عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:50 PM   #54 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5478 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 14022
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )






"...كيف لا أبكي وصديقتي وحبيبتي تحتتضر ،أنت تقول أن مريم جنت على نفسها بتجاهل أعراض المرض .. أليس كذلك..ماذا كانت أعراض المرض ؟؟"

"حمى .. صداع .. نزيف في اللثةوتورمها .. كدمات زرقاء على الجسد وأورام صغيرة .. فاللوكيميا تسبب النزيف السريع .. شحوب كسل ضعف عام .. هي تعرف الأعراض جيدا ..لكنها اختارت أن تتجاهلها .."

"وماذا سيحل بها الآن ؟"

" انها تحتضر .. في أي لحظة يصيبها نزيف و..."
لم أستطع سماع الطبيب الذي وقف ليجمع أغراضه وهو في طريقه للمغادرة
"ياابنتي ادع لها بالرحمة .. "
خرج الطبيب وكانت الممرضة الفلبينية تقف هناك لاتفقه شيئا ..
اتجهت إلى غرفة مريم فتحت الباب ووجدتها نائمة ,,

"فاطمة .."
"مريم ..أنت بخير الآن ؟"
هزت رأسها " لقد سار مفعول المورفين في دمي الآن .. أشعر براحه قليلا ..لم أجدها مساء أمس .."
"هل كنت تتألمين مساء أمس ؟"
هزت مريم رأسها " كانت المسكنات التي وصفها الطبيب لاتجدي نفعا ..فقد اعتادها جسدي .. "
كانت عيناها التي تحيط بها الهالات تنظر بتعب إلى الباب .. هل تنتظر أحدا يا ترى ؟؟
"مريم حصلت على وظيفة صباحية في احدى المؤسسات لهذا لن آتي في الصباح .."
"مبروك .... فاطمة .. خذي .. "
أمسكت بآلآم فيرتير وأعطتني إياه ..
"أنه الشيء الوحيد الذي ..يتعلق بي .. إحتفظي به .. "
لم أستطع كبح دموعي " لا يا مريم .. لاتقولي هذا .."
ابتسمت وهي تقول " لا ..لاتبكي فاطمة ..أنا وأنت نعرف تماما أنه حان الوقت .. بأي لحظة الآن .. إني أنتظر الموت .. أنتظره كإنتظار طفل يتيم ليجد ملجأ ..أنتظره كإنتظار المغترب..الذي يريد العودة إلى وطنه .. أنتظره .. كإنتظار الشاعر ليجد ملهمته .. أنتظره .. وأنا لا أعرف هل سيطول انتظاري .. أم .. سيأتي سريعا .. أنه الغيب .. هذا مايجمعنا .. عدم معرفتنا بما سيحدث ومتى سيحدث ..لكننا نعرف أنه سيحدث .."

كفكفت دموعي . وسألتها " لماذا تجاهلت الأعراض ؟"

نظرت إلي وفهمت ما أقصد .. قالت
" لم أتعمد هذا .. لكني أحببت شعور الصحة .. الذي كنت قد نسيته منذ زمن بعيد .. رغم أني تجاهلت الأمر لعدة أشهر فقط ... لكنه أتى بنتيجة عكسية .. لكني لم أندم ..ليس انتحارا .. لكن .. لا أستطيع تحمل البقاء هكذا طريحة الفراش عاجزة.."

لكن انه انتحار شرعي يا مريم .. من تخدعين .؟؟...عادت مريم للنظر من خلال الباب كأنها تنتظر أحدا ..
سألتها مرتبكة
"من تنتظرين ؟؟"
إبتسمت "لاتخافي عزرائيل لن يطرق الباب "
ابتسمت لكني بكيت في ذات اللحظة .. بكيت من الداخل .. لا أجرؤ على البكاء أمامها ..
قالت " ستأتي أمي بعد قليل .. أريد أن أخبرها أنني سأموت خلال هذا الأسبوع .."

"لا تتحدثي عن الموت بهذه الروح المرحه .. أنت تقتلينني .. "
أمسكت يدي وقالت " أريد أن أؤلمها .. رغم أنني أشك أنها ستشعر بشيء .."
"مريم لماذا هذا الحقد .. دعيها , أنت لاتحتاجينها ! "
قالت والكره تجسد في قسمات وجهها " أمي هي السبب في شقائي ."
أمسكت بيدها وقررت أن أخلصها من حقدها
" ستندم.. تأكدي من هذا .. لكنك لن تستفيدي شيئا من إيلامها .. ستبقى هنا تبكي أياما .. سيتعذب قلبك لمنظرها .. وبدلا من السلام الذي تنشدينه .. ستشعرين بالذنب ..أنك أخبرتها .. لأن قلبك لن يرضى أن يؤلمها .. ضميرك لن يتحمل العيش لهذا الألم ..سامحيها .. فقط سامحيها .. وستدرك غلطتها الفادحة .."
كانت الدموع تغسل عيني مريم .. كأنها فهمت ماقصدت .. ابتسمت وقالت
" بكلماتك .. نسيت كل الكره الذي أكتمه في قلبي .أجل ستعاني .. لكني لن أتحمل أن أراها تعاني .. خذي الكتاب . فقد يكون هذا آخر لقاء بيننا .. فأنا أشعر أن نهايتي إقتربت .. ولن أترك لها هذا الكتاب الذي يحمل جزءا مني .. لكن .. إقرأي لي منه شيئا .. كوداع بيننا "
بكيت وأنا أعرف أنها تقصد بالوداع الكتاب فهو جزء مهم في حياتها ! .. فأنا سأزورها في الغد ..ولن أتأخر عنها .. أمسكت بالكتاب .. لأجد إحدى الصفحات المطوية .. فقررت قراءتها

(( للمرة الأخيرة أفتح هاتين العينين ،وا آسفاه لن ترى هاتان العينان الشمس بعد الآن ..وهي الآن مغطاة بسحب كثيفة لاسبيل إلى النفاذ منها ..أجل أيتها الطبيعة إلبسي ثياب الحداد ،فطفلك ،وصديقك،وعاشقك يدنو من نهايته !
إن هذه الفكرة ياشارلوت ليس هناك مايضارعها ومع ذلك تبدو لي كحلم غامض عندما أكرر قولي :إن هذا يومي الأخير الأخير ياشارلوت !ومامن كلمة يمكن أن تعبر عن هذا الخاطر حق التعبير ..اليوم الأخير .
ها أنا اليوم أقف منتصبا بكل قوتي وغدا سأكون ملقى على الأرض هامدا باردا .أموت ومالموت ؟كل مايدور عنه في أحاديثنا محض أحلام .لقد رأيت أناسا كثيرين يموتون ولكن طبيعتنا الضعيفة كثيرة القيود بالغة الضيق ،فليس لدينا تصور واضح لبداية وجودنا ولا لنهايته ! ))

احتضنت الكتاب وأنا أنظر إلى مريم التي كانت قد نامت .. قبلت رأسها وأحكمت غطائها وتوجهت إلى التلفاز لأضع قناة قرآن لتهدأ روحها التعبة فبالقرآن تطمئن القلوب .. خرجت وأطفأت الضوء فور خروجي وطلبت من الممرضة أن تنتبه إليها .

عدت إلى المنزل وقررت أن أنام ..عندما رن هاتفي
" ألو .."
كان صوت جدتي غاضبا
" فاطمة ألن تأتي معي لنبارك لمنى .؟؟ اتصل بك منذ الصباح أين أنتي ؟"
"جدتي كنت في مقابلة عمل .. ومن ثم مررت بصديقتي مريم "
"غيري ملابسك وتعالي لمنزل عمتك خلال ساعه لنذهب معا .. هيا "
نظرت إلى الساعه .. كانت الظهيرة تقريبا !
"لم لانذهب في المساء جدتي ؟"
" فاطمة ..منى ستسافر في المساء ..هيا بلا كسل .."
"حاضر سآتي خلال ساعه "
"أسرعي إن إستطعت "
أغلقت الهاتف ووقفت لأستعد حينما رن الهاتف مرة أخرى
"جدتي سآتي الآن .."
"مرحبا .."
كان صوت سارة عبر الهاتف أفرحني كثيرا فلم أتواصل معها منذ شهر
" أين أختفيت أيتها المجنونة اشتقت إليك ,,"
" أنت تعرفين أين أنا .. ما أخبارك ؟"
قلت محاولة أن أبدو طبيعية " بخير .. كنت في الامس في زفاف منى ..و..في الصباح اتجهت لمقابلة عمل وقبلوا بي سأبدأ غدا بإذن الله "
"أخبار جيده فاطمة .. هل نزعت الجبيرة ؟"
" أجل منذ أسبوع تقريبا وأنت متى تعودين ؟"
"هذا ما اتصلت لأخبرك به ..سأتأخر في عودتي "
تنهدت حيث كنت أحتاجها بجانبي "سارة أرجوك ..لاتطيلي السفر .."
قالت سارة بهمة "انتظري ثلاث أسابيع وأبقى إلى جانبك إلى الأبد "
فرحت كثيرا وكنت قد نسيت أن موعد زواجها اقترب
" متى ستعودين ؟؟ هناك مواضيع أود أن أناقشها معك .."
"فاطمة هل هناك شيء خطير ؟؟"
"لا ...لاشيء خطير .لكن اشتقت إليك .."
قالت سارة "سأعود بعد عشرة أيام .. تقريبا .. فأنا الآن برفقة أمي في أحد أجمل المنتجعات في لبنان .."
قلت مندهشة "لن تجري عملية تجميل !! "
سمعت ضحك سارة عبر السماعه وهي تقول "أيتها المجنونة ولم سأجري عملية .. لست بحاجة لها "
قلت مبررة موقفي "أنت تعرفين أن معظم من يجرون العمليات لايشكون من شيء اطلاقا لكنهم يبحثون عن الكمال .. "
ردت سارة "لكني لست محتاجه إليها ... ولن أجريها .. فقط إسترخاء ونضارة البشرة فأنا عروس لاتنسي هذا .. أحتاج للإسترخاء ثم أنه الربيع والجو رائع .. "

"ساره لاتنسي أنك ستسافرين في شهر عسل "
"لا لن أسافر اتفقت مع محمد وهو لايستطيع السفر في شهر عسل .. سنقضي عدة أيام في دبي ثم نعود ..وقد نأخذك معنا "

"طبعا لن أرافقكما .. هل أنت جادة .. لا . لدي عملي ..لاأستطيع أن أجازف به أيضا لن تصدقي مدى الصعوبة التي واجهتني عندما سألوني عن سبب استقالتي .. أنا عن نفسي لا أعرف .. السبب فبقيت أتأتأ وأأكرر ضد .. أنا .. لم .. كان موقفا سخيفا "
ضحكت سارة وقالت " لم لم تجيبيهم لم يلائمني العمل ولم يلائم ووضعي العائلي ..ببساطة ولن يطلبوا منك أي تبريرات .. "
تنهدت " قلت شيئا مشابهها .. لكني أخفقت كليا في رسم انطباع جيد .. سأبدأ غدا وسأحاول أن أثبت أهليتي للعمل ..حتى يوقعوا عقدا معي "
قالت سارة "لاتخافي ستتحسن كل الأمور .. أنت جيده في عملك .. سأتركك الآن .. وعلى مايبدو أن جدتك تنتظرك ! "

"اوه ساره نسيت .. يجب أن أذهب لمنى برفقتها أكلمك لاحقا .. إلى اللقاء "
" في حفظ الله "
أغلقت الهاتف وقفزت إلى خزانتي لآخذ ملابسا أرتديها ولم أجد أفضل من تنورة سوداء بطبقات من الشيفوون وبلوزة بيضاء فرنسية مطرزة .. نظرت إلى خزانتي ببؤس . لم أتخلص بعد من ملابسي السابقة التي كنت قد أرتديتها عندما كنت سمينة .. لماذا ياترى ؟؟ لماذا أشعر بأنني أعود إلى تلك المرحلة قريبا !! يجب ان أضعها في كيس وأبعثها للجمعية الخيرية .. رغم أنني أشك أن هناك من سيرتديها من الفقراء ! فمن أين لهم بهذه الأرطال الزائده وهم يعانون الفقر ؟؟ هل سيستخدمونها كأغطية لهم ؟؟ أم مفارش للأسرة ؟؟ لابأس أسوأ الإحتمالات أن يرتديها عشرة أطفال فقراء معا ! يا إلهي ليس الأمر بهذا السوء !

إنها فقط أربعون كيلو جراما فقط ! ..


يا إلهي إنها وزن فتاة مراهقة !

أغلقت خزانتي وكان الرعب قد استبد بي ..لا لن أستعيدها .. سأعود للرياضة ونظام الأكل الصحي .. لن أفسد تعب الأشهر الماضية !
وضعت مكياجا خفيفا باللون الوردي ورفعت شعري رغم قصرة وارتديت حجابي وخرجت لأطلب الإذن من أبي لأرافق جدتي .. ولم يمانع .. وكنت قد أرجأت التفكير فيما قاله لي مبارك ! قررت أن أتصرف كأني لم أسمع شيئا ..ربما إذا تقدم لي فيصل خلال هذه الأيام سيرأف بي أبي ولن يقدمني ككبش إلى حسن الذئب !



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس