الموضوع: أسى الهجران
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2010, 11:13 AM   #28 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



الساعة الثانية والربع ظهرا
مستشفى جامعة جورج تاون
الملاصق للجامعة من ناحية اليمين في 3800 Reservoir Road NW

كان مشعل يصل المستشفى
وهو يقطع ممراته ركضا بخطواته الطويلة
سأل عن أم هيا
وأخبروه أنها في العناية الفائقة
ارتعب
ماذا حدث
قبل أمس حين زارها كانت بخير
ولكنها كانت توصي بابنتها
أ كانت تشعر بشيء؟!!

(لا.. إن شاء الله.. بأتفاول على المره.. مافيها إلا الخير)

كان يشعر بالغضب على هيا لأنها لم تتصل به
من المفترض أنها ابلغته فور تعب والدتها

وصل مشعل للمكان
ولم يحتج أن يبحث عن الغرفة لأنه عرف مكانها
من الخيال الأسود الذي يدفن وجهه بين يديه

اقترب مشعل منها بهدوء وهو يهمس: هيا

رفعت هيا وجهها له
صُعق من ذبول وجهها وانتفاخه
يبدو أنها لم تتوقف عن البكاء منذ البارحة


مشعل بهمس: الوالدة وش فيها؟؟

هيا بصوت باكي: تعبانة يا مشعل تعبانة.. أمي بتروح وتخليني
سلطان راح وخلاني.. والحين أمي بتروح وتخليني بروحي في ذا الدنيا

مشعل بحنان وهو يجلس على الكرسي المجاور ولكن بدون أن يقترب منها:
أفا عليش هيا
وش ذا الكلام.. احنا هلش وأنتي في ذمتنا

هيا بحزن: أنتو ما بغيتوني وابي حي.. تبوني الحين

مشعل بذات الحنان: الله يهداش أنتي عارفة إن ذا الكلام في رأسش أنتي وبس
والوالدة إن شاء الله مافيها إلا كل خير.. هدي نفسش بس
وأنا بأروح أكلم السفارة والدكاترة..


************************



بيت فارس بن سعود
الساعة 2 بعد منتصف الليل

فارس يصل غرفته بعد سهرته مع أبناء عمه
ويبدو أن سهرته ستطول كثيرا

فهو طوال تواجده مع أبناء عمه
كان تفكيره فيها هي

وصورتها تتضخم حتى سيطرت على كل خلية في دماغه
يكره هذا الضعف
وليس فارس من يضعفه حب أنثى
ولكنها ليست أي أنثى
إنها العنود
بلسانها السليط
ثم بصوتها الساحر
ثم بتفاصيلها المبهرة وطلتها الملائكية الساحرة
فأين المفر؟؟

(ولكن أنا أيضا فارس بن سعود!!)

توضأ .. وصلى قيامه
فور تسليمته
رن هاتفه
استغرب
من يتصل به هذا الوقت؟؟

التقط الهاتف.. نظر للاسم ورد باحترام رغم استغرابه:
هلا والله بحضرة العميد

صوت ثقيل على الطرف الآخر: هلا والله أبو سعود
ماأدري أقول صباح الخير وإلا مساء الخير

فارس برزانة: تقول اللي تبيه يأبو أحمد.. آمر..

العميد بنبرة رسمية مهذبة: أدري أنه الليلة جمعة
والمفروض إنه إحنا بلغناك قبل
والسموحة يا أبو سعود
بس احنا عندنا مداهمة كبيرة
ونبي حد من النيابة العامة معانا
وأنا ما أمون إلا عليك..

فارس باحترام: ربع ساعة وأكون عندكم في المركز

العميد بامتنان: جعلني ما أخلى منك..
ماعمرك رديتني.. مع أنه حقك ترفض بدون تكليف رسمي

فارس برجولة: أفا عليك أبو أحمد.. ما بيننا ذا السوالف

فارس أنهى الاتصال وهو يلبس ملابسه بسرعة
مر بغرفة والدته وجدها نائمة
كان يخشى أن يتأخروا للفجر
وألا تجده في سريره وتقلق عليه
لكنه لم يرد تكدير نومها

(إن شاء الله قبل الفجر راجع)




بيت مشعل بن محمد
الساعة 4 الا ربع فجرا

لطيفة تطفئ منبهها وتصحو

البارحة كانت ليلة عصيبة عليها

بعد معركتها مع مشعل
هي خرجت لأولادها لترى أحوالهم بعد عودتهم
وبقيت عندهم حتى ناموا و تأكدت إن مشعل خرج
فهي تحفظ جدوله
وتعرف أن الليلة جمعة وأنه لابد سيسهر في المجلس

عادت لغرفتها ووظلت تدرس حتى اقترب موعد عودته
لا تريده أن يظن أو يخطر بباله إنها بقيت تنتظره
تمددت على سريرها
ومثلت النوم
وكم أصبحت بارعة في التمثيل!!
وكم تتعبها هذه الحياة
فهي ما اعتادت على هذه الحياة المعقدة الكثيفة
حتى حينما كانت تتعذب بهجران مشعل وبروده
كانت هي تتصرف بسجيتها

لكن الآن برود مشعل.. وتضطر أن تمثل برودا يشابهه!!

عاد مشعل
وجدها نائمة
كان لديه أمل غبي أنها ستنتظره
كان لديه أمل أنها قد تنسى كل ما قاله وستسامحه
ولكن هو يستحيل أن يطلب السماح
فلا بد أن تسامحه من تلقاء نفسها
هل أجرم أنه قال أنه يريد الزواج؟!!
هي من دفعته لهذا التفكير
وهي من دفعته لإلغاءه

نعم .. إلغاءه!!!!!!


فأي مجنون يتزوج على فتنة مثل هذه؟!!

دفعته للتفكير فيه طيلة سنوات
ودفعته لإلغاءه في دقائق

ذلك الحماس المتوقد خلب لبه
وطعم شفتيها الجديدتين أذابه

هي من عبثت به
هي من عبث به منذ البداية
وهي من لا بد أن ترضيه وتسترضيه
هو يستحيل أن يتنازل
أو يقول لها إنها غير رأيه عن فكرة الزواج
لن يصغر نفسه أمامها!!

ينظر لها وهي نائمة
كم هي رائعة
وكم هو مشتاق لها!!

"أوف"
خرجت تنهيدته عميقة وحادة جدا

لطيفة بداخلها (تأفف لين بكرة .. أحسن)

توجه لسريره الجديد وفتحه لينام
تقلب مطولا
قبل أن يحل النوم بأطراف عينيه


وهاهي الآن لطيفة تصحو
وحان دورها لتتأمله وهو نائم
اقتربت منه لتصحيه لصلاة الفجر

تمعنت فيه وهو نائم على جنبه اليمين وكفه تحت وجهه كما اعتاد
لحية عارضه أكثف
وبدا لها أكثر وسامة

هل هو متعب؟؟ مرهق؟؟
موعد الحلاق عنده كالساعة تماما
مابه أهمل عارضه هذه المرة
ما الذي يشغله؟؟

أ هي العروس الجديدة؟؟

الحقير.. كم أتمنى أن أقتله وأقتلها
ولكن لن أشمته فيني
ليذهب ويتزوج
ليشبع بها ويملأ عينيه التي لا يملأها التراب

لطيفة بنبرة باردة: مشعل.. مشعل.. الأذان أذن.. قوم
ولا تنسى تأخذ حمود.. حتى عبودي صحه وأخذه معاكم


*********************


مستشفى جامعة جورج تاون

الساعة الخامسة عصرا

سمحوا لهم بالدخول لرؤية أم هيا..
هيا ومشعل وباكينام التي حضرت فور معرفتها بالخبر


كانت أم هيا تعاني من جلطة.. وهذه هي الجلطة الثالثة
ووضعها الصحي متدهور.. فهي في السابعة والستين
وتعاني من السكر والضغط والكوليسترول
الثلاثي المتلازم


هيا انكبت على يد والدتها وهي تبكي
وباكينام وقفت خلفها وهي تربت على ظهرها
وبعينيها دمعات متعلقة
وببلعومها تختنق العبرات وهي تحاول تهدئة هيا

مشعل ذهب من الناحية الأخرى
ومال إلى أذن أم هيا وهو يقول بحنان وثقة:
ماعليش شر يمه.. تجربين غلاش علينا
تراش غالية.. ومافيش إلا العافية

أم هيا بصوت هامس: هيا أمانتك يا مشعل.. هيا أمانتك

مشعل بثقة ورجولة: هيا في عيوني وانتي بعد..
وماعليش شر.. تعب بسيط..لا تدلعين

هيا حين سمعت أمها توصي بها
انهارت في بكاء مر
باكينام مالت على أذن هيا: هيا يا حبيبتي.. اللي بتعمليه مش كويس ئدام ماما
لازم تباني جامدة ئدامها

هيا ارتمت في حضن باكينام وهي تقول بنشيج: ما أبي أكون قوية
تعبت وأنا قوية.. أبي أمي.. أمي وبس

فرت دمعة قاتلة من عين أم هيا

ومشعل يشعر بنفسه يختنق.. يختنق
يــخــتــنــق

فخرج ووقف خارجا



بيت فارس بن سعود

أذان الفجر

أم فارس تصحو من نومها
تتوضأ وتتوجه لغرفة فارس لإيقاظه

وهي تفتح الباب شعرت بإنقباض كتم على أنفاسها
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم

وفتحت الباب
شعرت بالرعب وهي ترى سريره خاليا ومرتبا
أي أنه لم ينم عليه

عادت لغرفتها وهي تلتقط هاتفها
وترن الرقم المخزن عندها في رأس قائمة الاتصال السريع
كان مغلقا

وكأن إغلاقه كان إغلاقا لأنفاسها
شعرت أنها عاجزة عن التنفس
وكل الأفكار المرعبة تتزاحم في مخيلتها

استعاذت بالله من الشيطان الرجيم للمرة الثانية
وهي ترن على الرقم الثاني في قائمة الاتصال السريع

كان يخرج لتوه من الحمام متوضئا لصلاة الفجر
ويريد إيقاظ أولاده
استغرب الاتصال رد بسرعة وقلق: عسى ماشر يا وضحى؟؟

جاءها صوتها المخنوق ليرفع قلقه للحد الأقصى: سعد تكفى يا أختك
فارس ما أدري وينه.. وأدق عليه جواله مقفول
تكفى يا أختك بأموت من الخوف عليه.. بأموت


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس