عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:49 PM   #53 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5519 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 14083
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



-36-
******

ارتديت الفستان الذي اشتريته من أيام .. طلبت من سالم إيصالي إلى حفل الزفاف .. كنت أرتدي فستان أسود ورفعت شعري إلى أعلى ومكياج دخاني .. كنت أبدو جميلة ...ولونت شفتاي بلون أحمر بدم الغزال وبدا جميلا مع بشرتي البيضاء ..
نزلت وكنت قد ارتديت كعبا عاليا ! فقد اشتقت لإرتداءه طوال الأسابيع الماضية التي تقيدت فيها بحذاء بسيط وحذاء طبي من أجل الجبيرة..
لم أكن قد تبادلت الحديث مع أمي منذ شهر تقريبا .. كنت أتجنبها .. قدمت أوراقي خلال هذا الإسبوع إلى أحدى المكاتب الإجتماعية .. لا أستطيع البقاء هكذا بدون عمل ..
نظرت إلى أظافري التي طليتها باللون الأحمر ..هل أتى عبدالعزيز ؟؟ لم تكن عمتي قلقه بشأن سفره لأنها تثق به .. الوحيده التي كانت مضطربة هي منى . رفعت الهاتف لاكلم جدتي
" مساء الخير جدتي .. "
" وعليكم السلام يا ابنتي .. "
"كيف حال منى ؟"
" تبكي .. تريد المزينه أن تزينها لكنها تبكي فتفسد كل شيء .. سيأتي عبدالعزيز خلال ساعه وستهدأ إذا رأته .."
"المسكينه جدتي سأتوجهه للحفل الآن.. أراك هناك .."
"هل ستأتي أمك ؟"
"أتوقع هذا "
"تعالي معها لاتأتين لوحدك .. "
"حسنا .."
أغلقت الهاتف وضعت إسوارا ماسيا حول معصمي .. تذكرت فيصل عندما أمسك بيدي في آخر لقاء .. حاولت كبح دمعتي لكني لم أستطع .. كفكفت دموعي وشعوري بالإستياء لماسمعته من مبارك ..
ارتديت عباءتي كانت تشير الساعه إلى التاسعه ..الطريق إلى قاعه الحفل يتطلب نصف ساعه ..نزلت ووجدت سالم ينتظرني
" واو .. تبدين رائعه "
"شكرا سالم أين أمي ؟"
قال وهو يمسك بيدي " لا أعرف أتوقع في غرفتها "
" هل تسدي لي معروفا وتدعوها لتذهب معنا "
" لامانع لدي .."
ترك يدي وتوجه إلى غرفة أمي وبعد قائق عادا معا وكانت منال برفقتهما ..
" لنذهب "
قلت هذا وتوجهت للسيارة أعرف أمي لا تحب المقعد الأمامي لذا ركبت واستاءت منال لأنها تحب الجلوس في الصدارة .. لكني لم أقل شيء ..
هل تعرف أمي أنها أخطأت في حقي لهذا لاتتحدث معي بدورها ؟؟ ..إنها تتجاهلني ببساطة .. تمنيت لو أن سارة موجوده .. كنت قد وجدت شخصا أتبادل الحديث معه .ياترى كيف ستبدو منى اليوم ؟؟

كانت تبدو في أجمل حله عندما كانت تمشي إلى المنصة برفقة عبدالعزيز الذي كان يهمس في أذنها كلاما ليشجعها .. وجدت هذا غريب ..فنحن في عصر ترقص فيه العروس وحدها متجه إلى المنصة بلا أي خوف أو تردد .. كانت تقف جدتي وعمتي وعبدالعزيز إلى جانبها رغم الشموع والأعنية الهادئة التي غناها المطرب خصيصا لها كانت عائلتها تقف بقربها وهي لاتزال خائفة ..
كان العرس فخما .. فهو على نفقة جدها الذي كان الشخص الوحيد الذي فرح بهذا الزواج ..
اقتربت مني طفلة صغيرة وأعطتني ورقة صغيرة .. فتحتها لأقرأها وكانت الطفلة قد اختفت

(( لاتصدقي فيصل فهو يتلاعب بك لاغير !ّ))
صدمتني الرسالة الصغيرة نظرت حولي لكن لا أحد ينظر إلي الكل ينظر إلى العروس وشقيقها الوسيم ووالدتها الأرملة !عدت لأنظر إلى الورقة .. كانت قد كتبت على عجل ..من هذه التي تعلم مايجري بيني و بين فيصل ؟؟ واختارت أن تنبهني منه الآن في زفاف منى ؟؟ حيث وعدني أنه سيتقدم لخطبتي مباشرة !!

حاولت أن أبدو طبيعيه لكني لم أستطع ! انتابني الفزع ..
لا أعرف كيف تحكمت بأعصابي ..ذهبت لمنى لأهنئها وأطمئنها ..
"تبدين جميلة يا فاطمة ! .."
" أنت أجمل . تبدين رائعه .."
لكن منى كانت تحبس دموعها ! قلت لها مهدئة " ثقي بي .. ستكتب لك السعاده بإذن الله .. فإن رآك الآن زوجك سيقع في حبك لامحالة ! تبدين كملاك .."
ابتسمت منى أخيرا ..

تركتها وعدت لأنظر بين المدعوين لعلي أرى فتاة أعرفها !! وبعد بحثي وجدت أخيرا حمده تجلس في الخلف .. اقتربت منها حيث قالت
" فاطمة تبدين في غاية الأناقة "
" شكرا و؟أنت كذلك .."
أردت أن أسألها عن الرسالة لكني لم أستطع .. ولاحظت هي ارتباكي فقالت
" هل تخشين أن يراك أحد بالقرب مني ؟؟"
" لماذا تقولين هذا ؟؟"
" ألم تسمعي آخر الأخبار ؟؟ أصبحت مطلقه ! لهذا أجلس هنا بعيدا عن الهمسات المزعجة ! "
"حمده لاتقولي هذا طبعا لا أخجل من وقوفي بقربك .. كل مافي الأمر أنني مرتبكة من أجل منى ! لايروقني حزنها "
جلست بقرب حمده وكتمت أسئلتي مستحيل .. كيف ستعرف ؟؟ ..

******
استيقظت في الصباح وبعد حمام ساخن ارتديت ملابسي وتوجهت إلى المؤسسة الإجتماعية حيث ستجري المقابلة ..

دخلت لأرى سيدة تبدو في كامل أناقتها
" السلام عليكم ..أتيت بشأن عمل شاغر كسكرتيرة ."
قالت السيدة " أجل .. تعالي معي "
دخلت إلى المكتب .. إنها مؤسسة اجتماعية تهتم بقضايا ومشاكل الأسرة .. ربما يجب أن ألجأ إليهم بسبب الشروخ التي تهدد منزلنا .


ــ لماذا تركت عملك السابق ؟؟
نظرت إلى التي تسألني فقلت " كان العمل يتطلب .. آآ...كنت أعمل مع ...كان العمل يتطلب,.. كان ضد .."
نظرت إلى السيدة التي تسألني وقلت أخيرا " لم أرتح للعمل في جو مختلط كثيرا "
ماذا أقول لها ؟؟ طردني عمي ولم يذكر السبب ؟؟ ..
قالت السيدة " لكن هنا أيضا مجال مختلط .. يجب أن تتعاوني مع الإخصائيين إن تم تعيينك .والأطباء النفسين والأباء .. لايخلو العمل من اختلاط "
ارتبكت أكثر فقلت " لكن مجال عملي السابق كان يتطلب مجاملات وزيارات وحفلات عشاء برفقةالمدير .. رغم أنه كان عمي . ..لكن لم ..أحبذ العمل في أجواء إعلامية ! فقد كان التعامل الصحافة أحد أهم متطلبات العمل ، لامانع لدي طبعا من جو عمل مغلق أكثر مختلط أو .. غير مختلط "

ــ حسنا .. نحتاج إلى سكرتيرة وكنا نحب أن تكون مواطنة .. ولديك خبرة لمدة ستة أشهر في أحد أهم مكاتب الدولة .. اللغة جيدة جدا ..المهارات المكتبية ممتازة .. لابأس سنقبل بك كسكرتيرة مؤقتة وبإمكانك إثبات وجودك لتوقيع عقد عمل .
"شكرا سيدة شيخة .. متى سأبدأ العمل ؟"
"غدا .. رغم أن المكتب الآن في فوضى فالسكرتيرة تركتنا منذ يومين "

سأثبت وجودي هذا ما أكدته لها .. خرجت من هناك لأعود للمنزل .. ثم قررت المرور بمنزل مريم ..
كانت الساعة العاشرة صباحا ..

فتحت الخادمة وعندما سألتها عن مريم اشارت إلى غرفتها فتوجهت إليها ..
كان الطبيب قد خرج للتو من عندها وكان برفقة الممرضة ..
" ماذا بها مريم ؟"
نظر إلي الطبيب وقال " أختها ؟؟"
" أنا .. أجل .. كيف هي الآن ؟؟"
وضع الطبيب سماعاته في خقيبته وقال " دعيها ترتاح .. لايبدو أنها ترتاح مؤخرا "
" هل هي تحتضر ؟"
أمسك بيدي الطبيب الذي اكتسى شعره باللون الرمادي ودخلنا لغرفة الممرضة المجاورة
" لايجب أن تقولي هذا أمامها .. لاتبكي ا ابنتي .. لاتبكي .."
" هل كل من يصابون بالسرطان ينتهون هكذا ؟؟ "
ابتسم وقال " لا يا صغيرة .. معظم حالات سرطان الدم قابلة للعلاج والشفاء .."

" إذن لم تركتها ترفض الخضوع للجلسات ؟؟ "

أغمض الطبيب عينيه .. وقال " حالة مريم تختلف .. "

"أرجوك دكتور إشرح لي .."
قال الطبيب " قبل سنوات كانت مريم تخضع للعقاقير الكيماوية وجلسات الإشعاع في بيستبورغ وكانت تجدي نفعا معها .. وتقلص أورام الدم .. ثم سافرت منذ سنتان إلى أمريكا .. وخضعت لعقار جديد .. واستجابت للعلاج .. وتقريبا شفيت من المرض .. عادت إلى هنا ..وأمضت سنة طبيعية بلا جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي .. لكن.. عاد المرض .. وعاد فتاكا ..لم يرحم جسدها الضعيف .."

"لا أفهم .. كيف يعود في فترة بسيطة وينتشر في جسدها لدرجة لاتمكنكم من علاجه"

"يا ابنتي .. هذا مايحيرني .. لكني أعتقد أن مريم شعرت بالأعراض ..ولم ..لم تسارع إلى المستشفى .. وأنها خافت أو تجاهلت مرضها .. كانت تريد التصديق أنها شفيت تماما ولن تعود إلى الجلسات المتعبة .."
"ماذا تعني "
"أعني أن المرض له أعراض .. ومريم تجاهلت هذه الأعراض .. ولم تأت إلا بعد فوات الأوان . لقد انتشر المرض ...بشكل لايمكن السيطرة عليه .. كان من الممكن أن تشفى .. أو تتحسن فرصها في الحياة إن خضعت مبكرا لجلسات العلاج .. لكن الآن .. جلسات العلاج لا تفيدها نفعا .. ولن تفعل سوى إطالة حياتها شهر أو إثنين معرضة إياها لكافة الآالآم ..ومريم وجدت أن الأمر لايستحق .. فقررت التخلي عن الجلسات .. ابنتي لاتبكين .. يكفي .. لاتبكين .. إنه امر الله .. "


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس