06-28-2010, 12:54 PM
|
#61 (permalink)
|
مستشار المؤسس ~
 آلحـآله ~ : | رقم العضوية : 9952 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة :
5486 يوم | أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM) | النادي المفضل : | الإقامة : | المشاركات : 8,755 [
+
] | التقييم : 40 | معدل التقييم ~ :  | زيارات الملف الشخصي : 14033 | الدولهـ | الجنس ~ | | مشـروبيُ ~ | كآكآوي ~ | قنـآتيُ ~ | MMS ~ | مدونتيُ ~  | | | لوني المفضل : Cadetblue |
|
رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم ) -40-
الرحيل .....
____
لم يبق شيء .. أسبوع وتأتي صديقة عمري سارة إلى هذا المنزل .. كنت قد تأقلمت أكثر مع عملي .. كنت أرى محمد يجتهد في تجهيز قسمه بذوق رائع وكنت لا أمانع في الذهاب معه لإختيار بعض من القطع الفنية لتزيين قسمه ..
"تعالي .. لنشرب قهوة ."
أمسك بيدي وفرحت لأنه فعل هذا ..فلانجد أخ يقبل أن يمسك بيد أخته في مجمع تجاري ضخم ..
"محمد .. هل أنت سعيد ؟"
كانت الكابتشينو أمامي قد شكل رغوة رائعه بينما اكتفى محمد بقهوة تركية معها قطعة من راحة الحلقوم ..
" أنا سعيد أجل .. لا أصدق متى ينتهي هذا الاسبوع لأرى سارة .. "
ابتسمت .. سارة انسانة رائعه حساسة .. تستحق السعاده ..
" هل نخرج ؟"
" لايعني أنك أنهيت قهوتك أنني أنتهيت من الكابتشينو .. لننتظر دقيقة .."
دفع الحساب وقال " أخبرتني سارة أنك في حمية دائمة .."
ضحكت للتعبير .."حمية دائمة ؟؟ .. ربما .. "
وسرحت لدقيقة لأفكر .. هل ياترى سأبقى لآخر عمري أحاسب في كل وجبةأتناولها ؟؟ أليس هذا متعبا ؟؟ كأني آخذ الدواء لآخر عمري .. حيث سيستبد بي ألم الجوع معظم اليوم ..
"لنذهب "
قلت هذا وأنا أتحسر على نصف كوب الكابتشينو الذي تركته .. دخلنا إلى عده محال أثاث .. وأخترت عدة قطع رائعه .. ثم خرجنا لأحد محلات العطور .. لأختار تشكيلة ضخمة من أرقى العطور كهدية من محمد لعروسة .. وضعتها البائعة في سلة رائعة .. ثم توجهنا إلى محل مجوهرات ليختار محمد طقما جميلا لسارة وأخترت لها هدية بدوري واشتريت خاتما لأمي وطقم ياقوت لي ليناسب ثوبي الأسود ..
"محمد عدني بشيء واحد .."
" بماذا ."
" أن لاتهمل سارة أبدا ! "
"أعدك .."
*****************
كانت مديرتي السيدة شيخة سيدة في قمة أناقتها وقمة الأخلاق الرائعه.. كانت تساعد الناس دائما .. لاتهمل مكالمة واحده أو أي حالة تطلب منها المساعده ..رغبتها في مساعدة الناس كانت من أهم أولوياتها ..
كنت قد دخلت لأعطيها أجندة اليوم بينما كانت تتحدث مع إيمان الموظفة البسيطة
"سأذهب معك ..لقد عرفت إحدى بناتها في الجامعه .. لم أكن أعرف أن لديهن شقيقة أخرى "
قالت السيدة شيخة " وأنا كذلك .. لطالما كنت ألتقي بها في مناسبات إجتماعية كثيرة لم أكن أرى سوى بناتها الثلاث وكن من أجمل ما رأت عيني وقد زوجتهن لأفضل العائلات .. لم أكن أعرف أن لديها بنتا رابعه ! "
قلت " أجندة اليوم أستاذه شيخة .."
"فاطمة أخبرتك أكثر من مرة أن تناديني بأم فهد فقط .. لا أحب الرسميات .."
ابتسمت وأعطتني ملفا لأعيده إلى موظفة أخرى ..
" مسكينة .. يقولون أنها انهارت لوفاة ابنتها .. "
فجأة وقفت .. التفت إلى مديرتي وقد انتابني الرعب
"فاطمة مابك ؟"
"ما اسم ..ما أسم الفتاة .."
"أي فتاة يا فاطمة ؟؟"
كنت أرتجف وأتمنى أن يكون استنتاجي خاطئا "التي تتحدثون عنها ."
"مريم .. "
وقبل أن تنطق بحرف آخر تصلبت يدي وسقط الملف من يدي .. ولم أعد أرى شيئا !
"فاطمة .. فاطمة .. "
فتحت عيني لأواجهه الحقيقة .. لقد رحلت مريم .. رحلت عن هذه الدنيا ! وآخر مابيننا كان أتصال ! انشغلت عنها هذا الاسبوع ولم أزرها ..
"فاطمة يا ابنتي استهدى بالله .. الموت حق علينا .. لاتبكي .."
لكني لم أستطع .. كنت ابكي رغما عني ..انهرت في نشيج ونحيب لا إرادي ..
مريم قطعة مني .. وقد غابت عن هذه الدنيا ! ..
أمسكت بيد السيدة شيخة وقالت تهدئني " هل كنت تعرفينها ! "
هززت برأسي .. وكانت الموظفات قد اجتمعن حولي ليهدئن من روعي ...
"هي صديقتي منذ الطفولة .. وكانت مريضة بسرطان الدم .. آخر مرة تحدثت إليها منذ أسبوع ..وانشغلت .. ورحلت دون أن أراها ! "
كانت صورتها آخر مرة حينما كانت تبتسم وهي تسامح والدتها لاتفارق خيالي .. أصبحت أتذكر اللحظات التي جمعتني بها .. تذكرت عندما كنا عند البحر أنا وهي وسارة .. لم أستطع كبح دموعي .. قالت السيدة شيخة
" سنذهب للعزاء بعد قليل .. هل ستذهبين معنا ؟؟"
هززت رأسي .. سأذهب معهن .. فقط لأودع مريم .. رغم أنها لن تكون في المنزل لكن يجب أن أودعها .. |
| |