الموضوع: أسى الهجران
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2010, 10:20 AM   #23 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



بيت جابر بن حمد
الصباح الباكر
الصالة السفلية

أم حمد تجلس عند (دلالها) وترتب الفطور
استعداد لنزول زوجها وبناتها
اليوم عندهن تدريب على اختبار التوفل لكل المدرسة
لذا سيذهبن يوم السبت

معالي أول الواصلات تقفز على الدرج وتدندن بقصيدة حربية قديمة

تبتسم أمها: أنتي رايحة للمدرسة وإلا رايحة الغزو؟؟

معالي تصل أمها وتطبع على خدها قبلة كبيرة وهي تقول:
الاثنين.. المدرسة أصلا جهاد أكبر..

أم حمد بابتسامة: إلا تعالي ذا القصيدة من وين تعلمتيها؟؟
ما أتذكر إني قد قلتها لش..

معالي تضحك: من جدتي هيا فديت عينها..
وإلا أنتي صايرة بنوتية ضيعتي قصيد الأولين كله..

أم حمد تضحك: واللي يقابلش أنتي وخواتش يبقى فيه مخ..
ضيعتوا مخي الله حسيبي..

أصوات ضاحكة مازالت تنزل الدرج:
يعني عشان محترة على معالي تدخلينا معها

معالي تبتسم: حياهم الله رقية وسبيكة

عالية تبتسم: يعني اليوم مهوب كوبي وبيست..

معالي تنظر في لبسهم المدرسي وتسريحة شعورهم وتضحك:
إلا أبو الكوبي والبيست وأمه
نعنبوا داركم المدرسات يشتكون أنهم ما يفرقون بينكم..
وأنتو حتى الكلبس نفس الشكل وعلى نفس المكان كنكم قايسينه بالمسطرة
غيروا على الأقل البلايز والا الكلبس اللي في شعوركم يالمغبرات

علياء (بعيارة): محترة يا الكويحة..

معالي ترفع أنفها وهي تقول بغرور: السمار نص الجمال..
ياللي لونش كنه لون مريضة ما شافت الشمس..يالمومياء..

عالية: عشتو.. حبو لي خشمه ما أطوله...

صوت حازم يقاطعهم: أصبحو وأفلحوا.. ذا النقرة كل صبح لازم..

قفزن الصبايا الثلاث باحترام وهن يرين والدهن ينزل الدرج
وتسارعن إليه كل واحدة تقبل أنفه بمحبة واحترام..

علياء وعالية جلستا صامتتين باحترام
ولكن معالي قفزن لجوار والدها، وأمها تصب القهوة عليه، معالي بدلال ولؤم:
جبوري حبيبي.. طلع اللي في مخابيك
وأتحف بنتك المزيونة بخمسين ريال، مية، خمسية ما نقول لا..
اللي بيطلع من ذمتك.. وأنت كريم واحنا نستاهل

أم حمد بغضب: اقطعي واخسي.. احشمي أبيش يا قليلة الخاتمة..

أبو حمد يضحك: خليها تقول جبوري كود أعود ولد..
وتجوزني حد من بنيات المدرسة اللي معها..

معالي تضحك: بأزوجك المدرسة كلها.. بس قبضني..

البنات ووالدهن يضحكون، بينما أم حمد عقدت ناظريها وهي تقول:
إيه جايز لكم الحكي..
الله لا يبلانا.. البنات وأبيهم استخفوا



غرفة راكان
الساعة التاسعة صباحا
منبه هاتفه يوقظه
فلديه اليوم تدريب رماية استعدادا لبطولة آسيا في الرماية
التي سُتقام في سنغافورة

أطفأ الجرس ثم أنتبه لرسالة تنتظر الفتح
فتحها كانت من لطيفة:
" لو سمحت راكان إذا صحيت دق علي ضروري"

استغرب راكان وشعر بالقلق
اتصل بلطيفة
التي كانت وقتها مستغرقة في الاستذكار لأولادها

ردت لطيفة بهدوء: هلا والله

راكان بقلق: صبحش الله بالخير يا أم محمد عسى ماشر؟؟
فيكم شيء؟؟

لطيفة ابتسمت: مافيه شيء يا ابن الحلال..
يعني أختك الكبيرة مالها حق تقول اتصل علي أسلم عليك

ابتسم راكان: تمونين يا أم محمد.. الله يكبر قدرش..
بس أكيد إنش تبين شيء.. آمريني..

لطيفة برقة: ما يأمر عليك عدو أبي منك خدمة كبيرة شوي

راكان بشهامة: أفا عليش.. الغالي يرخص لش يامرت الغالي..

توترت لطيفة من مرور ذكر مشعل، ولكنها أكملت بهدوء:
أدري راكان إنه واسطتك كبيرة.. ومعارفك كثير..
وأبيك تخدمني في موضوع..

راكان بثقة: آمري..

لطيفة استمرت بذات هدوؤها:
أنا ادري أني السنة الدراسية بادية لها تقريبا شهر..
بس أنا أبي أرجع أسجل ثالث ثانوي منازل..
وأدخل اختبار الثانوية العامة ذا السنة.

راكان باستغراب: بس أنتي مخلصة ثالث ثانوي.. وش عندش؟؟

لطيفة بثقة: شهادتي صارت قديمة.. وأنا أبي أدخل الجامعة..

راكان ابتسم: حلو ذا الطموح المتأخر.. تمونين يأم محمد..
هي صحيح صعبة وخصوصا إنه ثالث ثانوي وهم خلاص جهزوا القوائم
يعني لو ثاني مثلا كان اهون
بس حاضرين.. ماطلبتي شيء..

لطيفة ابتسمت: خلاص بأخلي الخدامة تجيب لكم في البيت الحين ظرف فيه أوراقي
ومشكور يا أبو محمد الله يوفقك دنيا وآخره..



منتصف الليل في واشنطن دي سي
كولومبيا ديسكرت

قلبان ساهران
في مكان مختلفان

تغمرهما مشاعر مختلفة.. عميقة..

هيا الليلة سعيدة جدا
تكاد تلمس من النجوم من فرط سعادتها
تريد أن تحتضن العالم كله
حتى مشعل الكريه لو لم يكن من آل مشعل لاحتضنته الليلة!!!!
يالله كم جدتها رائعة !!
كم يشبه كلامها كلام سلطان!!
كم تتمنى رؤيتها واستنشاق رائحة سلطان فيها

"أضناني الشوق يا سلطان
وأضنتي الوحدة في غيابك!!"


مشعل يشعر بالغيظ منها والشفقة عليها
كيف اجتمع هاذين الشعورين لا يعرف
مغتاظ منها لسخريتها منه
وتقليلها من احترامه
من حدة لسانها الدائمة
وهي دائما مستعدة بكلماتها القاسية

ولكن بكائها اليوم آلمه في العمق
لم يتخيل أن هذه المخلوقة الحاقدة الساخرة المرة يمكن أن تبكي
وأن لها قلبا نابضا ومشاعر رقيقة
آلمه ضعفها وحزنها وإحساسها بالوحدة
أحاسيسها التي اقتحمته بعنف موجع!!



الساعة 9 والنصف صباحا
بيت حمد بن جابر

موضي تجلس في الصالة
تشاهد أخبار الجزيرة
مازال حمد نائما

بعد دقائق
حمد ينزل عليها

توترت
هكذا علاقتهما.. حينما تراه تتوتر حتى تعلم كيف مزاجه

ألقى التحية بعذوبة
(الحمدلله.. اليوم زين.. ويارب ما يقلب)
اقترب وجلس بجوارها

موضي على وشك النهوض
حمد برقة: وين بتروحين؟؟

موضي بهدوء: بأروح أجهز ريوقك

حمد يتناول يدها ويطبع في باطنها قبلة عميقة ويقول بحب:
اقعدي عندي حبيبتي.. شوفة وجهش تكفيني عن الريوق

شعرت موضي بالأسى
حمد حين يكون رائق البال
يكون عاشقا ولا أروع
لا في كلامه ولا في لمساته

ولكن كل هذا لم يعد يحرك في مشاعرها شيئا
سوى الأسى
الكثير من الأسى
والخوف
لأنها ماعادت تثق فيما سيحدث بعد دقيقة

هاهو الآن يضع رأسه على فخذها
يحتضن يدها
ويغمر أناملها بعشرات من قبلاته الحنونة

ولكنها لا تستبعد أن يكسر الأنامل التي يقبلها بعد دقيقة واحدة
فكيف تأمن على يديها بين يديه؟!!

كما لو أنك تعطي يديك لشخص ما ليقبلها
وأنت متيقن تماما أنه سيقبلها ثم سيعضها بوحشية
فكيف سيكون إحساسك بملمس شفتيه على يديك؟!!

مرٌّ هذا الإحساس..مرّ..
أن يصبح من يفترض أن يكون مصدر الأمان في حياتك
هو مصدر الرعب والخوف
فتصبح كالهارب من الرمضاء إلى النار




الساعة العاشرة صباحا
غرفة فارس
كان يستقيظ من نومه
لم ينم حتى ساعتين متواصلتين
كان يحلم بها حتى وهو نائم..

(ماهذه المصيبة المسماة العنود التي ابتلاه ربه فيه؟!)

تفكير مجنون يخطر بباله
وليس هو من يتردد في تنفيذ قرار

تناول هاتفه واتصل برقم مخزن عنده
ولكنه قليل الاتصال به
إنه رقم مريم
فقد اعتاد أن يتصل بها لتهنئتها في الأعياد

لحظتها كانت مريم تستيقظ من نومها لتوها وتريد التوجه للحمام
سمعت هاتفها يطلق اسم فارس في الجو
استغربت وتوترت
(وش يبي فارس؟؟!!)

مريم ردت باحترام: هلا فارس..

فارس بهدوء: هلا والله.. صبحش الله بالخير يا بنت محمد

مريم: صباحك أخير..

فارس: أشلونش طال عمرش؟؟

مريم واستغرابها يتزايد: طيبة طاب حالك

فارس تنحنح ثم قال بثقة: مريم لو سمحتي عطيني العنود أبي أكلمها؟؟

مريم توترت: (وش يبي بالعنود؟) قالت بهدوء:
فارس يأختك.. ترا العنود مافيه أبيض من قلبها
والكلام اللي قالته أمس والله أنها ماتقصده..
تكفى أنك ما توجعها بالحكي.. تراها ما تستحمل..

فارس توتر من تذكيرها له بالموضوع ولكنه قال بهدوء:
الكلام اللي هي قالته شيء بيني وبينها.. لو سمحتي عطيني إياها..

مريم بتوتر: الحين العنود نايمة..

فارس بثقة: روحي صحيها.. أبيها ضروري



بيت مشعل بن محمد
الساعة العاشرة صباحا..
كانت لطيفة في غرفة أولادها
تذاكر لمحمد ومريم
بينما عبدالله في غرفة الألعاب يلعب بلاي ستيشن وجود تشاهده

جاءت الخادمة ودخلت على لطيفة المنهمكة مع أولادها:
مدام.. بابا مشعل تحت يبي انته..

انتفض قلب لطيفة بعنف
لم تمضِ حتى 12 ساعة على معركتها الأخيرة معه
المعركة التي استنزفتها
لِـم جاء؟؟؟
غير مستعدة لمواجهته؟؟
لِـمَ جاء؟؟
لِـمَ جـــاء؟؟؟؟


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس