منتديات بنوته

منتديات بنوته (http://www.bnota.net/vb/index.php)
-   للروايات المكتمله (http://www.bnota.net/vb/forumdisplay.php?f=102)
-   -   (بعد الغياب) (http://www.bnota.net/vb/showthread.php?t=11703)

قمرهم كلهم 10-23-2010 04:35 PM

رد: (بعد الغياب)
 
جواهر اللي كانت خلصت صلاة .. فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟

جواهر فوجئت بعبدالله يدخل ورا عبدالعزيز.. ويتوجه ناحيتها.. ويحضنها من كتفها ..ويحب راسها

ويقول بمودة: أشفيك تتفول علينا يا ابن الحلال تونا مالنا يومين..

عبدالعزيز بخجل: اسمح لي يبه أنا ما أبي أتدخل بينكم..
بس لما أشوفك نايم تحت على كنبة وبدون غطا في ذا البرد.. أكيد لازم أشك أنه فيه شيء غير طبيعي.. وخصوصا أنه عمرك ماسويتها..

جواهر صارت في نص ثيابها..
ودها الارض تنشق وتبلعها، مع أنها ما سوت شي.. ولا زعلت عبدالله حتى.. عشان يشك ولدها إنها سوت لأبوه شيء..
بس الموقف كله كان محرج.. وخصوصا يد عبدالله اللي على كتفها.. كانت حاسة إنها تحرق كتفها بنار لاهبة..

عبدالله وهو يشدد من قبضته على كتف جواهر ويرجع يحب رأسها: يا ابن الحلال كنك أنت إللي أبوي..
أنا نايم أمس بدري.. صحيت قبل الفجر سويت شوي رياضة.. حسيت أني تعبان فنمت على الكنبة.. هذي كل السالفة..

عبدالعزيز بحرج شديد: أنا أسف يمه.. أنا أسف يبه..

وانسحب فورا برا.. وقفل الباب وراه..


عبدالله فلت جواهر بالراحة.. وقال بهدوء وتعب: سامحيني أني مسكتج وانا معرق كذا.. بس كان لازم اتصرف كذا قدام عزوز..

جواهر ما شمت ريحة عرق مطلقا.. كل اللي هي شمته ريحة رجولية عميقة وعذبة جدا.. حركت مشاعر دافئة وساكنة بأعماقها..

جواهر حاولت تتماسك وقالت لعبدالله بهدوء: والكلام اللي قلته لعبدالعزيز صحيح أو لا؟؟

عبدالله بجدية مصطنعة: صحيح جدا.. وكمل: والحين اسمحي لي اخذ شاور وألحق أصلي..


****************


مر يومين
الخميس والجمعة.. وصرنا في يوم السبت

خلال اليومين اللي فاتت

سعود ودانة..
كناري الحب..
في غاية السعادة والانسجام..
سعود بيموت بيموت بيموت ويسمع من دانة كلمة " أحبك"..
لكنه ما يبي يستعجلها.. لحد ما يحس إنها تقصدها.. وأنها فعلا طالعة من قلبها

ينتظر محمد يرجع عشان يسافر هو ودانة يقضون الباقي من إجازتهم في أي مكان تختاره دانة

دانة شرطت عليه عشان يكملون حياتهم سوا.. أنه ما يمنعها من شغلها..
سعود وافق عشان مايزعلها أو يخسرها.. رغم أنه داخليا كان رافض لشغلها..


منيرة
مازالت منهارة.. ترفض تأكل أو تتكلم مع أحد..

أبوها حاس بذنب كبير.. أولا لأنه ضغط عليها توافق..رغم إنه عارف تمسك ولد اخيه ببيته..
(إذا كان أنا الشايب اللي عمري 50 سنة ما أقدر أدخل ذاك البيت.. أشلون بنية عمرها 20.. طاوعني قلبي أحكم عليها تعيش في بيت مثله.. وين قلبي وقبله وين عقلي)

فالح (أبو علي) قرر أنه أول مايرجع سالم من النعيرية، إنه يطلب منه يطلق منيرة..
وكان قراره هذا قرار نهائي لا رجعة فيه..
لأنه البنية مستحيل تأخذه..
وحتى لو حاول ابوها يجبرها موب بعيد إنها تستخف.. اللي جاتها هالحالة.. من موعد العرس.. أشلون العرس نفسه..؟؟
أكيد إنها بتستخف بتستخف..
هذا إذا كانت ما أستخفت أصلا

(أنا ماني بايعن بنتي وخايفن من عقوبة ربي على اللي سويته فيها.. والعذاب اللي تعذبته طول فترة ملكتها..
ياربي سامحني في اللي سويته في ذا الشوفه..
وسالم رجّال مهوب قاصره شيء.. يأخذ بدل الوحدة أربع)

علي أخ منيرة
كان مولع من الغضب على أبوه وعلى ساره بالذات : ( يوم أنتو عارفين إن البنية ما تبغيه من البداية.. ليه تجبرونها..؟؟
وأنتي ياسارة ليه ما علمتيني.. ؟؟
سالم مستحيل يأخذ وحدة يدري إنها ما تبغيه..
يعني لو أنتو قايلين له من أولها ما كان صار شي من ذا كله...
الحين منيرة يمكنها استخفت..
يمكن الا أكيد..
هذي حالة وحدة صاحيه. الحين ارتحتو يوم جننتوها.. ارتحتوا..
وأنتي ياسارة ارتحتي يوم قدمتي اختس ذبيحة لأخوس سالم)

سارة كانت حاسة بذنب فضيع فضيع يقطعها من داخل ألآف القطع..وخصوصا أن منيرة رفضت تدرس وشققت كل كتبها..

مها وفاطمة عرفوا باللي صار لمنيرة
وكل يوم كانوا عندها من الصبح لليل..
بس هي ما كانت ترد على حد.. كانوا يدرسون عندها ويحاولون يقنعونها تدرس معهم.. لكنها ما كانت تستجيب لأحد..

فقرروا مها وفاطمة يقدمون لها الامتحانات (غير مكتمل) على أساس تقدمها مع بداية الفصل الدراسي الجديد..
عشان مايروح عليها الفصل اللي كان خلص خلاص..


عبدالله وجواهر

الحكاية المستعصية

الثنين يصحون الصبح بدري غالبا..
يطلعون سوا على سيارة عبدالله الجديدة لكزس فورويل.. سيارة عائلية على قولته
بعد ماترك سيارته مع سواقها الجديد لجواهر اللي تقبلتها غصبا عنها ..

يتمشون شوي.. يتقهون بكوفي.. يمشون على الكورنيش

كانوا يقضون وقتهم يسولفون بانسجام كبير..
بينهم توافق مدهش في الأفكار.. وحديث شيق.. واستمتاع كل واحد منهم بصحبة الثاني وكلامه..

عبدالله وجواهر كانوا مستمعين جدا بحياتهم الجديدة
كصديقين حميمين..
كأب وأم يشوفون الفرحة في عيون أولادهم..


لكن كزوج وزوجة
كرجل وامرأة
الأثنين كانوا أتعس مخلوقين في البشرية

جواهربدت تحس بتبدل مشاعر سريع وثوري وجذري ناحية عبدالله..
كانت تحاول انها تمنع سيل مشاعرها الانثوية اللي عانت الكبت لسنين طويلة من الاندفاع ناحية عبدالله..
لكنها عجزت وفشلت..
يمكن لوكانت طباع عبدالله غير.. يمكن كان لقت لها عذر تستمر على كراهيتها لعبدالله..
بس عبدالله كان غاية في اللطف والرقة والحنان مع الكل..

وكان عبق رجولته الصارخة يغرق المكان من حوله..
الرجولة اللي تدير رأس أعتى امرأة.. وبسهولة

من ناحية ثانية: سبب كرهها له.. أولادها..

لما شافت حبه لأولاده وحرصه عليهم وعلى تربيتهم..
ما قدرت انها ما تحس بفضله..
وخصوصا انه رباهم تربية ممتازة رغم انه كان وحيد في زمن يصعب فيه السيطرة على المراهقين..
صحيح نوف دلوعة شوي.. وعزوز حساس شوي..
بس هذا ما يعتبر عيب..
وعدا ذلك الثنين اخلاقهم وتربيتهم رفيعة جدا..
وكل هذا كان بفضل الله ثم عبدالله اللي قدر يحمي عياله ويحاوطهم برعايته وحرصه


جواهر غزتها مشاعر الانثى بحدة وعنفوان..
قرب عبدالله منها فجر مشاعرها المدفونة تحت الرماد..


عبدالله اللي اصبح شبه عاشق وشبه متيم..
كان يقضي طول اليوم يسولف مع جواهر الصديقة وام عياله.. كعبدالله الصديق وابو العيال

لكن لما يأتي الليل بسحره وتقليبه للمواجع..
يحضر عبدالله الرجل المفعم بالرجولة والعنفوان.. اللي مايشوف قدامه غير جواهر الانثى..

مايصدق ان جواهر تحط رأسها.. حتى ينط لغرفة الرياضة يهلك نفسه تمارين حتى ينهد ويرجع يرمي نفسه جنبها بدون ما يحس بنفسه..

لكن جواهر اللي من بعد اول ليلة راح وماعرفت وين..
صارت تحس فيه كل ليلة وهو يقوم ويغيب ساعة عشان يرجع مهدود تفوح منه ريحته الرجولية اللي دوختها.. وينام مثل القتيل...

جواهر ماكانت متأكدة هو ليه يسوي كذا
لأنه كان يعاملها باحترام كبير يصل احيانا لدرجة البرود.. وعمرها ما حست في نظراته برغبة او شوق.. او حتى انه شايف قدامه انثى من أساسه..

هذا الشيء كان يجرح جواهر بعمق.. ويشككها في أنوثتها
(معقولة يكون مريض.. او يعاني من مشاكل..(جواهر مثل اللي انضربت على رأسها بمطرقة) ممكن يكون في هذا تفسير لبروده.. وانه قعد طول هالسنين بدون زواج..
والا رجال في عز شبابه اشلون بيصبر هالعمر كله بدون مره..؟؟
وعشان كذا سالفة التنازل عن الحق الشرعي عجبته.. لأنه بتخلي سره محفوظ)

جواهر لما وصل تفكيرها لهذه النقطة.. حست بطعنة حادة في قلبها.. (معقولة..؟؟ معقولة؟؟)

ونطت تتصل بنجلاء تفرغ بعض توترها
لكن طبعا بدون مايخطر ببالها إنها تقول لها عن شكوكها في عبدالله.

نجلاء بعيارة: هلا والله بعصفورة الحب..

جواهر بتحسر: والله انج متفرغة..

نجلاء بمرح: افا.. الحلو زعلان.. عبدالله مزعلج في شيء؟؟؟

جواهر بصوت عميق: بالعكس عبدالله ما باقي الا يحطني فوق رأسه..

نجلاء باهتمام: زين ليش زعلانة؟

جواهر بود: موب زعلانة.. متصلة أسولف معج..

نجلاء بحب: إلا زعلانة.. وخليني أنا أسهل عليج.. شأخبار خرابيط الحق الشرعي؟؟

جواهر تنهدت بعمق لتفهم نجلاء لها: الوضع على ماهو عليه..

نجلاء بصدمة: من جدج؟؟

جواهر بحرج: ليش مستغربة؟؟

نجلاء بدهشة: إلا ليش ما أستغرب؟؟ (وبعدين كملت بعيارة) وبعدين ليش زعلانة؟؟ مو انتي اللي تبين كذا؟؟..
وقرفانة منك...!! وارجع اللي في بطني إذا فكرت فيك..!!
فيه وحدة تقول كذا لزوجها.. زين ماهج برا البيت من أول ليلة..

جواهر بتموت من الحرج: نجلاء..عاد اللي صار..
وكلام الواحد على البر.. غير إحساسه وهو في المعمعة..
أنا ما توقعت أن وجود عبدالله جنبي ممكن يفجر أحاسيسي بهذا الشكل..

نجلاء بعيارة: شنو هذا؟؟ حب؟؟

جواهر بعمق شديد: ما ادري هو هو حب أو شوق لماضي تمنيته وماعشته.. عبدالله كان الرجّال الوحيد اللي انا عرفته، وبعده سكرت قلبي وعيني...(جواهر سكتت لأنها ماحبت تسترسل في هذا الموضوع بالذات، ثم كملت ببعض انفعال) المشكلة نجلاء أنه كأنه يشوف أخته قدامه..
محترم زيادة عن اللزوم.. لطيف زيادة عن اللزوم..
يمكن مرت أوقات حط يده على كتفي.. حط رأسه في حضني.. باس رأسي..
بس كنت أحس أنه يسويها معي مثل لو كنت أخته.. مو زوجته.. وأنثى قدامه..
في الوقت اللي كنت أنا أحس أني بأذوب لقربي منه..

نجلاء باهتمام: طيب هل مشاعرج كانت واضحة بالنسبة له..؟؟

جواهر باستنكار: طبعا لا..

نجلاء بتفهم: وليش هو مايكون نفس الشيء؟؟

جواهر بشك: ما أعتقد.. الرجّال ما يقدر يكتم مشاعره مثل المره...

(وطبعا جواهر مستحيل تقول لها عن إنها شاكة أنه مريض.. لأنه لو كان فعلا مريض مستحيل تخلي حد يعرف عن الموضوع)

نجلاء بعيارة: أكتشفي بنفسج..

جواهر باستفهام: أشلون؟؟

نجلاء بخبث: أنا اللي بأقولج يعني؟؟؟ أغريه.. الإغراء لعبة تفنن فيها الزوجة.. وبعدين هذا زوجج.. حلالج..

جواهر كحت: أنا أغريه.. ومن؟ عبدالله؟ لا لا مستحيل..

نجلاء بعيارة: أنا قلت لج نطي في حضنه.. كل السالفة قميص نوم مغري.. وهو بيفهم بروحه إنج تعطينه القرين لاين..

جواهر باستنكار: لا لا مستحيل اللي أكون أبدأ بالخطوة الأولى.. هو اللي لازم يبدأ..

نجلاء بمرح: زين كل واحد منكم خله يقعد على كرامته اللي ذابحته.. وخلوها تنفعكم


***************


في الوقت اللي كانت نجلاء تكلم جواهر..

كان جاسم داخل على أمه جاي من برا.. دنق على رأس أمه بحب واحترام..

أمه كانت قاعدة مهمومة ، جاسم بحب: أفا.. أم جاسم شكلها ضايقة.. قومي أروح أنا وياج سوق واقف.. نفر شوي

أم جاسم بهم: همي مايوديه كل أسواق الدنيا..

جاسم برعب : أفا يمه.. لاعاش من يضيق خاطرك.. وش مزعلج..؟؟

كان جاسم في أواسط الثلاثينيات.. مربوع وملامحه طفولية جدا..
وقلبه أشبه مايكون بقلب طفل من قد ماهو طيب ونظيف..
متزوج نجلاء من حوالي خمس سنين.. لكنهم قعدوا ثلاث سنين لحد ماحملت نجلاء بحمد..

أمه بصوت حزين وعميق: يمه جاسم أنت عارف إن نجلاء غلاها من غلا خواتك والله العظيم..

جاسم بخوف: يمه نجلاء مضايقتج في شيء..؟؟

أم جاسم بحب: حاشاها أم حمد.. والله إنها تعاملني مثل أمها وأكثر..

جاسم اللي تنفس براحة: زين وش فيج؟؟

أم جاسم بقلق: دلال.. بنت خالك أحمد

جاسم بحذر: وش فيها؟؟

أم جاسم بتردد: فكت حدادها من كم يوم..

جاسم وهو مو فاهم شيء: وطيب؟؟

أم جاسم مثل اللي تلقي قنبلة: أبيك تتزوجها..




قمرهم كلهم 10-23-2010 04:40 PM

رد: (بعد الغياب)
 
هند قاعدة في الصالة تشوف التلفزيون..

فايز اللي جاي من برا.. جاء وقعد جنبها..

سألها: وين أمي؟؟

هند بدون اهتمام: ما أدري.. عند خالتي.. عند الجيران.. في السوق.. هي أمك تقعد يعني..؟؟

فايز باستفسار غاضب: ووين الرقم اللي قلت لج جيبيه؟؟

هند بطفش: أتصل بنوف موبايلها مقفول..
تدري؟؟... السالفة ذي كلها أقرفتني.. ومالي مخ لها..

فايز بحدة: بس أنا لي مخ.. ورقم جواهر لازم تجيبينه لي..

هند ألتفتت عليه بحدة: من وين يعني؟؟ من مخباي؟؟

فايز بحدة أكبر: قومي ألبسي أوديج.. وخذي معاج ورد على أساس أنج جايه تسلمين وتباركين.. وجيبي لي الرقم..

هند بعصبية: فايز.. اعتقني من شوفة عجوز النار.. تركبني العفاريت لاشفتها..

فايز اللي فاهم أخته.. قال بخبث: يعني عشان شفت حد أحلى منج انطبقت الدنيا..
عشر دقايق وتكونين جاهزة.. انا ناطرج في السيارة..


***************



جاسم دخل على نجلاء وهو مهموم..

نجلاء من يوم شافت وجهه.. أعتفست..
جاسم ما يعرف يخبي مشاعره أو اللي داخله..
كان دائما بالنسبه لها زجاج شفاف تستطيع قراءة انعكاسات مشاعره وانفعالاته خلفه..

نجلاء قربت من جاسم اللي سلم
وقعد على السرير سرحان.. خذت غترته من فوق رأسه وعلقتها..

ورجعت قعدت جنبه.. وقالت برقة: حبيبي وش فيك..؟؟

جاسم ألتفت عليها برقة....
وقال لها: مافيني شيء يا قلبي..لا تشغلين بالج..

نجلاء بالها أنشغل.. جاسم عمره ماخبا عليها..
وقالت بقلق: حبيبي تخبي علي؟؟

جاسم بتعب.. وهو يتمدد على السرير بثوبه: تكفين نجلاء ..لا تلحين علي.. أبي أنام شوي واللي يخليج..


****************



هند وصلت لبيت عبدالله بدون ما تعطيهم خبر

دخلتها الفلبينية لمجلس الحريم بعد ماخذت الورد منها.. وطلعت تبلغ ربة البيت الجديدة..

جواهر وقتها كانت توها مخلصة لبس..
لبس جديد اشترته قبل أمس هي والبنات من السيتي سنتر..

كان فستان شيفون قصير لتحت الركبة بشوي صدره وأكمامه الجابونيز مزمومة.. ولبست معه صندل واطي مرصع بالكرستال.. وعملت شعرها كيرلي

كانت تبي عبدالله اللي على وشك الرجوع من المؤسسة يشوفها بطلتها الجديدة..
إحساسها الانثوي حضر بحدة صارخة مؤلمة..

نزلت للضيفة اللي مادرت من هي لحد ماشافتها..
رحبت فيها بمودة.. رغم إنها ما كانت تبي تشوفها..

وهند ولعت لما شافت منظر جواهر الخيالي..
وقالت من تحت أضراسها: ألف مبروك خالتي..
وأمي بعد تبي تبارك لج.. ياليت تعطيني رقمج عشان تبارك لج بنفسها..

جواهر اللي ما تدري بشيء، وحسن النية رائدها.. قالت بود: إن شاء الله حبيبتي..

وعقب ماخذت هند رقم جواهر، قالت بود مصطنع: وينها نوف؟؟

جواهر ما كانت تبي بنتها تقابلها.. وخصوصا إن نوف عندها امتحان وتدرس
فقالت لها بود : سامحيني يا قلبي بس نوف عندها امتحان بكرة.. وتدرس.. انتي ما عندج؟؟

هند بمياعة: عندي.. بس درست وخلصت..

وقتها دخلت الشغالة..
وخبرت جواهر إن عبدالله وصل ويبيها برا

جواهر أستأذنت من هند : دقايق حبيبتي وراجعة لج..

هند ولعت ( نعنبو.. موقادر يصبر على بعدها دقايق..)

ودقت تتصل على فايز اللي كان أصلا بعده ينتظرها تحت

عبدالله وهو داخل شاف سيارة فايز واقفة تحت..
نزل عليه.. وسلم.. وحلف عليه ينزل يتقهوى..
بس فايز الل كان قاعد يتميلح عند عبدالله مارضى وقال مستعجل..
وهو يشوف بحقد عبدالله بطوله ووسامته منافس يتجاوز فايز رغم وسامته بمراحل كثيرة..

عبدالله دخل .. وطلب من الفلبينية تنادي له جواهر..
رغم انه ماكان يبي شيء... بس يبي يشوفها..

هذه الأيام عبدالله يشعر وهو في مشاويره برا البيت..
أن يسار قفصه الصدري شديد الخواء.. لين يشوفها

فيشعر حينها أن هذا اليسار امتلأ إلى حد الانفجار..
إلى حد العجز عن الاحتمال..
شعور غاية في الروعة.. غاية في الوجع إلى حد الانتهاء


عبدالله لما شاف طلة جواهر المختلفة.. حس قلبه بيطلع من مكانه لوعة ولهفة وإعجاب..

(حرام عليج يا جواهر خفي علي.. أنتي شكلج تبين تجلطيني)

جواهر قربت منه مبتسمة وهي بتموت تسمع كلمة إعجاب وحدة.. وحدة بس..
تحسسها أن تعبها في التأنق له.. ولهفتها الحادة عليه.. ماراحوا خسارة

بس عبدالله كتم مشاعره المتأججة المحرقة في داخله..
عشان ما يبين قدام جواهر إنه يخلف بوعده الغبي لها..

ابتسم وقال: حيا الله أم عزوز.. عندكم ضيوف؟؟

جواهر بابتسامة: فيه رفيقة نوف..

عبدالله بود: زين رفيقة نوف خليها مع نوف.. وانا وأنتي خلينا نطلع نتعشى برا..

جواهر بنفس الود: ما أقدر.. نوف عندها امتحان وتدرس..
وعلى كل الأحوال ما أقدر أخلي نوف وهي تدرس.. لازم أظل قريب منها..

عبدالله بابتسامته العذبة: الله لا يحرمكم من بعض..

وكانت جواهر تبي تستأذنه وترجع لهند
لكنها تفاجأت بهند تطلع عليهم، وتمر عليهم
وتقول بطريقتها المايعة: عن أذنج خالتي.. أخوي مستعجل..بأروح..

عبدالله لما شاف البنية طلعت
نزل عينه، وكان يبي يروح..

لكن هند وقفته لما قالت: عمي بو عبدالعزيز.. مساء الخير

ومدت يدها لعبدالله... عبدالله كان أصلا ما يصافح حريم.. لكن شاف البنت مدت يدها..
قال في نفسه: حرام هذي مثل بنتي.. وماني مفشلها..

فمد يده.. جاء يبي يفك يدها بسرعة.. بس هند ظلت شادة على يده..

وهي تقول بمياعة: الف مبروك عمي.. منك المال ومنها العيال.. إذا كان بعدها خالتي تقدر تجيب عيال..

جواهر هنا حست إنها خلاص على وشك الانفجار لشظايا محرقة مدمرة
وعرفت إن عبدالله خلاص اقتحم أخر حصونها اللي كانت تحاول بضعف الاحتماء خلفها من طوفان مشاعرها ناحية عبدالله..
لأن الغيرة كانت دليل صارخ على حبها لعبدالله وشعورها أنه ملكها هي وبس.

واللي كانت جواهر تحسه ماكان (مجرد) غيرة ..
كانت حاسة بنار محرقة قاتلة مرعبة تلتهم بوحشية قلبها واعصابها وأحشائها..
نار مستعرة ممكن تحرق كل شي قدامها بلمح البصر..

وخصوصا إن هند كانت بنت حلوة وجذابة جدا..
وجواهر اعتقدت أن عبدالله هو اللي طول وهو ماسك يد هند..

عبدالله في الأخير شد يده بقوة
وقال بشوي حدة: يا بنتي تأخرتي على أخوج اللي قاعد ينطرج..

هند بمياعة وهي تطالع عبدالله بنظرة خاصة: مع السلامة عبدالله..
والتفت على جواهر وقالت بملل: مع السلامة خالتي..

هند أصلا كانت قررت إنها ما ترجع لذا البيت..
عبدالله مستحيل يكون لها معه فرصة وهو عنده زوجة مثل هذي...
ونوف أصلا تحسها أفكارها طفولية بالنسبة لأفكار هند الشيطانية..

لكنها قررت إنها تترك لهم ذكرى صغيرة..


وتركتها..


****************


الشباب طالعين من النعيرية متوجهين للدوحة
محمد يسوق.. سالم جنبه
وجبر وخالد ورا..

محمد بنبرته المرحة: هاه يا جبير.. عادك بتخاوينا؟؟

جبر يضحك: لا حرمت.. ذبحنا البرد يا أخوك..

محمد يضحك: مهوب حولك.. الاسبوع الجاي احتفالا بامتحاناتي اللي بأخلصها.. بنرجع.. وبنخيم أسبوع وكلكم معي..

سالم بابتسامة: أنا اسمحوا لي..

خالد بعيارة: إيه المعرس.. ما يبي يبعد من الدوحة.. ما يبي يبعد عن ريحة الحبايب

سالم بضحك: نعنبو.. انتو تبون الواحد يذبح هله.. والا يذبح روحه عشان يخلص من تعليقاتكم..

محمد بعيارة: المهم يالربع.. تراني نسيت أقول لكم:
ترا سالم عازمنا كلنا نخاويه لشهر العسل..
وبعد المداولات ولأنه ما يصير مره معنا واحنا كلنا شباب.. فإحنا بناخذ سويلم مربط معنا
وبنخلي المدام تقعد في ربوع الدوحة تستانس بروحها.. وسالم يستانس معنا..

سالم يضحك: مهوب حولي.. أنا أصلا قبل عرسي بأسبوع بأعين بودي جارد معي.. أخاف تخطفوني. محيميد ذا يسويها.. وينكبني..

محمد بعيارة: يمكن أبي أنقذك..

جبر بمرح: عقبال ما تنقذني أنا..

خالد يضحك: وانا مالي نصيب في الانقاذ.. خاطري تنقذوني بعد..

محمد يضحك: أنت عادك بزر.. خلوهم لين يفطمونك من المرضاعة..


********************


نجلاء نزلت شايلة حمودي عشان تقعد مع أم جاسم..
وبالها مشغول مع جاسم اللي تركته نايم في الغرفة.. مع أنه عمره ماسواها ونام هالحزة..

أم جاسم كانت قاعدة مهمومة.. لما جات نجلاء.. دنقت على رأسها.. وسلمت.. وقعدت جنبها..

أم جاسم بهم كبير: نجلاء أنتي عارفة بغلاج عندي والله الشاهد..

نجلاء قلبها رقع (وش ذا المقدمة): أكيد يمه.. مافيه شك..

أم جاسم تكمل بذات النبرة المهمومة الجادة: أنتي تدرين أن دلال بنت أحمد فكت حدادها..؟؟

نجلاء بمودة: والله..؟؟ لازم أتصل فيها واسلم عليها...
زين والله.. عشان ترجع لشغلها المسكينة.. أكيد بتموت من قعدة البيت..

أم جاسم بتردد: وهذا هو الموضوع.. أنتي تدرين ان دلال كانت وحيدة أهلها.. وأمها توفت وهي صغيرة.. وأبوها توفى عقب عرسها بسنة..
وتعرفين إن دلال مسكينة لا تهش ولا تنش.. قعدت عند رجلها 6 سنين وماجابت عيال..
والحين مايصير تقعد بروحها.. البنية حلوة وصغيرة وينخاف عليها..

نجلاء عبرتها نطت ببلعومها وكأنها فهمت عمتها وش تبي: طيب يمه؟؟

أم جاسم بهم : أنا أبي جاسم يتزوجها.. أدري أنه الموضوع صعب عليج.. وما ألومج..
بس هالبنية نخليها لمن..؟؟
أخوي أحمد وصاني أنا وجاسم عليها.. مايصير تقعد في بيتها لحالها..
أدري ان المره مستحيل تقبل ضره.. بس دلال تعرفينها.. مافيه أطيب من قلبها..


نجلاء اللي حست إنها انذبحت بكل معنى الكلمة
وكأنها تشوف دمها يجري نهر ثائر أمامها يضرب ضفتيه بقسوة محمومة
( مره تشاركها في جاسم... ولا.. من بين كل الحريم.. دلال.. دلال عاد!!!!!!!)

نجلاء بنبرة مذبوحة: يمه تكفين بأخلي حمود عندج
وجاسم لو سأل عني.. قولي له طلعت مع ماجد شوي.. وبأرجع..

نجلاء قامت..وهي تطلع الدرج تبي تجيب عبايتها
اتصلت بماجد.. بصوت ميت: ماجد تعال ابيك الحين..
حاسة أني باموت والله بأموت.. أبي أطلع من البيت الحين.. تعال خذني.. تكفي يابو فيصل..

ماجد حس قلبه نُزع من مكانه بكل وحشية: 5 دقايق واكون عندج..


****************



جواهر بعدها واقفة حاسة بنار تحرقها .. تحرق كل خلية فيها وتحيلها لرماد.. نار تصهر جسدها وروحها وأعصابها ومشاعرها..

وعبدالله كان واقف محرج: أشفيج جواهر؟؟

جواهر اللي خلاص واصلة اخرها: لا تكلمني.. ما أبي أسمعك ولا أسمع صوتك..

وطلعت بحدة لغرفتها

ماوصلت غرفتها إلا عبدالله وراها..
يمسكها من عضدها ويشدها ويلفها ناحيته بقوة..
وأصابع كفه تضغط بقسوة على عضدها
ويسألها بحدة: ممكن أعرف سبب الكلام السخيف والحركة الأسخف اللي أنتي سويتيها.. أنا ماني بأصغر عيالج.. أنا رجلج..

جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه، عشان مايمد يده عليها..
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي باللي تجين الحين تعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجّال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس.. ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..

قمرهم كلهم 10-23-2010 04:42 PM

رد: (بعد الغياب)
 
جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه.. عشان مايمد يده عليها
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي اللي بتجين الحين وتعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..

عبدالله اللي خذ غترته ورماها على الأرض.. دف جواهر على السرير.. وقال لها وعيونه تطق شرار:يعني أنا في عينج ماني برجال؟؟ تبين تتأكدين؟؟

جواهر ما كانت مستوعبة اللي يصير.. شافت عبدالله يروح يقفل باب الغرفة.. ويرجع عليها وهو يفتح ازرار ثوبه.. كاشف عن عضلات أعلى صدره النافرة وعروق رقبته البارزة بقوة من شدة الانفعال..

جواهر نطت واقفة
عبدالله بغضب وهو يدفها مرة ثانية على السرير: أنا ما قلت لج قومي.. أنتي ما تبين تتأكدين من رجولتي..؟؟
خل نعطيج درس يأكد لج.. إذا كنتي نسيتي الدرس اللي قبل 18 سنة..

جواهر حست إنها مشلولة، وتفكيرها مشلول (وش سويت بروحي يارب؟) ..
لكنها كانت تحاول تقاومه بعنف.. بس ماقدرت على قوة عبدالله الجسدية الهائلة..
كانت ايدين عبدالله تثبت ايديها بقوة.. ووجهه مدفون في شعرها.. وانفاسه الحارة تكاد تحرق رقبتها.. وريحته الرجولية العميقة تحتويها بسحر موجع

حست قلبها بيوقف.. والاضطراب يهزها بعنف مدمر..
وكانت على وشك إنها تنهي مقاومتها.. اللي حست إنها تمثيلية مالها معنى..

لولا إن عبدالله بنفسه فلتها
و نط واقف..

وهو يقول بانفاسه الطايرة وصوته المرتعش: أنا آسف جواهر آسف.. سامحيني..

بعد عن السرير شوي..
في الوقت اللي جواهر رجعت لرأس السرير.. ولصقت ظهرها فيه.. وهي تضم نفسها.. وتوطي أطراف فستانها القصير على سيقانها.. وترتعش بعنف قاتل مثل عصفور مبلل

عبدالله بحزن وهو يتناول شنطة صغيرة فاضية من تحت السرير: ما أنكر أني كنت أتمنى لو أني استمريت للأخر.. وأني والله العظيم بذلت جهد خارق وقاتل ومؤلم وموجع عشان أوقف نفسي..
لأني مستحيل أغلط الغلطة هذي معج..
أنا حلمت كثير باللحظة اللي بتكونين فيها لي...
بس كان الحلم دايما مشترك..

أخذ الشنطة وبدا يحط فيها ترينغات رياضة وملابس داخلية

وكمل بانفعال يهزه هز: جواهر خلاص أنا ماعاد فيني صبر.. تعبت من التمثيل وكبت مشاعري..
وانتي منتي بحاسة فيني أبد.. ومربطة يدي بإحساسج بالقرف مني اللي ما اقدر أتجاوزه..

تدرين جواهر لو القضية مجرد شهوة ورغبة جسدية، كان شيء مقدور عليه..

لأني تعودت طول عمري على كبت رغباتي (وكمل بمرارة ممزوجة بحزن قاتل) لكن الأمر عندي يتجاوز هذا بكثير.. بكثير..

(بتردد حزين) روحي اللي تعبت من الوحدة والغربة والوجع تذوب والله تذوب بكل معنى الكلمة..
تذوب شوق ولهفة ووله لروحج.. ورغبة في الامتزاج بها ومعها وفيها..


جواهر لحد الحين مو قادرة تستوعب اللي هو يسويه
لأن مشاعرها كلها مع كلامه اللي كان يهزها هز: أنا باروح كم يوم للشاليه اللي في الخور.. عشان ترتاحين مني.. وانا اريح أعصابي اللي على وشك إنها تنفجر..

وإذا رجعت بأخذ وحدة من غرف الضيوف وأنقل أغراضي فيها..
انا ما أقدر أقعد معج في غرفة وحدة خلاص.. ما أقدر استحمل..

جواهر كان نفسها تنط.. وتوقفه..
وهي تشوفه يسكر شنطته..
ويسكر أزرار ثوبه..
ويتناول غترته وعقاله من الأرض..

بس ماسوت شيء غير إنها ظلت تراقبه..
لحد ماطلع وسكر الباب وراه
وغاب عن عيونها


*******************



ماجد خذ أخته اللي من لما ركبت معه وهي تبكي بهستيرية ووداها لبيته..

تركها تبكي براحتها على كتفه.. لحد ما شبعت.. لما بدت تهدأ، سألها بحنان: نجولتي الغالية ليش تبكي؟؟

نجلاء بصوتها الباكي: عمتي أم جاسم تبي تزوج جاسم..

ماجد بغضب نط واقف: وليه ؟؟

نجلاء بتأثر: تبي تزوجه بنت أخوها اللي توها فكت حدادها..

ماجد بتفهم: بس إذا هي تبي.. مو معنى كذا إن جاسم بيطيعها.. ليش سويتيها سالفة.. وخصوصا ان جاسم يموت عليج..

نجلاء رجعت تبكي: بس البنية أبوها وصى جاسم عليها، وساكنة في بيت بروحها ومالها حد.. يعني الواجب يقول إن جاسم ملزوم فيها..

ماجد بعيارة يبغي يفرفشها: حتى لو تزوجها جاسم.. بتصير هي سكند كلاس.. وأنتي الفرست..

نجلاء بانهيار: بلاك ماشفتها.. والله جاسم لو يتزوجها أصير أنا ثيرد كلاس.. حتى سكند ما أحصل..

ماجد اللي كانت جواهر حركت احساسه نحو الجنس الآخر: ليه لذا الدرجة حلوة؟؟

نجلاء بتاثر والتفكير الأنثوي يشل قدرتها على التفكير المنطقي: أنا أعرف أن جاسم يحبني وايد..
بس أنا أعرف أني عادية.. دلال أصغر مني وأحلى بوايد..
وعليها بياض ونعومة تفلق الصخر..
أشلون أقدر أنافسها ذي..؟؟
ممكن جاسم يظل وفي لي شهر والا شهرين..
بس عقب الا يذوب.. وخصوصا إنها طيبة ومسكينة والحق يقال..
يعني لو حلوة وأخلاقها شرسة كان قلت لي أمل..

ماجد بجدية: دام مواصفتها كذا أكيد بتحصل لها زوج..بعيد عن زوجج..

نجلاء بحزن: وهم يعني بيقعدون ينطرون لين حد يخطبها.. وخصوصا إنها كانت متزوجة 6 سنين وماجابت عيال.. يعني أي حد بيخطبها بيخاف إنها ماتجيب عيال..

ماجد مثل اللي يلقي خبر قنبلة: طيب ولو أنا خطبتها.. توافق علي؟؟


**************


جواهر اللي كانت بعدها قاعدة على سريرها مو قادرة تسيطر على أعصابها..
فوجئت بنوف تدخل عليها.. مثل الأعصار..
" يمه صدق أبوي رايح يقعد في شاليهنا اللي في الخور؟"

جواهر حاولت تمسك أعصابها وردت بهدوء: وهي تمسح على شعر نوف: إيه حبيبتي؟؟

نوف بحزن: ليه ياربي.. أنا متعودة على وجوده أيام امتحاناتي.. أحس ما أقدر أدرس من غير طلته كل شوي علي..

جواهر حست بطعنة قاسية في قلبها.. وهي تشعر إن زواجها من عبدالله بدل ما يدعم نفسية عيالها ويدفعهم لقدام، بدأ يأثر على نفسيتهم

هذاك اليوم عزوز زعل من نومة أبوه تحت، واليوم نوف حزينة أنه راح وقت امتحاناتها..

جواهر ردت بهدوء: هو عازم رياجيل هناك.. وبيرجع بكرة ان شاء الله..

نوف بتشكك: بس هو قال بيقعد كم يوم؟؟

جواهر بثقة: بيرجع بكرة يا قلبي.. المهم أنتي تركزين في دراستك.. وامتحانج اللي بكرة..

نوف اللي ابتسمت: أكيد مامي..

جواهر بحب: أكيد يا قلبي.. ويالله روحي كملي دراستج وأنا جايتج بعد شوي..

جواهر اللي كانت معتزة بكرامتها جدا.. لكن توصل لحد مصلحة عيالها ولا.. أرسلت مسج لعبدالله:

" نوف
متأثرة وايد من غيابك..
أنا قلت لها أنك عازم رياجيل
و بترجع بكرة
أتمنى ما تطلعني كذابة قدامها..
ومشاكلنا أعتقد أنه ممكن نحلها بيننا
بدون ما يحسون عيالنا"


بعد دقايق وصلها رد عبدالله

" جواهر
أنا تعبان حدي ما أقدر أرجع بكرة
عطيني كم يوم
واللي يرحم والديج
دوري لنوف عذر"

جواهر تربطت يدها.. ما تقدر تهين نفسها وتترجاه أكثر من كذا..


****************


منيرة في غرفتها قاعدة على سريرها
عيونها شاردة..
أهلها أصبحوا شبه متاكدين أنها أصبحت مجنونة..
إلا سارة..
اللي كانت دموعها ما تنشف
وإحساسها بالذنب يقتلها..

أبو علي
دخل غرفة بناته بالراحة
لما شاف منيرة بعدها على قعدتها
وعيونها خالية من الحياة..
حس ألف رمح يطعنون قلبه بكل قسوة الدنيا

قرر يريح ضميره
ويقول لها شيء يمكن ينتزعها من حالة الجنون
رغم أنهم أصبحوا يشكون أنه فيه شيء ممكن يرجع منيرة المجنونة اليوم.. لمنيرة المرحة المليانة حياة أمس

قرب منها وجلس جنبها.. وقال لها بحنان كبير:
" منيرة يا أبوس
سالم بيوصل الليلة من السفر
وبكرة إن شاء الله من الصبح
بأروح أنا وياه المحكمة وأخليه يطلقس"

منيرة من سمعت كلام أبوها
حست كأن الحياة رجعت لروحها اليابسة كأرض جرداء أغرقتها أمطار الخصب

نطت تسأل أبوها بحماس :صدق يبه صدق
مع أنه لها 3 أيام ما تكلمت بكلمة

أبوها بصدق وحب وفرحة خرافية: اللهم لك الحمد والشكر.. لو أدري أن الكلمة ذي بتونسس كان قلتها لك من أول يوم
صدق يا أبوس صدق..بكرة بأخلي سالم يطلقس
وسالم الله بيرزقه "

سارة اللي غرد قلبها من الفرحة لرجوع منيرة لهم...ماكانت مصدقة اللي قاعد يصير قدامها..
وخصوصا أن منيرة نطت تحضن أبوها وتبوسه: يبه تكفى أرسل السواق لبيت مها.. خله يصور لي أوراق امتحان بكرة... أبي أدرس.. ويالله الوقت يكفيني

أبوها بحب وسعادة وهو طالع: إن شاء الله يا أبوس.. إن شاء الله..

سارة قربت بفرحة مجنونة تبي تحضن منيرة
لكن منيرة وقفتها بيدها.. وقالت بحقد : سارة أنا عمري ماراح انسى انس خدعتيني.. وبديتي سالم علي..
أنتي مو بس خدعيتيني.. أنتي طعنتيني أقسى طعنة ممكن أخت تتلقاها من أختها..
وضحى تبي فستان لعرسها؟؟ هاه ؟؟ لذا الدرجة هنت عليس؟ لذا الدرجة

سارة حست إن قلبها مات وروحها انطفت.. وتراجعت وهي تحس قلبها ينزف دمع ودم..


******************


نجلاء المصدومة طالعت في ماجد: أنت من جدك؟؟

ماجد بثقة: أكيد..

نجلاء بدهشة: يعني عقب ماصرعتنا على جواهر.. وكنت حتى بتخرب زواجها من عبدالله..
جاي بهالسرعة تبي وحدة غيرها.. ما تدخل في الرأس ذي..


ماجد بلهجة جادة: أنا قبل كنت رافض فكرة الزواج بالكامل.. وتدخل أي مره في حياتي..
بس بعد جواهر صرت مقتنع بالفكرة..
ولما جواهر صار نصيبها مع غيري.. ليش أنا بعد ما أشوف نصيبي مع وحدة تنسيني إياها..

نجلاء بتحذير: بس دلال موب نفس مستوى جمال جواهر..

ماجد بتحسر: وجواهر من مثلها.. بس خلاص صارت نصيب عبدالله أول وتالي

وكمل باستفسار: أنتي مو بنت خال زوجج ذي تقولين حلوة وأخلاقها زينة؟؟

نجلاء بثقة: إلا حلوة ونص.. وأخلاقها فوق ما تتصور.. بس (كملت بحذر) بس أخاف إنها يكون عندها مشكلة في الانجاب..

ماجد بإيمان: ويمكن كانت المشكلة من زوجها... أنا نفسي انشرحت لذا البنية خلاص..

نجلاء بخوف: أخاف جاسم يقول أنتي دزيتي أخوج عشان يخلصج من بنت خالي..

ماجد بثقة: ماعليج من جاسم وأم جاسم.. خليهم علي..
وانتي طمني نفسج على جاسم اللي بيقعد من أملاكج الحصرية..


***************



دانة نايمة على ذراع سعود.. وسعود يلعب بشعرها
القعدة اللي أصبحت قعدة سعود المفضلة..
ويسولفون..

رن موبايل سعود..

(غريبة من بيدق ذا الحزة؟؟)

تناول موبايله بيد.. ويده الثانية تحت رأس دانة وشاف اسم محمد

سعود بشوي غضب: محمد مو كنك تأخرت..

سعود انتزع يده بعنف من تحت رأس دانة
ونط بعنف وهو يسمع محمد يصيح في التلفون بكل ألم الدنيا ووجيعته:

" ألحقنا يا سعود ألحقنا.. أفزع لنا تكفى .................................................. .................................................. ............."

قمرهم كلهم 10-23-2010 04:43 PM

رد: (بعد الغياب)
 
سعود رمي موبايله على السرير
ونط يفتح أدراج التسريحة بسرعة وتوتر وجنون..
كأنه أصيب بما يشبه ماس كهربائي ينفض جسده بأقسى درجات الرعشة..

دانة اللي ارتعبت من شكل سعود اللي تغير 180 درجة
نطت وهي تسأل سعود بقلق: سعود انت ايش تدور؟؟ ومحمد بعيد الشر فيه شيء؟؟

سعود المتوتر والقلق والحزين واللي ضايع في انفعالاته: أدور جوازي.. وين راح؟؟ بأروح الحسا الحين..

دانة مثل اللي انضربت على رأسها صاحت برعب وهي تطيح على الأرض: خالد مع محمد.. العيال فيهم شيء سعود..؟؟ تكفى يا سعود علمني..

سعود طلع جوازه ورجع مكان مادانة طايحة على الارض ووقفها بقوة ..
وركز في عيونها مباشرة وايديه على أكتافها.. وهو يقول بتوتر وجدية: العيال إن شاء الله أنهم بخير..

اسمعيني يا دانة عدل.. أمي وخواتي أمانة في رقبتش لين نرجع..
عمرنا ماخليناهم انا محمد بروحهم.. لازم حد منا موجود..
والحين حتى خالد اللي كان ممكن أوصيه عليهم مهوب موجود..

أبي أحس أني وراي رجال في البيت لا تشغلين بالي عليكم
(سعود كان يتكلم في الوقت اللي عشرات الانفعالات تخطف دانة ووجهها وقلبها)

تكفين.. أمي لا تدري بشيء: أنا في الزام.. ومحمد عجبه الوضع في النعيرية وبيقعد يومين..

وعقب التفت سعود على موبايل دانة المحطوط على التسريحة
خذه ودقه شوي وعقب قال بنفس لهجته الجادة المليانة توتر: أنا سيفت رقم سواقنا سيد علي عندش، والحين أنا باعطيه فلوس وأنا طالع

أي شيء تبونه وصوه عليه.. هو رجال كبير وله سنين عندنا، أنا بأوصيه يقفل بيبان البيت الخارجية من برا.. قبل ينام.. ويفتحها الصبح

بس انتي تاكدي أنش قفلتي كل البيبان من داخل كل ليلة..

دانة برعب: سعود لا تخوفني عليكم.. وش السالفة؟؟ أنتم مطولين..؟؟

سعود باستعجال: إن شاء الله ماحنا بمطولين.. بس انا للحين ما اعرف الوضع هناك.. و هذي مجرد تنبيهات عادية..

وعقب طلع سعود بطاقة فيزا من محفظته وقال بجدية: خذي يا دانة، ولا تخلين شيء يقصركم لين اجي، بارسل لش رقمها السري مسج الحين..

دانة رجعت البطاقة وهي تقول بألم جارح: الخير واجد يا سعود
انت ليش تسوي كذا.. كانكم بتغيبون سنة
حرام عليك اللي تسويه فيني.. موتت قلبي والله العظيم

سعود بلهجة حزن وهو يفتح يد دانة ويسكر على البطاقة فيها: دانة تكفين ماعندي وقت للكلام..
مثل ماقلت لش.. انا تارك وراي رجال في البيت
خلي بالش من نفسش وامي وخواتي..
وما ابي حد يعرف عن أي شيء لحد ما اتصل فيش..

بعدها حب رأسها وطلع، وهو على الباب
قالت له دانة بحزن بلهفة بوجع: لا إله إلا الله..

سعود بحزن: محمد رسول الله..


****************


ماجد رجع أخته لبيتها..
وطلب يتكلم مع أم جاسم شوي..

أم جاسم لبست برقعها وجلالها، وقالت لنجلاء: خليه يتفضل..

كانت أم جاسم محرجة جدا ، كانت متوقعة إن ماجد يبي يعاتبها
وهي ما تقدر تلومه، مافيه رجال حر يرضى الضيم على أخته..

ماجد دخل وسلم، وقعد على الكرسي المقابل لام جاسم..
في الوقت اللي نجلاء انسحبت تشوف زوجها وولدها النايمين..

ماجد باحترام: أم جاسم طال عمر غاليج، وش تقولين فيني؟؟

أم جاسم بحرج: والنعم والسبعة أنعام.. ليت كل الرياجيل مثلك..

ماجد بنفس النبرة الجدية: يعني لو خطبت عندكم.. تزوجوني؟؟

أم جاسم باستغراب: بس ياولدي أنا ماعندي إلا بنتين كلهم متزوجات..

ماجد بلهجة خاصة: وبنت أخوج أحمد...

أم جاسم كحت: إذا أنت جاي تسوي ذا الحركة عشان أختك، ترى دلال ما تستاهل كذا.. دلال تستاهل رجّال شاريها..

ماجد بثقة: وانا شاري..
يعني يا أم جاسم.. أنا الرجّال العزابي اللي ماني بشاري
وجاسم الرجّال المعرس اللي يحب زوجته وعندهم ولد هو اللي شاري..

وربي اللي خلقني يا ام جاسم، أنه من مدح نجلاء لبنت أخوج أني نفسي انفتحت لها.. وتمنيتها صدق تصير مرتي..
إلا لو أنتي شايفتني ماني بكفو نسبكم..

أم جاسم باستنكار: إلا كفو ونص.. ودلال وين تلاقي مثلك..
بس يا ولدي عشان تكون على بينة، البنت لها 6 سنين متزوجة ماجابت عيال..
وماحد يدري العيب فيها أو في رجلها الله يرحمه..

ماجد بجدية: نجلاء قالت لي.. وانا قلت لج إني شاري..
أسألي البنت، لو وافقت علي.. مهرها في نفس اليوم عندكم.. وموعد العرس براحتكم..

أم جاسم بجدية: الموافقة إن شاء الله إنها بتوافق..
بس العرس على طول تتملكها وتأخذها لبيتك..
لأني أصلا ما أصريت أزوجها جاسم إلا لاني خايفة عليها من القعدة بروحها..
وإذا إن شاء الله كتب لكم نصيب مع بعض.. عرفت ليش أنا خايفة عليها كذا..

ماجد بتوتر(لحول وش ذا البلشة.. ما أسرع) : زين يا أم ماجد اللي تشوفونه..

نادي لي ولا عليج أمر على جاسم أتكلم معه بشكل رسمي


***************


نوف وعبدالعزيز ما ناموا إلا بعد ما اتصلوا في أبوهم عشرين اتصال..
عبدالله طمنهم عنه بس ماقدر يقول لهم كم يوم بيقعد..

في الوقت اللي جواهر كانت بتموت تبي تسمع صوته..
تبي تتأكد إن نبرة الحزن اللي غرقت أخر كلماته لها قبل يطلع واللي ذبحتها من الوريد للوريد تغيرت..

بتموت تبي تطمن عنه.. تشوف وضعه أشلون..

كانت على اعصابها وهي عارفة انه بيسوق هالمسافة كلها ووضعه النفسي على الحال اللي هو طلع بها..
ارتاحت شوي.. لما أكدت لها نوف إنه وصل بالسلامة..

جواهر متمددة على سريرها.. والنوم مجافيها..

الحزن يغزو قلبها من كل ناحية، ماتوقعت إن الوضع بينها وبين عبدالله ممكن يوصل لهذا الحال من التأزم وبعد ايام بس من زواجهم..

(لو كان حد قال لي قبل 5 ايام.. انه أنتي وعبدالله بيصير بينكم خلاف بيخليه يطلع من البيت، كان قلت: أبركها من ساعة، فكة منه ومن وجهه..

أشلون الحين حاسة كأن روحي فارغة وجرداء كصحراء قاحلة مثل الغرفة بدون حسه.. وصوته ورائحته..)

جواهر قامت من السرير، على الشماعة باقي غترة لعبدالله معلقة مابعد انغسلت..

خذتها جواهر بحنان.. ورجعت للسرير، لكن للناحية الي كان عبدالله ينام عليها، فرشت الغترة على مخدته، وحطت رأسها عليها...

خذت نفس عميق جدا من أعمق أعماق روحها وماضيها ومراهقتها وشبابها.. والباقي من عمرها..


وبكت..


***************


عبدالله على شاطئ الخور..
يجلس مقابل الشاليه على الشاطئ مباشرة..
الجو شديد الرودة.. يحمل نسائم بدايات يناير الصقيعية..

أشبه مايكون في جلسته بـ(مارس) رمز الحرب عند الرومان..

مارس الأسطورة.. محرك الحروب.. وآسر الحسناوات

يجلس على مقعده يبث شكواه الأسطورية للبحر، عل شقيقه اليوناني بوسايدون رمز البحر يرسل حورياته لانتزاع الحزن من قلبه..

عبدالله كان أسطورة حقيقية بوسامة أسطورية.. رماها حظها العاثر في حبائل أنثى أسطورية بحسن أسطوري..

وحينما تتواجه الأسطورتان ..
يحضر حزن أسطوري بنفس مستواهما.. بنفس عمقهما.. بنفس يأسهما..

عبدالله يجلس بلبس خفيف دون أن يخطر بباله انه يرجع للداخل لارتداء جاكيت يصد عن جسده العاري لسعات البرد القارصة..

(البرد سكن قلبي.. وش فيها لو سكن جلدي بعد!!!)

(تعبت ياعبدالله والله تعبت.. والله وجابت رأسك جواهر..
آه ياجواهر على قسوتك..
لهالدرجة قلبك أسود..
ماسمعتي: ارحموا عزيز قوم ذل..
هذا أنا وانتي..
حبك داس على كرامتي..
وأنتي تطاولتي على رجولتي..
والشرخ بيننا اتسع
ومسامحتك لي اصبحت حلم بعيد المنال
بعد الجنون اللي أنا سويته)


***************


الوقت قرب صلاة الفجر
سعود قرب من الأحساء
دانة نهائي ماتركته
تقريبا كانت تكلمه طول الطريق
وهو عشان كذا
ركب سماعة البلوتوث في أذنه
عشان يقدر يكلمها وينتبه للطريق..

سعود حاس بضيق نفسي غير طبيعي..حاس بثقل في روحه المرهقة من الخوف والقلق والفزع
يتصل على جوال محمد اللي يعطيه مغلق.. ومع كل اتصال لا رد عليه.. تزداد حالة سعود سوء على سوء
والرعب والقلق أتلفوا أعصابه اللي أصبحت مثل شعرة رفيعة على حد سكين مشحوذة بحدة..

رغم أن الفرق بينه وبين محمد 3 سنوات بس.. لكنه يحس أن محمد ليس مجرد أخوه.. لكن ولده.. مثل ما يحس إن الجازي ومها بناته..

وصل مستشفى الملك فهد بالأحساء.. وقف سيارته مايدري حتى وين وقفها..

ونط يركض بدون إحساس للطوارئ..
بعد ماقفل تلفونه اللي كان اصلا شحنه خالص..
مايبي دانة توتره لين يتأكد من وضع الشباب أشلون..

أول مادخل مع باب الطوارئ..

شاف محمد قاعد على الكراسي دافن وجهه بين إيديه..
وثيابه غرقانه دم..

وقتها سعود ماقدر يكمل..


انهار


وطاح على ركبه على بلاط المستشفى البارد..


قمرهم كلهم 10-23-2010 04:46 PM

رد: (بعد الغياب)
 
سعود لما شاف محمد والدم مغرقه.. ماقدر يستحمل..

حس رجوله أصبحت مادة هلامية غير قادرة على احتمال ثقل جسده

محمد اللي انتبه للرجّال اللي طاح عرف بقلبه قبل عينه أنه سعود..
قام يركض له وهو يسحب رجله والممرضين وراه برعب..

محمد بعمق حزين قاتل ساكن كسكون الموت: سعود أنا بخير.. قم جعلني فداك..

سعود تسند على يد الممرض اللي قومه وقال له بقلق: لا يا أخويا.. الأستاز مش بخير خالص..
عنده أصابات مختلفة في مختلف نواحي جسمه ونزف كثير.. واعتقد أنه يمكن عنده التواء في الكاحل.. إزا ماكنش كسر..

بس هو معند.. ما يتعالجش إلا لما يتأكد أن التلاتة اللي معاه كلهم كويسين..

سعود بلهجة قلق قاتل: والثلاثة الباقيين أشلونهم؟؟

الممرض: اتنين وضعهم مستقر وحالتهم أحسن حتى من حالة الأستاز اللي مش راضي يتعالج.. بس التالت حالته صعبة خالص وتحت رحمة ربنا


**************


جواهر صحت بدري.. مع أنها ما نامت إلا بعد ماصلت الفجر..

كانت تبي تتطمن على نوف ودراستها.. وخصوصا أن امتحان نوف بعد ساعتين..

بدلت وجات تبي تطلع، رن موبايلها، رقع قلبها لهفة ووجع
مافيه حد بيتصل بدري كذا إلا لو كان عبدالله..

لكن المتصل كان أخوها عبدالعزيز يخبرها عن العرض الخيري اللي مسويه راشد وزملائه في فيلاجيو لجمع التبرعات لأهالي غزة..
ويطلب منها تبلغ كل الناس اللي تعرفهم..

جواهر ردت عليه بود: إن شاء الله ياقلبي، وانا راجعة أنا ونوف من الجامعة بنمر عليه شوي.. عشان نوف لازم ترجع تدرس امتحانها اللي بعد بكرة..

لما قفلت من عبدالعزيز، فوجئت بثمان مسجات ماانفتحت

فتحتهم

وصعقت..

السبعة الأولى مسجات حب وغزل ساخنة جدا.. في كل مسج اسمها هي..

(شكت بأمل ضعيف دامي أنها ممكن تكون من عبدالله)

حتى وصلت للمسج الأخير فيهم

" جواهر ياروحي أنتي
والله أنه مايعرف قيمتك
ولا يستاهل تراب رجولك
أنتي قاعدة في البيت
بس هو وين الحين؟؟
ومع من؟؟
وفي حضن من؟؟
إذا هو ماعارف النعمة اللي عنده
والله غيره عارفها
إذا هو يرفس النعمة
غيره بيموت يبيها "


جواهر توترت.. وتوترت بشدة.. (من هذا؟؟ وأشلون عرف إن عبدالله موب في البيت...)

(يكون ماجد؟؟
لا لا مستحيل.. ماجد رجّال فيه خير ومايسويها..)


جواهر كانت تبي تتصل في أخوها عبدالعزيز.. تعطيه الرقم.. عشان يتصرف..
بس عقب قالت لروحها: عبدالعزيز بيستغرب ليه أقول له، وما أقول لعبدالله...
أنا بأنتظر شوي.. لو تكررت المسجات تصرفت..

وعقب مسحت المسجات كلها


****************


عبدالله مانام نهائيا..
كان مرهق جسديا ونفسيا
ومستنزف روحيا..
قعدته هنا ماريحته ولا حتى شوي..
وهو قلق على نوف وامتحاناتها..
بس مايبي يرجع
العذاب بعيد عن جواهر أهون من العذاب جنبها

(الحين أبي أنام
واذا صحيت
يحلها الحلال)

خذ حبتين منوم.. مع أنه أصبح يكره اضطراره لاستخدام المنومات عشان يخدر روحه قبل جسده..


******************


أم جاسم عند بنت أخوها دلال في بيتها..دلال كانت ساكتة وحزن حاد يعصرها..

أم جاسم بود: هاه يا بنتي وش قلتي؟؟

دلال بحزن: يمه تكفين.. أنا جربت نصيبي في العرس.. الله يرحمه ما أبي أتكلم عليه.. بس كرهني في الزواج والرياجيل..
ويوم الله رحمني منه.. تجين تبين ترجعيني لذا الدوامة مرة ثانية..

أم جاسم بحب: يادلال أنا مربيتج مع بناتي.. وأنتي والله العظيم أغلى على قلبي منهم..
تعتقدين أني بارميج على واحد ممكن يعذبج..؟؟

دلال بحزن غامر: مثل ما أبوي رماني.. مع أن أبوي كان يحبني أكثر من روحه وعيونه..

أم جاسم بحزن: أبوج أنغش فيه.. وأنتي عارفة أني ما كنت راضية بالمرحوم.. بس ماجد غير والله غير يا بنتي..

دلال بحزم حزين: ما أبيه يمه.. يمكن أنتي بعد منغشة فيه مثل ماكان أبوي منغش في المرحوم.. وأنا ما أبي أتزوج خلاص لا ماجد هذا ولاغيره.. أنا اكتفيت من جنس الرياجيل كله

أم جاسم بحزم: يا تاخذين ماجد.. يا تأخذين جاسم.. وبما أنه أنتي خايفة من ماجد لأنج ما تعرفينه.. فأكيد ماراح تخافين من جاسم لأنج تعرفينه عدل..



****************


فاطمة ومها ومنيرة..
توهم خلصوا امتحانهم..

منيرة حزينة لابعد حد، والبنات قاعدين جنبها ويواسونها

منيرة بحزن: زين لو نجحت على الحفة، عقب ما كنت متوقعة أجيب في المادة هذي أ..
الله يأخذك ياسالم الله يأخذك.. كله سبايبك..

مها برعب: حرام عليش تدعين عليه كذا.. لا ومن قلبش بعد..

منيرة بحقد: الله يوريني فيه عقوبته.. مثل ماخرب حياتي..

فاطمة برعب هي الثانية: حرام عليج منتي بصاحية.. ليش تدعين على الولد كذا.. خلاص طلاق بيطلقج.. وش تبين فيه تدعين عليه..؟؟

منيرة اللي قلبها انحرق وصار أسود: زين وطلقني..؟؟ وأيام العذاب اللي أنا شفتها وعانيتها تعدي كذا.. مايعاقبه ربي عليها..؟؟

مها بعمق: بس سالم ماله ذنب.. لا تصيرين حقودة كذا..
لا تحطين حقدش على هلش فيه.. يعني لأنش ماتقدرين تدعين عليهم.. تدعين على ذا المسكين..

منيرة بقهر: خلي الله ياخذه.. من اللي بيحزن عليه يعني..؟؟ لا أم ولا أخوان



*************


جواهر ونوف راجعين من الجامعة..
جواهر طلبت من أفضل يوديهم فيلاجيو..

نوف بتوتر: يمه أبوي بيرجع اليوم؟؟

جواهر بنبرة هادئة خلفها ألف انفعال: إن شاء الله حبيبتي..

جواهر كان فيه ألف هم يتنازعون في قلبها...

غياب عبدالله اللي هي بتموت قلق عليه وشوق له..

والمسجات الوقحة اللي ما وقفت من صبح..
واللي مع كل مسج تزداد حراراتها ووقاحتها.. ونبرة التحريض على عبدالله والتشكيك فيه.. وأنه صاحب علاقات نسائية متعددة..

جواهر أخر شيء هداها بالها، إن موضوع المسجات خطير وما ينسكت عليه..
ولو سكتت عليه ممكن يخرب بيتها..
قررت أنها تقول لعبدالله عنها.. لأنه هذا هو الحل الصحيح
حتى لا تدخل نفسها في دوامات بعد كذا..

اتصلت في عبدالله مرتين بس مارد عليها..
جواهر حست بألم.. (مايبي يرد علي)

جواهر كانت كرامتها تحاول إنها تقنعها أنها خلاص ما تقول لعبدالله شيء.. وبكيفه..

بس عقلها قال لها: لا تتهورين في موضوع خطير مثل هذا..

فارسلت لعبدالله مسج:
" عبدالله اتصل لي
أبيك في موضوع ضروري"

لكن عبدالله (اللي كان رايح في النوم) مارد عليها..

أخر شيء قررت جواهر انها تجيبها له على (بلاطة) وبكل حدة جارحة :

" عبدالله
فيه واحد مستلمني مسجات وقحة
من لما أنت طلعت من البيت
أنا حبيت ابري ذمتي
بما أنه اسمك زوجي"

بس عبدالله بعد مارد عليها.. جواهر ولعت (صدق مافيه نخوة ولا مروة ولا غيرة)

قررت تلعب على الحبل الاخير..

" عبدالله استلم كم مسج من المسجات اللي جاتني"

بس بعد عبدالله مارد عليها..

حست قلبها مات بكل معنى الكلمة (معقول لهالدرجة أنا بدون قيمة عنده؟!!)

لكن قبل ما تنهار الانهيار الأخير..
قررت تقوم بمحاولة أخيرة
خذت نفس عميق: نوف دقي على أبوج..

نوف اللي دقت مارد عليها أبوها، فقررت تتصل على حارس الشاليه
اللي قال لها أنه راح جاب لعبدالله بنادول نايت.. وإنه نايم الحين..

جواهر اللي قلبها رجع يتنفس من جديد والحياة تدب فيه.. ارتعبت (يا ويلي.. ليتني ما أرسلت له المسجات اللي جاتني.. الحين وش بيفكني منه؟)


******************


دانة من لما طلع سعود من عندها..
أصبحت مثل جسد بدون روح..

حاسة بقلق خرافي..بل رعب قاتل..

طول اليوم وهو تدور في البيت.. موبايل سعود مقفول
وتتصل من أمس على موبايل خالد اللي مغلق هو بعد..
أصبحت متأكدة إن الشباب صار عليهم شيء كايد
والرعب عندها ارتفعت وتيرته لأقصى حد...

وهي صارت مثل حارس للبيت.. كل شوي تطل على البنات وأم سعود..
مها من لما راحت الجامعة لحد مارجعت وهي كل شوي تتصل عليها..
والجازي ما أرتاحت لحد مارجعت من المدرسة..

مها تقول لها بعيارة: يعني عشان سعود في الزام.. تخنقيننا كذا.. وإلا هذا من تأثير الشوق له.. تحطين الحرة فينا


**************


سعود متمدد تعبان على سرير جنب سرير محمد اللي كان مخدر.. رايح في النوم

سعود طلب من الدكاترة والممرضين أنهم يساعدونه يمسك محمد بالغضب.. ويبنجونه عشان يشوفون وضعه الصحي..

محمد كان مصمم بجنون أنه مايخلي حد يقرب منه لحد مايصحا سالم ويتطمن عليه..
بعد ما تطمن على خالد وجبر..
وكان ينط على رجله المكسورة.. قدام غرفة العناية اللي سالم مرقد فيها..

سعود جاه من وراه وكتفه.. سعود كان أطول من محمد وأعرض وبنيته أقوى..
في الوقت اللي محمد أصلا كان منتهي ونازف كثير.. فماقدر يقاوم كثير..
رغم أنه كان يصيح بألم ووجيعة وقهر: تكفى يا سعود..تكفى خلني.. تكفى خلني لحد ما أتطمن على سالم أول..

سعود أصر ما ينقل لمحمد دم غير دمه هو.. فسحبو دم كثير من سعود.. لحد مابدأ سعود يفقد وعيه..

الحين سعود وضعه أحسن شوي
بس بعده مرهق لأبعد حد.. كان يبي يتصل بدانة يطمنها ويتطمن عليها وعلى أمه وخواته..

بس كان مو قادر يقوم من التعب..
والموبايل فاصل شحنه.. ومايدري من وين يشحنه..

كان سعود يطالع محمد بحنان..
يبي يتأكد للمرة الألف انه حي وبخير..

محمد كان في جسمه إصابات مختلفة من شظايا زجاج السيارة اللي تحطم من قوة ارتطامهم بالشاحنة اللي كانت واقفة في نص الطريق بس محمد ما أنتبه لها.. عدا عن كسر مضاعف في رجله اليسار..

قد ماكان سعود فرحان لسلامة محمد وخالد وحتى جبر..
كان حزين بذات العمق على وضع سالم الخطير..

سعود كان يحس ناحية سالم بمودة خاصة..
لأنه كان يحس وبعمق أخوي إنساني كبير بأحاسيس سالم اللي تيتم من كل ناحية..
ومع كذا ماخلى الحياة تهزمه.. لكنه حاول يهزمها..

لكن الحياة الحين طلعت لسانها لسالم..
وقالت له: نجيت أول مرة من الحريق مع هلك؟؟ ياترى بتنجى الحين؟؟


******************



جواهر ونوف في فيلاجيو..

نوف بتوتر: يمه أخاف أبوي يرجع البيت ما يلاقينا.. وانا أبي أدرس.. خلينا نروح..

جواهر بحب: يا حبيبتي بس أروح للعرض الخيري.. أتبرع هناك.. واعطيهم تبرعات القسم.. ونشجع راشد شوي..

نوف بطفش: ومن راشد بعد؟؟

جواهر بنبرة احترام ودية: هذا ولد والله العظيم انه يمثل نموذح مثالي للشباب.. الله يحفظه.. أعرفه من يومه صغير.. هله جيران بيت خالي..

وصلت جواهر لمكان التبرع..
وشافت راشد واقف يوزع البورشورات..
جواهر اتجهت ناحيته: السلام عليكم..


راشد اللي عرف صوتها، قال وعينه في الأرض: هلا والله بأم عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامة عيالج.. عبدالعزيز قال لي.. وقلت له يوصل لج سلامي..

جواهر بود راقي: وهو بلغني.. وهذا أنا وبنتي جايين اليوم نسلمكم تبرعات باسم قسمي في الجامعة..

راشد رفع رأسه باحترام وود، وشاف البنت اللي ملامحها طفولية جنب جواهر ولابسة عباية مسكرة وشيلتها مثبتتها عدل على رأسها : ياحليلها بنتج..الله يخليها لج.. زين تسترينها كذا من وهي صغيرة..
ووجه كلامها لنوف: أي صف يالشاطرة؟؟

نوف ضحكت وقالت بعيارة محترمة: صف أولى جامعة يا عمي..

راشد تمنى الأرض تنشق وتبلعه من الاحراج
وجواهر عصبت على نوف لابعد حد..
بس كتمت عصبيتها.. وقالت لراشد: تفضل.. واسمح لي أهنيك على تفانيكم في خدمة قضايا الأمة.. الله يكثر من أمثالك..

راشد خذ الفلوس وهو موقادر يرفع عينه من الأرض: مشكورة يا أم عبدالعزيز والله يكثر من أمثالك بعد..

ثم انسحبت وهي تشد نوف من يدها

نوف بتوتر: يمه وش فيج علي؟؟

لما وصلوا السيارة، جواهر بحزم: عقب اليوم ما تطلعين من البيت إلا لابسة النقاب اللي عطيتج.. حجتج المتكررة أنج صغيرة خلاص ما أبي أسمعها..

نوف برجاء: يمه فديتج توني على النقاب..

جواهر بحزم أكبر: أنا قلت كلمتي وخلاص .. إلا لو تبين تسمعينها من أبوج بعد..
نعنبو.. الولد استحى وانتي ما استحيتي..

نوف باستسلام: خلاص يمه خلاص اللي تبينه..


********************


جواهر .. انتظرت اتصال من عبدالله
طول فترة المساء لحد ماجات الساعة وحدة بالليل
بدون مايتصل

جواهر بحزن وتوتر: خلاص .. أكيد ماراح يتصل الليلة ولا يجي..

وتمددت جواهر بنفس وضعيتها البارحة..
على غترة عبدالله.. وفي مكانه..
وهي تحس إن ريحة عطره الدافئة اللي معبية غترته تهدي شوي من وجيب قلبها المضطرب.. وتسكن أعصابها المنهارة


*****************


عبدالله صحا من النوم تقريبا على الساعة 12 ونصف..

قبل مايسوي أي شيء
توضأ وصلى صلواته الفايته.. وهو يلعن الشيطان.. وهو عاتب جدا على نفسه..

(ماذي بحالة يا عبدالله .. عمرك مامرت عليك ذا الحالة.. تفوتك كم صلاة ورا بعض من سبة النوم)

عقب سوى له كأس شاي عشان يصحصح.. وخذ التلفون يبي يتصل بماجد.. يفضفض شوي ويسولف..

فوجئ بالاتصالات..
لكن انصرع واحترق وانذبح من المسجات..

عبدالله حس أنه ولع.. احترق.. انتهى من الغضب..
حس بالنار تجتاحه من أطراف أصابعه لأخر أطراف شعره.. وهو يتخيل مجرد تخيل (مجرد تخيل) إن جواهر قرت ذا المسجات.. فكيف وهي قرتها حقيقة
(لا وهذي بعضها.. عجل الباقي أشلون..)

بدون تفكير .. وحتى بدون مايبدل ملابسه الرياضية.. ركب سيارته وهو راكبه الف عفريت..


*******************


الساعة 2 ونصف صباحا..

جواهر نايمة بغرفتها..
عبدالله وصل للبيت
مايعرف أصلا أشلون وصل
لأنه ماكان يشوف الطريق من الغضب والحرة والعصبية اللي كانت معميته..

أشلون قطع الطريق من الخور لبيته في الدوحة في 40 دقيقة.. مايعرف..
كم رادار قطع.. مايعرف..
أشلون ربي ستر عليه طول الطريق.. مايعرف

رأسه فيه هدف واحد بس
مثل علامة استفهام ضخمة تلتهم أفكاره.. ثم تعيد نسفها

هدف واحد بس



جواهر


قمرهم كلهم 10-23-2010 04:50 PM

رد: (بعد الغياب)
 
جواهر كانت مستغرقة في النوم
تحتضن تحت رأسها مخدة عبدالله المغلفة بغترته...

عبدالله المجنون الثائر الغاضب المحترق غيرة وغضب

يقتحم الغرفة بصوت مدوي وهو يصفق الباب بعنف وراه وهو يغلقه..

جواهر فزعت من الصوت
وكانت على وشك أنها تفتح عينها في نفس اللحظة اللي حست بملمس أصابع نارية تمسك عضدها العاري بعنف..
وتنتزعها من فراشها بقسوة
وصوته العميق الغاضب الثائر يصرخ بعمق وحشي: عطيني موبايلج بسرعة..

عبدالله ما انتبه لمكان نوم جواهر المتغير ومخدتها الحمراء المخططة.. لأن الغضب كان معميه..

في الوقت اللي جواهر كانت تحس بحرج شديد ومو قادرة تحط عينها بعينه..

وهي تدعو ربها وتتمنى أن عبدالله ما ينتبه هي أشلون كانت نايمة..



لكن دعواتها ما اُستجيبت.. وعبدالله انتبه..


ومع انتباهته المفاجئة: فلت يدها كأنما لسعته نار محرقة.. وتراجع بحدة..
وهو يشوف إن جواهر كانت نايمه على مخدته وغترته..

حس بألم حاد شديد العذوبة والجمال يغزو مشاعره.. يخترق قلبه كرمح سعادة مسنون.. ينسف مشاعره الثائرة في فضاءات من البهجة المتلاحقة

في الوقت اللي جواهر كانت تتمنى الأرض تنشق وتبلعها..
كانت تفرك إيديها بتوتر حاد قاتل.. وخجل أكثر حدة وقسوة..
وهي تشعر بنفسها كطفل قُبض عليه بالجرم المشهود.. طفل على وشك البكاء خجلا وألما عجز قلبه الصغير عن احتماله..

هل سبق لك أن مررت بلحظة شعرت فيها أنه لفرط تدفق مشاعرك وانفعالك.. تفضل أن تعتصم بالصمت
حتى لا تخونك مشاعرك وكلماتك وانفعالك؟؟
لأن كلمات الدنيا كلها بكل اللغات وكل القواميس لن تكفي للتعبير حتى عن جزء بسيط مما تشعر به..

هكذا كان عبدالله وجواهر..


جواهر لبست روبها وقررت تطلع من الغرفة..

عبدالله كان واقف في نفس مكانه كتمثال عظيم سُلبت منه الحياة ولكن لم تُسلب منه العظمة..
بصوت شديد العمق: جواهر وين بتروحين؟؟

جواهر وهي معطية ظهرها لعبدالله مو قادرة تطالعه من خجلها، بصوت خافت: عبدالله أنا محرجة بمافيه الكفاية.. خليني أطلع لا تحرجني زيادة..

جواهر طلعت..


في الوقت اللي عبدالله رجع يجلس على السرير مكان ماكانت جواهر نايمة، وهو يمسح مكانها بوجع حنون..

ومشاعر كثيفة تجتاحه بعنف.. مشاعر هو عاجز عن احتمالها أو تخيلها أو استيعابها..
مشاعر تهديه لاول مرة الفرحة بعد طول حرمان.. وهو من تعودت روحه على الحرمان الموجع


*****************



أذان الفجر أذن
عبدالله بعده قاعد في غرفته على نفس جلسته..
جواهر مارجعت..

والمشاعر العاتية تغتال عبدالله وتجرفه في دوامات عنيفة من الانفعالات العميقه..

عبدالله راح لغرفة عزوز يصحيه للصلاة..
ومر على نوف اللي كانت بتجن من الفرحة لشوفته..
ومالقى جواهر في غرفة أي واحد منهم..!!!

عبدالله وعزوز رجعوا من الصلاة.. كل واحد منهم راح لغرفته..

عبدالله كان يتمنى بوجع قاتل أنه يشوف جواهر
وفعلا لقاها في الغرفة تصلي..

في الوقت اللي جواهر كانت جات للغرفة عشان سجادتها وثوب صلاتها
وكانت تبي تصلي وتطلع قبل يجي عبدالله..
لأنها ماتبي تواجهه وهي متوترة من الاحراج بهذه الطريقة..
وهي حاسة بتيار مشاعر قوي يضغط عليها لدرجة الانهيار.. ولّده بعنف وشدة عاتية عودة عبدالله اللي أضناها الشوق له

جواهر سلمت من صلاتها.. وهي بتموت من الحرج أن عبدالله وصل قبل هي تطلع..

شالت سجادتها وثوب الصلاة معاها وجات تبي تطلع..

عبدالله مسك يدها بحزم حنون: جواهر وين بتروحين؟؟

جواهر وعينها في الأرض: بأروح لغرفة الضيوف الكبيرة بأنام هناك..

عبدالله بعمق آسر: وممكن أعرف السبب؟؟

جواهر بحرج: أنت عارف السبب..

عبدالله شد جواهر من يدها: تعالي.. خلينا نتكلم شوي..

جواهر غصبا عنها لقت نفسها تنجر لجلسة التلفزيون..
وعبدالله يجلسها بالقوة على الكنبة..
في الوقت اللي هو جلس على الكرسي اللي مقابلها

وقال بصوت عميق جدا: لهالدرجة تشوفين مشاعرج تجاهي شيء مخجل ومحرج لدرجة أنج تتهربين من مجرد النظر في عيني..؟؟؟
طالعيني جواهر..

جواهر اللي ماحبت عبدالله يحسها ضعيفة لذا الدرجة، رفعت عينها بتردد
لتغرق نظراتها الخجولة التائهة في نظرات عبدالله العميقة الوالهة..

عبدالله بذات العمق: أنا مازلت أنتظر جواب لسؤالي..

جواهر بصوت خافت: ماعندي جواب..

عبدالله برقة حازمة: ماعندج جواب الحين.. أو ماعندج جواب بالمرة؟؟

جواهر بخجل هادئ: عبدالله أنت أذكى من أنك تنتظر جواب على شيء أنت شفته بعينك..

عبدالله حس بإنفعالات حادة مثل بركان يلقي عبر فوهات روحه حمما متزايدة من السعادة الصافية اللي غمرت أحاسيسه المرهقة..

أحس كأنه كان مثل مسافر مبحر في لجة عميقة لا تنتهي من المحيطات المتصلة ...
مسافر وحيد على مركبه الموحش في رحلة مضنية استغرقت سنوات وسنوات
طالت رحلته القاسية بدون أن يلقى ميناء يرسو عليه..
فإذا به يفاجئ بأجمل موانئ الدنيا يبزغ فجأة أمام عينيه ويفتح ذراعيه له.. بعد أن يأس من النجاة.. واستعد لاستقبال الموت..

عبدالله قام من مكانه، وجلس جنبها وألف انفعال يهزه بكل عنفوان..
مسك يدها بحنان فياض/حنان يشبهه هو فقط..
وطبع في باطن كفها قبلة عميقة جدا.. أودعها كل لهفته ووجعه وشوقه وهو يقول بأمل موجع: يعني أصدق اللي شافته عيني؟؟

جواهر كل خلية في جسدها كانت ترتعش بعنف وانفعالاتها تجتاحها بلا هوادة، ويدها التي تعطرت بأنفاس عبدالله يرجعها لتعود للاستكانة بوداعة في كفه
كطفل رضيع عاد لاحضان أمه بعد طول غياب: صدق اللي أكثر منه بعد.. اللي أكثر بكثير


******************


دانة لها يومين مانامت
صارت خلاص على وشك الانهيار..

القلق ينهشها مثل ذئب مسعور.. يستمتع بطعم لحمها.. كل ما ينهش.. كل ما يحس بإزدياد السعار عنده.. فيعود للنهش الموجع دون رحمة..

صاح موبايلها، لقطته بكل لهفة الارض المؤلمة
كان رقم سعودي غريب عليها، لكنه ردت بسرعة ولهفة: سعود

على الطرف الآخر جاها صوت سعود المرهق: دانة..

دانة لما سمعت صوته.. خلاص انهارت القوة اللي كانت متسلحة فيها اليومين اللي فاتو.. وانخرطت في بكاء حاد..

سعود بحنان حمله لها صوته المتعب: حبيبتي ليش تبكين؟؟

دانة من بين شهقاتها: سعود تكفى طمني عليك.. وعلى محمد وخالد..

سعود بهدوء: كلنا بخير..

دانة بصوتها الباكي: ماني بمصدقتك أحلف لي..

سعود بهدوء متعب بالفعل: والله العظيم كلنا بخير.. اشلونش وأشلون أمي وخواتي؟؟

دانة وهي تحاول تتماسك: كلنا طيبين.. مانبي إلا شوفتكم..

سعود بهدوء: قريب ان شاء الله.. انا اتصلت ابي اطمنش وهذا تلفون رجال لازم ارجعه له..

دانة بلهفة: وتلفونك ليش مسكر على طول..

سعود: مافيه شحن، اول ما اشحنه باتصل لش..

سعود سوا اتصالاته بوزارة الصحة القطرية.. ومستشفى حمد عشان يرسلون طيارة طبية تشيل محمد وربعه...

لكن وضع سالم اللي كان في غيبوبة و كان مصاب بكسور متعددة وارتجاج حاد بالمخ منعهم لخطر الحركة عليه..

في الوقت اللي أصر محمد وخالد وجبر اللي رجعوا لوعيهم الكامل.. أنه ماحد منهم يتحرك من المستشفى لحد مايرجع سالم معهم..

سعود بعد ماشد حيله خذ شاحن من الممرضين وشحن تلفونه
وقرر يتصل في عمه.. وعم سالم.. وابو جبر.. عشان يبلغهم عن عيالهم اللي أكيد أنهم بيجنون عليهم الحين..



ابو علي كان خلاص قرب يستخف من القلق على سالم.. اللي تلفونه يعطي مغلق على طول..

في الوقت اللي منيرة جننته تسأل عن رجعة سالم عشان يطلقها..

قال لها ابوها عشان يسكتها: إن سالم بيطول شوي في السعودية.. واول مايجي بيطلقها..

أبو علي كان قاعد في مجلسه، القلق بيقتله..
وهو يحاول للمرة المليون يدق على موبايل سالم المغلق...

رن تلفونه، رد بهم: هلا..

صوت هادئ على الطرف الآخر: صبحك الله بالخير يابو علي..

ابو علي بقلق: صباحك أخير..

سعود بتوتر أخفاه تحت قناع هدوءه: أنا سعود بن سعيد الـ .. عرفتني طال عمرك؟؟

أبوعلي حس بمثل الطعنة في قلبه: بلى عرفتك مهوب انت اللي أخوك محمد رفيق سالم..
سالم وش فيه؟؟ هو كان متخاوي هو ويا أخوك للنعيرية؟؟ أدري أنه صار عليهم شيء..
قل لي بس سالم حي وإلا لا..؟؟
تكفى يا ولدي لا تفجعني..

قمرهم كلهم 10-23-2010 04:51 PM

رد: (بعد الغياب)
 
منيرة تدرس
في الوقت اللي سارة تدور في الغرفة وتحاول تتصل بسالم اللي له يومين ماكلمها.. وموبايله مسكر

منيرة ببرود: أنتي أطلعي برا.. انا أبي أدرس.. وانتي ازعجتني..

سارة بقلق موجع: سالم مايرد على تلفونه له يومين.. باموت من الخوف عليه..

منيرة وعينها في كتابها: إن شاء الله مايرد طول عمره..

سارة اللي أصلا معصبة زادت عصبيتها: منور وعمى يعميس
كله ولا سالم..أنا ما اسمح لس تدعين على سالم..
سالم ماله ذنب في شيء.. الذنب كله ذنبي..
أنا اللي ماقلت له إنس ماتبغينه، وأنا اللي ماقلت لس عن موعد العرس..
حسبت اني كذا اربط احب اثنين على قلبي ببعضهم..
وخلاص سالم إذا رجع بيطلقس ويخلص منس..
ومافيه خسران إلا أنتي.. لأن سالم كنز أنتي ماعرفتي قيمته.. وسالم بأزوجه شيختس..
وأنتي قدرس واحد يدفن وجهس في التراب..

منيرة اللي عصبت وقامت من مكتبها: سويرة احترمي نفسس..

سارة بغضب هادر: أنا سكتت على فعايلس اللي سويتيها فيني اليومين اللي فاتوا.. بس كله ولا أنس تدعين على سالم..

منيرة وهي تبي تقهر سارة: الله يوريني فيه يوم .. جعلس ماتشوفينه واقف على رجوله..

سارة ألتفتت على منيرة بكل حدة، رفعت كفها وعطت منيرة أقوى كف هي قدرت عليه وبكل قوتها وحرتها ووجيعتها..

منيرة طاحت على الأرض مذهولة صارت تشهق وتقول بصياح بين شهقاتها لسارة اللي كانت تبي تطلع من الغرفة: اكرهس واكره سالم .. اكرهكم كلكم.. الله يحرق قلبس عليه مثل ماحرقتوا قلبي.. الله يحرق قلبس عليه..

سارة المتألمة من الحال اللي وصل له الوضع بينها وبين اختها.. طلعت وهي تحاول تسد أذونها عشان ماتسمع كلام منيرة.. اللي كان يقطع قلبها..


*****************


جواهر صحت من النوم على حركة ناعمة فوق جفونها مثل رفة أجنحة الفراشات..

كان عبدالله يقبل جفونها قبلات سريعه خفيفة متلاحقة وهو يقول لها بحب: قومي يالكسلانة الظهر بيأذن..

جواهر فتحت عيونها بالراحة وهي تملأ عيونها من ملامح وجهه: الظهر بيأذن؟؟ وليش ماصحتيني قبل؟؟ وأنت من متى صاحي؟

عبدالله بلهجة غامضة مرحة: كان لازم أخلص أولا من سالفة صاحب المسجات.. اصلا من الحرة عليه ماقدرت انام..

جواهر جلست وهي تقول بقلق وتوتر: عبدالله أنا فعلا أسفة.. لو الموضوع ضايقك..

عبدالله بود: هو من ناحية ضايقني فهو ضايقني فوق ماتتخيلين.. لكن بصراحة لازم أشكره.. وأشكره بعمق لأنه هو اللي خلانا نكسر الحاجز اللي بيننا..

جواهر ابتسمت بخجل في نفس الوقت اللي عبدالله مال جنبها.. وقبل كتفها العاري وهو يقول بعد ماحط رأسه على كتفها وحضن خصرها بقوة:

طلعت اسم صاحب التلفون طلع هندي..
مع أني كنت عارف أنه هذا اللي بيصير.. دقيت وايد على الرقم بس ماحد رد..
من الحرة اللي فيني بعثت لصاحب الرقم عشرين مسج حست فيهم أبوه وجده وطوايفه..
لو فيه خير خليه يرجع يبعث لج مسج واحد عقب..

عبدالله فلت جواهر بحنان هو ما يبي يفلتها
بس قام وهو مستعجل يبي يتوضأ قبل أذان الظهر
مع قومته رن موبايل جواهر رنة مسج..
جواهر فتحت المسج وهي تبتسم لعبدالله اللي كان واقف..
لكن لما قرت المسج تغير وجهها..
عبدالله رجع لها وخذ الموبايل من يدها بحزم وقرأ المسج:

" الشيخ عبدالله
يعتقد أنه بيخوفني كذا
قولي له يلعب بعيد
لأنه أنتي داخلة مزاجي
وبقوة
وأنا مافيه شيء يدخل مزاجي
وأخليه قبل أطوله"

عبدالله تغير لون وجهه
وعيونه صارت تطق شرار مرعب
وصاح بغضب ناري مخيف وهو يضرب الموبايل بالأرض ويدوسه برجله رغم أنه تكسر عشرين قطعة: ما أكون ولد أبوي إذا ما طلعت ولد الكلب هذا..

عبدالله قال كلمته ودخل الحمام وصفق باب الحمام بدوي مرعب وراه..

جواهر بتوتر حزين (وذا الزفت وش جابه الحين؟؟ ماصدقت الوضع يروق بيني وبين عبدالله)


*******************



أبوعلي متوجه للأحساء
بدون مايقول لاحد عن السبب الحقيقي ولا حتى لعلي اللي كان في فترة امتحانات هو وخواته..

قال لهم إن سالم يمدح الجو هناك.. وإنه بيروح يقعد معه يومين وعقب يرجعون كلهم..

نفس الشي سواه أبو خالد وأبو جبر.. وتقريبا الشيبان الثلاثة وصلوا المستشفى في نفس الوقت..

صرنا في اليوم الثالث بعد الحادث
خالد وجبر ومحمد كلهم تحسنت حالتهم..
خالد وجبر كان فيهم شوي رضوض بس كانت شديدة شوي..
خالد عنده مناطق في جلده تدحست..
وجبر انكسرت ثناياه..
محمد رجله مسكورة..
لكن بشكل عام الثلاثة وضعهم متحسن جدا
وممكن يطلعون لبيوتهم..

عشان كذا أبو خالد وأبو جبر
كل واحد منهم قرر يأخذ ولده ويرجع فيه..
وخصوصا إن أبو خالد مايقدر يترك بناته وبنات أخوه عقب مادرى أنهم لحالهم هم بعد..

خالد وجبر كانوا رافضين الرجعة..
بس الشيبان حلفوا عليهم وخذوهم غصبا عنهم..
بعد ماسدحوهم على الأسيات الخلفية لسياراتهم..
وتوجهوا بهم للدوحة..

محمد وسعود قرروا يقعدون مع أبو خالد.. اللي انهار بالمرة لما شاف سالم..


*****************


أم جاسم صار لها يومين قاعدة عند دلال..

تلفونها يرن، ترد بدون ماتطالع الرقم أو الشاشة لأنها مثل غالبية عجايزنا الكبار: ماتعرف تقرأ: ألو..

........................

أم جاسم بحرج وهي تطالع دلال بنظرة خاصة: هلا يمه ماجد..

دلال من سمعت اسم الخاطب، حست بتوتر غاضب وقررت تقوم تروح المطبخ، تسوي لها شيء هي وعمتها..

أم جاسم لما تأكدت أن دلال غابت عن عينها: خلاص يا امك.. أنا أدري أنك خطبت دلال عشان أختك..
بس خلاص مافيه داعي.. دلال ماتبي تتزوج أبد.. لا انت ولاجاسم ولاغيركم..
وأنا خلاص قررت أجي أقعد عندها.. وجاسم بيطل علينا كل يوم..

ماجد في نفسه( وأنا الله مايبلاني إلا في اللي مايبون يتزوجون) قال بثقة لأم جاسم: بس أنا أبيها من جدي يا أم جاسم..

أم جاسم بجدية: والله أني حاولت يا أمك..
بس هي موب راضية ورأسها يابس مع أنه موب عوايدها ذا العند كله..
بس رجلها الله يرحمه كرهها في الرياجيل والعرس من فعايله الشينة..

ماجد بحزم: وأنا مصمم عليها..

أم جاسم بحزم أكبر: وأنا أقول لك مالك نصيب عندنا ياولدي


*****************


عبدالله وجواهر وعيالهم قاعدين على الغدا..
عبدالله مزاجه معتفس لاخر حد..
حاس بما يشبه دخان الحرائق يتسرب من روحه..
عروقه بتنفجر من الحرة والغضب على صاحب المسجات اللي ماقدر يطلعه..
الهندي اللي الرقم باسمه مبعد ابعاد نهائي عن الدوحة.. حتى عنوانه في الهند حاول يطلعه بس مالقاه..

(لعبها صح.. ابن الكلب.. يامن يخليني أطول رقبته بس.. والله مايفكه من يدي شيء)

نوف اللي خلصت غداها، قامت بمرح وراحت وقفت ورا عبدالله اللي كان سرحان في أفكاره النارية الدموية..

حاوطت رقبته بيديها وحطت خدها على خده: عبودي ليش زعلان كذا؟؟

عبدالله فر جسمه صوبها وهو يقول بحب : ومن قال لج إني زعلان؟؟

نوف تمرر أصبعها على المنطقة المقطبة بعنف بين حواجبه، وتقول بمرح: هذي تقول أنك موب زعلان بس، إلا خذت وكالة الزعل كلها؟؟

عبدالله مايقدر على نوف، ابتسم وانفرجت تقطيبة حواجبه: والحين زين؟؟

نوف لفت وباسته بقوة بين حواجبه: أبو الزين
وكملت بسرعة: ويالله اسمحوا لي.. أنتوا ناس فاضين وانا ووحدة مشغولة وعندي دراسة.. دعواتكم..

جواهر اللي كانت متوترة من لما طلع عبدالله للصلاة، ورجعته وهو ساكت ومعصب وعافس وجهه..
انفرجت أسرايرها وحست بشوي راحة، وهي تشوف أن نوف قدرت تغير مزاج أبوها للأفضل..

في الوقت اللي كان عزوز حس بجو التوتر بحاسته السادسة المعتادة
كان الحين جالس ساكت مبتسم ومستمتع..


****************


عبدالله قاعد على كمبيوتره..بعد الغدا
ينفذ شوي تحركات مالية في حسابه عن طريق النت..
جواهر بخطوات مترددة شوي..جات وقفت جنبه وحطت يدها على كتفه..

عبدالله مسك يدها بحنان.. قبلها بعمق كبير وعينه مركزة على شاشة الكمبيوتر..

جواهر بعد ما أسترجعت يدها.. وكل يد ماسكة الثانية بحزم، قالت بود: عبدالله واللي يخليك.. انسى لي سالفة المسجات هذي..هذا واحد حقود يبي يخرب علينا..و هذا أنت كسرت الموبايل..
طلع لي رقم جديد..
ولا تخلي موضوع مثل هذا يوتر علاقتنا اللي توها بدت تتحسن..
العيال عندهم امتحانات.. وهم على طول يلاحظون أي توتر..

وبعدين كملت بمرح: ولو أن الأرقام موب مسيفة عندي على موبايلي القديم.. كان سويت لك سالفة أصلا..

عبدالله لف كرسيه الدوار ناحية جواهر، سحبها من يدها برقة، وجلسها على حجره، وهو ماسكها بيديه الثنتين من خصرها.. وقال بحنان: أنا أسف حبيبتي.. أدري مالج ذنب.. بس أنا شايب مخرف على قولت خالتي عائشة..وتدرين احنا الشيبان ماعندنا تفاهم..
وعقب كمل بنبرة عصبية: وابن الكلب والله حرق أعصابي...........

جواهر حطت اصبعها على شفايف عبدالله بنعومة: أششششش، خلاص خل ننسى الموضوع..


*****************


العصر في بيت عبدالله

جواهر قاعدة تتعدل قدام التسريحة بعد مالبست..

فوجئت بعبدالله راجع بعد ماصلى العصر

جواهر ألتفتت عليه وقالت بود: غريبة منت برايح للمؤسسة؟؟

عبدالله بود اكبر مغلف ببعض توتر: لا.. عبدالعزيز أخوج جاي الحين.. وأبي أواجهه..

جواهر باستغراب: عادي عبدالعزيز كل يوم يجي.. وش معنى اليوم تبي تنطره؟؟

عبدالله تلقى اتصال من عبدالعزيز وهو طالع من المسجد
هذا الاتصال خلاه يغير اتجاهه من المؤسسة للبيت..

بعد حوالي ربع ساعة
جواهر تحت تنطر عبدالعزيز.. وعقلها بدأ يودي ويجيب وبعنف وحشي..
لما شافت اصرار عبدالله أنه نوف وعبدالعزيز
يكونون في استقبال خالهم..

كلهم كانوا قاعدين ينطرون عبدالعزيز اللي دخل عليهم بطلته المحببة اللي الواحد ما يشبع من النظر لبهائها
وكأن نقاء عبدالعزيز ينعكس من داخله على خارجه..فيعكس مظهره الخارجي صورته النقية الداخلية..

جواهر أول ماشافته، نطت عبرتها ببلعومها
عبدالعزيز مايحتاج يتكلم عشان جواهر تفهمه..
حست في وجهه شيء كبير..
وحست في داخلها ألم أكبر..

عبدالعزيز بابتسامته الودودة، سلم
وقال لهم كلهم: أنا مستعجل.. أنا طالع للمطار..بأسافر للأردن..
فيه تبرعات نبي نوصلها لفلسطين وللعراق وبنسلمها هناك..

وكمل بحنان غامر: وقبل ماتسوين لي ياجواهر الفيلم اللي أنا عارفة..(وليش ماقلت لي قبل)..
بأقول لج أنا ماحبيت أشغلج..
وادري أنج بتجنيني من كثر الأغراض اللي بتحطينها في شنطتي..

وعقب ابتسم: أول مرة أسافر بشنطة خفيفة.. كل مرة تخليني أسحب وراي أكبر شنطة في الدوحة..

جواهر الكلمات ميتة على شفايفها، مو أول مرة يسافر، ليش حاسة انه هالمرة غير.. غـيــــــــــــــــــر

بس عقب استجمعت شجاعتها وحاولت إن صوتها يخرج طبيعي، بس خرج مبحوح فيه رنة بكاء واضحة: وعرسك اللي عقب 5 أسابيع..؟؟

عبدالعزيز حضنها بقوة، فخلاص انهارت تبكي: ياحبج للبكي يا أم عزوز.. أنا مسافر أسبوعين وراجع.. والعرس عقب 5 أسابيع.. إلا لو نورة بتغير رايها وما تبيني.. هذا شيء ثاني

عبدالعزيز سلم عليهم كلهم، في الوقت اللي عبدالله طلع معاه، وقال له: باوصلك أنا للمطار..

عبدالعزيز بود: مافيه داعي، راشد أصلا ينطرني تحت وهو اللي بيوصلني.. بس أنت تعال معي فيه شيء أبي أقوله لك..

عبدالله نزل معه تحت وسلم على راشد اللي كان قاعد ينطر في السيارة..

عبدالعزيز بحزم: عبدالله أنا بأقول لك شيء بس أمنتك الله ماتقول لجواهر شيء..

عبدالله حس بقلق كبير: أفا عليك عبدالعزيز.. وش السالفة؟؟

عبدالعزيز وهو يلقي الخبر القنبلة:

أنا رايح العراق..


قمرهم كلهم 10-23-2010 04:54 PM

رد: (بعد الغياب)
 
عبدالعزيز وهو يلقي الخبر القنبلة:

أنا رايح العراق..

عبدالله مثل اللي صابته صاعقة: شنهو؟؟ العراق؟؟

عبدالعزيز بابتسامة صافية: وش فيك تخرعت كذا؟؟
يا ابن الحلال لا تخاف والله ماني برايح أفجر نفسي هناك.. لاهذي أفكاري.. ولاهذا ديني..

عبدالله بعصبية: ما أعتقد أن العراق في وضعها الحالي..رغم التحسن الأمني، مكان الواحد يروح له إلا لو كان مضطر..

عبدالعزيز تنهد وقال بهدوء: يا ابن الحلال.. السالفة ومافيها
إن بيت الزكاة يبي يوصل تبرعات للعراق..
والقنوات اللي كنت نوصل فيها التبرعات.. أحيان كثيرة ماتوصل التبرعات وفق للمخطط الموضوع..

والحين فيه مبلغ كبير نبي نوديه.. بينحط في حساب هنا..
وانا باسحبه على دفعات وأسلمه للهيئات الخيرية المختلفة وفق المخطط المرسوم.. اسبوعين وأكون راجع..
ولو أنت شاك، رئيسي في الشغل قال لي أنه من ربعك.. اتصل فيه أسأله..

عبدالله بقلق: ومافيه حد غيرك يقوم بذا المهمة، حد من اهل البلد نفسها؟؟

عبدالعزيز بجدية وتفاني: أنا اللي تطوعت للمهمة..
المهمة صار لها مدة معلقة.. فأنا حبيت أخلصها بسرعة قبل موعد عرسي..

عبدالله ماعرف وش يقول، قال بود وقلق: الله يحفظك يابو منصور.. أتصل فيني أول ماتوصل وطمني..
وأنا لي أصدقاء عراقيين هنا وهناك.. لو احتجت شيء كلمني على طول..



******************



عبدالله رجع داخل
مالقى حد تحت..
طلع لغرفته والهم ماليه.. والخوف على عبدالعزيز خانقه..

لقى جواهر قاعدة على الكنبة..
دافنة وجهها بين إيديها..
وتبكي بصوت مكتوم..

قعد جنبها بهدوء، حاوط أكتافه بذراعه وقال بلهجة تقطر حنان: حبيبتي ليش هالبكاء كله؟؟ عبدالعزيز رايح في شغل.. وكلها أسبوعين وراجع..

جواهر كأنها كانت تنتظر هالكلمة عشان تنهار من البكاء.. رمت نفسها في حضن عبدالله وبكت بحرقة..

عبدالله ضمها لصدرها بقوة، وسألها برقة: وعبدالعزيز كل مايجي يسافر كنتي تسوين له هالفيلم الهندي؟؟

جواهر بين شهقاتها ووجهها مختفي في كتف عبدالله: لا عبدالله .. لا.. هالمرة غير.. قلبي يقول إنها غير..قلبي ناغزني..
عبدالعزيز لو صار له شيء بعيد الشر، انا أموت والله أموت..

عبدالله كان مذهول من إحساس جواهر بأخوها.. ودعا من قلبه أنه ربي يحفظ عبدالعزيز ولا يشوفون فيه مكروه

وحس قلبه يذوب كقطعة ثلج على صفيح ساخن من بكاء جواهر.. وإحساسه بملمس دموعها اللي بلل كتفه..

عبدالله رفع وجه جواهر ومسح دموعها بكفه..
قبّل أصبعه المبلل بدموعها وكأنه يقبل دموعها ذاتها..
وقال بكل حنان: دموعج غالية ياقلبي.. وعبدالعزيز مافيه إلا الخير.. لا تفاولين عليه.. البكاء فال شين..


**********************


ماجد صابته حالة جنون جديدة اسمها (دلال)

يبدو أن ماجد عشق حالة جنونه بجواهر
فحول حالة الجنون لدلال

جواهر جن فيها لأنه شافها، ودلال جن فيها لأنه ماشافها..

ماجد قرر أنه يتزوجها.. يتزوجها.. لو مهما صار انه يتزوجها.. لو حتى غصبا عنها..

ماراح يسمح أنه ينرفض مرتين

واصبح مؤمن بإن دلال هي فرصته الأخيرة
أو ربما كانت هي فرصته الوحيدة..

وإن كل الظروف كانت تهيء دلال أنها تكون له هو..
هو .. وبس..
عشان كذا جواهر رفضته.. وزوج دلال مات..

والدليل عنده: إنه في نفس اليوم اللي جواهر تزوجت فيه.. كانت دلال تفك حدادها..
كأن في الأمر إشارة قدرية له..

(وعشان كذا دلال بتكون لي..برضاها.. غصبا عنها.. بتكون لي)


******************



انتهت فترة الامتحانات في الجامعة والمدارس

عزوز رجع لمدرسته الأجنبية اللي انتهت إجازتها.. هو وديمه طبعا..

أبو خالد رجع الأحساء وخذ محمد ورجعه للدوحة
لأنه أم سعود عرفت بالحادث وانفجعت على محمد..
فحلف عليه سعود يرجع عشان يطمن أمه عليه..
في الوقت اللي سعود أصر أنه يقعد مع سالم وأبو علي..
لين يتحسن وضع سالم، ويقدرون يرجعونه للدوحة..

محمد فاتته امتحاناته كلها.. بس ربعه في الجامعة قدموا له غير مكتمل.. عشان يقدمها مع بداية الفصل..

خالد فاته امتحانين وامتحن ثلاثة.. وقدم هو بعد الاثنين الفايتين غير مكتمل..

بنات المدارس: حصة والجازي وغالية، خلصوا امتحاناتهم..

بنات الجامعة: نوف ومها ومنيرة وفاطمة ومزنة وسارة وحتى هند ، خلصوا امتحاناتهم..

عايلة أبو علي: لحد الحين ماعرفوا باللي صار لسالم.. أبو علي قال لهم.. أنه مبسوط وهو سالم بالجو.. وشكلهم مطولين..
سارة جننت أبوها تبي تكلم سالم ووأبوها يتهرب بالف حجة..
ومنيرة جننت أبوها تبي سالم يطلقها وأبوها يتهرب بنفس الحجج..

دانة ارتاح قلبها لما تطمنت على خالد.. لكنها بتموت من شوقها لسعود اللي طولت غيبته.. رغم أنه بينهم اتصالات تلفونية لا تنقطع..

نجلاء وجاسم مبسوطين مع حمودي بعد انتهاء أزمة دلال..

ماجد مازال يرسم مخططاته للحصول على موافقة دلال.. من خلال خطوة الخطبة رقم 2 اللي يستعد لها بتكنيك استراتيجي مدروس

دلال مع خالتها أم جاسم.. اللي لحد الحين موب مرتاحة لقعدتهم ثنتينهم بدون رجّال معهم.. لكنها تعبت من عناد دلال اللي رافضة فكرة الزواج بالمرة..

فايز استمر يرسل مسجاته على الرقم اللي تكنسل.. منتظر اللحظة اللي جواهر بتلين له فيها.. أو اللحظة اللي زواجها بيخرب فيها..

عائشة : بين العمليات والمؤتمرات.. ولكنها بدت تنتبه أكثر لديمة وتشدد عليها في القعدة على النت

ديمة: بين الهواجس والتهكير على الاجهزة.. والملايين اللي تدخل حسابها عشان تطلع معه.. في لعبة ما تنتهي..
رغم أن أمها بدت تشدد عليها شوي..
رجعت تلبس نظارتها القديمة.. وتركت نظارة جواهر اللي هي فصلتها لها..

عبدالعزيز ونوف مبسوطين جدا ومستمتعين جدا جدا بحياتهم بين أمهم وابوهم..

نورة: تتجهز بحماس لعرسها اللي قرب..

جواهر كان في قلبها غصة لغياب عبدالعزيز لكنها تطمنت بعد ماصار يتصل عليها في اليوم أكثر من مرة (من رقمه القطري!!!)..

جواهر مستمتعة جدا بحياتها الجديدة مع عبدالله..
عبدالله خلى لحياتها بريق مذهل.. كساه بروعته ومشاعره ودفئه ورجولته..
تشعر لأول مرة بروعة أنها تكون أنثى..
عبدالله عزز ثقتها بنفسها كامرأة لأبعد حد.. بحبه المتدفق...
بمشاعره الفياضة ...
برجولته المتفجرة ...
بغزله الدائم والمختلف....
بطريقته الفريدة في التعامل معها.. وإضفاء نكهته الخاصة على كل شيء يحيط به

عبدالله: يشعر أنه الرجل الأسعد في الكون.. جواهر عوضته سنوات الحرمان الطويلة
بأنوثتها الطاغية..
بحنانها الأسطوري..
بحواراتها الفكرية العميقة..
جواهر أرضت كل شيء فيه حتى الثمالة: جسدا وروحا ومشاعرا
عبدالله يشعر هذه الأيام براحة نفسية عميقة ماحس فيها طول حياته..
في الوقت اللي أصبح مولع بجواهر إلى حد الجنون..


الساعة حوالي العاشرة مساء..
جواهر وعبدالله في جلسة التلفزيون..في غرفتهم

جواهر تحتضن اللابتوب.. تراجع محاضراتها للفصل القادم
في الوقت اللي كان عبدالله يقرأ في مجلة اقتصادية أمريكية

جواهر كل مارفعت عينها.. لقت عبدالله يطالع فيها هي..

ابتسمت جواهر وهي تدق على لوحة المفاتيح: عبدالله أنت قاعد تقرأ مجلتك أو تقرأ شيء بوجهي؟؟

عبدالله نزل المجلة جنبه، وطالع جواهر بعمق: أنا قلت لج اليوم أني أحبج؟؟

جواهر بابتسامة دافئة: قلت لي 20 مرة

عبدالله تمطط في مكانه بكسل وقال بهيام: خليها 21 مرة مايضر..

جواهر بحب: خليناها 21 مرة

عبدالله قام من مكانه وتوجه ناحية جواهر وجلس جنبها، سحب اللابتوب وقفله وحطه على الطاولة اللي أمامهم..

عبدالله بعيارة محب: وانا مسكين.. حتى مرة وحدة ماقلتي لي..

جواهر رفعت حواجبها: يالكذاب..
وعقب كملت برقة: عبدالله أخلص علي.. أنا صرت حافظة حركاتك.. قل وش تبي؟؟

عبدالله بعيارة: يمه منج جنية!!!..
وعقب ميل عليها بحنان وحط يده على بطنها: مافيه بيبي؟؟

جواهر كحت بحرج، وضربت يد عبدالله: شنو بيبي عبدالله.. الله يهداك.. مالنا أسبوعين ونص متزوجين.. شنو هالبيبي جاي في الميكرويف؟؟

عبدالله بحنان وهو يحط رأسه على فخذ جواهر: موب شغلي..مايكرويف.. فرن.. تنور.. أنا أبي بيبي؟؟

جواهر بابتسامة شفافة وهي تدلك رأسه بحنان فياض: أنت وش طاري عليك راكبك عفريت اسمه أبي بيبي؟؟

عبدالله بابتسامه دافئة وعيونه مسكرة: عيالج صاروا ثيران مايليق عليهم الدلع..
وأنا بصراحة أبي لي بيبي أدلعه.. أنا تعودت على تدليع عيالي..
وحتى الثيران الثنين اللي عندنا من يوم شافوج كني أبو الشارع مايبوني.. كله أنتي وبس..

جواهر قرصته في خده، وقالت بنبرة زعل مصطنعة: وش فيك على عيالي؟؟..
صدق أنك طماع ومايبين في عينك شيء.. أنا أحس من كثر ما يحبونك كأنهم مايبوني أنا..

عبدالله بطل عيونه، ومسك يد جواهر اللي كانت على راسه وحضنها قريب من قلبه بقوة رقيقة: أكيد نوف وعبدالعزيز ماراح يجي بغلاهم حد..
بس أنا جد بأموت أبي بيبي
بيبي أتمتع أنا وياج بترقبه وهو يكبر في بطنك لين يجي.. ثم تربيته سوا لحظة بلحظة..

جواهر بحب: يعني مستعجل على محمد؟؟

عبدالله بابتسامة: ومن قال لج باسمي محمد؟؟

جواهر باستغراب: طيب وش تبي تسميه؟؟

عبدالله اللي كان يغمر أصابع جواهر بقبلات حنونة: ماجد.. ..محمد ثاني بيبي..

جواهر كحت: ماشاء الله عليك.. لا قاعد تخطط.. وعلى كذا كم بيبي تبي؟؟

عبدالله قعد على حيله وقال بعيارة: أنتي كريمة واحنا نستاهل.. جيبي لي 12 ماراح أقول لا..

جواهر بابتسامة: يا سلام..

عبدالله يضحك: أنا عجبتني نمونة عيالج الثنين اللي قبل ، خلاص ماراح أثقل عليج جيبي لي 10 مع نوف وعبدالعزيز يكملون 12.

جواهر وهي تحط يدها على خده بعشق حقيقي: بأجيب لك ماجد ومحمد وانا أبي أجيب نجلاء.. واللي بيجي من الله حياه الله..

عبدالله بعيارة: مو كأن ماجد واخته مسخوها؟؟.. يبون يأخذون اسماء عيالنا بالجملة

قمرهم كلهم 10-23-2010 04:56 PM

رد: (بعد الغياب)
 
سالم حالته استقرت..
بس مازال في الغيبوبة..
وتقرر نقله للدوحة على طيارة طبية معه سعود وابو علي..

أبوعلي أتصل في أهله وبلغهم
سارة اصلا بدأ القلق يقتلها.. وقلبها كان ناغزها على سالم اللي لها أكثر من عشر أيام ماسمعت صوته..

من لما عرفت سارة بالخبر صابتها حالة انهيار من كثر البكا
سالم كان بمثابة توأم لروحها..

منيرة كانت مذهولة.. مصدومة.. أشبه بحطام يائس..
شعرت بذنب عظيم ..وحشي..مر.. حاد..قاسي ..
يخنق روحها...يمزقها.. يذبحها.. ينهيها..

صحيح إنها دعت عليه.. بس من الحرة اللي فيها
(والله العظيم أني ماكنت أقصد.. والله العظيم ما كنت أقصد.. يارب سامحني..
حتى الأم تدعي على عيالها وهي ماتقصد..
ليش ياربي تعاقبني كذا على كلمة غبية أنا والله ماقصدتها)


منيرة قربت بتردد من سارة اللي كانت منهارة تبكي على سريرها..
حطت يدها على ظهرها برقة: سارة فديتس..

سارة انتفضت بعنف، وضربت يد منيرة: دعيتي الله يحرق قلبي عليه..
وهذا قلبي احترق وصار رماد..أربس مبسوطة بس؟؟.. ارتحتي الحين.. وقلبس تهنأ.. ارتحتي.. ارتحتي..

واستمرت سارة تصيح وتقول: ارتحتي..

في الوقت اللي كانت دموع منيرة بدت تتساقط بغزارة صامتة.. وقلبها يبكي بدموع أكثر قسوة وحرقة وألم متمرد لاتحده حدود ولاتقيده مسافات .. ألم خرافي ترسب في عمق روحها التي أثقلها الاحساس الموجع بالذنب..


****************


الطيارة الطبية وصلت
كان في الاستقبال
محمد بالجبس في رجله وومعاه عكازه
خالد بشوي لزقات على وجهه
جبر بأسنانه الجديدة..
علي بقلقه العاصف..
عدد من جماعة سالم وقرايبه..

سالم بعده في الغيبوبة .. بس وضعه مستقر

نُقل لغرفته في الطابق السادس من مستشفى حمد/ قسم العناية المركزة

الوقت كان بالليل متأخر..

أبو علي (اللي صار لسعود غلا خاص وكبير جدا عنده) حلف على سعود يرجع لبيته..
لأن سعود كان منتهي من التعب والتعب باين على شكله..

أبو علي حضن سعود وقال له بتأثر: والله ما ألحق جزاك يا ولدي لو مهما فعلت وسويت..
جعل ربي يقدرني على رد بعض فضلك يوم..

سعود باحترام: لا تقول كذا يا أبو علي.. أنت مثل أبي وسالم أخي.. وجعل ربي يفرحنا بسلامته




سعود كان بيموت من شوقه لدانة
إجازته كلها خلصت وهو بعيد عنها..
بس ذكراها مافارقت خياله.. حتى وهو نايم..
كل شيء فيها يتذكره بغصة.. بشوق حاد..
ابتسامتها
شعرها
كلامها
ريحتها
عيونها
روحها العذبة.. وحتى صمتها

على قد ماكانوا يتكلمون في التلفون.. بعد كل مكالمة طويلة.. يحس شوقه لها أطول وأطول.. أحد واقسى وأكثر وجع..

وعلى قد ما كان يقول (أحبك) في كل المكالمات عشرات المرات..
ماسمعها منها ولا مرة.. ولا حتى سمع كلمة (حبيبي) منها..

هو كان متأكد أن دانة تحبه
مستحيل تكون تمثل كل هذي اللهفة والحنان والتدفق والعاطفة المشتركة..

بس ليش ماتقولها له.. وتريح قلبه المتعب؟؟ بيموت ويسمعها من بين شفايفها..
ومستحيل يستجديها منها.. أو حتى يلمح لها..
يبيها تجي منها ومن كامل احساسها ورغبتها..


سعود ماقال لدانة عن رجعته ..
حب يسويها لها مفاجاة..
ويمكن هي تسوي له مفاجأة وتقول الكلمة اللي ذبحها الشوق لسماعها..واللهفة للاستمتاع برنينها بصوتها..

وصل للبيت قبل الفجر بساعتين..
دخل لغرفته يتسحب..
دانة ما تقفل باب الغرفة بالمفتاح من يوم راح سعود
تخاف إن أم سعود أو حد من البنات يحتاجون شيء..

سعود دخل وقفل الباب بشويش
مع أنه متاكد أنه حتى لو صفق الباب يمكن دانة ما تحس من قد ما نومها ثقيل


كانت نايمة على السرير ووجهها ناحيته..
الأباجورة مولعة وطايح جنبها كتاب كانت تقرأ فيه..
(فديت روحها ..شكلها نامت وهي تقراه بدون ما تطفي النور اللي جنبها)

قرب سعود منها.. وهو يحس قلبه بيطلع من مكانه.. كأنه يشوفها للمرة الاولى..
لهفة هادرة..
وشوق قاتل..
وانفعال عنيف..

بيجامتها الحمراء الحرير تعانق جسدها..
وشعرها تتطاير خصلاته حول وجهها..
في صورة سحرت سعود المسحور بها في كل حالاتها..


سعود قرب منها ، شال الكتاب وجلس مكانه جنب دانة..
مد يده يمسح وجهها بحنان، بلهفة، بشوق

(ميت من شوقي لش يادانة؟؟ ياترى اشتقتي لي ربع شوقي لش؟)

دانة اللي أصلا نومها ثقيل..
مع دخلة سعود بدت تحلم احلام عذبة كان سعود فيها كلها..
ومع ملامسة يده الرقيقة لوجهها.. شهقت بعنف..

سعود تخرع من شهقتها.. حسب أنه خوفها..
بينما دانة شهقت لسبب آخر.. شديد العذوبة..

دانة اللي فتحت عيونها ولقت سعود جالس جنبها.. نطت قاعدة وعيونها تتحول لبحيرتين صامتتين من الدمع..

سعود بحنان وهو يمسح أسفل عيونها قبل تنزل دموعها: أنا ماقلت لش قبل.. الدموع الغالية ذي ما أبي أشوفها..

دانة ما أستحملت
رمت نفسها في حضن سعود اللي حضنها بعنف ولّده شوقه القاتل لها

دانة بين شهقاتها: حرام عليك يالظالم، أسبوعين.. اسبوعين ماشفتك.. زين ماجيت لقيتي ميتة من شوقي لك

سعود برعب وهو يحضنها أكثر وأكثر
كأنه يبي يدخلها في صدره ويخبيها فيه: بسم الله عليش من الموت يومي قبل يومش ياروحي وحبيبتي انتي..

دانة اللي استكانت في حضن سعود: أنا اللي يومي قبل يومك يا... (سعود هنا حس أعصابه توترت وأذنه أصبحت مثل رادار لاقط.. "أخيرا بتقول لي: حبيبي")
لكنها كملت وقالت: ياسعود..

سعود حس بما يشبه الحزن العميق يغزو قلبه ..
(دام أنها لذا الدرجة كانت كانت مشتاقة لي.. ليه مهوب هاين تريحني)

لكنه رجع ينتهد (أنا والله أحبها وأدري أنها تحبني، خل الكلمة تجي براحتها.. المهم أنها جنبي وهذا يكفيني عن الدنيا)

سعود وخرها من صدره بالراحة، وقال لها بحب كبير: ميت أبي أخذ لي شاور مثل العالم والناس..

دانة نطت: زين باروح أجيب لك عشاء على ما تخلص حمامك..

سعود بابتسامة ونظرة خاصة جدا: لا تتحركين من هنا ولاخطوة.. ما أبي عشاء.. أنا خمس دقايق أتسبح وجاي لك.. اتنيني..
تدرين كنت ميت من التعب.. بس شوفتك حسستني كأني نايم لي 10ساعات
جاي.. اتنيني


****************


ديمة في المدرسة..

كان مفترض أنها تنفذ عملية مهمة أمس.. عملية تخريب لموقع..

عملية سهلة مثل هذي.. ما تأخذ منها نصف ساعة..
لكن أمس النت انقطع في البيت.. وامها مارضت تخلي خالها ثاني يدفع فاتورته..

ديمه تقدر تدفع الفاتورة من حسابها القطري لحساب كيوتل مباشرة..
لكنها ما كانت تبي تصعد الموقف بينها وبين أمها.. اللي صار لها كم يوم متشددة عليها..

المشكلة أن نصف المبلغ دخل لحساب ديمة في الكاريبي.. وهي ماتقدر تخل بوعدها لهم..

قررت أنها تدخل على النت من مختبرات المدرسة.. بعد انتهاء الدوام..وتخلص العملية بسرعة

اتصلت بعزوز اللي كان توه خلص حصص وبيطلع للبيت..

ديمة بتوتر واستعجال: عزوز بليز تعال لي في فصلي..

عبدالعزيز بهدوء: ألف مرة قايل لج عبدالعزيز..
وبعدين أنتي موب مفروض تطلعين أنا شايف سواقكم والخدامة معه واقفين برا..

ديمة بثقة متوترة: عبدالعزيز تعال الحين عند صفي وعقب نتفاهم..

ديمة كانت تقف بنظاراتها البشعة و بحجابها المربوط على خصرها.. واكمام بلوزتها المثنية، وجيب بلوزتها المفتوح على طريقة الشباب..

تذكرت تنبيهات عبالعزيز لها، ارتعبت..
لكن الوقت كان فات خلاص.. لأن عبدالعزيز كان واقف قدامها يغلي من الغضب..

عبدالعزيز بغضب هادر: أنتي ما تفهمين؟؟
كم مرة قايل لج حجابج على رأسج لا على خصرج ولا على كتفج
والشيء الأهم سكري ازرار بلوزتج ونزلي أكمامج..
ألف مرة قايل لج أنتي بنت منتي بولد.. واللي تسوينه عيب..

والله لو أدري أنج كسرتي كلامي مرة ثانية.. أن تشوفين شيء مايرضيج..

ديمة بتحدي خايف وهي تفك حجابها من خصرها وتحطه على رأسها وتغطي به صدرها: موب شغلك عزوز أنت منت بأبوي..

عبدالعزيز بغضب: ديمة أنتي بتتعدلين أو أعدلج غصب..

ديمة ماكانت تبي تزعله لأنها محتاجته الحين، قالت له بلهجة مستكينة رغم أن اللي في راسها في راسها: زين عبدالعزيز تكفى أنا أبي لاب الكمبيوتر شوي..
ممكن تنطرني لين أخلص..
عشان لو قالوا لي المشرفين شيء أقول أنك معي..

عبدالعزيز وهو بعده مفول عليها: زين روحي
أنا بأنطرج في ملعب السلة اللي جنب اللاب لين تخلصين...
وكمل بغضب: ونزلي أكمامج..

ديمة قالت له بلهجة خنوع مصطنعة: زين ان شاء الله..

راحت لمختبر الحاسوب اللي كان خالي تماما.. خلعت حجابها وحطته على الكرسي، وخلعت نظاراتها وحطتها جنبها، والحال على ماهو عليه بالنسبة لجيب بلوزتها المفتوح وأكمامها المرفوعة..

وبدت تشتغل بحماس وسماعتها البلوتوث في أذنها..

كانت مستغرفة في عملها بشدة.. لدرجة أنها ما أنتبهت للعيون الجائعة اللي كانت تراقبها بوحشية مرعبة..


********************


ماجد وصل للمرحلة الأخيرة من التفكير
اتصل بأم جاسم..

ماجد باحترام: مساج الله بالخير..

أم جاسم بود: هلا والله بولدي.. أشلونك يمه؟؟

ماجد: طيب طاب حالج.. يأم جاسم طال عمرج.. أنا أبي أكلم دلال بعد أذنج..

أم جاسم كحت: وشو؟؟

ماجد بهدوء: وش فيج تخرعتي سلم غاليج؟؟ دلال مو بنت صغيرة عشان تخافين إنها تكلمني..
وأنا بيني وبينها موضوع معلق.. أعتقد أنه ماحد يقدر يحله غيري أنا وياها..

أم جاسم بحرج: طلبك غريب، غير إن دلال مستحيل توافق تكلمك..

دلال اللي كانت قاعدة تشوف برنامج في التلفزيون، توترت لما سمعت أنه فيه حد يبي يكلمها..

ماجد بنفس الثقة الطاغية: إذا تبي تكلمني في التلفون؟؟
أو جبت جاسم وجيت أكلمها شخصيا؟؟
خليها تستعد وتتغطى لاني الليلة مكلمها مكلمها.. في التلفون أو شخصيا.. خليها تختار..

أم جاسم وخرت وجهها عن الموبايل، وسدته بيدها، رغم أن صوتها كان واصل لماجد: يمه دلال.. هذا ماجد يبي يكلمج..

دلال انصدمت: يبي يكلمني أنا؟؟ صاحي هذا وإلا مجنون؟؟ قولي له ما أبي اكلمه.. هو شمفكر نفسه؟؟

أم جاسم بتوتر: يقول تبين تكلمينه في التلفون أو بيجيب جاسم عشان يكلمج شخصيا


********************


جواهر واقفة قدام الدولاب
ترتب ملابس عبدالله المغسولة والمكوية في الأرفف..
واقفة حافية وهي لابسة بنطلون برمودا أسود مع تيشرت أزرق بدون أكمام..

ما أنتبهت لدخول عبدالله اللي وقف وراها ، قرب منها بشويش، وحضنها من الخلف وهو يوخر خصلاتها المتناثرة ويطبع قبلة دافئة على جانب عنقها..

جواهر ارتعشت بعنف
كل لمسة منه تشعر كما لو كانت هي لمستها الأولى
ذات الانفعال الموجع
ذات القرب اللاسع
ذات الوجيب المتلاحق في قلبها الذي يمزق أوردتها وشرايينها من تدفق الدم الساخن المنفعل فيها..

قالت بحب متدفق وهي تضع كفها على خده بينما خده الآخر ملاصق لعنقها: هلا حبيبي.. من زمان جاي؟؟

عبدالله وهو يستنشق نفس عميق من شعرها قبل يرفع رأسه: توني واصل..

جواهر برقة: أنا مو قايلة لك تنبهني قبل تجي.. عشان ألبس كعب.. كذا حسستني أني قزمة..

عبدالله بحب وعيارة: قزمة قبل 18 سنة وانتي رأسج عند خصري.. بس الحين يسلم لي طولج بس.. هالطول اللي ذابحني

جواهر بابتسامة عذبة: وانت عقب طولك خليت فيها طول..

عبدالله بتساؤل: العيال وينهم؟؟

جواهر: عبدالعزيز أكيد على وصول الحين، ونوف عندها حصة بنت خالي، ومسوين معسكر بناتي ممنوع الاقتراب..

عبدالله بخبث: والله تمام.. فكة من عيالج.. لاصقين فيج 24 ساعة.. خنقوني..
الواحد مايقدر يقعد مع مرته شوي، إلا الثنين واقفين فوق رأسج حراسة..

وعبدالله يشد جواهر من يدها بحب وشوق
رن موبايله
كان رقم عبدالعزيز العراقي اللي كان يدق منه على عبدالله

عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر

التلفون طاح من يد عبدالله
ورجع يلقطه برعب .. وهو يقول بصدمة مرعبة :


شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟



قمرهم كلهم 10-23-2010 05:04 PM

رد: (بعد الغياب)
 
الليلة السابقة
في منطقة قريبة من بغداد..

كانت المهمة الأخيرة لعبدالعزيز تنتهي على خير..
بعد ما أنهى توزيع جميع التبرعات
كان يقول لـنصّار مندوب بيت الزكاة في بغداد واللي كان يسوق السيارة بصوت متعب: الحمدلله يا نصّار اللي خلصنا على خير..
بكرة أبي أحجز للدوحة أرجع على أول طايرة..

نصّار بود: إيه الحمدلله..

عبدالعزيز: الطريق بعده مطول؟؟

نصّار بشوي تردد: أني دا أحجي لك الله يهديك
أنا كايل لك أنه احنا تاخرنا هوايا في هالروحة..
هسه الدنيا ليل.. لو خليناها باجر جان زين..
الله يستر بس من السلابة وإلا غيرهم اللي لابدين بهالسكك..

عبدالعزيز بلهجة مطمئنة: صار لنا اسبوعين ماحد تعرضنا..بالعكس الوضع كان أمان جدا

وبعدين كمل عبدالعزيز بعيارة: وبعدين أنا رجّال وراي عرس عقب 3 أسابيع
حد يسوي لي شيء أسيل دموع عليكم أكثر من دجلة والفرات وشط العرب سوا..
أغرقكم وأخليكم تندمون على اليوم اللي جيتوا جنبي فيه..

نصّار بود كبير: أنته مافيه مثلك آغاتي..والله هالعروس ماتلاكي مثلك بكل هالدنيا يامعود.. شقد امها داعيت لها والله

وعبدالعزيز ونصّار مستمرين في حوارهم الودي، برز شيء أمامهم بسرعة..

نصّار برعب: باوع عزيّز باوع..


************************


اليوم في مدرسة ديمة..
ديمة اللي منهمكة في مهمتها الخطيرة اللي محتاجة دقة وتركيز.. وتقريبا كانت انتهت..

ما أنتبهت للعيون اللي كانت تلتهم ملامحها : عنقها وصدرها بلونهم البرونزي المختلف، عيونها بلمعتها المثيرة.. شفايفها الناعمة..

الوقت صار متأخر، والمدرسة شبه فاضية..
ولاب الحاسوب مبطن بالكامل بعوازل صوت.. يعني حتى لو صرخت واستنجدت واستغاثت ماحد راح يسمعها..

وهو يراقبها بحذر صدر عنه صوت خافت جدا..
لكن الصوت كان كافي جدا عشان ديمة بذكائها تنتبه وتسوي روحها ما انتبهت..
دقت موبايلها على أخر رقم.. رقم عزوز..

حطت يدها على فمها وكلمت عزوز من سماعة البلوتوث، بصوت واطي مرعوب حاولت تتماسك فيه:
عزوز الحقني الحقني.. الولد الصايع اللي في grade12 هنا في اللاب وقاعد يطالعني بنظرات تخوف..

عبدالعزيز حس كأن قلبه انخلع من مكانه من الخوف على ديمة
قال لها وهو يركض بكل سرعته: الحين اطلعي من اللاب بسرعة وانا جاي لج..


*******************


دلال خذت التلفون بتردد من أم جاسم، وقالت بصوت خافت: نعم أستاذ ماجد؟؟

ماجد بثقة (بايعها): فيه مرة تقول لزوجها أستاذ، قولي لي ماجد، أو أبو فيصل على اسم ولدنا اللي بيجي قريب..

دلال كحت بحرج ووجهها صار أحمر قاني وشعر رأسها وقف من الخجل: عفوا أستاذ ماجد أنت شارب شيء؟؟

ماجد بثقة بعد ماخذ الأخبار كلها من جاسم: إذا كان المرحوم اللي يرحمه يشرب
فأنا ولله العظيم ماعرفتها وحتى الزجاير ماعمرها طبت ثمي

وإذا كان الله يرحمه ماكان يعرف طريق المسجد
فأنا الفرض مايفوتني في المسجد مع الجماعة..

وإذا كان الله يرحمه نفسه سمحت له أنه يمد يده عليج كل يوم والثاني
فانا تنقص يدي لو رفعتها عليج يوم..


دلال اللي هزها كلام ماجد بعنف، ماعرفت شتقول
رجعت التلفون لأم جاسم وعيونها شاردة، وانسحبت لغرفتها..


******************



سارة راجعة من زيارة سالم..

منيرة اللي ماوقفت دموعها من يوم عرفت بالخبر.. بتموت تبي تسأل سارة عن سالم.. بس مالها وجه..

تحس إن اللي صار لسالم كله من سبتها.. إن الله أستجاب دعواتها على سالم..
عشان كذا ربعه (أصحابه) كلهم طلعوا سليمين إلا هو..

ظلت تدور في الغرفة مثل الشاة المذبوحة اللي تنازع انتفاضة قطرات دمها الأخيرة..

في الوقت اللي سارة تناولت المصحف بهدوء بدون ما تكلم منيرة..

منيرة الكلام ميت على لسانها..
ما تبي تفتح موضوع مع سارة.. لأنها تخاف من لسان سارة الحاد الموجع..
وتعرف إن سارة بتلاقيها فرصة عشان توجعها بالكلام مثل اليومين اللي فاتو..

اليومين اللي فاتو كانوا عذاب مستمر لمنيرة اللي اضطرت تحمل كل كلام سارة الحاقد المؤلم الموجع بدون ماترد عليها بكلمة وحدة..

نزلت منيرة تحت لقت أبوها يستعد لصلاة العصر، قربت منه بتردد: يبه بتروح لسالم؟؟

أبوها بحزن: بأصلي وبأروح له..

منيرة برجاء موجع: تكفى يبه بأروح معك..

أبوها باستغراب: أنتي تبين تروحين له.. غريبة؟؟

منيرة بثقة مترددة: مهوب رجّالي؟؟.. لو أنا مارحت له الحين.. متى بأروح له؟؟

أبوها المصدوم: أنتي واعية يا بنتي..؟؟

منيرة بثقة خجولة: أنا توني وعيت يبه..


*****************


عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر

التلفون طاح من يد عبدالله
ورجع يلقطه برعب وهو يقول بصدمة مرعبة :


شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟


عبدالله سحب نفس عميق، وقال بصوته القوي اللي يستخدمه للسيطرة على خصومه: عطني واحد منهم أكلمه..

........................................

عبدالله بنفس صوته القوي المدروس، وفي جملة واحدة قاطعة : كم تبون؟؟
..............................

عبدالله بقوة حازمة: لا لا.. هذا الكلام مايمشي.. (لأنه يعرف إنه إذا وافق على عرضهم الأول مباشرة، بيعرفون إنه مستعد يدفع أكثر.. عشان كذا لازم يفاصلهم عشان يكون المبلغ نهائي)


جواهر اللي كانت تسمع مفاصلة عبدالله الحادة مع الخاطفين واتفاقه معهم.. وفهمت أن عبدالعزيز مخطوف في العراق من خلال كلام عبدالله معهم.. ورود كلمات مثل نسلم المبلغ في بغداد.. وأشلون أضمن سلامتهم..

أحست كأن صدرها شُق بسكين صدئة
وانتزع قلبها من مكانها بكل وحشية بيد باردة حديدية
ليُهرس هذا القلب بكل سادية الكون ودمويته
ثم يُداس أشلاء متناثرة على الأرض دون رحمة..

انهارت على الأرض مغمى عليها.. دون أن ينتبه عبدالله اللي كان كل مشاعره وأحاسيسه مع المكالمة اللي كانت تسير باتجاه هو متخوف منه..

والاتفاق تقف في طريقه عثرات عن كيفية توصيل المبلغ للخاطفين حتى يقوموا بإطلاق سراح عبدالعزيز..

اتفق عبدالله معهم على اتصال آخر..
في الوقت اللي كان تفكير عبدالله يسير في عشرات القنوات الأخرى
وفق تفكير منطقي عقلاني تمرس فيه لطول خبرته في الحياة والمفاوضات وحتى التعامل السياسي..
لعمله فترة في مجال التمثيل السياسي حين عمل في سفارة قطر في واشنطن..

كان تفكيره يطالبه بعشرات التحركات..

تبليغ دولي هنا في قطر وهناك في العراق..
بدء تحويل المبلغ المطلوب لحساب موجود في العراق، حتى يتم تسليمه فور الاتفاق..
إيجاد قنوات آمنة لتسليم المبلغ
التأكد من ألتزام الخاطفين بتسليم عبدالعزيز وزميله فور تسلمهم المبلغ...
إبلاغ جهة عمل عبدالعزيز..
إبلاغ خاله فهد..

و..

و......

و..............


.................جواهر..


*****************



سعود طالع من الحمام متوضي لصلاة العصر اللي باقي عليها نصف ساعة..

دانة كانت تتغدى مع البنات وأمهم تحت.. فلما رجعت ماكانت تدري إن سعود موجود..

جلست على التسريحة، تعدل مكياجها.. في الوقت اللي سعود طلع من الحمام، ووقف على باب الحمام يتأملها.

دانة برقة: لا يكون فيني شيء غلط مهوب عاجبك؟؟

سعود وهو يقرب منها بابتسامة: إلا قولي شنهو اللي فيش مهوب صح، وشاللي فيش مهوب عاجبني..؟؟
انتي كلش على بعض تتأكلين أكل..


دانة بابتسامة: ماشاء الله حضرة الملازم مروق..

سعود بحب وهو يقرب من دانة ويوقفها بحنان.. ويحضنها حضن عميق جدا: اللي يشوف دندونته الحلوة ومايروق.. بصراحة ماعنده سالفة..

دانة وسعود يفلتها بالراحة: والله أنك تجنن وقلبك مافيه أطيب منه..
أبي أعرف خواتك ليه مرعوبين منك كذا.. لادخلت البيت كأنه قائدهم العسكري دخل عليهم.

سعود يضحك: خليهم.. البنات لازم يخافون عشان يتأدبون..
بس أنا والله العظيم أحب خواتي مثل بناتي بالضبط..
بس أنا بصراحة ما أعرف أفتح حوار معهم..
أنا بس من أشوفش أنتي.. أحس أنه ودي أتكلم ولا أسكت..

دانة بحب: فديت روحك والله.. ودامك ماشاء الله مروق وتشوفني تبي تتكلم ولا تسكت... تعال أقول لك شيء..

قالتها وهي تشده من يده وتقعده على السرير وتجلس جنبه،

سعود بمودة: ذا المقدمة والقعدة مالي بها.. شام ريحة خيانة..

دانة باستجداء أنثوي لطيف: فديتك سعود.. إجازتي خلصت.. ولازم أرجع شغلي بكرة..

سعود من سمع طاري شغلها أعتفس مزاجه فوق حدر..
لكنه رد عليها بلهجة هاديه تحتها بعض غضب: دانة أنا وعدتش ما امنعش من شغلش..
بس دانة حبيبتي أنا والله ماشبعت منش ولا من القعدة معش

مالحقنا تراضينا إلا حادث العيال صاير، وتوني راجع من كم يوم..

والحين أنا مداوم.. ودوامي زامات..
يعني ممكن أغيب يومين واجي يومين، أحيانا 3 ب3
يعني أيام ما أنا موجود بالبيت بتكونين في المستشفى، وانا ذابحني شوقي لش من الأيام اللي قبلها..
خذي إجازة لو شهر واحد.. وخلينا نسافر أسبوع فيهم أي مكان مثل باقي الأوادم..

دانة باستجداء: سعود أنا صار لي تقريبا شهر ماخذة إجازة..
مالي وجه أطلب إجازة بعد.. وخصوصا أني توني طبيبة جديدة..
مايصير.. والله مهيب حلوة في حقي..
يقولون أني ماني بقد الشغل..

رغم أن السبب اللي قاله سعود سبب حقيقي فعلا لكن فيه سبب ثاني أهم
سعود يشعر بغيرة جنونية على دانة، وفكرة أنها ممكن تشتغل في أسنان رجّال أو شاب.. كانت ذابحته وقاتلته..

سعود بثقته المعتادة : أنا موافق ترجعين شغلش.. بس بشرط..

دانة بحذر: اللي هو؟؟

سعود بجدية: تتركين مستشفى الرميلة.. وتطلبين نقل للصحة المدرسية.. عشان أضمن أنه أنتي ماتعالجين إلا أسنان البزارين وبس..

دانة ماكانت مرتاحة لطلب سعود وخصوصا أن الصحة المدرسية أبعد بكثير والمشوار مهلك..
وجو العمل فيها غير تنافسي بالمرة بالنسبة لطبيبة شاطرة مثلها..

لكنها ماحبت تزعله عشان ذا الموضوع، قالت له باستسلام: اللي تبيه..

سعود كان وده إنها عندت شوي ورفضت
عشان يحلف عليها تترك الشغل بالمرة..
لكن بما أنها وافقت بذا السرعة على قراره.. ماراح تكون أحسن منه..

(خلها تروح الصحة المدرسية الحين.. وشغلها ذا دواه عندي)


*************


عبدالله اللي ألتفت يدور على جواهر.. شافها طايحة على الارض مغمى عليها.. حس بخوف مرعب عليها..

شالها بخفة من الأرض.. وحطها على السرير..
رش شوي عطر في يده وحطه على أنفها..

جواهر اللي شمت ريحة العطر عطست..
وعقب جلست..
كانت نظرتها ميتة بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
عبدالله كان يطبطب على خدها بحنان.. يحاول تخليها تنتبه له.. : جواهر.. جواهر ياقلبي.. ردي علي .. ردي علي حبيبتي..


الساعة الآن 07:53 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0