منتديات بنوته

منتديات بنوته (http://www.bnota.net/vb/index.php)
-   للروايات المكتمله (http://www.bnota.net/vb/forumdisplay.php?f=102)
-   -   (بعد الغياب) (http://www.bnota.net/vb/showthread.php?t=11703)

قمرهم كلهم 10-23-2010 05:35 PM

رد: (بعد الغياب)
 
في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها

أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر..

سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا

أتصل على موبايل دانة اللي ردت عليه مزنة
مزنة سكرت..
وقالت لدانة بحنان: سعود برا يبي يدخل..

دانة من سمعت اسم سعود بدت دموعها تنسكب بصمت..
وهي تقول بحزن قاتل: وش أقول له..؟؟ أني ماقدرت أحافظ على ولدنا...!!

مزنة رجعت تحضن دانة وهي تقول بحزن: حبيبتي وش ذا الكلام؟؟..
انتي وسعود توكم صغار.. والله بيرزقكم بالعيال والبنات إن شاء الله..

مزنة كانت عبايتها ونقابها عليها أصلا.. فطلعت نادت سعود.. وظلت هي واقفة برا..

سعود دخل بلهفة قاتلة موجعة
وتوجه مباشرة لدانة عشان يحضنها بعمق.. بعمق بعمق مذهل: الحمدلله على سلامتش حبيبتي..

دانة انخرطت في بكاء حاد: سامحني سعود.. سامحني.. أنا ماقدرت أحافظ عليه..

سعود اللي كان جالس جنبها على السرير وحاضنها
مسح على شعرها بحنان وقال بحنان كبير: حبيبتي المهم سلامتش..
والجنين إن شاء الله بيعوضنا.. لا تضايقين نفسش..
المهم أنه أنا وانتي سوا..
وعقب كمل بنبرة تقطر حنان وحب:
أنا أحبش دانة.. وأعشقش.. واذوب في هواش.. أقدر أعيش من غير عيال طول عمري.. بس ما أقدر أعيش من غير وجودش في حياتي لو يوم واحد..

كان ردها إنها شددت احتضانها له ودموعها تنسكب بغزاره وهي تقبل كتفه برقة..

لكن الكلمات.. مانطقت بحرف..
دانة أعتصمت بصمت جرح سعود لأبعد حد..

سعود حس أنه سكب مشاعره وكرامته قدامها بدون أي مقابل منها..
حس أنه مايقدر يستحمل أكثر من كذا..
قرر يطلع ورأسه فيه موال ثوري.. وغريب

وخر دانة من حضنه برقة، قبل رأسها وقال لها: تبين شيء دانة؟؟
أنا رايح الدوام وراجع بكرة إن شاء الله...

دانة باستغراب: بس أنت اليوم ماكان عندك دوام..

سعود بهدوء وتفكير غريب يجتاح عقله: صار فيه تغيير في الشفتات.. واتصلوا فيني..

دانة بحزن لأنه ما فكر يعتذر من الشغل
وهو عارف إنها تعبانة في المستشفى ومحتاجة وجوده جنبها أكثر من أي وقت ثاني: لا سعود سلامتك.. ما أبي شيء..


******************



عبدالله مع أفضل في السيارة..

وقربوا على المطار..

عبدالله بود: ما أوصيك يابو محمد في أم عبدالعزيز والعيال..

أفضل بحنان: لاتوصي هريص يابو ئبدالئزيز.. تروح وترجء بالسلامة..

عبدالله بهدوء: أفضل أنت عارف أنه أنا وأنت أخوان.. وأكثر من أخوان بعد..

أفضل بتأثر: أكيد يائبدالله وش لازمة هازا الكلام..؟؟

عبدالله فتح شنطته الهاند باق وطلع منها ظرف، مده لأفضل المستغرب: شنو هازا ئبدالله؟؟

عبدالله بود: هذي أوراق فيها كشف بأسهم شريتها لعيالك من لما فتحوا باب المضاربة للأجانب..
وفيه كشف بحساب باسمك فيه مبلغ مهما كان كبير في نظرك ..بيكون أقل من قدرك عندي..

أفضل برعب رجع الظرف على عبدالله: وش هازا الكلام بو ئبدالئزيز..
أنا وئيالي ئايشين في كيركم من زمان..
كفاية أنه إهنا ئايشين في بيت ملك أنت شريته لنا..
وانت ئارف ئبدالله أنه حتى شغل ما أحتاج لشغل من كيرك ئلي.. بس أنا اللي حاب أكدمكم..
تجي الهين تبي تئطيني زيادة.. والله مايجيني شيء..

عبدالله بهدوء: استغفر ربك.. والله أن تأخذها.. أنا أبي أروح وأنا متطمن عليك..

أفضل برعب أكبر: ليه ئبدالله تقول كزا؟؟

عبدالله بابتسامة: والله مافيه إلا الخير.. بس أنا حبيت أتطمن عليك ليس إلا..


***************



بعد صلاة العصر جبر وصل مجلس سعود الخارجي..

لقى خالد ينتظره داخل.. مع أن خالد مزاجه معفوس من تسقيط دانة.. وكان يبي يروح لها في المستشفى..
بس ماقدر يخلف وعده مع جبر..

الشباب قاعدين في المجلس.. يتصلون على محمد اللي تلفونه مقفول..

عقب خالد اتصل على سعود
سعود قال لهم أنه راح للدوام.. وأن البيت فاضي لأن أم سعود والبنات راحوا لدانة في المستشفى..

وعقب سعود قال بهدوء: روح أنت لمحمد وطلعه من الغرفة.. وطالبك تكفى ماتخلونه اليوم.. طلعوه أي مكان.. قرب يخيس من الحبسة..

خالد طلع من المجلس الخارجي
متوجه للبيت بثقة وفتح الباب وعبر الصالة الخارجية للصالة الداخلية اللي درج البيت فيها..
كان متأكد أن البيت فاضي..
لكنه فوجيء بالكائن الغريب الموجود في الصالة..

كانت الجازي قاعدة في الصالة ببيجامتها اللي عليها ميكي ماوس باللونين الأحمر والأسود..
ورجولها ممدة على الطاولة قدامها وهي لابسة شوز فرو احمر ضخم عليه رأس ميكي ماوس الضخم..
وشعرها المتوسط الطول المصبوغ باللون الأشقر الداكن فيه كلبس ميكي ماوس باللون الأحمر..

خالد لما شاف شكلها ماقدر يمسك نفسه من الضحك..
الجازي توها تغطت منه من سنتين..
وشكلها ماتغير عدا شعرها اللي صار أشقر..
ويعتبرها طفلة لحد الحين..
(قلنا طفلة بس مهوب دعلة)

الجازي لما شافت الرجال اللي واقف قريب منها ويضحك
وهي كانت مركزة في مسلسل على mbc3

نطت وتخبت ورا أقرب باب وهي تصيح: خويلد أنت ماتستحي.. مدرعم كأنك مدرعم على بيتكم..

خالد اللي كان يحاول يتماسك من الضحك: أسفين ياميكي ماوس.. سعود قال لي البيت فاضي.. أنا بأروح للمجلس..
وأنتي اطلعي قومي محمد..
وحاذري على المسكين لا تروعينه بكشتش اللي كنه شاب فيها حريقة
وعقب أرجعي للرسوم اللي تشوفينها ياالبزر
وبعدين لاعاد أسمعش تدعيني خويلد قصيت لسانش..
ماعاد باقي البزارين..

الجازي وهي ورا الباب: تخسى تقص لساني..
ماحد له حق علي إلا سعود بن سعيد.. أنت روح قص لسان غالية عشان تأكلك بقشورك..

خالد اللي عصب عليها: والله وطلع لش لسان يالجويزي.. أنا أقص لسانش أنتي وغالية..
ولا يكثر حكيش يا قليلة الأدب روحي قومي محمد.. قولي له فيه رياجيل يبونه في المجلس..

الجازي اللي عصبت عليه: بأقول له فيه رياجيل ومعهم خالد..
ما اقدر أكذب عليه وأقول اللي في المجلس كلهم رياجيل..
وأنا ماني بقليلة أدب..
قليل الأدب اللي يدخل على بيوت الناس ومحارمهم بدون أستئذان..

خالد اللي كان طالع ومتوجه للباب
رجع لما سمع كلام الجازي..اللي خلاه يولع ويتنافض من العصبية والغضب
بينما الجازي أعتقدت أنه راح للمجلس لما مارد عليها

لكنها فوجئت بيد تدخل عليها من ورا الباب..
واليد تشد شعرها بقوة من ورا الباب الموارب..
خالد اللي كان مفول ومعصب ومايشوف قدامه..
أول مادخل يده في شعرها بدون مايشوفها صدم يده ملمس نعومة شعرها الحريري..
لكنه ماخلا هذا الاحساس يأثر عليه..

شد شعرها بقسوة من ورا الباب...
وكان حريص في نفس الوقت أن الباب ماينفتح..
لأنها مسك شعرها بيساره ومسك الباب بيمينه لا ينفتح : أسمعيني يا أم لسانين..
ذا المرة شديت شعرش بس..
بس والله ثم والله لا تطولين صوتش علي مرة ثانية..
يالعقال أن أقطعه على ظهرش ياقليلة الأدب..
وروحي أدعي محمد بسرعة

وعقب هد شعرها..
وهي طاحت على الأرض وهي تبكي..
وصوت بكاها واصل خالد اللي طلع من البيت..

وفي قلبه احساس جديد لذيذ بالجازي اللي ذكرته تصرفاتها وعنفوانها بأخته الدانة..


*******************



عبدالعزيز الصغير يحاول يفتح إيميله اللي كل مره يعطيه وجود خطأ في الاسم أو الباسورد..

(غريبة!!! شالسالفة؟!!!)

فكرة لمعت في رأس عبدالعزيز..
ألتقط موبايله ودق رقم معين..

جاءه صوتها الناعس على الطرف الآخر.. كانت تعاني من أزمة البنات الشهرية المعتادة..وكانت أكلت حبوب مسكنة ونامت : نعم عزوز.. وش هالأزعاج؟؟

عبدالعزيز بهدوء: وش مرقدج ذا الحزة؟؟ قومي صلي..

ديمة بصوت متعب: أنت أكيد ما أتصلت لي عشان تقول لي صلي.. لكن العموم شكرا على الاهتمام خلاص بأقوم أصلي.. ومع السلامة..

عزوز وقفها بحزم: أنا أتصلت.. وأنا أسكر موب أنتي..

ديمة وهي فعلا تعبانة: عزوز أنا ماني بمتفرغة لك.. وش تبي..؟؟

عزوز بجدية: أنتي عارفة وش أبي وخلي حركات الاستعباط..

ديمة توترت ونطت حالسة على سريرها: عزوز.. قول وش تبي بدون مقدمات..

عزوز بهدوء: أولا أنا اسمي عبدالعزيز.. ثانيا إيميلي مثل ماهكرتي عليه... أفتحيه..

ديمة بصدمة: والله العظيم ماجيت جنب ايميلك..

عبدالعزيز يعرف أن ديمة ممكن تهكر على الايميلات.. لكنه كان يعتقد أنها ماتجاوزت هذه المرحلة.. وماكان يعرف هي وين وصلت..

عزوز بنفاذ صبر: ديمة خلصيني أفتحي إيميلي أبي أرسل واجباتي للمدرسين..

ديمة بصدق: أقول لك والله العظيم ماجيت جنبه..

عزوز يعرف إن ديمة ممكن تخبي.. ممكن تعاند..
لكنها ماتكذب: زين.. على العموم افتحيه بنفس باسوردي القديم.. أعرف أنه سهل عليج تفتحينه..

ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير

عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟


سمسمه 10-23-2010 09:13 PM

رد: (بعد الغياب)
 
يسلموووووووو وانشالله اكملها:)

قمرهم كلهم 11-07-2010 09:13 PM

رد: (بعد الغياب)
 


في غرفة دانة في مستشفى النساء والولادة..

كان عندها أمها وخواتها.. وأم سعود ومها..

دانة بصوت متعب توجه كلامها لأم سعود: يمه وين الجازي؟؟ خليتوها في البيت بروحها..

أم سعود: محمد عندها في البيت وهي خليناها راقدة... وانا عاجزة من الحنة.. وأني أتناها لين تقوم وتلبس..
خليناها راقدة حتى ماتعرف بدخلتش للمستشفى..

دانة بحنان: الجازي هذي حبيبتي..

غالية نطت: ياسلام هي حبيبتش وانا أخت الشارع.. ماكني أنا اللي بأختش..

دانة تأشر لغالية تعالي.. تقرب منها غالية.. وتحضنها دانة بحنان: غلاكم واحد يالخبلة..

مها بعيارة: تكذب عليش أنتي وياها.. القلب مايأخذه إلا واحد..
خذه حضرة الملازم وراح به معه للمعسكر..

دانة أصبحت تستغرب من شفافية مشاعرها.. الكل أصبح يعلم شدة تولعها بسعود..

" الكل يعلم إلا سعود يادانة.. إلا سعود"

مزنة بعيارة تكلم مها: ليتش بس شفتيها اليوم عقب ماطلع من عندها.. عشانه قال لها أنه رايح الدوام.. تبكي كأنه رايح مهاجر..

مها بمرح: أصلا أنا أنبسط يوم سعود يروح للدوام.. أنط عندها في غرفتها.. لاني متاكدة أنها كالعادة تفل ملابس سعود وترتبهم....
آه ياقلبي.. لو أن الملابس تتكلم كان اشتكت من كثر الترتيب.. تقول ارحميني خليني مبهدلة شوي..

مزنة بلعانة: وإلا لما تجي عندنا تزورنا.. جعل أمحق أخت.. قاعدة وقلبها مع الساعة.. تعد الدقايق متى سعود بيجي يأخذها..

دانة وجهها ورم من الخجل والاحمرار..
في الوقت اللي أم خالد وام سعود.. كل وحدة منهم قبصت بنتها : صدق أنكم بنات ماتستحون.. المرة المتزوجة وجهها صار أحمر
وأنتوا بنات البيت الوحدة منكم وجهها لوحة



********************



الحوار مستمر بين ديمة وعزوز

ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير

عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟

ديمة بثقة: تعتذر لي.. أنا مازلت أنتظر اعتذار على اللي أنت سويته فيني المرة اللي فاتت..

عزوز ببرود: ياحليلج.. روحي ألعبي بعيد.. أنا ماراح أعتذر لأني ماغلطت.. والايميل بتفتحينه غصبا عنج..

ديمة ببرود: أنت كل شيء عندك غصبا عني..
يعني عشان احترمك من صغري واللي تقوله أسويه.. صدقت روحك
أنت اللي ياحليلك وروح ألعب بعيد
أنت صاحب الحاجة.. والمثل يقول: صاحب الحاجة ذليل

عزوز بنفس البرود: وانا أقول الله يلعن الحاجة اللي بتذلني لج.. بدل الايميل عشرة

ديمة ببرود مثلج: كيفك ياحبيب أمك.. تشاو

عزوز حس أنه مفول عليها.. كان وده إنها قدامه عشان يعطيها طراقين..
لكن عزوز كان مقرر أنه يتجنب الالتقاء بها قد مايقدر...

رجع للكمبيوتر وهو يحاول يفتح إيميله اللي مو راضي ينفتح..

لكن بعد عدة محاولات فتح..
وابتسامة واسعة.. واااااااااسعة.. ترتسم على شفايفه..

لقط موبايله..وبعث مسج لديمة

"شكرا......
وأنا أسف"

مسج ديمة

" العفو ..
والأسف مقبول"


*********************



خالد اللي راح من جبر بوجه رجع عليه بوجه ثاني..
وهو كل شوي يلمس يده اليسار.. كأنه وهو يلمسها يلمس شعر الجازي اللي عانق اصابعه من دقايق..

جبر بعيارة:خالد.. إيدك تعورك؟؟

خالد وهو في عالم ثاني: لا.. مافيها شيء..

جبر بنفس العيارة: عيل ليش ماسكها جذيه جنك خايف إنها تنحاش منك..؟؟

خالد بعيارة وهو يحاول ينفض ذكرى الجازي من رأسه: ياشين اللقافة.. يدك وإلا يدي.. تبيها عطيتك إياها..؟؟

جبر بعيارة: إيه أبيها.. هاتها...

خالد يرجع يده لحضنه وكأنه خايف حد غيره يحس بملمس شعرها الغافي بين أصابعه..

جبر يضحك: المينون جنه صدق..

خالد يضحك: أيه صدقت.. يدي وعندي.. وكل واحد يده عنده..

وهم في حوارهم وضحكهم دخل عليهم محمد اللي انصدم الأثنين لابعد حد من شكله.. بل كانت صدمتهم شيء يتجاوز الصدمة بكثير..


*********************



جواهر كانت قدام التسريحة تبدأ بوضع مكياجها.. استعدادا لليلة.. (ليلة زواج ماجد)
قلبها فيه حزن عميق..
وتحس كأن غرفتها قبر من غير إحساسها أن عبدالله ممكن يدخل عليها في أي لحظة..

من غير إحساس الترقب اللذيذ بوقع خطواته التي تحمل لها دائما عبقا مختلفا من المشاعر..
عبق يشبه اختلاف عبدالله في كل شيء
في وسامته..في شخصيته.. في مشاعره.. في جراءته
في قبلاته.. في لمساته.. في حنانه.. في قوته

لكنها وعدت عبدالله أنها لن تبكي..
ولن تبكي..
رفعت رأسها للمرآه وابتسمت ابتسامة رقيقة شفافة..
كأنها تبتسم لعبدالله لذاته..


****************



محمد دخل على الشباب في المجلس.. بوجه متورم.. وغترته على كتفه..
وهو يسحب رجله وراه بدون عكازه..

وشعره الطويل الحريري..اللي كان يعتز فيه كثير

أختفى..

كان شعره محلوق للأخر.. ويبدو في راسه عدة أصابات.. تؤكد أنه من قام بحلاقة رأسه بنفسه..

محمد سلم عليهم بهدوء.. وجلس بهدوء..
ثم أشر للمقهوي : صب قهوة باولد..

نط الشاب الهندي الصغير بدلة القهوة والفناجيل..

في الوقت اللي جبر وخالد قالوا مع بعض: تقهوينا محمد خلاص..

محمد بذات الهدوء وهو ينظر للأرض: متى جايين؟؟

جبر بهدوء: من شوي.. ندق على موبايلك ماترد علينا..

محمد بنبرة حزن: سامحوني.. بس شحنه فضا من زمان ولاعاد شحنته..

جبر بود: فيه واحد موصيني لاجيت عندك.. أتصل عليه..

جبر دق موبايله لما رد عليه الطرف الثاني.. همس له بصوت واطي ماحد ماسمعه: أنا عند محمد و ترا حالته ماتسر عدو ولاصديق..
ويهه شكله وارم من الصياح.. حتى شعره اللي كان أغلى عليه من كل شيء.. حلقه على الصفر..

جبر عطا محمد الموبايل، محمد خذه وهو يظن أنه يمكن يكون أبو جبر أو حد من أخوانه يبي يسلم عليه

رد محمد بصوت ساكن عميق: ألو

جاءه صوت سالم الحازم على الطرف الآخر: أفا عليك محمد ماظنيت هذا قدر صحبتنا عندك..

محمد قلبه وقف يحسب سالم زعلان عليه عشانه فقد بصره بسبب الحادث
لكنه ألتزم الصمت وسالم يكمل: ولا ظنيت أني عقب عشرة ذا السنين كنت مصاحب لي بزر..
مهوب رجّال أشد ظهري فيه..

كذا يامحمد يكون ضعف إيمانك بالله.. الله سبحانه وتعالى قال (قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا)

اللي صار لي شيء مقدر مكتوب.. حتى لو أنا قاعد في الدوحة مارحت معكم
كان جاني قدري في أي مكان
وأنا مؤمن بالله وشاكره على ابتلاءه.. وخير إنه يبتليني في الدنيا.. ولايبتليني في الآخرة
والرسول صلى الله عليه وسلم بشر من يفقد عينيه أن يعوضه الله عنهما قصرين في الجنة..

يعني الله سبحانه وتعالى كتب لي ذا الخير كله.. وانت متكاثره علي..

محمد كان مصدوم من كلام سالم اللي كان يزيح الهم عن قلبه شوي شوي..
وسالم مستمر بالكلام: يامحمد .. والله لو عرفت أنك مسكر على روحك.. أو أنك قاعد حزين مكتئب..
أنه هذا أخر مابيني وبينك..
يعني الله خذ بصري
وأنت تبي تأخذ رفيقي مني..
لا أشوفك المرة الجاية إلا وانت جايب محمد معك..
محمد اللي طلعت انا وياه من الدوحة سوا.. ما أبي محمد الثاني..

وأبيك تدرس المادتين الباقية عليك.. أنا عرفت أن امتحاناتك مع بداية الفصل الثاني.. والفصل الثاني باقي عليه أيام بس..

محمد ماقدر يقول شيء من شدة الانفعال.. وهو يحس إن روحه اللي غادرته ترجع له بقوة..


في الوقت اللي منيرة اللي كانت جالسة عند سالم.. دموعها تنسكب بصمت وهي تستمع لكلام سالم اللي يكشف عن معدنه الإنساني النادر..


**********************



عبدالله يصل إلى مطار بغداد
أنهى إجراءاته وطلع لصالة استقبال المسافرين
فتح موبايله.. كان يبي يتصل في جواهر يطمنها عن وصوله..
لقى مسج منها:

" حين تطالع عيناك/نجمتا قلبي
هذه الأحرف
تكون أنت في مكان آخر
ومعك ضيف محلق
أنه قلبي
الذي مااستطاع صبرا
كن به رؤوفا..وعد به معك بسرعة
أحبك..

الحمدلله على سلامتك"

عبدالله تنهد (نعنبو لايمني في حبج)

كتب لها مسج

" وصلت بحمدلله
والضيف معي..ملاصق لنظيره
كلاهما يقتله الشوق لكِ
وللرجوع لحناياكِ وأحضانك
أحبكِ أكثر .. وأكثر"

عبدالله أعاد موبايله لجيبه بحرص بالغ كأنه يعيد قلب جواهر
وهو يتمعن في وجوه المستقبلين..
حتى وجد أحدهم يحمل لوحة بيضاء صغيرة كُتب عليها اسمه..

أقترب منه بود: فاضل؟؟

تبادل كلا من الرجلين نظرة تقييمية للآخر..
كان فاضل للقصر أقرب.. ولكنه قوي البنية.. يلمع في عينيه نظرة قوية واثقة أشبه بنظرة نمر متيقظ..
يرتدي بنطلون جيشي يعتليه بوت طويل.. وجاكيت كاكي ثقيل يدل على برودة الجو.. وقبعة صوفية زيتية..
يوحي مظهره المتحفز بثقة أنه لا يمكن أن يفوته شيء..

فاضل ابتسم ابتسامة ودودة: نعم أني فاضل.. أهلا بيك بوعبدالعزيز..
ثم كمل بمرح: لو راوي كايل لي أنه طولك هيج..
كان خليت أحد غيري يستقبلك
على مود ما أضحك الناس في المطار لما يباوعونا ويا بعض..

رد عليه عبدالله بود: الرجال مخابر موب مناظر..

فاضل شد على يده بترحيب: نورت بغداد.. وإن شاء الله ما تشوف إلا كل أشي يسرك..

عبدالله باحترام: عامرة بأهلها.. بس أنا مستعجل أخلص المهمة اللي أنا جاي عشانها..

فاضل بثقة: ولا يهمك.. الموضوع بسيط هوايا.. وباجر مخلصينه إن شاء الله..

عبدالله طلع مع فاضل من المطار مع قرب أذان العشاء.. متوجهين للفندق اللي عبدالله حجز فيه..


********************



جواهر وصلت لبيت جاسم.. عشان تحضر العشاء المقام لزواج ماجد ودلال...

نجلاء استقبلت جواهر عند الباب وخذت عبايتها منها..
ماكان فيه حضور غير نجلاء وعمتها أم جاسم وبنات أم جاسم الثنتين وجواهر..

والعروس

جواهر سلمت بود على الكل وباركت للعروس وجلست..

جات نجلاء جنبها وجلست وهي تأشر للمضيفة تجيب القهوة: وش هالزين كله يا أم عزوز!!!

جواهر برقة: ماشاء الله ماعقب زين دلال الليلة زين..

نجلاء بعيارة: الله يستر على ماجد بس لا ينجلط..
هذا واحد ماعمره عرف حريم.. وعقب يلاقي وحدة مثل هذي..
ضحكت وكملت: مثل واحد طول عمره محروم من الكيك وعقبه عطوه قدر كيك..

جواهر ضحكت: الله يخسج على شبيهاتج اللي ما أدري من وين تجيبينها..

عقب غمزت نجلاء بعينها وكملت بخبث: بعدين مو بس ماجد اللي ملاقي له قدر كيك...
عبدالله طايح في قدر كيك بالكريمة والمكسرات والتوفي والشيكولاته و.....

جواهر بخجل: بس بس ياقليلة الحيا..

نجلاء بعيارة: تزوجتي وأنتي عادج مصرة على فيلم الحيا ذا..
إلا عبدالله أشلون خلاج تطلعين من عنده الليلة..؟؟
لو أنا من عبدالله.. على شكلج الليلة.. والله ما أخليج تطلعين من باب الغرفة..

جواهر تنهدت: عبدالله مسافر في شغل..

نجلاء تبتسم: آه ياقلبي على التنهيدة.. والناس الذايبين


قمرهم كلهم 11-07-2010 09:15 PM

رد: (بعد الغياب)
 
عشاء الرياجيل في بيت ماجد خلص وراحوا كلهم..
والحريم في بيت جاسم تعشوا وخلصوا بعد..

ماجد متوتر..
دلال متوترة أكثر..

نجلاء أتصلت على ماجد: ماجد منت بجاي تلبس عروسك؟؟

ماجد بتوتر: مافيه داعي نجلاء.. أنتي لبسيها

ماجد اللي كان بيموت الصبح عشان يشوف دلال
لما شاف الليل جاء وإن السالفة فعلا صارت حقيقية.. صابته حالة توتر حقيقية..
40 سنة وهو عايش بحريته.. وله نمط حياة معين..
كان ساكن في بيت كبير بروحه.. معه بس خادم هندي..
أكثر الأحيان البيت يطلع منه الصبح لدوامه..
مايرجع الا اخر الليل عشان ينام
بين المطاعم وبيوت أصحابه أو بيت نجلاء
صحيح حياة فارغة.. وماحد مهتم فيه غير نجلاء..
لكنه تعود عليها..
أشلون بيتعود الحين على الدخيلة الجديدة في حياته
وعلى وجودها الأنثوي في بيت ذكوري

نجلاء حاسة بتوتر أخيها وخافت أنه يفشلها في الحريم.. فقررت تسأل دلال
لو دلال تبيه يجي ويلبسها.. غصبته يجي.. لو هي متنازلة خلاص يكون أحسن

سألت دلال اللي كانت بتموت من خجلها: أحسن نجلاء أنا بعد منحرجة من أنه يلبسني قدام الحريم..

لبستها نجلاء طقمها.. لكنها تركت الدبلة عشان ماجد يلبسها لها في بيتهم..

وعقب أتصلت في ماجد: خلصنا..

ماجد بتوتر كبير: خلاص خليها تطلع علي أنا أنتظرها في الحوش.. وتعالي معنا..

نجلاء بود: لا أنا بأخلي جاسم يجيبني.. عشان هو يرجعني على طول.. ما أبي اكون عزول..

جواهر كانت طلعت على طول بعد تلبيس الطقم.. السواق والخدامة ينطرونها برا.. وماكانت تبي تتاخر على عيالها..

وبنات أم جاسم كانوا ينتظرون يسلمون على دلال قبل تروح..

نجلاء لبست دلال عبايتها وشيلتها على وجهها كانت حريصة أنها ماتخرب شعرها أو مكياجها..

لما طلعوا برا.. كان فيه سيارتين واقفة برا.. سيارة ماجد وسيارة جاسم

دلال شدت على يد نجلاء وهمست: تكفين أركبي معي.. تكفين خليج جنبي على نفس الكرسي

نجلاء ماحبت أنها توتر دلال أكثر.. قالت خلاص اللي تبينه..

ركبوا الثنتين سيارة ماجد من ورا.. وجاسم تبعهم بسيارته..

نجلاء بفرح تكلم ماجد: مبروك ياعريس..

ماجد بتوتر حاول تغليفه بالثقة: الله يبارك فيج.. وعقب كمل برقة: مبروك دلال..

لكن دلال ماردت عليه..

ماجد شاف في خجلها متنفس لتوتره: أنا أقول مبروك دلال..

بس دلال ماردت عليه ...ريقها ناشف ولسانها لصق بحلقها..
وتفرك في أصابعها بعنف متوتر..

دلال بطبعها خجولة جدا.. وزاد عليها حياتها مع زوجها الأول.. اللي كان قاسي عليها جدا..
وخلاها تفضل أنها تعتصم بالصمت طول الوقت.. عشان مايلاقي سبب يضربها عشانه
لكنه مع هذا كان يخترع أي سبب عشان يضربها
وخصوصا لما يكون سكران..
دلال عاشت بالفعل حياة مريرة تعذبت فيها كثير..
لكنها كانت متصبرة ومحتسبة أجرها عند الله..

صحيح أنها صلت استخارة كثير وقلبها مرتاح لماجد.. لكنها اصبحت مرعوبة من جنس الرجال


استمر الصمت مسيطر الباقي من الطريق بين بيت نجلاء وماجد..
لحد ماوصلو البيت.. ماجد نزل وفتح لهم الباب..مد يده لدلال.. لكن دلال بخجلها ظلت يدها بحضنها..
نجلاء بود: دلال مدي يدج.. ماجد ماد يده لج..

دلال بحرج.. عطته يدها ونزلت..

ماجد حس أن توتره كله يذوب
ويحل محله حنان متعاظم ويدها الصغيرة تسكن يده وهو يحس بأناملها الناعمة المثلجة المرتعشة..
وهي تتسند على يده وتنزل من السيارة..

ماجد حس أنه يبي يسوي شيء يعبر عن الانفعال اللي اجتاحه

فرفع يدها لشفايفه وطبع عليها قبلة دافئة..
دلال حست بالرعشة تهزها بعنف وهي تحس بدفء أنفاسه على أناملها الباردة..

نجلاء نزلت وراها وهي تقول لماجد بعيارة: مجود خف على البنية.. البنية موب قدك..

دخلوا نجلاء ودلال للبيت.. في الوقت اللي ماجد توجه لجاسم.. اللي كان قاعد في سيارته ينطر نجلاء..

بعد دقايق طلعت نجلاء..
وتوجهت لماجد وجاسم اللي كانوا يسولفون: مجود خلاص مالك شغل بجاسم.. جاسم أملاكي الحصرية على قولتك..
وأنت روح لأملاكك الحصرية الجديدة..

جاسم ونجلاء حركوا.. في الوقت اللي ماجد ظل واقف في الحوش.. تتنازعه اللهفة والتوتر..

خذ نفس عميق.. وعقب دخل..

كانت دلال جالسة في الصالة.. بعد ما نجلاء فسخت عبايتها وتأكدت من شكلها وتركتها..

كانت عيونها بحضنها.. وتفرك أصابعها بتوتر..

دخل ماجد عليها وقال بهدوء: السلام عليكم

دلال رفعت وجهها بخجل: وعليكم السلام..

ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب

الغضب

كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه

وبعنف..


******************



الشباب كانوا كلهم في عزبة أبو جبر اللي على البحر..

محتفلين بمحمد اللي طلع من حبسته اليوم..

جبر بود وفرح: يا حيا الله أبو سعيد.. تو مانورت عزبتنا..

محمد بعيارة ودودة: جبير أنت وذا التميلح.. كني ماني بحافظ عزبتكم وامترها كل سنة.. يبغي يسوي لنا حاتم الطائي..

جبر بعيارة: لحول.. رجع علينا أبو لسانين.. وين الأدب اللي كان نازل عليك.. ياحي محمد المؤدب..

محمد بعيارة: وخر بس.. جعل عمر أبو مبارك طويل.. لولاه وإلا كان أنتو الحين فاقدين طلتي الذهبية..
بس الله يهداه.. لو مكلمني قدام أتهور وأحلق الغالي..
يقولها وهو ينزل غترته ويمسح على قرعته.. : بس ماعليه فدوة لأبومبارك.. وأنتم يالله تمتعوا بصلعتي اللامعة..

جبر يضحك: وع.. على قولتك: حدبة.. لا وفيها فلوع بعد..

محمد وجبر يضحكون.. وخالد في عالمه الخاص يلفه صمت غريب..

عقب محمد ميل على أذن جبر: أنا لي زمان من خالد..
هو فيه شيء؟؟.. يده توجعه؟؟.. من عصر وأنا شايفه ماسكها.. ومايتكلم إلا بالقطارة..
وصلناه المستشفى وراح زار اخته ونزل علينا وهو ماسكها..

جبر بهمس: حتى أنا سألته.. لو هي تعوره.. بس هو قال لا..

محمد بقلق: شكلها توجعه.. ومايبي يقول لنا..
وعقب رفع صوته: خويلد خويلد..

خالد اللي اخرجه صوت محمد من عالمه الخاص..: هلا محمد

محمد بحزم: قوم نروح للمستشفى..

خالد باستغراب: ليه المستشفى؟؟

محمد بثقة: يكشفون على يدك..

خالد بحرج: يدي مافيها شيء..

محمد بحزم وهو يقوم خالد بقوة: قوم.. يالله قوم.. بدون نقاش..

خالد وهو بيموت في ثيابه من الحرج: والله مافيها شيء..

محمد بدأ يعصب: خويلد والله أن قد تقوم ذا الحين..
قم جعل السلال يضرب بطنك.. يدك موجعتك.. ليه قاعد متصبر على الوجع.. قدامي على المستشفى..

جبر جاء بيقوم معهم.. حلف عليه محمد: والله ماتقوم.. أنا بأروح معه المستشفى.. وعقب بأخليه يرجعني للبيت..

خالد ماقدر يقول شيء.. وهو رايح للمستشفى عشان يده إلا مافيها غير ألم لذيذ اسمه: ملمس شعر الجازي..



*******************



في ثكنة سعود
وقت المبيت وفق المصطلحات العسكرية..

همس يدور بين سعود وجابر اللي سرايرهم جنب بعض..

جابر بمرح: لا يمر القائد علينا ويكشفنا بس..

سعود بثقة: لا تحاتي.. القائد اليوم عنده أوف..

جابر بعيارة: إيه.. خلاص علوم القائد صارت عندك ياحضرة النقيب..

سعود بهدوء: توني ماتعودت عليها.. حضرة النقيب ذي.. تو الترقية من كم ساعة بس.. وبصراحة تفاجأت منها
يعني أنا جاي للمعسكر في يوم غير يوم شغلي عشان أسوي لي شغلة.. لقيت خبر الترقية..

جابر بمودة: تستاهل والله.. ماشاء الله تبارك الله أول نقيب في الـ28 في كل الثكنة.. ترقيتك كانت استثنائية لأنك فعلا كنت أستثنائي..
وعقب كمل بمرح: وعشاء الترقية متى بتسويه لنا..؟؟
لازم تسوي عشاء كبير تعزم كل الثكنة من أصغر عريف للقائد..

سعود بغموض: إنا مسافر بكرة في مهمة بتطول شوي.. إذا رجعت سويت لكم عشاء في الفورسيزونز إن شاء الله..

جابر برعب أخوي: وش مهمته اللي بتطول ذي؟؟



قمرهم كلهم 11-07-2010 09:17 PM

رد: (بعد الغياب)
 
ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب

الغضب

كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه

وبعنف..

كان غضب عنيف على زوجها الراحل.. اللي تجرأ ومد يده على ملاك مثلها..

كانت دلال قدامه في فستانها الأبيض أشبه بملاك تنقصه الأجنحة ليطير..

شافت ماجد واقف مذهول.. ماعرفت أيش تسوي فوقفت هي بعد..

ومشاعر ماجد تتلون وتتغير من الغضب إلى الاعجاب إلى الانبهار..

صحيح أنه أنبهر بجواهر لما شافها.. وصحيح إنه جواهر أجمل من دلال بكثير..

لكن إحساسه بدلال كان مختلف.. أعمق وأجمل وأروع.. وأكثر عذوبة..
دلال حلاله وملكه.. له هو..

كانت دلال تقف بفستانها الأبيض الشيفون المتسع على الطريقة الرومانية..
كتف عاري وكتف مغطى.. وناحية الكتف المغطى الفستان يكون أقصر من ناحية وحدة.. فساق مغطاة وساق مكشوفة..

وتسريحة شعرها الكستنائي هي التسريحة الرومانية المرفوعة اللي تنزل منها خصل لوبية بدون ترتيب..

مكياجها كان ناعم جدا وخفيف.. لأنها تركيبة وجهها وبشرتها لا تحتمل ولا تحتاج الكثير من الألوان

الميزة الأبرز في دلال.. واللي تجذب النظر فورا..
بياض لون بشرتها الناصع وصفاءها.. كانت بشرتها اشبه ببشرة طفل في إشراقها ونقاءها وروحها..
كان لها جاذبيتها الخاصة جدا.. وجمالها الناعم..

ماجد قرب منها برقة.. شعر بتوترها وارتعاشها.. طبع قبلة حانية على جبينها..
وقال لها بحنان عشان يكسر حاجز الخوف والتوتر عندها: تحبين أوريج البيت تشوفينه..

دلال بخجل كبير: براحتك..

ماجد بمودة مسك كفها المرتعشة بحنان وقال لها: تعالي معي... وأي شيء تحبين تغيرينه في البيت براحتج.. أنا حاضر.. وأنا عارف أنه أكيد محتاج تغييرات كثيرة

ماجد لف فيها البيت من تحت.. فرجها على الصالات والمطبخ..ومجالس الاستقبال.. ويده بيدها اللي ماوقفت عن الارتعاش..

وعقب طلع بها فوق وهي توترها يتزايد..
البيت كان واسع.. فوق مستخدم غرفة واحدة لماجد بس..
غرفة واسعة في طرفها جلسة صغيرة للتلفزيون..

تحمل ذوق رجالي واضح.. تشبه المكاتب في طريقة ترتيبها.. فخمة بس جامدة..

دلال لما دخلت غرفة ماجد حست قلبها بيوقف من التوتر والخجل..

ماجد بمودة: نجلاء رتبت كل ملابسج في الدواليب..

دلال ماردت..

ماجد بهدوء وهو مقرر مايستعجلها في شيء لأنه لاحظ خجلها الغير طبيعي: لو تحبين تبدلين...
فيه غرفة تبديل ملحقة بالحمام.. ولو تحبين أطلع من الغرفة لين تبدلين.. طلعت..

دلال واقفة ساكتة تفرك إيديها بتوتر..

ماجد تنهد وتوجه للدولاب.. خذ له بيجامة جديدة من البيجامات اللي جابتهم نجلاء له..
مع أنه عمره ماتعود ينام ببيجامة.. كان ينام بالسروال/ البنطلون الأبيض بدون فانيلة حتى..
كان عايش حياته بطريقته الحرة الخاصة..

وجه كلامه لدلال برقة: أنا بأطلع أبدل في غرفة برا..
وأنتي بدلي براحتج ...



******************



محمد وخالد طالعين من المستشفى..
بعد ما أصر محمد أنهم يصورون يد خالد..

خالد بيموت في ثيابه من الحرج ( تقول الجازي دعلة.. والله مافيه دعلة غيرك ياخالد.. خليت الجويزي البزر تلعب بحسبتك.. وتفشلك في الرياجيل)

محمد باستغراب وهم في السيارة: يدك سليمة.. بس يمكن على قولة الدكتور شد عضلي.. لا تنسى تستخدم الكريم اللي هو عطاك..

خالد بحرج وهو يشغل السيارة: إن شاء الله.. ان شاء الله...

محمد بمودة: خلاص وصلني للبيت وعقب روح لبيتكم

خالد حاس إن انفعاله اللي كان فعلا غير طبيعي وحتى هو مستغرب منه كان يمنعه من الرجعه لبيت عمه مكان إحساسه الجديد بالجازي فقال: أنا تعبان.. يدي توجعني .. خل نروح بيتنا .. واخلي السواق يوصلك..


***********************



عبدالله وجواهر الليلة الاولى لكل منهما بعيد عن الآخر

بعد حوالي شهر من انصهار وذوبان كل منهما في الآخر روحيا وجسديا..

النوم يبدو حلما بعيدا بعيد المنال..
الافتقاد الموجع يحز في خلايا كل منهما..

كان عبدالله يغفو لثواني لتعبه الشديد..
ولكنه كان يصحو من نومه بإنفعال
وهو يتحسس ذراعه بحثا عن جواهر التي أعتاد كلما صحا أن يداعبها
بلمسة شفافة من أنامله الحانية
أو قبلة دافئة من شفتيه الوالهه..
حتى وإن كانت هي نائمة على ذراعه كالعادة...

جواهر لم تنم مطلقا.. وهي جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها..
وتحتضن بحنان فانيلة عبدالله التي خلعها اليوم قبل استحمامه..
الملابس التي كانت تلاصق صدره وتشربت بعصارة جسده ورائحته العذبة..

لطالما كانت جواهر هكذا..
حاسة الشم عندها هي الأكثر حضورا.. والاكثر وجعا..
من افتقادها الموجع لأولادها..
حتى اشتياقها المبرح لعبدالله..

كانت تستنشق ملابس عبدالله بعمق.. ورائحته الرجولية العميقة الخاصة تعبق منها بتركيز مؤلم..

ولكن حتى متى ستحتفظ ملابس عبدالله برائحته؟؟!!!!




******************



ماجد رجع لغرفته..

لقى دلال مابعد طلعت من الحمام..

دلال خذت لها شاور..
ولأنها مستحية تطلع بالروب والفوطة..

تأخرت وهي تستشور شعرها عشان ماتطلع وهو مبلول

ثم لبست لها بيجامة حرير بيضاء كمها طويل..

ماجد كان قاعد على السرير وعلبة الدبلة في يده..

أول ماطلعت دلال.. وقف ماجد وهو يستمتع بمنظرها الشفاف..

قال لها برقة: تعالي دلال..

قربت منه بخجل.. ماجد فتح العلبة وطلع منها الدبلة..
وقال لها بنفس الرقة: عطيني يدج اليسار..

دلال مدت يدها له وهي بتموت من خجلها
ماجد لبسها الدبلة بحنان..
ثم رفع يدها وطبع عليها قبلة دافئة..
ثم فتح كفها وطبع في باطنها قبلة أعمق وأدفأ..
ثم سحب كفها وقبل داخل معصمها قبلة أعمق..
وكان يبي يتعمق أكثر..

لولا أن دلال سحبت يدها بقوة وبتوتر..
وابتعدت خطوتين وهي تحس قلبها بيتوقف من الانفعال والخجل..

ماجد توتر من ردة فعلها اللي حس إنها مبالغ فيها شوي..
تراجع وجلس على السرير..
وبعد دقيقة صمت
ماجد جالس على السرير.. ودلال واقفة حاضنة نفسها وترتعش..

قطع ماجد الصمت وهو يقول بعمق: انا اعرف ان زوجج الاول الله يرحمه كان تعامله قاسي جدا معاج
بس أنا غير عنه..
واللي اتمناه منج واحنا في بداية حياتنا سوا
أنج تحاولين تنسين زوجج الاول وتصرفاته معاج
عشان نبدأ حياة جديدة أنتي تحكمين علي فيها من خلال تصرفاتي انا
موب من خلال تصرفاته الله يرحمه

سكت شوي وعقب كمل بنفس النبرة العميقة:
مافيه داعي لكل هذي الحدة والخجل..
خلينا نتعرف على بعض بدون حواجز
وتأكدي أني ماراح استعجلج على شيء

دلال ظلت واقفة في نفس مكانها ساكتة..

ماجد وقف.. مسك يد دلال بحنان.. ثم جلسها جنبه على السرير..

دلال بنفس توترها وخجلها اللي بدأ يعصب بماجد..
لكن ماجد قرر انه يتمالك نفسه للآخر وقال لها برقة: حبيبتي دلال أنا غير والله غير
ومع العشرة بتكتشفين بنفسج..

ماجد قال كلمته ومد يده يبي يحضنها.. لكنه فوجئ بدلال تتراجع بعنف وتنخرط في بكاء هستيري..

ماجد نط واقف من الرعب..
(ماسويت شيء عشان تبكي كذا.. كنت أبي أحضنها بس
وش أقول؟؟ أبي أدعي عليه بس ما أقدر
بأقول الله يجازيه باللي يستحقه
شكله مرعبها من كل ملامسة المتوحش)

ماجد حس بغضبه على زوج دلال المرحوم يتزايد ويتزايد لدرجة الاختناق..
فقرر يطلع للبلكونة يأخذ نفس..

طلع ماجد لبلكونة الغرفة.. وترك دلال اللي كانت منهارة من البكاء..

ماجد حاس بنار تحرقه وهو يتخيل زوج دلال كان يعاشرها بوحشية..
عشان كذا هي مرعوبة من ماجد ومن كل لمسة منه


*********************



سعود ماقدر ينام.. يفكر في بكرة

وأشلون يوصل الخبر لدانة.. ولأمه..

أحيانا يشعر انه استعجل في قراره..

لكن الأحيان الأكثر تؤكد له إن قراره صائب

لأنه خلاص قدرته على الاحتمال انتهت..

والابتعاد عن دانة والشوق لها واللهفة عليها
أهون من قربها واستجداء كلمة حب لا تشعر بها منها



***************



عبدالله في غرفته بالفندق..

ماقدر ينام عدل.. أندق عليه الباب دقات خافتة..

عبدالله نط واقف وطل مع العين السحرية للباب

كان فاضل واقف على الباب بتحفز

فتح عبدالله الباب وهو يقول بود: هلا فاضل..

فاضل بهدوء: صحيتك؟؟

عبدالله: لا والله انا مانمت اصلا..

فاضل بثقة: زين هيج.. ألبس بسرعة.. خلينا ننزل

عبدالله باستغراب: وين؟؟

فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..

قمرهم كلهم 11-07-2010 09:18 PM

رد: (بعد الغياب)
 
عبدالله باستغراب: وين؟؟

فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..

عبدالله بفرح مخلوط بالاستغراب: بهالسرعة؟؟

فاضل بثقته المعتادة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. واللي خاطفين نسيبك شوية اطفال معاهم سلاح ويريدون فلوس..
ماخذوا في إيدي شوية..
وعقب كمل فاضل باستفسار: الفلوس وياك؟؟

عبدالله يفتح الخزنة اللي في غرفته ويطلع منها الفلوس..

فاضل يقول له بود: جيب نص المبلغ بس.. خليناهم يسوون دسكاونت..

عبدالله بإعجاب: والله ماوفاك راوي حقك.. خلاص النص الثاني لك.. والله العظيم ماتقول شيء..

فاضل باستنكار وغضب: أنته تريد تهينني بوعبدالعزيز؟؟

عبدالله باحترام: محشوم يافاضل.. هذا حقك والحق حق..



*******************



ماجد رجع للغرفة بعد ماهدأ شوي
الغضب هدأ لكن الحرقة في قلبه كانت تتعمق..

كانت دلال هي الأخرى هدت.. وتجلس في نفس مكانها على السرير بصمت..

ماجد فضل أنه مايرجع لها.. لأنه صار يخاف من ردات فعلها
توجه لجلسة التلفزيون وجلس هناك بصمت...

مضى وقت طويل.. والصمت سيد الموقف..
بعدين قرر ماجد يتمدد على الكنبة .. عشان يعطيها فرصة لو كانت تبي تنام..

مر وقت أطول لين قررت دلال تتمدد على السرير ويغلبها النعاس وتنام..

في الوقت اللي ماجد مانام نهائيا لحد أذان الفجر..
لما اذن الفجر قام يتوضأ
كانت أنوار الغرفة كلها مضاءة..
قرر يطفيء بعضها ويترك بعضها لأنه خاف أنها يمكن تكون تخاف من الظلام.. (شيدريني بعد؟)

قرب منها بشويش
(خلني أمتع عيوني بطلتها.. قبل تصحى وتتخرع مني)


(يا سبحان الخالق ملاك نايم..
الله يجازيه زوجها الأولي لولا فعايله فيها
وإلا كان الحين نايمة بحضني)

ماجد كان يبي يروح للمسجد..
لكنه خاف يخليها في البيت بروحها..
لأنه حتى خدامة مامعها في البيت..
هو يعرف أنها عندها خدامة في بيتها..
بكرة بيجيبها.. عشان ماينشغل باله عليها لما يطلع..

قرر يصلي في البيت.. مع أنه ماتعود يفوت الصلاة مع الجماعة وهو صاحي..

لما خلص صلاة.. رجع على دلال.. صحاها بدون مايقرب منها بصوت هادئ: دلال.. دلال قومي صلي الفجر..

دلال فتحت عينها بشويش.. وهي تشوف ماجد واقف بعيد ببيجامته الرمادية.. وشعور غريب دافئ يجتاحها..

كانت هي أول أيام زواجها بزوجها الراحل.. هي اللي تصحيه للصلاة..
لكن رده الدائم عليها كان كفين معتبرين يلونون في خدها الأبيض لثاني يوم..

بعدها توقفت عن إيقاظه للصلاة..
في محاولة لتلافي أن تبدأ يومها بالضرب..
حتى لا يترك ضربه لها في وجهها علامات وهي متوجهة لعملها في المدرسة..
(دلال مدرسة كيمياء في مدرسة ثانوية)

دلال تصبرت طويلا على زوجها على أمل إصلاحه..
وعندما يأست كانت على وشك طلب الطلاق.. لولا أن والدها توفي بعد زواجها بسنة..

وبعدها بدأ زوجها بتهديدها.. أنه سيشوه سمعتها بل وحتى سمعة والدها الراحل.. إذا هي طلبت الطلاق منه..

ولأنها تعرف دناءته وحقارته.. قررت الصبر من أجل ذكرى والدها وخصوصا أنه لا سند لها..
وأن تحتسب عذابها معه عند الله سبحانه
لأنها أعتبرت أنه هذا الزوج ليس أكثر من ابتلاء في الدنيا..

فهل يكون ماجد هو مكافأة الله لها على صبرها؟!!

دلال ردت برقة: إن شاء الله.. بأقوم الحين..

خلصت دلال صلاتها ورجعت تتمدد على السرير.. وماجد متمدد على الكنبة يتقلب.. بعد دقايق ماجد نط قاعد..
وهو يوجهه كلامه لدلال: لو ماعندج مانع أبي أفسخ القميص
أنا ما أقدر أنام كذا.. ولو بيضايقج بأروح أنام في غرفة ثانية..

دلال خافت يخليها بروحها في البيت الغريب عليها.. فقالت له بخجل: على راحتك..

ماجد خلع قميصه ورجع يتمدد


*********************



عبدالله وفاضل في مكان التسليم
الوقت قبل الفجر بساعة حسب توقيت بغداد..
والمكان غرب بغداد.. طريق زراعي مهجور بالقرب من الرضوانية..

كانت سيارات الخاطفين الثنتين واقفة على جنب الطريق..
سيارة صغيرة.. وسيارة ميكروباص..

وسيارة فاضل تجاوزت سيارتهم بشوي.. ووقفت..

فاضل طلب من عبدالله ماينزل من السيارة نهائيا..
لحد مايخلص إجراءات التسليم والاستلام ويجيب المخطوفين الثنين ويركبهم السيارة من ورا..
بدون ماينزل عبدالله..
اللي المفروض مايظهر في الصورة مطلقا وقفا لمخطط فاضل..


**********************




دلال صحت بدري من النوم..
الغرفة أصبحت تقريبا مضيئة تماما.. مع نور الشمس المتسلل عبر الشبابيك التي لم تُغلق ستائرها البارحة..

دلال قامت تتسحب ناحية ماجد تشوفه صاحي أو نايم..

صدمها بعنف مظهر جسده العاري..
فرق شاسع بين بنية ماجد الرياضية (وهو اللي أهلكه عبدالله بالركض خلفه على الكورنيش وبين نوادي رفع الأثقال طوال السنوات الخمس السابقة بعد عودة عبدالله من أمريكا)

وبين جسد الراحل الذي عبث الشراب بصحته وكان يعاني هزالا جعل عظامه تكاد تمزق جلده من نحوله..

تراجعت بذات عنف صدمتها.. وهي تشعر بإنفعال بالغ بعثه فيها منظر ماجد الرجولي الغريب عليها..

غسلت وبدلت.. وقررت تنزل تتمشى في البيت.. وتسوي لماجد فطور قبل يصحى.. وتتلهى عن المنظر اللي بدت فيه صباحها..

دلال نهائي ماعجبها ترتيب أغراض المطبخ ولا نظافته.. لقت لها مريلة جديدة.. لبستها وبدت تنظف.. وتعيد ترتيب الأغراض
وتشوف شنو اللي ناقص وتسجله في ورقه
قضت ساعات وهي تشتغل..
كانت منهمكة في الشغل لدرجة أنها ما انتبهت للظل الطويل المنعكس على بلاط المطبخ.. للشخص اللي كان متسند على جانب الباب وله دقايق يراقبها بابتسامة واسعة..

قاطع انهماكها صوت مرح يقول: فيه عروس تبدأ صباحيتها بأشغال شاقة مثل هذي..

دلال ارتبكت.. توجهت للمغسلة وغسلت يدها عدل.. ونشفتها وخلعت المريلة بارتباك وهي تقول: صحيت بدري وحبيت أتسلى..
ونزلت عينها بخجل بالغ وهي تشوف أن ماجد لابس قميص البيجامة بدون مايسكر إزراره..

ماجد كان باله مشغول بطلتها الناعمة ..تنورتها القصيرة لتحت الركبة بشوي والواسعة باللونين الليموني والأخضر.. وبلوزتها الهاي نك الليمونية بدون أكمام..

ماجد قرب منها ومسك يدها برقة وطبع عليها قبلة دافئة وهو يقول: الإيدين الحلوة هذي تنخدم ماتخدم..

دلال انتزعت يدها من يده..و تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..

في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..


قمرهم كلهم 11-07-2010 09:25 PM

رد: (بعد الغياب)
 
في بغداد
في فندق فلسطين..
في غرفة عبدالله تحديدا..

عبدالله كل شوي يحط يده على كتف عبدالعزيز كأنه يبي يتاكد أنه موجود..



اليوم الفجر كان عبدالله على أعصابه..
خايف أن عملية التسليم يصير أي شيء يعرقلها..
وكل شوي كان يبي يفتح الباب وينزل..
في الأخير كان بيسويها وينزل.. لولا أن فاضل فتح الباب الخلفي وركب فيه اثنين بسرعة..

في الوقت اللي فاضل ركب بسرعة وقال بحزم: بدون أي انفعالات، خلونا نطلع من هاي المنطقة أولا..

ألتزموا الصمت للحظات حتى طلعوا لطريق الرضوانية الرئيسي..

عبدالله كان أول من تكلم بلهفة وهو يلتفت ورا: عبدالعزيز؟؟

عبدالعزيز انصدم وبعنف، أخر شخص توقع أنه يكون على الكرسي الأمامي... بصدمة: عبدالله!!!

عبدالله بود كبير بلا حدود وهو يمد يده للخلف عشان يحضن يد عبدالعزيز: الحمدلله على سلامتك يا بو منصور..

عبدالعزيز بفرح وهو يحضن كف عبدالله بود أخوي متسع: ماقلت لك يانصار.. ماقلت لك.. عبدالله بيسويها..

عبدالله بود: أنا ماسويت شيء.. كله بفضل الله ثم فضل فاضل..

فاضل بذات الود: أنا ماسويت شي.. أنتو ناس طيبين على مود هيج.. الله سهلها





عبدالعزيز بود وهو يشوف عبدالله كل شوي يلمس كتفه: والله أني طيب ياعبدالله.. مانقص مني يد ولا رجل..

عبدالله بود مخلوط بالعيارة: أختك كلت كبدي.. لازم أشيك عليك كامل نتأكد لا يكون ناقص شيء..

عبدالعزيز بحنان: فديتها أم عزوز.. القلب الاطيب في كل الدنيا.. أشلونها؟؟ طمني عنها؟؟

عبدالله بحب: تمام.. مشتاقة لك .. أنت اللي ناقصها وبس..

عبدالعزيز بهدوء: ومتى بنرجع إن شاء الله؟؟

عبدالله: أنا كنت حاجز على بعد بكرة.. كنت خايف إن الشغلة تطول.. لكن بما أنه أحنا خلصنا
طلبت من فاضل يشوف لنا حجز أبكر.. بكرة إن شاء الله نكون راجعين الدوحة..



*********************



دلال تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..

في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..


دلال توترها تزايد .. في الوقت اللي ماجد قرب منها أكثر.. لدرجة أنها أصبحت تشعر بأنفاسه حارة لافحة على وجهها..
وهي تشعر بمشاعر دافئة جديدة عليها..

لكن توترها البالغ وخجلها العارم دعاها للهرب من أسر هذه المشاعر الجميل العميق..

نزلت جسدها شوي.. ثم انحنت وطلعت من تحت ذراعه..

ماجد نظر لها بتسلية وهو مبتسم وهي تطلع أكواب من الدولاب بارتباك
وقال لها بنبرة مرحة عميقة: على فكرة أنا فلتج بكيفي.. وانتي منتي بعيدة عن يدي.. حطي هالشيء في بالج

ماجد طالع من المطبخ وهو يقول لها: أنا بأطلع أخذ لي شاور.. وياريت تجهزين لي جوازج عشان أبي أقدم على الفيزا وأحجز لنا..

دلال بخجل: جوازي منتهي من سنين.. وماله داعي أنا أصلا ماأبي أسافر..

ماجد مصدوم: منتهي من سنين.. وليه ماجددتوه؟؟

دلال وطت عيونها بخجل..

وماجد يحس إن غضبه على زوجها الراحل بدأ يخنقه.. وبعنف


*****************



اليوم موعد طلوع دانة وسالم من المستشفى


دانة ينتظرها خبر سيشطر قلبها نصفين..


وسالم تنتظره حياته الجديدة كرجل متزوج يبدأ حياته الزوجية في ظلام رؤيته المعتم


******************



فاطمة كانت مستغرقة في النوم.. بين دباديبها وشراشفها الوردية.. رن موبايلها..
رن المرة الأولى وسفهته.. الثانية وسفهته..

الثالثة : " لحول.. مافيه حد لحوح ومزعج كذا إلا مها"

لقطت الموبايل حتى بدون ماتشوف الاسم: نعم يالدبة يالمزعجة؟؟

صوت مها المرح: مافيه دبة غيرش.. نعنبو دارش راقدة للظهر.. قومي على حيلش.. أبي أقول لش شيء

فاطمة تطالع الساعة وتقول بنعاس: فارقيني.. باقي على الآذان شوي.. أبي أنام..

مها بلعانة: مافيه ترقدين.. قومي صحصحي.. أبي أكلمش.. خلاص وش أسوي.. مناري ماعاد تسأل .. دوبها دوب ذا المستشفى.. وسالم اللي هي خنقته بغثاها..

فاطمة ضحكت بنعومة: سبحان مغير الأحوال.. اللي يشوف دعاويها عليه.. مايشوفها وهي لاصقة فيه جذيه وهو اللي يشوت فيها..

مها باستفسار: تظنين منيرة تقدر عليه؟؟

فاطمة بابتسامة: وعلى أبوه بعد..

مها بود: أشرايش نروح لها اليوم في بيتها الجديد؟؟ اليوم سالم بيطلع من المستشفى..

فاطمة بود: واي نوت..

مها بحماس: زين تجين نروح الحين السوق نشتري لها هدية معتبرة .. وعقب ورد وشيكولت.. ونروح لها دايركت عقب

فاطمة نطت من السرير: أصلي الظهر ونمشي...

مها بعيارة: وين اللي كانت من دقيقة بتموت على روحها من النعاس..

فاطمة بنفس عيارتها: وخري عاد.. هاي السوق.. السوق.. وعقب منيرة


***********************



دانة في غرفتها في بيت أهلها..
قررت تقعد عندهم يومين ترتاح وعقب ترجع بيتها..
عقب ما استأذنت سعود اللي أذن لها..

بعد صلاة الظهر بشوي.. رن موبايلها.. كان سعود
ردت بحب: هلا سعود

(كان متأمل للحظة الأخيرة إنها ممكن تقول له هلا حبيبي)

رد عليها بهدوء: هلا حبيبتي.. أنا تحت وأبي أشوفش.. ممكن؟؟

دانة برقة: أكيد ممكن... دقايق بس.. مزنة بتنزل لك.. وتطلعك توريك مكان غرفتي..

دانة أشرت لمزنة اللي راحت تلبس عبايتها.. ونزلت وطلعت سعود اللي كانت عينه في الأرض لحد ماوصل غرفة دانة..

مزنة خلته قدام الباب وانسحبت..

خذ نفس عميق.. وفتح الباب..

مع دخلته أشرق وجه دانة.. لكنها شعرت بانقباض وهي ترى وجه سعود البالغ الجدية..

سعود قرب منها وجلس جنبها على السرير.. وطبع قبلة على جبينها.. وعقب مسك يدها بدفء وأحتفظ بها بين يديه: الحمدلله على سلامتش حبيبتي..

دانة بتوتر لاتعرف سببه: الله يسلمك..

سعود بهدوء: باركي لي..

دانة بود وترقب: على شنو؟؟

سعود بذات النبرة الهادئة: علقت النجمة الثالثة..

دانة سحبت يدها من يده.. وحاوطت رقبته بيدها وهي تحضنه بقوة ورقة وتقول بفرح غامر: مبرووووك.. ألف مبروك.. ماشاء الله تبارك الله.. بس مو كنك صغير على حضرة النقيب ياحضرة النقيب؟؟

سعود بهدوء: الترقية كانت استثنائية ومفاجئة حتى لي..

(وجات في وقتها عشان تضبط سالفتي)


سعود فلت دانة بالراحة ثم طلع من جيبه ظرف.. وحطه على الكوميدينو جنب سريرها..

دانة بحذر: وش هذا؟؟

سعود بهدوء: فلوس..

دانة بحذر أكبر: ومن قال لك أني أبي فلوس...
مهري تقريبا ما أنصرف منه شيء.. من غير أني اصلا عندي فلوس.. الحمدلله الخير واجد..
لأيش ذا الفلوس؟؟

سعود بهدوء: زيادة الخير خيرين.. أنا مسافر وما أبي شيء يقصرش في غيابي..

دانة بحذر حزين: وين مسافر؟؟

سعود بذات هدوءه: بأنضم للقوات القطرية اللي في قوة حفظ السلام (اليونيفيل) اللي في جنوب لبنان..
وعلى فكرة ماحد راح يدري أنا وين بروح غيرش أنتي ومحمد..

دانة حست الخبر مثل طعنة خنجر حاد تخترق إحشائها لأبعد مدى.. وكأن روحها تبصق دما وألما مبرحا..

لكنها تماسكت وشيء معين يخطر ببالها..
سألت سعود بهدوء: وهل هذا الالتحاق باليونيفيل تكليف وإلا تطوع؟؟

سعود ارتبك من سؤالها الذكي.. وماخطر بباله انه ممكن يخطر ببالها.. رد عليها بهدوء: تكليف جاء مع الترقية الجديدة..

دانة هنا حست إنها انطعنت طعنة أعنف وأقسى وأحد
لكنها تماسكت أكثر وهي تقول بهدوء ميت: سعود ممكن أعرف السبب اللي يخليك تهرب مني؟؟ أنت تعاقبني على الجنين اللي راح؟؟

سعود بحدة: وش هالكلام يادانة؟؟ أنتي مجنونة؟؟

دانة بحزن ونبرة متماسكة: سعود أنا ماني بغبية..
أنا أعرف أن القوات القطرية اللي في اليونيفيل كلهم من قوات الأمن الخاصة (لخويا) ..
ومافيهم حد من القوات الأميرية المسلحة إلا لو كانوا متطوعين أو أصحاب تخصصات خاصة..
ومعنى كذا أنك أنت اللي تطوعت.. واتخذت الترقية حجة..

أنا ماعندي مانع أنك تتطوع.. وأكون سعيدة بتطوعك حتى لو كان شوقي بيذبحني لك..
لكن لما تروح تتطوع.. وتكذب علي عشان تروح .. وأنا في ظرفي الصحي هذا.. أفهم بوضوح أنك تبي تعاقبني..

سعود كان مذهول وهو يستمع لكلام دانة القوي المنفعل المنساب من بين شفايفها بحزن عميق..

وخلاص مايقدر يكذب عليها.. رد عليها بهدوء: ايه أنا اللي طلبت الالتحاق باليونيفيل..
لكن مهوب للسبب الغريب اللي في رأسش..
أنتي مالش ذنب في نزول الجنين عشان أعاقبش على قضاء الله وقدره..

دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب..

سعود بحزم يائس: أنتي..



قمرهم كلهم 11-07-2010 09:25 PM

رد: (بعد الغياب)
 
دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب..

سعود بحزم يائس: أنتي..

دانة باستنكار: أنا؟؟

سعود بهدوء حزين: أحس العلاقة بيننا متوترة ومن قبل ماتسقطين..
عدا أن... (وسكت)

دانة بنفاذ صبر: أيش ياسعود؟؟

سعود قرر يصارحها.. عشان خلاص مايترك لنفسه او لها عذر..

سعود بعمق: أحس إن مشاعرنا غير متبادلة على ذات المستوى من القوة...

دانة باستفسار: والمعنى؟؟

سعود بحزن: كم صار لنا متزوجين؟؟

دانة بترقب: حوالي شهر ونص

سعود بذات الحزن: كم مرة قلت لش حبيبتي وأحبش وأعشقش وأهواش.. وكل مصطلحات الغرام المعروفة وغير المعروفة..؟؟

دانة بتوجس: كثير..

سعود بحزن أعمق: وأنتي كم مرة قلتيها لي؟؟

دانة سحبت نفس عميق: ولا مرة..

لحظتها سعود وقف بقوة وهو يقول بحزم رقيق: وصلتي للسبب اللي خلاني أبي أهرب منش ومن لهفتي على كلمة
انتي مستخسرتها فيني..
أو مابعد حسيتي فيها..
خليني أعطيش فرصة يمكن تشوفين أني أستحقها
أو تخليش أيام البعد تحسين فيني وفيها..

دانة أعتصمت بصمت موجع ..

سعود طبع قبلة حانية على رأسها وانسحب.. كانت هي صامتة جامدة وكفيها متشابكين في حضنها

وهو يفتح الباب.. كان متمسك بالأمل للحظة الأخيرة
قال لدانة وظهره لها ووجهه ناحية الباب بصوت يقطر حزن وترقب ووجع: دانة.. خلي بالش من نفسش

بس دانة ماردت عليه بكلمة.. سعود تنهد بألم وسكر الباب وراه

في ذات الوقت اللي دانة اللي كانت متماسكة
انهار كل تماسكها.. وانهارت تبكي بكل عنف وهي تقول: غبي.. غبي.. طول عمرك غبي..


*********************



جواهر سلمت من صلاة الظهر..

وهي تصلي سمعت الموبايل يرن.. والحين قامت تبي تشوف من.. عشان ترجع تتصل عليه..
مع وصولها للموبايل..
كان الموبايل يرن مرة ثانية.. كان عبدالله هو المتصل..

جواهر لقطت الموبايل بلهفة وردت بلهفة موجعة: هاه حبيبي بشرني عنكم...

جاءها الصوت الدافئ الحنون: أنا أنفع بشارة..

جواهر صرخت بفرح مجنون يكاد يمزق صدرها: عبدالعزيز.. ياروح أختك

كانت تريد أن تبكي.. وكانت ستفعلها
لولا أنها تذكرت وعدها لعبدالله فتماسكت
وصوتها يرن بفرح خاص محلق عميق جدا: حبيبي طمني عنك.. أشلون صحتك.. أنت سليم مافيك شيء؟؟

عبدالعزيز بحنان: والله العظيم أني طيب وزين وصحتي على خير حال.. أنتي اللي أشلونج؟؟ واشلون العيال؟؟

جواهر بحنان أكبر: كلنا طيبين.. موب ناقصنا إلا شوفتكم..
حلفتك بالله: أنت طيب ومافيك ولا شيء؟؟

عبدالعزيز بود: والله العظيم أني طيب يا بنت الحلال.......... زين أبو عبدالعزيز حاسدنا في الشوي اللي كلمناج فيها.. يبيج كلج له بروحه.. خذيه كلميه..

جواهر تنهدت بعمق
في الوقت اللي سمعت عبدالله يسأل عبدالعزيز: بكت؟؟
وعبدالعزيز يرد عليه: لا ..وغريبة صراحة..

جواهر ابتسمت.. وأول ماقال لها عبدالله : ألو..
ردت عليه بابتسامة: عشان تعرف أني عند وعدي..

عبدالله بحب: كفو يا أم عزوز.. قرت عينج بسلامة عبدالعزيز...

جواهر بود كبير: وعينك..

عبدالله طلع للبكونة وقفل الباب وراه..
في الوقت اللي عبدالعزيز كان يبتسم..

عبدالله جلس على الكرسي اللي في البلكونة وهو يقول بلهفة وعمق: اشتقت لج..

جواهر بذات اللهفة العميقة: وأنا أكثر..

عبدالله بتساؤل حنون: أشلون نومج البارحة؟؟

جواهر بعيارة: نمت بعمق لأول مرة من شهر كامل.. بدون إزعاج الناس اللي كانوا طول الليل يتحركشون فيني ويزعجوني بتحرشاتهم الدائمة

عبدالله بنبرته العميقة الخاصة اللي تذبحها وخصوصا لما يهمس فيها بخفوت مثل ماهو يسوي الحين: كذابة..

مرت لحظة صمت وقلب جواهر يذوب من صوت أنفاسه على الطرف الآخر..ردت بصوت ناعم: خف علي عبدالله.. حرام عليك

عبدالله بعمق مذهل: أول خفي علي أنتي.. جننتيني..
البارحة كل شوي أقوم من النوم مثل المجنون أدور عليج..
مشتاق.. مشتاق... مشتاق.. مشتااااااااااااق
الله يصبرني لبكرة بس..

جواهر بلهفة: جايين بكرة؟؟؟

عبدالله بحب: ولو حصلت طيارة اليوم كنت جيت اليوم..
خلاص مافيني صبر..

زين حبيبتي عبدالعزيز يأشر لي.. تبين شيء ياقلبي؟؟

جواهر بعشق: سلامتك حبيبي..

عبدالله بوله: أحبج.. تذكري على طول..

جواهر بذات الحب: وأنا احبك أكثر..


*******************



سالم وعائلة عمه أبو علي تصل كاملة لبيت سالم..

منيرة حاسة بتوتر بالغ.. وابوها مثلها
الأثنين كارهين دخلة البيت هذا
وغصبا عنهم يدخلونه..

سارة وعلي هم الوحيدين اللي يدلون في البيت
لانهم اللي كانوا يزورون سالم فيه..

سالم وعلي وأبو علي دخلوا المجلس.. كان فيه غداء على سلامة سالم.. وبيجيهم رياجيل كثير..
في الوقت اللي أم علي وبناتها دخلوا داخل..

منيرة كانت تقدم رجل وتؤخر الثانية.. وحاسة بشيء ثقيل كاتم على روحها..

سارة مسكت منيرة من يدها بحنان: تعالي منيرة أوريج غرفتج..

منيرة كانت تفر عينها في البيت بأثاثه الراقي.. وعينها تحاول تتجنب الدرج اللي يطلع للدور الثاني..

لحد مادخلتها سارة لغرفة باين عليها التجديد الكامل.. من الصبغ للسقف للستاير للغرفة الفخمة.. والجلسة الناعمة في طرفها..

منيرة ابتسمت: ذوقس.. أشم ريحته عن بعد..

سارة تضحك: تقدرين تقولين ذوق مشترك.. أنا وسالم..

وعقب كملت سارة وهي تفتح الدواليب: أنا رتبت ملابسس هنا.. وملابس سالم نزلتهم من فوق.. ورتبتهم هنا..

منيرة في غاية التوتر.. عندها رغبة حادة في البكاء لكنها كتمتها في نفسها



******************


سعود خلص ترتيب شنطته..
شالها وتوجه أول شيء لغرفة البنات..

كانو مها والجازي قاعدين جنب بعض على سرير الجازي يتفرجون على كتالوج أزياء..

أول مادخل نطوا الثنتين باحترام وحطوا الكتالوج وراهم..

سعود بهدوء: بنات تعالو..

لما قربوا منه باس كل وحدة منهم على رأسها
وقال بحنان أبوي حازم: أنا مسافر.. ما أوصيكم في أنفسكم وفي أمكم..
أنا بأخلي فلوس مع أمي ومع محمد.. أي شيء تبغونه أطلبوه منهم..


البنات حسوا قلوبهم طاحت في رجولهم من التوصيات اللي أول مرة يقولها لهم..
رغم أنها مو أول مرة يسافر.. بس عمره ماطول في سفر أكثر من 10 أيام..

مها بتردد: وش ذا التنبيهات..؟؟ شكلك مطول..؟؟

سعود بهدوء: شهرين أو ثلاثة..

الجازي سمعت شهرين أو ثلاثة.. رجعت رمت نفسها على سريرها وقعدت عليه ودفنت وجهها بين إيديها وهي تبكي بهستيرية مريرة..

سعود قلبه انخلع وهو يشوفها تبكي بذا الطريقة..
رجع عليها وجلس جنبها وطبطب على كتفها وهو يقول بحنان: أفا.. ليش تبكين كذا؟؟

الجازي رمت نفسها على صدره وهي تشهق
سعود حضنها بحنان وقوة وهو يحس قلبه يذوب من بكاها..
الجازي بالذات ماعرفت لها أب غيره..
أبوها مات وهي عمرها سنة..
وسعود كان أبوها الوحيد اللي هي عرفت..

سعود حس بتقصيره في حقها..
صحيح إن حبه لها كبير كبير كبير..
لكن عمره ماحسسها بمدى ذا الحب..
لكن الجازي ماكانت محتاجة إنه يحسسها لأنها كانت حاسة بحنانه حتى في قسوته..

مها اللي كانت تراقب المشهد.. بدت دموعها تنسكب بصمت..

الجازي بين شهقاتها: حرام عليك سعود.. شهرين واجد تقول 3 بعد.. حرام عليك..

سعود وخر وجهها بحنان ومسح دموعها برقة: أنا طالع في مهمة.. والايام بتمر بسرعة.. وشوي وتلاقيني عندش..

الجازي وهي بعدها تشهق وتمسح وجهها بأكمامها: انا كبرت ماعادني ببزر.. تضحك علي..

سعود رجع يحضنها وهو يقول بحنان: فديت اللي صارت كبيرة..
والكبيرة خلاص تفهم وتقدر ظروف شغل أخيها
وتقول له تروح وترجع بالسلامة.. صح وإلا لا؟؟


الجازي سكتت وهي تقول بحزن: تروح وترجع بالسلامة..

سعود وقف وشاف مها البطل الصامت بدموعها الصامتة،
حضنها بحنان وهو يقول: شكلش أنتي وأختش سهرانين البارحة على فيلم هندي.. حبيتوا تطبقونه اليوم...

مها وهي تطبع قبلة على خده: الله يردك لنا سالم ياسعود.. حنا من غيرك ولا شيء.. تذكر ذا الشيء

سعود بذات الحنان المغلف بمشاعره المنطلقة بتدفق اليوم: محمد موجود وأمي.. ما أنا ماني بمتأخر عليكم..

مها بتساءل متردد: قلت لدانة؟؟

سعود حس بكهرباء تجتاحه لمجرد سماع اسمها، لكنه رد بهدوء: قلت لها..

مها بتساءل حذر: وأشلون ردة فعلها؟؟



قمرهم كلهم 11-07-2010 09:28 PM

رد: (بعد الغياب)
 
مها بتساءل متردد: قلت لدانة؟؟

سعود حس بكهرباء تجتاحه لمجرد سماع اسمها، لكنه رد بهدوء: قلت لها..

مها بتساءل حذر: وأشلون ردة فعلها؟؟

سعود بهدوءه المعتاد: عادي...

مها باستغراب: أنت متأكد أنه عادي..

سعود بنفس هدوءه: عادي..

ثم طلع من غرفتهم بعد ماحضن كل وحدة منهم ووصاهم من جديد في أنفسهم وفي أمهم..

توجه بعدها لغرفة محمد لكن محمد كان على الغداء في بيت سالم.. أتصل فيه.. وطلب منه يرجع بسرعة..

خلال أقل من 10 دقايق كان محمد واصل جايبه خالد..

وطلع لسعود اللي ينتظره في غرفته وهو يقول برعب: عسى ماشر ياسعود؟؟

سعود كان في غاية الفرح وهو يشوف محمد طلع من قوقعته ويرجع محمد القديم..
وأحسن شيء في الأزمة اللي مر عليها من ناحية تفكير سعود أنه حلق الشعر اللي كان سعود معترض عليه

سعود بابتسامة: ليه يعني؟؟ ما أطلبك إلا وراي شر ؟؟


محمد بنفي: محشوم يابوسعيد.. بس روعتني..

سعود بمودة: بغيت أسلم عليك قدام أسافر..

محمد بمودة: وين بتروح؟؟

سعود بجدية: عندي انتداب في اليونيفيل في جنوب لبنان.. شهرين وإلا 3 وبأرجع.. بس مافيه داعي حد يدري أنا وين رايح.. اللي يسأل عني قل مسافر مع المعسكر وبس..

محمد باستغراب: وماقدرت تأجل سفرك شوي.. مرتك توها مسقطة أمس.. مهيب زينة تروح وتخليها وهي تعبانة..

سعود بهدوء: ظروف شغلي منعتني..

محمد بتردد: تروح وترجع بالسلامة..

سعود عطاه ظرف فيه فلوس.. وعطاه مفتاح سيارته عشان يستخدمها لما يفك الجبس..

سعود بود: إذا رجعت إن شاء الله اشتريت لك سيارة جديدة.. بس تكون خلصت الامتحانين الباقية ونجحت..

محمد حضنه وهو يقول: إن شاء الله

المحطة الأخيرة كانت أم سعود اللي قطعت قلب سعود بالبكاء رغم أنه ماقال لها وينه بيروح..

عطاها الفلوس.. ووصاها في البنات والبيت ومحمد.. ووصاها كثير في دانة..



***********************



ماجد ودلال كانوا يتغدون في مطعم برا..

ماجد حب أنهم يطلعون من البيت.. من بعد تهوره اليوم في المطبخ.. وهو حاس أنه خلاص مافيه صبر

بس هو مايبي يخوف دلال منه.. فقال خلنا نطلع شوي
وجودنا بين الناس بيحميها مني..

رن تلفون ماجد.. طالع الاسم.. وابتسم
- حيا الله الغالي..
- الله يحي عريسنا.. صباحية مباركة ياعريسنا على قولت العجايز..
- الله يبارك فيك طال عمرك..
- مبسوط يابو فيصل في القفص؟؟ ( عبدالله بعيارة)
- والله لو أدري ذي حلات القفص.. كان قلت أحبسوني من زمان.. (ماجد يضحك)
- الله يونسك بالعافية.. ويطول عمرك في الطاعة..
- متى جاي؟؟
- بكرة إن شاء الله.. بس تراني ما أبي أشوف وجهك ولا أسمع صوتك إلا عقب أسبوعين على الأقل
- ومن قال لك أني أصلا أبي أطل في وجهك وإلا أسمع صوتك.. خلاص راحت عليك طال عمرك.. أنت الحين سكند هاند..
- لنا الله (عبدالله يضحك) يالله رخص لنا الله يحفظك.. مع السلامة..
- مع السلامة..

ماجد ابتسم وهو مقدر بعمق أخوي غامر اتصال عبدالله فيه.. رغم انه مسافر في شغل.. وما لهاه شغله عنه..

(وليتك تدري يا ماجد وين شغل عبدالله؟؟؟)


************************



دانة من لما طلع سعود من عندها وهي موتت روحها من البكاء.. والنحيب والشهيق.. بكل الأنواع والمستويات..

ومزنة تحاول تهدي فيها لحد ماهدت شوي.. وقالت لمزنة: مزنة أنا ما أبي حد يدري بحالة البكاء هذي..

مزنة بحنان: إن شاء الله.. بس أنتي أرحمي نفسش شوي.. البكاء مهوب زين لش.. توش سقطتي أمس..

وهي تتكلم مع مزنة رن موبايلها رنة مسج..

" أنا طالع الطيارة بعد شوي
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
خلي بالك من نفسك
وياليت تطلين على أمي وخواتي"

دانة حست برغبة عارمة في البكاء..
لكن خلاص تعبت من البكاء
الحين آوان الفعل..

(تبي تهرب مني سعود.. زين..
بس وين بتروح مني؟؟ وين)

دانة يرتسم في رأسها موال مجنون ردا على موال سعود..


*******************



ماجد ودلال راجعين من بعد ماتغدوا برا..

وماكان يبي يرجع للبيت.. لولا إنها قالت إنها تعبانة وتبي ترتاح شوي.. وفعلا هي كانت قايمة بدري واشتغلت كثير اليوم..

بس مر ماجد أول جاب شغالتها من بيتها..
وعقب رجعوا لبيته..

طلعتهم مع بعض كانت لطيفة وممتعة وفرصة لفتح باب للحوار وإذابة الثلج بينهم..
ماجد كان يستدرج دلال بذكاء إنها تتكلم..
تكلمت كثير عن أبوها الله يرحمه.. وتكلمت عن مدرستها وطالباتها.. وتشعب الحديث لمواضيع مختلفة

بعد مارجعوا..

دلال دخلت تأخذ شاور بعد ماصلوا العصر.. في الوقت اللي ماجد قعد يشوف التلفزيون..

دلال كانت تعبانة موت تبي تنام
لبست بيجامتها الحرير القرمزية.. وفوطتها بعدها على رأسها..
وتوجهت للسرير مباشرة..

لولا أن توجهها المباشر قطعه جسد صلب وقف في طريقها فاصتدمت فيه..
دلال بلعت ريقها وهي تشوف ماجد واقف قدامها
(هذا متى لحق وصل هنا؟)

ماجد بصوت عميق: ليش مستعجلة؟؟

دلال وهي تنزل رأسها عشان ماتجي عينها بعينه: أبي أنام..

ماجد سحب فوطتها من شعرها.. وتناثر شعرها المبلول على وجهها وظهرها

ماجد قرب منها وسحب نفس عميق من رائحة شعرها المبلول

دلال بخجل: ماجد تكفى وخر عني..

ماجد بعمق مرح: في فن المفاوضات قدم شيء للحصول على شيء..
يعني تبيني أخليج تنامين قدمي لي مقابل..
وانا ما أبي إلا شيء بسيط جدا..

دلال بحذر: وشنهو هالشيء؟؟

ماجد بخبث: بوسة.. بس بوسة وحدة.. شفتيني أشلون قنوع!!

دلال تراجعت بعنف وهي تقول بخجل بالغ: بوسة؟؟ أنا؟؟

ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟



****************



سالم وصله الخادم اللي كان أصلا عنده البيت..
لحد باب البيت الداخلي من المجلس الخارجي..

سالم وقف على الباب وهو يحس انه تعبان يبي حد يتسند عليه لين يوصل لغرفته يرتاح..

نادى بصوت عالي: سارة.. سارة..

منيرة كانت في غرفتها ترتب شوي والباب مفتوح..
أول ماسمعت صوته..نطت تركض له

لقته واقف متسند على الطاولة اللي عند الباب.. وشكله تعبان..

منيرة جات بسرعة ومسكت يده اليمين وهي تقول : لبيك..

سالم نفض يده من يدها وهو يقول بقسوة: أعتقد أني قلت سارة ماقلت منيرة..

منيرة تراجعت بهدوء وهي تقول: سارة راحت البيت وبترجع بعد المغرب عشان تقابل صديقاتي اللي بيجون يباركون لي..
إذا أنت تبي تنتظرها للمغرب براحتك..

سالم مارد عليها وحاول أنه يدخل بنفسه بس ماقدر يتسند على رجوله اللي بعدها ماتعودت على الحركة..

منيرة حست أن قلبها يتكسر من شكله
بس ردت عليه بصوت هادئ: إذا انت ماتبي تتعنز علي.. تبي أنادي العامل الهندي اللي عندك؟؟

سالم بغيرة حاول يخبيها بس ماقدر: وأخليه يدخل عندس في البيت.. لا خلاص أنتي تعالي عنزي لي..

منيرة قربت منه وحطت يده اليمين على كتفها..بينما يدها اليسار تحتضن ظهره

شعور القرب الأول كان ملبس.. لذيذ.. ومؤلم لكل منهما

إحساسه بنعومة كتفيها.. وإحساسها بصلابة صدره..

سالم بصوت خافت حاول يخبيء فيه انفعاله من إحساسه بقربها: أنتي على رشاقتس الزايدة ذي تبين حد يعنز لس

منيرة برقة: ماعليك رشاقة بس مغلفة بالعضلات..

سالم كان نفسه يرد عليها رد رقيق نابع من طبيعته، لكنه ماحب يعطيها مجال: ياشين الملاغة.. وصليني وأذلفي..

منيرة بنفس النبرة الرقيقة كأنه كان يغازلها مو يسبها: إن شاء الله حبيبي..

حست بجسده يتصلب وهو يقول بغضب: أنا كم مرة قلت لس حبيبي ذي لاعاد أسمعها منس..

منيرة بنفس هدوءها وهي خلاص توصله للسرير: وأنا قلت لك ردي.. بأقول حبيبي على كيفي..

سالم بنفس نبرة الغضب: ياقو وجهس.. وجهس هذا مغسول بمرق.. مافيه حيا..

منيرة ماردت عليه.. جلسته بالراحة على السرير.. ثم نزلت وجلست على الارض عشان تخلع الجزمة والجوارب..

سالم حس بحركتها عند رجله.. وقفها بحركة عنيفة من يده: وش تسوين؟؟

منيرة بهدوء: أبي أخلع جوتيك..

سالم بغضب: أنا أعمى بس ماني بمكسح..

منيرة بذات الهدوء: أنا عارفة.. بس أنت الحين يدك اليسار معلقة برقبتك.. ويد وحدة ماهيب مساعدتك..
خلني أساعد الحين لين تفك الجبس.. وعقب ماني بجاية جنبك..

سالم بنفس الحدة: ولو.. دام أنا ماطلبت منس شيء.. لا تجين جنبي ولا تلمسيني..

منيرة تراجعت رغم أنها بتموت تبي تخلع جزمته وثوبه عشان يرتاح.. وخصوصا أن هذا أول يوم له برا المستشفى..
لكنها تركته براحته..

سالم بدأ محاولاته المؤلمة لخلع جزمته..

منيرة عشان ماتحرجه .. قالت: أنا بأروح المطبخ.. تبي شيء؟؟

سالم بحدة: يكون أحسن إذا ذلفتي وقعدتي في المطبخ على طول

منيرة ماطلعت تراجعت لاقصى الغرفة قريب من الباب
ووقفت.. عشان مايحس بصوت تنفسها..

سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها..
في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار..

حاول لوقت طويل لحد ماخلعها..
وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل كل قوته..

لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين وطرف عين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب..



قمرهم كلهم 11-07-2010 09:31 PM

رد: (بعد الغياب)
 
سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها..
في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار..

حاول لوقت طويل لحد ماخلعها.. وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل قوته..

لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب وطرف عينها..

منيرة أطلقت صرخة مكتومة..

سالم نط واقف: منيرة وش فيس؟؟

منيرة وهي تحاول تقول بصوت متماسك: خوش استقبال سلوم.. أنا داخلة جاية من المطبخ.. لقيت جوتيك طاير صوب وجهي..

سالم حاول يمشيء صوبها وهويقول لها بتوتر: أنتي بخير..

منيرة وهي تحاول تمسك وعيها: سالم الله يهداك..مافيني شيء.. الضربة بسيطــــ

لكن الضربة ماكانت بسيطة..
جزمة رجالية رسمية بكعب قاسي.. الكعب ضربها بشكل مباشر في وجهها.. والضربة كانت قوية جدا.. ومنيرة بعد لها يومين ماكلت شيء تقريبا..

فحاصل جمع كل الاحداثيات السابقة

أغمي عليها..

سالم بنفس النبرة المتوترة القلقة: منيرة وش فيس سكتي؟؟

بس منيرة ماردت عليه..

سالم وقلقه يتزايد: منيرة.. منيرة.. منيرة..

سالم إحساسه بالاتجاهات مازال ضعيف.. حاول أنه يمشي لناحية الباب.. لانها كانت جاية من المطبخ (مثل ماهي تقول)

سالم كان يمشي بشويش ويتحامل على رجوله اللي تصرخ ألم.. وهو متوجه للباب..
حتى حس أنه تعثر بشيء لين عند أقدامه.. انحنى بشويش وهو يتحسس..
كان جسد منيرة

سالم حس قلبه نط في بلعومه من الرعب والخوف عليها..

صار يحسس عليها بالراحة وهو يناديها بصوت موجوع..

رحلة اللمس عنده بدأت من بطنها.. لكن بما أنها فقدت وعيها
فأكيد الضربة كانت في رأسها..
ظلت يده اليمين المرتعشة بتزايد مع تلمسه لجسدها تصعد شوي شوي.. حتى وصل وجهها وهو يتحسس بالراحة..
حتى احس بملمس أشبه ببيضة ضخمة في جبينها المنطقة الملاصقة للعين..

سالم حس بالقهر المر.. والعجز القاتل.. لأنه مايقدر يسوي شيء..
حتى الموبايل مايعرف وينه عشان يدق على أي حد..

إحساسه بالعجز مزق روحه ألف مره في كل ثانية..
وهو يحاول يدعك مكان الضربة.. وينادي منيرة بحنان

منيرة صدر عنها آهة ألم وهي تحسس جبهتها لتتلاقى يدها مع يد سالم في نفس المكان..وتنتفض اليدان..
منيرة قالت بمرح متعب: سالم خلي بيضتي في حالها لا تفقشها علي..

سالم بقلق بالغ حاول تغليفه بالهدوء: أنتي بخير..؟؟

منيرة بهدوء متألم: بخير والله أني بخير.. قلت لك الضربة بسيطة

سالم بألم: كل هذي وبسيطة!!.. أنا أسف.. مادريت أنس جايه ولا وين الجوتي رايح..

منيرة بهدوء: عادي يا بن الحلال والله ماصار إلا الخير

سالم بغضب: لا مهوب الخير.. أنا ما أبيس يا بنت الحلال تقعدين عندي.. فارقيني لبيت هلس.. واللي يرحم والديس..

منيرة بلعانة رغم ألم رأسها المدمر: ويوم الناس يشوفوني راجعة بيت هلي من أول يوم.. وش بيقولون علي؟؟ وش بيقولون على عمك فالح؟؟ نهون عليك ياسلومي..

سالم وقف وهو يقول بحدة: أنا وش سويت في حياتي عشان ربي يعاقبني فيس.. مهوب كفاية علي العمى.. تجين أنتي فوقه..

منيرة بهدوء وهي تقوم متحاملة على نفسها: تبيني أوصلك سريرك؟؟



**************



ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟

دلال بحرج قاتل: تزوجت.. بس.. بس

بس

ما انلمست..

ماجد تراجع بعنف وبصدمة: وش تقصدين؟؟

دلال ميلت وشالت فوطتها من الأرض.. كحركة لنزع التوتر.. حطتها على جنب..
ورجعت تجلس على السرير وهي تقول بخجل مميت: ماجد أنا ما قصدت أقصر في حقك..
بس اللمسة الرجولية الرقيقة والمختلفة غريبة علي..
أنا ست سنين ماعرفت من اللمسات الله يرحمه إلا الضرب..
أنت عارف أنك أول حد يبوس يدي أمس..
عمره في حياته ماباسني ولا بأي صورة.. ولاقرب مني بأي شكل..

ماجد حس بانفعال جارف عميق مفرح إلى درجة الوجع
يجتاحه بعنف كطوفان هادر وهو يشكر بألم موجع الله سبحانه اللي حافظ عليها من أجله..
كلها له..كلها له كما شعر من البداية
هو الرجل الأول في كل شيء..
جسدها الطاهر كان ينتظره هو..
ليكون هو من يحضى بالقبلة الاولى
واللمسة الأولى
والأنفعال الأول
الآن علم لما شعر بعنف انها ملكه.. ولابد أن يحضى بها
ولما خطط على إجبارها من الزواج منه..
لأنه هو رجلها الأول والوحيد.. في ذات الوقت الذي كانت هي أنثاه الاولى والوحيدة..
للمرة الأولى يحس أنه راضي عن زوجها وغصبه ناحيته يتلاشى
(كفاية أنها ماجاء جنبها وتركها كلها لي
ماقدر يلمسها لأنها لي أنا
وحتى وهي عنده.. كانت لي
وتنتظرني.. أنا وبس)


ماجد جلس جنبها.. وحضنها بعنف حاني عميق هادر مختلف
وهو ينثر قبلاته المشتاقة على وجهها..
بكثافة.. بحنان.. برغبة..

دلال بعد ماصارحته بكل شيء حست إن الحاجز اللي بينهم انهار..
حاجتها لماجد كانت اكبر من حاجته لها..
كانت محتاجة وبشدة لرجل بمعنى الكلمة.. بعد عاشت ست سنين في قهر موجع.. بالقرب من مسمى رجل

أستكانت دلال على صدر ماجد وهي تشعر براحة نفسية عميقة وامان ماشعرت بمثله طوال عمرها



*****************



عبدالله وعبدالعزيز ونصار وفاضل في مقهى على على نهر دجلة..
الجو كان شديد البرودة.. والشمس في أضعف حالاتها..
شمس الأصيل.. بعد العصر وقبل المغرب

كلهم كانوا يلبسون ملابس ثقيلة وجاكيتات.. عدا عبدالله اللي كان مكتفي بثوبه الشتوي..

فاضل بود: مايصير هيج بوعبدالعزيز.. برد دجلة هوايا
مضر..

عبدالله بنفس الود: بالعكس أنا شايف إن الجو منعش ولطيف..

عبدالعزيز وهو يرتعش: وش منعش ياعبدالله.. أنا قربت أصير قالب ثلج

الثلاثة المتمترسون خلف جاكيتاتهم استمر بينهم الحوار

بينما عبدالله أعتصم بالصمت وهو يعبث بموبايله..

كان يبعث مسج لجواهر كعادته المتكررة كلما غلبه شوقه لها:


"أتذكر كل شيء فيكِ بألم موجع
مبرح.. سرمدي..
همس صوتكِ الذائب في حناياي
سحر عينيكِ وأهدابكِ المتماوجة الذي أغتال قلبي
رائحتكِ التي سكنت خلاياي
طعم شفتيكِ الغافي بين شفتي
ملمس بشرتكِ الساكن بين أصابعي

كل هذا الذي يذكرني بكِ
يصبرني عن فراقكِ مرة
ولكنه يعود
ليقتلني ألف مرة

أحبك"



*********************



ماجد يصحي دلال بحنان.. يهز ذراعها برقة: حبيبتي المغرب أذن قومي تسبحي عشان تلحقين الصلاة..
أنا تسبحت خلاص.. وبأروح المسجد..

دلال كانت تنظر له برقة.. في الوقت اللي هو كان ينظر لكفه الغافية على ذراعها العاري ويقول بمرح: الحين عرفت ليش دايما يقولون حليب بالشيكولاته.. هذا انا وانتي..

دلال بعذوبة: لا ماجد حرام عليك انت أصلا موب أسمر عشان تقول كذا..

ماجد بعيارة: أنتي بلونج الفارق فيني.. خليتني أبو السمار وامه..

دلال برقة: إذا كذا.. خلاص سمارك يجنن..

ماجد بخبث لطيف: يمة منكم يالحريم.. الحين الصبح خايفة مني.. المغرب تغازليني..



*******************



بعد المغرب في بيت سالم..

سالم متمدد في غرفته..

في الوقت اللي منيرة وسارة ومها وفاطمة في مجلس الحريم..

طبعا الكل استلم منيرة على البيضة المتضخمة في جبينها واللي أثرت على عينها وخلت عينها متسكرة بالمرة..

منيرة قالت لهم أنها طاحت في الحمام على زاوية المغسلة..

سارة كانت تبي توديها للمستشفى بس هي مارضت.. قالت بعند: رضة بسيطة وبتفش..


عقب سارة أستأذنت منهم عشان تشوف سالم

مها وفاطمة بنفس واحد أول ماطلعت سارة: ها منور وش مسوية مع سويلم؟؟

منيرة بخجل: زين..

مها بعيارة: عاده يشوتش..

البنات طبعا عارفين بمخطط منيرة بالتفصيل الممل..

منيرة بعيارة: أبو التشويت وأمه.. بس والله ما أخليه..أسبوعين بالكثير واخليه يستوي..

فاطمة بخبث: منتي بهينة يامناري..

منيرة برقة: لا والله مهوب أنا اللي ماني بهينة.. لكن سالم هو اللي طيب زيادة عن اللزوم

مها حطت يدها على قلبها وهي تقول باللهجة المصرية المتقنة: يالهوي.. يالهوي.. مش ئادرة.. أمسكيني يابت يافَطنه.. الست منيرة هتشجينا دلوئتي..

فينك ياست سومه (وهل رأى الحب سكارى مثلنا)؟؟
عظمة ياست!!
بس خلاص الست منيرة بت فالح هتئفل السوق عالكل

منيرة خذت الكوشية اللي جنبها ورمتها على مها.. لكنها وقعت في فاطمة..

فاطمة تضحك: ماعليج شرهه يالحولاء.. تبين تضربينها تجي فيني..

الحوار المرح الودي المعتاد يدور بين الصديقات الثلاث


في الوقت اللي سارة دخلت على سالم.. اللي كان متمدد بس ماكان نايم..

سارة كلمته بشويش: سالم..

سالم رد بهدوء: هلا سويره..

سارة بحنان: أشلونك فديتك؟؟

سالم بحزن: طيب لو أن أختس تفارقني..



الساعة الآن 07:57 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0