عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 01:30 PM   #10 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5103 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13847
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: "بين الأمس واليوم"... للكاتبة انفاس قطر



مستشفى حمد


بعد صلاة الظهر


موعد اللقاء المنتظر



ها هو خليفة على وشك الوصول.. لا أحد يعلم ماذا سيقول


أو ماهو مخططه من كل هذا


ومنذ غادر زايد عفراء بعد أن ألقى لها بالخبر.. وهي عاجزة عن التنفس.. عاجزة عن التفكير



" أي مصيبة جلبتها لي بازايد؟!!


أي مصيبة؟!!


هذا ما كان ينقصني تماما لتكتمل المأساة


ألا يكفيني مرض صغيرتي


لياتيني بخاطب جديد لها؟!!


كيف أخبرها الآن؟؟ وبأي طريقة أخبرها؟!!"



"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوتها الضعيف المبحوح



عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش



جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:


وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟



عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:


إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق



جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟



عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش



سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه



كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا



بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..


بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:



مساج الله بالخير يابنت العم!!
الجزء السادس






"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوت جميلة الضعيف المبحوح




عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش



جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:


وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟



عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:


إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق



جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟



عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش



سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه



كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا



بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..


بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:



مساج الله بالخير يابنت العم!!




تمنى زايد في أعماقه وبكل العنف ألا تجيبه.. وترفض الرد عليه


فصورة علي يخرج منسحبا ثائرا مكسور النفس.. تعذب خيال زايد المثقل بالإحساس بالذنب والضيق


ولكن أمنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يسمع الصوت الخجول الضعيف الذي بالكاد يُسمع:


هــلا




جميلة ذاتها استغربت كيف ردت عليه


شاب غريب لا تعرفه


والموقف كله غريب


ولكن نبرته الواثقة.. صوته الدافئ الحنون جعلها تشعر برغبة عميقة في البكاء


وذكرى عظيمة صنعها لها زايد تقفز لخيالها




لطالما أجلسها زايد في حضنه ليحكي لها عن والدها بحماس وانبهار


رسم لها صورة خيالية لرجل فريد من نوعه.. أشبه ما يكون بأسطورة


ترعرعت وهي تؤمن أن والدها هو هكذا..


أسطورة لا تتكرر


وهاهو بعض رائحة الأسطورة وحامل اسمه يأتيها اليوم.. بل حامل الجينات نفسها


جينات خليفة.. والدها.. أسطورتها


أفلا ترد عليه على الأقل؟!!




خليفة بذات نبرته الواثقة: مساج الله بالخير خالتي أم جميلة



عفراء حاولت أن ترد بطبيعية رغم إحساس الضيق الذي يخنقها:


هلا خليفة


أشلونك؟؟ واشلون إبيك وإخوانك؟؟



خليفة بهدوء حازم: طيبين ياخالة


ثم أردف بذات الهدوء الحازم: جميلة سمعيني عدل


أدري إنج تعبانة وايد وبتسافرين للعلاج


عمي أبو كسّاب وعياله ما قصروا طول هالسنين


وترا اهم الداخلين وأنا الطالع


بس ما تظنين يا بنت عمي إنه الطيور تحن لأعشاشها


أنا أبيج يا بنت عمي


ما بقى لنا من ريحة عمي خليفة إلا أنتي


تبين أنتي بعد تروحين عنا ؟!!


ما تبين ذكر عمي خليفة يقعد في هله وجماعته؟!!




"عرف هذا الخليفة من أين تؤكل الكتف.. عرف من أين يأتي لها


وأنا السبب.. دائما أنا السبب"


هذا ما كان يدور في بال زايد المصعوق الموجوع


خليفة... دائما كان المفتاح خليفة!!


ولكن من أين أتى هذا الشاب بهذا المفتاح؟!!



"وهل كان لديه غيره يازايد؟؟


أنت من أعطيته المفتاح


فإلى أين سيقوده المفتاح؟!!


وأي أبواب مغلقة سيفتحها به؟!!


جميلة يا بنيتي لا تخذلي علي كما خذلته


أنتي لم تعرفي خليفة كما عرفته


خليفة هو مجرد ذكرى لكِ.. ولكنه لي كان حياة وروح


لا تخذلي علي


لا تخذليه


إلا علي ياجميلة


إلا علي !! "




خليفة كان يتكلم.. ووجه جميلة الشاحب يزداد شحوبا.. بينما كان وجه عفراء قد امتقع تماما:


يا بنت عمي.. وربي اللي خلقني


إني أحطج في عيوني الثنتين


لا تحاتين شيء وأنتي معي


أنا أبوج اللي ما عرفتيه


وأخوج اللي ما يابته أمج..



كان يتكلم بثقة حنونة مختلفة مشتعلة بدفء غريب.. بعثت الرعشة في أوصال جميلة اليابسة..


هل هذا القلب يرتجف ودقاته تتعالى؟!!



"شتقولين يا بنت عمي؟؟


موافقة علي؟؟"



كان زايد على وشك التكلم.. لولا الكلمة الحادة السريعة المفاجئة التي صعقته حتى نخاع النخاع:



"مــوافــقـــة"



عفراء تهاوت على المقعد منهارة بينما سارع زايد ليهمس بحزم يخفي خلفه جزعا بات يخنقه:


يا بنتي ترا الخيار في يدش


وترا الشباب كلهم متقدمين لش


تبين علي وإلا خليفة؟؟



الصوت المبحوح نفسه يهمس: " أبي خليفة"



ليسود وجه زايد وتتسع إبتسامة الانتصار على وجه خليفة


الذي ما خطر بباله إطلاقا أن جميلة قد توافق عليه


كل ما أرده من هذه الحركة أن يُصعب الموقف قليلا على زايد وابنه


يفعل كما يفعلون حينما يحلو لهم التحكم في المصائر


وحتى لا يبدو غير جاد وهو يقف في وجه ابن زايد في موقف مصيري


كان لابد أن يتقن دوره.. ويتحدث كما يتوجب عليه في مثل هذا الموقف


ولكن لم يتوقع حتى لثانية واحدة أنها قد توافق عليه وهي لا تعرفه


مهما كان كلامه مؤثرا وصوته حنونا..


توافق!!


تـــوافـــق؟؟؟!!



"ماذا؟؟


هل وافقت عليّ أنا فعلا؟!!"




حينها ذهبت السكرة.. وحلت الفكرة!!








قبل سنتين




بيت عفراء





صوت كسّاب الغاضب يتعالى : أنا أبي أعرف بنتش هذي وش طينتها؟؟ ما تستحي على وجهها؟!!



عفراء بجزع: بنتي؟؟ ليه وش هي مسوية؟؟



كسّاب بذات نبرة الغضب المخيفة: فشلتني.. فشلتني.. خلتني في نص هدومي



تغيرت نبرة عفراء من الجزع للرعب وهي تمسك بجيب كسّاب: بنتي وش سوت؟؟



كسّاب بذات الغضب: الشيخة أمس متغدية في كوفي هي وصديقاتها ثنتين


متغدين بـ2500 ريال


نعنبو بنتش البطة ذي كلت المحل كله...


تدرين خالتي.. الفلوس والله العظيم ماهمتني وأنتي عارفة ذا الشيء زين..


والله ثم والله لو أنها شارية لها طقم ألماس بـ200 ألف ومرسلين لي فاتورته كان أهون علي من الإحراج اللي صار لي



كانت عفراء تريد أن تقاطعه لتتكلم ولكنه لم يسمح لها وكلماته تتدافع كسيل غاضب كاسح:


تخيلي راعي المحل يتصل لي ويقول لي ترا حساب غدا بنت خالتك وصديقاتها هدية من المحل


أقول له هي عازمة قروب صديقات.. يقول لي: لا بس ثنتين


ول عليها وش ذا الكرش اللي عندها؟؟ وأكيد صديقاتها مثلها


يعني يوم الشيخة مسوية روحها شيخة وعازمة البطات وما معها فلوس


كان كلمتني وجيت ودفعت.. مهوب تقول لراعي المحل إنها بنت خالتي كنها طرطارة تبيه يتصدق عليهم بثمن غداهم


ثم أنفجر بغضب أكبر وكأن بداخله مستويات من الغضب لا تنتهي:


وبعدين تعالي.. أنتي أشلون مخليتها تطلع مجمع وأنتي منتي بمعها.. أشلون؟؟


جزاها اللي بيحبسها سنة مايخليها تطلع مكان



كان مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بدوي هائل لشيء قُذف من الأعلى ليتحطم على مقربة منهم


كانت سلة ضخمة من الشوكولاته


ثم تلاها خمس ورقات كل ورقة من فئة الـ500 ريال


رفع رأسه ليرى جميلة تغطي وجهها بجلالها وتقف على حاجز الطابق العلوي المطل على الصالة السفلية وهي تصرخ: هاك أغراضك ياحيوان


الله الغني عنك.. لولا خوفي من زعل عمي زايد


وإلا والله ماعاد نقعد عندكم دقيقة


ترا أبي يوم مات.. خلا لنا خير ربي.. ماخلانا في حاجة لكلاب الشوارع اللي تعوي مثلك



كان كسّاب الذي أحمر وجهه غضبا ناريا على وشك الاندفاع للأعلى ليسحبها سحبا على الدرج


لولا أنها هربت لتغلق على نفسها باب غرفتها في الوقت الذي تمسكت به عفراء وهي ترجوه بحرارة: تكفى يأمك.. عشان خاطري أنا


لا تزعل منها.. هذي بزر.. وأنت قهرتها بزود



كسّاب كانت خلاياه كلها تنتفض غضبا: هديني يا خالتي..


يعني عاجبش سواتها.. مع شينها قوات عينها بعد



عفراء مازالت تتمسك به بكل قوتها.. لأنها تعلم أنها ما أن تفلته قد يركض لابنتها ليكسر بابها عليها.. فكسّاب حين يحتد غضبه لا يفكر مطلقا


همست عفراء برجاء أشد حرارة: خلني أنا أشرح لك


يأمك ترا الثنتين اللي مع جميلة أنا وأختك مزون



حينها تصلب جسد كسّاب بعنف وخالته تكمل حديثها: وترا غدانا كله كان بـ250 يمه..


بس أنا اشتريت لك من نفس الكوفي سلة الشوكلاته ذي


قصدي اللي بقي منها..


واشتريت سلة فخمة عشان تحطها في مكتبك الجديد لضيوفك اللي بيجون يباركون لك


عطيت بطاقتي لجميلة عشان تدفع وأنا ومزون رحنا للحمام


هي نست رقم البطاقة.. وانحرجت.. وهي تتكلم مع البنت اللي على الكاشير جاء صاحب المحل..


ارتبكت أكثر وصارت تقلب في شنطتها تدور فلوس


فطاحت من شنطتها بطاقتك اللي فيها كل أرقامك اللي أنت معطينا إياها..


فصاحب المحل شاف الاسم وسأل: وش يقرب لك كسّاب آل كسّاب؟؟


فهي قالت ولد خالتي.. فحلف ما تدفع شيء..


فانا جيت وأصريت أدفع وما رضى..


والمشكلة إني قبل ما نروح الحمام ناديت السواقة عشان تأخذ السلة توديها السيارة


أو كان رجعناها..


وللعلم إحنا كنا مجهزين الفلوس في ظرف بنخلي السواقة توديها الحين.. بس أنت جيت الله يهداك هداد علينا






بعد ذلك بقليل




عفراء تصعد لابنتها.. تطرق الباب الموصد عليها


همسها الخائف الباكي: من؟؟



عفراء بحنان: أنا يا جميلة.. كسّاب راح خلاص



فتحت الباب وهي تشهق: بيذبحني يمه.. بيذبحني..



عفراء تمسح شعرها بحنان: ترا كسّاب يعتذر منش ياقلبي.. ويقول العصر بيجيب لش هدية ماجا لبنت في الدوحة مثلها رضاوة لش



حينها ارتفعت شهقاتها: ماأبي منه شيء ما أبي شيء.. قولي له لا يجيب شيء


عقب اللي هو سواه كله يبي يجيب لي هدية..


ما أبي منه شيء.. ما أبي منه شيء..



عفراء تحتضنها بحنو: خلاص يأمش.. خلاص.. لا تزعلين



جميلة تبكي: إلا بأزعل وبأزعل..


والله العظيم لو إنها مزون اللي صاير معها نفس الموقف.. حتى لو كان زعلان عليها وما يكلمها


إنه ما يسوي لها ذا السالفة كلها..


إيه بنت بطن و بنت ظهر



عفراء تهدهدها بحنان مصفى: يامش ياجميلة.. عيب ذا الكلام..


كساب شايفش أخته الصغيرة وهذا من خوفه عليش



جميلة ترفع رأسها وتهمس بغضب بصوتها المبحوح: لا والله خايف علي؟!!


قصدش خايف على برستيجه قدام الناس..


وإلا أنا بالطقاق..



عفراء صمتت وهي تحتضنها وتمسح على شعرها..


لأنها تعلم أنها إن بقيت تحاورها وهي في حالة الغضب هذه فهي لن تقتنع مطلقا مع عناد المراهقين المتزايد لديها


وخصوصا مع تحسسها الغريب والمضاعف من وجودهم في بيت زوج خالتها..


فهي مع اضطرارها أن تغطي وجهها عن زايد الذي كانت تشعر به كأب فعلي لها..


وإحساسها بالغربة يتزايد ويتزايد حتى خنقها


فمهما كانت تشعر به كأب.. فهو لم ولن يكون والدها يوما..


فوالدها الذي لا مثيل له بين الرجال رحل... رحل


رحــــــــــــــل!!


وحتى زايد ماعادت تستطيع تقبيل رأسه أو دفن وجهها في كتفه لتشتم عبق رائحة دهن العود الدافئ التي طالما عشقتها فيه


لتمثل لها رائحة الأب الوحيد الذي عرفته..


حتى هذا الأب المبتور.. استكثر نفسه عليها!!


أ كلهم لابد أن يرحلوا ويتركوها؟!!




كانت الأفكار المتناقضة تتنازع روح جميلة المراهقة..وهي تستكين لصدر والدتها


لتهمس بخفوت ووجهها مختبئ في صدر أمها:


يمه أبيش توديني بكرة للدكتورة عائشة صقر تسوي لي برنامج ريجيم



عفراء بدهشة عميقة: ما يحتاج يمه ريجيم.. جسمش حلو ويجنن



جميلة بغضب طفولي: إلا أحتاج.. أنا دبة..دبة.. دبة



هل أردتِ أيتها الصغيرة شيئا تدفنين فيه فوضى التفكير؟!!


تشغلين نفسك فيه؟!!


أم أن هناك شيئا آخر؟!!!









قبل أكثر من سنة




"بسش وقفي ذا الرجيم والرياضة... جننتيني.. خلاص صرتي جلد على عظم"



جميلة تركض على جهاز الجري وهي تشير لخصرها النحيل الشديد الضمور:


يمه ما تشوفين ذا الكرش كلها.. تكفين خليني على راحتي



عفراء بغضب ووجع: أي كرش يا غبية.. أنتي عمياء.. وحدة مثلش طولها 165 وزنها 42 وتقولين لي كرش..






قبل عشرة أشهر





" أنا حجزت لش موعد مع الدكتورة"



"أي دكتورة؟؟ وموعد لويش؟؟"



عفراء بحزم: الدكتورة اللي ألف مرة قلت لش بنروح لها وأنتي مني براضية



جميلة بعناد: ولحد الحين ما أنا براضية.. وش اللي تغير



عفراء بغضب كاسح نادرا ما رأتها جميلة فيه وهي تمسك عضد جميلة النحيل بقوة:


ورب العزة والجلال لو مارحتي معي برضاش.. لأدعي كسّاب يشلش للسيارة غصب



جميلة بجزع: بأروح يمه بأروح.. بس تكفين عيال خالتي لا تدخلينهم في شيء يخصني.. تكفين






قبل خمسة أشهر






"جميلة ياقلبي.. الدكتورة تقول الأحسن لو نروح لمصحة برا


بأكلم كسّاب يحجز لنا"



جميلة تنتفض رفضا: لا لا لا... أولا مافيني شيء يستلزم السفر


ثاني شيء حتى لو فيني


أموت ولا أروح مع كسّاب.. تبينه يتمنن علي وإلا يقعد يمسخرني في الطالعة والنازلة



عفراء برجاء: زين علي..



جميلة بذات العناد: ولا علي.. ولا حتى عمي زايد.. مانبي نثقل على احد


مهوب كفاية مستحملين غثانا ذا السنين كلها



عفراء بعناد مشابه: مهوب على كيفش


بتسافرين يعني بتسافرين ورجلش فوق رقبتش



جميلة بحزم مجنون: سويها عشان أهج من البيت ولاعاد تشوفين وجهي


والله العظيم لأهج من البيت




يائس هو الإنسان المصلوب بين قسوة أحبابه وبشاعة استخدامهم لسيطرتهم على قلبه..


حربٌ.. كل الاطراف فيها خاسرة!!







اليوم صباحا





عفراء تستعد لإخبار جميلة بخطبة علي لها.. توترها يغتالها


كم تمنت أن تحتفل بابنتها الوحيدة في ظروف طبيعية


وخصوصا أنها سعيدة بالفعل أن يكون نصيبها مع علي بالذات


فعلي رجل حقيقي.. حنون ومتفهم وتعلم أنها تستطيع أن تأتمنه على فلذة كبدها بكل ثقة


ولكن فرحتها بابنتها مبتورة وقاصرة.. عروس يُعقد قرانها في مستشفى لتسافر شهر عسلها على نقالة طبية!!


تتمنى فقط أن ينتهي كل هذا على خير ليعودوا جميعا للدوحة وجميلة استعادت عافيتها بمشيئة الله



"يمه.. يــ ــمـــ ــه..


خليهم يشيلون ذا المغذيات اللي تنفخ عني"


للتو صحت جميلة وهمست بصوتها المتقطع ارهاقا



عفراء ابتسمت وهي تميل على صغيرتها وتمسح شعرها بحنان مصفى:


اليوم يوم خاص.. طالبتش ما تقولين شيء ولا تعترضين على شيء



جميلة بتساؤل مبهم خال من الحماس: ليش خاص؟؟



عفراء بابتسامة دافئة: علي طلبش مني.. ولو وافقتي تملكتوا اليوم عشان يسافر معنا بكرة للمصحة في فرنسا..



جميلة شهقت بعنف.. ثم كحت لتستطيع سحب أنفاسها..


وهمست بدهشة عميقة متوترة:


علي يمه؟؟ علي ما غيره.. علي عمره مابين إنه يبيني..



ثم حاولت بفشل ذريع تجاوز دهشتها العميقة وتوترها الأعمق لأسباب خاصة بها وهي تهمس بغضب:


وبعدين أنا مابي أسافر.. ما أبي أسافر.. غصب هو



عفراء بتوتر: أول شيء علي هو اللي أصر عليش بنفسه.. والسفر عمش زايد اللي حجز وملزم تسافرين


وإلا تبين تزعلينه؟!!....



جميلة بهمس متعب وأفكارها تطوف في دوامات هائلة:


وعمي زايد موافق على زواجي من علي؟؟



عفراء بحنان وهي تمسح على شعرها: أكيد موافق



همست حينها جميلة بنبرة محايدة قدر ما سمح لها تعبها وتوترها وفوضى تفكيرها:


خلاص كيفكم يمه.. اللي تبون سووه..



لا تعلم مابها.. تشعر كما لو أنها تنفصل عن ذاتها.. ماعاد يهمها شيء..


فهي تشعر أنها توشك على مغادرة الحياة


فهل يختلف إن غادرتها آنسة أو زوجة لعلي؟!!


أو إن غادرتها في الدوحة أو فرنسا؟!!


المهم أن تكون والدتها وعمها زايد راضيين


ماذا بقي لها يربطها بالحياة سوى رضاهما؟!!


لا تنكر أنها في داخلها وفي عقلها الباطن.. تمنت أن تتزوج أحد ابني خالتها


لسبب وحيد



هو أن يصبح زايد والدها فعلا..


لتستطيع حينها الارتماء في حضنه بلا قيود





هكذا كان تفكير جميلة هذا الصباح فقط... فمالذي تغير مع خليفة؟؟


ما الذي تـــغـــيــــر؟!!




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس