close أهلا بك فى منتديات بنوته
هل تريد التسجيل في منتديات بنوته ؟
نعم أريد التسجيل لا شكرا, أريد التصفح فقط

إحصائيات المنتدى: المواضيع: , المشاركات: , الأعضاء:

 

 

 

http://bnota.net/pic/uploads/images/Bnota-ad2e09bc60.gif

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتديات بنوته > منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ > ڪآن يآمآ ڪآن > للروايات المكتمله


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-2010, 10:01 PM   #91 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


مازالت ذكريات دانة وأحرفها تنثال بصدق موجع شفاف يشبه دانة

صفحة أخرى:
اليوم أعلان نتيجة الثانوية العامة في الإذاعة وغدا في الجرائد
لم أستطع النوم من التوتر.. قلقا على نتيجة سعود
والدي ووالدتي معهم أختي مزنة وخالد..
كانوا مجتمعين كلهم عند الراديو في الأسفل
أنا هززت أكتافي وقلت لهم: نجح أو ما نجح شيء مايهمني.. ماعاد باقي إلا المتوحش عشان أنا أنتظر نتيجته.. بأروح أنام أحسن..
بينما أنا أغلقت على نفسي في غرفتي..
وأنا أحتضن جهاز الراديو الصغير الخاص بي
وأضعه عند أذني حتى لا يسمعه حد.. ويكتشفني..
والتوتر والقلق يقتلني..
ما أن سمعت اسم سعود ونتيجته حتى قفزت من الفرحة ووقع مني الراديو وانكسر..
نتيجة سعود كانت رائعة وفوق المتوقع..
عندما كان صغارا كان دائما يقول انه سيكون طبيب أسنان العائلة.. حتى يخلع أضراسنا كلنا..
الآن يستطيع تحقيق حلمه..
أن يدرس الطب.. تخصص أسنان قد يكون الأسهل والأسرع
ولكن لما لا يكون قلب أو عظام أو أعصاب؟؟
سعود شاطر ويسويها


صفحة أخرى:

سعود قرر الالتحاق بالكلية العسكرية
رغم أن نسبته كانت ستدخله أي تخصص يختاره..
أنا أعلم سبب اختيار سعود للكلية العسكرية..
يريد أن يبقى قريبا من أمه وأخوته..
لا بأس سعود.. لا بأس..
أنا سأحقق لك حلمك.. سأكون طبيبة العائلة..
وسأخلع أسنانهم نيابة عنك.. (رُسم بجانب الكلام وجه مبتسم على خده دمعة)


صفحة أخرى:
مازلت مريضة من آثار ضربة الشمس
ولكني اليوم أحسن
أمس سمعت أبي يقول أن أن سعود سيأتي لزيارته بعد أول إجازة من الكلية..
منذ دخول سعود للكلية وأنا أتلهف لرؤيته باللبس العسكري..
لم أعلم متى سيأتي.. لذا بقيت متسمرة عند الشباك منذ عودتي من المدرسة.. حتى العصر حينها كنت قد فقدت إحساسي بالأشياء
فالشمس كانت حامية جدا وشعرت أنها أذابت مخي وحرقت وجهي..
ولكن قبل أن افقد وعيي......... رأيته
رأيته
كان .. كان.. كان
أعجز عن إيجاد وصف
كان عظيما.. رائعا.. وسيما.. طويلا.. جليلا.. مبهرا

كان حبيبي أنا...

ثم فقدت وعيي..

سعود حين وصل إلى هذا المقطع..
حس بشعور كلسع كهرباء مؤلم جارح متوحش يجتاح خلاياه وروحه ودمه وتفكيره بكل القسوة والعنفوان..
( "كان حبيبي أنا"...!!!!
من ذاك الوقت يادانة من ذاك الوقت...!!!
ليه سويتي فيني كذا.. ليه؟؟؟؟)


صفحة أخرى:

أريد صورة لسعود باللبس العسكري.. لا أعلم من أين
ولكني قد أموت إن لم أحصل له على صورة..
حتى لا يهم باللبس العسكري..
أي صورة.. حتى لو كان بلبس البيت..
حتى لو كانت صورة غير واضحة..
المهم أن يكون ظل سعود فيها..
أريد صورة معي طوال الوقت
تبرد بعضا من النار المحرقة المشتعلة في صدري..
أحبك ياسعود..

سعود هنا شعر أنه عاجز عن التنفس.. ولسعات الكهرباء تضربه بعنف أكبر ووحشية أشد دموية
"أحبك ياسعود"
"أحبك ياسعود"
"أحبك ياسعود"
هذه الجملة ختمت كل صفحة من صفحات دانة اللي جاءت تاليا..
تكررت مئات المرات في مئات الصفحات
وكل جملة منها تجلد سعود بقسوة بسياط الألم الموجع المبرح
الذي ترك آثاره غائرة في روح سعود
التي أثقلها إحساس مر بالغربة والوحدة والوحشة..
(تحبني أنا.. وكنت أنا من البداية..
وليه ماقلتيها لي يادانة.. ليه خلتيني على عماي)
(أنت قلتها بنفسك ياسعود.. كنت أعمى
حبها لك واضح مثل الشمس في لهفتها
في اشتياقها.. في لمساتها
لكن أنا كنت أعمى.. أعمى)

صفحة أخرى:
اليوم أنا سعيدة جدا جدا
لسببين:
السبب الأول: أني خلصت امتحانات الثانوية العامة اليوم
إن شاء الله متوقعة نتيجة طيبة.. لا أضاع الله تعبي وسهري..
السبب الثاني: أني رأيت سعود بعد حرمان من طلته لمدة شهرين و3 أيام..
كنت على وشك أن أجن من شوقي به..
ولم تكن مجرد رؤية عابرة بل رأيته بتمعن واستمتعت برؤيته لأكثر من نص ساعة وهو يتكلم في هاتفه المحمول
ويدور في حوش بيتنا..
ولكن بعدها أصابتني حالة جنون غريبة، شعرت بنار تستعر في قلبي وتفكيري مازالت مستمرة للآن..
من الذي كان يكلمه طوال هذا الوقت؟؟ ومنحه صوته واهتمامه وأجمل ابتساماته؟؟ أ تكون فتاة؟؟
ما أن وصل تفكيري لهذا الحد.. حتى شعرت أنني قد أنزل لسعود في الحوش.. وانتزع المحمول من يده وأرميه على الارض ليتكسر لشظايا متعددة..
ماهذا الشعور المر الموجع؟؟
أ يكون مايسمونه "الغيرة" ؟؟
تصبح على خير حبيبي
أحبك ياسعود

(لو تدرين يادانة.. لو تدرين..
كنت أكلم جابر..
وأدور في الحوش
على أمل أني ألمحش لو لمحة
كنت عارف أنش خلصتي امتحاناتش اليوم
وسمعت أمي تقول أنش تعبتي كثير في المذاكرة
ومرضتي
كنت أبي أشوفش.. واتطمن عليش)


صفحة أخرى:

اليوم طلعت نتيجتي
أنا سعيدة جدا جدا جدا..
اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت به علي
الكل أتصل بي وبارك لي
حتى ولد عمي محمد
كلمني وبارك لي بمرحه وجنونه المعتاد
وهو يقول: السنة الجاية دوري.. بأجيب نسبة أحسن منكم كلكم..
تمنيت أمنية مجنونة.. تمنيتها من أعمق أعماق قلبي
يكلمني سعود ويقول لي: مبروك
أنتظرت هذا الاتصال.. حتى يأست..
تصبح على خير حبيبي
أحبك ياسعود


صفحة أخرى:

أكتب بعد أن أستطعت أن أتمالك نفسي من البكاء
اليوم بكيت كثيرا..
بكيت حتى تعبت..

بعد أن تمت الموافقة الرسمية
على ابتعاثي لدراسة طب الأسنان في السعودية
وبدأت بالاستعداد للسفر لبيت خالي ناصر
حيث سأبقى مع بناته طيلة فترة دراستي
يأتي سعود ويحاول إقناع والدي بالرفض
بحجة أن البنت لا تترك أهلها وتسكن مع أي كان
وجامعة قطر موجودة.. أستطيع أن أختار أي تخصص فيها
وخصوصا أن تخصص الطب لاينفع لفتاة في وضعي القبلي..
أعلم أن سعود يكرهني..
ولكن لم أتوقع أن كراهيته لي.. وصلت لحد الانتقام
أن يحرمني من الحلم الذي حلمته
وحلمته من أجله هو
هو فقط
سعود رغم كل ماتفعله بي
لا أستطيع إلا أن أقول
أحبك ياسعود


الوقت أصبح بعد صلاة المغرب
سعود يصلي ويعود لدفتر دانة
وكلما قرأ أكثر
كلما شعر بألم أكبر.. شعر أنه لا يمكن أن يتألم أكثر من هذا
لأن ألمه وصل للحد الأقصى
ولكن مع كل صفحة جديدة
يتزايد ألمه.. وتتسع دائرة الألم الأقصى أكثر وأكثر

صفحة أخرى:

سيكون سفري بعد 3 أيام..
يمزقني أن أسافر وأنا أعلم أن سعود غاضب مني
وليس راضيا عن سفري
ولكن متى رضي سعود عليّ؟؟!!
هو الغاضب الأبدي عليّ بسبب أو بدون سبب..
أريد أن أحصل على صورة لسعود
يستحيل أن أسافر من غيرها..
سأجن إن لم يكن معي شيء يصبرني على اشتياقي له..
قررت أن أبحث بين ألبومات والدي
أنتظرت حتى خرج والدي لعمله
وانشغلت والدتي في المنزل
ودخلت غرفتهما وبدأت بالبحث
الحمدلله.. وجدتها
وجدتها
صورة شخصية صغيرة
قديمة قليلا
ولكن لا يهم.. المهم أنها صورة سعود..
منذ أخذتها وهي لم تفارق يدي.. وأنا في غرفتي
أغلقت الباب واعتكفت لتأملها..
شعرت برغبة عارمة لتقبيل الصورة
ولكن شعرت بالخجل يجتاحني
سأكتفي بتأملها
تصبح على خير حبيبي
أحبك ياسعود

(حرام عليش يادانة.. حرام عليش
ذبحتيني
نحرتيني
والله كفاية على قلبي كذا
ما اقدر أستحمل أكثر
ما أقدر )


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:14 PM   #92 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


بالفعل قلب سعود ماعاد قادرا على الاحتمال
ولا أعصابه
ولا حتى جسده..
بدأت تتخلل عظامه حمى عنيفة
وبدأت درجة حرارته بالارتفاع
وهو بالارتعاش من جراء الحمى الشديدة
ولكنه لم يستطع ترك دفتر دانة
واستمر بالقراءة

صفحة أخرى:

اليوم حفل تخرج سعود..
الحفل سينقل على الهواء مباشرة..
من حسن حظي أن الحفل في الصباح الباكر
بنات خالي كلهم في المدارس والجامعات
وأنا قررت ألا أذهب اليوم للجامعة
اليوم يوم سعود.. ويستحيل أن افوته
أغلقت باب غرفتي أنا وريم علي
وتركزت أمام التلفزيون
قلبي يكاد يتوقف وأنا أسمع أسماء الخريجين
وأراهم يسلمون واحدا واحدا على سمو الأمير
حتى وصل هو
اسمه هو
طلته هو
ووقفته هو
المبهر الأبدي
كاد قلبي يتوقف وأنا أرى مشيته الواثقة وهو يشد على يد سمو الأمير.. ويحيه التحية العسكرية..
انسكبت دموعي الصامتة بغزارة..
ألف مبروك حبيبي.. ألف مبروك
رفعت رأسي اليوم وشرفتني
أقسم أنني أشعر أن رأسي فوق السحاب
"أحبك يا سعود
والله أحبك
مايهمني أنك ما تحبني
ولا أنك مستحيل تحبني في يوم"
مشاعري أصبحت أعمق من أي شيء ومن كل شيء
والمحب الحقيقي لا ينتظر ثمنا لحبه..
يكتفي بالعطاء..


( " المحب الحقيقي لا ينتظر ثمنا لحبه..
يكتفي بالعطاء"
ذبحتيني يادانة ذبحتيني..
طول ذا السنين وأنتي تسكبين ومشاعرش وألمش
وحبش بدون مقابل..
وأنا كنتي قدامي تتدفقين حنان ولهفة واشتياق
ما قدرت استحمل حتى شهرين
لأني ماسمعت كلمة.. كلمة
صرت الحين أحسها قدام طوفان مشاعرش
ولا شيء
ولا شيء)


صفحة أخرى:

بنات خالي وزميلاتي في الجامعة
مستغربات من شدة خجلي وتباعدي عن الجنس الآخر بشكل مرضي
في الجامعة
أقف أبعد واحدة عن الدكتور في الدرس العملي
في الأسواق مع بنات خالي
أقف بعيدا عن البائع وعن أي رجل قد يحاول الاقتراب مني
لا أنكر أن احترامي لأهلي
ورغبتي في الحفاظ على ثقتهم فيّ
هي السبب
ولكن السبب الأهم هو سعود
وحرمة سعود
ومكانة سعود
وكلمة سعود
سعود طالما نهاني منذ طفولتي
أن أسمح لأي رجل بالاقتراب مني
ويستحيل أن أعصيه أو أخون ثقته
بعد مرور كل هذه السنوات

تصبح على خير حبيبي
أحبك ياسعود


صفحة أخرى:
مازلت في كل إجازة أقضيها في الدوحة
أفعل كما كنت أفعل في مراهقتي
أسكن في الشباك
حين أعلم بحضور سعود
علني ألمحه.. أسكن نار شوقي برؤيته
وفي كل مرة كنت أراه أعظم مهابة
وأكثر وسامة
صرت أسمع كثيرا
أن أم سعود تريد تزويج سعود
فهو أصبح في الخامسة والعشرين
ومضى عليه 3 سنوات منذ تخرجه
ويُقال أنه سيعلق النجمة الثانية قريبا..
أي كل الظروف مهيأة لزواجه
الكل يتكلم
دون مراعاة لمشاعري
وكأنهم يطعنون في حائط أمامهم
وليس قلبا نازفا ممزقا..
يسألونني: ما رأيكِ دانة؟؟ هل هناك من ترشحينها لسعود؟
كأنهم يسألونني: نريد أن نذبحك يادانة.. فهل تريدين أن نطعنك بسكين أو نطلق عليكِ الرصاص؟؟
أعتدت أن اكون ماهرة في التمثيل حين يكون سعود محور الحديث.. كنت أجيبهم: "بأدور عن أكثر واحدة أكرهها.. وٍارشحها لسعود المتوحش.. عشان تستخف.."
اليوم لا أريد أن أحبك يا سعود
لا اريد..
أنا أتعذب يا سعود
أتعذب.. ولا أحد يعلم بعذابي..
تعبت..تعبت..
أكاد أن أتحول لحطام إنسان
ليتني أستطيع انتزاع حبك من قلبي.. ليتني..
ولكن القلوب تهدى.. وأنا أهديتك قلبي منذ بدء الخليقة
فكيف أستعيده الآن؟؟
أحبك يا سعود..


سعود حالته تزداد سوءا .. والمرض والحمى تشتد عليه..
زملائه كانوا ينادونه للغداء ثم للعشاء وكان يرفض
الوقت أصبح بعد أن صلى سعود العشاء بساعتين
ومازال سعود مستمر في القراءة..


صفحة أخرى:
وأخيرا تخرجت..
وأخيرا في الدوحة..
وأخيرا بالقرب من سعود ومن أنفاس سعود..
اشتقت لك حبيبي..
اشتقت لك..
مضى على أخر مرة رأيتك فيها من شباكي المسحور
أكثر من أربعة أشهر
أشعر كأنهم 4 قرون..
لولا صورتك التي مافارقتني
والتي بهتت من تعرق يدي التي لا تفلتها
كنت سأجن بالتأكيد..
يالا الحب ياسعود..
وعظمة الحب..
الحب يجعلك المخلوق الأعظم على وجه الأرض
بحبك أشعر أنني أمسك أطراف الأرض بأناملي العارية
وأنني أزاحم السحاب بمناكبي
أحبك سعود
أحبك.. وأعشقك.. واتنفس هواك..
حبك كان ومازال وسيبقى طاقتي التي تدفع الحياة في عروقي
عروقي حيث تجري أنت مجرى الدم
أحبك يا سعود
أحبك.. أحبك
ألف مرة أحبك
أريد أن أقولها حتى أتعب
أنتهي وأموت

سعود خلاص على وشك الانهيار
(حرام عليش دانة
والله حرام عليش
أنا ما أستاهل منش كل هذا الحب
ما أستاهل..
ما أستاهل..
أنا واحد غبي.. غبي..
عشت غبي.. وبأموت غبي)


صفحة أخرى:

اليوم لم أستطع النوم بعد صلاة الفجر
دوامي في المستشفى الساعة 10
لذا قررت أن أكتب مبكرا اليوم
لأقول لك: صباح الخير حبيبي
سعود هل استطيع أن أطلب منك طلبا؟؟

أعلم أنك لن تكون لي يوما..
ولكن أرجوك سعود.. أرجوك
لا تكن لغيري..
لا تكن لغيري..
استطيع أن أتعايش طوال عمري
مع كراهيتك لي.. وأنا أعلم أن قلبك خالٍ
ولكن أن يصبح قلبك لأخرى
بينما قلبي يحترق لك ومن أجلك
فهذا الشيء الذي يستحيل أن أحتمله..
هذا هو الشيء الذي سيقتلني وينهيني ويفنيني..
أحبك ياسعود


صفحة أخرى:

اليوم استطعت أن أتماسك
بعد أن قضيت اليومين الماضيين في بكاء عنيف مستمر
أجفاني أصبحت منتفخة بشكل مرعب
ويستحيل أن أخفيهما
كل من رآني ارتعب.. أهلي .. تهاني.. الممرضات
الكل أجبتهم أنها حساسية أصابت عيني..
والكل صدقني..
أشعر برغبة مستمرة في البكاء
ولكني تعبت..تعبت من الدموع المسفوحة بغير فائدة
قررت أن اكتب
علني أنفس بعضا من الحزن المدمر الكاتم على قلبي
سعود سيتزوج
هكذا ببساطة..
وما نحرني تماما..
ومزق بكل وحشية أوردتي وشراييني وخلاياي
أنه هو من أختارها بنفسه..
اختارها بنفسه.. لم تكن ترشيحا من أمه ولا من أخواته
بل هو من أصر عليها
أعرف الفتاة.. أعرفها.. فاطمة
رأيتها عند مها عدة مرات
بالتأكيد هو رأها
لذا أصر عليها كما ذكرت مها لمزنة
أيكون يحبها؟؟
(يحبها)
يالاوقع هذه الكلمة المسموم الجارح
كطعنة رمح مسموم
اخترقت قلبي
لتنثر سمها القاتل في كل أرجاء جسدي المنهك
الذي أنهكه حب سعود حتى النخاع
أنا أحبه
وهو يحبها
أنا أحبه
وهو يحبها
أهكذا تكون العدالة؟؟ أم هكذا يكون الظلم؟؟
كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي.. ولكني كنت أكذب نفسي
كنت أطلب من سعود أن يعيش ناسكا في محراب من يكرهها
لأن من يكرهها عاشت طوال عمرها ناسكة في محراب حبه
آه ياسعود آه..
أعلم أن لا حق لي عليك..
ولكن أ ليس للقلب المدله النابض بحبك حق؟!!
أ ليس لسهر الليالي الطويلة وانت سميري فيها حق؟!
أ ليس لذكراك التي رافقتي في كل لحظة من حياتي حق؟!
أليس لأطنان الدموع المسفوحة لك ومن أجلك حق؟!
أ ليس لطاعتي لك وحفاظي عليك وعلى حرمة وجودك وغيابك حق؟!!
أ ليس لهذا الدفتر المنكوب بين يدي وهو يشهد على آلاف الليالي التي ماشغلني فيها سواك حق؟!
تعبت ياسعود.. تعبت..
ويبدو أننا نصل إلى نهاية المطاف..
ليس نهاية حبك.. لأن حبك لا نهاية له..
ولكن نهاية سعادتي بحبك..
يبدو أنني سأعيش أجتر حزني وتعاستي
وأنا ألوك حبك بأسى
وأنا أعلم أنك بين أحضانها..
ما أقساني على نفسي!!!
(سعود في أحضان أخرى)
كيف أستطاع عقلي أن يقسو على قلبي إلى هذا الحد
لدرجة فتح باب التفكير في هذه التفاصيل
سأبتعد عن التفاصيل الجارحة التي ستنحرني نحرا!!
ابتعدي كيف تشائين
ولكنك تعلمين أنه سيحضنها.. ويقبلها..
ويرسم تفاصيل جسده على جسدها
كفى
كفى
كفى
كفى
كفى



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:15 PM   #93 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


سعود عاجز عن سحب أنفاسه وهو يعلم أن دانة علمت بخطبته لفاطمة ويتخيل كيف جرحها الأمر:
(كنتي عارفة يادانة..
عارفة.. وساكتة..
أنا اللي ما أقساني عليش وعلى نفسي
آه يادانة آه
وش العظمة هذي كلها
أنتي مستحيل تكونين مخلوقة بشرية عادية
مستحيل
البشر مايحبون لذا الدرجة
وأنا اللي أعتقدت أنه حبي لش مافوقه شيء
حسستيني بحقارة مشاعري وتفاهتها قدام مشاعرش)


صفحة أخرى:

اليوم أتصلت بي إحدى صديقات الثانوية
أخبرتني أن والدها وأعمامها وشقيقها
سيحضرون غدا على الغداء لخطبتي
أنا كنت أعلم أن والدي عنده ضيوف أغراب على الغداء في الغد
ولكني لم أعلم انهم قادمين من أجلي
أُسقط في يدي
ماذا أفعل؟؟
في كل المرات الماضية.. حينما كان أحدا من صديقاتي أو معارفي يلمحون أنهم يريدون الحضور لخطبتي
كنت أغلق الباب فورا.. ولا أسمح بوصول الكلام لوالدي
ولكن الآن الرجال اتصلوا بوالدي مباشرة
توترت وقلت لصديقتي: "كان أفضل لو قلتي لي عشان أمهد لأبي؟؟"
سألتني بتردد: "ليه فيه أحد متكلم عليش؟؟"
أجبتها: لا ... لكن..
ماذا أقول لها؟؟ ماذا أقول؟؟
أنني قررت أنني لن أتزوج أبدا
لأني نذرت نفسي لرجل يكرهني
وعلى وشك الزواج من أخرى
على وشك أنه يذبحني
ورغم هذا أنا قررت أن اكون وفية لحبه لأخر يوم في عمري
ليتزوج هو .. ليكن سعيدا
أريده أن يكون سعيدا
حتى لو احترقت أنا بنار الغيرة
حتى وإن كانت الفكرة تشعل شراييني وأوردتي لهبا متأججا
ليتزوج هو
لكن أنا يستحيل أن أفعلها
يستحيل أن أسمح لرجل ان يقترب من حدود أي شيء هو لسعود
وأنا نذرت نفسي لسعود جسدا وروحا
أحبك ياسعود

الصفحة التالية مباشرة:
مازلت عاجزة عن تصديق ماحدث
سعود خطبني ووالدي ضربني
حدثان مستحيلان
ضرب والدي لي تجاوزته
لكن خطبة سعود كيف أتجاوزها؟؟؟؟؟
بالأمس كان على وشك خطبة أخرى
اليوم يجد نفسه مجبرا على خطبتي
حفاظا على عادات جاهلية بالية مقيتة
لا وألف لا..
أفضل أن أموت على أن أكون زوجة سعود
أن أصطلي بنار حب سعود وأنا أعلم أنه يكرهني ولكنه بعيد عني
أرحم ألف مرة أن أصطلي بنار حبه وأنا زوجته وأرى الكراهية في عينيه ..
وخصوصا أني سأكون سبب حرمانه ممن يريدها
هذا سيكون هو حكم الإعدام علي..
"أحبك ياسعود
والله العظيم أحبك
لكن يستحيل أتزوجك يستحيل
ومستحيل أخليك تضحي بحبك للي تبيها
مستحيل أخليك تضحي بسعادتك
عشان عادات المفروض تنقرض
كفاية تعيس واحد بيننا
أنا كنت الطرف التعيس في علاقتنا من البداية
وأنا اللي لازم أستمر في دوري
لكنك أنت لازم تكون سعيد.. لازم
أنا ممكن أستحمل تعاستي
لكن مستحيل أستحمل أنك أنت تكون تعيس
مستحيل"


سعود يزفر بحرقة كأنه يزفر نارا مشتعلة من جوفه
( آه يادانة .. آه
وأنا اللي كنت في تيك الفترة
متضايق إني بأتزوجش وأترك فاطمة
آه.. وألف آه
ما أغباني..
وما أحقرني..
وما أتفهني..
كنت طول عمري معتز برجولتي وبشهامتي..
عمر ماشيء ماهزني مثل ماسويتي فيني"


الصفحة التالية مباشرة وبنفس تاريخ نفس اليوم السابق:

" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
هذا كان رد سعود علي..
لا أعلم كيف فعلتها.. كيف أخذت رقم سعود من هاتف خالد
وكيف اتصلت به.. كان حبي له يسيرني
أردت أن أنقذه من كراهيته لي
وأنقذ حبه لها..
حينما وصلني صوته المتعب المشبع بعبق الرجولة
كدت أن اصاب بسكتة قلبية
أخر مرة سمعت صوته كان من عشر سنوات تماما
على سلم بيتهم وهو يكيل لي الشتائم
الصوت نضج بعمق موجع.. ولكن سيل الشتائم مازال مستمرا
ومعه سيل جديد من التجريح والألم
نحرني صوته
ونحرني بروده أكثر
أ لم نكبر سعود؟؟ أ لم نكبر؟؟
سنوات متطاولة مرت.. ماعرفت منك غير التجريح والقسوة..
يقول غدا سيكون عقد قراننا..
كأنه يقول لي: أن غدا سيكون سجنه وسجني..
أنا سأبدأ مرحلة جديدة من عذاب أعتاده قلبي وخلاياي
ولكنه هو سيبدأ بتذوق العذاب..
كم تمنيت لو كفيتك كل هذا..
كم أتمنى لو أستطعت أن أحمل الهم والألم وحدي
لتكون انت سعيدا
اريدك أن تكون سعيدا
لا ذنب لي بحزنك ياسعود..
كما لاذنب لقلبي الذي سار في طرقات حبك مسيرا لا مخيرا
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
وإذا كنت أحبك ألف مرة.. وأعشقك مليون مرة
وأذوب في هواك مليار مرة

أحبك ياسعود
أحبك


الصفحة التالية تاريخ يلي التاريخ السابق بعدة أيام:

اشتقت لكِ يا أوراقي
طردت مزنة خارجا.. حتى أختلي بك
عندي لك خبر مذهل يستحيل أن تصدقيه
سعود أصبح زوجي
هل تصدقين يا أوراقي.. يارفيقة دربي.. وكاتمة أسراري وشكواي
هل تصدقين؟؟
أنا مازلت غير مصدقة حتى الآن
يالا الكلمة العذبة: سعود زوج دانة
سعود لي أنا..
أعلم أن هذا الوضع قد لا يستمر..
ولكن الأيام السابقة التي عشت فيها بقرب سعود
ستكفيني زادا لبقية حياتي..
مرت أحداث كثيرة خلال الأيام السابقة
ماعاد يهم منها أي شيء
إلا أنني أصبحت زوجة سعود
رغم أني طلبت الطلاق منه..
لا أعلم أي قوة واتتني.. حتى أتجرأ وأقول له:
سعود ياقلبي أنت بعد أن أصبحت لي
أريد أن أنتزع قلبي من مكانه.. وان أتخلى عنك..
مزنة تسألني عن وضعنا.. أقول لها من خلف قلبي
لن نستمر معنا.. هو عصبي وأنا عنيدة
أحقا لن نستمر معا ياسعود؟؟!!
أنا مشوشة كثيرا
لا أريد أن أظلم سعود معي
أخشى أن يكون مجرد إحساسه بالمسئولية أو ربما الذنب
لأنه أخذني بدون حفل زواج ثم مرضت عنده
هو مايدفعه للتعامل الرقيق معي

آه.. يالاعذوبته ورقته..
كاد قلبي يتوقف من لمساته..
بل ربما هو توقف.. لذا دخلت للعناية المركزة..
جسدي ماعاد قادرا على احتمال دفء قربه ربما..
لذا ارتفعت درجة حراره مخي للدرجة القصوى..
(وجه مبتسم يبرز منه سنان متباعدان)
المخلوق أعلاه محتاج تقويم أسنان، يتم تحديد موعد لاحق في المستشفى
أما المخلوق النابض في جوفي فهو يتكتك
ومع كل تكة
يقول
أحبك ياسعود

لأول مرة يبتسم سعود منذ بدأ بالقراءة
ابتسامة متعبة.. حزينة
ودرجة حرارة سعود تتزايد
والحمى تثقل وطأتها عليه


الصفحة التالية مباشرة.. نفس التاريخ:
بكيت طويلا
مزنة استغربت مني وبشدة..
ما الذي قد يفجع امرأة في قول زوجها لها
أنه يحبها..
لم يقل أنه يحبني فقط بل قال
" وليه ما تقولين
عاشق ولهان
متيم
مغرم
مجنون
يعشق كل شيء فيك
من ريحتك
لابتسامتك
لصدى اسمه على شفايفك
أحبك
والله أحبك
ومن زمان
زمـــــــــان
قبل ما نولد حتى
لأن حبك الأسطوري اخترقني من الوريد للوريد
حبك أعاد تشكيلي
وإطلاق الإنسان في داخلي
هل فيه أمل أنه في يوم
بتستقبلني جنة حبك في أحضانها؟؟؟"

لا أصدق أن سعود هو من يقول لي هذا الكلام
لا أصدق
لا أصدق

أحقا سعود يحبني؟؟
أحقا لم تكن مشاعري طوال عمري مهدورة؟!
أحقا كان يحبني؟!
كيف يحبني وأراد الزواج من أخرى!!
لولا الخاطب الذي جاءني
أو كان سعود تمم خطبته منها
كيف؟؟ كيف؟؟
أ يعقل أن يكون كل هذا الكلام العذب ليس نابعا من قلبه؟!!
أشعر بالتوتر والقلق بل بالرعب
لا أريد أن أعود مع سعود لبيته
لا أريد أن يغلق علينا باب
أشعر بالرعب من مشاعري
وبرعب أكبر من مشاعره..
أحقا يحبني.. أحقا؟؟
آه ياسعود آه
ارحمني.. كن بقلبي رئيفا وشفيقا
فقلبي ماعاد يحتمل
أحبك ياسعود


الصفحة التالية مباشرة:

في حياتي كلها لم أكن سعيدة كما أنا هذه الأيام
بل أنا أشعر بشعور يتجاوز السعادة
إنها السعادة المصفاة
هذا التمازج الجسدي والروحي مع سعود
بعث في أوصالي سعادة ممتدة لا حدود لها..
سعود كله لي: روحا وجسدا ومشاعرا
روعته لاحدود لها
مذهل في كل شيء
في كلامه.. في شخصيته
في حبه.. وفي تعبيره عن هذا الحب
بكلماته.. همساته.. لمساته.. وقبلاته..
أغرقني في طوفان هادر من مشاعره الفياضة
شيء لم أحلم به ولا حتى في أعذب أحلامي
أريد أن أخبره كم أحبه
كم أعشقه
كم أذوب له وفيه ومن أجله
كم أنا سعيدة به وبحبه
ولكن أجدني متخوفة
من التعبير
والكلمات تجف على لساني
شيء في داخلي يمنعني من التعبير
تجربتي الطويلة مع سعود وقسوته وغضبه طوال عمري
تقف حائلا بيني وبين النطق
أخشى أن أسكب مشاعري التي حجزتها طوال عمري
والتي تجمعت طوفان هادر خلف سد ضخم
لو فتحت السد
سيصعب التراجع
ولو قسى علي سعود أو لفظني
لن يبقى شيء أعيش من أجله
ولكن مافائدة الكلمات حبيبي
أمام ماهو أكبر من الكلمات
رعشتي بين يديك
وتعلق عيني بك وهي ضارعة لك
وتمازج دقات قلبي بأنفاسك
أعلم أنك أصبحت تعلم أن حبي لك
يتجاوز حدود الأحرف والكلمات
أحبك ياسعود



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:16 PM   #94 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


مازال سعود يقرأ.. تبقى وقت قليل على صلاة الفجر
وتبقى القليل ليقرأه
وسعود يستعيد جملتها الأخيرة
" أعلم أنك أصبحت تعلم أن حبي لك
يتجاوز حدود الأحرف والكلمات"

(الله يلعن الأحرف والكلمات
اللي وقفت بيني وبينش
اللي أعماني انتظاري لها
عن رؤية حبك المتدفق
ولكن اشلون يشوف
من كان أعمى وغبي
أعمى وغبي
حتى الأعمى والغبي عندهم إحساس
أشلون ماحسيت فيها

لا تتغابى
أنت حسيت فيها
وحسيت فيها بعمق
لكن طبع الطمع البشري
مع غبائك كان مصيبتك
بل كارثتك "

صفحة أخرى:
اليوم سعود يكمل أسبوع من سفره
أتيت اليوم للسلام على أمي وأبي
لي أكثر من أسبوع لم أغادر بيتي
منذ سفر سعود لم أغادر البيت مطلقا
وصايا سعود لي
كانت قانوني
وأجريت على البنات ووالدتي أم سعود
مايشبه حظر التجول خوفا عليهم
ولكن الآن محمد عاد..
وهو لا يخرج مطلقا من غرفته.. لذا وجدتها فرصة للخروج للسلام على أهلي
بعد أن أستاذنت سعود
آه ياسعود
اشتقت لك ياظالم..
أسبوع وأنت غائب
أشعر أن روحي تذوي في غيابك
لاتطل علي الغياب
عد إلى أحضاني بسرعة
يقتلني الشوق لك.. أقسم أنني أشعر أنني أموت شيئا فشيئا في غيابك
أحبك سعود

سعود حالته أصبحت مزرية.. ورعشة الحمى بدأت تغتال جسده بعنف وهو يرتعش ويهتف بكل حسرة الدنيا:
(آه يادانة آه
ندم الدنيا كله مايعبر عن النار اللي تأكل قلبي بوحشية
ندمان حبيبتي والله ندمان
والله العظيم ندمان
وعدد شعر راسي ندمان
بس مالي وجه أطلب السماح
مستحيل أطلب السماح
لأني ما أستحقه
ومستحيل أسمح لش تسامحيني
لاني ما أستحق السماح
ولا أستحقش
ما أستحقش
ما أستحقش)

الصفحة التالية:
فقدت طفلي بالأمس
وغادرني سعود هاربا مني اليوم
أهنالك عذاب أكثر من ذلك؟؟!!!!
أ هنالك ألم يمزق الروح أكثر من هذا؟؟!!
أ هناك حسرة تحرق القلب والأحشاء فوق هذا؟؟!!
يقول أني لا أحبه
بينما هو الوحيد العاشق المتيم الذي ماوجد لحبه مقابلا..
بالفعل هو يحبني أكثر
لذا كان اثباته لحبه الأكبر هو
أن يتركني في عمق حاجتي لوجوده إلى جواري
يتركني وأنا أتلوى ألما نفسيا وجسديا
حزنا على فقد طفلنا
ويهرب ليعاقبني على أنني لم أقل له كلمة حب واحدة
"غبي ياسعود وطول عمرك غبي"
يحزنني أن أقولها
ولكنها الحقيقة المرة
أ ليس في رأسك عينان ترى لهفتي عليك؟؟
واشتياقي اللانهائي لك؟؟
وتدفق مشاعري ناحيتك؟؟
نعم لم أقل لك أنني أحبك
ترددت أن أقولها
لأني خشيت منك
وكانت خشيتي في محلها
أ من أجل كلمة.. مستعد أنت لهدم حياة؟؟!!
لم أقلها لأنها كانت سدي الأخير في وجه خوفي منك
الخوف الذي انغرز في أعماقي منك منذ طفولتي
احتجت وقتا لتتفكك كل تراكمات هذه السنين
ولهفتها ووجعها
احتجت وقتا لأقولها كما أشعر بها
وأنا كما أشعر بها لا تكفيها كل حدود الكلمات
كنت مطمئنة أنك ستعطيني هذا الوقت
لأني كنت متأكدة أنك تشعر بحبي اللا محدود لك
إذا لم أكن أحبك.. فلماذا أترك عملي من أجلك..؟؟
إذا لم أكن أحبك.. فلما بكيت على صدرك بكل لهفة الأرض اشتياقا لك؟؟
إذا لم أكن أحبك.. فمامعنى مئات المرات التي قلت لك فيها (اشتقت لك، وفديتك، ويومي قبل يومك)؟؟!!
إذا لم أكن أحبك.. فمامعنى مئات القبلات التي طبعتها على شفتيك
ومع كل قبلة اعطيك جزءا من روحي لأخذ مقابله جزءا من روحك؟؟
تعبت من الكلام حبيبي تعبت
آن أوان الفعل..
هل تريد أن تسمع كلمة (أحبك) ؟؟
حسنا سعود.. ستسمعها وتقرأها بكل الأشكال
إذا كنت أنت أعمى لدرجة أنك لم ترى كل هذا الحب..
فلن أنتظر أن تتفتح عيناك.. لن أنتظر عودتك بعد شهرين أو ثلاثة لأقول لك أحبك..
إذا أنتظرت حتى عودتك قد تعود لتجدني في المقبرة..
سالحق بك هناك..
سأطلب أن أقضي بالقرب منك فترة تبادل الخبرات...
سأخذ هذا الدفتر معي
لتقرأ ماذا فعلت بي أنت وحبك طيلة 16 عاما..
ولن أعود إلا معك..
أما أني سأمدد فترة التبادل حتى نعود معا.. وسأسمح لخالد بالعودة للدوحة..
واما أنك أنت ستختصر فترة التطوع ونعود معا
في كلا الحالتين
يستحيل أن أتركك
يستحيل
لن أسمح لك ان تضيع مني بعد أن أصبحت لي
نعم أنا غاضبة منك
وغاضبة بشدة
أريد أن أضربك بعنف
ولكني أحبك..
أحبك ياسعود..

الصفحة التالية:
لي يومان في لبنان
اليوم استلمت عملي في مستوصف الامم المتحدة
قلبي عاجز عن احتمال الانفعال
سعود قريب مني
قريب
قريب
أريد اقتحام المعسكر من شدة شوقي له..
ولكني أشعر بتوتر بالغ
وغضبي منه مازال ماثلا
أريد أن أهدأ قليلا
وحينها سأرسل الدفتر له..
وسأنتظره

أحبك ياسعود
أحبك
واشتقت لك..
اشتقت لك..

تبقى في الدفتر 10 صفحات فارغة فقط
وصفحة واحدة مكتوبة
هي الصفحة الأخيرة المكتوبة في مجمل الدفتر
كُتب في منتصفها سطران مرتعشان:
ماعاد للكلمات معنى
وماعاد للأحرف نزف
وماعاد للحياة قيمة
وماعدت دانة سعود
سعود طلقني

مع انتهاء الصفحة الأخيرة
كان سعود قد انتهى تماما

كان يوسف يدخل من الصالة حيث قضوا الليل ساهرين
ليوقظ سعود لصلاة الفجر
وجد سعود ملقى على فراشه وهو يهذي
لمس جبينه المتفصد عرقا
ارتعب يوسف من جبين سعود المشتعل
اقترب أكثر
فأصتدمت قدمه بدفتر وردي ضخم مفتوح على الأرض
يبدو أنه سقط من يد سعود
تناوله يوسف بحرص
وأغلقه بإحكام بدون أن ينظر لما بداخله
ثم خبأه بحرص وخفاء بين أغراض سعود
وعاد لسعود الذي كان مستمرا بالهذيان
وهو ينادي اسما واحدا
اسما واحدا فقط
بشكل متكرر
وبكل ألم الدنيا ولهفتها ووجيعتها
دانة
دانة
دانة
دانة


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:21 PM   #95 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


مضى على سعود 3 أيام وهو مريض في المستشفى
يعاني من حمى ثقيلة جدا.. ودرجة حرارة لا تكاد تنخفض حتى تعود للارتفاع

الأطباء كانوا مستغربين من درجة الحرارة اللي ماكان لها سبب..
ماعنده التهاب من أي نوع
لكنهم استمرو في إعطاءه المضاد الحيوي في الوريد
حتى بدأت صحته بالتحسن
كانوا زملائه في المعسكر مايخلونه أبد..
كانوا يتبادلون البقاء عنده.. كل واحد حسب دوامه وحسب إجازته..

حتى القائد جاء زاره عشان يتطمن عليه.. وبعد السلامات المعتادة
قال له بود واحترام: ياولدي أنت متطوع .. ترى متى ماحبيت ترجع للدوحة.. تقدر ترجع..
ولو تبي ترجع الحين..

سعود باحترامه العسكري: لا سيدي.. أنا أصلا مقرر أمدد فترة تطوعي شهر زيادة..


سعود قضى الأيام الثلاثة اللي فاتت في ألم نفسي وروحي لا يمكن وصفه بالكلمات
ألم مر موجع حاد انغرز في عمق مشاعره وروحه
معرفته إن دانة كانت تحبه بصمت طول عمرها
وإن مشاعرها ناحيته كانت شيء يتجاوز الحب حتى
شيء نحره بقسوة..

شعر أنه خائن وضعيف ومايستحق حبها..
تركها وهي محتاجة له لسبب كان في رأسه هو.. وماله أي أساس من الصحة..
في الوقت اللي هي قررت تجي وراه عشان تثبت حبها له
فكان رده عليها
إنه طلقها

هكذا بكل سهولة
كانت كلمة الطلاق كلمة سهلة
سمح لنفسه أنه يحطم كل اللي بينه وبين دانة بكلمة
ذبحها وذبح نفسه بكلمة

سعود قرر مايرجع للدوحة إلا بعد انتهاء عدة دانة
لأنه خاف يرجع الدوحة يجبره إحساسه بقربها إنه يرجعها

(كما هو معروف: المرأة في عدة الطلاق.. يستطيع زوجها إرجاعها بدون موافقتها حتى)

(أنا مستحيل أرجع دانة مستحيل
عيني مكسورة منها
أشلون أرجعها وأنا ماأقدر أحط عيني في عينها..
كسرت نفسها وكسرت نفسي
وكسرت الشيء المذهل اللي كان يجمعنا بأحاسيسه

دانة فوق فوق ماأستحق
وأنا أستحق العذاب في بعدها..
وأستحق أني أتعذب ألف مرة بعيد عنها

يمكن عذابي يكفر شوي من ذنبي في حقها طول ذا السنين!!)


*****************


دانة لها 3 أيام في الدوحة..
خالد كان سبق له أنه أتصل في أبوه وبلغه بتطليق سعود لدانة
فلما وصلت دانة كان الكل عارف بالخبر..
والكل عرف أن سعود في لبنان

أبو خالد وأم سعود.. كلهم كان يتصلون في سعود يبون يعاتبونه ويعقلونه ويحاولون يصلحون بينهم..
لكن سعود ماكان يرد على أحد..
ومحمد قال لهم أنه في مهمة.. عشان كذا مايرد

دانة نهائيا ماقالت لأحد أي شيء
الكلمة الوحيدة اللي كانت تكررها لكل من يسألها عن سبب الطلاق: النصيب انقطع بيننا..

دانة أصبحت هادئة جدا.. وقليلة الكلام
كانت مجروحة بعمق..بعمق
وتعتصم بما تبقى من عزة نفسها عشان تصمد..

كل السيناريوهات خطرت ببالها لما سيحدث في رحلة لبنان

إلا السيناريو اللي يقول إنها بتطلع من الدوحة زوجة سعود
وبترجع لها طليقة سعود

ألمها كان شديد العمق والحدة والقسوة على روحها الشفافة..
وعلى قلبها المشبع بحب سعود
دانة ترعرعت ونمت ونضجت وحب سعود يتعمق في روحها وتتشرب به كل خلية من خلاياها حتى الثمالة.. حتى النخاع
لذا كان ألمها المتجذر على نفس مستوى عمق حبها المتجذر..

رجعت لشغلها..
وهي تحاول إنها تنغمس في الشغل بكل تفاني
عشان تلاقي لها شيء يلهيها

تهاني تقول لها بحرة: النذل الجبان طلقج..

دانة بهدوء: ماعليه تهاني لو سمحتي.. أنا ما أسمح حد يسب سعود قدامي..

تهاني بعصبية: صج غبية.. سعودوه طلقج وأنتي حتى الكلام ماتبين حد يتكلم عليه...

دانة بهدوء: هذا نصيب.. والله كاتبه..وسعود ولد عمي قبل وعقب..

تهاني بنفس حرتها: تدرين دانة.. أنتي لازم ترجعين لشغلج في الرميلة.. احرقي قلبه..

دانة باستنكار: لا تهاني.. مستحيل..

تهاني بغضب: لا تجلطيني.. هذا مايستاهل.. خلاص هذا هو ذلف.. قاعد مبسوط في لبنان يطالع في هذي وفي هذي
.. وأنتي تبين تقعدين تنفذين كل كلامه.. حتى عقب ماصار رجل غريب عليج..

دانة بحزن عميق: تهاني حبيبتي.. خلاص الموضوع انتهى.. أنا باقعد هنا في الصحة المدرسية والرميلة خلاص شغلي انتهى عندهم


******************



مها وفاطمة في الجامعة
رايحين يسلمون على جواهر في مكتبها لأنهم الفصل هذا ماخذوا مادة عندها..

مها بود: ياحليها مناري.. مكانها بيّن مالت على عدوها.. أشتقت لها ولقعدتها معنا في الجامعة..

فاطمة بعيارة: منيرة اسأليها الحين عن سالم بس.. في كل سالفة لازم تدخل اسم سالم..
وسالم قال.. وسالم سوى.. خنقتنا بسالم كل مانروح لها البيت

مها بنفس العيارة: ربي انتقم لذا الصبي اليتيم.. شلع قلب منور شلع.. استخفت البنية عليه.. عقبال مايرجع متعب وأستخف أنا بعد..

فاطمة بعيارة رقيقة: وأنا مالي نصيب استخف.. خاطري استخف..

مها وهي تضحك: أنتي مكتوب على وجهش وجه عانس.. من اللي بايع روحه يأخذش..

فاطمة تضحك: واحد مثل اللي باع روحه وخذج..

مها: وه.. فديته اللي خذني بس..

فاطمة وهي تحاول تتماسك من الضحك: هذا احنا وصلنا.. خلينا نسلم على عين السيح على قولت مناري..

البنات دقوا الباب

وقتها كانت جواهر تسولف مع نجلاء..والسوالف بدأت قبل طرق الباب بعدة دقائق

نجلاء بحنان: شأخبار الحمل معاج؟؟

جواهر بابتسامة متعبة: اللوعة والترجيع متعبيني شوي.. وغير كذا كل شي تمام.. الحمدلله..

نجلاء بتردد: ماجاتكم أخبار عن عبدالله؟؟

جواهر حست أن المها اللي مايخف ولا يتراجع بل كل يوم يتزايد يحضر بعنف قاتل موجع: مافيه أخبار... عبدالعزيز يوميا يتصل بالعراق.. وكل يومين ثلاثة يروح للخارجية يشوف لو وصلتهم أخبار..

نجلاء بود: إن شاء الله بيرجع..

جواهر بحزن عميق: اشتقت له يانجلاء اشتقت له.. كل ليلة أدور في الغرفة مثل المجنونة.. كأني اشوفه في كل زاوية من زواياها..

نجلاء بحزن: لازم تكونين قوية عشان نوف وعزوز..

جواهر بذات الحزن المصفى: أنا عشان نوف وعبدالعزيز متسلحة بكل القوة اللي أنا أقدر عليها..
الفترة القصيرة اللي أنا عشتها مع عبدالله كنت أحس أني خفيفة ومحلقة.. كنت رامية كل شي عليه..
قوته واحتوائه لكل شيء بثقة كانت موهبة مغروسة فيه
وكان يمارسهم بكل طبيعية بدون مايخل بشيء على حساب شيء

لكن أنا أحس بالتوتر من خوفي على عيالي واهتمامي بتفاصيل كل شيء في البيت
واللي زاد مدراء الشركات اللي يكلموني يسألوني عن أشياء ماعندي خلفية عنها..
وعبدالعزيز أخوي ماعنده خلفية عن شغلهم..
الحين أبي أطلب من أفضل يرشح لي واحد منهم يتسلم إدارة كل شيء لحد مايرجع عبدالله
عشان ما أبي أشغل بالي بموضوعهم..

نجلاء بحنان: الله يعينج ياجيجي الله يعينج

جواهر بألم مر: الله يرجع لي عبدالله سالم.. غير كذا ما أبي والله ما أبي..

وهم يتكلمون انطق الباب..

جواهر وهي تتماسك وتقول بثقة: تفضل


******************


بعد حوالي 3 أشهر ونص


جواهر في منتصف الشهر الخامس.. وضعها الصحي مستقر
انتهت فترة الوحم.. ولم تبدأ فترة الثقل بعد

لكن وضعها النفسي يصبح أكثر سوءا بكثير وبتعمق جارح.. وهي تخفي هذا الوضع عن الكل وتتسلح بقوة بالغة..
مازالت لا تنام إلا على ملابس عبدالله وفي مكانه..

شوقها له وافتقادها له أكثر من مؤلم.. أكثر من موجع.. أكثر من الألم والوجع ذاتهما..

ولكن ثقتها بعودته لم تتغير أو تتزحزح بل كانت تتزايد..


عبدالعزيز يدرس بجدية بالغة لأن جواهر قررت أنه يقدم اختبار البكلوريا الدولية في لندن بعد شهرين..
وفي حالة حصوله على البكلوريا هو غير مضطر لأكمال السنة المتبقية عليه
ويستطيع دخول الجامعة فورا العام المقبل..
جواهر قامت باتصالاتها ومراسلاتها بلندن من بداية زواجها بعبدالله لإدخال عبدالعزيز للامتحان.. ووصلت الموافقة قبل 3 أشهر
ومن يومها وجواهر أعدت له جدول محكم للدراسة.. وبدأت بتدريسه مايتعلق بتخصصها.. والباقي أحضرت له أفضل المدرسين في مجالهم..
جواهر كانت مصممة أن عبدالعزيز على الأقل يختصر سنة

وعبدالعزيز كان أكثر تصميما
وكان مستمرا في الذهاب للمدرسة
وهو غير منتبه للعيون التي مازالت تراقبه بحقد..

نوف اقتربت امتحاناتها الجامعية..
مازالت روحها مثقلة بالحزن لغياب والدها
لكن زيادة ارتباطها ببنات خال أمها حصة ونورة
كان يشغلها ويسليها.. الارتباط الذي كانت جواهر تشجعه
لمعرفتها بأخلاق بنات خالها
ولكن أكثر ماكان يشغل نوف هو حمل أمها
كانت تتصرف كما لو كانت هي أم جواهر
اهتمامها بأكل أمها وتناولها لفيتاميناتها بل كانت تصر أن تذهب معها لكل مواعيدها..
عدا موعد واحد لم تأخذها جواهر معها
كان موعد السونار..
جواهر أصبحت تعرف جنس المولود (بمشيئة الله)
نوف بتجن وجننت جواهر تبي تعرف
بس جواهر مارضت تقول لأحد
الوحيد اللي هي بتقول له بيكون عبدالله بس

نوف باستجداء: يمه تكفين علميني.. بأموت لو مادريت..

جواهر بحنان وهي تحضنها: بسم الله على روحك، كلها 3 شهور وتعرفين..

نوف باستجداء أشد: يمه تكفين أبي أعرف عشان أعرف وش أشتري أزرق وإلا وردي..

جواهر برقة وهي تبتسم وتمسح على شعر نوف: فيه شيء في المحلات اسمه "يونيسكس".. خلج من العيارة
تبين تشترين؟؟
اشتري أبيض وبيج وأخضر وأصفر
هذي كلها ألوان للجنسين..

نوف بدلال: يمه حرام عليج.. عشان خاطري..

جواهر برقة: لغير عبدالله مستحيل أقول..




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:22 PM   #96 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


استكمالا للاحداث التي جرت خلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية..

راشد اللي مايعرف يلف ويدور
واللي مستحرم مشاعره المتدفقة ناحية نوف
وهي ماتحل له
كلم عبدالعزيز أنه يبي يخطبها..وخصوصا أنه يخاف حد يخطبها قبله..
بس عبدالعزيز طلب منه يأجل الكلام في الموضوع
لأن أبوها مختفي
ومن معرفته لجواهر.. جواهر مستحيل توافق
وعبدالله مفقود.. عدا أن نوف نفسها بعدها صغيرة
لكن في نفس الوقت عبدالعزيز مايبي يضيع راشد على نوف
راشد شاب نادر.. ومثله ينخطب
وعبدالعزيز نفسه يعرف ناس يعرضون على راشد أنهم يزوجونه..

عبدالعزيز بأخوية رد على راشد: أنت واحد ماتنرد..
لكن أنت عارف أن أبو البنية مفقود في العراق..
أنا بصراحة أبيك لبنت أختي.. وأبيها لك.. لأنه كل واحد منكم يستحق الخير كله..
أنا ما أقدر أجبرك أنك تنتظر.. رغم أني أتمنى أنك تنتظر
ونوف تستحق الانتظار..
فهل أنت مستعد تنتظر لين على الأقل نعرف موضوع عبدالله وين بيرسى؟؟

راشد اللي أصبح مستحيل يفكر في أحد غير نوف، رد بثقة: مستعد أنتظر بدل السنة سنتين.. أنا بعدني صغير.. وتوني تخرجت.. بس أنا خفت حد يسبقني عليها.. وهذا أنت عرفت أني ابيها..

عبدالعزيز بثقة رقيقة: وإن شاء الله إنها لك..



سالم ومنيرة حب يتعمق بالتدريج وبقوة.. طبخة كانت تستوي بهدوء..
سالم شال الجبس.. وطابت كل إصاباته.. وفي كامل قوته الجسدية والبدنية..
التقارير اللي محمد بعثها برا رجعت ردودها إنه حالة سالم مثل ماشُخصت أول مرة: ضرر في مركز البصر في المخ
أما أنه مؤقت وسيستعيد بصره بالتدريج مع تحسن المركز
أو أنه دائم وبيظل طول عمره ضرير

محمد ماقال لسالم شيء.. قال أن الردود مابعد وصلت

منيرة تولعها بسالم يزداد كل يوم عن اليوم اللي قبله..
تعاني من حرمانها من سالم..
حتى جلوسها بجواره صار يوتره..
وهي مضطرة للتباعد حتى لا يشعر سالم أنها تحاول ان تغريه..
بينما هو أصلا على وشك الانهيار ورغبته العارمة فيها تذبحه لأبعد حد


ديمة عادت للأجواء الأنثوية برقة وعذوبة..
من يرى أنوثتها المصفاة الرقيقة الآن يستحيل أن يصدق حالها قبل حوالي 5 أشهر..
قصت شعرها قصة أنثوية رقيقة..
بدأت تضع مكياج يناسب سنها: ماسكرا وغلوس
يستحيل أن تطلع من البيت بدون عبايتها وشيلتها المشدودة بأحكام على رأسها..
بدت تكون صداقات قوية مع زميلاتها في المدرسة
ولكنها ماكانت تحب تطلع من البيت لأن عوالم الهكرز مازالت تستغرق وقت فراغها.. ولكن تهكيرها بدأ يتراجع لاتجاهات أخرى
وهي تقلل علاقاتها مع أصدقائها الهكرز
في مخطط طويل الأمد تدريجي لانهاء علاقاتها فيهم..
ديمة مادخلت بيت عبدالله منذ زيارتها الأخيرة للسلام على جواهر
كانت حزينة جدا لغياب ولد خالتها عبدالله..
لذا ما أحد منهم شاف طلتها الجديدة
رغم أنهم عرفوا فيها من عائشة التي كانت تزورهم بشكل متكرر للسؤال عن تطور وضع عبدالله
غياب عبدالله ترك جرح عميق في قلب عائشة
عبدالله ماكان مجرد ابن أختها لكن كان صديقها وصندوق أسرارها طول عمرها..



نورة وعبدالعزيز.. الحياة الهادئة الناعمة بالشخصية العذبة اللي يتمتع فيها كل واحد منهم.. وكأن كل واحد منهم بكمل عذوبة الثاني..
نورة تنتظر بشوق إنها تحمل.. لكن مع مرور كل شهر ترى فيه دورتها الشهرية.. تشعر بالحزن.. رغم انه لم يمض على زواجهم إلا أربعة أشهر

عبدالعزيز مشغول بعبدالله
عبدالله كمل أكثر من 4 شهور منذ اختفائه.. ومع كذا مازال مستمر بالاتصال اليومي بفاضل ونصّار.. وشركة الأمن اللي كلفها بالبحث.. والداخلية العراقية.. والخارجيتان القطرية والعراقية..
وخصوصا أن جواهر لا تنسى مطلقا تذكيره
رغم أنه مايحتاج حد يذكره
(يالله لا تحرمني أني أروح العراق أجيب عبدالله.. مثل ماراح عشان يجيبني)

ماجد من ناحيته كان يتبادل هذا السؤال مع عبدالعزيز..
أيام كثيرة كان هو اللي يروح ويسأل بالتنسيق مع عبدالعزيز
غياب عبدالله حز كثيرا وبعمق في نفس ماجد..
عبدالله صداقة 18 سنة.. وجمعتهم عشرة عميقة مستحيل شيء يهزها..
لدرجة أنه كان يستفسر من عبدالعزيز بطريق غير مباشر عن الناس اللي استقبلوهم في بغداد.. كان يبي يروح بنفسه
لكن عبدالعزيز فهم قصده وحلف عليه.. أنه ولا يفكر يروح.. لأنه روحته مالها داعي.. لو لقوه هم بيتصلون فيهم.. وروحة ماجد لا تقدم ولا توخر



الحمل لم يحن آوانه لنورة.. ولكنه كان نصيب أخرى


دلال حامل..
حامل في شهرين الحين..
الخبر اللي نشر عاصفة من الفرحة الكاسحة
اجتاحت ماجد في المقام الأول
لتصل تياراتها لنجلاء وأم جاسم وبناتها
الكل كان سعيد بحمل دلال لأنهم كانوا خايفين أنه يكون عندها مشاكل تمنعها من الحمل
ولم يعلم أحد أنها كانت عذراء حتى تزوجت ماجد
إلا نجلاء التي اخبرها ماجد
لأنه شعر أنه إذا لم يشرك أحد معه في فرحته
فأنه قد يصيبه سكتة قلبية من شدة الفرحة
الخبر اللي أفرح نجلاء لأبعد حد
وهمست بخبث لماجد: للمرة الثالثة أقولها
والله أني أمي داعية لك يامجود.. شكلك كنت مرضيها من قلب


محمد اشتغل واستلم وظيفته الجديدة..اللي كانت وظيفة ممتازة في مكان ممتاز.. ربي عطاه على قد نيته النقية
اشترى له سيارة جديدة
لأنه كان يبي يشتري سيارة قبل يرجع سعود ويشتريها له

مخططاته مع مزنة مشوشة ومضطربة.. عقب ماطلق سعود دانة وبدون سبب معروف
محمد ماله وجه يخطب مزنة من عمه.. قرر يأجل التفكير في الموضوع شوي.. يشوف أيش اللي ممكن يصير..


العاشق المتيم الصغير: خالد
كانت حالته أسوأ.. تولعه بالجازي كان أكبر بكثير من مشاعر محمد المنطقية ناحية مزنة..
وأخته الغالية هي من وقع عليها الظلم من سعود أخو الجازي
كان يشعر كمن هو بين المطرقة والسندان
كان يشعر بغضب كبير من سعود اللي تجرأ وطلق دانة
(حد يلاقي دانة ويطلقها؟!! لا وحتى بدون مايبلغ أبي.. كنه ماخذها من الشارع مالها والي
وأخته ذي بأخنق قلبي لين ينساها..
اللي يدوس على طرف دانة مستحيل قلبي يصفا له)


مزنة اشتغلت بعد.. وبدت تداوم في مدرستها اللي كانت قريبة من البيت كمدرسة اجتماعيات..


دانة مستمرة في استغراقها في عملها
توقفت تماما عن كتابة أية شيء
اشتاقت لدفترها.. تشعر بوحشة بدونه
بعد أن رافقها 16 عاما
بدأت تكتب فيه وهي في العاشرة
حتى أخر سطر كتبته قبل حوالي 3 أشهر ونص


عدتها انتهت من حوالي أسبوعين
والهارب مازال هاربا


لم تعلم أن الهارب عاد في هذه اللحظة بالذات
في هذه اللحظة بالذات كان ينزل من الطائرة

بعد أن قضى 4 شهور في لبنان


**********************


أم سعود وبناتها قاعدين في الصالة
على قهوة العصر
البنات امتحاناتهم قربت
وأم سعود من غياب سعود.. ثم خبر طلاقه
وهي شيء في نفسها مكسور
في الوقت اللي كانت الجازي نفسيتها زفت من نفس الموضوعين
مها كانت الوحيدة المبتسمة.. اللي دائما تواجه الحزن والضيق واليأس بالابتسامة

مها بمرح: يا أم سعود .. الجويزي... وحدوووووووه

أم سعود بهدوء: لا إله إلا الله..

الجازي ساكتة..
مها عطتها كوع: الجويزي وعلة.. لا يكون ميت لش ميت..

الجازي بعصبية: مها بليز.. مالش شغل فيني..

مها شدت أطراف شعر الجازي برقة وهي تضحك وتقول: أبليس يغربلش يا بنت.. وش أبليسه؟؟

الجازي اليوم حاسة بضيقة غير طبيعية
(الضيقة اللي دايم (ن) تالي عصير....وش حيلتي وأردها لا تجيني)

حاسة العبرة خانقتها.. تبي تبكي وهي ماتعرف السبب
بصوت مخنوق ردت على مها: مها أنا ماني بمتفرغة لش.. خليني دام الخاطر وسيع عليش..

مها بخوف مصطنع: يمه خوفتيني.. يالدلوعة
لمعلوماتش: أولا أنا الكبيرة وأنتي الصغيرة.. بيننا فرق 4 سنين مهوب شوي..
ثانيا: أنا الدبة.. وأنتي المسلولة..
يعني أنتي اللي أحشمي روحش وانطقي
لايجيش علمن فوق علمش..

وهم في نقرتهم
مها بمرحها.. والجازي بضيقتها

تفاجأوا بصوت هادئ واثق وقوي يغطي على كل صوت ويسكب حضوره على كل حضور: السلام عليكم ياجماعة..


أول من نط كانت الجازي اللي صارت عيونها قد الفناجيل وامتلت دموع وهي تشوف سعود قدامها..

رمت نفسها على صدره وهي تبكي بعنف.. أم سعود ارتعبت من بكاء الجازي وامتلت عيونها دموع..
بطلنا الصامت: مها.. كالعادة ضحكها عالي.. ودمعها صامت..

سعود بحنان كان يمسح على شعر الجازي اللي غرقت صدره بدموعها : الجازي أنتي ماشبعتي بكاء.. رحت وأنتي تبكين.. ورجعت وأنتي تبكين..

الجازي بين شهقاتها ودموعها وسيولة أنفها: كذا تكذب علي.. وكذا تسوي.. الشهرين صارت أربعة.. لا وتطلق دانة بعد..

سعود اللي كان حاضن الجازي برقة تصلب صدره وذراعيه بعنف والجازي تعيده للحقيقة اللي يبي ينساها (أنه طلق دانة)

لكنه رد عليها بنفس الحنان: التأخير غصبا عني.. والزواج والطلاق كلها قسمة ونصيب..

الجازي تشاهق: بس دانة ماتستاهل كذا..

سعود حط يده بحنان على فم الجازي: خلاص يا أخيش.. حكي في الفايت نقصان في العقل..

ثم ألتفت على أمه وحضنها بعمق وهو يقبل رأسها ثم يدها: كذا يا أمك تسوي في بنت عمك اللي ما مثلها في البنات..كذا.....

سعود قاطعها بهدوء وحزم: يمه تكفين.. ما أبي حد يكلمني في أي شيء..
والكلام للكل.. ما أبي حد يذكر موضوع طلاقي قدامي ولا يعاتبني.. ولا يفتحه قدامي أبد..

ووقتها كان يحتضن مها اللي قالت بتردد: ليش سعود أنت منت بناوي ترجع دانة خلاص؟؟

سعود بنفس هدوءه وبشخصيته الاعتيادية الواثقة: لا ماني بمرجعها.. وقلت خلاص كلام في ذا الموضوع ما أبي..


************************



بعد المغرب.. في غرفة دانة

مزنة متوترة وتروح وتجي..
في الوقت اللي دانة كانت تقرأ مجلة طبية حول تطورات جراحة الأسنان..
دانة وهي مستمرة في القراءة: أنتي يا أبلة مزنة تراش حولتيني.. أقعدي على حيلش.. وش فيش؟؟

مزنة بتوتر: بكرة عندنا غدا لرجّال.. والرجّال هذا على وصول الحين..

دانة تركت المجلة من يدها وهي تنط وتقول بلهفة: فيه حد جاي يخطبش؟؟

مزنة وهي تطل مع الشباك وتقول بتوتر: وش خطبته أنتي بعد..؟؟ تعالي وتعرفين قصدي..

دانة قربت من مزنة وطلت معها من الشباك

حست أن قلبها بيوقف
بل قلبها توقف وعشرات المشاعر الصاخبة تعتصره بعنف

وهي تشوف الفيكسار الذهبي اللي كان يوقف في حوش بيتهم..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:23 PM   #97 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


دانة قربت من مزنة وطلت معها من الشباك

حست أن قلبها بيوقف

وهي تشوف الفيكسار الذهبي اللي كان يوقف في حوش بيتهم..

دانة تسمرت عند الشباك وعيونها تتركز على حركة سواق السيارة..
دانة حست بشعور عذب مر لذيذ جارح وهي تشوفه بعد مرور كل هذا الوقت..

أكثر شيء حز بخاطرها وآلمها لأبعد حد أنه كان نحفان شوي.. بين طوله أكثر مع نحافته الجديدة..
ثوبه الأبيض المنساب باستقامة على جسده ماقدر يخبي هذي النحافة..

سعود كان واقف عند سيارته بعد ماسكرها
كان اول شيء سواه أنه رفع عينه لشباك غرفة دانة غصبا عنه..
الشباك شباك عاكس
في النهار لا يظهر مافي الداخل
ولكن في الليل تظهر الخيالات من خلفه

جات عينه في عينها..
هو ماشاف عيونها لكن دانة شافته بوضوح
حست نظرته الحزينة مثل طعنة غائرة في صدرها

استغربت.. عمر سعود مارفع عينه..
لكنها تذكرت الدفتر..
وحست بخجل عارم يجتاحها وهي تتراجع بعنف في الوقت اللي شفايفه كانت تهمس بشيء.. هذا كله حصل في أجزاء من الثانية..

في الوقت اللي سعود لما رفع عينه
لمح الخيال الملاصق للشباك..
حس بالم عذب..دافئ
مازالت على نفس عادتها اللي ذكرتها في دفترها
همس: اشتقت لش حبيبتي.. والله ميت من شوقي لش..ميت

لكنه شاف الخيال وهو يختفي بسرعة..
حس بعذابه يتجدد

خذ نفس عميق
ودخل لمجلس عمه..


**********************


سالم كان متمدد شوي.. بعد مارجع من المسجد من صلاة المغرب..
من بعد ماتحسنت صحته.. مافوت صلاة في المسجد.. عنده عامل في المجلس الخارجي يوديه ويجيبه.. للمسجد الملاصق للبيت..

صار يقدر يتحرك في كامل البيت بروحه.. ومايحتاج أي مساعدة داخله.. صار يحفظ مكان كل شيء بدقة..

شغله ماعاد قدر يروح له.. وكّل مدير شركته بالتصرف..
بس كان فيه أشياء يستشيرونه فيه عن طريق التلفون..

بشكل عام ماعاد طلع من البيت إلا نادرا..
وبالتالي منيرة ماتطلع من البيت إلا معاه..

لكن ربعه محمد وجبر وخالد وخصوصا محمد كانوا تقريبا يمرون عليه عقب صلاة العشاء غالبية الأيام..

بينما طول اليوم يكون هو ومنيرة بس..

نهائي ماخطر بباله أنه يطلب من منيرة أنها توديه فوق
عقب اللي صار المرة الأخيرة..
كل مايتذكر الأيام اللي كانت ماتتكلم فيها وحالته وهو يرتجي حرف من شفايفها.. يحرّم حتى يذكر لها الطابق العلوي مجرد ذكر..
لكن هذا لا يمنع أنه هو شخصيا صار يحفظ الطريق فوق
ويطلع بنفسه كل يوم..

سمع صوت خطوات منيرة تدخل.. دخلت ساكتة تظنه نايم

سالم بحنان: هلا حبيبتي من وين جاية؟؟

منيرة كان نفسها تميل عليه وتقبل رأسه لكنها توجهت للتسريحة وهي تقول بعذوبة: كنت في المطبخ.. أقول للخدامة وش تجهز
عشان ربعك إذا جاءوا بعد العشاء..

سالم بنفس الحنان: الله لا يحرمني منس.. دايمة مبيضة وجهي..

منيرة وهي واقفة قدام التسريحة وتمشط شعرها وتقول برقة: وجهك دايما ابيض حبيبي..

سالم قعد على حيله وسألها : شتسوين؟؟

منيرة بنبرة اعتيادية: أمشط شعري.. تسبحت وأنت في المسجد.. ومابعد مشطته..

سالم وقف بثقة وتوجه للتسريحة بخطوات واثقة..
منيرة توترت.. سالم من بعد ماصار يدل في البيت ومايحتاج مساعدة.. وهو مايحبها تقرب منه..
يحب يكلمها وهم بينهم مسافة معينة..

سالم وصلها .. حدد مكانها بالضبط من صوت أنفاسها اللي بدأ بالتعالي..
وقف وراها بالضبط بهدوء
رأسها يصل لذقنه..
حط يديه على أكتافها
وهي بدأت بالارتعاش
وأنفاسها بالاضطراب..
وهي تشوف وجه سالم في المرايه..
وملامح وجهه اللي حملت تعبير غامض

سالم بعمق: وشفيس منيرة؟؟ خايفة مني؟؟

منيرة بصوت واطي متوتر: لا طبعا..

سالم بنفس العمق: زين ليش تتنافضين كذا؟؟

منيرة سكتت من الرهبة والخجل..
في الوقت اللي سالم رفع يديه عن أكتافها لشعرها المفكوك وهو يلمه بكفوفه بحنان
ويطبع على شعرها الغافي بين يديه قبلات حانية..

منيرة بدأ قلبها يدق بعنف غير طبيعي..
وهي ماتعرف خطوة سالم القادمة..

لكن سالم مثل ماحضر فجأة.. انسحب فجأة
وهو يفلت شعرها
ويخرج من الغرفة كلها
ومن البيت كامل للمجلس الخارجي..

منيرة لشدة انفعالها جلست على كرسي التسريحة
وانفعالها أكبر منها
ورجولها ماتقدر تشيلها
ماتعودت على هذي اللمسات من سالم


في الوقت اللي سالم
كان يغلبه انفعال أكبر
وحس أنه كان على وشك التهور
لولا أنه قهر نفسه بعنف.. وبقسوة
وقرر يطلع من البيت كامل
سالم حاسس أنه ماعاد قادر يستحمل أكثر من كذا حرمانه من منيرة

عشان كذا كان يفكر يسافر كم يوم
يرتاح شوي من الضغط النفسي اللي يحسه بقرب منيرة
وخصوصا أنه خلاص يشعر بقرب انهياره..
الانهيار اللي بيحرمه من متعة مرته الأولى وهو يتمتع بالنظر إلى وجه منيرة ...


******************


سعود قاعد في مجلس عمه..
هو اتصل في عمه أول ماوصل عشان يسلم عليه ويقول له أنه بيمره
عمه حلف عليه يتغدى عنده بكرة.. ويمر عليه عقب المغرب..

عمه سلم عليه بترحيب وحنان ودفء رغم أنه عاتب عليه عشان طلاقه لدانة
لكن أبو خالد كان يعز سعود بالذات أكثر حتى من خالد
ويصعب عليه إنه يجفاه أو يقسى عليه
والزواج مهما كان قسمة ونصيب

خالد سلم على سعود سلام بارد
وقعد على جنب.. وهو يبي يمسك على سعود كلمة
عشان يفضي حرته فيه..

أبوخالد يسأل سعود بود: أشلون كانت أوضاعك في لبنان؟؟
عسى كنت مرتاح؟؟
أنا خبري بلبنان في أواخر السبعينات قبل الحرب الأهلية.. رحت لها أنا وأم خالد عقب ماتزوجنا بكم شهر..

خالد هو اللي رد قبل سعود وهو يقول ببرود: زين يبه أنك ماوديت أمي لبنان ذا الأيام..
وإلا كان رجعتها لنا مطلقة..

سعود اللي فهم قصد خالد من النغزة سكت وماقال شيء

في الوقت اللي أبو خالد ألتفت عليه بحدة وقال: أعتقد أني ما سألتك يا أسود الوجه..

خالد رد بنفس البرود: يبه أنا بس خايف عليك يجيك الحالة اللي لبنان تجيبها للرياجيل المتزوجين.. وتخليهم يطلقون نسوانهم بدون سبب..

سعود اللي خلاص مو قادر يسكت.. قال ببروده الشهير المثير: هذا أنت قلتها: نسوانهم.. يعني أنت مالك شغل..
إذا أنت تزوجت لا تودي مرتك هناك...
ولا تخلي أخيها يجيبها وراك وأنت ماعندك خبر في شيء..!!!

خالد فهم نغزة سعود.. وكان بيرد لولا ان أبو خالد مسك يده بقوة وهو يقول : أذكروا الله ياعيال.. أذكروا الله

سعود قال بهدوء حازم: لا إله إلا الله
وأنا أصلا أستاذن
ربعي منتظريني في مجلسي ومحمد عندهم بأروح لهم..
رخصوا لي..

أبو خالد بود: وهو يسلم على سعود: لا تنسى غداك بكرة عندي

سعود قال بنفس الود:إن شاء الله.. وأنت وخالد لا تنسون بعد بكرة مسوي عشاء في الفورسيزونز عشان ترقيتي..
ولازم تكون معي قدام الرياجيل

أبو خالد بود كبير: إن شاء الله يا أبيك.. إن شاء الله


سعود طلع وركب سيارته..
عينه غصبا عنه اتجهت مباشرة لشباك دانة
كانت ستاير الشيفون منزلة
ولمح خيال يروح ويجي

ووخزات الألم في قلب سعود تتعمق..ببعد غائر

حرك سيارته في الوقت اللي وصلته رنة مسج..

قبل مايفتح المسج
حس بطعنة لا شبيه لها في عذوبتها
في وحشيتها
في انفعالها
وهو يشوف اسم دانة يتصدر المسج


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:25 PM   #98 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


قبل مايفتح المسج
حس بطعنة لا شبيه لها في عذوبتها
في وحشيتها
في انفعالها
وهو يشوف اسم دانة يتصدر المسج


سعود توتر بشدة.. أيش اللي ممكن دانة تكتبه له..؟؟
قرر يطلع من بيت عمه قبل يفتح المسج

حرك بسيارته لشارع خالي ثم وقف سيارته على جنب
خذ نفس عميق.. وفتح المسج

" أبي دفتري
لو سمحت"

سعود رغم حزنه العميق ابتسم

كتب لها

" ومافيه قبلها
الحمدلله على السلامة ياولد عمي"

مسج دانة

" الحمدلله على السلامة
وأبي دفتري"

مسج سعود

" الله يسلمك
ورد طلبك: أنا اسف"

مسج دانة

" شنو آسف هذي؟؟
الدفتر هذا حقي
بأي حق تحتفظ فيه عندك
أصلا أنا غلطانة اللي خليتك تقراه"

مسج سعود

" الدفتر صار حقي أنا
لو عندك اعتراض
اشتكي علي عند الشرطة
وقولي لهم أنك تبغين دفترك"

مسج دانة

"سعود
وحق عشرتنا
لوكان باقي لها عندك حق
ترجع لي الدفتر"

سعود حس بألم قاسي مر يجتاحه بكل العنفوان.. وهو يقول لنفسه
(وحق عشرتنا؟!!
وانا وش ذبحني إلاَّ عشرتنا
كل دقيقة من الأيام اللي عشناها سوا
ذكراها تنحرني نحر
ذكرى همساتك
وبسماتك
ولمساتك
وريحة عبيرك
وحق عشرتنا
وحق عشرتنا؟؟!!!!)

تنهد سعود بكل ألم الدنيا ووجيعته
وكتب لها

" الدفتر بيكون عندك بكرة
لكن لا تلوميني على استخدام الصفحات الأخيرة
ماتوقعت أنك تبين ترجعينه
عقب ماكان أنيسي الوحيد
طيلة الشهور اللي فاتت"

مسج دانة

"إذا كان أنيسك في كم شهر
فهو كان أنيسي لـ16سنة
وشكرا مقدما على إعادته"

مسج سعود

" وليش الشكر مقدما
منتي بناوية تشكريني بكرة إذا رجعته"

مسج دانة بكلمة واحدة حادة

"لا..."


****************


عبدالعزيز راجع لبيته من مجلس خاله..
عشان يتوضأ ويروح لصلاة العشاء اللي مابعد أذن..

نورة اليوم جاتها حالة التنظيف الجذري..

كانت لابسة بنطلون جينز..
ورابطة راسها كله بسكارف مغطي شعرها كله ومربوط ورا رقبتها..
وتيشرت علاق..

كانت طالعة على السلم.. وتنظف اللمبات وبين فتحات نقشات الجبس اللي على البوردز والسقف..

عبدالعزيز شافها ما انتبهت له وهي مستغرقة في شغلها
طالعها بحب كبير لدقايق.. ثم تنحنح..

نورة تشهق وتكلمه وهي فوق.. وهو اقف تحت ماسك في السلم: الله يقطع إبليسك عزوز نقزتني... لو أني الحين طحت على رأسي واستخفيت وانت ابتلشت فيني...
وبعدين عزوزي عقلي عليه تحفظات جامدة.. يعني مع أي تأثيرات بسيطة خرعة وإلا طيحة.. سلم على الباقي من عقلي الخفيف..

عبدالعزيز وهو يضحك على خبالها: يسلم لي عقلج الخفيف بس..
وعقب كمل بابتسامة: وبعدين أنا قايل لج قبل أنا ما أحبج تلبسين بنطلون جينز..

نورة وهي تبتسم وتنزل بشويش: شوف عزوزي لازم تكون حذر في اختيار عباراتك مع وحدة مخفة مثلي..
أنت قلت لي ما تحب.. يعني ماقلت لي ممنوع..
وأنا وحدة أحب التملص والبحث عن الأعذار.. والدين يسر عزوزي....
والله لو أني لابسة شيء غير ذا البنطلون مع كل التنظيف اللي سويته كان بدلت 20 مرة..

عبدالعزيز قرب منها وقرص خدها وهو يطبع قبلتين شفافة على كل جفن من أجفانها: فديت النصابة ياناس..


******************


سالم رجع للبيت بعد ماسرى محمد من عنده في وقت متأخر من الليل..

أول مادخل على منيرة اللي كانت قاعدة تنتظره بقلق: وش فيك تاخرت واجد الليلة حبيبي..؟؟

سالم برقة وهو متجه للسرير: أنا ومحمد كنا نتفق على تفاصيل السفر

منيرة نطت عبرتها ببلعومها وقلبها وقف: أي سفر ياسالم؟؟

سالم قعد بثقة وهو يقول بهدوء: أنا ومحمد كنا نبي نسافر دبي من وقت.. بس محمد ماكان يقدر يسافر ويخلي هله وسعود مهوب موجود
الحين سعود رجع.. بعد بكرة عنده عشاء في فندق.. بأحضره أنا ومحمد وبنطلع من العشاء على المطار..
أنا كنت أبي أروح على سيارة.. بس محمد حلف أنه مايسوق فيني سيارة على خط طويل مرة ثانية..

منيرة وعبرتها خانقتها: وش طرى عليك السفر؟؟

سالم بحنان: ضقت من الحبسة ياقلبي.. يعني ما ترخصين لي أروح؟؟

منيرة قربت منه وجلست على الارض.. وحطت رأسها على رجوله.. حركتها المحببة..
سالم كان يمسح على شعرها وهي تقول بصوت مخنوق: تكفى لا تطول علي.. أنا ما أقدر أصبر على غيبتك..

سالم بنبرة مشبعة بالحنان: ماني بمطول إن شاء الله


****************


ثاني يوم
بعد ما خلص غداء الرياجيل عند أبو خالد
الدفتر كان مع سعود في السيارة
بس ماعرف أشلون يوصله لدانة
استحى يعطيه عمه.. وإلا خالد اللي كنه مصقوع على وجهه كفين كل ماشاف سعود..

قرر يعطيه وحدة من خواته ويخليها توصله لها العصر

بعث مسج لدانة وهو طالع لسيارته

" الدفتر معي
بس ماعرفت أشلون أوصله
العصر بأخلي وحدة من خواتي تجيبه"

بس دانة ماردت عليه بشيء..


سعود لما رجع من صلاة العصر
لقى أمه ومها رايحين لبيت خالته أم متعب
ومالقى إلاَّ الجازي بس..

قال لها بحنان: الجازي ما أشتقتي لغالية؟؟

الجازي قالت بعيارة: لا.. شايفتها اليوم في المدرسة..

سعود بنفس الحنان لكن بحزم: زين قومي ألبسي.. فيه شغلة أبيش توصلينها لدانة..

الجازي بحزن غامر: وليش ماترجعها وتعطيها اللي تبي بنفسك..

سعود بقوته المعتادة: الجازي أنا وش قلت!!

الجازي باحترام: عطني خمس دقايق بس أكشخ.. تبي غالية تعلق علي..

سعود قرص خدها وهو يقول: أكشخي براحتش.. أنا أنتظر في السيارة..

العلاقة بين سعود وخواته أصبحت تتجه في اتجاه غاية في الشفافية من قبل سفره للبنان.. وهذه الشفافية تتعمق بعد عودته..

سعود كان يبي يلقي على الدفتر نظرة حنان وشوق أخيرة
قبل يرجعه داخل الظرف البني الكبير ويغلقه بأحكام..




بعد نص ساعة كان سعود يوقف عند بيت عمه
ويعطي الظرف للجازي

الجازي بحذر: اولا خويلد العلة هنا وإلا لا؟؟

سعود بغضب حازم: أولا احشمي ولد عمش.. ولو سمعتش مرة ثانية تقولين كذا وريتش الشغل
ثانيا لا مهوب هنا.. سيارته مهيب هنا
ويالله أنزلي وأنا بأرجع عليش بعد المغرب

الجازي بخجل: خلاص دام ولد عمنا الشيخ خالد مهوب هنا.. خلني لبعد العشاء وأنت اللي بتقول لأمي وتحميني منها عشان ماتلاغيني..

سعود غصبا عنه ابتسم: زين خلاص اللي تبينه.. انزلي بس.. فضيتي رأسي بقرقرتش..



الجازي نزلت واثقة لأنها عارفة بعدم وجود خالد اللي بعدها حاقدة عليه بسبب موقفه أخر مرة معها

البنات كلهم دانة ومزنة وغالية كانوا قاعدين مع امهم على قهوة العصر في صالة البيت الرئيسية

بالعادة لما يجيهم حد يقومون للمجلس.. من الصالة اللي الدرج فيها وهي طريق للرايح والجاي

بس لأن خالد غير موجود فالجازي كان عادي عندها تجلس معهم..

أول مادخلت الجازي وشافوها البنات نطوا كلهم يرحبون فيها

الجازي تحب بنات عمها كلهم.. ولكل وحدة منهم غلاها.. وصحيح غالية خصوصا صديقتها المقربة وزميلتها في المدرسة
لكن غلا الدانة عندها غير.. غلا الدانة عندها صار من غلا سعود

بعد السلام الجازي عطت دانة الظرف بصمت.. ودانة خذته بصمت وحطته ورا ظهرها

الجازي فسخت نقابها وحطت شيلتها على أكتافها
كانت لابسه الطوق الحديدي اللي يفرق خصلات الشعر وعليه كرستالات متفرقة وشعرها مفكوك.. وجالسة بين دانة وغالية

غالية أول ماشافت شعرها.. خبطتها على مؤخرة رأسها بقوة
خلت رأسها يميل قدام..

دانة بغضب: وش فيش عليها.؟؟.. عيب عليش غالية..

الجازي كانت تضحك: خليها تموت حرة.. أنا عارفة وش فيها..

غالية وهي تضحك: الحمارة ذي أنا قايلة لها لاعاد تسوي شعرها كذا.. لأني أموت من الحرة
يعني عشان ربي ماعطاني شعر ناعم مثل شعرها.. تسوي في شعرها حركات تقهرني

أم خالد باستنكار: أذكري الله يابنت.. لا تنظلين بنت عمش..

غالية بمرح: ازهليها.. محصنة ضد النظل.. وإلا كان قد أبطحوها بنات المدرسة وهي تتدلع بذا الشعر..

مزنة باستنكار: الله وأكبر عليكم كلكم.. لاحول ولاقوة إلا بالله.. اذكروا اسم الله

غالية بابتسامة: كلوني عشان بنت عمهم..
ألتفتت على الجازي وهي تفتف عليها: تف تف.. ماشاء الله لاحول ولاقوة إلا بالله..

الجازي بعيارة: غرقتيني بتفالش يالوسخة..

دانة اللي فعلا خافت على الجازي، حضنتها بحنان بيد وحدة وهي حاطها يدها الثانية على شعرها وتقرأ عليها وتحصنها

اللي ماحد يعرفه في البيت
انه خالد لما طلع لصلاة العصر
واجه واحد من ربعه في المسجد قال انه محتاج سيارته
خالد عطاه السيارة ورجع البيت مشي
ولأنه ماكان فيه حد الصالة فماحد شافه
بينما هو طلع لغرفته ونام..

والحين خالد صحا من النوم
ومشتهي له فنجال قهوة

ونازل على الدرج


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:26 PM   #99 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


الحين خالد صحا من النوم
ومشتهي له فنجال قهوة

ونازل على الدرج


الكل طبعا كان تركيزه مع الجازي ودانة وماحد منتبه صوب الدرج..

خالد اللي نازل بشويش.. لما وصل لنص الدرج
لفت انتباهه أنه دانة حاضنة حد ووجهه غير واضح.. وقف
مو عارف وش السالفة

لما خلصت دانة قرايتها.. الجازي رفعت رأسها
وخالد تراجع بعنف وحياء لما عرف الجازي
وحس بطعنة مؤلمة لذيذة في عمق قلبه الشفاف
كان شكلها اليوم ورقة طلتها أكثر من عذاب بالنسبة له
أكثر من العذاب بكثير
رجع خالد لغرفته قبل ماحد ينتبه لك

لكن في كل مرة يشوف الجازي
يكون خالد قبل شوفة الجازي.. غير خالد بعد شوفة الجازي
خالد الآن هائم.. سرحان.. ذائب.. مسحور..مشدود.. مذهول..................يحب


أ يكون هذا قدر ابناء أبوخالد؟؟
أن يذيب ابناء أبو سعود قلوبهم الشفافة؟؟

خالد كان جالس على سريره وهو يحس أن رجوله ماتشيله.. وطبول الحرب تعلن صراخها الأبدي في قلبه بنبضاته المجنونة..

(أنا ابي أعرف الجويزي البزر ذي أشلون قدرت تقلب كياني كذا.. أشلون؟!!.. أشلون؟!!)

خالد حاس بألم حقيقي يجتاحه بحده.. وهو يشعر بمدى تجذر إحساسه بالجازي في عمق أعماقه..
يكره مشاعره المتدفقة بعنف ناحية الجازي..
ويتمنى لو يستطيع أن يوقف طوفانها الهادر اللي كان يسحبه بعمق..
قبله دانة حاولت أن توقف طوفان مشاعرها ناحية سعود.. وفشلت..

فياترى بينجح خالد في اللي فشلت فيه أخته؟!!!!!


*******************



دلال قاعدة تشوف التلفزيون.. وهي مالها خلق شي
الوحم كان ذابحها..
ماجد داخل بشويش
دلال وحمها صار بماجد.. ماتطيقه يجي جنبها ولا تطيق ريحته..
(من قد ماهي تحبه.. يُقال اللي تموت بزوجها يجي وحمها فيه!!!!)

وماجد ميت من شوقه لها..
له أكثر من أسبوعين حتى يدها مامسكها..
كل ماحاول بس يقعد جنبها.. نطت للحمام ترجع..

ماجد في نفسه(كيفها... هي أصلا مرجعه مرجعه!!)

ماجد جاء من وراها بشويش.. ومع أن دلال بدت تشم الريحة.. بس قبل ما تنتبه كان يحضنها من وراها ويطبع قبلته الدافية المشتاقة على خدها
ومع أن دلال بدت تصرخ وهي تحاول تخلص نفسها من يدين ماجد..
بس ماجد مافلتها إلا لما طاب خاطره، ثم قال بعيارة : خلاص روحي رجعي الحين..

دلال نطت للحمام ترجع.. ماجد خذ كاس ماي ووقف لها عند الباب..

دلال طلعت .. خذت منه الكأس وراحت جلست بعيد عنه..
وهي تقول بتعب: حرام عليك حبيبي.. لا عاد تقرب مني فديتك.. خلني لين أخلص وحامي بس حرام عليك..

ماجد بمرح: ومتى ذا الوحم بيخلص.. عقب ماتطلع روحي..

دلال بتردد: أبي لي شهر بعد يمكن..

ماجد باستنكار: شهر بعد.. أنتي اللي حرام عليج.. اتقي الله فيني..

دلال بعذوبة: خلاص حبيبي وش رأيك أرجع لبيتي.. وتجي عمتي عندي لين اخلص وحم..

ماجد برفض قاطع: لا لا ياقلبي مستحيل.. أنا ممكن أستحمل أي شيء وأنتي قدامي.. بس أني ما أشوفج بعد هذي ما أقدر استحملها..

وعقب كمل بعيارة: كله من عين أختي.. أمحق أخت.. كل ماتشوفني تقول أمي داعية لك.. تجي تشوفني الحين وأنتي تشوتيني..

دلال برقة: غصبا عني حبيبي.. كلها شوي ويخلص الوحم..

ماجد بمرح: زين بس أقعد جنبج.. ماراح أسوي شيء..

دلال برعب: لا ماجد تكفى خلك بعيد.. تعبت من كثر الترجيع..


******************


الجازي رجعت لبيتهم بعد ماتعشت في بيت عمها
محمد اللي جاء يأخذها..
بعد ما أتصل عليه سعود يروح يجيبها..
سعود قرر أن يقلل روحاته لبيت عمه قد مايقدر
احساسه بوجوده قرب دانة.. أكثر من مؤلم بالنسبة له
وفوق احتماله وطاقته وقلبه المتيم فيها


خالد ماطلع من غرفته نهائي..
الرجّال اللي خذ سيارته
جاء ووقفها في مظلة بيتهم وعطا المفتاح لسواقهم وراح.. عقب ماكلم خالد..

محمد لما جاء يأخذ أخته.. شاف سيارة خالد اتصل عليه ينزل عليه..

خالد نزل على محمد والبنات كانوا انتقلوا لمجلس الحريم..
وقف عند محمد الجالس في سيارته وهو يسولف معه..
وقلبه مشغول بالمخلوقة اللي بتطلع بعد شوي
وكان يبي يدخل قبل هي تطلع
مايبي يشوفها.. شوفتها تعذيب له بكل معنى الكلمة

بس وهو بعده يسولف مع محمد اللي كان يقول له عن سفرته لدبي مع سالم

طلعت الجازي اللي حومت كبدها لما شافت خالد واقف
(وع.. أبي اعرف محمد وش عاجبه في ولد عمه المعفن ذا؟!)

الجازي ركبت جنب محمد..
وخالد حس أنه من الذوق أنه يسلم فقال لها بأدب : مساش الله بالخير يا بنت سعيد

الجازي في نفسها (ياشين التميلح) وردت عليه بدون نفس: مساك الله بالنور

خالد (وش فيها كني ذابح أمها وإلا أبيها؟!) : أشلونش وأشلون الوالدة؟؟

الجازي ماردت عليه متقصدة

محمد يحسبها ماسمعت.. قال بطريقته المرحة: هيه الجويزي عمش خالد يقول: أشلونش؟؟

الجازي ببرود وقح: ماعندي عم غير عمي هادي.. وترانا تاخرنا واجد يامحمد..خلنا نمشي

محمد يضحك وقال وهو متقصد: أخس ياذي.. تنافخ بعد وجه البومة..

خالد ضحك.. حس محمد يبي ينتقم له من وقاحتها..
والجازي ولعت على محمد وعبرتها نطت بحلقها
وسكتت

محمد كمل عليها للآخر: لحول الحين الليلة بيغرق بيتنا دموع.. دلوعتنا انجرحت مشاعرها
تكفى ياخالد لا تنسون الامدادت العاجلة وقوارب النجاة..

خلاص الجازي قفلت.. فتحت الباب ونزلت..

محمد بعصبية: وين بتروحين؟؟

الجازي بصوت مخنوق وهي تحاول ماتبكي عشان ماتشمت خالد فيها: ما أبي أروح معك.. بأكلم سعود يجيني..

محمد ولع: اركبي قدام أقطع العقال على ظهرش ياقليلة الحيا..

الجازي مشت تبي تدخل داخل.. في الوقت اللي محمد نزل معصب..
محمد كان مستحيل يضربها لأنه يشوف الجازي طفلة بكل معنى الكلمة..
لكنه عصب عليها لأخر حد..
أولا قلت أدبها على ولد عمها..
ثانيا: فشلت محمد وصغرته قدام خالد

خلاص محمد صار واصل الجازي وهي مرعوبة منه
وحاسة بغلطتها اللي هي سوتها
مادرت وين تروح كان أقرب حد لها خالد اللي لحق محمد يبي يمسكه

خالد انصدم بل انصعق بل انسحق
وهو يشوف الجازي تتوجه ناحيته
لا ووتخبى ورا ظهره وهي تقول وهي تبكي:

تكفى خالد تكفى لا تخليه يضربني هنا.. خلاص بأرجع معه..خله يضربني في البيت..

وهي تقول كلمتها وتمسك في عضود خالد من وراه
وهي متخبية وراه من محمد

لنا أن نتخيل إذا كان ملمس شعر الجازي فعل بخالد شيء لايمكن وصفه بالكلمات.. فكيف بملمس كفيها الناعمين على عضديه الصلبين؟!!!!

الجازي الطفلة بتهورها الأهوج أولا وأخيرا.. لم تعرف ماذا فعلت بقلب هذا المتيم..
كانت لمستها له بالنسبة لها غير مقصودة.. ولم تثر في داخلها أكثر من رغبتها البريئة الطفولية في الاحتماء
شيء لم يتجاوز هذا مطلقا إلى عمق مشاعرها

بينما لمستها صهرت قلب خالد صهرا.. أذابته
أشعلت مشاعره المهتاجة بعنف مرير أصلا
نسفت كل وعوده الفاترة أنه سينساها أو يتنساها
لكنه حاول كتم طوفان مشاعره الهادر الكاسح وهو يمسك بيد محمد ويقول بأخوية:
طالبك محمد خلاص.. الجازي في وجهي وزبينتي
وأنا طالبك ماتسوي لها شيء في البيت..

محمد بغضب: ماني بمسوي لها شيء..
بس دواها عند سعود...

الجازي سمعت اسم سعود بكت بهستيرية: تكفى ياخالد قل له لايقول لسعود شيء..
خلاص انا اسفة.. والله ما أتعودها
كله ولا سعود.. تكفى ياخالد..تكفى.. خله هو يضربني بس لايقول لسعود شيء

خالد خلاص ماعاد مستحمل أصلا.. يبيهم يروحون ينهار
ماسكة فيه
وتقول له تكفى
لا وتبكي بعد
وحدة من هذي الثلاثة كافية تذيب قلبه.. فكيف بها كلها مجتمعة؟!!!
خلاص قلبه ماعاد مستحمل.. ثلاث ضربات في الرأس تقتل

خالد بصوت شبه منهار: محمد تكفى طالبك يا أخيك طلبة تنسى ذا الموضوع وماتقوله لأحد
الموضوع كله مايستاهل

محمد اللي هدأ شوي: خلاص عشان خاطرك أنت بس ياخالد.. وانتي يالجويزي قدامي

محمد لحد الحين يشوف أخته الجازي طفلة.. عشان كذا ماقدر يعتب عليها على حركتها.. ولا على طريقة استنجادها بخالد الشبيهه بطرق الأطفال

الجازي فلتت عضود خالد.. ورجعت لسيارة محمد وركبت وهي بعدها تبكي بصوت مرتفع..

خالد تماسك لحد ماطلعت سيارة محمد برا البيت

وانهار جالس على عتبة باب البيت..
وتيارات مشاعر عنيفة متوحشة حادة وعميقة تمزق قلبه الرقيق لشظايا متطايرة..


**************


عبدالعزيز يعود لبيته بعد صلاة العشاء مباشرة..

كانت نورة تتكلم في التلفون مع أمها بعد ماخلصت الشاور اللي هي خذته بعد جهد التنظيف اللي اليوم..
أول ماشافته دخل
أستأذنت أمها وقفلت..

عبدالعزيز سلم.. وجلس بارهاق جنب نورة.. وهو يخلع غترته ويحطها جنبها.. ويسند رأسه على كتف نورة..

نورة بحنان وهي تنظر لعينيه المغلقتين تحضنه برقة وتمسح على شعره بحنان: وش فيك حبيبي كنت طالع من عندي للصلاة مافيك شيء؟؟ تعبان؟؟

عبدالعزيز بخفوت: شوي ياقلبي..

نورة بحب: موضوع عبدالله بعد؟؟

عبدالعزيز بتحسر: وفيه غيره.. تو فاضل مكلمني.. أملي بالله كبير.. لكن كل يوم يمر يحسرني أكثر..
واللي ذابحني جواهر.. جواهر يانورة..

نورة برقة: فديتها جواهر ماشاء الله عليها متصبرة وشايلة هم الناس كلهم..

عبدالعزيز بحسرة: بالكم ماحد فاهمها قدي.. أنا اللي حاس فيها.. في النار اللي بقلبها.. مثل ماكانت تخبي وجيعتها في عيالها.. وتنطر الليل يجي عشان تفضي قلبها
الحين حتى البكاء حرمت نفسها منه عشان عبدالله.. أنا أحس بروحها وهي تذوب شوي شوي..
خايف عليها يانورة خايف عليها..

نورة بحب: لا تحاتي فديتك.. هذا عيالها عندها ملهينها.. وبكرة بعد تجيب بيبي صغير يأخذ كل وقتها.. ويلهيها عن التفكير

عبدالعزيز بتعب وهو يشد على خصر نورة ويحضنها: أتمنى.. أتمنى


*********************



في بيت أبو خالد الليلة قلبان ذائبان..
منهاران من بعد خروج الجازي من بيتهم
وكل منهما معتكف في غرفته المغلقة عليه
ولكل منهما سبب لانهياره
خالد سبب انهياره هو الجازي ذاتها
الطفلة الطائشة التي اذابت قلبه الشفاف وهي لا تعلم ولا تقصد..

ودانة سبب انهيارها هو ما أحضرته الجازي معها
دفترها الوردي الضخم


دانة لما تركت دفترها عند سعود كانت الصفحات العشر الأخيرة بيضاء فارغة..

لكنها الآن ممتلئة..
بخط سعود المشابه له في أناقته واستقامته..

دانة شعرت بصدمة حقيقية وهي ترى صفحاتها المغزوة بمشاعر سعود وانفعالاته

أخذت نفسا عميقا وبدأت تقرأ وهي ترتجف كورقة يابسة وحيدة معلقة في غصن.. تنتظر هزة الريح الأخيرة لتسقط..

وأناملها الطويلة الناعمة تلامس بارتعاش هادر أوراقها
التي احتضنت خطا غير خطها.. ومشاعرا غير مشاعرها
ولم يكن خط أيا كان ومشاعره
بل كان خط سعود ومشاعره..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 10:27 PM   #100 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5115 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



انا : قمرهم كلهم


دانة شعرت بصدمة حقيقية وهي ترى صفحاتها المغزوة بمشاعر سعود وانفعالاته

أخذت نفسا عميقا وبدأت تقرأ وهي ترتجف..كورقة يابسة وحيدة معلقة في غصن.. تنتظر هزة الريح الأخيرة لتسقط..

وأناملها الطويلة الناعمة تلامس بارتعاش هادر أوراقها
التي احتضنت خطا غير خطها.. ومشاعرا غير مشاعرها
ولم يكن خط أيا كان ومشاعره
بل كان خط سعود ومشاعره..

كانت الصفحات العشر تحتوي تاريخ كل يوم خلال الأشهر الماضية..

وبجانب كل تاريخ سطر أو سطران بذات المحتوى المتكرر مع اختلاف العبارات..

" أنا ندمان.. عدد شعر رأسي ندمان.. كل يوم أحرق نفسي بالحسايف..
دانة راحت.. ومابقى لي إلا الحسرة..
مستحيل أطلب سماحها لاني مستحيل أسامح نفسي أو أسمح لها تسامحني.. لأني ما أستحقها..
لكني
أعشقك يادانة أعشقك
كل نبضة بقلبي تهتف باسمك
كل نفس يتردد في صدري يطلع ويدخل عشانك
أحبك لاخر قطرة في دمي أحبك
أحبك لأخر نفس في حياتي أحبك"

(سعود كان ليليا يسهر مع دفتر دانة اللي أعاد قراءته عدة مرات.... وبعد كل قراءة وقبل ينام يفتح الصفحة الاخيرة ويسجل التاريخ.. ويسجل شعوره في لحظتها)

دانة أنهت العشر صفحات
شعرت أن أعماقها تنزف وتنزف وتنزف..
تنزف ألم.. وحب..ووجع.. وشوق..
تنزف قهر..وخذلان..
تنزف يأس.. ووحدة.. ووحشة..

" تعبت ياربي.. والله تعبت..
هذا الحزن ماله آخر..
ماله أخر..
لو أقدر أحرق قلبي عشان أطلع حبه منه كان سويتها..
كان أحرقته ونثرت رماده..
هو يحبني
وأنا أحبه..
فليه لذا الدرجة كان صعب علينا نكمل مع بعض
مع كل الحب الكبير اللي جمعنا؟؟
ليه؟؟
ليه؟؟؟؟؟؟
ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"


*****************


بعد 3 أيام...

سالم أصبح في دبي...
بعد أن ودعته منيرة بدموعها الصامتة التي ألهبت قلبه
وهو يشعر بها تبلل وجهه
وهي تلصق خدها بخده مودعة...
سالم ماطلع من بيته لين جاء علي وخذ منيرة
عشان يروح وهو متطمن عليها..

محمد حجز لهم في كيمبنسكي كنوع من التغيير وعشان يكونون ملاصقين لنجم دبي الجديد (مول الإمارات)
بعد ماتعودوا كل مرة أنهم ينزلون في وسط دبي في الماريوت أو الانتركونتنتال..

لكن أي مكان ماكان يفرق عند سالم..
كل الأماكن عنده سواسية..
محمد حاس بضيقة سالم..
وخصوصا أن سالم بعد ماكان تعود في بيته أنه يدل كل شيء
هنا هو محتاج مساعدة محمد في كل شيء..
من لما طلعوا من المطار وذراعه في ذراع محمد مافلته..

سالم من لما وصلوا البارحة في الليل متأخر وهو حاس بصداع أليم.. مانفع معاه بنادول ولا بروفين ولاغيره..
محمد لزّم يوديه الطبيب
لكن سالم رافض، يقول: شوي صداع وبيروح..

سالم كان نايم...
محمد صحا قبله.. ونزل يبي يشتري شامبو ويرجع..
سالم كان حاس بالصداع حتى وهو نايم حاس في رأسه دوامات ألم.. واحلام غريبة..

بعد طلعة محمد بدقايق..
سالم فتح عينه..

"بسم الله الرحمن الرحيم"

رجع يسكرهم

فتحهم..

"بسم الله الرحمن الرحيم"

سكرهم مرة ثانية

"الله أكبر.. الله أكبر.....الله أكبر.."




ضوء..

ضوء....

ضوء.........


شعاع ضوء خافت كان يعبر أمام عينيه التي اعتادت الظلام
شعاع ضوء بدد وحشة روحه المرة..
شعاع ضوء بعث في أوصاله رعشة أشبه بلسعات نار لاهبة
كان سعيدا لدرجة الألم والحرقة والوجع
سعيدا لدرجة العجز عن البكاء
سعيدا لدرجة الانهيار..


سالم نط جالس وهو يصرخ بهستيرية: محمد.. محمد.. محمد..

بس محمد اللي مابعد رجع... مارد عليه

ماكان يشوف بمعنى الشوف..

لكنه كان يبصر خيالات.. والأهم ضوء.. ضوء.. ضوء

سالم رجع يصرخ وهو حاس قلبه بيوقف من الفرحة.. من المفاجأة.. من الخوف بل من الرعب: محمد... محمد... محمد...

انبح صوته وهو ينادي محمد بهستيرية..

بس بلا رد

وظل يصارخ لحد مافضا طاقة الانفعال الاولى اللي عنده

وبعد السكرة جاءت الفكرة..
وتفكير معين يسيطر على سالم..

سالم قرر مايقول لمحمد شيء... هو لحد الحين مايشوف بمعنى الشوف...
ومايبي يعطي نفسه او يعطي محمد أمل
يمكن يكون اللي هو شافه شيء مؤقت..
يمكن يظل بس يشوف خيالات..

آلاف الأفكار المحبطة بدأت تتوارد لذهن سالم
قرر أنه مايتفاءل كثير عشان ماينصدم لو سارت الأحداث عكس آماله

محمد يدخل..
لقى سالم جالس على السرير وعيونه مبققة..

محمد بصوته المرح: صبحك الله بالخير يابو مبارك..

سالم بهدوء وهو يحاول يركز بصره على محمد اللي قاعد يشوف خياله قدامه: صبحك الله بالنور..

محمد بود: أنا نزلت أشتري شامبو.. متى صحيت؟؟

سالم بذات الهدوء الجامد: توني صحيت..

محمد: خلني اتسبح.. وعقبه ننزل نفطر..

سالم بنبرة خاصة: ماعليه يامحمد يا أخوك..أنا أبيك توديني دكتور عيون.. أسأل عن أحسن دكتور هنا وخلنا نروح له عقب الفطور على طول..

محمد برعب: ليه عسى ماشر؟؟

سالم بهدوء: مافيه شيء بس أنا خايف أنه الصداع اللي معي يكون سببه من عيوني..


********************


سالم جالس عند الدكتور بعد ماحكا له كل شيء بالتفصيل الممل..

سالم مارضى أنه محمد يدخل معاه...
الشيء اللي حز في خاطر محمد كثير لكنه ماقال شيء..

الدكتور باللهجة الطبية المعتادة: بص ياابني.. زي مائالوا لك ئبل كده..
إزا كان العمى سببه ضرر في مركز الإبصار.. فمعنى كده إن الضرر اللي عندك كان مؤقت.. وأنه بدأ يستعيد نشاطه..
لكن مدى استعادة النشاط دي غير معروفة..
يعني ممكن أنه أنتا تستمر تشوف خيالات بس.. وممكن تستعيد بصرك كلو..
وممكن تستعيد قزء ويكون عندك ضعف نظر تحتاج نظارة معاه..

سالم بقلق: أنا اللي هامني.. هل من الممكن أنه حالة العمى ترجع لي.. يعني حتى الخيالات اللي أشوفها الحين ما أقدر أشوفها وأرجع للظلام مرة ثانية..؟؟

الدكتور بلهجة مطمئنة: كلو بأيد ربنا.. لكن لأ مش هترجع لك حالة العمى.. لأنه المركز بدأ يتنشط.. الشك بس في مدى التطور الإبصاري..

سالم بفرح غامر: مشكور يادكتور مشكور.. طيب فيه علاج معين ممكن أستخدمه؟؟

الدكتور بحنان طبي: لأ مفيش.. الحاجة اللي ممكن أنصحك فيها
أنك تحاول تنشط البصر عندك بتركيزك على أشياء معينة مبدئيا لفترة ئصيرة.. تزداد تدريقيا..

سالم شكر الدكتور مرة ثانية وطلع لمحمد..

وطبعا الأثنين سووا فيلم هندي طويل من الحلف والحلف المضاد مين يدفع فاتورة الدكتور..

وهم في التاكسي.. محمد يسأل سالم بود أخوي: وين تبينا نروح؟؟

سالم بتفكير عميق: أبي أروح خور دبي..

محمد بود: بس الخور حلاته بعد المغرب.. الحين إحنا الظهر والجو حر موووت..
خل نروح نتغدى الحين.. والخور نروح له بعد المغرب

سالم بنفس الود المغلف اليوم بفرحته الخاصة جدا والعميقة: مثل ماتبي..


******************


بعد صلاة العشاء.. في الدوحة..

كان عبدالعزيز وزوجته نورة معزومين على العشاء عند جواهر..

وهم وصلوهم بعد صلاة المغرب على طول...

جواهر ونوف ونورة قاعدين مع بعض..

عبدالعزيز وعبدالعزيز.. قاعدين في المجلس الخارجي..

عبدالعزيز الصغير كان في قلبه حزن عميق إن مجلس أبوه انهجر عقب ماكان عامر..
ماكان حد يزور عبدالعزيز إلا خاله وماجد وخال ابوه ثاني.. وربعه هو.. وأحيانا عيال خال أمه...
وأكثر الأحيان كانوا يستخدمون مجلس عبدالله الداخلي..
والمجلس الخارجي غارق في الوحشة ينتظر رجعة راعيه..


لما أذن العشاء عبدالعزيز الكبير والصغير راحو مع بعض للصلاة في المسجد القريب مشي..

لما خلصوا صلاة وكانوا بيطلعون سوا..
عبدالعزيز الكبير واجه واحد من ربع عبدالله.. فجلس يسأل عبدالعزيز عن تطورات اختفاء عبدالله وهل هناك أي أخبار عنه؟!!

عزوز استأذن لأنه كان موعد حصته والمدرس على وصول..

عبدالعزيز الكبير خلص بسرعة الإجابات اللي تعب من تكرارها لكل معارف عبدالله اللي ما ينتهون..
رجع لبيت أخته..

وهو قريب من شارع البيت..

سمع صرخة جمدت الدم في عروقه..
صرخة خلعت قلبه من مكانه بكل الرعب والهلع والخوف الممكن تصورهم

كانت

صرخة عزوز..


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انت تدري وش حضورك..قبل تبدا في الغياب..! فراشه فوشيه الشعر والخواطر والقصائد 12 10-09-2010 03:23 PM


الساعة الآن 08:29 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009

a.d - i.s.s.w

المنتديات العامـﮧ - لڪل طريق بدآيـﮧ ۈهنآ بدآيتنآ - الاسلام والشريعه - زآۈيـﮧ حرهـﮧ - طآۈلـﮧ آلنقآش - أقســآم حــواء - مآئدهـﮧ بنوته - ڪل مآيشمل حۈآء العامه - منتديات ادبيـﮧ و شعريـﮧ - الشعر والخواطر والقصائد - ڪآن يآمآ ڪآن -منتديات ترفيهيـﮧ - آلسفر - آلسيآحـﮧ - فسحـﮧ بنوته - وسـعُ صدرڪ - نجۈم آلملآعب - منتديات التقنيـﮧ - صۈر - ڪآريڪآتير - آلڪمبيۈتر - آلآنترنت - سلـﮧ مصمم - Baѕket Designer - منتديات اداريـﮧ -  قسم الصوتيات والمرئيات للهواتف  - عآلم آلسيآرآت - الحياة الأسريه -  قسم الطلبه وحقيبه الطالب  -  قسم للفـن العـامــ  -  قسم للسينما  -  قسم الانمي والدرامه الاسيويه  - المنتديات الرمضانيه - فـَنْ الـدِيَكْـوورَ, -  قڛم ديـڕتي  - مقآطع آليۈتيۈب YouTube -  قسم تجهيز العرائس  - آلطب ۈآلصحــﮧ - مآسنجر - تۈبيڪآت -  قسم الهواتف العامه  -  قسم العاب الهاتف  - قسم الرسائل sms و mms - منتديات الفنون -  قسم المقابلات  - المنتديات الفنيه -  قسم الافلام العربيه  -  قسم المسلسلات والمسرحيات  -  قسم الافلام الاجنبيه  -  قسم افلام الكرتون  -  قسم sports TV  -  قسم لأرواحنآ هذيـآن  - المواضيع المميـــزة - المســـابقــات - [ ڪـُـرســِي آلإعـتـرآف ] - تصويت كرسي الإعتراف - منتديات الاعضاء - [ جِـسـرُ ـآلتوآصـُـل ] - عدسـة الأعضـــاء - ڪل مآيشمل آدم - عالم الطفل -  قسم iPhone  -  قسم Blackberry  -  اقســام ادم  -  قسم نجوم بوليوود وهوليوود  - للروايات المكتمله -  قسم صور الانمي -  قسم فديو الانمي  - N E W S ~ حدث الساعه - قصص الانبياء و الصحابه - صوتيات ومرئيات اسلاميه - مَسسَآاحـﮧ لِ خِدمَـة ﯘ تَـڸـبِيَة طَلبَآات الْأعضَاء - أدَواتْ ۈ مُلحًقاآت ۈ دُروس تَصمٍيم - تصاميم جاهزه-رمزيات جاهزه-تواقيع جاهزه -اكشِن-ايطارَات-بَاترن-خطُوط-خامَات-فرًش-سكِرابٍزْ لِ التَصمِيم - درُوس فوتوشوب-درُوس تَصاآمِيم - شرح خصاآئص المنتدى - خاآص بِ الترقيـﮧ والتهنئـﮧ - أفڪآر من ذهب - موآضيع ما تظهر فيها الصُصُصُور - عُذوبَهہ متًجدِدهہ - المڪتَب الإدآري -مطبخ بنوته الرمضاني-اكلات رمضانيه 2011-وصفات رمضانيه-حلويات رمضانيه2011 - حلويات-دروس تحضير حلويات-حلويات مطبخ بنوته - قسم تفسير الاحلام - صُـور لِلتًصمِيمْ - بنوتة ask me - عصيرات-مشروبات ساخنة-عصيرات مثلجـه-آيــس كــريم - منتديات متخصصة iphone - منتدى شروحات الجيلبريك - منتدى برامج السيديا ( Cydia ) - منتدى برامج الايفون والايباد 


d3am - by kious99 : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0