عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:58 PM   #66 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5133 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13853
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



قالت أمينة " أتينا هنا للمساعدة .. "

" ألم أخبرك يا أمرأة أني لا أريد مساعداتكم ؟؟ ألم أطردك في المرة الماضية .. "

قالت أمينة " لكنك لم تدعنا نشرح .."
قال وهو يشير إلى زوجته ويكاد أن ينقض عليها " هي من اتصلت بكم أليس كذلك ؟؟ هي من تريد المساعدات والمال ..نحن لانريد أخذ أي أموال منكم .. "

قلت في محاولة مني لحل الموضوع " أتينا لنساعدكم في البحث عن علي "

هدأ الرجل فجأة .. وبقيت أمينة تنظر إلي متفاجئة وكذلك غنيمة التي انهارت فجأة في البكاء .. قال الرجل وقد تغيرت ملامحه فجأة من الغضب التام إلى الحزن التام
" هل تستطيعين أن تجديه ؟؟ . هل تعرفين أين هو ؟؟"

نظرت أمينة إلي متوترة وقالت " لانعرف أين هو ولكن نستطيع ايجاده ..بمساعدتك لنا "
" لقد اختفى منذ شهر ولا أجده في الجوار .. أرجوك .. "
/\
/\
/\




لم اصدق اللحظة التي ركبت فيها السيارة للعودة إلى المركز ..
قالت أمينة " حتما أنقذت ام علي من غضب أبو علي .. لقد أخبرتني أنها لم تسلم من الضرب في المرة السابقة ..لكن ما أدراك بهروب علي ؟؟"
قلت وأناألتقط أنفاسي بهدوء " طلال الصغير .."
لم أصدق أني خرجت من هناك .. فالرجل الذي كان ضخما وملامح وجهه في قمة القبح أثار ذعري ..
قالت أمينة وهي تنظر إلى الصورة التي أعطانا أياها الرجل " وأين سنجد علي .. "

" لا أعرف يا أمينة لا أعرف .. سأسأل أبي عما أستطيع فعله قد يكون له صلات بالشرطة ..وقد يساعدوننا .."

قالت أمينة وهي تتفحص قائمة أصدقاء علي التي كتبتها والدته
" ابدئي من هنا .. أنت في هذا لوحدك .. اتصلي بكل ارقامهم وحاولي استجواب الاطفال .. سنعود الآن لمقر عملنا .. "
"لا أمينة لن تتركيني وحدي في هذا .."
قالت أمينة " أنا انتهى عملي تقريبا رأيت الحالة كتبت كل المعلومات الازمة ومن ثم سلمتها الكوبونات الخاصة للجمعية التعاونية وسلمتها المبلغ المالي المخصص لهذا الشهر .. وكنت سأخرج من هناك لا أحمل أي هم سوى كيف سألتقيها الشهر القادم ..زوجها عنيد سكير أغلب الوقت طرد من عمله منذ سنة ولم يجد أي عمل آخر مديون بمبالغ كبيرة جدا .. وليس لديهم الطعام الكافي لأولادهم أو حتى الملابس الكافية .. "
رق قلبي أكثر سألت أمينة " ومن أين يقتاتون ؟"
قالت " كان في البداية يستدين ليعيلهم .. والآن لا أحد يسلفة أي شيء لمعرفتهمن أنه لن يعيد المال .. يرسل لها جيرانها بعض الطعام .. أخوها يأتي بين فترة وأخرى ويعيلها بمبلغ مالي تأخذ جزء منه قبل أن تعطيه زوجها ليخرج ويعيده إلى أخيها ويبدأ شجار لانهاية له .وينتهي الامر بأن يشتري بالمال الخمر "

" أكل الحالات هكذا؟؟"
تنهدت أمينة " هناك حالات أسوأ بكثير .. هذه لاشيء مقارنة بها "

" لكن الدولة .."
قالت أمينة تقاطعني " ليس خطأ الدولة بل خطأ الأفراد .. الدولة توفر العلاج والتعليم مجانا .. لكن هم اختاروا تجاهل حالة طفلتهم حتى توفيت .. الدولة توفر لهم المراكز المتخصصة للمساعده والمساعدات المادية والمعنوية لكنهم اختاروا تجاهل ذلك تحت مسمى لانريد الصدقة الدولة تميزهم تعطيهم الفرصة في العديد من المجالات .. لكنهم .. اختاروا عدم الاهتمام .. ابو علي اختار الخمرة .. والبطالة .. وام علي اختارت حياة ابو علي .. يمكن الشخص الوحيد الذي رفض العيش في هذا الكابوس هو علي الذي هرب من معاناة والدته اليوميةو من رؤية اخوته جائعين .. أنا لا أشجع هروب الابناء .. لكن لاتتحدثي عن الدولة .. فدولتنا لم تقصر في شيء .. "

ابتسمت وقلت لها " كنت سأقول أن الدولة فتحت مجالات عديده أمامهم .. وهذا ما قلته لي في ثورة غضبك "
ضحكت أمينة ..وقال خجلة " اعذريني ولكن كل من رأى شيئا مخالفا للوضع الطبيعي ألقى بتهمه على الدولة .. "

*******

عدت للمنزل لأجد أبي أمامي .. لا أعرف لكني لجأت لحضنه .. استغرب من حركتي هذه .. قلت محاولة أن أكون طبيعية "أحتاج مساعدتك ! "

قال وهو يلف ذراعه حولي ونحن نتوجه إلى مكتبه
" اوه فاطمة .. ماذا هناك صغيرتي ؟؟ "
أخبرته بكل ماحدث معي في الصباح .. قال مستغربا
" ومالمطلوب مني ؟"
"أبي أحتاج مساعدتك أرجوك .. أليس لك صلات ؟"
قال والدي وهو يفكر " لا .. فأنا لدي شركة خاصة لادخل لها بالشرطة وعمل الشرطة ..وعندما أفكر في اصدقائي ومعارفي .. لا يخطر ببالي سوى شخص أو اثنين عملوا في الجيش وهم الآن في رتب عالية .. "

"ممتاز اطلب مساعدتهم ! "
ضحك أبي وهو يقول ساخرا " أتريدين الجيش يدورون في الشارع ويبحثون عن هذا الطفل ؟؟ ماذا أهي حرب ؟"

" أرجوك يا أبي "

نظر ألي بحنان وهو يقول " سأحاول أن أساعدك .. سأتصل بأحد الذين يدينون لي .. وسأرى كيف سيردون الدين "

" شكرا يا أبي .. أني ممتنة لك "
قبلت جبينه وأعطيته اسم الطفل وصورته .. وذهبت لغرفتي لأرتاح ..
***
فتحت عيني على طرقات الباب . نظرت إلى الساعة كانت الرابعة ..يا إلهي ماذا حدث ؟؟ قفزت من سريري وانا خائفة " ماذا ماذا ؟؟"
كان أبي ..الذي قال مستغربا " مابك ؟"
استلزمني الامر دقيقة لأعي أن الساعة الرابعة عصرا ليس فجرا ..
قال أبي منقذني من احراجي " اتصلت بأحدهم .. وسيجد الطفل خلال ثمان واربعين ساعة بإذن الله "
" شكرا أبي .. أنا ممتنة لك .."
كنت قد احتضنته وانا فرحه .. لم أفرح من قبل هكذا .. أن أنتشل هذا الطفل من الشارع كان انجازا اود ان افتخر به ..
" كيف يا ابي ..من هو صديقك هذا ؟"
قال مبتسما " بما أن لدي شركة مقاولات فلدي العديد من الزبائن .. وأحد زبائني له مركز كبير في الشرطة .. كبير جدا .. عرضت عليه أن أتساهل في بناء منزله معه مقابل هذه الخدمة ولم يمانع .. "

شعرت بحب كبير تجاه أبي أن يضحي بنسبة من ارباحه لأجل موضوع تافه كموضوعي .. ارتميت في حضنه وأنا أكرر عبارات الشكر .. وكان هو فرحا لفرحتي ..

وازدادت فرحتي عندما جاءني والدي ليخبر بعد عدة ساعات انهم وجدوا الصبي محتبئا في احد المساجد يعمل فيها مقابل أجر زهيد .. حيث ينظف المسجد ويرتبه ويعطيه كل من رآه مبلغا بسيطا ويعطيه المطوع آخر الاسبوع مبلغا مناسبا لعمله ! أخبرت أمينة بكل التفاصيل عبر الهاتف .لأرتاح من هذه المسؤولية رغم أني أفضل أن يبقى الطفل في عمله على أن يعود لمنزله الغير مستقر .. ووالده الغير مسؤول .



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس