عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 01:13 PM   #79 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5132 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13853
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



وفعلا كانت تتنفس بصعوبة اثر صعود السلم ..
"كنت أحاول أن أفهم لم يمر الوقت بسرعة ..لكني لم أفهم .. نحن مع كل دقيقة تمر نخسر دقيقة من عمرنا دون أن نشعر .."
جلست سارة وتمددت على سريري وارتفع بطنها الكبير بشكل مضحك .وقالت وهي ترمي بحجابها " هل أنت ممن يخافون من التقدم في العمر ؟"
نظرت إلى نفسي في المرآه ..مازلت في الثالثة والعشرين .. نظرت إلى سارة
وقلت " لا أعرف .. لكن يخيفني أن يمضي الوقت دون أن أحس به "
قالت سارة
" لا تخافي .. لديك حياة طويلة بإذن الله لتعيشها كما تريدين .. ليس المهم الدقائق التي تمضي ..المهم هل أنت راضية بحياتك ؟؟ هل اأنت سعيدة وحققتي كل أهدافك ؟؟ "
ابتسمت والذكريات تطوف أمام عيني تذكرني بما حدث في حياتي ..
" ربما .. ربما .. لكني لم أشعر بأنني انسانة طبيعية سوى في السنوات القليلة الماضية .. كنت أعاني كثيرا من وحدتي .. كنت أجلس في هذه الغرفة المخلصة لأيام .. يقتلني الألم ..والوحشه .. لكن ..تحسنت حياتي كثيرا ..وأنا راضية عما حققته حتى الآن .. في البداية عملي مع عمي الذي أكسبني خبرات تواصل كثيرة ..ومن ثم عملي في تلك المؤسسة الاجتماعية الشيء الذي ذكرني أنني أعيش في أمان أبي الذي لايضاهيه أمان . عملي مع أم فهد علمني أن أفكربغيري ..وألا أفكر بنفسي فقط .. وأن المجتمع يد واحده .. لاتتساوى أصابعها أجل ..لكنها تنتمي لذات الكف .. وجميعها تعمل معا لأجل مصلحة اليد .. مامررت به مع حسن ومريم ..كانت آلالام لاتنتهي .. تعلمت ألا أكون أنانية على حساب غيري .. وألا أكتفي بالحكم الأول .. مع حسن كنت سطحية .. لم أدرك أنه لم يكن بعقله .. لم أكن متسامحه .. كأني أردت سببا لأهرب من هناك ...والمرحلة الجديدة التي دخلت عالما آخر وتحديت نفسي وكل من استهان بقدرتي على المواصلة بعدما حدث تحديت الأيام التي كانت تظلمني بلارحمة ..وتتفن بجرحي ..نجحت في دراستي وجامعتي وها أنا أسجل معدلا عاليا في الجامعه ولي من الزميلات والصديقات العديد .. شيء لم أتخيله إطلاقا .. "

نظرت إلى سارة كانت تنظر إلي بفخر ، استقامت في جلستها وسألتني
" فاطمة .. كنت أتجنب الحديث عن هذه النقطة ..لكني محتاجة لأن أناقشها معك .. هل شكلك وتغيرك الجسدي هو سبب هذا التغير ؟؟ "
ابتسمت .. تذكرت عبدالعزيز عندما واجهني ذات مرة .. يا إلهي كم يشبه سارة .. قلت لها

"العديد من يرون أن السمنة نكته ، ليس الوزن الزائد هو ماعقد حياتي في البداية حالتي النفسية هي من عقدت حالتي الجسدية .. كنت اعاني اهمالا من امي وأبي وأخوتي ضغوطات التعامل التي كانت تفرضها جدتي علي وأنا طفلة جعلتني أعاني كثيرا .جدتي كانت صارمة كان هدفها التربية السليمة .. كان معها حق في هذا لكن التربية السليمة يجب أن يصاحبها بناء للشخصية وحنان الوالدين وتشجيعهما ..لم أجد أي من هذا .. فلجأت للطعام ..أذكر هذا تماما في سنواتي الدراسية الأولى كان يصعب علي كطفلة أن يغيب والدي عن حياتي وهما على قيد الحياة .. وعندما ازداد وزني لم يقف .. كنت مع كل ألم أو جرح أو كبت نفسي لدموعي أستبدله بوجبة دسمة أو طعام دسم .. لم أكن أبكي فلم يكن لبكائي فائدة ترجى .. كنت أعاني ..لكن السعادة التي كان يوفرها لي الطعام ..والشبع والدفىء لاتستبدل .. كنت أحتمل سخرية الجميع .. تؤلمني كثيرا ...لكن أحتملها ،وفي فترة ما أصبح الطعام هو أبي وأمي وجدتي وأخوتي .. "

صمتنا قليلا تنفست خلالها بحرية وأنا أعترف
" لا .. ليس تغير جسدي هو من غيرني من الداخل .."
سألت سارة مترددة " هل هو فيصل ؟"
قلت لها " لا .. ليس فيصل ..فيصل كانت قصة خيالية تعلقت بها في مراهقتي بغباء "
سألت سارة " إذا مالذي غيرك ؟ فاطمة التي أراها الآن ليست كفاطمة السابقة ولكن أفضل بكثير .. فاطمة التي أراها الآن مليئة بالحياة .. "
نظرت إليها " فاطمة السابقة هي نفسها أنا ..مازالت موجودة .لكن تحسنت إلى الأفضل ..بسبب شخصين .."
صمت قليلا ثم تنهدت وأنا أقول لها
" الشخص الأول هي مريم .. كنت معها خلال معاناتها وآلمني ماحدث لها .. وفكرت أنني لا أريد أن أكون ذات يوم في مكانها .. مليئة بالآلام والأحقاد وأنا على فراش الموت ..ووحيدة .. ماحدث لمريم غيرني من الداخل تماما ..جعلني أهتم . "
"رحمها الله ..عانت كثيرا "
"أجل ..عانت كثيرا .."
"والشخص الثاني ..هل هو عبدالعزيز ؟"
" لا ..عبدالعزيز كان يحاول لكني كنت من الغباء أن أحزن مما يقوله لكنه حاول كثيرا أن يجعلني أستيقظ من العالم الذي كنت أغرق فيه .."
عقدت حاجبيها مستغربة وقالت "إذن من ؟"
ابتسمت واأنا أنا أنظر إليها بإمتنان

" أنــت "

الصدمة التي اعتلت ملامحها أضحكتني ..
"أنا ! "
هززت راسي " لطالما كنت ملاكي الحارس كما يقال .. بسببك استمريت في حميتي الغذائية .بسببك استطعت أن أقف على قدمي بعد كل معاناة .. بسببك أحسست أن حياتي تغيرت .."

مدت يدها لتمسك بيدي وهي تقول " لكنك أنت من جعلت لحياتي معنى "
استغربت وقلت لها " أنا .. أنت من غيرت حياتي تماما .. "
ابتسمت وقالت
" أتذكرين جنوني السابق ؟"
أومأت برأسي "وكيف أنسى "
قالت
" كنت قد وصلت في حياتي إلى نقطة الأنهيار .. "
"ماذا ؟"
" أجل سارة التي ترينها أمامك الآن كانت جامحه .. كنت أعاني وأشعر أنه لايوجد من يفهمني كنت قد انتقلت إلى المدرسة في تلك السنة وتركت زميلاتي السابقات .
.. كانت والدتي تحاول ..ووالدي يعاني المستحيل ليفهم سبب تمردي ..كنت قد ضقت ذرعا بمجموعه نورة ..وكنت أصاب بيأس عميق وأنا أعود كل يوم إلى المدرسة لأرافقهن في غباءهن ..ثم عندما انفصلنا ..وأصبحنا أنا وأنت ومها معا .. كنت أشعر براحة أكثر .. واختفى تمردي قليلا ولاحظ والدي هذا الفرق على الأقل معكما لم أكن أحتاج إلى أن أكبت انفعالاتي أو غضبي .. أو جنوني كما كان يحدث مع مجموعة نورة .. فقد كانت تصرفاتها لاتعجبني إطلاقا ولكن لأن مها كانت معها فلم أستطع أن أطلب من مها أن تترك مجموعتها الأولى .. فأنا كنت جديدة نوعا ما ..ومن ثم .تعمقت علاقتي بك وتعرفت من خلالك إلى محمد .. الأنسان الرائع الذي يفهمني تماما . وحبي له أطفأ كل جنون كان بي .. وحياتنا الصغيرة برفقة مريم الصغيرة التي لا أتخيل حياتي من دونها وعبدالرحمن الصغير الذي سيأتي في غضون أسابيع وانت بقربي.. أشعر أني الحمدالله وصلت لنقطة الرضا في حياتي .... رحيل مها أزعجني كثيرا لكنك على الأقل ستبقين بقربي بإذن الله ..والداي الآن فرحا بحياتي . وشعرا أنني تغيرت تماما .. فهنا أنا ممتنة لك أنت فاطمة .. أنت غيرت حياتي تماما . "

عانقتها وأنا سعيدة بسعادتها ... قلت لها أخيرا
" سأذهب بعد قليل لمنزل عمتي .. تأتين معي ؟"
ابتسمت وقالت " لا .. يجب أن تذهبي وتكتشفي حقيقية مشاعرك "
استغربت " ماذا تقصدين ؟"
هزت كتفها وقالت " ستفهمين ..هيا ..لننزل والدتك تسال عنك منذ الصباح ..لننزل ونشرب الشاي معها "
" فعلا ماذا كنت تقصدين ؟"
"لن أقول .."
سحبتني إلى الأسفل وهي تتذمر " ألا يكفي ابن أخيك لأحمله في داخلي وأنت تتباطئين هيا .."
قلت لها ساخرة " سترين خلال السنوات القادمة ستتمنين لو يبقى الصغير في داخلك للأبد ..فأنت لاتعرفين أن شباب هذه العائلة في طفولتهم كانوا مزعجين حتى الجنون "
ضحكت سارة وقالت " لا أستبعد ماتقولينه "

"مرحبا ماما "
" أين أنت يافاطمة لم أرك منذ الصباح .."
قالت سارة مازحة " كانت تحاول أن ترى كيف تتقدم بالعمر في كل دقيقة "
قالت أمي " فعلا ؟؟ بالجلوس وحدك في غرفتك ؟ انها فكرة سيئة فعلا .. انتظري قليلا حتى تتزوجي وسترين كيف تمر الأيام وأنت لاتشعرين بأنك استفدت من ساعة واحده ..فبين زوجك وعملك وابناءك لن تجدي دقيقية تخصك "

تذكرت أن كلمات أمي ذات ليلة جعلتني أتغير تماما . كيف نسيتها .. يا إلهي عندما أنظر لأمي الآن أشعر أنها أمي ..تذكرت في سنوات سابقة كنت أنظر إليها وأراها مجرد نكرة ..لاوجود لها في حياتي يا إلهي بم كنت أفكر ؟؟.....أحبك يا أمي ,, أحبك لأنك أمي قبل كل شيء !

قلت لها " سارة تبالغ .. أنا كنت أفكر في أشياء أخرى .. ربما سأمر جدتي اليوم ..هل ستأتين معي يا أمي .."
ضحكت أمي وكأنها تخفي سرا " لا ..اذهبي لوحدك اليوم "

استغربت .. مابهم ؟ .. هل تحضر جدتي لمفاجأة لي ؟؟
ارتديت ملابسي وركبت سيارتي وقدت حتى منزل عمتي ..كانت أفضل فكرة أن أقود سيارتي ..فهي فعلا فكرة مفيدة ارتحت من عناء السائق الذي يغيب طويلا ..أو ينتظر طويلا ..


*******
-49-

لا أستطيع وصف هذا الشعور .. كأنني استتردت شيئا كان مفقودا مني .. رؤيته يبتسم وينظر إلي ..
"أنت هنا ؟؟ "
" أجل وصلت بالأمس .ألم يخبرك احد ؟؟"
ضحكت "لا ..حمدالله على سلامتك ..قالت منى أنك ستصل في آخر الشهر "
" تتبعين أخباري ؟؟ "
ضحكت متوترة " لا .. لكن .. هي قالت "
كنا نمشي في حديقة المنزل ببطء .. لا أعرف لماذا .. لكن كأننا نقدر كل خطوة نمشيها معا
" كيف حالك ..لقد تغيرت قليلا "
نظر إلى جسده وقال " ماذا ؟؟ هل أصبحت أضعف ؟"
هززت رأسي " لا .. لكن .. لم أكن أعرف أنك من أصحاب البشرة الفاتحه .."
ضحك كثيرا وقال " أنه جو أوربا ... يعيد للبشرة نضارتها "
" أتنصحني بالذهاب إلى أوربا ؟؟"
نظر إلي متفحصا وقال " لا .. لاتحتاجين ..لكن أنصحك بالذهاب إلى أوربا ..فالثقافة هناك ممتازة لطالبات الإعلام "
ضحكت بدوري وقلت له " أتتبع أخباري ؟؟"
ضحك وقال " أجل ..لا أخجل من الأعتراف ...وأنت تغيرت كثيرا "
استغربت " كيف ؟؟ أنا تغيرت ؟؟ هل بدأت التجاعيد بالظهور ؟؟أم ازداد وزني "
قال بخبث " وزنك لم يكن عائقا يوما .. لكن . ..التجاعيد قليلا "
ضحك على مظهري القلق ! قال " أمزح .. لكن أشعر أنك مختلفة تماما .. "
"للأفضل أم للأسوأ ؟"
" للأفضل طبعا .. وكبداية لم تعودي لوضع تلك الأصباغ على وجهك .. تبدين طبيعية تماما ."
ابتسمت له وقلت " شكرا ..هل جدتي في الداخل "
"أجل مع زوجتي البريطانية "
" ماذا ! "
ضحك كثيرا .. يبدو أن التعبير الذي اعتلى وجهي كان مضحكا .. لكنه لايعرف أن الشعور الذي اقتحم قلبي كان مؤلما !
" فقط لتعرفي أني أعرف مالشائعات التي ترددونها هنا .. "

مايذهلني حقا أننا نتواصل بالحديث معا كأننا لم نفترق . فهمت حديث سارة في أن تجدي الشخص الذي يفهمك ..

"فاطمة .. أريد أن اخبرك الآن لأني تعبت .."
"ماذا ؟"
"هل تتزوجيني ؟"
صدمت من عبدالعزيز الذي يطلب مني هذا الطلب الآن في حديقة عمتي تحت هذه الشمس الصيفية ..
قال شارحا " طلبت يدك من خالي بالامس وأخبرني أنه لايمانع ..ولأريح ضميري طلبت يدك من خالي خالد الذي لم يمانع على الاطلاق وتكفل بحفل الزفاف .. أريد أن أعرف رأيك .."

سألته مرتبكة " لم أنا عبدالعزيز ؟"
صمت قليلا وقال بلهجة صدمتني "هل سترفضيني لأني فقير ؟"

شعرت أن قلبي وقع في ركبتي من هول صدمتي لم يفكر هكذا ؟؟
" لا .. أنت لست فقيرا .. كيف تقول هذا .. أنت لديك شهادة رائعه ومنزل رائع ..وعائلة رائعه ..وأنت تخطأ أن ظننت أني فتاة مادية ..فالغنى والفقر لدي سواء ,, أؤمن بأن الرزق من الله .. وأن المؤمن إذا آمن بالله واجتهد بأفضل مالديه سيرزقه الله بما هو أفضل من المال ..الرضا والسعاده "

"إذن لماذا سترفضيني ؟"
"ومالذي أوحى لك بأنني سأرفضك .أنا أسألك ببساطة ..أعطني سببا لرغبتك بالزواج بي أنا الكائن المحطم المعقد الذي تعرفه "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس