:
- تجسدت الروح الرياضية في قمة قطبي كرة القدم الاردنية الوحدات والفيصلي بأجمل صورها وبالشكل الذي بعث في النفس السعادة والارتياح.. وشكلت الروح الرياضية التي كانت القاسم المشترك بين نجوم الفريقين وانصارهما ، الانتصار الاكبر بدوري المناصير للمحترفين بنسخته الثانية.
لقد كانت صورة الروح الرياضية زاهية بألوانها وألحانها قبل بداية القمة وتحديدا حينما تسلح جمهور الوحدات والفيصلي بالتشجيع الحضاري والمثالي.. فهتف جمهور الوحدات لحارس مرمى الفيصلي لؤي العمايرة ورد عليه جمهور الفيصلي بالمثل حينما حيا نجم فريق الوحدات عامر ذيب.. فكانت هذه اللفتة تحمل عميق المعاني التي تدلل على العلاقة الطيبة التي تربط القطبين على وجه الخصوص واندية كرة القدم الاردنية قاطبة على وجه العموم.
وكم كانت السعادة تغمرنا حينما تجسدت هذه الروح الرياضية التي طالما كنا ننشدها بين نجوم الفريقين فوجدنا باسم فتحي يقبل رأس مؤيد سليم وشاهدنا اكثر من نجم من نجوم الفريقين يتبسم في وجه الاخر بصورة معبرة دللت بان العلاقة التي تربط بين نجوم القطبين علاقة قائمة على المحبة والاخوة وعلاقة تدعو الى الاعتزاز والفخر وهو ما ساهم في خروج القمة بالصورة المنشودة والمأمولة.
الوحدات والفيصلي.. او الزعيم والمارد كما يحلو لعشاقهما تسميتهما ، هما نكهة خاصة لكرة القدم الاردنية ، وهما اللذان يعدان خير رافد لصفوف المنتخب الوطني عبر لاعبين تميزوا وثابروا لاثبات ذاتهم.. فكانت (العشرة والملح) التي جمعتهما في صفوف المنتخب الوطني تمتد لعلاقتهما في صفوف انديتهما ، وبهذه العلاقة الوطيدة كانت قمة القطبين تنتهي مثلما بدأت.. المحبة عنوانها من البداية الى النهاية.
نجوم القطبين الذين ادركوا بان الروح الرياضية اهم من حسابات الفوز والخسارة ، استحقوا الاشادة على عطائهم واجتهادهم واستحقوا التقدير على اخلاقهم في التعامل والتصرف وهي عناوين كانت تنعكس بمضمونها على العلاقة بين جمهور الناديين اللذان التزما بالتشجيع المثالي وبتبادل عبارات الغزل والمحبة لنجوم الفريقين.. لتحقق بالتالي كرة القدم الاردنية مكسبا جديدا يضاف الى الانجازات التي حققتها في الفترة الماضية.
لقد احسن اتحاد كرة القدم صنعا حينما دعا الى عقد اجتماع تنسيقي بين كافة الاطراف ، فكان لقوات الدرك وللمشرفين على ستاد الامير محمد بمدينة الزرقاء وبتعاون كافة الاطراق مجتمعة دور في الخروج بقمة.. كانت قمة بالروح الرياضية.. بل كانت قمة عامرة بالمشاهد السارة ، كما ان المتتبع للمواقع الالكترونية شاهد بأم عينه كيف كان الوحداتي يشيد بالعطاء الذي قدمه نجوم الفيصلي في القمة والعكس كان صحيحا.
ووفقا لما تقدم ، فاننا نتفق بان قمة القطبين وبصرف النظر عن مستواها الفني الذي لم يلب الطموح نظرا لاهمية المواجهة ، كانت قمة تاريخية ومشهودة وغير مسبوقة حيث كانت الروح الرياضية الرابح الاكبر وبمثابة باقة ورد التي تعبق بعطر المحبة فوق طاولة القمة ، سواء بين جماهير الناديين او بين نجوم الفريقين.
نفتخر بهذه الصورة الزاهية التي تؤكد عمق العلاقة بين ابناء الشعب الواحد في وطن ابي الحسين ، حيث تجسدت مقولة (كلنا الاردن) قولا وفعلا ، انها صورة .. اطارها كان محبة.. ومضمونها كان اخوة.. كانت صورة زاهية الالوان تشع لمعانا وبريقا في ستاد الامير محمد بميدنة الزرقاء.. صورة تستحق ان نضعها على طاولة انجازات كرة القدم الاردنية حتى يصبح مشهد الفرح والانجاز مكتملا.. فشكرا ايها الوحدات والفيصلي.. والتحية الخالصة لقوات الدرك على الجهود الجبارة التي بذلوها لتكون القمة.. قمة بالروح الرياضية .