عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 01:00 PM   #70 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5132 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13853
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-45-

كانت الحفلة رائعة ..كانت نظرات أمي لي خلال الحفل رائعة .. كانت فخورة بي ..فالكل في المؤسسة على علاقة طيبة بي .. لم يعرف أحد أنها أمي ..كم أود أن أفتخر بها لكني لا أستطيع المجازفة فلن يعاملني أحد بعد ذلك سوى كابنة أهم سيدة مجتمع في المجتمع ..
قالت أم فهد وهي تحمل خطاب شكر " فاطمة ..أيا كانت هذه الصديقة التي توسطت لنا ..اشكريها نيابة عني .. "
قلت وأنا فخورة جدا " سأفعل "

لم توجه أمي أي كلمة لي بناء على طلبي .. ولكني كنت أحاول الأختباء كي لاتتعرف إلي أي من صديقات أمي ...اجتمعت نساء عديدات لم أعرف معظمهن لكني كنت أرى الفخامة في منظرهن .. وماصدمني أكثر هو أن كل منهن اصطحبت ابنتها التي تماثلها في الطول .. لم أتصور أن هذه النساء الرائعات لديهن بنات في منتصف أعمارهن .. ما أذهلني فعلا .. أن أمي تعرفهن جميعا .. وأنها كلما مررت بإحداهن تبادلت معها حديث قصير عن الأيام الماضية أو الحفلات القادمة .. لقد ذهبت مرة أو مريتين إلى اجتماعات كهذه مع امي لكني أذكر أنني اكتفيت بالجلوس على الطاولة .. بينما تغيب أمي لدقائق وتعود ... لتطمئن علي ثم تعود لتختفي .. رغم الفخامة ..والأناقة التي كانن بها ..لكني لم أجد التكبر والغطرسة أو الرياء في أي منهن .. يتصرفن بودية وكلما تحدثت معهن أحدى الاخصائيات يستمعن باهتمام للمشاكل التي تمر بهن ولا يبدين أي ضجر أو ملل من الحديث معهن ..
كنت أتجول عندما رأيتها ..انقبض قلبي لدقيقة ..لكن عندما ركزت في ملامحها أشفقت عليها ..كانت تنظر إلى الفراغ ..وكل الحزن يسكن وجهها .. لاتوجد أي مساحيق زينة على وجهها رغم الألوان البراقة التي زينت عباءتها .. ام ناصر ..قاومت رغبتي في الأختباء ..واتجهت نحوها لألقي التحية ..

" مساء الخير أم ناصر "
نظرت إلي مستعربة ردت التحية .. وقالت مترددة "هل أعرفك ؟"
هززت رأسي بلا .. فلا أريد أن تعود الأحزان في تلك اللحظة ..
" أعرفك من خلال المناسبات التي كنت تقيمينها .. أردت أن ألقي التحية فقط "
هزت رأسها وقالت " شكرا يا ابنتي .."
ابتعدت عنها .. وأنا أرثي لحالها تذكرت مريم ولم أستطع منع دمعة يتيمة من السقوط ..

عدت للمنزل وشكرت أمي وأنا ممتنة فعلا لأبي الذي أقنعها .. لكنها كانت مبادرة أمي التي أرادت أن تساعدني ..
"كيف كان الحفل ؟؟"
سألتني منال بطريقة عادية .. قلت لها بلهجة عادية " رائع ..لم لم تأتي ؟؟"

"طردت المربية بالامس واضطررت للبقاء مع الطفل طوال الوقت .. لم أستطع تركه لوحده "

دخلت إلى غرفتي و رميت بجسدي على السرير فقد تعبت اليوم ...

..............



كان الروتين هو مايضجرني فعلا ..أعود من عملي إلى المنزل لأجلس مع والدي قليلا ثم أرى سارة وألقي عليها التحية وأدخل لغرفتي أشاهد التلفاز حتى الساعة العاشرة مساء أغلق التلفاز وأخلد للنوم .. وأصحو في اليوم التالي لعملي ..

كانت سارة مشغولة بجامعتها ومحمد مشغول فعلا فلا أراه تقريبا حيث يعود آخر الليل .. منال كأنها اعجبت بدور الأمومة .. فغالبا ما أراها تلعب مع طفلها الصغير وتلاطفه وتعتني به جيدا .. رغم مرور شهر على صرفها لمربيتها لكنها لم تذكر شيئا عن المربية الجديدة .. ويبدو أنها لن تحتاج إليها .. شعرت أن مبارك أصبح مرتاحا أكثر .. فنزوات منال وحالاتها المزاجية لم يعد لها وجود .. كأنها وجدت أخيرا جوهر الأمومة .. منال المتغطرسة لم تعد موجودة بيننا ..

وكلما مرت الأيام كلما أصبح ذهابي إلى عملي أكثر مشقة ..أكثر كآبة .. أكثر تعب ..
حيث كنت أساعد ام فهد كثيرا وكلما رأيت أسرة محتاجة أشفق عليها وأبحث عن عمل لدى والدي لرب اسرتها ...إلى أن صرخ بي أبي مرة
" لايمكن أن تحلي جميع مشاكل المحتاجين يا فاطمة .. ليس لدي شاغر .."
" أرجوك أبي ..انه أب لخمسة أطفال .. قد طرد للتو .. من أين يعيل أطفاله ؟"
أمسك أبي بيدي وهو يقول " فاطمة ..ابنتي ..لاتتدخلي بهذه الأمور .. صدقيني عملك هو سكرتيرة ليس منقذة للفقراء والمحتاجين .. والدتك لاتقصر والحمدالله أنني لا أقصر في صدقاتي وزكاتي ..لكنك أصبحت تأخذين الأمور على منحنى شخصي ..سيستغلك الكل إذا استمريت بهذه الطريقة .."
لم أستطع أن أكبح دموعي وأناأتذكر دموع ذلك الرجل الذي يبكي ويترجى ام فهد لتجد له عملا وانهار الكل في بكاء فالرجل ذو جنسية أسيوية بلغ من العمر عتيا ..وسكن هذه الأرض الطيبة منذ عشرات السنين ...كان سائقا طوال هذه الفترة وتخلت عنه الاسرة التي كانت تكفله ولكنها لم تلغ كفالتها حتى يجد عمل آخر وكفيل آخر .. لم يجد عمل طوال الاشهر الماضية ومدخراته لاتكفي لتذكرة العودة إلى الوطن مع أبناءه وزوجته ..

"أرجوك يا أبي .. أنه آخر شخص سأطلب منك مساعدته .. أرجوك .."
صمت والدي قليلا ثم قال " قد أحتاج سائقا احتياطيا للآليات الثقيلة .."
فرحت بشده وأنا أصرخ وأقفز ابتسم أبي لفرحي وقال
" كم عمره ؟"
" في منتصف الأربعينات "
" لابأس .."

عدت للعمل في اليوم التالي ونقلت الخبر لأم فهد فورا
"غضب مني أبي لأنه الشخص الخامس الذي أحضره له ليوظفه .. لكنه وافق ووعدته أنه آخر شخص سأكلمه عنه .. لا أعرف كيف تتحملين رؤيتهم وهم محتاجين وتعجزين عن مساعدتهم .."
تنهدت أم فهد وهي تقول " مارأيته لايقارن بما رأيته خلاال السنوات السبع التي عملت خلالها كمديرة لهذه المؤسسة .. توجد حالات سحبت من رصيدي الخاص لأساعدها .. وحالات أنفقت عليها راتبي الشهري ...أصعب حالة كانت لطفلة مريضة .. جمعت لها من كل صديقاتي واخوتي ومعارفي مبلغا لارسالها للعلاج . كانت حالتها صعبة تتألم طوال اليوم لاتستطيع الحراك والحمدالله أنها أصبحت أفضل حالا الآن ... "

كنت سعيده بمعرفتي لأم فهد وازداد تقديي لها اكثر بعدما عرفت ماتعانيه وماتواجهه ..




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس