عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 01:23 PM   #9 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5103 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13847
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: "بين الأمس واليوم"... للكاتبة انفاس قطر



قبل 23 عاما



بيت زايد القديم


مقلط البيت




يدخل زايد للمقلط ليجد منصور جالسا فيه...يتغير وجه زايد وهو يلقي السلام عليه


بينما يقفز منصور ليقبل رأس أخيه الكبير باحترام بالغ..



يهمس زايد بحزم: وش مقعدك هنا؟؟



منصور بحرج عميق وهو يتلفت عن يمينه ويساره: فيه شيء يابو كسّاب؟؟


أبي أطلع للكلية


وما لقيت لي بدلة مكوية.. وأنت عارف وش يسوون فينا لو لقوا في اللبس كسرة وحدة


جبت بدلتي تكويها أم كسّاب لي.. وقاعد أنتظرها



زايد بحزم: من اليوم بأخلي عند صبي المجلس كواية هو في اللي بيكوي لك


ويحطها في ملحقك


لا تنسى البيت الحين فيه بنية تستحي منك



منصور باستنكار: أي بنية ؟؟ عفيرا؟؟؟


ماعاد إلا عفيرا البزر تستحي!!



زايد بذات الحزم: عفرا صارت مرة.. أنا الحين ما أدخل البيت إلا عقب ما أنبه عليهم كم مرة قبل أدخل



منصور بذات الاستنكار وبصوت خافت: عفيرا البزر!!!



حينها دخلت أم كسّاب ببرقعها وهي تلتف بجلالها الواسع وتحمل بدلة منصور العسكرية بيد وابنها كسّاب يمسك بيدها الآخرى


ما أن ناولت منصور لباسه العسكري حتى خرج مسرعا


بينما أم كسّاب ترجوه أن يجلس ليشرب القهوة مع أخيه


منصور يخرج كهارب مدحور وهو يهمس بحرج: مشروبة يام كسّاب.. مشروبة



وسمية بتساءل وهي تجلس بجوار زايد وتضع يدها فوق يده: وش فيه منصور؟؟



زايد بغضب حازم: منصور لا عاد يدخل داخل البيت أبد


وإذا أنا ما أنا بموجود أكله ولبسه يجيه في ملحقه



وسمية قفزت وهي تنفض يدها.. أشارت لكسّاب أن يتوجه للداخل.. ثم همست بغضب مكتوم: هذي أخرتها يا أبو كسّاب..


منصور من تزوجتك وأنا والله ما أشوفه إلا إخي الصغير


هذي أخرتها؟!!



زايد بابتسامة وهو يشد يدها ليجلسها جواره مرة أخرى: وين راح مخش يا بنت الحلال


أفا عليش يا الغالية.. أشك في روحي ولا أشك فيش


بس لا تنسين إن عفرا كبرت.. ومنصور صبي مزيون.. ومايصير نخلي النار جنب الكبريت


والاثنين مسئولين منا




"لم تكن مطلقا مطلقا مــطـــلـــقـــا في تفكيري


كان هو من وضعها في ذهني..


من يومها وجه تفكيري ناحيتها..


ربما لو لم يكلمني ذلك اليوم.. لربما بقيت دالهاً في حياتي دون أي انتباه لها


فما الذي سيجعل شاب في العشرين ينتبه لطفلة في الرابعة عشرة


كانت بالنسبة لي كمخلوق غير موجود إطلاقا


ولكن زايد بتحذيره ذاك جعل مشاعري كلها تتحفز ناحيتها


كأن يكون أمامك قطعة حلوى


ولكنك لا تريد حلوى ولا تشتهيها


لذا لا تنتبه حتى لوجود هذه الحلوى


ثم يأتيك من يقول لك: إياك أن تقترب من قطعة الحلوى هذه


حينها ما الذي سيحدث؟!!!


ستصبح هذه الحلوى هي بؤرة تفكيرك مهما حاولت ادعاء تجاهلها!!



كم قضيت ليالي طويلة مع الأرق أسترق النظر عبر النوافذ علني أرى خيالها


أقف مصلوبا خلف الستائر حتى تتصلب قدماي


وكأنه لا يكفيني تمارين العسكرية.. لتصبح هي تمريني الأقسى!!



كم رسمت أحلاما كانت هي أميرتها!!


وأمنيات بدأت بها وانتهت إليها!!


وابتسامات كانت تتأجج لمجرد ذكراها!!



بدأت أعيد تشكيل هيئتها في ذهني..


رسمت لها عشرات الصور.. وألبستها وجه كل أمرأة جميلة كنت أراها


استنزفت خيالي ومشاعري


لا أعلم هل أحببتها.. أم أحببت مجرد كونها رمزا لأحلامي؟!!


ولكنها يقينا كانت أمنية ثمينة سلبها زايد مني ليهبها لصديقه


فلماذا يُسكنها ذاكرتي ومشاعري وخلاياي إن كان من سيحرمني منها؟!!



وكما فعل معي.. فعل مع علي


كان من ترك جميلة أمامه.. ورفض إنفراد عفراء بسكن لوحدها


وحين سكنت تلك الصغيرة خيال علي


انتزعها ليهبها لرائحة خليفة


وكأن التعاسة مصيرنا كلنا الذي أهداه زايد لنا


كنت أنا أولا


ثم كسّاب


وهاهو علي ينال نصيبه


هل لأن زايد عاش محروما ممن أحب.. لابد أن يذيقنا جميعا من ذات الكأس؟!!"






قبل عشرين عاما




" تكفى يا زايد.. أنا أبيها"



يسأله بحزم وصرامة : " تحبها؟!!"



منصور بصدمة وهو يكح بحرج " وش ذا الكلام يابو كسّاب.. عيب عليك


وش حب ؟؟ وش خرابيطه؟؟


صحيح عفرا مهيب بنت عمي.. بس من جماعتي


وأنا أحق بها من خليفة"



زايد بصرامة : " أنا عطيت خليفة كلمة خلاص"



منصور بصرامة مشابهة : " زين وأنا بأقرع عليه.. حقي.. وإلا بتمنعني من حقي؟!!"



زايد بصرامة أشد : " إقرع عليه عشان تصير لا أنت بأخي ولا أعرفك.. والله لأتبرأ منك.."




كانت صفعة لمنصور.. صــفــعــة!!


ليست القضية مجرد امرأة.. بل أبعد من ذلك بكثير


بين قرابة دم وقرابة روح!!


قبل ذلك لم يكن يشك في مكانته عند زايد الذي مثّل أبا له


لكن أن يهدد أن يتبرأ منه من أجل إرضاء خليفة.. كانت صفعة العمر كله!!!






اليوم





"ها زايد.. جاوبني


مبسوط باللي سويته في علي؟؟"



زايد بهم: منصور أنا ماني بناقصك



منصور بغضب مكتوم وهو يقرب مقعده من زايد ويهمس في أذنه:


يعني من جدك ماكنت تقدر تخلصنا من ذا المسرحية اللي مالها معنى؟!!



زايد بحزم وهو ينفض رأسه: رجّال وبغى يقرع بنت عمه.. أقول له لا ؟!!



منصور بحزم أشد: إيه قول له لا.. مثل ماقلت لأخيك..


يعني أنا ما خلتيني أقرع عفرا مع أني أنا الأحق بها واللي كنت أبيها


لكن ولد أخ خليفة اللي حتى ما يعرف جميلة تخليه يقرع على ولدك!!


أنت أشلون ميزان العدالة عندك مايل كذا؟؟!!


ما كفاك اللي سويته فيني.. جاي تعيد نفس السالفة في ولدك؟!!



زايد بغضب مهموم: منصور لا تسوي روحك ضحية.. لأنك أبعد واحد يليق عليه ذا الدور..


أنا عرضت عليك عفرا عقب موت خليفة وعقب كل طلاق من طلاقاتك بدل المرة عشرين..


أنت اللي على طول كنت تقول: طابت النفس منها



منصور بسخرية: لا ياولد أمي.. أنت ما عرضت علي عفرا.. أنت عرضت علي أرملة صديقك..


وخلنا من ذا السالفة المغبرة.. وخلنا في المهم.. علي..


قلنا خليفة كان صديقك وأدري إنك كنت تحبه أكثر مني... بس ولد ولد أخيه.......



زايد يقاطعه مستنكرا: اتق الله يا منصور.. أنا مستحيل أحب أي حد أكثر منك



منصور بصرامة: الحب مهوب كلام يا ولد أمي.. الحب فعل.. وأنت أثبتت إن حبك لخليفة أكثر حتى من حبك لعيالك


يعني تبدي واحد حتى ما تعرفه على ولدك اللي هو أغلى عيالك عندك


عشان ذا الواحد من ريحة خليفة


حرام عليك يا زايد علي.. حرام عليك ذا الولد واللي سويته فيك


علي بالذات ما يستاهل حد يجرحه


عمره ما طلب شيء.. عمره ما ضايق حد


يكون هذا جزاه عندك..



زايد مهموم .. مهموم.. مــهــمــوم :


يا ابن الحلال مابعد صار شيء.. ويمكن جميلة أساسا ماترضى تكلمه



منصور يسند ظهره لظهر الكرسي ويهمس بغموض:


(سبق السيف العذل) يازايد.. (سبق السيف العذل)






مزون تنزل الدرج بهدوء وهي ترتدي عباءتها وتمسك نقابها بيدها..


فالسائق وخادمة البيت العجوز ينتظرانها في الخارج لتذهب في المستشفى لجميلة


فوجئت بكسّاب يدخل كسهم ناري..وهيئته لا تبشر مطلقا بخير


كان يسحب غترته خلفه.. وجيبه مفتوح من الأعلى كاشفا عن بروز عروق عنقه النافرة غضبا وغيظا



ابتلعت ريقها برعب.. تمنت ألا ينتبه لوجودها.. ألا يكلمها..


فمن يستطيع مناطحة غضب كسّاب الذي يبدو أنه في أوجه وخصوصا أنها لوحدها؟!


حتى في فترة غضبه منها قبل أربع سنوت حين قررت أن تدخل للطيرن..


كانت حينما لا يكون والدها موجودا في البيت تهرب إلى بيت خالتها..


كانت مرعوبة أن يجدها لوحدها في البيت.. فمن سينقذها من يده؟!!


وبقيت على هذا الحال لمدة أسبوع حتى ذهبت غضبته التي كان يهدد أن يقتلها خلالها لتبدأ بعدها غضبته الأبشع التي قتلها بالفعل فيها!!




وبالفعل بدأ انه لم ينتبه لوجودها لأنه تجاوزها ركضا للأعلى.. حمدت ربها وشكرته بعمق وهي تقرر الإسراع بالهرب



ولكنها ما أن وصلت للباب حتى جمدت الدماء في عروقها وهي تسمع صراخه المرعب:


مـــزون..



التفتت ببطء وهي تشعر أنها سيغمى عليها من الرعب وهمست بارتجاف: لبيه



كان قد وصلها في حينه وصرخ فيها: شفتي علي؟؟



مزون ابتلعت ريقها: لا والله ماشفته من يوم طلع الصبح مع إبي



كسّاب بغضب مر: أبيش هذا مهوب مرتاح لين يجلطنا كلنا.. وعقبه بيرتاح



مزون بتردد: ليه إبي وش سوى؟؟



كساب يقول بسخرية مشتعلة بالغضب: ليه أبيش باقي شيء ما سواه؟!!


إذا رحتي له في المستشفى.. بتعرفين..


والحين وخري من طريقي لا بارك الله فيش






"يبه.. قوم فديتك.. ماباقي على صلاة الظهر شيء.. قوم أوديك توضأ"


صوت خافت حنون



"وين كاسرة؟؟ اليوم مهوب السبت ؟؟"


همس وهو يفتح عينيه المتكاسلتين بنظرهما الضعيف



ابتسمت مزنة وهي تسنده ليجلس : بلى فديتك


بس كاسرة لاهية شوي



الجد بعتب: لاهية عني؟؟



مزنة صمتت للحظة.. ماذا تقول له؟؟ هل تقول أن كاسرة ووضحى كلتاهما معتصمتان في غرفتيهما بعد صفعات مُهاب لهما


آخر شيء تريده أن تشغل والدها بأي شيء قد يثير همومه أو غضبه


لا تنكر مزنة تزاحم الغضب في ذاتها.. ولكن مُهاب خرج قبل أن تتحادث معه



والآن لابد أن تأجل الحديث والغضب حتى يعود.. فهي لا تريد شيئا يشغل والدها أو يضايقه.. فهي من بعد أمراض والدها وتقدمه في السن.. أصبحت تتنازل عن الكثير من أجله وأكثر ما يهمها راحته..



لذا كانت على وشك اختراع أي شيء لتقوله لوالدها لولا الصوت العذب/الحاد الذي قاطعهما:


"كاسرة عمرها ما يلهيها شيء عنك"



قالتها وهي تمد يدها لتسند جدها: خليه يمه أنا بأوديه الحمام



مزنة تأخرت للخلف لتفسح لكاسرة.. بينما همس الجد بحنو: وينش يأبيش اليوم ماشفتش..



كاسرة مدت يدها تتحسس مكان صفعة مهاب الواضحة على نعومة خدها الزبدي ..


بينما مدت يدها الآخرى لجدها وهي تهمس بنبرة اعتيادية: انشغلت شوي بس فديتك


بس والله ما شغلني عنك إلا شيء كايد



ثم أردفت وهي تنظر لوالدتها نظرة ذات مغزى: وعزة اللي خلاك أغلى خلقه عندي ياذا الشيء الكايد ما يعدي بالساهل



مزنة تهمس بخفوت حازم: امهاب أنا باتصرف معه... وأنتي اقصري الشر يا بنت ناصر..



كاسرة تهمس بخفوت وحزم أكثر شدة: ماني بقاصرته يا بنت جابر







"لماذا يا عبدالرحمن؟؟


لــمــاذا؟؟


بل لماذا يامهاب؟؟


من ألوم؟؟ من ألوم؟؟



ربما يجب أن ألوم نفسي


نــفـــســـي فقط!!


بما أنني كنت طوال عمري بدون رأي.. فلماذا توقعت أنهم سيهتمون برأيي الآن؟؟


أنا من صنعت لنفسي هذه الصورة السلبية


مخلوقة ضعيفة هزيلة هلامية ليس لها رأي أو وجود



يا لا العجب!!


أ ليس من المفترض أن أطير فرحا أن رجلا كعبدالرحمن بكل مزاياه ينظر لي أنا بعد كاسرة


فلماذا لا أشعر بالفرح؟!!


ولا حتى ببعض النشوة؟!!


ماهذا الضيق الذي يكتم على روحي المثقلة بإحساس مرارة مغموس بالمهانة والحزن؟؟!!


هل لأن عبدالرحمن خطبني؟!!


أم لأن مهاب ضربني؟!!



لماذا يا مهاب؟؟ لماذا؟؟


كنت أنت أبي أكثر من أبي..


كنت دائما الظهر الذي لا أخشى شيئا وهو يسندني.. والحضن الذي جعلني لا أعرف الخوف يوما


لماذا تخدش كل هذا؟؟ لماذا؟؟"



تمدد جسدها الذي تشبعت خلاياه ألما.. وهي تسند رأسها لمخدتها التي تبللت من دموعها


تريد أن تشبع من البكاء... أن تُشبع روحها المجروحة من البكاء قبل أن تعود لها كاسرة


تعلم أن كاسرة ستعود.. وستنهرها ألا تبكي.. كما كانت تفعل طوال عمرها..



" لا تبكين..


لا تبكين..


يا ويلش لو شفتش مرة ثانية تبكين


اللي تقول لش كلمة قولي لها عشر


واللي يعطيش كف عطيه عشرين


بس ياويلش تبكين من أحد.. أو تخلين حد يشوفش تبكين


خلش قوية ما يهزش شيء"




"كيف من ستقول لي كلمة سأقول لها عشر


وأنتي أختي وأقرب الناس لي كما يفترض


لا تسمحين لي حتى أن ارد عليك بنصف كلمة


أي إزدواجية أردتِ ياكاسرة أن أعيشها؟!!


ضعيفة معكِ وقوية مع الكل!!!"







" عفرا.. ياعفرا.. يأم جميلة"


صوته الحازم العميق يتعالى وهو واقف عند الباب من الخارج



عفراء تضفي عباءتها على كفيها وتنزل طرف شيلتها على فتحتي نقابها


وتهمس باحترام وهي تخرج وتشد الستائر حول ابنتها: لبيه يأبو كسّاب.. جاية طال عمرك



تقف قريبا من الباب من الداخل وتهمس باحترام متزايد: هلا والله.. أشلونك طال عمرك في الطاعة؟؟



زايد يوليها جنبه دون أن ينظر لها بشكل مباشر : طيب طال حالش


ثم أردف بحزم: عفرا.. ترا خليفة ولد أحمد ولد أخ خليفة الله يرحمه بيجي عقب الصلاة يكلم جميلة.. بأخليه يكلمها من ورا الستارة.. بس عطيها خبر



عفراء باستغراب مستنكر: وليش ولد أحمد يكلم بنتي.. وش يبي فيها؟؟



زايد تنهد ثم ألقى قنبلته بطريقته الحازمة المعتادة في الكلام: خليفة قرع على علي


وأنا قلت له بأخلي جميلة تخير بينهم


فهو قال جميلة ما تعرفني.. خلني أكلمها أول.. وأنا رخصت له..



عفراء شعرت أنها عاجزة عن الوقوف وقدميها تميدان.. استندت على الباب القريب وهي تهمس بعتب عميق: ليش كذا يابو كسّاب؟!!


عمري ما كسرت لك كلمة


بس بنتي تعبانة.. ومهيب حمل ذا السوالف


ليش تعرضها لذا الموقف ؟!!



زايد ذاته يشعر بالذنب.. ولكنه لم يستطع رد طلب سمي خليفة..لم يستطع!!



همس بحنين كأنه يكلم نفسه: اسمه خليفة ياعفرا.. هذا سمي الغالي.. ماقدرت أرده..



عفراء بعتب حزين: وبنتي وش ذنبها يازايد؟؟ أقول لها اليوم الصبح ملكتش على علي..


وعقبه أقول لها الحين كلمي خليفة اللي ماتعرفينه عشان يمكن تأخذينه


وش ذا الكلام يابو كسّاب..؟!!



زيد بحزم خفف حدته بطريقة مقصودة: يأم جميلة.. كلها عشر دقايق تكلمه وتشوف وش يبي..


والولد أنا أعرفه وسألت عنه بعد عقب ماطلعت من بيتهم.. الكل يمدح فيه



عفراء بحزن عميق: إن شاء الله يكون أحسن واحد في العالم.. أنا أبي ولد أختي لبنتي..


لكن ما أقول إلا ما أقدر أكسر لك كلمة يأبو كسّاب...





وضحى تصلي الظهر..


سمعت طرقات على بابها ثم صوت الباب يُفتح


ما أن أنهت الصلاة حتى ألتفتت لترى من الطارق الذي يبدو أنه دخل لداخل الغرفة



شعرت بعبراتها تقفز لحلقها وتتجمع وهي ترى القامة الطويلة التي تجلس على طرف سريرها


لم تستطع معاودة النظر له وهي تجلس على سجادتها وتنظر لكفيها المتشابكين في حضنها


ولكنه وقف ليتوجه ناحيتها ويرفعها من عضديها ليديرها ناحيته


لم تستطع رفع عينيها له ولكنه وضع كفه على خدها الأحمر وهمس بحنان عميق:


تنقص يدي اللي انمدت عليش



حينها انتفضت وضحى بعنف وهي تتناول كفه وتغمرها بقبلاتها الجازعة: بسم الله عليك.. بسم الله عليك.. عدوينك واللي يكرهونك



احتضنها مُهاب بحنو لتخرط هي بكاء حاد وهي تتعلق بجيبه وهو يهمس لها بذات الحنان: آسف والله العظيم آسف.. سامحيني يالغالية


أدري قلبش الطيب ما يقوى يشيل


ثم أردف بمرح: مهوب مثل أختش الحقودة أم رأس يابس ولسان طويل..



وضحى بصوتها المبحوح بين شهقاتها: ماعاش من يشل عليك..



مهاب يشدها ويجلس هو وإياها


هاهو يغير الاستراتيجية لتحقيق الانتصار


غريب هو الإنسان كيف يستغل كل أسلحته للوصول لما يريد.. حتى مع من يحب


وربما مع من يحب أكثر من غيرهم!! :



اسمعيني يالغالية.. أنا عارف إني تعاملت مع المسألة بطريقة غلط


فخلينا نتفاهم من جديد


وحطي في بالش إني ماني بغاصبش على شيء.. بس خليني أعرض وجهة نظري


وأنتي عقب فكري عدل لو حتى تبين تفكرين أسبوع أسبوعين.. ثم عطيني قرارش


الحين خلينا من كاسرة وإنها رفضت عبدالرحمن


عبدالرحمن نفسه كرجّال وش تقولين عنه؟؟



صمتت وضحى بحرج وضيق.. لكن مهاب استحثها للحديث


وضحى أجابت بذات الحرج والضيق: رجّال والنعم فيه



مهاب بنبرة انتصار: ها .. رجّال والنعم فيه


وأنا أزيد وأقول لش رجّال مافيه مثله اثنين


لو تلفين العالم كله مالقيتي مثله.. صحيح هو خطب كاسرة أكثر من مرة


بس صدقيني كان يخطبها لأنه يبي يناسبني


مهوب لأنه يبي كاسرة بالتحديد...


وبعدين لو كاسرة صارت غبية وما تعرف مصلحتها.. بتسوين نفسها؟!!


ماعليش منها.. أنتي منتي بمربوطة فيها..


وخير ياطير إنه عبدالرحمن خطبها أول


ثم تزوجش أنتي


وين المشكلة؟؟


وين العقدة في الموضوع؟؟



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس