06-28-2010, 12:57 PM
|
#5 (permalink)
|
مستشار المؤسس ~
 آلحـآله ~ : | رقم العضوية : 9952 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة :
5552 يوم | أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM) | النادي المفضل : | الإقامة : | المشاركات : 8,755 [
+
] | التقييم : 40 | معدل التقييم ~ :  | زيارات الملف الشخصي : 14111 | الدولهـ | الجنس ~ | | مشـروبيُ ~ | كآكآوي ~ | قنـآتيُ ~ | MMS ~ | مدونتيُ ~  | | | لوني المفضل : Cadetblue |
|
رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم ) *-42-
"صباح الخير "
"صباح الخير أم فهد كيف حالك اليوم ؟؟ "
وضعت ام فهد شنطتها جانبا وقالت " يبدوأنك تحسنت كثيرا .. أعذريني لعدم حضوري زفاف أخيك .أضطررت للسفر مع اطفالي .. "
وضعت الملفات أمامها وانتبهت أنها بقيت بعباءتها ..
"ستخرجين ؟"
" أجل لدي زيارات لبعض المنازل التي تطلب المساعدة مع الاخصائية الاجتماعية .. لا أحب هذه الزيارات لكنها شر لابد منه "
استغربت "لكنك المديرة .. بإمكانك الاعتذار عن الذهاب "
قالت وهي تقلب الاوراق بإهتمام " لدي الخيار بألا أذهب .. لكني لا أطمن خصوصا أن الاخصائية المسؤولة قد غابت اليوم .. ومعظم الموظفات قد وضعن الشروط بعدم الذهاب في زيارات منزلية .. ولايوجد غيري وغيرك وان تطوعت للذهاب .. سأكون شاكرة كي لا ألغي مواعيدي فلدي اليوم موعد مع رئيسة أحد أهم المؤسسات الاجتماعية التي تعبت حتى عينت معها موعدا .. "
"لامانع لدي من الحلول مكانك .."
نظرت أم فهد إلي وقالت "أنت متأكدة ؟؟ فليس بالمنظر المستحب رؤيته "
" أنامتأكده .. سأنتهي من أعمالي المكتبية وسأتوجه برفقة من تريدين .. وسأوصي عاملة الاستقبال بتولي مهامي .."
رفعت يدهها اليمنى المزينة بخاتم ألماسي رائع لتحك جبينها قليلا وكأنها محتارة ..ثم قالت مترددة " لا لا أستطيع أن أعرضك لتجربة مماثلة ..لازلت صغيرة "
استغربت من ترددها وأبديت ثقة كبيرة وأنا أقول
" لا أرى سببا لمنعك أياي ولست صغيرة .. سأكمل العشرين قريبا .. أرجوك ثقي بي ..فأنا قوية "
فهمت سبب تردد ام فهد لذهابي برفقة أمينة الاخصائية الاجتماعية .. عندما اقتربت السيارة من ذلك الباب الأسود المهترئ .. كان شارعا قديما ..مليئا بالحفر وحاويات القمامة القذرة ..تصف فيه عشرات البيوت القديمة المهترئة ..وأحداها مهجور تماما حيث تهدم الحائط وتكسرت الابواب ولم أرى سوى القطط التي تتجول داخله ..
"هل ستنزلين فاطمة؟"
سألتني الاخصائية أمينة التي كانت ترتدي النقاب على عكسي .. بعدما لاحظت ترددي وجلوسي رغم وصولنا ..وتوقف السيارة ..
" أجل .."
التقطت أنفاسي ونزلت بخطوات مترددة ..
طرقت أمينة الباب بقوة .. وفتح طفل صغير يرتدي أشباه الثياب ! لا أسمي الخرق البالية القذرة التي يرتديها ملابس على الاطلاق ..
" أين ماما ياصغير "
" في المطبخ "
" قل لها أن خالة أمينة تقف عند الباب "
اختفى الطفل وإلتفت مستغربة " هل تعرفك ؟"
" تقريبا .. آتيت إلى هنا من قبل ولم يدعني زوجها أكمل حديثي معها .. "
"لماذا ؟"
" ماذا تتوقعين من سكير وعاطل عن العمل "
" أمينة هل هو هنا الآن ؟"
قالت وهي تجهز بعض الأوراق " لا .. لهذا لم أجازف بتأجيل الأمر .. خرج لمقابلة عمل .. "
خرجت السيدة الضئيلة التي رق قلبي لها بسرعه .. لما تحمله من أسى وحزن على ملامحها ..
" تفضلي ..لقد خرج منذ عشر دقائق .. "
قالت أمينة " فاطمة .. هل تريدين الانتظار في السيارة ؟"
" كما تشائين "
وأمسكت بي الامرأة " لا لن تذهب يجب أن أضيفكما على الأقل ""
دخلت ممتنة لما تحمله هذه المرأة من كرم الضيافة رغم فقرها ..
" تفضلي "
كان غرفة الجلوس خالية تقريبا من الاثاث سوى تلفاز قديم وسجادة على الارض ووسادتين استندتا على الحائط ,,لكنه كان نظيفا ! لاتوجد ستائر حيث غطيت النافذة المكسورة بالصحف التي لم تمنع دخول أشعة الشمس ..
جلست وكنت قد خجلت من تحديقي في المكان مع تعبير الصدمة الذي ارتسم على ملامحي ..
قالت أمينة " فاطمة ..انتظري هنا .. سأدخل معها المطبخ .. سأتي بعد دقائق .."
جلس الطفل أمامي وقد أمسك بأخيه الصغير الذي بقي بلاملابس .
" ما اسمك .. "
كان سؤاله مفاجئا ..ابتسمت لهذه المحاولة منه لكسر الصمت " فاطمة ..وأنت ياصغير ؟"
" أنا لست صغير .. اسمي طلال ..وأخي الصغير اسمه عبدالله "
مددت يدي بحذر لأداعب خصلات شعر الصغير الذي لا يتعدى عمره السنتان ..
" اسماءكم حميلة ..هل لك أخوة آخرين ؟؟"
" أجل لدي علي ولكنه قد هرب .. وفايزة التي ماتت .."
صدمت وحزنت للحزن الذي بدى في عينيه .. " كم عمرك ؟"
" ست سنوات "
صدمت كثيرا .. توقعت أن عمره سبع أو ثمان سنوات .. لكن عمره ست سنوات وبهذا النضج .. بهذا الهدوء والحزن ؟؟ ..
" أنا آسفة لوفاة أختك ..رحمها الله "
فتح الباب بقسوة وبدأ صوت يزأر " غنيمة غنيمة .."
ارتعدت من الخوف وأنا أنظر إلى الطفل الذي لجأ إلى أحدى الزوايا ليحمي الصغير من ثورة غضب والده ..
" من أنتي ؟؟ "
لم أستطع أن أجيبه .. بقيت صامتة .. خرجت أمينة وبرفقتها المرأة الفقيرة ..
" أبو علي ؟أرجوك أهدأ .." |
| |