عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 01:08 PM   #78 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5133 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13853
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



البارت الأخير

تذكرت أن كلمات أمي ذات ليلة جعلتني أتغير تماما . كيف نسيتها .. يا إلهي عندما أنظر لأمي الآن أشعر أنها أمي ..تذكرت في سنوات سابقة كنت أنظر إليها وأراها مجرد نكرة ..لاوجود لها في حياتي يا إلهي بم كنت أفكر ؟؟.....أحبك يا أمي ,, أحبك لأنك أمي قبل كل شيء !

قلت لها " سارة تبالغ .. أنا كنت أفكر في أشياء أخرى .. ربما سأمر جدتي اليوم ..هل ستأتين معي يا أمي .."
ضحكت أمي وكأنها تخفي سرا " لا ..اذهبي لوحدك اليوم "

استغربت .. مابهم ؟ .. هل تحضر جدتي لمفاجأة لي ؟؟
ارتديت ملابسي وركبت سيارتي وقدت حتى منزل عمتي ..كانت أفضل فكرة أن أقود سيارتي ..فهي فعلا فكرة مفيدة ارتحت من عناء السائق الذي يغيب طويلا ..أو ينتظر طويلا ..

-48-


ابتسمت وأنا أرى سارة تقف بصعوبة ..

"لازلت في الشهر السابع .."

قالت متعبة " أعرف .. لكن الوقوف صعب .."

"كم وزنك ؟"

"سبعون .. ازددت خمسة عشر كيلو جراما بسبب محمد .. لم يبق طعام لم يحضره إلي .. "

ابتسمت تذكرت أيام بدانتي .. كنت أحمل خمس وثلاثون كيلو جراما .. كانت تهلكني كلما صعدت درجا أو مشيت خطوة

"فقط خمسة عشر ؟؟ ..قليل .."
غضبت سارة وقالت " فاطمة .. أنها ليست موزعة ..أنها تتكوم فوق معدتي ..هذا مايسيئني ..لا أستطيع أن أنام .لا أستطيع أن أجلس .. تعبت .."
قلت مبتسمة " سارة .. لاتزعجي عبدالرحمن بكثرة تذمرك .. سيستاء أبي "
مرت إحدى الطالبات وقالت " سارة قد تبدأ المحاضرة هل ستأتين أم أنك متعبة ؟؟"
قالت سارة بثقة " سآتي .."

ذهبت الفتاة ووقفت سارة لتجمع كتبها ..

" كثيرا ماتردد النساء ان الحمل الثاني أسهل وأخف .. ها أنذا في حملي الثاني لاأستطيع أن أركز في شيء ..حتى الكراسة الخفيفة تزعجني من ثقلها .. "
قلت مبتسمة " لكن ستنتهين نهائيا بعد شهر .. كم أود أن أراك في لباس التخرج بكرشك هذا ."

لقد مرت ثلاث سنوات .. أعدت خلالها امتحان الثانوية العامة وأحرزت مجموعا عاليا أبهر الكل ..
مرت ثلاث سنوات دخلت فيها الجامعة تخصص اعلام .. وكنت قد دخلت عالما جديدا جعلني أنسى كيف يمر الوقت .. وتعرفت إلى صديقات جديدات ..
مرت ثلاث سنوات توفي خلالها حسن بسبب نزيف اكتشف متأخرا كون كتلة من التجمع الدموي في دماغه ...
مرت ثلاث سنوات وأنا أقرأ اسم فيصل في الجرائد كل يوم..وقد استلم منصبا كبيرا .فقد تقاعد عمي بعد وفاة حسن منذ سنتين .. واستلم فيصل مكانه ..وبجهوده ترقى إلى أن استلم موقعا مميزا .
مرت ثلاث سنوات .. ما ابسط هذه الكلمات ..لكن ماتحويه بين أيامها يحمل الكثير من الأحداث ..

أصبح لأخي محمد طفلة صغيرة أسمتها سارة بعد اذن محمد بـمريم .. كي لاننسى مريم .. وهاهي حامل بطفل ذكر الآن ..

خرج أخي مبارك في منزل لوحده .. وأصبحت منال أمرأة مثالية ..تهتم بمنزلها وبأطفالها .. الذين أصبحوا ثلاثة ..

مرت ثلاث سنوات ..
تغيرت فيها كليا ..أصبحت علاقتي بالجميع مميزة .. كنت أرى جدتي أسبوعيا هي وعمتي ..

تزوجت مها ..وسافرت إلى أحدى دول الخليج .. لتعيش هناك .. ابراهيم..خطب نوف ابنة عمي خالد.. حمده لاتزال على وضعها ..

تذكرت لقائي الأخير بنوف ..
"فاطمة ..تبدين رائعه .."
"وأنت كذلك .. "
كنا في منزل عمتي .. وحضرت نوف برفقة عمي خالد .. حينها سألتها

" هل سيعود فيصل لحمدة ؟؟"
" مستحيل ... أنت لاتعرفين فيصل .."

"ماذا تقصدين ؟؟"

" فيصل لاينسى .. لن ينسى أبدا اهانة حمده له .. عودتهما من رابع المستحيلات"

"ألم تري فيصل ؟؟"
"لم أراه منذ عزاء حسن .. فقط في الصحف ..أنت تعرفين "

استغربت ..توقعت عودة حمده لفيصل ..شعرت بأن هذا الأمر بديهي...أجل .. لا أأنكر .. أنني أفكر به دائما ..
كلما رأيت صورته أو سمعت خبرا عنه ....
كلما سمعت مدحا عنه شعرت بالفخر ..
وعندما أسمع ذما ,,,أغضب ..
أخبرت سارة مرة فعقدت حواجبها قائلة "طبيعي أنه ابن عمك ..شيء طبيعي ألا ترضي ان تذمه طالبات الجامعه..فأنا رغم الصلة البعيدة بيننا أغضب عندما تتكلم عنه بعض الطالبات بأنه همجي ..والسبب أنه قوي في ادارته لايرضى بأي تسيب .."



"بم تفكرين ؟؟
نظرت إلى محدثتي ..أمل .. أحدى أفضل زميلاتي
" لا أفكر بشيء .."
نظرت أمل إلى الجريدة أمامي وقالت " كعادتك كل صباح .. لاتفارقين الجريدة .."

قلت مبتسمة " لا أشعر بالراحة إن لم أقرأ الجريدة .. لطالما كنت أحب السياسة ولاتنسي .. سأعمل هنا بعد سنتان بإذن الله "

ضحكت أمل وقالت "يالك من طموحه .. أنا عن نفسي ...سأختار الجانب الخفي ..وسأعمل في الوزارة في أحدى الوظائف المنسية "

وضعت كوب القهوة وكتبها وجلست قائلة
" أتيت مبكرا ؟؟ رغم ان المحاضرة متأخرة ؟؟"
" كان لدى سارة محاضرة أولى .. "
*********
دخلت إلى غرفة عمتي مبتهجة ..
" السلام عليكم .."
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. "
كانت جدتي تجلس برفقة عمتي وكانت منى موجودة أيضا ..
"منى ..كيف حالك ؟"
" الحمدالله ..وأنت ؟؟ أين اختفيت ؟؟"
قالت وهي تشير إلى بطنها المنتفخ " أول ثلاثة أشهر لم يدعني زوجي أتحرك من السرير .."

انها حامل في الرابع ..لم أصدق حين اخبرتني عمتي فذهبت إليها وباركت لها فقد عانت الأمريين من مراجعة للطبيب والانتظار .. تأخر حملها رغم أن زوجها لم يكن مستعجلا لكن حالتها النفسية كانت سيئة ..

خرجت من أفكاري وقلت لها " المهم راحتك .. اجلسي لم وقفت .."

قالت عمتي " فاطمة أنت ومنى اذهبا إلى الغرفة الأخرى .. جدتكما تريد أن تنام .."
قالت جدتي " لا دعيني أرى فاطمة .. لم أرها منذ أيام "
قالت عمتي " لابأس عندما تستيقظين ستكون موجودة .."
خرجنا من الغرفة أنا ومنى ..وكان التعب يبدو على جدتي سألت منى " هل جدتي بخير ؟؟"
قالت " انها بخير لكنها تناولت للتو دواءها وهو يسبب الخمول .. "


قالت منى " هل عرفت أن عبدالعزيز سيعود في آخر هذا الشهر ؟؟"
فرحت لهذا الخبر " حقا ؟؟ ..آه .. نسيت كيف يبدو هل تصدقين ؟؟ "
سألتني منى
"ألم تريه عندما أتى آخر مرة ؟؟"
هززت رأسي بلا ..
"آخر مرة رأيته قبل أن يسافر منذ سنوات تقريبا ..لكن كنت أسمع بعض الإشاعات "
ضحكت منى "مثل ماذا ؟؟"
"سمعت من حمده أنه تزوج ببريطانيه ..ضحكت كثيرا ولم أجرؤ على أن أسأل عمتي "
ضكت منى وقالت "لا ..لم يتزوج ..كلمته منذ أيام .. وأكد لي أنه لايزال عازبا ..نظرت منى إلى الباب تتأكد من عدم قدوم أحد ..
ثم قالت " ان لديه أمل .."
سألتها مستغربة " أمل ؟؟"
" أن تقبلي الزواج به "
شعرت بالاحراج وأن وجنتاي احترقتا خجلا .. هل لازال يفكر بي ؟؟ ..
قلت مرتبكة "أنا ؟؟"
قالت منى " أجل أنت ... لكن ماحدث مع حسن أربكه كثيرا فآثر الإنتظار "
قلت لها بعد تنهيدة طويلة
" ماحدث مع حسن .. لاتذكريني .."

رميت بحجابي وفتحت شعري المكبوت تحت الحجاب منذ الصباح ..
"فاطمة ..هل لازلت مستاءة ؟؟"
نظرت إلى عيني منى ..مستاءة ؟؟
" مستاءة من نفسي .. فمافعلته لايغتفر "
عقدت منى حاجبيها مستغربة
" كيف ؟؟ أليس المفروض أن يكون العكس ؟"
تذكرت حينما ذهبت مع أخي محمد إلى المستشفى .. كان حسن في غيبوبة منذ أيام .. لم أستطع منع نفسي وسألت الطبيب عن حاله فقال
"مايصدمني أنه لم يلاحظ أحد الأعراض ...فقد كانت واضحه .. سلوك غير سليم ..اتساع في حدقتا العين وعدم اتزان .. "
قلت لمنى
"لقد ظلمت حسن .. لم يكن بوعيه وبعقله ..لم أكن أعرف "
"أذن سامحتيه ؟؟"
" سامحته ؟؟ ...بل طلبت منه السماح .. اعتذرت منه ومن عمي خالد .. "
"بعد مافعله بك ؟؟"

لم تفهم منى .. قلت لها موضحة "حسن لم يتصرف بطريقة سليمة بسبب ماكان يحدث في دماغه .. التصرف الذي أبداه لم يكن مقصودا ..على الأقل "
صمتنا قليلا .. لقد توفي حسن بعد شهر مما حدث بيننا أمام المحكمة ..لقد توفي دماغيا لمدة أيام قبل أن يطلب عمي أن يفصل عن الجهاز الذي يبقيه على قيد الحياة .

قالت منى " هل تشعرين أنه وقت مناسب إذا تقدم لخطبتك عبدالعزيز ؟هل ستوافقين ؟ "
عادت إلي حالة الأحراج والخجل .. هززت كتفي وقلت "لا أعرف ."


ضحكت منى وقالت " لقد اشتعلت وجنتاك "
لكنها لم تفهم أنه في تلك اللحظة كانت الافكار قد عصفت بي ,, لا أستطيع أن أتحمل فكرة أنني أظلم عبدالعزيز .. فهو الانسان الوحيد الذي لم يؤذيني ..عندما عدت إلى المنزل وأخبرت سارة بما حدث ومايجول في بالي من افكار ..
صمت طويلا قبل أن تتكلم ..
"سارة .. أرجوك أخبريني .. "
أنزلت سارة رأسها لينسدل شعرها على وجهها ...
"فاطمة ..هل جننت ؟؟"
يا إلهي سارة تشاركني الرأي ..قلت لها وأنا أرتجف

"سأظلم عبدالعزيز أين أنا وأين هو .. هو بذكاءه وتفكيره الرائع وانا بهواجسي الغبية والماضي الاسود الذي يلاحقني .."
قالت سارة وهي تمسك بيدي غاضبه " أنت مجنونة أليس كذلك ؟؟ لقد تأكدت من هذا انت مجنونة "
لم أفهم موقف سارة .. استغربت ..سألتها " عن ماذا تتحدثين ؟؟ ألا توافقيني الرأي ؟ "

"طبعــــا لا أيتها المجنونة .. عبدالعزيز كنز .. يجب أن تحصلي عليه انت .. أنت فقط .. "

لم أفهم ..

"سارة ...سأظلمه .. أنا أشعر بهذا ..وأنا لاأحتمل فكرة أن أظلمه .. انه عبدالعزيز .. عندما أسمع اسمه أتخيل النبل والانسان الحساس .... سأحتاج وقت طويل للتفكير .. لا أستطيع ان أجرحه "
ضحكت سارة باستهزاء وقالت غاضبة " أنت عكس الناس ..عندما يحتاج الأمر تفكير لاتفكرين ..وعندما يكون الامر بديهي تفضلين التفكير والاستغراق في التفكير "

"ماذا تعنين ؟؟"

قالت غاضبة "في مسألة حسن آثرت العناد والخوض مباشرة في الزواج دون تفكير ..والآن ..عبدالعزيز هذا الانسان المثالي لوضع حد لمعاناتك .. ببساطة ستــفكرين.. ستجعلينني ألد قبل موعدي من برودك هذا "

"سارة أنت لأول مرة لاتفهمينني .. لاتفهمين أن هذا عبدالعزيز ..."

"وهو يحبك يافاطمة "
صمت قليلا ..بينما أردفت سارة " وقد تجرحينه برفضك "

قلت لها وقد وصلت أخيرا للنقطة التي كانت مسيطرة على افكاري
" وقد لا أكون الفتاة التي ينتظرها ويفكر بها ،ربما سأخيب ظنه .. ويكتشف بعد ارتباطنا أنني لست تلك الفتاة التي أحبها لسنوات .. أنا لا أحتمل خيبة أمله .. لا أحتمل ذلك .. ليس عبدالعزيز "


"ماذا ؟؟ ماذا تقولين ؟؟ "
قلت لها " لقد كون عبدالعزيز صورة عني ..أخشى ان لااكون مطابقة لها ..فأصدمه ..وأنا لا أحتمل أن يحزن أو يتألم .. فهو لايستحق هذا "

ابتسمت سارة فإنهارت دموعي .قلت لها غاضبه "هل تهزئين مني ؟؟"
قالت بإبتسامة عريضة
"ياغبية !! لقد تمكن من قلبك ! "



*********

تنسل الأيام من بين أصابعنا كالماء ,,لانحس بكل قطرة منها ولا كل دقيقة.. راقبت مرور الأيام ببطء لأول مرة منذ وقت طويل ..واكتشفت أن الساعات أصبح لامعنى لها .. من خلال الاستماع إلى أغنية تضيع خمس دقائق ..وقراءة الصحيفة ثلاثين دقيقة ..ومتابعة المسلسل المفضل ساعة كاملة .. وأفلام باربرا سترايسند التي أدمنتها كان تختفي ثلاث ساعات بلمح البصر ..

قراءة المقرر أو حفظ جزئية صغيرة يستلزم نصف اليوم .. الحديث على الهاتف الطعام الصلاة ..وفجأة بدون مقدمات انتهى اليوم ..

قررت اليوم أن لا أفعل شيئا سوى الصلاة وتناول الطعام .. وسأرى كيف تهرب تلك الدقائق من عمري بدون استئذان .. وكان أسوأ قرار .. الجلوس بدون عمل أي شيء .. والوقت يتجاهلك ويمضي ..إن الوقت لاينتظر .. هذا ما اكتشفته . أن الزمن يمضي وأنا أجلس على هذا الكرسي أضيع دقائق سأحاسب عليها أمام ربي ...

مرت بي سارة واستغربت اختفائي طوال اليوم ..
"بم تفكرين ..تعرفين أنني لا أستطيع التحرك بسهولة ..لم لم تأتي إلى الصالة ؟أمك تسأل عنك "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس