عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:49 PM   #52 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5519 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 14083
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



**********
هاقد مر أسبوعان . لم أتحدث خلالهما سوى مع سارة ومريم .. لم يقترب مني أحد ولم أخرج من المنزل رغم اتصالات جدتي .. سأذهب اليوم لفك الجبس عن قدمي .. أثر الجرح على جبهتي أصبح أفضل ..لم يعد بالسوء السابق .. مريم التي عادت رموشها للنمو وشعرها كانت تتلاشى في كل زيارة أكثر من الزيارة السابقة .. أعرف أن شبح الموت يخيم عليها وهي تعرف ذلك ....لكن مايؤلمني أنها ستغادر هذه الدنيا مليئة باللآلام والحقد .
ركبت السيارة برفقة أخي مبارك الذي عرض أن يصحبني للمستشفى أفضل من الذهاب لوحدي .
"فاطمة مابك .. ؟"
" تعبت يا مبارك .. تعبت .. "
" أخبرك أبي عن حسن .؟"
كنت سأسأله ماذا يعني لكني آثرت أن أسمع " أجل "
" هل أنت موافقه ؟؟"
رغم جهلي التام بمايتحدث عنه " لازلت أفكر "
" لكن أبي أقنعك .. لقد أعطى حسن كلمته ولايستطيع أن يتنازل عنها وستتزوجان خلال شهرين .. أو ثلاث .."
توقف قلبي والصدمة زلزلت كياني !!بأن حياتي انتهت .. الآن فهمت كل شيء .. وكلمات أمي أصبحت أمام عيناي تتراقص .. (زواجك لن يشرفني ))
نظرت إلى مبارك وقد اختفى الهواء أريد أن أتنفس ..لا لا أريد .. أن أموت فلامعنى لهذه الحياة !! أن أتزوج حسن ! ها أنا أدفن كل معنى للحياة !
نظرت إلى الباب أريد فتحه لأرمي بنفسي على قارعه الطريق فإن تمزقت ألف قطعه لايخفف هذا من هول ألمي وصدمتي !
ممددت يدي لأرتكب الجنون والكفر لكنه كان مقفلا أوقف مبارك السيارة بسرعه وهو يصرخ بي . لم أفهم كلمة ممانطق فقد غرقت في صراع عنيف داخلي ..
لم أفق إلا ومبارك يمسك بكلتا يدي يهزني لأفيق !!
" فاطمة .. فاطمة استعيذي من الشيطآن ! فاطمة .. "
خرجت من الباب وأفرغت كل مافي جوفي أشعر أن قلبي يريد أن يقفز خارجا مني !لايريدني .. أنكرني ..
" لم تكوني تعرفي .."
أعطاني المناديل الورقية وأنا أبكي بشده " كنت أشك بوجود شيء وجاريتك لأعرف مالأمر !"
اختفت الألوان من وجهه مبارك .. "لم يخبرك أبي بشيء ؟؟"
هززت رأسي بلا وأنا أرتجف .. أخذني مبارك في حضنه
"اهدئي ..إهدئي .. نتوجه الآن للمستشفى لنزع جبيرتك .. ومن ثم عندما نعود للبيت .سيشرح لك أبي كل شيء "

أيمكن أن تكون حياتي أسوأ من هذا ؟؟ .. أيمكن ..لا أعرف .. طوال الطريق إلى المستشفى غرقت في حالة من الاتفكير .. وعندما وصلت سندني مبارك ووجلسنا عدة دقائق ننتظر الموعد ..

وأنا أنظر إلى المنشار تنتابني رغبة في أن أدفع بقدمي بقوة نحوة .. ربما إذا مزقت شريانا أرتاح من هذا الصراع داخلي .. وعندما قررت تطبيق فكرتي توقفت الممرضة عن استخدام المنشارالطبي الصغير .. وأمسكت بمقص لتكمل فك الجبيرة ..كانت تتكلم مع مبارك وتعطيه تعليمات أن لا أضغط عليها كثيرا .. كان الطبيب يقف ويتكلم أنه سيجري أشعه ليرى كيف أصبح الكسر ..

خرجت ورباط خفيف على قدمي حيث اتضح أن حالتها افضل .. سندني مبارك .. وكنت لا أستطيع المشي وحدي .. ليس بسبب قدمي .. بل بسبب روحي التي غادرتني وقلبي الذي انزوى في أحد الزوايا ..لكنه لم يكن مكانه ! ..

ونحن في طريقنا إلى المنزل قلت لمبارك
" لاتخبر أبي أني أعرف .. دعه يأخذ وقته .."
قال مبارك " لكنك تحتاجين إلى شرح الأمر "
هززت رأسي وأنا متأكده أن ما سأسمعه أقوى من قدرتي على الإستيعاب "
" لا .. لا أريد أن أسمع شيئا .. أريد أن أواجه أبي كأني أسمعه لأول مرة .. لا أريد أن يعرف أني عرفت شيئا .. هل تعدني بذلك مبارك ؟"
نظر إلي مبارك بإرتباك .. ثم هز رأسه ..

سندني مبارك إلى غرفتي حيث رميت بجسدي وأستسلمت للنوم لا أريد أن أفكر بشيء !!

***************

دخلت من خلال الباب وأن أستند إلى عكازي ..
" تخلصت من الجبيرة ؟"
كان عبدالعزيز يبتسم قلت له " أجل لكن لايجب أن أسقط ثقلي عليها .. أين جدتي ؟"

"في الداخل "

ذهبت إلى الدخل ببطء تبعني وهو يقول " ستعودين لعملك؟"
"لا لن أعود "
"لماذا "
" استقلت .."
"فاطمة ..لم تبدين مهمومة ؟"
أدرت وجههي أكمل طريقي ووقلت ببساطة " لست كذلك "
"تبدين شاحبة"
لم أجبه أكملت طريقي أريد رؤية جدتي والإنزواء إلى حضنها ..
لكنني توقفت وتذكرت أنني كنت قررت أن أواجهه .. ولا أعرف لماذا وجدت أن قراري كان سخيفا . لماذا أواجهه ؟؟ .. لماذا أتعب قلبي وقلبه .. ولاشيء يجمعنا ..إلتفتت إليه إكراما للعشرة بيننا .. كان يستند إلى حائط على بعد مترين وويعبث بأظافره ..
عدت إليه وقلت " كيف حالك ؟"
"بخير ..وأنت ؟"
"جيده .."
وعندما لم أجد شيئالأقوله " أراك لاحقا "
"لا أعتقد هذا ؟؟"
عقدت حاجبي "ماذا تعني ؟"
"سأسافر .. لدي منحه في لندن لمده عامين .. وسأكون غبيا إن إعتذرت عنها "
انقبض قلبي .. في لندن؟؟
" ستسافر ؟؟ "
هز رأسه وقال " سأسافر غدا .. وبعد أسبوع سأعود لحضور زفاف منى .. ثم سأعود للندن "
"ستترك عمتي لوحدها ؟"
ابتسم " لا .. لديها حمد وزايد .. وهما لن يسيئا التصرف .. فهما مؤدبان ومع انتقال جدتي للعيش معنا لا أرى أي سبب يقلقني "
لا أعرف لماذا لم تعجبني فكرة سفر عبدالعزيز وغيابه ..
" أتمنى لك التوفيق .."
"هل توصينني على شيء ؟"
"فقط عد إلينا سالما "
إلتفت وتوجهت إلى الداخل رغم الإعصار الذي في داخلي شعرت بصقيع يجتاح مشاعري ..




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس