عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:52 PM   #59 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5471 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 14018
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-39-
وانجلت الغيوم !
_____


"أنت .. "
هزت عمتي برأسها وتعبير جاد على ملامحها ..
"ولكن كيف ؟؟ "
صبت لي عمتي كوب ماء وأعطتني إياه وقالت
" استنتاجات .. لاغير .. جمعت الأمور ..وخفت أن أنشغل بالحفل والزيارات بينما تتخذين القرار الخطأ ."
"لكن كيف عرفت .؟"
وقفت عمتي وقالت " زياراتك إلى المزرعه مع جدتك ووجود فيصل هناك في المرات الأخيرة ..عملك معه .. وآخر شيء .. مفاتحته لجدتك بشأن خطبتك في يوم زفاف منى ! "
لم أستطع التفوة بكلمة ..استطردت عمتي
" لم يكن بيدي سوى أرسال تلك الملاحظة لك لأكتشف من خلال ردة فعلك أن شكوكي صحيحة .. "

"لكنه لم يتلاعب بي .. أنه يحبني .."
هزت عمتي رأها ببطء وهي تنظر إلى عيني
" أنه ينتقم من حسن فيك ! "
قفزت الدموع إلى عيني " ماذا تقولين ؟؟"
جلست عمتي وأمسكت بيدي
"ربما هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في رأسك .. فيصل أنسان رائع كل فتاة تتمناه .. لكن قلبه .. لايعرف التسامح ! "
ازددت رعبا .. هل كان فيصل يتلاعب بي ؟؟ .. وفضحتني نظراتي عندما قالت عمتي " أجل يافاطمة .. فيصل يمثل ! "
"لكن كيف ما أدراك ؟؟"
تنهدت عمتي وقالت " كان يأتي إلى هنا أسبوعيا .. لا ليرى منى .. بل ليغيض حمده ..منى لم تشعر بالاستقرار منذ البداية ولم تعجبها فكرة أنه خطبها انتقاما من حمده ..ومن خلال منى عرف أن عبدالعزيز تقدم لخطبتك وان أخي عبدالرحمن رفض لانه قد وعد حسن بك ! ومنذ ذلك اليوم لم يعد فيصل كما كان .. ابتعد عنها أكثر "

لم أستطع سوى البكاء قلت لعمتي بحقد " لا .أنه يحبني .. مستحيل .. أنت تكذبين لأنه خطبني ! "

لم أعرف في تلك اللحظة مدى غبائي ! … لكن عمتي بتسامحها الرائع احتضنتي وقالت وهي تهدئني " قد يكون أحبك .. لا أنكر هذا .. أنا لا أكرهك .. ولا أكرهه .. فأنتم جزء مني . لكني أريد أن تبدأي حياتك بطريقة صحيح .. لا أريد أن تنتهي في متاهات مظلمة من الحقد والرغبة في الإنتقام . لهذا .. "
نظرت إليها .. وقالت في ابتسامة صغيرة
" سأذهب غدا إلى المزرعه وسيكون فيصل هناك .. وسأتركما وحدكما .. وأريد منك أن تواجهيه .. وتذكريه أنك ابنة عمه .. ويجب أن يتذكر هذا .."

كان حنان عمتي يغمرني وحضنها وفر لي بعض السلام الذي فقدته نفسي .. قلت لها
" لكني لم أبين له مشاعري .. كنت حذرة في هذا المجال .. ولاأعرف كيف سأسأله .. إن كان يريد الانتقام من حسن عن طريقي .. ألايكفيه أن حسن الآن في حاله متدهورة ! "
قالت عمتي بهدوء " بالعكس .. إني أراه استعجل بخطواته ..لأن حالة حسن تحسنت كثيرا .. أصبح حسن أفضل حالا .. ربما هناك بعض المشاكل الصحية البسيطة .. ولكن الطبيب كان قد قرر أنه سيتماثل للشفاء خلال شهرين من بعد العلاجات الأخيرة .. الذي أزم حالة حسن كان الكسر الذي تعرضت له في جمجمته ..الاصابة كان سيئة لكنها لم .. لم تسبب له بضرر دماغي دائم وهذا هو المهم .. "

انتابتني حيرة الآن أكثر مما مضى ! هل من الممكن أن يكون هذا تمثيل ! كلماته الرائعه ؟؟ نظراته ؟؟ هل كان يعرف أن أبي سيخيرني بينه وبين حسن ؟؟ هل أفصح عن حبه لي كي أختاره ؟؟ كي أقع في حبه ؟؟ دخلت إلى الداخل .. وبلاشعور رفعت سماعة الهاتف لأطلب رقم مريم ..
لم يرن طويلا حيث ردت الممرضة وسألتها عن مريم .. وكان من حسن حظي أنها كانت مستيقظة ..
"مريم .. كيف حالك .؟"
كان صوتها تعبا .. " جيده .. سمعت من ناصر أنك مررت بي .."
" أجل .. كانت والدتك معك. فلم أرغب في مقاطعتكما .."
جاهدت مريم لأخذ نفس وكنت أشعر بصعوبة قدرتها على ذلك
" أجل .. وكنت محقة .. شعوري الآن أسوأ برؤيتها منكسرة .."
بدأت أصابعي في التعبث في سلك الهاتف الأسود .. أحاول عبثا أن أفرده .. بينما التعرجات تعود كما كانت كل مرة ..
"مريم .. هل سأختار أن أكون أنانية ؟؟ .."
" لم تقولين هذا يافاطمة .. "
" أنا بين خيارين .. أن أكون أنانية .. وأعيش حياتي .. وأرضي قلبي ,, أو أن أدخل في دوامة مجهولة لأسعد غيري . وأنا أعرف أني قد أبيع سعادتي "
صمتت مريم طويلا .. ربما غفت .. أو انتابتها موجة من الألم .. لكني كنت مستعده للإنتظار ! .. مستعده للبقاء ساعات كاملة على الهاتف فقط لأسمع منها كلمة ترضيني ... أو على الأقل تساعدني في اتخاذ قراري .. بعد دقائق .. قالت مريم في صوت ضعيف " فاطمة .. أريدك أن لاتنسي شيئا .."
"ماذا .."
" أنانية غيري هي ما أوصلتني إلى حالي هذه .. أنانية غيري هي من قتلتني .. "
انهرت في بكاء صامت .. وودعتها ,,, أغلقت الهاتف وعيني .. وأنا على ثقة أن غدا سيتضح كل شيء !!


****

ما أصعب تلك اللحظات .. والسيارة تسير بنا إلى المزرعه .. أشعر برغبة قوية في النزول والرحيل .. ما أصعب المواجهه . وما أصعب التفكير ماذا سيحدث وماذاا سيقول .. أتخيله يجلس هناك ينكر كل افتراضات عمتي بكل ثقة .. أنه أحبني رغم كل شيء .. ولم يفكر بالانتقام من حسن ..
كانت عمتي تجلس إلى جانبي ويدها تمسك بيدي ,, التفت أصابعها النحيلة حول أصابعي التي بدت قبيحه مقارنة بها ..
" ماذا سيحدث أن كان كل ماقلتيه صحيحا ؟؟"
" أتقصدين خداع فيصل ؟؟ "
أومأت برأسي .. قالت " بإمكانك التفكير في الزواج من حسن .. أو بإمكانك أن ترفضي ببساطة وتنتظرين أن يأتي نصيبك .. "
" هل كان عبدالعزيز يرغب في خطبتي فعلا ؟؟"
ابتسمت عمتي وقالت " عبدالعزيز كان يريدك لأنه رآى فيك انسانة حساسة وقلبا طيبا .. وكان قد عانى الكثير .. "
"لم لم يخبرني أحد ؟؟ .. لم أنا آخر من يعلم ؟؟ .."
قالت عمتي " فاطمة .. لو أخبرناك لعشت في حيرة لاتنتهي .. ووالدك لم يرفض عبدالعزيز بشكل مباشر .. كان يرجيء الأمر حتى يستشيرك .. ولكن حدث ماحدث لحسن .. فقرر عبدالعزيز ان يبتعد لثقته أن عقدة الذنب ستلازم خاله .. "

"لكن أبي لم يرغمني .."

" لكن أخي واثق انك لن تخيبي أمله .."

غضبت كثيرا " أين كان ؟ .. عندما أنظر إلى حياتي أجد الكثير من خيبات الأمل ولا أجده هناك ! .. أين هو من حياتي ؟؟ .. هل يستحق فعل أن أضحي بكل شيء ؟؟ أين كان ؟؟ .. أنظر إلى سنواتي الماضية .. ولاأجد له طيف .. أرى سنوات الوحده والألم والدموع لكني لا أجده . ماذا أعطاني لكي يطلب مني تضحية كهذه ؟"

قالت عمتي بهدوء " لاتقول هذا .. أعطاك الأمان.. المنزل .. المال .. الكثيرات ممن يتمن أن تكون لديهن حياتك .. الرفاهية التي تعيشين بها .. "



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس