين اخته وندى باستغراب : وش فيكم ؟!
ندى بحماس الأطفال : مافينا شي .. بس عندي شي بعطيك اياه ..
احمد : وشو ؟!
ابتسمت ندى بخجل وطلعت وردة حمرا من خلف ظهرها ومدتها له بحيا .. فهد ضحك عليها بصوت عالي وهي خنقتها العبرة لما لاحظت ان احمد ماتحرك زيادة على سخرية فهد اللاذعة لها ..
رفعت عينها له والدموع تلمع : ليش .. ماعجبتك ؟؟
نوف بلسانها الطويل وتصرفاتها البريئة : احمد ندى جابت هالوردة لك .. خذها تراها مرة حلوة ..
ابتسم احمد بوجه ندى واخذ الوردة .. تأملها لحظة بعدها تقدم لها وباسها على خدها كشكر وامتنان ..
ضحكت ندى بانحراج وسألها احمد : ليش هالوردة ؟؟
ندى : ولا شي .. قطفتها من حوض الورد اللي عندنا وجيت اعطيك اياها ..
فهد : وليش ما تعطيني انا ؟؟
ندى ويدها على خصرها وتعابير طفولية على وجهها : لأني مابي اعطيك ..
احمد : طيب ليش تعطيني أنا ؟!..
رجعت لندى تعابير الاحراج وقبل ماترد ردت عنها نوف : تقول انها تحبك اكثر من فهد ..
التفت فهد لاخته يطلب تفسير لكن ندى مااهتمت لنظراته : ايه .. احبك انت اكثر من فهد .. ( والتفتت لفهد وطلعت له لسانها ونوف شافتها وطلعت لسانها معها عشان تقهره )
فهد لنوف : انتي محد كلمك يالسوسة ..
رجعت ندى لأحمد : احمد لا ترمي الوردة خلها معك ..
احمد وهي يحط الوردة بجيب قميصه : خلاص رح احطها هنا ..
ابتسمت ندى بوناسة والتفتت لنوف وهي تمسك يدها : يالله نوف نروح نلعب ..
ومسكت يدها وركضوا مع بعض راجعين مكان ماجوا ..

رجع احمد لواقعه من هالذكرى اللي أحيت شي بداخله .. شي حس انه فقده من زماااان .. رجع الوردة في جيبه وراح للشباب ..


------ ------

طلعت شوق من الحمام بعد ماخذت دوش سريع تنشط فيه .. كانت قد ملت وهي منسدحة عالسرير من كثر التفكير اللي اتعبها .. توجهت للتسريحة وفكت الرباط المطاطي عن شعرها .. وقبل ماتبدا تمشطه انتبهت لعمر جالس فوق السرير يعبث بشي ..
شوق وهي تلتفت له مستغربة : عمر ؟!!
رفع لها راسه وابتسم ابتسامة وسيعة .. قامت وراحت له : من متى وانت هنا ؟!
عمر وهو يرجع لعبثه : من ذمان ..
ضحكت شوق وجلست على طرف السرير عنده : وش تسوي ؟
شافت كتاب تلوين لشخصيات كرتونية مفضلة عند معظم الاطفال وأقلام الألوان المختلفة منثورة حوله بعشوائية ..
همست لنفسها .. الله يعيني عمر مارح يطلع من هنا الا وهو عافس الغرفة فوق تحت ..
انتبهت لعمر يتكلم وهو منزل راسة للدفتر يلون : لوني معي ..
ابتسمت شوق وانحنت قريب منه : الون معك ؟!
هز عمر راسه وهو منهمك بالتلوين .. وبعد ماخلص من جهة معينة ترك اللون اللي بيده واختار لون ثاني وقبل مايكمل رفع راسه لها وهو يأشر عالصفحة المقابلة : لوني هذي .. ميني ماوث ..
ابتسمت شوق ابتسامة جانبية : شمعنى ؟!..
عمر بفلسفة الاطفال : عشان هي بنت وانتي بنت .. وانا ( يأشر لنفسه ) ولد وألون ميكي ماوث ..
ضحكت شوق ومسحت على راسه وهي قايمة : ههههههه .. لا انت لونهم كلهم لحالك .. انت تلون أحلى مني ..
برطم عمر بالبداية لكن لما سمع المديح هز راسه موافقة .. تركته شوق ورجعت لتسريحتها تكمل اللي بدت فيه ..
بعد فترة انشغلت فيها شوق بالعبث بأعراض تسريحتها ونست حتى ان عمر عندها سمعته يناديها .. رفعت عينها له بالمراية شافت الدنيا معفوسة حوله .. شهقت وهي توقف والتفتت للأشياء المنثورة حوله ..
صور ابوها وامها واوراق واشياء تشكل ذكريات لها عنهم ..
صرخت بعصبية وهي تسرع الخطى له : عمر ..
انتفض عمر من الروعة وطاحت الصورة اللي بين يديه عالأرض ونظرات مفزوعة بعيونه ..
وصلت له شوق وسحبت باقي الصور منه بعصبية : شلون تلمس اغراضي بدون اذن .. هاا ؟!
ارتجفت شفايفه بخوف نظرا للأسلوب اللي ماتوقعه .. حاول يبحث عن اجابة لكنه ماحصل ..
جمعت أشياءها بسرعة وحطتها عالمكتب وهي تعاتبه بعصبية : لما تلمس اشياءي مرة ثانية بدون ماتقولي لا تلوم الا نفسك ..
وراحت لها وضربت ظهر كفه بخفة لكن بعصبية زادت : مفهوووم ؟!!
حضن عمر يده المضروبة وبدمووع انذرفت بسرعة : انا ما ادلي .. ما ادلي ..
ونزل من السرير بسرعة وقبل مايطلع التفت عليها بدموع بريئة : ماحبك ..
اختفى عنها وهي مسكت راسها مستغربة من ردة فعلها .. ترك عمر الباب مفتوح فسكرته ورجعت للصور فوق المكتب .. قلبتها بتوتر وحست انها بتفتح على نفسها باب جديد من الحزن فصفتهم فوق بعض بشكل سريع ورجعتهم داخل الدرج ..
طاحت عينها على كتاب التلوين اللي لازال مفتوح على ذات الصفحة وغير مكتملة التلوين .. ابتسمت وفتحت صفحات سبق تلوينها .. بعضها كان مجرد خربشات طفولية وبعضها ملونة بعشوائية تبين انها ذوق طفل ..
رجعت للصفحة اللي طلب منها تلونها .. كانت متأكدة انه زعل منها فيمكن اذا لونت مثل ماطلب يرضى فبدت تلون وهي تتفنن ..

-------- --------

كانت ندى للحين جالسة عند نوف تسولف معها وترفه بعد الوعكة الصحية اللي مرت فيها .. كانت ام احمد قد مرت عليهم بالغرفة وسلمت على ندى وبعدها جت سهى جلست شوي معهم تسولف بعدين تركتهم عشان وراها بحث لازم تستعد له .. والحين هم عند امل يغرفتها تحت اللي تأخرت موعد ولادتها ..
ندى : اقول امل .. مو كأنك تأخرتي .. المفروض لك فترة والدة الحين ..
تنهدت امل بقلق : تكفين ندى لا تخوفيني .. المفروض لكن مدري عن ذا اللي فبطني مو راضي يطلع .. ( وبسخرية ) الظاهر عاجبته الجلسة هنا ( تاشر على بطنها ) ولا له نية يطلع ..
ضحكت ندى : هههههههه .. بس جد .. والمستشفى شقالوا لك ..؟!
امل تنهدت بعمق : بآخر موعد قالوا لازم طلق صناعي .. موعد الولادة فات وفي هذا خطر ..
ندى : طيب كان سويتي وارتحتي ..
امل : لا لا لا .. قلت لهم خل ننتظر اسبوع اذا ماطلع امري لله ..
دخلت عليهم ام احمد وطلبت من امل انها ترتاح اما نوف فخذت ندى معها ورجعوا للغرفة فوق ..
نوف : ندى .. شو بدك .. عصير او بيبسي او ...؟!!
ندى : لا خليها عصير ..
طلعت نوف عنها وهي كعادتها من الموانة الي طايحة بينها وبين نوف بدت تفتش في درج الكومدينه وتتفحص الأشرطة .. ولما مالقت شي يعجبها شغلت المسجل عالإف ام .. وقامت للتسريحة تعبث كعادتها دايما لما تجي لهنا .. تذكرت ان نوف خبرتها انها قد شرت غلوس من فور ايفر روعة .. بدت تبحث عنه في الأدراج ودها تجربه لكن مالقت شي .. التفتت لمجموعة شنط موضوعة على طاولة بجانب طاولة البوكيه .. فتشت بالشنطة الأولى بس كانت خالية .. وفتشت بالثانية لقت الغلوس اخيرا لكن لفت نظرها شي غريب .. مجموعة أوراق ..!!!
طلعتها وقلبتها وهي مو فاهمة شي .. انتبهت لاسم بدر مكتوب في وحدة من الأسطر بنمط مزخرف ..
قطبت وهي تحاول تفهم سبب وجود هالأوراق عند نوف ..
دخلت نوف بهاللحظة وهي شايلة صينية العصير : وهذاااااا الشيبس والعصير وصصصصصل ..
ندى وهي تلتفت لها وتأشر عالأوراق : نوف وش هذي ؟!!
وقفت نوف مكانها وعيونها عالورقتين وشكلها يوحي انها هي بعد ماتذكر وش هالأوراق ..
لكن بعد لحظات اهتزت الصينية بيدها لكنها تمالكت نفسها وحطت الصينية عالارض وركضت لندى ..
نوف وهي تسحب الاوراق : وريني اشووف ... ( شهقت ورفعت عينها لندى ) .. يوووه .. نسييييييييتها ..
ندى : وش هذي طيب ؟!!..
نوف حطت يدها على فمها وهي تتأملها مرة ثانية : هذي .. ش .. ( رفعت عينها ) .. شهادات بدر ..
ندى وهي تسحب الورق ومو مصدقة : شهادات بدر ..
قرت الاسم مرة ثانية ورفعت راسها لنوف : وشهاداته وش جابها عندك ..؟!
تبدل حال نوف من الصدمة للضحك الشديد .. مسكت بطنها وقعدت عالأرض وهي غرقانة بالضحك ..
ندى : وش جاب شهادته عندك .. قولي لي ..
نوف : هههههههههههههههههههههههههههههههه .. ههههههههههه !!!
ندى : .... نوف وش السالفة ؟!
نوف وهي تمسح دموعها بعد ماهدت شوي : ههههههه .. انتي اجلسي الحين وانا اقولك ..
حطت نوف العصير بالوسط وبدت تلتهم من كيس الشيبس : ماتدرين ؟!.. ان اللي صار لي بيوم العزيمة هو بسبب هذي ( وتأشر عالأوراق بيد ندى )
ندى بصدمة : تقصدين ..انك .. انك دخلت غرفة بدر عشان هذي ..
نوف وهي ترفع حواجبها بفخر : مو هذا السبب بالضبط .. انا دخلت عشان ادور شي انتقم من بدر عبره .. وحظي كان زين يوم اني طحت على هالشهادات .. تدرين ( بنبرة انتصار ) .. ان هذي الشهادتين هي آخر وحدة حصل عليهم ..
ندى : تقصدين .. انها هي شهادة الماجستير اللي حصل عليها من سفره برا ..
هزت نوف راسها بفخر : بالضبط ..!!.. حتى شوفي التاريخ .. ها شرايك ( ضربت على صدرها بفخر بالذات ) .. مو انا عبقرية ؟!!
ندى وهي ترمي الاوراق بالأرض بعصبية : الا مجنونة !!..
انتفضت نوف وطاح كيس الشيبس من يدها : أي مجنونة ؟!.. هذا اقل عقاب ممكن اسويه بحق بدر .. ترا انتي ما ذقت اللي انا ذقته .. وراني الويل من قبل وحتى لما رجع ما ترك تصرفاته .. ( وعطت ندى ظهرها ويدها على خصرها ) .. واذا أنا ماوقفته عند حده بيزيد ..
ندى بانفعال : بس يانوف هذا مب حل .. تعرفين وش قيمة الشهادات هذي ؟! .. هذي ....
قاطعتها نوف وهي تاخذ الأوراق من الأرض : أدري .. شقى عمر مثل مايقولون .. وهذا اللي انا ابيه ..
ندى وصوتها مال الى الهدوء : طيب .. وش ناوية تسوين فيها ؟!
نوف وهي ترفع عينها تفكر : بصراحة .. للحين ماقررت .. المهم انها موجودة عندي وبعيدة عن بدر .. وبدر قريب بيفقدها .. وانا رح أعذبه مثل ماهو عذبني .. بعذبه ..
ندى وهي تهز راسها بحسرة : عذبيه بس موب بهالطريقة ..
نوف بنبرة اصرار : آسفة ياندى .. انا قررت وخلاص .. وهذي أسهل طريقة واضمن طريقة ..
فتحت درج داخل دولاب ملابسها وخبت الأوراق فيها ولفت لندى اللي مبين انها يأست من اقناعها ..
نوف بمرح وهي تجلس عالأرض وتشرب من كاس العصير : انسي هالسالفة وسوي نفسك ماتدري عن شي .. وانا اللي بتصرف ..
جلست ندى معها وتناست السالفة مثل ماطلبت .. وبعد ساعة دقت على قاسم يجي ياخذها ..
لبست عبايتها ولفت راسها بالطرحة ..
ندى قبل ما تسكر الباب : بباااي نوف .. وفكري باللي قلته لك ..
نوف للحين تلتهم بالشيبس : .. منيب مفكرة .. لأن هذا قراري من زماان ..
ندى وهي تسكر الباب : اوفف .. عنيدة ..!!
أول مالفت وجهها عشان تروح للدرج سمعت حس أحد راقي .. كان صوت احمد يغني أغنيتها المفضلة بصوته .. " تنتظر كلمة أحبك " .. وهي من الارتباك ركضت وتخبت خلف وحدة من الأعمدة المقامة بشكل هندسي جميل .. ماكانت تبي تواجهه او تحتك فيه من بعد اللي صار معه قبل عدة ساعات .. لكنها أرهفت السمع لعشقها لهالأغنة بصوته العذب الحساس ..
احمد وهو يرقى الدرج ويلعب بالمفاتيح ويرميها بالهوا باستمرار : تنتظر كلمة أحبك .. شايفك مشغول فيها .. كل شي بوقته حلو .. ليش مستعجل عليها .. بكرة هيا اللي تجيك .. وتمر كل لحظة عليك .. انتا بس طولي بالك ..
خلنا نفهم بعضنا .. قبل مانهوى نضيع .. مابعد برد الشتا .. الا نسمات الربيع .. واوعدك كلمة احبك .. منها مايمل قلبك .. انتا بس طولي بالك .. كل شي بوقت حلو ..
وصل لباب غرفته ودخل المفتاح : تنتظر كلمة أحبك .. شايفك مشغول في .......
قبل ما يدخل انتبه لظل واقف خلف وحدة من الأعمدة .. وقبل مايروح يشوف طلعت قدامه ندى وهي متغطية لأنها حست انه انتبه لها ..
احمد وهو يقرب خطوتين : ندى ؟!..
ندى وهي شادة على شنطتها : نعم ...
احمد بابتسامة المستغرب : ليش واقفة هناك ؟!..
تبلعمت ندى : لا .. بس .. كنت ارتب الطرحة .. بس ..
احمد وهو يهز راسه : اهااا .. ( وبنبرة مزح ) .. ولا كنت تتجسسين علي ؟!..
ندى مستغربة منه .. ويتكلم معي عادي ولا كأنه مسوي شي ..
ندى وهي رافعة حواجبها باستنكار : وليش اتجسس عليك ..
قاطعته قبل مايرد وراحت بسرعة للدرج .. لكن احمد لحقها وهو بداخله مستغرب ..
احمد وهو مستند عالدربزين بيديه الثنتين : ندى .. لحظة شوي ..
ندى قد نزلت عتبتين بس لكنها وقفت غصب عنها لما ناداها .. ياحلو اسمي بلسانه ..
ندى وهي تلتفت له : ............
احمد وهو يسحب الوردة من جيبه ويبتسم : مشكورة عالوردة ..
ندى ببرود تلتفت عنه وتهم بالنزول : العفو ..
احمد : لحظة شوي طيب .. على ايش مستعجلة ؟!
لفت له وهي بداخلها تتعذب .. شلون تبيني التفت واحط عيني بعينك وانت بقلبك وحدة غيري ..
ندى وهي متكتفة بشكل وتر احمد : مو مستعجلة .. بس وراي مشوار للبيت ..
احمد وهو يحرك الوردة بيده : لا بس كنت بسألك عن السالفة اللي كنتي بتقولينها .. تراها للحين بقلبي ..
ندى تحاول تمنع دمعة من التبلور بعينها : وانا قلت لك .. انسى السالفة .. معد فيه سالفة .. انسى وشيلها من قلبك .. تصبح على خير ..
نزلت وطلعت للسيارة واحمد في غمرة تساؤلاته للحين .. دخل غرفته ورمى الوردة بخفة عالسرير واللي بدت تذبل .. وكأنها تشير لحب ندى الكبير اللي بدى يذبل داخل قلبها .. وبدا يموت بالتدريج ..
لكن الخوف اذا مات هالحب .. فهل هناك شي بيرجع يحييه مرة ثانية ؟!!
وهذا اللي ما خطر على بال احمد ابدا .. سوى ان الاحساس الغريب رجع يمر فيه من شاف ندى تطلع من البيت .. شعور حس انه فقده من زمااان .. لكنه للآن مو قادر يترجم هالشي اللي يحس فيه ..
رجع تفكيره للشي المهم اللي كانت بتقوله .. فكر شوي .. يمكن ماكان شي مهم .. مجرد سالفة عادية من سواليفها كانت بتقولها لكنها تراجعت ..
أخذ كاسه صغيرة من الحمام وملأ نصفها موية وحط الوردة فيها .. وبالنهاية حطها جنب السرير عالكومدينه ..
مبين انها تذبل بسرعة وشكل مارح يجي بكرة او اللي بعده الا وهي ميتة تماما ..

----- ----- -----

في الليلة التالية .. ليلة قمرة ... والجو مثل العادة بهالوقت يكون روعة ويبعث عالإسترخاء والراحة
بالنفس ....
كانت لابسة بنطلون برمودا أبيض وبلوزة كت سماوية و جالسة ببلكونة غرفتها .. وبين يدينها اطار صورة ..
كان لها وقت تتأمل ملامح صاحب الصورة السمحة والابتسامة الهادية المرسومة على ثغره ..
تتذكر كل حياتها السابقة اللي قضتها معه ... الفرح والضحكات اللي جمعتها وياه .. واللحظات الجميلة اللي انحفرت داخلها ... والحزن والدمعة الحارة اللي نزلت من عينها بعد مافقدته ... كانت تتذكر آآآآخر اللحظات اللي عاشتها معه ... كانت لحظاات عصيبة ومميتة ومرعبة تتمنى انها ما تعيشها مرة ثانية ...
قربت شوق الصورة منها وباستها بهدووء والدمعة تسيل من عيونها الساحرة بنفس الهدوء ... حست فجأة انها اشتاقت لأبوها واشتاقت لشوفته ... زارها مرتين في منامها وهذي اللي زاد حنينها وشوقها له ..
رجعت تتأمل صورة ابوها وهي تتذكر آآخر دقايق في حياته كيف قضتها وكيف عصرت قلبها من الألم ...
كانت وقتها تركض في ممر المستشفى بخوف وبرعب بعد ماخبرها الطبيب ان ابوها يعيش اللحظات الأخيرة في حياته ... ماصدقت الكلمات اللي نطق فيها ...
لفت عنها وراحت تركض برعب تملكها .... مستحيل ابوي يروح ويتركني ... مستحيل ..!!
دفعت باب غرفة الانعاش بسرعة ووقفت مصدومة ومصعوقة من شكله ..
الآلات المشبكة فيه أكثر من اللي أمس ... يبه !!!
راحت له ومسكت يده وضمتها لصدرها ... وهمست بصوت مرتجف : يبه !!!....
فتح صالح عيونه ببطء وبتعب بعد ماسمع صوت بنته .. وهمس لها بكلمات لكنها مافهمت ...
شوق ودموعها تسيل بهدوء : سم يبه آآآمر .... آمرني يبه ..
رفع ابوها ( صالح ) يده بصعوبة وسحب جهاز التنفس الصناعي عن فمه ...
شوق وهي تحاول ترجعه : لا يبه خله ... يضرك ...
هز ابوها راسه رافض .. يبي يتكلم ويقول شي ...
صالح بهمس : حبيبتي شوق ....
شوق بخوف وهي تضم يده أكثر : نعم يبه ..
غمض صالح عيونه ... شوق خافت ونطقت بصوت مرتجف ...
شوق : ي..ب..ه !!!
رجع صالح يفتح عيونه والتفت لها التفاته بسيطة قد مايقدر ودمعة صافية تلمع بعيونه ...
شوق بارتجاف : يبه .... يبه تكفى لا ترووح عني ..... خلك جنبي ...
ابتسم صالح بحنية وسالت دمعته : لو أقدر ياحبيبتي كان قعدت ....
قاطعته شوق : لا يبه تقدر .... تقدر ... انت قوي وان شالله بتقدر تعيش ... يبه تكفى لا تخليني ... اذا بتروح ابي أروح معك ... مابي أعيش من بعدك ...
كانت دموع شوق تتدفق من عيونها باستمرار ... أمس الدكتور قال لها ان ابوها حالته استقرت وممكن يرجع مثل أول .. لكن اليوم كل شي انقلب .. حالته الخطيرة رجعت مثل أول والدكتور يقول انه يحتضر ..!!
شوق بغصة كانت مستقرة بحلقها : يب... ه ..!!
تنهد ابوها بسبب ألم حس به فجأة ....
شوق : يبه رد علي ...
صالح بابتسامة : حبيبتي شوق ... أبيك تعرفين اني أحبك ... وانك انت اللي مليتي علي دنيتي من بعد أمك الله يرحمها ... واني ان رحت بيكون غصب عني مو بيدي ..
شوق بكاها زاد وكلام ابوها أرعبها أكثر : لا يبه لا تقول هالكلام ... تكفى يبه انا من لي غيرك ... خلك عندي لا تروووح يبه تكفى ... انا أحبك يبه ... أنا أحبك لا تروح وتخليني بلحالي ....
صالح : حبيبتي لا تبكين هالدموع غالية علي ... مابي أشوفك تبكين أبد ..
شوق : طيب قلي انك مارح تخليني ... قولي وأوعدك اني مارح أبكي ..
صالح زادت قبضته على يد شوق الماسكته .. كان كاتم أنفاسه وهو يحس بنوبة الألم تزداد عليه ومغمض عيونه بشدة ..
شوق حست في قلبها ان ساعة الفراق بدت ... لذا بدون شعور منها ضمت يد ابوها أكثر وباستها ....
شوق : يبه ... انت بخير ؟!!
صالح تنهد بشدة : حبيبتي ...
شوق وهي تشهق من البكي .. الموقف أكبر منها وأول مرة تمر في موقف مثل هذا : سم يبه !!
صالح بصوت مبحوح ومتألم : تذكرين الكلام اللي قلته لك .. عن عمك ... عن عمك عبدالرحمن ...؟!
شوق هزت راسها : أيه يبه أذكر أذكر ... شفيه ؟!...
صالح : ان شالله لما أروح .. بتروحين وتعيشين هناك عنده ...
قاطعته شوق بصرخة مرعوبة : لااااااااا يبه انا مابي أعيش عند احد غيرك .. انت بتقوم ان شالله وبكمل حياتي معك ... مابي احد غيرك يبه تكفى لا تقول هالكلام ...
رفع صالح يده وحطها على خد بنته بحنية ومسح بها دمعة حارة سالت من عينها ...
صالح : صدقيني حبيبتي .. كنت اتمنى .. لكن الموت أقوى مني وهذا يومي ...
شوق : لا يبه تكفى لا تقول لا تقول ... انا بعدك أضيع لا تخليني لا تقول هالكلام ...
حطت راسها على كتفه وبدت تبكي بحرقة وبألم .. وكأنها تبي تهرب من هالواقع الفضيع اللي هي عايشته ..
رفع صالح يده وحطها على راسها ..
صالح : لا تبكين حبيبتي تعرفين ان دموعك تضايقني .. اوعديني انك مارح تبكين .. ها عمري ؟!..
ماردت شوق وتمت تبكي على كتفه .. شلون اوعدك شلون .. ما اتخيل حياتي من غيرك ..
كمل كلامه : حبيبتي شوق .. انا كلمت المحامي .. أمس لما زارني ... وقلت له كل شي .. عن عمك ... وعن الوصية اللي وصيته ... يوصلها له ... كل اللي ابيك .. تسوينه انك ما تخلين للحزن مكان .. بحياتك ... من بعدي ..
صمت فجأة .. رفعت شوق راسها و شافت ابوها رافع اصبعه السبابة ويتشهد بهمس ...
بعدها ......... ؟؟؟؟!!
تمت شوق جامدة بمكانها وهي تشوف عيونه ثابتة عالسقف .. كانت تنتظر حركة أو همسة منه تكذب الواقع اللي صار ...
رفعت يدها وهي مرتجفة ومرعوبة وهزته بهدوء : يبه ...
مارد ابوها وظل على حاله .. كانت شوق في حالة ضياااع ماتبي تصدق ... تبي أي شي يخبرها انها في حلم مو واقع ...
هزت ابوها بعنف أكثر وبصوت أعلى ودموع ماأقدر اشبهها الا بالأنهار الجارية : يبه رد علي .. يبه تكفى لا تخليني .. من لي بعدك قولي ...ماأقدر اعيش لحالي ... انا ضايعة من بعدك ضايعة ... يبه لا تروح خذني معك تكفى يبه .. يبه انا كيف أعيش الحين .. يبه انت أقوى من كذا لا تروح عني .. خذني معك عالأقل يبه ....
دخلوا ممرضتين ومعهم الدكتور بشكل سريع وبسرعة كشفوا عليه ..
شوق تصرخ بشكل هستيري : لااااااااااا .... أبوي مامات .... قوموه خلوووه يقوم ابوي مامات ...
كشف الدكتور .. وغمض عيونه من الأسى اللي اكتسحه ومن شكل البنت اللي قدامه ..
رفع يده مررها على عيون صالح وغمضها .. التفت للممرضتين اللي معه وأشر لهم انهم يطلعون شوق برا الغرفة ..
شوق : لاااااااااااااااااا خلوني مع ابوي ... مابي اعيش من دونه ... اذبحوووني خلوني اموت معه ... اذبحووووووني .. مابي الحياة بعده خلوني تكفووووووون .. يبه لا تروح يبه .. خلوووني .. تكفوووووون ..
شالوها الممرضتين وكانت منهارة .. اشر لهم الدكتور يدخلونها وحدة من الغرف ويعطونها مهدي عشان تهدى ..
كانت شوق تقاوم ماتبي تترك ابوها تبي تتم جنبه : قلت لكم خلووووووووني مابي اروح عنه خلوووووووني ..... يبه !!!... لااااااااا ... خلوني ابي اقعد جنبه .. خلوني جنبه ابوي بيقوم الحين خلوووووووني ..

شهقت شوق وهي تتذكر هالذكريات المؤلمة ... ضمت الصورة لصدرها وهي تشهق من البكي ... كانت الدموع تغشي عيونها .. وتتدفق على خدودها بدون انقطاع ..
كانت تنطق وتنادي ابوها بهمس : يبه ... يبه ... اشتقت لك .. ليش رحت عني .. اشتقت لك .....
مرت نسمة هوا باردة طيرت خصل من شعرها البني اللامع وهي مازالت في غمرة أحزانها .... الشوق والحنين غمرها فجأة لابوها ......
ماحست بندى اللي دخلت الغرفة ... واللي كانت واقفة عند باب البلكون مصدومة من منظر بنت عمها ...
ندى بقلق بالغ : .. شوق ؟!!
رفعت شوق راسها فجأة .. بسرعة مسحت دموعها ونزلت راسها عشان ماتنتبه لدموعها : هلا ندى ..
لكن هيهات تخبي كل هذا عن ندى ... اصلا صوتها لحاله كان باين فيه العبرة والبكي ...
راحت ندى بسرعة مرعوبة وجلست قدام شوق : شوق حبيبتي شفيك ... ليش تبكين ؟!
شوق وهي مازالت ضامة الصورة لصدرها وعيونها للأرض : مافيني شي ...
ندى خافت من جد .. الصورة هذي جابت لها الشك ... سحبت الصورة من بين يدين شوق بدون ماتشاورها ....
شافتها مستغربة ورفعت راسها لها : هذي صورة عمي .....!!!!!
شوق ماتمالكت نفسها وطاحت بحضن ندى تبكي .. ندى من خوفها ضمتها وهي ما تدري سبب اللي صارلها وقلب حالها فجأة ....
ندى بخوف : شوق حبيبتي .... شفيك خوفتيني ؟!...
شوق : أب.... أبوي ..
ندى : شوق ليش تبكين .. شفيه عمي ؟!...
شوق : أبي اشوفه ياندى .. اشتقت له .. ابي أشوفه ..
ندى : شوق ؟!..
شوق : ندى ابي أشوفه اشتقت له بموت ابي أشوفه ... ابي أكلمه .. ليش تركني ليش ؟!
سكتت ندى ماتدري وش ترد عليها .. توها معي اليوم تضحك وش فيها !؟ .. وش صار لها فجأة ..؟!!!
شوق تمت تبكي بحرقة وبألم .. ندى من غير شعور منها بدت تبكي معها بس من غير صوت ...
كانت حالتهم كلهم تكسر الخاطر وخاصة شوق اللي كانت ذابحة عمرها من البكي ..
ندى كانت عاذرتها ....
شلون قدرتِ تعيشين بلا أم .. وبلا أب بعد ... شلون ...؟!... شلون قدرت تكملين حياتك بعد صدمة وفاة عمي .. من حقك تبكين وتعبرين من حقك ... مالومك !!!...
بعد فترة مو بقصيرة هدت شوق وابتعدت بهدوء عن حضن بنت عمها ..
مسحت دموعها ... وقالت بصوت مبحوح : آآسفة ندى ... أرعبتك ... آآسفة ..
ندى بعد مامسحت دمعة جمدت على خدها : لا خذي راحتك .. بس وش فيك .. وش صار لك فجأة ؟!!!! ... ليش كنت تبكين كذا ؟!...
رجعت شوق تاخذ صورة ابوها من عالطاولة قدامها وضمتها وباستها بهدووء ...
قامت وهي حاضنتها ومشت لدربزين البلكونة .. ووقفت لحظات وعيونها عالأفق البعييييد ...
شوق تنهدت : ... حسيت بحنين اني أشوف ابوي .. أحن وأروع أبو بالدنيا .. الأب اللي مارح ألقى مثله لو لفيت هالعالم والكون كله ...
سكتت ندى ماتبي تقاطعها وتنتظرها تكمل كلامها ..
شوق : أبوي ياندى حسسني بحلاوة الدنيا من بعد امي .. عيشني احسن عيشة .. عوضني حنان الام اللي فقدته وانا حتى ماكملت الثلاث سنين ...
ولا تخيلت في يوم من الأيام اني راح أفقده ... وأصعب اللحظات وانا اشوفه يصارع المرض عالفراش الأبيض في المستشفى .. وانذبحت معه ألف مرة وأنا أشوفه يصارع الموت عشان يحيى ..
ماكان يبي يحيى عشان شي .. بس عشاني .. عشان مايتركني بروحي .. ( بدت نوبة دموع تسري على خدها بهدوء )
هبت نسمة ليل باردة طيرت شعرها المموج .. رفعت يدها تسحب الخصلة الطايحة ورى اذنها ..
كملت شوق : أبوي ياندى ماشفت زيه في العالم ...
قطعت كلامها وهي تشهق : كنت اصيح عنده قبل لا يموت .. كنت أترجاه لا يتركني .. شلون أعيش من بعده ... ماكان لي أحد غيره .. شلون أعيش من بعده شلون ..؟!!
سكتت شوق لأنها خلاص معد تقدر تقاوم .. خبت وجهها بيديها وتمت تبكي ..
قامت ندى ومشت لها بخطوات هادية وبداخلها تحس بالأسى .. كل هالأحزان كانت شوق مخبيتها ولا كان باين عليها ..
لكنها لما حست باللهفة والحنين فجاة انفضحت وانفضحت معها كل أحزانها ..
تذكرت ندى أول يوم وصلت لهم شوق فيه .. كيف ان الابتسامة كانت مرسومة ولا كأن الأحزان اكتسحتها من قبل ..
وصلت عندها وحطت يدينها حول كتوفها ...
ندى بهدوء : شووق حبيبتي .. خلاص .. انت كنتي خايفة انك تجلسين لحالك .. بس الحين خلاص .. حنا صرنا اهلك وابوي ابوك وانا اختك وامي امك واخواني اخوانك ... ليش البكي بعد ؟!..
مسحت شوق دموعها بذراعها وهي تتنهد تنهيدة طويلة ..
شوق : انا آسفة ندى .. ضيقت صدرك بهالسالفة ..
ضحكت ندى : لا شدعوة !!! .. مااتفقنا ان كل وحدة تخبر الثانية بأسرارها وكل شي يخصها ؟!
ابتسمت شوق : صحيح ...
ندى : خلاص عاد انسي الماضي .. عيشي حياتك .. ارمي الأحزان كلها وراك ..
سكتت شوق وهي تناظر صورة ابوها ..
ندى : يالله ننزل نتعشى ..
شوق : لا اعفيني بليز .. ماشتهيت .. تعبانة وبودي اروح انوم ..
ندى مابغت تصر عليها : خلاص أوكي على راحتك ..
طلعت ندى من عندها وهي عارفة ان الأحزان مازالت تسكن فيها .. عشان كذا فضلت انها تنوم وتريح .. فنزلت تحت وهي تفكر بحال بنت عمها ..
دخلت الصالة ماكان فيه أحد غير نايف ومنى وأمها كانت بالمطبخ .. جلست وهي حاسة بضيق ..
ربع ساعة والكل موجود حتى أبوها وفهد والكل عالعشا .. ابو فهد استغرب غياب شوق والتفت لبنته ..
ابو فهد : أجل ندى .. وين شوق ؟!
ندى : نايمة ..
ابو فهد : ورا ماانتظرت العشا .. لاحقين عالنوم ..
ندى بضيق : مدري يبه ... دخلت غرفتها قبل شوي لقيتها نايمة ..
سكت وهو يحس ان بنته مو بطبيعية ... كمل عشاه بدون أسئلة أكثر ..

------

كانت واقفة تحت شجرة كبييييرة .. تتأمل شموخها وثباتها اللي مايهزه ريح ..
واقفة بابتسامة عذبة .. كانت لابسة في ذيك اللحظة فستان وردي وشعرها الجذاب منسدل على كتفها بنعومة .. تحس بسعادة وهي واقفة فوق هالعشب الأخضر اللي يمتد لمساحات شاسعة ..
مشت برجليها الحافية بين هالأشجار والورد اللي كان موزع ومنتشر بكل الأشكال والألوان ..
طلعت فجأة لمساحة خضرا شااااسعة بدون أشجار... وكانت هالمنطقة ماليتها الورود والأزهار ..
ضحكت بنعومة وسعادة وهي تشوف الفراشات تتراقص في كل جهة ..
وجهت عيونها لأقصى مدى .. اختفت ابتسامتها وهي تترجم ملامح الشخص الواقف هناك .. وكأنها تعرفه ..!!!
تقدمت بضع خطوات تتأكد من اللي تشوفه .. بعدها ..
تسمرت مكانها مصدومة لما ابتسم لها ..
هالابتسامة ابتسامة شخص واحد بس ولا يمكن لأحد انه يقلدها ...
ضحكت بفرح وتفجرت دموع من عيونها .. ركضت بأقصى سرعتها وهي تصرخ ..
شوق : يبه ..!!!
شافته يفتح لها ذراعينه مثل ماكان يسوي معها وهي طفلة صغيرة وفي عيونه تطل الحنية والشوق ..
كان لابس ثوب ابيض طووووويل شديد البياض .. وملامحه كانت جميلة على غير اللي هي تعرفه وتتذكره عنه ..
وصلت له ومابقى بينه وبينها الا بضعة أمتار.. وقفت تبي تتأكد ان اللي تشوفه حلم ولا علم ... ماتبي تنصدم في النهاية ان اللي تشوفه وهم مو حقيقة !!!...
شوق بهمس وبخوف : يبه !!
صالح بابتسامة وسيعة : تعالي حبيبتي ...
شوق ساكتة ..
صالح : تعالي ...!!!
شوق :...... خايفة !!
صالح : من ايش خايفة عمري ... ؟!
شوق : أخاف أكون أتوهم .. اخاف كل هذا يكون حلم ..
صالح : تعالي عمري .. اشتقت لك ..
شوق ابتسمت وتفجرت ينابيع من دموعها وركضت له : وأنا اكثر ...
طاحت بحضنه وهي تبكي .. حست بيديه الدافية حولها وتلمها بكل حنان وعطف وحنية ..
شوق : يبه وينك ؟!.. وين رحت وتركتني ..؟!.. اشتقت لك اشتقت ...
صالح وهو يمسح على راس بنته : خلاص حبيبتي .. ماقلت لك قبل لا تبكين ..
شوق : مو بكيفي .. غصب عني .. ولهانة ولهانة يبه ولهانة !!...
صالح : حبيبتي انا جيت أسلم عليك ... ولازم أروح الحين ..
رفعت شوق راسها مرتعبة : وين بتروح ؟!..
صالح : لازم أرجع مكان ماجيت ...
رجعت شوق تبكي وتخبي راسها بحضن أبوها : لا يبه خلك جنبي .. أنا ماصدقت ترجع لي .. خلك هنا ..
صالح : ودي حبيبتي .. بس خلاص لازم أروح ..
بعدها عنه ...
صالح : يالله حبيبتي .. فمان الله .. وما أوصيك .. انتبهي على نفسك ..
قرب منها وباس جبينها .. ابتعد عنها وراح يمشي بهدوء وشوق صرخت تناديه : يبه انتظرني .. لا تروح ..
ماقدرت تتحرك من مكانها وهي تشوفه اختفى فجأة عن عيونها ...
الضباب بدا يلف حولها بكثافه .. ومعد صارت تعرف توجه خطواتها أو وين تروح ولا وين تتجه ... !!!

فتحت عيونها برعب وصوت انفاسها متسارعة بشكل جنوني .. قعدت عالسرير ويدها على قلبها .. كانت الدموع مغطية وجهها كله والمخدة مليانة دموع ..
قعدت فترة تسمي وتذكر الله ...
ياربي انا شفت ابوي .. وفوق كذا كان يكلمني .. المرتين اللي راحت كنت أشوفه من بعيد وبصورة ضبابية .. لكن اللحين ..
ياربي ليته كان حقيقة مو حلم ...
حست بأنها مخنوقة .. قامت فتحت باب البلكون ووقفت عنده تتنفس شوية هوا .. رفعت يدها لقت الساعة 2 ..
تحس داخلها حزن مكبوت تبي تطلعه لكن ماهي عارفة كيف ؟!!!..
استندت عالجدار بيد وحطت اليد الثانية على صدرها .. حاسة بكتمة فضيعة .. وضيق رهيب يضرب في دواخلها .. تمت تتنهد بصوت عالي لعلها تطلع وتتخلص من هالإحساس المخيف ..
انتابها شعور فجاة انها كرهت الغرفة وكرهت المكان كله فركضت تبي تطلع برا ... فتحت باب غرفتها وراحت بشكل سريع نازلة الدرج ودموعها مازالت مستمرة بالسيلان لكن بهدوء .. كان البيت هادي ومظلم ومبين ان الكل نايم .. لكنها ما انتبهت لفهد اللي كان جالس بالصالة يتابع التلفزيون ..
ماكانت حاسة بخطواتها ولا باللي حولها غير انها تبي تتخلص من الشعور الفضيع اللي تحس فيه ..
فهد اللي انتبه لها قطب حواجبه مستغرب .. حس ان حالتها غريبة ومهي بطبيعة من هيئتها مع انه ماشافها زين ..
دفعت شوق باب المطبخ بضيق .. دموعها زادت وفقدت زمام السيطرة عليها .. الذكريات تألمها وتزيد دموعها حرارة !!... وفوق كذا الحلم ...
توجهت لوحدة من الكراسي جرتها بفوضوية وجلست عليها ... حطت يدها عالطاولة وراسها عليه ..
فهد اللي استغرب وانتابه قلق فجأة من شافها قام ولحقها عالمطبخ .. وقف مكانه عند الباب مدهووش لما شافها حاطة راسها عالطاولة ومبين انها تبكي ... !!!!..
دخل فهد بخطوات هادية وبصوت هادي : شوق ؟!...
انتفضت شوق ورفعت راسها وبعدت الشعر عن وجهها ..
راح فهد قدامها وما بينه وبينها الا الطاولة : شفيك ؟!... تعبانة ؟!..
شوق وهي مسندة راسها على يدها وعيونها للأرض : مافيني شي ..
فهد : كل هذا وتقولين مافيني شي ..؟!...
سكتت شوق .. وردت عليه بشلال دموع تساقطت عالطاولة ..
فهد : شوق !!!
ماردت عليه وتمت على حالها ....
فهد : شوق ردي علي ...
شوق : قلت لك مافيني شي ....
ماحست به الا وهو يمسك يدها المسندة راسها عشان تناظره .. ورفعت راسها تلقائي من حركته ..
ظل جامد ومصدوم من عيونها المليانة دموع والمحمرة منها .. وانتبه لأحزان عميقة وعميقة تفيض من هالعيون اللي سحرته من اول يوم شافها فيه .. ظل ساكت لحظات مايدري وش
يقول ..
نزلت شوق راسها وسحبت يدها منه بهدوء ..
شوق : مافيني شي متضايقة شوي بس ..
تم فهد ساكت وما رد .. شوي والتفت عنها رايح للثلاجة وطلع منها جيك الموية وصب منه في كاس .. راح وحطه قدامها بدون ولا كلمه ...
فهمت شوق .. وامتدت يدها للكاس لأنها كانت فعلا عطشانة وريقها ناشف وشفايفها جافة ..
شربت منه رشفة طويلة .. وحست بروح جديدة رجعت لها وحست بشوي تحسن ..
رجعت الكاس عالطاولة ومسحت دموعها بسرعة وقامت ..
شوق وهي طالعة من المطبخ : تصبح على خير ..
لكنه فجأة ناداها : شوق ..
التفتت شوق له بصمت .. لكن فهد ظل ساكت وعيونهم على بعض ..
فهد بعد فترة صمت : ..... وانتي من اهله ..
شوق ابتسمت : مشكور على كاس الموية .. ( وغابت عن عيونه ) ..
مارد فهد سوى انها كان جامد بمكانه مستغرب من حالها مايدري وش صار لها أو وش صار له
!!!!!!!

دخلت غرفتها ورمت نفسها عالسرير وهي تبكي بصمت لما داخت ونامت مرة ثانية ..!!!
وفهد من جهة ثانية سكر التلفزيون وراح لغرفته وهو كله تساؤلات ؟؟؟؟؟؟!!!!...


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:21 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الج زء 19




نزل الدرج وهو يعدل غترته .. كان الوقت في الصباح ... نازل يفطر لأانه بيطلع لشغله ..
ابو فهد : صباح الخير ...
ام فهد : هلا صباح النور .. مستعجل اليوم ..
ابو فهد : شسوي عندي اليوم شغل ضروري ...
ام فهد : تفضل الفطور جاهز عالطاولة ..
مشى ناحية الطاولة شاف ولده عمر قاعد يفطر وحايس الدنيا حوله ...
ابو فهد : ههههههههههههههه ... صباح الخير حبيبي ...
مارد عمر عليه غير بابتسامة وسيعة شقت حلقه .. وكأنه عارف ان الحوسة اللي هو مسويها غلط ... بس بالابتسامة يمتص غضب اللي حوله ...
ضحك ابو فهد ... مال على ولده وباسه ... جلس في مكانه المعتاد صب له كوب نسكافيه وبدا فطوره ..

بعد دقايق نزلت ندى لابسة ومستعدة للروحة للجامعة وقبل ماتجلس في مكانها حول الطاولة باست راس ابوها : صباح الخير يبه ..
ابو فهد : هلا صباح النور ...
جلست هي بعد تفطر وشافت حوسة اخوها : عمر ؟!.... وش هالحوسة اللي مسويها ...
عمر ببراءة : ماثويت ثي ...
ندى والضحكة فيها بس مسكتها : كل هذا وماسويت شي ...
برطم عمر والتفتت لأبوه يستنجد فيه : بابا ... تثارخ علي هذي ... ( ويأشر على ندى )
ابو فهد يمثل : ندى وش فيك على حبيبي ليش تصارخين عليه ...
ندى : عشانه كسلان ... وصخ الطاولة ..
عمر : انا مب كثلان .... أنا ثاطر .. ( ثاطر = شاطر )
خلال هاللحظات أقبل عليهم فهد وهو يعدل شماغه : صباح الخير ..
ابو فهد + ندى : صباح النور ...
راح فهد هو الثاني وجلس جنب أخوه عمر اللي مطرس الدنيا كلها .. فهد انقرف منه ومن شكله ووجهه اللي كله أكل ..
فهد كشربعد ماجلس مكانه : يع !!!... عمر وش اللي انت مسويه ...؟!
رجع عمر يبرطم .. الناس كلهم هابين فيه ... : بابا ... ثوفه يدوللي يع ... أنا موب وع !!...
ابو فهد يكلم عياله : يالله عاد .. لا تضيقون صدر حبيبي .. الا عمر عاد لحد يزعله ... كلوا وانتوا ساكتين ..
فهد : وانا صادق يابو فهد !!! .. شلون آكل وهذا قدام وجهي .. بيلوع كبدي .. ماتشوف شكله شلون يقرف ..!!!
ما درى فهد الا بضربه على فخذه .. التفت لقاه عمر وبيده الملعقة والعصبية البرئية تطل في قسمات وجهه ...
فهد بسخرية وهو رافع حاجب : أحلى يالقوي !!!... والله وصرت تضرب بالملاعق ... فيه تطور ..!!!!
ماكمل كلامه الا وضربه ثانية بالملعقة على فخذه .. فهد سحب منه الملعقة ورماها بعيد عالطاولة وبدا فطوره وتجاهله ..
خلص ابو فهد فطوره وقام ماشي لكنه قابل شوق نازلة بوجهه : صباح الخير حبيبتي ...
شوق ابتسمت .. لكنها كانت ابتسامة باهتة لاحظ منها ابو فهد التغير الواضح : صباح النور عمي ... هلا ..
ابو فهد وهو يقرب منها : شفيك حبيبتي شكلك تعبانة ..؟!
شوق هزت راسها نفي : مافيني شي عمي ..
ابو فهد : بس عيونك ذبلانة وحمرا ... وشفيك عسى ماشر ..؟!
شوق : لا عادي عمي ... بس مانمت زين أمس ...
ابو فهد : روحي أفطري قبل ماتطلعين .. أمس ماتعشيتي ولا تروحين الا انت ماكله ..
شوق : ان شالله عمي لا توصي ..
قبل مايروح قرب منها وباسها على جبينها وهو يربت على كتفها بحنية اللي خلاها تنزل راسها وتتأثر .. ابتعد عنها وطلع وهي وقفت مكانها تحاول تمسك دموعها .. حركته ذكرته بابوها اللي كان دايما يسويها قبل مايطلع من البيت حتى لما كانت بتروح للمدرسة .. في الحقيقة كانت هذي اول مرة يسويها عمها .. اللي خلاها تشتاق لعاطفة الحنان .. ابو فهد ماقصر عنها بشي من ناحية الاكل والشرب والنوم لكنها ماحست انه عوضها عن العاطفة الابوية .. واكيد ماسوا هالشي معها الا لما حس انها تعبانة ..
تنهدت وراحت لطاولة الطعام .. ومن اقبلت انتبهوا لها ندى وفهد ...
ندى وهي تلتفت لها مبتسمة : هلا صباح الخير .. مابغيتي تقومين ؟!...
شوق وهي تحط شنطتها على كرسي وتجلس بالكرسي اللي جنبه : كنت تعبانة شوي بس ..
مدت شوق يدها للتوست قدامها وحست بنظرات فهد المتفحصة لها من عقب اللي صار أمس بالليل .. وما أمداها تحط اللقمة الأولى بفمها الا فاجأها فهد بسؤاله ..
فهد وهو يرفع كوب القهوة لفمه ويرتشف : شخبارك شوق الحين .. ان شالله أحسن ؟!..
شوق بهدوء مرتبك وبدون ماترفع عيونها : الحمدلله أحسن ....
ندى نقلت نظرها مابين اخوها وشوق مستغربة .. وكأنه يعرف شي ..
خلص فهد فطوره وطلع للجامعة ... وبعده ندى وشوق لبسوا عباياتهم وطلعوا مع السواق ..

بعد المحاضرة الأولى مسكت ابتسام يد ندى وطلعتها معها رايحين لباقي الشلة .. لأن ابتسام خافت ان ندى تخلف بوعدها وتروح وتنحاش عنهم .. لان ندى قد وعدتها من قبل انها تقضي جزء من اليوم مع صديقاتها ..
ندى : هههههههههههههههه ابتسام خليني ... وين بروح يعني ؟!
ابتسام ماسكة يد ندى وتسحبها معها : لا حبيبتي رجلي على رجلك ... بوصلك بيدي لين مالبنات قاعدين ...
ندى وهي تحاول تسحب يدها : طيب اتركي يدي ... تسحبيني قدام الناس كني بقرة ..!!
ابتسام وهي تشد قبضتها على يد ندى : شششششششش ... ولا كلمة ... مفهووم ؟!
هزت ندى راسها وهي تضحك وكملت طريقها مع ابتسام لمكان مالبنات جالسين ... كان ودها تروح تتطمن على شوق بعد اللي صار ليلة البارحة لكن ابتسام قيدتها ..
ابتسام وهي توقف قدام الحلقة اللي مسوينها البنات : هابنات ... جبت لكم ندى غصبن عنها ...
خلود بتهديد ونظرات نارية موجهه لندى : لا تقوليين انها عيت تجي ..؟!
ابتسام رفعت يدها وبانفعال مصطنع : بصراحة يابنات ... ندى كانت ناوية تنحاش ...!!
فتحت ندى عيونها عالآخر على هالأكاذيب اللي تسمعها ...
ندى : يالمجرمة ياللئيمة...انا ماعييت أنا قلت لك اني بروح لدورة المياه وبجي ...
ابتسام : أبدا ً .... ماقلت هالكلام .... انتي قلتي بروح لنوف وشوق ونوال ...
ندى وهي تضربها : ايالمنافقة ...
نادية وهي تأشر لها بيدها على مكان جنبها: أقول اجلسي هنا لا تجي الجزمة على راسك الحين ... اقعدي ...
ندى : هههههههههههههههههههههههه ...
قعدت ندى مستسلمة لتهديداتهم .. وبسرعة خاطفة اندمجت بسواليفهم واللي كانت نصفها هي اللي تسولف والبقية ينصتون لها بحماس .. وكانهم ماسمعوا لها من زمان .. وندى بين اللحظة والثانية تضحك عليهم

في جهة ثانية من الجامعة كانوا الثلاثي جالسين عالعشب الأخضر بين النسمات الباردة اللي تهب كل فترة ويفطرون ..
نوف كانت تسولف مع نوال طوول الوقت وتضحك ... لكن شوق كانت في عالم ثااااااني .. معهم بجسدها لكن روحها هايمة بعالم بعييييد ..
نوال : وين الشوق مسفحة له .. ها شوق وين سافرت ؟!
انتبهت شوق : لا معكم ...
نوف : اقطع يدي ان كنتي معنا ..
ابتسمت شوق ومدت يدها لعلبة العصير وارتشفت منها رشفة ..
نوال وهي تتفحص شوق بنظراتها : وش فيك شوق اليوم ... عيونك مرررة حمرا ... وش فيك مريضة ؟!
شوق : لا انا بخير ..
نوف ماصدقت ومدت يدها حطتها على جبين شوق تتحسس اذا كان في حرارة أو لا ..
نوف : مافيك حرارة .. صدق شوق وش فيك ... مانمت أمس ولا كيف ؟!
شوق : تقدرين تقولين ...
سكتوا فترة ونوال ونوف يتبادلون النظرات بتشكك .. بعدها رجعوا يسولفون في موضوعهم الأول ...


في جامعة الملك سعود لكن في مكااان ثاني بعيد عن الأول ... كان فهد جالس مع عبدالله وأسامة وواحد ثاني أسمه متعب ..
أسامة : وش رايكم شباب في امتحان اليوم .. صعب ؟!
متعب : والله كانت فيه شوية صعووبة ... بس ربك ستر ... وعدت سليمة ....
أسامة : اليوم ربك ستر ... لكن بكرة مايندرى ... باقي لنا أربع امتحانات وماندري وش اللي بيطلع لنا ...
عبدالله : أهم شي خلصنا من هالمادة الغثيثة والباقي هين ...
التفت أسامة على فهد اللي كانت عيونه بعيد وباله سارح ... يهز رجله بتفكير وعلبة الكولا في يده ...
أسامة : هيي انت يا ذابح البنات ... وين رحت ؟!....
مارد بغير الجمود ..
عبدالله وهو يهزه : هيه فهد عسى ماشر .. وين مسافر ؟!...
فهد ابتسم : لا ماشر .. عندكم وقدامكم ...
أسامة يغمز يحاول يحرج فهد لكن حامض على بوزه : علينا .. علينا ... أكيد عند شذى اللي مافكت اتصالات لك من بعد الصورة اللي ارسلتها ... واللي أتوقع انه جاها سكتة قلبية منها ...
فهد : واذا قلت لك ياعمي اني ماكلمتها ولا كلمتني يمكن من اسبوع ... وش تقول ..؟!
أسامة : اسبوع ؟!.... مستحيل ماصدق ... هذي نشبة شلون ماكلمتك من اسبوع ...
عبدالله : لا صدق ... عندها الصورة تتبحلق فيها اربع وعشرين ساعة .. يكفيها ...
متعب : ترا زهقتونا بهالبنت اللي كل ماقعدنا جبتوا لنا سيرتها ...
فهد : انا عمري ماحكيت فيها ... لكن اسامة هو اللي دايما يفتح هالموضوع ( التفت لأسامة )... اذا تبي تكلمها ترا ماعندي مانع ... مستعد أخليها كلها لك اذا تبي ...
أسامة : اذا بنت حلوة .. انا موافق ...
فهد يضحك : خلاص لما اشوفها أعطيك رد ...
اسامة : وانا في الانتظار ...
عبدالله بسخرية : عز الله ان شافتك لو من بعيد ان تقب وماتلقى الا غبارها ...
متعب : ههههههههههههههههههههههههه ..
اسامة بثقة : وين تلقى أحلى مني ؟!.
متعب : أقول ارفق بعمرك لا يسيح نصك ... قال وين تلقى أحلى مني قال ... وهاللي قدامك ما ملى عينك ( يأشر على فهد ) ...
ابتسم فهد بفخر : تسلم يامتعب ... انا داري بعمري وانا ببطن أمي .. كلامكم لا يزيد ولا ينقص ...
متعب تنرفزمن رده : صدق انك وقح وماتعرف ترد ..
دق جوال فهد .. وكان اسم احمد ظاهر عالشاشة ... كلمه فهد ولما خلص قام وهو يرجع الجوال بجيبه ..
فهد : يالله انا طالع ... أحمد يبيني ...
عبدالله : بدري ... على وين ؟!...
فهد : ابد بس احمد ينتظرني في النادي ...
اسامة مندهش : يالئيمين .. تشتركون في نادي وحنا ماندري ..
فهد : واذا قلنالك ان حنا مشتركين لنا 4 شهور تقريبا .... وش بتسوي ؟!
عبدالله وهو يحك لحيته : وأنا اقووووول ... فيك شي متغير انت وياه .. أثركم تلعبون رياااضة ..
أسامة بنبرة عالية شوي : وليش حضرتكم تشتركون ولا تقولون .....
فهد وبنبرة سخرية : اقوول شرايك تجي تكفخني بدال هالمنافخ .. قم جرب بس ..
عبدالله + متعب : ههههههههههههههههههههههههههههههه ..!!
اسامة : ههههههههههه لا يخوي .. رح والله معك ...
فهد تبدلت ملامح وجهه من التكشيرة لابتسامة وسيعة ... لف مبتعد عن اخوياه وهو يأشر لهم بيده اشارة الوداع ....


انتصف النهار ... الكل هجع لبيته يرتاح من عناء العمل في مثل هاليوم الحار اللي يكون ككل الأيام في فترة الصيف واللي تمثل أيام جدا مرهقة في الرياض ...

عالغدا الكل نزل يتغدا ... وكانت آخر وحدة نزلت هي شوق ... لأنها فضلت تاخذ لها حمام سريع ينشطها ...
لكن هذا ماقدر يخبي ملامحها اللي تعبت واللي تغيرت من أمس ...
نزلت وكان الكل توهم جالسين .. بدوا الأكل ..
ابو فهد انتبه لوجه شوق المتغير من الصبح : شوق بنتي شفيك ؟!..
رفعت شوق راسها مستغربه من سؤاله : مافيني شي .. عادي ..!!
ابو فهد : بس وجهك مايطمن من شفتك اليوم الصبح ؟!...
شوق هزت راسها ورجعت لصحنها تكمله : لا لا مافيني شي .. بس .. مانمت زين ..
فهد فاجأها بسؤاله : أكيد ؟!..
التفتت له ماتدري وش ترد ... عمها شاك فيها وفهد اللي شهد على موقف الأمس بعيونه ...
ابو فهد : وجهك أصفر وعيونك تعبانة ... متأكدة مايعورك شي ؟!
هزت شوق راسها بصمت بدون ولا حرف ...
ندى اللي كانت جالسة جنب شوق ساكتة ... تبي تتكلم وتقول ... لكن خوفها من بنت عمها ربط لسانها ... خايفة من ردة الفعل اذا نطقت بحرف .. فغصبت نفسها على السكوت ...
كملوا الغدا ... وكل شوي بين لحظة والثانية يرفع ابو فهد عيونه لبنت اخوه بقلق .. وهي لاهية بالأكل ولاهي حاسة بنظراته ..
ابو فهد قلبه ناغزة .. يحس بشي حاصل للبنية لكنه مايدري وش هو ؟!!
خلصوا غدا ...
بعدها اتجهت شوق لغرفتها على طوول وماقعدت تحت بالصالة كالعادة ...اما البقية فقعدوا ...

ابو فهد ماطول اتجه لغرفته يريح له ساعة وام فهد خذت عمر للمطبخ تأكله ...
مابقى بالصالة الا فهد وندى .....
ندى كانت مشغولة البال وتفكر باللي صار أمس بغرفة شوق !! ... شعور الحزن والأسى يعصف فيها عشان اختها وبنت عمها اللي ياما تمنتها ...
وفهد من ناحية ثانية نفس الشي ... كان يدور بخلده وبقلبه تفاصيل الحدث اللي صار امس ... التساؤلات اللي ساكنة عقله تزيد عليه لحظة بلحظة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايدري وش سبب الدموع اللي شافها تسيل على خد بنت عمه ... والحزن العميق اللي كان يطل من عيونها ...
مسك راسه بعصبية من هالأسئلة اللي تضرب في عقله باستمرار ... تنهد بعمق من الضيق اللي انتابه فجأة ...
التفتت له ندى : وش فيك ؟!
هز فهد راسه ينفض هالأفكار : ولا شي ..
هزت ندى كتوفها بعدم اهتمام ورجعت سارحة بفكرها عند بنت عمها ... ظلوا فترة على حالهم كل واحد مسافر بقلبه وبعقله لعالم ثاني ...
قرر فهد في لحظة انه يسال اخته .. لأنه متأكد مية بالمية انها تعرف .. توه بيسألها لكن وقفتها وهمتها بالمغادرة خلته يتراجع ..
ماطول فهد من بعد اخته لأنه حس بالإرهاق بدا يهاجمه ... قام طفى التلفزيون وسيدا على غرفته ..
توه بيحط راسه عالمخدة ويستعد للنوم لانه خلااص مدروووخ حده الا جواله يرن ..
رفعه لقا الاسم المكتوب ... " شذى "
كشر وجهه بضيق لان الاتصال جا بوقت غلط ... قرر يتجاهله لكنه تراجع باللحظة الأخيرة ..
فهد وهو يتحرك وينسدح على ظهره : هلا والله وغلا ...
شذى بلهفة : ياربي .. أخيرا ً سمعت صوتك ... اشتقت لك .. اسبوع مادقيت علي شفيك ؟
فهد : لا ابد كنت بس مشغول مع الأهل .. زيادة عالامتحانات اللي خبرتك عنها ..
شذى بغنج ودلال : أيه بس مو مرة ثانية تطول علي وتغيب عني كل هالغيبة .. ارحمني عااااااد ..
فهد : ههههههههههههههههههههههه
شذى بحيا : ياااااااااااااربي فهد ؟!... كم مرة قلت لك لا تضحك هالضحكة ... تراني أذوووووووب !!!
فهد : ههههههههههههههههههه .. طيب ولا يهمك .. قولي لي
شذى بنعومة : قووووول ...
فهد : وش سويتي بالصورة اللي أرسلتها لك ..؟!
تنهدت شذى تنهيدة من أعماق أعماقها : آآآآآآآآآآآآآآخ !!... وش أقول ولا وش أخلي ؟!...
ذبحتني هالصورة ... خلاص صبري كله راااح ..الصورة بدال ماتصبري زادتني شوووق ..
متى يافهد أشوفك ... قوللي بس متى ؟!!
فهد : قلت لك حبيبتي ...الاسبوعين هذي ماأقدر كله امتحانات ...
شذى : أوكي اوكي .. انا ماقلت شي .... مالي الا انتظر ...
فترة سكون حلت بينهم ... فهد سرح لمكان ثاني ... عند مين ؟!... عند شوق .. وحالها اللي ماخلته ينوم الليل من الحيرة !!!
شذى : فهد ..
فهد : .................
شذى : فهد وين رحت ؟!
فهد : هلا ... معك معك حبيبتي ....
شذى برقة : فهد ... أنا متضايقة ..
فهد بعذوبة : أفااا .... ليش ؟!.... وش اللي مزعل عيوني ؟!
شذى : مارح أقدر أشوفك وأطلع معك في الموعد ...
فهد قطب مابين حواجبه : والسبب ؟!
شذى : أخوي ... اللي يشتغل بالأحساء بيرجع الاسبوع الجاي ... وبيقعد عندنا فترة يمكن تمتد لشهرين او شهرين ونص ... فهالفترة كلها مارح أقدر أطلع معك ... يعني بتم أنتظر ..
فهد ابتسم وانقلب عالجهة الثانية : وخير ياطير !!..
شذى فتحت عيونها عالآخر مستغربة من رده : وش اللي خير ياطير ... أقولك فترة أكثر من شهرين ويمكن تمتد لثلاث شهور وتقوللي خير ياطير .. صدق انك بارد ...!!!
قطعت كلامها وبرطمت ...
ضحك فهد : شذوتي .... عمري .... حياتي ...
شذى مبرطمة ومتماسكة لا تفلت أعصابها منها.. اسلوبه هذا بالكلام يخلي لسانها ينطق من دون وعي ..
شذى : ..............
فهد : وبعدين بقولك شي ... خلي اخوك يقعد عندكم قد مايقدر وقد مايبي .... ليش زعلانة ...
شذى انفجرت : يووووه يافهد ... انت متى بتفهم .... كثر خيري يوم اني قدرت اصبر سنة كاملة ... الحين تبيني اصبر شهرين أو يمكن ثلاث شهور .. حرااااام عليك !!...
ضحك فهد : هههههههههههههههههههههههه
شذى : وليش تضحك حضرتك ؟!
فهد : أضحك .......... لأن صوتك حلو وانتي معصبة ... ( وبهدوء آسر ) .. تكفين كل مادقيتي علي عصبي ... هاعمري ؟!
شذى تمت ساكتة للحظات ... بعدين قالت بدلع : فهد !!
فهد : هههههههههههههههههههههههههههه ...!!
شذى : يا ربي !!... بنجن منك ... والله بنجن !! .. بس ماعلي .. انا بشوفك يعني بشوفك مهما يكون .. ولما القى الوقت اللي اقدر بقولك ..
توه بيرد لكن قطع عليه صوت دق خفيف ورقيق عالباب ...
فهد بهمس : يالله حبيبتي ... في أحد يدق باب غرفتي ... بعدين أكلمك ...
شذى : أوكي حبيبي مو بتنسى ... بااي ..
فهد : بايات عمري ...
راح للباب وفتحه .. لقاه عمر واقف ومن ملامح وجهه باين انها متغيرة ومو طبيعية ...
فهد : عمر .... وش عندك ؟!
عمر بارتباك : ...... سوق ..
قعد فهد عالأرض قبال اخوه .. وباستغراب : شوق ؟!... وش فيها ؟!
عمر تم يحرك ويلعب بيدينه بتوتر وخوف ... وهيئته توحي انه شايف شي أول مرة يشوفه : سوووق !!... هناك ( يأشر بإصبعه على غرفتها ) ... تثيح ... ( تثيح = تصيح )
فهد قطب مابين حواجبه : تصيح ؟!!!
هز عمر راسه مبرطم .. كأنه هو ايضا ضايق صدره وزعلان علشانها ..
عمر : تثيح بقوة .... كذا ..
ويعلم اخوه كيف ... فغطى وجهه بيدينه
فهد : طيب ليش تصيح ؟
عمر ببراءة هز كتوفه علامة جهله وانه مايدري ..
عمر : مدري .... تعال ثوفها ....
ماحس فهد الا باخوه يمسك يده ويسحبه معه متوجه لغرفة بنت عمه ... قبل مايوصل للباب بخطوة وحدة ... سمع حس اخته ندى تتكلم بوضوح لأن الباب كان مردود ..
ندى بحسرة : ياربي ياشوق ... خلاص عاد يكفي هالدموع ... ماصارت والله ..
شوق وهي ضامة صورة ابوها : ماأقدر ياندى والله ماأقدر .. غصب عني مو بكيفي ..
ندى : طيب اذكري الله ... صياحك هذا مهو ب مغير في الدنيا شي ..
شوق وهي تشهق مابين أنفاسها : لا اله الا الله ... بس ياندى هذا ابوي تعرفين وش معنى الأبو ... لا تلوميني ...
ندى حطت يدها على كتفها تهديها : الله لا يلومك ... بالعكس الله يلوم اللي يلومك .. انا عاذرتك حبيبتي ... بس مو لهالدرجة تسوين في نفسك ... تصدقين عاد بغيت أقول لأبوي السالفة كلها عالغدا ...
شوق رفعت عينها بخوف : لا ندى .. تكفين عمي لا يدري ..
ندى : طيب وليش ؟!... عمك هو أبوي وأبوك الحين ...
شوق بإصرار : لأ لأ لأ ... الا عمي ... مابي أضيق صدره ...
انتبهت ندى لأخوها عمر واقف عالباب .. ويراقبهم بتوتر وتردد ...
ندى : عمر حبيبي .... ليش واقف هناك ... تعال ..
عمر ونظرات الخوف على شوق : وث فيها سوق ؟!!
ابتسمت شوق عالنظرة الخايفة والقلقة اللي لمحتها بعيونه .. زادت ابتسامتها له بعد مامسحت دموعها بسرعة ...
شوق : تعال حبيبي مافيني شي ...
عمر : طيب وث فيك ؟!
شوق : تعال أول وأقولك ...
انتفضت في مكانها لما شافت فهد يظهر فجأة ويتسند عالباب بيده وابتسامة على وجهه ...
فهد : وأنا ؟!.... مارح تقولين لي ؟!
ارتبكت شوق ونزلت راسها تلعب بيديها لما غطى شعرها وجهها كله ...
ندى بصراحة تفاجأت من أخوها اللي طلع لهم ماتدري من وين ... لا ويسأل كانه عارف شي ...
ندى : فهد ؟!.. من وين طلعت ؟!... وش جابك ؟!
فهد وهو يأشر براسه على أخوه اللي كان واقف قدامه : اللي جابني .... هذا الله يسلم عمره ...
ندى : طيب وليش واقف ؟!... تبي شي ؟!...
فهد : ابي بنت العم ترد ... وتجاوب على سؤالي ...
ندى : أي سؤال ؟!
فهد ونظراته كلها مركزة على شوق اللي لازالت منزلة راسها : هي تعرف أي سؤال أقصد ؟!... ولا لا ياشوق ؟!
شوق رجعت العبرة تخنقها .. ذكريات الأمس والحلم رجع تفاصيله يمر ببالها
فمسكت فمها بيدها لا يطلع لصياحها صوت ... وقامت بسرعة للبلكون فتحت بابها وطلعت ..
فهد تغيرت نظرته من الابتسامة للاستغراب الشديد ... نزل يده وتوه بيروح يشوفها لكن ندى استوقفته ...
ندى : فهد ممكن شوي بكلمك ..
طلعت معه برا الغرفة : فهد وش فيك ؟!.... ماتشوف حالة البنت ..؟!
فهد : الحين السبة صارت فيني ؟!... انا اللي صيحتها ؟!... البنت من امس وحالتها معتفسة ؟!
ندى بتساؤل : وانت وش دراك انها من أمس وهي على هالحالة ..
فهد : دريت وبس ..
ندى هزت راسها بعدم اقتناع ..
فهد حس انه الوقت المناسب : الا بغيت أسألك .. وش سبب حالتها هذي ..
ندى بعد صمت : بصراحة .... شوق فاقدة عمي ...
اكتفى فهد بالصمت ونظراته كلها على أخته ...
ندى تكمل : وأمس ........ حلمت فيه يكلمها ..
فهد تذكر موقف الأمس وهز راسه بعد مافهم : أهاا ..
ندى تذكرت شوق فرجعت ادراجها لغرفتها وسكرت الباب ... توجهت على طول للبلكون لقتها مخبية وجهها بيديها وتبكي بصوت مسموع ... وعمر الصغيرون واقف قدامها مايدري وش فيها .. وعلى وجهه ملامح الخوف ...
تنهدت ندى وراحت لها : انت وبعدين معك ... بتموتين من هالبكي ... خلاص يكفي حرام عليك ..
شوق من بين نشيجها : خليني أصيح ..... خليني اطلع اللي في قلبي ... آآآآآآآآه يايبه ...
ندى : شووووووووق يكفي عاااااد ...
ماردت شوق وبكاها زاااااد ...
هزت ندى راسها بأسف وضعف الحيلة ... فماقدرت غير انها تروح لها وتضمها .. ياربي شسوي مع هذي الحين ... بتذبح عمرها من البكي ...
ندى برجا : شوووووق تكفين يكفي صياح ... تبين تموتين عمرك انتي ولا ايش ... صبري نفسك ... كلنا بنموت ...
شوق حطت راسها على كتفها وتمت تبكي بحرقة وبحرارة : خليني خليني ... مااقدر امنع نفسي ... خليني تكفين ..
عمر تم واقف مصدووم .. المنظر اللي قدامه ارعبه ... فراح يركض طالع من الغرفة وهو يبكي ..
سالت دمعة بهدوء على خد ندى ... محتارة !!.... ماتدري وشلون بتتصرف مع هذي ...
كل ماله وبكيها يزيد وهي مهي بعارفة تتصرف !!..
ندى بحزم : شوق !!... ترا ان ما سكتي الحين ترا والله بطلع واخليك لحالك ...
ماردت شوق وتمت تبكي ..
ندى معد قدرت تتمالك اعصابها .. بعدت يدين شوق عنها وقامت طالعة من الغرفة ...
شوق من بعد ماطلعت ندى عنها ضمت نفسها بيدينها ونزلت راسها تكمل بكي ..
نزلت ندى الدرج وهي مرة ضايقة .. مرت في وسط الصالة وكان فيها عمر يبكي عند أمه من بعد اللي شافه ...
ام فهد : ندى ... وش فيه عمر ؟!.... ليش يصيح ؟!
ماردت ندى وكأنها ماودها تنطق بحرف .. دفعت باب الصالة المطل عالحديقة بعصبية وطلعت مستعجلة ...
ام فهد تكلم نفسها : هوو !!... وش فيها بعد هذي ؟!...
ندى مشت بسرعة تعبر الحديقة متوجهة للمكان المفضل عندها ...
مشت وهي تمرر يدها على راسها بضيق ونرفزة ... مستاءة من حالة بنت عمها ... تحس بضعف الحيلة .. ماتعرف شلون تتصرف ... وعشان ماتواجه ضعفها هذا تركتها لحالها بالغرفة ...
جلست عالكرسي وهي تتنهد تنهيدة طويلة !!...
مر وقت طويل يمكن فترة ساعتين ... ندى مازالت على حالها جالسة بالحديقة .. وكل ماجا واحد من اخوانها يكلمها تطرده بعصبية ..
نزل ابو فهد للصالة عشان يشرب قهوة هالوقت كالعادة .. لقى ولده عمر يصيح ..
ابو فهد : حبيبي ليش تصيح ؟!.... قل لي بس من اللي ضاربك وانا أطقه ..
ام فهد وهي تصب فنجال لزوجها : بعد عمري له ساعتين وهو على هالحال ... أسأله وش فيك .. بس مافهمت عليه ؟!..
ابو فهد سحب ولده وجلسه بحضنه ... وعمر ما سكت كمل بكي ..
ابو فهد : حبيبي .. وش فيك ... أحد ضاربك ؟!..
عمر مبرطم ودموعه على خده : لأ ..
ابو فهد : طيب وش فيك ؟!..
سكت عمر وتم على حاله مبرطم دموعه على خده .... في هاللحظة دفعت ندى الباب داخله وعلى ملامحها الضيق ..
ابو فهد ابتسم لها : هلا ببنتي ... تعالي حبيبتي تقهوي ..
ندى اللي كانت متوجهة للدرج .. وقفت ولفت لهم ماشية .. وجلست جنب ابوها ..
ندى بصوت هادي : هلا يبه ..
ابو فهد وهو يتفحص ملامحها وبمزح : وانتي بعد مبرطمة ؟!.. شفيكم انتوا اليوم ؟!
مر شبح ابتسامة على شفايف ندى : لا يبه .. مافيه شي ..
ابو فهد : متأكدة ..
ابو فهد يعرف بنته زين .. ويعرف ان كانت ضايقة ولا زعلانة ولا فرحانة ..
ندى : ايه يبه مافي شي مافي شي ...
ام فهد : وليش يوم ناديتك وانتي طالعة سفهتيني ..
ندى : هاه ؟!..... ماسمعتك ..
ابو فهد بمرح : طيب انا شايف برطم زعلان ...!!..
ندى ابتسمت : لا عادي يبه ... لاني زعلانة ولا شي ...
في هاللحظة مدري وش اللي فك عقدة لسان عمر وتكلم : بابا ترا سوق تسيح !!...
تفاجأت ندى من اخوها والتفتت له فاتحة عيونها عالآخر .. يالفضيحة !!...
نزل ابو فهد راسه لولده اللي لازال قاعد بحضنه وهو مكشر : تصيح ؟!!...
عمر مبرطم وببراءة : إيه ..!!.... تسيح بقوة !!
ندى كانت تناظره بنظرات معينة تبي تخليه يسكت لكن هو ولا همه ... نشر الخبر ...!!
التفتت ابو فهد لبنته وعلامة استفهام كبيرة في وجهه ؟؟!!
ابو فهد باستغراب شديد : شوق تصيح ياندى ؟!!؟
ندى انربط لسانها والكلمات ضاعت منها : هاااه ؟!
رجع لابو فهد صورة شوق اليوم الصبح .. وعالغدا ...فزاد شكه وكرر سؤاله لبنته بزيادة حزم ...
ابو فهد : شوق وش فيها ياندى ؟!
ندى وهي قايمة قاصدة الهرب : مدري ... مافيها شي ..
وراحت ماشية بسرعة متوجهة للدرج ... لكن صوت ابوها استوقفها ... غصبن عنها وقفت لأن نبرة ابوها كانت جدا حازمة وجادة ... فمن دون شعور منها وقفت لأنه اول مرة يكلمها بهالطريقة ...
ابو فهد : وقفي مكانك ... انا سألتك سؤال ... وش فيها شوق ؟!
تمت ندى جامدة مكانها ويدها على دربزين الدرج وظهرها موجه لهم ... ماتدري وش تقول !!
ندى بهدوء مرتبك : مافيها شي ..
ابو فهد وهو قايم لها : الا فيها !!.... وانتي تدرين وش فيها ...
ندى : مدري يبه مدري ... !!
ماحست ندى الا بأبوها يرقى الدرج قدامها ويتجاوز الدرجتين والثلاث بسرعة ... عرفت بحدسها انه قاصد يروح لغرفة شوق ... فمن غير شعور منها تبعته بعجلة .. وكانت تحاول تلحقه لكن كان أسرع منها : يبه لحظة شوي .. انا بقولك ..
كمل ابو فهد طريقه ولا اهتم بالكلام اللي قالته بنته ...
وصل لغرفة شوق وفتح الباب من دون حتى مايطقه ... تجمد مكانه وهو يشوفها نايمة على بطنها عالسرير وباب البلكون مفتوح والهوا يهفهف داخل الغرفة ويطير معه الستاير ...
تقدم منها وهاله شكلها ... كانت مغمضة عيونها وباين انها مو مرتاحة بالنوم وآثار الدموع تظهر بجلاء وبوضوح على وجهها ...
وزادت صدمته وهو يشوف صورة أخوه العزيز بجنب وجهها .. وكأن البنت كانت ضامة الصورة بالأساس ...
ظل جامد مكانه مصعوق ... صورة اخوه رجعت له ذكريات نساها من زمان ...
مد يده وسحب الصوة من تحت يدها برفق ... رفعها وتم يتأمل الملامح الضاحكة ... دمعت عيونه وصاحبتها ابتسامة هادية ارتسمت على ثغره بهدوء ...
تنهد بعمق وبحزن .... انحنى يرجع الصورة جنبها وطلع من قدام ندى اللي كانت واقفة على باب الغرفة بصمت وتوتر ... ملامح ابوها وهو طالع خلاها تنزل بصرها للأرض .. وأول مااختفى داخل غرفته دخلت هي غرفة شوق وسكرت الباب .. راحت وغطت شوق بطرف اللحاف .. وعلى طول توجهت للبلكون ...

------ ------ ------


كانت واقفة في بلكون الشقة لها فترة واللي كانت تقع في الدور الثامن ... واقفة قدام البحر .. وقت الغروب كان حينها ...
من حسن حظها ان سعود قدر يلقى هالموقع اللي كان يطل عالكورنيش لأنها تموووت عالبحر .. وتقضي معطم وقتها قدامه اذا كان سعود مو بموجود وفي شغله ..
طول هالأسبوع كله ماشافته ... كانت تفطر لحالها وتتغدى لحالها وتنتظر لما يجي بوقت متأخر عشان تتعشى معه .. وفي بعض الأحيان يجي متعشي فتضظر انها تتعشى لحالها مع ان العشا وقتها مايكون له طعم من دونه ..
لما تصحى الصبح تلقاه راح بوقت مبكر وبقايا فطوره متناثرة على طاولة الطعام .. اللي هوعبارة عن بيض وخبز وكوب نسكافيه .. وقتها يحز بنفسها ليش انه ماقومها تصلح له الفطور .. لكن هي تعرف سعود وتعرف حنانه .. مايحب يزعجها بوقت مبكر ويصحيها من النوم ..
لكنها بنفس الوقت كل ماتشوف هالبقايا تحس بالأسى علشانه .. وبخصوص الغدا فهو مايتغدا عندها يتغدا بالشغل .. وتبقى هي لحالها وشهيتها مفقودة ..
ظلت عيونها عالشمس اللي كان نصف قرصها قد اختفى ورا البحر .. ونصفها الثاني منعكس عالبحر بشكل تموجي ساحر ..!!
ابتسمت رغم الحزن اللي كان متملكها .. هالمنظر أجمل شي تشوفه في يومها .. وتبقى عادة واقفة لفترة طويلة تنتظره وترقبه ..
مازالت واقفة بمكانها لما غطى الظلام الدنيا من حولها وبدت شوارع جدة وخاصة عند الكورنيش تضج بالحياة والناس أكثر من النهار .. احتل القمر مكانه في كبد السما .. والنجوم حوله بدت تطل لامعة وكأنها تبتسم له ..
زادت ابتسامة نجلاء على هالفكرة اللي تدور ببالها عن القمر والنجوم !!
فجأة رجع لبالها صورة سعود ...!!!
اختفت ابتسامتها بسبب عودة نوبة الحزن ... حزن لأنها تحس انها فاقدته هالأسبوع ...
الشغل هالأيام خاطفه منها وما تشوفه في اليوم الا عند النوم ..
اشتاقت له .. ولسوالفه وضحكه معها ومداعباته اللي ماتقدر تعيش من غيرها .. حست للحظات انها نست صورته ولمعة عيونه كل ما شافها ..
فقدت هالأشياء ..!!
أسبوع فترة مو هينة ..!!.... أنا تعودت على هالأشياء وماقدر أستحمل أكثر فراقه عني بهالطريقة ..
الكلمة الوحيدة اللي أسمعها منه هي عند النوم ... " تصبحين على خير ياعمري "
وترد له بالمثل ..
وفي الصباح ماتحس الا ببوسة على خدها وهي نايمة قبل مايطلع ..!!
هذا السيناريو اللي يصير من أسبوع !!....
لكن شوقها في هاللحظات زاد وحست انه راح يفيض منها ومن روحها .. لفت ومشت بسرعة للتلفون ودقت الرقم اللي حافظته عن ظهر غيب ..
ترقبت صوته الحنون يوصلها ..
سعود بلهفة : هلا يا حبي .. !!
ماردت نجلاء لكنها ضحكت من أعماقها لاحساسها بالسعادة فجأة ..
سعود بلا شعور ضحك معها : ههههههههههههههههه ... خير عمري آآآآآآآآمري ..
تنهدت نجلاء من قلبها ... وبرقة قالت : مايامر عليك عدو حبيبي ..
وسكتت تبيه يتكلم ويملا مسامعها بصوته اللي آآسرها ..
سعود : ها عمري ..... شخبارك ؟
نجلاء : تمام ... وانت ؟
سعود : بخير ... ها شعندك ... تبين شي ؟
نجلاء : لا ..... بس ..
سعود بحنية : بس أيش ياقلبي ؟!
..
نجلاء وهي تلعب بشعرها : لا بس حسيت فجأة ... اني أبي اسمع صوتك ... مشتاقة لك مووووووت ... موت موت حبيبي ...
ضحك سعود وضحكته خلت نجلاء تستلقي على وراها مغمضة عيونها ...
سعود : وأنا أكثر ياعمري .. بس تعرفين أنا مشغول .. والحين مقدر أطول معك ..
نجلاء : لا مارح أشغلك .... بس كنت متضايقة ومحتاجة ...... لو همسة منك .. ( قالت الكلمتين الأخيرة بحيا )
سكت سعود فترة ....
نجلاء بترقب : حبيبي ... زعلت ؟!!
سعود : أنا آسف حبيبتي ... انا عارف اني مقصر معك هالفترة ... بس تكفين اعذريني ..
ضحكت نجلاء بعذوبة : لا تتأسف حبيبي أناعاذرتك ..
سعود : لا تخافين حبي انت ببالي كل لحظة .. كل لحظة ..
نجلاء : أنا عارفة مايحتاج تقول ..
سعود : يالله عمري .. لازم أسكر
نجلاء : باي حبيبي ..
سكرت ..
بعدت السماعة عن اذنها وتمت تطالعها للحظات .. قالت بهمس : أحبك ... !!
رجعت السماعة مكانها وهي بقلبها مرتاحة وسعيدة بعد الهم اللي كان يغمر صدرها قبل شوي ..
فكرت تتصل في أهلها وتاخذ اخبارهم وتلهي نفسها عن هالوحدة اللي جالسة فيها ..

-----------

في بيت ابو فواز ...

سكرت مها النت اللي كانت جالسة عليه لفترة أكثر من الساعتين .. حست بظهرها يعورها من كثرة الجلوس والانتصاب قدام شاشة الجهاز ..
طلعت من غرفتها ونزلت تحت ... لقت امها تتكلم في التلفون وباين عليها السعادة ... استغربت منها كل هالفرح ...
مااهتمت ومسكت الريموت الكنترول وبدت تقلب في القنوات ... لكنها فهمت من كلمات امها انها تكلم اخوها فواز ... اللي مسافر لأمريكا يدرس الماجستير ..
اول ماسكرت ام فواز السماعة ... التفتت لها مها ..
مها ببرود : هذا فواز ؟!
ام فواز : ايه بعد عمري .. داق يسال عنا ... يقول انه بينشغل الفترة الجاية عشان امتحانات نصف السنة ... وحب انه يدق الحين عشان ما ينشغل بعدين وينسى يتصل ..
هزت مها راسها ورجعت نظراتها للتلفزيون ...
ام فواز : يسلم عليك وعلى رشا ..
مها ونظراتها مازالت عالشاشة : الله يسلمه ..
ام فواز : روحي بشري اختك رشا .... تعرفين انها تعز اخوها ... بتفرح اذا درت انه دق ..
مها بعبوس بارد : الا قولي بتزعل ... وبتقوم الدنيا علينا وبتقعدها ..
ام فواز : وليش ؟!
مها : بتقول ليش ماخليتوني اكلمه ... وبتقعد تلجلج روسنا اليوم كله ...
ام فواز : قوليلها انه كان مستعجل لأنه يوم يتصل كان ناوي يطلع للجامعة ...
مها : بعدين يمه بعدين ... تلقينها الحين غايصة بين كتبها ودفاترها ... وحتى منتي بلاقية مكان في عقلها عشان تفهم معنى ان اخوي فواز اتصل ..
وضحكت بسخرية على اختها وتابعت مشاهدتها شاشة التلفزيون ..
ام فواز : مها انت ليش تتكلمين عن اختك بهالطريقة ؟!
مها بنظرات باردة : أي طريقة يمه ؟
ام فواز : كل مرة تقعدين فيها معي .. لازم تحشين في اختك سواء كانت موجودة معنا ولا غير موجودة ... عيب عليك يامها ..
مها : انا ماحشيت فيها ...انا اقول الصدق اللي فيها ... رشا بصراحة بنت باردة وبليدة ..
ام فواز تضايقت من هالكلمات اللي قاعدة مها ترميها عن اختها ..
ام فواز بحزم : مها ... ان سمعتك تقولين هالكلام عن اختك مرة ثانية ياويلك .. مارح يصير لك طيب ..
- عادي يمة خليها تقول اللي تقوله ... مها أصلا تكره كل الناس ... ماتحب الا نفسها .. ولا تستبعدين انها تكرهك انتي بعد يمه ..
التفتت مها لرشا اللي توها داخلة الصالة وعلى شفايفها ابتسامة استخفاف .. عادي تعودت مثل هالكلام من اختها ..
مها تمت فاتحة عيونها عالآخر من هالكلام ... وحست بشوية غيظ من أسلوبها هذا بالرد ...
ام فواز : الله يستر مايجي ذاك اليوم اللي تكرهيني فيه ...
التفتت مها لأمها بسرعة من الصدمة : يمممممممه ؟!.... وش هالكلام ..؟
ام فواز بحسرة : والله يامها صرت اخاف من أي شي ... معد صرت انتي مها الأولية اللي كانت بعمر الثمان والتسع سنين ... تغيرتي يامها مرة تغيرتي ... أول كنت بنت مؤدبة وحنونة ... ولا تحبين تطولين لسانك على احد بالألفاظ ... اي واحد كبير كان او صغير ..
مها بدهشة : يمه يعني انا الحين وقحة وماني بمؤدبة ... ؟
ام فواز : انا ماقلت انتي وقحة ... انا اقول انك تغيرتي حتى اسلوبك بالكلام صار معد يعجبني ... مرات تجيك حالات ترمين بكلام جارح بدون ماتفكرين فيه قبل ..
تنهدت مها بضيق من سماعها هالكلام عن عيوبها ومميزاتها اللي ابد ماتعجب امها ...
سكتت بضيق وعقدت يديها قدام صدرها وعيونها عالتلفزيون ...
ثواني وقامت من عندهم وهي تسمع صوت جوالها يرن من غرفتها ... توجهت له راكضة عشان تلحق ترد عليه قبل ماينقطع ..
ام فواز : وين ؟
مها : جوالي يرن ..
كملت طريقها لغرفتها ... سكرت الباب ... مسكت الجوال وردت وهي تجلس على كرسي المكتب ..
مها : هلا والله بدور ؟
بدور : هلا فيك مها ؟!... شخبارك اليوم ؟
مها : الحمدلله ... مثل كل يوم ... انت شلونك ؟
بدور : كويسة ... مشغولة ؟
مها : لا والله ... فاضية .. وافكر بالنوم من كثر فراغي ..
بدور : ههههههههه ... ليش .. ماذاكرتي لامتحان بكرة ؟
مها تنهدت تنهيدة طويلة : تبين الصدق .... مافتحت ولا صفحة ... ابد مالي خلق لامتحانها هالعلة ..
بدور : اوكي ... وانا مثلك ... بس اني ذاكرت اربع صفحات... كثر خيري يوم فتحت المادة أصلا ...
مها : هههههههههههههههه ... وليش متعبة عمرك ... كان ذاكرتي المادة كلها ولا لا تذاكرين من الأساس ..
بدور : لا ... ماكنت ابي احس بتانيب الضمير بعدين ... قلت افتح كم صفحة عشان اخفف بها هالشعور اذا رسبت فيه لا سمح الله ...
مها : لا ان شالله نعديه ... قولي لي ... مادقيتي على خولة ليش انها غايبة اليوم ؟
بدور : دقيت ... تقول امس هي سهرت عالماسنجر تكلم هذاك اللي خبرك عنه .. ولا قفلت عنه الا حول الفجر .. وماقدرت تقوم ...
مها : اهاا .. هذاك للحين تتكلمه ... طولت معه ..
بدور : ايه انا قلتلها انها طولت معه غير اللي قبله ... بس تقول انه عجبها كلامه وسواليفه .. مهضوم على قولتها ... وتقول انها ناوية تمدد المدة معه ..
مها : هههههههههههههههههههههه ... تمدد معه ؟!.... والله لو ان هالشباب واقفين بالطابور
بدور : ههههههههههههههه ... خلينا منها هالخبلة ... احس انها مهووسة بالشباب زيادة عن اللزوم ...
مها : ههههههههههههههههههههههههههه
بدور بنبرة غريبة وبخبث : الا أقول مها .... شخبار ولد الجيران ؟
مها عبست : ولد الجيران ؟!.... أي واحد ؟
بدور : مسرررررع نسيتي ... ماتذكرين ولد جيرانكم اللي كلمتينا عنه ذاك اليوم ... اللي تخبلوا البنات عليه يبون يشوفونه ...
مها بعد فترة تفكير تحاول تسترجع موضوع كلامها اللي اشارت له بدور ..
مها تذكرت : أيه .... قصدك فهد ... ؟!!!
بدور : عليك نوووور ... فهد اللي قلتي لنا عنه ...
مها : وش فيه ؟!
بدور : قلتي لنا انك معجبة فيه ؟!
مها تنهدت بضيق : الا انا أمووووووت على شوفته ... احبه ... بس هو الظاهر ماهو بحاس ... ولاهو بمهتم ...
بدور : شلون ؟
مها : يعني اذا رحت لبيتهم وحاولت اسلم عليه والين له واحاول ابين له اني معجبة فيه وأحبه ... كل اللي يسويه يرد السلام وببرووود .. يعيني انا ماهميته ...
بدور : اهااا ..!!
مها باشمئزاز : وبعدين من يوم جتهم بنت عمهم هذي اللي مدري من وين طلعت قطعت زياراتي لهم ...
بدور : بنت عمهم ..؟!... وش دخل بنت عمهم ؟!
مها : بنت عمهم صارت تعيش عندهم ... ماكان لها وجود أصلا بس مدري من وين طلعت .. !!!
بدور : طيب انتي وش عليك منها ... روحي عشان تشوفينه ... يمكن لو كثرتي زياراتك لهم يحس ... انتي حاولي ..
مها : بصراحة ... صرت اكره اروح لهناك .. حتى ندى اللي كانت تسولف معي وتضحك عادي تغيرت من يوم جت لها شوق ..
بدور : شوق ؟!؟!!
مها : أيه هذي بنت عمهم اسمها شوق ...
بدور بتفكير : امممممم !!! .... طيب مها انا عندي فكرة ..
مها : نورينا ...
بدور بنبرة خبيثة : وش رايك تكلمينه ؟!
مها بدهشة : من هو ؟!
بدور : من هو يعني يالغبية !؟.... فهد ... كلميه بالتلفون ..
مها باستنكار : لا يابدور ... نسيتي ان حنا جيرانه وممكن يعلم علي اهلي ... وبعدين انا اللي اتوهق واروح فيها !!!
بدور : يالغبية .... !!... لا تقولين له اسمك ... دقي عليه بدون ماتعلمينه اسمك ...
مها : لا يابدور اخاف ... اخاف يعرف صوتي !!
بدور : بصراحة يامها ... من يوم قلتي لي انا والبنات عن فهد هذا وعن شكله وكل شي ... حبيناه ... حتى انا صرت افكر اكلمه ...
مها بسخرية : ومن وين بتاخذين رقمه ياذكية ؟!
بدور : منك طبعا ..
مها : انا ماعرف رقمه ...
بدور : تقدرين تجيبينه ... والا نسيتي انهم جيرانك وان ندى هذي اخته صديقتك ..
مها : معد صارت صديقتي من جت لهم ... ( ماكملت اسم شوق .. لأنها تحس بالضيق كل ماتذكرت اسمها او مر مجرد خيال في بالها )
مها بضجر : أوووووووف .. !!
بدور : وش فيك ؟!
مها : شوق هذي كرهتها من شفتها ... مدري ليش ندى متعلقة فيها لهالدرجة ...!!!
بدور بخبث : مها ... انا عرفت الحين ليش تكرهين شوق ؟
مها بنرفزة : وليش ؟
بدور : لانها قريبة من فهد ... حبيب القلب ... وتخافين انها تاخذه منك ...
مها بخجل غاضب : بدووووور... وش هالكلام .... ماتقدر تاخذه مني ... وبعدين هي من قبل قالت لي انه مثل أخوها ...
بدور : أيه بس ماتدرين ... يمكن السنين تغير الحال بينهم ...
مها بخوف : بدوووور !! ... لا تضايقيني بهالكلام .... ابي أوصل لفهد هذا بس منيب عارفة كيف ... !!!!!
بدور : وش رايك تعطيني رقمه ... وانا أتصل فيه واقوله عنك وانك تبين تكلمينه ...
مها برعب : تقولين له مها تبي تكلمك ؟؟!!!!!!
بدور بتململ : ياغبية ... مارح أقول مها ... بقوله أي اسم ثاني غير مها ...
مها وكأنها خايفة من هالخطوة : طيب ..!!...واذا صار مايكلم بنات .. وش نسوي ..؟!
بدور هزت كتوفها بلا مبالاة وكأنها معتادة على مثل هالتصرفات : عادي ... ان كان مايكلم بنات ... بيعطيني كم كلمة تهزيئة وبيسكر السماعة في وجهي ... عادي متعودة على مثل هالأشياء ...
مها بنبرة تعجب : الا شكلك محترفة بهالأشياء ... يابختك ...!!!
بدور بفخر : أفااا عليك ... هذي الخبرة والتمرس ...
مها : ههههههههههههههههه ... بدور ابي اعرف انتي كم كلمتي من واحد للحين ؟!
بدور سكتت لفترة ... تفكر وتعد الشبان اللي قدرت تصديهم بصوتها الانثوي الغناج ....
بدور : للحين ...... يمكن ... 12 ..
مها بدهشة عجيبة ظهرت على وجهها : 12 !!!....12 !!!.. يالئيمة !!!
بدور بفخر غطى على صوتها : أيه ... وال 13 ... جاي بالطريق ...
مها باستغراب : ومن يكون هال13 ؟!!
بدور : الساحروالجذاب فهد !!... على قولتك !!
مها بعصبية : بدووووروه ..ابعدي عن فهد ...
بدور ببراءة : طيب انا ابي اتعرف عليه ... شوقتيني له بكلامك عنه ...
مها : بصراحة بدور انا ماغلطت يوم قلت عنه انه ساحر وجذاب ... ( وبنبرة حالمة ) يكفي النظرات اللي يشوفك فيها ... ولا طريقة كلامه ... ولا ابتساماته ... ياااااااربي يخقق يابدور يخقق ... مقدر اوصف لك كيف مقدر ..
بدور بنفاذ صبر : مهااااا خلاص شوقتيني .... عطيني رقمه اليوم ابي اكلمه ابي اشوف شلون صوته اللي تقولين عنه ...
مها : ومن وين اجيب لك رقمه الحين بالله .... من وين ؟!!
بدور : مالي دخل .... بكرة تروحين لبيتهم وتجيبين الرقم من اخته فاهمة ؟!
مها بضجر : تبين تورطيني ....اروح لها كذا من الباب للطاقة وأقولها عطيني رقم اخوك ... ان تعطيني كف وتطردني من البيت ...
بدور بسخرية : انتي وش فيك اليوووم غبية !!!.... اصلا بتصيرين حمااارة ان رحتي لها وقلتي لها هالكلام .... انا اقصد روحي وخذي الرقم من جوالها مثلا ... اكيد جوالها فيه رقم اخوها ...
مها بضعف حيلة : مدري يابدوور احس اني مترددة ..!!
بدور : والله بكيفك ... انتي قلتي انك تبين تتقربين من فهد وانا حاولت اساعدك ... ماعليك الا انك تجيبين الرقم وخللي الباقي علي ...
مها بعد صمت وكأن الفكرة راقت لها وبدت تقتنع تدريجيا : أوكي بشوف اللي أقدر عليه ...
بدور : بتصل فيك بكرة واشوف وش سويتي ... بكرة ماعندك مذاكرة لامتحان واعتقد تقدرين تروحين لهم ..
مها بهمس : اوكي بحاول ...
بدور : خلاص مها شكلي طولت ... يالله تيك كير ولا تنسين اللي وصيتك عليه ..
مها بابتسامة : أوكي ... باي ...
سكرت الجوال .. وعلى طول سرحت وظلت تفكر .. ايه والله ليش ما أكلمه .. قبل حاولت اتقرب منه بس مانفع ... مالي الا هالطريقة .. يمكن يحالفني الحظ واقدر اصيده ..
ابتسمت وهي تتخيل نجاحها بتنفيذ هالفكرة .. مستحيل اخلي شوق تاخذه مني .. فهد لي .. لي انا وبس ..


---------------

كانت للحين نايمة على بطنها ... فتحت عيونها فجاة ... تعدلت في جلستها ... وجهت عيونها للبلكون حيث كانت الستاير تحجب عنها منظر الخارج ...
ماكان هناك نور يبين ان الشمس لازالت مشرقة فعرفت ان الليل حل .. لكن ماتدري الساعة كم بالضبط ...
قامت تجرجر رجليها للحمام ويدها على راسها من الصداع الخفيف اللي تحس فيه ...
دخلت الحمام وفتحت النور .. غمضت عيونها مكشرة من شدته ... خطت خطوات ثقيلة ناحية المغسلة واسندت يديها عليها ... رفعت راسها للمراية ... ارتاعت من نفسها ومن وجهها اللي كان جدا متغير ...
عيونها زادت حمرتها ... وآثار عميقة رسمتها الدموع على وجهها ... شعرها كان غير مرتب ... بسرعة فتحة الحنفية وبدت تغسل وجهها ...
طلعت شافت الساعة كان وقتها ... 7.30 يعني للحين ماطلع وقت المغرب .. صلت الفرض اللي عليها ... غيرت ملابسها ولبست لبس بيتي ثاني وطلعت ...
- صح النوم ..
كان نايف هو اللي قال هالكلمتين ... ابتسمت له شوق بكسل ..
شوق : صح بدنك ..
قرب منها نايف وبدا يتفحص وجهها بتكشيرة تنم عن الاستغراب ...
نايف : وش فيك عيونك طماطات ..؟!
ضحكت شوق بخفة : طماطات عاد ؟!...
نايف : ايه حمرررررا ... وش مسوية فيها انتي ؟!
شوق وهي لافة قاصدة الدرج : ماسويت فيها شي ..
كملت طريقها لتحت ونايف جنبها يمشي ...
نايف : جايب لعبة بلاي ستيشن جديدة .... رهييييييييبة !!!...
رجعت ابتسمت شوق لأنها فهمت من كلامه انه يعرض عليها تلعب معه لكنها قالت ..
شوق : لا نايف والله مالي خلق ... وقت ثاني ..
دخلوا للصالة ووقف نايف قدامها ..
نايف : وش فيكم انتوا ..؟!... انتي وندى محد راضي يلعب معي ... حتى فهد !!
شوق : معليش نااايف ماتشوف عيوني طماطات على قولتك ... مالي نفس العب ..
استسلم نايف ومشى عنها : شكل مالي الا منى هالزلابة العب معها ..
كملت شوق مشيها لوحدة من الكنبات وجلست عليها ... شوي ودخلت عليها ام فهد اللي أول ماشافتها ابتسمت لها مع نظرات ماقدرت شوق تفسرها ..
ام فهد : وينك شوق ؟!... نايمة ؟!
هزت شوق راسها بابتسامة ...
توجهت ام فهد للمخاد المرمية ترتبها على الكنبات من بعد حوسة نايف وعمر .. وكل فترة والثانية ترفع عيونها لشوق بتفحص ...
دخلت ندى الثانية وأول ماشافت شوق وقفت وابتسمت لها ... وشوق بادلتها الابتسامة بابتسامة كسولة ..
ندى تقدمت لها : ها شوق ؟!.... توك تقومين ؟
شوق هزت كتوفها : انتي ماقومتيني !!
سكتت ندى والتفتت لامها ... وقالت بترقب : يمه !!... وين ابوي ؟!
ام فهد منشغلة بوضع الخداديات على الكنب : راح للشغل ...
صمت حل بينهم .. بعدها التفتت ام فهد لندى : تعرفين وش صار لأبوك ياندى ؟!..
ندى اللي كانت تهم بمغادرة الصالة : هاه ؟!... وش فيه ؟!
ام فهد : أنا أسألك ؟!... من ذاك الموضوع تغير حاله وراح للشغل بدون حتى مايتقهوى ..
سكتت ندى لأنها تدري : مدري يمه وش يدريني ..
والتفتت لشوق اللي كانت تتابع النقاش وهي ماتدري وش المقصود او وش اللي صار اثناء نومها ..
ندى : شوق قومي .. مصلحة عصير كوكتيل لنا ... كان تبين ..
استجابت لها شوق .. فقامت معها متوجهين للمطبخ ... اثناء مرورهم قدام الدرج كان فهد نازل ..
فهد : شوق !!
التفتوا له كلهم ...
وقف فهد عند آخر عتبة ... وبابتسامة : شخبارك الحين ؟!
شوق بصوت مبحوح : الحمدلله ...
ونزلت راسها كأنها تحاول تخفي عنه ملامح الحزن اللي صاحبتها من امس ..
كان فهد لابس ترنغ رياضي ولابس كاب .. وبيده شنطته الرياضية ..
ندى : وين فهد ؟!... بتروح للنادي ؟!
فهد : ايه ... ( وبمزح ) تبون تروحون ؟
ندى : ياااليت ... نفسي اشترك في نادي رياضي ...
فهد : ايه عاد لا تصدقين كله رجال ..
ندى : ادري مني بغبية ...
رجع فهد يلتفت لشوق اللي لازالت منزلة راسها والعبوس مغطي وجهها ...
فهد : وش دعوة عاد ؟!... عطينا ابتسامة ؟
كل اللي سوته شوق انها التفتت عنهم ومشت للمطبخ ...
فهد استغرب : وش قلت انا ؟!..
ندى : يعني هذا وقته ؟!.... البنت مهيب في حالة تسمح لك تنكت معها ؟
فهد : هذا جزاي أحاول اضحكها ...
ندى بسخرية : لو البنت تبي تضحك ... كان ضحكت معي انا .. مو بأنت يالوحش ..
فتح فهد عيونه عالآخر : أنا وحش !!.... انقلعي قدامي عالمطبخ لا يجيك كف الحين ...
رفع يده عليها بقصد التخويف ... وانحاشت هي عنه ركض عالمطبخ ..


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:25 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء 20





كان جالس ورا مكتبه الكبير في وسط غرفة واسعة مرتبة ومنظمة بشكل ينم عن ذوق عالي ...
فاتح قدامه وحدة من الملفات لمشروع جديد يستعد يسويه من بعد تخطيط دام لست شهور ..
لكن فكره في مكان ثاني ..
عايش لحظات حيرة .. لحظات تفكير سقيم يحاول ياخذ منه جواب عاللي شافه اليوم ...
لحظة شاف صورة اخوه اللي ماشافه لسنين طويلة ولا فكر يوم انه يدور له صورة يتذكره بها ..
لكن لحظة طاحت عيونه عالصورة هاجمته مشاعر قوية هزت كيانه ... ماقدر يتمالك نفسه من انه يمنع دمعة تسيل من عيونه ..
كان ايام الطفولة يموت في اخوه ويعزه بشكل كبير ... وماتخيل في حياته انه ممكن يجي ذاك اليوم اللي يفترق فيه عنه لسبب واحد حيوان ورطه وشوه سمعته .. لما اضطر انه يترك اهله ومدينته ويختفي عن همز ولمز الناس .. هذا غير عن غضب ابوه عليه ..
حلف وقتها انه لازم يظهر الحقيقة لأنه متأكد من أخلاقيات اخوه مثل ماهو متأكد من نفسه ..
مر في باله بشكل خاطف ذكرى قديمة لما كان هو بعمر 13 سنة واخوه صالح بعمر 10 سنين .. ذكرى تبين القلب الكبير اللي كان يملكه صالح بين ضلوعه وحناياه ..
دخل عليه غرفته ساعتها يشيل بين يديه عصفور مجروح أثناء ماكان هو يحل دروسه ...
صالح بلهفة : عبدالرحمن .. عبدالرحمن شف ...
ترك عبدالرحمن القلم اللي في بده والتفت له : صالح !!.. وين لقيت هالعصفور .. ؟!
صالح : في الحديقة .. شوفه مسكين مجروح وينزف ..
عبدالرحمن : صالح رجعه مكان مالقيته .. يمكن يكون مريض ويعديك ..
صالح : لا حرام لازم نعالجه ...
عبدالرحمن : طيب ... قلت لأمي ولا جبته عندي وبس ؟!
صالح : لا ... انت تعرف امي لو تدري تاخذه وترميه ...
ابتسم عبدالرحمن ... اخوه صاحب مشاعر رقيقة ورهيفة ..
عبدالرحمن : طيب يمكنه طايح من عشه اللي في الشجرة ...
صالح باندفاع : تسلقت الشجرة مالقيت عشه هناك .. قلت يمكنه جاي من بعيد وطاح في بيتنا ..
عبدالرحمن : طيب ياصالح .. حطة فوق الشجرة وخله ..
صالح قاطعه : لأ .. مجروح وشلون ياكل ويشرب ... بخليته عندي .. بس ..
سكت وهو يناظر اخوه بنظرات خايفة مترقبة ...
عبدالرحمن : بس أيش ؟!
صالح بهدوء خايف : بس خايف منك ؟
عبدالرحمن بنظرات مستغربة : خايف مني ؟!.. ليش ؟!
صالح : خايف تعلم علي أمي ... بعدين تضربني !!..
عبدالرحمن : ههههههههههه ... لا مارح اعلمها بس ياصالح العصفور ينزف بقوة ... والدم يغطيه .. ويمكن يكون مريض ويمرضك معه ..
صالح باصرار : معليش ... لازم نعالجه ... مايصلح نخليه كذا ...
سكت عبدالرحمن في هاللحظة بعدم اقتناع .. ورجع يلف لكتابه ودفتره يكمل حل .. وصالح تم واقف ينتظر من اخوه رد .. لكن عبدالرحمن كان صامت وهو يكتب ..
صالح بنبرة رجا : عبدالرحمن ..
عبدالرحمن : همممم ..
صالح : أبيك تساعدني نعالجه .. انا ماعرف ..
عبدالرحمن : وانا ماعرف ..
صالح : تكذب ..
التفت عبدالرحمن لاخوه ببرود ...
صالح بادره قبل مايرد : انا شفتك تعالج الحمامة مع فايزاللي كانت عنده ( فايز هذا كان صديقهم وولد جيرانهم ) ..
غصب عن عبدالرحمن رضى يسوي اللي يبيه فطلب منه يجيب موية مالحة ورباط قديم كان عنده ... وأشياء ثانوية ..
بدوا الشغل وبدوا العلاج ... عبدالرحمن لاحظ على اخوه السعادة وهو يقوم بهالشي .. ابتسم وهي ينظف الجرح ولفه .. ولما خلص ..
عبدالرحمن : يبيلنا نجيبله قفص الحين لما يطيب ..
صالح رفع العصفور بيده بفرح : مارح اتركك لما ترجع تطير مرة ثانية ..
عبدالرحمن : بروح بعد الصلاة واشتري قفص صغير من محل الحيوانات القريب ..
ضحك صالح بسعادة واخذ الطير معه وتوجه لغرفته ...
بعد الصلاة دخل عبدالرحمن على اخوه بغرفته ..
عبدالرحمن : صالح ... شوف وش جبت ؟!..
كان صالح منسدح على بطنه فوق السرير والعصفور قدامه متكور على نفسه من الخوف ..
واول ماشاف اخوه داخل عليه .. نط من مكانه وركض له ..
صالح : الله ... حلو ..
كان قفص أحمر داخله علبتين وحدة للأكل والثانية للموية ..
عبدالرحمن : وجبت له بعد أكل مخصوص عشانه ..
بفرح صالح طاح بحضن اخوه يتشكره ...
عبدالرحمن : رح الحين حط في هذا موية ... يمكنه عطشان ..
التقط العلبة من يده وراح ركض للحمام ... ورجع بخطوات هادية متأنية خشية ان الموية تنكب ..
اخذه عبدالرحمن منه وحطه قدام الطير .. اللي بسرعة بدا يشرب منه بنهم ...
صالح ببراءة حط يديه على خدوده من الرحمة اللي اجتاحته : حراااااام ... كان عطشان ...
بعدها قدموا له الاكل لكنه تم رافض ..
صالح : ليش ماياكل ... شكله جوعان ؟!
عبدالرحمن متفهم حالة اخوه البرئ : يمكنه خايف ... خل ندخله بالقفص .. واتركه لحاله وهو بياكل ..
انصاع صالح له .. دخلوه القفص وسكروا عليه .. وطلعوا من الغرفة ..
بعد كم يوم .. كانت حالة العصفور في تحسن .. دخل صالح غرفة اخوه اللي كان يذاكر ..
صالح بلهفة : عبدالرحمن عبدالرحمن ... تعال تعال شفه ... يبي يطير ...
ورجع راكض لغرفته ... تبعه عبدالرحمن وهو يضحك على انفعالية اخوه .. دخل عليه الغرفة ولقاه منبطح على بطنه يتابع العصفور اللي كان يرفرف بجناحيه ..
عبدالرحمن : هاه ؟!... وش فيه ؟!
صالح : يبي يطير ...
عبدالرحمن : يحرك جناحيه .. أكيد جناحه طاب ...
صالح : مسكيييين يبي يطير ...
عبدالرحمن : خله اليوم عندك ... وبكرة طيره ..
ابتسم صالح بسعادة .. وأومأ له براسه علامة رضاه واقتناعه بالموضوع ..
لما جا اليوم التالي .. نزل صالح القفص للحديقة حيث كان اخوه عبدالرحمن ينتظره .. طلع الطير ومسكه بيده ..
صالح يخاطب العصفور : بخليك تروح الحين ... بس لا تنسى تزورني ..
عبدالرحمن هز راسه يضحك : اوكي صالح ... يالله طيره فوق ...
بسرعة رمى صالح الطير فوق بضحكه كبيرة ملت ارجاء الكون من حوله ... الطير بدا يرفرف لما ارتفع وابتعد وغاب في مكان ثااااااااني ...
عبدالرحمن : ها صالح ... راضي عن نفسك الحين ؟!.
أومأ صالح راسه .. علامة رضاه التام باللي سواه ..

سكر عبدالرحمن ( ابو فهد ) الملف المفتوح قدامه بضيق ... ذكر الله لعل الشعور البائس اللي هو يحس فيه يخف ..
رفع يده يمسح بها دمعتين سالت على خده ...
سمع طرق عالباب ..
عبدالرحمن : تفضل ...
دخل السكرتير المصري اللي له فترة طويلة يشتغل لحساب ابو فهد والكل يشهد باخلاصه وتفانيه بالعمل ..
عبدالرحمن : هلا حازم ..
حازم : سيد ابو فهد ... ابو فارس دق لك تلفون بيسأل عن الموعد اللي حضرتك خدتو منو ..
ابو فهد هز راسه : اااه الموعد ... لا لا كنسل الموعد عطه موعد ثاني ... انا ماني بمستعد للمواعيد الحين ..
حازم : أوكي ... تؤمر حاجة تانية ..؟!
ابو فهد بعد صمت للحظات : أيه ... وفي موعد ثاني بعد ساعتين مع واحد اسمه جابر ... كنسل هالموعد بعد .. وقوله ان ابو فهد مشغول وما يقدر يقابلك ..
حازم هز راسه : اوكي ... حاجة تانية ؟
ابو فهد يشير له بالانصراف : لا لا شكرا ... رح شف شغلك ..
طلع حازم ورجع ابو فهد لأفكاره .. كنسل كل مواعيده لأنه غير مستعد نفسيا لمثل هالمقابلات الرسمية ... ذهنه مشوش وغير مركز ...
رجع في باله صورة شوق ... الصبح لما استرعا اهتمامه شكلها الغير طبيعي ... وبعده عالغدا واللي كانت حالتها فيه اسوأ من الصبح ... وبعدين ... العصر ويا الصورة ...
هز راسه ينفض بقية الأفكار اللي تشوش عليه ومهي بتخليه يقدر يفكر بطريقة سليمة ...
تذكر انه وعد نفسه لما درا بوجود شوق بنت اخوه العزيز والغالي انه يعتبرها بنته .. وفاءا لأخوه اللي بادله المحبة ... عشان كذا لازم يتقرب منها اكثر ويعرف وش اللي مضايقها ... من شاف صورة اخوه وهو يحس بالتقصير ناحيتها .. وهذا يعتبر بحد ذاته تقصير بحق اخوه .. ومتأكد ان هذا مايرضي صالح اللي حط شوق امانة في رقبته ..
هي الشي الوحيد الباقي من اخوه الغالي .. ولازم يحرص عليها ..


--------- ----------

كانت شوق جالسة عند ندى بغرفتها ... ندى ظلت تسولف معها وتنكت تحاول تطلعها من الجو الكئيب اللي لفته حول نفسها من أمس ...
شوق كانت تبتسم من فترة لفترة ... مرة تكون من قلب ومرة للمجاملة ..
في أثناء غمرة سوالف ندى اللي ماتخلص ... دق جوالها ...
راحت وردت عليه ... وصلها صوت نوف الخايف والمذعوووور ...
نوف : ندى الحقي الحقي ....
ندى اللي ردت عليها وهي جالسة عالسرير قامت من مكانها واقفة من غير شعورها ..
ندى ويدها على قلبها : هووو ... نووووف ليش تصارخين ؟!... وش صاير ؟!..
تحركت شوق بعد من مكانها فوق السرير لما شافت النظرة الخايفة من عيون ندى ونبرتها بعد ..
شوق بهمس مبحوح : يمه ؟!.. وش فيك ؟
ندى : نووووف ... قولي وش فيك تصارخين ؟!..
نوف : أ..أ........أ..... أمل ...
ندى بدت تتنفس بصعوبة وبسرعة : أمل ؟!..... وش فيها امل قولي ؟! ... فجعتيني ...
نوف : أمل ..... ودوها للمستشفى ....
ندى قعدت عالسرير لأن الخوف سحب كل قوة عندها عالوقوف : المستشفى ... ليش وش صار لها ؟!...
نوف برعب : مدري ... بس شكلها ... بتولد ...
ندى تنرفزت منها : بتولد ؟!... روعتيني ياحمارة ... عادي هذا موعدها أصلا ...
نوف بدت دموعها تنزل ووضح على صوتها : لا ياندى .... كانت تتالم ... شكلها كان تعبان يوم يوديها احمد وأمي ... كان شكلها مو بطبيعي .... خايفة عليها ...
ندى حست بخوف من طريقة كلامها لكنها قالت تطمنها : لا ان شالله بتطلع منها بخير ... بس انت اركدي ماله داعي الصياح والصراخ ...
نوف : مو بأنا لحالي حتى سهى جنبي قاعدة تصيح .... ماندري وش صار عليها ..
ندى : ومتى ودوها ... ؟!
نوف : قبل ربع ساعة ..
ندى : وخالتي وأحمد معها ..
نوف : ايه كلهم معها ...
ندى : طيب دقي على خالتي ولا احمد شوفي وش صار ؟!..
نوف : لا لا مابي خايفة ... اخاف يقولون لنا خبر شين ...
ندى : اعوذ بالله ... ليش متفائلة بالشر انتي .... اذكري الله ..
نوف : لا اله الا الله ..
ندى : طيب خلي سهى تدق عليهم ..
نوف : لا سهى قاعدة تصيح أكثر مني ... ولا تقدر تقول كلمة ....
ندى : اووفف .... طيب خلاص انا بدق على خالتي وأشوف وش صار عليهم ..
نوف : ايييه بس بليز على طووول دقي طمنيني ...
ندى بخبث مع ان الوضع مايسمح : طيب واذا صار خبر شين ؟!!...
نوف صرخت في اذنها خلتها تبعد السماعة : فااااااااال الله ولا فاااااااااالك يالحمارة ...
ندى وهي تكشر وتبعد الجوال عن اذنها : وجع !!... اذني راحت ... شوي شوي ..
نوف : تستاهلين يالتبنة ... تتفاولين على اختي ...
ندى : ههههههههههههههههههههه ... لا ان شالله مافيها شي ... خلاص بدق على خالتي الحين وبسأل ..
نوف بخوف : ايه عاد مو تطولين .. بسرعة ...
ندى : هههههههههههههههههه ... أوكي ..
سكرت السماعة ... وبادرتها شوق بصوتها المبحوح ..
شوق : وش فيها امل عسى ماشر ...
ندى وهي تدق على رقم جوال خالتها : ماشر ... بس نوف تقول انها في المستشفى .. بتولد ..
شوق كشرت بأسى : الله يكون بعونها يارب ...
انتهت ندى من ضغط الأرقام وانتظرت خالتها ترد عليها ... لكن اللي رد عليها صوت رجولي ساحر طالما عشقته وطالما تمنت تصحى الصبح عليه ..
احمد : هلا ندى ..
طبعا احمد عرفها من الاسم اللي طلع له ...
ندى بعد ماتنفست الصعداء مثل مايقولون : هلا احمد ... شلونك ؟
احمد : تمام .. وانتي ؟
ندى : وانا بخير .. ( وبنبرة قلق ) .. شخبار امل ؟!... ان شالله بخير ؟
احمد : والله ياندى مدري ... علمي علمك ... دخلوها داخل الحين ..
ندى : طيب ماقالوا لك ان شالله تكون الولادة يسيرة ...
احمد : مدري والله .. امل بدت تصرخ علينا شلناها ووديناها المستشفى .. وامي عندها الحين ..
فهمت ندى الحين سبب رده هو عليها ... اكيد خالتها حطت عنده شنطتها واغراضها ..
ندى : اها ... لا بس حبيت أسأل ... لان نوف دقت علي تو وحالتها حالة هي وسهى ..
احمد : ههههههههههه ... من يوم شافوها تصرخ بدوا يبكون ... خواتي خوافات ..
ندى ضحكت من سمعت ضحكته مع انها دوختها : هههههههههههههه .. مساكين بعد أول مرة يشوفون هالشي بعيونهم ..
احمد وصوته مال للهدوء وخلى قلب ندى يرقع : وانتي .. ماخفتي مثلهم ..
ندى بعد صمت وبلحظة نست كل اللي عرفته عنه واللي حطم قلبها الى أشلاء صعب جدا انها تنجبر : بصراحة خفت لما دقت علي نوف .. كلمتني بطريقة مرعبة .. حسبت اختك ماتت بعيد الشر ..
احمد ضحك ضحكته المعتادة : هههههههههههههههههههههه ... نوف لما تصير خايفة لا تاخذين منها اخبار ..
ندى : هههههههههههه ... اوكي أحمد ... لما تخلص اختك دق علي طمني ..
زمت شفايفها بندم انها قالت " دق " لو انها قالت خل خالتي مثلا تدق كان اهون ..
احمد برحابة صدر : أوكي ... اول ماتخلص بطمنك ... ( تنهد تنهيدة طويلة )
ندى بترقب .. ولا قدرت تمنع نفسها من هالسؤال : وش فيك ؟!.... تعبان ؟!..
احمد : تبين الصراحة ايه ... جيت للبيت ابي انوم ... لقيت امل تستقبلني بصراخها ..
حست ندى بقلبها يعصرها .. حبها تعبان ومبين على صوته ... يابعد عمري .. ليته فيني ولا فيك ..
ندى بحنية : طيب يمكن أمل بتطول .. رح البيت ارتاح ...
احمد : لا بجلس هنا لما تخلص .. آخذ درس ليوم من الأيام لما اجيب زوجتي تولد ..
وقف قلبها وهي تسمع هالكلمات .. " لما أجيب زوجتي تولد " ... انتفضت وبدت نوبة من الدموع الحارة تسيل على خدها بهدوء وبغزارة ...
كانت نبرته وهو يقولها تدل انه يمزح لكن ندى ماتدري ليش هالكلمات أثرت فيها بقوة .. فجاة بدت تحس بدوامة الاحزان تجتاحها مرة ثانية ... وش يقصد بكلامه هذا ... يقصد بها غيري أكيد .. وغيري هذي تكون حبيبته اللي مخفيها عن الكل .. حرام عليك يااحمد حرام عليك .. ارحمني ... كلماتك مثل السكاكين تنغز في صدري وقلبي ومشاعري واحاسيسي ...
احمد من جهة ثانية حس ان ندى متغيرة ومر بباله اللي صار قبل يومين : ندى ...
غمضت عيونها بسيل جارف من الدموع الصامتة وهي تسمع اسمها بصوته : هممممم ..
احمد : تصيحين ؟!...
فتحت عيونها متفاجأة منه ... شلون عرف ... لكنها تمالكت نفسها قد ماتقدر ..
ندى بحزن مكبوت : لا مافيني شي ...
احمد باصرار : لا فيك .. من كم يوم في قلبك شي تبين تقولينه لي ..
رجع صوتها يتغير من الافكار المعذبة اللي تدور براسها : لا .. بس .. خايفة على أمل ( حطت يدها على فمها تحاول تمنع صوت بكاها يوصل له )
لحظة صمت بينهم ... سمع فيها أحمد شهقات ندى المتواصلة والمكتومة ...
احمد ظل مستغرب من اللي يسمعه : ندى ...
ندى بهمس : نعم ..
احمد : لا تبكين ...
ندى بنبرة جافة وباندفاع : وانت يهمك ابكي ولا لا ..
تفاجأ احمد من نبرتها لكنه قال : طبعا يهمني .. ماكنت أحب اشوف دموعك وانت تدرين ...
ندى بجفاء وبنبرة سخرية : هذا كان زمان ..
احمد : وللحين ... ندى انت تعرفين معزتك عندي كيف .. مثل معزة خواتي ويمكن أكثر .. وأمل لا تخافين عليها ان شالله بتصير بخير ..
ندى رجعت الدموع تغطي على صوتها .. وانت صدقت اني ابكي عشان أمل .. ابي اعرف انت متى بتفهمني : وهالمعزة .. لإيش بتوصل ؟!.. ممكن تفهمني ؟!
احمد باستنكار : مافهمت عليك ...
ندى : ماله داعي تفهم اتمنى تفهم انت بروحك ... عالعموم ... وصل سلامي لأمل وخالتي .... باي ..
سكرت عنه.... بعدها مسكت مخدتها ودفنت وجهها فيها وبدت في نوبة بكي طويلة أجهشت فيها كل شي بقلبها ..
صوته رجع لها ذكرى اليوم اللي تحطمت فيه كل الأحلام اللي بنتها طول سنين الحب ... حرام .. حرام .. حرام يموت حبي بهالطريقة ... معقولة يا أحمد مافهمت للحين وش اللي يشيله قلبي لك ... معقولة مافهمت الحب الكبير اللي متعبني وانت مو راضي تفهم .. مافهمت نظراتي الملهوفة كل ماشفتك .. مافهمت نبرة صوتي اذا كلمتك .... ليش هالصد من قلبك ليش .. ليش هالهجران منه .. تعبت والله تعبت منك وانت مو راضي تفهم او تفتح قلبك لي ...
ظلت مخبية وجهها بالمخدة ومستمرة بالبكي المكتوم .... شوق ظلت ساكتة لأنها عرفت وش اللي بقلب بنت عمها وخلاها بهالشكل ..
تمت ساكتة تراقبها .. ودموعها هي الثانية طفرت منها لشكل بنت عمها وذكرى ابوها اللي مافارقها ..


في المستشفى ... كان احمد جالس على وحدة من الكراسي وعيونه عالتلفون ..وعلامات الاستفهام فوق راسه تكثر .. غريبة ..
أول مرة ندى تكلمني بهالطريقة ... وش فيها ... باين انها متضايقة من شي .. يمكن عشان امل مثل ماتقول ...
حس بضيق لإحساسه فجأة بأنه هو السبب بزعلها ... اول وهو صغير كان يحرص على رضاها ويحاول مايزعلها ابد ... لكن الحين غير ... هذيك الأيام تبدلت ... وصارت بنت شابة وانا شاب ... بينا حواجز تمنعنا نتصرف مثل ايام الطفولة ..
فجأة رجعت كلماتها تتردد في باله ... " وهالمعزة لإيش بتوصل ... ممكن تفهمني " .." ماله داعي تفهم .. اتمنى تفهم بروحك " ...
وش تقصد ؟!... هي اول وحدة تعرف وش قد معزتها عندي ... ليش تقول هالكلام ... انا ماأذكر اني سويت في حقها شي غلط او شي يزعلها ... بالعكس شايلها فوق راسي من وحنا صغار وبتستمر ...
تفكيره طول .. ونبرة صوتها الباكي أثر في دواخله وفي قلبه .. انتابه احساس بشي غريب يتحرك في أعماقه ... شعور أول مرة يحس فيه .. شي مجهول يتحرك وكأنه مدفووون من سنين ويحاول الحين يرجع يطلع ...
تناسا هالأفكار ورجع راسه على ورى يسترخي .. مايدري اخته امل متى تخلص .. تذكر انه مادق على رجلها بندر وخبره .. فرجع بسرعة طلع تلفونه ودق عليه يقوله ..


في غرفة ندى ... الصمت والهدوء مازال يعم ... شوق جالسة على طرف السرير وعيونها على ندى .... وندى منسدحة عالطرف الثاني ومعطيتها ظهرها ...
كانت ندى في حالة تفكير عميق والدموع مازالت مستقرة في وسط عيونها رافضة انها تنزل وتسيل ... تفكر بالمكالمة اللي صارت ... بصوته .. بهمساته ... بالعذاب اللي يلازمها بسببه ..
لمتى يعني لمتى ... قلبه من حجر ؟؟!!! ... شلون ماحس ... لي خمس سنين احاول افهمه لكن هو رافض يفهم وش معناة اني احبه ..
ابتسمت بسخرية على نفسها وعالوهم اللي كانت عايشته .. شلون بيحس فيك ياندى .. وقلبه ملكته وحدة غيرك .. وحدة عرفت شلون توصل لقلبه قبلك .. شلون بيحس بحبك وهو قلبه يملاه حب غيرك ..
- ندى ..
نطقت شوق باسمها تناديها ... لكن ندى ظلت ضايعة في عالم من الافكار و الأحزان العميقة ...
تم الصمت مخيم ...
زحفت شوق فوق السرير تقرب من ندى وهزتها من كتفها ...
شوق بصوت مبحوح : ندى ردي علي ..
لفت ندى لها راسها وبان لشوق عيونها الغرقانة بالدموع الرافضة تنزل ...
شوق بمحاولة انها تطلعها من عالم الأفكار المجهول : منتي مكلمة نوف تطمنينها ؟!..
ندى بنبرة حزينة وبصوت خافت : كلميها انتي مالي خلق احد ...
شوق : كلميها عشان تنسين اللي تفكرين فيه الحين ..
ابتسمت ندى بسخرية ... تحركت بمكانها وقامت واقفة بتثاقل ... مشت خطوتين ورجعت لفت لشوق ..
ندى : أنسى ؟!!!!...
ظلت شوق ساكتة ماعندها رد تقوله ..
كملت ندى بدموع رجعت تتدفق لعيونها : شلون ياشوق شلون ؟!.. انتي تعرفين وش معنى النسيان ؟!... حب عاش معي طول حياتي تبيني انساه الحين .. حب تغلغل في اعماقي من سنين انساه الحين وبكل سهولة ... ليت النسيان كان سهل مثل ماتقولين ... كان نسيت كل همومي اللي تعذبني بسبب حبه ... نسيت العذاب .. نسيت احمد .. نسيت شخصه ومحيته من حياتي ... بس تدرين ..... ( سكتت وماكملت )
هزت شوق راسها تحثها عالكلام ...
راحت ندى للكومدينة بخطوات متثاقلة ينبعث منها الألم اللي عايش داخلها ... فتحت الدرج وطلعت الصورة اللي لازمتها دايما ... تمت تطالع فيها ..
قالت ودموعها مستمرة بالنزول : تدرين .. انا خلاص مليت .. مليت من الجفا ... مليت من الصد والهجران .. مليت من معزتي اللي في قلبه .. وش بستفيد انا من هالمعزة .. وش بستفيد انا اذا كان هو رافض انه يفهم ... مارح استفيد غير العذاب والهم .. عشان كذا انا رح انساه .. رضا قلبي او ما رضى انا رح انساه ..
شهقت وطاحت الصورة من يدها وتهادت بخفة عالأرض ... تمت ندى تناظرها من فوق بنظرات حزينة كئيبة غاضبة ... مااهتمت تشيلها .. خلتها عالأرض ولفت رايحة طالعة للبلكون وهي معزمة تتخلص من هالصورة وتمزقها .. لازم تشيل وتمحي كل صلة فيه موجودة بأركان عالمها .. حرام أضيع حياتي وقلبي على واحد ما يستاهل ..
رجع الصمت بينهم .. ندى ظلت قاعدة بالبلكون وعايشة في عالم من الأفكار .. وشوق قعدت بالغرفة ماتبي تزيد ندى هم فوق همها .. فضلت الصمت
بعد نص ساعة دق جوال ندى ..
ظلت شوق تنتظر ندى تجي ترد لكن شكلها ما سمعته .. أو متجاهلته أصلا ..
فخذت الجوال وردت ..
شوق : الو ..
نوف : هلا ندى ..
شوق بابتسامة باهتة : انا شوق .. هلا نوف ..
نوف كان باين على صوتها الهدوء عكس لما كلمت ندى : شوق ؟؟ .. شفيه صوتك ؟.. للحين تعبانة ؟
شوق : يعني ..
نوف : طيب وين ندى هالجاحدة .. أقولها كلميني طمنيني ولا تكلم ..
شوق : مدري عنها يمكن نست ..
نوف : وهذا شي تنساه .. اقولها خايفين على امل وتنسانا .. المهم كلمتهم ولا لا ؟!
شوق : الا .. يقول اخوك انها لسا ماطلعت ..
نوف : اووف .. انا وش يصبرني الحين ؟!
شوق : اصبري كلها ساعتين ثلاث وتطلع ..
نوف : شكل مالي الا انتظر .. المهم ماطول عليك لو دقوا ولا شي ياليت تخبرونا ..
شوق : ان شالله ..
نوف : باي
شوق : مع السلامة ..

---------- ---------

مرت عدة أيام وطلعت امل من المستشفى بعد ماجابت ولد سموه " خالد " مثل ماقررت مع زوجها .. كان الولد كتكوت ويشبه لأمه شوية .. الكل فرح به .. وخاصة نووف اللي مهيب مصدقة انها صارت خالة ..
تمت امل بالمستشفى يومين وبعدها طلعت وراحت تكمل الاربعين عند امها وخواتها .. كانت الايام الاولى متعبة لها تصاحبها آلام ماتخليها تنوم الليل .. فوق كذا ولدها خالد اللي يصحى في اوقات بنص الليل ويزعجها من نومها ..
ام احمد ماكانت الدنيا سايعتها بحفيدها الاول .. كانت اغلب الوقت هي اللي تهتم فيه وتخلي بنتها ترتاح ...
مرت الايام الثلاثة الاولى لأمل ببيت اهلها متعبة مثل ماقلت .. مع انها فرحااانة وسعيدة انها انجبت ولد وصارت ام ...
كانت نوف في وقت المغرب جالسة عند اختها وتلاعب خالد اللي فاكين المهاد عنه ويحرك يديه ورجليه ببراءة ..
نوف كانت منهبله عالولد .. تبوسه وتفعصه .. وتقلبه ... مستااانسة عالأخييييير ..
امل : وجع نوف .. شوي شوي على ولدي ..
نوف وهي تبوس يده باستمرار : ياااااااااااااااااااي .. ياهو عاجبني .. بشرته كأنها القطن ذاته ..
امل : وجع قولي ماشالله ... اذكري الله ..
ضحكت نوف عليها : هههههههههههههههه ... لا اله الا الله ... وش شايفتني .. لا تخافين منيب ضاره ولد اختي ..
امل : والله ما يندرى ... في ناس ينظلون عمارهم .. خلاص وجع بعدي عن ولدي فعصتيه ..
في هاللحظة مبين ان خالد ضاق ذرعا .. وبدى يبكي بصوت عالي ..
نوف ارتاعت منه وبعدت : وجع روعني ...
شالته امل وحضنته تهديه : وجع بعينك ... لا تدعين على خلودي حبيبي .. وبعدين مسكين طفش منك .. كل شوي تبوسينه وتفعصينه .... بعذره ضاق ..
نوف قامت : بدينا ... بتمنين علينا بهالنتفة ..
امل : كيفي ولدي وانا حرة ..
- ها شخباااار الحلوين اللي مثلي ..؟؟
التفتوا كلهم .. كان احمد توه داخل .. راح وجلس على طرف السرير عند امل ..
امل وهي تناظر ولدها بحنية : الحلوين ماخلوني انام الليل امس .. مابلله يصيحون وبس ..
فجأة ابتسم خالد لأمه مع انه مايعرف شي اسمه ام للحين .. لكن نظراتها له خلته يبتسم ..
نوف استانست عليه وعلى ضحكته : يااااااا قلبووووو عليه ... يجنن يانااااااااااااااس ...
احمد : هههههههههههههههه .. أيه والله ودي اكله اذا ضحك ...
امل : ههههههههههههههههه .. أيه صدق احمد لاحظت شي ..
احمد : وشو ؟
امل : لاحظت ان خالد يشبهك شوي ..
احمد : والله ؟؟... عاد انا ما لاحظت للحين ؟... مدري احس ملامحه للحين مابينت ..
امل : ايوا لسا مابينت .. بس احس خشمه يشبه خشمك ..
نوف بسخرية : أي يشبه خشمه حرام عليك ؟؟... شوفي خشم خالد صغنوون .. مافي وجه مقارنة ..
امل : لا اصبري .. شوي وبيتغير .. بس رسمة خشمه نفس خشم احمد .. عاد ياحظ ولدي اذا طلع خشمه مثل خشم خاله ..
احمد : هماك تقولين تبينه يطلع مثل ابووه .. وين الاماااني ها ؟؟
امل : انا ماقلت كله ... قلت خشمه بس ....
احمد بفخر وثقة : الا قولي ياحظه اذا طلع يشبهني بكل شي .. مو بس الخشم ..
نوف : وانا ؟؟؟ ماطلع يشبهني بشي ؟؟.. بعيون بشفايف بشي ؟!!....
امل باستهباال : امممم ... يمكن اذنه مثل اذنك ..
ورفعت امل عيونها لأحمد تحثه عالكلام والتأييد .. فهم احمد وأيد : أيه صدق .. اذنه مثل اذنك .. وريني اذنك اشوف ..
مد يده وشد اذنها بقوة ... صرخت نوف بألم : آآآآآي ووجع ... اذني وعمى ..
احمد ظل شاد اذنها ومركز كأنه يقارن : الا صدق ... شوفي شوفي امل مو كأن الاذن نفسها ..
نوف : آآآآآي ... بعد يدك عورتني ... بعد ... آآآآآي ....
احمد ولا كأنه سمع وظل يتلفت لأذنها واذن خالد يقارن : خلاص ... لقينا شي يربط بينكم ... الاذن ..
نوف كانت مغمضة عيونها من الألم : الله ياخذك عورتني .. ماتسمع بعد يدك لأشوتك الحين ..
امل ظلت تضحك على أشكالهم ...
نوف من القهر ركلت ساقه بقوة .. احمد بعد يده على طول ومسك ساقه من الالم ..
احمد : وجع وش سويتي ؟؟
نوف وهي تفرك اذنها : تستاااهل ... قطعت اذني وتقووووول ...
راحت نوف للمراية لقت اذنها محمرررة واثر اصابع احمد عليها .. حست انها تعورها بقووة .. راحت للفريزر وخذت لها قطعة ثلجة وحطتها على اذنها ورجعت لغرفة امل ..
امل لما شافتها ضحكت : ههههههههههههه وش فيك ... ليش ثلجة ؟
نوف التفتت لأخوها بغضب : وش رااايك يعني .. قطع اذني .. ناظري .. صارت حمرا بسبته !!..
بعدت الثلجة وبانت اذنها .. كااانت محمرررة لدرجة كبيرة .. لما شافها احمد ضحك ..
احمد : بلا دلع .. انا ماشديتها بقوة .. اذنك هي اللي حساسه ..
نوف : احلف ياشيخ !!... والحمرة هذي من وين جت ..
شهقت امل بهاللحظة وهي تناظر نوف .. التفتت نوف لها مرتاعة : خير وش فيك ؟؟
امل وهي تأشر : نوووووووووووف ...
نوف ارتعبت من قلبها : يمه .. وشوووو .. وش فيك ..
امل : نووووووووف ... اذنك كبرررت ...
تمت نوف تناظرها مب فاهمه وش تقصد : كبرت ؟؟..
امل : والله كبرت ... روحي شووفي بالمرايه ..
نوف خافت من جدها .. لفت وركضت بسررعة لمرايه المغاسل .. ولما شافت اذنها صرخت بأعلى شي عندها : أحمد ...!!!
امل ماتت من الضحك يوم سمعتها ونفس الشي احمد .. دخلت عليهم نوف والشرار يلتهب بعيوونها : وش تبيني اسوي فيك الحين .. هاااااااااااا ؟؟؟؟؟
قام احمد واقف بيطلع من الغرفة قاصد الهرب .. عض على طرف ثوبه واطلق ساقيه للريح .. ونوف ورااااااه ... امل تمت بالغرفة تضحك عليهم ..
وصل احمد لغرفته وقفل الباب .. كان اسرع من نوف اللي وصلت متأخرة ..
نوف وهي تلهث : هين .. هين انا أورررريك .. يالحمار .. يالحمار اورريك .. وين بتروووح من نوف ..
سمعت احمد داخل الغرفة يضحك .. بعدها سمعت صوت باب حمامه يتسكر .. رجعت ادراجها عند اختها ..
امل : ها عسى صدتيه ؟؟
نوف وهي تلهث : لا والله ابن اللذينا .... سررريييع .. ماقدرت ..
امل : وريني اذنك ؟؟
نوف ارتفع ضغطها : وش تشوفين فيها ؟؟...
امل : للحين كبيرة ..
نوف : اوووفف ... شلون يعني مارح يرجع حجمها مثل قبل ..
امل مبتسمة : الا .. انتظري شوي وبترجع .. بس حبيت اخوفك ... ادري انك خوافه ..
نوف : والله خوفتيني ... حسبت اذني بتقعد كبيرة والثانية صغيرة ..
امل : ههههههههههههههههههه .. لا لا بيرجع لا تخافين ..
دخلت عليهم ام احمد .. وراحت خذت خالد من بنتها وهي تتبسم لها وتحاكيه وقالت تخاطبه : ها .. شخبار حبيبي اليوم ؟؟
طبعا خالد كان جوابه ان يقلب عيونه بكل جهه .. راحت ام احمد وجلست على وحدة من الكراسي تغني له .. نوف اللي تمت تراقب امها قالت : يا حظ خالد بجدته .. شكله بيحصل منها اللي حنا ما حصلناه .. انواااااااااع التدليل والتدليع ..
ام احمد وهي تضحكه : هذا الحفيد الاول ... بيحصل كل شي ..
نوف : عاد انا بنتك أولى ... ماحصلت الدلع اللي ابيه ..
امل بسخرية : انتِ ؟؟؟... انت اكثر وحدة حصلتي الدلع ... تاخذين الدلع بالغصب ..
.. دق التلفوون ..
قامت نوف ترد .. : الو..
وتجمدت وهي تسمع الصوت بالطرف الثاني ..
بدر : الووو .. نوف ؟؟
دب الخوف بقلبها وعطت ظهرها لامها واختها وهي ساكتة : ........
بدر : نوف ردي علي ..!!
نوف بعد ما استجمعت اشلاء قوتها من بين الخوف : نعم اخوي تراك غلطان ..
سكرت السماعة بوجهه وهي تحس بنشوة الانتصار .. ابتعدت عن التلفون مبتسمة لكنه رجع يرن ..
رجعت ترد : نعم ؟
بدر : ليش سكرتي الخط ؟!
نوف : اقولك غلطان ..
وسكرت السماعة مرة ثانية .. وبعد لحظات قليلة وقبل ماتبعد عن التلفون دق .. تأففت بداخلها وردت بحدة ..
نوف وهي تصر على اسنانها : نععععم ؟!!
وصلها صوت خالتها المستنكر : هوو ياكافي .. قولي هلا ...
عضت على شفايفها من الاحراج .. كل هذا بسبة بدر .. حتى وهو بعيد عني ما اسلم منه : هلا خالتي ..
وخذت الاحوال من خالتها وهي مرة متفشلة ..
نوف : انا بخير ... كلنا بخير ... شلونكم انتوا ؟ ... ايه لحظة شوي ..
نزلت السماعه والتفتت لأمها : يمه خالتي تبيك ..
قامت ام احمد وحطت خالد عالكنبة .. نوف على طولت راحت له وشالته ..
ام احمد رفعت السماعه : ياهلا ...
نوف تكلم خالد : اسمع عاد يا خويلد .. من الحين اقوووولك ... لما تكبر شوي كل شي اقوله لك تنفذه .. انا خالتك وانت سندي .. تفهم يالنتفة ولا ماتفهم ...
كان رد خالد انه استفرغ عليها ...وطلع كل الحليب اللي ببطنه عليها .. قامت نوف واقفة مفجوعة وخالد للحين بين يديها بس مبعدته عنها .. يعني مسكين تم معلق بالهوا ..
نوف مكشررررة : ووووع ... الله يقرفك يالمقرررررف .. وجعة وش ذا ... وش انت ماكل ..
امل ماتت ضحك : تستاهلين ... تهددينه ... وبعدين هذا كله منك انتي قبل شوي .. قلبتيه واجد ..
نوف تحاول تبعد انفاسها : اقووول خذيه عني خذيه ... خذيه ... وع الله يقرفه حوم كبدي ..!!!
بسرعة نوف راحت وحطته على امل ... والتفتت بتركض لغرفتها تغير ملابسها وهي قرفانة من نفسها.. انتبهت لأمها تسكر السماعة ...
ام احمد : ترا بيت اختي بيجوون ...
نوف وقفت مكانها قبل لا تروح : والله ؟؟؟... ومتى ؟؟؟
ام احمد : يعني يمكن بعد ساعه قولي ..
نوف : اشوى بعد عشان يمديني اتحمم عقب القرف اللي سبحني فيه سمو الامير خالد ..
ولفت عنهم رايحة لغرفتها وهي مب طايقه نفسها من الريحة ..في غرفة شوق .. كانت واقفة قدام المراية ترتب شعرها بعد ما لبست وخلصت .. ماكان لها خلق تروح لأي مكان .. كرهت كل شي بالدنيا من بعد ابوها وراعيها وحاميها .. لكن هي مجبورة تجاري البيت اللي هي عايشة فيه وتتأقلم مع نمط حياتهم اللي كان مختلف اختلاف كلي عن حياتها .. الجو العائلي المتكامل من كل النواحي متوفر هنا .. لكن هي ماعاشت هالنمط .. وقاعدة تلاقي صعوبة انها تأقلم روحها .. بالأول كانت تعتقد انها تاقلمت لكن هذاك كان تأقلم مؤقت انقلب على نفسيتها لما عرفت انها فقدت اعز شي على قلبها وانها بتكمل حياتها للابد وهي فاقدته .. حياتها بالرياض مختلفة عن حياتها بالشرقية .. كل شي في حياتها هنا يختلف عن حياتها هناك ..
لبست عبايتها وخذت شنطتها ونزلت تحت في الصالة .. ماكان موجود الا نايف ومنى لابسين ومتجهزين ...
شوق : وين خالتي ؟؟
منى : بغرفتها تتجهز ..
شوق : ومن اللي بيودينا ؟؟.. اظني سمعت ان السواق مع عمي ..
نايف : تقول امي ان فهد هو اللي بيودينا .. بس للحين ماجا .. طالع ..
هزت شوق راسها .. قررت تطلع تتمشى بالحديقة شوي ... الضيق اللي ساكن بقبلها للحين مافارقها ..
طلعت من الباب المطل عالحديقة ومشت بهدوء ناحية النافورة .. كان الجو فيه نسمات باردة .. يهب كل لحظة ويطير خصل من شعرها بخفة .. تنهدت وهي تمشي .. وبدا بالها يسرح ويبعد بعالم ثاني مع كل خطوة .. طول الايام اللي فاتت مافارقتها صورة ابوها ... الشحوب لازال يغطي وجهها والدموع ماجفتها طوول الليالي .. تحس بشي ناقصها بحياتها .. تحس بالاشتياق لشي مفقود ..
كانت كل ليلة لازم تذرف الدموع .. كل ليلة يمر وجه ابوها بخيالها .. وكل ليلة تخاطب روحها روحه .. الاحزان تزيد عليها كل ليلة وكل يوم وكل مطلع شمس .. آآآآآآآخ يبه ... يهوووون عليك تتركني بهالطريقة ... يهووون عليك تترك وحيدتك .. كنت اظن اني تعودت عالفراق .. بس كنت غلطانه .. فجأة حسيت اني فقدتك .. وشوووقي لك يملا صدري ... ولا ادري يبه .. اذا كنت بقدر اتخلص من هالشعوور ومن هالاحساس .. فقدتك .. وفقدت ابتساماتك .. فقدت حنانك اللي عوضتني به عن الام .. فقدت الابو المخلص الحنون .. احس اني محتاجتك .. محتاجة للمسة الحانية منك ..
تجمعت الدموع بعيونها .. وبسرعة سالت بغزارة على خدودها .. كانت نظراتها عالمياه في حوض النافورة ... تتابع ورقة من اوراق الشجر الذابلة تطفو عالسطح وتتحرك مع هبات الهوا ..

دخل فهد البيت وبعده للصالة .. كانت الصالة فاضية الا من نايف ومنى للحين .. ام فهد وندى مانزلوا لسا .. كان فهد مستعد للروحه لبيت خالته من اول .. فكان لابس ثوب وشماغ على غير المعتاد .. وكان مكشخ بالشماغ ورافعه بشكل عشوائي .. بس شكله .. فتاااااااااان ..!!!
فهد يكلم منى : منى وين امي ؟؟
منى : بغرفتها للحين ..
فهد : ومتى بتطلعون ؟
منى هزت كتوفها : مدري والله .. امي للحين فوق تلبس وتتجهز ..
راح فهد وجلس على وحدة من الكنبات وحط رجل على رجل بقلة صبر : نصبر ونشووف .. الحريم طوول عمرهم كذا ... عاد عندنا ثلاث حريم بالبيت ... أجل لو عرس وش بيسوون ؟؟..
نايف كان يلعب بليستيشن يضيع وقته لما يخلصون .. ضحك وقال : هههههههههههههه ... لا شوق خلصت من زمان ... ولابسه عبايتها بعد .. وتنتظر مثلنا كلنا ..
فهد باهتمام : طيب وينها ماشوفها ..؟!!
نايف : شفتها تطلع برا ... تلقاها بالحديقة لين الحين ..
سكت نايف اللي تحمس باللعبة .. اما فهد قام مباشرة للباب المطل عالحديقة .. فتحه وطلع ووقف اعلى عتبات الدرج .. شافها واقفة امام النافورة ومعطيته ظهرها .. لابسة عبايتها والطرحه على كتوفها والهوا يلعب بشعرها بشكل ساحر .. وواقفة وساكنة بمكانها كأنها تفكر بعمق ..
ابتسم وكمل طريقه لها ..
هي للحين ببحر عميق من الافكار والذكريااات اللي تزيد دموعها وتعمق الجرح اكثر واكثر ... كانت تغرق وتغرق بهالبحر وناسية اللي حولها .. كل اللي ببالها كانت صورة ابوها والذكريات اللي حافظتها عنه .. الدموع للحين تغشي عيونها .. حاولت تتمالك نفسها لكن ماتقدر .. تذرف الدموع بدون ارادتها ..
انتبهت لصوت يدندن .. كان بعيد لكن كل ماله ويقرب ومن ذهنها المشوش والملئ بأنواع الذكريات والأفكار ماقدرت تميز وش اللي تسمعه ..
انتفضت شوق ... ياترا اللي تسمعه الحين صدق .. والا الأفكار اللي ماخذتها هيئت لها هالأصوات .. ابتسمت بسخرية على نفسها .. الظاهر اني صرت على شفا حفرة من الجنون .. لكن ابتسامتها ماقدرت تمنع دموعها من الهطول اكثر .. ياربي وش اسوي .. مقدر اسيطر على نفسي .. أي واحد بيشوفني الحين وش بيقول عني .. بس شلون افرغ الحزن بداخلي .. دموعي تنزل بغير ارادتي .. مقدر اسيطر مقدر ..
انتبهت لأحد يوقف جنبها .. وهذا اللي طلعها من غمرة الافكار .. من الروعة رفعت راسها لقته فهد مبتسم .. بس فجاة اختفت ابتسامته لما شاف وجهها ..
شوق من الربكة التفتت عنه ومسحت دموعها بيدها بسرعة .. ومشت بعيد عنه شوي .. لكن هو تبعها ..
فهد بحيرة : شوق وش فيك ؟؟
شوق ماقدرت تخبي نبرة الحزن بكلامها : مافيني شي .. انا بخير ..
تقدم فهد ووقف قدامها : لا منتي بخير ... فيك شي ..
هزت راسها ب لا وهي لازالت منزلته .. فهد متأكد ان فيها شي .. الدموع هذي مو عالفاضي .. تذكر كلام ندى له عن عمه .. وانه السبب بالحالة اللي فيها شوق .. بس استغرب للحين متضايقة من هالشي ... ما نست ؟!!!...
فهد بهدوء : شلون مافيك شي ؟؟... والدموع هذي على ايش باللهِ ؟!!
سكتت شوق وماردت .. رفعت عينها له للحظات ... للحظات بس ... لكن هاللحظات اثرت بدواخل فهد وبشكل كبير ...
لفت شوق عينها عنه بسرعة وركزتها عالكراسي الموجودة ..
فهد بهدوء : عشان عمي ... صح ؟؟!!
كان رد شوق انها غمضت عيونها بسيل جديد من الدموع ... فهد ماقدر يشوفها بهالحالة .. كانت حالتها مكسورة حزينة تنبعث منها الهمووم ..
فهد وهو يتنهد : شوق .. ترا ما يستاهل كل اللي تسوينه .. الموت حق علينا كلنا ...
فتحت عيونها والتفتت له بنظرات حزينة : بس انا محتاجته .. كان بالنسبة لي كل شي بعد ماراحت امي .. راح وتركني .. راح فجأة ... حتى ماخلاني اودعه زين .. خلاني أتألم بعده .. شلون يسوي كذا وانا بنته الوحيدة ..
قاطعها فهد : ايه بس هذا يومه .. وما كان يقدر يسوي شي .. هذا يومه ..
شوق ونبرة الحزن تزداد اكثر واكثر وبعيون غرقانة وكلمات متقطعة : انت تقول كذا لأنك ماتحس باللي احسه الحين .. انت عندك ابوك وامك واخوانك .. ( وهي تأشر لنفسها بانكسار )انا مالي احد لا ابو ولا ام ولا حتى اخوان .. ابوي اللي كان عندي بالدنيا كلها راح .. راح وتركني وحيدة ..
كلماتها وعيونها الحزينة قطع قلبه ..
ابتسم فهد وتغيرت نظرته للعطف : افااا !!.. وحنا ؟؟.. وين رحنا ؟؟.. مو حنا اهلك بعد .. مو ابوي ابوك .. وامي امك .. وانا ؟! مو اخوك ..؟!..
حاولت شوق تبتسم له .. ابتسمت له بصعوبة لكن الدموع مازالت سيدة الموقف ..
فهد زادت ابتسامته : يالله الحين امسحي دموعك .. خلاص يكفي ..
- فهد ... شوووووووووووووووووق ..
التفت فهد لقا نايف واقف أعلى عتبات الدرج وينادي .. شوق لفت لنايف ظهرها وبدت تمسح دموعها ..
فهد : نعم نايف ... شعندك ؟؟
نايف : يالله امي خلصت وتسأل عنك .. تقول تأخرنا ..
فهد : خلاص جايين الحين .. ( ورجع التفت لشوق ).. يالله شوق ..
كانت شوق ساكته وتمسح دموعها بصمت
ابتسم فهد : ها شوق شخبارك الحين .. تقدرين تروحين ... ولا تبين تجلسين بالبيت ..؟!
رفعت راسها وتنهدت بخفة ... دفعت بخصل شعرها اللي على وجهها للخلف .. وابتسمت وكأنه تشكره على اهتمامه : لا برووح ..
فهد : متأكدة انتي بخير ؟
هزت راسها : ايه بخير الحين الحمدلله ..
رفع فهد يده قدامه يعني امشي قدامي وشوق فهمت وتقدمت قدامه .. وتوها تمشي خطوتين عنه الا يرن جواله فالتفتت له باهتمام .. رفع جواله وشاف الاسم ورفع عينه لها ..
فهد : روحي اسبقيني ..
شوق نزلت عينها للجوال بعدها رفعتها له : مارح تجي الحين ..
فهد : لا بلحقك الحين .. روحي اسبقيني وقولي لهم فهد الحين جاي ..
هزت راسها وراحت مبتعدة عنه وقبل ما تدخل التفتت له شافته يدير لها ظهره ويرد عالتلفون .. دفعت الباب ودخلت داخل ..
فهد وهو يرد : هلا ..
شذى بلهفة : حبيبي ... شخباااااااارك مشتاقة لك موووووت ...
فهد : هلا شذى .. انا تمام .. انتي شلونك ؟
شذى : بخير دامني سمعت صوت حبيبي .. انا لو كنت تعبانة وسمعت صوتك بطيب ..
فهد : تسلمين لي يا قلبي ..
شذى حست انه مو طبيعي : فهد ...
فهد : عيونه ..
شذى : شفيك ؟؟... احسك مو طبيعي ؟؟
فهد : لا بس انا مشغول الحين ..
شذى : مشغول ؟؟!!
فهد : ايه مشغول ..
شذى : احسك متضايق من شي ؟؟؟
فهد وهو يتذكر وجه شوق قبل شوي : يعني شوي ..
شذى حست انه يبي ينهي المكالمة فقالت : طيب .. مادام انك مشغول ادق عليك بوقت ثاني ..
فهد : ياليت والله ...
قطبت شذى .. اول مرة فهد يستخدم معها هالاسلوب ويرد بهالاقتضاب .. اول مرة يتكلم معها كذا ويطلب منها تسكر عنه بس باسلوب غير مباشر ..
شذى وبنبرتها الزعل : اوكي حبيبي اكلمك بعدين ..
فهد : اوكي باي ..
سكر بدون مايسمع منها كلمة باي .. حط الجوال بجيبه وراح لأهله داخل .. اول مادخل انتبه لنظرات شوق له اللي بعدتها اول ما انتبه ..
ام فهد : يالله فهد ... ترا تأخرنا ..
فهد : يالله ..
طلعوا كلهم ركبوا سيارته ومشوا ..

------ ------ -------


كانت منسدحة على سريرها وتفكر ... بالواقع كانت جالسة عالنت من قبل وتتنقل بين المواقع والمنتديات .. بس زهقت منه والافكار اشغلتها .. فقامت وانسدحت عالسرير مستسلمة للأفكار .. نبهها صوت جوالها يرن .. شافت الاسم وردت ..
مها : هلا والله ...
بدور : هلااااا بك ... شلونك ؟؟
مها : تمام .. كيفك انتي ؟
بدور : بخير ... ( وبحماس ) مها ... دريتي باللي صار معي ؟!..
مها قطبت : اللي صار معك ؟؟ ... ليش وش صاير لك ؟!
بدور : تهااااااوشت مع ماجد ؟!!... هههههههههههههههههههههههه ... والله انه مخفة ...
مها : ماجد ؟!!!.. أي ماجد ؟؟
بدور استغربت : هوو مها نسيتيه ؟!..
مها : ماجد ؟؟.. ماعرفه ؟؟
بدور : ماجد خويي ... ماجد اللي كلمتك عنه ذيك المرة ...
مها تذكرت : ايييييييييه ... خويك ... شفيه ؟؟ تهاوشتي معه ؟؟
بدور بحماس وانفعالية : ايه ... قسما سخيف .. يقولي انتي تكلمين غيري ... يشك فيني ... تخيلي يا مها .... يشك فيني انا بدووور ..
مها : يشك فيك ؟؟... طيب انتي تكلمين غيره ماقال شي غلط ...
بدور : ايه بس حتى ولو ... وشلون يقول هالكلام وهو ما تأكد .. معناته يشك فيني ..
ضحكت مها : هههههههههههههه ... بس انتي بالنهاية تكلمين غيره ..
بدور : لا ... هو آخر واحد كلمته للحين .. اللي قبله كلهم تركتهم ... وبصراحة بعد الطلعة اللي طلعتها معه ... افكر اغيره ..
مها مستغربة : طلعتي معه ؟؟!!!
بدور بثقة : ايه مادريتي ؟... طلعت معه قبل ثلاث ايام .. بس كانت طلعة ميتة .. ماعجبني مشعل الصراحه ..
مها بسخرية : حلوة ذي ماعجبك ؟!!... من قالك تشبكين معه من الاساس اجل ؟!..
بدور : مدري بالبداية عجبني صوته وسواليفه .. قلت يمكن يكون احسن من االلي كلمتهم قبل .. بس طلع اشينهم .. اسلوبه طلع يلوع وكلامه مدري كيف ..
مها : ومن حاطه عينك عليه الحين ؟؟!!
بدور بخبث : حاطه عيني على واحد ... سمعت انه فتاااااااااااان ...
مها استغربت : ومنهو هذا الفتاااااان ؟!!
بدور : فهد .. حبيب القلب .. الساحر والجذاب ..
قامت مها قاعدة بعصبية : وش قلتييييييي ياللئيمة ؟!!
بدور ببرود : قلت ابي اشبك مع فهد ..
مها : بدووورووه ماقلت لك قبل ابعدي عن فهد .. هذا لي انا بببببس ..
بدور : حلوة ذي لك انتي بس .. مثل ماتبين انتي تتقربين منه ابي انا اكلمه ...
مها : بدوووور اشوف تغير كلامك الحين .. انت قلتي لي قبل انك بتساعديني ؟!! ..
بدور : قلت لك بساعدك .. بس انتي ماجبتي لي رقمه .. انتي اللي تاخرتي ..
مها رجعت لضيقها : وش اسوي .. غصب عني .. يوم دقيت على ندى اخبرهم اني بجي قالت انهم مارح يكونون موجودين .. اظنها قالت لي انهم بيروحون لبنت خالتهم والدة بالمستشفى ..
بدور : طيب من زمان وانا قايلة لك . من اسبوووع اظن .. كل هالفترة ما قدرتي تروحين لهم ...؟!
مها : خلاص بحاول ارووح لهم بكرة ...
بدور بحزم : يعني مقتنعة باللي تسوينه .. اكيد تبين تكلمينه ؟!!
مها : أيه اكيد ... أجل اخلي بنت عمه هالكريهه تاخذه مني .. طبعا لا ..
بدور : اوكي انتظرك بكرة .. مو تنسين .. ابي الرقم يكون موجود معك ..
مها باصرار : اوووووووكي .. وعد مني اجيبه لك بكرة ..
سكرت منها وحطت الجوال وهي تبتسم بخبث .. كل البنات يكلمون ويطيحون الشباب بشباكهم .. ليش ما اجرب حظي مع هالفهد اللي مو راضي يعطيني نظرة ..

------

في بيت ابواحمد ... كانوا ام فهد وعيالها واصلين من فترة وجالسين الحين عند امل بعد ماخذوا اخبارها واحوالها ... جالسين يتقهوون ويسولفون ..
ام فهد شايله خالد بحضنها : واااا حليلهم الصغنونين .. يا لبا قلبك انت ..
ندى : هههههههههههههه .. اقوول امل .. خالد تغير عن آخر مرة شفناه فيها بالمستشفى ..
امل : ايه ... كل ماله ويتغير ..
ام احمد التفتت لنوف : اقوول نوف ... قلتي للخدامه تودي القهوة لأحمد وفهد بالمجلس ..
نوف حطت يدها على فمها : يوووه .. نسيييييييييت ...
امل : يالفالحة ..!!
ام احمد تصفق : ياسلاااااااااام ... شاطرة بنيتي ... نست تقول للخدامه تودي قهوة للمجلس .. صفقوا لها ..
قامت نوف وهي تعض على شفايفها : سووووري مام .. بس جد نسيت ..
قامت ندى معها : لحظة نوف بجي معك ..
راحوا ثنتينهم وطلعوا للمطبخ ... كانت ندى قاصدة تستفرد بنوف .. تبي تسألها شي معين ..
دخلوا للمطبخ .. نوف قالت للخدامه تسوي القهوة بسرعة وتوديها للمجلس .. ندى توجهت للطاولة الموجودة بنص المطبخ وقعدت .. اما نوف راحت تشرب مويه من الثلاجة ..
ندى بهدوء : اقول نوف ..
نوف وهي تشرب : همممم ..
ندى : شلون احمد هالأيام ؟!
بعدت نوف الكاس عن فمها .. والتفتت لندى مستغربة : احمد ؟!!!..
حاولت ندى تخلي ملامحها عادية بدون مايبين الحرج عليها .. كانت تعرف ان نوف بتستغرب من سؤالها ..
ندى : ايه احمد ... شخباره هالأيام ..
نوف رجعت تشرب من الكاس : طيب ... مثل الحصان بعد ..
ابتسمت ندى : ما أقصد كذا ؟!
نوف رجعت نزلت الكاس : اجل وش تقصدين ؟!..
ندى خذت نفس .. تبي تستجمع قوة قبل ما تسأل هالسؤال : اقصد .. يعني ... يعني ما تحسينه .... كذا .... يعني .... قصدي ..
نوف بلمت : ندى شفيك ؟!... كلمات متقاطعة ؟!.. شفيه احمد ؟!..
ندى بلعت ريقها : يعني قصدي ... ماتحسينه ... يحب احد ... متعلق باحد ..
نوف بلمت : احد مثل مين يعني ؟!
ندى تنرفزت : يوه نوف شفيك ؟!... قلت لك يحب ومتعلق باحد .. بمين يعني ..
نوف هزت راسها : اها .. قصدك بنت ..... ( وبتفكير ) ... بصراحة يا ندى ... انا احسه يحب وحده ومتعلق فيها بجنوووون ..
استغربت ندى من ردها معقولة نوف تعرف عن احمد شي ومخبية عني .. معقولة تعرف عن حبيبته اللي يكلمها وما قالت لي .. قررت تسألها عن اسمها ..
ندى : وم ... ومنهي هذي اللي يحبها ؟!!!!!
نوف رجعت رفعت الكاس بتشرب : .. انا طبعا ..
ندى حست وكأن فيه احد كب عليها مويه باردة .. معناته حتى نوف ماتدري عن شي ..
ندى بعصبية : يالبااااايخة ..
نوف : انتي البايخة .. شفيك ؟!
ندى : لا ولا شي ...


في مجلس الرجال ... كانوا احمد وفهد يسولفون والتلفزيون مشتغل ..
احمد : والله كاشخ اليوم .. جاي بالثوب والشماغ ... بصراحة انت كذا .. من زمان ماشفتك بالثوب والشماغ ..
فهد ابتسم : تسلللللم حمووود .. كله من ذوقك .. وبعدين هذا اللي البسه بالجامعة دايما ..
احمد قطب : هيه وش حموووود .. احمد بليز .. خربت اسمي مالت عليك ..
فهد : هههههههههههههههه .. هذا جزاي ادلعك ...
احمد : لا شكرررررا .. منك مابي تدليع .. الله يخلي لي ماما وبابا .. ( قالها بطريقة الأطفال )
ضحك فهد غصب عنه : ههههههههههههههههههه .. اما ماما وبابا حقتك .. ( طلع الجوال من جيبه ) عيدها احمد عيد ماما وبابا تكفى ..
احمد باستنكار : وش بتسوي ..؟!!.. بتسجل صوتي ..؟!
فهد : ايه تكفى عيد ماما وبابا .. بسمعها الشباب .. وربي يموتون ضحك ...
احمد قام : لا الله يكفينا شررك .. انا رجال بتسمع الناس صوتي وانا اقول ماما وبابا ..
فهد : هههههههههههههه .. تكفى عيدها مثل ماقلتها تو ..
احمد : لا ابدا ماني قايل شي .. عن اذنك ..
ومشى عنه بيطلع من المجلس ... لكن فهد استوقفه : وين تعااال ..؟!!!
احمد : برووح اشوف وش صار عالقهوة .. ولا انت ما تبي تتقهوى .. كان ماتبي قل توفر علينا ...
فهد : هههههههههههههه ... لا ابي ... حشا ولد خالتك انا لازم تضيفني ..
احمد وهو طالع من المجلس : اجل انثبر مكانك لما اجيبها ..


بالمطبخ .. نوف ظلت تحن على ندى .. تبي تعرف وش السبب اللي خلاها تسأل سؤال مثل هذا .. لكن ندى ظلت رافضة ... نوف تحن وندى ترفض ..
ندى مسكت راسها وصرخت : نوووووف قلت لك مافي سبب .. تفهمين انتي ولا لا .. سؤال جا ببالي فجأة وسألت بس .. سميه فضوووول .. حب استطلاااااااااع .. تفهمين انتي ...
نوف هزت راسها : لا مافهمت .. ابي اعررف ليش سألتي مثل هالسؤال ... انتي تعرفين شي عن احمد وحنا مانعرفه ؟!!
التفتت ندى لها وهي تحاول تخفي ارتباكها : اعرف شي ؟!!.. وانتوا ماتعرفونه ؟!!.. شي مثل ايش ؟!!
هزت نوف كتوفها : مدري .. قلت يمكن تعرفين عن احمد شي خاص وقاعدة تلمحين له ..
ندى تنرفزت .. كان زين يانوف اني ماحبيته من الاساس ولا عرفت عنه اللي عرفته .. : لا لاااااااا ماعرف عنه شي .. وياااااليتني ماسألتك .. حشا استلمتيني اسئله .. ماعرف شي .. خلاص ماعرف شي ...
قامت عنها طالعة من المطبخ ... نوف صرخت لها توقفها لكن ندى طلعت وسفهتها وخلتها بالمطبخ لحالها مع الخدامات ...
سمعت نوف تصرخ من مكانها بالمطبخ : ندى ... ترا بتعلميني وش تعرفين عنه ..!!!
وقفت ندى وقالت بصوت عالي : ياا بنت الحلااااال والله ماعرف شي عنه تفهمين انتي .. وجع صدق لزقة ونشبة .. !!!
التفتت رايحة للصالة بس اصطدمت فيه .. رفعت راسها وتسمرت .. كان احمد هو الثاني منشغل بجواله يضغط فيه وهو يمشي ولا انتبه لها .. بس لما اصطدم بشي رفع عيونه لها وكان متوقع انه نوف ..
هي تأثرت بنظرته .. رجعت الاحزان تلف حول قلبها بسرعة .. دموعها بدون ارادتها لمعت بعيونها .. ولا قدرت تحرك رجلها خطوة وحدة ..
احمد ظل ساكت ويناظر فيها ... واااااو ياندى .. كبرتي .. كبرتي مرة ... ما اذكر آخر مرة شفتك فيها ..
انتبه للدموع تلمع بعيونها .. انعصر قلبه .. لا ياندى .. ليش الدموع .. للحين ما اتحمل اشوفها ..
توه بيحضنها لكن انتبه لنفسه .. وين انا فيه !! .. تذكر بهاللحظات ايام الطفولة .. كان اذا شاف الدموع بعيونها يحضنها على طول وبدون تفكير ...
حس بشي داخله يتحرك .. نفس الشعور اللي حس فيه يوم انه بالمستشفى .. شي يتحرك .. كأنه مدفووون من سنين ويرجع يحاول يطلع الحين ...
كانت نظرات ندى كلها عتاب .. لوم .. واحتقار !!.. احمد مافهم سر هالنظرات .. كان يشوف نظراتها وكأنها تلومه ..
احمد : ندى ..
همس باسمها وانتبهت ندى اخيرا انها بموقع غللللط .. فالتفتت عنه ماشيه وقالت بجفاء : آسفة .. كمل طريقك ..
راحت واختفت عنه .. وهو للحين بحالة حيرة .. مستغرب من تصرفاتها واسلوبها اللي تغير معه فجأة .. اولها بالمستشفى كان كلامها معه جاف .. والحين بعد .. ندى مو طبيعية مو هذي ندى اللي اعرفها ..
واللي زاد من حيرته النظرات القاسية اللي رمقته فيها من لحظات ..
التفت رايح للمطبخ وهو محتااار .. متسائل !!!... دخل لقى نوف قاعدة ترتب صينية القهوة ..
راح ووقف جنبها بدون صوت .. نوف حست بأحد طويل واقف جنبها التفتت وارتاعت ..
نوف : يمه منك .. روعتني .. ماتعرف تطلع صوت ..
احمد : خلصتوا القهوة ولا لسا ..
نوف : ايه خلصتها .. تفضل ..
مد يده واخذ الصينية بصمت والتفت طالع ..
نوف : وش فيك ؟!!..
احمد لف لها : مافيني شي ..
نوف : شفيك مكشر ابتسم ... شكلك ضايق على شي ..؟!!
لف احمد وكمل طريقه : مافيني الا العافية ..

بعد نص ساعة دخل فهد مع احمد وسلم على امل وطلعوا مع بعض .. شوق اثناء الجلسة كانت صامتة ولا تتكلم الا اذا احد وجه لها الكلام ..
انتهت الزيارة ورجع فهد اخذ اهله ورجعوا للبيت .. اثناء دخلتهم كان التلفون يرن .. فراحت ندى ترد .. ولما كلمت المتصل وعرفت منهو التفتت لشوق مبتسمة .. شوق مافهمت بس ظلت تنصت لما سمعت ندى أخيرا تنطق باسم " خالتي ام مشعل " ..
فرحة غمرت قلبها .. مافي احد في حياتها يشيل لقب ام مشعل غير خالتها ايمان وامها الثانية ..
ظلت واقفة تنتظر بلهفة تبي تكلمها .. لكن ندى التفتت لأمها ..
ندى : يمه ام مشعل تبيك ..
فسخت ام فهد عبايتها بسرعة وراحت ترد .. فهد اللي ماكان يعرف منهي ام مشعل هذي وقف يستطلع ويسمع ..
ام فهد وهي ترد : هلا والله ام مشعل ... بخير كلنا بخير ... ( رفعت عينها لشوق ) وشوق بخير بعد وهذي هي واقفة عندي تبي تكلمك ..
استحت شوق على وجهها .. يعني لهالدرجة اللهفة مبينة بعيوني ..
فهد سحب اخته ندى وهمس : منهي ام مشعل هذي ؟
ندى تبي تغيظه : وانت وش دخلك ..؟!

فهد : اقولك منهي هذي ؟!
ندى : هذي خالة شوق اللي بالشرقية .. قصدي خالة امها .. وتقول شوق انها مثل امها ..
هز فهد راسه .. وسمعوا امهم تكلم وترحب وتهلل ..
ام فهد : لا والله .. البيت بيتكم .. تشرفون بأي وقت ... بتنورون الرياض والله ..
شوق الفرحة طفحت وبانت بملاح وجهها .. ام فهد لما خلصت رفعت راسها لشوق : شوق خالتك تبي تكلمك ..
شوق بدون تردد او حتى تفكير اندفعت للسماعة وردت بلهفة الدنيا كلها : الوووه ..
وأول ماسمعت صوت خالتها تسابقت الدموع لعيونها : هلا خالتي ..
ايمان : هلا بنظر عيني .. شلونك غناتي يالغالية يابنت الغالية ..
بهاللحظة قلب شوق ماعاد تحمل وشهقت وبدت تبكي بصوت عالي .. يوم اقولكم انها فقدت لأشياء كثيرة فهي فقدت اشياء واشياء كثيرة .. والصوت والكلمات الحنونة هي اول شي ضاعت من حياتها ..
ايمان : افا .. حبيبتي .. كم مرة قلت لك لا تبكين .. بتخليني اندم الحين اني طلبت اكلمك ..
شوق وهي مو قادرة تمسك نفسها : خالتي .. ما أقدر .. ابي أشووفك ..
ايمان ضحكت بحنية : واحنا بعد نبي نشوفك .. ان شالله بعد بكرة حنا عندكم ..
شوق بعدم تصديق : والله ؟!!
ايمان : ايه حبيبتي .. حنا مشتاقين لك اكثر ..
خلصت شوق المكالمة وتركت الصالة بصمت وهي تمسح دموعها .. وندى واقفة بمكانها تراقبها والشفقة تعصر قلبها على بنت عمها .. لازم تساند شوق على ماهي فيه .. واول شي لازم تسويه انها تنسى احزانها هي عشان تقدر توقف مع شوق في احزانها ..
فهد اللي كان واقف مستغرب التفت لندى : الحين وش تصير هذي اللي انقلب حال شوق عشانها ..
ندى : اقولك هذي خالتها .. ومثل امها .. وشوق تحبها وتعزها بشكل كبييير ..
تركت ندى الصالة ورقت فوق ودقت الباب على شوق لكنه كان مقفل .. دقت الباب كم مرة لكن ماكان فيه جواب ..
استنتجت انها نايمة .. راحت غرفتها وغيرت ملابسها ورجعت نازلة تحت .. ونزلتها كانت بدخلة ابوها اللي ابتسم اول ما شافها ..
ابو فهد : قووة ..
بادلته ندى الابتسامة : قووتين ..
وقف ابو فهد بريبة وهو يتلفت يمين وشمال بالصالة : وين شوق اجل ؟!
ندى بفضول .. مو من عادة ابوها يسأل عن شوق اول ما يجي من برا : ليش يبه ؟
ابو فهد : ابيها .. ابي اكلمها ..
ندى : نامت من وقت ..
هز راسه وتركها ورقى لغرفته فووق .. ولما شافت ندى انها بتجلس لحالها بما ان شوق نامت خلاص قررت تروح تنوم هي بعد ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:26 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء21




حطت نجلاء سماعة التلفون وهي تتأفف .. هذي خامس مرة تدق على سعود بس ما يرد .. امس بالليل ما شافته لأنها نامت قبل لا يوصل والصبح مثل العادة طلع قبل لا تصحى .. والحين قرب الليل يحل واذن المغرب ولا دق حتى يتطمن .. يعني لهالدرجة شغله نساه يكلم ولو دقيقة عالأقل يتطمن .. يدري اني لحالي بالشقة حتى خدامة معي مافيه ..
من ضعف الحيلة مالقت الا انها تكلم للمرة الاخيرة .. دقت وهي تنتظر صوته لكن بعد مافي رد ..
رجعت السماعة مكانها بعصبية .. وقامت وراحت للبلكون .. كانت الدنيا اظلمت تماما فطلعت وطلت على مواقف السيارات الخاصة للعمارة .. دورت بعيونها مابين السيارات الموجودة .. ماكان فيه غير ثلاث سيارات ولا وحدة منهم لسعود .. رجعت دخلت وهي متوترة .. مو من عادته ما يرد لما ادق عليه ..
راحت لغرفتها معصبة وفكرة وحدة في بالها .. ان شغل سعود صار اهم منها بالنسبة له ..وانه معد صار يتلهف عليها وعلى صوتها مثل قبل .. وهالفكرة خلت دمعة تستقر بوسط عيونها .. اول مرة سعود يتصرف معها بهالبرود من تزوجوا .. طول الاسبوع اللي فات هاللي كانت تدق وتسأله عن اخباره لكن هو ماكان يدق عليها ..
قعدت على كرسي قدام تسريحتها وتلقائيا طاحت عينها على صورة لها معه يوم الزواج .. صورة فيها الكثير من الحميمية .. سالت الدمعة وتجمدت على خدها وعيونها مسمرة عالصورة ويدينها تحت خدها وذكرياتها ترجع لذاك اليوم ..
بعد فترة مو قصيرة رجعت لواقعها وانتبهت لسعود واقف مستند عالباب بيد وحدة وابتسامة حنونة على وجهه .. لحظة سكون بينهم ومحد تكلم لكن عيونهم متعلقة ببعض .. زادت ابتسامة سعود وانتبهت نجلاء لدموعها فبسرعة مسحتها وهي منزلة راسها للأرض ..
نجلاء بنبرة حزن : وش جابك الحين ؟!.. باقي على نهاية الدوام ثلاث ساعات ..
نزل سعود يده ومشى خطوتين لها : تسأليني وش جايبني .. يعني ماعجبتك هالمفاجأة ..
سكتت نجلاء وهي تمسح دموعها مرة ثانية ..
سعود وهو لازال واقف في مكانه : شكلها ما عجبتك .. تبيني ارجع للدوام ؟
نجلاء : لا .. بس مو من عادتك تترك الدوام ..
سعود وهو يتقدم ويركع قدامها بهدوء : رجعت عشانك .... ممكن تعلميني ليش هالدموع ؟
رفعت نجلاء راسها وحطت عينها بعينه : يعني ماتدري ليش ؟
سعود : لا ... مضايقك شي ؟!
نجلاء وهي تبعد وجهها عنه : طلع جوالك وشف .. وتعرف ليش انا متضايقة ..
مسك سعود يدها بحنية وباليد الثانية طلع الجوال من جيبه ولما شاف المكتوب ابتسم : خمس مكالمات لم يرد عليها .. وكلها من نجولة حياتي ..
التفت نجلاء له والعبرة خانقتها : واذا انت عارف اني ادق عليك ليش ماترد .. طيب اذا كنت ماتبي تسمع صوتي رد عالأقل عشان اتطمن عليك .. ( سالت دموعها ) .. والا انت ماتدري اني اتلهف على صوتك .. اذا ماكنت تبي تسمع صوتي قلي .. بس لا تخليني معلقة مدري شصاير عليك ..
ابتسم سعود بحنية وحط يده على خدها يمسح دموعها : افا حياتي .. انا مابي اسمع صوتك ؟!..
نجلاء وهي تبعد يده عنها : اجل ليش ماترد علي .. لي ساعات اتصل لك وانت مطنشني .. حرام عليك لي اسبوع ما شفتك ولا جلست معك .. بتحرمني حتى من صوتك بالتلفون ..
قامت واقفة بانفعال وسعود وقف معها .. مشت بتطلع من الغرفة لكنه مسك يده يمنعها ..
نجلاء : سعود اتركني ابي اجلس لحالي ..
سعود : اتركك وانت زعلانة علي .. ما اقدر ..
نجلاء : انت اصلا مايهمك زعلي .. لو اهمك كان......
قاطعها سعود وهو يبوس يدها بحب : بالعكس ... انتي اهم .. انتي اهم من حياتي يا حياتي ..
سكتت نجلاء وكمل سعود : وانا اصلا مستأذن من الدوام وجاي عشانك حبيبتي ..
رفعت عيونها له وهي مو فاهمة : عشاني ؟!!
سعود وهو يحضنها : لا تحسبين اني ما اشتقت لك حياتي .. انا مشتاق لك اكثر منك انتي .. لو اعيش عمري كله معك ماكفاني ..
غمضت نجلاء عيونها وهي تحس بهالكلمات تزيد الحب داخلها اكثر واكثر ..
سعود : ماكنت ارد عليك لأني كنت ابيها تكون مفاجأة .. وماجيت اليوم بدري الا عشان نقضي وقت سوا انا وياك .. ها شرايك ؟!
ابتسمت نجلاء : تسألني عن رايي .. اكيد موافقة ..
ابتعد سعود عنها وهو مبتسم : خلاص حياتي .. انا باخذ دش سريع على بال ما تتجهزين ..
نجلاء : ان شالله حبيبي ..
طلع للحمام وهي بدت تلبس .. من زمان كانت تنتظر مثل هالطلعة معه .. وخلال اقل من نص ساعة كانوا جاهزين .. طلع سعود من الغرفة بعد مالبس بدلة ولقى نجلاء جالسة بالصالة ولابسة عبايتها تنتظره ..
سعود : يالله حياتي ..
وقفت نجلاء بمرح وراحت لها وهي مبتسمة بعذوبة : ذراعك لو سمحت ..
وقف سعود لحظة ساكت مب فاهم .. بعدها ضحك ومد لها ذراعه .. ونجلاء بمرحها شبكت ذراعها فيه .. ..
نجلاء : اووكي ... مشينا ..
سعود : ههههههههههه ...

------

اندق الجرس في بيت ابو فهد .. وام فهد اللي كانت بالصالة طلبت من نايف يروح يفتح ..
ام فهد : نايف رح شف من اللي عند الباب ..
وقف نايف المسنتر دايما عند البليستيشن لعبته وطلع يركض برا .. وبعد اقل من دقيقة رجع يدخل وهو يلتفت وراه ..
نايف : يمه هذي مها بنت ابو فواز جيراننا ..
ام فهد : خلها تتفضل ..
مها وهي تدخل : نايف فيه احد ..
نايف : مافي احد مافي الا امي ..
دخلت وهي تشيل الطرحة عن وجهها : السلام عليكم ..
قامت ام فهد واقفة : وعليكم السلام .. حيا الله من جانا ..
راحت مها وسلمت عليها : شخباركم خالتي ..
ام فهد : بخير شلونكم وامك شلونها ؟
مها : بخير وتسلم عليك والله ..
ام فهد : الله يسلمها ... تفضلي مها .. اكيد جاية تبين ندى ..
ابتسمت مها بشوية انحراج : ايه والله خالتي .. جاية اسلم عليها .. انا دقيت عليها اليوم العصر وقلت لها وقالت لي تعالي ..
ام فهد : اها .. الحين نناديها لك .. مع انها المفروض تجي تستقبلك .. بس هالبنت الله يهديها ..
سكتت مها وهي تفكر .. شلون تفكر او تذكر تستقبلني وهالشوق عندها ..
ام فهد التفتت لنايف ولدها : نايف رح ناد اختك .. قلها ضيفتها وصلت ..
نايف اللي كان معطيهم ظهره تأفف .. وبنفسه يقول .. والله ابتلشت .. مافي احد يعرف يلعب زين بهالبيت .. وبعدين هذي شجابها .. اذا ندى ماتحبها ليش تعزمها ..
نايف وهو يتصنع الرضى ويقوم : ان شالله ..
طلع فوق ودق الباب على اخته ..

ندى اللي كانت تكلم المجروح بالشات مثل عادتها بالفترة الأخيرة ارتبكت على بالها امها ..
ندى : مين ؟
نايف : انا نايف ..
ندى : شعندك ؟
نايف : ترا مها وصلت وامي قالت لي اناديك ..
تنهدت ندى بارتياح : طيب طيب شوي ونازلة بس بغير ملابسي ..
حست باخوها يروح ويبعد ورجعت تكلم المجروح ..
المجروح : حكاية وين رحتي ..
حكاية احساس : معك .. بس لازم اتركك الحين .. جتني ضيفة ..
المجروح : طيب ومتى اقدر اشوفك ..
حكاية احساس : ممكن اليوم بالليل .. او بكرة ..
المجروح : اووكي .. اشوفك غناتي ..
ابتسمت ندى برضى وودعته ببعض ابيات الشعر .. وقفلت النت وغيرت ملابسها وهي تتأفف كل لحظة والثانية .. كانت قد نست ان مها بتجيها .. مع ان مها مالها ساعتين متصلة .. بس الوقت اللي خذاها وهي تكلم المجروح نساها ..
نزلت تحت ولما دخلت شافت مها تسولف مع امها ..
ندى وهي مبتسمة : اهلين مها .. منورتنا ..
قامت مها وهي تبادلها الابتسامة وسلمت عليها وبعد اخذ الاحوال ..
ندى : مها تبينا نجلس هنا ولا فوق بالغرفة ..
مها : عادي اللي يريحك .. بس اخاف نقعد هنا ونزعج خالتي ام فهد ..
ام فهد مبتسمة : ابد خذي راحتك .. انتي منا وفينا ..
كانت مها تتمنى انها تروح للغرفة فوق .. لان ندى نزلت ويدينها فارغة .. الجوال مو معها معناته خلته فوق بالغرفة ..
مها : انا اقول فوق احسن .. عشان ما نزعج احد ..
ندى : اوكي اجل .. انتي اطلعي فوق لغرفتي .. وانا بروح للمطبخ بجيب لنا شي نشربه .. انتي ضيفة لازم نضيفك ..
مها ضحكت باصطناع : ههههههه .. عادي اذا يتعبك مو لازم ..
قاطعتها ام فهد : لا لازم .. مهما كان انتي ضيفتها ..
ندى : خلاص اجل اسبقيني لفوق ..
راحت ندى ناحية المطبخ ومها رقت الدرج .. وبنص الدرج سمعت احد يتنحنح فبسرعة لفت الطرحة وتغطت .. كان فهد هو اللي نازل .. لابس بدلة وقبعة من الستايل الكلاسيكي اللي ذوب مها بمكانها ..
فهد نزل الدرجات وهو مقطب لأنه ماعرفها اما مها بعدت شوي عن طريقه وابتسمت بفرح لأنها شافته ..
مها بنبرة ناعمة : شلونك فهد ؟
فهد شك انها مها : الحمدلله بخير .. شلونك انتي ؟
مها ذاااب كلها بالأرض .. ما صدقت انه قاعد يكلمها : تمام ..
فهد : عن اذنك ..
وكمل طريقه نازل .. مها شافت الجوال بيده .. ان ماوصلت لك يافهد ماكون مها .. وبعلمك انا من اكون ..
طلعت فوق لغرفة ندى ودخلت ..
اما فهد سأل امه : يمه من هي هذي .. مها ؟
ام فهد : ايه هذي مها بنت ابو فواز ..
فهد وهو يتلفت يمين وشمال : يمه وين شوق اجل .. ما شفناها اليوم ؟
ام فهد تنهدت بحيرة : والله ياحبيبي انا مثلك مستغربة .. ما شفتها اليوم .. من امس وهي حابسة نفسها بغرفتها لا فطور ولا غدا .. حالها مو عاجبني من كم يوم .. الظاهر العيشة عندنا ماعجبتها ..
فهد تفاجأ من هالاحتمال اللي ماخطر على باله ابدا : لا يمه وش هالكلام ..
ام فهد : انا اقول يمكن .. معد صارت تقعد معنا كثير ولا تكلم احد كثير .. اغلب وقتها بغرفتها .. الوضع هنا ماعجبها ..
فهد : يمه لا تقولين مهما كان حنا اهلها الباقين لها ..
ام فهد : والله ما ادري هذا اللي اشوفه
فهد سكت فترة : طيب يمه انا طالع تامريني بشي ؟
ام فهد : مايامر عليك عدو .. رح والله معك ..
طلع فهد من جهة وندى طلعت من المطبخ من جهة ورقت لغرفتها ..
مها فسخت عبايتها وحطتها على وحدة من الكراسي مع الشنطة .. طلعت الجوال بسرعة وتلفتت تدور عن جوال ندى .. كانت الغرفة شوي حوسة .. لفت بعيونها عالغرفة كله بس ما لقت شي .. عالكومدينه .. عالتسريحة .. عالمكتب وجنب الكمبيوتر بس ما لقت ..
بهاللحظة دخلت ندى عليها وحاولت تبين طبيعية ..
ندى وهي تحط صينية العصير على طاولة بنص الغرفة : تفضلي مها .. بروح انادي شوق ..
مها وهي تحاول تبين لطيفة : ايه صدق وينها ليش مانزلت ..
ندى مبتسمة : والله هي تعبانة هاليومين ..
جعله دووم ان شالله مريضة ومعد نشوفها هالدخيلة ...
زادت ابتسامة مها المتصنعة : سلامتها ما تشوف شر ..
ندى : الشر ما يجيك ..
وقبل لا تطلع ندى من الغرفة خطرت فكرة ببال مها بشكل خاطف ..
مها : ندى ..
ندى وهي تلف لها : هلا ..
مها : امم .. ممكن جوالك شوي .. جوالي مفصول .. وامي طلبت مني ادق عليها واطمنها اني وصلت عندك ..
فهمت ندى وهزت راسها برحابة صدر : ايه اكيد مافي مشكلة ..
طبعا مها كانت تكذب جوالها مو مفصول بس استخدمته عذر عشان تاخذ رقم فهد .. ندى راحت عالكومدينه تدور جوالها بس مالقته .. حاست عليه ببقية انحاء الغرفة ..
ندى : وين ذلف .. ( ابتسمت ) تدريني دايما انسى وين حطيته ..
راحت لحوسة اللحاف والمخاد عالسرير ولقت الجوال مدفوق بينهم ..
ندى وهي تضحك : لا تلوميني .. لا تاخذين بخاطرك على هالحوسة ..
مها : لا ولا يهمك ..
حطت ندى الجوال عالكومدينه والتفتت لها : مارح تكلمين الا لما تشربين عصيرك ..
انصاعت مها وخذت لها كاس وقعدت على وحدة من الكراسي .. وندى طلعت من عندها وراحت لشوق وخبرتها ..
شوق بدون نفس : وهذي شجابها الحين ؟
ندى : شفيك شوق .. تراها سألت عنك ..
التفتت شوق لها بعدم تصديق : سألت عني .. شتبي ؟
ندى : جاية تسلم وتجلس معنا .. اهم شي روحي عندها الحين لا تقعد لحالها وانا بنزل شوي للمطبخ وبجي ..
شوق بضيق : ندى ترا مالي خلقها هذي الحين ..
ندى : معليش .. بس تصدقين احسها اليوم متغيرة تضحك وتتبسم وحتى بكلامها مؤدبة غير عن قبل ..
شوق : ان شالله دوم مثل ما تقولين ..
ندى : طيب قومي اقعدي معها لما اجي ..
قامت شوق منصاعة ..

اما مها قعدت تشرب كاسها بسرعة وعينها على جوال ندى .. حطت الكاس وراحت للجوال وهي مرتبكة لا يدخل عليها احد ويشوفها .. بسرعة وبارتباك طلعت اسم فهد وسجلت رقمه بجوالها .. وانتفضت لما سمعت الباب ينفتح .. رفعت راسها لقتها شوق واقفة ويدها على مسكة الباب وملامح وجهها عابسة وجامدة .. ونظراتها على جوال ندى بيدها .. بعدها رفعتها لمها .. كانت نظرات غريبة اربكتها ..
مها تحاول تلطف الوضع : قاعدة اتصل على امي ..
شوق وهي تدخل وتسكر الباب وراها : تفضلي خذي راحتك ..
مها وهي تحاول تضبط اعصابها : لا بس تراني استأذنت من ندى .. عشان بس ماتقولين استخدمت الجوال بدون اذن ..
راحت شوق وجلست على طرف السرير ونظراتها الغريبة اربكت مها اكثر واكثر : خذي راحتك .. حتى لو ما استأذنتي .. ندى مارح تخالف ..

هزت مها راسها مبتسمة وهي تأشر بالجوال بيدها : طيب عن اذنك بكلم ..
دقت على امها وخبرتها .. وامها استغربت حرصها انها تخبرها .. بس مها لازم تسوي كذا عشان يبين كل شي طبيعي ..
رجعت الجوال عالكومدينه وراحت لصينية العصير وخذت كاس عصير ثاني وقدمته لشوق : تفضلي ..
ناظرتها شوق لحظة مستغربة من تصرفاتها .. خذت الكاس وهي تشكرها ..
مها : سلامات .. قالت لي ندى انك تعبانة ..
شوق : الله يسلمك .. تعبانة شوية بس ..
رجعت ندى للغرفة ومرت ثلاث ساعات وهم سواليف الا شوق اللي كانت اغلب الوقت صامتة وتسمع بس واغلب الوقت تسرح وتشوف ساعة يدها كل فترة والثانية ..
كانت تحسب الساعات والدقايق والثواني اللي بيوصلون فيه خالتها ايمان وعيالها .. بكرة بيوصلون .. ما تقدر تصبر لما يجي بكرة .. تبي تطير لهم طيرااااان ..
مها انتبهت لها وسألت بهدوء : شفيك كل شوي تشوفين الساعة .. يعني لهالدرجة تبيني اروح .. مثقلة عليك انا ؟
رفعت شوق عينها لها وهي مستغربة من تحليلها للموضوع بهالشكل ..
شوق ببرود : احد قال انك مثقلة علي ..؟
مها : شكلك يقول ..
ابتسمت مها بتصنع ابتسامة واهية ساخرة .. اكيد ماتبيني .. شكلك يقول .. بس انا اوريك ..
ندى ضحكت تلطف : مها لا بالعكس .. انا اعرف شوق .. هي تنتظر بكرة يجي عشان خالتها بتجي من الشرقية بيشوفونها ..
ابتسمت شوق لأن ندى فاهمتها ..
شوق : هذا هو السبب ..
مها هزت راسها وهي مو مقتنعة : اهاا ..
شافت مها ساعتها وقامت واقفة : يلله بنات انا بروح امي موصيتني لا اتأخر ..
وقفت ندى معها اما شوق ظلت جالسة عالسرير .. خزتها مها بنظرة يعني قومي واقفة وودعيني زي الناس .. لكن شوق تجاهلت هالنظرة .. نفسيتها مرة زفت ومالها خلق تسوي أي حركة ..
ندى وهي تلتفت على شوق : شوق يالله قومي انزلي معنا ..
شوق : لا ندى مابي ..
راحت ندى وسحبتها من يدها : قومي بلا دلع .. طول اليوم وانتي بالغرفة مانزلتي ابدا .. قومي غيري جو ..
سحبتها ندى معها بالغصب وطلعوا مع مها بعد مالبست عبايتها ..
سلمت مها على ام فهد وطلعوا للحوش .. شوق وقفت اعلى درجات المدخل وندى مشت مع مها لباب الشارع وقبل ما يفتحونه انفتح ودخل منه فهد ..
فهد : السلام عليكم ..
مها + ندى : وعليكم السلام ..
ندى : فهد جاي بدري اليوم ..
فهد : خلصت السهرة بدري اليوم .. وبعدين مافي فرق عن رجعتي كل يوم .. كل الفرق نص ساعة .. ( التفت عنهم شاف شوق واقفة تراقبهم وهي معقدة يدينها على صدرها ومستندة براسها وكتفها عالجدار ) .. عن اذنكم .. ( والتفت لمها ) .. وسلميني عالوالد يا مها ..
مها وقلبها يدق من اسمها بصوته : يوصل ان شالله ..
تركهم فهد وراح للمدخل مبتسم .. كلام امه اليوم خوفه لكن يوم شافها الحين حس براحة شوية ..
شوق اول ماشافته يدخل البيت دق قلبها وتسارعت نبضاته .. ولما شافته يقبل ناحيتها حست بالحرارة تشتعل بوجهها .. لكن كل هذا مابين عليها من تعبها ..
تعدلت بوقفتها ونزلت يديها ..
فهد وقف عندها مبتسم : سلامات ما شفناك اليوم ..
شوق بصوت مبحوح : سلامتك .. ولا شي بس تعبانة ..
كانت مها تراقب فهد وهي يبعد عنهم لكن ندى نبهتها : مع السلامة مها وسلميني على رشا والماما ..
مها وهي تبوسها من خدها : انشالله يوصل ..
وقبل لا تطلع التفتت لفهد وشوق مرة ثانية .. ولما شافته يتكلم ويتبسم معها حست بناار تشتعل بداخلها وغيظ كبيير .. واللي شافته خلاها تصر عالخطوة المقدمة عليها ..
طلعت مها وندى راحت لشوق وفهد : من تحشون فيه ..
شوق : ما نحش في احد ..
فهد : نحش فيك انتي ..
شهقت ندى : وليش ان شالله تحشون فيني .. ماعجبتكم انا ولا ماعجبتكم ..
فهد يعاند : لا ماعجبتينا ..
ضحكت شوق : ههههههههه ..
ندى وهي تضمها : ياربي .. من زمااااان ماسمعنا ضحكتها .. ولا لا يافهد ..
فهد : في هذي صدقتي .. البيت فاقد ضحكتها ..
نزلت شوق راسها والحيا صبغه .. وندى التفتت لها بخبث وضربتها بخفة بكوعها ..
ندى : يا بختك .. انا وانا اخته ..الكلمة الحلوة منه بالموت احصلها ..


دخلت مها لبيتهم وهي تفوور غيظ وقهر.. اللي شافته اليوم ابدا مايطمن بخير .. تجاوزت الصالة للدرج بدون ماتتلفت او حتى تسلم ..
ام فواز انتبهت لها واستغربت من هيئتها : وين رايحة مها ؟
وقفت مها وهي تتأفف بمكانها : معليش يمه راااسي مصدع وبروح انوم .. تصبحين على خير ..
ام فواز وهي تهز راسها حسرة : وانتي من اهله يا بنيتي ..
طلعت مها لغرفتها ورمت الشنطة والعباية بفوضوية عالسرير وبسرعة دقت على رقم بدور ..
وصلها صوت بدور بلهفة :هلا مهوي .. ها بشري شسويتي ؟
مها بعصبية : بنفجر من القهر يابدور .. بنفجر ..
بدور استغربت : ليه شفيه ؟
مها : بيذبحني هالفهد .. ياربي مايحس ..!!
بدور بنفاذ صبر : علميني عاد شصار ؟
مها باصرار وقوة طغت على صوتها : بدوور .. اسمعيني .. فهد هذا لااازم اوصله مهما كان ..اللي شفته اليوم ابدا مايطمن ..
بدور : طيب وش شفتي .. اول شي جبتي الرقم اللي طلبته منك ؟!
مها : ايوه حصلته ..
بدور : حلووو !!..الحين عطيني اياه وخلي الباقي علي .. ان ماخليت فهد لعبة بين يديك ماكون بدور ..
مها وهي تحوس بالجوال تطلع الرقم : انا عارفة انك قدها وقدوود .. خذي الرقم .. ******0555
بدور : اوووكي .. وصل اخيرا
مها : بدور استعجلي الله يخليك .. اللي شفته اليوم نغز قلبي ..
بدور :خبريني وش شفتي ؟
مها وهي تصر على اسنانها غضب وحقد : حاسة ان شوق خذت عقله .. اليوم ماعطاني وجه ومن شافها قعد يتبسم لها ويسولف ..
بدور بنبرة عدم اهتمام : طيب مها عادي .. بما انهم ببيت واحد طبيعي يصير بينهم اللي شفتيه ويسولفون مع بعض ..
مها بنبرة عدم ارتياح : اتمنى يكون مثل ماتقولين ..
بدور : اوكي حياتي .. احتاج لكم يوم قبل ما اقوله عنك .. محتاجة وقت عشان اتعرف عليه ويتعرف علي بعدين بخبره عنك ..
مها وهي تنسدح عالسرير باسترخاء وهي مستانسة بالخطوة اللي بتسويها : انتي اعرف مني بهالأمور .. سوي اللي تشوفينه بس ياليت ما تطولين ..
بدور : ابشري .. هاتامرين بشي ..
مها : سلامتك ..
بدور : بايوو
مها : بايات ..

---------

نرجع لجدة عند سعود ونجلاء .. بعد ماطلعوا من الشقة طلبت نجلاء انهم يتمشون عالكورنيش والبحر وبعدين يروحون يتعشون في وحدة من المطاعم الراقية ..
سعود وقف سيارته في وحدة من المواقف عالشارع والتفت لنجلاء اللي كانت سعيدة حدها بهالمشوار : يالله حياتي ..
نزلت نجلاء وبسرعة راحت وقفت جنب سعود وشبكت يدها بيده .. وبدوا يمشون ويسولفون ويتفرجون عالناس سواء كبار او صغار شباب او اطفال .. من كل الاعمار ..
نجلاء وعيونها على وحدة من القوارب المزينة بأنوار ملونة وتمشي بالبحر بتألق : وش كثر احب البحر .. اعشقه ..
سعود بهدوء التفت لها : أكثر مني ؟
سكتت نجلاء وابتسمت : انا من صغري وانا احبه .. مو بس اليوم .. يعني ماتوصل لدرجة انك تغار منه ..
سعود وهو يلف عيونه عنها ويركز بالممشى قدامه والناس : اللي يهمني انك ماتكونين تحبينه اكثر مني .. هذا اهم شي ..
نجلاء بمرح : واذا قلت اني احبه اكثر منك ..
سعود بدون ما يلتفت لها : على كذا انا بسكت ولا رح اتكلم لما تكرهينه مرة وحدة ..
نجلاء وهي تضحك : اكرهه ..حرام عليك فيه احد يكرهه ؟!
سعود وهو يراقب مجموعة اولاد يلعبون كورة ويتراكضون ورا بعض : مافي شي بيرضيني غير كذا ..
نجلاء مازالت تضحك : يا حليلك والله .. توني اكتشف الحين انك غيوور درجة اولى ..
سعود : كنت اظن انك فاهمتني من زمان ..
نجلاء : انا فاهمتك .. بس بعض الاحيان تتصرف بغرابة .. يعني معقولة فيه احد يغار من البحر ..
سعود وه يهز كتوفه بلا مبالاة : انا ...
نجلاء : هههههههههه ..
سعود شد قبضته على يدها وتمتم بكلمات مافهمتها نجلاء ..
نجلاء وهي تلتفت له مقطبة ومبتسمة : وش قلت ؟
سعود لازال صاد بوجهه عنها ولا التفت لها : اقول الله لا يخليني من هالضحكة ..
نجلاء : متأكد انه هذا اللي قلته ؟
سعود : عندك شك ..
نجلاء تضحك على اسلوبه الغريب معها اليوم : ههههههههههه .. لا ابدا عمري ما شكيت فيك ولا بشك ..
سعود بدون سابق انذار : وانا عمري ما حبيت غيرك ولا بحب ..
ضحكت نجلاء بخجل وحست بالحرارة بخدودها .. سعود هذا احيانا يقول كلام مايعنيه ويعنيه بنفس الوقت .. ما تقدر تفهمه بهاللحظات ..
نجلاء وهي تشد يدها على يده : سعود ..
التفت لها بصمت ..
نجلاء مبتسمة : شفيك ..؟!
سعود وهو يرجع يصد عنها : ..... مريض ..!!
بلمت نجلاء ووقفت عن المشي ويدها للحين بيد سعود اللي وقف معها غصب عنه ..
سعود وشبح ابتسامة على وجهه : شفيك وقفتي ؟
نجلاء بحالة صدمة تناظر فيه : مريض ..؟!
ضحك سعود ورجع يمشي وهي يسحبها معه : يعني ما تدرين اني مريض ..؟
نجلاء وقفت وسحبت سعود من يده وباليد الثانية تحسست جبينه : سعود حبيبي تعبان .. نرجع للبيت ؟
زادت ابتسامته ونزل يدها وسحبها معها لمكان وجلسوا فيه ..
سعود وهي يتنهد : اللي فيني قلبي .. هو اللي تعبان .. تدرين حبيبتي كل يوم اصحى الصبح والقاك جنبي اتولع فيك اكثر واكثر ..
نجلاء احترررقت من فوقها لتحتها : سعووود .. خلاااص تراني احترررقت ..
سعود : ههههههههههه ..
نجلاء وهي تتنهد بعمق وتحطت يديها عالطاولة : وانا وش اقول .. تصدق هالاسبوع اللي مر حسيته شهر من طوله .. بس عشانك كنت غايب عني ..
سعود : انا حسيتها سنة مو شهر .. كنت انتظر الدوام ينتهي بس عشان ارجع البيت واشوفك .. ولما ارجع القاك نايمة .. يكفيني ( ويستند عالطاولة مثلها ) بس اشوف وجه الملاك هذا ..
نجلاء تبي تضيع الموضوع فقامت واقفة : شفيك قعدت يالله يالله قم .. فيني طاقة ابي امشي ..
راحت عنه وهو قام وراها وهو يضحك .. فجأة رن تلفونه ..
نجلاء اللي كانت تمشي وهي عاضة على شفايفها وودها تطير من الوناسة .. تحس قلبها قاعد يقفز فرح وسعادة .. كانت واثقة ان سعود يمشي وراها لكنها لما التفتت وما لقته استغربت ..
شافته واقف قريب من المكان اللي كانوا جالسين فيه ويكلم بالتلفون فرجعت له بحيرة من المكالمة الغريبة ..
سعود لما شافها قربت منه ابتعد عنها وهي تسائلت اكثر .. واضح انه مايبيها تسمعه .. فوقفت مكانها تنتظره لما يرجع ..
طال انتظارها وهي تراقبه يكلم .. لاحظت عليه الانفعال وهو يتحدث ويحرك يديه بعصبية ظهرت على ملامح وجهه المنفعل .. ماكانت تسمع وش يقول بس لسبب مجهول قبضها قلبها وحست بالقلق ..
رجعت لذات الكرسي وجلست عليه تنتظره .. وفيما هي على هالحال سرحت في أمور كثيرة .. من بينها البحر اللي قدامها وأمواجه .. الأطفال اللي حولها يتراكضون بكل جهة .. القوارب المنيرة بكل الالوان تشق البحر .. واهمها .. سعود والمكالمة الغريبة اللي عفست ملامح وجهه ..
رجع سعود لها مبتسم وكل تعبير غريب ومنفعل كان على وجهه اختفى الحين .. اللي خلاها تقلق أكثر .. بس رغم ذلك وقفت له ..
نجلاء : شفيك ؟!
سعود ولا كأنه مر باللي مر فيه : انا ؟!
نجلاء وهي تتمالك خوفها : ايه انت .. من كنت تكلم ؟؟!
سعود وهو يرجع الجوال بجيبه : مافيني شي .. والمكالمة مو مهمة لا تخافين ..
سكتت نجلاء وهي تناظره مو مصدقة وتتذكر شكله وهو يكلم : بس انت كنت.......
قاطعها سعود : ماعليك ولا تشيلين هم .. ماتبين نروح نتعشى ؟!
احترمت نجلاء رغبته وقفلت الموضوع : اذا تبي انا ابي ..
سعود : اجل خلينا نروح ..
قامت نجلاء ومشت معه جنبا الى جنب .. وهي مو قادرة تترجم هالاحساس بالخوف اللي تحس فيه .. التفتت بطرف عينها لسعود اللي ظل يمشي جنبها وهو يصفر بألحان تبحث بين ملامحه لأي تعبير للي شافته وهو يكلم .. بس كل شي اختفى ..
أجل ليش تحس بالرهبة والخوف الحين ؟!.. يكفي انها مع سعود الحين .. اجل ليش خايفة ؟!..
لا يكون صاير له شي وفيه شي ولا علمني ؟!..
توها بترجع تسأله لكنه سبقها وتكلم : حياتي وين تبين نتعشا ؟!
نجلاء بعد صمت هزت كتفها : .... اللي يريحك ..
صاروا قريب من السيارة الحين ول واحد ركب في مكانه ..
سعود بعد ماركب وسكر الباب : باخذك لمكان جديد ويقولون انها راقي وحلو
نجلاء تتصنع المرح : اوكي مثل ماتبي ..!!

------------

في الجامعة كانت نفسية شوق غير عن الكم يوم اللي فاتت .. تضحك وتسولف مع اللي حولها وحاولت قدرماتقدر تكون طبيعية بهاليوم .. وماقدرت حتى تخفي حماسها عن الكل ..
نوال : الشوق فرحاااانة اليووم حدها ..
نوف قاطعتها : ماتدرين .. الحبايب اليوم بيجون من الشرقية ..
نوال : اهااااا .. قولوا كذا من زماااان ..
شوق وهي تضحك بحماس : وش اقوول وش اخلي .. مع انها كم شهر الا اني احسها سنة .. ( وقامت فجأة ).. بنات قوموا نتحرك ونمشي .. مليت وانا جالسة ..
نوف بعد ماوقفت معها : انا بروح لجميلة طالبة مني مجموعة اوراق .. وبلحقكم ..
شوق : خلاص اجل لما تخلصين دقي علينا ..
تفرقت عنهم نوف وراحت باتجاه ونوال وشوق راحوا بجهة ثانية ..

بمكان قريب كانوا مها وبدور يمشون مع بعض .. بدور تسولف على مها عن المخطط اللي بتنفذه ومها تسمع وهي مستانسة ومنشرحة عالاخير .. بدور عبقرية وحريفة بهالاشياء وبتقدم لها فهد على طبق من ذهب ..
مها وهي تتنهد بحالمية : آآآخ .. متى يجي هذاك اليوم اللي يكون فيه فهد لي ..
بدور وهي تضحك : قريييييب ان شالله .. لا تشغلين حالك .. مادام بدور موجودة تطمني ..
مها : وانا عارفة انك بتسوينها ..
سكتت مها ووقفت عن المشي لما طاحت عيونها عالبنتين اللي يتقدمون ناحيتهم ومنشغلين بالضحك والسوالف مع بعض ..
بدور وقفت مع مها واستغربت .. التفتت للجهة اللي تناظر فيها .. شوق من ناحية انتبهت لمها الواقفة تناظرها .. تبسمت لها بأدب ..
شوق وهي توقف قدامها ونوال جنبها : صباح الخير مها ..
مها بدالتها الابتسامة بصعوبة .. ورجع قلبها يحترق من اللي شافته ليلة البارحة : هلا صباح النور .. كيفك ؟
شوق : تمااام ..
مها : وينك مانشوفك بالجامعة .. ندى شفتها مرة او مرتين لكن انتي مانشوفك ..
شوق تهز كتفها بسعادة : المحاضرات هاللي تحكم ..
مها تلتفت لبدور : بدور .. هذي شوق بنت عم ندى .. ( رجعت التفتت لشوق ) هذي صديقتي بدور ..
بدور بلمت من شافت هالبنت تقبل لهم .. واللي زاد دهشتها انها صارت شوق نفسها اللي تتكلم عنها مها بشي من الحقد والكره ..
شوق تتبسم لبدور : مرحبا بدور كيفك ؟
بدور ابتسمت لها بدورها : تمام كيفك انتي ؟
شوق هزت راسها برضا : ماشي الحال .. وهذي نوال ( تاشر عليها )
سلمت عليهم نوال وبعدها تعدوهم ومشوا مبتعدين ..
مها لما تأكدت من ابتعاد شوق عنهم لفت لبدور : هذي شوق اللي كلمتك عنها .. واللي تبي تاخذ فهد مني .. بس انا مارح اخليها ..
بدور للحين بغمرة المفاجأة اللي كلت لسانها : تصدقين .. ما توقعتها كذا ..
مها تلتفت لها بسخرية : اجل شلون متوقعتها حضرتك ؟!
بدور وهي تلتفت للجهة اللي مشت فيها شوق وترجع لمها وبوجهها شي من الانبهار : جناان ..!! .. مرة مرة حلوة .... مالوم فهد ..
مها وقفت بوجهها بعصبية ويدها على خصرها : وش قلتي ؟!!!...
بدور انتبهت لعصبيتها : شفيك .. انا قلت رايي بالبنت ..
مها وهي مقهورة حدها : ان شالله لو كانت ملاك مارح اخليها تاخذ فهد .. بوقف لها مارح اخليها ..
بدور وهي تبتسم لها : وش فيك مهوي .. قلت لك بساعدك لا تخافين ..
مها بشي من الخوف : اخاف عقب ما شفتيها هالكريهه تتراجعين ..
بدور : افاا عليك .. انا عطيت كلمتي .. ووعدت ..

بعد الظهر الكل قعد عالغدا وتغدا الا شوق ماحضرت .. ابو فهد كان ملاحظ هالشي لكنه كان ساكت ولا علق .. ندى كانت ساكتة وخايفة لا يسأل ابوها عنها ماتدري وش بتقول لأنها ماتدري وش السبب اللي يخلي شوق تتغيب عن سفرة الغدا غير السبب ذاك ... حتى ندى ماكانت ملاحظة عليها السعادة اليوم لأن الوقت ماسمح لهم يلتقون بالجامعة ولما رجعوا للبيت توجهت شوق مباشرة لغرفتها بدون ماتشوف احد ..
ابو فهد من كم يوم قرر يتكلم مع شوق بس حب يسأل ندى بالأول ..
فبعد الغدا طلب ابو فهد من بنته تلحقه عالغرفة .. ندى في البداية استغربت ابوها يطلبها على انفراد .. بس بالنهاية تبعته ودقت باب الغرفة ..
ابو فهد : تعالي ندى ..
دخلت ندى وشافت ابوها جالس في الجزء من الغرفة الموجود فيه المكتب .. يطرق باصابعه عليه ويفكر ..
ندى وهي تتقدم : سم يبه بغيت شي ..
ابو فهد وهو يوقف ويتكلم بهدوء ورزانة : ندى انتي تعرفين وش فيها شوق ؟
ندى تبلعمت : انا ؟
ابو فهد وهي يأكد وبنبرة هادية مربكة : ايه انتي .. انا عارف ان فيها شي وانها متضايقة من فترة لكن السبب هو اللي اجهله .. فاجلسي الحين وعلميني بكل شي .. احد مضايقها بهالبيت ؟
ندى : لا ابدا .. بس ...
او فهد يحثها عالمتابعة : بس ايش ؟
ندى كانت تفكر من فترة انها تخبر ابوها يحط حد عاللي يصير لشوق .. ووصلت لقناعة انها لازم تقوله .. والحين بعد ..
ندى بهدوء : متضايقة عشان عمي ..
ابو فهد مارد وسكت .. من شاف صورة اخوه وهو يشك بهالسبب ..
ابو فهد : اجلسي وعلميني ..

بعد ربع ساعة طلعت ندى وسكرت باب الغرفة وراها .. الحين حست براحة بعد ماطلعت كل اللي بقلبها لابوها .. بس شي واحد خايفة منه .. اذا درت شوق وش بتقول .. هي حذرتها من قبل لا يوصل شي لعمها..
بشكل تلقائي توجهت لغرفة شوق من طاريها اللي مر ببالها .. دقت الباب ووصلها صوتها ..
شوق : تفضلي ..
شي بنبرة صوتها خلاها تفتح الباب وتطل براسها ..
كانت شوق واقفة قدام التسريحة ومتكشخة كشخة كاااملة .. قطبت ندى ودخلت وسكرت الباب وراها ..
ندى وهي تتقدم مستغربة ومذهولة بذات الوقت : شووق .. وش قاعدة تسوين ؟؟
شوق وهي تحط غلوس : اللي تشوفينه ..
ندى وهي تشوف ساعة يدها : الحين ؟؟!
شوق : ايه الحين .. خلاص دخل العصر الحين ..
ندى : ايه بس على بال ماتوصل خالتك يبيلها ثلاث ساعات .. مو هي قالت لك انها بتوصل عالمغرب ..
شوق وهي تلتف لها بحماس : قالت .. بس خلاااص ما اقدر متحمسة حدددي .. مشتاقة لهم ماتتصورين كيف ..
ندى تذكرت الكلام اللي دار بينها وبين ابوها قبل دقايق : شوق ..
شوق وهي منشغلة تضبط تنورتها ردت بدون ماتلتفت : هلا ..
ندى وهي تعبث بأشياء مختلفة عالتسريحة تبعد عينها عن عين شوق : بقولك شي بس اخاف تزعلين مني ..
شوق رفعت عينها : وش فيه ؟
ندى : تراني علمت ابوي بكل شي ..
شوق وهي مب مستوعبة رفعت راسها : علمتيه ... عن وشو ؟!
ندى اختصرت : عنك ...
شوق وكأنها اللي توها اتوعت من صدمة : علمتيه ... ليش ؟!
ندى تحاول تبري نفسها : وش اسوي هو اصر علي اخبره ... وبعدين ( تحولت لنبرة اكثر جدية ) .. لا تحسبين ابوي ماكان حاس .. تراه حاس بكل شي يا شوق ... بس ساكت ..
شوق سكتت .. ماعرفت وش تقول او وشلون تفكر .. هذا الشي الوحيد اللي كانت تتمناه مايصير وبهالوقت بالذات .. لانها تعرف و مقتنعة انه بيسويلها مشاكل مع عمها هي بغنى عنها .. وراح تتفسر تصرفاتها وضيقها على انها عدم رغبة او عدم رضا بالعيش بهالبيت .. تفسير راح يكون بنظر عمها بهالشكل ..
رجعها صوت ندى للواقع : وبصراحة شوق .. انا حسيت براحة يوم علمته .. عالأقل يلاقي حل او يتصرف ..
سكتت شوق وهي تسرح .. وش دراك انتي .. انتي الحين طيحتيني بمشكلة .. شلون بواجه عمي ووشلون بيفهمني ..
رجع صوت ندى : ترا هذا لازم كان يصير من زمان ..
شوق وهي تهز راسها بحسرة : الحين انتي ورطتيني ..
ندى بدهشة : ورطتك .. أي ورطة .. مافي ورطة ولا شي ..
شوق وهي تلف عنها وتبعد : مارح تفهمين .. شلون بواجهه الحين ..
ندى : أي ورطة واي خرابيط ..
شوق بضيق : ولا شي ولا شي ..
ندى : شوق ترا عادي ابوي كان لازم يدري ..
شوق : .............
ندى : شوفي انا اللي علي سويته .. ومثل ماقلت لك هو اللي اصر واجبرني اقوله ..
شوق معطيتها ظهرها وساكتة ..
ندى رجعت لنبرتها المرحة : اوكي مادامك انتي لبستي انا بعد بروح البس .. ما ارضى تكونين احلى مني .. ما تدرين يمكن خالتك تخطبني لولدها مشعل ..
ابتسمت شوق غصب عنها رغم انها مازالت معطيتها ظهرها .. حست بالباب يتسكر فرجعت للتسريحة وهي تفكر .. ماتبي تنشغل بأي شي ثاني كل اللي ببالها الحين شلون بتستقبل خالتها .. كل ثانية وكل دقيقة تمر تحس بالوله والحنين اكثر .. بس ندى بتصرفها هذا ورطتني .. ماني مستعدة لأي مواجهات الحين .. وعمي اخاف يزعل ..
تراجعت عن التسريحة خطوتين وتأملت نفسها ويديها على خصرها .. مرة يمين ومرة شمال تتطمن عالشكل العام .. تشتت فكرها الحين مابين التفكير بخالتها الجاية بالطريق وبين عمها اللي اكيد بيواجهها ويستجوبها بأقرب وقت ..
مع مرور الساعات واقتراب الموعد نست الموضوع الثاني وخلت كل تفكيرها للساعة بيدها .. كل لحظة والثانية تحسب الوقت .. ونار الانتظار ولهفة الحنين يحرقونها ببطء وقسوة ..
لما جا اخيرا اتصال بالتلفون من الخالة تخبرهم انهم اقل من عشر دقايق وهم واصلين ..
ندى تنزل مع الشوق الدرج : يالله شوق ...
شوق وهي تشوف ساعتها كل شوي وبارتباك ..
ندى تضحك : ههههههههههه .. شفيك .. ابي اعرف ليش انتي مرتبكة .. تراها خالتك ..
شوق : وهي عشانها خالتي ما شفتها من زمان .. احس لي سنين ماشفتهم .. مو كأنها كم شهر ..
ندى بتململ سحبتها معها : بلا دلع يلللااا ...
وقفت قدام وحدة من الكنبات ودفت شوق من كتفها لما طاحت قاعدة عالكنبة وهي تضحك ..
ندى وهي تهز اصبعها بوجهها : اقعدي .. لما يوصلون .. تراك توتريني ..
حسوا بحركة جاية من فوق فالتفتوا كلهم شافوه فهد نازل .. عطاهم وهو ماشي نصف التفاتة وابتسامة جانبية سريعة وراح ناحية المجلس ..
ندى : شفتي .. حتى فهد يضحك عليك ..
نزلت شوق عيونها بانحراج .. فعلا كنت مبالغة بتصرفاتي لدرجة ضحكت فهد علي .. فهد اللي احسه قريب مني وبنفس الوقت غريب .. فهد اللي اضيع بنظراته لما تطيح عيني بعينه .. واللي يخفق قلبي لما يبتسم ..
واللي بعد يعتبر غموضه لغز بالنسبة لي .. أتمنى القى له جواب ..
ندى : ياااهوووه .. ( وتلتفت لناحية الباب المؤدي للمجلس وين كانت عيون شوق )
انتفضت شوق من صوتها العالي : وجع شوي شوي لا تصارخين ..
ندى وهي ترجع تلتفت لجهة باب المجلس : وين سرحتي ترا فهد راح من زمان ..
احمر وجه شوق وقامت رايحة للباب : انطمي .. كنت افكر بخالتي ..
ندى وهي تلحقها : تعاااااالي .. لسا مابعد جوا ..
شوق وهي تفتح الباب شوي وتطل بنص جسمها ونظراتها لباب الشارع وبسرعة تتراجع لداخل : ما كأنهم تأخروا ..
ندى تتهزا : " من كأنهم تاخروا " .. الا انتي اللي مدري شفيك ..
راحت راحت شوق ماشية للكنبة بس دق الجرس .. وشهقت وهي تمسك ندى من ذارعينها وهتفت بلهفة : جوا ..!!.. ندى جوا .. ( التفتت لنايف اللي توه نازل ) نيووف رح افتح الباب .. بسرعة نيووووووف ..
طار نايف برا استجابة لشوق اللي تعلق عيونها بالباب من بعده ويديها مضمومة لبعض ..
ندى تراقبها باستغراب .. مو معقولة مو لهالدرجة عاد ..
ندى : شوق....
لكن شوق ماسمعتها قاطعتها وهي تمشي لناحية الباب .. ولبرا .. بنفس اللحظة اللي فتح فيها نايف الباب ..
ومن وراه دخل منه اللي كانت شوق تنتظره وتتمناه وتحسب بالساعات والدقايق حلول هالموعد وهاللحظة بالذات ..
الحرمة لما سلمت على نايف حانت منها التفاتة لباب المدخل او بالأحرى للبنت الواقفة هناك .. ومن بعدها ابتسامة عذبة حنونة ..
شوق ماصرخت ولا حتى ركضت نزلت الدرجات بهدوء واضطراب وعيونها مافارقت خالتها كأنها مو مصدقة اللي تشوفه .. تسمرت مكانها لما تقدمت لها خالتها وهي فاتحه ذراعينها لها ..
ايمان : شلونك يا نظر عيني ؟!
شوق ماردت وظلت عيونها الدامعة على وجه خالتها تتفحصه بتمعن وبدون تصديق .. وأخيرا تقدمت خطوة وارتمت بحضنها تبكي وتعبر عن حنينها ..
ايمان وعيونها تدمع من الفرحة : يابعد قلبي ياحبيبتي ..
شوق وهي دافنة وجهها بصدر خالتها : خالتي .. جيتي .. ماصدق اخيرا جيتي .. مشتااقة لك ياخالتي .. لا تتركيني مابي اخسرك انتي بعد .. ( رفعت وجهها المغسول بالدموع وهامت نظراتها بوجه خالتها ).. خالتي .. لا تروحين عني خذيني معك .. خذيني مابي أجلس ..
قطعت كلامها وكملت بكيها وهي ترجع تدفن وجهها بحضن ايمان ..
ضمتها ايمان لحظتها مرة ثانية وهي تسمي عليها ..
من جهة ثانية كانت ندى واقفة عند شباك الصالة وكشف لها عن كل شي وكل شي انقال وخاصة من ناحية شوق ..
اللي قطع عليهم هاللقاء الحامي صوت بنت من وراهم ..
هديل : وانا مالي حق .. اشتهيت اصيح معكم ..
بعدت شوق وجهها عن خالتها وناظرت فيها نظرات رجاء .. والتفتت لهديل الواقفة وراهم
هديل بأسلوبها المرح العفوي المعهود : شوق ياشووق عيوني لك ..
ضحكت شوق وراحت ضمتها بقوة وبكت مرة ثانية ..
هديل تمثل انها مخنوقة : شوووق .. بموووت .. آآه .. ابي اتنفس .. ما أقدر .. بموت .. يمه ساعديني .. يمه بتذبحني .. يمه بعديها عني .. آآآآآآآآآآآآع !!!
شوق انقلبت للضحك : ههههههههههههه ..!!
وبدال ماتفكها زادت عليها ..
هديل : فكيني .. امزح انا اصلا ما اشتقت لك .. والحين بقول لمشعل يرجعني للشرقية ..
بعدت شوق فجاة وحطت عينها بعين هديل وهي ماسكتها من ذراعينها : وتاخذيني معك ..!!
هديل : آخذك معي ؟!... هذي السااعة المباااركة ..
ابتسمت شوق مرة ثانية وضمتها ضمة سريعة ..
هديل : اووف .. !!... يالدبا سمنتي .. بغيت اختنق ..
شوق وهي ترجع تمسك يد خالتها اللي كانت تراقبهم بفرح :ما صدق ياخالتي انكم عندي الحين ..
ايمان : وانا بعد .. الحمدلله انك بخير وعافية ..
شوق : تفضلي خالتي البيت بيتك ..
دخلوا الصالة واول وحدة استقبلتهم كانت ندى .. عرفتها عليهم شوق وعرفت هديل بعد اللي كانت بعمر ندى او اكبر منها بشوي ..
ومن بعدها سلمت ام فهد اللي قومت البيت وقعدته بالترحيب ..
ام فهد : منورينا بالرياض يام مشعل .. هذي الساعة المباركة .
ايمان بعد ماجلست وارتزت شوق جنبها : منورة باهلها ..
ام فهد : وين مشعل اجل لا يكون برا مادخل ..
تدخل نايف اللي توه جاي من المجلس : دخل بالمجلس يمه ومعه فهد ..
رجعت ايمان تلتفت لشوق تملى عينها منها : المهم شخبارك يالغالية ..
شوق ابتسمت بفرح : دامني شفتكم انا بخير ..
تدخلت ندى وهي تطالعها بخبث : لو اقولك وش كانت تسوي قبل لا تجون .. حالتها كانت حالة .. كل شوي تسألني ندى شكلي زين .. ندى ما كانهم تأخروا .. ندى شوفي الساعة كم ..
نزلت شوق راسها وهي تضحك ومعها ضحكت ايمان ..
ايمان صغيرة بالعمر في بداية الأربعينات من عمرها .. 43 سنة تقريبا او اكثر بشوي .. لذا كانت صديقة مقربة لأم شوق قبل لا تكون خالتها واللي تصغرها تقريبا ب 3 سنين .. وعشان كذا هي تعز شوق وتحبها بشكل كبيييير ..
بدت الضيافة وشوق الدنيا مو سايعتها تحكي لخالتها عن دراستها والجامعة وعن عمها اللي ماقصر وأكيد عن بنت عمها ندى .. ومانست طبعا ام فهد وعيال عمها البقية ..
لما جا وقت العصير فضلت شوق تقوم نفسها بالتقديم لذا تركتهم وراحت للمطبخ وام فهد راحت تعد البخور .. وبقت ندى مع ايمان وهديل اللي بدوا يندمجون بالسوالف مع بعض .. ايمان استغلت وجود ندى لحالها وسألتها ..
ايمان : حبيبتي ندى ..
ندى : سمي خالتي ..
ايمان : شخبارها شوق عندكم ؟!..
ندى : طيبة الحمدلله ..
ايمان : يعني ما كانت متضايقة .. انا لما اتصلت وكلمتها من يومين ماكانت صوتها عاجبني ولما شفتها اليوم بعد ما عجبتني .. صاير فيها شي ؟!
ندى فضلت تقولها بكل اللي صار : من كم يوم بس انقلب حالها ..
ايمان باهتمام : شلون .. مضايقها شي ؟!
ندى : لا .. بس بالفترة الأخيرة صارت تبكي كثير وتقعد بغرفتها اغلب الوقت .. كله عشان عمي .. كانت حالتها حالة ..
هزت ايمان راسها بتفهم : يعني كانت دايما تبكي ؟!
ندى : بصراحة اكثر من الكثير ..
سكتت ايمان لحظة وهي تفكر .. وبادرتها ندى : صراحةً خالتي .. اللي يشوفها وهي تبكي يقول عمي توه متوفي امس مو من كم شهر ..
ايمان وهي تبتسم بحزن لذكرى صالح : ومن قالك انها صاحت يوم توفى ؟!
ندى ما فهمت : شلون ؟!
ايمان بهدوء : قالت لك هي انها صاحت يوم توفى ؟!..
ندى وهي تحاول تتذكر كل شي قالته شوق يوم وفاة عمها : لا .. بس لما كانت عنده قبل لا يموت ..
ايمان : شوق يا ندى ما صاحت ولا بكت .. ولا حتى دمعت .. ومرت بحالة صعبة لما توفى عمك .. مرت بحالة كآبة شديدة لدرجة انها ماعرفت حتى تصيح وتعبر .. حاولنا نكلمها عشان تطلع كل شي مكبوت داخلها بس ماعرفت .. لدرجة يأسنا وتركناها بكيفها .. وقلنا ان كل شي داخلها بيطلع بوقته .. لكن انتظرنا وانتظرنا ولا صار شي وزادت حالتها سوء اكثر .. لما جا ابوك وخذها من عندنا ومن بعدها ماعرفنا وش صار فيها ..
ندى فهمت الموضوع الحين : لاحظت عليها .. كانت حتى بالليل تقوم من النوم وتصيح ولما أسألها تقول ابوي ..
ايمان بحزم : وعشان كذا انا باخذها عندي لفترة اراعيها .. كنت اتمنى اكون جنبها واساعدها لما تبكي وتعبر .. ندى ما استوعبت : بتاخذينها ؟!..
ايمان وهي تهز راسها : ايه .. اذا ما عندكم مانع .. شوق تحتاج تكون عندي لفترة وتكون بالمكان اللي عاشت فيه من قبل ..
ندى بعد صمت وهي تفكر وتتكر الكلام اللي قالته شوق لخالتها لما استقبلتها بالمدخل : اذا هذي رغبة شوق انا ماعندي مانع .. بس طبعا لازم تاخذ راي ابوي ..
ايمان : ما اعتقد الوالد يرفض اذا كان هذا في مصلحة شوق ..
اقبلت شوق عليهم وبين يديها صينية العصير وبعدها اتخذت مكانها جنب خالتها وهي تسألها : خالتي كم بتجلسون بالرياض ؟!
ايمان وهي تبتسم بحنان وتوها بترد بس ردت عنها هديل ..
هديل : كم بتجلسون ؟!.. الليلة بنرجع للشرقية ..
التفتت شوق لخالتها بخوف : ليش خالتي .. اجلسوا عالاقل الى بكرة ؟!
ايمان : مانقدر حبيبتي .. اليوم لازم نرجع
شوق خنقتها العبرة وهي تطالع في خالتها تحاول تردها عن قرارها ..
شوق : بس ياخالتي انا لسا ما شبعت منكم ..
ايمان بحنية : طيب انتي مب طلبتي مني آخذك معي ؟!
شوق سكتت تحاول تتذكر هي وش قالت لها بالضبط اول ما وصلت .. اذا كانت قالت لها هالكلام فهي مجنوونة ..
شوق تلعثمت لأن ام فهد دخلت الصالة عندهم : ايه .. بس....
ايمان قاطعتها : لا بس ولا شي .. انا اصلا ابيك تجين عندي كم يوم ..
شوق ماعرفت وش ترد او شو تقول وخاصة بوجود ام فهد وندى .. مع ان داخلها رغبة ملحة انها ترجع معها للشرقية ..
ايمان فهمت سبب تردد شوق فرفعت راسها لام فهد : طبعا بعد موافقة ابو فهد وام فهد ..
رفعت شوق راسها لمرة عمها تنتظر جوابها ..
ام فهد تبتسم : انا مالي راي .. الشور شور ابو فهد ..
احتارت شوق .. ياترا هل عمي بيوافق وخصوصا بعد اللي عرفه .. ما أظن ابدا .. ولازم اشيل هالفكرة من بالي .. لان عمي مستيحل يوافق ..
خنقتها العبرة من هالفكرة بس اخفتها على طول .. لكن ايمان حست فيها وهمست باذنها من غير ما يحسون الباقين ..
ايمان : لا تخافين حبيبتي .. ان رفض عمك انا بنفسي بقنعه ..
شوق ابتسمت لها .. بس يظل الخوف بقلبها من رفض عمها المؤكد ..
جا وقت العشا اللي انحط من بدري لأن ايمان وعيالها وراهم مشوار اربع ساعات للشرقية بالسيارة .. وبعد العشا طلبت ايمان من شوق تكلم عمها وتطلب منه ..
شوق : بس خالتي اخاف يرفض ..
ايمان : قلت لك لا تخافين .. انا بنفسي بقنعه اذا رفض ..
توجهت شوق للتلفون فوق وحدة من الطاولات ورفعت السماعة وهي مترددة .. رفض عمها اكيد فليش تتعب عمرها ..
دقت الرقم ووصلها الصوت ..
ابو فهد : يا هلا ..
شوق : مرحبا عمي .. انا شوق ..
ابو فهد تهلل صوته : مرحبتين شوق .. شخباركم ؟!
شوق : بخير ..
ابو فهد : شخبار بيت خالتك ؟
شوق : كلهم بخير الحمدلله ..
ابو فهد والحنية باينة بصوته : ها عمري بغيتي شي ؟!..
شوق وهي تتلعثم ومرتبكة : عندي طلب .. وابيك ماتزعل مني او تعصب ..
ابو فهد وبنبرته الاستغراب : ازعل واعصب .. ازعل من بنت اخوي ؟!.. انيت بس اطلب وآمري وتدللي ..
شوق وهي تاخذ نفس : عمي ... انا .. انا ابي اروح مع خالتي للشرقية ..
ابو فهد : ...........
غمضت شوق عيونها بشدة وهي ضاغطة على سماعة التلفون بقوة وتنتظر منه كلمة " لأ " ...
ابو فهد بهدوء : على راحتك ..
فتحت شوق عيونها وهي مو مصدقة : ي... يعني موافق ؟!
ابو فهد : ايه حبيبتي موافق .. اللي يريحك سويه ..
شوق للحين مو مصدقة : أكيد عمي ؟!
ضحك ابو فهد : ايه حبيبتي اكيد .. اذا هذا يريحك ..
شوق والفرحة غمرت قلبها : مشكوور عمي .. مشكور ..
ابو فهد يضحك : انتي تامرين بس ..
شوق والحماس بصوتها : يالله عمي تامرني بشي بروح اجهز اغراضي ..
ابو فهد : سلامتك وانتبهي لنفسك
شوق : ان شالله .. مع السلامة ..
سكرت وراحت لخالتها تمسك يدها بحماس : عمي وافق ياخالتي ..
ايمان تضحك : ههههههههههههههه ..!!
شوق بحماس الدنيا كلها : ياللللللله يالللله بروووح اجهز اغرااضي ..
وراحت تركض لفوق وايمان تضحك وهي تهز راسها .. دخلوا هديل ومعها ندى ..
هديل : يمه وينها شوق ؟!
ايمان : راحت تجهز اغراضها .. يبي لها وقت ..
هديل وندى التفتوا لبعض ..
هديل : والله ؟!.. يعني عمها وافق ؟
ايمان : دقت عليه ووافق ..
ندى تحاول تبتسم ولا تبين انها متضايقة وجلست معهم تكلم سواليف م هجيل اللي مبين انها سعيدة ان شوق بترجع معهم ..
مرت ساعة او اكثر .. وشوق للحين فوق .. دق جوال هديل وردت ..
هديل : هلا مشعل ..ايه لحظة شوي ( والتفتت لايمان ) .. يمه مشعل ..
مدت لها التلفون وردت ايمان : هلا مشعل .. ( رفعت يدها تشوف الساعة ) .. ايه خل نصبر نص ساعة ... لا بس شوق بتجي معنا ويبيلها وقت على ماتجهز حالها ..
لما انتهت سكرت الجوال ورجعته لبنتها وندى قامت ..
ندى : عن اذنكم بروح اشوف شوق واساعدها اذا تبي شي ..
ايمان وندى : اذنك معك ..
وفي طلعتها كانت ام فهد داخله ومعها صينية الشاهي .. وصلت ندى فوق ودقت الباب على شوق ..
شوق : ادخلي ندى ..
دخلت ندى لقتها قد خذت شنطة متوسطة رتبت فيها اغراضها وعلى وشك انها تسكرها ..
ندى بابتسامة مصطنعة : خلاص معزمة تروحين ؟
شوق وهي منشغلة تسكر الشنطة : تصدقين توقعت عمي يرفض ..
راحت ندى لها : عنك انا اسكرها ..
تركت شوق امر الشنطة لها وراحت لكومدينتها وطلعت منها الصور ورجعت ودخلتها بجيب الشنطة مع البراويز ..
ندى بعد ما سكرت الشنطة اللي مبين ان شوق حاشيتها كل شي مهم وغير مهم : كم ناوية تجلسين هناك ..
شوق وهي رايحة للتسريحة تفتش بأدراجها : تصدقين مدري ..
ندى : طيب والجامعة ..
شوق وهي منشغلة : بكيفها لاحقة عليها .. بكلم نوال تسجلني حضور قد ماتقدر ..
دقايق وكانت شوق جاااهزة حتى عبايتها شالتها بيدها ولما نزلت بالشنطة مع ندى كانت خالتها تلبس عبايتها ومعها هديل ..
ايمان انتبهت لها : خلاص جهزتي كل شي ..
شوق وهي تلهث : كل شي ..
لبست عبايتها ومادرت الا عمر ناط بوجهها ..
عمر : سووق وين بتلوحين ؟!
شوق ابتسمت لها وانحنت فوقه : بروح للشرقية ..
عمر مافهم : ابي الوح معك ..
ندى ببرود : لا عمر مافيه .. انت بتقعد هنا ..
عمر برطم : لا .. ابي الوح مع سوق ..
قاطعتهم ايمان : يالله شوق طلعي شنطتك مشعل ينتظر برا ..
شوق بعد ما لبست عبايتها : ان شالله ..
سحبت الشنطة وراها بعد ماتغطت بالطرحة .. وعند باب الشارع لقت مشعل واقف عن سيارته ومعه فهد يسولفون واللي اول ماشافها جمدت ملامحه .. وراح يشوف وش السالفة ..
فهد لما وصل عندها : شوق ؟!
شوق رفعت راسها لأنها كانت منشغلة تسحب الشنطة اللي كسرت ظهرها : هلا ..
فهد : وين رايحة ؟!
شوق : ابد .. بس رايحة مع خالتي للشرقية ..
فهد : للشرقية ؟!... لمتى ؟!
شوق هزت كتفها : ما ادري ..
- مرحبا شوق ..
وصلهم صوت مشعل خلف فهد ..
شوق : هلا مشعل .. كيفك ؟
مشعل : تمام عال العااال .. وش هالغيبات ..؟!
شوق ضحكت : وش نسوي بعد ..
مشعل انتبه للشنطو جنبها فعرض المساعدة وهي يتقدم ياخذها : عنك عنك ..
وخرت شوي وهو اخذ الشنطة ووادها للسيارة وفهد سكت والتزم الصمت .. لما طلعوا الحرمتين ومن وراهم انطلق صراخ عمر ..
التفتت شوق لقت عمر يقاوم ندى اللي شايلته بصعوبة بالغة .. ابتسمت وعورها قلبها عليه .. ركبوا خالتها وهديل وهي وقفت تشوف عمر اللي ازعج العالم بصراخه وصياحه ..
ندى معصبة وتسحب عمر تسحيب : عمممممر .. وين ترووح .. مافيه تسمع ماااااافيه ..
عمر وهو يصرخ بحدة : ماااااااابي ... ابي الووووح مع سووووق ..
شوق تمتمت وهي تشوفه : مع السلامة حبيبي ..
والتفتت لفهد الواقف معها وهمست : مع السلامة فهد ..
انتبه لها فهد من سرحانه لما تكلمت وهمس بدوره قبل لا تمشي عنه : مع السلامة ..
تركته بغربة مشاعره وركبت السيارة اللي تحركت بعيد ومن بعده برا الحي وبعدها برا الرياض .. لوين ماكانت ذكريات شوق وحياتها الآفلة ..
الشرقية ..
حبيبة القلب ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:28 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجزء 22




في صباح مغيم على غير العادة مع نسمة رطوبة تهب داخل الغرفة من الشق المفتوح بين باب البلكون والجدار .. قامت ندى من النوم وهي حاسة بالضيق .. وتحس الدنيا كلها واقفة ضدها .. اول مافتحت عيونها من النوم تذكرت ان شوق راحت .. هذي اول صباحية من كم شهر تصحى وشوق مو موجودة بالبيت ..
حست بالدمعة في عيونها .. كل شي ضدها .. ليش مالها نصيب من السعادة في الدنيا .. ليش الدنيا ماتبيها تكون سعيدة ومرتاحة .. من فترة قريبة خسرت انسان عزيز بعد ماعرفت انهم مو ممكن يلتقون عاطفيا .. والحين بنت العم اللي اعتبرتها اكثر من الأخت راحت وتركتها .. تحس بالذنب .. تحس انها أساءت لشوق .. شوق ماتبينا بس هي انجبرت تجي عندنا .. كلنا ظلمناها ..
أعز ثنين على قلبها فقدتهم بفترة وحدة وهذا فوق طاقة احتمالها ..
تنهدت وهي تلتفت لناحية الساعة .. الساعة 11 الضحى .. وبما ان اليوم الخميس ماتدري شلون بيمر الوقت وهي فاضية ماعندها شي تسويه ..
قررت تكلمها على جوالها لكنها تراجعت باللحظة الأخيرة .. تلقاها الحين مستانسة حدها وناسيتني .. ويمكن اقطع عليها وناستها .. خليني كذا احسن .. اكيد مستانسة بعد ليش ادق ..
قررت تقوم تفتح النت ولما دخلت الماسنجر من المفاجأة لقت المجروح أون لاين .. كان قد أصر عليها تعطيه ايميلها وهي رفضت بالبداية .. لكن بعد كم يوم رجع يحاول يقنعها واقتنعت اخيرا .. وفيما هي كانت تغير النك نيم مادرت الا وهو يبدا المحادثة ..
المجروح : صباح الخير ..
حياتي كلها ضياع*ضياع : صباح النوووور والسرور..
المجروح : شلونك هاليومين ؟
حياتي كلها ضياع *ضياع : ماشية أحوالي .. ولو اني نفسيا مو زينة ..
المجروح : لييييش عسى ما شر غناتي .. صاير لك شي ..
ندى وعيونها تدمع للأشياء الكثيرة اللي حصلت لها : مو شي واحد ..اشياء .. تصدق اتمنى الموت احيانا .. كل اللي صار فوق احتمالي .. مو قادرة افكر زين ..
المجروح : ليش حبيبتي وش صاير .. ؟
حياتي كلها ضياع*ضياع : عندي لك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحة ..
المجروح : تفضلي ..
حياتي كلها ضياع *ضياع : انت قد حبيت ؟
المجروح : حبيت ؟
حياتي كلها ضياع × ضياع : ايه حبيت .. قد حبيت لك احد .. احد اكتشفت خيانته بس بعد فوات الآوان .. واكتشفت انه ماكان يستاهل الحب ..
المجروح : انا مرة وحدة بس جربت الحب ..
ندى حست بالفضول : ومتى .. ومع مين ؟!
المجروح : يمكن تستغربين اذا عرفتي ؟
ندى : للحين تحبها ؟
المجروح : انتي اللي حبيتها ..
ندى فتحت عيونها مستغربة : انا ؟..
المجروح : ايه انتي .. ليش مستغربة ؟
ندى : انت ماتعرفني اصلا عشان تحبني ولا تنسى اني بعد ماقلت لك أي شي شخصي عني ؟
المجروح : مو شرط اعرفك واشوفك شخصيا .. يكفي اني عرفت شخصيتك من المحادثات اللي صارت بينا .. وما اكذب عليك اذا قلت لك اني حللت شخصيتك ووصلت لنتيجة .. وشخصيتك هي شخصية البنت المفضلة عندي
ندى حست بالفضول بيذبحها : وش نتيجته ..
المجروح : مستعدة تسمعين ؟
ندى : مستعدة ..
المجروح : اوكي شوفي .. اول شي .. طلعلي انك بنت ماتجاوزت العشرين سنة .. مرهفة الاحساس .. رومانسية ..
ندى فتحت عيونها وقاطعته : لحظة لحظة لحظة .. شلون عرفت عمري انا ماقلت لك من قبل ..
المجروح ضحك : ههههههههه .. لسا باقي كم شغلة بقولها .. وبعدين بقولك شلون عرفت ..
ندى حست بالحماس .. حست ان هالانسان شي غريب لازم تكتشفه .. ياترا شعرف عني غير عمري ..
ندى : طيب .. كمل ..
المجروح : اول شي قولي .. انتي رومانسية .. ؟
ندى وهي مبتسمة : ايوه .. بنت عمي تقول وانا اشوف نفسي كذا بصراحة ..
المجروح : حلووو .. يعني صح علي ..
حياتي كلها ضياع * ضياع : استغرب شلون عرفت ..؟
المجروح : لسا اسمعيني .. انتي بنت مرت بتجربة عاطفية استمرت لأكثر من أربع او خمس سنين وانتهت من فترة قريبة .. والشخص اللي حبته قريب منها ..
فتحت ندى عيونها عالآخر لدرجة ايقنت ان اللي قاعدة تكلمه ساحر ولا جني ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : يمه منك ..!!
المجروح : هههههههههههههه ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : والله جد .. شلون عرفت كل هالاشياء ؟
المجروح : يعني صح علي ؟
ندى : مية بالمية ..
المجروح : ومن دقايق اكتشفت انك تمرين بأزمة نفسية لفقد أكثر من شخص عزيز عليك ..
ندى توها بتسكر الجهاز وتنحاش .. بس هونت .. وش حقيقة هالانسان وكأنه عايش معي او بالأحرى عايش بداخلي ويعرف كل شي ..
ندى : هم صح اكثر من واحد .. هم ثنين .. الاول الشخص اللي حبيته واللي تمنيت اني ماحبيته بيوم من الأيام .. والثاني بنت عمي سافرت أمس ..
المجروح : طيب عندي لك سؤال ؟
ندى : تفضل ؟
المجروح : وش تحسين ناحية الشخص اللي حبيتيه ..
اشمئزت ندى وردت بملامح عبوس على وجهها : صراحة .. حاسة بالازداء .. مو منه .. من نفسي اللي نزلت كرامتها بالأرض .. ابي اسألك وش شعورك والشخص اللي تحبه يرفض حبك بطريقة مزدرية ومحتقرة ..
المجروح : والله ماعرف وش ارد عليك ..
ندى : طيب المجروح .. ماقلت لي شلون عرفت كل هالأشياء عني .. بدون محد يقولك ..
المجروح : بقولك .. اول شي انا ادرس علم النفس وقريب بتخرج ..
ندى باندهاش : والله ؟
المجروح : ايه والله ما اكذب .. انا مسافر ولما اتخرج برجع على طول ..
ندى : وااااو .. يعني استخدمت دراستك وجربتها علي ..
المجروح : ههههههههههههههههه .. بصراحة ما قدرت امنع نفسي من اني ادرس شخصيتك واحللها ..
ندى بفضول : طيب شلون قدرت توصل لهالنتيجة الدقيقة وانت ماعرفتي او شفتني شخصيا ..
المجروح : مو لازم .. كان كلامك وطريقة اسلوبك كلها تكفي .. كنت احيانا المس الحزن بردودك .. وكنتي بالنسبة لي تحدي لازم انجح فيه .. اذا وصلت لنتيجة دقيقة او مقاربة للحقيقة عن حقيقة شخصيتك فهذا يكفي ويثبت اني تقدمت بدراستي ووصلت لمرحلة حلوة .. والحمدلله كل اللي وصلت له كان مطابق للواقع .. وحاب اقولك بعلم النفس مو لازم تشوفين الشخص شخصيا عشان تقدرين تكونين انطباع عنه ..
ندى : يعني حتى استخدمت دراستك وتخصصك عشان تعرف اشياء .. انا ماكنت بقولها بلساني لو انك طلبت مني اقولها ..
المجروح : لما سألتك عن عمرك ورفضتي تقولين لي .. قلت مافيه غير هالطريقة .. وبنفس الوقت اختبر نفسي .. بس .. باقي شي واحد ماعرفته عنك ولا يمكن اعرفه الا لما تقولينه لي بنفسك ..
ندى حست بالاثارة وهي تتكلم معه غير عن قبل .. اكتشفت عنه شي جديد .. انه يدرس علم النفس .. وفوق كذا مسافر يدرس برا .. واكتشف اسرار عنها بطريقته ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : وشو اللي تبي تعرفه ؟
المجروح : اسمك ..
ترددت ندى انها تقوله .. هذي مو أول مرة يطلب يعرف اسمها .. بس من قبل ماكان يعرف عنها شي بس الحين هو عرف كل شي عنها وبنفسه من دون محد يقوله .. بس باقي الاسم ..
المجروح : شوفي غناتي اذا ماتبين تعلميني هذا شي راجع لك ومن حقك ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : اسمي ندى ..
المجروح : عاشت الاسامي .. حلو اسمك .. انا اسمي طلال ..
ابتسمت ندى .. وش هالصدف .. " طلال " من الاسماء اللي تعشقها ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : ما اكذب عليك اذا قلت لك انك اسمك يعجبني مرة .. احب هالاسم ..
المجروح : مستعد اعلمك عن نفسي اكثر اذا تبين ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : اذا هذا ما يزعجك .. صراحة فيني فضول .. عقب ماعرفت عني كل هذا ودي اعرف عنك .. ودي اعرف الشخص اللي قدر يوصل ويعرف اشياء .. واحد ثاني ماكان ممكن انه يعرفها ..
المجروح : ههههههههههه .. هذي أسرار علم النفس .. اسمعيني
حياتي كلها ضياع × ضياع : تفضل ..
المجروح : اسمي طلال .. عمري 25 سنة .. ادرس بأمريكا علم النفس .. خلال كم شهر بخلص وبرجع لحبيبتي السعودية .. وخاصة الرياض معشوقتي .. خاطب من فترة قبل لا اسافر ..
ماتدري ندى ليش حست بخيبة الأمل لما قرت انه خاطب .. هالشخص دخل قلبها بسرعة ..
ندى : خاطب ؟!
طلال : ايه خاطب من سنة .. بس تبين الصدق .. انا ناوي افسخ هالخطوبة اول ما أرجع ان شالله ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : ليش طيب ؟!.. ماتحبها انت ؟
طلال " المجروح " : الخطبة ماجت عن حب .. والبنت نفسها ماتبيني مثل ما انا ما ابيها ..
ندى حبت تكتشف عنه اكثر واكثر : اجل شلون انخطبتوا لبعض وكل واحد فيكم مايبي الثاني ..
المجروح : البنت وحدة من قريباتي وانخطبنا لبعض لأسباب عائلية .. لكن من فترة دقت علي خطيبتي واعترفت انها ماتبيني ومغصوبة علي .. تبين الصراحة انا ارتحت لأنها هاللي اقدمت على هالخطوة .. كنت شايل هم .. والحمدلله انها ماتعلقت فيني ولا كان توهقت ..
ضحكت ندى على " توهقت" : هههههههههههههه ..
المجروح ضحك معها : ههههههههه ... شفيك ليش الضحك ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : حلوة توهقت .. الله يوفقك ان شالله ..
المجروح : وياك .. اقول غناتي ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : هلا ..
المجروح : انا طالع للجامعة الحين .. تامرين بشي ..
ندى ابتسمت : سلامتك .. ولما تكتشف عني شي جديد قولي .. ههههههههههه .. من يدري يمكن تعرف عني شي انا ما اعرفه عن نفسي ..
المجروح : ههههههههههههه ... ولا يهمك .. يالله اشوفك قريب ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : مع السلامة ..
سكرت الماسنجر وهي تحس بشعور غريب فقدته من زمان .. شعور بالراحة بعد ما افتقدتها الفترة الأخيرة ..
سوى شي واحد نغص عليها راحتها لما مر طاري شوق في بالها .. ماتدري ليش تحس انها ظلمتها .. طول الليل أمس كانت تفكر باللي صار من جية شوق لهم لما راحت امس .. وأمس وضح كل شي ..
هو ان شوق ماتبينا .. ولا تبي العيشة عندنا .. كانت حالتها البارحة وكأننا أخذناها من الشرقية وأهلها هناك بالغصب .. وأجبرناها على العيش بمكان رافضته داخل قلبها ..
بس انا سويت لها كل شي حتى الأخت ماتسويه لأختها .. كنت ابيها تحب الحياة هنا وتسعد وتفرح مثل ما أنا فرحت بها .. بس كل اللي سويت عشانها ما بين بعيونها واستغلت أول فرصة عشان تبتعد .. واذا هذا يريحها بكلم ابوي يخليها تعيش بالمكان اللي حبته .. ما رح أجبرها أكثر عالحياة هنا .. never ...
ماتدري شلون وصلها تفكيرها انها تمسك الجوال وتدق بعفوية على نوف اللي مباشرة ردت عليها وكأن التلفون بالأصل كان بيدها
نوف : أهللللللللللللللللن ..
ندى ابتسمت : وسهههههههههللللللن ..
نوف : هههههههه .. كيفك ؟!
ندى : زفت .. شرايك بهالكلمة ؟!..
نوف : زفت ؟!.. ليش عاد ؟
ندى تنهدت بعمق وبنبرة أسى : هالأيام كله صدمات تجي في وجهي ؟!..
نوف تأثرت بنبرة ندى : صدمات ؟!.. وشو صدماته ؟!..
ندى : نوف .. وش هو شعورك لما تكتشفين ان الناس اللي تحبينهم ما يبونك ؟!..
نوف : ندى شقصدك ما فهمت ؟!..
ندى بنبرة مالت للحزن الكبير : أعز ناس على قلبك كل واحد يجيك من جهة ويقولك مابيك .. نوف انا فيني عيب عشان الكل ما يبيني ؟!..
نوف : ندى وش قاعدة تخربطين ؟!.. منهم هذولي اللي ما يبونك ؟!..
ندى : ماتدرين وش صار أمس ؟!.. شوق رجعت للشرقية وشكلها مو ناوية ترجع ؟!..
نوف بصدمة : للشرقية ؟!!..
ندى : ايه .. تصدقين ؟!..
نوف : طيب والسبب ؟!.. زعلانة من شي ؟!.. اكيد فيه سبب !!..
ندى وهي تتنهد بعمق وضيق : صدقيني انا نفسي ما أدري .. مذكر اني سويت في حقها شي غلط .. بس تدرين الظاهر العيب فيني انا .. مو هي اول وحدة تتخلى .. قبلها احد سواها فيني بقسوة ..
نوف جا على بالها انها بنت : منهي هذي بعد ؟!.. قسم بالله ما تستحي هاللي سوتها .. ( وبنبرة مرحة تبي تطيب خاطر ندى ) .. ولا فيه احد عنده هالندى اللي تسوى الدنيا ومافيها ويستغني عنها .. مجنون اللي يسويها ..
ابتسمت ندى بسخرية على هالحظ اللي مو مخليها تستقر بدرب واحد .. من حبت هالاحمد وهي لها دروب كثيرة كل واحد أطول واظلم وأعقد من الثاني .. لو تدرين يا نوف انه اللي أقصده هو اخوك .. وش بيكون موقفك ؟!.. لكن انا من ذيك اللحظة اللي عرفت فيها حقيقته وانا بديت أغلف قلبي بأطنان من الحجر عشان يموت هالحب داخله وما يحيى بعد كذا .. خلاص انا مو مستعدة أتحمل أكثر أنواع العذاب اللي قاعد احمد يذوقني اياه ويتفنن فيه ..
نوف بعد فترة وهي تنادي : وين رحتي ياهوو .. ماقلتي لي تبين مني شي يا حووووبي ..
تغيرت نبرتها للمرح التام لأنها حست بضيق ندى اللي استمرت بالسكوت .. فكملت نوف كلامها بعد ما طرا لها اقتراح مفاجئ : طيب اقولك .. شرايك نروح للسوق ؟!
ندى بعد ما استطلفت الفكرة لأنها محتاجة تبتعد عن البيت شوي : وين تبين نروح ؟!..
نوف : الفيصلية ولا المملكة ولا أي سوق .. اهم شي نطلع ..
ندى : خلاص اوكي بمرك المغرب ..
نوف : اوكيه .. بنتظرك
ندى : مع السلامة ..
سكرت ندى وظلت بغرفتها ولا طلعت .. لما مرت ساعة راحت لأمها تستأذنها انها بتطلع مع نوف .. وام فهد ما عارضت لاسيما ويوم شافت نفسية ندى اللي كانت في حالة سيئة .. ولما خذت الموافقة رجعت لغرفتها وهي ودها تفضفض لأحد أكثر .. وما تدري ليش كانت تتمنى ان المجروح أو " طلال " بالاحرى يكون اون لاين عشان تقدر تكلمه .. محتاجة لأحد يسمعها .. بس للأسف كان اوف لاين .. طبيعي هو اصلا خبرها انه بيكون بالجامعة .. وينك بس يا طلال ؟!!..

-----------

نروح للشرقية وين ماكانت شوق .. اللي حاسة ان روح جديدة سكنتها من بعد ماطاحت عينها على مشارف الشرقية .. والحين هي راكبة السيارة مع خالتها وهديل وطبعا مشعل اللي متولي القيادة .. كانت شوق قد اقترحت على خالتها انهم يطلعون بجولة في أرجاء الشرقية .. الدمام .. وطبعا الخبر مرتع طفولتها .. وعلى طريقهم مروا الجبيل .. كانت شوق في غاية السعادة وهي تتأمل كل شارع .. وكأنها تركت هالمكان من سنين طويلة وتحاول تسترجع عنه اشياء واشياء سكنت روحها وقلبها ولا يمكن تنمحي ..
هديل وهم يتجولون بشوارع الدمام : اقووول مشعل .. وش رايك تمر فينا على شاطئ الهاف مون ..
شوق قفزت في بالها ذكرى تتعلق بهالاسم : ايه خالتي ياليت ..
مشعل تنبه لكلامها ورفع عينه لها بالمرايه الأمامية : وليش تطلبين من خالتك وما تطلبين مني ؟!.. انا السواق ولا خالتك ؟!..
احمر وجه شوق وردت بعفوية : آسفة بس خالتي هي القائد ..!!..
هديل ما مسكت نفسها عن الضحك : هههههههههههه ... حلوة القائد ..
مشعل اللي ضحك بعد : والسواق اللي هو أنا وش تسمينه ؟!..
ايمان ضحكت معهم وشوق انحرجت منه اكثر : هههههههههه شفيك يا مشعل .. ماقالت شي غلط انا القائد ..
شوق عضت على شفايفها بانحراج .. وصدت بوجهها ناحية الشباك تراقب صور الشارع تمر قدامها مثل شريط السينما ..
مشعل : انتي على راسي وعلى عيني يمه .. بس مارح اوديها للهاف مون الا لما تقول يا مشعل لو سمحت ودنا لهناك ..
شوق من قال هالكلام لفت عينها له بالمراية وطاحت على عينه .. بصمت وبدون كلام ..
هديل قطعت الصمت بينهم باعتراض : لا حبيبي مو شوق اللي تترجى احد .. بتوديها لهناك غصب عليك ورجلك فوق راسك تفهم .. شوق تاج راسك ترا ..
التفتت شوق لهديل وبعيونها كلمات الشكر .. بعدي والله تعجبيني .. مارح أترجاه لو ان شالله اروح لهناك على رجليني ..
مشعل : أجل مافيه الهاف مون ..
هديل وكأنها قرأت أفكار شوق .. وبخبالها المعهود بدت تضرب بكف يدها عالباب باستمرار : أجل وقف السيارة وقف السيارة .. وقف السيارة قلت لك .. مشعلوووو وققققققف السياااارة ..
مشعل فجأة ضرب فرامل لما ضرب وجه هديل بمقعده اللي قدامها بس شوق لأنها كانت جالسة باعتدال قدرت تمسك نفسها ..
ايمان وهي تسمي بالله : بسم الله .. مشعل انهبلت ..!!
مشعل وهو يرفع عينه للمراية : يالله الحين وقفت السيارة ورينا وش بتسوين ..
هديل بتحدي التفتت للزجاج الخلفي للسيارة وبما ان الوقت قبيل العصر كان الشارع خالي تقريبا من السيارات .. ولما تأكدت من خلو الشارع التفتت لشوق ومسكتها من يدها ..
هديل : يالله شوق .. اذا ما وداك هو .. انا بنفسي بوديك ..
فتحت الباب وطلعت وسحبت شوق معها .. لما صاروا ثنتينهم خارج السيارة ..
ايمان تهز راسها وغصب عنها تضحك على بنتها اللي ماتدري متى بتتعدل وتترك عنها هالحركات ..
مشعل بعصبية وبنفس الوقت يبي يضحك على اخته اللي ما تتوانى تسوي أي شي براسها لو كان فيه مخاطرة ..
مشعل بحزم غير مقنع : هديلووو اعقلي وارجعي السيارة ..
هديل وهي تسكر الباب : ماني راجعة .. واعلى مافي خيلك اركبه ..
شوق ساكتة ما تعرف وش ترد .. بس هي تبي تبين لمشعل انها قادرة توصل للمكان اللي تبي من دون مساعدته ..
صاروا شوق وهديل يمشون مع بعض ويديهم متشابكة ..
هديل وهي تضحك : ها شرااايك ... اعجبك ها ؟!!..
شوق : انتي بصرااحة ... تححححححححفة !!
مشعل اللي بدا يضحك وبدا يمشي بالسيارة جنبهم التفت لأمه : يمه شسوي فيها ؟!..
ايمان وعينها مافارقت البنات : خلك جنبهم وهديل بنفسها بتتعب وبترجع ..
مشعل بقلة صبره ماقدر ينتظر اخته لما تتعب .. لأنه يعرف ان هذا بيستمر فترة طويلة بتكابر فيها هديل .. لذا فتح نافذته وطل بوجهه عليهم : خلاص خلاص .. بوديكم للي تبون .. بس اركبوا ..
هديل وقفت وواجهته ويدها على خصرها : تودينا للهاف مون ؟!..
مشعل وهو يهز راسه بانصياع : أوديكم للهاف مون .. أوامر ثانية ؟ّ!!..
هديل تلتفت لشوق : شوق عندك أوامر ثانية ؟!!..
شوق تهز رأسها ببراءة : لأ ..
هديل ترجع لمشعل : لأ ..
مشعل يضحك : وانتي الحين صرتي الناطق الرسمي باسم شوق ؟!.. ليه يعني شوق ماعندها لسان ؟!
شوق باعتراض : الا عندي ..
مشعل بنفاذ صبر من وقفتهم : طيب يالله كل وحدة تركب ولا .. والله .. وهذاني حلفت ياهديل .. ان ماركبتوا خلال خمس ثواني والله والله ان امشي واخليكم وارجعوا مع تكسي ..
هديل خافت لأن اخوها بهالأسلوب في قمة الجد ولو كان في وجهه آثار ضحك .. ركبوا بسرعة البرق وانطلق مشعل بسرعة أقوى حتى قبل ما تسكر هديل الباب ..
هديل بغت تطيح : عمممى مشععععل بغيت اطيح .. خلاص ركبنا انتظر لما اسكر الباب ..
مشعل : تحملي اللي جاك ..
وداهم جهة اللي تبي شوق وتجولوا بالسيارة في الشارع المحاذي لشاطئ نصف القمر ..
شوق تركت الحرية لذكرياتها ترجع في ذهنها دفعة وحدة .. أغلبها او كلها تتخللها صورة ابوها ..
دمعت عيونها لكن سرعان ماجفت لما تذكرت اللحظات السعيدة اللي ياما قضتها في هالمكان ..
طلبوا ينزلون ويقربون للبحر بس ايمان هالمرة هي اللي رفضت .. الوقت شمس وحر ووعدتهم يوم ثاني يجون .. رجعوا للبيت ومشعل حطهم وراح لشغل لازم يقضيه ..
شوق لما دخلت البيت طرا على بالها بيت عمها وخصوصا ندى .. قررت انها لازم تتصل فيها .. فحطت عبايتها عالكنبة ومسكت السماعة وهديل بفضولها جلست جنبها ..
هديل : بمين بتتصلين ؟!..
شوق : على ندى ؟!.
هديل ابتسمت : ياحليلها .. تصدقين حبيتها هالبنت .. دخلت قلبي بسرعة ..
شوق تبتسم وهي تتذكر وتدق الرقم بنفس الوقت : من ما يحبها ندى ؟! .. نعمة نزلت علي من ربي .. ( ضمت شفايفها وهي تاشر لها تسكت ) .. شششش .. دق الخط ..
سكتت هديل وهي تراقب .. وبلحظة لاحظت تقلب خاطف في ألوان وجه شوق .. اللي خلاها تمسك ضحكتها وتتساءل ..
شوق وقلبها ينتفض : الو .. السلام عليكم ..
فهد بصوت عميق غامض : وعليكم السلام ..
شوق وهي تحاول تسيطر على قلبها المتلخبط : كيف الحال فهد ؟!..
فهد عرفها طبعا من أول همسه : بخير .. شلونك انتي ؟!..
شوق : انا الحمدلله .. شلون عمي ؟!..
فهد ببرود : كلنا بخير ..
شوق ارتبكت من بروده .. لكن سرعان ما ذكرت نفسها ان هذا جزء من طبعه : طيب .. ندى عندك ؟!..
فهد : .... لا ..
قطبت شوق .. شفيه مافهم علي .. اذا مو عندك افهمها ونادها لي : طيب ممكن تناديها ..
فهد : لحظة .. هذي هي نزلت ..

حط فهد السماعة عالطاولة والتفت لندى اللي كانت تنزل وعبايتها عليها : ندى ..
ندى وقفت وهي متوجهة للباب : نعم ؟!..
فهد : شوق عالتلفون تبيك ..
سكتت لحظة وابتسمت بسخرية وتمتمت بصوت سمعه فهد : توها تذكرني الشيخة ؟!..
فهد تجاهل اللي سمعه ولا اهتم : تعالي كلميها ..
ندى وهي تلف الطرحة على راسه بعجل وتتوجه ناحية الباب : قلها مشغولة طلعت .. مو فاضية لها الحين ..
طلعت وتسكر الباب وراها اما فهد رجع للسماعة : شوق ..
شوق وقلبها رجع للخفقان بسرعة : هلا ..
فهد : ندى الحين طلعت دقي عليها بعدين ..
شوق بعفوية بريئة : طيب كان قلت لها مارح آخذ من وقتها كثير ..
فهد ببرود قاسي : عاد هذي مشكلتك انتي وياها انا مالي شغل ..
شوق تصنمت وكانت هالكلمات شبيهه بالصفعة على وجهها .. لسانها انشل ومالقت الكلمات المناسبة عشان ترد ..
شوق : ...........
فهد يتنهد بصوت مسموع حسس شوق انها منبوذة وخصوصا باتصالهاهذا .. يمكن اتصلت بوقت غلط ..
فهد : متى ناوية ترجعين ؟!
رجعها سؤاله للواقع وردت بعفوية وبدون تفكير : مدري ..
فهد : طيب تامرين بشي انا طالع ..
شوق ما ارتاحت لنبرته : طيب اذا كانت ندى عندك ياليت تعطيني اياها ..
فهد بأسلوب بارد جارح : قلت لك طلعت .. أكذب انا يعني ..
توجهت صفعة ثانية لوجهها وقررت تنهي الاتصال : آسفة فهد .. ماكنت اقصد .. مع السلامة ..
سكرت السماعة بدون ماتسمع رده .. شفيه معصب .. قلت شي غلط انا ؟!!.. ماحست بالارتياح .. قبل شوي قال لي ان ندى عنده .. وبعدها بثواني قالي انها طلعت .. ليش ما كلمتني .. لهالدرجة مشغولة ؟!.. وهو بعد شصاير له .. عمره ماتكلم معي بهالأسلوب .. شصاير في بيت عمي ؟!..
هديل انتبهت لوجهها المتغير : شوق شفيه ؟!..
شوق هزت كتفها ببراءة وحيرة : مدري .. على حسب اللي سمعته من فهد ندى طلعت مستعجلة وما رضت تكلمني .. وفهد بعد .. مدري شصاير في بيت عمي .. أخاف صاير شي هناك ..!!
هديل تبي تطمنها : لا تشيلين هم .. ندى يمكن كان وراها شي ضروري وبتكلمك بعدين .. وفهد يمكن بعد عنه شي مشغله .. ماتدرين عن ظروفهم .. وبعدين انتي امس تاركتهم وش بيصير يعني ..
شوق : أتمنى ..
فجأة وقفوا يناظرون بعض وهم يشمون رائحة شهية .. جااية من المطبخ .. كلهم بقفزة وحدة ركضوا لمصدر الريحة ولقوا هناك ايمان تشتغل على كيكة ..
هديل وهي تاخذ نفس عمييييييق : الللللللللله .. وش نوعها اللي مصلحتها ؟!..
ايمان وعيونها على شوق : الشوكليت على قولتكم .. اللي تحبها شوق ..
ضحكت شوق وبشكل تلقائي راحت دفنت نفسها بحضن خالتها كشكر وامتنان .. وايمان تلمها بكل حنية وحنان ..


-----------

وقفت السيارة قدام وحدة من بوابات المملكة ونزلت منها ندى ونوف .. ندى بعد ماطلعت من البيت شالت من بالها شوق على طول .. اذا هي مرتاحة هناك ليش تدق بعد .. عشان تحرق قلبي ؟؟!!!..
كلمت ندى قاسم وخبرته انها بتدق له تلفون لما تبيه يجي .. سكرت الباب ودخلوا مع بعض ..
بعد ربع ساعة في الشارع المقابل كانوا اثنين يمشون مع بعض ويسولفون ويتناقشون عن مخططهم اللي ناوين يسوونه الاسبوع الجاي ..
كانوا بدر وسلمان .. كل واحد يطرح آرائه على الثاني عن الخطة اللي ناوين يسوونها ..
دخلوا مع نفس البوابة ومن عجائب الصدف ساروا في نفس درب نوف وندى ..
ونوف طبعا ما تدري وين الله حاطها فيه تمشي مع ندى ويتحاورون بالازياء المعروضة على واجهات المحلات ومو حاسة بالشخصين اللي يشمون بنفس دربهم ..
نوف بعد عشر دقايق : اووففف .. اقول شرايك من الحين ادور فستان لزواج فرح ..
ندى وهي تتأمل طقم بدلة من فوق لتحت : ليش والزواج متى ؟!..
نوف : مو قبل شهور .. بس انا اقول من الحين ادور عشان ارتاح .. انتي تعرفين غثا العروس وخاصة الفساتين ..
ندى : قدامك وقت طوييل .. دوري على راحتك ..
نوف : انتي جاية تدورين على شي ؟!
ندى : مو شي معين .. تعرفين شوق راحت وتركتني ومثل ماقلتي اطلع للسوق اوسع صدري ..
نوف لفت نظرها فستان روعة معروض على واجهة احد المحلات والتفتت لندى بحماس : اقووول ندى لقيته لقيته .. تعاااالي ..
وتمسك يدها وتسحبها معها وتدخل المحل .. اما بدر وسلمان كانوا قد غيروا مسارهم بالأول لكن الصدف رجعت تلعب دورها وحطتهم بنفس درب البنات مرة ثانية .. وصاروا يمشون وراهم وهم مو دارين عن شي .. دخلوا محل رجالي مقابل للمحل اللي دخلوه البنات ..
بعد عدة دقائق طلعت نوف من المحل ووقفت تتأمل نفس الفستان بحسرة وهي تتأفف ..
نوف : عمي يعميهم .. خمس الاف !! .. وين حنا فيه .. كلها ليلة وحدة ماتسوى خمس الاف ..
ندى طلعت ووقفت جنبها : تبين رايي .. فصلي وارتاحي ..
نوف : لا حبيبتي مارح افصل .. بشتري جاهز مو مستعدة للعبال والغثا .. اذا بفصل يبيلي اروح واحووس بمحلات الأقمشة .. لا خلينا عالجاهز .. اذا ما لقيت شي احلى من هذا وارخص شوي برجع اخذه لو ان شالله بعشر الاف .. أهم شي راحت........
قطعت كلامها بشهقة مكتومة وعيونها عالشخصين اللي توهم طالعين من المحل المقابل .. واحد ماسك كيس بيده والثاني يتكلم معه .. وقفوا لحظة يتلفتون وكأنهم يقررون وين يروحون ..
خفق قلبها خوف لما طاحت عين بدر عليهم بشكل عفوي وبسرعة صد عنهم بدون مايعرفهم ..
نوف وهي تمسك يد ندى بارتجاف : ندى ندى
ندى : ها شفيك ؟
نوف وهي تسحب ندى معها بعجل : خلينا نروح من هنا .. خلينا نبعد من هنا ..
ندى وهي تمشي معها : لييش ؟
نوف : بدر ... بدر هالحمار ... بدر لاحقني لين هنا
ندى تمشي معها وهي مو مستوعبة : مين ؟!
نوف وهي تلتفت لورا بخوف : بدرررر ... بدر ولد عمي .. الخبل ..
ندى عشان تستوعب التفتت لورا ورجعت لنوف : وينه ؟!
نوف وهي تاشر باصبعها للخلف : شوفيه .. ورانا .. معه واحد ..
رجعت ندى تلتفت تبي تستوعب .. سلمان انتبه للبنتين اللي تعدوهم بعجل ويلتفتون لهم كل شوي والتفت لبدر : بدر ..
بدر وهو منشغل يتفحص محتويات الكيس بيده : هاه .. وشو ؟!
سلمان : شف هالبنتين .. كل شوي يلتفتون لنا ومسفففحين مدري شقصتهم ..!!
بدر وهو يرفع راسه : وينهم ؟!
سلمان رفع يده يأشر بنفس اللحظة اللي التفتت فيها نوف : شفهم هذوليك .. تتوقع معجبات .. ( قالها والضحكة بصوته )..
نوف بعد ما شافت سلمان يأشر لهم صدت بوجهها وهي مغمضةعيونها بحسرة : ياربي .. يأشر علينا ..
ندى عصبت : وانتي يالغبية .. تخلينا نسرع ونتلفت لهم اكيد بينتبهون .. لو انك جالسة بمكانك مادروا عنك .. اصلا من بيعرفك بالعباية ..
نوف : مالي دخل .. اهم شي نبعد عن هالديناصور ..!!
ندى ما قدرت تمسك ضحكتها : ههههههههههه ..
سلمان وهو يراقب البنتين : مدري شسالفتهم .. !!
بدر احتدت نظراته وهو يراقب هالبنتين ويركز على هيئتهم .. بعدها ضحك بصوت عالي ..
سلمان وهو يلتفت له مستغرب : شفيك .. فضحتنا ؟!..
بدر والضحكة بصوته : ياحليلها والله !!
سلمان : منهي ؟!..
بدر وعيونه مافارقت البنتين : اشك انها هي .. بس خلني اتأكد ..
سلمان : منهي ؟!
بدر : بعدين اقولك .. تعال معي ..
مشى بدر وسلمان تبعه ..
بدر : اسمع .. خلنا نلحقهم بس بدون مايدرون ان حنا قاصدين ..
سلمان : شعندك .. خلهم يروحون بحال سبيلهم ..
بدر : شششش .. انت بس الحقني وانا بعلمك ..
نوف وندى المستمرين بالمشي ماوقفوا .. وبدر وسلمان يمشون بنفس دربهم ويسولفون ويضحكون ولا كأنهم يدرون عن شي ..
ندى عصبت وتعبت وحست اني اللي قاعد يصير مصخرة من نوف ..
ندى : نوف خلاص .. تراه مب يمك .. ما يدري عن هوا دارك اصلا ..
نوف مستمرة بالمشي بدون هوادة : مالي شغل .. ما أطيق اشوف وجهه ..
ندى : خل نروح بس للكوفي شوب .. تراني عطشانة ..
نوف : فكرة .. نجلس هناك لما يذلف هو واللي معه ..
دخلوا الكوفي شوب اللي كان فاضي من الزباين .. خذوا لهم طاولة وجلسوا ونوف على اعصابها تراقب الممر اللي قدام محل القهوة اللي هم قاعدين فيه ..
ندى : ها شتبين ؟!
نوف : لحظة شوي ..
أقل من نصف دقيقة والشابين دخلوا نفس محل القهوة وجلسوا بدون ما يلتفتون لهالبنتين وكأنهم فعلا ما يعرفونهم .. لدرجة أقنعوهم انها مجرد صدفة لعبت دورها .. وصاروا الاربعة لحالهم بالمحل ومافي زباين غيرهم ..

بدر وهو يغطي فمه بقبضة يده ويحاول يخفي ضحكه التفت له سلمان مبتسم على شكله ..
سلمان : شعندك تضحك ؟!..
بدر وهو يضحك : ههههههههههه .. شفها الله يخليك شف شلون شكلها ؟!..
سلمان وهو يلتفت لهم : شفيها .. تعرفها ؟!..
بدر بهمس ما يسمعونه نوف وندى اللي يفصل عنهم طاولة وحدة بس : اقولك .. تأكدت الحين ان البنت اللي جنبنا هي نوف ..
سلمان للحظة ما استوعب : نوف ؟!!.. نوف بنت عمك ؟!
بدر وهو يضحك : هههههههههههه ... ايه !!.. تخيل ... ويوم شفتها تتلفت كانت تنحاش .. ههههههههههههههههههه ..
سلمان : وش بتسوي الحين ؟
بدر وهو يحاول يمسك نفسه عن الضحك عشان ما يفضح نفسه : لحظة شف وش بسوي .. هههههههههههههههههه
ضحك هالمرة بصوت عالي خلا نوف وندى ينتبهون ويلتفتون لهم ..
نوف وهي ترجع تصد عنه وتشبك يديها في بعض بتوتر : ياهو ينرفزني .. اكرهه .. على ايش يضحك ما ادري ..
ندى : اذا كنتي ماتبينه يعرفك خلك ساكتة وهادية وتصرفي بشكل عادي ..
نوف من اللحظة اللي دخل فيها بدر المحل وقلبها ما وقف من الخفقان خوف .. وطالما هو جالس بقربها بيظل الخوف يلازمها ..
نوف : اقولك هونت مابي شي .. خلينا نطلع ..
ندى وهي تهمس : يا خبلة وين نروح .. اذا قمتي الحين بيشك فينا صدق .. ما شفيتهم شلون شافونا وحنا نتلفت عليهم ..
نوف باستسلام : اووففف ..
فجأة سمعوا بدر يصفق بصوت عالي وينادي ..
بدر وهو يصفق : اكس كيوووووز مي ... بلييييييز
الجرسون : يس ؟!..
بدر وهو يرفع يده بأربع اصابع : اربعه اكسبريسو .. ثنين هنا ( وهو يأشر على طاولته ) .. واثنين عند البنات الحلوات هناك ( وهو يأشر على طاولة نوف وندى ويغمر لهم )
نوف وندى من سمعوه بلموا وهم يشوفون بعض .. من جده هذا ..!!
نوف وهي تهمس : والله انه قليل ادب .. !! ندى .. قولي له شكرا مانبي شي .. مارح يعرف صوتك ..
ندى وهي تبلع ريقها وتحاول ترفع صوتها : مشكور اخوي ما يحتاج ..
بدر انتبه لها تكلمه وابتسم وهو يطالع نوف : ابدا انا طلبت .. يا ليت تقبلون القهوة على حسابي ..
نوف تهمس لها بعصبية : قولي له مانبي شي منك .. مانبي شي منك ..
ندى : معليه اخوي .. انت ماتعرفنا عشان تطلب لنا ..
بدر وهو قاصد يستفز نوف : ماعليه .. بنتعرف قريب .. ( يغمر لهم بخبث مصطنع ) كلها فنجال قهوة ونتعرف على بعض ..
كتمت نوف غيظها .. اثرك راعي هالحركات يا بدر ..
ندى تجاهلت كلامه : لا شكرا مانبي منك شي ..
بدر وهو يحول عينه لنوف : والاخت الثانية ساكتة .. ما قالت شي .. اكيد تبي القهوة ..
ندى : لا ماتبي ..
بدر وهو يلتفت لسلمان اللي مغطي فمه بقبضة يده ويضحك بقوة وبدون صوت ..
سلمان يهمس وهي ميت ضحك : ههههههههههههه .. الله ياخذ بليسك ..
بدر وهو يهمس له : لحظة بس .. ( ورجع التفت لنوف ) .. طيب وراها ما تتكلم وتقول مابي ليش ساكتة .. ولا القطو اكل لسانها ..؟!!
نوف وصلت حدها .. قطو ياكلك انت يالحمار ..
ندى سكتت ومعد ردت عليه .. ونادت الجرسون : بليز ..
الجرسون اللي كان بالأصل يضحك ويتبسم عاللي صار قدامه : يس مدام ؟
ندى : بليز اثنين كروسان .. واثنين عصير ..
قاطعهم بدر وهو يرفع يده : حطه على حسابي بليز ..
ندى عصبت منه .. مالوم نوف يوم انها تعصب وتنفر منه : وبعدين معك انت .. خلاص قلنا مانبي منك شي .. مشكوووور وما قصرت ..
بدر ببرود : وانا مصر انه يكون على حسابي .. مصر يعني مصر ..
ندى وهي تهمس لنوف : اووفف ؟؟ وش نسوي مع ولد عمك .. نشب فيني نشبة ..
نوف وهي متماسكة قد ماتقدر من خليط الخوف والقهر اللي تحس فيه : وافقي وخلصينا .. معد اقدر اجلس هنا اكثر .. ارررررتفع ضغطي ..
وصل الطلب وتوزع عالطاولتين .. فنجانين من الاكسبريسو عند ندى ونوف مثل ما طلب بدر .. زيادة مع العصير والكروسان ..
سلمان وهي يضحك : شسويت فيهم ياخي .. ؟!
بدر : نوف على بالها اني ماعرفتها .. بس لحظة شوي ..
سلمان : وش بتسوي اكثر من اللي سويته ؟
بدر : لحظة وبتشوف .. بس ابيك انت بعد تدخل باللعبة .. ابيها تقتنع اني فعلا ما عرفتها ..
سلمان : تكفى عاد لا تدخلني بخبالك مع بنت عمك ..
بدر : انت بس سولف ولا كأنك تدري انها موجودة ..
نوف بدت تاكل من الكروسان وتشرب من العصير لكن بذات الوقت ما تحس بطعمه بسبة الانسان الجالس قريب منها .. القهوة اللي طلبها بدر لهم على حسابه ولا وحدة لمستها .. خلوها مثل ماهي .. نوف كل شوي تلتفت بشويش وتقز بدر واللي معه بطرف عينها .. وترجع تصد وهي تدعي مليون دعوة على بدر ..
كان يسولف ويضحك وجالس وهو حاط رجل على رجل .. يعني واااثق كل الثقة ..
نوف تهمس : ياجعلي اشوف فيك ما سويت فيني يا بدر ..!!
ندى تهمس بدورها وهي تنحني فوق الطاولة تقرب من نوف : نوف قصري صوتك بتفضحينا .. وبيعرف مين انتي ..!!
نوف : خلصي كلي اللي بيدك وخلينا نطلع ..
وتوها بتكمل الكروسان الا لقطت اذنها الكلمات اللي قالها بدر واللي معه ..
سلمان بدا اللعبة المتفق عليها : ما قلت لي يابدر .. وش صار على بنت عمك عقب ذاك المقلب..
نوف من سمعت " بنت عمك " .. " مقلب ".. نزلت الكروسان من يدها وجمدت تركز وتسمع ..
شقصده ؟!.. ومن يقصد بكلامه ؟!..
بدر وطرف عينه على نوف ومبتسم : أي مقلب تقصد ؟!
سلمان : يوم العزيمة في بيتكم .. لما رحت لغرفتك تلبس الساعة اللي عطيتك اياها .. قلت لي انك شفت بنت عمك بالغرفة ..
نوف اقشعرت من مر ذكرى هاليوم وهذيك اللحظات الفضيعة بالذات .. شافني ؟!! .. دقات قلبها بدت تتزايد .. وهذا شعرفه بالسالفة ..
بدر وهو يهز راسه موافق : آآه قصدك ذاك اليوم .. بصراحة كل ما تذكرت ذاك اليوم أضحك ( وضحك بخفة ) .. نوف بذاك اليوم ماكانت تدري اني كشفتها .. واني قفلت عليها باب الغرفة متعمد عشان تحرم تهدد وتتوعد وهي مو قد كلامها ولا وعودها ..
كلمات بدر هزت كيانها وحسستها بالإهانة .. ونزلت الحقيقة عليها مثل الصفعة !!.. يعني ما قفل علي باب الغرفة بالغلط .. كل هذا كان تخطيط منه ..
انا مو قد كلامي ولا وعودي ؟!!.. طيب ليش ؟!.. احد يقولي ليش ؟!.. انا وش سويت لك في حياتك عشان تعاملني بهالطريقة ؟!..
لمعت دموعها وهي تشوف ندى بأسى .. وندى لمحت عيونها وهمست : نوف شفيك ؟!.. لا تعطين لكلامه اهمية ..!!
نوف وهي تغمض بقوة : وانا اللي كنت اظنه مسويها بالغلط .. أثره متعمد يحبسني ساعتين .. قلبه وش منه مخلوق ؟!!.. ( فتحت عيونها بغضب ) .. بس انا اوريه .. ان ماخليت قلبه يحيى على جمر ماكون نوف بنت ابوي ..
وقامت واقفة بعنف لدرجة ارتد كرسيها للخلف بقوة وطاح عالأرض واصدر صوت عالي مزعج نبه بدر وسلمان لها ..
نوف لفت لبدر وراحت له بخطوات غاضبة حاقدة ينبعث منها الشرر وندى ماقدرت غير انها تناديها وتلحقها ..
ندى : نوووف .. استني ..
لكن نوف نست اللي حولها من فرط الأحاسيس المشتعلة داخلها ووقفت قدام طاولة سلمان وبدر وعيونها متسمرة على ولد عمها .. بنظرات يطفح منها الكره .. والاحتقااار ..!!!
بدر مبتسم يبي يغيضها أكثر : اخيرا عطتينا وجه ..!!
نوف واقفة بشموخ وبصوتها ثقة كبيرة ممزوجة بالغضب والدموع المنهمرة : انا أعلمك شلون أنفذ وعودي .. انا اعلمك يابدر .. لا تفكر اني نسيت .. ولا تلومني عاللي بسويه .. كله انت اللي جنيته بيدينك .. وانت اللي بتتحمله غصب عليك .. اللي سويته فيني ذاك اليوم لا يمكن ومستحيل أعديه لك .. ولو ترجع لغرفتك وتشوفها زين راح تلاحظ انك فقدت شي .. وعزيز عليك بعد .. لكن هالشي انسى ولا تحلم انه يرجع لك .. انساه يا فاشل ..
وفتحت شنطتها وطلعت منه مبلغ بسيط ورمتها عالطاولة : خذ .. مشكور مانبي شي منك .. غلطة عمري الوحيدة انك ولد عمي ..
طلعت من المحل مثل الصاروخ وندى ماقدرت غير انها تلحقها ..


سلمان علامات الدهشة البالغة على وجهه من القوة اللي طلعت بالبنت قدامه .. مدهوش ويبي يضحك بنفس الوقت ..
سلمان : شرشحتك يا بدر .. !!!
بدر عيونه على مدخل المحل .. يبي يستوعب الكلام اللي انقال بس مو قادر .. ومو عارف وش المقصود من كلامها ..
سلمان وهو ماسك ضحكته : والله طلعت اقوى من ماتوقعت .. البنت من جد كاارهتك ..!!.. هههههههههه !!
بدر مثل الأهبل التفت لسلمان : اقول سلمانوو فهمت وش تقصد ؟!
سلمان وهو يراجع الموقف ويضحك : ههههههههههههههههه .. الحق على عمرك البنت ماقالت هالكلام الا وفي يدها سلاح قوي ضدك .. الله يعينك ياخوي .. بس تبي الجد تستاهل اللي جاك منها .. ههههههههههههههههههه !!!
بدر سكت يراجع كلامها بذهنه ويحاول يفهم شي ..
سلمان ميت من الضحك كل ما تذكر شكل الموقف : هههههههههههه .. اقول بدر ..هههههههههه .. حلوه فاشل ها ؟!..هههههههههههههه ...
بدر وهو يقوم : قم قم قم ..
سلمان : وين بتروح ؟!
بدر : قم معي خلني اروح اشوف وش تقصد هالبنت ..
سلمان بخبث وهو يقوم : كنك خايف ؟!!
بدر : هذا وقته تتمصخر قلت لك قم ..
دفع الحساب وطلعوا من المملكة بكبرها .. وصل بدرسلمان لين باب بيتهم ..
سلمان بعد مانزل من السيارة وقبل لا يسكر الباب كانت الضحكة في صوته : اقول بشرني وش صار بعدين .. ولا أقولك دق علي طمني .. !!
بدر وهو يتحقرص بمكانه وذهنه مشوش وملئ بالافكار والاحتمالات اللي تاخذه وتوديه : يصير خير يصير خير .. سكر الباب خلني ارووووح ..
سكر سلمان الباب وهو يهز راسه ويضحك .. وانطلقت السيارة من مكانها بقوة وبسرعة .. سلمان وقف يراقبها لما اختفت وهو يهز راسه ويتمتم ..
سلمان : والله وطحت بشر اعمالك يابدر .. البنت اللي كنت مستسهلها بتسبب لك صداع طول حياتك .. الله يعينك ..


في جهة ثانية من الرياض كانوا شلة الشباب مثل عادتهم في المقهى المعتادين يجلسون فيه .. وفي وحدة من أجواء الحماس والاثارة كان فيه مباراة قوية بين فهد وعبدالله في البلياردو .. أسامة وحسين وأحمد يراقبون وكلهم حماس .. ومجموعة شباب انضموا لقائمة الجمهور يتابعون هالمباراة اللي فيها الكثير من الندية ..
احمد يراقب بحماس : فهد .. ركز .. اذا جبتها بتفوووز ..
عبدالله يهدد : فهيد ان جبتها ترا بذبحك ..
اسامة : ههههههههههههههه .. الهزيمة رقم عشرين اشوفها تطل من الباب يا عبدالله ..
عبدالله : وانت يا ثور حاسبهم ما نسيتهم .. اسكت فضحتني عند هالجمهور كله ..
حسين : يقولون يا عبدالله .. رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ..
عبدالله : وانت بعد انثبر .. تعرفون تحبطون الواحد ..
فهد ظل يدور حول الطاولة بصمت يحاول يتخذ المكان المناسب للتسديد .. محد حوله كان حاس ان ذهنه مشوش .. الكل اعتقد ان صمته هذا يدل عالتركيز والثبات بس هو كان صامت لأشياء كثيرة وغريبة تملا عقله وصدره .. وقلبه ..!!.. وخاصة بعد المكالمة اللي صارت بينه وبين شوق .. هو نفسه يتساءل شلون كلمها بذيك الطريقة القاسية ؟!.. مو لاقي سبب مقنع يعذره عاللي سواه ..
عبدالله بعد ما زهق من كثر الانتظار : يالله فهد .. خلصنا ..
انحنى فهد فوق الطاولة وعينه مركوزة عالهدف يستعد للضربة .. ضربها بس للأسف انحرفت عن المسار وبكذا جا دور عبدالله اللي ما صدق ..
عبدالله : دعووووواتي كلها دعواااتي ..
انتصب فهد واقف وابتسامة على وجهه من الفرصة اللي ضيعها ومن شكل عبدالله الطاير من الفرحة ..
حاول عبدالله يستغل هالفرصة وسدد بتركيز.. وجاب الهدددف .. وبكذا فاز .. وكانت اول مرة يفوز على فهد بتاريخه .. واللي قام صراخه من بعدها فرحه ..
فهد ما قدر غير انه يضحك على شكله : هههههههههه .. الحظ لاعب معك اليوم ..
عبدالله باعتراض شديد : لا تقول الحظ .. الا قل فني باللعبة فوزني ..
فهد : ههههههههههه .. باخذك على قد عقلك هالمرة ..
حسين وهو يوقف بالنص بينهم ويقطع عليهم : خلاص دوركم انتهى .. الحين انا واحمد ..عبدالله : اغلبه عاد .. خل اليوم يكون خسارة احمد وفهد ..
فهد مبتسم : انا بروح اجلس وبشروني بالنتيجة ..
اسامة : وانا جاي معك ..
راح فهد واسامة وجلسوا على طاولتهم المعتادة وأول ما جلسوا وصلتهم القهوة ..
اسامة وهو يحرك السكر في الكوب : شسالفتك اليوم .. ؟!.. مو من عادتك تلعب بهالأسلوب ..
فهد : ولا شي سلامتك .. اليوم ماكان لي خلق بس قلت ألعب أجاريكم ومنها أطيب خاطر عبدالله ..
اسامة وهو يضحك : ههههههههههههه .. أي والله مسكين ..ما صدق ..
فهد : هههههههههه .. نرفع من معنوياته شوي ..
رن جوال فهد الموجود فوق الطاولة بنغمة مسج .. فتحه ولما قراه رجعه عالطاولة بابتسامة جانبية وهو يشرب القهوة من الكوب ..
اسامة كان يراقب تعابير وجهه : من مين ؟!..
فهد بهدوء وهو بادي يسرح : من شذى ..
اسامة : ابي افهم هالبنت ما زهقت .. تلفونات ورسايل وحالتها حالة ..
فهد وهي يعقد يديه على صدره ويسترخي بجلسته : خلها .. انا مرتاح كذا ..
اسامة وهو يرفع حواجبه باستغراب : من جدك ما زهقت منها ..
فهد اكتفى بكلمة وحدة : لا ..
اسامة : ومتى ناوي تنتهي منها ؟!
فهد هز كتوفه بعدم اهتمام : لما هي اللي تبينا ننتهي ..
اسامة وهي يبتسم بسخرية : أجل يا حبيبي انسى انك تنتهي مادامك تنتظرها هاللي تطلب النهاية .. شكل البنت عندها طموح اكبر .. فوق تصوراتك انت ..
فهد بنظرات هادية وبداخله فاهم وش يقصد : شقصدك ؟!
اسامة : اعتقد كلامي واضح ..
فهد وهو يرجع يمد يده للكوب ويرتشف : يصير خير .. لكل حادث حديث .. كل اللي تبيه البنت الحين انها تشوفني وانا موافق ماعندي أي مشكلة .. وافكر ادق عليها الحين واعطيها الموعد ..
اسامة بنبرة حزم : فهد ارجع واقولك انتبه .. ترا هالخطوة يمكن تطيحك بمشاكل انت بغنى عنها .. البنت اذا كانت تبي تشوفك الصورة وعندها خلاص تكفي .. ليش هالطلعة معها بعد ..
فهد وهو يتكتف وهيئته غريبة ما فهمها اسامة : طيب .... واذا قلت لك اني انا بعد ابي أشوفها ؟!.. وش تقول ؟!
اسامة وهو مستنكر : انت ؟!..
فهد : ايه انا ليش مستغرب ؟!
اسامة : ماكان هذا يهمك بالأول .. ماكان يهمك انك تشوفها .. وش اللي غير رايك الحين ؟!!..
فهد وهو يهز كتوفه : تغير وبس .. رايي الحين غير رايي أمس وغير رايي قبل دقيقة .. مافي شي يتم على حاله ..
أسامة وعلامة استفهام بوجهه : فهد انت غريب اليوم ؟!.. وش اللي صاير لك ؟!..
فهد هز كتوفه : ابد ماصار شي ..
اسامة : تلعب علي ولا على نفسك .. انت اليوم مو طبيعي ..
فهد وهو يتنهد : ابدا .. انا وشذى صار لنا فترة طويلة عالتلفون .. واعتقد جا الوقت الحين اننا نروح للخطوة اللي بعدها ..
اسامة بعد ما يأس : بصراحة انت عنيد .. وصعب الواحد يقنعك ..
رجع جوال فهد يدق .. لكن هالمرة مو مسج .. هذي مكالمة .. رفع الجوال وقطب وجهه وهو يشوف الرقم .. كان غريب عليه أول مرة يشوفه ..
اسامة وضح عليه انه يعرف المتصل : اكيد شذى ..
فهد : لا .. مب شذى .. رقم اول مرة اشوفه ..
اسامة بسخرية : بنت جديدة !! .. اكيد .. يالله هذي صيدة جديدة جت لين عندك .. ( قالها بسخرية ) ..
ابتسم فهد ورفع عينه لاسامة : جت بوقتها ..
اسامة تفاجأ بكلامه : شقصدك .. بترد عليها يعني ؟!..
فهد بنبرة الواثق من ما يفعل : ارد عليها ليش ما أرد .. ( قطع كلامه ورد ) .. هلا ...
.... : ...........
فهد زادت ابتسامته الجذابة .. هو عرف هالاسلوب ودرسه زين .. اذا المتصل مارد من أول كلمة فهذا يعني انها مليون بالمية بنت ..
فهد بصوته الساحر : ردي علينا ليش ساكتة ؟!..
.... : فهد ؟!..
قطب فهد وهو لازال مبتسم : معك فهد .. آمرينا ..
.... : شخبارك ؟!..
فهد : بخير .. انتي شلونك ؟!..
.... : انا تمااااام .. ( قالتها بنبرة كلها نعوومة ) ..
فهد يضحك بعذوبة ساحرة : ههههههه .. الله لا يخلينا من هالصوت والله ..
.... ( تضحك بخجل ) : ههههههههههه .. تسلم من ذوقك ..
فهد : ماتعرفنا ؟!..
..... : معك بدور ..
فهد : هلا والله .. مامر علي هالاسم من قبل .. بس انتي مبين انك تعرفيني ؟!..
بدور بنبرة تأكيد : أعرفك زين .. بشكل ما تتصوره ..
فهد : والله ؟!.. وش تعرفين عني ؟!..
بدور : لسا بدري على هالكلام .. انا الحين دقيت عليك لأني سمعت عنك كثير .. وبصراحة حابة اتعرف عليك ..
فهد بصوت حازم وجاد وساحر بنفس الوقت : شوفي يابدور .. انا عمري ما ابدا مع وحدة الا تقولي عنها كل شي .. وشلون وصلها رقمي ومن طرف مين .. وانا ما حب حركات التأجيل " مثل بعدين اقولك " .. تبين تبدين معي قولي لي كل شي ابيه ..
بدور سكتت فترة : ..........
فهد : مستعدة الحين ولا خلينا ننتهي من البداية .. ولا تنسين انك انتي اللي جيتيني يعني انتي اللي تبيني .. اما انا ما يهمني ..
كان كلامه يفوح منه الغرور والتكبر اللي خلا بدور تسكت لحظات متفاجئة من هالشخصية الحازمة والساحرة بنفس الوقت .. شخصية خلتها تصر على اصطيادها ..
بدور : شفيك ؟!.. انت دوم كذا تكلم البنات ؟!..
فهد بنبرة اعتزاز بنفسه : ما عجبك ؟!..
بدور : لا بس بصراحة انا اول مرة اشوف واحد يكلم البنات بهالطريقة .. خف شوي .. ماتخاف البنات يطيرون من يدينك ..
فهد وهو يضحك بخفة : ياحبيبتي اذا طارت وحدة جتني بدالها عشر ..
بدور بجرأة : فهد انت محد قالك من قبل انك مغرور وشايف حالك ..؟!
فهد ضحك أعلى هالمرة : ههههههههههه .. تبين الصدق .. الا .. كثير قالوا لي ..
بدور : اوكي بكلمك عن نفسي ..انا بدور .. 20 سنة .. أدرس بجامعة الملك سعود .. قسم علوم ادارية ..
فهد : كل هذا ما يهمني .. وش بستفيد انا وين تدرسين ولا وش تدرسين ..
بدور استغربت منه ومعد صارت تفهمه : مو انت قلت لي تبي تعرف عني كل شي ..
فهد : انا ابي اعرف رقمي هذا من وين حصلتيه ؟!.. ومن اللي دلك علي ؟!..
بدور : وانت يهمك هالشي ؟!.. ما اشوف له داعي بصراحة ..!!
فهد : لكن انا ابي اعرف .. بتقولين ولا من الحين خلينا ننتهي ..
بدور : بقولك .. بس اعذرني مو اليوم .. باي ..
سكرت الخط .. وهي تبتسم بخبث .. أول خطوة عدت بسلام .. والحين فهد بيتم يفكر وينشغل باله لأنه يبي يعرف انا شلون وصلته .. عشان كذا لازم اتم فترة ما ادق عليه عشان ينشغل باله اكثر ..
صدقت مها .. فهد هذا .. شي ثاني !!!..

سكر فهد وهو يناظر الشاشة او بالأحرى رقم المتصل .. يمكن يكون الرقم مر عليه من قبل .. بس للاسف ما استحظر شي من ذهنه .. الرقم جديد وأول مرة يشوفه ..
وصله صوت اسامة اللي كان طوول الوقت يراقب فهد وينصت للمكالمة : من هذي بعد .. وحدة جديدة ..
فهد : ايه وحدة اول مرة تكلمني .. الخبيثة مارضت تقول لي من وين حصلت رقمي .. بس انا بشوف النهاية معها هذي ..!!
اسامة : فهد تراك تضيع وقتك .. قم بس اسمع صراخ الشباب .. شكل المباراة عالحامي ..
فهد وهو يرجع الجوال بجيبه : لا لا .. مارح أطول .. بكمل الكوب وبرجع للبيت .. أمس مانمت زين ..
اسامة هز راسه متفهم : اوكيه اجل .. تصبح على خير مقدماً ..
اشار له فهد بيده وهو يكمل قهوته ..

وقفت سيارة ابو فهد اللي تقل داخلها نوف وندى قدام باب بيت ابو احمد .. ندى كانت خايفة من اللي ناوية تسويه نوف .. كانت طول الطريق ساكتة وتبكي بصمت .. فمسكت يدها لما فتحت باب السيارة قبل لا تنزل ..
ندى وهي تجاهد تمسك نوف لا تروح : نوف ماله داعي اللي تفكرين فيه ..
نوف تحاول تسحي يده من يد ندى بعصبية وتصرخ : اتركيني .. اتركيني .. انا اوريه هالحيوان .. انا اعلمه .. والله لأعذبه ..
سحبت يدها بقوة اكبر ونزلت بسررعة ودخلت البيت ركض .. وندى مثل المذعورة نزلت وراها ولحقتها ..
دفعت نوف باب الصالة وركضت بسرعة للدرج ولا سمعت لأمها اللي بدت تناديها .. وبعدها بثواني دخلت ندى وهي تركض وتلفتت بخوف ..
ندى لما شافت خالتها : خالتي وينها نوف ؟!!..
ام احمد حطت يدها على قلبها من هيئة نوف وهيئة ندى الحين : ندى وش صاير ؟!..
ندى : ماصاير شي .. راحت لغرفتها هي ..؟!!
وما سمعت لجواب خالتها لأنها اكيد توجهت لغرفتها .. او بالأحرى لشهادات بدر المخفية هناك !!!..
ركضت ندى للدرج بأسرع ما تقدر ومباشرة لغرفة نوف اللي كان بابها مغلق .. توقعت ان نوف قفلته لكن لحسن الحظ كان مفتوح .. دخلت مندفعة من الركض وشافت نوف تحوس في الدولاب بهمجية وهي تشهق بصوت عالي من البكي .. وبجزء من الثانية طلعت الورقتين وهمت بتمزيقها ..
صرخت ندى وهي تركض لها : لاااااااااااأأ ..!!
راحت لها ومسكتها ونوف تقاوم تبي تقطعها قطع صغيرة عشان يستحيل على بدر بيوم انه يرجعها مثل ماكانت ..
نوف وهي تبكي : خللللليني .. خليني انتقم منه .. خليني اخذ حقي .. لييييييييييش .. انا وش سويت له قولي لي .. يالحيووووووااااان ... يابدر يالحيووووااااان ... اكرررررهه ... اكررررهه ..
و ندى تحاول تاخذ الاوراق منها برفق عشان ما تنقطع ونوف تسحبها منها بعنف وتصرخ بدموعها ..
ندى : نوووف الله يخليك خليها .. خليها .. ما يصير اللي تسوينه ..
نوف وهي تهز راسها ودموعها تتناثر بكل مكان : لا لا لا ... ما سمعتيه شقال .. اللي بسويه الحين مو اقل من اللي سواه ذاك اليوم .. قلت لك خليني تكفيييييين ..
ندى : نوف خلاااص لا تبكين وخلي هالأوراق .. نوف بليز الله يخليك خليها لا تأذين نفسك .. بتسببين لنفسك المشاكل ..!!
نوف كانت تصرخ ومو مسيطرة على نفسها : ندى .. خللللليها انتي مالك شغل ... ماااااااااالك شغل .. ابعدي ..
دفتها بقوة لما طاحت عالأرض .. والورقة انزلقت بينهم .. ندى ما اهتمت بالألم اللي حصل لها رغم انه كان شديد .. حاولت تمد يدها عشان تاخذ الورق لكن نوف كانت اسرع سحبتها وهمت بتمزيقها مرة ثانية .. لكن اللي وقفها جامدة هو دخول امها الغرفة وعلى ملامحها الذعر ..
خبت نوف برعب الورقة خلف ظهرها ووجهها مازالت تغسله الدموع المستمرة بالهطول .. وام احمد زاد جمودها وخوفها لما نزلت عينها على ندى الطايحة عالأرض وتمسك ظهرها بألم ..
ام احمد بصوت خايف مرتجف : شفيكم ؟!..
نوف التزمت الصمت .. وندى هاللي ردت وصوتها يرتجف من الألم : ولا شي خالتي ..
تقدمت ام احمد خطوتين لما صارت داخل الغرفة وبصوت اكثر حزم وأعلى نبرة : شفيكم تصارخون ؟!.. ها يا نوف شفيكم ؟!.. شمسوية انتي ؟!..
نوف متلعثمة وهي تمسح دموعها بسرعة بيدها : م .. ما في شي يمه مافي شي ..
ندى عشان تتدراك الموقف قامت واقفة وسحبت الورق بعنف غاضب من يد نوف ودخلتها شنطتها قدام عيون خالتها .. بشكل يوحي للناظر ان الورق بالاصل يخص ندى ..
ندى وهي تلتفت لخالتها : ولا شي خالتي .. سوء تفاهم بيني وبينها بس ..
ام احمد : وليش كنتوا تصارخون .. وليش دخلتوا وانتم تركضون ؟!.. شفيكم وش صاير ؟!..
صمت نوف وعدم جوابها خلا ام احمد بهاللحظة تتوجه لها وتسدد صفعة قوية على وجهها خلاها ترتد للجهة الثانية من قوتها ..
ام احمد وبعيونها الغضب : واذا سوء تفاهم مالها حق تمد يدها على احد .. هذا وانتي بنت خالتها اللي اكبر منها .. انا بعرف البنت هذي متى بتتعدل ..
حاولت تضربها مرة ثانية لكن ندى هالمرة مسكتها بخوف من ردة فعلها الغير متوقعة ..
ندى : خااالتي هدي بالك هذي مشكلة بيني وبين نوف .. مايستاهل اللي تسوينه ..
نوف كانت حاطة يدها على خدها من الألم وسيل جديد وعنيف من الدموع ينهمر .. وداخل قلبها الكره ناحية بدر يتضاعف ويتضاعف لما غمر قلبها كامل وكل كيانها .. هو السبب الحين بكل اللي يصير .. هو السبب .. الله ياخذك .. الله ياخذك .. الله ياخذك ..
حاولت ندى تهدي خالتها المشحونة بالغضب وطلعتها بأدب خارج الغرفة وقالت لها انها بتحل المشكلة بنفسها ..
ندى لما سكرت الباب التفتت لنوف اللي ركضت ورمت نفسها عالسرير تبكي : عجبك اللي صار الحين ؟!
نوف وهي تصيح : ليش ما خليتيني أسويها .. ليش ؟!.. قطعيها تكفين قطعيها .. أكرهه .. كله منه .. المشاكل تلاحقني بسبته حتى وانا بعيدة عنه ما اسلم .. عجبك اللي سوته امي فيني ..
ندى وهي تقرب منها : نوف خلاص لا تبكين ..
نوف وهي مخبية وجهها بالمخدة وجسمها كله يهتز من البكي : روحي واتركيني .. روحي عن وجهي .. كله منك .. لو انك مخليتي اقطعها ماكان صار لي اللي صار .. ( وترفع وجهها وتصرخ ) .. رووووحي عني خليني لحالي ..
ندى بعد صمت تنتظر نوف تطلع كل اللي بقلبها : بروح .. بس بكرة برجع لك ..
نوف وهي ترجع تخبي وجهها وتكمل دموع : مابيك .. لا تجين .. روحي واتركيني .. اذلفي عن وجهي ..
ندى توجهت للباب وقبل لا تطلع استقفتها نوف .. ولما التفتت لها شافتها رافع راسها ومادة يدها ..
نوف : عطيني الأوراق ..
ندى بنبرة حازمة : وش بتسوين بها ؟!
نوف بعيون غرقانة يلمع فيه الغضب والحقد : بقطعها .. بقطعها مارح اخليه يتهنا فيها ..
ندى هزت راسها بالنفي : لا .. آسفة مارح أخليها عندك ..
نوف : عطيني اياها قلت لك .. هذا شي بيني وبين بدر انتي مالك شغل .. عطيني اياها ..
ندى رجعت تهز راسها باصرار وهي تفتح الباب : لا يانوف .. بخليها عندي .. الأوراق الحين انشقت نصها .. وزين مني اني لحقت على بقيتها .. مع السلامة .. بشوفك بكرة ..
طلعت وسكرت الباب وراها ومن بعدها سمعت صراخ نوف : لا تجين مابيك لا تجين .. كلكم مع بدر محد وقف بصفي .. حتى انتي ياندى .. حتى انتي

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:29 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجــــــــــــــزء 23




ندى توجهت للباب وقبل لا تطلع استوقفتها نوف .. ولما التفتت لها شافتها رافع راسها ومادة يدها ..
نوف : عطيني الأوراق ..
ندى بنبرة حازمة : وش بتسوين بها ؟!
نوف بعيون غرقانة يلمع فيه الغضب والحقد : بقطعها .. بقطعها مارح اخليه يتهنا فيها ..
ندى هزت راسها بالنفي : لا .. آسفة مارح أخليها عندك ..
نوف : عطيني اياها قلت لك .. هذا شي بيني وبين بدر انتي مالك شغل .. عطيني اياها ..
ندى رجعت تهز راسها باصرار وهي تفتح الباب : لا يانوف .. بخليها عندي .. الأوراق الحين انشقت نصها .. وزين مني اني لحقت على بقيتها .. مع السلامة .. بشوفك بكرة ..
طلعت وسكرت الباب وراها ومن بعدها سمعت صراخ نوف : لا تجين مابيك لا تجين .. كلكم مع بدر محد وقف بصفي .. حتى انتي ياندى .. حتى انتي ..
ما اهتمت ندى بالكلام اللي سمعته مع انه عور قلبها بالبداية .. بس يظل الكلام اللي قالته نوف نتاج صدمة حصلت لها من وقت قريب .. نزلت تحت شافت خالتها واقفة وسرحانة بنصف الصالة .. انتبهت لها ام احمد ورفعت عينها لها وشافت ندى في عيونها القلق والحيرة ..
ندى راحت وقربت منها : معليش خالتي .. لا تشيلين بخاطرك ..
تنهدم ام احمد وهي تهز راسها ندم عاللي سوته : قولي لي وش اللي صار ؟!.. ليش نوف دخلت تركض ؟!.. صاير شي لها ؟!..
ابتسمت ندى بنعومة تحاول تطمن خالتها : لا خالتي ارتاحي .. ماصار شي .. قلت لك سوء تفاهم بسيط بيني وبينها والحمدلله انحل ..
ام احمد : أكيد ؟!..
ندى ضحكت بمرح : شفيك خالتوو .. انا من متى اكذب عليك .. خلاص قلت لك ماصار لها شي يعني ماصار .. تطمممني ..
هزت ام احمد راسها بعد ما طمنتها كلمات ندى .. وفجأة سمعوا باب الصالة ينفتح ويدخل من وراه احمد ..
ندى بسرعة رفعت الطرحة على راسها وتغطت ..
احمد وهو يدخل مفاتيحه بجيبه : السلام عليكم ..
ندى + ام احمد : وعليكم السلام ..
احمد مبتسم ويمزح وعينه عالبنت الواقفة : منوووور بيتنا اليوم .. منهو نوره يمه ؟!..
ام احمد مبتسمة : منهو نوره يعني .. نور بنت خالتك .. لو نطفي انوار البيت يكفينا نورها ..
ضحكت ندى والتفتت لخالتها : بوجودك بس يا خالتي ..
احمد : شخبارك ندى ؟!..
ندى اختفت الابتسامة من على وجهها وتحول صوتها للبرود : بخير .. وانت ؟
احمد : انا الحمدلله ..
ندى رجعت لفت لخالتها : خالتي انا بطلع .. توصيني بشي ؟!..
ام احمد : سلامتك وسلميني على امك ؟!..
ندى وهي ماشية للباب : ان شالله ..
وقبل ماتطلع أشرت ام احمد لولدها يطلع معها عشان يتطمن انها ركبت السيارة وراحت : احمد رح معها ..
ندى جمدت ورجعت لفت : لا ما يحتاج خالتي ..
ام احمد : لا لازم الدنيا ليل الحين ..
احمد ماظهر على وجهه أي علامات على المعارضه بالعكس رحب بالفكرة وخطا خطوتين لها : كلها خطوتين للباب مافي تعب ولا شي ..
ندى تبي تبتعد عنه بأي طريقة : ماله داعي ارتاح انت ..
احمد بدا عليه الاصرار وعينه بعينها : الا له دااعي .. وقداامي يالله ..
سكتت ندى ولما لاحظت عناده لفت عنه وطلعت متوجهه لباب الشارع .. واحمد وراها .. فتحت الباب وطلعت وقبل ماتفتح باب السيارة عشان تركب استوقفها ..
احمد : لحظة لحظة ..
وقفت ندى ويدها على مقبض الباب .. ولما شافته يقرب ابتعدت شوي .. اما هو فتح الباب وأشار لها باليد الثانية تركب ..
احمد مبتسم : تفضلي ... يا أميرتنا ..!!
وقفت لحظة ساكتة لما حركت هالعبارة ذكرى في بالها .. " أميرتنا " .. ياكثر ما قالها لي من قبل .. تحركت وهي تركب السيارة بعد ما اقنعت نفسها انها مجرد كلمة عادية لا يقصد بها شي .. وش يقصد بها أصلا وهو ولا دراي عن شي ..!!
ندى بعد ما استوت جالسة مدت يدها بتسكر الباب : شكرا ..
احمد : خلك .. انا أسكره .. الأميرة ترتاح بس .. ولا نسيتي ..
ندى : نسيت ؟!.. ( وبشكل متعمد ) .. اصلا انا مدري وش تتكلم عنه ..
احمد : ماتدرين اليوم .. بس بكرة بتعرفين .. مع السلامة ..
ندى الحين صارت ضايعة وما فهمت منه شي : مع السلامة ..
سكر الباب وراح عند شباك قاسم مبتسم : مرحبا قاسم ..
قاسم بادله الابتسامة ومد يد يسلم : مرهبتين اهمد ..
احمد يضحك ويمزح معه : اهمد ؟!.. قول احمد مرة ثانية ..
قاسم : اهمد ..
احمد : احـمد .. مو اهمد ..
قاسم يحاول لكن مايطلع معه شي : اهمـــد ..
احمد : ههههههههههههه .. والله مشكلة حرف الحاء عندكم ..
قاسم يضحك معه : هههههههه .. ايس في سوي ..
احمد : لا تسوي شي .. المهم يالأخو .. لا تسرع اوكي .. ترا معك القمر .. وصلها للبيت سالمة ..
رفعت ندى عينها له من بعد ما سمعت اللي سمعته .. ياترا اللي سمعته صدق ولا ؟!.. شفيه اليوم غريب مو من عادته ..!!
انتبهت لنظرات احمد اللي توجهت لها فلفت عيونها بعيد عنه بعدم اهتمام ..
قاسم بسذاجة مافهم : ايس قمر ؟! .. انا مافي قمر القمر فوق شوف .. ( ويأشر باصبعه للسما وين ماكان هلال بداية الشهر مستقر ) ..
احمد وهو يضحك : هههههههههه .. المهم لا تقعد تتليقف .. لا تسرع مفهوم ..
قاسم وهو يهز راسه بانصياع : مفهوم ..
تراجع احمد وهو يضرب على باب السيارة : يالله حرك .. روح ..
مشت السيارة وندى حاولت تقاوم نفسها وتمنعها من انها تلتفت للخلف عشان تشوفه قبل لا يغيب لكن ماقدرت .. غصب عنها قبل لا تلف السيارة يمين لفت تشوف من الزجاج الخلفي للسيارة .. كان لازال واقف عند الباب يراقب السيارة واختفى عن عيونها بعد ماخذت السيارة يمين ..
رجعت معتدلة بجلستها وهي تصارع نفسها بدوامه .. دوامه تاخذها وتوديها وتلعب بها يمين وشمال كيفما شاءت ..
شافت اليوم اشياء تناقض اللي شافته قبل .. معقولة يكون فهمني اخيرا ..
لا ..
لحظة ..
وين راح فكرك يا ندى ..
لا تفكرين بهالشي لأنه خلااص صار مستحيل ..
انتي وأحمد لا يمكن تلتقون ..
نسيتي علاقته الغرامية اللي شفتيها بعيونك .. نسيتي كيف خبرك انه ما يبيك وهو يكلم حبيبته ..
انتي خلاص بديتي خطوة مهمة .. وهو انك تقتلين هالحب بيدينك ..
ولا يمكن تتراجعين ..
تنهدت ندى بصوت مسموع .. فعلا .. المفروض أقوي قلبي اكثر من كذا .. يمكنه كان يلعب بقلبي لما قال اللي قاله قبل شوي .. وخصوصا انه عرف اني احبه ..
واذا اكتشفت انه قاصد يسوي اللي يسويه بقصد اللعب ..
والله .. ما أسامحه ..
الدوامه زادت عليها وخلتها تلف وتلف وتلف لما تعب ذهنها .. وصلت للبيت اخيرا وما صدقت توجهت لغرفتها مباشرة وقبل ماتوصل للدرج شافت اهلها توهم جالسين عالعشا ..
ام فهد : ندى ليش تأخرتي .. فيه احد يقعد بالسوق لهالوقت ..
ندى : كنت ببيت خالتي ..
ام فهد : طيب تعالي العشا ..
ندى بضيق : مالي نفس يمه .. بروح انوم ..
تدخل ابو فهد : ليش عيوني ؟!.. ماتغديتي اليوم ..
ندى : مابي يبه شبعانه ..
استأذنت وطلعت فوق .. دخلت غرفتها فسخت عبايتها وطلعت جوالها من الشنطة وحطته فوق السرير ..
غيرت ملابسها ولبست بيجامة نوم وقبل ماتتمدد بالسرير فتحت النت تشيك عالايميل ..
وشافت المجروح .. اون لاين .. تلقائي ابتسمت وماانتظرته مثل العادة يبدا المحادثة .. هي اللي بدتها بوجه خجول ..
أشوف السعادة بعيد عن حبيبي : مرحبااااااا ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : مرحبتين ..
أشوف السعادة بعيد عن حبيبي : ماتوقعتك موجود ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : لسا مالي عشر دقايق .. اذا تبيني اطلع بطلع ..
ابتسمت ندى : لا لا .. شفيك لا تفهم غلط ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : don't worry it's just a laugh
ندى : كيف الجامعة اليوم ؟!
طلال : ماشي الحال .. شخبار يومك .. ان شالله من غير مشاكل ..
ندى ابتسمت بخليط من الحزن والمرارة للأشياء الكثيرة الغريبة في دنياها واللي دايما ضدها : فيه مشاكل اليوم .. لكن مو لي .. لبنت خالتي ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : ليش عسى ما شر بعد ..
أشوف السعادة بعيد عن حبيبي : الشر ما يجيك .. لكن بيني وبينك .. بنت خالتي عندها ولد عمها ملعوز لها حياتها .. كانت تتكلم لي عنه دايما وانه واحد ماعنده شي اسمه خطوط حمرا .. مسبب لها المشاكل في كل مكان .. انا بالبداية ما صدقتها لكن بعد اللي شفته اليوم .. اقول الله لا يلومها ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : خبريني اكثر عنه ..
اشوف السعادة بعيد عن حبيبي : الولد ملعوزها .. ما يصدق يشوفها بمكان الا ملاحقها .. وياليته يلاحقها على شي يسوا .. يلاحقها بس عشان ينرفزها وينكد عليها .. ما أدري وش سالفته وكأنها ذابحه له أحد .. وحالتها وياه مو من فترة بسيطة .. من كانت صغيرة وهو يتصرف معها بالاسلوب .. لكنها تقول انه بعد مارجع من دراسته برا وهو زايد حبتين .. كرهها في حياتها .. وتمشكلت انا معها اليوم بسببه ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : .... اهاا .. طيب .. كم عمره ؟!
اشوف السعادة بيعد عن حبيبي : ما ادري .. اظني اذا ماغلطت 24 او 25 سنة ..
غريب بعيد مهااااجر مغترب .. لكن يحب : اهااا ..
سكت طلال فترة ولا رد .. وندى تنتظره يتكلم ويقول شي لكنه طول بسكوته ..
أشوف السعادة بعيد عن حبيبي : طلال ...
بعد ثواني رد : هلا ...
ندى : شفيك سكت ؟!..
طلال : ابدا .. لكني قاعد أحلل اللي قلتيه ..
تذكرت ندى الحين انه متخصص بعلم النفس فيمكن يقدر يعطيها تفسير على تصرفات بدر ..
ندى : وش رايك ؟!.. انا اقول يمكن الولد مريض وفيه عقد نفسية من صغره عشان كذا ..
ضحك طلال : هههههههه ... لا لا ابدا .. الولد سليم ومافيه لا عقد نفسية ولا شي ..
ندى بلمت : شقصدك ؟!..
طلال : الولد يحب ..
ندى مافهمت بالبداية : نعم ؟!
طلال : من كلامك عنه وتصرفاته وهو صغير والحين .. طلع لي ان الولد مجنون ببنت خالتك ..
ندى من الصدمة : يحب نوف ؟!!
طلال : ايه نعم .. يحبها .. مو حب عادي .. الولد زاد حبه لما وصل للعشق .. وبحكم انه مايقدر يوصلها بالظروف العادية .. دايما يحاول انه يستغل أي فرصة عشان يوصل للبنت ..
قاطعته ندى : فعلا .. نوف تقولي احيانا انها لما تكون بالبيت لحالها ماتدري شلون يعرف انه لحالها بالبيت ويجي لها ..
طلال : وهذا دليل ..
ندى بعدم تصديق : بس تصرفاته تقول انه يكرهها ما يحبها ..
طلال : فيه شي عند الرجال اسمه كبرياء .. كبرياء الرجل .. المعروف ان الرجل ما يحب يبين حبه للبنت اللي ما تتوانى تبين كرهها له .. ولأنه مايقدر يبين لها حبه مباشرة بحكم العادات .. يستغل طرق ملتوية عشان يفرغ حبه .. وهو لعوزتها مثل ماتقولين ..
اشوف السعادة بعيد عن حبيبي : ما أقدر أصدق ؟!..
غريب بعيد مهاااجر مغترب .. لكن يحب : لا صدقي .. هذي الحقيقة ..
ندى : بس نوف ماتحبه .. ماتحبه .. الا تكرهه وتتمنى له الموت بعد ..
طلال : وهذي المشكلة عند الولد .. لأنه عارف ان البنت تكرهه .. ففضل انه يخلي حبه بقلبه ..
سكتت ندى تفكر بالتفسير اللي فتح طلال عيونها عليه .. معقولة ؟!.. معقولة ؟!.. بدر يحب نوف ؟!.. يحب نوف ؟!.. طيب ونوف ؟!.. وش بيكون ردها اذا عرفت ؟!.. هي تكرهه شلون بتكون ردة فعلها اذا عرفت ان الشاب اللي ظنته يكرهها ميت بهواها .. ويحبها بجنوون ..!!!
طلال : أتمنى ما أكون ضايقتك بشي ..
ابتسمت ندى .. طلال هذا كنز .. كنز .. لازم تحافظ عليه : ضايقتني ؟!.. بالعكس .. الا ساعدتني بمشكلة ما كنا بنعرف لها حل ..
طلال : طيب اتمنى انك لقيتي لها حل ..
ندى : ما لقيت حل للحين .. لكن يكفي انك عرفتني على سر تصرفاته الغريبة .. عرفتني على أساس المشكلة .. بصراحة طلال .. ما أعرف شلون بشكرك .. أهنيك على ذكائك ..
طلال : حنا في الخدمة دايما .. هذا واجبي .. وانا مادرست هالتخصص الا عشان اساعد الناس ..
ندى : أهنييييك من كلللل قلبي ..
طلال : تسلمين .. أحرجتي تواضعنا ..
ندى : طيب معليه .. بسألك سؤال ..
طلال : تفضلي .. انا كلي لك ..
ندى : تسلم .. انا الحين ما أدري اذا اقول لنوف اللي عرفته ولا لا .. وخصوصا اني تمشكلت معها اليوم بسبب ولد عمها هذا اللي سبب لها صدمة .. تخيل من كثر ما كرهته ومن كثر ما لعوزها .. سرقت شهاداته وشقت نص الورقة .. والحمدلله اني لحقت على الورق قبل ما تنشق كامله ..
طلال بدا على رده الصدمة : لهالدرجة ؟!..
ندى : واكثر بعد .. اقولك البنت ما تطيقه فحياتها ..
طلال : والله مشكلة ..
ندى : طيب شرايك اقول لها ؟!.. اقول لها عن سر تصرفاته ناحيتها .. اظنها بتتفاجأ اذا درت انه يحبها ..
طلال : بهالوقت لا .. ما أظن .. انتي تقولين انك تمشكلتي معها اليوم وهي بحالة صدمة ولو اني ما عرف وش نوع هالصدمة ولأي سبب .. لكن المهم انك تبتعدين عنها كم يوم وتخبين عنها هالحقيقة لما يجي الوقت المناسب .. لأن البنت بهالحالة أكيد مارح تصدقك ..
ندى حست انها لازم تثق فيه .. مالها غيره يقدم لها الراي السديد : هذا رايك ؟!..
طلال : ايه نعم .. هذا رايي وان شالله تتعدل الأمور ..
ندى احتارت .. ما تخيلت ان نوف بيجي يوم من الأيام وتحب فيه بدر عدوها اللدود : يعني قصدك ممكن انها تحبه ؟!..
طلال : ايه نعم ممكن .. وممكن تعشقه اكثر من ماهو يعشقها .. أظن ان المسألة تحتاج ان ولد العم يبتعد عن نوف فترة وتهدا الامور من ناحيته ويغير تصرفاته تجاهها .. وصدقيني بيكون مفعوله مثل السحر على قلبها ..
ندى اندهشت .. واعجبت أكثر بهالانسان المسمى " طلال " واللي مبين انه يعرف كلللل شي .. مما زاد من رغبتها انها تشوفه شخصيا ..
ندى : مدري وش اقول .. بس بصراحة .. بمشي على نصيحتك ..
طلال : وان شالله ما تندمين ..
ندى ابتسمت : مارح اندم حتى ولو صارت النتايج العكس .. يكفي انك عطيتني من وقتك وساعدتني .. غيرك ماكان ممكن يسويها .. بصراحة مثلك انسان .. نادر الوجود بهالزمن ..
طلال : هذي شهادة اعتز فيها .. واذا عندك أي مشكلة قوليها لي انا مستعد .. كم عندي من ندى انا ؟!..
ندى برد يحمل المرح : ..... وحدة ..
طلال : ههههههههههه .. قلتيها .. وحدة .. ندى طلال ...
احمر وجه ندى بمجرد قرت اسمها جنب اسمه .. ندى طلال ؟!.. بصراحة الاسمين لايقين على بعض ..
ندى : وطلال ندى ..
طلال : هههههههههههههه ..
ندى : اوكي بتركك .. تصبح على خير ..
طلال : وانتي من اهله ..
سكرت وراحت انسدحت عالسرير .. وتعيد بذهنها كل الكلمات اللي قرتها .. وتعيد ترتيب افكارها .. معقولة كل هالفترة كان بدر يحب نوف .. ويجاااهد عشان يخفيه .. آآآخ بس لو تدرين يانوف وش اللي كان مستخبي .. الحب بطريقه لك يا نوف .. بطريقه لك .. يا ترا بتحبين مثل ما انا حبيت .. بتحبين بدر مثل ماهو يحبك ..
ابتسمت وانقلبت على جنبها وهي تكمل سلسلة افكارها .. عالأقل حظك احسن من حظي .. اذا كنتي بتحبين .. بتحبين واحد يحبك .. مو مثلي حبيت واحد ماكان داري عن هوا داري ..
رجعت انقلبت عالجهة الثانية وعيونها تتابع عقارب الساعة الموضوعة عالكومدينه لكن بالها مازال سارح ..
وبدت تخدر تدريجيا ويهاجم النوم جفونها .. وآخر ذكرى كانت في بالها قبل ما تستسلم للنوم تماما هو اللي صار اليوم مع احمد والكلام اللي انقال ..
" اليوم ماتدرين .. بس بكرة بتعرفين " ..
كانت آخر عبارة تدور ببالها .. ومن بعدها غرقت باحلامها ..

--------

الساعة 9 ونص الصبح .. واثناء ما الناس كلهم منشغلين بأعمالهم ومن بينهم سلمان اللي غارق بشغله دق تلفونه .. ومن النغمة عرف انه صاحبه العزيز بدر ..
رد وهو مبتسم : يا هلا ..
بدر ما انتظر حتى يسلم : الوو .. وينك ؟!..
سلمان ماقدر يمسك ضحكته اللي انطلقت من بين شفاته : هههههه .. هلا بالفاشل ..
بدر تنرفز من روقان سلمان واللي هو محروم منه بهاللحظة : انثبــــر ... يا دوب وينك ؟!
سلمان : بالمكتب بعد ويني فيه !!..
بدر : ترا بجيك اذا عندك ضيوف ولا احد صرفهم ..
سلمان باستنكار وهو ماسك ضحكته : حلوة ذي صرفهم .. هذا شغل مب لعبة ..
بدر : تراني جاي انا قلت لك ..
سلمان : ليه وش فيه ؟!..
بدر : مصيبــــــة !!.. يا سلمان مصيبــــــة !! .. الله يستررررر ...
سلمان عارف ان الموضوع يتعلق بنوف والكلام اللي قالته امس : ههههههههه .. وش مصيبته ؟!
بدر : خلني اجيك بعدين بقولك ..
سلمان : يالله تعال ماعندي احد
بدر : يالله جاااي لك طيرااااان ..
عشر دقايق تقريبا ويسمع حس بدر خارج مكتبه يقترب منه ووبعدها يدخل بملامح غريبة عبارة عن خليط بين التوتر والخوف والتنبؤ لأشياء ممكن انها تحصل ..
بدر : السلام عليكم ..
سلمان ماقدر حتى يخفي ابتسامته : وعليك السلام .. منووور مكتبي اليوم ..
بدر وهو يجلس ويشبك يديه ببعض بتوتر : بوجودك .. ( وسكت )
تلاشت ابتسامة سلمان من عيون بدر اللي كانت بالأرض وتوتره اللي مبين حتى بجلسته ..
سلمان : خير بدر .. وش صار ؟!..
تنهد بدر ورفع عيونه له : صار اللي ابد ما توقعته .. الله يستر بس ..
سلمان وهو يستند عالمكتب بيديه الثنتين ويركز كل اهتمامه لبدر : ليش ؟!.. بخصوص نوف ؟!..
بدر هز راسه : ايه نوف .. تدري وش كانت تقصد بالكلام اللي قالته امس ؟!..
سلمان : لا .. بصراحة للحين ماعرفت قصدها ..
بدر ابتسم ابتسامة جانبية تعبر عن السخرية : شهاداتي .. هذا كان قصدها ..
بلم سلمان وهو يطالع بدر .. بدوون تصديق
بدر بإقرار : أيه شهاداتي .. والخبيثة ما خذت الا آخر شهادتين .. يعني اهم شهادتين ..
سلمان بعد ما استوعب تهادى على ورا من الصدمة : لا تقوووووول ..!!!
بدر : تبيني أحلف لك ..
سلمان والدهشة متملكته : من جدك يابدر ؟!..
بدر : والله من جدي .. دورت عليهم بالغرفة وبالملف اللي كنت حاطهم فيه مالقيتهم .. اصلا مافي بغرفتي شي عزيز على قلبي على قولة نوف اكثر من هالورقتين ..
سلمان : وانت عشان كذا خايف ؟!..
بدر : بالله عليك ماتبيني اخاف .. الله يستر بس لا تكون سوت فيها شي ..
سلمان : مابي أخوفك .. بس لا تستبعد هالشي .. من ردة فعلها امس انتظر الأعظم منها ..
بدر : وهذا اللي مخوفني .. كلامها امس ما يبشر بخير .. قلي وش اسوي ..
سلمان يطالع في بدر ويفكر : ........
بدر : قلي وش الحل ..؟!..
سلمان بهدوء : اذا قلت لك انه هذا اللي جنيته بيدينك بتعصب مني ..
بدر سكت ومارد .. هو عارف ان اللي سواه أمس شي عظيم بحق نوف المفروض فكر قبل مايسويه .. بس هو ما قدر يمسك نفسه أول ما شافها قبال عيونه .. خلاص طفح الكيل !!..
كل يوم بيوم يحس بالجنون بيطفح منه .. ولا هو قادر يمسك نفسه ويسيطر عليها .. نوف هذي انتزعت قلبه من مكانه .. صار هايم بحبها .. وماكان حاسب حساب لهاليوم اللي يعشق فيه نوف لهالدرجة .. هو كان عارف نفسه بدا يحب بنت عمه لكن ماتوقع ان نوف بتملك قلبه لهالدرجة اللي تخليه يدور صورتها بكل الوجوه اللي تقابله ..
سلمان يراقب سكوت صاحبه وفاهم كلللل شي داخله : يوم قلت لك انك تحبها ما صدقتني !!..
انتبه بدر عليه وشاف ابتسامة سلمان الهادية : انت الوحيد اللي دايما تفهمني حتى لو كنت انا مو فاهم نفسي ..
سلمان : انا فاهمك من البداية ويوم قلت لك انك تحبها ما صدقت ..
بدر حب يقطع هالموضوع لانه عارف انه كان يكذب على نفسه : خلاص اللي صار صار وانا حبيتها .. بس شرايك الحين وش بسوي ..
سلمان : بصراحة ما أستبعد الحين انها قطعتها ونتفتها وحرقتها بعد ..
بدر : كل شي متوقعه .. بس ابي اعرف الحين شصار ..
سلمان : انا اقول دق عليها ..
بدر : ما اظن ترد علي ..
سلمان : دق عليها وجرب انت وش بتخسر ..
طلع بدر جواله كمحاولة انه يعرف وش صار على شهاداته حصاد دراسته .. دق عليها وظل ينتظر رد وعيونه على سلمان اللي هو بعد قاعد يترقب ..
من المفاجاة ان التلفون من دق دقتين انقطع بوجهه ..
التفت بدر لسلمان وابتسامة سخرية على وجهه : شفت .. قطعت بوجهي ..
سلمان : جرب دق مرة ثانية ..
بدر رفض : مارح ترد .. خلاص انا عرفتها زين ..
بعد لحظات .. دق جواله بنغمة مسج .. وكان من نوف ..
بدر بفضول : هذا مسج من نوف ..
سلمان : والله .. اقرا وقلي وش تبي ..
فتح بدر المسج " انا ما أرد على الحيوانات أمثالك .. ولا تحاول تدق مرة ثانية .. وشهاداتك هذي انساها .. لأنها خلاص صارت بالباي باي " ..
واختتمت المسج بكلمة ..
" أكرهــك " ..
ابتسم بدر بسخرية على نفسه ورفع عينه لسلمان بنظرة غريبة يغلفها الحزن : تكرهني ..!!
مد الجوال له والنظرة ما زالت بعيونه .. هو عارف ان نوف تكرهه لكن صعب الشعور لما تتوجه الكلمة له مباشرة اما بالكلام أو الكتابة .. صعب الاحساس لما تجيك كلمة " أكرهك " من الشخص اللي تملك قلبك وصار يجري بدمك ..
سلمان بعد ما قرا المسج تبدلت ملامحه للجمود والعبوس : ما كأن هالكلام كبير في حقك ..
بدر مبتسم بسخرية وازدراء : خلها تقول اللي تقول .. تظل نوف الحبيبة .. ملكة القلب
وقام واقف يبي يروح وسلمان وقف معه : بدري اجلــس ..
بدر : لا لا .. بروح .. خلني افكر واعرف وش بسوي ..
سلمان بنبرة جادة وحازمة : انا من رايي انك تروح لعمك وتعلمه ..
بدر تفاجأ من هالاقتراح : اعلمــه ؟!!..
سلمان : ايه تعلمه .. هذي شهادات يابدر .. شهادات تميزك عن الكل وتخلي المستقبل قدامك بالسهولة اللي غيرك مو لاقيها .. بدر طعني ورح خبر عمك .. انا ما اعتقد ان نوف سوت فيها شي يوصل انها تخلصت منها بالشكل اللي حنا متصورينه .. يمكن قالت الكلام اللي قالته عشان تحرك بس ..
بدر : وما فكرت باللي ممكن يصير لها لو خبرت عمي ..
سلمان وجديته زادت : خل يصير لها اللي يصير .. بدر الحق عليها قبل فوات الآوان ..
بدر بنبرة يائسه : ما اقدر ياسلمان ما اقدر اروح اخبر عمي .. انها تنذبح هذا اقل شي ممكن يصير لها ..
سلمان : بدر حكم عقلك لا تحكم قلبك ..
بدر هز راسه بيأس : يصير خير ..
سلم عليه وطلع .. يفكر باللي ممكن يصير .. واللي ممكن انه صار .. وهو ضياع مستقبله اذا كانت نوف تهورت وسوتها ..

-----

في بيت ابو فهد نزلت ندى للصالة بعد العصر .. لقت ابوها يقلب بصفحات الجريدة بين يديه .. بعد ماقررت امس انها تروح لنوف اتبعت نصيحة طلال لها وقررت تأجل زيارتها لها لما تهدى ..
ندى وهي تجلس على وحدة من الكنبات : مسا الخير يبه ..
ابو فهد وعيونه ما ابتعدت عن السطور قدامه : مسالنور ..
عم السكوت بينهم ندى خذت الكنترول وقلبت بالقنوات وابو فهد انشغل بالأخبار السياسية اللي تملى صفحات الجريدة وخاصة أمور فلسطين والعراق ..
اخترق السكون صوت التلفون يدق واللي كان اقرب له ابو فهد فرد ..
ابو فهد : يا هلا ..
ابتسم لحظتها وحط الجريدة على جنب : هلا حبيبتي شوق ..
التفتت ندى لما سمعت الاسم ..
ابو فهد : شلونك ؟!..
شوق : بخير عمي انتوا شخباركم ؟!
ابو فهد : بخير وعافية .. ها عيوني ان شالله مرتاحة ..
شوق : الحمدلله مرة مرتاحة ..
ندى اللي كانت تتابع الحوار كانت متأكدة ان شوق بتطلب تكلمها فقررت تطلع لغرفتها عشان تهرب من المكالمة .. فقامت وتوجهت للدرج لكن ابوها كان اسرع منها وناداها ..
ابو فهد : ندى ..
ندى عفست وجهها بحسرة : سم يبه ..
ابو فهد : تعالي شوق تبيك ..
مالقت بد من انها تروح تكلمها .. فردت وهي تجلس عالكرسي ومبتسمة باصطناع ..
ندى : هلا ..
شوق وبصوتها اللهفة : مرحبتييييين بأحلى بنت عم في الدنيا ..
لكن ندى ما صدقت هاللهفة الواضحة بصوتها ومازالت على اعتقادها ان شوق تمثل الفرح .. وهي بالاساس عكس هذا كللله ..
ندى : احلى بنت عم ؟!
شوق : عندك شك .. المهم بشريني علومك هاليومين ؟!
ندى هزت كتفها : عادي ..
شوق بدلع مرح : ها شخبارك من غيرررري ..
ندى ببرود : بخير ..
شوق تمزح وتضحك ولا تدري باللي فقلب بنت عمها : متأكدة .. يعني ما اشتقتي لي ..
ندى تقولها بصدق : لا ..
لكن شوق فكرتها تمزح : ههههههههه .. اتحداك بنشوف بعدين مع اني انا والله اشتقت لكم وانتي خصوصا ما كأنها يومين غبت عنكم ..
ندى : مادامك بتشتاقين ليش رحتي ؟!
شوق : غصب عني والله تصدقين من طاحت عيني عالشرقية وانا حاسة بشعوور ثاني مرة مرتاااحة ..
ندى ابتسمت عشان ماتحسس ابوها انه في شي غير طبيعي : كل واحد يقول كلام لكن بقلبه يقصد العكس ..
قالتها وهي تبتسم لكن شوق بعد هالكلام حست انه في شي غير طبيعي من ناحية ندى ..
شوق : شلون يعني ما فهمت ..
ندى لاحظت ان ابوها رجع يندمج بأخبار الجريدة ونسى اللي حوله : الشخص اللي يكذب على نفسه ويكذب عاللي حوله ما يستاهل صدق الناس معه ..
شوق حست ان الكلام موجه لها وحست بالألغاز تكثر عليها .. قبل فهد والحين ندى .. !!
شوق بحيرة : وش قصدك بهالكلام ؟!..
ندى : تشطر عاد وافهمها ..
شوق : على اني ماأدري وش المقصود بهالكلام لكن اذا كنتي تقصديني فانا عمري ماكذبت عليك ..
ندى بصوت ساخر : كل شي بيّن ماله داعي تستمرين بالتمثيل ..
شوق ارتاعت : أي تمثيل ؟!.. ندى شفيك ؟!..
ندى : مافيني شي .. انا قاعدة اقول اللي شفته بعيوني ..
شوق ذبحتها الحيرة والاسئلة : وش شفتي ؟!..
ندى : ماله داعي ياشوق هالتمثيلية خلاص .. انا عارفة انك فاهمة قصدي واذا هالشي يعجبك ويريحك انا بكلم ابوي يخليك تسوين اللي تبين .. يعني تمي هناك لا ترجعين لنا ..
شوق صعقت بهالكلام : ندى شتقصدين فهميني الله يخليك ..
ندى تنرفزت وصرت على اسنانها : قلت لك خلاص وقفي هالتمثيل .. كل شي انكشف ..
شوق تنهدت بضيق : صدقيني ياندى اني ما أدري وش تتكلمين عنه .. مافهمت شي من اللي تقولينه ..
ندى : اللي كذب مرة يكذب بعدها مليون مرة .. انت فاهمة وش اقصد ..
شوق عرفت انها تدور بحلقة مفرغة ولا رح توصل للجواب : اوكي .. انا بس حبيت اسلم عليك واشوف اخبارك ..
ندى : وتطمنتي ؟!..
شوق تغيرت نبرتها للأسى : ايه .. كل اللي بقوله لك ويمكن يعطيك رد على كل اللي قلتيه .. انا خسرت من قبل أغلى الناس وأعز الخلق .. ابوي وامي وانحرمت منهم .. ولا يمكن اخسرك انتي بعد او أي احد منكم .. لا انتي ولا عمي ولا مرة عمي ولا فهد ولا نايف ولا منى ولا نجلاء .. حتى عمر .. مو مستعدة اخسره هو بعد ..
سكتت شوق وندى بعد التزمت الصمت .. حست خلالها بدموع شوق وشهقاتها المكتومة وعورها قلبها .. بس ظلت ساكتة ..
شوق حبت تنهي الاتصال : تدرين انا دقيت عليك ابيك تساعديني عاللي بسويه بعد كم يوم ؟!.. بس خلاص مو لازم ..
ندى استغربت : اساعدك باللي بتسوينه ؟!.. وش بتسوين ؟!
شوق : اقترحت على خالتي ايمان ان حنا نروح للشقة اللي كنت ساكنة فيها مع ابوي .. لكن الحين صرت مترددة ..
ندى ماعرفت وش بتقول : .........
خذت شوق من صمتها الرد البارد : اصلا انتي من دقيت عليك وانتي مو طبيعية .. فشلون بتساعديني الحين .. انا بسكر الحين تبين شي ؟!..
ندى مالقت جواب : لا ..
شوق : مع السلامة ..
انتبهت ندى لأبوها اللي رفع عينه من الجريدة وكأنه تذكر شي .. مد يده لها يطلب منها تعطيه السماعة ..
ندى : شوق لحظة ابوي يبيك ..
شوق : طيب ..
اخذ ابو فهد السماعة مبتسم ببشاشة : هلا حبيبتي ..
شوق وهي تمسح دموعها وتحاول تبتسم : هلا عمي .. آمرني بغيت مني شي ..
ابو فهد : لا حبيبتي .. بس بغيت اسألك .. متى تبين ترجعين عشان اجي آخذك .. ؟!
شوق وهي تتذكر كلام ندى اللي يلوع وبيأس ردت : مدري يا عمي مدري ...
قطعت كلماتها بعد ماخنقتها دموعها وبان على صوتها .. وابو فهد حس بهالشي واستغرب ..
ابو فهد : شوق حبيبتي شفيك ..؟!
شوق وهي تقاوم دموعها : مافيني شي ..
ابو فهد : شلون مافيك .. قبل شوي وش حليلك .. ( والتفت لبنته لأنه حس ان مكالمة ندى لها هي السبب )..
ندى : يبه ليش تناظرني كذا ..
مارد ابو فهد ورجع لشوق : حبيبتي شفيك .. ندى قالت لك شي ..
شوق تبكي : ............
ابو فهد بحينة : عمري شفيك .. احد مضايقك هناك ؟!..
شوق وبصوتها بحة من الدموع : لا ... ولا شي ..
ابو فهد : اجل شفيك ؟!..
شوق تذكرت بلوعة اللي صار لها امس مع فهد عالتلفون ومع ندى : عمي اذا انا مضايقتكم بشي بجلس هنا خلااص ..
ابو فهد تفاجأ : مضايقتنا ؟!.. من قال ..
شوق ترجع لدموعها : محد قال لكن انا اشوف واعرف ..
ابو فهد بعصبية : اللي يقول هالكلام اقص لسانه قص .. محد له الحق يقول مثل هالشي .. انتي بنت اخوي صالح الغالي ..
من سمعت شوق اسم ابوها انفجرت بكي ودموع .. وابو فهد صابته صدمة ..
ابو فهد : غناتي شوق قولي لي شفيك ..
شوق وهي تحاول تتمالك نفسها : مافي شي مافي .. بس انا محتاجة اقعد هنا كم يوم .. يكون اريح لي ..
ابو فهد وهو يتنهد : معليه عمري بخليك هناك كم يوم لما ترتاحين ..
شوق : مشكوور عمي ماتقصر ..
ابو فهد : واذا احتجتي لي دقي علي وقولي لي ..
شوق : ان شالله ..
ابو فهد : فمان الله ..
شوق : مع السلامة ..
سكر ابو فهد والتفت لبنته بنظرة شك : شقلتي لها يا ندى ؟!..
ندى انصدمت من سؤاله : ماقلت لها شي ..
ابو فهد بحزم لكن بصوت هادي : الا قايله لها .. بس وش قلتي لها بالضبط .. بنت عمك تعبانة هالايام المفروض تواسينها مو تزيدين عليها المواجع ..
ندى قررت تفاتح ابوها بالي تبيه شوق : يبه انا ماقصدت ازيد عليها شي .. بس بقولك شي اصلا شوق من البداية ماتبي تعيش عندنا ..
رفع ابو فهد حواجبه مستغرب : ومن قال هالكلام ..؟!..
ندى : انا سمعتها بنفسي تقوله لخالتها لما جت عندنا .. قالت لها انها ماتبي تجلس عندنا .. تبي ترجع للشرقية ..
ابو فهد هز راسه بحكمة : لا ياندى انتي فهمتيها غلط .. هي راحت هناك بس لفترة ترتاح وبترجع ..
ندى : ما أظن يبه ..
ابو فهد ابتسم لأنه عارف ان كل اللي صار من بنته نتيجة حبها لشوق : لا تخافين حبيبتي .. شوق بترجع اذا مو اليوم بكرة واذا مو بكرة اللي بعده .. اصلا من لها غيرك ..
ابتسمت ندى بحزن : يبه انا ماقلت هالكلام الا لأني ابيها تعيش بالمكان اللي هي تبيه .. ما ابي نجبرها على شي ..
ابو فهد : مارح نجبرها على شي لا تخافين ..
هزت ندى راسها بتفهم وقامت واقفة : بروح اذاكر يبه عندي كويز .. تبي شي ؟
ابو فهد : الله يوفقك ..
استاذنت وطلعت لغرفتها وهي تفكر بالكلام اللي قالته لشوق ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:31 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
دخلت هديل الصالة ووجهها متغير وكانوا مشعل وايمان جالسين يسولفون .. من شافتها ايمان سألتها عن شوق ..
ايمان : وين شوق ؟!..
هديل وهي تجلس : بالغرفة ..
ايمان : شعندها ؟!.. بتنوم ..
هديل : لا .. مدري شسالفتها من كلمت بيت عمها وهي ضايق صدرها ..
ايمان بقلق : ليش الله يستر فيهم شي ؟!..
هديل : لا مافيهم شي ..
ايمان : اجل شفيهم ..
هديل : مدري بصراحة مافهمت منها شي ..
تدخل مشعل والتفت لأمه بقلق : يمه روحي شوفي شفيها ..
قامت ايمان وتوجهت للدرج وهديل من لقافتها قامت وراها بس مشعل سحبها من يدها ورجعها جالسة ..
مشعل : بلا لقافة يالملقوفة .. لازم كل شي تحشرين نفسك فيه ..
هديل وهي تسحب يدها من قبضته : وانت شدخلك ؟!..
مشعل : خلي امي تروح تكلمها على راحتها .. وانتي انثبري هنا ..
طلعت ايمان فوق ودقت الباب على شوق ولما ما حصلت رد دخلت .. شافتها نايمة بالسرير ومتغطية بشكل كامل حتى وجهها غطته ..
دخلت وسكرت الباب وراها وقربت منها : يمه شوق ..
شوق ماتحركت ولا التفتت .. وايمان جلست على طرف السرير وحطت يدها عليها بحنية ..
ايمان : تعبانة يمه ..!!
هالمرة تحركت شوق بخفة والتفتت لها وهي تبعد اللحاف عن وجهها .. ابتسمت ايمان بحنية وهي تشوف الدموع مستقرة بوسط عيونها ..
ايمان بحنية كبيـرة : شفيك حبيبتي ..
قامت شوق قاعدة ونزلت راسها بصمت وهي تشبك يديها ببعض بتوتر وحيرة .. ومدت ايمان يدها ومسكت يدينها وشدت عليهم بتشجيع ..
ايمان : قولي لي يمه شفيك ..
شوق هزت راسها ورفعت عيونها لها بدمعة تسيل بسلاسة على خدها : مدري .. أحس اني ضايعة ..
ايمان : ضايعة ؟!..
شوق هزت راسها بصمت ..
ايمان : ومن قال انك ضايعة ؟!..
شوق بحزن : اجل وش تسمين وضعي الحين اللي انا عايشة فيه .. مالي بيت حقيقي يضمني .. ولا ابو ولا ام ... ولا ولا ولا .... أشياء كثيرة ناقصتني .. حياتي غير كاملة ..
ايمان رفعت يدها لوجه شوق تمسج دموعها : ابي اعرف من وين جبتي هالكلام .. انتي متضايقة ببيت عمك .. مو مرتاحة هناك ؟!!..
شوق : بالعكس .. انا مرتاحة وراضية بنصيبي .. لكن شسوي اذا كنت انا اللي مضايقتهم .. وين أروح ؟!
سحبتها ايمان بحنية وضمتها لحضنها بحنية وحنااان غااامر .. وشوق استسلمت لدموعها وحزنها والحقيقة المرة اللي اكتشفتها مؤخرا .. حقيقة زادتها ألم فوق ألمها وحزن فوق حزنها .. اذا كان بيت عمي مايبوني وين اروح .. من لي غيرهم الحين .. ليش بالبداية ماقالوا لي اني مو مريحتهم .. ليش قالوا بعد ما كبرت محبتهم ومعزتهم بقلبي .. آآآآآآه .. حرام عليك ياندى .. كان قلتي لي من زمان انك ما تبيني ..
بكت شوق لفترة طويلة وتأوهت بألم وحرقة وايمان خلتها تبكي وتعبر على راحتها .. لأنها عارفة ان هذا جزء من اللي كبتته داخل صدرها الشهور والأيام اللي فاتت .. هذا غير الكلام اللي قالته عن بيت عمها وانهم رافضينها .. وقررت ايمان انها لازم تعرف لسش قالت شوق هالكلام ولازم تعرف اذا كانوا فعلا مايبونها .. واذا صدق هالشي .. بيكون بيتها الملاذ لها والراعي ..
داخت شوق وغرقت بالنوم .. غطتها ايمان وطلعت ورجعت للصالة تحت حيث كانوا عيالها ينتظرونها بلهفة ..
مشعل سبق هديل : ها يمه بشري ..
ايمان وهي تتنهد : والله اللي قالته يبي لي اتأكد منه ..
مشعل : ليش شقالت ؟!..
ايمان : بعد عمري تبكي .. تقول ان بيت عمها مايبونها تعيش عندهم .. تقطع قلبي هالبنت .. مدري متى بتستقر بحياتها ..
مشعل تفاجأ : معقوولة ؟َ!!..
تدخلت هديل وهي متاثرة باللي سمعته : شلون يمه .. مابين عليهم يوم نروح لهم .. بالعكس مبين انهم يحبونها ويعزونها ..
ايمان : ما أدري بس شوق الظاهر من بعد ماكلمت بيت عمها عرفت بالموضوع بس مدري شلون ..
هديل : طيب واذا كانوا فعلا مايبونها وين بتروح ؟!..
تدخل مشعل وقاطعها : طبعا عندنا .. أجل وين بتروح ..
هديل بنبرة قلقة : وتتوقع ابوي بيوافق ..
مشعل : يوافق ليش ما يوافق .. هذي يتيمة مالها غيرنا ..
ايمان : ابوك مارح يرفض وان رفض انا بنفسي بقنعه .. هو يعرف معزة شوق عندي ..
هديل : انا عن نفسي ودي شوق تجلس عندنا ..
ايمان : خلينا نعرف وش السالفة الحين .. مع اني مااعتقد ان ابو فهد مايبي بنت اخته .. المعروف عنه انه نشمي مثل اخوه الله يرحمه ..
هديل قامت : بروح لها اشوفها ..
ايمان تستوقفها : تعالي نامت الحين .. خليها لاتزعجينها يكون أريح ..
قعدت هديل مكرهه .. اذا بتجلس معناته بتقعد مع مشعل ومناقر وطوالة لسان .. ماصدقت ان شوق تجي لهم تبي تقضي كل وقتها معها ..

-------

نرجع لبيت ابو فهد .. كانت ندى جالسة بالصالة وتفكر بسرحان وقلق بكل اللي قالته لبنت عمها .. تفكر بالكلمات الجارحة اللي طلعت منها .. يمكن شوق كانت على حق ولا تقصد باللي سوته أي شي .. غير انها فترة وبتغيب عنهم وبترجع .. أجل ليش حسيت بالعكس وان شوق ما تبينا .. معقولة كل هالسعادة اللي طلعت بعيونها لما جت عندنا كلها كانت تمثيل بتمثيل ..
اوووففف .. تأففت وهي جالسة بحالها فالصالة .. تحس انها على حق ومو على حق .. طيب وش سر الكلام اللي قالته لأبوي وانها تبي تجلس هناك اذا هي مضايقتنا بشي .. معقولة كانت استغلال فرصة انها تبتعد ..
دخل عليها فهد راجع من برا وهو يلعب بالمفتاح بيده ..
فهد : سلااااام ..
ندى بملل وهي سرحانة وتفكر وحاطة يد تحت خدها : هلا ..
فهد : شعندك جالسة لحالك ؟!..
ندى : وش تبيني اسوي بعد كل اللي عرفته ..
فهد وهو رافع حواجبه مستغرب : وش عرفتي ؟!..
ندى بنرفزة وهي تضرب بمخدة الكنبة اللي كانت في حضنها عالأرض : اووفف .. ياليتني ماكلمتها ..
فهد مستغرب من ردة فعلها : منهي بعد ؟!..
ندى : شوق بعد فيه غيرها .. عطيتها فرصة انها ترفض ترجع لنا ..
فهد : ليش ؟!..
ندى بعصبية رفعت عينها له : تخيييل .. كلمت ابوي وقالت مابي ارجع لكم .. تخيل .. استغلت فرصة انها تكون بعيدة عشان تقرر انها ماترجع .. وعشان تثبت الكلام بالفعل ..
فهد يحرك يده عن راسه بعلامة الجنون : استجنيتي انتي .. من وين جبتي هالكلام ؟!..
ندى : انا كنت عند ابوي لما كلمها ..
فهد بترقب : وابوي وش قال ؟!..
ندى بقهر : لا وتدري .. حطت العلة فينا حنا .. وانها مضايقتنا عشان كذا قالت فرصة انها تبتعد .. وما أدري بعد اذا قالت لأبوي ان حنا مضايقينها ..
فهد مو قادر يصدق اللي يسمعه : صاحية انتي ؟!..
ندى : صاحية ونص اقولك سمعت كل اللي صار بينها وبين ابوي .. وابوي قرر انه يخليها هناك فترة اكثر يمكن ترتاح وتغير قرارها .. بس انا ابدا ما ظن انها بتغيره ..
فهد حس انه اذا قعد اكثر وسمع لأخته بينجن : اقول اقول .. انا بطلع لغرفتي .. سوالفك تضيق الواحد .. اوف !!..
تركها ورقى وهي مستغربة منه .. هذا جزاي بعد اني اقوله كل اللي صار .. اقلب وجهك مو كفو احد بقولك شي ..!!..
دخل فهد الغرفة وهو حاس انه مكتوم .. يحس انه ضايع الحين بين رغبته انه يشوفها واصراره انه يشيلها من ذهنه .. ولأنه مصمم على تنفيذ الرغبة الثانية لقا نفسه يرفع الجوال ويتصل على شذى .. اللي ردت من أول دقة بصوت مو مصدق ملهووووف ..
شذى : هلاااااا بحياتي كلها اللي مالي غنى عنه ..
فهد ضحك : ههههههههه هلا ياعمري ..
شذى : ماصدق والله ماصدق .. وين هالصوت وهالحرارة بكلامك .. ( وتحول كلامها لنبرة الزعل ) .. بصراحة حبيبي انا شايلة بخاطري عليك .. لي فترة ادق عليك وترد علي بكل برود .. مدري شصاير لك وقتها .. ممكن تقولي ؟!..
فهد وبصوته فيه الحنية : مايهون علي زعلك حبيبتي .. مجرد فترة وعدت لا تشيلين بخاطرك ...
شذى بنعومة : يعني اضمن انك بتم فهد اللي انا اعرفه على طول ..؟!
فهد يؤيدها بنعومة ساحرة : على طول عمري .. على طوول .. بتم فهد اللي انتي تعرفينه وتبينه بعد ..
شذى : الله يخليك لشذى حبيبتك ..
فهد : ههههههههه .. ويخليني لك .. عندي لك مفاجاة عمري .. بتفرحك ..
شذى : جد ؟!.. اكيد بتعجبني دامها منك ..
فهد : انا رتبت لي موعد انا وياك .. شراايك ؟!..
شذى ماصدقت وبان على صوتها : من جــــــدك ؟!.. اكيد اكيد موافقة .. تتوقع اني برفض وهي امنيتي الاولى والاخيرة .. طبعا موااافقة عمري .. قولي بس متى ؟!..
فهد : شرايك بالأسبوع الجاي .. اكون رتبت اموري وانني بعد ..
شذى : اوووكي موااافقة .. وانا عندي احد اغلى من فهد اسخر له كلللل وقتي ..
فهد : ههههههه .. عمري انتي ..
شذى بحماااس : من الحين رح استعد للموعد .. رح اكوون مفاجأة لك ..
فهد بتأييد : طبعا .. انا متأكد .. وهل يخفى القمر ..!!
شذى والحيا بصوتها : هههههههههه .. تسلم حبيبي ..
فهد : يالله حياتي انا اتصلت بس اشوف اخبارك واقولك عن الموعد .. بنوم تامريني بشي عمري ..
شذى بنعومة : نووم العوووووااااافي يارب
فهد : تصبحين على خير
شذى : وانتا من اهله ..

-----

بالجامعة في بداية الصباح .. نوال ونوف جالسين من غير شوق اللي مفتقدينها طبعا .. نوف كانت ساكتة ولا تتكلم ولا تناقش وتفكر بحالها وكل اللي صار لها .. صارت مو طايقة أي شي بسبة هالانسان " بدر ".. لدرجة انها تجادلت ويا امها اليوم الصبح على روحتها للجامعة .. ماكان لها نفس تقابل احد او تدرس و تسوي أي شي .. لكن ام احمد اللي تصرفت معها ولا كأن شي صاير بينهم ومنعتها من الغياب .. نوف راحت مكرهه وتخلفت عن المحاضرة وخلت نوال تتخلف معها بعد ..
نوال بملل : اقولك انتي .. مغيبتنا عن المحاضرة بس عشان تجلسين ساكتة .. قولي شي تكلمي ترا زهقققت ..
نوف بدون نفس : نوال بليز ترا مالي خلق انطق بولا حرف .. خليني كذا ..
نوال : مخليتني اجي معك عشان نتم ساكتين ..
نوف : خلاص نوال اذا تبين تروحين روحي .. مابي اجبرك لأني مارح اتكلم ..
نوال تلطف الجو : لا لا عاد كلش ولا نوووف ..
نوف التزمت الصمت وهي تسرح بعبوس يغطي كامل وجهها ..
ونوال من الملل طلعت جوالها قعدت تلعب .. ومادرت الا بظل قدامها يوقف وصوت بنت ينفخ بحدة ..
- هييي انتي ..
رفعت نوال راسها عن الجوال وشافت اريج واقفة قبالها ويدها على خصرها ومروى جنبها ..
نوال بعد اهتمام رجعت عيونها للجوال : خير ان شالله .. أي أوامر ..؟!
اريج تنافخ بحدة اكبر : حطي عينك بعيني لما اكلمك ..
نوال ببرود : اسمعك ماله داعي اشوفك .. تبين شي ؟!..
اريج وهي تلتفت لنوف وترجع عيونها لنوال : وين البنت الثالثة معكم ؟!..
نوال بنبرة باردة : من تقصدين ؟!..
اريج : اظن اسمها شوق اذا ماغلطت ..
نوال : شتبين بها ؟!..
اريج : لما اسألك تجاوبيني ..
نوال وعيونها مافارقت الجوال : ما أدري عنها .. روحي دوريها بنفسك ..
اريج وهي توجه اصبعها بوجه نوال : ترا بتندمين انتي .. تراك مو قدي ..
نوال ماردت : .........
تدخلت نوف لما حست بالصداع يزيد عليها من هالبنت اللي بس تنافخ : قالت لك ماتعرف عنها شي .. حلي عنا عاد ..
اريج هزت راسها بتحدي : طيب .. مصيري بشوفها .. ولما تشوفونها قولوا لها الآنســة أريج سألت عنك ..
نوال : شتبين بها ..؟!
قاطعتها اريج بصوت حاد : مالك شغل انتي .. قولي لها وبس ..
راحوا عنهم ونوال بان بعيونها القلق والتفتت لنوف اللي رجعت لسرحانها وعبوسها زاد ..
نوال بقلق : الله يستر ..
نوف بعد اهتمام : ليش ؟!..
نوال : ما أدري مواقفهم مع شوق زادت وشوق الله يهديها ماتقصر الشر .. من يكلمونها ويغلطون ترد عليهم .. لو كانت ساكتة كان احسن لها ولنا ..
نوف ببرود تهز كتفها : وش بيسوون يعني .. مايقدرون يسوون شي ..
نوال : بس هالأشكال تخوف .. الله يستر بس ..
رن جوال نوف بهاللحظة اللي كان عالطاولة قبال نوال .. نوف تجاهلته ولا ردت ونوال لفت لها مستغربة ..
نوال : نوف جوالك ..
نوف : بكيفه ..!!
نوال احتارت نوف اليوم ابدا موطبيعية : طيب ردي يمكن شي مهم ..
نوف : ردي انتي ..
خذت نوال الجوال من عالطاولة وشافت الاسم " أكرهـه " .. قطبت نوال وردت ..
نوال : الو ..
وطبعا كان بدر .. ومن غير بدر تكرهه نوف : صباح الخير ..
نوال : صباح النور ..
بدر ماعرف الصوت ومتاكد انه جوال نوف : مو هذا جوال نوف ..
نوال : الا هذا جوالها ..
بدر : وينها عندك ؟!..
نوال : ايه لحظة .. ( والتفتت لنوف ) .. نوووف .. واحد يبيك ..
نوف عفست وجهها .. وجا في بالها انه اكيد اخوها احمد .. من يكون غيره يعني يدق علي بهالوقت ..
نوف : نعم ..!!

يتبـــــع


* بدر ليش اتصل على نوف .. وهل بتنفع محاولاته انه يسترد اللي انسلب منه ..

* ندى واكتشفت سر بدر المتعلق بنوف .. هل بتخبر نوف ولا بتخليه سر ..

* شوق وندى وسوء التفاهم اللي حصل بينهم .. لمتى بيستمر ولوين بيوصل ..

ندى واحمد .. وين بيوصلون ..



رن جوال نوف بهاللحظة اللي كان عالطاولة قبال نوال .. نوف تجاهلته ولا ردت ونوال لفت لها مستغربة ..
نوال : نوف جوالك ..
نوف : بكيفه ..!!
نوال احتارت نوف اليوم ابدا موطبيعية : طيب ردي يمكن شي مهم ..
نوف : ردي انتي ..
خذت نوال الجوال من عالطاولة وشافت الاسم " أكرهـه " .. قطبت نوال وردت ..
نوال : الو ..
وطبعا كان بدر .. ومن غير بدر تكرهه نوف : صباح الخير ..
نوال : صباح النور ..
بدر ماعرف الصوت ومتاكد انه جوال نوف : مو هذا جوال نوف ..
نوال : الا هذا جوالها ..
بدر : وينها عندك ؟!..
نوال : ايه لحظة .. ( والتفتت لنوف ) .. نوووف .. واحد يبيك ..
نوف عفست وجهها .. وجا في بالها انه اكيد اخوها احمد .. من يكون غيره يعني يدق علي بهالوقت ..
نوف : نعم ..!!
بدر : قبل ما تقفلين انتظري واسمعيني ..
نوف وبنبرتها الاحتقار : هذا انت ؟!.. ( ورفعت راسها لنوال بغضب ) .. يالزفتة ليش ماقلتي لي انه هو ..
نوال خافت : وانا شدراني .. ؟!!..
نوف رجعت لبدر : نعم .. انا مو قلت لك لا تحاول تدق .. ماتفهم انت ولا ماتفهم ..
بدر وه يتنهد بطولة بال : انا بقولك كلمتين وبس .. واتمنى تسمعينها بعدين سوي اللي تبين لو تقفلين الخط ..
نوف : اسمعني .. انا عارفة وش تبي .. فلا تذل نفسك عالفاضي ..
بالعكس هي تبي تذله وتهينه مثل ما سوا معها قبل .. خلها يحس بنيراني اللي في جوفي .. هي كانت مقررة انها تقفل بوجهه لما يدق مرة ثانية .. بس هالمرة لأن فيها اذلال له قررت تذله بكل كلمة وبكل حرف .. قررت تخليه مايسوى تراب ..
بدر بصوت هادي حزين : مضطر اذل نفسي .. ولعيونها بذل نفسي ..
كان يقصدها بس هي ما فهمت وعصبت اكثر من كلامه لما سمعته يجيب طاري " عيونها " ..
نوف : اجل .. خل عيونها تنفعك .. وترجع لك اللي مأخوذ منك ..
بدر بنبرة هادية غير المعتاد : طيب تعرفين منهي هذي اللي بذل نفسي لعيونها ..
نوف : ماتهمني من تكون .. واسمع .. ابيك تبتعد عني وتختفي عن حياتي ولا تحتك .. ( وصرت على اسنانها بغضب ) .. خلني اعيش بسلااام كفاية ..
بدر تحولت نبرته للجد بعد ما يأس منها ومن قلبها العنيد تجاهه : اوكي تامرين امر .. اذا تبيني اختفي من حياتك بختفي بس عطيني اللي اخذتيه ..
نوف : لو تروح للمريخ .. تسمع للمريخ .. مارح ارجع لك اللي تبيه ..
بدر : نوف اقصري الشر ..
نوف : الحين تبيني اقصر الشر .. وليش ما قصرته انت من البداية .. لااا عيوني تحمل اللي بيجيك ..
بدر يتنهد ويستغفر الله : ......... اللهم طولك يارووووح .. وبعدين معك ..
نوف : بأحلامك يابدر .. لا تحلم ترجع لك ..
بدر بنبرة حااازمة جدددا : نوووووف .. لا تحديني اسوي شي ما يرضيك ..
نوف بسخرية ملت نبرتها : وش بتسوي يعني اكثر من اللي سويته .. تراني بايعتها .. وخلاص صار كل شي منك عااااادي اتقبله ..
بدر بعصبية وقلبه يحترق بنار الغرام : يعني لمتى بنتم كذا .. ( يقصد بكلامه قلبه المفتوووون فيها ) ..
نوف مافهمت قصده : بنتم كذا ؟!!.. انتا اللي بتم كذا اما انا عادي وعلى فكرة .. عمري مارح اندم عاللي سويته لأنك تستاهله ..
بدر تحولت نبرته للهدووء بشكل مفاجئ : تدرين عن شي ؟!..
نوف استغربت من هالتحول السريع بصوته : وشو ؟!..
بدر نطق ببيت شعر صنم نوف وجمدها : المشكلة لا صرت بين اختيارين .. مستقبلك ولا حبيبٍ توده ..
نوف تعطل المخ عندها عن التفكير : ...........
بدر : اتمنى تفهمينها عاد .. مع السلامة ..
سكر عنها مباشرة .. وهي ظلت ثواني حاطة الجوال على اذنها وجااامدة .. البيت يتردد في ذهنها باستمرار ومن الدلاخه صارت مثل الرموز والطلاسم مو فاهمه منها شي ..
نوال استغربت من جمودها اللي طول : هيييي ليش ساكتة ..
سكرت نوف الجوال ورجعت تجمد بدون ولا حركة .. بعد لحظة رفعت راسها بسرعة وهي تنفضه بخفة تحاول تبعد شي مشوش عليها التفكير ..
نوال ارتاعت من حركاتها : بسم الله ... هيي شفيـــك ؟!!
نوف عادت البيت ببطء وصوت خافت : المشكلة لا صرت بين اختيارين .. مستقبلك ولا حبيب توده ..
نوال ما سمعتها زين او ظنت انها تتوهم اللي سمعته : نعم ؟!..
نوف رفعت راسها لها بغبااء : شفهمتي منها هذي ..
نوال بعد صمت وهي تناظر فيها مو فاهمه اللي يصير : عادي .. بيت شعر عادي .. شفيه ..
نوف بترقب تسأل : يعني مافهمتي منها شي ..
نوال بعفوية : عادي ..
نوف : يعني لو احد قالها لك .. مارح تفهمين منها شي ؟!!..
نوال ردت على سؤالها بسؤال آخر : انتي فهمتي منها شي ..؟!
نوف ببراءة : .. لا ..
نوال : تراه كلام شعر عادي الكل يقوله .. يعني مو شرط كل من قاله يقصد به شي معين .. ( ورجعت تذكرت شي ) .. وبعدين تعالي ليش تسألين الحين .. احد قالها لك ؟!..
نوف هزت راسها بالايجاب وهي تأشر عالجوال بدلاخه : ايه .. الحمار قالها لي ..
نوال فتحت فمها بعدم استيعاب : هاه .. الحمار ؟!.. أي حمار ؟!!..
نوف عصبت من غبائها : اوف منك .. ماتعرفين يعني منهو الحمار .. الدونكي .. الحماااار .. فيه احد مايعرف منهو الحمار ..
نوال بسخرية : لا والله يالفهيييمة .. لا فهمت الحين ما شالله عليك تعرفيني بالحمار .. وش شايفتني يالدلخه حماره ماعرف منهو الحمار ..؟!!
نوف الحين تفتح مخها ورجع يشتغل ويحلل لها اللي سمعته .. ولما فهمت شهقت وروعت نوال معها ..
نوف : الحمااااااار يبي يستدرجني ..
نوال بدلاخه : هاه ؟!!..
نوف بعصبية : الحقييييييير النذل الجبااااااان يبي يخدعني .. يبي يستغل عواطفي عشان ياخذ اللي يبيــه ..
نوال احتارت : حمار ونذل وجبان ومدري ايش .. من تقصدين ؟!..
نوف وعيونها تلمع بالغضب الحاااقد : هين .. هين اوريه .. والله ما اخليه يستغل قلبي هالنذل ..
رجعت خذت جوالها وكتبت له مسج " العب غيرها يالجبااااان .. ترا كل شي مكشوووف .. ولا تحاول تستغل قلبي لأني مارح اسمح لك .. هذي اساليب الأنذال يالنذل .. اقوولها للمرة المليون .. تراني اكرررهك من كــل قلبي ولا تحاول تستغل عواطفي مرة ثانية .. يالنذل " ..
ضغطت على زر الارسال وهي تصر على اسنانها بغضب .. يعني يمثل علي الحب .. من متى اصلا اللي يكره يحب بغمضة عين .. يبيني اصدقه ببيت شعر .. بأحلامه ..!!.. لو يسوي اللي يسوي .. خله يحس بحرارة قلبي اللي حسيت بها بسببه ..
كانت نوف صامتة وعيونها الغاضبة تزيد شرر بكل ثانية تمر .. معرفتها ان بدر يمثل عليها المحبة خلتها تستحقره اكثر من ماهي مستحقرته .. الا صنفتها من سابع المستحيلات انها تصير .. وهي بعد .. خذت على نفسها عهد انها لا يمكن تفتح قلبها له او تحن عليه وترجع له اللي اخذته .. بس ياترا .. هل هي قد هالتحدي .. وهالعهد .. ؟!!.. وهل بيظل قلبها دوم من الحجر تجاه هالانسان بالذات .. لكننا دوم نقول .. القدر مفاجآت وصعاب وأحيانا سعادة .. واحيانا تعاسة .. حياتنا محصورة بين هالمصطلحين .. سعادة وتعاسة .. حياة نوف بتكون ايش من بين هذي .. لا سيما وهي تقترب من اكتشاف الحقيقة المخفية ..

-----

دخلت ندى البيت راجعة من الجامعة شافت ابوها جالس بالصالة مع امها يسولفون بسالفة .. وسكتوا اول ما شافوها داخله .. فسخت عبياتها بفوضوية من التعب .. وقلة النوم مبينة بوجهها .. من بعد المكالمة الأخيرة مع شوق من قبل كم وهي مو مرتاحة .. رمت نفسها على وحدة من الكنبات وهي تتنهد ..
ابو فهد لما شافها مبرطمة مثل عادتها بالفترة الأخيرة ابتسم : مساءك عسسسسل ..
لفت له عيونها بسخرية من نفسها : أي عسسسل .. الا قل شاهي مر .. بدووون سكر ..
ابو فهد ضحك : ههههههههههههه .. ليش عاد ..
ندى حاولت تتمسك بالأمل الأخير برجعة شوق وخصوصا بعد الكلام الفظ اللي طلع منها .. الامل الأخير هو ابوها .. ماتقدر تفكر انها بتخسر شوق وهي ماصدقت وجود احد يشاركها حياتها بعد اختها نجلاء ..
ندى : يبه .. ماقلت لي متى بترجع شوق ؟!..
ابو فهد ابتسم لها : توني انا وامك نتكلم عنها ..
ندى لفت لأمها : وش تقولون .. لا يكون ناوين على شي ..
ام فهد ضحكت لبنتها : ناوين علي شي ؟!!.. مثل ايش يعني ؟!..
ندى : مدري عنكم .. بس ترا انا زهقت لحالي .. ابيها ترجع ..
ابو فهد بابتسامة حانية : بكلمها ان شالله اليوم او بكرة .. واروح اجيبها ..
ندى ماصدقت عمرها من الفرحة : ايه يبه يالييت.. لها اسبوع الحين تقريبا غايبة .. بس.... ( وسكتت لما تذكرت رغبة بنت عمها ) .. بس يبه لا تنسى اللي قلت لك عنه .. يعني ياليت تكلمها بهداوة .. وتقنعها ترجع ..
ابو فهد يهز راسه بيأس من بنته اللي رافضة انها تقتنع : انا كم مرة قلت لك انها بترجع لا تخافين .. مصيرها بترجع ..


في الشرقية وفي هذاك البيت المتوسط الحجم الكبييير بقلوب اصحابه .. مرت الأيام على شوق وهي تفكر بحالها .. كانت لازم تطلع من البيت كل يوم مع خالتها وترفه عن نفسها وطبعا هديل معها .. لكن اللي فالقلب بالقلب .. هديل اليوم من الصبح جالسة عندها وسوااااليف ما تنتهي .. تخلق سالفة من لاشي .. ماترتاح لو كانت ساكتة .. اللسان لازم يشتغل .. وشوق لحظات تبتسم ولجظات تضحك من قلبها على كلامها واسلوبها ..
شوق : ههههههههه .. خلااااص عورني بطني من الصبح وانا اضحك ..
هديل : أيــــه اضحكي .. ( وتغيرت نبرتها ) .. خلاش شوق انسي اللي صار .. ولا تضيقين صدرك .. الحياة قدامك .. وان شاللع ربي بيعوضك بالسعادة اللي مو لاقيتها الحين .. انتي بس توكلي على الله ..
ابتسمت شوق بشوية حزن : ان شالله .. انا عارفة ان ربي مارح ينساني .. لكن لازم افكر بحل ..لي كم يوم ادور حل لمشكلتي ..
هديل مبتسمة : مافي مشكلة عشان يصير لها حل .. انتي بتقعدين عندنا .. بيتنا مفتوح لك دايما .. ولا نسيتي امي اللي معتبرتك بنتها .. مو انا يا حسرة .. احيانا اعتقد انك انتي بنتها مو انا ..
شوق فكرت .. اليوم تستحملوني بكرة تملون .. طول عمري يتم عالة عاللي حولي ..
شوق ضحكت مجاملة : لا عااااااااد وش دعوة .. ههههههههههه .. مو لهالدرجة .. لا عاد تقولين الا خالتي ايمان ..
هديل بنظرة خبث وجهتها لها : طيب شوق .. شرايــك .. بأخــوي ؟!!..
شوق وقفت عن الضحك وبلمت : اخوك ؟!.. من أي ناحية يعني ؟!..
هديل والخبث يزداد لمعان بعيونها : عليناااا ؟!.. علينا هالكلام .. انا عارفة انك فاهمه قصدي ..
شوق بلمت : هااا ..!!.. لا والله .. وش قصدك ؟!..
هديل : لا تستغبين ..
شوق بتهديد : هديلووو .. ترا بكف الحين .. لا تلفين وتدورين .. قولي اللي عندك دايركت ..
هديل وتغيرت نبرتها لما يشبه للسخرية : شوق بالله عليك .. ماحسيتي فيه للحين ..؟!!..
شوق بسذاجة : منهو ؟!..
هديل : اخووووي بعد منهو يعني ...
شوق مو قادرة تربط او تفهم : احس فيه ؟!..
هديل : ايه .. لا تقولين انك مو حاسة فيه ترا بكفخك ..
شوق ضاعت واحتارت ولا فهمت المقصد .. هي ماحست بشي : لا والله مو فاهمه قصدك .. اشرحي ..
هديل بهدوء وبجدية : شوق .. مشعل يعزك كثير ..
شوق بعد صمت : طيب !!.. وانا بعد اعزه ..
هديل هزت راسها بنفاذ الصبر : لا .. يعزك فوق ماتتصورين .. ( وسكتت يعني افهميها ) ..
قلبها فهم المعزى من خلال الصمت اللي حل بينهم : قصدك.....
سكتت شوق والصدمة مبينة بعيونها .. توقعت كل شي الا هذا ..!!.. مشعل ؟!.. مشعل ماغيره ؟!!..
الصديق الوفي اللي قاسمني احزاني بفترة فقداني لأبوي وشاركني همومي وساعدني وشجعني بكلماته على النسيان والحياة بسعادة ..
سكتت وهي تتذكر كل شي صار لها بالفترة الأخيرة .. كانت نظراته غريبة لها حتى اسلوبه بالكلام معها احيانا .. ماانتبهت لكل هالأشياء وقتها ولا فهمتها .. اصلا ماكلفت نفسها تفهمه ..
مشعل يحبني ؟!... أنا ؟!!
ابتسمت بخاطرها .. كان فعلا صديق عزيز وغالي ومن الاشخاص اللي شاركتهم حياتي من الصغر .. واكن لها كل التقدير والاحترام .. يحمل الصفات اللي تتمناها كل بنت .. ومحظوظة اللي بتاخذه .. بس........
قطعت هديل تفكيرها : بالله عليك ماحسيتي .. انا حسيت فيه حتى بدون مايقول او يتكلم ..
شوق : هديل .. اخوك عزيز وغالي على قلبي .. وساعدني كثير .. بس ما ادري وش تقصدين لما علمتيني انه في قلبه شي لي
هديل قطبت : لا بس .. انا حبيت احطك بالصورة .. مع انه يقهرني احيانا الا اني رحمته .. ماتشوفين شلون شايل همك وخصوصا ان بيت عمك مايبونـك......... ( مسكت نفسها من زلة لسانها وهي حاطة يدها على فمها بخوف )
تغير وجه شوق من الالم .. لكنها حاولت تبتسم : يعني لازم تذكريني ..
هديل وهي تنزل يدها عن فمها بخوف : شوق .. والله آسفة ماكان قصدي..
شوق اتخذت من الابتسامة قناع : لا عااادي .. شي واقع اصلا ما كذبتي ..
هديل عشان تكفر عن غلطتها الفضيعه اقترحت اقتراح : شرايك نروح للراشد ..؟!
شوق وبعيونها مبين التعب : لا شكرا .. أجليها .. حاسة بخمول وفيني النوم ..
هديل : تونا الساعة تسع ..
شوق وهي تنسدح وتتغطى : واذا ..
هديل : والعشا ..
شوق : مابي شكرا ..
طلعت هديل من عندها وهي جلست تفكر .. على الرغم من اشتياقها للرياض .. الا انها تحس بشي مفقود .. شي انسلب منها من جيتها هنا .. قلبها الصغير .. يملكها احساس انه باقي بالرياض ماسافر معها .. باقي هناك .. متعلق بشخص ما .. ينبض لشخص هناك .. احيانا تكذب على نفسها وتقول لا .. هذا كله لهفة لهم .. بس يرجع احساسها بقول لا غلطانة .. هذا شعور لإنسان واحد منهم ..
استغربت من نفسها وهي توجه عيونها للسقف .. شمعنى هو الوحيد اللي اشتقت له كل هالشوق ومتلهفة عليه كل هاللهفة .. ليش ماكان عمر .. ليش ماكانت ندى .. وليش ماكان عمي ...؟!!
ليش فهد بالذات .. ليش هو اللي قدر يسرق هالشعور منهم كلهم ؟!!..
غلبها النوم ونامت وهي مو لاقيه تفسير لهالاحساس .. المجنــون !!!..
هديل لما تركت شوق نزلت تحت وشافت اخوها توه داخل ..
مشعل بعبوس يتمصخر : اعوووذ بالله .. وانا كل مادخلت شفتك بوجهي ..
هديل رفعت حواجبها باستنكار : اصلا من لك غيري تصبح وتمسي عليه .. انا اختك الوحيدة يالنحس ..!!
مشعل : نحس في عينك يالمطفوقة ..
هديل عشان تنتقم منه خطر في بالها فكرة : عشان مرة ثانية تتسنع وتعرف من قاعد تكلم مارح اقولك وش قالت شوق عنك..
مشعل بانت اللهفة بعيونه بس حاول ما يبين : ليش وش قالت ؟!..
هديل : احلم مارح اقولك ..
مشعل : هديل اعقلي .. ترا وحدة بوحدة .. انا اعرف وش اللي بيجبرك تتكلمين ..
مسكها هالمرة من ايدها اللي تعورها .. اكيد فلم لتوم كروز.. واكيد ماجاب طاريه الا لأنه جايبه ..
هديل فاتحة عيونها عالآخر : توم كروز ؟!
مشعل ضحك بسخرية عليها : ههههههه .. ايه .. في السيارة ..
هديل ماصدقت عمرها : والله ؟!.. يالله رح جيبه ابي اشوفه ...
مشعل بعناد : مافيـه .. خل اعلمك وش هو السنع ؟!..
هديل عشان تريح حالها قررت تكذب وبنفس الوقت تريح قلب اخوها وتفرحه ..
هديل بابتسامة عذبة : بقولك وش قالت .. ( زادت ابتسامتها ) .. تقول سلمي لي على مشعل تراه واحشني موووت ..!!
مشعل مسك قلبه بصعوبة لا يفلت منه .. وحاول يكون هادي : هديل ؟!.. ابي الصدق ..
هديل بهيئة صادقة رفعت اصبعها السبابة قبال وجهها : جد جد جد .. ما أكذب هذا اللي قالته لي بعظمة لسانها ..
مشعل زادت ابتسامته وبانت الفرحة بعيونها .. وزين منه انه صابر لهالوقت .. تنهد بعمق : أخيـــراً ..!!
هديل بخبث : مشعلووو .. تراني فاهمتك عدل .. لا تحاول تخبي ..
مشعل ضحك غصب عنه وهو وده يخنقها : شـت أب ..!!
هديل بدلع : يالله عاد .. رح ابي الفلم ..
مشعل ابتسم : عشان هالخبرية الحلوة .. انا بجيبلك خمسة افلام بدال واحد ..
هديل مسكت وجهها : يااا حظظظظظي ..
طلع مشعل للسيارة يجيب الشريط .. وهديل وقفت تنتظره .. ولا حست بأي ندم من هالكذبة البيضا .. لأنها مقتنعة بقرارة نفسها ان شوق بيجي يوم من الايام وتحب فيه مشعل .. الأخ الحنون رغم انه يلعوز بعض الاحيان .. وبنفس الوقت عارفة شوق .. وعارفة قلبها الطيب .. وانها مارح تحطم قلب اخوها وخصوصا بعد ماعرفت انه يكن لها المشاعر .. زادت ابتسامتها .. آآآآه بس لو تصير شوق مرة اخوي .. وتبقى عندنا ..
رجع مشعل وعطاها الشريط وماصدقت طارت للفيديو بغرفتها وشغلته .. وقبل مايبدا الفلم .. راحت لشوق عشان تشوف الفلم معها بس لقتها نايمة .. فرجعت تتابع لحالها ..

دخل فهد البيت بآخر الليل الساعة وحدة .. راح للدرج بس انتبه لوجود احد بالصالة .. كانت ندى شبه منسدحة على وحدة من الكنبات وتتابع التلفزيون ..
فهد : ندى ..
ندى كانت مندمجة بحد الأفلام : هلا ...
فهد : شعندك للحين ..؟!..
ندى : اللي تشوفه ..
راح فهد وجلس بوجدة من الكنبات : وش تناظرين ..
ندى رفعت الكنترول وزودت الصوت حبتين من الحماس : .. فلم .. آكشن .. شــــي ..!!
فهد ظهر على وجهه علامات السخرية : وانتي من متى تتابعين آكشن ؟!..
ندى : الفلم عجبني جلست اشوفه ..
فهد هز راسه وقام بس ندى رجعت تتكلم بحماس ..
ندى وعيونها مافارقت التلفزيون : فهد تدري .. ابوي ان شالله بكرة بيروح يجيب شوق ..
التفت فهد لها بصمت وعيونه فضحته .. بس الحمدلله ان ندى ماكانت تناظره ولا كان كشفته .. استغرب من نفسه .. حاول تمسك نفسك يافهد .. مو لهالدرجة عاد !!..
فهد بهدوء يدل عالبرود وعدم اهتمام : واذا .. مو قلتي انها ماتبي ترجع ..
ندى : ماتدري يمكن تغير رايها .. وبعدين ابوي يقول انه مارح يرضى تكون بعيدة عنه .. لازم ترجع .. انت شرايك ؟!..
فهد : رايي بوشو ؟!!..
ندى : وش رايك .. مصلحتها انا ترجع عندنا ولا تبقى هناك ؟!..
فهد : انا مالي شغل .. ابوي اللي يشوفه بيسويه .. تصبحين على خير ..
تركها وطلع لغرفته .. كان مرتاح لأنه مافكر فيها كثير اليوم .. غير ملابسه ولبس بجامه وانسدح على بطنه وهو يتنهد .. حط سماعة المسجل باذنه وشغله عشان مايشغل نفسه بالتفكير ..

بليل الشرقية بعد الكوابيس والأحلام المزعجة والنوم المتقطع غير المريح .. صحت شوق وهي تشهق من كابوس شافته .. كان ضبابي غير واضح الملامح .. كانت تظن بالبداية انها بغرفتها ببيت عمها .. هذي اول مرة تصحى وهي تظن هالشي من جت للشريقة .. بعد ما استردت وعيها كامل تذكرت هي وين فيه .. كانت تتمنى لحظتها انها فعلا بالرياض وبغرفتها وفوق سريرها .. بس عشان ماتكون اكتشف الحقيقة واللي مسببة لها كوابيس هالأيام ..
حطت يدها على حقها وهي تحس بجفافه والعطش والكتمة وكل شي ..
قامت بتروح للمطبخ وقبل ماتطلع خذت طرحته وحطتها على كتفها فيما لو كان مشعل او ابو مشعل صاحي .. طلعت بهدوء ونزلت ودخلت المطبخ .. فتحت الثلاجة شافت اصناف من الصحون والأطعمة مرتبة في وحدة من رفوفها .. ابتسمت .. اكيد خالتها حطت لها هذا كله عشان فيما لو قامت بالليل وخصوصا انها ماتعشت .. ماكان ودها تكسر بخاطرها بس هي مو مشتهيه .. خذت لها كاس موية ومشت طالعه .. ولأنها سرحت فجأة ما انتبهت للداخل .. فاصطدمت فيه وانزلق الكاس من ين ايديها وهوى للأرض لما تكسر .. شهقت ورفعت عينها شافته مشعل .. ونظراته غريبة .. تراجعت بارتباك وهي ترفع الطحرة عن كتفها لراسها وتتخبى ورا الباب ..
شوق من ورا الباب : مشعل ؟!.
مشعل : آسف روعتك ..
شوق تفشلت : لا يكون ازعجتك من نومك ..
مشعل مبتسم : لا .. اصلا ما نمت ..
شوق : ليش ؟!!..
مشعل نزل يجمع الزجاج المتناثر بيدينه .. شوق شافت طرف يده من ورا الباب : لا لا .. خله عنك انا انظفه ..
مشعل : لا عادي مو مشكلة ..
شوق : ليش مانمت عسى ما شر ..
مشعل بدون مايرفع عينه عن اللي قاعد يسويه : ماشر .. بس .. كنت افكر .. ( وهمس ) .. فيك ..!!
همس لأنه مايبيها تسمعه لكن شوق سمعته وارتبكت واحمر وجهها : فيني .. ليش ؟!..
مشعل وهو يرجع يوقف ويرمي بطع الزجاج بالزبالة جنبه : لا بس .. عرفت باللي صار من امي .. عن عمك ..
كان يبي يقول امنيته الثانية ويعترف لها .. بس لسانه ماطاوعه .. وخصوصا انه حاس ان المكان والوقت غير مناسبين ..
شوق بصوت كئيب : اها .. ليه توك تعرف ؟!..
مشعل : لا عارف من وقت ..
شوق : وانت ليش شايل همي .. خلها على ربك ..
مشعل تحول صوته للجد : شوق بسألك سؤال ..
شوق : تفضل ...
مشعل : مستعدة تعيشين هنا ؟!
شوق بعفوية مافهمت المغزى الخفي من ورا هالكلام : اذا بيت عمي مايبوني .. مالي غيركم .. ليه عندك مانع ؟!!
مشعل قاطعها يبرر موقفه : لا لا ما اقصد ..
شوق بكآبة : حتى لو كنت تقصد .. من حقك .. لأن بوجودي بكون مضايقتك ..
مشعل ابتسم وحس انها الفرصة يفاتحها بالموضوع : بالعكس مارح تكونين مضايقتني .. لأنك اذا وافقتي عاللي بقوله الحين بتكونين...... ( قطع كلامه وما طلعت الكلمة منه ) .. وبكذا تكونين مرتاحة وانا مرتاح ..
الظاهر انه استخدم المفردات الخاطئة بالتعبير عن اللي يبيه .. لأن شوق قطعته وفهمت من كلامه انه يبيها لمجرد انها ترتاح اذا بقت هنا .. لهالسبب فقط ..
شوق وحاولت يكون صوتها طبيعي : لا يا مشعل .. مابي أكون سبب تعاستك .. انت تقول انك تبي تاخذني عشان نكون مرتاحين انا وانت ببيت واحد ومحد يضايق الثاني .. مابيك تاخذني لهالسبب ..
مشعل انصدم من ردها لأن ماكان هذا اللي يعنيه ابدا : بس انا ياشوق.....
قاطعته وهي تطلب منه يبعد عشان تطلع لغرفتها .. انصاع وابتعد وهو مكسور الخاطر من هالرد .. اذا كانت تبادلني الشعور ليش رفضت اقتراحي .. ضرب راسه عتابا على نفسه .. ما أحسن التصرف هالمرة وما بين اللي يبيه بالشكل الصح .. لكن الأيام جاية .. وبما انها تحبني مثل ما انا احبها بترضى .. البنت الحين مو بوضع يسمح لها بالتفكير بمثل هالأمور ..
اما شوق وصلت غرفتها وجلست عالسرير بيأس وحزن وانكسار .. محد يبيني عشان شخصي .. الكل يبني لمجرد العطف .. حتى مشعل قالها بلسانه .. شلون صدقت هديل لما قالت انه يحبني .. مو حب .. هذا عطف ..!!
بيت عمي ماخذوني عشانهم يبوني .. بس لأني صرت يتيمة وعطفوا علي .. ومشعل بعد .. جا وزودها .. شلون يفكر يتزوجني .. بس لمجرد انه عطف علي ومالي بيت .. مستحيــل .. انا ارضى انوم بالشاع لكن تظل كرامتي معي .. كرامتي اهم شي ..
مسحت دمعتها فجأة وهي تتذكر شي .. الشقة اللي كانت ساكنة فيها مع ابوها .. شلون نستها وهي ملك .. يعني ملك لها الحين .. يعني عندي بيت .. بيت لي .. لي انا وبس .. اقدر اعيش فيه براحة بال وعزة ..
قامت واقفة بتصميم وعزيمة وعزة النفس تملى قلبها .. محد له شغل فيني من الحين .. انا مسؤولة عن نفسي ..

في بيت ابو فهد وقت الغدا طلع فهد من غرفته بينزل تحت .. سمع صوت باب غرفة ندى ينفتح من وراه مثل الاعصار وتطلع منه ندى ركض ..
ندى : طريق طريق طررررريق ...
فهد بعد شوي عن طريقه وهي يتمصخر : اعصابك لا تخشين بالاشارة ..
ندى ما اهتمت وكملت ركضها لتحت وهي تتجاوز الدرجتين .. وفهد هز راسها ونزل وراها .. راح لطاولة الطعام شاف ندى توقف عند ابوه وتحب راسه ..
ابو فهد يضحك لها : هههههههه .. ياهلا والله ..
ندى بحماس وهي تجلس بالكرسي جنبه : هاا يبه متى بتكلمها ؟!!
ابو فهد : هههههههههههه لاحقين حبيبتي خل نتغدا ..
ندى : يبه اليوم لازم ترجع .. اليوم ماعلي ..
ابو فهد : ان شالله اليوم اليوم .. خل نتغدى الحين بعدين اروح اكلمها ..
جلسوا كلهم عالسفرة .. وعمر من سمع اسم شوق بدا يصيح .. والتفت لها فهد مستغرب ..
فهد : على وشو تصيح انت بعد ؟!!..
عمر مبرطم : وين سوق .. وين لاحت ؟!!..
فهد عشان يفتك من رنته اللي يتستمر : سااااافرت .. بـح .. خلاص مو فيه ..
بدا عمر بمناحة جديدة .. والتفت لابوه : بابا ..
ابو فهد : يالبيـــــه ..
عمر : ابي سوق ..
ابو فهد ضحك لها : ههههههههههه .. تبيها ؟!.. لعيونك بجيبها اليوم ..
عمر استانس وتشقق والتفت لفهد جنبه : انتا غبي ..
التفت له فهد منصدم من اللي سمعه : وش قلت يالسوسة ؟!!..
عمر بعناد مبين بعيونه البريئة : انتا غبببي .. ( وطلع له لسانه ) ..
فهد مد يده وشد خده الوردي وعمر صرخ : آآآآآآي .. ( وبدا يصيح من الألم )
لكن فهد ماهمه وظل شاده : يعني انا غبي ها ؟!!..
عمر : ايه .. ليس تقول سوق سافرت ولاحت .. ليس تقول بح .. انتا حمار ..
فهد صدمة جديدة اللي سمعه : وحمار بعد ؟!.. والله منت هين .. نشوف بدا ريشك يطلع واللسان الله واكبر عليه ..
ترك خده وكمل غداه بدون مايلتفت لعمر اللي مبين انه حقد عليه .. ظل فهد ماسك ضحكته من شكله .. وعمر احيانا يتحرطم ويكلم نفسه بضيق بكلمات غير مفهومة .. بطريقة الأطفال ..
خلصوا غدا ومباشرة جابت ندى التلفون لابوها عشان يكلم .. دق على جوالها وردت بعد لحظات ..
شوق : هلا ..
ابو فهد : مرحبا حبيبتي ..
شوق : مرحبتين عمي ..
ابو فهد : شلونك ؟!.. وشخبار الشرقية ..
شوق : بخير وزينة وتسلم عليكم ..
ندى اشرت له يدخل بالموضوع على طول وابتسم لها ..
ابو فهد : اقول شوق .. جهزي حالك ترا اليوم بجي آخذك ..
شوق بصدمة : اليوم ؟!!!!..
ابو فهد : ايه اليوم .. ليه تبين تجلسين اكثر ..
ندى ارتاعت واشرت له بلا .. يعني لا تعطيها المجال ..
شوق : بس ياعمي .. مالي وقت وانا هنا ..
ابو فهد قاطعها : لك اسبوع هناك .. خلاص لازم ترجعين للبيت .. وبعدين ماتشوفين عمر شلون مشتط علينا اليوم يقول رجعوها ..
ابتسمت شوق .. والله مشتاقة له .. بس انا خذت قراري ولا يمكن اتراجع فيه : بس ياعمي .. ما اقدر جلس اكثر ..؟!!
ابو فهد بحنية وهدوء : خلاص حبيبتي .. اليوم لازم ترجعين .. وانا بنفسي بجي آخذك ..
شوق : ..........
ابو فهد : جهزي حالك بالليل اليوم ..
شوق بصوت اشبه بالهمس : ان شالله ..
ودعها وسكر التلفون وندى مو مصدقة ..
ندى : وافقت ؟!!..
ابو فهد : اكيد وافقت .. اليوم بالليل ان شالله هي موجودة ..
فهد التزم الصمت وندى مو سايعتها الفرحة .. ان شالله يكون كل اللي فكرته عن شوق غلط مو حقيقة ..
ندى : يااااااي اخيرررا مابغت هالزفتة !!.. ( والتفتت لعمر ) .. عمممر شوق بتجي اليوم ..
عمر قام ينطط من الفرحة بكل مكان عالكنب والطاولات وبكل ركن وكل زاوية .. لما جا اتصال مفاجئ قطع عليهم فرحتهم ..
وابو فهد رد عليه : وعليكم السلام ..
صمت حل وبان على وجه ابو فهد الجدية ..
ابو فهد : لازم الحين ؟!..
ورجع يسكت يسمع للطرف الثاني .. واستمرت المكالمة عدة دقائق بعدها سكر ابو فهد والتفت لبنته منى ..
ابو فهد : منى حبيبتي ..
منى : نعم ..
ابو فهد : روحي جيبي شماغي بسرعة ..
ندى خافت والتفتت لأبوها بعد ما طلعت منى فوق : ليش يبه ؟!.. وش فيه ؟!..
ابو فهد : فيه شغل ضروري لازم اروح الحين .. توهم الشركة متصلين علي ومعلميني ..
ندى بان الاحباط بصوتها : طيب شلون يعني ؟!!..
ابو فهد التفت لزوجته : يمكن مارح أرجع الا متأخر .. يعني عالعشا احتمال ما أجي ..
ندى وودها تبكي : طيب وشوق يبه .. لمتى يعني ؟!!.. خلاص يبه ترا اذا ماجبتوها اليوم انا عارفة انها مارح تجي الا الشهر الجاي ..
نزلت منى والشماغ بيدها .. وابو فهد بدا يضبط شماغه ويستعد للطلعة .. ولما انتهى مشى للباب بس ندى مسكت يده وبعينها دمعه ..
ندى : يبــه ..
وقف ابو فهد ونظراته بعيون بنته اللي كلها رجا .. ضيق الوقت عنده ما وسعه للتفكير فرفع عينه لفهد : فهد ..
فهد اللي كان يتابع الموقف : سم ..
ابو فهد : رح جبها بدالي ..
فهد : انا ؟!!..
ابو فهد : ايه انت .. مافي غيرك يحل مكاني .. اليوم لازم تروح .. خلاص ؟!..
هز فهد راسه بانصياع : ان شالله ..
رجع ابو فهد عينه لبنته اللي لازالت متمسكة فيه : ارتحتي الحين ؟!..
ندى هزت راسها وهي تحاول تبتسم وتركت ابوها اللي اسرع برا .. مادام ابوها امر فهد معناته خلاص .. هي راجعة راجعة ..
ام فهد التفتت لولدها : متى بتروح تجيبها ؟!..
فهد وهو يقوم : الحين .. عشان يمديني على مشوار الروحة والرجعة ..
نط عمر بوجهه : بلوح معك ..
خزه فهد بنظرة وعناد فيه صرخ بوجهه : لاااا ...
عمر بعد عمري ارتاع وركض لأمه يصيح .. وضمته امه وهي تعاتب فهد والابتسامة على وجهها ..
ام فهد وهي حاضنه عمر : ليــه يافهد تصارخ على عمر حبيبي ..
فهد وهو ماسك ضحكته وبعيونه غضب مصطنع : خل اسنعه .. ويعرف لمين يقول غبي وحمار ..
عمر يصيح ويلتفت له : ابي الوح .. ماما ابي الوووح ..
فهد : لا .. انطق هنا .. مافي روحة .. عشان تترك عنك قلة الأدب ..
وتركه وطلع لغرفته يغير ملابسه .. وعمر يترجى امه ويطلب منها تسمح له يروح مع اخوه ..
بعد خمس دقايق نزل فهد وهو لابس بدله بنطلون جينز فاتح وقميص بيج ستايل ماكان بذاك الفخامة بس فهد هو اللي حلاه .. وتوجه للباب وعمر يصرخ ويناديه ..
فهد : ترا اذيتني شتبي ؟!..
عمر مبرطم : ابي الوح .. معك
فهد لف عيونه لاخته ندى بصمت يطلب منها تفكه منه .. مو ناقص مبزرة معه.. ندى فهمتها وراحت لعمر ..
ندى : عمر حبيبي .. شرايك نروح للمطبخ عشان نسوي حلويات لها ..
عمر سكت والتفت لها من سمع طاري حلويات : حليوات ؟!! .. ( عمر يسمي الحلويات حليوات ) ..
ند ضحكت له : هههههههههههه ايه حليوات ..
عمر : نسوي حليوات كثير ..
ندى : قد اللي تبي ..
ورفعت عينها لفهد يعني اطلع .. فهد تسلل بخفة وطلع .. وعمر نسى السالفة اصلا من سمع طاري الحليوات .. وراح للمطبخ بعد ماخذ عهد من ندى انه يشرف ويشااااارك بكل شي .. وتكون له بصمة واضحة ..

اما فهد طلع وركب سيارته .. شغل السيارة لكنه ماتحرك وظل ساكن فترة .. مو قادر يسيطر على قلبه .. نبضاته كتلخبطة ومو منتظمة .. وهو مو من عوايده يحس بهالشي ..
حرك السيارة وانطلق بشوارع الرياض لما اخذ طريق الشرقية السريع وبدا مشوار الأربع ساعات ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:32 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
اما شوق هناك .. من سكر عمها عنها وهي زايدة تصميم عاللي بتسويه .. اذا مايبوني ليش مصرين على رجعتي .. انا لازم احط عمي قدام الأمر الواقع ويتركني بحالي ..
دخلت عليها هديل وهي مبتسمة : شوووق .. يالله .. ترا بنلطع للكورنيش ..
شوق : الحين ؟!!..
هديل : ايه يالله .. مشعل ركب الأغراض بالسيارة وامي راحت تجهز .. الجو حلو ويصلح لهالطلعة ..
شوق : طيب .. عمي دق وقال انه بيجي ياخذني ..
هديل قطبت : ومتى ؟!..
شوق : ما ادري قال انه بيجي بالليل .. يعني قولي يمكن يمشي من الرياض عالمغرب ..
هديل : ايا تونا بدري .. وبعدين عادي .. جهزي اغراضك من الحين وركبي شنطتك وهو ياخذك من هناك ..
هديل بهالكلام فتحت عين شوق على خطة .. فقامت بحماس وطلعت الشنطة اللي جابت فيها أغراضها وبدت ترتب كل ملابسها واغراضها .. وقفت فجأة والتفتت لهديل ..
شوق : هديل ..
هديل وهي تفتش بوحدة من الأدراج عشان تساعدها على تجميع اشياءها : هاه ..
شوق : وين مفتاح شقتنا انا وابوي ؟!..
هديل التفتت لها مستغربة من سؤالها : اظن عند امي .. ليش ؟!!..
شوق وهي تثني قطعة من الملابس حول يدها وتدخلها الشنطة : لا .. بس حبيت يكون عندي .. لأني اقدر احافظ عليه ..
هديل تحك خدها وهي تفكر : اظن .. اذا ماخانتني الذاكرة .. بالعلبة اللي في وحدة من الأدراج بغرفتها .. تحط فيها المفاتيح المهمة وهالأشياء ..
شوق : تقدرين تجيبينه لي ..
هديل : ايه اقدر .. بس لازم اعلم امي اول ..
وشوق هذا اللي هو ما تبيه .. ان عرفت خالتها انها سألت عالمفتاح بتشك فيه ويمكن تكشفها وتكشف اللي ناوية عليه .. وخاصة انها مادخلت الشقة من توفى صالح ..
شوق وهي تحاول تبين طبيعية : لا لا ماله داعي .. خالتي الحين مشغولة .. انتي روحي جيبيه انا عارفه ان خالتي مارح تخالف .. لأن الشقة لي أصلا ..
هديل ببراءة وافقت وطلعت تجيبه .. وشوق تنهدت بارتياح .. اذا وصل المفتاح لين عندي وصار بيدي .. محد له حق انه يتحكم فيني ويحدد وين اعيش ولا وين اقعد ..
بعد دقايق رجعت لها هديل وبيدها المفتاح .. كان فضي بميدالية ذهبية جزء منها قماش أسود .. من شافته شوق صرخت وهي تتذكره ..
شوق بفرحة وهي تاخذه منها : ياااااي اشتقت له والله ..
هديل تتمصخر : الحمدلله والشكر ترااااه مفتاح يالمجنونة ..
شوق وهي تضمه لصدرها بارتياح : حتى ولو .. ماتعرفين قد ايش معزته بقلبي .. ( ورفعت الميدالية تشم قطعة القماش .. وفيها لقت ريحة عطر ابوها باقية ) ..
هديل استنكرت منها : الحمدلله الحمدلله .. سكرت البنت !!..
ضحكت شوق : ههههههههههه .. ( وأشرت لها تطلع ) .. يالله برا برا بغير ملابسي ..
هديل : بلا طردة انا بعد بروح اغير ..
طلعت وسكرت الباب .. وشوق بسرعة رتبت بقية الشنطة .. اللي تعتقد هديل انها بترجع بيت عمها بس شوق لا .. مو هذا في بالها .. هي خلاص .. خططت وقررت من الليل .. واللي سرع عملية التنفيذ .. هو اتصال عمها المفاجئ وانه بيجي اليوم ياخذها .. فلازم تلحق على عمرها ..
لبست وخلصت وقفلت الشنطة وتطمنت اناه خذت كل شي .. نزلت تحت وهي لابسه عباتها ومتغطية .. لقت خالتها تلبس عبايتها وهديل نفس الشي .. ومشعل اللي توه داخل ياخذ آخر غرض عشان يركبه .. عطاها نظرة عادية ولا كأن شي حاصل بينهم امس ..
ركبوا كلهم السياارة وتحركوا .. بالسيارة كان ايمان وهديل يسولفون ويضحكون ومشعل يشاركهم من فترة لفترة .. اما شوق فكانت سرحانة باللي مقدمة عليه وبتسويه .. ومصمة على ابداء رأيها امام عمها اللي أكيد الحين جاي بالطريق ..
كانت تراقب الشارع والسيارات .. لفت عيونها لهديل بس لفت نظرها عيون مشعل بالمراية .. نظرات غريبة حست فيها معاني كثيرة ..
لفت عيونها لهديل بسرعة وسوت نفسها ما اهتمت ..
شوق : هديل ..
هديل كنت قاعدة بالنص بين مرتبة مشعل وامها والتفتت لها : هلا ..
شوق : قلتي لخالتي ..
هديل : عن وشو ؟!..
شوق هزت راسها بيأس من هديل وحولت كلامها لخالتها : خالتي ..
ايمان : لبيه ..
شوق : لبا قلبك .. حبيت اقولك بس ان عمي بيجي الليلة ..
توقعت ردت الفعل القوية تكون من خالتها .. بس كانت من مشعل اللي رفع عينه لها فجأة بشكل روعها ..
مشعل : اليوم ؟!!..
شوق : ايه اليوم .. بالطريق الحين اكيد ..
ايمان : ومن متى مكلمك .. وليش ما قلتي لي ؟!..
شوق : اليوم اتصل علي العصر.. توقعت هديل قالت لك ..
ايمان : ومن متى هديل يعتمد عليها أصلا .. ما تعرفينها .. تنسى حتى نفسها ..
هديل من الحمق لفت لشوق ورصتها من فخذها ..
شوق بهمس : آآآآآي ..
هديل : زين الحين .. بتفتح لي امي محاضرة جديدة ..
شوق : احسن ..
وصلوا للكورنيش .. ونز مشعل ينزل الاغراض اما هديل من البداية سحبت شوق معها وقربوا من البحر ..
شوق : انتظري شوي شفيك .. خل نساعدهم ..
هديل مستمرة بالمشي : لا تشيلين هم .. مشعل عن عشرة رجال ..
شوق : لا اله الا الله ..
وقفوا وعيونهم عالبحر .. شوق تنهدت وخذت نفس عميق ..
هديل : اليوووم الجو غيييير شكل بيخلي هالطلعة حلوة ..
شوق ابتسمت : من جد .. الجو اليوم روعة ..
سكتت فجاة وهي تحس بقلبها يدق وتزداد نبضاته بشكل غريب .. حطت يدها عليه تسمي .. والتفتت لهديل ..
شوق : هديل ..
هديل : هلا ..
شوق : قلبي يدق .. مدري شفيه ..
هديل : اسم الله عليك ليش ؟!.. تعبانة ؟!..
شوق : لا .. فجأة الحين ..
هديل : عادي .. تصير أحيانا ..
لكن هالشي مو عادي بالنسبة لشوق .. ياما قلبها دق بهالشكل من قبل .. واما حست بهالحرارة بوجهها وبجسمها من قبل .. بس متى ؟!.. ما تذكر ..
رفعت ساعتها .. اتصال عمها كان قبل ساعتين .. يعني يمكن يوصل بعد ساعتين او ساعة ونص .. يمكن هو السبب باللي احسه الحين .. شلون بتكون مواجهتي معه ..
حست بالخوف لما فكرت انها ممكن ماتقدر تقنعه .. وليش ما أقنعه .. هذي حياتي وانا حرة فيها ..
هديل انتبهت لأمها تاشر لهم يجون والتفتت لشوق : شوق يالله امي تنادينا ..
مشت شوق معها وهي تحس بأطرافها ترتجف .. وقلبها يزيد من نبضاته بدون سبب .. واحاسيس مرت فيها من قبل رجعت تغمرها .. مر في بالها صورة فهد فجأة بدون سابق انذار .. ورجع شوقها الغريب له يسكنها ..
همست تكلم نفسها : وش جابه على بالي الحين ..
هديل سمعتها : منهو ..
شوق احمر وجهها وحاولت تبعد صورته من خيالها بس مافي فايدة صورته قبال عيونها مو راضية تروح : محد .. وبعدين اكلم نفسي انتي شدخلك ..
هديل : وجع كلتيني بقشوري ..
وصلوا عندهم وساعدوهم وبالأخير اخذولهم مكان وجلسوا فيه .. ورجعوا هديل وشوق يروحون ويمشون .. ومشعل التفت لامه ..
مشعل : يمه ليش تراجعتي تودين شوق لشقتها .. ؟!..
ايمان : فكرت انه مو زين لها .. وهي بهالحالة .. كفاية اللي هي فيه ..
مشعل : هذا كان رايي من أول ..
انشغلوا بالسوالف وبعد فترة دق جوال مشعل .. ولما شاف الرقم ابتسم ..
مشعل : الله ... ابو فيصل مرة وحدة ؟!..
ايمان : من هذا ؟!..
مشعل وهو يقوم : هذا فهد ولد عبدالرحمن .. ولد عم شوق .. والله خوش ولد .. عرفته لما رحنا للرياض نجيب شوق .. عن اذنك يمه ..
ايمان : اذنك معك ..
راح مشعل بعيد وهو يمشي ورد عليه ..
اما شوق كانت تمشي مع هديل وهي سرحانة وبالها ضايع منها وهديل تسولف وتثرثر والثانية مب معها ..
واللي نبه شوق من سرحانها انها شافت مشعل يركب سيارته ويتحرك فالتفتت لهديل ..
شوق : اقول .. اخوك ليش راح ؟!..
هديل لما شافته : والله مدري .. خلينا نروح نسأل امي ..
راحوا وجلسوا وهديل لفت لأمها : يمه وين مشعلوو راح ؟!..
ايمان : ماتعرفين تنادين اخوك باسمه زين .. يعني لازم مشعلووو ..
هديل : والله يمه جد وين ذلف ؟!..
ايمان : جا له اتصال وراح ..
هديل : من مين ..؟!
ايمان لفت عيونها لشوق : من ولد عبدالرحمن ..
مسكت شوق قلبها وهي تحس باحساسها يصدق .. لا يكون هو ؟!!!..
هديل بفضول : منهو ؟!..
ايمان : فهد .. اظنه هو اللي جاي ياخذك يا شوق مو عمك ..
اما فهد ومشعل اللي كانوا يسولفون وهم جالسين على حافة الجدار المطل عالبحر مباشرة .. ومشعل شوي متضايق من اللي شافه .. حس ان شوق متجاهلته من جا فهد .. تضايق اكثر لما فكر انها زعلانة بسبب الكلام اللي قاله لها امس .. بس هو ماكان يقصد اللي قاله هي فهمت غلط .. واللي زاد خوفه انه يكون بينها وبين فهد شي فلازم يستعجل .. بس شلون يكون فيه وهديل بنفسها قالت لي انها تبادلني الشعور ..
فأول خطوة عشان يتقدم لها لازم يخبر أهلها وبيت عمها وأولهم فهد بما انه موجود : اقول يابو فيصل ..
فهد : هلا ..
مشعل : يمكن الوقت والمكان مو مناسب اني اقولك .. بس بما انك هنا خل ارتاح واقولك ..
فهد قطب : خير عسى ماشر ..
مشعل وعيونه بعيد منحرج : ماشر .. بس بصراحة انا ودي ببنت عمك ..
فهد مافهم : نعم ؟!.. بنت عمي ؟!..
مشعل : ايه نعم .. شوق .. ابيها ..
فهد تحول صوته للبرود : زواج يعني ؟!..
مشعل : ايه .. ولا ببالك شي ثاني ..
فهد حب يقطع عليه الطريق فضحك بصوت عالي : هههههههههه .. انسى السالفة يا حبيبي ..
مشعل ارتاع : ليش ؟!..
فهد : اولا البنت صغيرة مو راعية زواج .. ثانيا بيت عمها مارح يرضون وأولهم عمها .. وثالثا.....
قاطعه مشعل : وليش عمها مارح يرضى ..؟!..
فهد بابتسامة جانبية وبرود ينرفز الواحد : قلت لك البنت صغيرة .. وعمها يبي يرعاها لما تكبر ويتطمن عليها .. ولا تنسى انها بعد تدرس .. وانت بعد .. صغير ..
مشعل نرفزته هالكلمة بس مسك نفسه وحاول يكون هادي : بس قدها ..
فهد : والنعم بس ولو .. تظل صغير ..
مشعل حس انه بيموت غيره لما تذكر اللي صار قدام عيونه وقرر يتعلق بالأمل الوحيد : بس البنت تحبني ..
التفت له فهد مقطب والاستغرااب والدهشة مبينه بعيونه : وش قلت ؟!..
مشعل : البنت تحبني .. مثل ما انا احبها ..
فهد : وانت شعرفك ؟!..
مشعل : عارف واذا بغيت تتأكد اسألها وتقولك .. ولا هذا مو سبب كافي اني اخذها ..
رجع فهد يصد عنه ببرود : قلت لك .. لو ان شالله البنت تمووت فيك ولي امرها مارح يوافق .. البنت صغيرة ..
( وقطع الحوار وقام واقف ) .. يالله لازم نمشي الحين ..
كان مبين على فهد انه ما تاثر ابدا من اللي سمعه لكن هو داخل قلبه مصدوم .. فقرر انه يستعجل عشان يرجعها ويبعدها عن مشعل .. مع ان الخبر اللي سمعه ان شوق تحبه وهو يحبها سبب له ضربة مؤلمة جدا عمره ماحس فيها .. وكل اللي صار معها قبل فترة قصيرة تكسر وتحطم بعينه ..
مد يده يسلم عليه ومشعل سلم والكلام اللي سمعه ابدا ماعجبه .. لكن كان مجبوور انه يجاريه ..
فهد التفت للبساط اللي كانت ايمان جالسة عليه وشاف بنت وحدة واقفه هناك ومن هيئتها ماكانت شوق .. استغرب وقطب والتفت لمشعل : ممكن بس تروح تنادي لي شوق ..
قام مشعل باستسلام وراح هناك وسأل اخته عنها لما ماشافها معها ..
مشعل : هديل وين شوق ..؟!..
التفتت هديل له والارتباك مبين بحركاتها : مدري عنها .. انا جيت احسبها هنا ..
مشعل استغرب وايمان رفعت راسها عن الكتاب اللي كان بين احضانها ..
ايمان : شلون ما تدرين ؟!.. ماكانت معك هي ؟!..
هديل : الا .. ( ولفت وجهها لمشعل بنفس اللحظة اللي كان فيها فهد جاي لهم ) .. بعد ما شرينا الآيس كريم رحنا نجلس بعدين تركتني وقالت انها بترجع .. ولا رجعت .. حسبتها جت هنا .. فجيت ..
فهد لما سمع الكلام تلفت بكل مكان وكل اتجاه لعله يلمحها بس ما لقاها .. وانتابه قلق مفاجئ .. والتفت لهديل : وين كنتوا جالسين ؟!..
هديل : هناك .. ( تأشر بيدها ) .. بعيد شوي عند ألعاب الأطفال ..
فهد خاف لا يكون الشباب نفسهم رجعوا يتحرشون فيها : وما قالت لك وين راحت ..؟!..
هديل هزت كتفها : لا .. ما قالت .. كل اللي قالته انها شوي وراجعة ..
تافف فهد وهو يهز راسه وطلع جواله ودق على جوالها .. بس محد رد .. وحاول ثانية وثالثة وبعد محد يرد وهذا اللي زاد من خوفه ..
راح للمكان اللي اشرت له هديل بس ما لقا احد .. ولمح نفس مجموعة الشباب بعيد ومبين انهم بعد ما يدرون عن شي لأنهم كانوا جالسين عالعشب الاخضر ويسولفون ..
ورجع للبساط وايمان زاد قلقها لما شافته رجع لحاله : ها بشر يا ولدي ما شفتها ؟!..
فهد : لا والله ..
ورفع جواله يعيد محاولاته بالاتصال .. ومشعل تذكر شي ..
مشعل : انا بروح ادورها عند السيارة يمكن راحت هناك تاخذ غرض او شي ..
راح مشعل وفهد نفس النتيجة حصل عليها .. محد يرد عليه .. بعد دقايق رجع مشعل مستعجل ووجهه متغير ..
ايمان : ها بشر ..
مشعل والتوتر بادي عليه : ما لقيتها .. وشنطتها بعد مو موجودة ..
شهقت ايمان بخوف : شلون يعني ؟!.. ليش شنطتها مب موجودة ..
بلحظة هديل اكتشفت كلللل شي .. وتذكرت الحوار اللي صار بينها وبين شوق اليوم العصر .. وحطت يدها على فمها وهي تشهق : يـــا ويلي ..!!!..
التفتوا لها كلهم ثلاثتهم .. وايمان سألتها بخوف : شفيك ؟!..
هديل ويدها على فمها بخوف : را... راحت لبيت ابوها ..
مشعل : شلون .. وين راحت ؟!..
هديل خافت وتجمعت الدموع بعيونها لأنها عرفت انها هي السبب : راحت للشقة ..
مشعل علا صوته : وشلون وشلون تروح ؟!.. الشقة مقفلة على حالها محد دخلها من شهور ..
هديل خايفة من قلب : انا .. انا عطيتها المفتاح ...
مسكت ايمان قلبها وقامت واقفة : مجنونة انتي شلون عطيتيها اياه ..
هديل تصيح : ما كنت ادري .. قالت تبيه يكون عندها .. ماقالت لي انها بتروح ..
وفهد يتابع الموقف وهو يتخيل مليون شغلة وشغلة ممكن تصير لها ..
ايمان عصبت زيادة عالخوف اللي حست فيه : شلون ما تفكرين انتي .. انتي تعرفين وش ممكن يصير لها لو دخلتها .. وانتي تعرفين انها مادخلتها من مات صالح .. وتعرفين ليش انا ماخليتها تروح هناك ..
هديل زاد صياحها وجلست عالأرض تحاول تمسك نفسها : يمه ماقالت لي انها بتروح .. قالت لي انه تبيه يكون عندها وبس ..
فهد لف لمشعل : مشعل تعال معي بسرعة ..
قامت ايمان وراهم : وين لحظة لازم اروح انا بعد ..
شالوا اغراضهم بسرعة وفهد على اعصابه والكل عايش بخوف .. لو دخلت شوق الشقة بتسبب لها انتكاسة قووية الله العالم بها.. وخاصة من بعد اللي مرت فيه الأيام الفايتة ..
فهد ركب سيارته والبقية مع مشعل طبعا .. ولأن فهد مايعرف الطريق للشقة كان ورا مشعل بالسيارة مع ان وده يطير ..
بعد ربع ساعة وصلوا للعمارة المنشودة .. كانت عمارة كبيرة نوعا ما .. نزلوا ودخلوا وعلى طول للمصعد .. ولما ركبوا ضغط مشعل على الرقم 6 .. وارتفع بهم المصعد وكل واحد على اعصابه وخااصة فهد ..
رسى المصعد اخيرا عند الدور السادس .. وطلعوا منه ..ماكان موجود بالدور الا 3 شقق .. ومباشرة ايمان راحت لوحدة منهم وحاولت تفتح الباب بس مقفول .. وفهد مد يده للجرس وظل يضغط عليه باستمرار وبشكل مزعج .. لكن مع كل هذا محد رد .. ولا سمعوا جواب .. خافت ايمان لا يكون صار لها شي والتفتت لمشعل ..
ايمان : مشعل استعجل روح ناد الحارس ..
راح مشعل ركض وبعد دقيقتين رجع والصعيدي المصري وراه .. فتح لهم الباب وفهد اول واحد دخل ..
مشعل للحارس : مشكور ..
الحارس : تحت امرك يا سيدي ..
دخلوا الشقة اللي كانت اشبه بالقبــر .. مظلمة باردة موحشة وكئيبــة .. هديل دخلت وقفت عند الباب ودموعها بعيونها ..
وايمان اشرت لمشعل يبقى معها وهي دخلت مع فهد يدورونها .. ايمان راحت لغرفة شوق وفهد الحظ قاده الى غرفة عمه بدون ما يدري .. كان الباب مردود وجمد لما سمع حس احد داخل ..!!
فتح الباب كامل والغرفة كانت مظلمة لكن مع النور المتسلل من النافذة لمح طيفها عالارض .. قطب حواجبه وهو يحاول يميز وش قاعدة تسوي بالضبط .. كانت جالسة عالأرض بهيئة غريبة ..
فتح النور وشهقت من الروعة .. وهاله شكلها !!! .. كانت جالسة عالارض وبين يديها كومة ملابس بيضا ضامتها بقوة وخزانة الملابس قدامها مفتوحة ومعفوسة فوق تحت وجزء من الثياب مرمي حولها بعشوائية ..
استنتج فهد انها هاللي سوت هذا كله .. جمد مكانه ماقدر يتحرك وهو يشوف هيئتها اللي ارعبته .. كانت هيئتها أشبه بالجنــــون ..!!!!
فهد نطق اخيرا : شوق .. وش قاعدة تسوين ؟!!..
شوق بصوت عدائــي مليــان شـرر : ماقاعدة أسوي شي .. واطلع برااا ..
فهد خاف عليها أول مرة يشوفها كذا حتى طريقتها بالكلام غريبة : شفيك وش جالسة تسوين ؟!..
شوق خزته بنظرة جانبية كلها عدااااء ومرعبة : قلت لك ما قاعدة اسوي شي .. واطلع برا خلوني أكلم ابوي على راحتي ..
فهد دخل الغرفة وهو مرعوب عليها : مجنونة انتي .. وش هالخرابيط اللي قاعدة تقولينها ..؟!!
شوق صرخت بغضب : انا مو مجنوونة انا ابي اكلم ابوووي .. ما تفهم انت ؟!..
وصلت ايمان للغرفة وهي تركض بعد ما سمعت صوت شوق .. ولما شافت حالتها راحت تركض وهي تسمي عليها لكن فهد وقفها لأن شوق مستعدة تسوي أي شي بنفسها ..
فهد : لحظة ياخاله .. خلك مكانك ..
ايمان هذا اللي كانت خايفة منه .. وهذا هو السبب اللي منعت فيه شوق من القدوم هنا عشانه .. بس ما توقعت ردة الفعل تكون بهالقوة اللي شوق عليها الحين ..
ايمان بخوف ورعب : شلون اخليها .. ( والتفتت لشوق ) .. شوق يمه اسم الله عليك شفيك ؟!..
شوق وهي ترفع الملابس اللي بيدها فوق وتضربها بالأرض بحاله هستيرية : مافيني شي مافيني شي .. انا بس ابي اكون مع ابوي لحالنا .. ابي اكون وياه لحالنا .. فاطلعوا برا .. براااااااااااا ..
فهد صرخ لما فقد اعصابه : أي ابوووك انتي بعد ..
شوق تحولت نظرتها للغضب االشديد وهي تصر على اسنانها : ابوي .. ابوووووي بيجي الحين .. ولا بوريكم ..
كانت شوق بحاله غريبة مو بوعيها .. صدمة الذكريات اللي انتابتها فجأة من دخلت الشقة سبب لها فقدان للشعور والواقع ..
لكن فهد ما انتبه لهالشي ويحسبها من جد استخفت .. وتقدم لها وهو يستخف بها : وش بتسوين يعني .. قداااامي يالله بلا دلع .. خلي عنك هالدلال ..
شوق باحتقار وصراخ خلا هديل الميتة صياح بحضن مشعل تموت خوف : انت مو قدي تراااا فاطلع برا ولا مارح يصير لك خييير ..
ايمان تصيح وحاسة بضعف الحيلة : شوق حبيبتي بسم الله عليك اذكري الله هذا الشيطان .. اسم الله عليك اهدي ..
شوق وقفت واقفة وهي تتراجع عنهم : مارح اهدى الا لما اشوف ابووووي .. ( ورفعت راسها فوق تنادي عليه بدموووع جديدة ) ... يبـــــــــــــه تعااااااااال ... انا هنا انتظرك .. تعال خذني .. ابي اشوفك تعال ..
فهد فقد أعصابه وصرخ يبيها تصحى : يا شوووووق عمي ماااات خلاص .. مااااااااااات مارح يرجع ..
بهاللحظة فقدت شوق كل اعصابها وطاحت يدها على زجاجة عطر كانت لابوها .. وبكل قوة ملكتها رجمتها على فهد اللي قدر يتفاداها بصعوبة .. ضربت زجاجة العطر بالجدار وتكسرت ..
شوق بهيجان جنوني : ما ماااااات .. هو قالي اجيه اليوم لأنه بيكون موجود ..
فهد عض على شفايفه بقوة وراح لها فاقد لأعصابه .. وسدد لها صفعة قوية طيحتها عالأرض .. ومن فرط جنونه رفعها مرة ثانية وصفعها صفعة أقوى من الاولى .. يبيها تصحى من الهذيان اللي عايشته .. وهي ماقدرت طاحت وهي تبكي باستسلااااام .. تنهد فهد بقوة وسحبها من يدها لما وقفها واقفة وصرخ فيها : تبين طراق ثاني بعد ؟!!..
شوق بدت تصحى للواقع وتبكي : مالك شغل .. مالك شغل ..
فهد صرخ : لا لي شغل ..
وصفعة أخيرة طيحتها عالأرض منهااااارة عالأخير .. وايمان اللي كانت تتابع الموقف مذهـولة !!.. ركضت لشوق وضمتها وهي تسمي عليها .. وشوق تبكي بعد ما فقدت كل أمل ان ابوها يرجع لها ..
شوق حطت راسها بحضن خالتها اللي ضمتها بكل ما تملك : لااااا .. حرااام عليكم والله حرااام .. ابي اشوفه انا ابي اشوفه ..
فهد مسك نفسه لا يضربها وصرخ : بس خلااااااااااص .. كلمة ثانية مارح يصير لك طيب ..
سكتت شوق وخبت وجهها بحضن خالتها ومسترسلة بالبكي الشديد .. وفهد بدا يعيش بعــذاب نفسي ..
وايمان حاضنتها وتقرا عليها وتسمي وشوق مرة يزيد بكاها ومرة يخف .. مرة يزيد ومرة يخف وفهد كان هالشي فوق احتماله ..
فهد بنبرة باردة مؤلمة لشوق : اسمعيني .. كان لازم تقولين من البداية انك ماتبين ترجعين .. ماكان له داعي هالمهزلة ..
شوق رفعت راسها وصرخت بدموعها : مو مهزلة .. انتوا اصلا ما تبوني .. اعتررف انا عارفة هالشي ..
فهد هز راسه بأسف : للأسف كنت متوقع ان عقلك أكبر من كذا ..
شوق انقهرت : انا عقلي كبير .. لكن هذا اللي انتوا تبونه من زمان ..
فهد بنبرة سخرية منها : وما فكرتي بندى ؟!..
شوق همست متسائلة : ندى ؟!..
فهد هز راسه : ليش .. نسيتي هي وش سوت لك ؟!.. نسيتي كل الكلام اللي قالته لك .. ولا كل اللي سوته ندى عشانك ما ملا عينك عشان تقتنعين ان حنا مو رافضينك .. بالعكس البيت كله يبيك ..
سكتت شوق متفاجئة مو لاقية جواب مناسب ترد عليه فيه .. تذكرت الحين ندى وكل الكلام اللي قالته لها .. بس هي كانت غبية نست كل هذا وغطت عيونها عشان ماتشوف كل هالأشياء وتتعلق بماضي ابوها ..
سمعت فهد يتكلم ببرود اشبه بلسع السوط : عالعموم يابنت عمي .. اذا كان هذا تفكيرك عن عمك وعياله .. فانسي ان عندك عيال عم .. وتزوجي مشعل وعيشي حياتك هنا ..
وطلع من الغرفة وتركها بصدمتها .. وصرخت تناديه : فــهـــد ..!!
مارد عليها ورجعت تناديه وهي شبه منهارة : فـــهــــد انتظــــر .. لا ترووووح ..
طلع من الشقة كلها من دون مايرد .. ومن سمعت شوق باب الشقة يتسكر طاحت مرة ثانية منهااااااارة تماما .. فاقدة للوعي .. !!..

وصل فهد للرياض بظرف ساعتين ونصف .. كان منطلق بالطريق السريع بسرعة جنونية كانت ممكن توديه بداهيه .. وصل للبيت ودخل وهو كاره الدنيا وما فيها .. وابوه وامه اللي كانوا ينتظرونه متوقعين شوق معه .. ماكانت معه لأنه دخل عليهم لحاله وحالته ابدا ما تسر ..
ابو فهد قام وراح له مستغرب : فهد .. وين بنت عمك ؟!..
فهد وهو يحك رقبته بضيق : ماجت يبه ..
ابو فهد خاف : ليش عسى ماشر ؟!..
فهد : ما ادري يبه .. رفضت تجي وخليتها ..
ابو فهد اندهش : رفضت .. انا قايلها وموصيك شلون تخليها ..
قاطعم نزول ندى الدرج وهي تركض بعد ما سمعت حس سيارة فهد توصل .. نزلت وهي تضحك لكن اختفى كل شي من وجهها لما شافت فهد واقف يناظرها بنظرة غريبة وابوها واقف معه وامها واقفة والقلق بعيونها ..
ندى بتوتر : وينها ؟!..
سكت فهد ومارد ورجع ابو فهد يسأله : شفيك يا فهد وجهك متغير .. صاير شي هناك ؟!.. صار لك شي ؟!.. صار لبنت عمك شي ؟!..
فهد تنهد بعمق ويبي ينتهي من هالتحقيق لأنه كاره كل شي الحين : ما أدري .. اتصل عليها واسألها ..
ابو فهد : لا بالله صاير شي ..
ودق التلفون بهاللحظة وقاطعهم .. وردت عليه ام فهد بما أنها هي الأقرب .. وسكتوا كلهم لما سموعها تنطق بالاسم ..
ام فهد : هلا يام مشعل .. هلا والله ... لحظة اذا ماعليك أمر ..
ورفعت راسها لزوجها وبعيونها القلق واضح : ابو فهد ام مشعل تبيك ضروري ..
ابو فهد التفت لولده فهد يحاول يحصل منه جواب .. لكن فهد صد بوجهه للجهة الثانية ..
ابو فهد بنبرة جادة : حاس انك مسوي بلوى .. والله لو صار انك مسوي شي ببنت عمك لا تلوم الا نفسك ..
وفهد التزم الصمت ولا تكلم .. وندى خافت من الكلام اللي سمعته .. واللي زاد خوفها صمت فهد الغامض .. مو من عادته .. شفيه ؟!.. الله يستر !!!..
راح ابو فهد بسرعة للتلفون ورد : ياهلا ..
ايمان : هلا ابو فهد .. ياليت تجي بسرعة ..
مسك ابو فهد قلبه وهو ينتظر سماع مصيبة : خير خير عسى ما شر .. طمنينا ..
ايمان : لا بس شوق تعبانة شوي وتبيك تجي ..
رفع ابو فهد عينه لولده ينظرة حازمة : ليش سلامتها من كل شر شفيها ؟!..
ايمان بنبرتها القلق : بالمستشفى الحين ياليت تستعجل .. شوق تبيك تجي بسرعة ؟!..
ابو فهد ارتاع وبانت بعيونه الصدمة : بالمستشفى ؟؟!!!..
كل الموجودين بانت بملامحهم الصدمة والخوف والقلق .. حتى فهد اقلقه سماع الخبر .. ما توقع .. وندى من سمعت بطاري المستشفى راحت عند ابوها تركض ..
ابو فهد : خلاص خلاص جااي ..
حط السماعة مكانها وصرخ صرخة مدوية لولده : فهــــــــد ..
انتفضوا ندى وامها وفهد مازال ملتزم نفس الصمت .. ولا رد بولا كلمة ..
ابو فهد : بتقول الحين وش اللي صار ؟!.. دخلت علينا متغير وعلى طول اتصال من ام مشعل تقول ان شوق بالمستشفى .. وش صار بالضبط .. علمني ..!!!
فهد بعد ما أخذ نفس رد بهدوء : يبه .. كل اللي صار ان شوق رفضت تجي وانا رجعت على طول ما غصبتها عالرجعة .. واذا تبي تتأكد روح واسألها .. ولازم تتأكد اني مالي دخل بأي شي ..
هز ابو فهد راسه وهو ياخذ شماغه من عالكنبة : زين .. اتمنى ماتكون مسوي مصيبة .. انا رايح ..
طلع ابو فهد من جهه وفهد توجه لغرفته من جهه ثانية .. من طلع من عند شوق والعذاب النفسي يزيد عليه لحظة بلحظة .. حس انه يعذب روحه بقسوة لما تصرف معها بذاك الاسلوب .. واللي زاد جنونه ان الصورة اللي خذها عنها بأنها تحبه تحطمت تحت كلمااات مشعل .. يمكن وهمت نفسي ..!!..
ابتسم بسخرية على نفسه .. من متى يا فهد تعيش نفسك بهالأوهام ؟!!.. والله حاله !!!..

ابو فهد اتصل بشكرة طيران هو على علاقة وثيقة معها وسألهم عن اقرب الرحلات للشرقية .. قالوا له ان فيه رحلة بعد نص ساعة وحجز له وانطلق للمطار .. وبعد رحلة أقل من ساعة فالجو وصل للمطار ومباشرة توجه للمستشفى اللي قالت له ايمان عنه ..
ولما دخل شاف مشعل واقف عند الرسبشن وراح له بسرعة : مشعل ...
مشعل التفت له وعرفه : هلا عمي ابو فهد .. شخبارك ؟!..
ابو فهد : بخير الله يسلمك .. شخبارها شوق .. وينها الحين ؟!!..
مشعل اشر له يمشي معه : قبل شوي دخل عليها الدكتور وللحين ما طلع .. ان شالله كل خير ..
ابو فهد بقلق : ليش وش صار ؟َ!.. فهد ولدي مسوي شي ؟!..
استغرب مشعل : فهد ؟!..
ابو فهد خايف : ايه دخل علي يوم اتصلتوا وحاله ابدا ماتسر .. قلي طمني الله يريحك دنيا وآخره ..
مشعل عطف على ابو فهد وحب يصلح الوضع : لاا تطمن .. بصراحة فهد مع انه تصرف بقسوة الا انها لحق على شوق قبل لا تنجن ..
ابو فهد ما فهم : ليش ؟!.. وش صار ؟!..
دله عالممر الواقفين في نهايته ايمان وهديل الجالسة على وحدة من الكراسي ومبين عليها مازالت متأثرة باللي صار ..
لما شافته ايمان وقفت وسلمت عليه ..
ايمان : زين انك وصلت ؟!.. شوق تصيح تقول الا تجيبون لي عمي !!!..
ابو فهد : ليش وش صااار طمنوني ..
سردت ايمان عليه التفاصيل .. وانها هربت للشقة لأنها كانت تظن انهم مايبونها .. وابو فهد يسمع مستعجب .. ويحس بالذنب يكبر عليه .. وانه هو السبب لأنه ما عالجه من البداية ..
ابو فهد : طيب والدكتور وش قال على حالتها ؟!..
مشعل بنبرة قلقة : يقول انهيار عصبي حاد .. كان ممكن يوصلها للجنون ..
ابو فهد ذكر ربه : يا سااتر جنون مرة وحدة .. !!!
مشعل : بسبب ضغط نفسي رهيب استمر معها لفترة طويــلة .. والحمدلله لحقنا عليها ..
حط ابو فهد يده على راسه مستااااء من اللي سمعه وحاس بالذنب ..
ايمان تشكر الله وتواسيه : ابو فهد اذكر الله والحمدلله ماوصلت الأمور لشي أعظم .. وياليت فهد كان فيه والله كان شكرته من كل قلبي ..
ابو فهد : وفهد شدخله ؟!..
ايمان : ولدك فهد رجال ماعليه كلام الله يخليه لك .. انا لحظتها ماعرفت اتصرف البنت لحظتها ماكنا نقدر نسيطر عليها وانا خفت عليها تسوي بنفسها شي ..
قاطعهم الدكتور لما طلع ومباشرة راح له ابو فهد يطلب منه انه يدخل ..
الدكتور : حضرتك مين ؟!.
ابو فهد : انا عمها بشرنا ..
الدكتور : دلوقتي احسن شويا .. دحنا عطيناها مهدئ تحتاج للراحة التامة ..
ابو فهد : ياليت اقدر اشوفها ..
الدكتور : تفضل من حقك .. بس بالراحة عليها الله يخليك ..
ابتسم ابو فهد وهو يدخل : توصيني عليها .. هذي بنت الغالي ..

كانت شوق منسدحة على جنبها ومعطيه الباب ظهرها .. تتذكر بحزن اللي صار بينها وبين فهد قبل عدة ساعات .. ماتتذكر هي وش سوت بالضبط .. كان حاطه يدها على خده مكان الطراق وتفركها بهدوء .. للحين وهي تألمها ومسببه لها تورم واحمرار .. انتفضت وهي تحس بيدين تمر على شعرها بحنية .. وغمضت عيونها وهي تبتسم لهالاحساس اللي فقدته ..
- شخبارك الحين ؟!..
التفتت وشافت عمها مبتسم بحنية كبيييييرة وجالس جنبها على طرف السرير .. ابتسمت وانهمرت دموعها وقامت قاعدة ورمت نفسها مباشرة على عمها تبكي وتعبررر عن كل شي فاض منها الشهور اللي طافت .. جا الوقت اللي ترتاح فيه من هالهم .. ومارح تلقى احسن من حضن عمها بعد ابوها .. بكت وبكت وعمها يسمي ويقرا عليها .. وينك يا عمي كنت محتاااجة هالشي من زماااااان ...
شوق : انا آسفة ياعمي والله آسفة ..
ابو فهد بحنية : على ايش تعتذرين يا عمري ؟!..
شوق : كنت مفكرة غلط عنكم .. كنت اظن انكم ماتبوني .. وهالفكرة جننتني .. والله جننتني ..
ابو فهد : خلاص الحين عرفتي ان كل الدنيا تبيك .. احد يحصل له شوق وما يبيها .. مجنون اللي يفكر كذا ..
ضحكت شوق وهي تحس بكل الهم ينزاااح منها تدريجيا وتستقر بدالها الرااااحة النفسية المفقودة .. ولما حست بالأمان يرجع يشملها غمضت عيونها براحة وهدت تمااااما لما ظن ابو فهد انها نامت .. لحفها بالغطا وقبل ما يروح مسكت شوق يده ..
شوق : وين ؟!..
ابو فهد ابتسم : اخليك ترتاحين يا عمري ..
شوق : وانت بعد .. ارتاح عندي .. لا تطلع ..
هز ابو فهد راسه بانصياع وجلس بالكرسي الموجود بالغرفة : ان شالله ..
وبعد فترة شوق ماعرفت تنوم رغم انها تحس بالراحة لوجود عمها عندها .. والسبب هو فهد .. هي صح ارتاحت نفسيا لدرجة كبيرة .. لكن متضايقة من اللي صار .. وعرفت انها غلطت بحق فهد لما تصرفت بذيك الطريقة .. كان لازم تواجهه وتقوله بدون ما تعيشه بذاك الخوف .. وبدون ما تجرح كرامته لما بينت بذاك التصرف انها ماتبيه ولا تبي ترجع معه .. وقبل ما تنوم مرتاحة قررت انها تعتذر منه .. أول ما تشوفه ..
كانت الساعة تشير لـ 12.30 منتصف الليل .. وهذي أول مرة تنوم فيها شوق برااااحة من فترة طويييييييلة ..

على نور الشمس الصباح صحت شوق وهي تحاول تفتح عيونها بصعوبة من شدة النور .. ولما تذكرت كل اللي صار امس ابتسمت وهي تذكر الله وتحمده لأنه ما نساها .. تلفتت بالغرفة ولا لقت عمها فبقت بمكانها منسدحة وعيونها بالسقف ومافي بالها غير فهد .. لازم تعتذر له بأسرع وقت ممكن ..
سمعت الباب ينفتح ويدخل الدكتور ووراه عمها فابتسمت له .. وهو بادلها البسمة بابتسامة حنونة ..
الدكتور مبتسم : لأ لأ .. دي مبينة تحسنت أوي .. ها إزيك يا آنسة ..؟!..
شوق بصوت مبحوح : الحمدلله ..
قاطعهم ابو فهد : ها دكتور ما اقدر اطلعها اليوم ..
الدكتور مسك يد شوق يقيس الضغط ويكشف عليها : ها يا آنسة شوق مرتاحة .. بتحسين نفسك كويسة ولا حنحولك على دكتور نفسي ..
هزت شوق راسها : لا انا طيبة الحين ..
الدكتور : ايوه مبين انو مالنا حاجة بالدكتور النفسي لأن صحتها النفسية مبينة توب النهار ده ..
حنا بنفضل تكون بالمستشفى نهار تاني ..
ابو فهد بقلق : ليش فيه شي كبير ؟!..
الدكتور : لا أبدا .. بس تحتاج لرعاية اكثر عشان تتحسن بشكل أسرع .. هي دلوقتي ماشالله تبارك الرحمن فرق مابين البارح والنهار ده ..
ابو فهد : ياليت اقدر آخذها اليوم .. اذا مافي ضرر ..
الدكتور بعد ماشاف حرص ابو فهد : اوكي .. بس تحتاج تخلص شوية اجراءات .. وتقدر تاخذها زي مانتا عاوز ..
طلعع الدكتور وشوق ببطء قامت جالسة ووجهها لللحين تعبان ومبين اصفر ..
شوق : عمي خالتي وينها ؟!..
ابو فهد : قلت لها تروح وما تشيل هم .. من الليل راحت ..
شوق ابتسمت : ومتى بنرجع .. مشتاقة للرياض ..
ضحك ابو فهد وراح لها وهو يمسح على راسها : والرياض كلها مشتاقة لك .. شوي وراجعين بس بروح اخلص اللي قال عليه الدكتور ..
وراح بيطلع لكن جواله دق ورد عليه وهو واقف عند الباب .. وشوي سمعت شوق عمها يضحك ويرجع يطل عليها والجوال بيده ..
ابو فهد يمد لها التلفون : كلمي بنت عمك .. ذبحتني لها ساعة تتصل ..
شوق مستغربة : ندى ؟!..
ابو فهد : ايه من وانتي نايمة تدق تبي تكلمك .. والحين قالت الا تقومها عشان ترد ..
خذت شوق الجوال وهي تضحك وعمها طلع وردت ..
شوق بصوتها المبحوح: الوو ..
وصلها صوت ندى والدموع مبينة فيه : يااا حمارة تدرين انك خاينة ..
شوق ضحكت ولمعت دمعه بعيونها : هلا ندى ..
ندى بخوف : وش صااااير لك ياحمارة تدرين اني مانمت طول الليل .. قاعدة افكر والله بغيت انجن ..
شوق رفعت يدها تمسح دمعتها : انا الحين الحمدلله بخير ..
ندى : وشو عقبه .. عقب مابغيت اموووت .. ابي اعرف انتي شلون تفكرين ..
شوق خنقتها العبرة : ندى خلاص لا تصيحيني .. والله آسفة ..
ندى تبكي : آسفة هذي وين أصرفها قولي لي .. والله خوفتينا كلنا عليك وش هذا يالزفته ؟!..
شوق تنهدت بعمق : خلاص انا بخير الحين لا تشيلون هم .... ( وسكتت شوي ) .... والله اشتقت لكم ..
ندى تحاول تمسك نفسها بس ماتقدر : اللي يشتاق ما يفارق ..
شوق سكتت تمسح دموعها بهدوء وصمت .. وندى انتظرتها تتكلم واستغربت صمتها الطويل ..
ندى تغيرت نبرة صوتها للطف : ها قلبي اخبارك ؟!..
شوق : ........ بخير ..
ندى تحولت للجد : والله والله لو ماجيتوا بسرعة ان اركب تكسي واجي ..
شوق ضحكت : هههههههههه .. لا تخافين عمي راح يخلص الاجراءات مع المستشفى وبنجي على طول ..
ندى تنهدت : آآآآآخ .. واذا ما جيتي ؟!!..
ضحكت شوق : ههههههههه .. لا بجي لا تخافين ...
ندى بقهر : ايه انك سحبتيني امس على وجهي .. دخل فهد الصالة وانا كنت نااازلة والفرح بياكلني الا اشوفه لحاله وانتي مو معه .. ويوم سألناه قال مارضت تجي وخليتها .. خفت أمس انه صاير شي والله لأنه كان غير طبيعي .. اول مرة اشوف فهد بهالحالة امس ..
صمتت شوق وهي تفكر بندم .. وفكرة الاعتذار منه ملكت كل عقلها ..
شوق بنبرة عادية لكن قلبها غير : طيب .. وفهد شخباره ؟!..
ندى : والله ما أدري وصل أمس بالليل ودخل غرفته حتى انه الصبح اليوم طلع من بدري بدون ما يسأل عنك .. واحنا اللي كنا عايشين على نار .. هالولد احيانا مايحس .. يدري انك بالمستشفى ولا يهتم ولا يسأل ..
حست شوق بالضيق للي سمعته .. ما سأل عنها ؟!.. مبين انه زعلان من جد .. شلون مايكون زعلان وهو معطيني كفوف معتبرة أمس ..
رجعت تحط يدها على خدها وهي تحس بالألم خف شوي .. قعدت تفرك المكان وسرحت ونست انها تكلم ندى ..
ندى : يعني انام وأتطمن انك بترجعين ؟!..
شوق انتبهت وابتسمت : اذا ما جيت اذبحيني .. ها شرايك ؟!..
ضحكت ندى : لا مادام فيها ذبح صدقتك .. خلاص روحي بنام لي ساعه قبل ما توصلون .. من الليل وانا قلقانه ماعرفت انوم .. بس الحين ارتحت ..
شوق : الله لا يخليني والله ..
ندى : يالله اشوفك قدام باب البيت ..
شوق ضحكت : ههههههههههه .. مع السلامة ..
سكرت ورجعت حطت راسها عالمخدة وغمضت عيونها .. وبعد نص ساعة دخل ابو فهد يطلب منها تستعد عشان يمشون ..
وبعد نص ساعة كانوا بالمطار .. ومباشرة ركبوا الطيارة اللي انقلتهم للرياض بظرف أقل من ساعة .. طلعوا من المطار وابو فهد يمسك يد شوق ويساندها لأن التعب مبين عليها للحين .. وفتح لها باب سيارة التاكسي كانت موقفة قدام البوابة لكن قبل ما تركب التفتت لعمها ..
شوق : عمي متأكدين انكم مو زعلانين مني ؟!..
ضحك ابو فهد : لا مو زعلانين .. انتي بس اركبي ولا تفكرين بخرابيط مالها داعي ..
ركبت وهي تبتسم وتحركت السيارة فيهم باتجاه البيت .. وهناك كانت ندى تنتظر على نار .. وفهد كان طالع برا البيت من غير محد يشوفه من الصبح وللحين مارجع .. وأخيرا .. عمر الملهوووف والمشتااااق


قمرهم كلهم 06-19-2010 11:34 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجـــــــــــــزء 26



بعد ساعتين من مكالمة ندى لشوق ..كانت ندى فيها نايمه .. صحت على صوت اخوها عمر يصحيها .. تأففت وانقلبت عالجهه الثانية من هالازعاج المسببه لها ..
عمر يهزها بيده : ندى .. قومي قومي ..
ندى وهي مغمضة ومعطيته ظهرها : نعم عمر شتبي ..؟!
عمر : أبي أكلم سوق ..
فتحت ندى عيونها فجأة لانها اتذكرت .. والتفتت للجهة الثانية بسرعة تناظر الساعة .. أكيد هم بالطريق الحين هذا اذا ماكانوا الحين عند الباب ..
رمت باللحاف على جنب وفزت بسرعة لدرجة خوفت عمر وحسبها بتقوم تطقه لكن هي راحت وطلعت للبلكون وطلت من فوق للبوابة .. ماشافت احد وسيارة ابوها ماوصلت للحين ..
ورجعت للغرفة وشافت عمر واقف : عمر انزل تحت بعد شوي بتجي ..
ابتسم عمر برضى وسبقها تحت .. وهي غسلت وغيرت بجامة النوم وطلعت .. وقبل ما تنزل الدرج التفتت لغرفة فهد .. وراحت لها ودقت الباب .. بس ماسمعت جواب وفتحته ..
كانت الغرفة مظلمة وعلى حالها من الصبح .. يعني للحين مارجع الأخ .. هزت راسها وهي تفكر باللي خلا حاله أمس ينقلب وبشكل غريب .. كان الفضول بيذبحها وكانت بتسأل شوق وش اللي صار بالضبط بينها وبينه لما كلمتها الصبح .. بس صوتها التعبان خلا ندى تتراجع .. وقررت انها تنتظر لما ترجع للبيت وتشوفها بعدها بتسألها ..
نزلت تحت وكالعاده نايف جالس عند البليستيشن رفيقه الحبيب .. لما شافها سألها ..
نايف : اقول شوق متى بتجي ؟!..
ندى ابتسمت : وينها خل تشوفكم منتظرينها على نااار عشان تقتنع ؟!!..
نايف : تدرين ليش أبيها ترجع ؟!..
ندى وهي تجلس عالكنبة : ليش يا فهيم ؟!..
نايف : عشان ابي احد يلعب معي ويتحداني بالبليستيشن مثل ما تسوي هي .. مو مثلك انتي ..
ندى رجمت عليه المخدة اللي جنبها : مااالت عليك .. قل مشتااق لها مو ( تقلده ) .." عشان تلعب معي " .. وبعدين انت مو بزر تبي احد يلعب معك .. لو انه عمر كان قلنا يمكن ما يخالف ..
نايف ماسك ضحكته : اوف ..
طنشته ندى وراحت للتلفون تتصل على ابوها .. بس محد رد وجربت مرة ثانية وبعد محد رد ..
ندى ترجع السماعة مكانها بضيق : مايردوون .. اوووففففففففففف ...!!
ضحك نايف عليها وعيونه عالتلفزيون : ههههههههههههه .. الحمدلله والشكر ..
ندى بضيق : ضحكت من سررك بلى ..
وجا ببال ندى انها تروح للمطبخ تجهز عصير على ما يوصلوون .. ومنها تفتك من مناقر نايف اللي ما ينتهي ..

بما انه الوقت كان بعد الظهر بشوي .. وهالوقت قليل ما يجتمعون فيه الشباب بالقهاوي لأن كل واحد يكون منشغل بأشغاله ولا بالغدا ولا بأي شي ..
كان فهد جالس بالنادي مع احمد يلعبون رياضة .. وبالعادة كان التحدي قايم بين الاثنين لكن هالمرة فهد منقلب رأسا على عقب .. جالس بدون لعب بس يراقب أحمد اللي كان يلعب تنس مع شاب متعرفين عليه من فترة بالنادي .. وهالشاب اسمه " مهند "..
فهد جالس عالطاولة وكوب الكوفي بيده وجالس بصمت .. والعذاب الي يحس فيه من أمس مستمر معه لليوم والى هاللحظة .. حتى النوم ماعرف ينوم زين .. كره البيت لذلك طلع من بدري وجلس بالنادي من ذاك الوقت بعدها اتصل على احمد يجيه ..
احمد لاحظ حالته الغريبة بس ما زود عليه بالأسئلة .. لأنه سأل مرة لكن فهد مارد .. وبعدها بساعة سأل مرة ثانية لانه استغرب حالته الغريبة .. وفهد رد عليه بكلمة خلته يسكت ومعد يتكلم .. فتركه لحاله وراح يلعب مع مهند لعل وعسى يرتاح شوي ..
بعد ساعة من اللعب وقفوا احمد ومهند وراحوا وجلسوا عند فهد ..
مهند : هااا فهد اخبارك ؟!.. شفيك عسى ماشر ؟!..
فهد ابتسم : ماشر ..
مهند : تصدق من دخلت وانا مستغرب حالتك .. بغيت أسألك شفيك بس احمد نصحني لا تسأله لأنك شرشحته مسكين .. بس بصراحة الوضع زاد عن حده لنا ساعتين نلعب وانت على نفس الحاله ..
فهد : ولا شي بعدين لا تزيدون علي أسئلة انا جااي هنا أرتاح مو عشان تحققون معي ..
مهند قام يمثل الخوف : ياساااتر ياساااتر .. ( لف لأحمد ) .. أقووول مع السلامة لا يذبحني ولد خالتك ..
ضحك أحمد : هههههههههههه .. وين على الله ؟!!..
مهند وهو يوقف : والله يكفي لعب اليوم .. لازم أطلع وراي شغل ..
احمد : الله معك ..
من اختفى مهند عنهم لف أحمد لفهد .. وفهد فهم انه بيبدا معه تحقيق جديد وقبل مايصده تكلم أحمد : بلا صراااخ لأكفخك بهالمضرب اللي معي ( ويرفع المضرب بيده على انه بيضربه ) .. سؤال واحد وجاوبني عليه ..
فهد : حمود انا قايل لك لا تسألني ..
احمد : وش اللي لا تسألني .. من جدك انت .. انت صاير لك شي .. تفهم .. مو طبيعي اليوم قلي ..
فهد شال اغراضه وقام واقف واحمد مسكه من يده ووقف معه ..
احمد : وين تعال .. جاوبني قبل ..
فهد : ..........
احمد بنظرة : وش صاير لك امس ؟!..
فهد بضيق : ماصار شي فكني عااد .. ما صارت ..
سحب يده وراح لسيارته واحمد اخذ اغراضه وراح وراه .. ركب فهد وسكر الباب بعصبية وشغل السيارة واحمد قبل ما يمشي فتح الباب ..
احمد : فهيد وين رايح ؟!..
فهد تأفف : بروح للبيت ..
احمد بجدية : أكيد ..
رفع فهد عينه له بنظرة مزدرية : مالك حق تسألني أكيد ولا مو أكيد ..
احمد طالعه بنظرة عدم تصديق .. شفيه حتى أسلوبه اليوم غير طبيعي .. لكن احمد ما أثر فيه شي وزادت جديته أحمد : عالعموم ما رح أسألك بتبعك للبيت ..
فهد تم ساكت وعرف ان احمد بيعاند بهالشي فحاول يخفف من حدة كلامه واسلوبه ..
فهد بشوية لين : لا لا ماله داعي .. بروح للبيت أرتاح صاحي من الفجر .. تعباان يا أحمد اليوم .. هذا كل شي ..
احمد بعد صمت كان يتأمل فيه وجه فهد : ولو اني شاك انه صاير لك شي .. الله اعلم فيه .. بس بخليك ..
فهد مد يده بيسكر الباب بس أحمد ماتحرك .. فرفع عينه له يبيه يبعد واحمد انتبه .. وضحك يحاول يلطف الجو ويضحك فهد معه .. لأن ملامحه كانت مرة عابسة وجامدة ..
احمد وهو يبعد عن الباب : هههههههههههه .. اضحك يا أخي .. وبعدين .. بتجي اليوم للشباب ولا لا ؟!..
فهد : ما أدري ما أظن .. أقولك تعبان ..
احمد : سلامتك أجل ..
سكر فهد الباب وتحرك رايح للبيت .. وطول الطريق كان يستعيد كل اللي صار أمس .. ثلاث اشياء هي اللي مضايقته ..
أولها .. الحقيقة اللي اكتشفها عن شوق .. بعد ما ظن انها تحبه ..
لما ظن بالبدايه بحبها له حس بشعور غريب وراحة لأنه من فترة كان خايف انه يكتشف عن نفسه انه يحبها .. وهالخوف داخله كل ماله ويكبر لأن حس نفسه مو قادر يسيطر على حاله بهالاحساس .. ماكان يبي يتعلق فيها .. لكن لما سمع كلمات مشعل تحطمت هالصورة عنها كليااا .. هو فكر بالبداية .. شلون بيعرف مشعل انها تحبه الا اذا اعترفت شوق نفسها بهالشي .. او مثل ما قال انقلت له اخته هالشي ..
وثاني شي ضايقه .. الاسلوب اللي اتبعته شوق بالرفض البارح ..
ابتسم وهز راسه بسخرية .. وش اللي يخلي شوق ترفض الرجعة الا لهالاسباب .. عشان تتم بجنب الحبيب ..
وثالث شي واللي كان بمثابة الضربة القاضية ... اتهام ابوه له ..!!
شي عور قلبه بالبداية .. انه يتلقى هالكلمة من ابوه .. واللي هو موصيه من البداية على بنت عمه .. شلون يفكرون انه بيأذي بنت عمه حتى ولو وصلت فيه النذالة مواصيلها .. شي قوي الصراحة ..!!
ضحك بصوت عالي وهو يحس انه انخدع .. انخدع من نفسه .. والله يافهد وصرت مو فاهم نفسك .. اذا كنت مو قادر تسيطرعلى نفسك ليش ارخيت الحبل على قلبك .. والله مصخرة .. انا هالبنت تقلبني !!..
بنت ماعرفتها الا شهور معدودة .. تقلب حالك يافهد ..
تحولت ملامح فهد للجد والقسوة لما وصلت أفكاره لهالنقطة .. ماكون فهد اذا ماكرهت قلبي فيها مثل ما خليته يميل لها بحرية ..
اعجبته هالفكرة لأنه بتكون فيها راحة لقلبه ولنفسه ولروحه ..

بسيارة ابو فهد ضحكت شوق وهي تسمع لعمها ولكلامه .. ولعاشر مرة رفعت يدها تشوف الساعة وترفع عينها لزحمة السيارات ..
ابو فهد : وش عليه مستعجله طولي بالك ..
شوق : ان شالله ..
بس رغم تعبها وارهاقها ما تقدر .. تبي ترجع لبيت عمها وتحس انها وصلت وتطمئن ..
ابو فهد لف لها يتأمل وجهها : ها شخبارك للحين تعبانه ؟!..
شوق بصوت مبحوح : شوي .. احس راسي شوي ثقيل ..
ابو فهد : كلها كم يوم وتتحسنين .. مثل ماقال الدكتور لازمك راحة ..
شوق ابتسمت على هالجرعة الزايدة من الاهتمام : ان شالله ..
ودق جوال ابو فهد للمرة العاشرة .. ومن سمعتها شوق ضحكت لأنها عارفه مسبقا من هو المتصل .. وابو فهد ضحك معها ..
ابو فهد بعد ما شاف الاسم : هذا البيت .. اكيد ندى ..
شوق : اكيد بعد مافي غيرها لحوح بالتلفونات .. لما كلمتني اليوم هددتني تهديد الله لا يوريك ..
ابو فهد : والله ما ينفع لك الا هالبنت ..
شوق : ههههههههههه .. الا تخوف بعض الأحيان .. يمه منها ..!!
ابو فهد : هههههههههههههههههه ..
شوق لاحظت ان التلفون مستمر بالرنين وابو فهد متجاهله : عمي ليش ماترد .. لها ساعة وهي تدق ؟!
ابو فهد : خليها .. شوي وواصلين خليها تكون مفاجأة ..
ابتسمت شوق برضا عالفكرة .. وتمت تتخيل ألف وجه ووجه لندى لما تشوفها قدام باب البيت مثل ما قالت ..
دخلوا الحي .. ووصلوا للبيت ووقفوا قدام البوابة .. وبنفس اللحظة وصلت سيارة ثانية ووقفت قدامها .. كانت سيارة فهد ..
شوق انتبهت له قبل لا تنزل وتعلقت عيونها فيه وتمت ساكنه بمكانها .. ارتبكت قبل ما تنزل .. خاصة وهي تشوفه لابس النظارة الشمسية وجالس داخل السيارة ولا تحرك وعلى ملامحه جمووود تام .. شي ما طمنها ابدا ..
التفت ابو فهد لها وهو يفتح الباب : لحظة خليني اساعدك ..
شوق مابعدت عينها عن فهد : ان شالله ..
نزل ابو فهد من السيارة وراح لناحيتها وهو يبتسم لولده فهد اللي ماكان منتبه له ابدا .. لأنه كان يطالع شوق بأسلوب مزدري جدا .. ولما شاف ابوه يعطيه ظهره عشان يساعد شوق نزل من السيارة وتوجه لداخل البيت بدون ما يلقي السلام او يقول كلمة ..
انتبهت شوق لهالتجاهل .. وعور قلبها هالشي .. ولما فتح عمها الباب استندت على يده عشان تنزل بهدوء .. ومشت بخطوات هادية لداخل البيت بعون من عمها .. وهي تتمنى تشوفه داخل ..
خذت شوق نفس وهي تتخيل الاستقبال اللي بيكون من البقية .. وفتحوا الباب ودخلت وعمها وراها .. وأول شخص طاحت عينها عليه كان عمر اللي موقف بوسط الصالة يطالعها بفرح وغير مصدق .. ابتسمت له وعمر ركض لها بحماس .. وهي بتلقائية وبنفس الحماس نزلت له واستقبلته بحضنها بدموع حارة ..
عمر كان ميت ضحك من الفرح : هههههههههههههههههه .. سووووق .. جيتي جيتي !!!..
شوق كانت ضامته بقوة كبيرة وهي تفكر .. شلون كانت بتشيل عمر من حياتها وبتبتعد بعد ما صار بالنسبة لها مثل اخوها الصغير وأغلى بعد ..
وصلها صوت ندى : ..... شووق ؟!!!!
رفعت راسها لها واستندت عالجدار عشان توقف .. شافت ندى واقفة على آخر عتبة بالدرج ومبتسمة بخبث ..
مشت ندى لها بهدوء وهي فاتحة ذراعينها وتضحك : مالك طلعة من هالبيت الا على موتي تفهمين ..؟!!..
وصلت ندى عندها وشوق مباشرة حضنتها ودموعها تهطل بصمت .. وبعد عناااق طوووويل رفعت ندى راسها تتأمل وجهها الشاحب المصفر ..
ندى بلطف : الحمدلله عالسلامة ..
شوق مبتسمة : الله يسلمك ..
طلت ام فهد من وراهم وماترددت شوق لحظة انها تسلم عليها بحرارة وتعبر عن شوقها لكل فرد منهم .. حضنتها ام فهد وهي تتحمد لها بالسلامة وبعدها جا دور نايف اللي كان يمثل عليها دايما دور العاشق الولهان وماقصر هو بعد بالسلام الحار .. ومن بعده جت دور منى الناعمة الهاديه ..
بعد ما انتهت شوق منهم كلهم حست بفرد ناقص .. تحسه أهم فرد فيهم .. تلفتت بهدوء بالصالة الكبيرة تبحث عنه بدون ما تحسسهم .. بس ما لقت له أثر .. حز فخاطرها أكثر لما حست بعدم اهتمامه ..
ندى قالت لها بالتلفون انه ما سأل عنها والحين لما شافها ما كلف نفسه عالأقل يقول الحمدلله عالسلامة ..
حست بابو فهد يحوط كتفها بذراعه : تعالي استريحي ..
مشت بانصياع وجلست عالكنب وعمر أول واحد حجز له مكان بحضنها ..
ابو فهد يعاتب عمر : عمر ابعد عنها تعبانة خلها ترتاح ..
عمر بعناد جلس بحضنها : للللللللللللللأ ..
ابتسمت شوق وجذبته أكثر لحضنها وهي تسند راسها على راسه ..
شوق : اشتقت لك عموري ..
عمر مستانس بجلسته : وانا بعد ..
وندى بعد راحت من جهة وجلست بجنبها : ما وحشناااك يالدبا ؟!..
ابو فهد يمزح : أي دبا .. الا شوفيها ذبلااانة .. الدكتور موصي بالاكل الصحي ..
ندى تضرب على صدرها بفخر : ولااااا يهممممك يبا .. انا الشيف ندى بشرف على أكلها بنفسي ..
ابو فهد يضحك وشوق معه : بعدي والله بنتي .. عقبااال ما شوفك دكتوورة ان شالله ..
ندى تقهقه باستنكار : يبااااا نسيت .. انا ادارة أعمال .. وش جاب الطب للأدارة ..
ابو فهد : ما عليه اهم شي الدكتوراه .. ( ولف لشوق ) .. انتي وشوق نبيكم تاخذون الدكتوراه وترفعون راسي ان عندي بنات حققوا هالشي ..
ابتسمت شوق برضا لهالكلام .. وخاصة لم نطق " عندي بنات " ..
ندى : ان شالله يبا نحاول .. بس هاا ترا ما نوعدك ..
ضحك ابو فهد وهو يقوم : يالله انا راقي لغرفتي اغير ملابسي وارتاح شوي .. وندى خذي بنت عمك وديها لغرفتها ترتاح ..
عارضت شوق : لا عمي .. انا طيبة الحين .. بعدين بروح ..
هز ابو فهد لها راسه وطلع لغرفته وام فهد تبعته .. ومن راحوا رجعت شوق تفكر بقلق وبتأنيب .. ياترا بيسامحني ولا لا ؟!..
انتبهت لندى تقوم : بروح اجيب لك كاس عصير ..
ابتسمت شوق : مشكورة ..
راحت ندى عنها للمطبخ ورجعت تسولف مع عمر اللي مابعد عن حضنها لحظة ..
عمر منزل راسها يلعب بالخاتم اللي في يدها : سوق انتي تعبانه ؟!..
شوق وهي تضمه لحضنه وتتنهد : شوية تعبانه .. شوي وأطيب ..
انشغل عمر وهو يلعب بخاتمها وهي سرحت تتامل شعره الأسود الناعم .. وحاسة برضا تااام لأنها عدلت عن الخطوة اللي كانت مقدمة عليها .. أحد عنده مثل هالأهل ويخليهم ؟!..
رجعت ندى بكاس العصير وقدمته لها .. شربت نصف الكاس وعمر ضاربها عالنصف الثاني واخذه منها بالقوة ..
وندى مستغربة منها : عمووور عيب البنت تعبانه ..
شوق : خليه .. شربت اللي يكفيني .. والله لو يطلب روحي أعطيه .. أموووووت فيه هالولد .. ( وضمته بقوة بدون ما تمل )
ندى : ماودك تطلعين فوق ترتاحين ..
شوق مترددة ماتبي تطلع قبل لا تشوف فهد فقررت تسأل عنه : خلينا شوي .. الا اقول ..
ندى باهتمام : لبيه ..
شوق تحاول تكون عفوية : ما شفت اخوك ..
ندى فهمتها : فهد ؟!..
شوق هزت راسها بصمت : ...... كأني شفت سيارته برا ..
ما بغت تقول اني شفته ينزل من السيارة ويدخل فقررت تستخدم صيغة السؤال .
ندى تحولت ملامحها من اللين للعصبية فجأة : خليك منه .. واحد بارد ماعنده دم ..!!!
شوق بهدوء : ليش ؟!..
ندى بانفعال : يعني يعجبك اللي سواه .. انتي طايحه بالمستشفى وهو يطلع يونس حاله بدون حتى ما يسأل عنك ويشوف أخبارك .. ولا اللي سواه قبل شوي كمل الناقص ..
شوق : ليش ؟!.. وش سوى قبل شوي .. وبعدين يمكن مشغول ..
ندى : مو مشغول الا واحد غير مهتم ومطنش اللي حوله .. قبل شوي دخل البيت وقابلته فوق عند غرفته .. ولما سألته انه ينتظر شوي عشان انتي بتوصلين تدرين وش الرد اللي قاله ..
شوق بترقب وهي تنتظر ضربة جديدة منه : وش قال ؟!..
ندى تقلد ملامح وجهه المزدرية لحظتها : ماني رايق لا لك ولا لها .. انا تعبان وبرتاح .. ولا احد يزعجني ..
شوق سكتت بخيبة أمل وندى ربتت على كتفها تخفف عليها : ماعليك منه .. هالأسلوب يستخدمه معنا كلنا حتى معي مثل ما انتي عارفة لا تشيلين بخاطرك .. ولا انتي ماعرفتي فهد للحين ؟!..
ابتسمت شوق لها : اخوك ما افهمه .. واظن عمري مارح أفهمه ..
نزلت شوق راسها مرة ثانية تفكر.. الا فجأة حست بيد ندى ترفع راسها وتلفه يمين وشمال تتأمل خدها المحمر ..
ندى بعبوس تتأمل الكدمه : وش هذا ؟!..
شوق ضحكت وهي تحس بلوعة داخل أعماقها من ذكرى أحداث أمس : هههههههههه .. وشو ؟!..
ندى : شفيه خدك ؟!.. اللي يشوفه يقول جمرة ..!!!
شوق وهي تتذكر وجه فهد الغاضب منها بعد الطراق : ابد سلامتك .. طايحه على خدي من السرير وانا نايمه ..
ندى : والطيحه تسبب لك هاللون كله ..!!
شوق مبتسمة بهدوء : السرير كان عالي والطيحه كانت قويه .. هههههه وبعدين لا تخافين بكره ان شالله تلقين اللون رايح ..
ندى بلطف : يعورك ؟!..
شوق : شوي ..
ندى بنبرة خبث ونظرة شقية : تبينه يطيب ؟!..
شوق : اكيد .. اجل تبين وجهي يقعد ملون ..
قربت منها ندى وباستها على خدها ورجعت مكانها وبنبرة ثقة : ما دامك حصلتي على بوسة من الأميرة ندى .. بيطيب .. يكفففففي بس انك حصلتيها مني .. مو أي احد يحصلها ..
شوق تجاريها : ايه بصراحة معك حق .. بوستك فيها سحر عجيب ..
ضحكت ندى وقامت ووقفتها معها تساعدها عالوقوف .. وعمر نزل من حضنها وراح مع اخوه نايف يلعب ..
اما شوق وندى راحوا لغرفة الأولى وندى طلبت من الخدامات يطلعون شنطة شوق فوق .. شوق لبست لها بجامة أي كلام ورمت نفسها عالسرير بتعب .. وندى طلعت من عندها بعد ما سكرت النور والباب ..
ورجعت لغرفتها وهي مرتاااحة ومنشرحه عالأخير بعودة شوق أخيرا .. فراحت شبكت النت تضيع وقتها لما تصحى شوق ..
وبعد دقايق دخل المجروح اون لاين .. فابتسمت لأنه جا بوقته ..
المجروح : هالللوووووو ...
^_^ : هلا وغلا ..
المجروح : أخبار الغالين ؟!.. وش مسوووين ؟!..
^_^ : كلو تمام .. اقولك ..
المجروح : يا لبيـه ..
^_^ : تعرف بنت عمي اللي كلمتك عنها .. المسافرة للشرقية ؟!..
المجروح : شفيها ؟!..
^_^ : رجعت اليوم .. أخييييييييراااا ..
المجروح : ههههههههههه .. وانا اشوف هالوجه المبتسم وش وراه .. المهم أخبارها ؟!..
^_^ : بخير الحمدلله بس شوية تعبانه .. توها جايه من المستشفى ..
المجروح : ليش سلامتها من كل شر ؟!..
^_^ : بصراحة انا ماعرف التفاصيل بالضبط .. وان شالله بعد ماترتاح رح اسألها لأن هذا شي محيرني من أمس .. أهم شي انها رجعت وهذا اهم مافي الموضوع .. ماتدري وش قد غلاتها عندي وبقلبي ..
المجروح : شكلك يا ندى طيبة بشكل اكثر من ما انا متصوره .. وهذا أحلى شي فيك ..!!
^_^ : ..... ^_^ تسلم من ذوقك .. أيها العزيز الغالي ..
ضحك المجروح : هههههههههه .. العزيز الغالي ؟!..
^_^ : ya .. .. انت عزيز وغالي .. يا طلوووول ..
المجروح : ههههههههههه .. بس عزيز وغالي ؟!.. مافي غيرها ؟!..
ندى فهمت قصده : ... للحين .. انت عزييييز وغاااالي ومافي غير هالكلمتين .. تبيهم أهلا وسهلا ماتبيهم وماعجبوك مستعدة أسحبــهم .. توفر علينا بعد ..
المجروح : هههههههههههه .. يا طماااااااااعة .. خلاص خلاص أبيهم كل شي من ندى طلال أبيــــه ..!!
ندى ردت بأسلوب فيه شوي من الغرور ..
^_^ : أصلا..........
المجروح : ايوه ؟!..
^_^ : يحصلك بس انت تلقى الكلمة الحلوة من الأميرة ندى ؟!..
المجروح : أوف أوف .. أثر فيك عرق غرووور وانا مدري ..
^_^ : المفروووض تكون شاطر وتعرف هالشي .. بحكم دراستك ..!!
المجروح : لا هالمرة فاتت علي هالنقطة .. الا تعالي .. وش سر الأميرة ندى هذي .. ماخذه بنفسك مقلب على فكرة ..
^_^ : هههههههههههه .. لا ابدا .. اللقب هذا مصاحبني من صغري .. من شخص واااحد بس ..
المجروح : من هذا ؟!..
^_^ : سررررررررررر ..
المجروح : بيني وبينك مافي أسرار ..
^_^ : واحد وبس ..
المجروح : غناتي قولي .. تعرفيني احب اعرف كل شي عنك ..
^_^ : أوكي ...
المجروح : من يكون ؟!..
^_^ : هذا أحمد ...
المجروح : من أحمد ؟!..
سكتت شوي وبعدين ردت عليه بشوية اكتئاب : هذا اللي كانت علاقتي العاطفية فيه فااشلة .. الخاااين ..
سكت المجروح لحظات طويلة وندى تنتظره يرد بس مارد ..
^_^ : طلوووول وين رحت ؟!..
المجروح : ..........
^_^ : طلوووول شفيك ؟!..
المجروح : انت للحين تحبينه صح ؟!..
استغربت ندى منه وردت شوي بعصبية : وش هالكلام انا قلت لك اني بديت انساه وفعلا انا بديت انساه ..
المجروح : تلعبين على نفسك ..
زاد استغراب ندى منه ومن كلامه .. شلون يعني العب على نفسي ..!!!!
^_^ : شلون يعني .. انا خلاص معد صرت أحبه .. نسيتــه ..
المجروح : واضح !!.. والدليل انك للحين تستخدمين اللقب اللي يقولك اياه .. ومتعلقة فيه ..
قطبت ندى لأنها حست بكلامه انه معصب وزعلان : عادي هذا ما يثبت شي ..
المجروح : الا يثبت .. مبين ان رواسب الحب عندك للحين باقيه ما اختفت ..
ندى ضايقها هالكلام .. ومن أسلوبه الجاف : اسمعني مو يعني انك عرفت اشياء عني كثيرة انك على حق في هذي ..
المجروح : اوكي انا حبيت انبهك بس .. مع السلامة انا طالع ..
وقبل ماترد عليه طلع وصار اوف لاين وندى جالسة تقرى كلماته بشي من الدهشة .. اقوله انا بديت أنساه وهو يقول ان فيه رواسب حب باقيه بقلبي ما راحت ..
جلست صامته تفكر بالشي اللي ضايقه وزعله وخلاه يطلع بهالشكل .. !!! .. مهما صار انا بديت انساااه واذا كان فيه رواسب حب مثل ماقال طلال .. فـ أنا بمحيها بنفسي ..

دخل أحمد المقهى المعتاد وشاف الشباب جالسين بالركن نفسه .. لما شافه اسامة اشر له بيده ولما قرب منهم شاف عبدالله يقطب مستغرب ..
عبدالله : وين فهوود أجل ؟!..
احمد سحب له كرسي وجلس : ماجا .. ويقولكم مارح يجي لانه تعبان اليوم ..
حسين : ليييش عسى ما شر .. شفيه مو من عوايده ما يجي ؟!..
أحمد تنهد بحيرة : والله ما أدري .. أمس اتصل علي وقالي انه بيروح الشرقية واليوم متصل علي من الساعة ثمان الصبح وطلب من أجيه بالنادي ..
اسامة مستغرب : متصل لك ثمان الصبح ؟!.. وش مصحيه من ثمان ؟!..
أحمد وهو يحك رقبته بحيرة : ما أدري .. بس ولد خالتي غريب اليوم .. مبين انه تعبان من جد ..
حسين طلع جواله من جيبه بسرعة : بدق عليه وبشوف ..
رفع احمد يده يوقفه : لا .. يمكن يكون نايم ونزعجه ..
حسين بعدم اهتمام اتصل : ماعلي منه بشوف وش سالفته ..
وبعد دقيقة رجع الجوال عالطاولة : ما يرد ..!!
احمد : قايل لك نايم مارح يرد ..
حسين انتصب بجلسته بمواجهة احمد والجد مبين بوجهه : والله احمد اقلقتني وش فيه فهد ..؟!..
احمد بضيق : والله علمي علمك .. مانطق بحرف اليوم .. كل ما سألته مايعطيك جواب الا ينفخ عليك لما يخليك تكره نفسك ..
بعد ساعة قام أحمد وانتبهوا له ..
عبدالله : على وين ؟! .. بدري !!
أحمد : رايح للبيت .. وبطريقي بمر فهد اشوفه ..
حسين وقف معه : بجي معك ..
احمد يأشر له يجلس : ويييين تروح معي .. اجلس وانا بشوفه .. ويمكن أحصله نايم بعد ..
طلع احمد للشارع وحسين يصوت له بصوت عالي : دق علي طمني .. ولا خل فهد يكلمني بنفسه ..
أشر له احمد براسه بالايجاب وهو يفتح باب السيارة .. وركب ومشى لبيت ابو فهد ..


ندى من بعد الكلام اللي قاله لها طلال معد صارت واثقه من نفسها ومن مشاعرها لأحمد .. كانت تحس انها بدت تنساه فعلا ومعد صار يملك تفكيرها مثل اول .. بس طلال شككها بنفسها ..
لذا بدت الحين تتخلص من كل شي عن احمد وخاصة كتاباتها عنه .. والأوراق الملونة المعطرة اللي كانت تكتب فيها احاسيسها بأي وقت وبأي زمن يطري لها فيه ..
طلعت الدفتر اللي لازمها لفترة طويلة واللي كان مليان ورد مجفف ومعطر وبينهم صورة احمد .. هذا الدفتر كان رفيقها دايما وحافظ لأسرارها ..
جلست على طرف سريرها وهي تتنهد وتمرر اصبعها على الأوراق المنثورة عليه بفوضوية ..
معقولة بعد كل هالمدة اتخلص منها .. مع انها اشياء صغيرة تافهه الا انها تشكل جزء مني ومن شخصيتي ومسجلة فيها أحداث من حياتي ..
كان كل اللي بالاوراق والدفتر .. أشعار .. خواطر .. ومذكرات خاصه .. مو أي مذكرات .. كانت تكتب المذكرات كل ماصار بينها وبين أحمد أي شي .. يعني كل مذكرة لازم يكون فيها اسم احمد ..
خذت قرار نهائي انها تتخلص منها .. بس باقي حلقة أخيرة ناقصة منها .. لازم تكلمها وبعدين تتخلص منها ..
كانت ندى مسجلة فيها بداية احساسها بالحب ..
وبعدها لما حست انه يزيد ويزيد لدرجة تغلب عليها ومو قادرة تسيطر عليها ..
وبعدها صدمتها لما اكتشفت حبها اللي ينبع من طرف واحد ..
وبعدها اكتشافها للخيانه ..
وبعدها اصرارها انها تتخلص منه ..
والحلقة الأخيرة من هالحكايه .. وهي المفقودة .. واللي بيكمل سلسلة أوراق تحمل أسرارها الخاصة ..
انها تقر وتأكد انها نسته فعلا .. وان حبه مات وانقتل على ايديه .. ان احمد هو اللي قتل هالحب بيديه ..
سحبت لها ورقة من الدرج وبدت تكتب نهاية هالسلسلة الطويلة من المشاعر ..
ما عدت أحب ..!!
ربما تسأليني يا ورقتي العزيزة ..
ربما تغارين من بقية الاوراق ..
ربما تقولين لمَ انا فقط من احمل مشاعر الحب المقتولة .. لم انا فقط التي لا تحمل كلمات حبك لأحمد ..
لم بقية الأوراق مسجلة فيها عشرات كلمات الحب وانا لا ؟ّ!..
فأجاوبك .. ربما لأنك آخر ورقة تسطر نهاية حبي لأحمد .. فأنا ما عدت احبه وهذه هي النهاية .. وانتِ من تحمل النهاية ..
اعذريني .. لكن هذا قدري .. واحمد هو المسؤول ..!!.

انتهت ندى من الكلمات البسيطة هذي وثنت الورقة مرتين ودخلتها داخل الدفتر مع مجموعة من الأوراق ..
وبدت ترتب البقية لكنها سمعت دق خفيف عالباب : مين ؟!..
انفتح الباب ودخل عمر وعلى وجهه ابتسامة بريئة ... خبيــثة ..!!
وقفت ندى واقفة ويدهاعلى خصرها وتبادله نفس النظرة لأنها حست وراه شي : نعم عمر .. وش تبغى ؟!..
تقدم عمر لها ووقف بالجهه المقابله لها بينها وبينه السرير .. مال بوقته وهو يشبك يديه ببعض ..
عمر : ابي .. حلاو ..
مسكت ندى ضحكتها .. الولد صار يتطلب واجد هالايام .. كله من شوق مدللته ومدلعته دلع ..!! ما أظن ان احد حصله قبله ..
ندى وهي تهز راسها بحزم مصطنع : لا لا لا .. مافيه ..
برطم عمر وحاس بوزه : الا .. ابي ..
ندى : قلت لك لا .. مافي خللللص ..
عمر : كــــذاااابة ..
بققت ندى عيونها من الصدمة : انا كذااابة ؟!..
عمر يهز راسها : ايه .. سوق تقول ان ندى عندها حلاو كثيييييير .. انتي كذاااااااابة ..
ندى وصوتها علا شوي من الغيظ : احترم نفسك لأجي ألفعك بطراق ماتبي غيره .. يا قليل الأدب ..
عمر : انتي أثلا بخيلة ..
ندى شهقت : من علمك هالكلمة بعد ..؟!
عمر ضحك بخبث على شكلها : سوووووووق تقول .. ههههههههههه
ندى انقهرت .. وتوعدت شوق بسرها : وشوق وينها الحين .. ما قامت ؟!..
عمر : لا ..
ندى تذكرت الشغل اللي بتكمله وطالعت الأوراق الكثيرة المنثورة قدامها : طيب يالله اطلع خلني اكمل شغلي ..
عمر كان معفس بوزه منها .. ولفت انتباهه الدفتر الموجود عالسرير بين أوراق كثيرة ملونة ومنثورة .. فسحبه وقعد يقلب فيه ويتأمله ..
ندى مالت فوق السرير وهي تمد يدها له : عطني الدفتر ..
عمر كان يقلب فيه وهو معفس وجهه .. ورفع عينه لها بنظرة خبيثة : اول عطيني حلاو ..
ندى بصدق : ماعندي .. خلص اليوم ..
كان تتكلم صدق هالمرة .. وعمر ماصدقها خبا الدفتر ورا ظهره وهو يتراجع للباب : مابي .. ابي حلاو ..
ندى تنرفزت لأنها ماتحب يكون الدفتر بغير يدها : عمر .. عطني الدفتر ولا وريتك ..
عمر هاللحظة اطلق ضحكة عالية لأنه حس بمتعة الموضوع .. فانطلق رااكض برا الغرفة وضحكاته وراه ..
اما ندى نطت فوق السرير ولحقته وهي تصرخ : تعاااااااال ياحماااار والله لأوريـــك ..
وصلت للصالة الفوقية بس كانت خالية .. وارتبكت لأنها خافت ان الدفتر يطيح بيد أحد : عمـــر .. رجع لي الدفتر ولا ترا مافي حلاو ..
سمعت عمر يضحك وراها .. ولما التفتت شافته يظهر من ورا الكنبة ويهرب .. فصرخت وهي تلحق وراه : تعااااااال عميــر .. لا تلوم الا نفسك وقف وهات الدفتر .. عمـــر ووججججع ..
نزل عمر الدرج يركض ومستمر بالضحك الهستيري .. وندى قبل ما توصله زلقت وبغت تطيح على وجهها بس حطت يدها وهي تتوعده ..
رن الجرس بهاللحظة بس ما اهتمت وقامت واقفة ونزلت الدرج بس لما وصلت الصالة كانت خاليه مافيه أحد ..
راحت للمطبخ مالقت احد فيه .. ورجعت للصالة وهي تلهث من التعب .. ياربي هالولد بيجنني ..
وقفت بنصف الصالة ويديها على خصرها وتدور بعيونها بالأنحاء .. يمكن يكون متخبي هنا ولا هنا .. لكنه ماكان متخبي بالصالة لأن الباب انفتح وطل منه راسه الصغير والابتسامة الخبيثة البريئة على وجهه .. وبدا يطلع لها لسانه .. ويسوي لها بوجهه حركات تقهر ..
ندى انقهرت وراحت له تركض بس هو رجع يطلع وتسكر الباب .. وصلت وتوها بتفتح الباب سمعت عمر يضحك ويسولف مع احد .. وبعد لحظة دار قفل الباب وانفتح .. ودخل منه احمد وهو يضحك وشايل عمر بيده ..
احمد وهو يضحك ويبوس خده : ممكن تعلمني ليش تضحك ؟!..
وندى تتابع الموقف مذهولة ومرتاعة .. رجعت خطواتها لورا ببطء تبي تختفي عنه ماتبيه يشوفها .. لكن عمر هو الفضيحة بعينها وعلمها ..
عمر مستانس واحمد شايله وعارف ان ندى الحين ماتقدر تضره بشي فطلع له لسانها يحرها : ما تقدلين تضلبيني ..
ندى ماكانت تطالعه كانت تطالع الشي اللي ارعبها وخلى روحها تطلع وقلبها يطيح من بين ضلوعها ويهوي للأرض ..
كان الدفتر بيد احمد .. !!!!
احمد لما سمع عمر يكلم احد وراه التفت وشاف ندى جامدة مكانها وانواع الألوان بوجهها .. هو نفسه ارتبك وصد عنها ..
احمد : اووه .. آآسف ما شفتك ..
وابتعد عنها لما اخذ زاوية بالصالة بحيث تقدر انها تروح ..
من راح عنها ندى ركضت بأقصى شي عندها وهي تحاول تمسك قلبها لا يوقف .. قلبها مع الدفتر اللي طاح بيد احمد.. وش ممكن يصير لو احمد فتحه ..
دخلت غرفتها وهي ترتجف وتضرب خدها باستمرار وبارتباك .. الله ياخذ شيطانك ياعمير .. وش بسوي الحين ؟!..
حطت يدها على فمها بخوف .. وبدت تتحرك بالغرفة رايحة وراجعة .. تبي تروح تلحق على نفسها وتسترجع الدفتر بس ما تقدر ..الله يستـــرررررر ...!!!

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:35 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
احمد تحت جلس عالكنب يعاتب عمر وهو حاس بالحرج من ندى : الحين يالسوسة انت ليش ما قلتي لي ان ندى فيه ؟!..
عمر يضحك : ههههههههههه .. كانت تبي تضلبني ..
احمد يضحك معه : وليش تبي تضربك ؟!..
عمر عفس بوزه واخذ الدفتر من يده وبدا يقلبه : بث .. ماعطتني حلاو ..
احمد يضحك ويطالع الدفتر اللي لافت نظره : هالدفتر الحلو من حقه ..؟!..
عمر : حقي ..
احمد : والله ؟!.. ورني أشوفه ..
عمر وهو يضم الدفتر ورافض : لا .. حقي بث ..
احمد : ومن شراه لك ؟!..
عمر : فهد ..
احمد ضحك عليه : هههههههههههههه .. والله مادريت ان فهد ذوقه حلو بالدفاتر .. ههههههههههههه ..!!!
عمر رفع عينه له بنظرة خبث وضام الدفتر بأقوى ما يملك : تبي تثوفه ؟!..
احمد وهو يقرص خده ويضحك على خبثه : ههههههههه .. والله يا ليت ..
عمر رفع راسه بشموخ : أول .. عطني حلاو ..
احمد ضحك : ههههههههههههههه .. مو لله اجل .. بصراحة يا ولد خالتي العزيز ما معي حلاو .. معي ريال تبي ؟!
هز عمر راسه بسرعة موافقة والفكرة دخلت مزاجه على طول .. اذا مافي حلاو ناخذ الريال ونشتري الحلاو ..!!
عمر بحماس : ايه ابي ..
احمد طلع البوك حقه وسحب له خمسه ريال بدال الريال ومدها له : تفضل .. تستاهل والله ..
ضحك عمر بوناسه وخذها : هههههههههههههههه ..
انتبه احمد لخالته تنزل الدرج مبتسمة : احمد عندنا .. وانا اقوووول البيت منور ..
احمد وقف احتراما لها : هلا بك خالتي ..
سلم عليها وخذت اخبارها ..
ام فهد : تدخل ولا تقول انك موجود ..؟!
احمد : بصراحه فتحت لي الخدامه ولقيت عمر بوجهي .. وخذتني سوالفه ..
ام فهد : وليش مادقيت وقلت انك جاي ..
احمد : انا جاي عشان اشوف فهد .. واشوف اخباره ؟!..
تبدلت نظرات ام فهد للاستغراب : ليه شفيه فهد ؟!!..
احمد استغرب هو الثاني انها ماتدري عنه : مادري .. اليوم الصبح كان شوي تعبان وجيت اشوفه .. ماتعرفين خالتي شفيه ؟!..
ام فهد اكتئبت شوي لما تذكرت اللي صار امس .. بين وفهد وابوه .. وظنت ان كلام ابوه له هو السبب ..
ام فهد : انا لاحظت اليوم طلعته الغريبة من الصبح .. حتى لما رجع للحين ماطلع من غرفته ..
احمد : يعني ماتعرفين شفيه ..
ام فهد بصوت كئيب شوي وهادي : اقولك اياها بصراحة .. صار بينه وبين ابوه امس نقاش حاد اظن انه هو السبب ..
احمد وهو يوقف : طيب خالتي انا بطلع له بغرفته ..
وقفت ام فهد معه : زين تسوي بس بروح اقول للبنات فوق انك موجود ..
احمد : خذي وقتك ..
طلعت ام فهد فوق ورجع هو يجلس مكانه لما تناديه .. وبعدها انتبه لعمر يجيه ويمد له الدفتر : خذ ..
ابتسم احمد له : حقك يا عمر مابيه ..
عمر يهز راسه مثل الكبار وباصرار : لا خذه .. انا خلاث ما أبغاه .. خلثت منه ..
احمد يضحك : هههههههههه .. شكرا مابيه خله لك ..
عمر : خله عندك .. مابي ندى تاخذه ..
احمد مازال مفكر ان الدفتر لعمر : وليش ندى تبي تاخذه ؟!..
عمر منشغل يقلب فالخمسه ريال باستمرار : ما أدري .. اثلا هذا ثار حقي مو حق ندى .. " ثار= صار "
احمد استغرب وما فهم عليه : شلون يعني ..؟!..
قاطعته ام فهد وهي تناديه يطلع فوق .. راح واخذ الدفتر معه وطلع فوق ومباشرة لغرفة فهد ودق عليه الباب .. بس محد رد ..
فتحه بهدوء شاف الغرفة ظلمى وباااردة .. سكر الباب وفتح النور .. شاف فهد غارق بالنوم تحت اللحاف .. كان نايم على بطنه ومو لابس غير بنطلون ..
حط الدفتر على أقرب طاوله له وقرب منه .. وفهد ماتحرك مبين انه غرقاااان بالنوم حده وهمس : فهد .. فهد ..... فهوووود ..
همهم فهد وقلب وجهه للجهه الثانية واحمد بدا يهزه : قوووم بس يكفي نوووم ..
فهد مو حاس بشي : نعم ..
احمد : بالله ِ شلون تقدر تنوم بهالبرد كله .. لا ومو لابس شي على صدرك قوووم لا تمرض ..
رجع فهد قلب وجهه للجهه الثانية بضيق : اطلع برا خلني نايم ..
احمد : فهووووود قوم كلمني ..
بهاللحظة فتح فهد عين وحدة وبدا يطالع في احمد بصمت للحظة : من انت ؟!..
ضحك احمد عليه .. مبين انه مضيع وما صحا للحين : ههههههههه .. قوم الله يخلف عليك حتى احمد ولد خالتك مو ذاكره ..
فهد تم يطالعه وهو ساكت لحظات : ........ احمد ؟!... وش جابك ؟!..
احمد : اللي جايبتني سيارتي الله يخليها لي ولا يفرقنا ان شالله ..
فرك فهد عيونه وقام جالس وهو يحك راسه : الحين شايفني نايم ليش تزعجني يالمزعج ..؟!!..
احمد : آسف بس ما قدرت لازم اشوفك .. حالتك اليوم مقلقتني .. جاي عشان تقولي شفيك ..
فهد قام بكسل ومشى للحمام يغسل : مافيني شي .. قلت لك ..
احمد وهو يقوم ويجلس عالكنبه الموجودة بنصف الغرفة : فهد صاير شي امس ؟!..
ماسمع جواب الا صوت هدير الموية من الغسالة .. وبعدها طلع فهد وهو يمسح وجهه بمنشفه وبعد ماخلص منها رماها عالسرير بعد اهتمام .. والتفت لأحمد : ماصار شي قلت لك ..
احمد بنبرة هادية رزينة : طيب وش اللي صار لك مع الوالد .. ؟!..
فهد سكت وتم يطالعه فترة مستغرب : وليش تسأل عن الوالد ؟!..
راح فهد لخزانة ملابسه ياخذ شيرت واحمد كمل كلامه : ابد سلامتك .. بس لما سألت خالتي عنك .. قالت لي صار بينك وبين الوالد امس نقاش حاد .. وتقول انو هذا اللي مضايقك ..
اختار له فهد شيرت أسود ولبسه ومارد على كلام احمد .. لأنه عارف ان كل اللي صار له خلال هاليومين بسببها هي .. هي السبب الأساسي لكل اللي يحس فيه ..
احمد : ما قلت لي ..
فهد راح للتسريحه يرتب شعره : مافي شي مافي شي .. خلاص قفل السالفه ..
احمد : للحين تعبان ؟!..
فهد وهو ياخذ عطر ويتعطر : لا الحمدلله ..
احمد كان جالس وحاط رجل على رجل ويراقب فهد : طالعني ...
لف له فهد بصمت ..
احمد باعجاب : اوووه .. !! .. لا الحين عال العال .. بعد هالكشخه اقدر اقول انك فهد ذاته ..
ضحك فهد وراح لجواله يشوف : حسين متصل فيني .. ( ورفع راسه لأحمد ) .. وش يبي ؟!..
احمد : قلت له انك اليوم تعبان .. واتصل عليك يبي يشوف اخبارك .. مو هو بس كل الشباب سالوا عنك ..
فهد : زين انك جيتني .. يالله قوم نطلع ..
احمد استغرب وشاف ساعة يده : الحين ؟!.. الساعة 11 الا ربع وين نروح الحين ..
فهد : بتقوم معي ولا اطلع لحالي ..
احمد رفع يده باستسلام : لا لا خلاااص بطلع ..
فهد : يالله قوم بلا أسئلة ..
وطلع فهد من غرفته واحمد اخذ الدفتر من عالطاولة وطلع وراه ..

ندى من بعد ما خبرتها امها ان احمد موجود وبيطلع غرفة فهد ارتاحت لأنها بتقدرتطلع وتسترجع الدفتر من عمر .. فلما دخل احمد على فهد طلعت وطلت على عمر من فوق ماتبي تنزل تخاف يطلع احمد باي لحظة فتكون قريبة من غرفتها ..
ندى معصبة عالآخر وتنادي : عمــــر .. ياااا حمار وينك ؟!..
طل عمر عليها وهو مبتسم بوناسه : نعععععم ...
ندى : الله لا ينعم عليك قل آمين .. وين الدفتر ..
عمر : مدري ..
شهقت ندى بخووف : شلون ماتدري يالثوور يالله رجعه لي الحين ولا ترا بضربك ..
عمر : مدري .. مامعي ثي ..
ويبسط لها يدينه دلالة انه خالي .. وندى ضايعة مابين الخوف والتوتر والغضب وعلت صوتها تهدده : اقسم بالله يا عمر ان ما رجعت لي الدفتر الحين والله لأصيحك .. تفهم يالحيوان ؟!..
عمر خاف هالمرة من نبرتها فحب يعترف ونظرته تحولت للخوف : عطيته احمد ..
شهقت ندى وقلبها طاااح بالقاع وهمست برجفة : وش قلت ؟!..
مارد عمر واختفى من عيونها وهو يركض هارب .. اما هي حست بكل شي يجتمع داخلها مرة وحدة .. الرعب .. والتوتر الشديد والعرق اللي غطى جسمها كله ..
وصل الدفتر ليد احمد ؟!!!؟!!!
كانت تفكر دايم انه آخر شخص ممكن يطيح الدفتر بيده .. هالدفتر صورة عني .. صورة لداخلي .. وش بسوي لو أحمد قرا بس الصفحة الأولى ..
لو عمر قدامها الحين كان ذبحته ..
انتفضت مكانها لما سمعت باب غرفة فهد ينفتح ويطلع منه فهد فرجعت لغرفتها ركض ودموعها بعيونها من الحرج والتفكير باللي ممكن يصير .. كل شي داخل الدفتر يفضح مشاعرها اللي كانت تحس فيها ..
انتظرت لما ينزلون تحت عشان تروح للمنقذ .. اللي هي شوق ..

شوق من بعد ماخذت راحة طويلة بالنوم قامت تحس براحة ونشاط اكبر من أول .. ولو ان وجهها للحين مصفر بس احسن من أول ..
خذت له دش سريع وطلعت لبست وهي تفكر بشاغلها الوحيد من امس بالليل .. الاعتذار من فهد !!.. فهد للحين ما سأل عنها ولا سلم عليها وهذا اللي مضايقها .. والحين هي مصرة على أول فرصة رح تسنح لها .. انها تستغل لها وتروح تقوله .. " أنا آسفة " ..
رجعت تتأمل خدها بالمرايه وتتأمل الأثر .. للحين مبين مع شوية احمرار .. تنهدت شوق وهي تتذكر الطراق .. طراق مثل هذا يبي له وقت عشان يختفي ..
روعها دخول ندى المفاجئ ووجهها المتغير ..
شوق ابتسمت : هلااا ..
ندى راحت لها ترتجف : شوق شوق .. ( وبلعت ريقها بصعوبة )
شوق قطبت : شفيك ؟!..
ندى بصعوبة تتكلم وهي تتخيل اشياء كثيرة : احـ .. أحمد .. أححححححمد ..
شوق خافت : وش فيــه ؟!..
ندى وهي تشهق من الآخر ومرعوبة عالآخر : طلع مع فهد الحين .. وأخذ معه حقي ..
شوق لما سمعت اسم فهد سكنت ولا سمعت لبقية كلام ندى .. فسألتها بترقب : فهد موجود ؟!..
ندى نفسها استغربت بس كملت بخوف : ايه الحين طلع من غرفته مع احمد ..
ما اهتمت شوق باللي بتقوله ندى لأنها نست نفسها .. وحدثها ضميرها انه الحين الوقت المناسب انها تروح وتعتذر وترتاح ..
فركضت شوق برا الغرفة تاركة ندى بحيرتها .. وخوفها اللي يزداد داخلها ..!!
نزل فهد مع احمد وامه ابتسمت لهم لما شافت ولدها مبين غير ..
فهد فتح الباب وقبل لا يطلع : بطلع يمه توصين شي ؟!..
ام فهد : سلامة عمرك ..
طلع فهد واحمد وراه ولما وصل لباب الشارع وتوه بيفتحه سمع أحد يناديه .. يناديه باستمرار والصوت كل ماله ويقرب .. ووقف مكانه والتفت للباب الداخلي وعرف بقلبه من صوته .. صوت شوق فيه غيرها ..!!
فتح الباب واشر لأحمد يطلع ..
احمد استغرب لانه سمع اللي ينادي : احد يناديك ..!!
فهد وهو يأشر له بيده : اطلع اقولك ..
طلع احمد مستغرب وفهد توه بيطلع انفتح الباب وراه وظهرت شوق تناديه : فــهــد ..!!
لكنه ما التفت لها ولا عبرها .. الا بنظرة سريعة مزدرية وهو يسكر الباب وراه .. وشوق لما شافته يطلع بدون مايرد حست بالاحباط ..
لكنها صممت أكثر .. مارح اخليه اليوم الا لما أكلمه .. مو معقولة كل ماشافني بيستمر بهالأسلوب ..
رجعت فوق وهي مكتئبة من تصرفه اللي يناقض تصرفاته أمس ..
اذا كان رافض يكلمني بكون انا أعنـــد منه ..!!..
دخلت غرفتها وشافت ندى مرمية عالسرير ومخبية وجهها وتبكي .. وراحت لها بخوف ..
شوق : ندوووش .. شفيــك ..؟!!
رفعت ندى وجهها وهي تتحسر وجهها تلون من التوتر والدموع تنزل بدون شعور منها : آآآآآآآآخ بس بروووح فيها .. بنفضح كل أسراري صارت بين يديه الحين .. كل شي .. كل شي .. كـــــل شـــي ..!!!
شوق مسكت قلبها وراحت عندها : ليه وش صار ؟!..
ندى قامت ومسكت بيدين شوق : احمد اخذ معه دفتري .. الدفتر اللي ما يقراه غيري .. الدفتر اللي فيه كل شي عني وعنه .. ( وصرخت وهي ما تتمالك نفسها من الحيرة ) .. خــــذه معه ورااااح ..
شوق نفسها انصدمت .. وارتبكت واحتارت .. هي عارفة بكل شي مكتــوب .. بعض الاشياء كتبتها ندى بجرئه لانه شي بينها وبين نفسها ..
وبما ان الدفتر طاح الحين بيد احمد .. وش ممكــن يصيــر ؟!!!..
ندى رجعت ورمت نفسها عالسرير وتبكي .. مو من الحزن .. تبكي من التوتر والحرج والورطة اللي طيحها اخوها عمر فيها ..
ندى : قووولي لي وش بسوي الحين .. بموووووووت .. !!
شوق راحت له وربتت على كتفها وهي نفسها مو عارفه وش بتسوي : ندى اهدي انتي متأكدة انه اخذه معه ..؟!
ندى وبكاها يزداد وحسرتها تكبر : ايه .. عمر بنفسه قالي وانا شفت احمد وهو نازل والدفتر بيده ..
شوق حطت يدها على فمها وسكتت .. وارتبكت وكأنها هي صاحبة الموقف ..
وش هالمشكلة !!!..
وسكتوا فترة ندى تكمل بكي وحسرة وشوق تفكر ..
بعدها حست شوق بعدم جدوى التفكير والصياح اللي قاعدة تسويه ندى ..
شوق بصوت مواسي : ندى خلاص لا تبكين .. ولا تفكرين فيه ..
ندى قامت واقفة ومشت بكآبة للباب تبي تطلع : شلون ماتبيني افكر .. اقولك كل شي عني وعنه مكتوب فيه .. وش بتكون نظرته عني لو قراها ..
نطت فكرة ببال شوق فجأة وحست ببهجة : طيب لحظة .. افرحي يا ندى لأن هالصدفة يمكن تخليه يحس .. يحس فيك .. مو هذا اللي انتي تمنيتيه من زمان ..
كانت ندى واقفة عند الباب وتطالعها بنظرات كئيبة وداخلها بتنفجر من الغيظ .. حضها دايم ردي ..!!
ردت بحدة قبل ما تطلع : لا مو اللي ابيه .. لأني معد صرت احبه ولا أبيه .. ومعد ابي ارجع افكر فيه .. ابي اشيله من قلبــي نهائيــا ..
وطلعت وضربت بالباب وراها وشوق انتفضت مكانها ..
يمكن تكون ندى على حق .. بعد ما نست ندى حب احمد بدت الداومة تدور ثاني مرة عشان تقذفها بقوة له .. ندى خايفة من صدمة عاطفية ثانية .. عشان كذا فضلت تبتعد وتنسى ..
من التوتر اللي في شوق طلعت بتلحق ندى لغرفتها بس لقت الباب مقفل ودقت الباب .. وصلها صوت ندى بكل كآبة واستسلام للي بيصير في المستقبل القريب .. من ردة فعل لأحمد ..!!
شوق وهي تدق ثاني مرة : افتحي ..
ندى : شوق معليه خليني لحالي شوي بس ..
هزت شوق راسها وهي تعفس وجهها بضيق ورجعت لغرفتها .. وبعد ربع ساعة جا وقت العشا ونزلت من غير ندى اللي مبين انها نامت او تمثل انها نامت ..
تعشوا البقية من غير فهد وندى .. ولما انتهى العشا الكل راح للنوم من بدري الا شوق .. لأنها جلست ببلكونتها تراقب مدخل البيت الخارجي وتنتظر فهد يوصل بأي لحظة ..
لكن طال انتظارها وبدا النوم يداعب جفونها .. ومن الملل خذت لها كتاب وجلست تقرا فيه وكل لحظة ترفع عيونها للمدخل ..
الساعة وحدة وربع بالليل .. سمعت حس عند المدخل وطلت من فوق .. شافت فهد يدخل ويسكر الباب وراه ويمشي رايح لداخل .. لكنها نادته ..
شوق : فــهــد ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:37 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجــــــــــــــــزء 27






بمنتصف الليل بعد سهرة بسيطة بشوارع الرياض .. كان فيها فهد راكب سيارة احمد ويدورون بالشوارع من غير هدف .. احمد ماحب يزيد على فهد اسأله وظلوا يدورون ويسولفون .. واحمد مرتاح لأنه لاحظ ان فهد تغير شوي وصار يسولف ويضحك .. ولما قاربت الساعة عالوحدة احمد بنفسه تعب من السواقه والدوران بدون هدف ولاحظ فهد عليه هالشي وضحك ..
فهد : ههههههههههههه .. تعبت ؟!.. ارجع ارجع للبيت .. شكلك منتهي خلاص ..
احمد : مو هو بسبتك .. انت يا عمي نايم وانا صاحي من الصبح وانا اللي اسوق ..
فهد : ههههههههههه .. ( ويطالع ساعته ) .. طيب يالله ارجع للبيت .. والله رحمتك ..
احمد بسخرية وهو يغير وجهة السيارة ناحية بيت ابو فهد : وين هالرحمة توك تحس .. بس انا والله مراعيك ولا من اول كان ذبيتك في بيتكم ورجعت لبيتنا ارتاح ..
فهد يضحك : ههههههههههههه .. محد قالك تجينا في بيتنا من أول .. انت اللي جبته لنفسك ..
احمد طالعه بطرف عينه بنظرة ومسك علبة موية كانت بجنبه : والله انك جاحد ما تستاهل .. ودي ألفعك بهالعلبة اكسر لك وجهك ..
رفع العلبة فوق بيضربها به من قهره وفهد رفع يديه يحمي نفسه وهو يضحك : ههههههههههههههه .. شفيك الحين مو على بعضك ..
تنهد احمد ونزل علبة المويه من يده : والله مدري .. حاس اني متوتر ..
فهد طالعه باستغراب : متوتر .. ليه فيك شي ؟!..
احمد بتعب وبتوتر مو عارف مصدره : والله ماني عارف .. من طلعت من بيتكم وهو يزيد علي ..
فهد يتفحص وجه احمد ومايدري وش حقيقة اللي يحس فيه ولد خالته : شكلك مانمت زين .. خلاص اذا تبيني اسوق عنك وقف السيارة ..
احمد وهو يهز راسه بالرفض : لا .. خلاص وصلنا لبيتكم ..
دقيقة ويوصلون للبيت وينزل فهد .. وقبل ما يدخل البيت يسلم على احمد اللي انطلق لبيتهم .. ومن سكر الباب وهو حاس بنفس الشعور .. بمجرد وجود شوق بهالمكان تهاجمه المشاعر العنيفة ذاتها وتخلق داخله جو من التوتر .. كمل طريقه رايح لداخل لكنه سمع صوتها من مكان ما يناديه ..
- فــهــد ..
وقف مكانه ورفع راسه لفوق لمصدر الصوت .. مع ان ملامح وجهها ماكانت واضحة من الظلمة الا ان العذاب النفسي رجع يداهمه .. بس قدر يقتل هالشعور داخله قبل ما يكبر ..
فهد ببرود : نعم ؟!
بلعت شوق ريقها واشرت له بيدها ينتظر : لحظة بس أبي أكلمك ..
وغابت عن عينه تهرول راجعة لغرفتها .. واخذت لها جاكيت خفيف ولبسته لأن الجو برا شوي بارد ..
فهد وقف مكانه تحت وهو حاط يديه على خصره .. ماكان وده يوقف وده يروح لغرفته بدون ما يسمع لها .. بس مطارداته له خلاه ينتظرها متسائل داخله عن ممكن اللي بتقوله ..
اخترق السكون صوت جواله يدق ... " شـــذى يتصل بك " ..
ابتسم لأن هالبنت دايم تجي بوقتها .. هي اللي تنسيه دايما وعرف مسبقا وش تبي فيه والسبب الأساسي لاتصالها ..
رد عالتلفون وهو يمشي للحديقة ونسى طلب شوق : هلا حياتي ...
شذى اللي كانت تضحك من قبل : هههههههههههه .. طيب أوريك يالنحسـه ..!!
فهد : هههههههههه .. الله لا يخليني من هالضحكه ..
شذى انتبهت انه رد : أووبس !! ..سوري ياروحي ما انتبهت ..
فهد : هههههههههه .. شعندك تضحكين أحد عندك ؟!..
شذى : ايه عندي وحدة من صديقاتي .. كنت أسولف لها عنك ..
فهد بخبث مقصود يبي يغيظها : وش اسمها هذي صديقتك ..؟!
شذى تحولت نبرتها للدلـع : لاااا تحلم أقولك .. شعندك تسأل عنها ؟!..انت مااالك الا شــذى وبس ..
كان فهد يدور بالحديقة رايح راجع عند النافورة ويده الثانية بجيب بنطلونه : طيب قولي لي اسمها بس ..
شذى بعناد لذيذ : لااااء .. فهد حبيبي ترا ازعل منك .. انت تعرف ان هالكلام يضايقني ..
فهد بنعومة : وانا ما اقدر على زعلك ..
شذى بنعومتها الدايمه : المهم تدري يا روحي ويا بعد دنيتي ليش دقيت عليك ..؟!!
فهد وهو مبتسم : ايه أدري ..
شذى : وانت للحين على وعدك ؟!..
فهد : على وعدي أكيد ..
شذى : انت قلت لي بعد اسبوع راح نطلع مع بعض يعني الموعد بكره .. أوكي روحي ؟!..
فهد : أووكي اللي يريحك ..
شذى بفرحه غـامره : ياااااي .. ما أصدق أخيرا أخيرا .. ( وتكلم اللي معها ) .. جيجي تصدقين اللي قاعده اسمعه..
فهد وهو معفس وجهه : جيجي ؟!!!
شذى تضحـك : ههههههههههه .. هذا دلع صديقتي ..
فهد يضحك معها : وليش ما تقولين اسمها طيب ..؟!!
شذى : قلت لك لاااا تحلم .. انا متعمده استخدم اسم الدلع عشان ماتعرفه .. ( وبمزح ودلع ) .. مووووت قهر ..
فهد ضحك : ههههههههههههه .. يالخبيثة كل هذا عشان ماعرف اسمها .. انتي عارفه انو انتي حبيبتي وبس ..
شذى : هههههههههههه .. عارفه يا حبيب وروح شذى ..
فهد : بس تعالي صديقتك وش عندها سهرانه للحين عندك .. ما عندها أهل ؟!!
شذى ضحكت : هههههههههه .. الا عندها وبعدين عادي تسهر عندي هي أعز صديقاتي مافيها شي .. السواق حقها ينتظرها عند الباب .. بس حبت تشوف وش آخر التطورات بيني وبينك وبعدين بتروح ..
شاف فهد هاللحظة شوق تطلع من باب الصاله وتمشى جايه بخطوات هاديه وهي ضامه نفسها بيديها من نسمة الهوا الباردة ، وخصلات شعرها تتطاير حول وجهها اللي عطاها شي من السحر ..!!! .. سحرت قلبه أكثر من ماهو مسحور ..!!! ..
لكن ما بان عليه الاهتمام وعطاها ظهره وهو يمشي وابتعد شوي .. وهو يسمع لشذى ..
شذى : تدري استعديت لهالمناسبة بحمااااس .. رحت للسوق وشريت لي فستان خاص وروعه عشانك حبيبي ..
فهد وهو يضحك : ماكان له داااااعي هالتعب ..
شذى : لا انا ابي اكون حلوة .. لا تنسى انه اول موعد بيني وبينك ..
وصلت شوق أخيرا وهي عايشه بنفس العواطف اللي تسكنها كل ما شافته .. لكن هالمرة كانت اعنف من كل مرة .. خلاص عرفت وتعودت انها كل مرة بتكون مشاعرها اقوى من المرة الفايتة .. بس ليش ليش ما أقدر اتحكم بنفسي ..!!! ..
نست هالأفكار اللي اعتبرتها سخيفة لأنها جاية هنا تكلمه .. فوقفت عند الطاولة وفهد لازال عند النافوره ..
شوق : فـهـد ..
لف لها فهد والجوال بإذنه : نعــم ؟!..
شوق : ممكــن .. أبي أكلمك شوي ..
فهد بعد صمت وهو يفكر : الحيــن ؟!..
شوق : ايه الحين .. ضروري أكلمك .. مشغــول ؟!..
فهد : أجليـها لبكرة .. انا مشغول الحين ..
شوق سكتت تفكر وهي تطالعه .. رده هذا دليل انه رافض يسمعها .. بس هي لازم تنتهي من هالمسألة اليوم .. لأنها مارح ترتاح وتقدر تنام قبل ما تعتذر منه ..
شوق هزت كتفها بلا مبالاة برده : اوكي .. ( وراحت بعنــاد وجلست عالمقعد ) .. بجلس هنا لما تخلص ..
فهد وهو يأشر بيده لداخل البيت : ارجعي داخل .. وبكرة قولي لي اللي تبينه ..
شوق هزت راسها بالنفي بصمت .. يعني بجلس هنا لما تكلمني ..
فهد تضايق ما يحب احد يعانده : شوق لا تعاندين .. روحي داخل وبكرة قولي اللي تبينه .. الوقت الحين متأخر ..
شوق متماسكة ومصممة على موقفها : وفيه أحد يكلم تلفون بهالوقت المتأخر..؟!.. يعني يا ليت تسكره لأن كلامي أهم ..
فهد تنرفز بس ما بان عليها وكلمها بأسلوبه الجاف المعتاد : وانتي من متى تفرضين علي رايك بمكالماتي .. انا أكلم بالوقت اللي يريحني ويعجبني ..
شوق انصدمت منه وعرفت انها غلطت ، فردت بهدوء مغاير تماما للعواصف داخلها وداخله : طيب آآآسفة ما كان قصدي .. بس انا ابي اكلمك شوي ..
فهد بنبرة جافة وهو يلتفت عنها ويعطيها ظهره : قلت لك أجليه ..
شوق : لا ماراح أأجله ..
رجع فهد يلتفت لها مستغرب من عنادها اللي زايد وطالعها لثانية ... وبعدها...
فهد وهو يتنهد : أجل انتي حرة ... ادخلي داخل وانتظريني لما أجي ..
شوق هزت راسها نفي وبصوت فيه الاصرار : لا .. بجلس هنا انتظرك .. لما تنتهي ..
تم فهد يطالعها بنظرات .. اقدراقول انها متنرفزة .. مع خليط من معاني ثانية خلا شوق تنزل عيونها للأرض هرب منها .. ظلت منزلة راسها تراقب العشب اللي قاعدة تلعب فيه برجلها ..
راح فهد عنها وهو مستغرب من عنادها .. ما يعرف وش تبي تقوله من بعد اللي صار ليلة أمس ..
لما أخذ مسافة شوي بعيدة بينها وبينه رجع لشذى اللي تأففت من طول انتظارها ..
شذى : اووفففف !!.. فهد حبيبي شفيك أناديـك ولا ترد علي ..
فهد : ماعليه ما سمعتك ..
شذى بنبرة متسائلة : من هذي اللي عندك ..؟!.. أختـك ؟!!
فهد سكت ورجع يلتفت لشوق يراقبها وهي سرحانه ، وتلعب بعود يابس في يدها ومو منتبهه له ..
شذى اغتاظت لما سفهها ومارد عليها مرة ثانية : فهـــد ... شفيــك رد علي !!!
فهد انتبه ورجع لها : هلااا .. مو شي مهم ..
شذى : من هي شوق ؟!!
سكت فهد ثاني مرة .. ما انتبه انه قال اسمها : من تكون بظنـك يعني ؟!..
شذى بدون تفكير وكأنها تقر : أكيــد اختـك ..
فهد : ما يبيلها تفكيـر هذي بعد ..
شذى : طيب .. اسمع صوتها تبي تكلمك ..
فهد : ماعليك حبيبتي منها .. شي مو مهم ..
شذى بنعومة : طيب حبي .. اشوفك بكرة أجل .. لازم أنام الحين عشان اكون نشيطة ومستعدة لك .. يا روحي ..
فهد بطريقته الساحرة : تأكدي اني متحمس ومتلهف عليك أكثر ..
شذى ضحكت بنعومة وودعته : بااااي يا قلب شذى ..
فهد : مع السلامة حبيبتي ..
سكر منها وكانت نيته انه يطول بالمكالمة لما تطفش شوق وتروح .. بس شذى انهت المكالمة بسرعة .. دخل الجوال بجيبه وهو يطالع بنت عمه اللي مبين عليها السرحان التاااام والعود الطويل اللي كان بيدها تحول لقطعة صغيرة من كثر ما كسرت فيه .. ما بين عليها الملل الا شكلها مصرة على اللي بتقوله ..
انتبهت شوق اخيرا انه جاي والعبوس مغطي وجهه كامل .. يا ليتك تبتسم بس .. مثل ما ابتسمت لي أمس ..!!
وصل فهد عندها ووقف خلف المقعد المقابل لها واسند يديه على ظهر المقعد ، ومال بوقفته بهيئة تبين انه مستعد لسماعها ..
فهد : تفضلي .. قولي اللي عندك ..
شوق تطالعه بحيرة .. وهو يطالعها بازدراء .. اسلوبه ونظراته وجموده ما يساعد الواحد على انه يقول كلمة ..
لما طال سكوتها وهي تطالعه تكلم فهد : قولي اللي عندك يا بنت عمي ..
شوق تحاول تسيطر عالاضطراب داخلها : وانت ليش معصب ..؟!!
فهد وهو رافع حواجبه : معصب ؟!.. احد قالك اني معصب يا اختي العزيزة ..؟!
شوق قهرتها الكلمة وتكلمت من غير شعور : لا تقوول اختي ..
ومسكت لسانه والاضطراب يزيد .. اما فهد رفع حاجب مستغرب من ردها : أجل وش تبيني أقول ..؟!..
شوق بارتباك من زلتها : أ .. انا .. انا بنت عمك ..
فهد وهو يتنهد رجع ينتصب وعقد يديه على صدره : بنت عمي أو اختي .. كلهم نفس المعنى عندي .. انتي بالنسبة لي اخت قبل كل شي ..
شوق خنقتها العبرة لسبب ما .. هالكلمة .. كلمة " اختي " .. صارت تجرح شعورها وعواطفها لسبب ما .. هي نفسها مستغربة ليش صار هالكلمة تأثر عليها بهالشكل .. مع انها هي اللي كانت تفضل هالشي من البدايه ..!!
لمعت عيونها بدمعه ونزلت عيونها تداريها .. حاولت تستجمع قواها عشان تقول " انا آسفة " بعدين ترجع لغرفتها وكل شي ينتهي ، لكن قبل لا تتكلم لاحظ فهد التغير اللي طرأ عليها وهي تبعثر نظرها بكل شي هرب من مواجهة عيونه ..
فهد حاول يخف عليها شوي : شفيك ؟!..
شوق رجعت تنزل راسها وهي تبعد خصلة شعر كانت على وجهها ورا اذنها .. وكشفت له الأثر الواضح بخدها .. وبان لفهد نتيجة فعله اللي سواه لها أمس ..
فهد مقطب وعيونه على خدها الأحمر المتورم : شفيه خدك ؟!..
شوق وهي ترفع راسها له متسائلة : هممم ؟!!!..
قرب منها وهو مقطب وقلبها صار يقفز قفز من مكانه لدرجة ما قدرت تتحمل وضعها .. وقامت رايحة لداخل وناسية اللي جت عشانه .. بس فهد مسك يدها ورجعت تلف له تطالعه ..
فهد ماسد يدها وبلهجة الآمر : وريني خدك ..!!
شوق بتلقائية رفعت يدها الثانية وحطتها على خدها وفركتها بهدوء : عادي عادي ..
فهد بدا احساس التأنيب يرجع له : لا مو عادي .. وريني اشوف ..
وبيده الثانية نزل يدها .. وصارت يدين شوق الثنتين مقيدة منه .. حاولت تسحبهم بس فهد كان ماسكهم بقوة وعيونه تتأمل خدها بصمت .. ولاحظت فيها شوق الألم ..
شوق وهي تحاول تسحب يدها : خلاص قلت لك عادي عادي ..
فك فهد يديها وتراجع وهو يعطيها ظهره .. وبعد لحظة تفكير بسيطة رجع يلتفت له وبلسانه الاعتذار .. لكن شوق سبقته وقاطعته ..
شوق مضطربة عالآخر وتبي تختفي عنه قبل لا يوقف قلبها : فهد .. انا جاية اقول شي واحد وبروح ..
سكت فهد يطالعها وينتظرها تكمل كلامها : ...........
شوق منزلة عيونها للأرض : انا آسفـة .. عاللي صار مني أمس .. لا تزعل مني .. انا كنت فاهمتكم غلط ..
طالعها فهد بنظرات غريبة .. وشوق كملت : بس .. هذا اللي كنت بقوله .. أنا آسفــه ..
ورفعت عينها له تشوف جوابه ..
كان جوابه الصمت بكل معانيه .. صمت قاتل بالنسبة لشوق ماعرفت وش وراه .. صمت ما استشفت منه اذا سامحها أو لا ..
جننها هالصمت .. هذا هو فهد يا شوق .. صمت × صمت و غموض × غموض ..
شوق كانت تبي تروح ، بس تبي تشوف رده أول .. ورجعت تعتذر منه لما طال سكوته ..
شوق : فهد .. والله أنا آســفه .. ماكان قصدي اللي سويته امس .. سامحني ..
فهد عوره قلبه وهو يتذكر كل كلمة قالها مشعل له .. وتراجع خطوتين وجلس عالمقعد مقابل المقعد اللي كانت شوق جالسه عليه .. وعيونه بالجهة الثانية ..
هدوء عم المكان ، ما يعكره غير صوت النسيم اللي يهب بكل لحظة والثانية والقمر اللي كان يراقب مبتسم .. شوق واقفة مكانها وهي ضامة يديها امامها .. وفهد جالس بالمقعد وعيونه بعيد ..
كانت تنتظر منه كلمة بسيطة او رد يريح بالها .. بس سكونه وهدوئه أربكها أكثر .. لما ظنت فعلا انه سرح ونسى وجودها ..
شوق بمحاولة يائسة : فـهـ......
قاطعها وهو يلتفت ورافع يده يسكتها : بس خلاص ....... قلتي اللي عندك ؟!..
شوق هزت راسها : ايه .. هـ... هذا اللي كنت ابي اقوله ..
فهد وهو يحط عينه بعينها : وتظنين اني بسامحك ؟!!..
شوق طالعته بصدمة من كلامه : ليش ؟!.. آسفــة مهي كافيه بالنسبة لك ؟!..
فهد : وانتي ظنك ان اللي سويتيه أمس سهل ؟!.. وانه ممكن يعدي كذا بدون حساب ..
شوق بكآبة : فهد انا اعترف ان اللي سويته امس غلط .. بس صدقني ماكان قصدي .. كنت عايشه تحت تأثير الماضي وفكرة ان بيت عمي ما يبوني خذت كل عقلي .. أي وحدة بمكاني وش كانت بتسوي ؟!..
فهد : كانت بتفكر قبل ما تسوي اللي انتي سويتيه ..
شوق نزلت اسها : طيب وانا قلت لك آسفـة ..
فهد رجع يصد عنها بصمت بدون ما يعلق على اعتذارها .. وشوق عورها قلبها ان حركته هذي تدل على عدم قبوله ..
فاكتفت اذلال لنفسها ولفت وجهها بترجع ادراجها لداخل .. لكنها سمعت صوته يكلمها ثاني مرة ..
فهد : انا بسامحك عاللي سويتيه امس والفكرة اللي كانت براسك .. لكن في شي ثاني مارح اسامحك عليه ..
شوف لفت له مستغربة : وش تقصد ؟!..
فهد بنظرة غريبة وبغموض : اللي بالقلب بالقلب يا بنت عمي ..
شوق طالعته فترة وهي مو فاهمه وش يقصد بالضبط .. وبالنهاية أشر لها فهد ترجع داخل .. فانصاعت لأن الوقت كان متأخر ومو زين أحد يشوفهم برا بهالوقت ..
اما فهد جلس برا شوي يفكر باللي قالته له .. معقوله يسامحها بعد كل اللي سوته ، وكل اللي صاير له بسببها ..
قام ورجع داخل وهو يشيل هالأفكار من باله ..


احمد بعد ماحط فهد توجه لبيتهم مباشرة لأنه كان حاس بشوية تعب وزيااادة عليها توتر مو عارف وين مصدره بالضبط ..
اول مرة بحياته يحس بهالاحساس .. لما وصل للبيت نزل من السيارة وفتح الباب الخلفي ياخذ الشماغ اللي كان راميه بالمرتبه الخلفية .. وانتبه لدفتر عمر اللي كان راميه بشكل عشوائي ..
ابتسم بسخرية على نفسه .. الحين انا من جدي صدقت واخذت دفتر عمر !!..
طيب اخذته وش أبي فيه !!!
ماطول بهالأفكار وشاله معه مع بعض الأوراق والكتب تبع المعهد اللي يدرس فيه .. وطلع لغرفته حط الأغراض كلها على الكومدينه بجنب السرير .. واخذ الروب حقه وتوجه للحمام ياخذ دش سريع يريح بها اعصابه ويرخيها ويخفف التوتر ..
طول شوي بالحمام واخذ راحته ولما طلع حس بالراحة بكل انحاء جسمه ..
لبس بجامة النوم وانسدح بالسرير وهو يتنهد ويدندن بألحان مختلفة .. وتوه بيسكر الأبجورة عشان يستعد للنوم طاحت عيونه على نفس الدفتر .. ومن شافه رجعت له موجة التوتر أقوى من قبل ..
بس رغم كل هذا رجع يبتسم ويضحك بسخرية على نفسه .. جاب دفتر عمر معه لحد البيت .. ههههههههههههه .. والله شي غريب وش اللي خلاني آخذه من الأساس ؟!!!..
رجع يحط راسه عالوسادة وغمض عيونه لفترة ومستمر بدندنة الألحان .. لكنه رجع يفتحهم ولف للدفتر ثاني مرة .. حس بفضول يذبح فمد يده له وسحبه وبدا يتأمله ..
كان غلاف الدفتر وهيئته أنثويـة جدا لدرجة شك انه يكون لعمر .. توه يتامله زين الحين وبإعجاب .. كانت هيئة الدفتر مرتبة جدا واضح انه مبذول عليه الاهتمام البالغ ..
ضحك احمد على نفسه ثاني مرة وهو يحس انه انخدع من عمر .. انخدع من طفل صغير .. لو كان هالدفتر الحلو لعمر كان صار شكله مهترئ جدددددا ..
ضحك احمد على نفسه : ههههههههههههه .. والله اني غبي ..!!!
حس نفسه فجأة منجذب لهالدفتر .. وبدون شعور منه قرب الدفتر لوجهه ولمس روائح فواحة عبقة تنبعث منها ..
لا لا لا انا شلون صدقت ان الدفتر لعمـر !!!..
استرخى بجلسته عالسرير استرخاء تام واستعد انه يفتح أول صفحة ..
ومرت لحظة من الزمن ، وفتح الصفحة الأولى اللي كانت مجرد بداية وبداية سلسلة طويلة من المشاعر محفوظة داخل هالاوراق ..
جذب نظره أول الحروف المكتوبـة ..

أول صفحة ، هي أول حبي ..
وتحمل تاريخ ميلادهـ .. تاريخ مولد مشاعري ناحيتـه ..
أحمــد !!
هل تصدق ما يقوله قلبي لي ..
هناك مشاعر لم أحس بها يوما ولم أفهم لها تعبيراً ..!!
فهل ستخبرني انت بحقيقتها ؟!..
هل ستخبرني لمَ انا أحس بها ؟!
هل ستخبرني أنني أحبـك ..
لم أصدق هذا بالبداية ..
لكــن ..
كل يوم الدنيا حولي تقف لتقر ..
بل تحبيـنه .. فصدقي أو لا تصدقي ..

فز أحمد من مكانه مدهوش وقام قاعد وناسي كل تعبه .. قرب وجهه من الدفتر يعيد قراءة السطور ..!!
لحظة لحظة !!!..
شالسالفة ؟!..
من اللي كاتب هالكلام ..؟!!
كمل قراءة وضربات قلبه متلخبطة لما وصل للتوقيع تحت : نـــدى ..
بيد مرتجفة فتح الصفحة الثانيـة .. وبدا يقرا كلمات جديدة .. وكل ما قرا اكثر لازم يلاحظ اسم احمد بكل صفحة واسم ندى توقيع بالآخر ..
كان ضايع ما يدري من يكون المقصود بهالكلمات ..؟!.. من أحمد هذا اللي تقصده ..؟!!!
وكجواب لهذا السؤال جت الحقيقة عشان تصفعه بقوة على وجهه .. الصورة المخبأة بين الصفحات انزلقت وهوت واستقرت بحضنه ..
واكشفته له عن هوية هالشخص اللي اسمه " أحمــد " ..
كان هو .. هو نفسه ما غيره ..!!!
سكر الدفتر بعصبية ورماه بجنبه .. وضربات قلبه زادت من هالمفاجأة القوية اللي حلت على راسه ..
مسك الصورة وبدا يطالعها .. وتوتره بدال ما يخف زاااد عليها أضعاف مضاعفة .. ماكان فيه كلمات تصف أحاسيسه وقتها ..
هو ... هو المقصود مافي مجـال للإنكــار !!!! ...


ندى بغرفتها منسدحة بسريرها وما عرفت تنام من التفكير والقلـق .. دقات قلبها رافضه تهدا من اللي صار .. طول الليل تدعي ربها انه ما يكون قرأه .. وتدعيه يخلصها من هالمشكلة ..
لفت وجهها للساعة لقتها الساعة 2 وخمس دقايق .. رجعت عيونها للسقف وبنظراتها الحسرة .. أحمد تكفى لا تفتحه انساه انساه ورجعه لي .. لا تفتحه لا تتهور ..
زادت عليها الضغوط النفسية ومعد صارت تتحمل .. انا بنفسي بوقفه ما رح اخليه يفتحه ..
وخطرت على بالها فكرة مجنونة ..
قررت تتصل فيه .. رجعت طالعت الساعة وماهمها ان الوقت يكون متأخر .. أهم شي تلحق على نفسها ..
وطلعت رقمه من الجوال واللي كان محفوظ فيه مسبقا ودقت .. وهي تحاول تمسك اعصابها اللي تحسها بتفلت منها بأي لحظة .. لازم اكلمه واحذره انه ما يفتحه .. وانتظرت يوصلها رد ..


احمد اللي كان الدفتر بين يديه وضايع في عوالم ثانيه ويقرا كل حرف مكتوب ويتمعن فيه .. المفاجأة كانت جدا قوية ضربت بوجهه لما صحته من غفلته .. كان غافل عن اشياء كثيرة حصلت له مع ندى بالأيام اللي راحت .. كان فعلا يستغرب تصرفاتها .. بس الحين الغمام انجلى وبانت له الحقيقة واااضحة مثل الشمس .. ندى عايشة قصة حب .. قصة حب قديمة .. وعايشتها معاه هو ..طاح الدفتر من يده وهو يرتجف من الصدمة اللي مو قادر يتحملها .. ومرر يده بشعره بتوتر شديـد ما عاشه من قبل في حياته .. ومسح بكفه كل وجهه والعرق يزيد بكل ذره في كيانه ..
لقا بالدفتر أجوبة لأسئلة كثيــرة كانت بخاطره .. لقا جواب لتصرفات ندى الغريبة بالفترة الأخيرة .. وجواب لنظراتها له من قبل كل ما شافته وحتى طريقة كلامها معه .. ماكان منتبه لهالشي أو ما اهتم ..
والجواب صار ان ندى تحبـه .. ومن متى ؟!.. من اربع أو خمس سنين .. !!!
رفع يديه الثنتين ومررها بشعره كله لما استقرت على رقبته والتوتر يزداد .... ليش ؟!... ليش ؟!... ليش يا ندى ؟!..
رن جواله بهاللحظة وروعه بمكانه .. مد يده ياخذه من على الكومدينه وعيونه ماتفارق صورته اللي كانت مخفيه بين صفحات هالدفتر ..
توقع انه يكون واحد من اخوياه عشان كذا ما شاف الرقم ورد على طول وصوته متغير ..
احمد وهو يفرك عيونه ويحاول يهدي نفسه بس مو قادر : الوو ..
ندى : .........
احمد : الوووو ..
ندى مو قادرة تنطق : ........
احمد استغرب وقطب وطالع الرقم .. الرقم مو غريب عليه : الوو من معي ؟!..
ندى بهمس : احمد ؟!!..
احمد سكت لحظة يتذكر نعومة الصوت .. بس من توتره ماعرف يفكر حتى : ..........
ندى : انا ندى ..
احمد تنهد بقوة وفقد زماام السيطرة على روحه .. كان وده يسألها عن كل اللي بالدفتر هل هو صحيح ولا لا ؟!..
بس كل شي واضح ليش يسألها بعد ..!!!
ندى بجدية والعبرة خانقتها : احمد ... رجع لي الدفتر .. بليز ..
احمد : ..........
ندى خافت من صمته انه وراه شي : احمد .. رجعه لي ولا تفتحه .. بليز هذي اسراري الخاصة ..
احمد مغمض عيونه وضايع بعوااطف غريبة .. وملتزم الصمت لأنه مو عارف وش يقول أو وش يرد من بعد اللي عرفه : ..........
ندى برجا وصوتها يرتجف : احمــد ...!!
وصلها صوته أخيرا .. بنبرة غريبة ما فهمتها ..
احمد بصوت خافت : ليش ما قلتي لي من قبل ؟!..
ندى ودمعه نزلت منها : وش تبيني اقولك .. الدفتر لا تفحته تكفى ..
احمد ألقى القنبلة عليها وما حب يكذب : فتحته .. وقرأت اللي فيه ..
ندى شدت على عيونها وغمضتها لأنه اللي كانت خايفه منه صار .. احمد عرف بكل أسرارها .. والتزمت الصمت وهي تحاول تداري دموعها .. انكشفت .. كل أوراقها انكشفت ..!!!
احمد بعد فترة صمت : ليش ماقلتي لي ... ليش سكتي ؟!..
ندى فتحت عيونها وهي متنرفزة .. يعرف ويسأل ..
ندى بحزن كبير وكآآآآبة : توك تحس فيني ؟!..
كان صوتها كله عذاب اللي خلاه يغمض عيونه وهو حاس بتأنيب ضمير : .. شلون أحس فيك وانتي ما علمتيني عن كل هذا ..
ندى : يعني تسوي حالك ما كنت تدري .. انت كنت تدري عني بس كنت تتجاهلني ..
احمد انصدم من كلامها : انا ؟!..
ندى حبت تتهمه وتبين انها عارفه وماقدرت تمسك دموعها : لا تسوي روحك برئ وماتدري عن شي .. احمد انت كنت تدري اني احبك بس كنت تطنش .. انا حاولت كذا مرة اعترف لك اذا تذكر المرات اللي كنت ابي اقولك فيها شي .. بس انت كنت تصد وتسوي نفسك مو فاهم .. وماتعرف عذابي اللي عشته لأيام .. انا يا احمد عشت ايام عذاب ما عشتهم من قبل في حياتي ولا اظن اني بعيشهم .. كنت دايم انتظر نظرة منك او كلمة .. لكن انت كله صاد عني ومو راضي تفهمني .. يعني لهالدرجة مكانتي عندك تغيرت ..
احمد كان يسمع كل كلمة وهو مو مصدق اللي يسمعه .. كل هذا كان داخل قلب ندى وانا ما أدري .. حاول يتكلم ويقول شي بس مو قادر وكلماتها تترد بمسمعه باستمرار ..
ندى مستمرة بالكلام الكثير اللي كان مكبوت داخلها : باللهِ يا احمد ما حسيت باللي كنت بقوله .. حاولت اقوله كذا مرة مو مرة ولا مرتين .. ( وابتسمت بسخرية ) .. شلون اصلا انت عاارف بكل شي ..
احمد وهو يقوم واقف لما زاد عليه التوتر والضغط : شلون اعرف ؟!.. انا ماعرفت الا الحين ..!!!
ندى بحدة : لا تكذب ..
احمد : انا ما أكذب .. انا جد توني اعرف انك......
سكت وما كمل .. والكلمة ما طلعت منه ..
ضحكت ندى بسخرية فجأة : ههههههههههه .. اني أحبك صح ؟!... ههههههههههههههه ... ومن قالك اني للحين احبك .. انا نسيتك وشلتك من قلبي عقب ما عرفت حقيقتك يالخاين ..
احمد صنم مدهوش : خاين ؟!!!!..
ندى ضحكت والسخرية تزداد بصوتها : ههههههههههه .. يمكن خاين ابسط لقب اقوله لك .. عقب ما لعبت بمشاعري تجي وبكل بساطة تكشف لي حقيقة علاقتك الغرامية ..
احمد معد عرف يفهم او يفكر : أي علاقة غرامية ؟!.. ندى انتي من وين جبتي هالكلام ؟!..
ندى بنبرة جافة : انا ماجبت هالكلام من عند احد .. انا شفت وسمعت هالشي بعيوني الثنتين ..
احمد تنهد بقوة من ضغط كلماتها .. ولا عرف هي وش تقصد بالضبط .. هو ماله علاقات غرامية فليش تقول كذا ..!!!
احمد : انا ماعرف عن وشو تقصدين .. قولي لي متى صار هالشي ؟!..
ندى : مارح اقولك لأني متأكدة انك تتذكر هالشي زين .. انت استغليت مكالمة التلفون الغرامية عشان تبعدني عنك .. انت كنت تعرف اني احبك ( خنقتها العبرة وتذكرت عذاب هذاك اليوم ) .. مستحيل ما تكون عرفت يا احمد .. كل الناس اللي حولي عرفوا اني احبك .. مو معقولة ماتكون عرفت انت بعد .. انت قررت انك تبعدني عنك وانا قررت اني ابتعد خلاص .. اكتفيت عذاب منك ..
احمد رجع يجلس على طرف السرير وهو مو حاس برجوله : صدقيني مو فاهم عن وشو تتكلمين .. فهميني !!..
ندى : ماعندي كلام اقوله اكثر .. وكل اللي ابيه الحين انك ترجع لي الدفتر وتنسى الكلام اللي مكتوب فيه .. تصبح على خير ..
سكرت عنه ورمت الجوال جنبها ورمت بجسمها كله عالسرير وهي مخبية وجهها بالوسادة .. ماتدري ليش تحس بالتناقض الواضح بين كلامه الحين وبين كل اللي صار من قبل معه ..
بنبرته فيها الصدق بس اللي صار يقول العكس .. حست بالعذاب اكثر والضياع لأنها ما عرفت تصدق كلامه ولا تصدق قلبها واللي يقولها ان الحقيقة باينه والخيانه واضحه ..

اما احمد من سكرت عنه وهو تايه مو عارف .. كل شي قالت له مافهم منه شي .. كل اللي سمعه عن نفسه هو متأكد انه ماله أساس من الصحة .. بس ندى ليش تقول هالكلام .. على أي اساس أجزمت ان عندي علاقات غرامية .. ظل يحاول يتذكر بس مافلح ..
رجع للدفتر وشاله وبدا يقلب بصفحاته من أول وجديد .. ابتسم بكآبة وهو يشوف لمسات ندى الواضحة فيه .. من الدفتر هذا عرف وش قد كانت ندى مجنونة فيه .. ندى تحبه .. ندى ماغيرها ..
شلون ما انتبهت لهالشي من قبل ؟!.. هالقمر يحبني ؟!!..
رمى نفسه عالسرير يفكر بكل اللي عرفه .. والشعور اللي يداهمه الفترة الأخيرة ناحية ندى .. زاد عليه الحين والسبب الكلمات العذبة اللي قراها واللي ينبع منها الحب واضح .. !!!
ليش ما قلتي لي يا ندى ؟!.. ليـش ؟!...


بالصباح صحت شوق وهي مقررة انها تروح اليوم للجامعة .. كفاية غابت عنها اسبوع كامل .. لما لبست وخلصت طالعت وجهها بالمرايه وحمدت ربها ان الأثر خف كثير ومو مبين الا اذا ركز الواحد ..
خذت شنطتها وعبايتها وطلعت .. وشافت ندى بنفس اللحظة تطلع من غرفتها والبسمة على شفاتها .. كان مبين انها مرتاحة عكس امس ..
راحت لها شوق مبتسمة : صباح الخير ..
ندى منشرحة عالأخير : صباح النووور ..
شوق : من وين طالعه الشمس ؟!.. شفيك مستانسه ما كأن شي حصل ..
ندى وهي تضحك وتنزل الدرج : بلاك ما تدرين وش صار امس .. آآآآخ بس بردت حرتي فيه يا شوق .. واجهته يا شوق واخيرا واجهته ..
قالتها بحماس كبير وشوق ضحكت مع انها ما فهمت وش اللي صار بالضبط .. بس ارتاحت لراحتها ..
راحوا لطاولة الطعام حصلوا ابو فهد توه مخلص وبيطلع .. سلموا عليه وجلسوا يفطرون .. وبعدها طلعوا للجامعة مع السايق ..
بالجامعة كان باستقبال شوق نوال ونوف ومجموعة من البنات .. نوال دقت على شوق امس وخبرتها انها بتجي ..
نوال لما شافت شوق جاية من بعيد : القمر طلللللللل علينا يا بنااااااات ..
شوق اشرت لهم من بعيد وهي تضحك ..
نوف : مرااااااااااااحب ببنت الشرقية ..
وصلت شوق واول وحدة حضنتها كانت نوال سلمت عليها وبعدها نوف وبقية البنات ..
شوق لفت لنوف : حراام انا بنت الرياض مثل ماني بنت الشرقية ..
نوف : لا انتي كوكتيل بنات المملكة ..!!!
شوق : هههههههههههههه .. مهما صار بظل بالاصل بنت الرياض ..وين ما رحت ووين ما جيت ..
جميلة : كذا يعني تنسينا مالنا هدايا .. ولا مالنا قدرعندك ..
شوق بنظرة كئيبة بس بابتسامة : لا تذكرووني تكفون .. لو تدرون بس وش صار لي هناك ..
نوف تذكرت الحين : أيــه صح قالت لي ندى انك كنتي بالمستشفى ..
نوال لفت لها مستغربة : بالمستشفى ؟!.. ليش سلااامات ..
شوق : الله يسلمك .. تعبت هناك شوي .. ومن المستشفى رجعت لبيت عمي ..
نوال ترفع يدها للسما : ما تشووفين شر .. جعله بعدويييييينك ان شالله ..
بعد شوية سوالف دخلوا للمحاضرة وبعد ساعتين طلعوا للكافتيريا المعتادة .. والجو حلو سوالف وضحك وخاصة بعد رجوع شوق الا مر وكأنه شهر مو اسبوع ...
اثناء السوالف دق جوال نوف بمسج .. ولما رفعته تشوف من مين تغير وجهها للغضب والعصبية ..
كان المسج :

خوفي يطول الليل والحلم ينساكـ
خوفي عيون الكون بالحيل تبكيكـ
مني لكـ الإخلاص لوطال فرقاكـ
مهما يطول البعد ماني بناسيكـ
تبقى على عهدي دام إني أهواكـ
وتبقى لك أحلامي رسايل تناااااااديكـ ..

نوف بصوت مسموع : اووفففف .. متى بيحل عني هذا .. ترا عطيته وجه ..
لفت لها جميلة : شفيك نوف .. من مين ؟!!..
نوف وهي تمسح المسج مباشرة قبل لا تقراه : واحد قليل ادب وما عنده اخلاق ملاحقني بكل مكان .. ومزعجني بالمسجات اللي مالها داعي .. بهذلني مدري وش الحل معه ..
جميلة : وريني المسج ..
نوف : مسحته .. مسج غرام وحب .. يحسبني بصدقه .. اصدق الناس كلها الا هو ..
جميلة : عاد بعضهم نشبــه ما يصدق ..
نوف : ودي أرد عليه .. عندك مسج كذا قوي .. كله تهزئ بتهزئ .. ابيه يفهم اني ما أطيقه ولا أواطنه بعيشة الله ..
جميلة طلعت الجوال تدور لنوف عاللي تبيه ولما حصلت عطته نوف تقراه ..
نوف ماتت من الضحك وهي تقراه .. كان المسج قــوي جدااا .. نوال قرته وشوق بعد وكلهم لاحظوا الكلمات القوية اللاذعة ..
نوال : ما كأن المسج قوي مرة ..
نوف وهي ترسله لبدر : مو قوي .. خل يفهم اني مابيه ولا اطيقه .. خل يحل عني ..
حطت الجوال جنبها ورجعت للسوالف مع البنات .. وبعد دقيقتين رجع الجوال يدق بنغمة مسج ..
جميلة ضحكت : اكيد منه ..
نوف وهي تفتح لمسج : أكيد .. هو فيه غيره مأذيني بدنيتي ..
فتحت المسج :

مهما تصد أعشقك وأهواك وأغليك
ماهمني رفضك ولا أبغى ردودك
كيفي إذا بمتحن في حال هاويك
وكيفك إذا تبغاني أعاني صدودك
تصـد
تبعـد
تبيـع
شاريـك
شاريـك
أصــلاً حياتي بس مجرد وجــودك...

سكرت المسج وفضلت انه ما ترد عليه .. كان بالفترة الأخيرة يكتفي بالمسجات اللي كلها حب وغرام .. حتى انه معد حاول يتصل فيها ، أو يناقشها بالشهادات اللي سرقتها وهذا أثار استغرابها ..
استغربت هالهدوء الغريب منه ..
لا يكون بس ناوي على نية ثانية ..!!!..
انتبهت على جميلة تكلمها : نوووف وصمممخ ..
نوف مثل البلهاء : هااااااه ..
جميلة : هويتي ..
نوف : وانتي معي ..
جميلة : ههههههههههههه .. وش تبين الفطور اليوم على حسابي ..
نوف : كروسان .. وسفن اب ..
راحت جميلة للكافتيريا ، بينما نوف رجعت تفكر .. وفتحت المسج ثاني مرة وعادت قراءته ..
نوال مستلمة شوق استجواب وتسألها عن كل شي صار لها بالشرقية .. وشوق اخفت بعض الأمور وحرفت بالكلام ..
اثناء هالشي .. وصلت شلة بنات ثانية لنفس الكافتيريا .. مجموعة كبيرة تقريبا من خمس أو ست بنات .. تتقدمهم أريج اللي من طاحت عينها على شوق وهي تضحك وتبتسم .. طالعتها بازدراء من فوق لتحت ..
نوال انتبهت لهم وانتبهت لنظرة أريج بس ما خبرت شوق عنها .. لأن شوق ما انتبهت لوجودهم ولا حبت تزيد الحديد حرارة ..
شلة أريج جلسوا بطاولة جنب طاولة شوق ونوف والبنات .. بس شوق كانت معطيتهم ظهرها فما درت عنهم ..
رجعت جميلة بالفطور الدسم اللي على حسابها .. وبدوا يفطرون ويضحكون وناسين اللي حولهم ..
أريج لفت لمروى جنبها : شفتي شوق .. مسوية نفسها ما انتبهت لنا ومطنشة كأننا مو مالين عينها ..
تنهدت مروى : اريج حيبتي شفيك .. خلها ساكته احسن لها .. والحين انسي انها موجودة لأننا مو ناقصين مشاكل مع هالأشكال ..
اريج تتمتم : تحسبني بسكت للي سوته ..
مروى : خلينا الحين نستانس بجلستنا .. وخليها مطنشه أحسن لها ..
وسكتت اريج ومروى انشغلت بالسوالف لما انتبهت البنت اللي معهم اسمها " رانيا " لشوق .. واشرت عليها وهي تلتفت لأريج ..
رانيا بصوت مسموع : مو هذي شوق اللي قلتوا لنا عنها .. واللي مسببة لنا ازعاج منكم ..
سمعت شوق هالكلام ولفت مستغربة من ذكر اسمها بصوت غريب .. وشافت وراها البنات نفسهم وبينهم اريج تطالعها بنظرة احتقار ..
ما اهتمت شوق ورجعت تتعدل بجلستها ولا كأن شي صار .. لأنها عرفت ان استمرت معهم على نفس المنوال رح تسبب لنفسها المشاكل .. فققرت تتجاهلهم من يوم ورايح لحد ما ينسونها ..
نوال بخوف من ردة فعل شوق : شوق قلبي .. لا تهتمين .. خلاص انسيهم ..
شوق وهي مبتسمة : قررت انساهم .. ماني ناقصه مشاكل مع احد ..
نوال ابتسمت براحه : احسن شي تسوينه .. كان المفروض من زمان ..

أريج انقهرت منها لما شافت ردها .. توقعت من شوق انها تقوم عليهم وتدخل بمشكلة بس صار العكس .. لان اريج كانت تتمنى يصير هالشي وتبرد حرتها .. بس ماصار اللي تمنته ..
اريج بصوت مسموع للي حولها : ودي أخلق مشكلة معها من لا شي ..
مروى تأففت : اووففففف .. ردينا ثاني مرة .. أريج حبيبتي ترا احنا بالجامعة محنا بشارع .. كل اللي بالكافتيريا يشوفونك وبيعرفون انك غلطانه ..
تراجعت اريج عن قرارها لما حست ان مروى على حق .. فطنشت شوق واللي معها وحقرتهم ..
بعد دقايق طلت بنت من بعيد تمشي .. تمشي وبعيونها مبين الفرح ، وتطل من ملامحها النعومة ..
كل من يشوفها بيعرف انها تعيش حالة من السعادة لأن الضحكة ما تفارقها بذيك اللحظات ..
انتبهت شوق لها ، ولفتت انتباهها هالبنت .. وصلت البنت لهم وتعدت طاولتهم ووقفت عن طاولة أريج والشلة ..
البنت : مرحبــا بناااات .. كيــفكم ؟!..
اريج مبتسمة : أهليـــن شذى .. هههههههههههه .. أخبارك عقب أمس ؟!..
شذى وهي تتنهد بحالمية وتجلس جنبها : آآآآخ بس يا جيجي .. وش اقولك اعد الساعات والدقايق والثواني .. متى تجي الساعة ثمان الليـلة .. والله متلهفــه ..
اريج تضحك : هههههههههههههه .. خلك ثقل يا حبيبتي .. ولا ترا فهد بيغير رايه فيك ..
شذى ضربتها بخفة : لا تقوووولين .. انا ثقل بس لأنه الموعد الأول حاسه اني بطيــر ..
مروى مبتسمة على شكلها : للحين انتي على فهد .. لك زمن وانتي تكلمينه ما تركتيه ..
شذى وهي تتنهد وكأن عذبها الغرام : ولا بتركه .. يكفي انه اول حب بحياتي .. وبيكون آخر حب .. أحبه يا ناااااس مجنني ..
أريج لفت للبنات : ههههههههههههه .. ما شفتوا صورته يا بنات ؟!..
رانيا مبققة عيونها : عندك صورته يالدبا ولا وريتينا ؟!..
اريج : انا شفت صورته وكنت عند شذى أمس لما كلمته .. آآخ بس لو تسمعوون صوته .. جنااااان ولا صورته .. هذا شي ثاااني ..

شوق عالطاولة جنبهم سمعت كل النقاش اللي دار ونوال معها .. جذبها النقاش وحست فيه شي غريب ..
نوال باشمئزاز : الحمدلله والشكر .. الاخت فرحانه لأنها بتطلع مع الحبيب ..
نوف كانت تسولف مع جميلة لفت لنوال مستغربة : من تقصدين ؟!..
نوال : وحدة من البنات بالطاولة اللي ورانا .. عندها موعد غرامي اليوم وبتطلع مع حبيبها .. وطااايرة من الفرحه ..
شوق بهدوء مفاجئ : اسمه فهد ..
نوف ضحكت : هههههههههههه .. حبيبتي شوق ترا مو ولد عمك هو الوحيد اللي اسمه فهد .. السعودية مليانه ..
ابتسمت شوق على نفسها وبعدها ضحكت .. ونست كل اللي سمعته لأنه شي ما يعنيها وهي ما تعرف البنت ولا بينهم أي شي ..
بعد نص ساعة شالوا أغراضهم لأن وراهم محاضرة ثانية .. واريج شافتهم والتفتت لشذى ..
اريج : شذى تذكرين شوق اللي كلمتك عنها ..؟!..
شذى وهي مقطبة : ايه اذكرها .. اللي حاطه دوبها من دوبكم ..
اريج : ايه .. شوفيها هذي ( وتأشر ) .. اللي لابسه زهر وجينز .. ورافعه شعرها مثل ذيل الحصان ..
لفت شذى لها وطالعتها لمدة .. ولا قدرت تتمعن فيها زين لأن شوق عطتها ظهرها وطلعت من الكافتيريا مع البنات ..
شذى بعد اهتمام : طيب و المشكلة ؟!..
اريج : المشكلة ان البنت ما تعرف من نكون احنا .. لو ما كنا بالجامعة كان عرفتها قبل شوي من تكون حضرتها ووش هو قدرها ..
شذى : اريج انتي اذا سويتي كذا بتبينين ان لها قدر .. فخليها واحقريها ..
مروى تدخلت : وانا قعدت اقولها هالكلام من زمان بس مو راضيه تفهم ..
شذى ضحكت : وانا بعد ما أرضى أعز وأقرب صديقة لي انها تنهان .. اذا سوت شي غير اللي سوته انتي علميني وانا أوقفها عند حدها .. كلش ولا أريج حبيبتي ..
أريج تمثل الزعل : ليش يعني انا ما أقدر؟!..
شذى وهي تضحك وتبوسها بخدها : تقدرين .. بس انا بعد ما أرضى عليك ..


بعد دوام الجامعة رجعت نوف للبيت هلكانه وتعبانة وتدور الفراش .. رمت أغراضها عالسرير ونزلت تتغدى بسرعة عشان ترجع تنام ..
جلسوا عالطاولة كلهم .. ابو احمد وام احمد وسهى ونوف ومحمد وريم .. أمل كانت راحت لبيتها قبل لا تكمل الأربعين لأن زوجها الح عليها ترجع ومشتاق لها ..
أحمد للحين ما وصل من المعهد ..
اثناء سوالف أبو احمد عالغدا تذكر شي : ما قلت لكم .. في مفاجأة قالها لي عمكم بتفرحكم ..
محمد بان عليه الحماس حتى سهى .. اما نوف كان النوم على جفونها وتاكل وهي نصف نايمه من التعب .. لدرجة كل شوي تخدر وتطيح الملعقة من يدها .. فترجع تنتبه لنفسها .. بس بسرعة يغلبها النوم ..
صحت شوي لما سمعت ابوها يكلمهم عن المفاجأة ..
ابو احمد يضحك على نوف : ههههههههههههه .. نوف حبيبتي .. ما سألتيني عن المفاجأة ..؟!
نوف وهي تدخل الملعقة بفمها ومبهذلها النوم : ما يهمني يبا .. ابي اروح انوم ..
ابو احمد : عمكم اقترح علي .. أو عزمني ان احنا نروح معهم للمزرعة بنهاية هالاسبوع ..
سهى بفرح : والله ؟!.. أخيرا والله من زمان نفسي نطلع مع بيت عمي مثل عالطلعة ..
ام احمد : ومن اللي اقترح هالاقتراح ...
ابو احمد : اخوي يقول ان بدر اقترح على اهله .. وأصر بعد ان احنا لازم نروح معهم ..
نوف صحت تمام بهاللحظة وغصت بأكلها وقامت تكح وتكح .. عطتها سهى كاس موية بسرعة وشربتها لما ردت لها الروح ..
ابو احمد : اسم الله عليك شفيك ؟!..
نوف والدموع بعيونها من الغصة : وش قلت يبه ؟!.. بدر اقترح ان احنا نروح معهم ؟!..
ابو احمد مبتسم : ايه ولد عمك هو اللي اصر .. تعرفينه من سافر وهو ماطلع للمزرعة ، ولنا وقت عنها .. وحاب نجتمع كلنا ..
نوف احساسها بأن بدر ناوي لها شي زاد .. فقامت واقفة وتركت الملعقة من يدها : انا من الحين اقولكم .. ماني رايحه ..
وتركتهم بدون ما تعطيهم الفرصة انهم يسألونها ليش .. راحت فوق لغرفتها وقفلت الباب ..
انسدحت عالسرير ورجعت تفتح الجوال عالمسج الأخير اللي وصلها منه ..

مهما تصد أعشقك وأهواك وأغليك
ماهمني رفضك ولا أبغى ردودك
كيفي إذا بمتحن في حال هاويك
وكيفك إذا تبغاني أعاني صدودك
تصـد
تبعـد
تبيـع
شاريـك
شاريـك
أصــلاً حياتي بس مجرد وجــودك...

سكرت المسج وحطت الجوال جنبها .. وغمضت عيونها وهي تحس بالنوم يسيطر عليها أكثر .. ليش بدر يقترح ان احنا نروح المزرعة بهالوقت .. وش ناوي بالضبط يا بدر ؟!... نفسي أعرف ...
تلاشت هالأفكار من ذهنها لما غرقت تماما بالنوم ..

بعد المغرب كانوا شوق وندى جالسين بالحديقة وقدامهم العصير والكيك .. يعيدون ايام أول ..
ندى قالت لشوق كل شي حصل لها مع أحمد الليلة الفايته اثناء المكالمه .. وشوق كانت تسمعها وهي مصدومة ومبهوته .. على حسب كلام ندى انها حاولت كم مرة تقوله عاللي بقلبها .. بس لما جا أمس انفجرت ندى بوجهه وقالت كل شي بقلبها بدون ما تفكر فيه حتى ..
شوق بصدمة : ما كأن اللي قلتيه غلط ..؟!..
ندى : لا مو غلط .. اقولك هو كان داري بكل شي .. بس يستغفلني .. انا خلاص قلت له كل اللي عندي وهو اللي يتحمل ..
شوق وهي تشرب من كاس العصير : والدفتر ؟!..
ندى بعد صمت وبدون اهتمام : اللي كنت خايفه منه صار .. وأكيد انه قرأه كله من أوله لآخره .. وانا قلت له يرجعه لي ..
شوق : واذا ما رجعه ..؟!..
ندى بعد تفكير هزت كتفها بلا مبالاة : يخليه عنده لأني معد أبيه .. انا كنت برميه بس السوسة عمر وصل الدفتر له ..
شوق ضحكت لان لما انطقت ندى باسم اخوها طل عمر عليهم جاي يركض ..
وصل عندهم وعيونه عالكيك : ابي كيك ..
طالعته ندى بنظرة تحرق خاف منها عمر وراح لشوق يتخبا عندها ..
ندى : ولك عين بعد اللي سويته تجي تطلب .. ( وقامت واقفة وسحبته ورفسته بخفة من الخلف ) .. يالله انقلــع ..
ابتعد عمر مبرطم وقال لها كلمة قوية ما تطلع من طفل صغير .. وهي من قهرها قامت تلحق وراها واختفت داخل وشوق تضحك عليهم ..
دخلت ندى معصبة لقت عمر بحضن امها يحتمي فيها ..
ندى للحين معصبة عاللي سواه : ياحمااااار ان سمعتك تنطق باللي قلته ثاني مرة يكون لي معك حساب ثاني ..
ام فهد : هدي اعصابك يا ندى .. تراه بزر تحطين عقلك بعقله ..
ندى تركت الصالة بتروح للمطبخ تجيب زيادة عصير .. وشافت فهد نازل وكااااااشخ كشخة فضيعة .. اللي بيشوفه بيقول هذا يوم زواجه .. لابس ثوب بيض وغترة بيضا .. هذا غير السكسوكه الخفيفة اللي حاطها .. كان شكله غير كل يوم ، وزايد روعة وتألق ..
ندى تطالع اخوها مبهوته : فهـــد ؟!.. يالله وش هذا كله ؟!..
فهد ابتسم وهو ينزل : المهم شرايك ؟!..
ندى : جنااااان .. شعندك وين رايح ؟!..
فهد : معزوم على زواج ..
ندى : اللي يشوفك بيقول انت المعرس .. من الحين اقولك بتغطي عالعريس ..
فهد وهو يضحك ومتوجه للباب : هذي شهاده منك اعتز فيها ..
ندى مبتسمة : افااا يكفي بس تاخذ بكلامي ..
راحت ندى للمطبخ تجيب العصير .. وفهد مر على امه بالصالة قبل لا يطلع ..
ام فهد تطالع ولدها بفخر : يه يه شهالزين ؟!.. وين على الله ؟!..
فهد مبتسم : طالع لزواج يمه تامريني بشي ..؟!!
ام فهد : سلامتك وانتبه لنفسك .. ( وبنظرة حنونه ) عقبال ماشوفك بيوم زواجك يا حبيبي ..
فهد راح لها وباس راسها : آآآمين يمه .. الله يعطيك طولة العمر .. انا طالع ..
ام فهد : بحفظ الرحمن ..

شوق جا لها اتصال من نوال وقامت تمشي بالحديقة وهي تكلمها وتسولف معها .. دارت حول النافورة وهي تضحك ..
شوق : طيب قولي لي انت ليش دقيتي .. ولا بس من الفضاوه ..
نوال : تبين الصراحه ايه من الفضاوه .. ماعندي احد الحين قلت اتصل على شوق حبيبتي تونسني ..
شوق : وانا فاضيه لك بكل وقت تبين أكـ......
سكتت لما انتبهت لفهد طالع بهيئة ما تعودت عليها .. حست بالفضول بيذبحها تبي تعرف وين رايح .. فراحت له بدون تفكير ..
شوق : اقول نوال باي اكلمك بعدين ..
وسكرت بدون ما تسمع الرد .. ونادت على فهد اللي فتح باب الشارع بيطلع : فهـــد ..
وقف فهد وطالعها يشوف وش تبي ..؟!!..
شوق لما وصلت له حست انها ملقوفة .. ليش تسأله مالها شغل .. بس ماقدرت تمسك نفسها لما شافت هيئته الروعة ..
شوق : آ ... وين رايح ؟!..
فهد بعد صمت بارد : لا يكون انتي امي تسأليني وين رايح ووين جاي ..؟!!
شوق عرفت انه ماكان له داعي تسأله بس ماقدرت تمسك لسانها .. وضايقها رده .. شفيها يعني لو انا بنت عمه وسألته وين بيروح ..!!!
شوق : لا .. بس حبيت اسأل ..
فهد وهو يطلع ويسكر الباب : مالك شغل ..
ووقفت بمكانها مصدومة من رده ..وسمعت صوت سيارته تروح وتبعد .. رجعت لطاولة بالحديقة وجلست وهي تفكر بكآبة وضيق منه ..
جت ندى والعصير معها وشافت سرحانها : الووو .. ياهوو ترانا هنا ..
شوق بضيق : اقول ندى سألت اخوك وين بيروح وعصب علي ..
ندى جلست وهي تضحك : هههههههههههههههه .. طيب ليش تسألينه .. خلك في حالك احسن ..
شوق : مدري شفته كاشخ واستغربت وين بيروح ..!!!
ندى : بيروح لزواج .. هذا اللي قاله ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:38 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجــــــــــــزء 28





في جدة .. الوضع بين نجلاء وسعود كان هادي حميــم ولا تخلو من المواقف الحلوة مع بعض .. صحيح لهم فترة ما ذكرتهم لأن ماكان فيه احداث تذكر ولا فيه أي تطورات ..
لكن الشي الوحيد اللي كان يعكر على نجلاء ، هو ان المكالمات الغريبة اللي بدت تتصل بسعود من آخر طلعة لهم للبحر زادت .. وسعود ملتزم الصمت وما يرد على سؤالها اذا سألته من يكون المتصل ..
لكن في مرة من المرات كانت نجلاء رايحه للمطبخ تجيب لسعود العشا بالغرفة .. رجعت وقبل ماتدخل سمعت سعود يكلم بالتلفون .. بعصبية غريبة وكلمات غريبة ما فهمت منها شي .. وقفت عند الباب قبل لا تدخل وسمعت كلامه ..
سعود : يمه اللي تطلبينه مستحيـل .. والله لو تنطبق السما عالأرض ما أسويها .. يمه انت تبين تهدمين حياتي ؟!..
نجلاء نغزها هالكلام .. وحست انها قاعده تتنصت على زوجها فتراجعت وراحت للصاله فترة تنتظرها لما يخلص مكالمته ..
وعرفت من هالمكالمة ان ام سعود هي المتصلة .. لكن فيه مكالمات غريبة غيرها .. هل ممكن ان خالتها هاللي دايم تتصل ..
طيب تتصل وش تبي بالضبط ..
في وحدة من المكالمات تبين ان المتصل أمه .. لكن تحس بشي غريب وهو ان المتصل مو أمه بكل مرة .. وخاصة ان الاتصالات زادت عن حدها واحيانا الاتصال يتكرر باليوم اكثر من مرة ..

دخلت نجلاء على سعود بالغرفة شافته يتضبط قدام التسريحة ويستعد للخروج .. راحت ووقفت بجنبه بصمت وهي تتامل صورته بالمرايه ..
انتبه سعود لنظراتها الصامته : شعندك حبيبتي ؟!.. في شي بتقولينه ؟!..
نجلاء بهدوء : عندي سؤال واحد ابيك تجاوبني عليه وتريحني ..
سعود : اسألي لكن بسرعة لأني مستعجل ..
نجلاء مسكت يده تترجاه : حبيبي تكفى قولي من هاللي يتصل دايم عليك .. والله اقلقتني ..
بعد نظرة قصيرة من سعود لنجلاء .. ضحك وضرب خدها بخفة يمازحها : حبيبتي انا كم مرة قلت لا تشيلين هم .. مكالمات مالها داعي ولا أهمية ..
نجلاء بنظرة عدم تصديق : شلون مالها داعي ولا أهمية .. المكالمات هذي تتكرر باليوم كم مرة وانت بعد اذا صرت عندي تطلع وماتبيني اسمع .. وش هالشي اللي ماتبيني اسمعه ؟.. سعود انت مخبي علي شي ؟.. قولي تكفى ..
سعود : وش بخبي عليك يعني ؟!..
نجلاء : سعود انا حاسه انه في شي خطير مخبيه عني .. وهالاحساس كل ماله ويزيد ليش ما تقولي وتريحني ..
سعود : وش تبيني اقولك ؟!..
طالعته نجلاء بنفاذ صبر : قولي من هاللي يتصل ..
سعود بعد نظرة غريبة : نصيحة يا حبيبتي لا تسأليني ليش .. لأنك بتمين مرتاحة اذا ما عرفتي ..
نجلاء عصبت وفقدت اعصابها : أي راحة تتكلم عنها وانا اعصابي تلفت .. هالاتصالات لها اسبوع مستمرة وانت مو راضي تقولي مين ...( وبعد نظرة وصمت ) .. وانا اظنها خالتي ..
طالعها سعود بصمت ومارد ..
ونجلاء تحاول تتمالك نفسها : خالتي صح ؟!.. خالتي تبي شي منك وانت مو راضي تقولي ..
سعود بهدوء : وانتي وش اللي يخليك تقولين انها امي ..
نجلاء مو قادرة تتمالك هدوءها : سمعتك تكلمها .. قبل كم يوم سمعتك تقول .. انه اللي تطلبه خالتي مستحيل ومارح تسويه لو تنطبق السما عالأرض .. وان خالتي تبي تهدم حياتك .. قلي وش تبي خالتي بالضبط ..
سعود ظل ساكن لحظة ونجلاء دقات قلبها تزداد من الخوف ..
قرب سعود منها ومسك يدها وباسها ، ورفع راسه لنجلاء وحط عينه بعينها ..
سعود بهدوء : نجلاء ....... امي تبيني أتزوج ..
حلت صاعقة على راس نجلاء من سمعت اللي قاله .. ولسانها انشل ونظراتها جامدة بعيون سعود وكانها تطلب منه تكذيب اللي قاله ..
نجلاء وكل جسمها يرتجف من الصدمة : لـ ... ليـش ؟!..
رفع سعود يده يطالع ساعته وبعده رفع عينه لنجلاء : ليش هذي خليها لبعدين .. انا تأخرت الحين ولما أرجع من الشغل نتفاهم .. أوكي ( وضرب خدها بخفة وهو يبتسم لها ) ..
هزت نجلاء راسها بالايجاب وهي للحين تحت تأثير الصدمة .. طبع سعود على خدها بوسة وطلع ، وهي تمت واقفة مكانها ترتجف من الصدمة اللي ما توقعتها .. ظلت واقفة وكلماته تتردد ببالها لما عورها راسها ..
طلعت من الغرفة وبخطوات متثاقلة مهمومه مشت لغرفة قريبة من غرفتهم .. هذي الغرفة اللي تنتظر أحد يشغلها .. واللي ظلت نجلاء شهور تزين فيها وتستعد لوصول أول ثمرة زواجها من سعود ..
فتحت الباب والدموع ملت عيونها من غير ما تحس .. ومشت ببطء للسرير الصغير الموجود بنصف الغرفة ومعلقة فوقه مجموعة من الدمى ..
جلست نجلاء جنبه وبدت تتخيل طفلها الصغير نايم .. وهي تفكر باللي قاله سعود .. ماصار على زواجها سنتين يرجع يتزوج ثاني مرة .. طيب ليش امه تبيه يتزوج ؟!.. تونا ببداية حياتنا ..
حطت يدها على بطنها ودموعها تزداد بالسيلان .. كل هذا عشاني ما جبت له الولد لحد الحين .. طيب انا شذنبي !!!..
اكتشفت نجلاء بدون صعوبة سبب طلب خالتها لسعود بالزواج .. عشان الأطفال بدون شك .. بس ليش وزواجنا ما بعد كمل السنتين .. ليش الكل مستعجل ..
خافت من اللي بيقوله سعود اذا رجع .. اللي تعرفه من مكالمته مع امه انه رافض هالفكرة بس ما تدري وش اللي يخبيه القدر لهم ..
قضت وقتها بهالغرفة تفكر وعيونها تدمع .. بدون ما تحس بالوقت ..


الموعد المنتظر اللي كانت تنتظره شذى هذا هو حل وما بقى عليه الا ساعة تقريبا .. كانت بغرفتها تستعد وتلبس أحلى حلة حصلت عليها .. طلبت من صديقاتها أريج ومروى ورانيا يحضرون يساعدونها لانها ما تقدر تهدى من التوتر والفرح اللي بياكلها ..
مروى وهي تلبس شذى عقد لولو بسيط عالموضة : ههههههههه .. شذى حاولي تهدين لا تموتين علينا ..
شذى مو عارفه تقعد بمكان تتحرك بكل مكان وكل شوي تشوف نفسها بالمرايه : ما اقدر ما اقدر .. شوفي شكلي الحين أوكي أو لا ؟!..
أريج بانبهار : لا والله تجننيـن .. روووووعة يا شذى .. ما أدري وش اقول بس أنتي هالمرة أحلى من كل مرة شفتك فيها ..
شذى تضحك : ههههههههههههههه .. لا قولي جد لا تجاملين ..
اريج : ورب الكعبة انك جنــان .. ( وغمزت لها ) .. عاد لا تنسينا بالصور هااا .. أهم شي ..
ضحكت شذى : افااا عليك .. عاد ان شالله ما انسى ..
كانت شذى لابسة فستان أحمر روعة شرته من أرقى المحلات .. ويوصل لتحت الركبة مع جزمة كعب أحمر عطت وقفتها وطلتها شي من الروعة ..
كان طولها حلو ونحيفة يعني الفستان راكب عليها ومع بياضها طالعه حلوة ..
شذى تلتفت لرانيا : رانيا عطيني عبايتي والطرحة ..
دق تلفون شذى ولما شافت الرقم صرخت من الفرحة : هذا هذا فهــد .. يااااااااي .. اكيد يسأل عني ..
اريج تضحك : هههههههههههه .. ردي عليه ..
خذت شذى نفس وهي حاسه نفسها بتموت .. وردت بعد ما حطت عالسبيكر : هلا بروحي ..
ابتسموا البنات حولها ومسكوا ضحكتهم من شكلها ..
فهد : هلا بنور عيني .. شخبارك حياتي ان شالله مستعدة ؟!..
شذى تضحك بنعومة : هههههههههههه .. أكيد مستعدة .. وانت شسويت ؟!..
فهد : انا مستعد وطلعت من البيت الحين .. وين الاقيك ؟!..
شذى رفعت عينها لصديقاتها بسرعة وبعيونها تسألهم وين الاقيه لأنه مرتبكة حدها .. بس محد عطاها جواب لأنهم ماسكين ضحكتهم عليها هذا غير انبهارهم بصوت فهد اللي وصلهم ..
شذى : امممم .. اللي يريحك انت قول وين وانا اجيك ..
فهد : شرايك اوديك للفور سيزن ؟!..
شهقوا البنات حولها لما سمعوا اللي قاله .. وفهد ضحك لما سمع شهقتهم ..
فهد : ههههههههههههه .. من هاللي عندك ؟!..
شذى للبنات : الله يخسكم .. حبيبي هذولي صديقاتي جايين يساعدوني .. مهبل لا تشره عليهم ..
فهد وبصوته الضحكة : شرايك تجيبينهم معك ونتعشى سوا ؟!..
صرخوا البنات كلهم وعلا صوتهم بالتأييد ، لكن شذى عارضت وهي معصبة من فهد : لاااا فهد انا وياك وبس ..
ضحك فهد عليهم : هههههههههههههههههههه .. وانتي صدقتي حبيبتي .. اليوم سهرة خاصة انا وانتي بس .. وقولي لصديقاتك لا يصيرون مخفات كل شي يصدقونه ..!!!
شذى للبنات وبصوتها الضحكة : سمعتوا .. هههههههههههههههه ..
اتفقوا شذى وفهد وين يتلاقون عشان فهد ياخذها ويروحون يتعشون سوا .. وسكرت منه وكملت استعدادها ..
مروى بانبهار : يااااااااويلي بيوديك للفور سيزن .. من قدك من قدك ..
شذى وهي تلبس عبايتها : اعووذ بالله من عيونكم .. ادعووا لي ادعوووا لي والله قلبي بيوقف مو راضي يهدا ..
ضحكوا البنات وكلهم لبسوا عباياتهم وطلعوا ركبوا السيارة ، وتوجهوا للمكان اللي تحدد يتقابلون فيه مع فهد ..


فهد وصل من وقت ووقف سيارته بجنب الرصيف ينتظر شذى توصل .. واثناء انتظاره وصلت له مكالمة من احمد ..
فهد : هلااا ..
احمد : هلاا بك .. اخبارك ؟!.
فهد : تمااام ..
احمد : وينك منت جاي اليوم الشباب يسألون عنك ؟!..
فهد مبتسم : لا والله اليوم انا مرتبط بموعد .. وطالع له الحين .. اعتذر قولهم مهو بجاي اليوم ..
احمد مستغرب وبسخرية : الله واكبر عاد .... وش هالموعد يالبيزنس مان ؟!!!..
فهد ضحك : موعد غير شكل اليوم .. بطلع مع شذى بنتعشى سوا ..
احمد بعد لحظة صمت : شذى ؟!.. مين شذ..... هيييي انت تعاااال صاحي ولا مجنووون .. بتطلع مع شذى انهبلـت ...!!
فهد بثقة : لا ما انهبلت وانت عارف اني بطلع معها من زماان ..
احمد بجد : اقوول خل عنك هالخرابيط وتعااال اسهر معنا بلا شذى بلا بطيخ ...
فهد : آسـف ما اقدر .. البنت جاية الحين وانا عطيتها وعد .. وماقدر اخلفه ..
احمد بسخرية : ومن تكون هي بالنسبة لك عشان تعطيها وعود .. يعني يقالك بتفهمني الحين انك خايف على مشاعرها لا تنجرح ..
فهد بجدية : ايه خايف على مشاعرها عندك أي مانع ..
احمد : فهيد اعقل وارجع .. انا عارف ان البنت ما تعنيلك شي الا هي اللي تتلزق فيك وملاحقتك ..
فهد قاطعه وبكل جدية : الا البنت تعني لي .. البنت حبيبتي يا احمد وابي أطلع معها ..
احمد مستغرب : وش قلت ؟!.. حبيبتـك ؟!..
فهد : ايه حبيبتي .. البنت احبها مثل ماهي تحبني ..
احمد : اقوول انت الكلام معك ضايع .. روح سو اللي تبي بس بتعرف غلطك بعدين ..
فهد : ماله داعي هالنصايح لأني اعرفها زين .. مع السلامة الحين البنت بتدق علي بأي وقت وبتلقى الخط مشغول ..
احمد : الله يهديـك .. مع السلامة ..


شذى كانت على اعصابها ودقات قلبها رافضه تهدى .. وكل ماقربوا من المكان المتفق عليه زاد توترها وارتباكها ..
شذى مغمضة عيونها بقوة : يا بناااات بشوف فهد بعد شوي تصدقون ولا لا .. انا مو قادره اصدق ..
اريج تضحك : هههههههههه .. حبيبتي اهدي .. بعد شوي بتشوفينه مو زين كذا لازم تهدين وتبعدين هالتوتر ..
مروى لما قربوا من المكان المنشود : الا اقول سيارته وش نوعها ؟!..
شذى تحاول تتذكر بس مو قادره : ما أدري نسيت ..
وصلوا للمكان المقصود أخيرا ووقفوا سيارتهم بجنب سيارة فهد وهم ما يدرون ..
شذى رفعت تلفونها بتتصل بس سمعت صرخة مروى : شــذى شوفيه شوفيه .. هذا هو جنبنا ..
شذى مسكت قلبها وطلت من الشباك .. شافت وجهه بس من جنب ، وما كان صعب عليها انها تعرفه ..
شذى حست وجهها يحترق : وربــي انه هو .. هو هو ..وااااي ما اصدق ..
اتصلت فيه ..
فهد : هلا حبيبتي وينك ؟!..
شذى وهي تضحك غصب عنها من الوناسة : هههههههههههههه .. فهد انا جنبك .. حلفتك بالله قولي انك انت اللي لابس أبيض بأبيض ..
فهد ضحك : هههههههههههههههه .. انا هو بشحمه ولحمه ..
ولف فهد راسه لورا يطالع اللي جالس بالسيارة جنبه .. وشافته شذى لما تأكدت فعلا انه هو .. وضحكت وهي ودها تصرخ من الفرح : ههههههههههههه .. الحين تاكدت .. يالله انا جاية .. ( وتنهدت ) .. آآآآآآآآآه يا فهد ما صدق انك على بعد خطوات مني ..
فهد يضحك : ههههههههههه .. وانا انتظرك يالله تعالي ولا جيت انا بنفسي أخذك ..
شذى بدهشة : تجي ؟!.. لا لا .. لا تجي اخاف عليك من عيون البنات اللي عندي ..
فهد راقت له الفكرة وفتح الباب ونزل : انا جاي بنفسي ..
شذى شهقت لما شافته ينزل : ...... فهد لا تجي والله بمووووت ..
ضحك فهد وكمل طريقه وقرب من سيارتهم .. وعيون البنات تاكله اكل وهو يقرب .. كان فيه وسامة وجاذبية الشاب السعودي اللي يذوب البنات ..
وصل للسيارة وفتح الباب الخلفي بجرأة .. وظهروا له اربع بنات كل وحدة طاقه اللثمة والميك اب كامل .. لفت نظره وحدة منهم كان مبين من عيونها النعومة .. كانت أكثر وحدة لفتت نظره ..
فهد وهو ينقل عيونه بينهم : وين شذى ؟!..
وصله صوتها خافت والرجفة فيه : انا هنا ..
كانت آخر وحدة وهي اللي لفتت نظره .. يعني جالسة بجنب الباب من الجهة الثانية .. سكر فهد الباب اللي فتحه بصمت وراح للباب الثاني عند شذى وفتحه ..
فهد ماسك الباب ومبتسم وعيونه بعيونها : هاااا شرايك فيني ؟!!...
شذى تطالعه بعدم تصديق : انت مجنووون ..!!!
فهد ضحك : هههههههههههه ... مجنووون فيك يا بعد عمري .. والحين ياليت تنزلين وتشرفيني بسيارتي ..
شذى داخت وراحت فيها .. أول مرة تشوفه يضحك بعيونها .. كانت تسمع ضحكاته بس الحين قاعدة تشوفه يضحك ..
قبل ما تنزل لفت للبنات برجا .. يعني ادعوا لي ما أمووت ..
ونزلت وهي بصعوبة تشيل روحها .. سكر فهد الباب ، وبجرأة مسك يدها وسحبها معه ..
وشذى ما اقدر أوصف حالتها ، كل هذا كان فوق احتمالها .. ودها تصرخ .. ودها تصيح .. ودها تطير .. ودها تموت ..
فهد فاجأها بتصرفاته .. ورغم الارتباك والتوتر الا انها تحس بنشوة سعادة ..
فتح لها الباب وركبت .. وبعدها راح لمكانه وركب والابتسامة على وجهه : نورتيني يابعد هالدنيا ..
شذى ساكته ومنزله راسها والحيا بياكلها : .........
ضحك فهد وحرك السيارة رايحين للفور سيزن بالمملكة .. وشغل مسجل السيارة على اغنية عبدالمجيد " ماقدرت اصبر "
فهد لف لشذى اللي لازالت منزله راسها : حبيبتي ليش الحيا .. طالعيني والله مشتاق لهالعيون ..
شذى رفعت راسها اخيرا وحطت عينها بعينه ..
فهد بانبهار : كل هالحلا عندك وما علميتيني ..
شذى : مو انت اللي كنت مو راضي اشوفك وتشوفني ..
فهد : انا ؟!.. ابدا حببتي تعرفيني ماكنت رافض .. بس كنت انتظر الوقت المناسب .. وهذا الوقت جا اخيرا .. آآآآآخ ماصدق شذى حبيبتي .. بسيارتي وجالسه جنبي .. !!!.. ما صدق ..!!
شذى تضحك : ههههههههههه لا صدق .. انا اللي حاسه نفسي بحلم ..
فهد يغني مع الاغنية وهو يطالع شذى : ماقدرت اصبر وجيتك .. قبل موعدنا بساعه ...
كملت شذى وهي تضحك : والغريب اني لقيتك .... تنتظر قبلي بساعه ..
فهد : دامك انتا مثلي مشتاق ... ليه دايم بينا فراق ..
وصلوا للممكلة أخيرا ونزلوا للفور سيزن ودخلوا المطعم وكل واحد ماسك يد الثاني .. شذى مو مصدقة اللي يصير حاسه نفسها بحلم حلو وبتصحى منه بأي لحظة .. اخذوا لهم زاوية بعيدة شوي عن الناس وجلسوا ..
وانتظر فهد شذى تكشف له عن الوجه القمر خلف اللثمة .. وشذى طالعته باحراج : اخاف ما أعجبك ..!!
ضحك فهد : ههههههههههه وليش ما تعجبيني .. يكفي هالعيون العذاب ..!!
نزلت شذى عيونها للأرض وكشفت له وجهها اخيرا .. اللي طلع أحلى بكثـــير مما تصوره هو ..
ظلت شذى منزله راسها مو قادره ترفعه .. ولا سيما ان فهد ظل ساكت فترة وما علق .. أو بالأحرى منبهـر !!!
شذى رفعت راسها شوي شوي تشوف ردة فعل فهد .. وبعد لحظات شافت ابتسامته .. ابتسامة رضا ..!!


طلعت شوق من غرفتها وراحت لغرفة ندى ودقت عليها الباب .. دخلت شافتها توها طالعه من الحمام بعد ما تحممت .. وقاعدة قبال المراية تسرح شعرها ..
راحت شوق بضيق وجلست على طرف السرير وعيونها على ندى ..
ندى انتبهت لنظرات بنت عمها العابسة .. اللي مبين فيها الضيق : شفيك شوق ليش معبسه ..!!!
قامت شوق واقفة وتحركت بضيق : وش اقولك .... معاملة اخوك لي تضايقني ..
ندى لفت لها مستغربة : تقصدين فهد ؟!.. ليش وش سوا ؟!..
شوق : وش تفسرين رده لي لما طلع اليوم .. ولا لما رجعت من الشرقية .. حتى كلمة حمدلله عالسلامة ما سمعتها منه ..
ندى : انتي حاسه بشي ؟!..
شوق تنهدت بضيق : ما أدري .. بس حاسه انه زعلان من شي .. مع اني تأسفت منه عاللي صار مني وهو قال انه سامحني .. بس معاملته لي غريبة ..
ندى وهي ترجع تلف للمرايه وترتب شعرها : شوق انتي تتوهمين .. ولا فهد دايم كذا لا تصيرين حساسه مرة ..
سكتت شوق وراحت لطاولة عليها براويز لكل افراد العايلة ..
ندى حاطة كل صورة على حدة ومرتبتهم على هالطاولة .. صورة ابوها وامها ونجلاء وفهد ونايف ومنى وعمر .. حتى انها أضافت صورة شوق لهم بالفترة الأخيرة ..
وقفت شوق تتأمل الصور وحدة وحدة واستقر نظرها أخيرا على صورة فهد .... مدت يدها ورفعتها وتأملتها عن قرب ..
ورجعتها موجة المشاعر من أول وجديد ..
سألت نفسها عن حقيقتها للمرة المليون .. هذا اللي يسمونه الحب ؟؟!!.. هذا اللي يسمونه الهيام ؟؟!!.. انا عمري ما حبيت ولا أدري وش هي حقيقة الحب .. لكن فهد هو الوحيد اللي قدر يحيي فيني احاسيس غريبة اول مرة بحياتي اعيشها .. هو الوحيد اللي يقدر يخليني اعيش هالمشاعر الغريبة .. الحلوة ..!!!
حطت شوق البرواز مكانه ولفت لندى المنشغله ..
شوق بهدوء : ندى ..!!!
ندى بدون ما تلف لها : هلا ...
شوق وهي تحس بوجهها احمر من السؤال : اقول .... كان نفسي من زمان اسألك عن ... الـ .. عن الحب !!..
تركت ندى اللي بيدها ولفت لها : عن الحب ؟!!..
شوق هزت راسها بالايجاب : ايه .. وش كنتي تحسين لما كنتي تحبين احمد ...؟!!!
ندى قطبت وقربت منها : وش هالسؤال الغريب .. اول مرة تسألين مثل هالسؤال ..!!
شوق بعدت عنها وراحت عند السرير وجلست وهي تلعب بيدها .. كانت تبي تتأكد وش حقيقة هالمشاعر .. هل هو فعلا الحب اللي سمعت عنه وعن الناس اللي طاحوا فيه .. وذاقوا حلاوته ولوعتـه .. تبي تعرف اذا كانت طايحه بحب فهد أو لا .. تبي تستقر على بر .. لأن هالاحاسيس اللي تغزوها لأول مرة مسببه لها اضطراب كل ما شافته ، او بمجرد احساسها انه قريب منها ..
شوق : ادري .. بس سؤال خطر ببالي وحبيت اسأل .. وش كان شعورك اذا حسيتي ان احمد قريب منك .. وش كنتي تحسين اذا طاحت عينه بعينك ؟!!!..
ندى استغربت من سؤالها بس جاوبت .. تنهدت وهي تتذكر : آآآخ .. وش اقولك بس .. اذا شفته احس بقلبي وده يطير .. احس من دقاته وده يطلع برا ضلوعي .. واذا حسيت انه قريب مني تصير عيوني بس تدور عليه .. واذا غاب لحظات احس بلهفه فضيعه له .. ووله كبير يملا صدري اذا غاب عني لحظات ..
طالعت شوق ندى بصمت .. وتقبلت داخل نفسها الحقيقة اللي اكتشفتها للتو .. هي واقعه بغرام فهد .. واقعه بحبه .. طايحه بحب ولد عمها من راسها لأخمص قدميها ... كل اللي قالته ندى ينطبق عليها ..!!!
فعلا كل ما غاب عن عينها تحس بشوق كبير ووله .. واذا طاحت عينها عليه تحس بقلبه بيطير من كثر دقاته ..
تنهدت شوق بعمق وهي ما تدري هل تفرح أو تحزن من اللي صار لها ..
ندى باستغراب : بس تعالي .. وش سر هالسؤال الغريب .. لا يكووون تحبيــن ..؟!!!
شوق طالعتها بارتباك وضحكت بتصنع .. وقررت تخفي هالسر عن الكل حتى عن ندى : هههههههههههههه .. وش قلتي ؟!.. احب ؟!.. ههههههههههههه .. يا حليلك يا ندى تعرفين تنكتين ؟!.. هههههههههههههههه ..!!!
ندى بخبث : علينا .. علينـا يا شووق .. انتي وراك شي من هالسؤال .. بس اعترفي احسن لك ..
شوق مستمرة بالضحك بتصنع : هههههههههههههه .. مافي شي بس حبيت اخذ خبرة .. عشان لما أحب اخبرك .. ههههههههههههه ..!!!
عفست ندى وجهها وبنظرة شك لشوق : أيـه طيب بنشوف ...
شوق : ليش يعني منتي مصدقتني ؟!..
ندى هزت كتفها ورجعت تكمل شغلها : لا .. بس سؤالك بهالوقت بالذات غريب .. شمعنى الحين تسألين ..؟!
شوق ماعرفت ترد فبكل بساطه هزت كتفها ، يعني مو قصدي شي .. وأخيرا طلعت من الغرفة هرب..


ببيت ابو احمد .. طلعت نوف من غرفتها وهي مو حاسه بعمرها .. من جت من الجامعه لما الحين وهي نايمه بتواصل .. والحين ( طالعت ساعة يدها وهي تترنح نازله الدرج ) الساعه صارت تسع بالليل .. يعني أكثر من ست ساعات قيلولة .. حشا ماصارت قيلولة هذي يا نوف !!!..
وصلت للصالة تحت وهي حاسة بصداع يضرب براسها .. شافتها امها وسهى اللي كانت جالسه .. ماقدرت سهى تمسك بطنها من الضحك ..
سهى منسدحة عالكنبة من الضحك : ههههههههههههههههه .. نوف تكفين روحي شوفي شكلك .. ههههههههههه .. وربي ولا شبح في بيت رعب .. ههههههههههههههاي ..!!!
نوف كانت ماشيه ناحية المطبخ ، وقفت وطالعتها بطرف عينها بنظرة مررررعبة .. وخاصة انها توها قايمة والنوم للحين على جفونها ..
نوف بنبرة هادية عن غير المعتاد لكن مرعبة ومهددة : وربي لو ما تبلعين لسانك لأجي انا وأبلعك اياه ..
سهى سكتت واختفت ضحكتها وقربت من امها مثل الطفلة الصغيرة تحتمي فيها : يممممه والله تخوفين .. روحي روحي ببلع لساني ..
نوف عطتها نظرة اخيرة أقوى من الأولى وراحت المطبخ .. ومن دخلته سمعت ضحكة سهى وراها .. مالها خلق مناقر معها ، راسها يعورها ، فصلحت لها كوب كوفي يروقها ..
ولما رجعت للصالة لقت امها وسهى يتناقشون بسالفة المزرعة اللي قرروا يروحون لها نهاية الاسبوع .. سهى مبين عليها الحماس ، لأنها كانت تتمنى تطلع للمزرعة خاصة مع بنات عمها ..
نوف ظلت تسمع لكلام امها واختها بصمت ، ومبين عليها وكأن الموضوع ماهمها .. لأنه أصلا ماهمها ..
سهى لفت لنوف اللي كانت تطالع التلفزيون وترتشف قهوتها : نوووف ..
نوف بدون ما تبعد عيونها عن التلفزيون : همممم ...
سهى : وش رايك بالمزرعة ؟!.. ما اشتقتي تروحين لها ، والله من زمان عنها صح ..؟!.
نوف ببرود : لا غلط .. لأني ما اشتقت لها ولا أبي اروح ..
سهى : وليش ما تروحين والله بتفوتين عليك الوناسه والفلللله ..
نوف : وناسه مثل هذي ما أبيها ..
سهى : وش فيك طيب ليش ما تبين تروحين ..؟!!.. غريبة ما توقعت كذا يكون ردك ..
نوف كرهت انها تستمر بالكلام في هالموضوع ، لأنها ماتبيهم يحنون عليها ويجبرونها .. فقامت واقفه بتروح فوق
نوف : انا بطلع لغرفتي ..
وراحت فوق وهي خايفة من سكوت امها اللي قبل شوي .. كانت ساكته وما علقت على رفضها وخايفه لا تكون بتجبرها في النهايه ..
قررت تتمسك بقرارها مهما حاولوا يقولون .. اذا هذي الروحه من تخطيط بدر فـ أنا ماني رايحه يعني ماني رايحه ..
دخلت غرفتها وقفلت الباب عشان مايزعجها احد ، وسمعت جوالها يدق .. راحت تشوف لقتها دلال بنت عمها ..
نوف : هلا دلال ..
دلال : أهليـن وسهليـن بنت عمي .. وش هالدلع هذي ثالث مرة ادق ولا تردين ..
نوف وهي تدور بالغرفة وتشرب من كوبها : ماكنت بغرفتي توني جايه ..
دلال مبين بصوتها الحماس : المهم ماعليــنا .. سمعتي عن طلعتنا للمزرعة نهاية هالاسبوع ..
نوف ببرود وهي زهقانه من تكرار هالموضوع على راسها : ايه سمعت ..
دلال بحماااس أكبر : أخييرا فكروا فينا انا والله مشتاقه لها من زمااااااااااان ..
نوف سكتت ولا هامها الموضوع من اصله وجالسه تشرب من الكوفي باستمرار تبي تنسى كل اللي تفكر فيه ..
نوف : ............
دلال صرخت لما تنرفزت : ألوووووووووووووه ...
نوف صرخت وهي توقف من صوتها اللي صم اذنها : وجععععععععععع يوجعك يا حماااره وش شايفتني صمخى ما اسمممممع ..أذني راااااحت وعمى ..
دلال متنرفزة : انا ادري عنك .. !!! .. انا متحمسة وانتي تكلميني بكل برووود .. ولا كأن شي هامك ..
نوف : ايه .. ماهمتني
دلال : شلون يعني مارح تجيـن ..؟!..
نوف : لا ..
دلال باستغراب : وليش ان شالله وانا اللي داقه عليك لأن فرح قالت لي نتفق معكم .. احنا البنات ..
نوف بتساؤل : نتفق ؟!... نتفق على أيـش ؟!..
دلال : انا وفرح وحنان نبي نسوي شي سبشل لما نروح هناك .. نبي نفاجئ بدر ..
نوف جتها غثة لما سمعت باسمه : بدر ؟!.. يـع ..
دلال عصبت : لا تقولين يع .. مهما كان هذا اخوي ... انا بس ابي اعرف انتي ليش تتكلمين عنه دايم كذا .. ذابح لك أحد ولا ماكل حلالك .. هاااااا
نوف : مالك شغل ليش اتكلم عنه كذا .. انا حرة اكلم اللي ابي بالطريقة اللي تعجبني ..
دلال تنهدت وهي عارفه انها مارح تنتهي اذا دخلت بنقاش محتدم مثل هذا مع نوف : طيب ما علينا .. تدرين وش بنسوي ؟!..
نوف بنبرة عدم اهتمام ، بس انها قاعده تجاري دلال : وشو ؟!..
دلال : نبي تخليها مناسبتين .. أول شي رح نحتفل بميلاده .. وثاني شي نبي نعيد فرحتنا فيه بنجاحه .. ونبيها تكون عائلية وننبسط على كيفنا هالمرة .. بعيد عن المعازيم ..
نوف بقرف : يااااع !!!.. وش قلتي تحتفلون بميلاده ؟!.. بعد هذا اللي ناقص .. عيب يا ماما ما يجوز هالشي ..
دلال بطولة بال : اووووكيه .. مارح اقول عيد ميلاده .. بنقول يوم ميلاده طيب .. وبعدين بلا هالمثالية ، تراها كلها يوم وننبسط ..
نوف : لا اسمحي لي .. انا مارح اشارك معكم لأني اصلا مارح أجي ..
دلال باحباط وضح بصوتها : وليش عاد ماتجين ؟!.. والله الوناسة من غيرك ما تكمل ..
نوف مصممة على موقفها ولا يمكن تتراجع : لا يعني لا ..
دلال بضيق : اوووفففف .. خلاص بالطقــاق عمرك ما جيتي .. يا شين اللي يتغلون ..
نوف راحت للمرايه وفكت شعرها لم تناثر على كتفها بدلال : يحق لي يا حبيبتي .. وبعدين نصيحة وحدة اتمنى تفهمونها كلكم .. ترا هالأخو اللي انتم فرحانين فيه ما يسوى تراااااب ..
دلال عصبت وسكرت السماعه بوجهها .. ونوف ظلت تضحك ، خلهم يفهمونه على حقيقته .. انا خلاص مستحيل اعطي بدر أي فرصة انه يستغلني .. انا ماني غبية ولا مخفة عشان تمر علي هالحركات الملعوبة يا بدر .. واحلم يصير لك اللي تبيه .. احلـــم ..
مسكت جوالها ورجعت تفتح المسجات اللي وصلتها منه .. وتعيد قراءتها كل شوي ..

دلال من بعد ما سكرت من نوف دخلت عليها فرح تشوف آخر الأخبـار ، على حسب اتفاقهم ..
فرح : وش صار كلمتي بنات عمي ولا لا ؟!!..
دلال متنرفزة : كلمت نوف هالعلة .. تقول مارح تجي هي ..
فرح باستغراب : ليـش ؟!..
دلال : ما أدري .. واللي قاهرني انها تسب وتشتم في اخوي بدر وانا مو قادره اسكتها .. قهرتني ..!!!
فرح شوي وهزت كتفها : بكيفها اصلا نوف دايم كذا متقلبة المزاج .. محنا جابرينها على شي ..
دلال بقهر : آآآآخ بس لو تسمعين وش قالت عن بدر .. تقول تراه ما يسوى تراااب .. تقهررررني ..
فرح ضحكت وطلعت لأنها عارفه كلام نوف عن اخوها .. مو هالمرة هي الأولى اللي تتكلم فيها نوف عن بدر بهالاسلوب .. ففرح اعتادت على عدائية نوف تجاه اخوها رغم انها تجهل الأسباب الحالية .. في بالها ان الاسباب ترجع لأيام ماكانت نوف صغيرة .. ومحد يدري ان بدر بدال ما يخف زاد تولع فيها وشغف ..
اما دلال .. مع انها أصغر وحدة من خوات بدر وعمرها 17 سنة الا انها تعز اخوها بدر بشكككل كبير وماترضى عليه وتشوفه مفخرة لها ، وتقدر به ترفع راسها امام الناس .. هذا غير حبها له ..
طلعت دلال من غرفتها بعد فرح وشافت بدر يطلع من غرفته ووجهه متغير .. مبين تعبان وعيونه غريبة ..
راحت له بلهفة وهي خايفة عليه : بدّووور .. شفيــك ؟!..
طالعها بدر بابتسامة باهته بس حنونه : شفيني ؟!.. مافيني شي ..
دلال قربت وحطت يدها على جبهته : تعبااان شي ؟!..
بدر مد يده وقرص خدها بمرحه المعهود : مافيني شي .. انا مثل كل يوم ..
دلال بقلق : متأكـد ؟!..
بدر ضحك وراح عنها بينزل : شلون يعني انا اكذب ..؟!..
دلال : لا بس ... ( وتتأمله ثاني مرة من فوق لتحت بقلق ) .. بس شكلك غير اليوم .. كأنك تعبان ...
بدر وهو ينزل وناوي يطلع : متضايق شوي بس .. تعرفيني توني قايم من النوم وانا العاده اذا قمت اكون شوي متضايق ..
دلال وهي تراقبه ينزل : وين بتروح الحين ؟؟!!..
بدر بحنية : بطلع .. تبين شي مني اجيبه وانا راجع ؟!..
دلال ابتسمت له وبنفسها تسب وتشتم نوف ألف مليون مرة لأنها تغلط على اخوها اللي ما فيه منه : لا شكرا ..
بدر طلع وركب سيارته ، واتصل على سلمان عشان يلاقيه بأي مكان .. وتلاقى وياه بوحدة من الكافيهات .. سلمان لاحظ وجهه المتغير واقلقه هالشي ..
سلمان : حبيبي بدر ...
بدر تنبه له : هلا ..
سلمان : شفيــك ؟!.. مو من عادتك تجلس ساكت بمكان ومالك لا حس ولا صوت ..!!!... ( بدر ساكت ) ... بدّووور .. شفيك ساكت ،....
بدرطالعه بنظرة هادية وهز كتفه .. مو لاقي اللي يقوله ، أو لأنه ماله خلق للكلام .. ولاّ كان حصل اللي يقوله .. نوف صارت تحتل الجزء الأكبر من تفكيره .. وكل مالها تتربع على عرش قلبه ، وهو مو قادر يمنع هالشي ، حاول مرارا وتكرارا انه يبعدها عن ذهنه ، بس هي عنيدة حتى بقلبه .. ابتسم بدر ، مدري ابتسامة ضيق ، او ابتسامة سخرية .. سلمان يراقب ملامح بدر بصمت .. وبدر مبتسم وهو سرحان ، نوف مع علمه لكرهها له متولع فيها ، وكل يوم عن يوم يزيد شغف فيها وهو مو لاقي حل عشان يوقف هالشي ويمنعه انه يملك قلبه ، اكثر من ماهو مملوك منها ..
سلمان قاطع سرحانه بضيق : بس خلااااااص تراك زودتها حبتين ، ليش ساكت تكلم وخل عنك هالأفكار اللي بتذبحك ..
مارد بدر لأنه اصلا مو لاقي رد ، وهو يفضل الصمت بهالحالات ..
سلمان يحاول ينسيه اللي قاعد يفكر فيه : الا ماقلت لي .. وش صار على مشكلتك اللي مدري من وين جت ؟!..
بدر رفع عينه له وهو شبه متبلد من هالسالفة اللي تقريبا يأس منها : أي مشكلة ؟!..
سلمان رفع حاجب مستغرب : أي مشكلة ؟؟!!!!.. اجل اللي صاير لك مع بنت عمك ما تسميه مشكلة ؟!.. الا مشكلة وكبيرة بعد .. مسألة مستقبل هذي ترا ..
بدر بعد عينه بكل برود ولا كأن الموضوع يخصه : أدري .. وش قالوا لك عني ما احس ولا افهم ..
سلمان مبين حريص على هالموضوع : اجل وش ناوي تسوي ؟!.. ترا بنت عمك هذي زودتها كلمها خلها ترجعها ولا انا اللي بتدخل واكلم الوالد واقوله عن كل شي وهو يكلم عمك ..
بدر تحرك بمكانه من الضيق : سلمان !!... هذي مشكلتي وانا بحلها بطريقتي .. رجاء لا تتدخل انا بتصرف ..
سلمان يطالعه باستغراب وضيق بنفس الوقت ، لأن بدر ما تصرف للحين بجدية بهالموضوع الخطير : شلون بتتصرف وانت حضرتك جالس بمكانك ماتحركت ولا خطوة عشان تنقذ نفسك ..!!!
بدر يبي ينهي الموضوع : سلمان حبيبي بس خلاص ، قلت لك قفل السالفه انا بتصرف ..
سلمان يطالعه بشك وريبة : والله اشك انك بتسوي شي ..!!
بدر : سلماااان .. خلاص قفل السالفه لا تشيل همي ..
سلمان هز راسه بيأس من عناده ، بدر يقول بيحل السالفه بس ما تحرك للحين ولا سوا شي وهذا مو في صالحه لازم يستعجل ولا كل شي بيرووح ..
سلمان : اوكي بسكت .. بس ان ما استعجلت بتندم ..
بدر بضيق كبير : طيب بس قفل هالسالفه اللي غثتني .. ولا عاد تجيبها على لسانك لأني مليت من تكرارها وانا فاهمها .. معد ابي اسمعها ...
سلمان رفع يديه باستسلام : حاااااااضر مارح اجيبها على لساني ، والحين خل نغير السالفه ..
رجع بدر لصمته المطبق مرة ثانية ، اما سلمان راعى هالشي وجلس ساكت ينتظر رفيقه لما يتكلم على راحته ..
بدر بشكل تلقائي وبدون تخطيط مسبق مسك جواله وأرسل مسج لنوف بدون ما يفكر باللي ارسل فيه .. عقله بذيك اللحظات متوقف واللي قاعد يحركه كان قلبه ..

هب الشمال وجابت
الريح ذكرى
ياليت لي فـ بال الأحباب طاري
ياما على وصلك تحريت
ذكرى
وياما ع طاريك عطرت داري
لمصافحك كفي من العام
عذرا
تغار من لهفة يميني
يساري

وأرسل بعدهــا :

اتركـ جمالكـ ياحبيبي على جنب
غير الحلا يعجبني بزود طيبكـ
كلكـ على بعضكـ تجنن وتنحب
حظي كبير اللي جعلني رفيقكـ
إن كان حبي بنظر بعضهم ذنب
يامرحبا والله بذنب يجيبكـ
ماقول غير الله يخليكـ يارب
ويعمي عيون من حسدها تصيبكـ

طول سكون بدر وطول وقته وعيونه على شاشة الجوال ، وسلمان يراقبه بقلق ، كانت حالة بدر غريبة اول مرة سلمان يشوفه فيها ..
بدر العادة بأي مكان تكون البسمة على شفاته ما تفارقه .. والضحكة عالية والكل حولهم يسمعها هذا غير السوالف اللي تخلي الشباب سواء يعرفونه من قبل او ما يعرفونه يجون ويسمعون له بسبب روحه المرحة الخطيرة ، واللي تجذب كل اللي حوله له .. بس الحين بدر ماهو بدر .. عابس ، اختفي من عيونه لمعانها المميز .. شكله غريب ، تعبان ، منهك ، محطم ، والأهم من هذا كله ، انـه عــاشق ..
شي يتعب القلب .. بالأخير اقنعه انهم يطلعون بالسيارة يفترون ويروحون أي مكان بمحاولة من سلمان انه ينسي رفيقه ..

نجلاء كانت على حالها من حزنها وصدمتها اللي هزت كيانها بقسوة ، صحت بعد ما انتبهت لنفسها ان النوم غلبها بغرفة طفلها المنتظر .. لكن .. هل بيجي ولا لا ؟!!..
قامت واقفه ومشت بتثاقل لخارج الغرفة بعد ما سكرت النور والباب .. ولما وصلت للصالة لفت تطالع الساعة المعلقة .. الساعة عشرة ونص .. وسعود للحين ما رجع ..
مر ببالها النقاش اللي دار معه اليوم .. كانت تتمناه يكون حلم .. تتمناه كابوس وصحت منه ، اللي قاله لها سعود اليوم عمرها ما تخيلت انه يصير .. بعد هالحب اللي جمعهم ، وبعد هالوئام ؟!.. ممكن في شي بيفرق بينهم ؟!..
سمعت صوت الباب يفتح بهاللحظة وظلت بمكانها ما تحركت ، العادة لما تسمع صوت الباب تركض له بلهفة وتستقبل سعود بحرارة .. بس الحين ، سكنت في مكانها وما تحركت .. بانتظار سعود يجي امامها ويبرر لها طلب امه ..
بعد لحظات طل عليها سعود والشماغ على كتفه ، والانهاك والتعب ماخذ مأخذه منه .. ابتسم لها بحب ، وكانت ردة فعلها انها صدت وراحت للمطبخ تداري دموعها .. وحزنها ، وخوفها ، ......
دخل عليها بالمطبخ وهي مو معطيته وجه ، وبدت تحضر للعشا بصمت ، تطلع الصحون وتروح وترجع للثلاجة تاخذ حاجاتها ..
سعود وقف عند الباب ينتظرها تعطيه نظرة ، لكنها كانت تعامله ولا كأنه موجود ..
سعود بهدوء وهو متعنز عالباب : نجلاء ...
نجلاء تتحرك بالمطبخ بدون ماترد : ...........
سعود يتنهد وهو عارف بالضبط وش اللي مضايقها : حياتي ...
نجلاء معطيته طاف : ...........
سعود وهو تعبااان حده : كلميني طيب .. مايصير كذا ما تردين علي .. تعالي خلينا نتكلم ..
نجلاء ولا حياة لمن تنادي ، بدت تغسل الصحون بالمغسله ومعطيته ظهرها .. اما هو راح لها بقلة صبر وسحبها من ذراعها يجرها معه للصالة ، وجلسها عالكنبة بالغصب وهي مبوزة والقهر مبين بعيونها ..
سعود ضحك وركع قدامها : ههههههههههههه .. الله لا يخليني .. ليش زعلانه طيب ؟!..
نجلاء تطالعه بحنق والدموع مستعدة بأي لحظة انها تهل : تبيني اضحك حضرتك .. بالله هذا شي يضحك .. امك ناويه تهدم حياتنا وانت تبيني اضحك واتبسم .... و.........
غابت كلماتها وغلبتها دموعها ، وغطت وجهها بيديها ودخلت بنوبة دمووع حاارة ، وهي تتكلم بكلمات مو واضحة من البكي ..
سعود حن عليها وما يرضى ابدا تكون حبيبة قلبه وروحه وشريكة حياته تذرف هالدموع لسبب يعتبره هو.. أقل ما يقال عنه انه سخيف !!!.... سخيف لأنه مستحيل يصير ..
قام وجلس جنبها وضحك بحنية : يعني يا حياتي انتي مفكرة اني بسوي هالشي ؟!..
نجلاء مغطية وجهها ومستمرة بالدموع : ...........
سعود بعتاب واضح بصوته يخالطه بعض الأنهاك والتعب : حبيبتي وربي اني تعبان لا تزيدين علي .. شلون تفكرين اني ممكن اسويها .. افكر انتحر قبل لا أسوي هالشي يا نجلاء .. انتي حبيبتي وحياتي وتفكرين اني ممكن اهدم حياتي معك بيدي ..
هدت نجلاء وسكتت بعد ما سمعت هالكلمات .. رفعت راسها وطالعت بعيونه ، بحب ، ورجاء انه ما يتركها مهما صار .. لأنها تحبه ، تحبه وتمووووت فيه ولا تقدر تعيش بدونه ..
نجلاء بصوت متقطع : طـ... طيب وامك ؟!.. ليش طلبت هالطلب ؟!..
تنهد سعود وبعد عيونه عنها : امي يا نجلاء .. مريضة ... ومفكره انها بتموت ، واحنا لنا فترة متزوجين وما جبنا أطفال لحد الحين ، فتبيني اتزوج عشان تشوف عيالي ..
نجلاء صدت عنه وهي منزله راسها ، هالسؤال صار يراودها الفترة الأخيرة ، ليش انهم لحد الآن ما انرزقوا بأطفال .. باقي كم شهر ويكملون السنتين على زواجهم ..
ونجلاء بدت تخاف لا تكون العلة فيها ..
سمعت سعود يتكلم وهو يطوقها بذراعه وبصوته الحب الكبير والحنية : وانا لا يمكن اجيب طفل من غير حياتي وقلبي نجولة ...نجلاء حياتي انا اذا طفل بيجي من غيرك ما أبيه ، أبيك تكونين انتي امه ، ولا يضايقك اللي عرفتيه لأني مستحيل ارضى فيه ( ويقرب من اذنها ويهمس وهي تبتسم ) .. لأنك انتي كل اللي لي وما أبي غيرك ..
زادت ابتسامة نجلاء ولفت له تطالعه بصمت .. والحين لاحظت التعب الغريب على وجهه وبحنية حطت يدها على خده ..
نجلاء : شفيك حبيبي ؟!.. تعبان الحين ؟!..
سعود تنهد : ما شفتي الأخبـار ؟!!..
نجلاء هزت راسها بالنفي وعيونها تتساءل ، وقف سعود بيروح للغرفة ، وبانت بهاللحظة بقعة حمـراء بكمه وشوي على صدره .. الحين لاحظتها نجلاء .. وشهقت وهي توقف مرتاعة ..!!!!
نجلاء وهي تأشر مرتاعه للي تشوفه : سعود ..... وش هالأحمر ..؟!!!!
سعود ضحك ضحكة لا تتناسب مع الموقف : وش تشوفين ؟!.... دم ..!!!
شهقت نجلاء بخوف : دم ؟!!!... لـ ... ليه شفيــك ؟!!.. وش صاير لك ؟!!..
سعود وهو يحك راسه ويفرك عيونه بتعب : سلامتك ... اليوم كانت عندنا عملية مداهمه .. وواحد من الضباط اللي كانوا معي صابوه بطلقة ..
مسكت نجلاء قلبها وقربت منه وهي ترتجف : عملية ؟!!!!.. عملية وشو ؟!!.. وانت صار لك شي ؟!!..
قربت منه تتفحصه والشي اللي اقلقها بقعة الدم الكبيرة بكمه ..
سعود : اكيد قالوا كل شي بالأخبار ..
نجلاء : وهالدم دم مين ؟!!..
سعود : دم الضابط اللي كان معي ..
نجلاء بخوف : لا يكووون مات ؟!!..
سعود ابتسم : لا الحمدلله ما مات .. والحين هو بالمستشفى .. اصابته مو خطيرة ..
تنهدت نجلاء بارتياح : الحمدلله .. وانت متاكد انك سالم ماصار لك شي ..
سعود مبتسم بطولة بال: لا .... والحين تسمحين لي اروح اخذ لي دش وارتاح ..
نجلاء ضحكت براحه لما تأكدت انه سليم ومعافى : لا .. هههههههههههه .. اسمح لك اكيد والحين تفضل روح لما اخلص العشا ..
راح سعود للغرفة بينما نجلاء بالمطبخ تكمل اعداد العشا ، ولما خلصت رتبت السفرة عالطاولة بالصالة والتلفزيون مفتوح .. وهي تتحرك رايحه راجعه من المطبخ للصاله لفت انتباهها خبر بالتلفزيون .. وقفت مكانها تسمع وتشوف ..
الخبر كان عن مداهمة صارت اليوم بمدينة جدة في وحدة من البيوت موجودة بحي سكني معروف .. المداهمه كانت ناجحة نتجت عنها مقتل واحد من الارهابيين واعتقال ثنين منهم ، كانوا ينوون تفجير وحدة من السيارات بقرب مجمع سكني ..
واثناء هالخبر صدر مثل البيان عن وزارة الداخلية تشكر كل من شارك في هالعملية .. وقائد الفرقة اللي مثلوا العملية ..
وصدر اسم سعود زوجها بأول القائمة ... اللي كان قاد فرقته بكل نجاح وشارك بفعالية فيها ..
ابتسمت نجلاء بفرح وفخر وراحت لسعود بتخبره ، لقته للحين بالحمام ، رجعت بتطلع من الغرفة لكن دق جواله اللي كان مرمي عالسرير مع بوكه ومفاتيحه .. راحت بتشوف لقته رقم غريب ... مو رقم امه ولا اخوه ولا احد من اهله .. الاسم ماكان ظاهر بس مجرد رقم وهذا يدل على ان الرقم مو مسجل اساسا بالجوال ..
ترددت ترد او لا ، بس بهاللحظة سعود طلع وشافها واقفة والجوال بيدها وتطالعه ..
سعود يمسح وجهه بالمنشفه : مين اللي يدق ؟!..
هزت نجلاء كتفها ، وسعود راح واخذ الجوال يطالع الرقم ، وعبس وارتفعت عينه لنجلاء بنظرة غريبة ..
نجلاء وهي تنقل نظرها مابين سعود والجوال : مين اللي يتصل ؟!..
سعود مارد وكل اللي سواه انه شال عمره وطلع برا الشقة .. نجلاء كلت الحيرة قلبها وعقلها ، من هاللي يتصل بعد ..
طلعت من الغرفة بدورها ومرت بجنب باب الشقة ، وسمعت صوت سعود يتكلم بالسيب الخارجي للشقة .. مبين بصوته العصبية واضحة ، وقفت تحاول تسمع الكلمات ، ماسمعت شي واضح سوى صوته مرة يعلى ومرة ينخفض بس ما ميزت الكلام ، رجع لها الخوف .. معقولة تكون امه ، .. اكيد رجعت تطالبه بطلبها ..
ضمت نجلاء يدها لصدرها بخوف وتسندت عالجدار بجنب الباب ...
أكيد امه .. اكيد تبي تخرب حياتي وحياته .. لمعت دموعها بس نجلاء تذكرت كلام سعود لها وحاولت تمسك نفسها .. سعود وعدني ولا يمكن يخلف بوعده .. وحتى لو كانت امه ، يظل الوعد وعد ...!!!
نفضها من مكانها صوت تلفون الشقة يدق ، راحت له وردت ..
نجلاء : الووو ..
....: السلام عليكم ..
نجلاء قطبت مستغربة وراحت عيونها ناحية باب الشقة ، شلون يصير هالشي ..!!!!!
.... : نجلاء !!
نجلاء انتبهت لنفسها وزادت حيرتها : هلا خالتي ..
ام سعود : هلا بك .. شخباركم وشخبار سعود ؟!..
نجلاء تتكلم بدون وعي وكل فكرها عند سعود : تمااام خالتي كلنا بخير ..
اذا خالتي ام سعود جالسه تكلمني الحين ... اجل سعود من جالس يكلم ..!!!..
ام سعود بصوتها الفخر : شفتي وش قالوا بالأخبـار ؟!..
نجلاء ابتسمت : ايه خالتي .. بكل القنوات الخبر الحين ..
ام سعود : وسعود عسى ما تضرر بس ..؟!!
نجلاء : لا ارتاحي خالتي حالته كويسه ومافيه شي ..
ام سعود : وينه الحين ؟!.. ابي أسلم عليه وأبارك له ..
نجلاء ما تدري وش تقول : خالتي سعود جالس يكلم تلفون الحين ..
ام سعود : من يكلم الحين ؟!!
نجلاء ونفسها تعرف جواب لهالسؤال : والله ما أدري ..
هالاتصال اللي جا سعود الحين ، تشبه الاتصالات اللي كانت تجيه طوال اسبوع فات ، يعني الاتصالات ماكانت من خالتي لحالها ، فيه أحد يتصل فيه ويخليه بهالعصبية دايما ..
يعني .. يعني سعود خدعني لما قال ان الاتصالات بس من امه ..
ام سعود : خلاص اجل ماطول عليكم .. ولما ينتهي سعود ويفضى خليه يتصل فيني ..
نجلاء : ان شالله ..


في بيت ابو فهد .. الكل مجتمع عند التلفزيون يتابعون الخبر .. وخاصة بعد ما انذكر اسم الضابط سعود زوج نجلاء فيه ، وانه هو منفذ العملية هو وفرقته ..
نايف المعجب الأول بسعود متابع للخبر من أوله .. ابو فهد وام فهد نفس الحاله جالسين ومتابعين ومعهم ندى وشوق ومنى ..
اما فهد .. للحين غايب عنهم بموعده الغرامـي مع شذى ...!!!
ابو فهد بفخر : والله انه بطل .. قدر يجيبهم واحد واحد ..
ندى بوناسة : يااااااااي ماصدق ان هالانسان اللي طيحهم واحد ورا الثاني يكوون زوج اختي ..!!!.. يابختي ..!!!
شوق تضحك على خبالها ونايف يتنحنح بفخر..
نايف يلف لأبوه : يبا انا قررت ..
ندى : وش قررت يافهيم ..
نايف مارد وظلت عيونه على ابوه : يبا انا كنت مقرر من قبل يا اكون ضابط او طيار .. لكن الحين اقول ضابط يعني ضابط ..
ابو فهد يضحك ويفتخر : ههههههههههههههههه .. كفو والله ، قدها وقدود ...
تنحنح نايف برضى وفخر بنفسه ورجع عيونه للتلفزيون ,.. كانت الساعة 11 وربع لما طالعت ام فهد الساعة ، ولفت لابو فهد ..
ام فهد : شرايك تكلمه الحين وتبارك له وتشوف اخباره ، وان شالله ما يكون تضرر ..
ابو فهد راقت له الفكرة : ايه عطينا لازم اتصل فيه ..
اتصل عليهم ورد عليه صوت يحبه قلبه ..
نجلاء : يا هلا ..
ابو فهد : يا مرحبا والله بمرة البطل .. شخباركم شعلومكم ؟!..
نجلاء تضحك : هههههههههههههههه .. الله يسلمك يبا ، احنا بخير الحمدلله ..
ابو فهد : شخبار الضابط ؟!!
نجلاء تضحك : هههههههههههه ، بخير يبه يسلم عليك .. تدري يبه كم اتصال جا لنا بربع ساعه بس .. ست اتصالات من اهل سعود واصدقائه وحتى من صديقاتي .. كلهم يباركون له ولي ويسلمون عليه ..
ابو فهد يضحك بفخر : أيــه والله اللي سواه ورجاله مو شي سهل .. وينه انا حبيت اسلم عليه ..
نجلاء : هذا هو بيجي ..
وبعد لحظة يمسك سعود السماعه ويرد بفرح : يا مرحبا عمي ..
ابو فهد : مرحبتين .. مبروووك يا سعود الله يجزاك خير ويحميك من كل شر .. الحمدلله عالسلامة عالخروج سالم ..
سعود : الله يسلمك .. مشكوور عمي ماعليك زوود ..!!
بعد مكالمة مليئة بالتهاني والتبريكات على هالانجاز يسكر ابو فهد السماعة وهو حاس بفخر عظيم لكون ان سعود فقط زوج بنته ..
وهو يسكر السماعه يدخل فهد عليهم والكل يلتفت له .. تقدم فهد لهم وهو يطالعهم بنظرة غريبة ، مستغرب من تجمعهم الغريب قبال التلفزيون ..
شوق رجعت لها داومة المشاعر اللي عرفت بداخلها انه الحب ماغيره ، وبعدت عيونها عنه وحطتها بالتلفزيون ..
فهد : شفيكم ؟!..
ندى تأشر له بيدها وبحماااااس كبير : تعااااال شوف الأخبار والقنوات وش قاعدة تقول عن اللي صار بجدة اليوم .. رجل اختك سواها ... طيحـــهم ..!!
فهد باستغراب : سعود ؟!.. شفيه ؟!!..
جلس فهد بالكنبة وشاف الصور والأخبار .. وما خفى عن الكل فرحه وافتخاره بهالشي ..
فهد : وكلمتوه ؟!!
ابو فهد : كلمته قبل لا تدخل .. بخير وعافية ما صار له شي .. الحمدلله ..
تموا متسمرين يتابعون الأخبار بمختلف القنوات ، لما جت الساعة 12 .. الكل طلع لغرفته الا فهد جلس بالصالة لحاله ، ندى سبقت شوق لفوق ، وشوق راحت للمطبخ تاخذ لها جلاس موية .. ورجعت للصالة بتطلع لغرفتها ولما وصلت للدرج سمعت جوال يدق ، كان جوال فهد .. وسمعت صوته يرد ..
فهد : هــلا ..
شوق صار الفضول يذبحها ناحية فهد .. صارت تحس وتشتاق انها تعرف كل شي عنه .. بالنسبة لها فهد .. حبيب مجهول .. !!!.. هذا اللقب اللي طرى على بالها وهي تطالعه يكلم ويضحك .. ماكذبت لما قالت حبيب مجهول .. بالنسبة لها اقتنعت انها غارقه بحبه ، لكن هو بالنسبه لها مجهول ، كل اللي تعرفه عنه انه ولد عمها .. لكن فيه اشياء تجهلها .. نفسها تعرفها .. والسؤال الاول اللي خطر ببالها هو : ياترا .. هل فهد مر بتجربة عاطفية من قبل .. هل بقلبه احد .. هل هو عايش حب أو عاش حب من قبل .. مثل ما انا بديت اعيشها معاه ؟!!!..
نست شوق نفسها وهي واقفة عند الدرج وعيونها على فهد ، اللي قام واقف بعد ماسكر التلفزيون واتجه للدرج بيطلع فوق .. وانتبه لها واقفه تطالعه بسكون ..
شوق ما انتبهت له الا لما وقف قبالها ناوي يطلع وبعيونه مستغرب والجوال باذنه : شفيك واقفه ؟!!..
شوق ببلاهه صحت من سرحانها وافكارها : هاااه ؟!!..
فهد مارد الا انه بدا يطالعها من فوق لتحت بتساؤل .. وشوق تدراكت موقفها : لا .. بـ.... بس كنت ... آآآآ ..
فهد ما اهتم ورجع للجوال وهو يطلع الدرج : ايوا هلا ... لحظة ... هههههههههههههه ..!!..
شوق طلعت الدرج وراه واذنها تسمع لكل كلمة يقولها .. اكتشفت انها صارت تهتم كثيــر له .. وهو مبين مو معطيها وجه ..!!
اتجه فهد لغرفته وشوق لغرفتها .. وقبل لا تدخل سمعته يناديها : شـووق ..
من غير شعور التفتت له تلبيـه : لبيـه ..!!
وقفت عند باب غرفتها تشوف وش يبي .. وهو كان يبي يقولها شي لما شافها بتدخل غرفتها ، يبي يقولها أي شي .. بس انتبه لنفسه وتراجع باللحظة الأخيرة .. مع ان شذى هي اللي تكلمه عالطرف الثاني .. لكن فيه جزء منه يحس فيها بقربه .. ومايقدر يتناساها مثل ماهو يحاول .. كان خاطره يقول لها " تصبحين على خير " .. وماقدر يقاوم هالرغبة ..
شوق تنتظره يتكلم .. كان واضح يبي يقول شي لها ، ونفس الشي قاعد يكلم بالجوال .. مبين مشغول !!!
شوق : فهد بغيت شي ؟!!..
فهد ابتسم لها اخيرا وأشر لها بيده : تصبحين على خير ..
شوق كان تأثير ابتسامته وكلمته عليها كبير .. وابتسمت له بدورها ابتسامة احلى : وانت من اهله ..
دخلت لغرفتها مبتسمة .. كلمة وحدة منه قلبها بلحظة .. رمت بنفسها عالسرير أي كلام .. ما هقيت ان الحب يسوي مثل ما يسوي فيني ..!!!..
فهد عقب ما دخلت شوق غرفتها دخل هو لغرفته وشذى للحين معه عالخط ..
شذى بعتاب : اشووووفك مليت مني تقولي تصبحين على خير ..
فهد ضحك : ههههههههههاي ماكنت اكلمك كنت اكلم شوق ..
مسك نفسه وهالمرة طلع اسمها من لسانه من غير شعور .. آآآآآخ وش كثر هالانسانة ملكت قلبـه ..
شذى : شووق ؟!!!.. أهااا .... قصدك اختك ؟!!..
فهد تذكر انه قال لها من قبل ان شوق تصير اخته : ايه .. اختي ..
شذى : عاد تدري .. يا حظها اذا صارت تشبهك .. جناااان انت يا فهد جناااان ..!!
فهد ابتسم وهو ينسدح عالسرير : ما تشبهني .. بس هي حلوة .. ( وسرح يتذكر حلاوتها وضحكتها وابتسامتها السحرية ) .. وربي ما شفت احلى منها بحياتي .. ملاك طلعت بحاتي فجأة وخذت قلبي و.........
قاطعته شذى مستغربة : هييييي فهود .. ( وبعتاب ) .. ترا أغااااااار يعني هي أحلى مني ؟!.. وبعدين هذي اختك شلون تتكلم عنها كذا ..
سكتت شذى زعلانه وفهد ضحك لما انتبه لكل الكلام اللي قاله : هههههههههههههه .. يا حبيبتي انتي بغيتي تعرفين شكلها وانا قلت لك ..
شذى وهي زعلانه : طيب شلون تقول خذت قلبك ؟!!.. وانا ويني فيه مو انا اللي ساكنه بقلبك بس ..؟!!!..
فهد : الا انتي بقلبي وهي بقلبي ..
شذى بدلال وحب للتملك : بس طبعا انا حبيبتك ومكانتي عندك غيرها .. صح ؟!!..
فهد يتكلم من ورى قلبه .. وده يقر بهالشي بس هو داخله عارف العكس : صح ..
شذى نست موضوع شوق وهي ما تعرف حقيقتها ووش تكون بالنسبة لفهد : اووكي .. بس حبيت اشكرك عالعشا الرومنسي الليلة .. ما أكذب عليك يا فهد اذا قلت لك انها من أحلى ايام حياتي .. وكأنه حلم من الأحلام ..
فهد يضحك : ان شالله نكررها ..
شذى : اوكي ماطول عليك تصبح على خييييير ..
فهد : وانتي من اهله ..

قمرهم كلهم 06-19-2010 11:40 PM

رد: * غــــــــــارقـــــــــات في دوامـــــــة الحــــــــب *
 
الجــــــــــــــزء 29




يوم الخميس نهاية الاسبوع .. وهذا هو اليوم الموعود المتفق لزيارة المزرعة برحلة الكل يتوقع انها بتكون حافله بالفرح والحيوية ..
طلع بدر من البيت وهو حامل معه بعض الاغراض وراح يركبها السيارة ..الساعة الحين تسع الصبح والمزرعة برا الرياض ويبيلهم وقت على ما يوصلون ..
لما حمل بدر سيارته طلعت دلال اخته بتركب ..
دلال بحماس : يالله بدّور رح قلهم يخلصون بسرعة .. ورانا طرررريق ومشوار طويييل ..
بدر ضحك وركب بمكان السواق .. ودلال ركبت معه قدام وسكرت الباب ..
بدر التفت لها مستغرب : وش جابك هنا يالله ورى ..
دلال حطت يدها على خصرها : يا سلام !!!!.. مالي شغل انا بركب قدام هالمرة .. امي بتركب مع ابوي وفرح تنقلع ورى مع حنان ..
بدر وهو يضحك : صدقيني بتجي فرح وتسحبك من شعرك وترميك ورى ..
دلال تبتسم بدلع : وليش يعني عيب اجلس جنب اخووي !!.. ولهانة عليك يا أخي ..
بدر يبتسم : لا مو عيب ..!!..
دلال تتحرك بجلستها وتجلس مقابلته بوجهها : المهم عاد اقولك .. يحنا مسوين لك مفاجأة اليوووووم ..
بدرباستغراب : مفاجأة ؟!!... مفاجأة وشو ؟!!..
دلال تلوح بيدها : لاااا .. لا لا لا ما ينفع اقولك .. كل شي بوقته حلو ..
بدر : مين اللي مسويها ؟!!..
دلال : احنا البنات .... ( وبعد تفكير للحظة ) .. الا نوف طبعا لأنها مارح تجي ...
سكت بدر وهو يطالع دلال .. بعدها صد عن اخته وطالع قدام .. ودلال لاحظت صمته المفاجئ ..
دلال مدت يدها لها وهزته من ذراعه : هااااا وين رحت ..!!!
بدر ابتسم بعذوبة ورجع يلف لها : وليش بنت عمك مارح تجي ؟!.!!
دلال هزت كتفه بلا مبالاة : ما أدري ليش بالطقاق هي الخسرانه ..
بدر سكت يفكر .. يحس بأحاسيس متناقضة .. مايدري ليش يحس بالراحه هاللحظة لأنها بتكون بعيد عنه ويقدر يرتاح وينسى الحب داخله فترة من الوقت .. ونفس الوقت يحس بالشوق لها لأن له وقت ما شافها أو حتى سمع صوتها ..
الشهادات معد صارت تهمه لانه تذكر انه يقدر يسترجعها ، لو مو من نوف بيسترجعها من الجامعة نفسها ..
لكن الحب هو المشكلة .. الحب مذلة ..
تنهد وهو يفكر ان بُعد نوف عنه فترة من الوقت بتكون فيها راحة له ولقلبه ولو لوقت بسيط .. أهم شي يحس بالراحة اللي فاقدها ..
دلال : وانت ليش يهمك جيّت نوف من عدمها ؟!!!..
بدر ابتسم وتكلم بغموض : مايهمني .. وبيني وبينك احسن انها ما تجي ، كذا برتاح ..
دلال طالعته ببلاهه : شلون يعني بترتاح !!.. بدر اذا غلطت عليك نوف لا تسكت لها .. تراها تقهرني أحيانا ..
بدر تنهد بعمق وبقوة خلا دلال ترتاع وتنتفض مكانها : آآآآآآآآآه ..
دلال مرتاعة : هيييي شفيك !!.. بدرترا انت من كم يوم مبين انك تعبااااااان ...
بدر : سلامتك مافيني الا العافية ..
دق جوال بدر، وكان المتصل سلمان ..
بدر : هلاااا ..
سلمان : صباح الخير ..
بدر : صباح الأنوار ..
سلمان : ماشالله صاحي من الصبح شعندك ؟!!!.. كنت اظنك نايم ..
بدر : نسيت !!!.. ما قلت لك امس اني بطلع مع الأهل للمزرعة ..
سلمان ضرب راسه : اهااا الا بس نسيييت .. اوكي الله يهنيك ووسع صدرك وانسى كل الي تفكر فيه ترا حلها بسيط .. وبنت عمك ترا ما تستاهل كل العنا اللي تمر فيه .. انساها ..
بدر بنبرة هادية : انت تقول كذا .. لكن قلبي يقول العكس .. لكن بقولك أحسن شي انها مارح تجي اليوم .. اقدر ارتاح شوي ..
سلمان ابتسم : زييييين اذا ماجت هذا لمصلحتك .. وبعدين لا تفكر انها البنت الوحيدة بالعالم فيه غيرها احسن منها بمليون مرة .. لا تعلق املك عليها ..
بدر لف بطرف عينه لاخته دلال واللي نسى وجودها .. شافها تطالعه بفضول ومبين انها مركزة بكل كلمة تنقال ..
بدر يحاول يغير من نبرة صوته عشان ما تشك : هاا .. خلاص خلاص يصير خير .. اعلمك بعدين لما اشوفك ..
سلمان استغرب : وش تعلمني يالأخ !!... اقولك البنات حولك كثار وألف وحدة تتمناك .. لا تفكر بوحدة ما تستاهلك ..
بدر تضايق من كلامه ، لكنه ضحك : خلاص يصيرخير .. ههههههههههه .. ومبررروك مقدما منك المال ومنها العيال ..
سلمان مثل الابله : هااا .. أي مال وأي عيال !!!... بدر انت معي ..؟!!
بدر : هههههههههه .. ايه معك وسلم عالمدام .. يالله عطيتك وجه .. الأهل جايين الحين ..
سلمان ضحك لما فهمه : هههههههههههههه .. ايه قول من زمان ان الأهل عندك لا تخليني مثل الأطرش في الزفه ماني فاهمك ..
بدر : اوووكي .. مارح تزورنا بالمزرعة هناك .. لازم لازم تجي ..
سلمان : خلاص اوكي .. احاول اخلص شغلي بدري ومالك غير طيبة الخاطر ..
بدر : انتظرك ..
سكر منه ومباشرة وصله صوت دلال يملأه الفضول ..
دلال بخبث : تعااااال .. وش دخل نوووف بالسالفه ؟!!!..
بدر وهو يلتفت لها رافع حواجبه ، ويتصنع عدم المعرفه : نوف ؟!!!.. أحد جاب طاري نوف !!!..
دلال : الا جبتها .. سمعتك تقول لرفيقك انها مارح تجي اليوم .. وانك تقدر ترتاح شوي .. من تقصد ؟!!!..
بدر يضحك بتصنع : ما كنت اقصدها .. انتي فهمتي غلط ..
جت دلال بترد بس انفتح بابها وطلعت فرح بتركب ..
فرح : دلووول .. يالله ورى مع حنان ..
دلال قربت من بدر وتعلقت بذراعه : مالي شغل بركب هالمرة جنب بدّور ..
فرح طالعت بدر ، وبدر غمز لها تخليها هالمرة .. ورجعت فرح لدلال ..
فرح : اووكي .. هالمرة بس ..
ركبوا الكل بالسيارتين ، البنات مع بدر والأم مع ابوهم وأخوهم الصغير .. وتحركوا ماشين للمزرعة اللي تبعد عن الرياض مشوار ساعتين ..


في بيت ابو احمد الكل جاهز ومستعد للطلعة الا نوف ، كانت للحين نايمة بالسرير وغرقانه بأحلامها ..
وحلمها هالمرة بينها وبين بدر !!..
حلم غريب أول مرة يمر عليها .. ما كان في الحلم صراع او حرب كالعادة .. كانت هي تمشي وتبحث بعيونها عن شي .. مو أي شي .. من نظرات عيونها مبين انها تبحث عن شي غالي عليها وخايفه انها تفقده .. لما ظهر بدر قبالها مباشرة .. بابتسامة غريبة ونظرة أغرب ما تعودتها منه !!.. حاولت تقرب منه وتبادله الابتسامة وهي مرتاحه انها لقت المفقود منها .. !!.. كان بدر هو المفقود اللي تدور عليه ..!!! لكن لما حاولت تقرب ابتعد بدر .. وكل ماقربت خطوة ابتعد بدر عشر خطوات .. لما تبدلت نظرة بدرللحزن وتبلورت دمعه غريبة بعيونه ... وأخيرا رفع يده يودعها وتلاشى بالهوا أخيرا .. !!!!
فتحت نوف عيونها فجأة ونفسها متسارع والخوف يدب بعيونها .. لثواني حاولت تسترجع اللي شافته وتميز وش كان بالضبط ..
انا حلمت ببدر ؟!!!!!... قلبها بدل ما يهدا زاد فيه الخوف من حلمها الغريب ..
ظلت نوف بالسرير ما قامت ، تحاول ترجع للنوم بس الحلم مطبوع بجفونها ينعاد عليها باستمرار ..
انفتح الباب فجأة ودخلت سهى لابسه حتى العباية ..
راحت لها وهزتها : نووووف !!... قومي بنمشي الحين ..
ماتحركت نوف وظلت تفكر باللي شافته بمنامها ، وسهى ما انتظرت سحبت الغطا ورمته بالأرض ..
نوف بعصبية : سهىىىىىىى .. انقلعي عني خليني نايمه ..
سهى : قومي نوف لازم تروحين محد بالبيت حتى الخدم بناخذهم معنا ..
نوف قامت جالسه وهي ودها تكفخها : وانا شدخلني .. روحوا وخلوني لحالي .. مابي أروح ..
سهى بحزم : امي لزمت تجين وانتي تعرفين امي قالت تجين يعني تجين .. محد جالس بالبيت ويمكن نبات بالمزرعة لما بكرة ..
نوف فتحت عيونها بصدمه وطالعت سهى : بتباتون هناك ..؟!!!
سهى هزت كتفها : احتمااال كبير .. واظن انك ما ترضين وتخافين تجلسين لحالك بالبيت لبكرة .. صح ؟!!..
نوف تضايقت : هو يعني لازم تباتون .. ارجعوا بالليل ..
سهى : نوف لا تحكمين الناس على كيفك .. قومي الحين أمي مصرة تجين وماترضى تجلسين لحالك بالبيت لبكرة .. الدنيا مافيها أمان ..
نوف سكتت ما عرفت وش تسوي .. ما تبي تروح ولا تبي تجلس بالبيت لحالها لبكرة .. وخاصة ان الخدامات بيروحون حتى .. تخاف من الجلوس لوحدها لفترة طويلة ..
معناته ان بدر قدر يهزمني .. وبيخليني اسوي اللي يبيه ..
بدر !!؟؟!!!!!.. رجع لها الحلم ثاني مرة وسكتت وهي تفكر فيه .. تكدر مزاجها وبان الضيق بوجهها ..
سهى انتبهت لسرحانها وابتسمت بحنان واضح لنوف : قومي صدقيني بتستانسين هناك .. مافي سبب ترفضين الروحه عشانها ..
نوف طالعت اختها ودموعها تجمعت بعيونها فجأة وبدون سابق انذار .. خلاص قدرتها عالاحتمال انهارت معد تقدر تتحمل أكثر .. بدر يحاربها وهي تعبت وملت من أخذ اسلوب الدفاع ..
نزلت راسها ودموعها تتساقط منها .. بدر قاعد يضغط عليها بشتى السبل .. وهي عارفة بقرارة نفسها اني اللي سوته غلط بحقه .. لكن هو اللي اجبرها تسوي هالشي ..
حتى غيابه عنها هالفترة وغياب اتصالاته عليها ضغطت عليها بشكل رهيب .. ما تدري تفهم هالشي بحسن نية ولا سوء ظن فيه ، كانت مقتنعة انه ناوي يشهر بها ويعلم الكل باللي سوته .. اذا مو اليوم بكرة ، واذا مو بكرة اللي بعده .. المهم انه مقتنعه ان بيحصل هالشي .. وأول العارفين بيكون ابوها ..
ماتدري وش اللي بيصير وقتها ..
حتى مسجاته الغريبة بالفترة الاخيرة لها دور بالضغط اللي عليها .. تصرفات بدر انقلبت فجأة لدرجة انها معد صارت تفهمه وتفهم وش ناوي عليه ..
وهي ملت حتى من تصرفاتها ناحيته .. بدر اجبرها تتصرف تصرفات مو من عاداتها .. حتى الحلم اللي راودها اليوم أثر عليها بشكل هي مو فاهمته .. !!!
سهى طالعت اختها بشفقة وجلست بجنبها وبدت تربت على كتفها : نوف حبيبتي .. لا تبكين ترا مافي شي يستاهل هذا كله ..
نوف بدون شعور حطت راسها على كتف سهى وتكلمت بصوت مكتوم ملئ بالعبرات : سهى انا معد صرت افهم شي .. صارت تصرفاته تسبب لي صداع .. معد صرت افهم اللي قاعد يسويه ..
سهى بحنية : من تقصدين يا نوف ..؟!!..
نوف بدون شعور أو حتى تفكير طلع الاسم منها : .... بدر ...
سهى ابتسمت : يعني لهالسبب رافضه تروحين .. عشان بدر هو اللي مقرر هالشي انتي رافضه تروحين .. نوف ترا بدر ولد عمك ما يستاهل تكرهينه هالكره ..
نوف غمضت عيونها ودموعها تتساقط مثل المطر .. وهي عايشه بصراع نفسي من بدت تصرفاته بالتحول .. وانه بدل ما يتحداها ويثير غضبها كالعادة صار هادي ساكن ويرسل لها المسجات الغريبة باستمرار ..
نوف بصوت مكتوم بالدموع : انا اكرهه ؟؟!!!!... والله معد صرت اعرف نفسي اني اكرهه او لا ..
سهى : مهما كان هذا ولد عمك ومهما سوالك من قبل يضل ولد عمك .. والحين قومي استعدي لأننا بنمشي بعد شوي ..
مسحت نوف دموعها وهزت راسها بالإيجاب .. وطلعت سهى من عندها وهي مبتسمة ..
حتى سهى ما تدري باللي سواه لي ولا باللي سويته انا ..
رجعت عبارة سهى تمر بخاطرها " مهما كان هذا ولد عمك ومهما سوا يضل ولد عمك " .. هو صح ولد عمي لكن هو عمره ماحسسني بهالشي .. دايما يحسسني انه عدوي مو ولد عمي ..
استعدت نوف وتجهزت وهي كلها هموم بهموم .. تحس احيانا بالذنب وتحس احيانا بالعكس .. دموعها ما يمديها تجف الا سرعان ماترجع تهل .. افكارها حول بدر تكاثرت وسببت لها صداااع .. و تزيد عليها لحظة بلحظة ..
ياربي احد يقولي اللي سويته صح ولا غلط ؟!!... غلطت انا لما دافعت عن نفسي بهالطريقة .. ؟!!..
لبست عباتها ونزلت تحت وهي تمسح آثار الدموع اللي رافضه تجف .. كل ما انتهت من فكرة حلت بذهنها فكرة جديدة ، وجرّت معها سيل جديد من الدموع ..
لقت الكل ينتظر تحت ، الا ابو احمد واحمد يحملون الأغراض بالسيارتين ..
لما خلصوا دخل ابو احمد يطلب منهم الخروج : يالله ترا بدر اتصل فيني ..!!
رفعت نوف عينها لأبوها بخوف .. من جاب اسم بدر ، خافت لا يكون قاله شي .. بس ابوها ما بين عليه انه عارف شي ..
طلعوا للسيارات وركبوا .. سهى ونوف مع احمد .. وام احمد وريم ومحمد مع الوالد .. وامل بتجي مع زوجها بوقت لاحق ..
طول الطريق نوف جالسه ورى وساكته تدراي دموعها ، سهى جالسه قدام مع احمد سوالف وضحك ..
رجعت نوف تفتح جوالها وتقرا المسجات المرسلة من بدر.. وكل ماقرت أكثر كل مازاد صداع راسها .. لانها مو فاهمه وش سر هالمسجات .. هل هو خداع من بدر ولا يقصد من وراها شي ثاني ..؟!!.. هل هي خطة جديدة منه ..؟!!.. أو هل هي محاولة منه انه يطلب رضاها .. أو .. أو .. أو .......!!!!!!!
سمعت سهى تكلمها بمرح : نوووف .. شفيك ساكته ..
نوف بصوت كئيب كله حزن وهم وغم : خليني ساكته مابي أكلم احد ..
سهى رق صوتها لاختها : حبيبتي .. خلي ببالك انك رايحه هناك للوناسه .. ولا تفكرين بأشياء تافهه مالها معنى ..
نوف بصوت باكي : تافهه بالنسبة لك لكن انا لا ... احس اني مجرمة وغبية ما تفهم شي ولا تفهم اللي حوالينها ..
سهى واحمد طالعوا بعضهم باستغراب مو فاهمين كلامها ..
احمد رفع عينه لها بالمرايه بنظرة حنونه : نوف قلبي شفيك مو من عادتك ..
نوف وهي تحاول تغالب دموعها : مافيني شي خلوني لا تسألوني .. انا نفسي مو عارفه شي ..
احمد بحنية : وش اللي مو عارفته .. وش اللي مضايقك ..!؟؟!!
نوف ما استحملت الضغوطات اللي تزيد عليها لحظة بلحظة وخبت وجهها بيدينها واسترسلت بالبكي : والله ما أدري ما أدري .. ماني فاهمه شي مو فاهمه شي وراسي بينفجر .. بيحملوني الذنب الحين وهو مو ذنبي .. مو سببي هو اللي تعبني وانا تعبت منه قولوا ليش يكرهني ..!!!
احمد ارتاع عليها ووقف السيارة على جنب ، بعد ماحس انه كلامها مو طبيعي .. سهى لفت لها وهي مرتاعه بعد ..
احمد ماتم مكانه نزل من السيارة وفتح باب نوف : شفيك نوف تعبانه ؟!.. مين اللي يكرهك ومين اللي بيحملك الذنب ؟!.. نوف شفيك بالضبط ..؟!!..
نوف هدت شوي وظلت تمسح دموعها ، وبصوت متقطع : مافيني شي ...
احمد : شلون مافيك .. وكلامك روعنا كلنا .. انا وسهى ..
نوف حست انها فلتت لسانها ، بس ماقدرت حست انه كلام لازم يطلع منها : مافي شي .. انا متضايقه اليوم ..
احمد بهدوء وحنيه : كل هذا لأنك ماتبين تجين ...؟!!
نوف وهي منزلة راسها بانهزام وتفكيرها كله لبدر : ما أدري .. ماكنت ابي اجي ولا كنت ابي اجلس بالبيت لحالي يومين .. تعرفني أخاف ..
احمد بنظرة : قولي لي طيب من تقصدين بكلامك ..
نوف صدت عنه وهي تمسح دموعها : محد .. ما اقصد احد ..
احمد قبل ما يسكر بابها ويرجع لمكانه حب يتأكد ان مافيها شي : اكيد مو تعبانه .. ؟!..
نوف هزت راسها نفي ببراءة الأطفال : ........ لا ..
احمد هز راسه ورجع لمكانه وتحركوا .. سهى التزمت الصمت .. هي فاهمه ان المقصود بدر لكن ماتدري ليش قالت نوف هالكلام .. كلكم تدرون ان سهى ما تدري باللي صار بين نوف وبدر لذلك للحين تعتقد ان عقدة نوف من بدر من صغرها مستمرة معها للحين .. بدون ماتدري باللي استجد بينهم الشهور اللي طافت ..
نوف خايفه ان بدر يخبر الكل باللي سوته .. وبعدين هي بتروح بخبر كان .. خايفه ان هدوء بدر هالفترة وراه انتقام ، بينفذه اليوم وقدام الكل ..
خلال اليومين اللي راحت ، ماتدري ليش صارت تحس انها فقدتـه !!!!!!!... بالأول صار يشكل جزء مهم بيومها ولازم بكل يوم يمر عليها وتعيشه ، يظهر لها بدر ولو بأسلوب ما تحبه هي ..
مع انها كانت كارهه هالشي .. لكن شعورها بأنها فقدت جزء من يومها صار يداهمها .. هالشعور كان يغيضها بالأول وحاولت تحاربه .. لكنه اكتشفت انه أقوى منها و استسلمت بسرعه .. وتملكها شعور انها مارح تقدر تتغلب عليه ..
التفكير باللي صاير لها مع بدر .. بدا يشغلها ، أكثر فأكثر .. لما تملك ذهنها وتفكيرها ..
زيادة على كذا .. الحلم الغريب واللي أول مرة تشوفه ..!!!



في بيت ابو فهد ..الساعة عشر الصبح .. ندى بغرفتها صحت من بدري ولأنها مالقت شي تسويه وشوق نايمه .. جلست ترتب غرفتها وتعيد تنظيمها .. كان بمكتبها أوراق زايده تبع الجامعه ما تحتاجها فبدت تجمعها .. فتحت وحدة من الدروج وطلعت كل شي قديم .. وبينها شافت الورقتين اللي خذتهم من نوف بالقوة ذاك اليوم ..!!!
وقفت وبدت تقلب بالأوراق يمين وشمال وهي تعفس وجهها بضيق .. كان لازم من خذتهم رجعتهم لبدر .. بس شلون ؟!!!..
والله نوف هبله ومجنونه !!!...
رمت الورقتين عالسرير وبترجع تفكر وش تسوي فيهم .. ولما خلصت من شغلها خذت الورقتين وراحت لشوق بغرفتها .. ولقتها نايمه ..
ندى بصوت عالي وهي تهز شوق بقوة : ياللللللللللللللللا قومي قومي .. الساعة 6 المغرب ..!!!..
شوق بهدوء فتحت عيونها وطاحت عالساعة شافتها 10.30 الصبح .. ورجعت غمضت عيونها وهي عارفه ان ندى تبيها تصحى عشان تقابلها ..
شوق : يا كذابة أي مغرب .. تونا الصباح .. روحي عني لأني ماني قايمه لا تحاولين ..
ندى جلست بطرف السرير بكامل ثقلها لما هزته وهي تقلب بالاوراق بيدها : قومي بسألك شي .. شي مهم مهم مدري شسوي فيه ..
شوق : ندى مو وقته الحين لما أقوم .. لا تصيرين علة عاد .. اووففف ..!!!
ندى : افا والله افا .. انا علة ؟!!!.. الله يسامحك .. ( ورجعت تهزها ) .. قومي بسألك شي عن بدر ..
فتحت شوق عيونها وفوق راسها علامة استفهام : بدر ؟!!.. مين بدر ؟!!..
ندى : نسيتيه ؟!... بدر حق نوف ..
ضحكت شوق مع ان الوقت مو مناسب .. بس عبارة " بدر حق نوف " ضحكتها .. وش دعوة اللي يسمعها يقول مو انسان هذا .. كأنه ملك من أملاكها ..!!!
ندى : قومي لا تضحكين أكلمك جد والله .. انا متورطه مدري شلون أتصرف ..!!!
شوق قامت جالسه بتملل : هاا .. يلله قولي اللي عندك .. المرة الجاية بقفل باب الغرفة عشان ماتدخلين علي وتزعجيني .. حرام عليك لسا الساعة عشر ونص .. وش تبيني اقوم اسوي ..
ندى بابتسامة وسيعة ودلع : قومي قابلي حبيبتك ندى ..
شوق ظهر على وجهها علامات قرف مصطنع : ياع الله لا يقوله ..!!... انتي حبيبتي كان انتحر !!...
ندى بكبرياء وهي تضرب راسها بالأوراق : من قدك أصلا .. يحصلك انتي بس .. ( وتذكرت الأوراق بيدها ) .. ايييه صح شوفي هالأوراق .. وش أسوي فيها ..
شوق خذت الأوراق وقلبت فيهم وهي تفرك عيونها كل لحظة والثانية .. لما قرت الأسم ورفعت راسها لندى باستغراب ..
شوق : وش جاب هذي عندك ؟!!!... بدر خالد ؟!!!!
ندى : هذا ولد عم نوف .. وخذت هالأوراق عندي مؤقتا وانا ناويه ارجعها له .. بس مدري شلون ..
شوق تذكرت : اهاااا .. بدر !!!... نوف دايم تتكلم عنه ..
ندى : قولي لي وش اسوي فيهم .. وشلون أوصلهم له ؟!.. تلقينه الحين عافس الدنيا عليها مسكين ..
شوق بعدم اهتمام : عااادي يقدر يطلع بدالها ..
ندى : أدري .. بس افرضي انه يحتاجهم بهالوقت .. وعلى ما يطلع وحدة يبيلها ايام عشان توصل ..
شوق لاحظت الشريط اللاصق اللي حاطتهم ندى بشكل مايل عند زاوية الورقة : وش هالشريط ..؟!!!..
تنهدت ندى وهي تذكر احداث ذاك اليوم اللي طلعت فيه مع نوف للسوق وشافوا هناك بدر ورفيقه وصار اللي صار .. خبرت شوق بالسالفه كلها ، وشوق مرة تضحك ومرة تستغرب ومرة تبلم مو مصدقه الي تسمعه .. كل هذا صار وهي كانت بالشرقية ..!!!
ندى شافت ساعتها : تدرين بتصل على نوف بشوف اخبارها .. مو من عادتها من كم يوم ما اتصلت علي ..
راحت ندى لغرفتها وجابت الجوال ورجعت عند شوق واتصلت عليها ..
نوف ردت بصوت كله هموم ومو مبين فيه أي حماس : هلا ..
ندى ابتسمت وفكرت انها نايمه وهي اتصلت بوقت غلط : اهلين .. سووري لا يكون نايمه ؟؟!!!
نوف : لا .. طالعين ..
ندى استغربت من نبرة صوتها الميتة : طالعين ؟!!.. وانتي شفيك عسى ما شر !!!
نوف : ما شر مافيني شي ..
ندى : وين طالعين من الصبح ؟!!..
نوف : رايحين مع عمي للمزرعة .. اذا تذكرينها ..
ندى ابتسمت وهي تتذكر لأنها زارتها قبل كذا وقضت فيها أوقات حلوة : اهااا .. لا يكون ذيك .. تصدقين مشتاقه لها لنا أربع سنين يمكن من جيت لها أول مرة .. يااا بختكم بتستانسون ..
نوف : أي وناسه لو تدرين اني رحت مجبورة .. ماكان لي خلقها أبدا ..
ندى تلطف الجو : ماعليك وسعي صدرك وانبسطي لو انا منك أطيـر من الفرحه ..
نوف تنهدت وسكتت : ...........
ندى حست فيها : طيب وصلتوا ولا ؟!!..
نوف بكآبة : لا مابعد .. يبيلنا ساعة على مانوصل .. وان شالله مانوصل ..
ندى شهقت : اعوووذ بالله نوووف وش هالكلام حرااام عليك ... تعوذي من الشيطان واذكري ربك ما يجوز ..!!
نوف تمتمت وسكتت ثاني مرة : ...........
ندى : يالله ماطول عليك .. وبتصل فيك بعدين .. تعرفيني ما اقدر على فراقك ..
كانت تبيها تضحك بس نوف ما ضحكت وقابلها صمت غريب .. كانت ندى عارفه ان نوف للحين شايله بقلبها على بدر .. وبهاللحظة تذكرت الكلام اللي قاله لها طلال عن حقيقة افعال بدر .. فحست انه الوقت عشان تجس النبض عند نوف ..
ندى بحذر بنبرتها : اقوول نوف ... للحين انتي تكرهين بدر ؟!!..
نوف تلاشى صمتها الغريب وحل مكانه لهجة حادة : لا تذكرين اسمه قدامي ..
ندى ارتاعت وخافت : طيب .. طيب .. بس سؤال جاوبيني عليه ..
نوف رجعت العبرة وغطت على صوتها ، وأفكارها عن بدر رجعت تثور بذهنها بعد ما احتاجت وقت عشان تخمدها : ما أدري ما ادري .. نفسي اعرف يا ندى .. معد صرت أفهم نفسي ..!! ولا افهمه هو بعد .. احسه ناوي على شي بس ما أدري اذا احساسي صدق ولا كذب ..
ندى حاولت تهديها وقررت توضح لها بشكل غير مباشر : لا تشيلين هم نوف .. وفكري شوي ترا بدر مهما سوا يضل ولد عمك ومستحيل يكن لك الكره اللي انتي تفكرينه .. فكري صح وفتحي عيونك زين وبتعرفين كل شي بنفسك ..
نوف انرسمت علامة استفهام عملاقة بوجهها : وش قصدك ؟!.. ما فهمت ..!!
ندى ابتسمت وبصوتها الحنان : مابي افهمك انا يا نوف ابيك تفهمين بنفسك عشان تقتنعين .. شيلي من قلبك الكره وصدقيني بتشوفين كل شي واضح قدامك ..
نوف زاد الصداع عليها لأنها حست ان ندى تقصد معاني كثيرة بكلامها وهي مافهمتها : قولي لي انتي .. انتي تعرفين شي عن بدر انا ما عرفه ..!!
ندى : وش بعرف يعني .. انتي بنت عمه وانتي المفروض اللي تفهمينه مو انا اللي افهمك ..
نوف : ندى لا تزيدين فوق همي هم قولي لي وريحيني ..
ندى : لو قلت لك مارح تصدقيني .. لكن انتي اعرفي هالشي بنفسك .. يالله باااااي اشوفك قريب ..
وسكرت الخط بسرعة .. هي عطت نوف الحين أول الخيط وان شالله قريب بتعرف اللي انا اقصده ..


نوف بالسيارة زادت تساؤلاتها وسببت لها صداع رهيب مو متحملته .. تذكرت عبارة ندى " فكري شوي ترا بدر مهما سوا يضل ولد عمك ومستحيل يكن لك الكره اللي انتي تفكرينه " .. حتى انتي يا ندى تقولين هالكلام ..
استرجعت كل كلام ندى .. ياليتني اعرف وش تقصدين.. انا مو مستقرة على بر ابي اعرف وش اللي يصير من حولي .. بس ماني قادره .. ماني قادره ..
- نوووف ..!!
رفعت راسها لما سمعت احمد يناديها : نعم ...
والتفتت يمين وشمال شافت السيارة واقفة بوحدة من المحطات عشان البنزين ، واحمد يطالعها بالمرايه وفاتح الباب يهم بالنزول ..



احمد : قولي لي وش تبين تشربين بنزل أجيب بارد ..
نوف بدون تفكير نطقت اول شي جا على بالها بدون ما تهتم اذا هي تشتهيه او لا : كولا ...
نزل احمد وبقت هي وسهى جالسين بصمت .. بعد شوي ونوف تسبح بأفكارها الكثيرة مرت بجانبهم سيارة وتجاوزتهم ووقفت عند البقالة الخاصة بالمحطة ..
وسمعت صوت سهى كله حماس : نوووف شوفي سيارة بنات عمي هناك ..
رفعت نوف عيونها بسرعة تشوف للمكان الي تأشر عليه سهى ..
سهى : هذا بدر !!!
بسرعة طالعت نوف بالشاب الخارج من السيارة .. كان مبتسم ومبين انه يضحك للي داخل السيارة .. هذي ابتسامة بدر عمرها ما تتغير .. تابعته نوف بعيونها لما دخل البقالة هو بعد .. مبين انه منبسط وسعيد عكس اللي تمر فيه هي ..!!!
وبعد دقايق طلع احمد وبدر معه .. يسولفون ويضحكون وبعدها افترقوا كل واحد رجع لسيارته .. وكملوا طريقهم ..
سهى : وين البقية ما شفت غير سيارة بدر ؟!!!..
احمد : عمي مقرر ما يوقف الا لما يوصل .. بس بدرمعه البنات ..
نوف مستمرة بحالتها من الصبح .. ملتزمة الصمت العميق حتى انها ماشربت اللي طلبته وتبخرت برودته من كثر ماكانت ماسكته بين ايدينها بتوتر ..!!!
بعد نصف ساعة وصلوا لمزرعتهم اللي غابوا عنها فترة أكثر من سنتين والكل مشتاق لها .. المزرعة كانت كبيرة جدا موقعها بعيد عن أي شارع ولازم يدخلون بوسط البر عشان يوصلونها .. داخل المزرعة فلة على الطراز الريفي .. كل شي داخلها وجوها وحتى أثاثها يعبر عن الريف ومناسب لجو المزرعة .. باختصار يحسس العايش داخلها وكأنه بوحدة من الأرياف ..
وصلوا للفلة أخيرا وبدروقف سيارته بجهه واحمد بجهه .. ونزلوا البنات وسهى بحماس ماعدا نوف ماتحركت .. سهى اتجهت للبنات ركض وسلمت عليهم والكل يصارخ من الحماس والفرحة والشوق لهالمكان الجميـل ..
بدر نزل من السيارة يضحك : هههههههههههههه .. بس اللي يشوفكم يقول ما شفتوا خيــر .. يالله كل وحدة تمسك لسانها ولا احلف ارجعكم ..
دلال بدلال : تقدر ترجعهم هم بس انا ماتقدر صح ؟!!..
بدر ابتسم لها وهز راسه بتأييد : ايه انتي ماقدر عليك ..
فرح : يكفي دلع يا بدر ترا بتاخذ وجه عليك ..
راحت دلال وهي تتبختر وشبكت ذراعها ببدر : احم .. خليني اخذ وجه .. مو اخوي .. ؟!!!..
نوف كانت جالسه بالسيارة ما تحركت ولا نزلت تشاركهم الفرحه .. وتسمع اصواتهم وضحكهم وهي مو قادره تنزل .. هي قالت لهم انها مارح تجي .. وش بيقولون لو شافوها ..
لما زاد عليها الصداع نزلت من السيارة وقررت تدخل مباشرة داخل ..
سهى فجأة تلفتت يمين وشمال تبحث عن نوف بينهم : وين راحت نوف ؟!!!!..
دلال تركت ذراع بدر : نوف ؟!!!.. هو نوف اصلا جت ؟!!!!..
سهى : ايه غيرت رايها وجت .. بس وينها وين راحت ؟!!!..
بدر من سمع اسمها مادرى وش يسوي .. كان مرتاح من عدم قدومها ، بس الحين زاد شوقه لمجرد احساسه انها قريبة منه ..
دخلت نوف داخل لقت امها ومرة عمها جالسين بالصالة .. كشفت عن وجهها وآثار عميقة من الدموع جلية بوضوح عليه .. لاحظت امها ملامحه ا الغريبة ونادتها ..
ام احمد : نوووف ..!!!
نوف كانت متجهه للدرج بتطلع لوحدة من الغرف فوق ، لفت لها : نعم يمه ..
ام احمد بخوف بصوتها : شفيك ؟!!..
نوف رجعت لها عبرتها وكل همها انها تهرب من الكل وتستفرد بنفسها طول اليوم : مافيني شي .. بس شوي تعبانه ...
ام احمد كانت جالسه قامت واقفه وقربت من بنتها ولاحظت دموعها بعيونها ، نوف ماقدرت تخبيها مع انها ماتبي احد يشوفها .. ونزلت عيونها ..
ام احمد : شفيك يمه وش اللي متعبك ؟!!..
نوف العبرة استقرت بحلقها وكل كلامها مكتوم : ما أدري يمه .. راسي يعورني وابي ارتاح .. ابي انام طول اليوم مابي احد يصحيني .. ابي امـوووت ..
ضربت ام احمد على صدرها بخوف وهي حاسه ان بنتها فيها شي : بسم الله عليك وش هالكلام .. وش حاسه فيه يمه ..
نوف وهي تلوح بيدها بملل : مافي شي يمه قلت لك بس صدااع .. وابي ارتاح ..
ام احمد : روحي ارتاحي يمه واذا جا وقت الغدا بنصحيك ..
نوف هزت راسها نفي وهي تلف وجهها بتطلع الدرج : لا يمه قلت مابي احد يصحيني ..ابي اكون نايمه لما نرجع للرياض ..
تركت امها وهي تسحب خطواتها عالدرج .. وصلت فوق واتجهت للغرفة المعتادة اللي تعودت تاخذها كل ما جو هنا هي ودلال ..
دخلت وسكرت الباب .. رمت عباتها أي كلام عالأرض ومباشرة رمت نفسها عالسرير ..


برا البنات واقفين مع بدر اللي بدا يسترجع ذكريات قديمة له بهالمزرعة الضخمة .. احلوت عن أول لأن مبين ان ابوه وعمه اشتغلوا فيه وعدلوا لما طلعوها بأبهى صورة ..
بدر وعيونه بعيد : تصدقووون اشتقت للبقر ..
ضحكوا البنات وهم يستخفون فيه .. هذا اللي هامه البقر !!!
فرح : هههههههههههههه .. بدر !!!.. هذا اللي جا ببالك .. البقر ؟!!!!... هههههههههههههههههه ..
بدرلف لها بنظرة مزدرية من طرف عيني : وانتي شعليك .. كان تذكرين في وحدة من البقر خويتي .. وربي اني اشتقت لها مدري عنها حية ولا ميتة .. احد منكم شاف أخبارها ..؟!!!
حنان باستنكار ضحكت : ههههههههههههههه .. اكبر همي بقرتك !!!.. اذا تبي تتطمن عليها روح زورها .. زين منها اذا انتظرتك ثلاث سنين وما تزوجت غيرك ..
بدر : اذا هي فكرت مجرد تفكير تاخذ غيري فهو اكيد ثووووور ..
دلال ماتت ضحك وهي فرحانه لرجوع ذيك الايام مع بدر : ههههههههههههههاي .. بالله بدر اكيد بيكون ثور أجل وشو آدمي .. !!!... ههههههههههههههه ..
بدر لف لأحمد مبتسم : احمــد تعاااال معي نزور خويتي .. وأعرفك عليها ..
احمد تراجع بخطواتها وهو يرفع يده بانسحاب : لااااا روح لخويتك لحالك .. تعرفني ما أطيق البقر ولا أطيق ريحتهم ..
ولف عنهم متجه لداخل وهو يتمتم بصوت مسموع : بعد هذا اللي ناقصني اروح أتعرف على بقر !!!!!!
تبعوه بعد شوي وبدر راح عند ابوه وعمه والبنات دخلوا للصالة .. ودلال باستغراب قلبت عيونها بالأنحاء والتفتت لسهى : سهى مو تقولين نوف جت ؟!!!.. وينها ؟!!!..
سهى لفت لأمها وعيونها تسأل ..
ام احمد : طلعت فوق ترتاح .. تعبانة بعد عمري ؟!!!..
دلال بضيق : وهو هذا وقته عشان تتعب ... جايين عشان نستانس وننبسط وهي تتعب ..
فرح خزتها بنظرات فيها شوي من الحدة : دلال هو التعب يستأذن قبل لا يجي الواحد .. استحي شوي وش هالكلام ..
دلال ما اهتمت ولفت عنهم تركض لفوق : انا بروح اشوفها .. هذي اللي مهي جاية أوريكم فيها ..
اندفعت فوق ومباشرة مثل الصاروخ اقتحمت الغرفة على نوف وهي تصفر ..
دلال : كل هذا تغلي .. وين اللي قالت مارح تجي .. بس الغلا الزاااايد مشكلة ..!!!
نوف ما تحركت غير أنها تأففت ..
دلال : نوف أي تعب هذا قومي كله دلع .. والله الجو برا جناااااااان قومي ..
نوف : دلال مالي خلق احد خليني مابي اروح لأي مكان ومابي أطلع ..
دلال باصرار راحت وفتحت باب بلكون الغرفة الصغير : لا لا لا لا لاااازم نصير كلنا قروب البنات كامل .. قومي تعرفين البسطة من غيرك ما تكمل ..
نوف بضيق وهي تغطي وجهها وتصرخ : انبسطوا محد مانعكم من شي .. اما انا مالي خلق لأي شي خلوووووني لحالي ..
خافت دلال من صراخها وتراجعت وطلعت من الغرفة وهي مستغربة ..

اما نوف ظلت على حالها عايشة بزوبعة من الأفكار والتساؤلات والأحاسيس .. كلام ندى لمس الوتر الحساس عندها .. لو أعرف وش كنتي تقصدين بالضبط يا ندى .. خليتيني اعيش الحين بدوامه مو فاهمه وش اللي حولي ..
تحركت نوف وهي تغطي نفسها بشكل كاااامل بدون ماتسمح لخيط نور واحد يدخل عليها .. لكن مافي فايده .. الأضطراب اللي عايشته حرمها النوم بهاللحظات ..!!..
قامت من السرير وطلعت للبلكون ووقفت عالشرفه .. وقلبت بعيونها بالأنحاء والجو مع لفحة الهوا كان روعة مثل ماقالت دلال ..
غمضت عيونها بهدوء تسمح للهوا يتخلل شعرها وينثره بكل نعومه ودلال ..
فتحت عيونها بنفس الهدوء وطاحت على شخص ما توقعته يظهر لها بهالوقت بالذات .. كل ماحست انها بدت تتناساه رجع يظهر لها او أي شي يذكرها به ..
كان بدر واقف تحت بسكون ومعطيها ظهره ، ويديه بجيوبه ومبين عليه التفكير والسرحان والتأمل بالكون من حوله .. نوف ما تحركت ظلت فوق تطالعه ورجعت ذات الأفكار تداهمها ..
فجأة سمعت صوت اخوها احمد من داخل ينادي بدر .. بدر لف بيرجع لداخل وبالصدفة ارتفعت عيونه فوق وشافها ..!!!..
جمد مكانه من صدمته ، وأمنيته اللي كان يتمناها من لحظات تحققت مباشرة .. كان يتمنى يشوفها بس ماتوقع انها تتحقق بهالسرعة الرهيبة !! .. وقف مكانه وعيونه عليها .. اما نوف شهقت وتراجعت خطوتين للخلف ويدها على قلبها ورعشة غريبة تسري بجسمها كله ..
بعد لحظة من الزمن .. رن جوالها بمسج ..
ولما فتحته كان من بدر ..
" شفت الشجر ؟ صوته مع الريح وشلون ؟ هذا حنيني يطلبك دوم بالصوت "
مسج قصير بكلمات بسيطة لكن نوف ما تدري ليش حست انه غير عن كل المسجات .. يمكن لأنها حست فيه الصدق وخاصة انه يناسب المكان اللي جالسه فيه ..
قفلت المسج وبحذر رجعت تتقدم بخطوات بطيئة حذرة تبي تطل وتشوف اذا كان راح أو لا .. لكنه لازال بمكانه وعيونه لفوق .. انتبه لها ثاني مرة وهي تراجعت بخوف اكبر من الأول ..
دق جوالها مسج ثاني مرة .. وكان من بدر بعد ..
" رغم جفاف الندى ما تيبس أزهارك .. يا حب وصدق ووفـا وحشتـني أخبارك "
نوف قفلت المسج ورجعت دموعها تتدفق لعيونها من هالأسئلة اللي مو لاقيه لها جواب .. حاولت تتراجع ببطء للغرفة عشان تقدر تنثر همومها هناك على راحتها الا انها اصطدمت بظهرها بباب البلكون خلفها .. ولأن كل قواها خارت وتلاشت مع الهوا والنسيم .. جلست عالأرض وهي مستندة عالباب ، وضمت الجوال بيديها الثنتين .. وبكت بصمت .. ليش يبي يضغط علي .. وش ناوي من هالكلام كله .. وش يقصد بالضبط ..؟!!!!..
وما اكتفى بدر بهالمسجين ، وأرسل مسج ثالث ..
" إن نمت أحلم فيك .. وإن سرحت أفكر فيك .. وإن زعلت حنيت أبيك .. بصراحة أموت فيك "
خلااااص يكفي اللي فيني .. لا ترسل كفايه ابي افهم اول شي كل اللي صار ..
نكست نوف راسها على ركبتها وهي تعاني من ضغووط نفسية .. وعاطفية أقدر اقول .. كانت بمرحلة انها تحاول تصدق شي هي نفسها مو راضيه تصدقه ..!!!..
وبعد هالمسج جت الصدمة التالية .. دق جوالها هالمرة بمكالمة ..
" أكرهه يتصل بك " ..
طالعت الاسم .. هل انا اكرهه فعلا ؟!.. ولا وش اللي يصير لي ؟!!.. احد يقولي تكفووون ؟!!!..
ضغطت بأصابع مرتجفة على رفض الاتصال ودموعها سالت معها..!!!.. ماتبي تكلمه ولا تبي تكلم أحد !!!!..
وبعد مارفضت الاتصال وصلها مسج رابع ..
" لمحة زعل من عيونك تموتني بلا عله .. وبسمة رضا من شفاتك تعيشني العمر كله "
كان بدر يضغط عليها بهالمسجات المتواصله بشكل هي مو قادره تتحمله .. وكأن بدر يبيها تفهم شي بالغصب ..
نوف مسكت راسها بألم من الصداع اللي ما هدا من وصلت هنا ، وكتبت له مسج من كلمه وحده " كفايه " .. وأرسلتها ..
لكن بدر بدال ما يكفّي ويستجيب لها أرسل مسج يبين اصراره ..
" القلب لك ينادي والروح بعدك سراب كل الوجوه تغيب عادي وأنت غيابك عذاب "
وبعدها مباشرة عاود الأتصال .. " أكرهه يتصل بك " ..
لكنها ماتحركت تعلقت عيونها عالاسم تنتظره يقفل .. مو قادره تضغط على زر الرد .. ماتبي تسمعه لأنها الآن منقلبة ومضطربة داخليا .. وتخاف صوته يقلبها أكثر وهي مو متحمله أكثر من كذا ..
سكت الاتصال أخيرا وتبعه مسج " نوف ردي علي أبي أكلمك " ..
نوف ظلت تقرا المسج أكثر من مرة .. يبي يكلمني ؟!!.. وش يبي مني ؟!!!..
نوف " وانا مابي أكلمك .. خلني لحالي " ..
بدر " ردي أبي أقولك شي " ..
نوف " بدر انا تعبانه مابي أسمع شي .. وتكفى لا تحاول تدق علي ولا تحاول ترسل أي شي " ..
بعد هالمسج قفلت جوالها ، وبعد محاولة قدرت توقف بمساندة الباب خلفها .. دخلت الغرفة وسكرت باب البلكون ..
ورجعت تسترجع كل شي يعذبها ..

بدر لازال بالأسفل يفكر بالتصرف اللي كان مقدم عليه .. لو انها ردت عليه كان مافي شي رح بوقف بوجهه .. اكتفى كتمان بقلبه لازم يطلعه ولو كل العالم عرف .. مايهمه .. !!!
رجع صوت احمد يناديه من داخل وراح وهو كل تفكيره صوب نوف ..


في بيت ابو فهد .. ندى بعد عدة ايام غياب عن طلال هذا هو رجعت تقابله بالنت بعد مالقته اون لاين .. كانت للحين مستغربة وتسأل نفسه عن زعله المفاحئ ذاك اليوم ..
فضلت انها ماتبدا بالسلام هي .. اذا سلم هو بترد عليه واذا ماسلم مارح تكلمه .. اخذ وقت طويل ما تكلم فيه لكن بعد فترة تكلم ..
طلال " مساء الخير " ..
ندى " مساء النور " ..
طلال " كيف الأحوال " ..
ندى " تمام " ..
فترة من الصمت من الطرفين ..
طلال " شفيك ؟!.. لايكون زعلانه مني ؟ "
ندى " انا اللي زعلانه ولا انت اللي زعلان !! "
طلال " سامحيني .. ماكان حقي اني ازعل .. " ..
ندى " طلال انا خبرتك من قبل على أي اساس بتكون علاقتنا .. وخبرتك قبل اني لسا طالعه من تجربه فاشله ومو مستعدة أدخل بجديدة " ..
طلال " أدري أنا آسف غناتي " ..
ندى " مسموح بس بليز لا تفكر فيني بشكل بعيد ن الواقع ومستحيل يصير " ..
طلال " ليش مستحيل يصير " ..
ندى " طلال اكيد مستحيل يصير .. انا ماعرفك ماغير بالنت ومستحيل ادخل بعلاقه تكون من النت .. وانت بعد ماتعرف غير اسمي واشياء بسيطة عني " ..
طلال " وكل اللي عرفته عنك تعتبرينها اشياء بسيطة ؟! " ..
ندى " تعتبر اشياء بسيطة اكيد .. ومستحيل تقوم عليها علاقة قوية " ..


تحت بالصالة نايف وشوق عالبلاي ستيشن والتحدي قايم ..
نايف المتخذ دائما دور العاشق الولهان : حبيبتي خليني افوووز ترضين كذا حبيبك ينهزم ..
شوق بدلع تبادله الدور : وش اسوي فيك حبيبي انت مو راضي تشغل مخك .. بلا غبااااء وشغل هالمخ اللي مو راض يشتغل ..
نايف : افا والله افا .. تتمصخرين على حبيبك نيوف .. افا والله ماهقيتها منك ..!!!
شوق تضحك ومتحمسة باللعب .. لما جاهم عمر وضارب نايف الا يبي يلعب شوط مع شوق ..
نايف وهو يلتفت لشوق يطلب نجدتها : شوووق قوليله مافي ..
شوق هزت راسها بالنفي : نو نو نو .. عاد عمر الحبيب حقي نمبر ون .. محد يقدر يقوله شي .. صح عمر ؟!!..
عمر هز راسه بحماس ورجع يضارب نايف يبي ياخذ دور ..
نايف استسلم بخيبة أمل : الحين صار عمر الحبيب نمبر ون .. وانا وين رحت ..؟!!!.. اجل انا اعتزل حبك معد أبيك .. !!
تضحك شوق وتعطيه نظرة ، ونايف بتصنع مسك قلبه : ياويلاااااااه تذبحني هالنظرااات !!!!..
شوق : بس انطططم عطيتك وجه ترا .. وخل حبيبي نمبر ون يلعب يالله .. انت خسرت حوالي عشر مرات .. يمكن عمر يكون احسن منك ..
- مين الحبيب نمبر ون ؟!!..
وصلهم صوت فهد من وراهم .. وشوق جمدت وسكنت تمااما ... الحبيب الحقيقي وصل !!!...
نايف اللي قام من الأول وجلس عالكنب ينتظر انتهاء دور عمر لف فهد : الله يسلمك الحبيب نمبر ون هو عمر .. وانا الحبيب نمبر تو .. والله يستر منهو الحبيب نمبر ثري ..؟!!!!
فهد بعفوية : يمكن انا !!!!...
شوق احمررر وجهها ومسكت ضحكتها رغم احراجها .. اما نايف عفس وجهه بسخرية ..
نايف : لا تستبعد .. مو هي صفّت كل عيال عمها وخلتهم حبايب ..!!!..
قفطت شوق وطاااااح وجهها وتحسبت على نايف بسرها .. الله ياخذ عدوك .. هذا كلام ينقال عند فهد ؟!!!!..
فهد لف لها بابتسامة حلوة وهي للحين معطيته ظهرها وما تحركت من مكانها : وانا .. رقم كم عندك ؟!!!..
شوق تبخرت الكلمات من حولها .. مو عارفه شلون ترد عليه .. وربي انه جرئ دواه من يرجمه بالشبشب اللي علي ..!!!
ماردت شوق وظلت تلعب من عمر اللي ناسي الي حوله .. وفهد ضحك وأعااد السؤال : ها ما قلتي ؟!!!..
ماردت وظلت تلعب وقلبها داخلها يخفق بشدة ..
فهد تبدلت نبرته للهدوء التام : مو أكيد .. الحب مو هنا الحب بالشرقية ..
شوق فتحت عيونها ولفت له بدون شعور وهي مو فاهمه وش مغزى كلامه بالضبط .. الحب بالشرقية !!!!!!!..
شوق بصوت اشبه بالهمس : وش تقصد ؟!!!..
فهد : ما أقصد شي .. واذا اقصد شي انتي اكيد فاهمته ..
تركت شوق اللعبة من يدها وعطت فهد كل انتباهها : انا فاهمته ؟!!!.. ممكن تفهمني !!!..
فهد : لا تستغفليني انتي فاهمه بالضبط وش اقصد ..
طالعته شوق بقهر .. يا الله وش قد هو عنيد اقوله مو فاهمه يقول الا فاهمه ..
دق الجرس وقطع عليهم نقاشهم .. ونايف طاار للباب يشوف .. وبعد دقيقة رجع يدخل ووجه معفووس واشر لشوق لوراه بإشارات ما فهمتها ..
شوق سألته بالإشارات نفسه بس دخول البنت خلاهم يسكتون ويطالعونها كلهم ..
مها : السلام عليكم ..
شوق + فهد : وعليكم السلام ..
شوق مباشرة راحت لها مبتسمة وسلمت عليها : اهليـن مها منورة ..
مها من ورا قلبها : هلا بك .. اخبارك ؟!!..
شوق : تمام الحمدلله .. تفضلي ارتاحي .. كان اتصلتي قبل عشان نستقبلك زين ..
مها تمتمت بصوت مسموع : اللي يسمعك يقول البيت بيتك !!..
شوق صدمها اللي سمعته .. وفهد بعد سمع اللي قالته وضايقه ..
فهد بنبرة جافة شوي : اذا هذا مو بيتها اجل وين بيتها ؟!!..
مها لفت لفهد مصدومة من نبرته .. وفهد طالعها بنظرة تسم : المفروض تحترمين راعية البيت باللي فيه .. عيب هالكلام ..
شوق صدمتها الثانية جت من فهد .. رد عليها رد قوي .. يمكن كلام مها قوي بعد بس المفروض فهد يخفف من حدة نبرته شوي .. مهما كانت هي حلت عليهم ضيفة ..
مها تحت تاثير صدمتها : آسفة ماكنت أقصد ..
فهد توه بيتكلم ويرد قاطعته شوق : معليش حصل خير تفضلي مها ..
وفهد ماهمه اللي قاله مشى ناحية الباب بيطلع .. وبهاللحظة دق عليه رقم غريب .. ومها لفت له بنظرة غريبة .. فهد طالع الرقم يحاول يتذكره .. مر عليه هالرقم من قبل ..
وقف بمكانه ند الباب ورد : الوو ..
- اهليـن فهد ..
فهد قطب وهو يتذكر الصوت .. هالنبرة كلمته من قبل ومن فترة .. : نعم ..!!
- ماتذكرتني ؟!!..
فهد بسخرية : لا والله ما أتشرف ..
شوق انتبهت لنبرته ولفت له تسمع للي يقوله ..
- تذكر أول مرة اتصلت لك فيها .. لما سألتني شلون رقمك وصلني .. معك بدور اذا تذكرني ..
فهد ابتسم بسخرية لما تذكرها .. بس انا أعلمها من يكون فهد : لا ما أذكر ولو حتى اذكرك انصحك ما تتصلين على هالرقم ثاني مرة ..
بدور : هد اعصابك ترا ما نستاهل هذا كله .. انا بس ابي أتعرف ..
فهد : روحي تعرفي على غيري .. انا ما أتشرف ..
بدور بصدمه ماتوقت كذا يكون رده : طيب هد شوي خلنا تنفاهم .. انا ابي اتعرف عليك يافهد ..
فهد باحتقار : لا تجيبين اسمي على لسانك .. وانا قلت لك ما اتشرف واحذرك تدقين على هالرقم ثاني مرة ..
قفل بوجهها .. خلها تعرف مو فهد اللي يركض ورا البنات .. غلطت لما سكرت تلفون ذاك اليوم وماعلمتني من وين حصلت الرقم .. غلطانه اذا كانت مفكره اني بركض وراها ..
مها اللي كانت مخططه لهالشي مسبقا مع بدر صدمها اللي صار واللي سمعته من رد لفهد .. وشوق استغربت .. من كلامه مبين انها بنت من البنات ... وفهد صدها !!!!!!...
طلع فهد من البيت وضلت شوق مع مها بالصالة .. ولأن مها بين ان مزاجها تعكر وانقلب فوق تحت فضلت شوق ان تطلع تنادي ندى لأنه مو مستعدة تقابلها لحالها ..
بغرفة ندى ..
ندى بتساؤل : مها تحت ؟!!!..
شوق : ايه .. انا استغربت جيتها بصراحه ..
ندى : غريبة ما اتصلت علي عشان تقولي ..!!
شوق : انزلي انتي تعرفين تتعاملين معها اما انا افضل اني ما احتك فيها ..
ضحكت ندى : هههههههههههه .. وش بتسوي يعني بتاكلك .. ماعليك منها خلك قوية كلللش ولا شوق عااد ..
شوق : ههههههههه روحي لها لا تعصب من جد ..
نزلوا مع بعض ومن المفاجأة لقوا الصالة خاليه ، الا من نايف اللي رجع يلعب بلاي ستيشن كعادته ..
تلفتوا شوق وندى بالصالة يدورونها لكن مالقوا احد ..
شوق لفت لنايف مستغربه : وين مها راحت يا نايف ؟!!!..
نايف وعيونه على لعبته : رجعت لبيتهم ...
شوق ما استوعبت : هاه !!!... رجعت ؟!!.. توها جايه الحين امداها ..
نايف : مدري عنها ... من طعتي فوق طلعت حتى بدون سلام او كلام .. بيني وبينكم احسن .. انا هالبنت ما اهضمها مع اني ولد بس ما أدري ليش احسها ثقيييييييييللللللللللة ..
ضحكت شوق .. حتى انت بعد .. يعني مو انا لحالي ..
ندى بضيق : وربي انها قليلة ذوق .. طيب تنتظر عشان تسلم او تقول انها بتروح .. مو كذا تروح وبس بدون كلام ..
نايف بعدم اهتمام لف لشوق : تعالي بس كملي مع حبيبك نمبر تو .. حبيبك نمبر ون راح ياكل فكككككككككه ..
شوق ضحكت وراحت جنبه : الا عاد حبيبي نمبر ون لا تقول عنه شي ترا ما أرضى عليه ..
نايف بثقل الرجال : افا والله كذا تزعليني .. عالاقل جامليني ..


بالمزرعة .. طلع احمد من الفلة وراح لسيارته يدور على جواله لأنه الظاهر ناسيه هناك .. الشمس قربت تغرب والجو جناااان نقي وبارد ومنعش .. وصل سيارته ولقى الجوال بمكان مايحطه هو دايما .. وقبل ما يطلع من السيارة لفت نظره دفترندى .. ورجعت له صدمته اللي للحين ما تشافى منها ..
صار هالدفتر دايم معه واغلب الأحيان بكون بسيارته .. من فترة لفترة يرجع يفتحه ويقرا اللي فيه .. ويزيد تصديق ان ندى حبته في يوم من الايام .. لكن السؤال واللي مسبب له حيرة هل ندى الى الآن تحبه أو لا .. من مكالمة التلفون قالت انه خلاص نسته وزيادة عالمكتوب بصفحات هالدفتر بين ايديه ..
لكن احمد داخله مو مصدق .. المكتوب يتكلم عن حب كان صادق وقوي ومتأصل بندى من طفولتها .. معقولة بهالسرعة الانسان ينسى ؟!!!!..
جلس احمد بداخل سيارته وقفلها علىنفسه عشان يخلو بنفسه شوي ويقدر يفكر بهدوء ورزانة .. ويقدر يوزن الأمور .. طاري ندى الحين لحاله صار يسبب له اضطراب ..
زيادة على التأنيب اللي ملازمه من عرف بالحقيقة كلها .. بنت خالته عانت وتألمت كثــير وهو مو داري عنها ..
صار يذكر الحين كل المرات اللي حاولت تقوله فيها شي .. بس ما توقع وقتها انها بتقوله " أحبـك " .. عمره ما تخيل ان ندى بتقوله هالكلمة بيوم من الأيام ..!!!!
والحين قاعد يفكر عشان يتصرف بطريقة سليمة ، ويقدر يسترد ثقة ندى فيه مثل ما وثقت فيه من قبل ..!!!..


الساعة الآن 07:41 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0