عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 01:07 PM   #77 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5133 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13853
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



لم تفهم منى .. قلت لها موضحة "حسن لم يتصرف بطريقة سليمة بسبب ماكان يحدث في دماغه .. التصرف الذي أبداه لم يكن مقصودا ..على الأقل "
صمتنا قليلا .. لقد توفي حسن بعد شهر مما حدث بيننا أمام المحكمة ..لقد توفي دماغيا لمدة أيام قبل أن يطلب عمي أن يفصل عن الجهاز الذي يبقيه على قيد الحياة .

قالت منى " هل تشعرين أنه وقت مناسب إذا تقدم لخطبتك عبدالعزيز ؟هل ستوافقين ؟ "
عادت إلي حالة الأحراج والخجل .. هززت كتفي وقلت "لا أعرف ."


ضحكت منى وقالت " لقد اشتعلت وجنتاك "
لكنها لم تفهم أنه في تلك اللحظة كانت الافكار قد عصفت بي ,, لا أستطيع أن أتحمل فكرة أنني أظلم عبدالعزيز .. فهو الانسان الوحيد الذي لم يؤذيني ..عندما عدت إلى المنزل وأخبرت سارة بما حدث ومايجول في بالي من افكار ..
صمت طويلا قبل أن تتكلم ..
"سارة .. أرجوك أخبريني .. "
أنزلت سارة رأسها لينسدل شعرها على وجهها ...
"فاطمة ..هل جننت ؟؟"
يا إلهي سارة تشاركني الرأي ..قلت لها وأنا أرتجف

"سأظلم عبدالعزيز أين أنا وأين هو .. هو بذكاءه وتفكيره الرائع وانا بهواجسي الغبية والماضي الاسود الذي يلاحقني .."
قالت سارة وهي تمسك بيدي غاضبه " أنت مجنونة أليس كذلك ؟؟ لقد تأكدت من هذا انت مجنونة "
لم أفهم موقف سارة .. استغربت ..سألتها " عن ماذا تتحدثين ؟؟ ألا توافقيني الرأي ؟ "

"طبعــــا لا أيتها المجنونة .. عبدالعزيز كنز .. يجب أن تحصلي عليه انت .. أنت فقط .. "

لم أفهم ..

"سارة ...سأظلمه .. أنا أشعر بهذا ..وأنا لاأحتمل فكرة أن أظلمه .. انه عبدالعزيز .. عندما أسمع اسمه أتخيل النبل والانسان الحساس .... سأحتاج وقت طويل للتفكير .. لا أستطيع ان أجرحه "
ضحكت سارة باستهزاء وقالت غاضبة " أنت عكس الناس ..عندما يحتاج الأمر تفكير لاتفكرين ..وعندما يكون الامر بديهي تفضلين التفكير والاستغراق في التفكير "

"ماذا تعنين ؟؟"

قالت غاضبة "في مسألة حسن آثرت العناد والخوض مباشرة في الزواج دون تفكير ..والآن ..عبدالعزيز هذا الانسان المثالي لوضع حد لمعاناتك .. ببساطة ستــفكرين.. ستجعلينني ألد قبل موعدي من برودك هذا "

"سارة أنت لأول مرة لاتفهمينني .. لاتفهمين أن هذا عبدالعزيز ..."

"وهو يحبك يافاطمة "
صمت قليلا ..بينما أردفت سارة " وقد تجرحينه برفضك "

قلت لها وقد وصلت أخيرا للنقطة التي كانت مسيطرة على افكاري
" وقد لا أكون الفتاة التي ينتظرها ويفكر بها ،ربما سأخيب ظنه .. ويكتشف بعد ارتباطنا أنني لست تلك الفتاة التي أحبها لسنوات .. أنا لا أحتمل خيبة أمله .. لا أحتمل ذلك .. ليس عبدالعزيز "


"ماذا ؟؟ ماذا تقولين ؟؟ "
قلت لها " لقد كون عبدالعزيز صورة عني ..أخشى ان لااكون مطابقة لها ..فأصدمه ..وأنا لا أحتمل أن يحزن أو يتألم .. فهو لايستحق هذا "

ابتسمت سارة فإنهارت دموعي .قلت لها غاضبه "هل تهزئين مني ؟؟"
قالت بإبتسامة عريضة
"ياغبية !! لقد تمكن من قلبك ! "



*********

تنسل الأيام من بين أصابعنا كالماء ,,لانحس بكل قطرة منها ولا كل دقيقة.. راقبت مرور الأيام ببطء لأول مرة منذ وقت طويل ..واكتشفت أن الساعات أصبح لامعنى لها .. من خلال الاستماع إلى أغنية تضيع خمس دقائق ..وقراءة الصحيفة ثلاثين دقيقة ..ومتابعة المسلسل المفضل ساعة كاملة .. وأفلام باربرا سترايسند التي أدمنتها كان تختفي ثلاث ساعات بلمح البصر ..

قراءة المقرر أو حفظ جزئية صغيرة يستلزم نصف اليوم .. الحديث على الهاتف الطعام الصلاة ..وفجأة بدون مقدمات انتهى اليوم ..

قررت اليوم أن لا أفعل شيئا سوى الصلاة وتناول الطعام .. وسأرى كيف تهرب تلك الدقائق من عمري بدون استئذان .. وكان أسوأ قرار .. الجلوس بدون عمل أي شيء .. والوقت يتجاهلك ويمضي ..إن الوقت لاينتظر .. هذا ما اكتشفته . أن الزمن يمضي وأنا أجلس على هذا الكرسي أضيع دقائق سأحاسب عليها أمام ربي ...

مرت بي سارة واستغربت اختفائي طوال اليوم ..
"بم تفكرين ..تعرفين أنني لا أستطيع التحرك بسهولة ..لم لم تأتي إلى الصالة ؟أمك تسأل عنك "

وفعلا كانت تتنفس بصعوبة اثر صعود السلم ..
"كنت أحاول أن أفهم لم يمر الوقت بسرعة ..لكني لم أفهم .. نحن مع كل دقيقة تمر نخسر دقيقة من عمرنا دون أن نشعر .."
جلست سارة وتمددت على سريري وارتفع بطنها الكبير بشكل مضحك .وقالت وهي ترمي بحجابها " هل أنت ممن يخافون من التقدم في العمر ؟"
نظرت إلى نفسي في المرآه ..مازلت في الثالثة والعشرين .. نظرت إلى سارة
وقلت " لا أعرف .. لكن يخيفني أن يمضي الوقت دون أن أحس به "
قالت سارة
" لا تخافي .. لديك حياة طويلة بإذن الله لتعيشها كما تريدين .. ليس المهم الدقائق التي تمضي ..المهم هل أنت راضية بحياتك ؟؟ هل اأنت سعيدة وحققتي كل أهدافك ؟؟ "
ابتسمت والذكريات تطوف أمام عيني تذكرني بما حدث في حياتي ..
" ربما .. ربما .. لكني لم أشعر بأنني انسانة طبيعية سوى في السنوات القليلة الماضية .. كنت أعاني كثيرا من وحدتي .. كنت أجلس في هذه الغرفة المخلصة لأيام .. يقتلني الألم ..والوحشه .. لكن ..تحسنت حياتي كثيرا ..وأنا راضية عما حققته حتى الآن .. في البداية عملي مع عمي الذي أكسبني خبرات تواصل كثيرة ..ومن ثم عملي في تلك المؤسسة الاجتماعية الشيء الذي ذكرني أنني أعيش في أمان أبي الذي لايضاهيه أمان . عملي مع أم فهد علمني أن أفكربغيري ..وألا أفكر بنفسي فقط .. وأن المجتمع يد واحده .. لاتتساوى أصابعها أجل ..لكنها تنتمي لذات الكف .. وجميعها تعمل معا لأجل مصلحة اليد .. مامررت به مع حسن ومريم ..كانت آلالام لاتنتهي .. تعلمت ألا أكون أنانية على حساب غيري .. وألا أكتفي بالحكم الأول .. مع حسن كنت سطحية .. لم أدرك أنه لم يكن بعقله .. لم أكن متسامحه .. كأني أردت سببا لأهرب من هناك ...والمرحلة الجديدة التي دخلت عالما آخر وتحديت نفسي وكل من استهان بقدرتي على المواصلة بعدما حدث تحديت الأيام التي كانت تظلمني بلارحمة ..وتتفن بجرحي ..نجحت في دراستي وجامعتي وها أنا أسجل معدلا عاليا في الجامعه ولي من الزميلات والصديقات العديد .. شيء لم أتخيله إطلاقا .. "

نظرت إلى سارة كانت تنظر إلي بفخر ، استقامت في جلستها وسألتني
" فاطمة .. كنت أتجنب الحديث عن هذه النقطة ..لكني محتاجة لأن أناقشها معك .. هل شكلك وتغيرك الجسدي هو سبب هذا التغير ؟؟ "
ابتسمت .. تذكرت عبدالعزيز عندما واجهني ذات مرة .. يا إلهي كم يشبه سارة .. قلت لها

"العديد من يرون أن السمنة نكته ، ليس الوزن الزائد هو ماعقد حياتي في البداية حالتي النفسية هي من عقدت حالتي الجسدية .. كنت اعاني اهمالا من امي وأبي وأخوتي ضغوطات التعامل التي كانت تفرضها جدتي علي وأنا طفلة جعلتني أعاني كثيرا .جدتي كانت صارمة كان هدفها التربية السليمة .. كان معها حق في هذا لكن التربية السليمة يجب أن يصاحبها بناء للشخصية وحنان الوالدين وتشجيعهما ..لم أجد أي من هذا .. فلجأت للطعام ..أذكر هذا تماما في سنواتي الدراسية الأولى كان يصعب علي كطفلة أن يغيب والدي عن حياتي وهما على قيد الحياة .. وعندما ازداد وزني لم يقف .. كنت مع كل ألم أو جرح أو كبت نفسي لدموعي أستبدله بوجبة دسمة أو طعام دسم .. لم أكن أبكي فلم يكن لبكائي فائدة ترجى .. كنت أعاني ..لكن السعادة التي كان يوفرها لي الطعام ..والشبع والدفىء لاتستبدل .. كنت أحتمل سخرية الجميع .. تؤلمني كثيرا ...لكن أحتملها ،وفي فترة ما أصبح الطعام هو أبي وأمي وجدتي وأخوتي .. "

صمتنا قليلا تنفست خلالها بحرية وأنا أعترف
" لا .. ليس تغير جسدي هو من غيرني من الداخل .."
سألت سارة مترددة " هل هو فيصل ؟"
قلت لها " لا .. ليس فيصل ..فيصل كانت قصة خيالية تعلقت بها في مراهقتي بغباء "
سألت سارة " إذا مالذي غيرك ؟ فاطمة التي أراها الآن ليست كفاطمة السابقة ولكن أفضل بكثير .. فاطمة التي أراها الآن مليئة بالحياة .. "
نظرت إليها " فاطمة السابقة هي نفسها أنا ..مازالت موجودة .لكن تحسنت إلى الأفضل ..بسبب شخصين .."
صمت قليلا ثم تنهدت وأنا أقول لها
" الشخص الأول هي مريم .. كنت معها خلال معاناتها وآلمني ماحدث لها .. وفكرت أنني لا أريد أن أكون ذات يوم في مكانها .. مليئة بالآلام والأحقاد وأنا على فراش الموت ..ووحيدة .. ماحدث لمريم غيرني من الداخل تماما ..جعلني أهتم . "
"رحمها الله ..عانت كثيرا "
"أجل ..عانت كثيرا .."
"والشخص الثاني ..هل هو عبدالعزيز ؟"
" لا ..عبدالعزيز كان يحاول لكني كنت من الغباء أن أحزن مما يقوله لكنه حاول كثيرا أن يجعلني أستيقظ من العالم الذي كنت أغرق فيه .."
عقدت حاجبيها مستغربة وقالت "إذن من ؟"
ابتسمت واأنا أنا أنظر إليها بإمتنان

" أنــت "

الصدمة التي اعتلت ملامحها أضحكتني ..
"أنا ! "
هززت راسي " لطالما كنت ملاكي الحارس كما يقال .. بسببك استمريت في حميتي الغذائية .بسببك استطعت أن أقف على قدمي بعد كل معاناة .. بسببك أحسست أن حياتي تغيرت .."

مدت يدها لتمسك بيدي وهي تقول " لكنك أنت من جعلت لحياتي معنى "
استغربت وقلت لها " أنا .. أنت من غيرت حياتي تماما .. "
ابتسمت وقالت
" أتذكرين جنوني السابق ؟"
أومأت برأسي "وكيف أنسى "
قالت
" كنت قد وصلت في حياتي إلى نقطة الأنهيار .. "
"ماذا ؟"
" أجل سارة التي ترينها أمامك الآن كانت جامحه .. كنت أعاني وأشعر أنه لايوجد من يفهمني كنت قد انتقلت إلى المدرسة في تلك السنة وتركت زميلاتي السابقات .
.. كانت والدتي تحاول ..ووالدي يعاني المستحيل ليفهم سبب تمردي ..كنت قد ضقت ذرعا بمجموعه نورة ..وكنت أصاب بيأس عميق وأنا أعود كل يوم إلى المدرسة لأرافقهن في غباءهن ..ثم عندما انفصلنا ..وأصبحنا أنا وأنت ومها معا .. كنت أشعر براحة أكثر .. واختفى تمردي قليلا ولاحظ والدي هذا الفرق على الأقل معكما لم أكن أحتاج إلى أن أكبت انفعالاتي أو غضبي .. أو جنوني كما كان يحدث مع مجموعة نورة .. فقد كانت تصرفاتها لاتعجبني إطلاقا ولكن لأن مها كانت معها فلم أستطع أن أطلب من مها أن تترك مجموعتها الأولى .. فأنا كنت جديدة نوعا ما ..ومن ثم .تعمقت علاقتي بك وتعرفت من خلالك إلى محمد .. الأنسان الرائع الذي يفهمني تماما . وحبي له أطفأ كل جنون كان بي .. وحياتنا الصغيرة برفقة مريم الصغيرة التي لا أتخيل حياتي من دونها وعبدالرحمن الصغير الذي سيأتي في غضون أسابيع وانت بقربي.. أشعر أني الحمدالله وصلت لنقطة الرضا في حياتي .... رحيل مها أزعجني كثيرا لكنك على الأقل ستبقين بقربي بإذن الله ..والداي الآن فرحا بحياتي . وشعرا أنني تغيرت تماما .. فهنا أنا ممتنة لك أنت فاطمة .. أنت غيرت حياتي تماما . "

عانقتها وأنا سعيدة بسعادتها ... قلت لها أخيرا
" سأذهب بعد قليل لمنزل عمتي .. تأتين معي ؟"
ابتسمت وقالت " لا .. يجب أن تذهبي وتكتشفي حقيقية مشاعرك "
استغربت " ماذا تقصدين ؟"
هزت كتفها وقالت " ستفهمين ..هيا ..لننزل والدتك تسال عنك منذ الصباح ..لننزل ونشرب الشاي معها "
" فعلا ماذا كنت تقصدين ؟"
"لن أقول .."
سحبتني إلى الأسفل وهي تتذمر " ألا يكفي ابن أخيك لأحمله في داخلي وأنت تتباطئين هيا .."
قلت لها ساخرة " سترين خلال السنوات القادمة ستتمنين لو يبقى الصغير في داخلك للأبد ..فأنت لاتعرفين أن شباب هذه العائلة في طفولتهم كانوا مزعجين حتى الجنون "
ضحكت سارة وقالت " لا أستبعد ماتقولينه "

"مرحبا ماما "
" أين أنت يافاطمة لم أرك منذ الصباح .."
قالت سارة مازحة " كانت تحاول أن ترى كيف تتقدم بالعمر في كل دقيقة "
قالت أمي " فعلا ؟؟ بالجلوس وحدك في غرفتك ؟ انها فكرة سيئة فعلا .. انتظري قليلا حتى تتزوجي وسترين كيف تمر الأيام وأنت لاتشعرين بأنك استفدت من ساعة واحده ..فبين زوجك وعملك وابناءك لن تجدي دقيقية تخصك "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس