05-31-2010, 05:20 PM
|
#4 (permalink)
|
مستشار المؤسس ~
 آلحـآله ~ : | رقم العضوية : 9952 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة :
5470 يوم | أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM) | النادي المفضل : | الإقامة : | المشاركات : 8,755 [
+
] | التقييم : 40 | معدل التقييم ~ :  | زيارات الملف الشخصي : 14015 | الدولهـ | الجنس ~ | | مشـروبيُ ~ | كآكآوي ~ | قنـآتيُ ~ | MMS ~ | مدونتيُ ~  | | | لوني المفضل : Cadetblue |
|
رد: مهر بدون زواج... فزت سعاد من النوم وهيه خايفه ومذعوره ، واول ما انتبهت انها في عالم اليقظه
حطت ايدها على قلبها وقالت : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، شو فيني ، انا
حاسه انه قلبي مقبوض ... ليش ما ادري ...
وقامت سعاد من سريرها ونزلت الصاله .. واطالعت الساعه فشافتها اتشير للساعه
ثمان في الليل .. وشافت امها يالسه في الصاله فقالت الها .
سعاد : امي ما ادري شو فيني .
ام سعاد : ليش شو فيج .
سعاد : ما ادري... احس ان قلبي مقبوض ، وجسمي يرتعش .
ام سعاد : كم مره قايلتلج لا ترقدين العصر او بعد المغرب ، الارقاد في ها
الاوقات اييب الكوابيس .
سعاد : انا عارفه ها الشي ، بس ها المره غير ، قلبي مقبوض بالقوو.
ام سعاد : اتعوذي من الشيطان واقري آية الكرسي بيخوز عنج ها الوسواس .
سعاد : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، على امرج امي . وصعدت سعاد لغرفتها ، وهيه اتحاول تشغل نفسها باي شي عشان اتخفف ها الانقباض
والرعشه اللي في جسمها ...
وما كانت تدري ان سبب الانقباض كان يواجه اصعب لحظات حياته . ************************************************
************************************************
كان الموت قادم لا محاله ، وناصر قد استلم نهائيا يوم ايقن واتأكد انه ما في
فايده ابدا من أي مقاومه ، ولكن ... حدث أمر عجيب ... لانه بينما كان ناصر
واقف ينتظر حتفه ، والجندي المحتل يستعد لاطلاق نيران مدفعه .. شعر ناصر وكأن خيط من نار جاي من خلفه واتجه ها الخيط صوب الدبابه مباشره
ودمرها باللي فيها ، والتفت ناصر وراه ، وشاف المستحيل .. شاف احمد واقف على ريله وهوه شايل المدفع على كتفه ... واثر طلقة الصاروخ
بعدها في مدفعه .... وكان هالشي مستحيل ، لان احمد مصاب برصاصات كثيره في
بطنه فكيف قدر يوقف على ريله ، اضافه الى ان ايده اليمنى كانت شبه متحطمه من
كثرة الاصابات اللي فيها ، فكيف قدر ايشل مدفع قاذف ثقيل الوزن ويطلق منه
صاروخ بكل ها الدقه والاتقان ....
طالما سمع ناصر عن كرامات المجاهدين ... لكنه اول مره ايشوف ها الشي بعينه ،
في منظر لايمكن ينساه طول ما هو حي .. وماهي الاثواني وانهار احمد على الارض بعد المجهود الخرافي واللي ايفوق قدرة
أي بشري على احتماله ..حتى ان راسه اصطدم بالارض واتحرك ناصر باتجاه احمد الملقى على الارض ، ورفع راس احمد الطايح على الارض
بعد انهياره ، وقال له :
ناصر : فداك روحي يا احمد ، انته انقذتني من الموت . ابتسم احمد رغم كل الاصابات اللي فيه وقال :
احمد : لكل اجل كتاب ، محد ايموت قبل يومــه .
ناصر : بس قولي يا احمد كيف قدرت توقف وتطلق الصاروخ وانته مصاب جذيه ، هذا
الشي مستحيل !!
احمد : صدقني انا نفسي ما عارف كيف ، كان همي الوحيد اني اساعدك ساعه ما
استهدفتك الدبابه .
ناصر : احمد انته تنزف بشده ، بحاول اخبر حد من الاخوان عشان ايدورلك طبيب
الفرقه .
احمد : خلاص يا احمد انتهى كل شي .
ناصر : شو قصدك يا احمد .
احمد : (( ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها )) واذا اقترب الاجل شعر فيه
الانسان . نزلت الدموع من عيون ناصر وهوه ايقول :
ناصر : لاتقول جذيه يا احمد ، انته انشا الله بتعيش و
احمد : انا عاهدت ربي اني ما ارجع من ارض المعركه الا بمقتل كل الجنود او
اقتل في سبيله ، والحمدالله اتحققت لي الامنيتين ، قتلنا كل الجنود ، وانا
الحين في طريقي لاكون انشا الله شهيد في سبيله .
ناصر : احمد حرام عليك ، لاتعذبني بكلامك .
احمد : واتمنى من ربي يحقق لي آخر امنيه في حياتي قبل لا ارجعله .
ناصر : شو تقصد .
احمد : ناصر .. ممكن اطلب منك ها الطلب .
ناصر : اطلب عمري كله يا احمد .
احمد : افتح حقيبتي وطلع منها علبه بيضاء صغيره ، واوراق وقلم .
ناصر : انشا الله .
وقام ناصر على الفور وطلع العلبه الصغيره والاوراق والقلم وعطاها لاحمد ،
واول ما مسك احمد العلبه ، فتحها وملأ نص العلبه بالرمل ، ... ورفع ايده
المصابه واللي تنزف بشده وملأ النص الثاني من العلبه من دمه ، فاصبح الموجود
في العلبه خليط من رمل الارض ودم احمد ....
وبعد ما اغلق العلبه ، مسك القلم بايده اليمني وحاول يكتب على الورقه فما قدر
من شدة اصابته مع ان ها اليد بالذات هي اللي فجرت دبابه قبل شوي وهي مصابه
،... ولهذا حول احمد القلم على اليد الثانيه وكتب رساله قصيره فيها وطواها ثم
قال لناصر : احمد : اسمع يا ناصر ، اذا الله كتب واتحررت العراق ورديت انته البلاد
بالسلامه ، بكلفك بتوصيل ها الامانه ،.... العلبه الصغيره والرساله ..
ناصر : انشا الله بس اكيف اوصلها .
احمد : انا كتبتلك على ظهر الرساله رقم وحده اسمها سعاد ، ويوم توصل بحول
الله الى ارض الوطن اتصلها تلفون وقولها انا احملج امانه من احمد ، واذا
سالتك منو احمد قولها ... مهر بدون زواج .. وهيه بتعرفني .... والرقم الثاني
اللي بتحصله هذا رقم اهلي بالشارجه اتصلهم وخبرهم عني .
ناصر : انشا الله لا تحاتي ، انا بحاول باذن اوصل الامانه حتى لو كان ايصالها
آخر عمل اسويه في حياتي .
احمد : ووصيتي الاخيره يا ناصر ، بعد ما انتقل لجوار ربي ، ادفنوني في ارض
العراق ، الارض اللي انقبضت فيها ، عشان تشهد لي انشا الله يوم القيامه باني
دافعت عنها في سبيل ربي . ورفع احمد راسه الى السماء ، وكأنه يتوسل الى الله انه ايحققله الامل الاخير
له في حياته ... وبعدها نطق بالشهادتين .. لاله الا الله محمدا عبده
ورسوله...
وصعدت روحه الطاهره من الحياة الدنيا الى الحياة العليا ...
وانفتحت السماوات فرحا واستبشارا باستقبال شهيد جديد ...... *********************************************
*********************************************
وفي نفس اللحظه اللي اغمضت فيها عين احمد اغماضتها الاخيره ، كانت سعاد جالسه
في غرفتها ، وساعتها حست بحراره شديده في صدرها ، وحست باختناق شديد في
انفاسها ، وعلى طول فتحت البالكونه عشان تتنفس هواء طبيعي ، ووقفت برع تتطالع
السماء ناحية الجنوب ، وكانت السماء مظلمه في ليله غير مقمره ، واثناء ما
كانت مركزه على السماء ، اتخيلت او شافت فعلا عامود من نور يصعد من الارض
باتجاه السماء ، ولما شافت ها الشي حركت راسها بقوه وقالت في نفسها : انا شو
فيني اليوم ، انا اكيد مب طبيعيه ، انا قمت اهلوس واشوف اشياء غريبه ، هذا
اكيد وسواس ضاربني ... احسن شي ادورلي مصحف اقراه ... وراحت سعاد ادور مصحف تقراه ، واتذكرت انها من شهور ما فتحت المصحف ، ودورت
المصحف لفتره ليما حصلته ... وفتحت المصحف وقرت فاتحة الكتاب و صورة ياسين ،
وصورة الرحمن ... وبعدها حست بشوية راحه وخفت ضيقتها وانقباض قلبها ، وفكرت بطريقه تسلي عمرها
شويه ، فقالت احسن شي انزل تحت واشوف أي برنامج حلو موجود في التلفزيون يمكن
ارتاح اكثر . وفعلا نزلت الصاله ، وكان موجود في الصاله اخوها راشد فقالتله : راشد : راشد حبيبي ، فر القناه على محطة المستقبل لانهم ايحطون برنامج مكياج
في هالوقت ...
راشد : ولا يهمج ، بس لحظه بقوم بييب الرموت من على الطاوله وبفر القناه . كان راشد اصلا يطالع قناة الجزيره ، وقام من مكانه عشان اييب الرموت ، ولحظة
ما قام وقبل ما يفر القناة ، سمعوا مذيع الجزيره وهو يقول : خبر عاجـل مقتل ثلاث جنود للاحتلال في هجوم للمقاومه في مدينة الرمادي غربي
العاصمه العراقية المحتله بغداد ، وقد حصل مراسلنا على صور الدبابات المحترقه
في موقع الهجوم .. وظهر على شاشه القناة مشاهد للدبابات المحترقه ومكان الهجوم ...
وساعتها علق راشد على الخبر وقال :
راشد : معقوله ها الكثر دبابات مدمره ، ويموت منهم ثلاث بس ، صدق انهم جذابين
، عدد القتلى ما يقل عن 15 برايي . كانت سعاد تتطالع التلفزيون وهيه فاتحه عينها على الاخر ومتجمده في مكانها ،
حتى راشد لاحظ عليها ها الشي فقالها :
راشد : سعاد شو فيج مبطله عينج ووافقه جذيه .
سعاد : راشد ، ما ادري شو فيني ، ها المكان اللي تحترق فيه الدبابات كأني كنت
موجوده فيه قبل شوي .
راشد : انتي شو اتقولين .. كيف كنت هناك ... اممم يا سعاد احنا مرات اتمر
علينا مواقف او انشوف اماكن انحس انها مرت علينا من قبل وهذا طبيعي يستوي لكل
انسان .
سعاد : انا عارفه ها الشي ومجربتنه ، بس ها المره غير .. غير .. غير.. ، حاسه
كاني كنت موجوده قبل شوي هناك، وخصوصا في الجهه الثانيه من الشارع ، صدقني
انا قبل شوي كنت هناك ... كل تفاصيل المعركه قاعده اشوفها كاني حضرتها ..
راشد : سعاد شو فيج انتي صاحيه .
سعاد : والله ما ادري شو فيني اليوم ، كل شي فيني اليوم مب طبيعي ، اشوف
اشياء واحس باشياء غريبه ، واحس قلبي كانه بيطلع من صدري ...
راشد : قومي بوديج فوق انتي اكيد تعبانه ، انا بعطيج مهدىء وانشا الله
بتستوين زينه .
سعاد : ياريت اهدأ يا راشد ياريت .. *********************************************
*********************************************
ومرت الايام والاشهر ، وعاشت سعاد حياتها مثل ما كانت .. ضياع ولعب ولهو ..
وشباب .، ادوام الصبح في الكليه وفي الليل تسهر مع آثام الشباب .. حياتها
فساد وظلال ....
ولكن ....
في حلم كان دايما يطاردها ، وما عارفه شو تفسيره ...
حلم اتشوفه باستمرار ... يمكن ينقطع يوم او اثنيه او اسبوع او حتى شهر ..
لكنه يرجع مره ثانية .........
... وبالرغم من مرور كل ها الاشهر .. الا ان الحلم ما زال يراوها ...
كانت تحلم انها قاعده في غرفه مظلمه جدا ومعاها شخص يطالعها ويبتسم ، وكان
النور يشع من عينيه ... ومع ان ملامحه ما كانت واضحه الا انا حاسه انها
شايفتنه من قبل ... بس وين ما تدري ... حاولت تتذكر وين شايفنه .. لكن بدون
فايده .. حلم ما له تفسير ... شخص يشوفها وهوه يبتسم ووجه يشع بالنورفي حجره مظلمه مثل
ظلمة الليل ... وهيه اتحس انها اتعرفه من زمان مع ان ملامحه غير واضحه ...... واستمر الحلم معاها مده طويله ... شهور... او حتى سنين ... لكن لا تفسيـــــر
..... **********************************************
**********************************************
اليوم هو الثاني من فبراير من عام الفين وخمسه للميلاد أي بعد حوالي سنه
وسبعة شهور من استشهاد احمد ، وفي ها اليوم كانت ارض العراق قد تحررت من
الاحتلال ، وتم طرد كل قوى الاستبداد والطغيان من كل شبر من ارض العراق ..... في هذا اليوم ، وقف ناصر اما قبر احمد المدفون في مقبرة الشهداء في مدينة
الرمادي ،.... كانت الذكريات القديمه تمر سريعه في خيال ناصر ، وكانها حصلت
اليوم ، اتذكر ناصر لحظاته الاخيره مع احمد ، وبدت الدموع تسيل من عينه ....
وفي يده اليمنى كان ماسك العلبه البيضاء ... العلبه اللي فيها دم احمد
المخلوط بتراب البلد..... ورفع ناصر العلبه ووضعها على صدره ... وفتح غطاءها
وشاف الدم الاحمر اللي مازال طازج مثل ما كان قبل شهور طويله .. وهذا شي ما
يحدث ابدا الا للشهداء لان الدم يتجلط بعد خروجه بدقايق قليله فقط ... وما حس ناصر الا بيد تمسكه من كتفه ، فالتفت ناصر للخلف وشاف احد المسؤولين
العراقين وكانت عينه ما تزال تدمع ، فقال له المسئول العراقي :
المسئول : الله يرحمه ، كان فعلا مثال للانسان المؤمن المجاهد الطاهر النقي ،
نادر جدا اتحصل انسان مثله ...
ناصر : الله يرحمك يا احمد .
المسئول : آآآ على فكره يا اخ ناصر ، ترا المسئولين الكبار خصصولكم طياره
خاصه تقدرون من خلالها تحملون جثة احمد وتدفنونها في بلده .
ناصر : مشكورين على اهتمامكم ،... لكن احمد وصى قبل لايستشهد بأن يدفن في ها
الارض عشان تشهد له بانه دافع عنها يوم القيامه . .
المسئول : انا بعد كنت اتمنى ها الشي.... عشان انخبر عيالنا وعيال اعيالنا
وانروايهم قبر ها الانسان العظيم اللي ضحى بدمه وروحه في سبيل تحرير ارضهم
ووطنهم .
ناصر : هيه والله صدقت ...
المسئول : ومع هذا ، فان المسئولين عملوا حسابهم لها الامر ، وخصصوا تذاكر
سفر سنويه مجانيه على الخطوط الجويه العراقيه لكل افراد اسرة احمد ومع
الاقامه بعد .. عشان يقدرون ايزورون قبره متى ماشائوا سنويا .
ناصر : شكرا الكم ماتقصرون .
المسئول : احنا اللي علينا واجب الشكر ، لانكم جئتوا من ابعد الاماكن في سبيل
تحرير ارضنا اللي هيه ارضكم . وبعدها اتعانق المسئول مع ناصر قال المسؤول :
المسئول : سلم على كل اهلنا في الامارات الحبيبه .
ناصر : يوصل انشا الله . والتفت ناصر مره ثانيه اتجاه قبر احمد ، واقترب منه ، وقال له كلمة الوداع
الاخيره (( السلام عليك يا احمد .. وسنلتقي باذن الله عند الواحد الاحد ..
الفرد الصمد )) والقى ناصر نظرة وداع اخيره حزينه على قبر احمد ، قبل لا ينطلق عائدا من ارض
الوطن العراق الــى ارض الوطن الامارات ..... ********************************************
********************************************
كانت الساعه تشير للوحده ليلا في مدينة الشارجه .. وكانت سعاد نايمه في
فراشها ...
وفجأه ..صحت من النوم ... لكنها ما كانت خايفه او مفزوعه ...
جائها نفس الحلم القديم ، لكن بصوره مختلفه ها المره ...
كانت متعوده تحلم انها قاعده بغرفه مظلمه ومعاها شخص يبتسم ويشع ويهه بالنور
من غير ما تقدر تتعرف عليه ...
لكن ها المره الحلم غير ..
في البدايه حلمت كالعاده انها قاعده في غرفه مظلمه ومعاها هذا الشخص ، ولكن
الجديد في الحلم انه قام من مكانه ومسك ايدها وقادها واتحرك معاها باتجاه باب
الغرفه ، ولما فتح الباب دخلوا بغرفه ثانيه تشع وتتوهج بالنور عكس الحجره
الاولى ، ولما دخلوا الحجره الثانيه بكل انوارها وبريقها بانت ملامحه بشكل
اوضح بكثير من المرات السابقه...
وها المره نطق ها الشخص .. لكنه ما قال الا كلمات وها الكلمات عباره عن آيات
كريمه هيه (( إن موعدهم الصبح ، اليس الصبح بقريب ))
ولحظتها صحت سعاد من النوم ....
وقامت اتفكر .. وتفكر ... ملامح الشخص اليوم كانت واضحه ...
وابحرت سعاد في بحور ذكرياتها على امل انها اتعرف ها الشخص ..
واخيرا ... حست ان نفق عميق امتد للماضي البعيد ... لتاريخ قديم امتد لشهور
طويله او ... حوالي سنه وتسع شهور ... التقت ها الشخص بتاريخ الثاني والعشرين
من شهر خمسه لعام الفين وثلاثه .. وفي يوم الخميس ....
كانت جالسه مع ربيعتها هناء واشواق في الصاله ..
وفجأه دخل عليهم شخص من غرفه متصله في الصاله وما كان يدري انهم موجودين اصلا
... والقى السلام عليهم بعد ما نزل راسه ....
ما شافته غير مره وحده وللحظات بسيطه لكنها تتذكر شكله تماما كانها قاعده
اتشوفه الحينه .... هذا احمد اللي ما استمرت علاقتها معاه اكثر عن يوم واحد
...... واتفارقوا بعد ما عرف علاقاتها المتعدده مع الشباب .. وقاللها كلام
غريب قبل لايمشي وهوه انه بيقدملها مهر بدون زواج .... وبعدها اختفى ..
وانقطعت اخباره بالمره ..
لكن .. ليش كان ايزروها دايما في احلامها ....
ليش كانت تحلم دايما انه يجلس معاها في حجره مظلمه وكان وجهه ايشع بالنور ؟
ليش مسك ايدها في الحلم الاخير وطلعها من الغرفه المظلمه ودخلها الغرفه
المشعه بالنور ...
وليش قال هذي الايه بالذات الايه رقم 81 من صورة هود (( ان موعدهم الصبح أليس
الصبح بقريب ))
شو يقصد من ها الايه ... هل يقصد هناك موعد مع القدر في الصباح
اسئله حائره ادور في ذهن سعاد .. لكنها قالت في النهايه .. احسن شي بنام
والصباح رباح ... ومثل ما قالت الآيه .. اليس الصبح بقريب .... *********************************************
*********************************************
نامت سعاد ليلتها مطمئنه ومرتاحه ، وكانت تشعر كانها نايمه على سحابه في
السماء ، والطيور ادور حواليها ، عمرها ما حست بلذة وراحه وطمأنينه في النوم
مثل ماحستها اليوم .. .... ولكن
فعلا الصبح كان قريب .. لانها ما حست انها نامت الا ثواني بسيطه ، وقامت مع
بزورغ الصبح ... وماكانت تبى تصحى من ها النومه الهنيئه لولا ان رنين التلفون
صاحاها من النوم ....
كان الساعه حوالي سبع الصبح .. ساعة ما رن التلفون ....
وقامت سعاد من سريرها باتجاه التلفون .. ولكن لما وصلت للتلفون اكتشفت ان
التلفون مايرن ... غريبه .. هيه قاعده تسمع رنة تلفون .. والتلفون بيدها ساكت
مايرن .؟؟ واخيرا اتذكرت انها احتفظت ببطاقتها القديمه في تلفون خاص ووضعتها
في الشاحن في درج المكتب ، وظل هالوضع شهور طويله ، ومع انها غيرت عدة بطاقات
الا انها احتفظت بها البطاقه القديمه ... ليش .. ماتدري ... ليش احتفظت
بالبطاقه القديمه لين اليوم ؟ لا وخلتها بتلفون خاص مركب بشاحن كهرباء طول ها
الشهور القديمه .. تصرف ما لقتله أي تفسير ...
ولما طلعت التلفون ذو البطاقه القديمه من الدرج ردت على المكالمه ، وكان على
الطرف الثاني ناصر بعد ما رجع من العراق ، فقالتله :
سعاد : الووو
ناصر : السلام عليكم .
سعاد : وعليكم السلام .
ناصر : انتي الاخت سعاد .
سعاد : ايوه انا ، من معاي .
ناصر : انا يايبلج امانه خاصه من احمد .
سعاد : أي احمد .
ناصر : مهر بدون زواج . لما سمعت سعاد ها الكمله اهتزت مشاعرها بالكامل ، لكنها قالت :
سعاد : واحمد وينه .
ناصر : احمد استشهد في العراق قبل شهور طويله . ما تدري سعاد ليش في ها اللحظه بالذات اتذكرت مشاهد الدبابات المحترقه اللي
نقلتها القناة التلفزيونيه ، وحست بالم وحرقه في قلبها لما سمعت نبأ استشهاد
احمد .. لكنها حاولت تتماسك وقالت ..
سعاد : طيب انته ممكن تتركلي الامانه باي مكان ، وانا بعدين بسير باخذها .
ناصر : لايمكن ابدا ، لازم اسلمج الامانه يدا بيد .
سعاد : ها الكثر ها الامانه غاليــــه .
ناصر : واكثر بكثير مما تتصورين .
سعاد : خلاص ممكن نتقابل بأي مكان عام .
ناصر : انزين. ووصفتله سعاد مكان معين يتقابلون فيه ...
وبعد اقل من نصف ساعه .. اتقابلوا .. فقالتله سعاد :
سعاد : وين الامانه .
ناصر : هذي الامانه ، ها العلبه والرساله . واثناء ما كان ناصر يسلم سعاد العلبه شعر انه انتزع قلبه من بين ضلوعه وعطاها
اياه وقال :
ناصر : والله لو ما كان احمد موصي اني اعطيج الامانه ، كنت احتفظت فيها طول
عمري ..
سعاد : ها الكثر كنت اتعز احمد .
ناصر : وهو فيه مثل احمد ... لولا الله اولا واحمد ثانيا ما كنت واقف الحين
جدامج ...
سعاد : ما فهمت .
ناصر : هذي سالفه طويله ما في مجال لذكرها الحين ... المهم انا سلمتج الامانه
والحين باتصل باهل احمد وبخبرهم وبعدين برجع لديرتي العين .
سعاد : مشكور اخوي ما تقصر وسلم على اهل العين .
ناصر : يبلغ انشا الله ، فمان الله وحفظه .
سعاد : في امان الله . ورجعت سعاد للبيت ودخلت الغرفه ، وكان ترتجف من شدة الانفعال ، ومسكت العلبه
ووضعتها على الطاوله ، وانتاولت الرساله القديمه المطوايه وفتحتها وقرت فيها
............. *************** *******************
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::: بسم الله الرحيم الرحيم مع آخر لحظات عمري .. كتبت رسالتي هذه ..... ومع وجودي انشاء الله الى جوار
ربي ... ستكون بين ايديك ..... يا سعاد ..... منذ أن سمعت أذناي صوتك .... شعرت بالخير والايمان يسكنان
أعماق قلبك ..... وأحسست بالنقاء والطهاره يقبعان في جنبات كيانك .... وايقنت
ان الحكمة والفطنة أساس عقلك .... ومع هذا فقد ضللتي الطريق ..... وتوغلتي في الآثام مثل الغريق ....
وأخذتك الغفلة لبحر الذنب العميق .. ولهذا لم اجد من سبيل لهدايتك الا الدعاء لربي ....
ولم اجد من سبيل آخر الا بتقديم مهرك .......
ستجدين يا سعاد مهرك في هذه العلبه .......
وعندما تفتحينها ستجدين اغلى ما استطعت تقديمه من مهر ...
ولم اجد اغلى واثمن من تراب الارض الحره الممزوجة بدمائي التي احسبها تكون من
دماء الشهداء الابرار ...
ولكن ...... هذا المهــــر لا يعقبه زواج .... انه مهر بدون زواج .....
لاني الآن في عالم غير عالمكم .... وفي دنيا غير دنياكم ..........
أقدم لك هذا المهر الغالي لا مقابل زواج ... وانما
اقدم لك مهري مقابل هدايتك والهادي هو الله .....
اقدم لك مهري مقابل رجوعك لربك واجتناب ما يغضبه ...
اقدم لك مهري مقابل عودتك الى طريق الصلاح والرشاد.. والبعد عن ظلام الظلال
والفساد .... فهل تقبلين يا سعاد مهري .......
فهل تقبلين يا سعاد مهري .......
وصدقيني وانا اناديك من ارض الشهداء والصديقين انني لم اقدمه الا
لاني احبك .... لاني احبك ...... لاني احبك ... ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
****** ******* كانت صدى الكلمات الاخيره تترد في عمق اعماق كيان سعاد ...
ما تصورت سعاد ان احمد يحمل ها الكم الهائل من الحب والمشاعر ..
ما تصورت انه ايقدمها اغلى مهر مقابل هدايتها مع انه في عالم ثاني ...
وساعتها .....
شعرت سعاد بانفجار هائل في مشاعرها ...
كان حبه مدفون في عمق اعماق قلبها ... واليوم اكتوت بناره ...
رددت سعاد بينها وبين نفسها :...
وينك يا احمد .... وينك يا احمد ...... ليتك معاي يا احمد ... ليتني اسمع صوتك ..... ليتني اشوفك ...... ليتني المس
ايدك ............ليتني وبأيدي اغسل اريولك يا احمد ... لكن... وين اسمع صوتك .. وين اشوفك ... وين المس ايدك وانته مالك وجود الا في
خيالي واحلامي ....... لانك في عالم غير عالمنا وفي دنيا غير دنيانا ... يا ويح قلبي ما عرف الحب الا يوم راح الحبيب .... كيف ما تباني اقبل مهرك يا احمد ...... وهوه اغلى مهر ... دم شهيد وتراب
وطن....
وفــي اغلى من دم الشهيد وتراب الوطن ..... الحين عرفت سر زياراتك في منامي واحلامي ... روحك كانت اتزورني ...
كانت اتقولي انتي في عايشه في ظلمه ، وفي ضياع وغفله ..
وفي الحلم الاخير اخذت بيدي ... واخرجتني من ظلام الغرفه الاولى لنور الغرفه
الثانيه ،... يعني اخرجتني من ظلمة الضياع والغفله لنور الهدايه والايمان. ..
قبلت مهرك يا احمد ...
قبلت مهرك يا احمد ..
قبلت مهرك وان كان بدون زواج ........... ****************************
وبعد ها اليوم اصبحت سعاد مثال حي للبنت الصالحه المستقيمه وتركت كل مظاهر
الضياع والفساد والغفله القديمه ....
وبعد ما تخرجت ومع اول رواتب تاخذها ، شيدت سعاد مسجد ، سمته مسجد الشهيد
احمد ..
وبعد سنوات قليله اصبحت سعاد من اكبر الداعيات الاسلاميات في امارة الشارقه
... تدعو البنات للهدايه وتوجههم .... وتحكيلهم قصتها .... قصة مهر بدون زواج النهايه |
| |