الموضوع: قصة قصيرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2015, 10:10 AM   #1 (permalink)
زيزي البياتي
عضو/هـ توـۃ مسجل ~

 
الصورة الرمزية زيزي البياتي

 آلحـآله ~ : زيزي البياتي غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 14002
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 فترة الأقامة : 3414 يوم
 أخر زيارة : 01-08-2015 (10:21 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8 [ + ]
 التقييم :  10
  معدل التقييم ~ : زيزي البياتي is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 1226

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي قصة قصيرة




حكاية (رهف)


أنا عندي جارة واحدة هي (أميمة).. وهي من النوع البارد اللا مبالي

الذي إن أخبرته أن برج التجارة سقط أو القيامة

قامت لما طرف له جفن، ودون ذلك، أنا أحبها فعلاً.


ونظرًا للظروف التي أمر بها أجد نفسي مضطرة للجوء إليها،

فزوجي يعمل بالليل، وقد أوصاني الليلة قبل أن يخرج أن أغلق

الباب بالمفتاح ولا أفتح لأحد، مكررًا تشبيهه الذي حفظته:

تذكري أن الذئب حين طرق على باب العنزات قال:


رددت معه: "أنا أمكم يا أولاد!" قلت له: لا تخف،

لن أفتح لأحد. استدركت باسمة: بديهي يا عزيزي واطسون


كنت أحاول أن أخفي قلقي عنه، فلم يكن بيده أن عمله مسائي..

وقفت أمام الباب أودعه إذ يركب سيارته ويغادر، ثم عدت إلى الداخل

وكدت أغلق الباب حين ظهرت قطة سوداء تموء ذلك المواء الضعيف

الذي يقطّع القلب وكادت تدلف من فرجة الباب لكني دفعتها بساقي

برفق أمنعها من الدخول، وأغلقت الباب:

فمن المعروف أن القطط شياطين متجسدة.


أعددت لنفسي فنجانًا من القهوة الساخنة وجلست

أتصل بجارتي (أميمة). وإذ أرفع السمّاعة دوت الطرقات على الباب.

نظرت إلى الساعة: كانت السابعة مساءً. تهيبت: من قد يأتي في هذا

الوقت من الليل؟


أطرقت السمع من خلف الباب وتساءلت: من؟


جاءني الصوت الملول واثق النبرات: ’زبالة‘ يا مدام


دخل الشك قلبي، فنحن لم نتعامل مع جامع قمامة منذ انتقلنا إلى هنا.

لم افكر مرتين: شكرًا ليس عندنا


وأصخيت لوقع الأقدام إذ تغادر. وأسرعت أتصل بـ (أميمة):


- الحقيني يا (أميمة)! لقد جاءني رجل يقول أنه جامع القمامة،

وقد خشيت أن أفتح له، فهذه أول مرة أتعامل معه

- معقول لم تتعاملي مع جامع قمامة؟! وكيف تتخلصين من قمامتك إذًا؟

- يأخذها زوجي في سيارته وينقلها إلى المقلب العملاق في الشارع الرئيسي

- هذه الوسوسة مُبالغ فيها يا (رهف)، حاولي أن تتخلي عنها

- لا أستطيع، أنا خائفة جدًا، أخشى أن يعود هذا الرجـ...


سقطت السماعة من يدي وانتفضت إذ سمعت طرقات الباب من جديد،

أمسكت بالسمّاعة وقلت لـ (رهف):

- يطرق من جديد

- امنحيه القمامة بشكل طبيعي

- لا أستطيع

- إذًا تجاهليه وكفى.


حاولت أن أفعل لكنه كان يطرق بإصرار،

وبإيقاع أسرع وأعلى في كل مرة.. في هذه اللحظة زارتني كوابيسي كلها،

وتجسدت امامي مشاهد فيلم (Strangers)

والنهاية البشعة التي انتهى إليها الأبطال.. رددت من خلف الباب:


- أخبرتك أنه ليس لدينا قمامة


لكن جاءني صوت آخر واهن متقطع النبرات: اعطيني شيئًا لله...

أنا لم آكل منذ يومين


هو متسول إذًا.. قلت بعصبية وحزم:

- آسفة، زوجي ليس هنا


ثم شعرت بوخز الضمير

- لحظة يا حاج!


ذهبت إلى الداخل أحضرت بعض النقود، وعدت..


بالتأكيد لن أفتح، فقط مررتها من تحت عقب الباب...

وأصغيت لوقع أقدامه إذ يمضي. ثم أمسكت بالسماعة وعدت أحدث (أميمة).



 

رد مع اقتباس