عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 12:53 PM   #8 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5103 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13847
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: "بين الأمس واليوم"... للكاتبة انفاس قطر



الجزء الخامس



منطقة الدحيل


بيت أحمد بن جاسم.. ابن شقيق خليفة


في مجلسه



حيث يجلس هو و زايد وعلي وأبنائه الثلاثة الذين أصر على تواجدهم جميعا تقديرا لزايد الذي يحترمه كثيرا


علي يجلس بهدوء وثقة ولكن تفكير مر يجتاح أعماقه كاعصار كاسح أبعد مايكون عن هدوءه الظاهري..


قلق متوحش يلتهم خلاياه التهاما.. يشعر أن جميلة تتحول إلى إلى طيف يرتحل ويتركه


لا يعلم لماذا يسيطر على تفكيره هذا الهاجس المؤلم الذي شعر به يذيب داخله ألما!!



جميلة..حلمه الشفاف يرتحل كحمامة حلقت للأفق البعيد.. واختفت!!


أ كثير عليه أن ينظر لمحياها العذب ولو لمرة..؟!!


أ يعقل أنها ستموت قبل أن تكون له؟!!


ترحل قبل أن يطبع على عينيها الذابلتين قبلة حلم كثيرا بها دون أن يعرف سببا لهذا الحلم!!




انتزعه من أحلامه وخيالاته والده وهو يضع يده على فخذه ويقول بنبرة احترام: ها يا أبو جاسم.. وش رأيك؟؟



أحمد باحترام متزايد: ياي تخطب بنتك يأبو كسّاب؟!!.. أنت بس كان عطيتني موعد الملكة وأنا بأيي أشهد على عقد ولدي علي



تنهد علي بعمق وهو يأخذ نفسا طويلا يعوضه عن أنفاسه المكتومة منذ الصباح


اتسعت ابتسامته بارتياح بعد شد الإعصاب المضني الحارق..


ولكن ابتسامته سُرعان ما نُحرت في مهدها وهو يسمع صوت حازم يقف ليهمس معارضا بنبرة مقصودة:


من غير تقليل احترام لك يبه ولا لعمي أبو كسّاب


بس عمي أبوكسّاب ريال بدوي وهذي عاداتهم اللي مايفرطون فيها لو مهما صار


ويعرف عدل إن ولد العم أحق ببنت عمه


وأعتقد إني أنا الأحق ببنت عمي خليفة



علي قفز وهو يتخذ وضعية وقوف أشبه بوضعية قتالية


وهو يلتفت لأبن أحمد الأوسط الذي كان يقف بكل ثقة بعد أن ألقى عبارته المسمومة


ليصرخ فيه بغضب كاسح: نعم؟؟ شتقول أنت؟؟ صاحي أنت يأخ وإلا........



علي كتم باقي جملته في صدره..صمت على جمرة ملتهمة شعر بها تحرق لسانه وتنشر الحرائق في جوفه..


صمت انتظارا لرد والده واحتراما لأبي جاسم الذي صرخ في ابنه بغضب:


خـــلــيــفــة..


اقعد لا بارك الله فيك من ولد


تبي تفشلني في الرياييل؟؟



خليفة مازال واقفا وهو يهمس بثقة: أنا ما قلت شيء غلط.. تكلمت في حق


وأظني إنه عمي أبو كسّاب عارف هالشيء



لا يعلم خليفة أي جنون خطر بباله..


شعر بإهانة مبطنة في هذه الخطبة.. ثم من رد والده


وكأن زايد وابنه حينما جاءا للخطبة كان ذلك تحصيل حاصل


لأنهما جهزا لعقد القران قبلها.. وكأنهما يسلبانه حقه ليمنحوه لأنفسهم


أليسوا هؤلاء البدو الأجلاف هم من سنو هذه العادة المرذولة؟؟


ألم يُطرد قبل شهرين شر طردة حين تجرأ وخطب أخت صديقه البدوي


ليقف ابن عمها في وجهه في مجلس مليء بالرجال


ويجعله يشعر بالحقارة والضآلة وعمق الإهانة


"ربما اليوم يريد الله أن يعيد لي بعضا من كرامتي المهدورة


سأفعل مثلهم.. نعم مثلهم!!"



همس زايد بثقة: حقك ياولدي.. بنت عمك وأنت أولى بها


بس جميلة حالة خاصة.. جميلة تعبانة في المستشفى وسفرها بكرة


بنخير البنت بينك وبين علي




"الخبيث.. يعلم أنها ستختار ابنه


فهي لا تعرفني


يريد أن تمشي اللعبة وفق قواعده"




همس خليفة بذات الثقة الغريبة: بس أكلمها أول.. هي ما تعرفني..


عشان يكون فيه عدالة بيني وبين ولدك


أبي أكلم جميلة أول..


وعقب هي تختار.. واللي تختاره أنا موافق عليه



وجه علي كان يحتقن من شدة الغضب وهو يود لو يخنق هذا المسمى خليفة ويزهق روحه..


كيف يتجرأ على ما ليس له؟؟


كيف يجرؤ على مجرد الحلم بأن يكلمها؟؟


كيف يجرؤ على التفكير بالاقتراب من حدود طفلته.. طفلته هو فقط؟!


ولكن علي مازال يعتصم بأخلاقه الرفيعة وسيطرته على أعصابه حتى لا ينفجر.. فهو في مجلسهم وبيتهم


وعلي متيقن أن والده لن يخذله ولن يسمح لهذا الدخيل بالتمادي أكثر من هذا..


لذا شعر أنه يُنحر من الوريد للوريد وللمرة الثانية في هذا المجلس وهو يسمع رد والده الواثق:


تعال للمستشفى عقب صلاة الظهر وأخليك تكلمها








مقهى لا ميزون النجار


حيث يجلس كسّاب ومنصور




كسّاب أنهى اتصالا غاضبا.. كان يحاول أن يكتم صوته ولكنه يشك أن صوته ربما وصل حتى آخر زبون في المقهى..


وهاهو يقفز ليتناول هاتفه الآخر ومفاتيح سيارته عن الطاولة


ومنصور يقف معه وهو يهمس بحزم: وش قال لك إبيك؟؟



كسّاب بغضب ناري وعيناه تكادان تنقلبان غضبا: ولد أحمد قرّع (حيّر) جميلة.. وإبي رخّص له.. لا وبيخليه يكلمها بعد


وعلي طلع زعلان.. وإبي يقول لي دور له لأنه يتصل عليه وجواله مسكر



منصور بنبرة غامضة حازمة ومقصودة.. مقصودة جدا : روح دور لأخيك وطيب خاطره


وأنا بعد بأروح أدور أخي ..بيننا كلام




محل حواسيب ضخم وأنيق...محل تميم


الساعة العاشرة صباحا


صبيتان تتوقفان أمام المحل.. وإحداهما تحمل حقيبة حاسوب محمول..




- هذا هو المحل.. إذا حد بيصلح لج جهازج ويرجع الملفات الضايعة يكون هالولد.. عبقري كمبيوترات


- قطري؟؟؟ ويشتغل بنفسه في المحل؟؟ (بدهشة عميقة وهي تنظر من بعيد لتميم المستغرق في تفكيك جهاز أمامه)


- إيه قطري..


- بس ماقلتي لي مزيون جذيه.. نعنبو مصلح كمبيوترات وإلا بطل سينما


- اذكري الله.. وتراه مسكين ما يسمع كلش ولا يتكلم


- (انتقلت النبرة من النقيض للنقيض من الانبهار العميق إلى الشفقة العميقة) : ياحراااااااام.. مسكين والله



أحد العاملين في المحل ينتبه لدخول الفتاتين.. يهز كتف تميم برفق ليستقبلهما


لأن تميم حين يعمل يكون كل تركيزه في الجهاز بين يديه



رحب بالفتاتين بهزة من راسه.. ثم أعطاهما ورقة كُتب فيها


" ماهي مشكلة جهازك؟؟ حدد بشكل واضح ودقيق"



الفتاة كانت تكتب قليلا.. وتسترق النظر من قرب لوجه تميم الذي كان غاضا لبصره عنهما



حالما انتهت.. قرأ تميم الورقة على عجالة.. ثم كتب في أسفلها: الاستلام غدا..


همست الفتاة بدهشة: بكرة بكرة..


ثم تذكرت وهي تشير بيدها بطريقة فاشلة ومضحكة علامة للدلالة على غدا


ابتسم تميم وهو يهز رأسه



الأخرى شدتها وهي تلقي التحية.. ثم تهمس في أذنها: يالله فضحتينا.. خلينا نمشي



الأولى بدهشة: ليه وش سويت؟؟



الآخرى بغيظ: كلتي تميم بعيونج.. استحي يابنت..



الأولى بحالمية : واسمه تميم بعد.. حتى اسمه يجنن مثله


ولكنها عادت وأردفت بشفقة أعمق.. شفقة صافية.. وكأنها استكثرت عليه إعجابها به: والله حرام كل ذا الذكاء والوسامة وأصم أبكم


تدرين كل مهندسين الكبيوترات اللي جيتهم قالوا لي لازم فورمات جديدة وتروح كل ملفاتي..وعلى الأقل يومين لثلاث أيام من ضغط الشغل عليهم..


إلا هو.. ماشاء الله تبارك الله








مستشفى حمد


قبل صلاة الظهر بساعة


بقرب المصاعد.. استراحة الطابق الذي تقيم فيه جميلة




زايد قرر التوجه للمستشفى مع هذا التوتر الذي يعصف به


لا يعلم أين ذهب علي ويكاد يتناثر قلقا عليه وحزنا من أجله


يكاد يختنق وروحه تتمزق وهو يعلم أي جرح تسبب فيه لعلي


يجره غصبا عنه لبيت أحمد وهو يظن أنه يعرضه لإجراء شكلي سينتهي في دقائق


ليتحول الإجراء الشكلي لمأساة!!!


ثم بعد ذلك يخذله بهذه الطريقة الموجعة.. كان يستطيع رفض طلب خليفة.. وإتمام عقد القران كما أراد..


فأحمد كان يقف بصفه حتى اللحظة الأخيرة.. عدا أن جميلة مريضة جدا وعذره معه.. فهي ليست في وضع يسمح لها بهذا العبث


وخصوصا أن هذا الخليفة لا يعرفها حتى.. ورفضه لن يؤثر عليه.. بينما علي شيء آخر.. آخر


يمزقه كيف كسّره وكبح جماح عنفوانه الثائر وهو يكاد يطبق في عنق خليفة:



"تبي تكلمها يا الخسيس.. تبي تكلمها؟!!..


بأذبحك قبل ما تفكر تقرب من المكان اللي هي فيه


أشلون تجرأ على محارمنا يالخسيس؟!!"



لينتزعه والده بعيدا عنه وهو يصرخ بحزم: إذا هي محارمك.. فهي محارم خليفة أكثر منك..


أنا قلت له خلاص بيكلمها.. وإلا تبي تكسر كلمتي ياولد؟!!



لينظر حينها علي لوالده نظرة أشبه ما تكون بنظرة ميت غادر الحياة..


ثم تتشتعل عيناه بنظرة أخرى وينفجر بعدها في صخب مرعب: اشبع فيه .. بديته عليّ... خلاص أشبع فيه يبه.. عليك وعليه بالعافية..



وهاهو ما حدث قد حدث .. لم يستطع رد طلب (سمي) خليفة.. وهاهو في انتظار خليفة ابن أحمد ليقوم بحواره المجهول مع جميلة


لو كان هذا الطلب طُلب من زايد في ظروف عادية


أو ربما لو كان من طلبه ليس من طرف خليفة


لم يكن زايد مطلقا ليسمح أن يخدش أي شخص كان خصوصية صغيرته المريضة



فأي يوم عصيب هذا؟؟


كيف ساءت كل الأمور فجأة لتتجمع كل هذه المصائب فوق رأسه سويا؟!



وما كان ينقصه مع كل هذا الشد هو إصرار منصور على رؤيته..


وهاهو قادم الآن!!


منصور بالذات لا يريد أن يراه الآن..


فهو في غنى عن صرامة كلمات منصور التي يعرف كيف ينتقيها باحتراف موجع حين يريد..


وهاهو ما يخشاه :



" مبسوط يا زايد؟!!


أكيد مبسوط؟!!


متشقق من الوناسة؟!!


فرحان إنك بديت ولد ولد إخ خليفة على ولدك اليوم


مثل ما بديت خليفة على أخيك قبل عشرين سنة..!!!"


 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس