عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2010, 06:00 AM   #1 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5110 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13850
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

لازلتُ أذكر أطلالاً كانت هنا ...



مررت اليوم بهاتيك الدروب التي سلكناها

معا يوما ..وتحسرت كثيرا لأني لا أدري

هل لازلتِ تذكرينها ..عندما كنا نمشيها معا

وتلك التلة التي أثِقُ أنها مازالت تعرفُ صوت

خطواتنا وهمسنا وضحكاتنا معا ...

أتذكرين ..؟ يوم أن فاجأنا ذاك العجوز الذي

رسم الزمن علي جبينه كل ظُلمهِ وغدره ...

خِفنا في البداية ثم انطلق يحكي لنا عن

شراسة الحياة في وجهه يوما بعد أن أفقدته

كل أحبته ..كلهم ..وبقي وحيدا يصارع

هجمات الأيام الخوالي عليه بلا معين ...

سالت دموعكِ يومها كما لم أراها من قبل ..

مسحها ذلك الشيخ الهرم بحنان والد لم

تترك له الدنيا شيئا غير أشلاء ذكريات

في منتهي الحزن ..

أتدرين في تلك الساعة وددتُ لو تنشق

الأرض علي كل ما فيها ومن فيها ..

لكن صبر ذلك الرجل كان ساعتها قد

نحت في قلبي أنه لا مجال للموت عند

الأقوياء قبل موعده ..وشاءت الأقدار

ذاتها أن ترحلي ..ونحن لم نكمل بعد

رسم تلك اللوحة التي بدأناها معا ...

ترك رحيلكِ في القلب غصةً لم أعرفها

طوال حياتي ..تركني رحيلكِ في شلل

كامل وبشكل فجائي ..ولفترة من الوقت

كدتُ ذاك الرجل ولقائنا معه ..لكنني

عندما تذكرت حجم مآسيه أيقنتُ بأن

ذاك قدري وقدركِ أنتِ أيضا ...

كفكفتُ دمعةً سالت رغما عني وطفقتُ

أذرع طريقي باحثا عن المحبة في

عيون كل البشر ..وجاهدتُ وحيدا حتي

عندما كان الحزن مسكنا لي ورفيقا ..

لكني اليوم وعلي ذاك الدرب وجدتني

اسير فتذكرت هاتيك الديار وتلك الأيام

وصلابة ذاك العجوز الطيب ..وتذكرتكِ

أنتِ ..وكيف أنتِ الآن ..؟ لا شيء أعلمه

عنكِ منذ رحيلكِ ..لقد هدأ في قلبي بعد

سنوات ذاك العشق الهائج وتحطم علي

اسوار الرحيل المر ..بعد أن أيقنتُ بأنكِ

لن تعودين ..لن تعودين إلي هنا أبدا ..

عرفتُ بعدكِ عشرات البشر ومددتُ

خيوط الود مع الكثيرين ومنهم من

تعلق بي أيضا ...لكن حجم الدمار في

قلبي كان كبيرا فلم أقوي أنا حتي الآن

علي لملمة حطامه المتراكم بداخلي ..

وتخيلت في كل من قابلته ذلك العجوز

الساكن في تلك التلة وحيدا مكتفيا بتلك

النيران التي تحرق كل ما بداخله لكنها

لم تأتِ عليه كله ..حتي الآن ربما كان

أعظم مما تخيلت وربما كان يُكابر ...

أما أنا فلازلتُ أذكر أطلالاً كانت هنا

ولازلتُ أبكي عليها ...


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس