الموضوع: أسى الهجران
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2010, 08:51 AM   #17 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5117 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



في مجلس آل مشعل


عبدالله بفرح ظاهر لم تخفه رزانته:
مشعل كلمني اليوم.. يقول لي إنه لقى بنت سلطان ومرته عنده في أمريكا..

صمت عمَّ المجلس.. صمت ثقيل..
قطعه همس محمد بصوت مبحوح: بنت سلطان؟؟

عبدالله بابتسامة: إيه يابو مشعل بنت سلطان واسمها هيا على اسم أمي..
وقلت لمشعل يجيبها هي وأمها إذا جاء في شهر 12.

محمد بذات الصوت المبحوح وكأنه يكلم خيالات غير مرئية: بنت سلطان؟؟ هيا؟؟ هيا....

ثم هتف بصوت ملهوف: بأكلم مشعل يجيبهم على أول طيارة.. أو أنا بأروح أجيبهم

عبدالله باستغراب: الله يهداك يابو مشعل.. البنت تدرس.. ومشعل بعد..

محمد بنبرة غريبة: وش يضمني أعيش لين أشوفها؟؟

هذه المرة كان مشعل ابنه من تكلم: الله يهداك يبه وش ذا الكلام..
هو حد ضامن عمره لين الساعة الجاية..
قل لا إله إلا الله... خلاص كلها شهرين ويجون..

لا أحد منهم يشعر بمشاعر محمد التي اقتحمته بعنف
لتذكره بذنوبه التي لا ينساها..
فإحساسه بالذنب ينحر روحه
فهو كان الأخ الأكبر.. دوره كان من المفترض أن يكون أكثر شجاعة
ندم ألف مرة أنه لم يقف مع سلطان.. واستمر مشوار الندم بالامتداد
حين مات أبوه وهو يعرف أن حسرته على سلطان تلتهم روحه
كان يشعر أن سلبيته ساهمت بشكل كبير في تأزم الموقف
كان دائما يلوم نفسه ويقول:
لو..
و لو..
و لو..
ولو تفتح باب الوساوس..

والآن حين سمع ببنت سلطان.. انتعشت روحه
هل يستطيع أن يصلح بعضا من أخطائه؟!!
هل يستطيع أن يضم بنت سلطان لصدره
ويشتم رائحة أخيه الصغير الذي حُرم منه؟؟!!

تقتله اللهفة لهذه "الهيا" منذ سمع باسمها..
هل تشبه سلطان؟؟
هل لها لمعة عينيه وعبق روحه؟؟
هل تظهر لها غمازات حين تضحك مثل سلطان؟؟!!
هل حين تغضب ينخفض حاجب ويرتفع الأخر مثل سلطان؟؟!!

ألف ذكرى لسلطان اقتحمت خيال محمد المثقل..
محمد الذي اعتصم بالصمت
وآلاف الذكريات تتوارد عليه لتملأ أعماقه حزنا وشوقا وشجنا
كلها انصبت في شخص هيا..
هيا التي يريد أن يراها اليوم قبل الغد!!


بقية من في المجلس كان لكل منهم تفكير..

راكان وناصر وفارس يعرفون قصة عمهم ولكنهم لا يعرفون هذا العم
فيهم ترقب..ورغبة أكيدة أن تعود ابنة عمهم لإطارهم الأسري
فهذه مهما يكن ابنة آل مشعل
وراكان بالأكثر يدور في باله تفكير عميق يرتبط به و بعمه سلطان


مشعل بن محمد كان يشعر بحزن شفاف يغزو روحه
فهو مازال يذكر وهو في الثانية عشرة من عمره
دمعة عمه التي مسحها قبل أن يراها أحد
وهو يودع أشقائه عند الباب
الوداع الذي كان مأسويا
مليئا بالشجن والعاطفة.... والكبرياء

ثم حين عاد لداخل لمجلس هربا من وداع الأشقاء
رأى دمعة مشعل الكبير تخر من عينه
الدمعة التي نحرت روحه وهو طفل
دمعة مشعل الكبير الغالية
التي ما رآها أحد سواه
والتي ما رآها قبلها ولا بعدها

الدمعة الوحيدة !!!!


*******************************


الساعة العاشرة والربع مساء
بيت محمد بن مشعل
غرفة العنود


مازالت العنود معتصمة بغرفتها..
توقفت عن البكاء بعد أن تعبت..
ولكن آثار البكاء بادية على وجهها

تدخل عليها أختها مريم وتهمس لها بحنان: عنادي يا قلبي ترا أم فارس لها أكثر من ساعة تحت..
المرة من فرحتها ماصبرت لبكرة ..جاية تبارك وتسلم.. قومي سلمي عليها

العنود بصوت خافت: مريم تكفين تعذري لي منها..
أول شيء مستحية...ثاني شيء شكلي ما يشجع أسلم على أحد

مريم تمسح على شعرها وتقول بحنانها الأمومي:
غسلي وجهش بماي بارد وألبسي جلال.. وسلمي عليها بسرعة وأطلعي..
هي ماراح تنتبه لشيء وخصوصا إنها عارفة إنش مستحية
تكفين عنادي لا تخربين فرحة المسكينة.. تدرين فارس ولدها الوحيد

العنود باستسلام: إن شاء الله نازلة الحين..

مريم عادت لمجلس الحريم.. والعنود غسلت وجهها بماء بارد..
ووضعت بعض الماسكرا حتى تخفي ذبول عينيها

(أنا العنود بنت محمد.. مافيه شيء يهزني)
هكذا كانت تهتف لنفسها حتى تدفع أكبر قدر من الثقة في عروقها

ثم نزلت لمجلس الحريم.. أم فارس ما أن رأتها حتى قفزت..
وهي تحتضنها بمحبة وفرح: مبروك يا ابنتي.. مبروك
وتراش بتطلعين من عند أمش لأمش الثانية..

العنود وعيناها في الأرض وهي تتمنى الأرض تنشق لتبتلعها من شعورها بالحرج:
الله يبارك فيش يمه..

وأم مشعل ترد باحترام: أكيد مافيه شك يا أم فارس.. العنود بنتش مثل ما فارس ولدنا..

مريم بطريقتها الحكيمة: خلاص عنادي روحي كملي مذاكرتش
أدري إني قاطعتش..

أم فارس بحنان: إيه يمه روحي..
أصلا أنا أتنى فارس يكلمني عشان أروح للبيت..
مع إن البيت جنب البيت وأبي أروح على أرجيلي بس هو مايرضى

العنود انسحبت لتعود لغرفتها..
وهي تعبر الصالة متجهة للدرج
نادتها الخادمة: هذا بابا يقول يبي أي نفر يسوي كلام..

العنود كانت تشعر بالخجل أن تكلم أباها فهي لم تره بعد الملكة
لكنها لا تستطيع تركه ينتظر
تناولت السماعة وهي تقول بصوتها العذب
الذي زاده البكاء الطويل عذوبة وضعفا:
هلا يبه فديتك.. آمرني

صمت على الطرف الآخر

العنود باحترام وخجل: يبه تبي شيء فديتك..؟

الصوت الخشن الذي أثار رعبها وأسوأ مخاوفها اليوم:
أنتي أشلون تردين على التلفون؟؟

العنود بارتباك وهي تتمنى لو ترمي بالهاتف
ولكنها لا تريد أن تزيد الوضع بينهما سوءاً: الخدامة قالت لي ابي على الخط

فارس بحدة باردة: عندش تلفونش.. اللي يبيش يتصل عليش..
إياني وإياش تردين على تلفون البيت مرة ثانية..

العنود لم تعتد أن يخاطبها أحد بهذه اللهجة..
حتى أشقائها ووالدها حين يأمرونها
يغلفون الأمر بالدلال والرقة..
وهذا لم يكمل 3 ساعات وهو زوجها وبدأ بفرض أوامره
ردت بارتباك رغم أنها بدأت تشعر بالغضب: وممكن أعرف السبب..

فارس ببرود: والله مزاج الجنس الثالث كذا.. ولا عاد ترادديني..

شعرت العنود كما لو كان سُكب على رأسها ماء مثلجا ومغليا في آن..
فهو يذكرها بإهانتها له
تشنجت.. ردت بصوت خافت: إن شاء الله.. أي أوامر ثانية..

فارس بنفس بروده: روحي نادي أمي.. جوالها مقفول.. أنا برا
واستدرك بثقة: حتى تلفونش لا تردين على أرقام غريبة..

العنود أغلقت منه وهي تشتعل غضبا ..
وطلبت من الخادمة أن تخبر أم فارس إن ابنها يريدها

وصعدت راكضة وباكية لغرفتها


في الخارج فارس يقف ينتظر في سيارته..
يشتعل في داخله خليط مختلف ومتناقض من المشاعر
أحاسيس غريبة.. كثيفة.. وغير مفهومة

(هذي المفروض ما يخلونها ترد على تلفونات بالمرة.. صوتها خطر على المجتمع..
نعنبو..وش ذا الصوت اللي عندها؟؟
يذوب اللي مايذوب..يذوب الحديد والحجر..
قلبي وقف من صوتها.. ذي حتى موبايل المفروض مايعطونها)

" غيرة يا فارس؟؟..... أ تغار عليها؟؟"

(وش أغار عليها؟؟ تخسى...
بس هذي مرتي.. أملاكي.. وما أسمح لأحد يتعدى على أملاكي..
وخصوصا لو كنت ناوي على ذا الأملاك نية قشراء..
اصبري علي شوي يا بنت العم)



*****************************


الساعة 11 مساء
بيت حمد بن جابر


موضي في غرفة المكتب.. تعمل على الحاسوب
فهي على الرغم من تركها للعمل رسميا
إلا أن برمجة الحواسيب تجري في دمها
وهي خلال السنوات الماضية.. كانت تستغل وقت فراغها الكثير في عمل برامج جديدة
وفي تفكيك الحاسوب وإعادة تركيبه حتى لا تنسى مهارتها وحساسية أناملها في العمل


حمد يطل برأسه عليها
ارتعشت موضي توجسا وترقبا.. فهي لا تعرف كيف سيتصرف الليلة
فهو ليلة يكون ملاكا
والليلة التي تليها يكون شيطانا تتلبسه عفاريت الأرض

رأته يبتسم (الحمدلله.. معناتها رايق)

اقترب منها وهو يخلع غترته ويضعها على الكرسي ويقول: مساء الخير حبيبتي..

موضي تركز في الحاسوب بنظرها
وعقلها يشعر بالتوجس الذي أصبح شعار حياتها مع حمد: مساء النور

اقترب منها وهو يضع يديه على كتفيها
ثم طبع قبلة عميقة على شعرها

انكمشت موضي حين وضع يده على كتفها.. كانت تخشى أنه سيضربها

رفع حمد رأسه وهو يقول بحنان: مبروك ملكة فارس والعنود..

لطيفة بهدوء: مبروك لك أنت بعد..

حمد يجلس على الكرسي الآخر وهو ينظر لها بوله: تعشيتي حبيبتي؟؟

موضي بهدوء: الحمدلله.. أنت تعشيت؟؟

حمد بهدوء وهو يغلق عينيه ويسند رأسه إلى الكرسي: الحمد لله..
تعشيت مع شباب الوزارة.. كان عندنا ملتقى ثقافي..
بس إذا أنتي ما تعشيتي تعالي أطلعش برا تتعشين ونتمشى شوي..

موضي بهدوء حذر: مرة ثانية إن شاء الله.. الساعة 11 الحين..
وانت تعرفني أنام بدري..

حمد بذات هدوءه: براحتش ياقلبي

منذ زمن لم تره هادئا هكذا..
أخذت تتأمل في ملامح وجهه الساكنة الوادعة
هل يصدق أحد أن صاحب هذا المحيا اللطيف بملامحه الرجولية الجذابة
يتحول إلى وحش مجنون فاقد للسيطرة

كم يبدو وادعا ومسالما ووسيما
وهو يسند رأسه المتعب للخلف بخصلاته السوداء الكثيفة المتناثرة على جبينه

قد تكون هذه فرصتها لاستغلال هدوءه لمفاتحته

" حمد"

"هلا حبيبتي"

موضي وهي تبتلع ريقها: ممكن أكلمك في موضوع..

حمد يفتح عينيه ويهمس بحب: أنتي تامريني مهوب تكلميني بس..
وش تبين؟؟؟ آمريني ياقلبي

موضي تعاود ابتلاع ريقها وهي تشعر كما لو انها التقمت حجرا
يقف في بلعومها ويسد مخارج الحروف:
ما يأمر عليك عدو.. حمد أنت رجّال متعلم ومثقف ومعاك ماجستير تربية
يعني مخك كبير ومتفتح..

حمد نظر لها بتوجس: والمعنى؟؟

موضي تشعر بريقها جاف كصحراء مدهرة:
يعني العلاج النفسي مثله مثل العلاج العضوي
لا هو عيب ولا حرام..

حمد بتأفف: موضي اقصري الحكي دام النفس عليش طيبة

موضي رغم رعبها الذي بدأ يتجمع في قلبها..
ولكنها قررت أن تكمل الموضوع لأخره ما دامت فتحته:
حمد فديتك.. مهوب لازم تعالج هنا..
إذا عشان كلام الناس اللي عقولهم قاصرة
خلنا نروح برا.. وأنا معك ومستحيل أخليك

حمد يقف وهو يقول بعصبية: أنا ماني بمريض عشان أعالج..

موضي انكمشت رعبا حين وقف وهي تقول بصوت مرتعش:
يعني تشوف إنه تصرف طبيعي إنك تضربني بدون وعي منك...
وعقبه ترجع تبكي وتعتذر وتترجى ما أخليك

حمد بصوت مرعب وهو يدور في غرفة المكتب: قبل ما تقولين لي عالج..
عالجي نفسش أول وأنتي منتي بقادرة تجيبين لي ولد مثل كل النسوان..

موضي انكمشت على نفسها أكثر لأنها شعرت أنه وصل حده من الغضب
ولا بد أنه سيفرغ غضبه فيها الآن
لذا استغربت وتنهدت وحمدت الله
وهي تراه يغادر الحجرة ويغلق الباب خلفه بعنف بصوت مدوي

ولكنها تعلم أنه سيعود بعد دقائق ليحتضنها
ويغمرها بقبلاته واعتذاراته..
التي لن تعد تشعرها سوى بمزيدٍ من الأسى والشفقة..
عليه وعلى الحال الذي وصل له زواجها..


*************************



مجلس آل مشعل
الساعة 11 ونصف ليلا

لم يتبق إلا ناصر وراكان..
يشاهدان برنامجا رياضيا على قناة الكأس..

راكان بملل لناصر: الليلة السبت وبكرة مافيه دوامات..
وش فيهم مشعل وفارس سروا بدري؟؟

ناصر يضحك: رياجيل واحد متزوج والثاني يجرب فكرة الزواج..
انتظر علي أنا بعد
عقب 3 شهور إذا شفت وجه واحد منكم تفلت فيه..

راكان يقترح: أشرايك نروح سوق واقف.. نتقهوى هناك أنا عازمك
وبعدين نمشي على الكورنيش شوي.. وعقب نتريق في مطعم بيروت ونصلي الفجر هناك ثم نرجع..

ناصر وهو ينظر لراكان نظرة ذات مغزى: موافق بس بشرط

راكان يبتسم: يعني أنا عازمك أنت ووجهك.. وبتشرط بعد..
يالله وش شرطك؟؟

ناصر يميل على أذن راكان ويقول بنبرة خاصة جدا وعميقة:

راكان أشرايك تقول لي بنفسك: أنت ليش ما تبي تتزوج؟؟

أو تحب أنا اللي أقول لك؟!!!


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس