| ![]() |
التميز خلال 24 ساعة | |||
![]() ![]() | ![]() ![]() | ![]() ![]() | ![]() ![]() |
قريبا![]() | بقلم : ![]() | قريبا![]() | قريبا![]() |
|
![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() | #81 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم كانت موضي تنظر برعب حقيقي للمشهد أمامها وقلبها يكاد يقفز من بين جنبيها كان المشهد أشبه ما يكون بمشهد سينمائي مثير وخصوصا مع إضاءة أنوار السيارة القوية للمشهد ولكن المأساة أنه كان مشهدا حقيقيا.. ويحصل أمام عينيها كانا ذئبين وليس واحدا كلاهما يتحفز للهجوم الذئب بذكائه المعروف كان يدرس راكان ليجد نقطة الضعف لينقض منها وراكان تتحفز مشاعره للحد الأقصى ليعرف من أين سيهجم الذئب عليه الذئب يخشى من لا يخشاه.. ويقتات من رعب الآخرين لأن الخائف يتوتر ويضعف ويصبح فريسة سهلة له والذئب كان متيقنا أن راكان ليس خائفا مطلقا منه وراكان يقف أمامه واثقا في وضعية قتالية مستعدة ولكن الذئب كان لا يشغله شيئا سوي التفكير بكيف يصل إلى راكان بينما راكان كان مشغولا بشيئين.. الدفاع عن نفسه.. والخوف على موضي وخوفه عليها كان في أول أولياته وحينما يتمزق التفكير ويتشتت بين عدة أشياء يقل الانتباه لذا حينما صرخ راكان في موضي للمرة الثانية: موضي للسيارة بسرعة انتهز الذئب الفرصة النادرة لتشتت راكان الذي أشعر الذئب نفسه بصعوبة مباغتته لذا استغل هذه الفرصة وهجم دون تردد وهو يعتلي صدر راكان وراكان يحاول خنق الذئب بيديه العاريتين ولكن الذئب أمال رأسه وهو يغرس أنيابه في كتف راكان رغم أن الذئب كان يخطط لغرسها في عنقه راكان كان يحاول إبعاد رأس الذئب وهو مازال في محاولته لإبعاده رأى الذئب يطير بعيدا وهو يهرول مبتعدا متخبطا ويعوي بألم راكان وقف مدهوشا وهو يمسك كتفه حيث ينبثق الدم بغزارة كانت موضي تقف أمامه وبيدها عصاه الضخمة التي كان هو ذاتها قد نسيها كانت أنفاسها تعلو وتهبط.. وجهها محمر.. وعيناها ممتلئان بالدموع كان راكان يفتح عينيه ويغلقهما كما لو كان غشيهما إشعاع أعماه بدت له موضي كما لو كانت تشع.. تـــشــــع!!! تشع بكل معنى الكلمة!!! محاطة بهالة نور غير مفهومة وهي تبدو كما لو كانت جزءا من لوحة فنية نادرة الوجود ونور السيارة يشع خلفها حينها رأى وجهها رآه بوضوح بدت له وفي عينيه جميلة إلى حد الوجع عذبة إلى حد الحلم ناضجة إلى حد الهلوسة أجمل مما يتذكر وأعذب وأنضج جميلة كزهرة ربيع ندية متفتحة البتلات عذبة كنسائم أوائل الشتاء ناضجة كفاكهة صيف مرتوية ومغلفة بالسكر بــاخــتـصــار بدت له كمعجزة مذهلة!!! موضي ألقت بالعصا وهي تركض ناحيته وهي تضع يدها فوق يده التي تغطي جرحه وتهتف بقلق عميق وصوتها يختنق: راكان أنت طيب؟؟ راكان شعر بملمس نعومة يدها فوق يده يختلط بحرارة دمه المتدفق بغزارة كان إحساسا غريبا.. وعميقا.. وموجعا بشفافية.. موجعا بحق رد عليها وهو يتماسك: طيب.. عضة بسيطة.. بس أخاف إنه الذيب يكون مسعور لازم أروح أقرب مركز صحي يعطوني 21 إبرة موضي باستعجال وهي مازالت تضغط على جرحه: أقرب مركز الحين البطحاء.. خلنا نروح كانت تزيح خصلات شعرها عن وجهها بظهر كفها.. فتلطخ وجهها بقطرات من دمه كان إحساسا خياليا مشبعا بالشجن وهو يرى تفاصيل وجهها الملطخ من هذا القرب.. وفي هذا الموقف بالذات.. شعر برغبة عارمة أن يقيس كل تفصيل من تفاصيلها بالمسطرة يتحسس هذه التفاصيل ليتأكد هل هي حقيقية فعلا لأنه شعر أنه كل مابها أكثر من مثالي.. أكثر من رائع كل مابها يدفع إلى أقصى درجات الإعجاب حتى التفجر والتشظي والانشطار!!! راكان يريد أن يهرب من جنون أفكاره التي فسرها بمجرد إعجاب آني.. مجرد إعجاب رجل عابر بامرأة ما فسألها: أنتي شلون عينتي العجراء؟؟؟ موضي تتنهد قلقا عليه: قلت لنفسي إذا أنت مشعلي أصيل لازم ألاقي تحت سيتك يا عجراء يا ليور ابتسم راكان رغم ألمه: وأشلون طيرتي الذيب كذا.. لا تكونين كنتي تشتغلين في الصاعقة؟؟ موضي بألم: ولك بال تمزح بعد.. خلنا فيك موضي حينما صرخ بها راكان لتعود للسيارة رجعت وهي تركض وفي بالها شيء واحد أن تبحث في السيارة عن آلة دفاع ثقيلة تنفع لإبعاد الذئب ولأنها تعلم أن والدها ومشعل وفارس وحتى مشعل زوج لطيفة جميعهم يحتفظون بآلات كهذه تحت مقعد السائق فكانت شبه متأكدة أنها ستجد عند راكان لذا استخرجتها بسرعة وعادت لراكان وكان الذئب وقتها يغرس أنيابه في كتف راكان استجمعت موضي كل قوتها لتودعها ضربة قوية وجهتها لرأس الذئب مباشرة تعلم أنها لن تفلح في قتله.. ولو كان من وجه الضربة راكان مثلا كان سيصرعه مباشرة ولكن ضربتها كانت قوية كفاية لإخافة الذئب وإبعاده وصلا للسيارة راكان همس بهدوء يخفي ألمه: العضة في كتفي اليمين.. ويدي اليمين كلها ماني بقادر أحركها ما أعتقد إني بأقدر أسوق موضي بثقة: أنا بأسوق.. وتكفى ما تقول لا راكان باستغراب: تعرفين تسوقين؟؟ موضي بقلق عليه وهما يصلان للسيارة: يعني تبي رفقتي لفارس تطلع على الفاضي.. علمني السواقة والرماية بعد.. راكان يبتسم رغم أن الموقف ليس موقفا للابتسام: والله منتي بهينة يا موضي اللي قدرتي على فارس مع شدته وخليتيه يعلمش موضي تذوب قلقا: خلنا من فارس...تكفى راكان خلني أوديك المركز راكان بقلق: يا بنت الحلال.. حن في السعودية.. أشلون لو شافنا حد وأنتي تسوقين موضي برجاء عميق: ماحد بشايفني الحين الدنيا ليل وماحد بشايفنا وإذا وصلنا للمركز ونزلنا قل إنك أنت اللي كنت تسوق راكان وهو يتجه للباب المجاور للسائق: خلاص يا بنت الحلال.. توكلي على الله.. أنتي سواقنا اليوم ********************* قبل ذلك بيت عبدالله بن مشعل جميع الضيوف غادروا مشاعل كانت تصعد لغرفتها تريد تبديل ملابسها.. صلاة قيامها والنوم فهي كانت مرهقة بشدة رن هاتفها تنهدت وهي تتذكر.. فهي كانت قد نسيت ناصر وطلبه ردت بخجل: هلا ناصر ناصر بمرح: هلا والله بصادقة الوعد مشاعل تبتسم: لا تكذب علي... ما وعدتك بشيء ناصر بعمق: بس أنا وعدت روحي.. وأنا وأنتي واحد وأنا قاعد الحين على الكراسي في الحديقة.. انزلي لي مشاعل بصدمة: أنت مجنون.. وش تبي هلي يقولون علي؟؟.. حركات مراهقة ناصر يبتسم: والله العظيم توني أستأذنت عمي.. خليتيني مثل طلاب المدارس وكنش خطيبتي مهوب مرتي مشاعل بتردد: زين بأنزل.. بس بشرط ناصر بحنان: تشرطي مثل ما تبين ياقلب ناصر مشاعل بخجل: تلزم حدودك.. وماتسوي مثل آخر مرة شفتك فيها ناصر برجاء: قلبي مشاعل لا تصيرين صكة مشاعل بحزن: الحين أنا كنت عندك في بيتك وماباقي إلا أرمي نفسي عليك وأنت قرفان مني الحين في بيت هلي تبي تحرجني؟!! ناصر بحزن مشابه: خلاص يا قلبي.. أبي أشوفش بس.. مشتاق لش وماني بمسوي شي.. وعد ************************** مركز البطحاء الصحي قبل أذان الفجر غرفة الاستراحة تم تنظيف جرح راكان وتضميده كما تم إعطائه 21 إبرة مضادة للسعار.. خوفا أن يكون الذئب مسعورا هاهو يتمدد بصدره العاري والضمادات على كتفه وهاهي موضي تجلس عند رأسه وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى همست موضي عند أذنه بحنان: راكان أشرايك أتصل بفارس يجينا؟؟ راكان همس بهدوء مرهق: لا مافيه داعي موضي بقلق: أنت تعبان.. خلنا نرجع للدوحة راكان يهمس: ماني بمغير مخططاتي عشان شي مايستاهل.. أنا الحين أحسن وحن الحين صرنا في البطحاء والمركز السعودي على بعد دقيقة بأسوق 5 دقايق لين الغويفات المركز الإماراتي وبأخلي سيارتي هناك.. وبنأخذ تكسي لدبي وهناك بنستخدم التكاسي .. وكلها يومين وأكون تمام بس الحين جيبي لي ثوب من شنطتي من السيارة ولا عليش أمر بدل ثوبي اللي تشقق *********************** حديقة بيت عبدالله بن مشعل بعد منتصف الليل ناصر يجلس على أحد المقاعد التي كانت معدة لاحتفال العشاء ومشاعل كانت تقترب بتردد وارتباك مشاعل لم تكن مرتاحة مطلقا لهذه التصرفات التي باتت تشعرها بالحرج من أهلها فلا هي بالغاضبة منه.. ولا هي من عادت معه ووالدها مازال معتصما بالصمت.. حتى لا تشعر أنه متضايق منها وتفكير عبدالله يتجه إلى أن ربما مشاعل هي من تريد البقاء عند أمها لأنه يرى أن ناصر يأتي لزيارتها وهاهو الليلة يستأذنه لهذه الزيارة لذا قرر أن يمنحهم عدة أيام قبل أن يتدخل لحل المشكلة هو ومحمد الذي لاحظ هو أيضا بل تجاوز الملاحظة للغضب وهو يعنّف ناصر الليلة بعد عشاء زواج راكان: ناصر ما تشوف أنك مسختها... لمتى ومرتك عند أهلها؟؟ ناصر انتفض من المباغتة غير المتوقعة: مشاعل تعبانة شوي وتبي ترتاح عند أمها محمد بنبرة غضب: والله البارحة شايفها عند أمي ومافيها إلا العافية رد مرتك ياولد.. وبلاها حركات دلع النسوان اللي مالها معنى ولا تصير كمخة ومرتك تمشي شورها عليك... بنت عمك لها القدر والحشيمة والغلا.. بس لا تخليها تقلل من قدرك أنت ناصر تضايق بالفعل أن يكون هو سبب المشكلة ويتجه الاتهام لمشاعل برأسه تفكير معين يتمنى أن توافقه مشاعل عليه مشاعل وصلت بخطواتها الرقيقة المترددة وناصر غارق في أفكاره وصلت وهو مازال غير منتبه.. همست برقة: نحن هنا ناصر انتفض ثم ابتسم وهو يمعن النظر في طلتها الملائكية والمثيرة في آن فستانها بلونه الأزرق الملكي مع الدانتيل الفضي شعرها المجعد.. ظلالها الدخانية.. ثم شفتيها الملونتين بأحمر شفاة زهري فاتح يتلألأ برونق خاص ابتسم ناصر: هلا والله في ذمتي باللي هنا.. وهنا ( قالها وهو يشير إلى قلبه) وش هالزين؟؟!! خليتي لباقي الحريم شيء من الزين؟!! ثم أردف: عادي أقول لش اقعدي جنبي وإلا يدخل ضمن الاتفاق؟؟ مشاعل توجهت لكرسي يبعد عنه بمسافة كرسي وجلست وهي تبتسم: نعم... يدخل ضمن الاتفاق.. ناصر ابتسم: زين ما فشلت روحي.. كنت أبيش تجلسين في حضني أصلا مشاعل كحت من الحرج بشكل فعلي وهي تقول بحرج: ناصر تحشم.. وش اتفقنا عليه؟؟ ناصر بخبث عميق: بس ما اتفقنا تكونين حلوة كذا.. أنا ما استحمل تبين أتحشم طاوعيني في اللي أقوله لش.. لأنه الشيبة العود غسل شراعي اليوم.. ويقول إنش مشيتيني على شورش فأنا عندي راي.. مشاعل بحذر: راي وشو؟؟؟ وش ذا الكلام اللي عمي يقوله؟؟ أنا اللي مشيتك على شوري؟!! ************************* واشنطن دي سي شقة مشعل باب الشقة ينفتح وهيا ومشعل يدخلان هيا تدخل وتلقي بنفسها جالسة على الأريكة ومشعل يُدخل الحقائب التي كان حارس البناية يصفها عند الباب من الخارج حتى انتهى أغلق الباب ثم جلس جوار هيا وهو يضع ذراعه على كتفيها ويهمس لها بحنان: تعبانة ياقلبي؟؟ هيا وضعت رأسها على كتفه وهمست باختناق: مشتاقة لهلي احتضنها مشعل وهمس بتأثر: فديت المشتاقين يا ناس خلاص يا بنت الحلال مشتاقة رجعتش الدوحة رفعت هيا رأسها: واخليك ترجع بروحك لا والله.. ولا تحاول.. أنا دارية تبي تخلص مني مشعل وقف ليدخل الحقائب وهو يقول باهتمام:أنا حانش بس.. اسمعيني زين ..لا تسوين أي شيء أنا بأتصل الحين في مكتب الخدم.. يرسلون لنا وحدة تنظف وتساعدش في الشناط هيا برفض: مافيه داعي حبيبي مشعل بحزم: لا حبيبتي أنتي مهوب مثل اول.. تبين تشتغلين في البيت بعد؟؟ كفاية عليش الحمل والدراسة نخليها تجي في النهار تغسل وترتب.. وفي الليل ترجع لبيتها مثل طريقتهم هنا هيا نهضت وهي تقول بحب: جعلني ما أذوق حزنك يا قلبي ثم أردفت: خلني أتصل في باكينام.. أشوف أخبار العروس *********************** دبي الصباح فندق الماريوت/ شارع أبي بكر الصديق راكان وموضي يصلان جناحهما الضخم.. ورغم ضخامته ولكنه ليس مفصولا بحواجز أو أبواب بل مفتوحة أقسامه جميعها على بعضها الاثنان كانا مستهلكين من الإرهاق والتعب وفي حالة مزرية كان منظرهما مريبا وهما يدخلان إلى بهو الفندق يترنحان من التعب ولكنهما لم يكونا يفكران بشيء سوى الاستحمام والنوم راكان بعد دخولهما للجناح ورؤيته لنظامه: تبين نغير الجناح؟؟ موضي بتعب: مافيه داعي راكان.. والله ما أقدر أتحرك يالله أتسبح وأنام أقوم لصلاة الظهر راكان بصوت مرهق: أنا أبيش تكونين مرتاحة موضي تبدأ بخلع نقابها وعباءتها كدليل على اقتناعها بالغرفة رغم أنها غير مقتنعة ولكنها تعلم فنادق دبي وازدحامها وخصوصا أنهما مازالا في فترة عطلة منتصف العام ويستحيل ان يجد حجزا بديلا ولا تريد أن تبدو أمام راكان متطلبة أو مهزوزة أو متوترة من تواجدها معه راكان بدأ بمحاولة خلع ثيابه.. رغم صعوبة المحاولة عليه ولكنه نجح في المهمة بينما موضي كانت مشغولة بفتح حقيبتها التي رتبتها شقيقتاها استخرجت فوطتها وروبها وبيجامة حريرية وجدتها بصعوبة بين أكداس ملابس شعرت بالصداع وهي تراها وتغلق الحقيبة خوفا أن يراها راكان ثم ألتفتت له لترى إن كان يحتاج للمساعدة ولكنها وجدته خلع ثوبه همس لها: تسبحين؟؟ موضي باهتمام: لا أنت أول.. عشان ترتاح راكان توجه للحمام.. همست موضي بحرج: تبي مساعدة؟؟ راكان بابتسامة: لا مشكورة.. بأعرف اسنع روحي كان ينظر لها بتمعن البارحة أعتقد أنه كان يهلوس حين رآها شيئا أشبه بالحلم وظن أن هلوساته ناتجة عن الموقف الغريب الذي وضعا فيه ولكنه يراها الآن في ضوء النهار ..بوجهها المتعب وبقايا آثار كحل يسكن أهدابها.. ومازال يراها ذات الحلم وبصورة أعمق وأكثر وجعا ولكنه مقتنع تماما أنه ناتج عن أنها المرة الأولى التي يقترب من امرأة إلى هذه الحد..مجرد سحر وقتي قابل للتبخر والذوبان موضي قاطعت تأمله وهي تهمس بحرج: راكان تبي أجيب لك شيء؟؟ راكان انتفض ولكنه همس بثبات: لا مشكورة.. بأروح للحمام موضي باحترام: خلاص بأطلع لك ملابس على ما تخلص ************************ شقة مشعل /واشنطن دي سي غرفة هيا باكينام وهيا في الغرفة تتحدثان هيا بغضب: تدرين إنش مجنونة باكينام بحزن: هيا ما تعاتبنيش.. اللي إيدو في الميه مش زي اللي إيدو في النار هيا مستمرة في غضبها: بس أنتي خليتيني في النار لأنه ولد عمتي هو سبب المشكلة يعني شنو كان بينقص عليش لو قلتي له الحقيقة يعني أنتي مرتاحة الحين وهو يشك فيش؟!! باكينام تبتسم رغم أن عينيها بدأتا تغيمان بالدموع: مال الإريال عندك مش مزبوط.. الوشوشة عالية أوي بئيتي تتكلمي زي الدكتور مَشعل تمام.. وهو بيئول لي كل ما يشوفني: أشلونش؟؟ وكيف حالش؟؟ ابتسمت هيا: مافيه تهربين من السؤال أنتي عارفة إنه هذا كلام باباتي وأنا مبسوطة بالرجوع لقواعدي سالمة خلينا فيش الحين أنا بأكلم يوسف وأقول له كل شيء إنه حمد ولد عمتي أنا.. وإنه أنا اللي طلبت منش تزورينه باكينام بجزع: حلفتك بربنا ما تعمليها والله لأكون زعلانة منك عمري كله هيا بحزن: يعني عاجبش حالش كذا.. أنتي ذبلتي مرة وحدة وأنتي عارفة إنش تحبينه من أيام ما كنتي تظنينه جرسون وتكابرين الحين يوم صار زوجش.. عاجبش تعذيب النفس ذا؟؟ باكينام بنبرة عميقة: زي ما كنتي بتعزبي نفسك وبتعزبي مشعل وأنتي بتموتي في الأرض اللي بيمشي عليها الوحدة منا بتشوف مشكلة التانية بسيطة.. بس الإحساس اللي جوا هوا اللي بيدبح آه أنا بحب يوسف وهأموت عليه كمان.. بس هو ما بيحبنيش.. هو حب فكرة أنو أنا أبئى ليه وما كنش عندي مانع أكون ليه ولأخر نفس عندي بس إيه اللي لئيته منو؟؟ شك؟؟.. شك؟؟.. أنا يا هيا.. أنا؟؟ أنا يشك فيني إني بأخونه؟؟ أنتي أكتر وحدة عرفاني.. حتى أئبل ما أتحجب عمري ماكنش ليا أي علائة بشب هأعملها بعد ما تحجبت وبئيت على زمة راجل خليه يتحرء بشكه زي ما حرق ئلبي هيا تتنهد: والحل؟؟ عاجبكم حالكم؟؟ باكينام بحزن عميق: أنا عاوزة أتطلء بس هو مش راضي هيا تبتسم: أنا وأنتي مجانين.. تذكريني بنفسي لما طلبت الطلاق من مشعل أطلب الطلاق وأنا ما أبغيه.. ولو كان طاوعني في جنوني كان جنيت صدق وقتها والحين يوسف لو طاوع جنانش وطلقش.. ماحد بيندم غيرش باكينام ببوح عميق مشبع بالوجع: واحشني أوي والله واحشني الندل الحقير والله باحبه.. باحبه.. بس هو ما يستاهلش عاملني زي الحيوانة.. خد مني اللي هو عاوزه وبعدها سابني زي الزبالة اللي الواحد ئرفان منها أنهت عبارتها الموجعة ثم ارتمت في حضن هيا تنتحب بألم شاسع لا حدود له هيا احتضنتها وهي تتنهد وتربت على ظهرها وتشعربألم عميق.. مساندة لبكينام التي لم ترها بهذا الضعف إلا بعد معرفتها بيوسف!! ************************ بيت عبدالله بن مشعل الصباح الباكر مشاعل مازالت عاجزة عن النوم من بعد مقابلتها البارحة مع ناصر تعلم أن الآن وقت نهوضه لعمله.. بودها أن تتصل به لتتأكد إن كان قام لعمله كما كانت تفعل طيلة الأيام الماضية ولكن ربما كان لم ينم أساسا مثلها.. كما أنها لا تستطيع مواجهته بعد أن استلت ابتسامته برفضها لعرضه الذي عرضه عليها البارحة شعرت وقتها وحتى الآن بحزن عميق يدمي فؤادها وهي ترى وجهه يكفهر وحاجبيه ينعقدان وهو ينهض دون أن يضيف كلمة واحدة ليغادرها ويتركها مشبعة بالألم.. والأسى كانت غارقة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها التقطت الهاتف تسللت ابتسامة دافئة لوجهها وهي ترى اسمه.. ردت بهمسها الخافت الذي يعذبه: الو صوته المرح المشبع بالدفء: ليش ما اتصلتي تصحيني كالعادة؟!! مشاعل بخجل حزين: خفت تكون زعلان عشان اللي صار البارحة ناصر بنفس النبرة المرحة: وأنا فعلا زعلان.. بس شأسوي؟؟ صوتش صار مثل كوب القهوة.. لو ما سمعته أول ما أصحا.. بيظل رأسي يوجعني مشاعل ببوح مفاجئ: تدري إنه كل يوم أحبك أكثر من اليوم اللي قبله ناصر صمت.. كان مبهوتا مصعوقا.. وكلمة (أحبك) تبعثر مشاعره بعنف كاسح ولكن صمته لم يستمر سوى لحظات وهو يرد عليها بعمق خاص: وأنا والله العظيم مهوب بس أحبش.. أنا أعشقش.. وأذوب فيش مشاعري ناحيتش تفجرت بشكل صار يخوفني أنا مرعوب إني ممكن أصحى يوم وما أصحى على صوتش ما أصحى على أمل إني بأصحى يوم والاقيش في حضني خلاص مشاعل يا قلبي.. والله العظيم إني تربيت وتبت.. ارجعي لي حرام تعذبيني كذا.. لذا الدرجة أهون عليش وافقي على اقتراحي اللي اقترحته عليش البارحة مشاعل بألم: جرحك بقلبي بعده طري.. وطردتك لي من بيتك ترن في أذني ************************** دبي فندق الماريوت/ جناح راكان موضي موضي لم تخرج من الحمام حتى نشفت شعرها وفردته بالمجفف الكهربائي خجلت أن تخرج لراكان بروبها وفوطتها كما تشعر بالخجل من أن يراها الآن ببيجامتها الحريرية تنهدت بعمق وهي تخرج (لازم أتعود عليه أنا اللي ورطت نفسي في ذا الزواج على الأقل أحاول ما أحرج راكان وأقيد حريته بذا الخجل اللي مدري من وين ركبني) حين خرجت كان راكان يتمدد على الكنبة في غرفة الجلوس رغم أنها رأته عار الصدر أكثر من مرة اليوم إلا أنها مازالت تشعر بخجل متعاظم من الالتفات ناحيته همست بدون أن تقترب: راكان أنت نام على السرير أنا بانام مكانك راكان بهدوء وهو يسترخي استعدادا للنوم مع شعوره المتزايد بالتعب: لا موضي أنا بانام هنا.. مكاني مريح بس جيبي لي غطا ولا عليش أمر موضي أحضرت له الغطاء وهي تتعثر في خطواتها فردت الغطاء لتغطيه به.. بدأت من قدميه حتى أوصلت الغطاء لكتفه حينها أمسك راكان بكفها انتفضت بعنف ويده الضخمة الدافئة تحتوي كفها همس لها بحنو وتقدير: ما شكرتش اليوم مشكورة يا موضي مشكورة ثم أفلت يدها انتهى التلامس الجسدي ولكن مفعوله الروحي لم ينتهِ بل بدأ بالتعمق وخصوصا عند موضي التي كانت دائما تشعر بالرعب من كل لمسة من حمد ولكنها الآن تشعر بعبق لمسة مختلفة دفعت شيئا من الإحساس بالأمان في روحها راكان تمنى لو تجاوز احتضان كفها إلى تقبيل أناملها فهو يشعر بامتنان عميق ناحيتها وهذه القبلة لو حدثت ليست سوى تعبيرا عن امتنانه لها على طريقة الإزواج.. ليس إلا!!!!!! موضي توجهت للسرير وهي تحتضن كفها تمددت وتغطت وهي مازالت تحتضنها *************************** الدوحة بيت مشعل بن محمد الساعة 11 صباحا لطيفة تعيد ترتيب ملابس بناتها في غرفتهن والاثنتان بجوارها يساعدنها حينا ويلعبن حينا رن هاتفها.. التقطت الهاتف وابتسمت: هلا شيخة لحقتي تشتاقين لي.. توش شايفتني البارحة في عشاء موضي شيخة بمرح: آه لا تذكريني بموضي.. ماشاء الله عليها البارحة كانت تهبل تحسرت على وخيي رويشد.. اللي قاعد قدامي بوجهه المصفوق يقطع الخميرة من البيت لطيفة تضحك: أمحق أخت.. الحمدلله منتي بأختي شيخة تضحك: ياحظش يصير عندش أخت تنكة عسل.. وكيس سكر.. ودرام شكولاته كل شيء عندنا احنا المتان راهي وبالكوم لطيفة تبتسم: زين أنا لاهية الحين.. أرتب.. بأكلمش بعدين شيخة بمرح: يا أختي حد قال لش ميتة على وجهش.. أنا أصلا ناسيتش بس شفت رجالش في الجريدة طريتي علي قلت أكلمش لطيفة تبتسم: مشعل طالع في الجريدة اليوم؟؟ ماقال لي شيخة تبتسم: ماشاء الله تبارك الله جعل عيني ماتضره أطول واحد في كل اللي معه... صدق رزة وإلا اللي جنبه.. صدق نسوان ماعاد يستحون.. زين كسران خشم ذا العوبا لطيفة كانت تبتسم مع الشطر الأول من حديث شيخة ولكن وجهها بدأ يكفهر مع الشطر الثاني ثم همست بنبرة اعتيادية: خلاص بأشوفها إذا خلصت شغلي بينما هي كانت تنهي المكالمة وهي تنزل ركضا للأسفل بسرعة حتى تنظر للجريدة التي لم تتصفحها أصلا تناولت الجريدة وهي تقفز للملحق الاقتصادي حيث تتوقع وجود صورة مشعل نظرت لمجموعة الصور الملتقطة في حفل لغرفة التجارة والذي دُعي له غالبية أصحاب الشركات الكبيرة في قطر كان مشعل يظهر في ثلاث صور مختلفة وفي كل الصور كانت تقف سيدة أنيقة غاية في الجمال إلى جواره شعرت لطيفة بغضب غيرة هادر يتصاعد في روحها غصبا عنها وهي تتعرف على صاحبة الصورة (يعني يا مشعل مهوب صورة ولا صورتين في كل الصور لازقة جنبك) ولكنها حاولت التحكم في أعصابها وهي تتوجه لتتوضأ لصلاة الظهر حتى تهدئ روحها فالوضوء يطفيء الغضب كما يطفئ الماء النار لطيفة بعد أن صلت الظهر ودعت الله مطولا أن يهديها ويلهمها العمل الصائب قررت ألا تثير موضوعا قد يكون في رأسها هي لوحدها لأن مشعل خلال الفترة الأخيرة كلها كان لا يتوانى عن إظهار حبه لها فلا تريد أن تبدو صغيرة العقل ومحدودة التفكير بينما مشعل لم يبدر منه مطلقا ما يضايقها *********************** مبنى إداري ضخم في أحد شوارع الدوحة الرئيسية تحمل واجهاته الزجاجية اسم شركة شهيرة في أضخم غرفة في المبنى.. كانت تستعد للقيام عن المكتب الفخم الذي يقبع في صدر الغرفة الشديدة الفخامة والبالغة الأناقة فهي كانت تستعد للمغادرة وهي تنظر للمرآة وتعدل عباءتها ولف شيلتها حول وجهها الجميل وترتدي نظارتها الشمسية سكرتيرتها ترتب مجموعة من الأوراق لتعطيها لها لتراجعها مرؤوستها في البيت ثم همست باحترام بالغ: مائلتي الي .. أي شركة ننطيها إنشاء المجمع الجديد؟؟ منشان جهز لوراء ابتسمت ابتسامة شاسعة كشفت عن صف اسنان جذاب: شركة المشعل طبعا السكرتيرة بلهجة عملية: هني صحيح شركة منيحة وشغلون منيح ومواعيدون بيرفكت.. بس فيه شركات عملت لنا سعر أئل وبنفس المستوى تناولت حقيبتها لتخرج وهي تهتف بلهجة الأمر التي اعتادتها: قلت شركة المشعل نفذي بدون نقاش *************************** تركيا جزيرة الاميرات في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول كان فارس والعنود يطوفان الجزيرة الشهيرة على عربة تجرها الخيل.. فهذه الجزيرة لا توجد بها سيارات مطلقا كان فارس يجري اتصالا مهما والعنود صامتة حتى ينهي اتصاله الذي أثار فضولها فارس كان ينهي المكالمة بابتسامة شاسعة: الله يبارك فيك.. ومشكور .................. مع السلامة العنود تبتسم: فرحني معك فارس تناول يدها وطبع على ظاهرها قبلة عميقة وهو يهمس بسرور شفاف: ترقيت يا وجه الخير.. شفتي وجهش أشلون حلو علي صرت وكيل نيابة أول.. يعني كلها شوي وأصير رئيس نيابة العنود بفرحة عميقة احتضنت كفه وهمست: مبروك ياقلبي مبروك تستاهل.. فارس يبتسم: الله يبارك فيش العنود برجاء حقيقي: وإن شاء الله إنه شغل المشاركة في المداهمات خلص؟؟ فارس بذات الابتسامة الدافئة: أكيد أقل من أول.. وهو على العموم نادر ما يحتاجونا في المداهمات العنود تبتسم: عقبال ما نخلص منها يارب يا كريم.. زين تبينا نرجع الدوحة؟؟ فارس بهدوء: وليش نرجع.. قرار الترقية طلع وأنا في أجازة.. وبينتظرني لين أرجع *********************** دبي جناح راكان وموضي قبل صلاة الظهر بقليل موضي نهضت من نومها قبل راكان.. تشعر بالحيرة.. ماذا ترتدي؟؟ كيف من المفترض أن تبدو أمام راكان؟؟ تتأنق؟؟ كيف سيتفهم تأنقها؟؟ دعوة مبطنة؟؟ إدعاء؟؟ فراغ داخلي؟؟ تلفها الحيرة فعلا!! وإن لم تتأنق.. كيف سيفهم ذلك؟؟ إهمال منها؟؟ عدم احترام له؟؟ انعدام في الذوق؟؟ في الختام قررت أن تلبس بشكل اعتيادي دون تفريط أو إفراط توضئت أولا ثم فردت شعرها بشكل مرتب ثم ارتدت طقما مكونا من تنورة مشجرة طويلة باللون الذهبي والتركواز.. وبلوزة ضيقة بكم طويل باللون التركواز ومغلقة تماما.. فأكثر ما تخشاه ظهور أجزاء معينة من جسدها ثم وضعت بعض الكحل وأحمر شفاه بلون فاتح فقط تشعر بتوتر ملحوظ للتحدث مع راكان بعد كل أحداث الأمس لا تعلم ماذا أصابها.. ولكن هذا القرب من راكان بات يوترها ويرفع تحفزها ويبعثر أفكارها لا تريد أن تضايقه بأي شكل وتتمنى لو تستطيع إسعاده بأي طريقة لذا كان طلبها المتكرر له أن يتزوج من أخرى أخرى تناسبه وتستطيع أن تسعده وأن تكون أما لأولاده (زوجة لراكان؟؟ وأم لأولاده؟؟ وأنا كيف سيكون وضعي؟؟ عشت مسحوقة أولا ثم مهمشة ثانيا وراكان كيف سيتعامل مع زوجته الأخرى؟؟ هل سيكون رقيقا معها كما هو رقيق معي؟؟ هل سيبتسم لها ابتسامته الدافئة؟؟ ويحدثها بصوته العميق الساحر الذي يتسلل لعمق الروح؟؟ هل؟؟ وهل؟؟ وهل) كانت موضي تغرق في خضم أفكار تشعرها بضيق غير مفهوم وكأن هذه الأفكار مشنقة تخنق روحها وتستجلب أوجاعها ومع ذلك هي مستعدة بصدق حقيقي أن تمضي فيها من أجل راكان لأنها ترى أنها لا تناسب راكان أولا وهو مجبر عليها ثانيا كل هذه الأفكار المتناقضة كانت تخنقها.. تخنقها كانت أمام المرآة تنظر لنفسها وهي غارقة في أفكارها نظرت للساعة كان وقت الأذان التفتت لتوقظ راكان ولكنها فوجئت أنه كان مستيقظا وينظر ناحيتها ابتسمت بارتباك: صباح الخير راكان بصوته العميق: صباح النور موضي بذات الارتباك: صاحي من زمان؟؟ راكان بهدوء عذب: توني صحيت (استيقظ من أكثر من خمس دقائق قضاها في مراقبة موضي التي كانت تتأمل نفسها في المرآة ومعها راكان يتأمل فيها) موضي باهتمام حقيقي رقيق: أشلونك اليوم؟؟ راكان بابتسامة وهو يلمس الضمادة على كتفه: الحمدلله زين أصلا السالفة كلها بسيطة.. الله سبحانه أنعم علي بجسم كنه طوفة على قولت فارس بعد طوفة تتأثر من عضة.. طوفة ما منها فايدة موضي باستنكار تلقائي: قل ماشاء الله.. راكان يبتسم: خايفة أنظل روحي يعني؟؟ موضي بحرج: العين حق.. راكان كان ينظر لها بتمعن وهي تقف لتتوجه ناحيته ثم تقف على بعد خطوتين وهو يهمس لها: عسى نمتي زين؟؟ موضي تبتسم: الحمدلله راكان يتذكر شيئا: موضي تراني حطيت مهرش في حسابش أمس بس نسيت أقول لش موضي صمتت وحرج بالغ يكتم على روحها.. (يعطيها مهرا وهي من خطبته بالمعنى الفعلي؟!!!!) حلولت تجاوز خجلها وهي تهمس باحترام: تقوم توضأ؟؟ راكان ينهض بتثاقل ويهمس بهدوء: قايم موضي تهمس برقة: خلاص بأطلع لك ملابسك وبأكويهم.. أنا جايبة مكواة معي راكان يبتسم: أنا ما تعودت على الدلال.. بعدين تخربيني موضي بابتسامة غاية في العذوبة: إذا أنت ما تدلل وتحط رجل على رجل بعد ماحد يستاهل الدلال عقبك ****************************** بيت سعد بن فيصل الساعة الثانية ظهرا سعد يدخل إلى بيته عائدا من عمله فوجئ بأصوات عراك عالية تصدر من الأعلى كان صوت فيصل وفهد يتعاركان.. وصوت عمتهما أم فارس تحاول فض الاشتباك سعد ركض للأعلى بخطوات واسعة ليصل لغرفة فهد حيث صوت العراك ليصرخ بصوت حازم: بس عم الهدوء المكان اقترب بخطوات ثابتة ليسأل شقيقته بحزم: وش اللي صاير؟؟ أم فارس تتنهد: والله ما أدري يا أختك.. أنا كنت أرتب ثيابك في حجرتك سمعت صوت الهدة جيتهم لقيتهم كنهم ديكة يتهادون وعيوا يتخلصون سعد نظر لفيصل بحزم: أنت قل لي وش اللي صار فهد كان من قاطع بخوف: أنا بأقول لك يبه سعد بحزم عميق: فهيدان أنا أكلم أخيك الكبير.. تسكت لين أسألك فيصل نظر لفهد بعتب ثم همس باحترام: بأقول لك بروحنا يبه سعد بحزم: لا قل لي الحين.. مافيه حد ندس عليه.. الهدة بينك وبين فهد وعمتك وضحى كانت حاضرة فيصل بخجل: عينت فهيدان يسوي شاتنغ مع بنات.. عصبت عليه.. وهو يقول لي مالك دخل سعد بدهشة: نعم؟؟ فهيدان؟؟ وشاتنغ؟؟ وبنات؟؟ فهد انخرط في البكاء: والله يبه ماقلنا شي.. سوالف عادية.. روح للكمبيوتر وشوف... المحادثات كلها محفوظة سعد تنهد بعمق: وضحى أنتي وفيصل ولا عليش أمر.. اطلعوا وسكروا الباب وراكم فهد وقف مرعوبا وهو يشعر بذنبه.. سعد تنهد للمرة الألف وهو يهمس بثقة لفهد وهو يجلس على سرير فهد: تعال اقعد جنبي فهد تقدم بخطوات مترددة وجلس سعد بحزم مخلوط بالحنان: اسمعني يا أبيك.. أنا عمري ماضنيت عليكم بشيء واللي تبونه أجيبه لكم.. ومعطيكم ثقتي فيكم لأني أعدكم رياجيل والمثل يقول: من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان وأنا إبيك.. ومعطيك الثقة كلها.. يكون ردك علي إنك تخون ثقتي فهد بضعف: والله العظيم يبه سوالف عادية سعد بحزم: الخطأ ما ينتصغر ولا يتجزأ.. إنك تكلم بنات مهما كان نوع الكلام غلط ما قلت لك لا تسولف مع عيال من سنك.. ومن يوم جبت لك الكمبيوتر وأنا معطيك ذا التنبيهات يعني كل شيء واضح قدامك لا واللي زاد وغطا.. إنك يوم سويت الخطأ تكابر وتهاديت مع أخيك الكبير عشانه يبي مصلحتك فهد بأسف لا يقصده بحذافيره: خلاص يبه آسف وماني بمتعودها سعد بحزم أبوي: يا سلام عليك.. وتعتقد كذا خلاص.. أول شيء تروح تعتذر لفيصل وعقب بأقول لك وش عقابك؟؟ فهد بتأفف: ما أبي اعتذر له.. هو مهوب أبي عشان يتحكم فيني سعد بغضب حقيقي: نعم يافهيدان.. ما سمعت.. عيد فهد بخوف من نبرة غضب والده التي لم يعتدها: خلاص خلاص الحين بأعتذر له سعد ينادي بصوت عالي: فيصل.. فيصل ثم ألتفت لفهد وهو يقول له: تعتذر له الحين قدامي فيصل فتح الباب وأطل برأسه وهو يهمس باحترام: لبيه يبه سعد بحزم: تعال فهيدان يبي يعتذر لك فيصل بخجل: مافيه داعي يبه.. أنا أصلا ماني بزعلان سعد يلتفت لفهد وهو يهمس بعضب: لا بيعتذر لأنه عارف أنه غلطان فهد لوى شفتيه وهو يقبل رأس فيصل ويقول ببرود: آسف سعد تنهد بعمق.. تصرفات فهد في الفترة الأخيرة باتت تقلقه.. فهو عنيد جدا ومعاركه مع فيصل ازدادت مؤخرا مازال مطمئنا إلى أنه يخشاه هو فقط.. ولكنه لا يحترم شقيقه الأكبر منه رغم أنه يعلم يقينا حبه الكبير لشقيقه ولكنه يعلم أنها بداية مرحلة المراهقة المتعبة.. فيصل مر بما يشبه ذلك قبل عدة سنوات ولكن وضع فيصل كان أهون بكثير... ففيصل كان أكثر اتزانا وتهذيبا التفت لفهد وهو يقول له بحزم: ترا طول لسانك وقلة حياك مهي بطايفة علي.. أنا سكتت لك.. حسبتك رجال كفو وبتحشم أخيك اللي أكبر منك لكنك زدت الخطا بخطا والحين كمبيوتر مافيه.. الكمبيوتر بأشيله وأحطه في المخزن.. ولا أنت بشايفه طول ذا الفصل فهد بجزع: لا يبه تكفى.. كله ولا كمبيوتري.. أشلون أسوي مشاريعي سعد يرفع حاجبه: يا سلام عليك يا بو مشاريع عندك مشروع.. تسويه على كمبيوتر فيصل وتحت عينه عشان تعرف الكمبيوترات ليش سووها.. سووها للفايدة مهوب لقلة الحيا والشيء الثاني يا ويلك لو طولت لسانك على أخيك الكبير مرة ثانية إذا شفت إنك رجال كفو.. أبشر بكمبيوتر جديد أحدث طراز.. بس مهوب ذا الفصل ذا الفصل كله أنت معاقب لين أشوف فعايلك ونتايجك اللي تسر فهد انكب على سريره يبكي.. وسعد ينزع أسلاك جهاز الكمبيوتر ثم يأخذه للأسفل ويضعه خارجا.. وينادي أحد صبيان المجلس ويطلب منه أنه يضعه في كيس كبير ويضعه في المخزن ثم يعود للداخل وهو يشعر بهم كبير يحتاج إلى من يعاونه فعلا.. مشاكل أولاده تزداد وفهد بالذات يقلقه لأبعد حد فهل كان مصيبا حين قرر أن يكمل حياته مع ضريرة لن تستطيع أن ترى أخطاء أولاده حين تحدث تنهد بعمق.. والهم يحاصره أكثر وأكثر وأكثر ************************* بيت جابر بن حمد بعد الغداء معالي تدخل على شقيقتيها في غرفتهما.. وجهها على غير العادة لا يحمل ابتسامته المعتادة تمددت على سرير عالية بصمت عالية اقتربت وجلست جوارها وهي تداعب شعر معالي بحنان وعلياء التي تجلس على سريرها هي من همست: معالي وش فيش فديتش شكلش متضايقة معالي بحزن: عاجبكم حال أمي؟؟ كل مالها في النازل عالية كفت يدها عن شعر معالي وهي تهمس بألم: مهوب عاجبنا بس وش نسوي معالي بهدوء: حمد صار له أكثر من 4 شهور غايب.. وما يكلمنا إلا بالقطارة وأمي شوفت عينكم.. تصّبر.. بس حن عارفين إنها تعبانة أنا خايفة على أمي علياء برعب: تكفين معالي لا تخوفينا عليها معالي بحزم: شوفو المرة الجاية إذا اتصل حمد اللي منكم بترد عليه تقول له يرجع فورا.. تقول له أمي تعبانة.. لا أبو ذا الدورة اللي بتخليه يبعد عنا كذا ************************ واشنطن الساعة 9 صباحا سكن باكينام باكينام تنزل على عجل للحاق بمحاضرتها كانت تتوجه بسرعة للباب لذا لم تنتبه للجالس في البهو ينتظرها حين وصلت للباب كانت هناك يد قوية تطبق على معصمها وصوت دافئ يهمس لها من قرب: مستعجلة كده على فين؟؟ انتفضت بعنف وقشعريرة حادة تهز عمودها الفقري (الحقير.. تذكر أن يزورني أخيرا كم مضى لم أره.. أكثر من أسبوع كم اشتقت إليك!! أكره اشتياقي لك وأكره نفسي أكثر لأني أشتاق إليك أكره روحي التي تأبى الإنسلاخ عن عوالمك أكره اضطراب عواطفي وأنت جواري أكره مناداة دقات قلبي لك وهي تتقافز بجنون حين أراك أكره رغبتي الغبية في الارتماء بين ذراعيك وأكره نفسي ألف مرة.. أكره نفسي الغارقة في غرورها الزائف وهي تأبى التنازل لتعترف لك أنه لا يوجد في القلب سواك ولم يوجد به يوما سواك فهذا القلب التعس لم ينفتح إلا لك.. ولم يعرف هوى أحد سواك) باكينام نحت ثورة مشاعرها الموجعة وهي تهمس له ببرود: عندي محاضرة وهاتأخر عليها يوسف يمسك بعضدها وهو يشدها خارجا ويقول بثقة: امشي معايا هنمشي لحد الجامعة.. ونتكلم ********************* بيت عبدالله بن مشعل بين العصر والمغرب الصالة السفلية لطيفة ومشاعل يدور بينهما حوار حاد نوع ما لطيفة بغضب: وليش ماوافقتي على كلام ناصر؟؟ عاجبش حالكم كذا؟؟ مشاعل بمناشدة عميقة: لطيفة تكفين ما تضغطين علي أنا صحيح أبي ناصر.. بس مجروحة منه.. صدقيني لو رجعت له وأنا قلبي ينزف منه كذا.. بتكون رجعة فاشلة من أساسها هو ما نسى اللي سويته فيه ليلة عرسنا وظل يحاسبني عليه وأنا ما نسيت اللي سواه فيني عقب رجعته وأخاف أحاسبه عليه لطيفة بغضب متزايد: خبلة.. وما تخَلَين على كيفش.. بس دواش عندي يا مشاعل مشاعل وقفت وهي تستعد للمغادرة وتقول بغضب رقيق: أنا غلطانة إني قلت لش مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #82 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم واشنطن طرقات منطقة جورج تاون بين سكن باكينام وجامعة جورج تاون خطوات مثقلة تنقل باكينام ويوسف ومشاعر ثائرة مكتومة تهدر بين الاثنين كانت باكينام من بدأت الكلام وهي تهمس ببرود: نعم يوسف عاوز إيه؟؟ يوسف يتمنى لو يمسك بكفها يحتضنها بين أنامله وهما يمشيان.. فهو يكاد يجن شوقا لها ولكنه لا يريدها أن تغضب وترفض أن تتفاهم معه ..هو قادم للكلام معها همس لها بهدوء: مش كفاية وترجعي لبيتك خلاص باكينام بهدوء يخبئ خلفه كثيرا من الألم: وأنا ئلت لك مش راجعة وطلئني.. العشرة بيننا مستحيلة يوسف بعمق: باكينام بلاش جنان.. طلاء مافيش طلاء.. ارجعي للبيت عيب عليكي اللي بتعلميه.. همّا بنات الأصول بيعملوا كده؟!! باكينام بألم: انته اللي خليتني أعمل كده أنت نسيت عملت فيا إيه أول يوم جينا واشنطن يوسف صمت.. بدت له الذكرى غائمة وجميلة وعميقة وموجعة وكريهة في آن تمنى أن يعيد تسجيل الذكرى كأجمل أحداث حياته وتمنى أن يلغيها من ذاكرته كأسوأ أحداث حياته استمرا يمشيان معا يلفهما الصمت.. كلاهما تمنى أن يطول هذا المشوار ويطول ويطول ولكنهما وصلا أمام مبنى كلية باكينام وقفا كلاهما وهما يتبادلان نظرات عميقة حينها همس يوسف: ها باكينام.. ترجعي معايا لبيتك النهاردة؟؟ باكينام أشاحت بوجهها وهي تهمس بألم: ما تحاولش.. مستحيل حينها مد يوسف يده ليدها.. احتضنها.. ليبعث دفء يده في يدها قشعريرة حادة جارحة ثم يترك يدها معلقة في الهواء تعاني بردا مفاجئا موجعا ويرتحل مغادرا وفي رأسه تفكير ما لو كان يوسف في مصر لاستطاع إرجاعها بالقوة.. ولكنه هنا في أمريكا لا يستطيع.. لذا لابد أن يلجأ للحيلة وكل شيء مباح في الحرب والحب باكينام كانت تنظر بألم لظهره العريض وهي تشعر برعب حقيقي أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تراه فيها!!! *********************** بيت عبدالله بن مشعل مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها ناصر تفاجئ فهو لم يتوقع أن مشاعل قد تخبر أحدا باقتراحه لها والاقتراح كان ببساطة.. إن كانت عودتها لبيته مرفوضة فلتكن عودتها لبيت والده ويتبادل هو وراكان الأماكن مشعل حاليا يعيد ترتيب غرفة راكان بعد أن فتحها على غرفة ناصر فاقترح عليها أن ينتقلا هما لقسم راكان وراكان وموضي ينتقلان للقسم المستقل/ قسم ناصر بحجة أنهما الأكبر ويستحقان مكانا مستقلا لهما ولكن مشاعل رفضت اقتراحه وقالت: أنها حين قالت أنها يستحيل أن ترجع لبيته لم تكن تعني بيته تحديدا ولكنها تعني العودة لحياته ولعشرته وهو من أرخصها وطردها واستمر يشدد على رفضه لعودتها فما الذي تغير الآن؟؟ ناصر رد على لطيفة بهدوء: مشاعل قالت لش؟؟ لطيفة بهدوء عميق: ناصر أنا أعرف كل شيء.. وتأكد إن مشاعل ما قالت لي إلا عقب ماضاقت بها وتأكد إن اللي بينكم سر ما حد بعارفه ناصر بهدوء يخفي وراء أمله: يعني تقدرين تقنعنيها؟؟ لطيفة بهدوء: خلك الحين من اقناعها.. أول ما يخلص مشعل الشغل في بيت هلك أنا بجي وبأنقل أغراض مشاعل هناك وأغراض موضي وراكان بأنقلها لبيتك والباقي خله علي *********************** دبي جناح راكان وموضي بعد صلاة العصر موضي وراكان تغديا في جناحهما لأن وضع راكان مازال لا يسمح له بالخروج دار ويدور بينهما حديث شيق عذب فقد قضيا الساعات الماضية في الحديث وهما يكسران حاجز الرهبة راكان يبتسم: وصدق أنتي اللي مسويته؟؟ موضي تبتسم: ليش بأكذب عليك يعني؟؟ راكان باستنكار رقيق: لا والله محشومة.. بس مفروض خذتي ثمن التصميم على الأقل موضي بعذوبة: تصميم الموقع كان هدية مني لهم.. ثم أردفت بحماس وهي يخطر ببالها شيء ما: إشرايك أسوي لك موقع شخصي؟؟ راكان باستغراب: أنا؟؟ موضي بحماس: وليش لأ.. بطل رماية وبطل شطرنج.. بأسوي لك موقع بروفشنال.. أقل من ظفرك سوو لهم مواقع راكان يبتسم: لا يا بنت الحلال.. أكثر شيء أكرهه الاستعراض على غير معنى موضي برقة: حتى لو استعرضت نفسك.. تستعرضها على حق راكان يعدل جلسته على الأريكة وهو ينظر بعمق لموضي التي تجلس لوحدها على كرسي منفرد همس بعمق: موضي بلاها نبرة التقديس ذي.. مهيب عاجبتني موضي بحرج: ما أقصد راكان أضايقك بس جد راكان من يوم أنا صغيرة وأنا أشوفك شيء كبير راكان باستفهام: كبير بأي معنى؟؟ موضي بعمق: كبير بأكبر معنى.. أشوفك شيء مثل الأساطير اللي فوق مستوى البشر العاديين راكان ضحك: عاد أساطير مرة واحدة.. خليتيني هركليز موضي بابتسامة رقيقة: شنو هركليز؟؟ هركليز ولا شيء عندك راكان بثقة: موضي مافيه داعي تحطين كل ذا الحواجز بيننا تعاملي معي بطبيعية أنتي كنتي تشوفيني شيء كبير وأنا كنت أشوفش بشكل معين لكن كل الرؤيتين انتهت خلينا نتعامل مع بعض بطبيعية موضي ببوح مؤلم: بس أنا ماعدت طبيعية وصل الحديث للنقطة المنتظرة والنقطة التي حاول الاثنان الوصول لها وفي ذات الوقت تلافيها حياتهما معا.. كيف ستكون؟؟ راكان تنهد: أشلون غير طبيعية؟؟ موضي بحرج: قلت لك قبل.. ماعاد عندي قدرة للتواصل مع رجل بالصورة الطبيعية ولا أتقبل لمس رجل لي راكان هز كتفيه: وأنا أصلا فقدت اهتمامي بالجنس الثاني من سنين يعني ماراح أضايقش بشيء ولا أطالبش بشيء موضي بعمق: وتعتقد إنه وضع طبيعي نعيش فيه اثنينا؟؟ راكان ابتسم لها بتشجيع: مادمنا اثنينا مرتاحين ماعلينا من حد ************************ ذات الليلة مساء بيت مشعل بن محمد مشعل يعود للبيت كان شكله مرهقا تماما.. فهو بين أعماله وبين قسم راكان الذي يريد انجازه في وقت قياسي كانت لطيفة تجلس على الأريكة تقرأ في كتاب استعدادا للفصل الدراسي القادم دخل مشعل وسلم.. ألقى بغترته ثم جلس جوارها ليتمدد ويضع رأسه على فخذها لطيفة تحرك شعره برقة وتهمس له بحنان: تعبان حبيبي؟؟ مشعل بإرهاق: والله ميت من التعب لطيفة بعذوبة: تبي أجيب لك شيء؟؟ مشعل بمودة : خليش جنبي وبس مضت لحظات صمت همست بعدها لطيفة بلهجة حاولت أن تكون تلقائية تماما: عندكم ذا الأيام شغل مع شركة فاتن الفرج؟؟ مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يقول بعفوية: خلصنا لهم مجمع وبنبدأ في الثاني ليه تسألين ياقلبي؟؟ لطيفة تنهدت بعمق وهي ترسم ابتسامة على وجهها: لا حبيبي أسأل عادي مشعل نهض وهو يقول بتثاقل: بأقوم أتسبح وأصلي قيامي لطيفة ابتسمت: وأنا بأروح أسوي لك شاي أخضر ثم أردفت: قسم راكان متى بتخلصه؟؟ مشعل يصل باب الحمام ويهمس لها بهدوء: أحاول أخلصه قبل يجون بكم يوم يعني 3 أيام إن شاء الله وأخلص **************************** دبي الساعة 10 مساء بتوقيت الدوحة/11 بتوقيت الإمارات جناح راكان وموضي الليلة الأولى الفعلية التي يقضيانها كزوجين في مكان مغلق عليهما اليوم لم يخرجا مطلقا من الجناح ولكن راكان طلب من ادارة الفندق أن ترسل له طبيبا ليغير له على جرحه ويعطيه بعض المسكنات لأنه يشعر بألم مبرح في سُرته حيث تم إعطائه الإبر جميعها في سُرته.. فإبر السعار تُعطى في السُرة إذا كان المريض يحتمل لتعطي نتيجة أسرع.. وراكان وافق أن يأخذها جميعها في سُرته والبارحة رفض أن تبقى موضي معه وهم يعطونه الإبر.. فلم تعلم بمقدار الألم الذي تعرض له ولكنها فجعت اليوم وهي تعلم أنه أخذ جميع الإبر في سُرته دون أن يبين لها شيئا من آلامه.. رغم أنه منذ البارحة وهو يعاني من الألم ولم يطلب الطبيب إلا بعد أن وصلت آلامه منتهاها وهاهو الآن يتمدد على كنبته وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى بعد أن أعطاه الطبيب إبرتين مسكنتين وبدأ يشعر بالخدر في كل جسمه موضي كانت تجلس قريبا منه على مقعد منفرد وهي تشعر بقلق مر عليه راكان همس لها بصوت ناعس: موضي قومي لفراشش موضي برجاء عميق: راكان أنا بفرش لي فراش على الأرض قريب منك راكان برفض حاد قدر ما يمنحه صوته المرهق: لا والله العظيم ما تنامين إلا على فراشك.. وهذا أنتي قريب.. إذا بغيت شيء دعيتش موضي بعذوبة: خلاص بأقعد عندك لين تنام.. ثم بأصلي قيامي.. وأنام.. وعد راكان بصوت دائخ تماما: قوميني قبل الفجر عشان أصلي قيامي.. تكفين ماصدقت ارتاح من الوجع عشان أنام ************************** اليوم التالي بعد صلاة العصر بقليل ناصر يخرج من البيت وهو متوجه للتدريب حيث تواعد على الالتقاء مع حسن رأى سيارة بيت عمه عبدالله تخرج كان سلطان يجلس بجوار السائق وفي الخلف تجلس امرأة.. ولأن ناصر يعلم أن كل من في منزل عمه هم محارم له تمعن في المرأة وقلبه ينبئه بشيء شعر بغضب متصاعد وهو يتصل بمشاعل فور ردها عليه همس بغضب من بين أسنانه: وين طالعة يا الشيخة بدون ما تعطيني خبر؟؟ مشاعل بحرج: بأروح الجمعية أجيب شوي أغراض للبيت.. حبيت أكفي أمي وسلطان معي ناصر بذات الغضب وهو يقف أمام سيارة عمه ليمنعها من التحرك: انزلي أنا بأوديش وياويلش تسوينها مرة ثانية وتطلعين من غير أذني سلطان عقد ناظريه وهو يرى سيارة ناصر تعترض طريقهم أخرج رأسه وهو يحاول أن يتحدث بأدب: عسى ما شر يابو محمد؟؟ وسع خلنا نطوف ناصر بهدوء: كثر الله خيرك يا سلطان.. مشاعل بتروح معي سلطان حينها غضب فعلا وهمس بغضب مكبوت: مالك لوا يابو محمد.. منت بمنزل أختي مني عشان تركبها سيارتك ناصر غضب فعلا وهو ينزل من سيارته بلباس الفرسان الأنيق مشاعل تشعر بالرعب من هذا العراك غير المتوقع ودقات قلبها تتصاعد بعنف همست لسلطان بخفوت: سلطان عيب عليك.. بأنزل أروح مع ناصر سلطان بغضب: والله ما تنزلين.. ولو نزلتي والله عمري كله ما أسلم عليش ناصر اقترب من نافذة سلطان وهو يقول بغضب: نعم يا سليطين تراني ما سمعتك سلطان باحترام رغم غضبه: أولا اسمي سلطان يابو محمد.. وثاني شي عيب عليك تنزل أختي مني.. منت بشايفني رجال لو أنها مع مشعل كان نزلتها منه؟؟ وإلا أنا ما أنا بتارس عينك؟؟ ناصر لم يستطع إلا أن يبتسم من ردة فعل سلطان التي أثارت إعجابه برجولته المبكرة: محشوم يابو عبدالله.. وكفو وألف كفو خلاص توكلوا على الله ثم عاد لباب مشاعل التي اطمئنت وهي ترى انتهاء المعركة على خير ولكنها لم تنتبه أن ناصر سيفتح بابها وهي متسندة عليه فتح ناصر الباب ووكادت أن تسقط مشاعل لولا أنه سارع لسندها تسارعت دقات قلبها من قربه الذي بات يعذبها ذلك القرب البعيد.. أسوأ أنواع البعد والقرب فلا هو بالقرب الذي يريح الفؤاد.. ولا هو بالبعد الذي ينهي حبائل الأمل ناصر بهمس مرح دافئ: سلامات مشاعل تتأخر قليلا وهي تهمس بحرج: ما انتبهت إنك بتفتح الباب أخرج ناصر محفظته وهو يمدها ببطاقته: مامعي الحين كاش يكفي.. بأرسل لش رقمها الحين وخلي البطاقة هذي معش عندي غيرها مشاعل بحرج فعلي: مافيه داعي ناصر ناصر يحتضن كفها بقوة وتملك وحنان وهو يشد كفها للأسفل حتى لا يلحظهما سلطان وهو يهمس لها: لا تراديني.. خذيها سلطان كان من قاطع لحظاتهما الخاصة وهو يقول بلباقة مصطنعة: تأخرنا يابو محمد ناصر أغلق الباب وهو يقول : السموحة يابو عبدالله... توكلوا على الله مشاعل كانت تحتضن البطاقة في يدها.. ومشاعرها متناثرة ومبعثرة.. إحساسها بناصر بات يعذبها ويجرحها ويشجيها ويستجلب كل أشكال المشاعر المتناقضة إلى روحها بينما سلطان كان (يتحلطم) على ناصر بعبراته التي اعتادتها منه كانت تسمع بعضها وتغفل عن بعضها الآخر: رجالش ذا يفقع المرارة.. شايف حاله.. لا وجاينا بلباس الفروسية.. يعني شوفوني ما أزيني مزيون طل.. لا وكان يبي ينزلش من السيارة اللي ما يستحي لو أنه سواها.. والله لأشتكيه عند عمي محمد استمر سلطان في ثرثرته المعتادة ومشاعل تحلق في عالمها الخاص حتى انتزعها منه رنة رسالة تصل هاتفها فتحت الهاتف: " رقم البطاقة ×××× . . وحشتيني والله العظيم بغيت أخورها من قلب قدام سليطين" ابتسمت وهي ترد عليه: " أول مرة أشوفك بلبس الفرسان على الطبيعة لا تعليق" " لا تعليق أفهمها شيء سلبي؟؟ أو شيء إيجابي؟" "تك.. تك.. تك هذي دقات قلبي ماني بقادرة أسيطر عليها تكون الشوفة برأيك سلبية أو إيجابية؟؟" ابتسم بعمق وخبث شفاف وهو يكتب رسالته الأخيرة " إذا رجعت من التدريب مريت أسلم على جدتي وقتها أشوف عيونش وأسمع دقات قلبش و أعرف شوفتي سلبية أو إيجابية" ******************** دبي جناح راكان وموضي بعد صلاة العشاء بحوالي الساعة موضي تشعر بقلق عميق على راكان فهو خرج من حوالي ثلاث ساعات للتغيير على جرحه ولم يعد بعد كانت تريد الذهاب معه ولكنه رفض وقال أنه لن يتأخر واتصلت به عدة مرات وكان يرد ويطمئنها ولكنها كانت قلقة من تأخره غير المبرر وتخشى أن يكون قد تعب ولا يريد إقلاقها اليوم صحا مبكرا وكان وضعه أفضل بكثير.. ولكنها تخشى أن يكون يتألم كما كان البارحة دون أن يخبرها موضي قفزت وهي تسمع صوت الباب يُفتح هتفت بقلق وهي ترى راكان يدخل: أشفيك تأخرت الله يهداك؟؟ راكان ابتسم وهو يخلع غترته ويلقيها على الأريكة ويرفع كيسا بالغا الفخامة في يده: رحت أجيب شغلة موضي باستغراب: شغلة؟؟ راكان جلس على الأريكة وهو يهمس بهدوء: تعالي اقعدي جنبي موضي اقتربت بحرج وهي تجلس جواره وتجعل بينهما بعض مسافة راكان وضع الكيس الذي قرأت عليه اسم محل مجوهرات شهير جدا على رجليها وهمس لها بمودة: افتحيه موضي بحرج: وش هذا ياراكان؟؟ راكان يبتسم: افتحيه وشوفي موضي فتحت التغليف الفخم بتردد لتجد علبة مجوهرات جلدية بالغة الرقي فتحتها بأنامل متوترة لتجد بداخلها قلادة كارتير ألماسية بالغة الفخامة والأناقة موضي بخجل حقيقي: كثير راكان.. والله العظيم كثير.. وبعدين مالها مناسبة راكان مد يده للقلادة وتناولها: ماني براد على كلامش اللي ماله معنى ممكن ألبسش أشوفها عليش موضي كان بودها أن ترفض ولكنها لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب أمام لطف راكان لأنها تعلم أنه لم يطلب تلبيسها إياها إلا من باب الذوق همست بخجل: أكيد ممكن راكان فك قفل القلادة وهو يقترب من موضي ليلبسها إياها راكان كان يتصرف بطبيعية وإحساسه بها كان تلقائيا وعاديا ولكن موضي شعرت بارتفاع درجة حرارتها وهي تشعر بحرارة أنامله على نحرها وعنقها كانت تعصف بها مشاعر توتر غير طبيعية مصدرها الأول خوفها أن يلاحظ الأثر بالقرب من كتفها وهو يقترب من حدوده راكان أنهى مهمته وهو يهمس بإعجاب حقيقي وطبيعي: حلو عليش تلبسينه بالعافية موضي همست بتوتر: مشكور.. حلت دنياك راكان مد يده بعفوية ليعدل وضع العقد على طرف جيبها من اليسار حينها انتفضت موضي بعنف وهي تقفز وتضم جيبها بأطراف أصابعها وتغلقه وهي ترتجف وتبتعد راكان استغرب ردة فعلها المفاجئة التي أشعرته بالحرج همس بهدوء لبق: آسف موضي.. والله ماقصدت شيء موضي لم ترد عليه وهي تتوجه للمكتب البعيد وتجلس عليه راكان تنهد بعمق وهو يحترم صمتها ورغبتها في الاختلاء بنفسها لا يستطيع أن يلومها.. فهي نبهته أنها ماعادت تتقبل لمسات رجل ولكن لمسته كانت مجرد لمسة إنسانية ليس بها أي شعور خاص فهو أيضا ماعاد في حاجة إلى ملامسة امرأة بعد أن تبخرت آماله ومعها فتاة أحلامه قبل سنين | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #83 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم مضى حوالي أسبوع على الأحداث الأخيرة وبدأ الفصل الدراسي الثاني فارس والعنود عادا من السفر وعادت العنود لجامعتها.. وفارس لعمله علاقتهما تعمقت كثيرا.. وفارس يحرز تحسنا ملحوظا في سيطرته على قسوته ولكنه فاشل جدا في السيطرة على غيرته على العنود ولكن وضعهما بشكل عام مستقر جدا وهما يستمعان لأبعد حد بحياتهما معا مشعل ولطيفة كذلك وضعهما مستقر أولادهما عادوا للدراسة وكذلك عادت لطيفة ومشعل أنجز قسم راكان ولطيفة أنهت مهمتها المتعبة في نقل أغراض الفريقين وترتيبها ولكن الصدمة الحقيقية التي أفسدت مخططات لطيفة وناصر أن مشاعل أخبرت والدها قبل حوالي أربعة أيام أنها على خلاف مع ناصر ولا تريد العودة له في الوقت الحالي ناصر غضب منها كثيرا.. ليس لأنها أخبرت والدها فهو ذاته أخبر والده حين سأله قبل أيام لمَ لم يُرجع زوجته بعد.. أن بينهما خلافا بسيطا سيحلانه بنفسيهما ولكن غضبه العميق كان لأنها رفضت العودة له لم يعاود الاتصال بها أو رؤيتها من حينه وكلاهما يكادان يجنان شوقا ولوعة وعبدالله ومحمد حاولا إقناع مشاعل بالعودة ولكنها رفضت مشعل وهيا.. مستغرقان في الدراسة هيا تعاني من الوحم ومرهقة قليلا.. لكن مشعل يغمرها بحنانه واحتواءه ويخاف عليها من كل شيء.. ولو استطاع أن يحملها عن الأرض لحملها باكينام ويوسف لم يريا بعضهما خلال الأسبوع المنصرم ولم يعاود يوسف الاتصال بها وباكينام تشعر بألم عميق جارح متعمق لأنها اعتقدت أن ظنها صدق وأن المرة الأخيرة كانت المرة الأخيرة التي تراه فيها تنتظر برعب خبر طلاقها بينما يوسف أنهى تنفيذ مخططه وينتظر نقطة الصفر فقط موضي وراكان هما حالة الغرابة الجديدة غرابة ومنطقية في آن الاثنان يتعاملان مع بعضهما بشفافية مطلقة عدا في موضوع حرج موضي البالغ أن يلمح راكان أي جزء من جسدها يتجاوز شعرها ووجهها وكفيها قضيا الأسبوع المنصرم كصديقين حميمين في رحلة استجمام معا كلاهما يستمتع برفقة الآخر وحديثه لأبعد حد بينهما تفاهم مدهش.. وبدآ ينهيان جمل بعضهما هذه حالة تحدث للمتزوجين بعد سنين.. ولكنها بدأت تحدث معهما من الأسبوع الأول بعد أن تحسنت إصابة راكان لم يتركا مكانا في دبي لم يزوراه معا لا يفترقان مطلقا إلا حينما يذهب راكان للصلاة في المسجد ويعود لها فورا كلاهما بدأ بتفهم طباع الآخر وما يحب وما يكره موضي انطلقت في الحديث مع راكان ومشاعر ود عميقة تتكون في قلبها ناحية راكان.. ولكنها لم تحاول مطلقا جذبه كرجل لها بينما راكان يتعامل معها بطبيعية بعد أن نحى مشاعره منذ سنوات ومازال مستمرا في تنحيتها في حالة موضي.. موضي لم تجرب الحب مطلقا.. ورجل في شخصية راكان يستطيع تفجير الحب في قلب أي أمرأة تعاشره.. فكل ما على موضي أن تفعله أن تسمح لقلبها المغلق بالانفتاح.. وأن تدع راكان يداوي جروح روحها بحنانه واحترامه لها ولكن حالة راكان أكثر صعوبة.. فراكان جرب الحب وتعمق فيه حتى تغلغل في كل خلاياه.. لكن حبه انتزع منه.. فمات قلبه..كما كان يكرر دائما.. تستطيع إنقاذ الجريح.. ولكن كيف تحيي الأموات؟!!! *************************** بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود الساعة 8 ونصف صباحا العنود مازالت نائمة.. بالكاد استطاعت أن تصحو مع فارس قبل أن يذهب لعمله وعادت للنوم ويُفترض أنها صحت قبل الآن.. لأن محاضرتها الساعة التاسعة وسائقة مريم تنتظرها في مطبخ بيت فارس منذ أوصلت مريم لعملها وعادت لكي توصل العنود للجامعة هاتفها يرن ويرن.. تسمعه ويبدو لها أنها تحلم السائقة تتصل بها.. وفارس يتصل بها ومريم اتصلت بها لأنها قلقت عليها حين أخبرتها السائقة أنها لم تنزل عليها ولم ترد على اتصالاتها فارس اشتعل من قلقه عليها فهي منذ قامت لصلاة الفجر ثم معه لعمله وهي تبدو خادرة تماما اتصل بوالدته وطلب منها أن تصعد لتراها وهاهي أم فارس تفتح باب غرفتهما بحرج.. كانت تسمع صوت هاتف العنود يرن تجاوزت الصالة لغرفة النوم.. وجدت العنود مستغرقة في النوم اقتربت منها وهزتها بلطف: العنود يأمش .. وش فيش؟؟ ما تسمعين ذا التلفون اللي انفرى جوفه من الصياح العنود بصوت متعب: اسمعه واحسب روحي اتحلم.. أم فارس بقلق: أنتي تعبانة يأمش؟؟ العنود بإرهاق: مافيني حيل ومكسلة بالمرة أم فارس ابتسمت بسعادة حقيقية وخاطر أمنية غالية يهب على روحها وهي تساعد العنود على النهوض وتقول بحزم: قومي نروح الدكتورة العنود بكسل: مافيه داعي.. أبي أنام بس حينها رن هاتف أم فارس: هلا يأمك ..................... هذا أنا عندها.. شكلها تعبانة.. أبي أوديها الدكتورة بس هي مهيب راضية ................ هاك.. كلمها العنود تناولت الهاتف لترد بصوتها المرهق: هلا فارس بقلق: ليه حبيبتي ما تبين تروحين الدكتورة العنود: مافيه شيء يستاهل.. بأنام شوي وبأقوم زينة فارس بحزم: تخلين أمي توديش ؟؟ أو بأجي أنا بنفسي أوديش العنود برقة: خلاص.. خلاص.. بأروح مع أمي وضحى ************************ دبي جناح راكان وموضي الصباح موضي أمام المرآة تمشط شعرها وراكان يتصفح جريدة الصباح فور أن أنهت موضي مهمتها توجهت للجلوس مع راكان الذي نحى الجريدة جانبا وهو يضعها بجواره ويبتسم لها موضي ابتسمت: في وجهك حكي.. آمر راكان بابتسامة: صايرة خطيرة.. ماعاد أقدر أخبي عليش شيء موضي تهز كتفيها وهي تبتسم بعذوبة: شأسوي وأنت واحد مكشوف كذا راكان بعمق: عمري ما كنت مكشوف..وإسالي أخيش مشعل.. أنا هو ربع من عادنا بزران بس أنتي اللي عندش قدرة مذهلة إنش تقريني كأني كتاب مفتوح قدامش موضي بحرج: لا تبالغ راكان يبتسم: وانتي تعرفين إني أزعل من تقليلش لقدرش موضي ابتسمت: خلاص خلنا من إنك تمدحني وأنا أسوي روحي متواضعة خرطي وقل لي وش اللي في خاطرك؟؟ راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش بس أبي أعرف أشلون عرفتي موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها ************************** بيت عبدالله بن مشعل الصالة السفلية الصباح الجدة هيا أمام قهوتها الصباحية ومشاعل معها تصب لها الجدة بعتب: لين متى وأنتي عندنا؟؟ مشاعل بابتسامة مغتصبة: افا يا أم محمد.. زهقتي من مشاعل حبيبتش الجدة بعمق: مشيعل يأمش أنتي عارفة إن غلاش عندي غير.. وأحزن ما جاني يوم رحتي وخلتينا بس يأمش السنع سنع.. وناصر ولد عمش.. وعيب عليش تخلينه ذا كله.. صار لش أكثر من أسبوعين عندنا يأمش حتى لو ناصر غلط عليش.. المرة الأصيلة تدمح زلة رجالها وخص إن ناصر كان مستوجع من اللي صار له فإذا أنتي ما داريتيه ودورتي اللي في خاطره.. فتربيتي لش مالها خانة مشاعل قفزت وهي تجلس عند قدمي جدتها وتحتضن كفها وتغمرها بقبلاتها وتهتف برجاء عميق: تكفين يمه ما تقولين كذا وإذا ناصر كان مستوجع.. فأنا الحين مستوجعة خليني يمه شوي.. تكفين ما تلحين علي.. وإن شاء الله مايصير إلا خير جدتها انتزعت يدها واحتضنت رأس مشاعل وهي تقول لها بحنان: أنا ما ابغي لش إلا الزين.. وناصر والله ما يستاهل منش ذا الجفا مشاعل تنهدت بعمق وهي تصمت حينها أردفت جدتها وهي تسألها باهتمام: زين علمتيه إنش بتروحين اليوم للمدرسة التي طالبتش؟؟ مشاعل بحرج وجزع: لا جدتها بغضب: لا كذا مهوب سنع.. قومي كلميه وترخصي منه مشاعل بحرج وخجل شديدين: ما أقدر يمه.. استحي جدتها بغضب: يعني ما استحيتي من عمش وأبيش وهم يترجونش البارحة ترجعين لبيتش والحين مستحية تكلمين ناصر مشاعل بحزن: يمه تكفين ما توجعيني كذا مشاعل مازالت لم تتجاوز ألم البارحة وهي تجلس كالتلميذة المذنبة امام والدها وعمها.. اللذين ترجياها طويلا أن تعود لزوجها ولكنها بقيت صامتة.. ثم انهمرت دموعها بصمت وهي تهمس بجملة واحدة (تكفون لا تغصبوني على شيء ما أبيه) الدموع كانت سلاحها الناجح.. فرجال آل مشعل قلوبهم القاسية لا يلينها الحديد ولكن تذيبها دموع امرأة لذا تنهدا بعمق وهما يغادران ويهمسان لها بحنان: خذي وقتش وفكري.. لكن حطي في بالش إن المره مالها إلا رجّالها جدتها تنهدت: قومي عطيني إياه.. أنا بأكلمه.. لازم تستأذنينه.. وإلا تبين تشتغلين من وراه؟!! مشاعل تناولت هاتف المنزل.. واتصلت برقم ناصر الذي تحفظه أكثر مما تحفظ اسمها وناولت جدتها السماعة ناصر وقتها كان في مكتبه في مقر عمله.. حين رأى رقم هاتف منزل عمه توتر نوعا ما.. ولكنه حين سمع صوت جدته ابتسم وهو يهمس بمرح: هلا والله بالغالية.. هلا والله بشيخة النسوان كلهم وأزينهم جدته ابتسمت: ولو أنك كذوب.. بس ماعليه.. امدحه وخذ عباته ناصر يضحك: أفا يا ذا العلم.. أنا كذوب.. الجدة بحنان: كذوب شوي مهوب واجد.. أشلونك اليوم يأمك؟؟ ناصر باحترام: طيب.. ذيب ولد جدتي الذيبة.. أنتي أشلونش جعلني الأول؟؟ الجدة بذات اللهجة الحنونة: طيبة ياولد جدتك.. جعل عين جدتك ما تبكيك ناصر بحنان: وش ذا النهار المبارك اللي تصبحنا بصوتش الجدة بحزم رقيق: كنت أبي أستأذن لمشاعل.. مشاعل طالبينها مدرسة وتبي تروح لهم اليوم ناصر حين سمع اسم مشاعل أحس بما يشبه الدوار في رأسه والأعاصير في قلبه ولكنه رد عليها بثبات: وليه هي ما كلمتني؟؟ الجدة بعفوية: مستحية ناصر بحزم: هي تكلمني تستأذني.. وعقبه أشوف أرخص لها وإلا لأ جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا همست بصوت خافت: ألو ************************* بيت مشعل بن محمد الصباح أبناء لطيفة ذهبوا لمدراسهم ومشعل ذهب لعمله ولطيفة كانت تستذكر في غرفتها تنتظر قيام جود من نومها رن هاتفها.. تناولته.. ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا حبيبي مشعل بحنان: أنا خلصت الأوراق اللي تبي توقيع أشرايش نروح السيتي.. نتريق في ريشو.. ونلاعب جود شوي وعقب نرجع البيت على صلاة الظهر لطيفة بعذوبة: ومن يعيي من خوتك؟!! مشعل بحزم اعتيادي: خلاص تجهزي وصحي جود ولبسيها.. ساعة وأكون عندكم لطيفة تجهزت وجهزت جود التي كانت سعيدة بهذه الطلعة الصباحية المفاجئة التي ستكون هي أميرتها في غياب أشقائها وهاهما تنزلان لمشعل الذي جاء على الموعد تماما انطلقت السيارة ومشعل يتحادث مع لطيفة وهما ينظران من حين لآخر لجود المثبتة على مقعدها الخاص في الخلف بعد دقائق رن هاتف مشعل.. رد بتلقائية واحترام: هلا أم علي .................... لا والله ما أقدر سامحيني ..................... طالع مع الأهل ..................... السيتي سنتر (بدا عليه الضيق من مطاردة الطرف الآخر له بالأسئلة) ..................... لا والله ماني براجع للشركة إلا العصر ..................... مافيه شيء ضروري ..................... خلي سكرتيرتش ترسلها بالفاكس لسكرتيري ومايصير إلا اللي يرضيكم .................... مع السلامة لطيفة عرفت من المتصلة.. شعرت بضيق عميق.. فهذه ليست المرة الأولى التي تطارد مشعل بالهواتف بل وصدف أن رأتها لطيفة عدة مرات وكأنها تتعمد أن تظهر نفسها أمام لطيفة تعلم أن مشعل قد يكون لم ينتبه لحركاتها وهو يتعامل مع العديد من سيدات الأعمال ولكن حركاتها لم تطف على الحاسة السادسة لأمرأة مثلها بدأت تشعر بالخطر من اقتحام حصونها الخاصة لطيفة تشعر بالقلق منها منذ أكثر من عام.. حتى حينما قال لها مشعل أنه سيتزوج.. كانت هي من قفزت لمخيلتها فهي سيدة قوية وجميلة ومن عائلة معروفة.. ليس لديها سوى ابن واحد هو علي من زوجها الراحل.. مازالت في أواسط الثلاثينات وتتمتع بجبروت تلقائي مثير رأتها لطيفة للمرة الأولى الصيف قبل الماضي في باريس مع ابنها في ديزني لاند بدا للطيفة أن هذه المقابلة لم تكن صدفة مطلقا لأن مشعل أخبرها بتلقائية أنه من أخبرها بتواجدهم فيها حين اتصلت به فاتن ولكن لطيفة رأت أن مشعل لم يتجاوز مع هذه الدخيلة الاحترام العادي ثم أخذ عائلته وغادرها رغم أنها كانت تلمح برغبتها أن تبقى مع مشعل وعائلته لذا لطيفة حاولت أن ان تحترم علاقات مشعل العملية وتنحيها جانبا عن حياتهما الشخصية ولكن الجديد أن علاقتها الآن بمشعل ازدادت تعمقا وأصبحت متيقنة أنه كله لها قلبا وقالبا.. ولن ترضى بتعدي أي أنثى على ماهو لها لطيفة غارقة في أفكارها بينما مشعل يوقف سيارته همس مشعل بابتسامة: اللي ماخذ عقلش.. وصلنا لطيفة تبتسم: ماحد ماخذ عقلي غيرك نزلا.. ومشعل يحمل جود حتى دخلا للداخل ثم أمسك بكفها الصغيرة بحرص وحنان رن هاتف مشعل.. كانت هي للمرة الثانية بصوتها الأنيق الواثق: آسفة أبو محمد على الإزعاج بس جد لازم توقع على الأوراق الحين عشان نلحق البنك قبل الظهر تنهد مشعل بضيق: خلاص ساعة وأرجع للشركة وأوقع الأوراق فاتن بهدوء: لا ما نبي نخرب عليك طلعتك.. أنا وسكرتيرتي جريب منكم ممكن نييب لك الأوراق توقعها مشعل بهدوء عملي: مافيه داعي أم علي.. الشغل شغل.. ومكانه في الشركة وأنا ما أحب أخلط حياتي الخاصة بشغلي فاتن بذات نبرتها الواثقة: لكل قاعدة استثناءات ومانبي نخرب على أم محمد طلعتها وياك.. أصلا خلاص احنا نوقف في مواقف السيتي.. وياينكم **************************** واشنطن دي سي سكن باكينام مساء باكينام تعود للسكن كانت مرهقة تماما ومستنزفة وتشعر بالانطفاء تماما ولكن ما أن تجاوزت المدخل ورأت العينين البنيتين الدافئتين حتى تحول الارهاق إلى تحفز والانطفاء إلى اشتعال مدو و عصافير الفرحة تحلق في أسراب شاسعة في سماوات روحها وهي تراه بعد كل هذا الغياب ولكن كل هذه المشاعر اختفت خلف قناع برودها وهي تقترب منه بينما هو نهض فور رؤيتها وهي تهمس له ببرود جليدي هو سر انجليزي عتيد: مشرفنا بالزيارة ليه؟؟ يوسف بنبرة جدية لأبعد حد: بسرعة معايا للبيت أنّا صفية وفيكتوريا هيوصلوا المطار بعد شويه | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #84 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم دبي جناح موضي وراكان راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش بس أبي أعرف أشلون عرفتي موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها راكان بدهشة عميقة: نعم؟؟ موضي ضحكت: بسم الله عليك.. وش فيك تروعت؟؟ راكان ابتسم: وش تروعت ذي..راكان ما ينقال له تروعت... تفاجأت طال عمرش في الطاعة .. من وين عرفتي مرت محمد؟؟ موضي تهز كتفيها: مجرد صدفة.. والحمدلله إنها كانت أنا.. ماكان حد غيري راكان يبتسم: ممكن شوية تفاصيل يا شهرزاد موضي تبتسم: حاضرين يا شهريار.. بس المهم الأمان.. مهوب ما تعجبك الحكاية تقوم تنادي مسرور يقص رقبتي راكان بعمق رقيق: سلامة رقبتش.. ماعنده سالفة اللي يقص جيد الغزال موضي كحت من الحرج: كنك تغازلني؟؟ راكان ضحك: ليه هذا هو اللي يسمونه الغزل.. ماعندي خبر موضي ابتلعت حرجها وهي تعلم أنه يجاملها ليس إلا: خلنا من مجاملاتك يالشاعر خلني أقول وين شفت مرت محمد قبل حوالي سبع سنوات كنت سنة ثانية جامعة وكان جاي لنا خدامة جديدة.. ولطيفة كانت نفاس بعبود وأمي عندها فأنا رحت أودي الخدامة للقومسيون الطبي عشان يسوون لها فحص واحنا قاعدين ننتظر شفت المرة اللي جنبي معها بطاقتك فوق أوراقها بصراحة استغربت فسألتها: من هذا؟؟ جاوبتني بعفوية: زوجي أنا مثل اللي انضربت على رأسي .. سألتها: متأكدة؟؟ المرة وقتها ارتبشت وعرفت إني عرفتك.. فهي سألتني: أنتي من؟؟ قلت لها: بنت عم اللي أنتي تقولين إنه زوجش المسكينة والله تلخبطت.. وهلت شريطها كامل.. إنه أنت متزوجها على الورق بس عشان عيالها وبس.. وأنها جاية تخلص فحص خدامة أنت جايبها لهم باسمك وصارت تعتذر وتعتذر.. أنا قلت لها: دام الرجال مسوي فيكم خير.. المفروض تصيرين أحرص عليه هالمرة صدفتيني أنا.. وأنا مستحيل أقول لأحد لكن الدوحة صغيرة وبكرة تصدفين حد غيري يعرف راكان.. وش بتسوين وقتها؟؟ المسكينة حلفت لي إنها ماعاد تقول لأحد إنك زوجها في مكان عام.. اللي يهمها جيرانها ومعارفها.. وهم يدرون وهذي السالفة كلها موضي أنهت حكايتها وهي تبتسم.. بينما راكان كان في غاية التأثر لأسباب عديدة.. همس بعمق: ومن وقتها تدرين وما قلتي لأحد؟؟ موضي بتلقائية: وليش أقول لأحد يعني أنت تستر على بنت الناس وعيالها أجي أنا وأفضحك راكان بهدوء آسر: تدرين إنش عظيمة يا موضي موضي بخجل: وتدري إنك تستخدم ألفاظ فضفاضة زيادة عن اللزوم راكان يبتسم: أنا ما أعرف أجامل ولا أنافق ولا أنفخ ريش ولا أمسح جوخ بس جد موضي أحس كل الكلام ما يوفيش حقش علي حفظتيني وحفظتي سري.. ولو كنتي كشفتيه ما كان عليش لوم أنت كنتي بنت صغيرة.. والمنطق كان يقول إنش بتخافين وتبلغين أمش على الأقل موضي تبتسم: ودام قلت لك سري.. ليش ما تقول لي سرك دام إن السرين كلهم انتهوا وسر بسر ونكون خالصين راكان بحذر: أي سر؟؟ موضي بعذوبة: اللي كنت تحبها.. نفسي أعرفها بس لو ما حبيت تقول براحتك.. أنا بس نفسي أعرف اللي قدرت على قلبك اكفهر وجه راكان وهو يقول بهدوء: اسمحي لي موضي أحب أحتفظ باسمها لنفسي موضي شعرت بضيق ما.. عميق ربما.. حاد ربما.. اعتيادي ربما.. غير طبيعي ربما مادام يرفض أن يخبرها باسمها مع أنه بات يعرف إن موضي هي موضع ثقة ولن تفشي له سرا فهذا يعني أنه بقي لها شعور ما في قلبه وأنها مازالت تتلحف بغشاء فؤاده في أحد الزوايا التي يحاول تناسيها موضي حاولت رسم ابتسامة فاشلة على شفتيها : براحتك راكان.. أنا آسفة جد راكان نظر لها بتعمن وهي تشيح بناظريها همس بهدوء: طالعيني موضي موضي رفعت عينيها له.. وهو همس لها بثبات عذب: زعلتي صح؟؟ موضي ابتسمت بعذوبة مثقلة بالشجن: مازعلت والله العظيم.. يمكن تضايقت أدري أنك كاشفني.. فما فيه داعي أنكر ولا تقول لي ليه تضايقتي لأني ما أدري بالتحديد يمكن أكون كرهت إنك مهوب قادر تأتمني على سرك بينما احنا صرنا أصدقاء بالمعنى الفعلي راكان ابتسم: واحنا فعلا أصدقاء وأكثر .. عمري ماحسيت بالراحة وأنا أتكلم مع حد مثل راحتي معش بس بلاها تنبشين في ذا الموضوع يا موضي موضي ابتسمت: خلاص راكان.. ما يهم.. خلك من حساسية النسوان متى بنمشي بكرة؟؟ راكان بهدوء: بكرة إن شاء الله نتغدى .. وأسوي شيك آوت ونمشي ***************************** بيت عبدالله بن مشعل الصالة السفلية مشاعل تجلس مع جدتها التي كانت تحادث ناصر في الهاتف جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا همست بصوت خافت: ألو ناصر تنهد بعمق وهمسها يصب في أعمق نقطة في قلبه.. رد بهدوء: هلا مضت دقيقة صمت.. قطعها ناصر وهو يقول بحزم: وين المدرسة التي تبين تروحين لها؟؟ (رغم أنه كان يتمنى أن يقول لها: اشتقت لك بل أكاد أجن من شوقي أما لهذا الهجر من آخر أما لهذا العذاب من نهاية؟!!) مشاعل تشعر أنها تختنق بكلماتها وهي تجيبه: اللي ورا بيتنا بشوي (رغم أنها كانت تتمنى أن تقول له: ألا تأتي لزيارة جدتي حتى أراك لو من بعيد أشعر بالاختناق بعيدا عن أنواءك أشعر بالضياع بعيدا عن موانئك أشعر أنني أذوي بعيدا عن شمسك وظلالك) ناصر بهدوء: بس أنتي منتي بحاجة للشغل الخير واجد مشاعل بحرج: الشغل حاجة نفسية قبل ما يكون مادية ناصر بذات الهدوء: زين أنا بجي أوديش مشاعل بجزع: لا ناصر لا.. يعني توهم عمي وأبي عندي البارحة يبوني أرجع وما رضيت.. اليوم أروح معك ناصر ببرود: زين إنش فتحتي الموضوع بنفسش ما تشوفين إنها كبيرة واجد تردين شيبان آل مشعل الكبار على الأقل احشمي شيباتهم مشاعل بألم: وأنت ما حشمتني قبلها ناصر بغضب: وأنتي ما حشمتيني لا أول ولا تالي مشاعل بألم عميق: ناصر مافيه داعي نفتح جروح بعض.. أنا عشان كذا ما أبي أرجع كل واحد منا مجروح من الثاني.. أخاف عند أقل خلاف بيننا كل واحد يفتح للثاني الدفاتر القديمة خلنا الحين في موضوع المدرسة عندي مقابلة.. نص ساعة بس وأرجع.. ناصر يستعيد بروده: أنا أوديش.. أو مافيه روحة مشاعل توترت بشدة.. ستكون المرة الأولى التي تركب معه في سيارته وهما أمام الناس بينهما خلاف كبير وبالفعل بينهما ما هو أكبر من مجرد خلاف جرح عميق متجذر همست بمناشدة عميقة: تكفى ناصر لا تعقدها ناصر بعمق: أنتي عقدتيها قبلي مشاعل تنهدت بعمق: بس توديني للمدرسة وترجعني بيت إبي ناصر بغضب: لا تشرطين علي مشاعل بخفوت: لا حول ولا قوة إلا بالله خلاص ناصر هونت.. ما أبي المدرسة.. ولا أبي الوظيفة ناصر بحزم: نص ساعة وأكون عندش.. ولو ما نزلتي لي.. طلعت لش ************************ الدوحة سيتي سنتر مشعل يلتفت للطيفة: انا آسف ياقلبي.. بس هذي أم علي ، فاتن الفرج تعرفينها... تبي تجيب لي أوراق أوقعها.. يضايقش؟؟ شغلة دقيقتين بس رغم أن لطيفة تجاوزت الإحساس بالضيق للغضب الفعلي لكنها همست بهدوء وهي تسيطر على غضبها: خلاص خلنا نروح الكوفي.. وتجينا هناك.. مايصير توقعون الأوراق في الممرات كان يدور تفكير ما في رأس لطيفة.. فهي تعلم أن تلك الحية الخبيثة لم تحضر إلا لتعلن وجودها أمامها وهي مستعدة لها مشعل ولطيفة توجها لريشو المقهى كان خاليا تماما أخذا زاوية منعزلة ولطيفة تعطي ظهرها للمدخل ثم تهمس بهدوء: ممكن أحط نقابي مشعل؟؟ مشعل باستغراب: غريبة مهيب عوايدش لطيفة بعفوية مصطنعة: أشوف الكوفي فاضي.. وبعدين أنت اللي وجهك للباب لو حد دخل نبهني والجرسونات ناد لنا وحدة من البنات مشعل بعفوية: براحتش لطيفة قررت أن تلجأ لسلاح جمالها هذه المرة.. حتى تعلم هذه المتطفلة أن أم محمد ليست بالخصم السهل ففاتن لم ترَ مطلقا وجه لطيفة.. ففي كل مرة كانت تراها بنقابها حتى في باريس فإن كانت لا تعرف شخصيتها وكيف هي قادرة على احتواء زوجها فعلى الأقل فلتريها أن الله أنعم عليها بنعمة الجمال التي تكفي لملء عين مشعل حتى وإن كانت حقيقة لم تملأ عين مشعل إلا في الفترة الأخيرة فقط لطيفة أخرجت مرآتها وتأكدت من شكلها ثم من ترتيب ابنتها ومشعل يهمس لها بإعجاب: البنت وأمها كل وحدة تقول الزود عندي لطيفة ابتسمت: مهيب واسعة شوي.. ضيقها عشان أصدق مشعل يضحك: اللي يكذب يروح النار.. وأنتي وجودي أحلى من شافت عيني وهو مستغرق في حديثه المرح مع لطيفة كانت فاتن تصل ومعها سكرتيرتها بعد أن أخبرها مشعل بمكانهما اقتربت بهدوء وهي تسلم باحترام وذوق لطيفة وقفت لها وهي تصافحها وترحب بها بدفء محترف فاتن شعرت بصدمة حقيقية... فهي لم تتوقع أن زوجة مشعل قد تكون بهذا الجمال المبهر ولكن انفعالها لم يظهر مطلقا على وجهها وهي تهتف بمهنية راقية: جاكلين عطي أبو محمد الأوراق يوقعها ما نبي نخرب قعدته مع هله فاتن بالنظرة الموضوعية الطبيعية.. ليست بالشخصية السيئة مطلقا.. فهي امرأة ناجحة وواثقة.. لها سمعتها الممتازة في السوق تعاملا مهنيا وأخلاقيا ولكنها امرأة تعرف ماذا تريد تماما.. وتصل إليه فهي تريد والدا قويا لابنها.. يربي ابنها كرجل حقيقي وفي كل من عرفت من رجال.. كان مشعل هو الأنسب في نظرها ولكن مشعلا لم ينتبه إليها.. أو ربما انتبه وادعى عدم الانتباه وحصر علاقته بها في العمل فقط فاتن أخذت الأوراق بعد أن وقعها مشعل... وغادرت ولطيفة تشعر بالارتياح العميق وهي تظن أنها ربحت المعركة بينما المعركة لم تكن بدأت بعد.. بل هي على وشك الاندلاع *************************** مركز طبي خاص/ الدوحة أم فارس والعنود تجلسان أمام الطبيبة... أم فارس كانت شبه متأكدة أن العنود لابد حامل ونقلت إحساسها للعنود وهي تسألها باهتمام وهما في الطريق عن آخر دورة شهرية الاثنتان تشعران بتوجس سعيد مفعم بالأمل.. وخصوصا أم فارس التي نذرت حياتها لهذا الولد الوحيد.. لفارس كم هي مشتاقة لرؤية صغاره.. أحفادها بداخلها كم كبير من الحب ينتظرهم.. ينتظر وجووهم وأناملهم الصغيرة تكاد تحلم الآن بملمس هذه الأنامل الزبدية بين يديها منذ الآن تحلم بخطواتهم الأولى وأسنانهم الأولى وكلماتهم الأولى تحلم برائحة فارس فيهم.. نظرة عينيه وابتسامة الرائعة تتمنى أن يأخذوا من عبق روح والدهم وجمال أمهم.. مرجلة آل مشعل إن كانوا فتيانا.. آصالة عماتهن بالرضاعة إن كن فتيات تريدهم أن يجمعوا كل الصفات المميزة.. تريدهم الأروع أو ... بالأحرى تريدهم كيف كانوا.. وكيف كان شكلهم حتى وإن كانوا الأبشع بين الأطفال يكفيها أنهم أبناء فارس العنود كانت تشعر بتوجس مثير رقيق عذب قطعة من فارس تنمو في أحشائها؟!! تمازج روحيهما وخليط صفاتهما هل سيشبه فارس؟؟ أم سيشبهها؟؟ هي تريده يشبه راكان إن كان فتى وتشبه لطيفة إن كانت فتاة يا الله لا تستطيع الصبر حتى يصبح جسده الصغير بين يديها وفي أحضانها انتزع الاثنتان من أفكارهما صوت الطبيبة الهادئ: نقص بي12 .. هو اللي مسبب الخمول واضطراب الدورة الشهرية أم فارس شعرت بصدمة موجعة نسفت أبراج أحلامها تعلم أنهما لم يتجاوزا شهرين بعد منذ زواجهما ومازال الوقت مبكرا ولكنها كانت قد بنت أحلاما عريضة.. وانهيارها كان موجعا لها همست أم فارس بخفوت بينما العنود غارقة في صدمتها الرقيقة: نعم؟؟ الطبيبة بذات الصوت الهادئ: البي12 عندها 300 والطبيعي من 450 ل900 تبي لها كورس علاج مكثف 10 إبر كل ابرة بقوة 500 يوم ورا يوم وبعدين 4 ابرة بقوة 1000 مرة في الأسبوع وبعدين من الأفضل تأخذ ابرة بقوة 1000 مرة كل شهر بشكل دوري أم فارس باهتمام: والنقص هذا يأثر على الحمال؟؟ ابتسمت الطبيبة: لأ إن شاء الله بس هالفيتامين أساسي في تكوين خلايا الدم الحمراء والحمض النووي ومهم جدا أنه يكون في المستوى الطبيعي وقت الحمل عشان نضمن أطفال أصحاء خالين من التشوهات بإذن الله الطبيبة استغرقت في كتابة الوصفة الطبية بينما كانت أم فارس تهمس للعنود بابتسامة وتقول لها كلام لا تقصده بحذافيره: الشهر بداله شهور.. وانتو توكم معاريس وصغار.. استانسوا الحين ولاحقين على غثاء البزران ********************************* واشنطن دي سي بيت يوسف باكينام تدخل البيت ويوسف يدخل قبلها يحمل حقيبتها وفي عينيه نظرة انتصار واضحة باكينام صُدمت وفُجعت ويوسف يلقي الخبر على مسامعها رتبت حقيبتها على عجل وهي تشعر بثقل المهمة على قلبها وطوال الطريق وهي تتحاشى النظر إليه أو حتى محادثته وهاهي تدخل بيته كأنها تُقاد إلى قبرها همست وهي تتجاوز الباب بحرج حقيقي: وممكن أعرف أنّا وفيكتوريا جايين ليه؟؟ وإزاي ما يبلغونيش؟؟ يوسف بنبرة اعتيادية: شكلهم عاوزين يعملوها سربرايز باكينام بتصميم: بس اسمعني أول ما يسافروا أنا هأرجع للسكن يوسف بهدوء رغم التماع نظرة الخبث في عينيه: لما يسافرو يحلها الحلال ثم أردف باهتمام: أنا ئلت لماريا تجهز لهم أوضة الضيوف اللي تحت شوفي هي عملت إيه.. وعملت إيه للعشاء عشان تباني ئدامهم إنك عارفة كل حاجة وأنا رايح المطار أجيبهم *************************** بيت جابر بن حمد الصباح أم حمد مريضة اليوم.. فهي باتت تمرض كثيرا الفترة الأخيرة عالية من بقيت عندها اليوم.. وعلياء ومعالي توجهتا للمدرسة حينما رن هاتف البيت سارعت لإلتقاطه فهي وشقيقتيها ينتظران اتصالا غاليا على قلوبهن منذ فترة وكثيرا ما خاب ظنهن في المتصل حين لا يكون حمد الذي لم يتصل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع الفتيات الثلاث يشعرن بحزن عميق وخوف أعمق غياب حمد جعل والديهما يكبران كثيرا.. وخطوط الهم ترسم علامات غائرة على وجهيهما وروحيهما لو حدث لوالديهما شيء وحمد غائب.. فمن لهن؟؟ إحساس ضياع يلف أرواحهن المراهقة القلقة التقطت السماعة بتوتر وهي تهمس: الو حين سمعت صوته الدافئ يهمس بمرح: أي وحدة في الغزلان الثلاثة أنتي؟؟ انهارت مشاعرها المثقلة وانخرطت في بكاء حاد وهي تشهق بعنف حمد شعر برعب كاسح وهو يصرخ: وش شفيش؟؟ حد منكم صار عليه شيء؟؟ عالية تشهق: لا والله كلنا طيبين.. بس اشتقنا لك.. تكفى حمد ارجع خلاص تكفى حمد برعب: عطيني أمي أكلمها.. أبي أتطمن عليها عالية بتوتر وصوتها يهتز: أمي تعبانة شوي ومتمددة في غرفتها حمد بغضب مختلط بالقلق والتوتر: عالية خلصيني.. أمي وش فيها؟؟ عالية بصدق وكلماتها تنثال بوجع: والله تعبانة شوي بس..وإن شاء الله إنها طيبة أمي مشتاقة لك يا حمد.. حتى إبي مشتاق لك واجد ولا يبين وأنا وخواتي حمد حن مالنا غيرك.. لمتى وأنت مخلينا حالتنا حالة عقبك حمد شعر أن روحه تتمزق.. هتف لها بحزم: خلاص قولي لأمي وأبي إني راجع قريب.. قريب | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #85 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم رجلان اثنان يجتاحهما شوقهما واحتياجهما لنصفهما الآخر مثقلان بالأسى والأذى ومصدران للأسى والأذى يحتاجان لحيلة ما لخلق الحصار.. وإعادة الحوار لِـمَ لا؟؟ كل شيء مباح في الحب والحرب فكيف حينما يكون هو الحب المباح والمتاح والمحال؟!!!!! ********** واشنطن بيت يوسف يوسف غادر البيت بعد أن وضع حقيبة باكينام في غرفته وهاهي باكينام تصعد بخطوات مترددة وصلت للغرفة.. جالت فيها بعينيها.. ليلة واحدة قضتها في هذه الغرفة ليلة واحدة بذكريات قرن كامل.. ألما ووجعا ويأسا ماذا وجدت من يوسف إلا الإهانة والتجريح ؟!! كل ما يرتبط بيوسف يجرحها لأبعد حد ويشجيها لأقصى حد ويهزها بلا حد اقتربت أكثر قميصه ملقً على السرير..تناولته قربته من أنفها وهي تستنشق رائحته بعمق عبق رائحة يوسف!!! احتضنت القميص وهي تشعر أن جروح قلبها لا تتوقف عن النزيف فهل لهذا النزف من آخر؟!! وهل لأوجاعها من نهاية؟!! انتزعها من الموقف رنين هاتفها انتفضت بعنف وهي تلتقطه.. تنهدت وهي ترد: خوفتيني يا بت يا هيا هيا بمرح: بسم الله عليش.. وينش؟؟ أنا في السكن ومشعل راح وخلاني بتجين أو أتصل فيه يرجع علي باكينام بحرج: أنا في بيت يوسف هيا انفجرت ضاحكة: نعم.. نعم.. عيدي ما سمعت باكينام بغيظ: بلاش عبط يا هيا.. أنا مش نئصاكي هيا مازالت تضحك: لا جد جد.. قولي لي أشلون صادش يوسف وسحبش لبيته ثم أردفت هيا بخبث: أو يمكن أنتي تبين تنصادين باكينام بغيظ أكبر: بس يا عبيطة.. أنا صفية وستي فيكتوريا جايين لواشنطن عاوزاهم يجوو يلائوني طافشة من بيت جوزي وأنا ماليش تلات أسابيع متجوزة هيا بصدمة: جداتش كلهم جايين.. فيه اجتماع للامم المتحدة بيصير في واشنطن؟؟ باكينام تضحك باصطناع: زريفة أوي يا بت ما تنسيش لازم تيجي تسلمي عليهم هيا تبتسم: أكيد بدون ما تقولين.. خليهم الحين يرتاحون.. وبكرة بأخذ منش العنوان وأخلي مشعل يجيبني ************************* بيت عبدالله بن مشعل باحة البيت الأمامية الساعة 9 صباحا سيارة ناصر تتوقف في الباحة ومشاعل تنزل بعباءتها ونقابها بخطوات مترددة ثقيلة يغمرها طوفان من الخجل والارتباك............ والشوق وقفت بجوار سيارة ناصر ناصر أنزل الزجاج وهو يهمس بحزم: اركبي مشاعل توجهت للباب الخلفي ناصر بحزم أكبر: وين رايحة.. تراني ماني بسواقش.. رجالش يا مدام مشاعل تنهدت وهي تتوجه للركوب جواره ركبت بصمت ورائحة عطرها الرقيق تخترقه بكثافة هي تعطرت بعفوية لأنها ذاهبة لنساء فقط أو...... ربما تعطرت من أجل من تجلس جواره ويغتالها اشتياقها له؟!!! ناصر تحرك وهو يهمس بهدوء: مافيه سلام حتى؟؟ مشاعل بخجل: السلام عليكم ناصر بذات الهدوء الذي لا يُعلم ما خلفه: وعليكم السلام.. أشفيش زعلانة؟؟ مشاعل بخجل حقيقي: بصراحة محرجة ومستحية.. وش تبي هلي يقولون علي أقول لهم ماني براجعة بيته.. ثم أروح معك وأرجع عليهم؟!! ناصر بابتسامة جانبية وهما يصلان للمدرسة القريبة: محلولة يا بنت الحلال.. أنتي الحين خلصي مقابلتش وأنا أتناش هنا ************************ واشنطن بيت يوسف باكينام استحمت ورتبت شعرها وتأنقت لأقصى حد لا تعلم هل هي تتأنق أمام جدتيها لتظهر بمظهر العروس أم تتأنق من أجله؟!!! متوترة كثيرا تعود لبيت يوسف.. وفي وجود جدتيها الدقيقتي الملاحظة أي عذاب نفسي هذا؟!!! نزلت للأسفل وهي تحمل زجاجة عطرها لتكون قريبة منها توجهت للمطبخ أشرق وجه ماريا بسعادة: أهلا بعروسنا الهاربة باكينام تبتسم: أرجوكِ ماريا لا أريد أن تعلم جدتاي أنني لم أكن هنا أنا هنا منذ اليوم الأول لوصولنا واشنطن ماريا تبتسم: لا تخشي شيئا.. جو أخبرني وأخبر سانتياغو.. تأكدي أننا حريصان عليكما ولكن أتمنى ألا تعاودي الهروب مرة أخرى باكينام تبتسم: أخشى أني سأهرب فور عودة جدتيّ كلٌ لبلدها ماريا بجزع: أرجوكِ لا تفعلي... جو كان غاية في الاكتئاب طيلة الأيام الماضية أرجوك ابنتي لا تضغطي عليه أكثر.. فهو على وشك إنهاء دراسته ويحتاج للتركيز.. وغيابك شتته تماما.. غالبا أدخل عليه لأجده مستغرقا في التفكير والحزن على محياه باكينام شعرت بحزن شديد يخترم فؤادها.. لم تتوقع أن هذا المتوحش المدعو يوسف قد يتأثر من أجل غيابها ( وما أدراني أنه متأثر لغيابي قد يكون تأثره لأي سبب آخر فهو لا يحبني حتى يحزن لغيابي ويكتئب) (وحتى وإن كان هناك سبب آخر لحزنه أليس ذلك السبب يكفيه.. حتى آتي أنا لأزيد همه هما) (لست أنا سبب همومه بل هو السبب في كل شيء.. كل شيء) *************************** الدوحة سيارة ناصر مشاعل أنهت مقابلتها وعادت لناصر الذي كان ينتظرها ركبت بهدوء يخفي أعاصير قلبها وناصر كان من تكلم: وش قالوا لش؟؟ مشاعل بهدوء: يبوني أدوام الأسبوع الجاي ناصر بثبات : خير إن شاء الله مشاعل همست بخجل.. وحزن ما يغمر فؤادها.. بالكاد رأته : خلاص رجعني ناصر ابتسم وهما يقتربان من البيت: حاضرين ولكنه بدل أن يدخل داخل سور بيت عمه عبدالله.. دخل إلى داخل بيت والده مشاعل برعب: ناصر احنا ليش جايين هنا؟؟ ناصر بابتسامة شاسعة: بيتش يا قلبي ناصر أصبح يعرف بجميع مخاوف مشاعل من لطيفة.. ولطيفة قررت مصارحة ناصر لأنها شعرت فعلا بعمق حبه لمشاعل ورغبته العميقة في عودتها إليه وناصر يرى أن تأجيل حل المشكلة سيأزمها وكلما تأجلت عودتها إليه.. ستجد أن العودة تصبح أصعب وأصعب وخصوصا أنه حتى الكلام ماعادا يتكلمان سويا لذا لابد أن يضع مشاعل أمام المدفع.. ويجبرها أن تراه وتعرفه كما هو حقيقة ناصر بشخصيته الفعلية ليس ناصر القاسي الذي عرفته بعد عودته من الإصابة وليس شبح مخاوفها من تجارب شقيقتيها لطيفة وموضي أن يداوي هو جروح قلبها النازف وهي بقربه مشاعل بغضب: عيب عليك ناصر تكذب علي.. أنت قلت إنك بترجعني البيت ناصر يلتفت لها وهو يبتسم: أنتي اللي لا تكذبين علي أنا ماقلت نهائي إني بأرجعش لبيت عمي مشاعل تعصر مخها تفكيرا وتذكرا لتجد جملة تدينها فيه.. ولكنه بالفعل لم يصرح أنه سيعيدها لبيت والدها بعد انتهاء مقابلتها ورغم ذلك لم تنزل وهي تقول بغضب طفولي: ودني لبيت هلي أو بأروح بروحي ناصر من بيت أسنانه: مشاعل انزلي قدامي.. أو بأجي لش أشلش وأنزلش مشاعل بخوف: ماني بنازلة ناصر نزل وهو يغلق بابه بصوت مسموع ..ويتجه لبابها ويفتحه.. قبل أن تنجح في محاولته المرتبكة لاغلاقه وهو يشدها ليحملها فعليا مشاعل صرخت بخفوت مرتعب: خلاص ناصر بأنزل بروحي لا تفضحني مشاعل نزلت بخطوات مترددة: وين أروح؟؟ ناصر بحزم: داخل البيت مشاعل بمناشدة: حرام عليك تفشلني كذا في هلك ناصر بذات الحزم: البيت الحين فاضي.. يالله قدامي مريم في الدوام.. وأمي وأبي رايحين الكَبرة.. مشاعل تتعثر في خطواتها وهي تفكر أنه حينما يرجع ناصر لعمله ستعود هي لبيت أهلها قبل أن ينتبه أحد ولكن ناصر قطع عليها خط الرجعة وهو يقودها للأعلى ويتصل في ذات الوقت بوالده ووالدها ثم بجدته ويبلغهم جميعا أن مشاعل عادت برضاها لبيتها المفترض شعرت بيأس عميق أنه خطط لكل هذا.. تحبه ومشتاقة له ولكنها لا تريد العودة قبل شفاء جروح قلبها ولا تريد العودة بهذه الطريقة الإجبارية وصلا للأعلى ناصر فتح لها باب إحدى الغرف كانت غرفتان واسعتان مفتوحتين على بعضهما ومأثثتان بذوق رفيع جدا هما غرفته وغرفة راكان السابقتان.. بعد أن أستأذن راكان في هذا التبادل وبدا هذا التبادل لراكان أكثر راحة مع فكرة الزواج الصوري السخيف المعقود بينه وبين موضي.. حتى يتلافى التمثيل أمام أهله مشاعل دخلت بتردد وهي تقول بتوتر: زين وأغراضي؟؟ ناصر يبتسم: كلها هنا من كم يوم.. لطيفة جابتها مشاعل بعتب عميق: يعني متفقين علي ناصر يقترب منها وهو يمسح بظهر سبابته على خدها ولكنها ابتعدت لتترك سبابته معلقة في الهواء تنهد ناصر.. يعلم أن مهمته صعبة.. وكأنهما في معركة بين شد وجذب همس لها بهدوء حازم: أنتي تبيني وإلا لا؟؟ صمتت مشاعل.. وردها واضح في صمتها ناصر همس لها بحنان: وأنا أموت فيش... وش ذا العبط واحنا مسوين فيلم هندي وكل واحد يعذب في الثاني مشاعل بألم: بس فيه شيء في نفسي انكسر ناصر بعمق: الكسر نجبره.. وهالمرة بكل صدق ماني بجابرش على شيء بس خلش جنبي.. تعبت من بعدش خلش هنا واعرفيني عدل لين تشوفين إنه أنتي مستعدة تبدين معي حياة جديدة ننسى فيها كل اللي فات ************************* واشنطن بيت يوسف باكينام تنتظر بترقب وصول جدتيها.. مشتاقة لهما كثيرا وروحها الممزقة تحتاجهما لجوارها وقتها كانت سيارة يوسف تتوقف في الخارج وهو يبتسم ويلتفت للعجوزين القويتين اللطيفتين الذكيتين ويهمس بالعربية ثم بالانجليزية: كما اتفقنا.. أنتما قادمتان لمفاجأة باكينام لا أريدها أن تعلم أني من طلبت حضوركما حتى لا تغضب مني فأنا رأيت أنها حزينة وتفتقدكما وأنتما تعلمان أن الفتيات يتأثرن في بداية الزواج لفراق أهلهن لذا أردتها أن تشعر أنكما تفكران بها.. كما هي تفكر بكما العجوزان تبادلتا النظرات الخاصة فهما منذ وجودهما في القاهرة معا وكانت فيكتوريا تستعد للعودة لبريطانيا ووصلهما اتصال يوسف مع هذه الحكاية اللطيفة المحبوكة عن الزوج المحب المهتم بعروسه وهما تعلمان أن هناك ماهو أكبر بكثير وخصوصا مع استعجال يوسف وتوظيفه لمعارفه حتى ينجز لأنا صفية فيزا الدخول لأمريكا لأن فيكتوريا بجنسيتها البريطانية لا تحتاج لفيزا لذا قررت الاثنتان الحضور وبرأس كل منهما ذات التفكير "ما بها باكينام؟؟؟" ما أن دخلت العجوزان حتى قفزت باكينام لترتمي في أحضانهما وهي تنخرط في بكاء جنائزي حاد موجع الجدتان ويوسف معهما انصدموا جميعا بل فُجعوا.. فبكينام القوية كانت تشهق بشكل مأساوي يوسف شعر بالتمزق وهو يتمنى أن ينتزع باكينام من أحضان جدتيها ليزرعها في أحضانه هو.. لم يتخيل أنه قد يرى هذه الأنثى الاستثنائية القوية تبكي يوما باكينام نفسها لم تتوقع أنها قد تبكي ولكنها مرهقة.. مرهقة تماما موجوعة.. ومجروحة.. ورؤيتها لجدتيها فجرت كل أوجاعها الجدتان تبادلتا النظرات ثم نظرتا ليوسف بعتب عميق وكأنهما تحملانه ألم صغيرتهما صفية همست بحزم: بس بت باكينام.. دموع لا وفيكتوريا تهمس بحزم مشابه: الدموع للضعفاء وأنتِ لستِ ضعيفة باكينام تشعر بالألم.. وتريد أن تكون ضعيفة.. وتريد من يحتوي ضعفها ووجعها وانهزام روحها ولكنها لابد أن تبدو قوية أمامهما.. مسحت وجهها وهي تبتسم: أنا اشتقت لكما فقط . وحشتيني آوي يا أنّا حينها يوسف اقترب ووضع يده على كتفيها.. انتفضت بعنف وذهول وهي تشعر بثقل ذراعه ودفئها على كتفيها ثم شعرت بقشعريرة باردة وهو يهمس في أذنها بدفء عميق: البكا مش عيب... سيبك من جنان الاتراك والايرلنديين احنا عرب وعندنا مشاعر سخنة مش عندهم باكينام التفتت له بعينيها الغائمتين التي غرزت حزنا غائما في روحه ولكنه التفت للعجوزين وذراعه مازالت على كتفي باكينام وهو يقربها منه ويبتسم: كده تزعلوا عروستي وتخلوها تعيط أنّا صفية من أجابت بحزم: أديك ئلتها.. عروستك لأنه بنتنا ما بتعيطش يوسف طبع قبلة على شعر باكينام وهو يأخذ نفسا عميقا رغم أنه حاول أن يجعل قبلته عفوية وهو يهمس بمرح: أحلى عروسة.. ربنا ما يحرمنيش منها باكينام مازالت مذهولة.. ماذا يخطط هذا اليوسف؟؟ ربما يريد فقط أن يبدوا عريسين طبيعيين أمام جدتيها ربما!!! باكينام أعادت الترحيب بجدتيها بحرارة وهي تريهما غرفتهما ليبدلا ملابسهما استعدادا للعشاء ثم عادت ليوسف وهي تهمس له بغضب: ممكن أعرف إيه لزمة التمسيل ده؟؟ يوسف جلس وهو يرد عليها ببرود: أديكي ئلتيها.. تمسيل عاوزاني أديكي ألمين مسلا عشان تنبسطي باكينام بغضب: أنته مخلوء غير مهيأ للتفاهم الإنساني خالص يوسف يرفع حاجبا وينزل الآخر: سبنا التفاهم الإنساني والنفسي ليكي ما أنتي خبيرة في التفاهم الإنساني... والنفسي خصوصا باكينام شعرت بألم إهانة حاد لأنها فهمت أنه يعرض بعلاقتها المفترضة مع حمد ويوسف تنهد وهو يشعر بألم عميق.. يبدو أن كل محاولاته للتناسي باءت بالفشل مع أول حوار بينهما سيبقى شكه فيها حاضرا كوحش مرعب يقف بينهما لا يستطيع أن ينسى بل يستحيل مادامت هي لم تبرر له شيئا.. ولم تدافع عن نفسها وهاهو الحائط يزداد ارتفاعا بينهما والجرح يزداد تعمقا مضت فترة العشاء على خير الجدتان أشعلتا أبراج المراقبة وهما تتفحصان علاقة باكينام بيوسف ويوسف علم أنه لعب لعبة خطرة بإحضار العجوزين فلو علمتا أن باكينام غاضبة منه فهو يعلم أنهما ستقفان في صفها وقد يجبرانه على تركها ولكن كان احضارهما حله الوحيد لإجبار باكينام على العودة إلى حياته يعلم أنه يلعب بالنار.. ولكنه سيستخدم كل ذكائه لإكمال اللعبة باكينام لن تخرج من سجنه.. يشك بها!!.. يحتقرها!!.. ولكنه يريدها!! ومجنون بها باكينام حاولت أن تبدو طبيعية جدا أمام جدتيها وأنها سعيدة مع يوسف وتحبه رغم أنها أبعد ما تكون عن الطبيعية والسعادة ولكن ماذا عن الحب؟؟ نعم.. تحبه في هذا لم تكذب ولم تمثل.. انتهى العشاء والعجوزان استأذنتا للراحة والنوم فهما متعبتان من الرحلة الطويلة تبقى يوسف وباكينام.. يطوف حولهما جو مشحون تماما حرب نظرات صامتة مشتعلة تستعر بينهما وكانت باكينام من أنهت هذه الحرب حين نهضت وتوجهت للأعلى تريد الهرب من أمامه تخشى فتح حوار ينتهي بتجريحه لها يوسف كان يريد التحجج بإطروحته ليتركها ولكنه لم يستطع تركها تغيب عن عينيه فهو لم يرتوي من النظر إلى محياها العذب بعد تبعها للأعلى فور وصولهما.. التفتت له وهي تقول بحدة: إياك تفكر تلمسني اقترب منها يوسف بهدوء وهو يثبت عينيه على عينيها ويهمس ببرود: لو فكرت ألمسك دا حئ من أبسط حئوئي.. وأنتي مالكيش حئ تمنعيني باكينام تتنهد بعمق: أنا عاوزة أعرف انته ليه بتكون كويس لحد ما توصل عندي وكل البشاعة اللي فيك بتطلعها فيا اقترب منها أكثر واحتضن وجهها بين كفيه وهمس لها من قرب بدفء حقيقي عميق: وحشتيني باكينام شعرت بالتبعثر ودفء صوته يتسلل لروحها وأحرف كلمة (وحشتيني) تخترقها بكل العنفوان ولكنها همست بألم: وحشتك بأي معنى؟؟ وحشتك كروح بتنبسط بإهانتها؟؟ أو وحشتك كجسد رخيص للاستهلاك الحيواني؟؟ يوسف تنهد بعمق وهو يشدها ليدفنها بكل قوته بين أضلاعه: باكينام أنتي ما بتتعبيش من الحرب؟!!! هدنة ادينا هدنة سيبك من وحشيتي وسيبك من غرورك وادينا هدنة.. وحشتيني وخلاص.. ليه عاوزة تخربي كل احساس جميل بيننا | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #86 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم بيت محمد بن مشعل غرفة ناصر ومشاعل الجديدة بعد صلاة الظهر وقبل الغداء مشاعل متوترة جدا.. تعلم أن ناصر على وصول بعد أن غادرها صباحا وعاد لعمله تشعر بخجل كاسح لم تتحرك من الغرفة مطلقا ولا تستطيع وضع عينيها في عيني أي أحد من أهل البيت طرقات رقيقة على الباب مشاعل بخجل: من؟؟ من خلف الباب بصوتها الهادئ: مريم مشاعل قفزت لتفتح الباب بسرعة رغم أنه مفتوح ولكن احتراما لمريم ومكانتها عندها سلمت على مريم.. ومريم احتضنتها بحنو وهي تهمس بترحيب حقيقي دافئ: تو ما نور بيتنا.. حتى لو أنا ما شفت النور بس حاسه فيه إن شاء الله عجبش مكانش الجديد؟؟ مشاعل بخجل: الحمدلله فديتش..كل شيء زين مريم بحنان: زين انزلي تغدي معنا أنا وأمي مشاعل بحرج وصدق: بصراحة مستحية يا مريم.. منحرجة أحط عيني في عين عمي وإلا أمي أم مشعل مريم بهدوء عذب: اسمعيني مشاعل.. هونها وتهون يعني إذا أنتي كبرتيها تكبر.. وإذا أنتي صغرتيها تصغر يعني دامش بتحطين السالفة كبيرة وانش منحرجة.. بتخلين ابي وامي يلاحظون انه فيه فعلا شيء كبير بينما لو نزلتي عادي وتعاملتي مع الوضع عادي.. بتحسسينهم إن الموضوع بسيط واللي صار بينش وبين ناصر مجرد خلاف عادي مثل اللي يصير بين كل المتزوجين مشاعل ابتسمت برقة: خلاص مريم ألبس وأنزل.. مريم نزلت ومشاعل انشغلت في تغيير ملابسها والتأنق وهي أمام المرآة دخل ناصر توترت سلم.. ردت عليه بتوتر ناصر ابتسم دون أن يقترب منها رغم أن شوقه لها يغتاله ويهزه بعنف: مايصير كل ما تشوفيني كنش شايفة جني مشاعل ابتسمت: عطني وقت لين أتعود.. ناصر وهو يتجه للدولاب: زين أنا بأبدل.. وبأتغدى في المجلس وعقبه بأرجع للشغل عندنا مؤتمر.. وماني براجع إلا في الليل مشاعل باهتمام: مهوب تعب عليك؟؟ ناصر بمرح: خلش تخلصين من غثاي اليوم ************************ الدوحة بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود بعد الغداء فارس يفتح الباب بهدوء فهو أصبح يعرف بخيبة أمل العنود اليوم بعد انتهاء فحوصها.. ومن ناحية أخرى هو قلق عليها وعلى إرهاقها ويشعر أنه قد يكون أرهقها بكثرة التنقلات والتحركات والجولات حينما كانا في تركيا تطوف دائما في مخيلته بعذوبتها ورقتها وأنوثتها المصفاة وكأنها قد تنكسر من شدة رقتها ولكنها تفاجئه دائما بقوتها الشفافة دخل بخطوات ثابتة هادئة كانت تتمدد على سريرها.. حين رأته جلست وهي تبتسم له ابتسامتها التي تأسره وتأسر روحه على أطراف شفتيها جلس جوارها وهو يهمس لها بحنان: سلامات ياقلبي ابتسمت العنود: مافيني إلا العافية ثم أردفت بنبرة حزن: ولو أني تأملت إنه يكون فيه شيء ثاني فارس شدها برقة واحتضنها وهمس في أذنها بعمق: ياقلبي تو الناس على ويش مستعجلة؟؟ تبين حد يشغلش عني يعني؟؟ العنود رفعت رأسها عن صدره وهي تهمس بضعف: يعني جد منت بمتضايق؟؟ نهض فارس ليبدل ملابسه وهو يهمس لها بصدق شاسع ووله مصفى: إذا قدش جنبي.. ما أبي من الدنيا شيء ثم أردف باهتمام: المهم الحين تواضبين على كورس علاجش.. أنا اتصلت في المركز وحطيت مواعيدش كلها المسا... عشان أنا اللي أوديش ************************** دبي وقت الغداء مدينة جميرا راكان وموضي أنهيا غداءهما وهاهما يجلسان على إطلالة رائعة من إطلالات مدينة جميرا راكان بهدوء فخم: موضي ترا ناصر أستاذني يبي يأخذ هو غرفتنا واحنا نأخذ قمسه وأنا رخصت له.. أتمنى ما يكون عندش مانع موضي توترت نوعا ما.. وجودها معه في مكان منفرد.. أعاد لها ذكريات انفراد حمد بها وهي تصرخ دون أمل في أن ينقذها أحد من براثنه ولكن رقته الفخمة وهو يقول (غرفتنا) رغم أنها لم تكن يوما غرفتها.. أذابت شيئا ما في روحها بعفوية غضة موضي ابتسمت: أفا عليك راكان.. وهو عقب كلامك كلام.. أو تظن إني بارادك في شيء أنت عطيته.. راكان يبتسم لها بدفء: على العموم قسم ناصر أحسن.. والشيء الثاني أنا عقب رجعتنا للدوحة بشوي مسافر لسنغافورة عندنا بطولة آسيا للرماية تقدرين تروحين بيت هلش لو حبيتي لين أرجع شعرت موضي بما يشبه إحساس ضياع موجع.. فهي طوال أكثر من أسبوع كانت ملتصقة به كظله فكيف ستتوازن بعد سفره؟!! هزت رأسها وهي تهرب من أسر أفكارها.. لتبتسم وتهمس له برقة: إن شاء الله الذهبية ذا المرة راكان ضحك: يعني تذكريني إني و لا مرة خذت ذهبية أولمبية موضي تبتسم: بس خذت أكثر من ذهبية محلية وخليجية وعربية فما فيه داعي للتواضع على غير سنع راكان يبتسم: بس ذهبية القارة غير موضي تعاود الابتسام: بس خذت فضية وبرونزية قبل كم سنة في الدورة اللي فاتت... لا تصير طماع راكان يعاود الضحك: ماشاء الله عليش.. حافظة ميدالياتي أكثر مني موضي تضحك بخفوت عذب: في هذي لا تصير مغرور.. لاني حافظة ميداليات ناصر بعد ماعندنا أبطال غيرك أنت وياه راكان بعمق: ادعي لي ذا المرة أجيب الذهبية.. كل مرة أكون قريب.. قريب.. يصير في الأخير اللي يخرب علي أحس أحيانا كأنه الفرح كثير علي موضي بجزع: تكفى راكان ما تقول كذا.. قلبي عورني مع كلمتك والله العظيم راكان ابتسم: بس أكيد الحظ ابتسم لي يوم بعث لي ربي خوي سفر مثلش موضي بحزن شفاف: شكرا على المجاملة.. ولو أنك ما ضبطتها ***************************** واشنطن دي سي بيت يوسف قبل الظهر بقليل باكينام فتحت عينيها بكسل مازالت لم تستوعب مكانها وهي تظن أن أحداث الأمس كلها ليست سوى حلم طويل مليء بالهلوسات رائحة عطر رجالي فخم تحيط بها فتحت عينيها لتجد رأسها على صدر يوسف انتفضت وهي تقفز مبتعدة بجزع نظرت من بعيد ليوسف المستغرق في نومه فهما لم يناما حتى صليا الفجر مثقلان بالجرح والحب تنهدت باكينام بعمق (أي كابوس جميل هذا؟!! كابوس وجميل؟؟!! أي تناقض تسقيني إياه يا يوسف؟!!) غيرت ملابسها وارتدت فستانا زهريا لمنتصف ساقيها ماسكرا بلون أخضر داكن.. وبعضا من ملمع شفاه زهري لتبدو طلتها كزهرة صباح مشبعة بالندى نزلت وهي تشعر بخجل عميق من جدتيها لأنها تأخرت في النوم لابد أنهما صحتا منذ وقت مبكر وبالفعل كانت الجدتان تجلسان في الأسفل بالقرب من المدفأة الحجرية ويرتشفان قهوة ساخنة أعدتها لهما ماريا فمازال الجو شديد البرودة في واشنطن مع أواخر شهر فبراير ولكن البيوت غالبا مدفأة بتدفئة مركزية كما هو حال بيت يوسف ولكن الجدتين أرادتا الاستمتاع بدفء أكبر قرب النار باكينام تنهدت وهي تسلم بمرح: صباح الخير لأحلى جدتين على الكرة الأرضية كل جمل باكينام تقولها مرتين بالعربية مرة وبالانجليزية مرة أخرى الجدتان نظرتا لها بتفحص.. وكأنهما تريدان سبر أغوارها صفية ابتسمت: صباح نادي يا عروسة وشك زي ورد النهاردة مش زي امبارح دبلان وتعبان حتى وانتي حاطة مكياج امبارح كان باين تعبان بس دلوئتي زي ئمر كحت باكينام بحرج.. أ يكون لقرب يوسف هذا التأثير الواضح عليها حتى في شكلها؟!! روحها تتفتح كزهرة نيسان في قربه ووجهها يشرق في حضرته وكأنها زهرة دوار الشمس التي تتجه للشمس ويوسف هو شمسها التي تمدها بالإشراق والحياة فيكتوريا أشارت لها أن تجلس جوارها جلست بجوار فيكتوريا التي احتضنت كتفيها وهمست لها: كيف هو جو معكِ؟؟ هل أنت سعيدة معه؟؟ ابتسمت باكينام وهي تجيبها بصدق: أحبه ابتسمت فيكتوريا: لا تلاعبيني يا فتاة فحبك له واضح حتى لمن لا عينان له لم أسألك إن كنت تحبينه سألتكِ هل أنتِ سعيدة معه؟؟ عاودت باكينام الإبتسام: سعيدة فيكتوريا تنهدت: سأكتفي اليوم بإجابتك الأولى لأنها أكثر صدقا صفية همست بتقطيب: مالك بتتساسري أنتي وأنتك الخوجاية؟؟ باكينام ابتسمت: انتو مش بئيتو صحاب خلاص؟؟ صفية تبتسم: آه صحاب ولا حد فينا فاهم التاني.. بنتكلم بالإشارة باكينام بحماس: اليوم هألف بيكم واشنطن كلها.. حتى البيت الأبيض هأخليكم تزوروه (ذات الجملة أعادتها بالانجليزية) فيكتوريا تبتسم: زرت واشنطن عدة مرات مع ويليام باكينام تبتسم: رأيتي واشنطن بعين ويليام.. اليوم ترينها بعيني وهما في حواراتهن.. رن هاتف باكينام.. كانت هيا باكينام بمرح: اهلا يا هيا هيا برقة: هلا فيش.. عطيني عنوانكم بأصلي الظهر وبأجيكم وتراني بأجيب غداكم معي باكينام بحرج: ايه تجيبي غدا معاكي؟؟ مالوش لزمة هيا تبتسم: عيب عليش.. انتي شبعتي عندي اكل خليجي خليني أذوق جداتش ويوسف وعلى فكرة ترا مشعل بيجي معي يتعرف على يوسف فحطي في بالش تجهزين لهم مكان بعيد عنا باكينام بترحيب حقيقي: اهلا وسهلا فيكي وفي الدكتور مشعل ويوسف هينبسط كتير انو يتعرف عليه (قالت هذه الجملة وهي لا تعلم حقيقة هل يوسف يرحب أو لأ) جهزت مكتب يوسف لاستقبال مشعل ثم صعدت لتصلي الظهر ولتخبر يوسف حين دخلت كان يوسف يتوضأ للذهاب للمسجد خرج.. نظر لها بتمعن.. وعيناه تمسحان إطلالتها التي تعذبه همس بنصف ابتسامة: الحلاوة دي كلها عشان أنّا وفيكتوريا؟؟ باكينام بتوتر غير مفهوم: تئدر تئول كده؟؟ كان يرتدي ملابسه وهي تدور في الغرفة.. وواضح تماما أنها تريد أن تقول شيئا يوسف كان يتناول جاكيته وهو يهمس لها بهدوء: فيه إيه باكي؟؟ باكينام بتردد: صاحبتي هيا جايه تزورني وتسلم على ستاتي وجوزها جاي معاها يتعرف عليك هو طالب دكتوراة وهيخلص ئريب زيك تمام ممكن تكون كويس معاه؟؟ يوسف نظر لها باستغراب: أنتي فكراني همجي بجد وإلا إيه؟؟ الراجل جاي لحد بيتي.. دنا أحطه فوء دماغي.. مش عشانك.. لكن عشانه ضيفي أنا ثم أردف بضيق وهو يعطيها ظهره ويحكم إغلاق سحاب الجاكيت و يخطر له خاطر مؤذٍ: وإلا تكوني فاكرة إني هاشوف في كل راجل خليجي صورة غريم يفكرني بحبيب الئلب؟!! تنهدت باكينام بألم عميق.. وهي تسحب أنفاسها بألم أكبر هذه المرة الإهانة كانت حادة.. حادة.. موجعة لأبعد حد (لماذا يوسف؟؟ لماذا تستمتع بتعذيبي وأذيتي لهذا الحد؟!! ماذا فعلت لك لأستحق منك هذا التجريح؟!! هل تعلم يوسف لست نادمة أبدا أني لم أخبرك الحقيقة لست نادمة أنت تستحق كل الألم الذي تعيشه فمهما كان ألمك فهو ليس بمقدار ألمي احترق يوسف.. احترق أكثر.. وأكثر) باكينام ردت عليه ببرود رغم أنها تغلي في داخلها: تعرف أنك أحقر راجل على وش الأرض مادمت بتشك فيني وتحتقرني.. متمسك فيا ليه؟؟ بتئربني منك ليه؟؟ بتتنازل تلمسني ليه؟؟ اعتئني.. اعتئني.. وارتاح مني يوسف يمسك ذراعها ويشدها إليه وهو يهمس من بين أسنانه: ولا تحلمي في يوم إني ممكن أسيبك تبعدي عني أنا وأنتي خلاص اتربطنا ببعض والحاجة التانية أوعي تطولي لسانك عليا مرة تانية ثم أفلتها وهي تدعك ذراعها الذي يألمها تنهد بعمق وهو يغادر للصلاة ويهمس لها: ضيوفك هم ضيوفي ما تخافيش مش هأحرجك بهمجيتي ************************** بيت محمد بن مشعل بعد المغرب جمعة عائلية نسائية بمناسبة عودة مشاعل وإن كان أحدا لم يصرح بأن هذا هو السبب حتى لا يحرجن مشاعل المحرجة أصلا أم مشعل هتفت بصوت عال: يا جماعة ترا راكان وموضي بيوصلون بكرة في الليل وإن شاء الله بسوي لموضي عشاء كبير بعد بكرة.. عشان كن البنيات يبون يتجهزون معالي كانت أول من تكلم وهي تقول بحماس مفتعل وإن بدا للكل حقيقيا: الله يهداش خالتي توش تقولين يا الله إن شاء الله بكرة يكفينا نتجهز معالي سارعت للكلام حتى تصرف الانتباه عن وجه والدتها وشقيقتيها اللاتي غمرهن حزن شفاف فمازال موضوع زواج موضي من راكان يسبب الألم لهن وخصوصا مع معرفتهن أن حمد سيعود قريبا تعلمن أنها ماعادت تحل لحمد حتى ولو لم تكن تزوجت.. ولكنهن يعلمن أيضا أن هذا لن يمنع حمد من الشعور بالحزن العميق فهن كن يعلمن تماما ولعه الجنوني بموضي وحبه اللا محدود لها.. الجدة ردت على معالي وهي تنهرها: قصري حسش يا بنت.. وش ذا الفلاج؟؟ ماتعرفين السحا؟!! معالي جلست جوار جدتها وهي تحتضن ذراعها وتقبل كتفها: كذا يا هويه تفشلين بنتش المزيونة الجدة ابتسمت وهي تقرص ذراع معالي: أما مزيونة وتفشلت.. فكثري منها يأمش معالي تدعك القرصة: وأنا أقول أمي من وين متعلمة تقبص كذا.. أثرها خذت كورس عند الرأس الكبيرة الجدة بخبث لطيف: أمش كانت قبصتها غير.. أنتو يا بنات ذا الزمن مدلعات لو أقبصش مثل ما كنت أقبص أمش.. كان فضحتينا بصياحش زاوية أخرى العنود تجلس بجوار مريم مريم بحنان: سلامتش ياقلبي.. كله من اهمالش لأكلش الله يهداش العنود تبتسم: لا تسوين لي مثل فارس..كل كبدي من كثر ما يوصيني: كلي كلي.. هذا أنا بأخذ الأبر وأصير أحسن مريم بتساءل حذر حنون: مبسوطة مع فارس؟؟ العنود بصدق: مبسوطة فوق ما تتخيلين.. فارس إذا كان رايق يجنن يجنن فديته الله يبعد عنا بس عصبيته وغيرته ويكون كل شيء تمام مريم تبتسم وهي تحتضن كف العنود: وأنتي لا تسوين شيء يخليه يعصب وإلا يغير ويكون كل شيء تمام زاوية ثالثة لطيفة ومشاعل مشاعل بعتب: كذا يا لطيفة تتفقين مع ناصر علي لطيفة تبتسم: أبي أسوي فيش خير.. شوفي حتى لو سويتي روحش زعلانة أدري أنش مبسوطة.. شوفي عيونش أشلون تلمع مشاعل كحت بحرج ولطيفة تكمل بذات الابتسامة: أنتي على قولت عجايزنا "اغصبني واتغيصب" مشاعل بصدمة وخجل: أنا؟؟ لطيفة تضحك: ميشو مهوب علي... أنا مربيتش يا بنت خلي التمنان والدلع لناصر مهوب لي يا بنت الحلال تدلعي عليه وأنتي عنده... خلونا من غرام المراسلة الفاشل ولا تطولين الدلع.. أنا مشتاقة لبيبي صغنون ألاعبه وجودي شبعت من الدلال.. خل يجي ولد عمها وخالتها ويخرب عليها مشاعل شرقت وكلماتها تخرج متناثرة بصوت خافت مكتوم: لطيفة أنتي شكلش كبرتي وخرفتي *********************** دبي جناح راكان وموضي بعد صلاة العشاء عاد الاثنان للفندق ليصليا ويغيرا ملابسهما ليعاودا الخروج للعشاء خارجا ثم يتمشيان قليلا على الخور فالليلة ليلتهما الأخيرة في دبي موضي كانت تصلي في الغرفة بينما راكان ذهب للمسجد حينما انتهت كان راكان يعود همس لها بهدوء: أنا بأخذ شاور على ما تلبسين موضي توجهت للمرآة وهي تتناول كريما من حقيبتها فتحت أزارار قميصها وهي تكشف عن كتفها الأيسر كانت تتأمل الأثر الواضح بألم شاسع مهما حاولت التناسي.. لا تستطيع أن تنسى الطبيبة أخبرتها أن لون الأثر سيخف مع الوقت ومع العلاج ولكنه لا يخف.. والجرح بروحها يتعمق (إلى متى ؟؟ إلى متى وهذا الوجع يستوطن روحي وشراييني؟!! كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنسى فيه كل هذا.. وأحلق أحلق أحلق حتى حد النجوم.. وأداعب وجنات القمر متى أعود كما كنت؟؟ مخلوق معجون بالحياة والإشراق والتألق روح محلقة محلقة محلقة!!) تنهدت وهي تعود من أفكارها ومدت يدها للكريم لتأخذ منه بعض النقاط لتمدها على الأثر ولكن قبل أن تصل للعلبة التي وضعتها على التسريحة فُجعت بيد قوية تمسك بمعصمها وصوته يصلها هادرا عميقا موجعا: لفي خليني أشوف كتفش | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #87 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم دبي جناح راكان وموضي بعد صلاة العشاء عاد الاثنان للفندق ليصليا ويغيرا ملابسهما ليعاودا الخروج للعشاء خارجا ثم يتمشيان قليلا على الخور فالليلة ليلتهما الأخيرة في دبي موضي كانت تصلي في الغرفة بينما راكان ذهب للمسجد حينما انتهت كان راكان يعود همس لها بهدوء: أنا بأخذ شاور على ما تلبسين موضي توجهت للمرآة وهي تتناول كريما من حقيبتها فتحت أزارار قميصها وهي تكشف عن كتفها الأيسر كانت تتأمل الأثر الواضح بألم شاسع مهما حاولت التناسي.. لا تستطيع أن تنسى الطبيبة أخبرتها أن لون الأثر سيخف مع الوقت ومع العلاج ولكنه لا يخف.. والجرح بروحها يتعمق (إلى متى ؟؟ إلى متى وهذا الوجع يستوطن روحي وشراييني؟!! كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنسى فيه كل هذا.. وأحلق أحلق أحلق حتى حد النجوم.. وأداعب وجنات القمر متى أعود كما كنت؟؟ مخلوق معجون بالحياة والإشراق والتألق روح محلقة محلقة محلقة!!) تنهدت وهي تعود من أفكارها ومدت يدها للكريم لتأخذ منه بعض النقاط لتمدها على الأثر ولكن قبل أن تصل للعلبة التي وضعتها على التسريحة فُجعت بيد قوية تمسك بمعصمها وصوته يصلها هادرا عميقا موجعا: لفي خليني أشوف كتفش موضي انتفضت برعب وهي تحاول شد طرف قميصها لتستر كتفها العاري عن نظرات راكان الغامضة العميقة والموجعة كانت نظراته خليط من غضب ويأس وألم مر.. ومشاعر أخرى عميقة ومجهولة (الله يأخذني.. الله يأخذني أشلون ما انتبهت إنه طلع من الحمام وهو ليش طلع بسرعة كذا؟!!) كانت تنظر له برعب موجع وهو يقف أمامها عار الصدر إلا من ضمادة كتفه التي أصبحت أصغر حجما بعد تحسن حالته وهو يقيد يديها الاثنتين ليمنعها من محاولة تغطية كتفها ويهمس لها بعمق غاضب ناري مختلف لأبعد حد اشتعالا وعمقا: منه؟؟ صح؟؟ صمتت وعيناها تغرقان في بحر من الدموع.. دموعها نحرت روحه وهي تهمس برجاء موجع : تكفى راكان.. هدني راكان أطلق أسار يديها مجبرا من أجل رجائها الذي لم يستطع رده وسارعت لاغلاق أزرار قميصها حتى آخر عنقها كانت تريد الهرب من أمامه ولكنه لم يمنحها الفرصة وهو يثبتها في مكانها و يحكم إمساك عضديها بقوة كانت تنظر للأسفل ووجهها غارق في دموعها الصامتة همس لها بعمق: موضي طالعيني لم تستطع رفع عينيها إليه.. شدها وأجلسها على السرير وجلس جوارها مد سبابته لذقنها ورفع وجهها برقة.. همس لها بألم لم يستطع إخفاءه: ليش تبكين؟؟ وهمست له بألم لم تحاول إخفاءه: وأنت ليش طلعت من الحمام بسرعة؟؟ راكان تنهد بعمق: رغم أن هذا مهوب جواب.. بس طلعت لأني نسيت أجيب ضمادة عشان أغير هذي إذا تسبحت..(قالها وهو يشير لضمادته) راكان رغم تحكمه الكبير بأعصابه.. إلا أنه كان يعاني غضبا صاخبا يثور في أعماقه كالبراكين كانت حمم غضبه تتدفق في موجات متتالية بكاءها وانكسارها ووجيعتها جعلته مستعدا حتى للقتل حتى يمحي نظراتها المبللة بالدموع راكان مد يده لأزرار قميصها ليفتحه وهو يهمس بعمقه الخاص الذي لا يشبه أحدا سواه: خليني أشوف يا موضي موضي قفزت مبتعدة وهي تضم جيبها بيدها الاثنتين راكان وقف في طريقها ليمنعها من الهروب للمرة الثانية همس لها بذات العمق الموجع: موضي ليش تعقدين نفسش على شيء ما يستاهل؟!! عشان أثر بسيط في كتفش؟؟!! هذا أنا عندي أثر أقوى في كتفي (قالها وهو ينتزع ضمادته بحدة لتظهر علامات غائرة في كتفه مكان أنياب الذئب) موضي بألم عميق جارح: وتقارن نفسك فيني؟؟.. أنت رجال ما يعيبك أي شيء لكن أنا غير.. غير راكان يمسك بمعصمها ويشدها قليلا باتجاهه وهو يجيبها بعمق شاسع مذهل: أنا وأنتي ما بيننا فرق.. مثل ما أنتي تشوفين إنه ما يعيبني شيء أنا أشوف إنه ما يعيبش أي شيء مهما كان.. فشلون بأثر سخيف تافه مثل هذا؟!! ليش الحياة يعني ما تقوم إلا على جسد مثالي خالي من العيوب؟؟ ونغدي حن عبيد أجساد مسعورين؟؟ الإنسان كله مخلوق مليان عيوب في روحه اللي هي العماد فشلون وأنتي وروحش وحتى في شكلش كاملة والكامل وجه الله.. الأثر هذا اعتبريه كفارة لكمالش موضي ماعادت تحتمل كل هذا.. كل هذا كثير عليها.. كثير انخرطت في بكاء حاد هستيري وهي تنهار على الأرض راكان فُجع وهو يراها تسقط أمامه وتنهار في عاصفة من الدموع شدها للأعلى بقوة وحنان ليزرعها بين أضلاعه وهو يحتضنها بقوة متملكة وحنان مصفى موضي شعرت بانهيار فعلي وأحاسيس ثورية تغتال مشاعرها وهي تستكين بأمان في أحضان راكان شعرت أنها أخرى.. في مكان آخر.. في زمن آخر أهدرت كل طاقة بكائها ونشيجها وهي بين أحضانه أغرقت صدره بدموعها الغزيرة حين تعبت من العويل صمتت وهي تشهق بخفوت.. وهو لم يفلتها مطلقا حتى هدأت تماما حينها أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها الذي تورم من البكاء بدت له أكثر جمالا وعذوبة مما يمكن أن يحتمل مخلوق بشري أكثر رقة وفتنة من أي تصور خيالي موغل في الخيال مسح بأنامله دموعها التي لا تتوقف سيولها..مسحها بكل الحنان المتجسد الذي قد يوجد على الكرة الأرضية وهو يمعن النظر في رموشها المبتلة وشفتيها المرتجفتين وخديها المحمرين ثم.. احتضن وجهها بين كفيه لترفرف قبلاته العميقة الدافئة على مختلف أجزاء وجهها ودموعها مستمرة بالانهمار في صمت ************************* واشنطن أمام بيت يوسف الساعة الواحدة والنصف ظهرا كانت سيارة مشعل تتوقف.. ويلتفت لهيا ليقول بهدوء يخفي حرجه: هيا يمكن الرجال مشغول.. انزلي انتي عند رفيقتش وجداتها وأنا بجي لش إذا خلصتي هيا بمناشدة عميقة: تكفى مشعل أبيك تعرف على يوسف عشان خاطري تنهد مشعل وهو يستعد للنزول: يا كثر حنتش بس.. إذا حطيتي شيء في رأسش الله يعين عليش هيا ابتسمت: فديت اللي دايما جابر بخاطري.. مشعل يبتسم: إيه العبي علي.. تدرين أخق عند أقل كلمة تقولينها لي.. ماشفت خير الاثنان نزلا ومشعل يحمل حقيبة طعام ضخمة تحتوي قدور الغداء الذي أعدته هيا وتركته مغلقا بإحكام في قدوره طرقا الباب ومشعل يتأخر للخلف باكينام فتحت الباب بعد أن أبدلت ملابسها وارتدت عباءة خضراء مطرزة مع حجابها وهي ترحب بهما بحرارة الاثنتان دخلتا ويوسف خرج لمشعل وهو يرحب به ترحيبا كبيرا ويحمل الحقيبة عنه ليدخلها المطبخ ويقوده إلى مكتبه هيا سلمت على العجوزين وكانت سعيدة جدا بهما.. هذه ليست المرة الأولى التي تراهما فيها فقد رأتهما في بريطانيا عدة مرات كانت ترى فيهما شبها كبيرا من باكينام.. فباكينام أخذت من الاثنتين الكثير من الصفات شكلا ومضمونا ورؤيتهما ذكرتها بجدتها هيا التي اشتاقت لها كثيرا فيكتوريا بترحيب: أهلا بكِ ياصغيرتي.. ومبارك زواجكِ وحملكِ أيضا هيا بمودة: شكرا على لطفكِ.. يبدو أن باكينام أخبرتكم بكل شيء فيكتوريا برقة: أتمنى كما غارت منك باكينام وتزوجت بعدك.. أن تغار منك وتنجب لنا حفيدا صغيرا كانت باكينام حينها تمد يدها لهيا بفنجان قهوة.. انتفضت يدها.. لتنسكب قطرات من القهوة على يدها صفية قفزت وهي تأخذ الفنجان من يد باكينام: خدت شر وراحت ماعلش بت هيا هأصب لك واحد تاني باكينام بتوتر أخفته خلف هدوءها: ماعلش أنّا.. أنا اللي هأصب.. ائعدي أنتي بس زي البرنسيسات تفكير باكينام يتجه لاتجاه مرعب.. ماذا لو حملت.. أو كانت حتى حاملا فهي لم تتخذ أيه احتياطات أو موانع أ يعقل أن تحمل طفلا من يوسف المتوحش؟!! أي طفل هذا الذي سيكون نتاجا للاهانات والتحقير والوجع والقسوة؟!! مادامت في بيته.. فهي لا تستطيع منعه من حقوقه عليها فماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ تنهدت بعمق وهي تميل على هيا وتهمس لها: هيا ممكن أروح أنا وأنتي للدكتورة بعد الغداء هيا نظرت لها بعينين لامعتين وهي تغمز بصمت وتهز لها رأسها *************************** بيت محمد بن مشعل غرفة ناصر ومشاعل الجديدة الساعة العاشرة مساء ناصر يعود بعد يوم العمل الذي كان طويلا ومرهقا تماما كانت مشاعل تنتظره وهي تشعر بتوتر عميق.. كيف سيكون تعامله معه بعد أن عادا للسكن معا هل سيعاود القسوة عليها؟؟ هل سيكون عاشقا رقيقا كما كان حين عادت لبيت أهلها؟!! هل سيطالبها بثمن رقته وحنانه معها؟؟ ناصر يبتسم لها فور دخوله يسلم.. وترد عليه السلام بذات التوتر يسألها بحنان واهتمام: أشلون مكانش الجديد؟؟ عسى مرتاحة؟؟ مشاعل بخجل: الحمدلله جلس قريبا منها رغم أنه كان يتمنى بكل الوجع أن يجلس جوارها ويأخذها في أحضانه ولكنه كان يفكر بمنطق (كل شيء في وقته حلو) سألها باهتمام عن أحوالها وأخبرها عن أحداث يومه كان يحاول أن يبدأ بإدخالها إلى عوالمه كزوجين فعليين يتشاركان في كل شيء ويعرفان عن بعضهما كل شيء قضيا فترة يتحدثان وبينهما نوع من الحذر ثم استأذنها ليتوجه للحمام ليتوضأ ويصلي قيامه فهو مستهلك من التعب ويريد أن ينام ومن ناحية أخرى لا يريد أن يثقل على مشاعل يريدها أن تشعر بالراحة والاطمئنان ولا يريد أن يستعجلها في أي شيء فيكفي ما عاشاه من الآم منذ اليوم الأول لزواجهما لا يريد تكرار أخطائه يريدها أن تقتنع به تماما هو كما هو بكل عيوبه وميزاته هو ..ناصر الحقيقي.. في مكانه الطبيعي حينما أنهى الصلاة جلس على السرير ليخلع ساقه كانت المرة الأولى التي ستراه فيها يفعل هذه المهمة الروتينية كانت قد نسيت تماما أمر هذه الساق فهو كان أمامها طيلة الأيام الماضية رجلا كاملا فعليا ولكنها الآن لابد أن تتقبل وتتعود على هذا الروتين المؤلم همست له برقة وهي تقترب: تبي أساعدك بشيء؟؟ ناصر رفع رأسه بعد أن أنهى فك الساق ووضعها تحت السرير ابتسم لها بحنان: لا ياقلبي شكرا.. بادهن مكان البتر وبس فتح الجارور المجاور لسريره وتناول الكريم منه شعرت مشاعل بألم شاسع وهي ترى مكان البتر ولكنها لم تعلق مطلقا.. فهي لا تريد أن تشعره أن هناك شيئا مختلفا دارت حول السرير لتجلس على الطرف الآخر فعليا لم تكن تريد النوم بجواره ولكن ستبدو سخيفة إن توجهت للنوم في مكان آخر بعد أن كانت طوال فترة معيشتهما معا تنام إلى جواره ناصر غطى ساقيه ثم ألتفت لها وهو يبتسم ويقول بوله: وأخيرا بأنام على شوفت وجهش.. وأصحا عليه اشتقت لش ياقلبي.. والله ما تتخيلين أشلون اشتقت اشتقت اشتقت واشتقت... ***************************** دبي جناح موضي وراكان وقت ما بعد صلاة العشاء وقبل منتصف الليل كل واحد منهما معتصم بأقصى ناحية من طرفي السرير ويعطي للآخر ظهره شعور غامض عميق يلفهما.. وشعور بالحزن يغتال مشاعرهما لِمَ هما غير سعيدين هكذا؟؟ هل لأن ماحدث كان يجب ألا يحدث؟!! أم لأن ماحدث كان مجرد نداء فسيولوجي طبيعي لم يكن للحب دور فيه؟!! ولكن أ حقا لم يكن للحب دور فيه؟!!!! راكان همس بعمق وهو مازال يعطيها ظهره: أنا آسف يا موضي موضي بخفوت موجع وكأنها تحادث نفسها: ليش تعتذر راكان؟؟ اللي صار أنت ما جبرتني عليه.. صار برضاي وموافقتي راكان بذات العمق: كاره نفسي.. أحس أني استغليت ضعفش موضي بذات الخفوت العميق: وليش ما تقول أني أنا استغليت شهامتك وشفقتك مازال الحوار يدور وكل واحد منهما عاجز عن النظر للآخر راكان يظن أنها تجاوبت معه لأنها كانت تشعر بالضعف وهو قدم لها المساندة والاحتواء.. ولأنها تحترمه وتقدره لم ترد أن تجرحه برفضها له..بينما هي في داخلها غير متقبلة لأي لمسة منه بينما موضي تظن أن ماحدث ليس سوى محاولة فاشلة من راكان لتعزيز ثقتها بنفسها وأنها أنثى كاملة قد تجذب أي رجل وماحدث وفقا لأفكار كل طرف كان مؤذيا وموجعا لأبعد حد.. بل بلا حدود لمساحات الأذى والوجع المتشعبة راكان همس بشفافية: موضي أنتي شيء كبير عندي.. ومابي اللي صار يخرب علاقتي فيش موضي تتنهد: اعتبر انه ماصار شيء.. خلاص ننساه لأنه أنت عندي شيء أكبر مما تتخيل احتكم الصمت لعدة دقائق قام بعدها راكان ليستحم بينما موضي حينما تأكدت أنه دخل للحمام وأغلق على نفسه.. سمحت لأنهار دموعها المحبوسة بالانهمار ************************** واشنطن شقة مشعل هيا ومشعل يعودان لشقتهما بعد الزيارة الطويلة لبيت يوسف والتي توطدت فيا علاقة مشعل بيوسف مشعل بهدوء: وين رحتي أنتي وباكينام يوم استأذنتي تطلعون مشوار عقب الغداء؟؟ هيا بعمق وأفكار مستجدة تخطر ببالها: رحنا للدكتورة هيا أصرت أن يتعرف مشعل على يوسف حتى تطلب من مشعل أن يخبر يوسف عن حمد حين يصبح الوقت مناسبا ولكنها أصبحت ترى أنها لابد أن تتصرف بشكل أسرع فبكينام تتألم وحالتها يرثى لها كانت تتذكر مشوراهما للطبيبة وهي تهمس لبكينام: ليه تبين الدكتورة؟؟ باكينام بهدوء: عاوزاها تفحصني وتكتب لي برشام منع حمل هيا بهدوء: طيب مهوب المفروض تسوين فحص حمل قبل باكينام بألم: أنا بأتمنى من كل ئلبي ما أكونش حامل.. لكن لو كنت مش هيبان من تست عادي لازم أعمل فحص دم لأنه هأكون في أسابيع بس وادينا رايحين وهاشوف هاعمل ايه هيا بمنطقية: طيب مهوب مفروض تستأذنين يوسف قبل ما تأخذين الحبوب؟؟ باكينام بضيق: هاستأزن.. بس خلينا نشوف الدكتورة هتئول ايه كانت هيا تراقب وجه باكينام والدكتورة تخبرها أنها غير حامل وأنها لابد أن تنتظر دورتها القادمة التي سيحين موعدها التقريبي بعد يومين للبدء بتناول الأقراص تعلم هيا أن باكينام حاولت أن تظهر سعادتها بالخبر ولكنها في داخلها لم تكن سعيدة فهي في عقلها الباطن كانت تتمنى أن تكون حاملا.. حتى تجد سببا يجبرها على الارتباط بيوسف إلى الأبد تريد أن تدعي أنها مجبرة عليه بينما هي تكاد تجن من مجرد التفكير أنه قد يأتي يوم لا تكون فيه زوجة ليوسف هيا تشعر تماما بكل الآمها.. وتشعر جزئيا بالمسئولية لأنها من طلبت من باكينام أن تزور ابن عمتها القضية الآن أن مشعلا لا يعرف بوجود حمد في مصر للعلاج.. ولا يعرف حتى بضربه لموضي يعتقد أنه في دورة في مصر هيا بعد تفكير عميق قررت أن تخبر مشعلا فقط بجزئية العلاج وكيف أنها طلبت من باكينام أن تزوره من أجل عمتها.. ثم ماحدث بعد ذلك هيا أخبرت مشعلا بكل هذا ومشعل ثار وغضب كثيرا من هيا: كذا تورطين بنت الناس في مشاكلنا وتسوين لها مشكلة مع رجّالها هيا بضعف: هي اللي مارضت تقول له عشان نفسها عزت عليها مشعل بذات الغضب: خلاص باتصل في يوسف وأقول له كل شيء هيا بجزع: لا لا مشعل تكفى.. مايصير كذا خبط لزق شتقول له؟؟ إنه شكك في مرتك ماله أساس ويدري إنها قالت لي على مشاكلهم مشعل بنفس الغضب: زين وشتبيني أقول له؟؟ هيا تنهدت: إذا قابلته المرة الجاية قل له بشكل طبيعي في نص الكلام: انه مرتك سوت فينا معروف كانت تطمننا على ولد عمتي.. وعمتي وهيا جننوها من كثر ما يطلبون منها تطمنهم عليه وهي والله ماقصرت مع انشغالها وقتها في تجهيز عرسها مثل ماقالت لي زوجتي مشعل يتنهد: خلاص بكرة أنا وهو تواعدنا نتلاقى في الجامعة أقول له بكرة ثم تذكر شيئا: بس خليني أتأكد من موعد سفر سعيد لأنه احتمال بكرة ************************ ذات الوقت في بيت يوسف العجوزان قامتا لترتاحان قليلا وتبقى يوسف وباكينام جالسين يوسف بهدوء: ممكن أعرف رحتي فين.. أو هتعمليها قضية الشرق الأوسط؟؟ باكينام بهدوء مماثل: رحت للدكتورة يوسف شعر بقلق لم يظهر في صوته البارد: ليه يعني؟؟ باكينام تتنهد: عشان تكتب لي برشام منع حمل بعد ازن حضرتك يوسف بهدوء أكبر: وممكن أعرف السبب باكينام تنظر له بشكل مباشر وهي تقول بحدة باردة كالصقيع: كان ممكن أقول عشان انا وانته بندرس وده مش وئته بس ده هيبئى جواب مالوش معنى مع انه حئيئة لأنو الحئيئة انو مش عاوزة حاجة تربطني بيك انا عارفة انه هيجي يوم وتزهئ من اللعبة اللي اسمها باكينام وئتها مش عاوزة نبئى لعبتين.. أنا وابنك يوسف وقف بشكل حاد مفاجئ ليمد يده وينتزعها من مقعدها وينظر لها بشكل مباشر وعيناه تشتعلان بكل معنى الكلمة: لو كنتي ئلتي لي السبب اللي مالوش معنى مع انه حئيئة كنت هاوافق تعملي اللي عاوزاه وتاخدي أي مانع انتي عاوزاه لكن انتي ما يريحيكيش الا تجرحيني عشان تنبسطني عشان كده بائول لك: لأ.. ولو فكرتي تاخديه من ورايا.. هتشوفي اللي عمرك ماشفتيه | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #88 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم اليوم التالي على كل الجبهات الدوحة.. دبي.. واشنطن ترقب.. ثورات... وتغييرات دبي جناح موضي وراكان الساعة 10 صباحا موضي نهضت منذ وقت صلت ضحاها ومنذ ذلك الوقت وهي تجلس على مقعد منفرد وتراقب راكان المستغرق في نومه على الأريكة (حتى وهو نائم يبدو عظيما ورائعا!! كانت علاقة رائعة ومريحة تلك التي ربطتني بك لماذا أفسدناها؟؟ لماذا؟؟ هل نستطيع فعلا إصلاح ما اهتز بيننا؟!! لماذا كان يجب أن تضغط على نفسك لتكون رقيقا وعذبا ومجاملا لأبعد حد؟!!) تنهدت بعمق وهي تستعيد شريط البارحة الذي استعادته الآف المرات لا تشعر بالضيق ولكنها تشعر بالشجن وبحزن شفاف غامض البارحة حين خرج راكان من الحمام.. ارتدى ملابسه وخرج بعد أن أستأذنها وقال لها بكل صراحة وشفافية إنه محرج من إساءته لها ومن إخلافه لوعده معها ويحتاج لبعض وقت يمشي فيه وحيدا ولن يطيل عليها.. سيمشي لساعة ويعود وبالفعل بعد ساعة عاد كانت موضي استحمت وصلت قيامها وجلست تنتظره جلس قريبا منها ثم همس لها بعمق: توعديني تحاولين تسامحيني على الأقل تحاولين موضي ابتسمت له بشجن: ماسويت لي شيء أسامحك عليه ولا زعلت منك أساسا عشان أسامحك أنا زعلانة من روحي بس أحس أني استنزفت مشاعرك وتعاطفك.. بكيت بكاء عمري في حياتي ما بكيته وأنت لقيت نفسك متورط فيني راكان بجزع فخم كفخامة عباراته: تكفين موضي لا تقولين كذا إذا أنتي ورطة.. ليتني أعيش عمري كله متورط خرجت العبارة عفوية..عميقة .. محملة بعشرات التاؤيلات.. ولكن كلا الطرفين بشفافيتهما العميقة لم يحملاها أكثر مما تحتمل.. وإن كانت تحتمل الكثير الكثير!!! ابتسم راكان وهو يهمس لها بعمق حنون: يعني أصحاب؟؟ أجابته موضي بابتسامة عذبة: أصحاب وهاهي موضي الآن تجلس مقابلة له وتنظر له بعمق وهي تهمس في داخلها: أصحاب.. أصحاب.. أصحاب... لتقنع نفسها أنهما فعلا لم يكونا أكثر من أصدقاء ومازالا أصدقاء راكان فتح عينيه ببطء.. رآها تجلس أمامه.. ابتسم بعمق وعاد لإغلاق عينيه كان يعتقد أنه يحلم عاود فتح عينيه ورآها مازالت تجلس أمامه.. فعاود الابتسام ومد كفه لها وهو مازال متمددا استجابت لدعوته بتلقائية وهي تضع أناملها المرتجفة في كفه المحتوية احتضن أناملها بحنان وتملك.. طريقة خاصة براكان باتت تكتشفها وتثير قشعريرة حادة تهز كل فقرات عمودها الفقري بعنف همس لها بصوته الناعس العميق: بعدنا أصحاب؟؟ أو غيرتي رأيش وتبين تزعلين علي؟؟ موضي ابتسمت: قلت لك أصحاب.. احنا نسوان كلمتنا وحدة ما نثينها راكان أفلت يدها وهو يستوي جالسا: خوش نسوان أحدث طراز موضي بعذوبة: أجهز شناطنا؟؟ راكان بهدوء: جهزيها.. بس خلي لي غيار واحد برا ************************ الدوحة الساعة 10 ونصف صباحا شركة مشعل بن محمد مكتبه تحديدا يجلس خلف مكتبه بهدوء ورزانة وتجلس معه فاتن الفرج الباب مفتوح كما اعتاد مشعل في كل لقاءاته مع سيدات الأعمال فاتن أنهت حديثها معه في العمل.. ومشعل ينتظر أن تغادر لأن لديه موعد آخر بعد قليل مع سعد الذي اتصل به وأصر على مقابلته فاتن صمتت قليلا ثم همست بعذوبة رزينة: ما تخيلت أم محمد حلوة كذا.. ماشاء الله مشعل بهدوء: الجمال هو أبسط صفات أم محمد.. فيها من الأخلاق والسنع اللي يفوق الزين بواجد فاتن شعرت بضيق ما (شكله متولع فيها.. بس يالله المرحلة الثانية) عاودت الكلام بتلقائية مدروسة: تشتغل أم محمد؟؟ مشعل بهدوء رغم ضيقه من تدخلها في خصوصيات بيته: لا كفاية عليها بيتها.. فاتن بذات التلقائية: طيب شنو تخصصت؟؟ مشعل ببرود: مادخلت جامعة فاتن ابتسمت ابتسامة لا تكاد تبين: طيب اشلون تفاهمون وأنت خريج اقتصاد؟؟ مشعل ابتسم بثقل: كفاية علي شغلي.. في بيتي أبي أريح رأسي من حوارات الشغل والاقتصاد والشيء الثاني أنا اللي ما رضيت أم محمد تدخل جامعة مع أنها جابت في الثانوية 93 في المية وتذكرين تيك الأيام الثانوية العامة كانت صعبة ..امتحان واحد آخر السنة والكتاب كامل الفصلين ثم أكمل بخبث: أنا جبت 79 على هذاك النظام.. أنتي كم جبتي؟؟ فاتن شعرت بحرج حقيقي ولكنها نهضت وهي تقول بلباقة احترافية اعتادت عليها: اسمح لي أستاذن.... عندي موعد في شركتي بعد نص ساعة غادرت وهي تقرر نقل معركتها لمستوى آخر.. ولكنها ليست من تخسر معاركها ********************** واشنطن بيت يوسف الصباح الباكر يوسف يصحو من نومه.. مد يده بحذر قبل أن يفتح عينيه حين اصطدمت بجسد لين طري.. تنهد بعمق وهو يكف يده ويفتح عينيه لينظر لها بعمق وهي مستغرقة في نومها يعيش مع هاجس مرعب أنه سيصحو يوما ليجدها هربت كما فعلت بعد ليلتهما الأولى في واشنطن (آه يا ملاكي الشرير.. لا أعلم كيف من تمتلك هذه الملامح الملائكية بداخلها كل هذا الشر والقسوة؟!! وكيف من بداخلها كل هذا الشر والقسوة قادرة على إذابة قلبي بكل جبروت ورقة؟!! تعبت حبيبتي تعبت.. أقسم أني متعب ويائس ومطعون بالألم حتى أقصى خلاياي . أخبريني كيف أستطيع أن أقيدك إلي حتى أمنعك من مجرد التفكير في الهرب وتركي؟!! كيف أستطيع الاستيلاء على قلبك الذي وهبته لغيري؟!! ولِمَ تكونين أنتِ حبي الأول والأخير؟!! وأكون أنا المهجور أبدا والمجروح أبدا والمخدوع أبدا لا تتركيني باكي.. لا تتركيني قربكِ عذاب وبعدكِ عذاب ولكن العذاب مع النظر إلى محياكِ هو بحد ذاته نعمة فلا تحرميني هذه النعمة حبيبتي... لا تبتعدي عن أسواري وقسوتي وجبروتي) تذكر يوسف أن لديه موعدا اليوم مع مشعل مد يده لهاتفه لينظر للساعة فوجد رسالة من مشعل يعتذر فيها عن مقابلته لأن اليوم موعد سفر صديقه النهائي للدوحة وبالفعل كان اليوم هو يوم عودة سعيد للدوحة ومشعل سينشغل معه تنهد يوسف براحة وهو يعاود التمدد والنظر لوجه باكينام تكفيه هذه اللذة عن كل ملذات الدنيا أن يتمتع بالنظر إلى كل تفصيل دقيق في تضاريس وجهها دون توتر أو توجس أو خوفا من ثورتها أو انفعالها أن يستمع إلى سيمفونية أنفاسها العذبة وهي تتردد شهيقا وزفيرا لتنبئه أن هذا العالم مسكون بالسحر والمباهج مسكون بحورية خيالية اسمها حبيبته!!!!!! ******************* عودة لمكتب مشعل بن محمد في الدوحة الساعة 11 صباحا سعد يجلس مع مشعل وأنهيا تناول قهوتيهما مشعل بمودة أخوية: دام أنك صممت تشوفني مستعجل وما انتظرت لين نتقابل في المجلس عقب المغرب فأكيد أنك تبي شيء.. امرني يا أخيك قاصرك شيء؟؟ تبي شيء؟؟ تبي فلوس؟؟ ترا الجيب واحد طال عمرك في الطاعة سعد ابتسم: كل شيء عندكم يأهل الدراهم فلوس لا.. جعلني ماذوق حزنك.. الخير واجد والرب كريم.. كنك انت تبي فلوس تراني حاضر مشعل ابتسم: يا شين ملاغتك.. زين خلني اتمدح سعد بعمق خبيث شفاف: سوو لي اللي أنا أبغي.. وبأكتب فيك معلقة مدح وأعلقها على طوفة بيتي واسميها المعلقة المشعلية مشعل بابتسامة: آمر سعد تنهد: تذكر قبل حوالي عشر أيام قبل مايرجع راكان من لندن قلت لك عن تحديد موعد العرس إذا خلصت مريم دوامها نص شهر 5 وانت رديت علي ليلة عشاء راكان بالموافقة وانا انحرجت أقول لك شيء وقتها انا اخترت ذا الموعد المتأخر عشانك قلت لي انه لازم عرسنا عقب عرس راكان ومادريت ان راكان بيسوي عشاه عقب ردته من لندن على طول وراكان هذا هو تزوج وخلص وماشاء الله الوالدة الحين معها في البيت ثنتين من بنات عبدالله ومثل ما قالت لي أم فارس.. مريم ما تبي أصلا حجز قاعة.. وتبي عشاء عائلي بسيط وبس فأنا أشوف انه التأجيل خلاص ماله معنى وخصوصا أن المهر عند العروس من زمان بصراحة يا أخيك أنا بالي مشغول على فهيدان مجنني.. أبي أتفرغ له وأبي بالي يكون مرتاح قد يكون في الأسباب التي قالها سعد جانب كبير من الصحة ولكن أيا منها لم يكن السبب الأساسي فسعد خلال الفترة الاخيرة بات يشعر أنه قد يكون استعجل في خطبته لمريم فهو خطبها تحت وطأة إحساسه المتزايد بالوحدة وفي مقابلته الوحيدة لها حركت مريم بعمق صوتها ورقة عباراتها ورزانتها شيئا غافيا في أعماقه ولكن هل تكفي أحاسيس مشوشة مجهولة لصنع حياة زوجية ناجحة تترتب عليها مسؤليات..حقوق وواجبات؟!! فمريم قد تصبح عبئا عليه يُضاف إلى أعباء أبنائه المتزايدة وفي خلال تواجدها مع ابنائه لن تعرف مطلقا ما الذي قد يفعلونه ليس من وراءها.. ولكن حتى أمام عينيها ماذا يشاهدون؟؟ مع من يتحادثون؟؟ ماذا حتى يرتدون؟؟ وحتى يهرب سعد من هذه الأفكار قبل أن تستولي عليه قرر تقديم موعد زواجه حتى يضع نفسه أمام الأمر الواقع فهو لا يستطيع مطلقا أن يُحرج نفسه مع ابن عمه محمد وفي ذات الوقت بات يخشى وطأة أفكاره عليه مشعل أجابه بهدوء: يعني متى تبيه؟؟ سعد بهدوء حذر: بعد أسبوعين ثلاثة بالكثير مشعل بنفس هدوءه: ما تشوف أنك مستعجل؟!! سعد يتنهد: لا مستعجل ولا شيء السالفة كلها عشاء بسيط أنا حتى خدامات مريم اللي جبتهم لها صار لهم فترة عند أم فارس وبأقدم لأم صبري فيزه عشان تجي خلال ذا الأسبوعين يعني ما أشوف سبب للتأجيل مشعل يبتسم: ولا يهمك.. أشور العرب وارد عليك سعد بابتسامة: ما أبيك تشورهم وبس أبيك تشغل مخك التجاري وتساعد أخيك المسلم اليتيم المدعو سعد لازم تحاول تقنعهم.. *************************** بيت يوسف بعد الغداء يوسف يشعر بالاختناق فعلا.. فالعجوزان بدئتا بالملاحظة فباكينام طوال فترة الغداء كانت غالبا مشغولة التفكير ويبدو الهم على وجهها فإن كان هو قادرا على التحكم في انفعالاته فهي باتت عاجزة عن التحكم وروحها تغرق في الهم أكثر وأكثر هاهم يجلسون يشربون الشاي بعد الغداء العجوزان تجلسان متجاورتين وعلى جبينيهما علامات تقطيب تتبادلان النظرات ثم تنظران ليوسف وباكينام التي كانت غير منتبهة لشيء وملامحها غارقة في الحزن يوسف نهض من مكانه وجلس جوار باكينام تناول كفها وقبلها بعمق انتفضت باكينام بعنف ولكن ردة فعلها كانت أغرب فهي أراحت رأسها على صدر يوسف رغم تفاجئ يوسف العميق من ردة فعلها ولكنه احتضن كتفها ومشاعر دافئة تستولي على روحه وهو يمسد شعرها حيث ارتاح رأسها على صدره لأول مرة باختيارها و همس في أذنها بهدوء خافت: باكينام ربنا يخليكي.. فكيها شوية أنتي مش شايفة ستاتك بيبصوا لي ازاي زي ما اكون مجرم حرب باكينام لا تعلم لماذا وضعت رأسها على صدره.. اقنعت نفسها أنها تمثل من أجل جدتيها همست باختناق: تعبانة يا يوسف والله تعبانة أنته اللي ربنا يخليك خليني أروح لأوتيل أنا وستاتي يوسف شدها بحنان ليوقفها ثم يتوجه للجدات بالحديث: عن أزنكم هأروح أنا وباكينام لمكتبي شوية وأنتو ممكن تتجهزوا عشان نخرج بعد شوية كلنا هأوديكم لمتاحف سميث سميثونيان.. هي مجموعة متاحف.. للتاريخ الطبيعي والتاريخ الأمريكي، ومتحف للطوابع .. ومتحف للفنون.. بس هتعجبكم خالص باكينام بالفعل مستنزفة من التعب والإرهاق والألم ماعاد بها قدرة على الصمود ولكن يستحيل أيضا أن تستسلم وتتخلى عن كبرياءها العتيد دخلا لمكتبه همس يوسف بهدوء واثق: ايه حكاية الاوتيل دي؟؟ باكينام بهدوء مرهق: انا تعبت من الحياة اللي احنا عايشينها يوسف باستغراب: تعبتي؟؟ ومن يومين ثم أكمل بنبرة غضب: والحيطة الهبيطة اللي سايباه تلات أسابيع مشاعره مالهاش أي احترام باكينام بتساءل مؤلم مفاجئ: انته عندك مشاعر يايوسف؟؟ يوسف بصدمة: نعم؟؟ باكينام أعادت سؤالها بهدوء موجع: أنت عندك مشاعر زي كل بائي مخاليئ ربنا؟؟ صمت وهو يعيد النظر إليها بعمق.. ثم قال لها بصوت غائر يبدو كما لو كان قادما من بئر عميقة: عندي مشاعر للي يستاهلها وبس صمتت.. لن تسأل.. فهي تعرف جوابه وهي ليست مستعدة لمزيد من الإهانات والتجريح والألم صمت أعمق احتكم بينهما بعدها همس يوسف بهدوء: البسي خلينا نودي ضيوفنا نمشيهم ولما يسافروا.. ابئي فكري تطفشي براحتك ما أنتي ما تئدريش تحلي مشاكلك الا بالهروب منها باكينام هذه المرة هي من ردت بصدمة: أنا؟؟ يوسف ببرود ملتهب: آه أنتي.. فالحة بس تتعنطزي عالفاضي بس وئت الجد.. هتطفشي وتسيبي كل حاجة عندنا مشاكل زي كل المتجوزين؟؟ ممكن نحلها بالتصافي والتفاهم لكن انتي جبانة.. ومش مستعدة توئفي ئدامي وتتفاهمي بلغة حوار طبيعية غير غرورك الفاضي باكينام تنهدت بعمق.. ثم زمت شفتيها بحزم وهي تقول: مش باكينام الرشيدي اللي يتئال لها جبانة انا طالعة ألبس وئاعدة معاك بدال الشهر سنة.. وخلينا نشوف ازي الحوار هينفع مع مخ مئفل زي مخك هي غادرت وهو بقي في مكتبه وعلى شفتي كل منهما ارتسمت ابتسامة شاسعة فكل منهما حصل على مبتغاه هو استفزها.. حتى حصل على وعد منها أنها لن تغادره وهي وجدت لها غطاء يرضي غرورها واعتقادها انه تبقى معه مجبرة على البقاء *************************** بيت محمد بن مشعل غرفة ناصر ومشاعل بعد الغداء ناصر يدخل عائدا من عمله ومن الغداء في المجلس مازال الحذر يرسم دوره في علاقته مع مشاعل فكلاهما يخشيان تكرار الجرح والألم.. يخشيان أن يقتربا أكثر.. فينتج عن الاقتراب جرح أعمق كلاهما باتا غير قادرين على الابتعاد.. وفي ذات الوقت غير قادرين على الاقتراب وضعهما كما لو كانا يعيشان داخل فقاعتي صابون الفقاعتان شفافتان متلاصقتان.. لذا كل منهما مستمع برؤية الآخر.. ولكنهما يخشيان تفجر الفقاعتين.. وما ينتج عن هذا التفجر هل يتمازجان ليصبحا في فقاعة واحدة؟؟ أم يسقطان أرضا لتُدك عظامهما؟!! لم يجد ناصر مشاعل حين دخل توتر فهو لم يراها في الأسفل مع والدته ومريم ولم تستأذنه في الذهاب لمكان ما هل يعقل أن تكون ذهبت لبيت والدها تحول التوتر لنوع من الغضب.. أيعقل أن تفعلها؟؟!! اغتسل وأبدل ملابسه وتمدد على سريره بكلا ساقيه.. فهو لا يخلع ساقه إلا ليلا ثم رن على هاتفها رن الهاتف عنده.. فهاتفها كان موجودا في الغرفة إذن أين هي مختفية؟؟ بعد دقائق دخلت مشاعل بخطواتها الرقيقة المترددة ابتسم وهو يراها تدخل وهمس لها بمرح: لو تأخرتي 5 دقايق بعد كان بلغت الشرطة وقلت مرتي مخطوفة ابتسمت بعذوبة: كنت في المطبخ خبرك موضي بتوصل الليلة.. وحبيت أسوي شوي حلويات ناصر ابتسم: لموضي بس؟؟ مشاعل بابتسامة دافئة: وراكان بعد ناصر مستمر في أسئلته المرحة: وبس؟؟ مشاعل برقة مدروسة: وبس ناصر بانكسار مصطنع: يا حرام وأبو نص رجل ماله شيء؟!! مشاعل بجزع عميق: تكفى ناصر ما تقول كذا على روحك ناصر يضحك: أنتي الحين مسكتي في التسمية وخليتي الموضوع الأساسي وين نصيبي؟؟ مشاعل بعفوية: كلي لك يا ابن الحلال ناصر بنبرة أبعد ما تكون عن العفوية: أكيد كلش لي؟!! مشاعل قفزت وكلماتها تتبعثر بحرج عميق: نسيت الصينية في الفرن ابتسم ناصر وهي يراها تهرب كمجرم أمسكوه بالجرم المشهود (يا حبي لش بس فديت المستحية ياناس تدللي يا بنت عبدالله القلب ملعبش) في الوقت الذي بدأ ناصر يعود فيه إلى طبيعته فإن مشاعل بدأت بالعودة إلى طبيعتها أيضا قبل أسابيع.. بعد عودة ناصر من الإصابة كانت مشاعل مطمئنة في عقلها الباطن أنها مهما تقربت من ناصر فهو لن يقترب منها.. ولكنها الآن تعلم أنه ينتظر إشارة صغيرة منها.. مجرد إشارة لا تريد أن تطيل انتظاره لهذه الإشارة ولكنها فعلا تشعر بخجل عميق.. هو خجلها الطبيعي بعد أن عادت لقواعدها سالمة التي أعادها لها رؤيتها لناصر بشخصيته الطبيعية المرحة الدافئة بالتأكيد ليس خجلها المرضي.. ولكنه الخجل الأنثوي الرقيق!! **************************** بيت محمد بن مشعل بعد صلاة العصر كانت مريم تنتهي من صلاتها وتريد البدء في وردها سمعت طرقات هادئة على الباب همست بهدوء مرحب: تفضل يابو محمد مشعل دخل وهو يبتسم.. بعد السلام.. همس بمرح: تدرين يا السكنية إني مغير عطري اليوم أبي أفاجئش مرة ..وكل مرة تصيديني مريم تبتسم: هالمرة عرفتك من الدقة.. مشعل بمودة عميقة: مافيش حيلة مريم برقة: شأخبارك مع لطيفة؟؟ مشعل بعمق: مستانس فوق ما تخيلين.. لأول مرة أكون مبسوط بحياتي الزوجية مثل أنا ذا الأيام مريم بسعادة: دوم يارب.. أنا فعلا كنت مستغربة منك لما قلت لي إنك مهوب مبسوط مع لطيفة لطيفة جنة وقربها جنة.. الله يديم السعادة عليكم مشعل بود: آمين.. والحين خليش مني ولطيفة.. وخلينا فيش أنتي وسعد مريم ببساطة عميقة موجعة صادرة من العمق : يبي يطلقني صح؟؟ مشعل بجزع غاضب: يطلقش؟؟ ليه نلعب حن؟؟ مريم بذات هدوئها: لا تعصب مشعل أنا سألت سؤال.. والسؤال يرد عليه بجواب.. مهوب بسؤال مثله مشعل تنهد ليسيطر على غضبه: لا طبعا.. يبي يقدم موعد العرس يخليه بعد أسبوعين أو ثلاثة وأنا أقول بعد ثلاثة أحسن.. عشان يكون راكان رجع من سنغافورة لكن وش اللي طرا الطلاق عليك؟؟ مريم بعمق: إحساس بس مشعل بمودة حازمة: إحساسش غلط.. وين حد يلقى مثلش ويطلقها مريم برقة حازمة: أنت آخر من يتكلم يا مشعل.. كان عندك جوهرة وتبي تتزوج عليها أشلون بسعد اللي تورط بوحدة ضريرة...؟؟!! أم فارس تقول سعد صاير متضايق من مشاكل ولده الصغير والواحد يوم يتزوج يبي له سند..وش نوع المساندة اللي بأقدمها لسعد؟؟ أخذ من الوقت المخصص لعياله؟؟ أزيد مشاكله مشاكل..؟؟ يطلع من البيت وهو خايف إن الضريرة اللي وراه تخبط في طوفه وإلا تطيح من الدرج؟؟ مشعل باستغراب: مريم وش فيش؟؟ وش ذا الكلام اللي تقولينه؟؟ يعني هذا أنتي عمرش ما خبطتي في طوفة هنا؟؟ مريم بعمق موجع: هنا عشت عمر..حفظت كل شبر في البيت لكن بيت سعد عمري ما دخلته مشعل بعمق مشابه: مريم أنتي خايفة؟؟ مريم بوجع: وحرام أخاف يا مشعل؟؟ أنا خايفة على نفسي وخايفة من نفسي وخايفة على سعد وخايفة منه وخايفة على عياله وخايفة منهم خايفة من كل شيء مشعل بمؤازرة وهو يحتضن كفها: أي واحد يقدم على خطوة جديدة لازم يكون خايف مريم بحزن: الخوف إحساس بسيط تافه قدام اللي أنا حاسة فيه ثم أردفت بمناشدة: تكفى مشعل عشان خاطري قل لسعد إذا هو يبي يتراجع عن العرس ويطلقني.. ترا الزواج مهوب قضية وقتية هذي قضية مصيرية مشعل قفز وهو يقول بغضب: مريم مع حبي واحترامي لش لكن شكلش استخفيتي مريم بمناشدة عميقة: تكفى يا مشعل عشان خاطري لو لي خاطر عندك عشان قلبي يرتاح وعشان لو صار بيني وبينه شيء عقب ما ألوم نفسي.. لأني عطيته فرصة للتراجع مشعل يحاول التماسك والهدوء: سعد أعرفه أكثر من نفسي مستحيل يتراجع مريم بمناشدة أخيرة عميقة: أرجوك مشعل قل له... وقل له إني جادة أنا صاير عندي إحساس عميق إنه يمكن يكون ذا الزواج كله مشروع فاشل وأنا في وضعي وعمري.. ما عدت حمل مشاريع فاشلة ************************ واشنطن شقة مشعل مشعل يدخل بهدوء يسلم على هيا التي كانت تجلس في الصالة وتدرس يخلع جاكيته.. ويجلس جوارها وعلى محياه علائم ضيق عميق هيا تحتضن كفه وتهمس برقة: وشفيك حبيبي؟؟ مشعل بهدوء عميق رغم ضيقه: متضايق شوي عشان سفر سعيد الفال لنا ونرجع بالسلامة هيا بذات الرقة: آمين مشعل بسكون: والله سعيد مكانه بين.. مع أنه ماله إلا سنة هنا.. وأنا قبله بثلاث سنين.. بس كان قريب مني واجد هيا بعتب: يعني أنا ما أكفي مشعل يحتضن كتفيها ويهمس بحنان: أنتي تكفيني عن العالم كله ثم أردف بعمق: بس الغربة كسرت ظهري.. الله يعدي ذا الكم شهر على خير ونرجع لأهلنا سالمين غانمين.. *********************** بعد المغرب السعودية.. الطريق الصحراوي بين الحدود الأماراتية والحدود القطرية المنطقة حيث تعرض راكان لهجوم الذئب موضي بألم: نفسي انكتمت علي صرت أكره ذا المكان راكان يبتسم: بس أنا صرت أحبه صار له عندي ذكرى موضي أنفاسها تتسارع بضيق: والله جد أتكلم راكان متضايقة من المكان راكان يتجه بالحديث لاتجاه آخر: تسمعين شيلة ببلاش واحنا رايحين سمعتش لتركي الميزاني الحين وشرايش سلمان الميزاني؟؟ موضي تعلم أنه يريد إشغالها عن أفكارها الكئيبة.. ولن تفوت فرصة سماعه مرة أخرى فهما منذ خروجهما من دبي كانا مع سيارة أجرة.. وحديثهما بينهما بصوت خافت حتى أخذ راكان سيارته من المركز الإماراتي ومن لحظتها وهي تتمنى أن تسمع شيلة بصوته لذا همست: وليش ما تكون قصيدة لك راكان بهدوء: الحين مهوب طاري على شيء من قصايدي (لم يكن هذا هو السبب والسبب أن كل القصائد التي تواردت على خاطره اسم موضي منصوص فيها لذا قرر أن يشيل أول شيلة خطرت بباله ويحفظها) موضي بعذوبة: خلاص سلمان الميزاني..و النعم تنهد راكان ثم خلع غترته ووضعها جواره.. وبدأ في جر القصيدة الموجعة الآخرى.. ماهو سر خياراتك يا راكان؟!!: لا خيرفي رَجل(ن) قصار(ن) شبوحه ولا خير في سيف(ن) نثر دم راعيه ماجيت أبي مد اليدين الشحوحه ولاجيت ضامي في رجاء الغير يسقيه سرتني أقـدار الليال اللحوحه لو كان مسرايه على شي مابيه والهم وطعون الزمان وجروحه تجمعت في خافقي واسكنت فيه واللي غموضه يختلف عن وضوحه اجبرني اركب مركب التيه واتيه أستاذنك يا خاطري والسموحه لا عاد تلحقني ملام ومشاريه سري وسرك لازم إنّا نبوحه ونودعه توديع غالي لغاليه لو إن دمعات الموادع فضوحه تطري علي البعد وأنا ما أدانيه لكن يا سر(ن) توفى طموحه نقلك يعذبني ولاني بقاويه ركزت في صدري سهوم(ن) ذبوحه وعلمتني في شي ماني بناسيه وعلمتني في شي ماني بناسيه وعلمتني في شي ماني بناسيه يا الله كيف يكون لجبروت صوته هذه السطوة في هز أوتار قلبها المتساقط ارتجافا واعياءً!! تكاد أن تشهق ألما وشجنا.. تنزف كل دماء روحها بلا تفكير أي رجل أنت يا هذا؟؟!! أي رجل؟!! صمت راكان وهمست موضي: وصدق يا راكان.. منت بقاويه؟؟ ابتسم راكان: وش هو؟؟ موضي بعمق: سرك.. ابتسم راكان وهمس بشفافية: أقواه وأقوى غيره.. مهوب راكان اللي سده قريب ألتفتت موضي لزجاج نافذتها وهي تهمس بارتجاف: ماظنيت غير كذا!! (أي ألم بات سرك يبعثه في أوصالي؟!! في البداية كنت أشعر بالفضول من هي؟؟ من تكون؟!! الآن أشعر بالألم.. الكثير من الألم رغم أن السؤال مازال ذات السؤال من هي؟؟ ومن تكون؟؟) راكان انتبه لارتجاف صوتها.. همس بقلق: موضي وش فيش؟؟ موضي تبعده عن المقصود الفعلي إلى شيء آخر هو قلق فعلي أيضا همست بضيق: ما أدري وش بأسوي إذا رجعنا للدوحة.. متوترة.. أخاف أسوي شيء يضايقك مني ابتسم راكان وهو يقول برجولة: لا تخافين من شيء وأنتي معي ثم أردف بمودة حازمة: خلينا نتفق.. لو أنا ضايقتش أو أنتي ضايقتيني على طول نتصارح.. مافيه داعي نحط بيننا حواجز موضي بشجن: اتفقنا..ومن يقدر يحط بينه وبين روحك الصافية حواجز راكان بعمق: أنتي حطيتي موضي بألم: راكان بلاه ذا الموضوع راكان بمصارحة شفافة: موضي أنا مستوجع فوق ما تتخيلين لو شفت هذاك الكلب الحقير بأقطعه.. مهوب لأن الاثر له أي أهمية عندي.. لكن لأنه أذاش وخلاش تتعقدين من نفسش بذا الطريقة موضي بجزع: راكان تكفى.. لا تنسى أنه ولد عمتنا.. وعمتي نورة وبناتها ماعندهم غيره راكان ببرود يشتعل تحته ولا يعلم سبب هذا الاشتعال.. يشعر بألم مشتعل يحرث روحه بمناجله: مهتمة فيه؟؟ موضي باستنكار جازع: يخسى.. والله ولا همني.. بس حشمة لعمتي نورة وخالي جابر راكان يحاول الهرب من وطأة أفكاره وهو يهمس لها بهدوء شديد الحزم: إذا تبيني أسامحه فأنتي لازم تحاولين تتجاوزين كل اللي هو سواه فيش.. لكن دامني أشوفش مستوجعة.. والله ما أسامحه.. واللي رفع السما وبسط الأرض لأخليه يدفع ثمن كل دمعة بكيتيها موضي بجزع: خلاص أحاول راكان بحزم: لا.. أوعديني موضي تضغط على نفسها: أوعدك راكان يبتسم وهو يهمس بشفافية: وأنتي على قولتش: من نسوان كلمتهم ما تصير ثنتين وأنتي وعدتيني موضي تبتسم: على قولتك: نسوان أحدث طراز.. وأنا وعدتك *********************** بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود الساعة 8 مساء العنود تنهي زينتها.. تريد التوجه لبيت أهلها استعدادا لوصول موضي وراكان يدخل عليها فارس مستعجلا وهو يفتح الدولاب باستعجال العنود تنظر له بفضول واستغراب حتى رأته يتناول مسدسه ويضعه في جيبه ليتحول الفضول لرعب والاستغراب لجزع قلق العنود تختنق بكلماتها: فارس وين بتروح؟؟ فارس بنبرة اعتيادية حازمة: الشرطة طالبيني في مداهمة ولأني مدني ما يعطوني سلاح.. بس عندي سلاحي هذا مرخص.. العنود تقف أمامه لتقول بمناشدة: تكفى فارس ما تروح فارس بغضب: نعم.. أمسكت بذراعه لتمنعه.. ولكنه دفعها بحدة وخرج.. لم ينتبه أن دفعته كانت أقوى مما تحتمل رقتها وضعف بنيتها ولم يعلم أنها سقطت أرضا لأنها دفعها وخرج.. وهو يعتقد أنه أزاحها فقط عن طريقها يعلم أن دفعته كانت قاسية نوعا ما ولكنه لا وقت لديه للأخذ والرد والمداهمة بعد أقل من نصف ساعة العنود بقيت مذهولة للحظات لم تستوعب أنه دفعها ولم تستوعب أنها وقعت أرضا ومع الاستيعاب حضر الألم (تمد يدك علي يا فارس؟!! أنا تمد يدك علي؟؟!! عمري ماحد صرخ علي في بيتنا صرخت أنت علي... وتحملت اليوم تدزني وش بيصير عقب؟؟ تضربني؟؟؟ بس ماعليه يا فارس ماعليه.. خلك ترجع بالسلامة.. ونتفاهم) | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #89 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم بيت محمد بن مشعل صالة البيت الرئيسية الساعة 9 مساء أم مشعل وبناتها مريم والعنود كن في الانتظار ومعهن مشاعل ولطيفة في ذلك الوقت كانت سيارة راكان تتوقف في باحة البيت راكان يلتفت لموضي المتوترة جواره يتناول كفها ويحتضنه بحنو وتملك ويهمس لها: ترا مافيه حد داخل غير الناس اللي أنتي خابره ماحد منهم تغير.. ليش التوتر؟؟ موضي بقلق: بس يمكن أنا تغيرت شد كفها بقوة أكبر وحنان أعظم: وش اتفقنا عليه؟؟ للمرة الأولى تبادر موضي وتشد هي كفه التي تحتضن كفها شعر راكان بألم غير مفهوم في عمق فؤاده مع ضغط أناملها الرقيقة همست برجاء: ادخل معي هز أعماقه بعنف امتدادها القوة منه ورغبتها في الاحتماء به تمنى لو يستطيع أن يخبئها بين رموش عينيه لو استطاع همس لها بهدوء حانٍ: كان ودي ادخل معش.. بس شوفي جودي واقفة عند الباب معناته لطيفة داخل مهوب أمي وخواتي بس أنا بأروح المجلس.. الرياجيل ينتظروني على العشاء وباجيكم عقب موضي تنهدت وهي تسمي بسم الله وتنزل بخطوات مترددة عكس خطوات راكان الواثقة الواسعة وهو يتجه لجود ويحملها ويغمرها بالكثير من قبلاته ثم ينزلها ويتوجه للمجلس وجود تركض لناحية خالتها وترمي نفسها عليها لتحتضنها موضي بحنان وهي تحملها وتقبلها بعمق ثم تدخلها معها لداخل البيت بعد حوالي ساعة انتهى العشاء عند كلا الطرفين النساء والرجال مجلس الحريم في بيت محمد بن مشعل لطيفة وموضي متجاورتان مريم والعنود ومشاعل يشتبكن في الحديث معا وأم مشعل استأذنت لتناول أدويتها لطيفة تبتسم وهي تهمس لموضي بخفوت: غريبة شايفتش مستحية.. مهوب عوايدش بالعادة شاقه القاع وقايلة باع موضي تبتسم: يا شين أمثلتش بس.. يأ أختي خليني أمثل مستحية.. وش عليش لطيفة بنبرة مقصودة: المشكلة أنش ما تمثلين يا موضي.. مستحية صدق صمتت موضي ولطيفة أكملت حديثها: شالسالفة موضي؟؟ ما عمرش دسيتي علي شيء لا تكونين منتي بمبسوطة مع راكان؟؟ موضي بجزع عفوي: لا والله.. ياحظها اللي يصير راكان لها.. مامثله في الرياجيل اثنين لطيفة باستغراب: ياحظها؟!! ليه هو صار حق حد غيرش؟؟!! موضي بحرج: ما أقصد.. لا تصيدين علي كل كلمة لطيفة تتنهد: براحتش موضي.. أظني إنش تعرفيني.. اذا صار في خاطرش شيء تقولينه تراني حاضرة عاودت موضي الصمت في حياتها مع حمد.. كانت تخبر لطيفة بكل شيء ولكنها الآن غير مستعدة لإدخال أحد في عالمها هي وراكان.. العالم الغريب والعميق والمجهول والمثير همست موضي بعد دقيقة بهدوء: قومي معي أروح أسلم على أمي وجدتي.. ألحق أرجع قبل يجي راكان على الجانب الآخر مشاعل تهمس برقة: عنودة وش فيش؟؟ ليش مكتمة كذا؟؟ العنود بنبرة مصطنعة: مافيني شيء مريم بهدوء عميق: من حيث فيش.. فأكيد فيش.. مشاعل ابتسمت: يا الله وهذي مريم ساندتني بعد العنود تحاول أن تبتسم: ياشينكم.. ما أسرع اتفقتو.. الله يكفي شركم أصلا كل وحدة منكم حاستها السادسة رادار.. اتفقتو يعني مافيكم حيلة مريم تبتسم: والمعنى أنه فيه شيء فيش.. العنود ببساطة: مافيه شيء.. فارس عصب علي شوي قبل أجي.. عشان كذا متضايقة (جزء من الحقيقة ولكنها ليست الحقيقة) مشاعل بحنان: ياقلبي يا العنود.. عشرين ألف مرة قايلة لش.. فارس يعصب بس والله قلبه طيب العنود بضيق: أدري.. بس ما أقدر أمنع نفسي ما أتضايق مريم بعمق: وأنا قلت لش لا عاد تسوين شيء يخليه يعصب العنود تتنهد: خلاص خير.. الموضوع كله بسيط.. أنا وهو نعرف نتفاهم ذات الوقت.. مجلس آل مشعل راكان وناصر ناصر بمرح: هاه وشرايك في الحياة الزوجية يالعريس؟؟ راكان يبتسم: مالك شغل.. ما نعطي كورسات للبزارين ناصر يضحك بصوت خافت: عشتو.. أظني إني معرس قبلك يا أخ أنت راكان بابتسامة: وأظني أكبر منك يا أخ أنت.. ناصر بمودة ومرح: حتى لو ما قلت.. باين عليك متشقق.. من يوم دخلت علينا وابتسامتك شاقة.. بالعادة تبتسم في المناسبات الرسمية والعيدين.. راكان مازال مبتسما: ياملغك بس (أحقا ماعدت قادرا على السيطرة حتى على ابتسامتي؟!! ولكني بالفعل سعيد لا أعلم سببا لهذه السعادة ولكنها سعادة جديدة بدأت تتسلل لروحي المثقلة هناك ما ينغصها.. نعم ولكنها تبقى سعادة عميقة لأول مرة ..سعادة بهذا العمق ترفرف في كل أنحاء روحي) رن هاتف ناصر.. رد بصوت خافت..ثم أنهى المكالمة وألتفت لراكان ليقول باستغراب: أختك دلوعتنا مهيب صاحية متصلة فيني تسألني عن رجالها أقول لها ليه ما تتصلين فيه تقول جواله مقفل شكلها تتدلع عليه ابتسم راكان وهمس بحنان:خلها تدلع الغالية.. الدلع أصلا ماخلق إلا لها ثم أردف باهتمام: بس فارس كنه تأخر أنا تعبان من السواقة وأبي أنام بس أبي أشوفه الأول ناصر (بعيارة): عدال.. تعبان من السواقة وإلا مستعجل على شوفت بنت عبدالله؟؟ راكان بغضب شفاف: نويصر تحشم ناصر يضحك: ياشين دور الأخ الكبير عليك.. لازم تكعمني يعني (تكعمني/تجعمني/ تأنبني وتسكتني) فارس توه اتصل فيني من دقايق.. يقول خلص شغله وجاي في الطريق ومع انهاءه لجملته كان فارس يدخل المجلس وناصر يكمل بمرح: ليتنا طرينا مليون ريال بدال وجه رجال أختك الودر ذا قبل ذلك بقليل زاوية أخرى سعد ومشعل مشعل أخبر سعد بما طلبته منه مريم سعد يرد غاضبا: مشعل أنت شايفني بزر أسوي شيء ماني بمقتنع فيه مشعل بهدوء: هدي أعصابك.. أنا قلت لمريم كذا بس هي تقول هذا زواج.. وعشرة عمر وهي وحدة ضريرة وتخاف إنها تكون حمل عليك مع مسؤوليات عيالك وتقول إنها حاسة أنه.... والله ما أدري أشلون أقولها لك... إنه... يمكن يكون ذا الزواج مشروع فاشل ووحدة في عمرها ووضعها ماتستحمل مشاريع فاشلة سعد بصدمة: زواجها مني مشروع فاشل؟!!! مشعل يتنهد: يا ابن الحلال لا تفهمها بذا الطريقة الفشل من ناحيتها مهوب من ناحيتك أنت رجال كامل.. والكامل وجه الله لكن هي متحسسة من ناحية إنها ماتشوف.. وتخاف تكون حمل عليك سحب سعد نفسا عميقا ثم همس لمشعل: مريم عمرها كانت حمل عليكم؟؟ مشعل يبتسم: لا والله حن اللي حمل عليها.. وإلا هي ماعمرها ثقلت على حد سعد يبتسم: خلاص عشانا عقب رجعة راكان من سنغافورة.. الخميس اللي عقب 3 أسابيع *************************** قسم ناصر الذي أصبح لراكان الساعة 11 مساء لطيفة تدخل مع موضي للبيت موضي تخطو للداخل بتردد ولطيفة تحمل جود التي تشعر بالنعاس وتهمس بخفوت: شوفي أنا رتبت كل أغراضش وأغراض راكان أنا رتبت مثل ما أعرف إنش تحبين ترتبين أغراضش لو ما عجبش شيء خلاص بكيفش رتبي مثل ما تبين موضي بعذوبة: مشكورة يأم محمد.. ومن اللي ما يعجبه ترتيبش ثم أردفت: ايه لطيفة.. كنت أبي أسألش الكنبة اللي تنفتح اللي في صالة غرفتش من وين اشتريتيها؟؟ عاجبتني لطيفة باستغراب: ليه وش تبين فيها؟؟ موضي بحرج: أبي أرتب الغرفة الثانية بأحط فيها مكتب لي ولراكان وأبي أحطها فيها لطيفة نظرت لها بنصف عين: لا تكونين ناوية تطردين راكان موضي بحرج أشد: الشرهة علي اللي سألتش لطيفة باستعجال: خلاص لا تطنقرين (تزعلين) علينا.. إذا بغيتي تشترين وديتش والحين لازم أروح.. تأخرت على بيتي أنا ساحبة فاطمة من بيت هلي عشان تقعد عند عيالي اللي رقدتهم قبل أجي الحين فاطمة بتسطرني.. كل مرة تلاغيني تقول أنا أشتغل عند أنتي وإلا عند ماما؟؟ ثم أردفت وهي تخرج: بكرة بأجي لش مع الكوافيرة عقب صلاة المغرب موضي دخلت للداخل بخطوات مترددة.. تعرف المكان جيدا فهي جاءت مع لطيفة عدة مرات لترتيب أغراض مشاعل هنا علقت عباءتها التي كانت بيدها وقررت أن تستحم أولا لتهدئة أعصابها المستنزفة ثم خرجت ملتفة برداء الحمام فتحت الدولايب لتختار لها ما تلبسه شعرت بالتوتر يتزايد تريد أن تلبس شيئا أقل تزمتا مما كانت ترتديه أمام راكان طيلة الأيام الماضية ليس لأنها تريد فلو كان الأمر برغبتها لبقيت ربما بعباءتها وشيلتها ولكن لأنها لابد أن تفعل ذلك.. حتى تقنع راكان أنها تحاول تجاوز مافعله حمد بها فراكان كالبقية لا يعلم أن حمد يعاني من مرض نفسي يتعالج منه في مصر ومن يعلم هن لطيفة ووالدتها وموضي وهيا ووالد حمد فقط وموضي لا تريد أن تخبر أحدا بسر علاجه ومن ناحية أخرى لا تريد أن يظن راكان أنه بقي لحمد أي تفكير في مخيلتها استقرت على اختيار معين لملابسها ارتدت ملابسها ثم ارتدت ثوب الصلاة فوقها وصلت قيامها بعدها توجهت للتسريحة شعرت برغبة ملحة غير مفهومة أن تتعطر.. تتزين.. بعضا من أحمر شفاه فاتح ربما تعطرت بكثافة وعطرت شعرها ولكنها قررت أن تتوقف عن فكرة التزين التي بدت لها لا داع لها بل ومبتذلة وتركت وجهها صافيا خاليا من المساحيق ثم توجهت للصالة لتجلس فيها انتظارا لراكان لم يطل انتظارها فبعد دقائق كان يدخل بخطواته الثقيلة الثابتة قادما من بيت والده بعد أن سلم على والدته وشقيقاته.. توقف للحظات وكأن الزمن توقف معه وهو ينظر للبهاء المكتمل الجالس أمامه ارتعش شيء ما في داخله.. شيء ما!! ولكن هذه الرعشة لم تتجاوز داخله مطلقا كانت تجلس أمامه ببيجامة أنيقة قميصها (التوب) القطني بدون أكمام (هاي نك) باللون الفستقي الكامل وبنطلونها الحريري (برمودا) لتحت الركبة بقليل حرير مشجر باللونين الفستقي والابيض.. وشعرها المستحيل متناثر على كتفيها ويلتف حول رأسها عصابة حريرية من نفس لون وقماش بنطلون البيجامة وترتدي خفين فستقيين برباطين يعقدان عند الكاحل كانت طلتها مثيرة ورقيقة.. وموجعة.. وصادمة.. فهو لم يراها طيلة الأيام الماضية سوى بلباس غاية في الرسمية والاحتشام حتى البيجامات كانت ترتدي فقط البيجامات الكلاسيكية الحريرية موحدة اللون بعد أن اشترت منها عدة قطع من أحد مجمعات دبي.. بقي مذهولا للحظات لم تشعر بها موضي ولكنه هو من شعر بها ولكنه تماسك بسرعة وهو يبتسم ويسلم ثم يجلس قريبا منها لتخترقه رائحة عطرها المختلط برائحتها العذبة تنهد وهو يقول لنفسه (أنا اللي جبته لنفسي ) راكان يشعر بألم غير مفهوم فهي توقظ فيه الرجل ولكن أين العاشق؟؟ يستحيل أن ينظر إليها كما ينظر أي رجل لأي أنثى فليس هو بأي رجل وليست هي بأي أنثى بل هما راكان وموضي!! ابتسم وهو يسألها: زال توتر المقابلة الأولى؟؟ ابتسمت وهي ترفع عينيها له: زال.. وترى جدتي تسأل عنك راكان يضرب على جبينه: يوه.. والله حسبتها نايمة.. الحين وش بيرضي هويه علي .. بتقص رقبتي موضي بمرح رقيق: خلك من المهايط.. ومن اللي يقدر عليك أنت بالذات جدتي عمرها مازعلت عليك زعلت من كل عيال عيالها إلا أنت.. ما أدري وش مسوي لها؟!! راكان بابتسامة: وهم ليه يزعلونها؟؟ موضي بعذوبة: ولو أن هذا مهوب جواب على قولتك بس تدري أمي هيا تحب تجرب غلاها راكان بمودة: وهي تدري إنها عندي غالية..ومافيه داعي تجرب وقفت موضي وهي تهمس بمرح: ماشاء الله.. ماحد يقدر عليك في الحكي كانت موضي تريد التحرك.. لولا أن يد راكان الجالس أطبقت على أناملها بقوة لتوقفها مكانها ارتعشت موضي بعنف.. لاحظ ارتعاشها وأناملها الساكنة بين أناملة تنتفض كعصفور بلله القطر ولكنه تجاوز ارتعاشها رغم تأثره به وهو يهمس لها بحنان: وين بتروحين؟؟ موضي بصوت مرتعش: بأروح أجيب لي ماي.. تبي أجيب لك شيء.. أو أسوي لك شيء راكان بهدوء حانٍ: لا.. مشكورة.. أنا بأقوم أصلي.. ثم بأرجع ثم أردف بشفافية: مشتهي أسولف معش (فأنا لم أرتوي بعد من النظر إلى محياكِ ولا من سماع همسكِ ولكن هل سأرتوي يوما؟!! هل؟؟ لا أريد أن أرتوي.. لا أريد أريد أن أعيش مابقي من أيامي ضارعا إلى عينيكِ غارقا بين همساتكِ . . . راكان ما الذي يحدث لك؟؟ أي جنون أصابك؟!! يبدو أنني فقدت السيطرة المنطقية على تفكيري!! لا أريد أن أخسر موضي كإنسان وصديق نادر وأنا وعدتها بالحماية والاحتواء . . ولكني لم أمارس أي تجاوز لعلاقتنا كأصدقاء فهل هناك أحب إلى الإنسان من النظر إلى وجه صديقه والاستماع إلى حديثه؟!!) ************************** بيت فارس بن سعود الساعة 12 مساء غرفة فارس والعنود العنود بعد أن اطمأنت إلى عودة فارس سالما من شقيقها ناصر استعادت شعور غضبها منه قد تكون تحملت منه الكثير ولكنه أيضا تغير كثيرا من أجلها.. وهي تعلم ذلك من رغبة بالزواج حتى يأدبها على تطويلها لسانها عليه إلى عاشق متيم ولكن هل حقا كان يرغب في تأديبها أو في تأديب نفسه المتجبرة القاسية؟!! ورد في الأثر :" النساء يغلبن الكريم ويغلبهن اللئيم" وفارس ليس لئيما أبدا بل هو رجل كريم النفس واليد ومن نسل كريم وهكذا حين تحكم العروق الطيبة..يحضر الطيب وتفوح روائحه العطرة ولكن هذه العروق الطيبة بها كبرياء متأصل عتيد أيضا!! فكيف التلاقي بين الطيب.. والطيب؟!! و من ناحيتهاالعنود لا تريد أن تكون من مكفرات العشير.. اللاتي ما أن يبدر من أزواجهن أي إساءة لهن.. حتى ينكرن عشرتهم وينفين كل طيبهم معهن ولكنها على الجانب الآخر تعلم أنها لن تحتمل مرة قادمة قد يمد يده عليها فيها دخل فارس بهدوء.. كان خالي الذهن تماما فهو لم يظن للحظة أن العنود قد تكون غاضبة منه دخل وهو يتلفت بحثا عن طيف فاتنته كانت تجلس على مكتبها مقابلة لحاسوبها تعد ورقة عمل مطلوبة منها اقترب منها وهي اضطربت وبدأت طباعتها تتحول إلى سلسلة من الأخطاء لم يكن اضطرابها خوفا.. ولكن تبعثرا فحضوره يبعثرها غصبا عنها وقف خلفها وهو يسلم وهي ردت السلام بخفوت انحنى عليها وهو يرفع شعرها عن عنقها ويميل أكثر ليطبع قبلته عليه ولكنها وقفت قبل أن تصل شفتيه إليها وشعرها يفلت من بين أنامله فارس نظر لها باستغراب وتقطيب وهو يراها تبتعد لتجلس على الأريكة اقترب وجلس قريبا منها وليس جوارها وهمس بهدوء: وش فيش؟؟ العنود تهمس بحزن دون أن تنظر له: إسأل روحك فارس بهدوء حازم: وش الجريمة اللي سويتها حتى تكلميني بدون ماتطالعيني؟!! إذا صار عندش شيء تقولينه حطي عينش في عيني وكلميني أو احتفظي بكلامش كله لنفسش العنود رفعت عينيها له وهي تهمس بحزن أكبر: ليه أنت منت بداري حتى وش سويت؟؟ فارس بنبرة حادة نوعا ما: العنود بلاها حركات الدلع.. أنا ما سويت شيء إذا أنتي عندش شيء قوليه حينها بدأت عيناها تغيمان بالدموع.. وهو شعر بالجزع.. قد يحتمل كل شيء إلا دموعها حينها وقف وجلس جوارها واحتضن كفها وهمس بحنان: ودموع بعد حبيبتي تكفين قولي اللي تبينه بس من غير دموع.. تدرين ما أستحمل دموعش حينها أسندت العنود رأسها لكتفه وهو احتضنها بحنو وهو يهمس: يالله قولي لي وش مزعلش على فارس ثقيل الدم؟؟ العنود تحاول السيطرة على سيول دموعها وحتى لا تبدأ بالشهقات فإن كان لا يحتمل دموعها.. فهي لا تحتمل نبرة الحنان الدافئة المختلفة في صوته همست بخفوت: الليلة لما طلعت للمداهمة.. تقدر تفهمني اللي تبي بدون ما تمد يدك علي مد اليد للبهايم وأنا ماني ببهيمة.. وعمري ماخالفتك شعرت العنود بعضلات صدره تتصلب بقوة تحت خدها وهو يهتف باستنكار: أنا مديت يدي عليش؟؟ العنود رفعت رأسها وهي تهمس بألم: أجل وش تسمي إنك تدزني وتطيحني على الأرض فارس بذات نبرة الاستنكار: أنا؟؟ العنود تحكي له الموقف باختصار وفارس يتنهد ويهمس بهدوء: حتى لو كان صار.. فأعتقد إنش عارفة إني مستحيل أقصد أمد يدي عليش وأنتي المفروض ما تصغرين عقلش وتحملين الموضوع أكثر من احتماله العنود بعتب: الحين أنا الغلطانة.. بدل ما تطيب خاطري.. تطلعني الغلطانة فارس بحزم رقيق: اسميني العنود.. أنا يوم غلطت في حقش اعتذرت وما تشاينتها بس أنتي مهوب تطالبيني أعتذر حتى لو ما غلطت..لأنه مستحيل يصير أصلا الاعتذار صعب علي يوم أكون أنا الغلطان فاشلون وأنا ما غلطت العنود وقفت وهي تقول بغضب حزين: خلاص لا تعتذر ولا تراضيني بس هذا أنت صار عندك خبر.. ومرة ثانية تمد يدك علي انسى إن لك مره أساسا فارس وقف وهو يقول بغضب حقيقي: العنود لا تهدديني.. واتقي شري العنود صمتت.. فهي تعلم أنها استفزته بما فيه الكفاية.. وتعلم أنها ليست ندا لغضبه هي توجهت لسريرها وتمددت وهو توجه للحمام ليستحم ويهدئ غضبه حين خرج من الحمام ..صلى قيامه.. ثم تمدد جوارها كلاهما يشعر بالألم الكثير منه فبرغم كثرة ماكان يثور عليها ويتخاصمان إلا أن خصامهما لا يطول مطلقا ولم تمر عليهما ليلة باتا فيها وهما متخاصمان فكيف سينامان الليلة؟!!! ************************* بيت مشعل بن محمد غرفة مشعل ولطيفة الساعة 12 إلا ربع مشعل يدخل ليجد لطيفة تدرس على مكتبها يسلم وترد عليه السلام لتقف وتتجه ناحيته وتأخذ غترته منه تحتضنها وهي تشمها وتهمس برقة: مغير عطرك؟؟ مشعل يجلس وهو يبتسم: مغيره أبي أقص على مريم السكنية.. بس صادتني لطيفة تضع غترته في سلة الغسيل وتعود وتجلس جواره وهي تهمس بمودة: ياحليلها مريم.. تعرف كل واحد فينا مهوب بس بالريحة.. حتى بالخطوة والمشية مشعل يهمس بهدوء: وعلى طاري مريم ترا عرسها الخميس اللي عقب 3 أسابيع مجرد عشاء بسيط لكم يا النسوان.. مثل ما مريم تبي بس الرياجيل سعد بيسوي عشاء كبير في مجلسه لطيفة باستغراب: وليش قدموه كذا؟؟ مشعل حكى لها عن رغبة سعد باختصار.. ولطيفة ردت: ليش لا.. عنده حق على كذا بانشغل الأيام الجاية أتشرا لمريم مشعل يقبل رأسها وهو يقول بتقدير عميق: طول عمرش أم الجميع يأم محمد لطيفة بحنان: مريم بالذات غلاها غير.. مشعل يبتسم: وأبو محمد وش علومه من الغلا؟؟ ماله نصيب؟؟ لطيفة تحتضن ذراعه وتقبل كتفه: الغلا كله للعيار أبو محمد وهو داري مشعل بجدية رقيقة: ويوم أبو محمد غالي.. بأطلب منش شيء ولا تقولين لأ لطيقة بعذوبة: عيوني لك مشعل بحنان: تسلم العيون وراعيتها.. أشرايش نروح أنا وأنتي عمرة.. وعقب نقعد كم يوم في جدة.. أنا صار لي فترة مضغوط في الشغل.. وابي أغير جو وأنتي العطلة خلصت مارحتي مكان.. خلصي سوق مريم ذا الأسبوع.. ونروح الأسبوع الجاي لطيفة بهدوء: ومن اللي يعيي من العمرة.. بس عيالي عندهم مدارس وش أسوي فيهم.. وجودي خبرك متعلقة فيني واجد مشعل يقاطعها: ومتعلقة في موضي بعد لطيفة بذوق: ما أقدر أخليها عند موضي وموضي عروس مالها عشرة أيام وش تبي راكان يقول علينا؟؟ مشعل بهدوء: أصلا أنا اخترت ذا الموعد بالذات لأنه راكان بيروح الأسبوع الجاي بطولة في سنغافورة وبيغيب أسبوع.. أكيد موضي بتروح بيت هلش.. نخلي العيال عندهم هاه وشتقولين؟؟ خليني أخلص من عيالش لو مرة..وأسافر أنا وأنتي بروحنا لطيفة تبتسم: خلاص شورك وهداية الله... *********************** بيت محمد بن مشعل غرفة ناصر ومشاعل الساعة 11 ونصف ناصر كان قد جاء مع راكان الذي جاء للسلام على أمه وشقيقتيه دخل أولا.. ونبه مشاعل أن راكان سيدخل لذا صعدت للأعلى كان هذا قبل أكثر من نصف ساعة وخلال هذه النصف ساعة أبدلت مشاعل ملابسها وصلت قيامها وجلست تنتظر ناصر وهي تقلب في دليل مهامها الموكلة إليها من المدرسة التي ستبدأ العمل فيها خلال الأسبوع القادم حين دخل ناصر ارتبكت كعادتها ابتسم ناصر وهو يسلم ويهمس لها بمرح: طالبش بلاها ذا النظرة أحس أني كني طالع عليش من فيلم رعب عشان أخوفش صمتت مشاعل بخجل وناصر جلس بالقرب منها وهو يسألها بمودة: أشلونها موضي؟؟ عساها مبسوطة؟؟ مشاعل برقة: الحمدلله ناصر بشفافية: تدرين يا قلبي.. أنا الليلة مستانس فوق ما تتخيلين مشاعل ابتسمت بتلقائية وهي تشعر بسعادة لسعادته: الله يونسك بالعافية ودوم يارب ناصر بابتسامة واسعة: أول مرة أحس راكان مبسوط كذا.. طول عمره شايل هم خلق الله وما يفكر بروحه الليلة حسيت فعلا وجهه منور وعيونه تلمع.. شيء متغير فيه فعلا والله أختش هذي جبارة.. ودي أحب رأسها والله العظيم مشاعل شهقت وهي ترفع عينيها له: نعم.. تحب رأسها؟؟ ناصر خطر بباله الخبث.. لذا رد بانكسار مصطنع: إيه أحب رأسها وش أسوي؟؟ ما عندي حد أحب رأسه مشاعل أُخرست وهي تنظر لأناملها وتدعكها بخجل وناصر تنهد وهو يقول في داخله (ماعليه.. أقله ما هربت تطور ملحوظ عقبال ما تجي تهرب تطيح في حظني يارب) ************************ قسم راكان وموضي الصالة الساعة الواحدة والنصف ليلا أخذهما الحديث وتشعب.. تحدثا كعادتهما مؤخرا في كل شيء.. واللاشيء المهم أن يتحدثا وكل واحد منهما مأخوذ بطريقة الآخر في الحديث.. نبرة صوته.. صياغته لعباراته وأفكاره إعجاب متبادل وعميق.. عميق لأبعد حد موضي تنظر للساعة وراكان ينظر لها ويهمس: تمللتي مني؟؟ موضي تبتسم: ياحلات ثقل الدم عليك راكان يبتسم: تدرين في شغلنا في الديوان البروتوكول والاتيكيت مهم عندنا ويعطونا دورات خاصة فيه النظر للساعة دليل تملل.. أو إشارة للرغبة في إنهاء الحديث والطرف الثاني لابد يراعي هالشيء ويخفف استعدادا لإنهاء الحوار موضي بابتسامة: بس أنا لما كنت أشوف الساعة عشان أحس إني أنا نسيت نفسي في السوالف وطولت عليك لأنه أنت اللي كنت تسوق وتونا واصلين الليلة وما بعد ارتحت راكان يضحك: حلوة الترقيعة.. بس ما مشى حالها موضي تضحك برقة: والله ما أرقع.. تدري.. بكيفك.. خلنا قاعدين لين صلاة الصبح.. بس لا تشتكي لي بكرة إنك تعبان راكان بعمق شفاف: لو أقعد مقابلش عمري كله.. وأنتي بس تسولفين علي عمري ما اشتكي موضي همست بحرج: مهوب كنك تجاوزت المجاملة للنفاق الاجتماعي يا نصير البرتوكول راكان ابتسم: أنا قلت لش هم يعلمونا البروتوكول كأسس.. بس حن غير ملزمين نجامل.. وأنا قلت لش قبل إني ما أجامل ثم أكمل بعمق شفاف: خصوصا معش.. أحس فعلا إني على سجيتي.. واللي في خاطري أقوله موضي بشجن مؤلم: تكفى راكان ما تكون رقيق ورائع وشفاف لذا الدرجة.. والله وقتها جد أحس بالوجيعة عشانك.. وإني أنا جنيت عليك بفكرة زواجنا راكان وقف بحدة وهو يتنهد بعمق وكأنه يعد من الواحد إلى العشرة ثم يقول من بين أسنانه ويرص على كل حرف: أكثر من مرة طلبت منش تنسين ذا الكلام السخيف وأنتي تدرين إنه يضايقني.. أفهم يعني إنش تعمدين تضايقيني؟!! تدرين الأحسن نوقف الليلة كلام.. ومافيه داعي تقولين أي شيء.. عشان أنا لحد الحين مسيطر على أعصابي وأنا حذرتش قبل إني لو عصبت بتمنين عمرش ماشفتي عصبيتي راكان أنهى كلامه وتوجه للداخل وموضي شعرت أن كلماته سهام مسنونة انغرزت في جسدها ليس من أجل نفسها ولكن من أجله.. كيف تتسبب له بالألم وهي تتمنى لو تحمل كل الألم عنه؟!! كيف تضايقه وهي تتمنى لو تتلقى كل أذى العالم نيابة عنه؟!! قد تكون تألمت كثيرا في حياتها ولكنها الآن مستعدة وبصدق غريب غير مفسر أن تتألم أضعافا مضاعفة مقابل فقط أن تزيل نظرة الضيق التي شوهت عمق نظراته الحانية ************************ واشنطن مساء بيت يوسف يوسف وباكينام والجدتان يصلون جميعا للبيت بعد إنهائهم لجولتهم السياحية كانت جولة طويلة وممتعة للغاية هدنة رقيقة ربطت جميع الأطراف ويوسف كان دليلا رائعا ومضيافا ومتحدثا لبقا شاسع الثقافة العجوزان استمتعتا كثيرا بزيارة المتاحف ووجدتاها فرصة لهوايتهما الأثيرة: تمجيد مآثر شعبيهما العريقين.. أفضل شعوب الأرض قاطبة.. كما هما يرونهما!!! أما باكينام فكانت أكثر الأطراف سعادة بهذه الهدنة وإن كانت لم تظهر هذه السعادة لطف يوسف ورقته وأريحيتيه بعثت سعادة عميقة في روحها وخصوصا أنه طوال الجولة وهو يحتضن كفها وكلاهما يدعي أنه يمثل أمام العجوزين ولكن ما أن يفلت أحدهما يد الآخر حتى يبدأ في بحثه المحموم عن دفء أنامل الآخر حتى تعاود أصابعهما الالتقاء وأرواحهما السكون عادوا جميعا للمنزل بعد أن تغدوا وتعشوا خارجا العجوزان مستنزفتان من الإرهاق فاستأذنتا الذهاب لغرفتهما باكينام صعدت لغرفتها.. ويوسف توجه للمسجد ليصلي العشاء وعاد بعد أن صلت باكينام واستبدلت ملابسها كانت أمام المرآة تمشط شعرها حين دخل يوسف ابتسمت بتلقائية فابتسم لها وهو يقول بحنان تلقائي: ضحكتك حلوة أوي مش حرام عليكي حرماني منها حينها قطبت بتلقائية أيضا فهمس بشجن: خلاص سحبت كلامي المهم تضحكي حينها التفتت له وهي تبتسم وتهمي برقة: ميرسي عالنهار الحلو ده ستاتي انبسطوا خالص.. مش عارفة أشكرك أزاي حينها همس يوسف بتساءل: ستاتك هم اللي انبسطوا بس؟؟ صمتت باكينام وهي تتوجه للأريكة وتجلس عليها تحرك يوسف باتجاهها وجلس جوارها تناول كفها واحتضنها: أنا عارف إن الهدنة عندك ما بتطولش بس حاولي تطوليها ئد ما تئدري باكينام شددت احتضانها لكفه وهمست بشجن: أعتقد أنو أنا اللي مفروض أئول لك كده يوسف ترك كفها ليحتضن كتفيها وهي أرحت رأسها على صدره ومضى زمن ما.. غير محدد بدقائق أو لحظات والاثنان يغوصان في بحر عاصف من المشاعر التي اتعبها الكتمان وتغيير الاتجاهات ولي أعناقها قطع جوهما الغريب والمشحون رنين هاتف يوسف.. ونهوضه للرد عليه ************************ قبل ذلك بقليل شقة مشعل مشعل يدخل إلى شقته قادما من صلاة العشاء في المسجد وجد هيا تتمدد على الأريكة في الصالة توجه ناحيتها ورفع رأسها ليضعه على فخذه ويجلس.. ليهمس لها بحنان: عادش قرفانة من غرفتنا؟؟ هيا تقطب جبينها: ايه والله قرفانة منها.. زين ما انقرفت من غرفتي القديمة وإلا من البيت كله مشعل يبتسم وهو يمرر أنامله عبر خصلات شعرها: يا خوفي بكرة تنقرفين مني مثل أمي في وحامها الأخير بريم.. أكثر وقتها كانت قاعدة في بيت خالي جابر صحيح هي كانت تستحي تقول قرفانة من شيبتها.. بس حن كنا دارين هيا تضحك برقة: أكيد من حبها لعمي عبدالله فديته.. أصلا يقولون العجايز.. المرة اللي تحب رجّالها يجي وحامها فيه وأنا بعد أحبك وأموت فيك ممو مشعل يضحك: ما أبيش تحبيني.. دخيل الله اكرهيني.. المهم ما تنقرفين مني موضوع الحب والكراهية أعاد لهيا ذكرى الاثنين الراقصين على حبال الحب والكراهية: باكينام ويوسف فهمست بعذوبة: مشعل حبيبي متى بتشوف يوسف مشعل بتذكر: زين ذكرتيني.. خلاص بأقوم أتصل فيه.. وأتواعد أنا وهو نتقابل بكرة ************************** اليوم التالي على كل الجبهات الدوحة قسم راكان وموضي الساعة العاشرة والنصف صباحا موضي أعدت الفطور لراكان ثم أبدلت ملابسها وتأنقت لأقصى حد وهاهي تجلس في انتظار أن يصحو من نومه فهي تريد أن تقدم اعتذارا بطريقة غير مباشرة.. رغم أنها قدمت البارحة اعتذار مباشرا.. وتصافيا البارحة حين غضب منها راكان ودخل للداخل لم تجرؤ مطلقا على اللحاق به أو فتح أي باب للحوار وهو عاد بعد دقائق وهو يحمل مخدة وغطاء وتمدد على الأريكة وتغطى دون أن يوجه لها الحديث تعلم أنه لا يريد أن يتكلم وهو غاضب منها ولكنها لا تستطيع النوم وهو غاضب وهما اتفقا على المصارحة وألا يضعا أي حواجز بينهما لذا اقتربت منه بخطوات مترددة جلست على الأرض وهي تقف على ركبتيها بجواره نقرت كتفه بحنان وهي تهمس برقة: راكان.. راكان راكان أزال الغطاء عن وجهه وهو يلف لناحيتها.. كان يتوقع أنها واقفة لذا صُدم وهو يرى وجهها على هذا القرب ولكنه اعتصم بالصمت وهو مازال متمددا ويتأمل عينيها من هذا القرب القريب همست موضي بشفافية: راكان حن اتفقنا على الصراحة وأنا مستحيل أقدر أنام وأنا عارفة أنك ماخذ على خاطرك مني خلاص راكان والله العظيم ما عاد اجيب سيرة ذا الموضوع اللي يضايقك وينقص لساني لو فتحته مرة ثانية لم يرد عليها.. ولكنه مد ظهر سبابته ليلمس شفتيها ثم يمررها على وجنتها وموضي شعرت كما لو كانت قنبلة موقوتة ما على وشك تمزيق وجهها لشدة توترها وهي تشعر بدفء سبابته على بشرتها ثم لتشعر بما يشبه الطعنة العذبة وهي ترى راكان يعيد سبابته لشفتيه ويقبلها ثم يبتسم لها ويغطي رأسه لم يحتاجا للحديث بعد كل منهما فهم ما أراد وفق ما يريد وكلاهما نام مرتاحا مطمئنا حتى صلاة الفجر بعد عودة راكان من الصلاة أستأذنها أن يفرش فراشا في الغرفة لينام لسبيين السبب الأول وبكل صراحة: أنه اعتاد على وجودها معه في ذات المكان والسبب الثاني أنه يخشى أن يأتيهما أحد ويجده نائما في الصالة وهاهي موضي تجلس في الصالة انتظارا لنهوضه وهي تفكر قوله الرقيق أنه اعتاد وجودها معه جعلها تعيد التفكير في طريقة تأثيث الغرفة الأخرى شتان بين فكرتها عن زواجها براكان قبل أن يتزوجا فعليا وما يحدث الآن فهي لم تتوقع حتى للحظات أن علاقتها براكان ستتعمق لهذه الدرجة وبهذه السرعة الوضع بات ملبسا وغريبا وماعادت حتى تعرف ماهي حدودها في هذه العلاقة التي تحمل اسم زواج وهي لصداقة غريبة عميقة أقرب (السلام عليكم) صوته العميق المختلط ببقايا نعاس انتزعها من أفكارها همست بابتسامة: وعليكم السلام كان ينظر لها إليها بتمعن ثم همس بعمق رقيق: الدوحة تخلي الناس حلوين كذا؟؟ موضي ابتسمت بخجل: عيونك هي اللي تشوف الناس حلوين راكان بابتسامة: والله قبل دقايق كنت أشوف لي وجه في المرايه حاولت عيوني تخليه حلو بس بدون فايدة موضي بعذوبة مرحة: يبقى عيونك ماعندها سالفة اللي ماشافت ذاك الوجه حلو كان مازال واقفا.. توجه ناحيتها وجلس جوارها ارتعشت موضي وهي تشعر بثقل جسده جوارها ثم احتكاك كتفه بكتفها راكان تساءل بهدوء: تضايقش جلستي جنبش؟؟ موضي بشفافية: تضايقني لا.. استحي يمكن راكان يلف بجسده قليلا ناحيتها لينظر لها بأكبر درجة من الوضوح وهو يقول: دامها ما تضايقش باقعد.. تستحين مني لأ موضي ابتسمت له برقة: زين منت بمتريق؟؟.. قاعدة انتظرك راكان بهدوء: نتريق ليش لأ.. ولو أن شوفة وجهش تكفي عن كل شيء وياويلش لو قلتي لي إني أجامل كانت تنتظر أن يقف ليتوجها لطاولة الطعام حيث رتبت الفطور ولكنه فاجأها بتناوله لكفها وفاجأها أكثر بتقريب يدها من شفتيه ليطبع على كل إصبع من أصابعها قبلة رقيقة دافئة وطويلة موضي شعرت بدقات قلبها تتسارع وتتسارع حتى أصبحت عاجزة عن سحب أنفاسها وهي تدعو الله بعمق أن يتوقف قبل أن يبدر منها تصرف يضايقه كأن تنتزع يدها بعنف منه فهي تتوتر من لمساته وهو يعلم هذا.. بينما هو عاجز عن التوقف.. عاجز عن المضي عاجز عن الفهم.. عاجز عن التفسير ولكنه أجبر نفسه على التوقف... وهو يعيد احتضان كفها ويصمت التفسير لا معنى له.. وسيحيل تيار المشاعر المهول هذا إلى الابتذال والتسطيح لذا احتضن كفها وهو يقف ويشدها لتقف معه.. ثم أفلت يدها وهمس بهدوء يخفي خلفه توتر عارم وقلق عظيم لهذه المشاعر المجهولة التي بات عاجزا عن السيطرة عليها: يالله نتريق *************************** اليوم التالي في واشنطن مشعل ويوسف تواعدا على الإلتقاء في المقهى حيث كان يوسف يعمل طاقم الخدمة رحب بهما ترحيبا عميقا من أجل زميلهما القديم جو ويوسف أخبر مشعلا أنه كان يعمل هنا كنادل مشعل ابتسم: زين وليه اشتغلت هنا؟؟ يعني ما اعتقد أنك كنت محتاج الراتب يوسف يضحك: وليه لأ.. الفلوس حلوة ثم همس بنبرة جدية: بس أنا اشتغلت هنا عشان أعمل دراسة ميدانية لرسالة الدكتوراة بتاعتي زي منت عارف أنا علم اجتماع.. ورسالتي عن التغير الاجتماعي عند العرب سكان أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر يعني ازاي اتغيروا.. واتغيرت أفكارهم.. حتى طريقتهم الاجتماعية في التواصل اتغيرت وشغلي هنا في الكوفي اداني فرصة أراقب الطلاب العرب هنا.. بدون ما يتحسسوا إني عربي زيهم.. لأنه الغالبية كانوا فاكرين إني مكسيكان وأنا كل اللي اشتغلته هنا تلات شهور تقريبا من نص شهر 9 لنص شهر 12 مشعل بابتسامة: تدري إنك غريب بس بالصورة الإيجابية مهيب السلبية يعني شغل مثل هذا بصراحة مايقدر عليه أي حد وخصوصا لو كان واحد عنده خير يوسف يبتسم: بس كان له نواحي ايجابية كتير أهمها إني تعرفت على مراتي هنا مشعل تنهد .. فالحديث وصل وبسرعة لمربط الفرس كما يقال.. مشعل بدأ بترتيب أفكاره وتركيز عباراته واختيار ألفاظه لذا همس بنبرة تقدير مقصودة: والنعم بمرتك مثل ما يقولون عندنا أنا أشهد أنه أمثالها قليل... تدري قبل كم شهر توفت أم زوجتي هنا والله وقفت معنا وقفة حتى الرجال ما يوقفونها ابتسم يوسف بشجن مؤلم.. كم هي عظيمة!! وكم أذاها وآلمها!! وكم آذته وآلمته أيضا!! ومشعل يكمل كلامه بذات النبرة المقصودة: حتى في مصر ما خليناها في حالها وهي ما ترد أحد.. ولا ترفض طلب أحد كانت تزور ولد عمتي حمد في المصحة........ يوسف حين سمع اسم حمد توتر وغضب عارم تصاعد في روحه ومشعل يستكمل كلامه: يعني المسكينة كانت تقول لزوجتي إنها مشغولة في تجهيز عرسها ومع كذا ظلت تزوره وتطمننا عليه لأنه زوجتي وعمتي جننوها من كثر ما يطلبون منها تزوره وهي والله ما قصرت ولا تقصر عينا يوسف كانتا ترمشان بسرعة وهو يغلقهما ويفتح ثم همس لمشعل بتساءل مفجوع: نعم؟؟ ممكن تعيد الحكاية دي لو سمحت أنا لسه ما استوعبتش... | |||||||||
![]() ![]() |
![]() | #90 (permalink) | |||||||||
مستشار المؤسس ~ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() انا :
قمرهم كلهم بيت محمد بن مشعل بعد الغداء موضي ومشاعل تجلسان متجاورتان تتهامسان بعد أن غادرت أم مشعل لغرفتها لترتاح واستأذنت مريم متحججة برغبتها بالراحة بعد عودتها من عملها والسبب الحقيقي هو شعورها بالتوتر من موعد زواجها القريب الذي يتزايد شيئا فشيئا موضي همست لمشاعل: هاه بشريني عنش أنت وناصر.. شأخباركم الحين؟؟ مشاعل صمتت بحرج موضي ابتسمت: شكلها علوم مشاعل بتردد: بصراحة محتاجة النصيحة.. أنا ماقلت للطيفة لأني عارفة إنها بتغسل شراعي هي قالت لي تدلعي على ناصر بس لا تطولين الدلع لكن أنا طولت الدلع.. طولته بزيادة.. بس غصبا عني والله مستحية وهو مخليني على كيفي.. يعني يمكن لو هو بادر شوي أنا أتجرأ شوي ثم أردفت مشاعل بحزن: تدرين موضي أنا والله العظيم أحب ناصر.. أحبه فوق ما تتخيلين ونفسي أعوضه عن اللي شافه مني ومن ذا الدنيا وهو يستاهل كل خير.. بس والله ما أدري وش أسوي موضي غمزت بعينها: عطيه إشارة مشاعل بجزع خجول شهقت: إشارة؟؟ أنا؟؟ موضي ضحكت بخفوت: إذا كذا من أولها.. ما منش فايدة مشاعل بتردد: زين أنتي قولي وأنا بأفكر موضي بحزم رقيق: لا ما فيه تفكرين.. تبين مساعدة.. أنا بأقول وأنتي تنفذين مشاعل تنهدت: أنفذ شنو التمعت عينا موضي وهي تهمس بحماس: مخطط على كبير أول خطوة قومي نروح مشوار الحين ثاني شيء استأذني ناصر تنامين في بيت هلي الليلة مشاعل بتردد: المشوار مقدور عليه.. ولو أن ناصر مايحب أطلع من البيت وهو موجود.. وهو راجع الحين من الغداء في المجلس بس بيات في بيت هلي.. ماظني يرضى موضي تقف وهي تلبس جلالها على رأسها وتغطي وجهها به وتهمس بحماس طفولي: أهم شيء فكرة النوم عند هلي اقنعيه فيها لازم ضروري.. وأنتي وشطارتش وانا رايحة بيتي بأستاذن راكان عشان الطلعة.. شوفي نص ساعة تقريبا ونطلع.. تجهزي موضي عادت لبيتها وجدت راكان جالسا في الصالة يتصفح الجريدة خلعت جلالها ووضعته على المقعد وسلمت رد عليها السلام وابتسم: طولتو في غداكم موضي بابتسامة: خبرك غداء وعقبه مباحثات رسمية ومداولات راكان بابتسامة: والمدوالات لازم ينتج عنها قررات.. إلا لو كانت مداولات قمة عربية موضي تجلس وهي تضحك بعذوبة: أكيد قرارات سريعة وغير قابلة للتأجيل وتنتظر موافقة حضرتكم للبدء في التنفيذ راكان بمودة: آمري موضب بذوق: بروح أنا ومشاعل مشوار صغير.. خبرك أمي أم مشعل مسوية عشا الليلة ونبي شوي أغراض راكان بهدوء: زين أنا أوديش موضي برفض رقيق: مشاعل بتروح معي.. وهي تستحي واجد بنروح مع سواق بيت هلي وبتروح معنا فاطمة راكان بهدوء: زين مشاعل أختي الصغيرة.. وشو له تستحي مني؟؟ موضي بمناشدة: خلاص راكان تكفى.. ساعة ساعتين بالكثير ونرجع راكان يتمدد على الكنبة ويقول بهدوء حازم: خلاص خذي فلوس من بوكي في ثوبي المعلق وحاولي ما تتأخرين موضي وهي تدخل للداخل لتأخذ عباءتها همست: معي فلوس.. تسلم كانت تجلس أمام التسريحة لتمسح زينتها حين فوجئت براكان يدخل خلفها ويتوجه لثوبه المعلق ليخرج محفظته وهو يهمس لها بحزم: خلاص موضي.. قلت لش خذي فلوس.. اخذي.. وشو له المرادد؟!! موضي تبتسم: أنت ناسي إني قبل سفرة لندن بفترة بادية شغلي.. وراتبي كبير.. وأنت توك حاط مهري في حسابي.. وش بأسوي بذا الفلوس كلها راكان يبتسم: فلوسش لش.. كيفش فيها يا الله توكلي على الله موضي شرعت في ارتداء نقابها وشيلتها وعباءتها على عجل.. وانتبه إلى أنها مسحت كامل زينتها قبل أن تلبس لا يجد شيئا ينبهها له..دائما تتصرف كما يريدها أن تتصرف تماما فهو حين دخل خلفها ليعطيها المال كان يريد أن يأمرها بمسح زينتها قبل أن تخرج قد تكون فعلا لا يظهر منها أدنى شيء مع إضفاءها لعباءتها عليها ولكنه في ذات الوقت لا يستطيع منع نفسه من الشعور بالضيق أن هناك عينا ما قد تلمح شيئا من زينتها هو حق له لـــه فقط.. لم يعد يطالب نفسه بتفسيرات.. فغرابته -كما يراها- أصبحت عصية على كل تفسير والغرابة الأكثر غرابة هو رغبته التي يشعر بها الآن يتمنى وهو يراها الآن تستعد للخروج وتضع محفظتها وهاتفها في حقيبتها أن يستوقفها ليحتضنها بكل قوته ليدفنها بين ضلوعه ويهمس في أذنها : "عاجز عن شكرك بالفعل عاجز لولا تلك الليلة الاستثنائية التي أجبت فيها استثنائيا على هاتف مشعل لتصدميني بطلب استثنائي مستحيل هو إعادتكِ إلى بؤرة حياتي لم أكن لأشعر بكل هذه السعادة التي اعتقدتها حلما بعيدا المنال عاجز عن التفسير وماعدت أبحث عن التفسير يكفيني وجودكِ في حياتي وبأي صورة أنتِ ترتضينها) ولكن الأمنية تبقى أمنية.. وموضي خرجت خالية الوفاض من حلم احتضان وراكان أبدل ملابسه بعد خروجها وارتدى ملابس التدريب ليخرج لميدان الرماية قبل ذلك بقليل على الجبهة الأخرى مشاعل في غرفتها تنتظر ناصر حين دخل قفزت تستأذنه في الذهاب مع موضي همس بهدوء وهو يخلع ثوبه ثم يتوجه للتمدد على سريره: يعني أنا ما أقعد عندش إلا شوي الظهر وشوي أخر الليل وأحب أشوفش قدامي اصبروا لعقب صلاة العصر وروحو مشاعل بخجل: تكفى فديتك.. ماراح نتأخر شوي وبنرجع ناصر ابتسم: قلتي لي فديتك.. خلاص أنا رحت وطي روحي حبيبتي.. وأنا الله يعيني.. وش أسوي مشاعل بتردد: وشيء ثاني ناصر يضع رأسه على المخدة ويهمس بمودة مصفاة: تدللي ياقلب ناصر مشاعل تختنق بكلماتها: أبي أبات الليلة في بيت هلي ناصر قفز جالسا وهو يقول بنبرة حادة: نعم؟؟ رجعنا على طير يا اللي مشاعل تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بضعف: تكفى ناصر.. بس الليلة.. تكفى نحرت روحها نظرة خيبة الأمل التي جللت محياه وهو يعاود التمدد ويقول ببرود موجع: مافيه داعين ترّجين براحتش مشاعل.. باتي كثر ماتبين.. وبيتش تدلينه إذا شبعتي من بيت هلش حياش الله ثم أردف بألم لم يستطع منعه من التسلل لنبرات صوته العميقة: أنا تعبت في رجا وصلش.. وكل يوم أصبر روحي وأقول بكرة وانتي ما احترمتي ولا قدرتي إن اللي قدامش رجّال كبته لمشاعره ورغباته شيء فوق الاحتمال وأخرتها تبين تروحين بيت هلش وأنتي مالش كم يوم راجعة عندي خلاص مشاعل الرسالة وصلت ومشكورة مشاعل شعرت بألم عميق وهي تسب نفسها كانت تنزف ألما بكل معنى الكلمة.. ألما مزق روحها الشفافة لأنها تعلم أنها -وفقا لتفكيره- جرحته جرحا عميقا وكأنها تخبره برفضها لقربه بطريقة مبطنة (ليتني ما طعت موضي الحين وش بيرضيه علي أنا ماصدقت نتصافي لا حول ولاقوة إلا بالله يعني ابي أكحلها عميتها) ارتدت عباءتها بآلية وهي تحاول ألا تنخرط في البكاء أمامه ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها وآخر ما تراه هو ظهره الطويل المتمدد على السرير ونزلت بهدوء حتى وصلت للسيارة وركبت جوار موضي ما إن تحركت السيارة حتى انكبت على كتف موضي تبكي بهستيرية ************************ بيت فارس بن سعود بعد الغداء الجو مشحون تماما في البيت منذ ليلة البارحة حتى إن أم فارس لاحظت فالعنود لأول مرة لم تنزل مع فارس صباحا قبل ذهابه لعمله والمشكلة أنه ليس هناك مشكلة سوى عِند الطرفين وكل طرف يرى أن الطرف الآخر هو من يضخم الحكاية العنود لا تريد أن يستهين فارس بمده ليده عليها.. حتى وإن كان لم يقصد ولكنه بات يعلم أنه دفعها وأوقعها أرضا وأقل ما يستوجب فعله أن يعتذر لها ويطيب خاطرها ولكن أن يرفض حتى الاعتراف بخطئه.. وكأن هذا التصرف شيء اعتيادي فهذا الشيء هي لا ترتضيه لنفسها لأنها إن سمحت له أن يستهين بها منذ البداية فالاستهانة قد تمتد لمستويات أخرى وفارس من ناحيته يرى أنها بالغت في الدلال فهو لم يفعل ما يستوجب أن تغضب منه فهي تعلم أنه يستحيل أن يمد يده عليها متعمدا وهي تعلم أنه تغير كثيرا من أجلها لذا فلابد أن تتقبل طباعه المتأصلة وتتأقلم عليها ومن ناحية أخرى يرى أنها مدللة كثيرا وهي لم تعد طفلة صغيرة بل هي سيدة متزوجة لابد أن تتقبل أن الحياة الزوجية لن تكون فصل ربيع مستمر بنسيم عليل بل قد تعتوره فصول مختلفة وأعاصير ورياح وأنواء وإن كانت قد اعتصمت بغضب طفولي من موضوع تافه مثل هذا فكيف ستتصرف في مشاكل الحياة الأكبر؟!! كانت العنود في غرفتها تفاضل بين عدة فساتين لتختار واحدا تلبسه الليلة دخل عليها.. سلم بهدوء.. وردت عليه بذات الهدوء جلس على السرير يراقبها تقوم بمهمتها التي باتت ثقيلة جدا على قلبها تحت مراقبة عينيه وهو يشعر بثقل أكبر وهو يتمنى أن ينهي هذه السخافة غير المبررة ليزرعها بين أضلاعه ويغمر وجهها بقبلاته بعد أن طال الصمت همست العنود بخفوت: ممكن أروح الصالون العصر فارس بكلمة واحدة حادة: لا العنود تعرف أنه يرفض مطلقا ذهابها للصالونات ومراكز التجميل ففارس الغيور يرفض أن تخلع عباءتها أو شيلتها في مكان غير بيتها.. وهي اعتادت منذ زواجهما الاتصال بالخبيرات وهن يأتينها للبيت ولكنها هذه المرة وجدتهن جميعا مشغولات.. لذا همست برجاء: فارس بأروح الصالون القريب بس بأسوي شعري وأرجع بسرعة فارس بغضب: العنود أنا ما أحكي هندي.. أظني قلت لش لا وهالموضوع متفقين عليه من بداية زواجنا وش اللي تغير اليوم؟؟ ثم أردف بنبرة مقصودة: أو وش اللي تغير من البارحة؟؟ صمتت العنود وهي تشعر بتأثر عميق من نبرته الحادة معه إلى متى وهذه النبرة مستمرة في الحضور بينهما؟!! هل سيكتب عليها أن تعيش حياتها كلها مع عصبيته وغضبه وغيرته؟!! وهل ستحتمل هي؟!! وهل لديها جَلد احتمال فعلي حتى وإن كانت تحبه كل هذا الحب؟!! ******************************* واشنطن بعد صلاة الظهر بيت يوسف يوسف يدخل إلى بيته .. كان وجهه متغيرا.. محمرا.. متفجرا.. غامضا.. مريبا..مرعبا.. متألما يمور بعشرات الانفعالات كانت باكينام مع جدتيها تجلسن عند المدفأة يوسف دخل كالسهم وهو يصعد للأعلى لم يلقِ السلام حتى.. ولم يتوقف شعرت باكينام بالقلق المتزايد ترددت .. هل تصعد خلفه؟؟ أو تتركه؟؟ عقلها قال لها أن تتركه.. فيوسف شديد التحكم في أعصابه واعتاد على التمثيل ببراعة أمام جدتيها ومادام هذه المرة ولأول مرة لا يمثل أمامهما فمعنى ذلك أن هناك غضب تجاوز الحد يعصف به ولكن قلبها أمرها أن تصعد وراءه لا تستطيع تركه وهي رأت كيف كان وجهه مشبعا بالأسى قلقها يمزقها عليه لذا استجابت لقلبها وهي تصعد بخطوات مترددة له وليتها استجابت لعقلها لأن يوسف ذاته لم يكن يريد الاحتكاك به وهو غاضب هكذا أو ربما أراد!!! لذا عاد للبيت مباشرة بعد مقابلته لمشعل ولكن دائما لنداء العقل منطقيته فلوكانت استجابت لنداء عقلها لم تكن لتتلقى جواب يوسف عن سؤالها حين صعدت وجدته يدور في الغرفة كالأسد الحبيس.. وكأن نيران الحرائق تنفث دخانا من أذنيه توجهت ناحيته وهمست بقلق: فيه إيه يا يوسف؟؟؟ كان رده المباشر عليها صفعة حادة مباشرة قوية على خدها الأيسر ألقت بها على الأرض بعنف وكان ردها على صفعته أن نهضت عن الأرض بكل هدوء وهي تتجه للسرير وتخرج حقيبتها الفارغة من أسفله وتضعها على السرير لتبدأ بوضع ملابسها فيها يوسف انتبه لفعلته الشنيعة وهو ينظر بذهول ليمناه الضخمة التي تركت أثرا شديد الوضوح على بياض خدها زالت السكرة وحلت الفكرة فرغ طاقة غضبه الأولي وبأبسط طريقة ولكن أشنع طريقة توجه للباب وأغلقه بالمفتاح ووضع المفتاح في جيب بنطاله يبدو أن فضيحتهما أمام العجوزين قادمة قادمة أما أنهما ستريان أثار كفه على وجه باكينام وحينها ستندلع الحرب العالمية الثالثة عليه بتحالف تركي إيرلندي وأما أنهما ستسمعان صوت المعركة التي ستندلع الآن ولكن أقله أنه هنا يغلق على باكينام وسيحاول أن يتحكم بتعالي صوتيهما توجه لباكينام بوجهها المحمر وهي تحاول مغالبة دموعها وهي تضع ملابسها في الحقيبة بحركة سريعة جنونية اقترب منها وأمسك بمعصميها ومنعها من التحرك.. حينها بدأت بالصراخ: سيبني أنا بأكرهك.. بأكرهك أنا تضربني بالألم ياحقير.. ياندل حينها أدارها ناحيته ليلصق ظهرها بصدره ووضع يده على فمها ليسكت سيل شتائمها المنهال بعنف ويده الأخرى كتف بها جسدها بدأت ترفس بعنف وهي تحاول عض يده ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل مع قوته الجسدية التي لم تأثر فيها مطلقا محاولاتها البائسة رفست مطولا حتى انهارت من التعب حينها جلس بها يوسف على أرضية الغرفة وهما على نفس الوضعية ثم مدد ساقيه وأجلسها عليهما وهمس في أذنها: بس يا مجنونة.. هلكتيني شوفي أنا هاسيبك بس أوعي تصوطي ما أن أفلتها حتى انهارت في البكاء وهي تبتعد عنه وتبكي و تدفن وجهها بين ركبتيها وهي جالسة على الأرض حينها اقترب منها وهمس بعمق: أنا آسف ومش آسف رفعت وجهها المحمر له وهي تهمس بغضب بين دموعها: وأنا مش عاوزة أسفك وعدم أسفك أنا باكرهك.. باكرهك.. باكرهك.. ولو فيه حاجة فوء الكره تبئ شعوري ناحيتك يوسف تنهد بعمق وألم وهو يمد يده ليمسح وجهها ولكنه لطمت يده وابعدتها عنها يوسف يشعر بألم عميق كثيف ومعقد.. يعرف الآن أنها لم تخنه.. ولم تحب أحدا قبله.. ولكنها لا تحبه هو أيضا.. ومافعله الآن أنهى أي مساحة أو أمل للحب في قلبها منذ البداية لم تعطه أي دليل على رغبتها في الاستمرار معه حتى أنها لم تحاول أن تبرئ ساحتها أمامه تركته يحترق مع شكوكه جعلته يعيش في أسوأ كابوس قد يعيشه رجل ما "العيش مع امرأة خائنة .. تفكر في سواه بينما هو يذوب في هواها" بل تعايش مع مشاعر أشد قسوة ووحشية تعايش مع احتقاره لنفسه فهو منذ ظنه بوجود علاقة بينها وبين آخر تمنى في داخله أن يطلقها وينهي علاقته بها ولكن قلبه لم يسمح له بهذا.. وأجبره أن يتنازل عن كرامته واحترامه لذاته ليرتبط بامرأة يحتقرها ويحتقر حبه الجنوني لها ثم استولت عليه جسدا وروحا ليكره جسده الذي اكتوى بقربها ويكره روحه التي ذابت في أطياف روحها عاش عذابا مأساويا لا يمكن أن يخطر ببال بشر بين عشقه واحتقاره لها وكراهيته واحتقاره لنفسه ثم يكتشف وبكل بساطة أنه لا شيء يربطها بسواه.. وأن كل العذاب الذي عاشه هو نتيجة لغرورها وكبرياءها الذي رفض التنازل والتبرير أو ربما كان السبب ببساطة أنها تكرهه ووجدت لها طريقة مجانية لتعذيبه والانتقام منه على إجبارها على الزواج به ***************************** الدوحة سيارة بيت عبدالله بن مشعل مازالت مشاعل مستمرة في البكاء بعد أن حكت لموضي كل شيء موضي تبتسم: بس يا الخبلة.. بسش بكاء.. تنفخين وجهش وتخربين مخططي علي مشاعل بين شهقاتها: أي مخطط وناصر زعلان علي.. ويظن إني رحت أبيت عند هلي عشاني ما أبيه موضي تغمز: ليه أنتي صدقتي أنه أنتي بتبيتين عند هلي؟!! مشاعل ترفع رأسها: عجل ويش؟؟ موضي بنبرة خبث مقصودة: المهم هو يصدق بس اللي أنتي بتسوينه شيء ثاني مشاعل باستغراب: ويش؟؟ موضي تتنهد وابتسامتها تتسع: خطة ثورية (ميد ان موضيز مايند) اسمعي ومخخي ************************* بيت فارس بن سعود غرفة العنود وفارس بعد صلاة العصر بساعة العنود تستخرج مكواة السيراميك الخاصة بها وتقرر البدء في فرد شعرها فهي أساسا شديدة المهارة في عمل الزينة والشعر ولكنها كانت مرهقة لأنها لم تنم جيدا منذ البارحة وكانت تتمنى أن يكفيها أحد عناء المهمة ولكنها في غنى عن إغضاب فارس ولسبب تافه تنهدت بعمق.. فبما أن فارس نهاها عن الذهاب لمكان معين.. فيجب أن تطيعه حتى وإن كانت غير مقتنعة كانت تنتظر أن تسخن المكواة رن هاتفها.. ابتسمت وهي ترد: هلا علوي معالي بنبرتها الحماسية المعتادة: هلا مدام فارس..تروحين معنا؟؟ العنود بتساءل: وين؟؟ معالي: بأروح للصالون.. أمانة امشي معي.. بنبسط سوا العنود برفض: لا ما أقدر معالي برجاء: تكفين عنودة.. خواتي شعورهم حرير.. ماشاء مهوب محتاجين أنا الكشة.. ثم أكملت (بعيارة): وبعدين أمي بتروح معنا بودي جارد العنود بتردد: ما أقدر علوي معالي تحايلها: يا الله يا الدبة.. كلها شغلة ساعة بنروح الصالون القريب ونرجع يا الله البسي.. احنا جاينش لم تعطها معالي فرصة للرد وهي تغلق الهاتف والعنود تفكر أن فارس لن يعود سوى ليلا وحتى إن لم يجدها سيظنها ذهبت لبيت أهلها فلِمَ لا تذهب مع معالي وعمتها؟!! لذا أعدت أغراضها لتذهب معهم.. وأخذت الفستان لتتركه في السيارة وتطلب منهم أن ينزلوها عند بيت أهلها ولكن ما لم تعلمه العنود أن المخططات لا تسير دائما كما خُطط له وأن طريق السلامة هو طريق السلامة والمرأة حينما ينهاها زوجها من أي شيء مهما كانت ترى أو تظن أن هذا الشيء تافها فطاعته واجبة فحينها كان فارس عائدا للبيت.. ولأي سبب؟؟ كان معه هدية للعنود فهو قرر ختاما أن يكون من يحتوي دلالها لأنه كان قاسيا عليها وهي ما اعتادت على هذه القسوة وهو يعلم يقينا أنه يتنفس هواها.. ويذوب من نظرة عينيها وترتعش عروقه من همساتها فلِـمَ المكابرة؟؟ إن كان فعلا دفعها أسقطها أرضا..فهي تستحق أن يرضيها فليس لها علاقة بنواياه.. ولكن بما حدث فعلا وما حدث أنه كان عنيفا معها حتى وإن لم يقصد هذا العنف وماهدف له في البداية لابد أن يكون وصلها..وهو أنها لا بد أن تكون أكثر تقبلا لتصرفاته وتكون أكثر جلدا ومسؤولية رأى سيارة بيت عمته تخرج من بيتهم.. صعد لغرفته ولم يجد العنود اتصل بها.. فلم ترد.. فالعنود التي ارتعشت بعنف وهي ترى اسمه يضيء شاشة هاتفها تمنت لو تستطيع العودة للبيت الآن وهي تشعر بعظم جريمتها التي ارتكبتها.. فلو علم فارس بمخالفتها أوامره فهي لا تستطيع تخيل ردة فعله فهو يغضب ويحتد دون سبب فعلي.. فكيف عندما يجد له سببا.. وسببا وجيها أيضا فارس حين لم ترد عليه ترك الهدية على السرير حتى تجدها حينما تعود ثم قرر الاتصال بعمته ليسألها عن سبب الزيارة ولِـمَ لم تبقَ حتى يراها؟؟ كانت العمة نورة حينها قد أصبحت في الصالون وتجلس في صالة انتظاره رن هاتفها - السلام عليكم ياعمة - هلا ياقلب عمتك - أشلونش يالغالية؟؟ - طيبة فديتك - شفتش طالعة من بيتي.. ليه ماقعدتي لين أواجهش أسلم عليش؟؟ - تدل بيتي يأمك والحق لي.. وأنا كنت جاية مستعجلة أبي أخذ العنود - تأخذينها وين؟؟ (جأتها النبرة غامضة متحفزة مستعدة للانفجار) - الصالون يأمك *************************** بعد صلاة العشاء حديقة بيت محمد بن مشعل الجو منعش لأبعد حد ويميل لبرودة خفيفة غاية في اللطف أجواء أواخر شهر فبراير المثالية الكشافات مسلطة على الحديقة التي امتلئت حتى أخرها بالحاضرات وأميرات آل مشعل غاية في التألق ولكن أكثرهن تألقا الليلة اثنتين موضي...... ومشاعل بينما أكثرهن انطفاء وعلى غير العادة... العنود العنود كانت تشعر بتوجس كاتم لم يسبق لها مطلقا أن خالفت والدها أو أشقائها حتى فارس منذ بداية زواجهما لم تخالفه في شيء مطلقا فماذا استفادت من مخالفته؟؟ قلبها مقبوض.. وعاجزة عن التنفس عاجزة عن تخيل ردة فعله لو علم بما فعلته.. فهو لم يعاود الاتصال بها بعد مكالمته الأخيرة ولكنها حاولت التبرير أنه مازال يعاند بعد موقفهما البارحة فمن أين سيعلم أنها ذهبت؟؟!!!!!! زاوية في الحديقة لطيفة وشيخة لطيفة بمودة: يعني شيوخ ما أشوفش إلا في مناسبة أو عزيمة يأختي سيري علي.. خلي عيالش يلعبون عيالي شيخة بمرح: يأختي خبرش طلال داخل صف أول ابتدائي.. جنني على الواجبات الواجب كله صفحة نقعد عليه من الظهر لين ننام وسميتش ليتني ما سميتها عليش.. أبيها تطلع ذكية مثلش.. طلعت بقرة بعيد عن السامعين.. مهما أدرس فيها ما تفهم لطيفة تضحك بخفوت: عاد حدش كله ولا لطوف.. حبيبتي هذي ثم أردفت لطيفة بنبرة جدية: تدرين شيخة اللي يشوف خفة دمش ما يصدق صكتش على ذا البزران حرام يأختي هلكتيهم بالدراسة.. وهم ماشاء الله مستواهم زين.. والله يخليهم لش ماشفت مثل أدبهم وشطارتهم.. لا تعقدينهم شيخة برنة حزن غير معتادة: أخاف عليهم يا لطيفة من كل شيء.. وأبي لهم الأحسن.. أنا ما طلعت من الدنيا إلا بذا البزرين أخاف ربي يحاسبني إذا قصرت في حق ذا الأيتام.. لطيفة تبتسم: ليت كل الأمهات مثلش.. ما يلحقش قصور يأم طلال.. شيخة تبتسم: قلت لي أم طلال ذكرتيني بمسؤولياتي.. خليني أبقق عويناتي أشوف البنات المزايين.. يمكن ألاقي وحدة ترضى في القرد اللي عندي في البيت لطيفة تضحك: الله يعين راشد عليش زاوية أخرى معالي ومشاعل معالي (بعيارة): ميشو لا يكون حد قص عليش وقال إنش العروس وش ذا الزين يا بنية؟؟ ما خليتي للآنسات طالبات النصيب مثلي شي النسوان يسألون عنش أنتي وأنا ماحد طل في وجهي مشاعل بحرج: ياحبش للمبالغة بس معالي تغمز بعينها: أنا أبالغ.. ليه ماطالعتي المرايه.. أو.. أكملت بخبث: أو.. ما سألتي الخيّال راعي الجليلة؟؟ مشاعل تهرب بخجل: بأروح أشوف النسوان اللي هناك تقهوا وإلا لأ زاوية ثالثة موضي ومريم موضي تجلس بجوار مريم التي كانت مستغرقة في أفكارها العميقة تهمس بمودة مرحة: وش فيها عروستنا مكتمة؟؟ مريم تنتبه وترد بعذوبة: العروس أنتي موضي تبتسم: لا خلاص راحت علي.. خربتي علي.. كلتي الجو علينا صمتت مريم وهي تتنهد بعمق موضي احتضنت كف مريم واقتربت منها هامسة: ترا سعد رجّال كلن يمدحه أكيد التوتر شر لا بد منه بس المهم ما تخلين التوتر يخرب عليش ويضايقش مريم ربتت على كف موضي وهي تهمس بهدوء عميق: أنا ماني بمتوترة أنا قلقة يا موضي أنا مرة كبيرة وضريرة..يعني التغيير شيء مرعب بالنسبة لي أنا كنت عايشة طول عمري على نظام معين تعودت عليه وتناسيت جانبي الأنثوي أو أني أنثى حتى والضغط والخوف اللي أنا حاسة فيه ذابحني.. حياة جديدة تلزمها أنثى جديدة بمسؤوليات جديدة وأنا خايفة أكون حمل ثقيل على سعد موضي بمودة وعمق: عمرنا مااعتبرناش ضريرة يامريم.. بالعكس كلنا نحس إنش تشوفين أحسن منا كلنا وأنتي تستحقين كل الخير والسعادة في حياتش مع سعد.. لا تحسسين سعد إنه أنتي حمل لأنه أنتي عمرش ماكنتي حمل على حد.. ماشاء الله عليش مريم مريم تتنهد: الكلام مافيه أسهل منه ياموضي.. وأنا اكثر من مارس مهارات الكلام.. بس وقت الفعل.. كل الكلام يتبخر إذا ماكان تحته استعداد للفعل سكتت موضي وجملة مريم ترن في رأسها (وقت الفعل.. كل الكلام يتبخر إذا ما كان تحته استعداد للفعل) لا تعلم لِـمَ بدت لها هذه الجملة موجعة حادة عميقة...... وغريبة.. ربما كانت تحتاج هذه الجملة في حياتها ولكن من يحتاجها الليلة فعلا هي مشاعل فهي حشت رأس مشاعل بالكلام والنصائح ولكن حين يحين أوان الفعل.. تخشى أن تخذلها مشاعل وتهرب جبهة قريبة مجلس آل مشعل مشعل يهمس لراكان الجالس جواره: وش فيهم فارس وناصر مكتمين الليلة؟؟ راكان بهدوء: والله ما أدري.. سألتهم.. وكل واحد منهم يقول مافيه شيء مشعل باستغراب: يعني فارس بنعديها... أحيانا يكتم بدون سبب معروف ومستحيل حد يعرف وش اللي وراه.. تربيتي وعارفه بس ناصر مهوب عوايده أبد راكان بمودة: يا ابن الحلال لا تشغل بالك.. إذا حد منهم عنده مشكلة أو متضايق يعرف يتصرف ولو حبوا يتكلمون احنا حاضرين.. خلنا فيك.. الوالد يقول أنك تبتي تعتمر على خير الأسبوع الجاي مشعل يبتسم: إيه طال عمرك.. أتناك توكل على الله وتروح بطولتك عشان نقط عيالنا على مرتك.. ونروح أنا وأم محمد شهر عسل جديد راكان يبتسم: يا سلام عليكم.. أنت وأم محمد تروحون شهر عسل جديد وتقطون شواذيكم على مرتي.. أرجع ألاقيها مستخفة من عيالك مشعل يضحك: ياويلك من ربي.. عيالي ملايكة مثل ابيهم راكان بابتسامة: أمّا ملايكة ومثل ابيهم فكثر منها طال عمرك عودة لحفل النساء مازالت لطيفة تجلس بجوار شيخة.. رن هاتفها برقم غريب ومميز ردت بحذر: ألو جاءها الصوت الأنثوي الواثق الذي عرفته جيدا: هلا أم محمد لطيفة بذوق رغم استغرابها: هلا أم علي فاتن بشكل مباشر: عندج 5 دقايق نتكلم؟؟ لطيفة بحذر: دقيقة واتصل لش لطيفة استاذنت من شيخة وتوجهت للداخل وأغلقت على نفسها في غرفة فارغة واتصلت بفاتن: هلا أم علي.. أخدمش بشيء؟؟ فاتن بثقة: أتمنى إنج تقدرين تخدميني لطيفة بحذر وتحفز: تفضلي فاتن بمهنية: اسمعيني يأم محمد.. أنا بيزنس ومن.. وكل شيء في حياتي واحد زائد واحد يساوي اثنين إلا ولدي علي.. هو عندي كل شيء وعشانه مستعدة أسوي كل شيء.. واعترف إني فاشلة في تربيته لأني دللته زيادة عن اللزوم علي محتاي ريال شديد يحكمه.. لطيفة باستغراب رغم انها بدئت تشتم رائحة غير مريحة: طيب أم علي.. وأنا بويش أقدر أخدمش؟؟ أم علي بثقة: أنا في كل رجال الأعمال اللي عرفتهم.. ماشفت حد مثل أبو محمد وشفت بنفسي أشلون يتعامل مع عياله.. وعياله سابقين سنهم خليني أكمل ولا تعصبين.. أنا أتكلم في بيزنس از بيزنس.. لأنه بيني وبين مشعل شغل وايد أدري أبو محمد يحبج وايد.. وأنا بعد التفكير شفت إنه هالشي أريح لي أنا أصلا موب حمل زوج ولا اتحمل تحكم ريل فيني... أنا أبي أبو لولدي وبس..حد ولدي يخاف منه ويعمل حسابه.... كانت فاتن مازالت ستكمل شرح وجهة نظرها الغريبة لولا أن لطيفة قاطعتها وهي تقول ببرود: بصراحة عمري ماشفت قلة حيا كذا.. متصلة تبيني أوافق أنش تزوجين رجّالي وأكيد إنش ما اتصلتي لي إلا عقب ما فشلت محاولاتش مع مشعل وماعطاش وجه.. فتبين تدخلين له عن طريقي اسمعيني يام علي..دام انش منتي بعارفة تربين ولدش.. ولاهية في مشاريعش ومطاردة الرياجيل..و تبين حد يربي ولدش.. هذا أنتي عندش فلوس وخير... دخلي ولدش أكاديمية القادة وأنا متأكدة أنهم بيحكونه لش ويطلعونه رجّال ومشعل مالش شغل فيه.. واحترمي نفسش وولدش ثم أنهت لطيفة الاتصال وهي تغلي من الغضب.. فمجرد تفكيرها أن فاتن عرضت نفسها على مشعل أشعل غيرتها لاقصى حد وهاهي لطيفة تشتعل.. وتشتعل.. وعلى وشك الانفجار نعم هي كانت تظن أن فاتن قد تكون تخطط على مشعل.. لذا كانت تستعيذ بالله من سوء الظن.. ولكن أن تتيقن أن الظن أصبح حقيقة فهذا شيء لا يمكن أن تحتمله.. لا يمكن (أكاديمية القادة.. لمن هم خارج قطر.. هي مدرسة أولاد داخلية بنظام عسكري صارم.. تستقبل الطلاب من الصف السابع حتى ينهون الصف الثاني عشر بنظام البكلوريا الدولية) ******************************* انتهى الحفل وعاد الجميع كلٌ إلى بيته وهناك أربع جبهات اثنتين منها على وشك الاشتعال واثنتين على أبواب التحفز راكان وناصر كلاهما يدخلان باحة البيت قادمان من المجلس ناصر لو كان الأمر بيده لم يكن ليرجع للبيت.. فهو يشعر بضيق عميق كلما اعتاد على وجودها العذب جواره استكثرت عليه حتى هذا الوجود استكثرت عليه متعته بمجرد وجودها جواره أي حياة هذه؟؟!! أي حياة؟!! وإلى متى ستكتب عليه هذه الحياة الجافة؟!! تكاد عروق قلبه تجدب من الجفاف والقحط تكاد مشاعره تذوي وتضمحل يأسا واشتياقا راكان يدخل إلى بيته وهو يشير لناصر بالتحية بينما ناصر توجه لداخل البيت بخطوات ثقيلة مثقلة وهو يصعد الدرج متوجها لغرفته ********************** بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود العنود وصلت أولا.. فهي لم تستطع البقاء حتى انتهاء العشاء حتى فشعورها بالضيق والندم خنقاها لذا قررت القدوم مبكرة لانتظار فارس والاعتذار له عن خروجها اليوم دون أذنه فالخطأ يُبنى عليه أخطاء وهي غير مستعدة لبناء حياتها مع فارس على سلسلة من الأخطاء ولطالما كانت قادرة على امتصاص غضبه بلباقتها ورقتها فلتحاول هذه المرة.. وبجدية دخلت بخطوات متوترة مترددة وجدت كيسا فخما على السرير شعرت بتوتر أكبر اقتربت وفتحت البطاقة المعلقة على الكيس كان خطه الأنيق يتلوى بفخامة على الفضاء الأبيض لينغرز في عمق قلبها الموجوع والنادم والمتوتر "لحبيبتي اللي مايهون علي زعلها الله لا يحرمني منها فارس" لم تستطع فتح الهدية فهي تمددت على سريرها وانخرطت في بكاء حاد فالألم كان أكبر من احتمال قلبها الغض بكت كثيرا ومطولا.. لم تعلم كم مضى عليها وهي تبكي نص ساعة!! ساعة ربما حتى تعبت من البكاء.. وحان أوان الفعل نهضت من سريرها وقررت أن تستحم فوجهها اختلطت ألوانه وشعرها أصبحت تكره تسريحته التي كانت سبب خروجها بدون إذن فارس وهاهي تريد أن تعيد شعرها لطبيعته استحمت ثم صلت ارتدت قميص نوم أنيقا وتأنقت كما لم تتأنق قبلا ثم عادت بخطوات مترددة لفتح الهدية فهي قررت أن تلبسها حتى يراها فارس عليها عندما يعود فتحت العلبة بأنامل ترتجف كانت سلسلة ناعمة من الذهب الأبيض يتدلى منها قلب ماسي يحتضن كلمة ألماسية مرصعة بالألماس (أحـــبــــك) شعرت بألم أكبر.. وأكبر والكلمة تنغرز في عمق قلبها المثقل (أحبك) (وأنا أيضا أحبك فارس أحبك أكثر مما يمكنك أن تتخيل أعلم أنك قاسٍ وأنا مدللة ونختلف كثيرا ولكني أحبك حتى آخر نبض وشريان أقسم أني أحبك) كانت تريد العودة للبكاء وتأثرها العميق يغلبها ويهز مشاعرها ولكنها حاولت مغالبة دموعها وهي تتناول السلسلة بارتعاش وترتديها كان منظر السلسة على نحرها الرائع أكثر من مبهر ولكنها شعرت كما لو أن ملامسة المعدن لبشرتها كملمس النار وهي تنظر لانعكاس صورتها في المرآة حينها دخل عليها فارس ************************* بيت مشعل بن محمد غرفة لطيفة ومشعل لطيفة عادت أيضا أولا من أجل أولادها تأكدت أنهم ناموا جميعا ثم بدأت تدور في البيت كالأسد الحبيس قررت أن تستحم لتهدئ أعصابها ثم صلت ولكن أعصابها مازالت تشتعل فهي تعلم تماما أن فاتن لم تكن لتتوجه إليها لو لم تكن يأست من استجابة مشعل لطيفة لا تشك مطلقا في مشعل ربما لو كان هذا الموقف حدث قبل عدة أشهر لكانت لطيفة شعرت بالجزع ولكنها تعلم الآن أنها تحكم سيطرتها على قلب مشعل ولكن كل هذا لا يمنعها من الاحتراق غيرة.. الاحتراق حتى الترمد فلطيفة مغرمة حتى أقصى خلاياها وشرايينها بمشعل وفاتن قررت أن تلعب بورق مكشوف.. ولطيفة لا تحتمل مطلقا فكرة وجودها قريبا من مشعل بعد أن أعلنت نواياها.. حتى وإن كان لمجرد العمل فالمثل الشعبي يقول (كثر الدق يفك اللِحام) ولطيفة تخشى أن يكون قرب فاتن من مشعل "هو الدق اللي يفك اللِحام" لطيفة كانت جالسة على الأريكة.. غارقة في أفكارها دخل عليها مشعل لم تنتبه لدخوله ولا حتى للسلام الذي ألقاه لم تنتبه حتى شعرت باحتكاك شعيرات عارضه بخدها وهو يلصق خده بخدها ويهمس: اللي ماخذ عقلش تنهدت لطيفة: أنت اللي ماخذ عقلي.. ابتسم مشعل: ياحظي اللي خذت عقل شيخة الحريم عاودت لطيفة التنهد: اقعد حبيبي أبيك في موضوع مهم مشعل جلس جوارها واحتضن كفها: آمريني ياقلبي لطيفة تحاول التمسك بالهدوء: مشعل أنا عمري ما تدخلت في شغلك.. صح؟؟ مشعل بهدوء: صح لطيفة بذات الهدوء: بس لما شغلك يتدخل في بيتي وحياتي.. ما أقدر أسكت مشعل بحذر: والمعنى؟؟ لطيفة تتنهد بعمق ثم تلقي جملتها كالقنبلة: أبيك تفسخ كل شغل بينك وبين فاتن الفرج مشعل بغضب مفاجئ: نعم؟؟ لطيفة بهدوء مازالت تحاول التمسك به: أظني أنك سمعتني عدل مشعل يعاود البرود: آسف ما أقدر لطيفة هذه المرة من ردت بغضب مفاجئ: نعم؟؟ مشعل بهدوء بارد: أظني إنش أنتي الحين سمعتيني عدل لطيفة من بين أسنانها: وممكن أعرف السبب مشعل بهدوء: لطيفة أنا ماني بمستعد أخلي غيرة النسوان تخرب شغلي يعني قال لش إني ماني بمنبه لحركات فاتن من سنين ولو أنا بعطيها وجه كان عطيتها من زمان.. يعني أنا ما التفتت لها قبل ما نتصافى ألتفت لها الحين لطيفة بمناشدة: تكفى مشعل عشان خاطري.. أدري إنك أنت منت بمتفكر فيها بس أنا باجن من الغيرة وانا عارفة إنها طامعة فيك وجنبك مشعل بهدوء وهو يقف كاعلان لإنهاء الحوار: أنا آسف لطيفة أنا ما أشوف في ففاتن إلا شريك شغل مثلها مثل أي رجّال وبيني وبينها شغل بالملايين.. هذي عقود وسلفيات بنك وشروط جزائية.. مهوب لعب والمجمع الأخير اللي نسويه لها بيقفز بشركتي قدام.. ماني بمستعد أخاطر بذا كله عشان أفكار في رأسش أنتي أنتي تاكدي إن القلب مافيه غيرش.. بس شغلي مالش دخل فيه حينها لطيفة تنهدت بحزم: مشعل أنا ماني بغبية أدري إنك تقدر تحول شغل مجمعها لأي شركة وأي شركة تتمنى تسوي مجمع مثل ذا حينها رد مشعل عليها بحزم أكبر: وأنا بعد ماني بغبي وهذا أنتي قلتيها ..أي شركة تتمنى تسوي مجمع مثل مجمعها.. فليش أعطيه لأي شركة على طبق من ذهب عقب ما مهندسيني أنا خلصوا تصاميمه وخلصنا تعقيدات تراخيصه.. وبدينا الأساسات.. وش استفدت أنا؟؟ عدا أنه تحويله لشركة ثانية لازم فاتن توافق عليه عشان ما تقاضيني.. مهوب قراري بروحي لطيفة بغضب: يعني ويش؟؟ خايف منها؟؟ وإلا خايف على مشاعرها؟؟ مشعل يتناول غترته ويقول بحزم غاضب: أنتي اللي ما أدري أشلون تسمعيني أقول لش خساير مالها حد لشركتي.. وأنتي راسش مافيه إلا فاتن أنا بأروح للمجلس ساعة وأرجع.. تكونين فكرتي وهديتي قبل ما أعصب أنا.. وأقول شيء يزعلش مني مشعل خرج من الغرفة ولكن لطيفة المرأة المطعونة بوهم الغيرة كانت مازالت تشتعل فكل ما خرجت به من الحوار العقيم من وجهة نظرها هو أن عمل مشعل مستمر مع فاتن.. وهذا الشيء يستحيل أن تحتمله كان مشعل قد وصل لأسفل الدرج وتبقى سلمتين اثنتين حين وصلته وأمسكت بعضده وهو تهمس من بين أسنانها بخفوت والغضب والغيرة يحولان تفكيرها في اتجاه كلمات لا تقصدها بحذافيرها: وقف كلمني مثل الرياجيل مهوب تطق وتخليني احترق حينها التفت لها مشعل بحدة وعيناه تطلقان شررا مرعبا وصوته يشتعل وهو يصر على أسنانه.. فرغم الغضب الذي التهم الاثنين إلا أن ابنائهما كان حاضرين في تفكيريهما كلاهما ..وهما يخفضان أصواتهما حتى لايسمعونهما: هذي اخرتها لطيفة.. أنا ماني برجّال عشان أوقف أكلمش مثل الرياجيل لطيفة بغضب عارم حمله صوتها المكتوم: لا منت برجال.. لو أنك رجّال ماكان خفت من مرة كان رد مشعل عليها ولأول مرة وبعد أكثر من ثلاثة عشر عاما من العشرة صفعة قوية جعلتها تتعثر عبر السلمتين الباقيتين لتسقطها على الأرض بحدة ***************************** عودة لغرفة فارس والعنود كان منظر السلسة على نحرها الرائع أكثر من مبهر ولكنها شعرت كما لو أن ملامسة المعدن لبشرتها كملمس النار وهي تنظر لانعكاس صورتها في المرآة حينها دخل عليها فارس انتفضت بعنف حين دخل وانتفضت بعنف أكبر وهي ترى وجهه المتغير وقبضته التي كان يعتصرها ويبدو كما لو كان يحاول مغالبة غضب لا حدود له توجه ناحيتها وهو يقترب منها بخطوات ثابتة والعنود تتراجع للخلف وهي تشعر برعب حقيقي مؤلم كانت تتراجع وهو يتقدم حتى حجزها السرير فوقعت جالسة عليه حينها أنحنى وهو يغرز أصابع كفيه في عضديها العاريين ليوقفها بحدة تقافزت دموعها من عينيها وهي تشعر بألم اعتصاره لعضديها وترى عن قرب عينيه الناعستين وهما تشتعلان غضبا متوحشا همس بصوت بارد حاد غاضب: وين رحتي اليوم بدون حتى ما تعطيني خبر؟؟ حينها انفجرت في البكاء : آسفة فارس.. آسفة والله ما أعيدها.. والله ما أعيدها كان رده عليها كرد من رباه.. رغم اختلاف موقف المرأتين فإن كانت الأولى تحدت وأهانت بدون خوف فإن الثانية كانت تذوب خوفا ووجلا وهي تناشد وتترجى وتعتذر وإن كان من رباه حاول بالفعل أن يتفادى هذا الرد فإن فارس كان يتقدم إليها وهذا الرد هو كل ما يلتهم تفكيره وهو بظنه ما سيطفئ نار غضبه عليها كان صوتها الباكي.. صوتها الساحرالذي لطالما أذاب قلبه عامرا بالرجاءات الموجعة: آسفة حبيبي.. والله إني ندمانة.. تكفى لا تزعل علي.. أمنتك الله تسامحني والله ما أعيدها.. تنقص رجلي لو خطيت برا البيت من غير أذنك أو رحت مكان أنت ما ترضاه آسفة.. والله إني آسفة ................. قطع سيل كلماتها الموجع صفعة موجعة ألقت بها على السرير | |||||||||
![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|