عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:39 PM   #42 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5122 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13851
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: عندما نتحدى الأيام ( الريجيم )



رفعت يدي وقلت وأنا ألوح له مودعة " إلى اللقاء "
اتصلت بالسائق الذي لم يكن يبعد كثيرا .. ووقفت أنتظره في المواقف .. لا أعرف .. لكن فقدت للتو عملي الذي كنت قد بدأت أتعلق به ..مالسبب ؟؟ لاأعرف ..غضب عمي لابد أن يكون له سبب قوي فعمي خالد لايغضب بسهولة ..
هل معقول أنه لاحظ شيئا مما يجري بيني وبين فيصل ؟؟ لا مستحيل .. لم يحدث الكثير سوى بعض المحادثات الهامشية وحديث الأعين .. فيصل كانت ميزة هذا العمل أنني أراك يوميا .. أتعامل معك يوميا .. لكن الآن . .. لن نرى بعضنا ..

عدت إلى المنزل لأجد والدتي قد استيقظت للتو من نومها .. وقد ارتدت ملابسها الكاملة " صباح الخير ؟؟ .. إلى أين ستتوجهين في هذا الوقت المبكر .."
كنت أنظر إلى ساعتي وهي تتناول افطارها " إلى منزل عمك خالد "
"لماذا ؟؟ هل استجد شيء ؟؟.."
" أجل .. لقد تطلقت حمده ! .. المسكينة .. على مايبدو أن زوجها غشهم فهو ليس بالمستوى المطلوب لم تتحمل المسكينة .طلاق بدون أن تتزوج بالفعل ! يبدو أن الحظ ليس في صفها على الإطلاق أولا فسخ خطوبتها بفيصل والآن انفصالها عن هذا الرجل رغم أنهم عقد قرآنهما فقط ..يجب أن أذهب لأواسيها ..رغم أنها هي من طلبت الطلاق !. "

كانت معدتي قد تقلصت بالفعل منذ سمعت هذا الخبر ..وكل عضلة في جسدي تشنجت ..تبا .. لم أستطع كبح دمعتي .. فعلا عندما تأتي الأحزان تأتي ثلاثا ..
أولها مرض مريم ..ومن ثم طردي من عملي .. والآن ..حمدة أصبحت حرة .. وبابتعادي عن فيصل .. سيكون من السهل أن تعود الروابط بينهما كما كانت .و هو كما قالت سارة ذات مرة.. غير مخلص ! وأنا مقارنة بحمدة .. لاشيء ! .. تبا .. انسحبت ببطء إلى غرفتي استلقيت على سريري .. وأغمضت عيناي ليزورني النوم الذي نسيني طوال الليلة الماضية !
استيقظت وكانت الساعة قد تخطت الخامسة مساء .. أشعر بثقل غريب في رأسي .. تحممت وارتديت ملابسي وصففت شعري ..وجلست في غرفتي لا أريد أن أفكر بشيء .. أمسكت بريموت التلفاز لأقلب بكل كآبة .. أبحث عن طيف باربرا سترايسند .. أو أودري هيبورن . ...أو على الأقل فيلم قديم لماجدة ..
لم أجد شيء .. أطفأت التلفاز وعدت إلى سريري .. استلقيت هناك دون أن أفعل شيئا .. شعرت بخمول فظيع ..طرقات الباب هي ماجعلتني أقف بكل صعوبةلأفتحه
" محمد ؟.."
دخل محمد وأغلق الباب خلفه .. قال مبتسما " لم أرك منذ أيام ..ما بك ؟؟..سأل عنك والدي أثناء الغداء .."
" كنت نائمة .. "
"سألتني سارة عنك وأخبرتني أنك لاتجيبين على الهاتف وعندما أخبرتها أنني لم أرك منذ أيام .. لاتتخيلين مقدار اللوم والعتاب الذي واجهتني به .. فشعرت بالذنب فأتيت لرؤيتك .ما أخبارك ..ولم تبدين شاحبة ؟؟"

ابتسمت .. كم أحبك يا سارة .. قلت له " لاشيء كنت نائمة وقد استقلت من العمل ..هذه آخر أخباري .. ما أخبارك أنت .."

تفاجأ محمد " تركت عملك .؟ متى ؟"

" اليوم ! "

"لن أسألك . لماذا... يسرني أنك فعلت .. فلم أحبذ فكرة عملك في تلك الأجواء الدبلوماسية والمختلطة ."

" لم أعرف أنك بهذه الرجعية "
" لست رجعيا كل ما في الأمر أني كأخ لا أحبذ أن ..أنت تفهمين .. كل رجل يجب أن ..... كل ما في الأمر أنني أخشى عليك وأغار عليك .. ومن لايغار على أهله فهو ليس برجل .. لكن وجودك بقرب عمي وفيصل جعلني أطمئن .. لكن الفكرة لم تعجبني .. "

تفاجأت من تصريح محمد ... واستغربت إن كان رأي مبارك وابراهيم وسالم نفس رأيه .. قلت له مبتسمة " ما رأيك أن تدعو شقيقتك الوحيدة التي لم تذق طعم الطعام منذ يومين إلى عشاء فخم ؟؟"

" هيا ..ارتدي ملابسك .. وسأرتدي ملابسي وأنتظرك ."

بعدما ارتديت ملابسي توجهت إلى الطابق السفلي .. وأنا في طريقي شعرت بدوخة بسيطة .. والكعب العالي والدرج الرخام لم يساعداني في المحافظة على توازني ..ووقبل أن أسقط .. أعتمت الدنيا ........




استيقظت بصعوبة .. لأجد نفسي محاطة باللون الأبيض ,,
"فاطمة .. حمدالله على سلامتك "
نظرت إلى وجهه سارة القلق كانت تجلس بقربي ..
"سارة .."
"لاتخافي .. أنت بخير هذا هو المهم .."
" ماذا حدث .."
" سقطت من أعلى السلم .. وجدك محمد فاقدة الوعي فاستدعى الإسعاف .. المهم أنك بخير .. "
بعد أن استعدت تركيزي كانت احدى قدمي مجبرة .. ورقبتي محاطة بطوق ضخم .. ورباط على رأسي .. أوه..
قالت سارة والابتسامة تعلو ثغرها " سأستدعي الطبيب ..لقد ظنوا أنك في غيبوبة لقد كنت نائمة طوال اليوم !"
اختفت سارة لدقائق وعادت .. مع الطبيب الذي انهال علي بالأسئلة ..التي أزعجتني أكثر من الصداع الذي انتابني لحظة استيقاظي ..
قال معلقا " للأسف .. الكعب العالي وأضراره "
قلت معترضة " ليس الكعب .. لقد فقدت وعيي قبل أن أسقط .. "
استغرب الطبيب لكني قلت متابعة حديثي " لكني كنت ..لم أتناول أي شيء طوال اليوم .. وعانيت بعض المصاعب في العمل .."
" التحاليل تشير إلى وجود فقر دم حاد .. ونقص في السكر .. لكن شقيقيك أخبرنا أنك سقطتي جراء انزلاقك .. الحمدالله أنك لم تدقي عنقك .. ..كسرت ساقك .. ورضوض في عنقك .. وضربة على الرأس ست غرز .. شيء جيد أن شقيقك اتصل بالإسعاف . إلا لأصيبت رقبتك إصابة بالغة جراء النقل .. ستضطرين إلى ارتداء طوق الرقبة طوال الوقت .. أنت الآن تحت المغذي ... لاحقا سنأتي لك بوجبة صحية .."

طبعا ماقاله الطبيب صدمني كثيرا .. ....والصداع عاودني مرة أخرى ..
" فاطمة ..هل أنت بخير ؟"
نظرت إلى محمد بابتسامة رغم صداعي العنيف " أنا بخير .. لكنك ستبقى مدينا لي بدعوة على العشاء !"

فكرت قليلا واكتشفت أني رددت كلمة بخير في هذا اليوم كثيرا ! .. رغم أنها لاتصف حالي أبدا!!

نظرت إلى الطبيب " متى سأخرج ؟"

قال مبتسما " هل مللت من البقاء ؟؟ لم يمر سوى ربع ساعة منذ استيقظت وأصبحت تتذمرين ؟لابأس .. سنبقيك ليومين كي نتفادى المضاعفات .. فإصابة الرأس شيء لايستهان به ..ومراقبة فقر الدم ونقص السكر .. ثم سنطلق سراحك !"
ابتسمت لهذا الطبيب الذي على مايبدو يشفق علي .. لو رآني قبل سنة لما حدثني بهذه اللهجة .. فشحوبي الآن ونحولي جعلاني أبدو كفتاة في الرابعة عشر من عمرها .. وها أنا على اعتاب التاسعة عشر .. سأبلغها خلال أربعة أشهر ..

استغربت من عدم وجود أبي أو أي من أخوتي ...أو أمي .. لا أحد .. مر اليوم وسارة ومحمد يتحدثان عن أشياء كثيرة .. كأنهما يريدان أن يشغلاني عن شيء آخر ..

" أني أشعر بصداع ..فظيع "
قال محمد متوترا " سأستدعي الطبيب "
وخرج مسرعا .. إلتفت إلى سارة " ماذا يحدث ؟؟ أين أبي أين أمي ؟؟ ..مبارك وابراهيم وسالم ؟؟ لقد مر اليوم ولم أرى أيا منهم !"

ترددت سارة ثم قالت " كانوا هنا طوال الأمس .. سيأتون لاحقا "
جاء الطبيب ليستجوبني عن الصداع لمدة عشر دقائق وانتهى بأن أعطاني مسكنا ..لم يسكن الصداع .. لكنه بطريقة ما أخرس الأفكار التي تتقاتل في مخيلتي ...
قالت سارة " الحمدالله أنها قدمك وليس رأسك .. هل ستأخذين اجازة ؟"
" لا .. "

" كيف ستذهبين إلى عملك بهذه الصورة ؟؟"

" لن أذهب .."

" لا أفهــم "

" لقد طردني عمي !"

تفاجأت سارة فقالت مواسية " لن أسألك السبب ..هل هذا سبب اكتئآبك "

" أجل ..ضمن أشياء أخرى ..."

أدرت رأسي بعيدا ,,," سأخبرك يا سارة كل شيء لاحقا...لكنني الآن لا أريد سوى أن أغمض عيني وأغرق في نوم عميق .."

وقفت سارة لتغطيني ثم تركتني وإستئذنت للعودة إلى منزلها ومقابلتي لاحقا ,,

غرقت في نوم عميق وعندما استيقظت وجدت أخي سالم وأمي يجلسان بهدوء بقرب رأسي ,,
" حمدالله على سلامتك ..يا أختي الصغيرة .."
ابتسمت لسالم ...ونظرت إلى أمي التي لمم تعد علاقتي معها جيدة منذ خروج جدتي من المنزل ...
" أمي .."
رفعت يدي لها لتأتي وثقبلني برقة وتمسك يدي والدموع تتلألأ في عينيها
" آه يا ابنتي ...الحمدالله أنك بخير ! "
ابتسمت لأمي ..لأفتح معها صفحة جديدة !

فليس لي سواها !

**********

زارتني جدتي وفرحت لزيارتها وعادت هي ووالدتي كما كانتا سابقا ..عاد الحديث بينهما والموده ,,هذا جيد ولم يكلفني سوى قدم مكسورة ورقبة مرضوضة وست غرز !لاشيء مهم لو أعرف أن الأمور ستعود طبيعية هكذا لرميت نفسي منذ زمن !
كانت ردة فعل والدي هي ما أشعرتني فعلا بالألم .. لم أكن أظن أن والدي بهذه الرقة ! كان حنونا بشكل لايوصف ..



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس