09-11-2012, 01:40 PM
|
#13 (permalink)
|
مستشار المؤسس ~
 آلحـآله ~ : | رقم العضوية : 9952 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة :
5471 يوم | أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM) | النادي المفضل : | الإقامة : | المشاركات : 8,755 [
+
] | التقييم : 40 | معدل التقييم ~ :  | زيارات الملف الشخصي : 14018 | الدولهـ | الجنس ~ | | مشـروبيُ ~ | كآكآوي ~ | قنـآتيُ ~ | MMS ~ | مدونتيُ ~  | | | لوني المفضل : Cadetblue |
|
رد: "بين الأمس واليوم"... للكاتبة انفاس قطر بعد صلاة المغرب في سيارة كسّاب التي تطوف شوارع الدوحة دون هدف "كسّاب ولا عليك أمر.. اصفط عند أول محل سفريات بتلاقيه" كسّاب باستغراب: ليه محل سفريات؟؟ علي بهدوء: بأحجز على أول طيارة طالعة الليلة من الدوحة.. بأرجع لشغلي.. كسّاب باستفسار: واشدراك انك بتلاقي لك حجز على جنيف الليلة وبذا السرعة؟؟ علي بذات الهدوء: لو مالقيت لجنيف طلعت للنمسا وإلا ألمانيا وإلا إيطاليا ومنها بالقطار لجنيف.. معي تأشيرة شنغن لكل دول الاتحاد الأوربي كسّاب بتساؤل لم يقصد منه شيء فعلا: وليش مهوب لفرنسا.. جنيف على حدود فرنسا على طول .. انتفض علي بخفة: فرنسا لا.. ما أبي أروح لفرنسا حينها انتفض كسّاب بغضب: يعني هربان؟؟ لمتى ذا الهروب يا علي.. لمتى؟؟ متى بتقعد وتواجه علي بذات هدوءه الساكن: إذا أنا هربت برا ديرتي.. فأنت هربت وأنت فيها لا تقعد تفلسف علي يا كسّاب لأني الليلة آخر واحد محتاج فلسفة.. أنا بس أبي أختلي بنفسي انتهى عشاء للرجال في مجلس فاضل بن عبدالرحمن.. غادر الجميع.. حتى أبو عبدالرحمن نفسه استاذن وترك الشباب ليسهروا بعيدا عن أعين ورقابة "الشيّاب" بقي فقط عبدالرحمن ومُهاب وتميم.. تميم يريد المغادرة.. ولكن لأنه هو من أقل مُهاب بسيارته لا يستطيع أن يتركه بدأ يشعر بالملل وبمرارة غريبة والشابين الأكبر منه ينخرطان في حديثهما الخاص والصاخب ليتناسيا وجوده ورغم ضيقه من ذلك إلا أنه في احيان كثيرة يتمنى ان يتناسيا وجوده كليا.. فتلك الإشارات التي تشبه الصدقات التي يمنون بها عليه من وقت لآخر تؤذيه أكثر مما تسعده يشيرون له يسألونه عن رأيه في مباراة المنتخب بالأمس.. أو ربما حدث سياسي اليوم.. فيشير لهما إشارة مجاملة قصيرة ردا على مجاملتهم ثم يعود غارقا في الصمت الساكن بعيد عن ضجيج كلماتهم تناول هاتفه المحمول ليلتهي به.. وحتى لا يشعرهم بملله المستحكم.. حينها التفت عبدالرحمن لمهاب وهمس بمرح: يالله قوم توكلوا لبيتكم مهاب بابتسامة: أفا... هذي طردة أنت ووجهك؟!! عبدالرحمن بابتسامة مشابهة: تميم شكله زهق وحن حابسينه معنا.. ثم أردف (بعيارة): وبعدين تميم هو اللي ولد خالي.. وإلا أنت حيا الله أخ ولد خالي مهاب يضحك: لا يا مسود الوجه ذي أخرتها.. صدق مافيك خير ثم أردف بمرح: تلاقي ولد خالك مستعجل يبي يروح لوضحى يصب علومه عندها.. ماحد يفهم له مثلها.. واليوم مابعد عطاها علومه حينها همس عبدالرحمن بدفء مَرح: لا يكون بكرة أخيك كل شوي ناط عند مرتي ومزعجنا تنحنح مُهاب بحرج وقفز لموضوع آخر ولكن في ذات الاتجاه: أنت عارف إن تميم يبي يتزوج بس الوالدة مهيب راضية الله يهداها لم يفت ذكاء عبدالرحمن قفزة مُهاب الذكية لموضوع آخر.. لكنه قرر أن يتجاوز هذه المرة وحاول أن يهمس بطبيعية: وتميم يعني يعرف وحدة معينة في نفس حالته عشان كذا مصمم عليها قطب مُهاب جبينه: وين يعرف الله يهداك... هو مقرر يسأل أو يستعين بخطابة لو وافقت أمي.. عبدالرحمن باستغراب: خطّابة؟؟؟ ابتسم مهاب: إيه خطّابة... ثم أردف بسخرية: ليه يعني أنت تعرف حد عندهم بنت نفس حالة تميم.. وفي نفس الوقت تناسبه؟!! صمت عبدالرحمن لدقيقة كأنه يفكر ..ثم همس بعمق: من حيث أني أعرف... فأنا أعرف بيت زايد آل كسّاب وقت متأخر من ذات الليلة يدخل كسّاب إلى البيت وهو ينتزع غترته عن رأسه ويلقيها على أقرب مقعد بتعب يعبر الصالة الواسعة ليتجه للأعلى.. كان مرهقا بالفعل ومستنزفا نفسيا وجسديا لذا لم ينتبه للجالس الذي عبر من أمامه تماما "صحيح إني قصير.. بس مهوب لدرجة إنك ما تشوفني" استوقفه الصوت الحازم الذي لم يخلُ من رنة غضب تنهد كسّاب بعمق.. فأخر شيء تمنى أن ينهي به هذه الليلة المريعة هو والده تراجع وهو يهمس باحترام: مساك الله بالخير يبه زايد بغضب: ماعاد هو بمسا قده صبح يالشيخ تنهد كساب وهو يحاول أن يجيب بتهذيب: يبه الله يهداك من متى تحاسبني على التأخير.. زايد بذات الغضب: ليه كبرت على المحاسبة.. وأخيك الثاني وينه؟؟ مهوب معك؟؟ ليش تأخر هو بعد؟؟ كساب تنهد للمرة الألف: اللي أخرني هو علي.. لأني وديته المطار.. وطيارته توها طارت.. زايد بجزع لم يستطع اخفاءه: وين راح؟؟ كساب بنبرة لا تخلو من سخرية مبطنة موجوعة: رجع لشغله.. وشو له يقعد!! زايد بصدمة غاضبة متوجعة: وبدون حتى مايقول لي ولا يسلم علي؟؟ كساب بذات النبرة الساخرة الموجوعة: يبه أنت مشغول اليوم في ملكة خليفة اللي بديته على ولدك.. زايد بنبرة حازمة: اقصر الحكي يا ولد وتلايط كسّاب بغضب: لا ماني بقاصره..يعني حتى الحكي نغص به وما نحكي.. هذه المرة من رد بسخرية هو زايد: ومن متى وأنت تحب تأخذ وتعطي معي.. يوم تشوفني تركبك السكون كسّاب يتجاهل تعريض والده لينظر له بنظرة مباشرة ويهمس بنبرة ذات مغزى: يبه.. علي يوم بغى جميلة.. بغاها لأنها تربت في بيته وقدام عينه ولأنها بنت خالتي اللي مثل أمنا لأن جميلة في وضعها الحالي تعتبر كارثة على أي زوج.. عــــدا.......... لو تموت ويورثها فانت إسأل نفسك وش اللي يخلي خليفة هذا يتزوجها؟؟ فكّر في ذا السؤال زين... ومثل ماكان ذنب علي في رقبتك.. ترا ذنب جميلة وأي شي بيصير لها في رقبتك بعد ألقى كسّاب بعبارته المسمومة وانسحب صاعدا تاركا زايد يزأر كأسد مجروح بعد أن أثارت كلمات كسّاب مخاوفه التي تخنق روحه: صدق إنك تربية منصور.. لسانك سم مثله ما تعرفون تقولون كلمة خير كساب يهمس بهدوء ملغوم وهو يصعد: ماحد رباني غيرك طال عمرك عاود زايد الجلوس لينتزع غترته ويلقيها جواره بغيظ وقهر يمرر أصابعه عبر خصلات شعره بإرهاق كل المشاعر الكثيفة التي تثور في أعماقه كالبراكين انزاحت أمام شعور مرّ بالوحشة كم هو مشتاق لهذا الفتى الذي غادر دون أن يزرعه في أحضانه ليخزن في روحه بعضا من عبق رائحته علها تصبره على البعد كيف يذهب ويكون آخر ما رآه منه ظهره يخرج مقهورا مثقلا بالأسى ويجد زايد نفسه ممزقا بين رغبته في اللحاق به وبقاءه مع أحمد وأبنائه للتناقش في التفاصيل كانت الأولى هي الرغبة والثانية هي الواجب لينتصر الواجب على الرغبات ويبقى هو ممزق الروح معلقا بين خوفه وحزنه.. خوفه على جميلة وعلي.. وحزنه عليهما!!! مهاب يدخل إلى غرفته بعد أن عاد من سهرته مع عبدالرحمن التي طالت طويلا بعد أن سمح لتميم أن يعود للبيت لوحده على أن يوصله عبدالرحمن بعد ذلك لا ينتبه لضيف لطيف يقبع على سريره.. لأنه خلع ملابسه وتوجه للحمام مباشرة ليتوضأ ويصلي قيامه أولا حين توجه لسريره ليتمدد.. وجد وردة جورية بيضاء تتمدد على مخدته وتحتها بطاقة بيضاء ابتسم وهو شبه متأكد من صاحبة البطاقة.. تناول البطاقة "والله العظيم إني ما اشتكيت منك لجدي وإني ركبت نفسي الغلط بعد ووالله مهوب هاين علي اللي صار لك مع جدي بس تدري.. أنت تستاهل.. يعني تعتذر لوضحى وما تعتذر لي.. أظني إني انضربت مثل ماهي انضربت وإلا هي أختك وأنا لا ؟! " اتسعت ابتسامة مُهاب.. يعلم أن هذه طريقتها في الاعتذار ولطالما وجدت طرقا أكثر غرابة .. المهم ألا تعتذر بنفسها.. أو حتى تقترب من مفهوم الاعتذار مازالت ابتسامته مرتسمة وهو يتناول هاتفه ويرسل لها " آسفين طال عمرش حقش علينا أي أوامر ثانية ياصاحبة السمو؟؟" مستشفى حمد الوقت بعد منتصف الليل وقبل صلاة الفجر "بس خالتي فديتش.. ذبحتي روحش بكا.. عيونش ورمت" همس مزون الحنون المختلط بعبراتها المكتومة وهي تمسح على كتف خالتها التي لم تتوقف عن البكاء منذ عقد قران جميلة عفراء تهمس بصوتها الذي تغير من كثرة النحيب: بأموت يامزون.. بأموت.. أشلون أخليها تروح بروحها.. أشلون؟؟ حاسة روحي بتطلع من مكانها مزون بعتب رقيق: بعد أنتي ياخالتي سكرتيها من كل صوب.. خليفة الحين عبارت ولدش.. وش فيها لو رحتي معه؟!! رفعت عفراء عينيها المحمرتين لتنظر لمزون بحدة: لا مهوب ولدي.. ولدي اللي كسروا بخاطره وخلوه يهج من الدوحة مجروح وحزين.. ابتلعت مزون عبرتها التي وقفت في حلقها وماحصل لعلي يعود لذاكرتها بعنف يائس.. ولكنها حاولت تجاوز كل هذا وهمست بثبات: علي رجّال.. وبيعدي ذا كله.. لكن جميلة محتاجتش ياخالتي.. لا تخلينها.. عفراء بحزن مرير: يمكن أحسن لها تروح من غيري.. ويمكن هذي خيرة ربي لها اللي خلاها تاخذ خليفة... عشان أهون وما أروح معهم.. مزون باستغراب عميق: أشلون تقولين كذا يا خالتي؟؟ عفراء همست بمرارة شعرت بها تمزق حنجرتها: الدكتورة كثير كانت تعاتبني إني السبب في تدهور حالة جميلة.. وإني بدلالي لها خربتها وما أرضى يشدون عليها في العلاج وأصلا الدكتورة أساسا كانت تقول لي أنتي لا تروحين معها.. بس طبعا أنا رفضت.. وكان مستحيل أخليها بس يوم صار اللي صار... خلاص هذي خيرة رب العالمين... وأنا مالي إلا الصبر والدعاء لوجه الكريم |
| |