عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2012, 08:22 AM   #57 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5043 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



ارتسمت ابتسامة على شفتي امجد وهو يتحدث الى خالد الذي كان يستمع له بانصات واهتمام.. شعر امجد حينها انه قد اضاع عليه شقيق مثل خالد.. مثلما اضاع عليه حب ابناءه.. الآن فقط وبعد فوات الاوان تقريبا.. انتبه الى ان لديه ابناء من صلبه .. عليه ان يشعرهم بحبه وحنانه.. وانتبه الى شقيقه الذي يتمنى له كل الخير..
وقال امجد في تلك اللحظة : وقريبا ستكون خطبة مها وحسام ..
قال خالد بابتسامة واسعة: مبارك.. وهنيئا لهما..
في حين تساءل امجد قائلا: اين مازن وملاك؟.. اظن انهما قد جاءا قبلي لزيارتك..
اومأ خالد برأسه وقال: بلى.. لكنهما قد غادرا لتقوم ملاك بممارسة تدريباتها اليومية..
تردد امجد قليلا قبل ان يقول: في الحقيقة يا خالد.. بودي ان اعتذر منك..
تسائل خالد بدهشة: على ماذا؟..
وقبل ان ينطق امجد بأي حرف.. تعالى صوت رنين هاتفه المحمول فالتقطه واجابه قائلا : اهلا..
ولم تمض لحظات حتى عقد حاجبيه وقال بحدة: ماذا تقول؟.. هل انت متأكد؟.. اسمح حاول السيطرة على الوضع.. ريثما اصل اليكم..
وانهى المكالمة وهو يردد بعصبية: لماذا يحدث لي هذا الآن؟..وكأن هذا ما كان ينقصني..
قال خالد مستفسرا: ما الذي حدث بالضبط؟..
التفت له امجد وقال وهو يلتقط نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه: عادل وفؤاد قد قاما بسحب رأس المال الخاص بهما من الشركة .. ستنهار شركتي.. وسأتدمر يا خالد..
قال خالد باستغراب وحيرة شديدتين: ولم يفعلان؟.. الم تنفذ لهما كل ما يطلبانه؟.. الم توافقهما على كل شيء؟..فلم يسحبان رأس مالهما الآن من شركتك؟..
قال امجد وهو يزفر بحدة ويشيح بوجهه بضيق قائلا: ليس كل شيء.. فقد ارادا تزويج ابنتي بالرغم منها من احمد ابن عادل .. لكني رفضت.. ولهذا ارادا عقابي الآن او ربما الانتقام مني ..
قال خالد بجدية: انتظرني ريثما استبدل ملابسي وآتي معك..
قال امجد بعد ان التفت لخالد بدهشة: الى اين ستأتي معي؟..
قال خالد وهو يضغط على زر استدعاء الممرضة: لنجد حلا لهذه المشكلة..
ولم تمض دقائق حتى جاءت الممرضة وقالت متسائلة: ماذا هناك؟..
اشار خالد الى انبوب التغذية المتصل بكفه وقال: انزعي هذا من يدي..
قالت الممرضة بتردد: لا استطيع.. انها اوامر الطبيب و...
هتف فيها خالد قائلا بخشونة: قلت انزعيه.. او سأنزعه بنفسي ..
تقدمت منه الممرضة وقالت : حسنا.. لكن لست مسئولة عما سيحدث ..
ونزعت الانبوب المغذي من كفه.. فنهض خالد من فراشه.. وفتح الخزانة ليلتقط من حقيبته ملابس له ويقول في سرعة تحت نظرات امجد المندهشة مما يفعله: سأستبدل ملابسي واتبعك..
اومأ امجد برأسه دون ان يعلق بكلمة.. وقد شعر بالدهشة بل بالذهول لما يفعله خالد من اجله.. وهو الذي تخلى عنه فيما مضى .. وتركه ضحية لفؤاد وعادل..
ورآه في تلك اللحظة وهو يغادر دورة المياه بعد ان ارتدى ملابسه قائلا: هيا..
نهض امجد من مكانه واقترب من خالد ليقول متسائلا بحيرة: لماذا تفعل كل هذا لي وانا الذي تخليت عنك فيما مضى؟..
صمت خالد للحظات ومن ثم قال بابتسامة هادئة: يكفيني انك قد قمت بحماية ابنتي في اثناء ما حصل لي.. ويكفيني انك لأول مرة قد قررت الوقوف في وجه عادل وفؤاد من اجل ابناءك.. لهذا سأقف الى جانبك.. واساعدك.. بدلا من ان تعود اليهم من جديد وتوافق على كل مطالبهم من اجل ان يعيدوا رؤوس اموالهم الى الشركة..
قال امجد بحزم: هذا مستحيل.. سعادة مها اهم عندي من اموال العالم بأسره..
ابتسم له خالد وقال وهو يغادر الغرفة: هيا .. فلنذهب .. فلدينا من العمل الكثير..
قالها وغادرا المكان على عجل.. فابتسم امجد وهو يلحق به.. وسارا جنبا الى جنب بين ممرات المشفى.. لكن توقف خالد فجأة وهو يلمح رجل شرطة يتحدث الى احد الاطباء بالمشفى وتسائل بصوت مسموع وهو يفكر: ما الذي حدث يا ترى؟ ..
قال امجد وهو يلتفت الى حيث ينظر خالد: لا شأن لنا.. فبالتأكيد هو مجرد حادث مروري..
عقد خالد حاجبيه وقال وهو يتقدم حيث يقف الشرطي والطبيب: ساستطلع الامر بنفسي..
وسار بخطوات واثقة الى حيث الطبيب وقال متسائلا: لو سمحت ايها الطبيب.. معذرة على التطفل.. لكن من المصاب في الغرفة المجاورة؟..
قال الطبيب بهدوء: رجل في الخمسين من عمره على ما اظن.. اصيب في حادث مروري.. وهذا الشرطي يتكفل بالبحث عن اهله في الوقت الحالي..
قال خالد متسائلا: الم تجدوا ما يدل على هويته؟..
- للاسف هاتفه تحطم في الحادث.. كل ما وجدناه معه هو بطاقة لشركة يبدوا انه يعمل بها.. وسنتصل بهم في الحال..
لم يعلم خالد السبب الذي جعله يقول وهو يلتفت الى الشرطي: هل لي ان اراها؟..
ربما كان الفضول.. او ربما رغبة في معرفة من هو هذا الرجل الذي اصيب في هذا الحادث.. ومن جانب آخر استغرب الشرطي مطلبه .. لكنه ناوله اياها وقال ببرود: تفضل ..
تطلع خالد الى البطاقة بصدمة ودهشة وردد قائلا: انها شركة فؤاد ..
والتفت الى امجد وهو يريه البطاقة: ام اكون مخطئا يا امجد؟..
اسرع امجد يقول: لا لست مخطئا.. وربما احد موظفي الشركة قد اصيب بهذا الحادث او...
قال خالد وقد بدأ القلق يدب في اوصاله: لا اشعر بالراحة يا امجد .. الطبيب يقول انه في الخمسين من عمره.. وفي هذا السن يتقاعد اغلب الموظفين..
انتقل قلق خالد الى امجد وقال متسائلا: وكيف يمكننا التأكد؟..
التفت خالد الى الطبيب وسأله قائلا: هل يمكننا ان نرى المصاب.. فربما اكون اعرفه..
اشار له الطبيب نحو نافذة زجاجية وقال بهدوء: يمكنك ان تراه من هناك..
اقترب خالد من النافذة الزجاجية بخطوات بطيئة مترددة..ورفع انظاره بقلق وخوف ممن سيكون خلف تلك النافذة الزجاجية.. وما ان وقعت عيناه على الجسد الممدد على الفراش.. حتى اتسعت عيناه بصدمة وقال بذهول: فؤاد !!..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع مازن الى ملاك بنظرات حالمة وهو يراها تحاول الوقوف بشتى السبل دونما فائدة.. فقد مضى اكثر من ساعة ولا زالت محاولاتها يائسة ودون ان تشعر بأي بارقة امل على وقوفها.. وعادت لتحاول مرارا وتكرارا.. لعل قدماها تطاوعانها هذه المرة..لكن كان نصيبها هو الفشل حتى شعرت باعياء شديد بدء يسيطر على جسدها..فاخذت تلتقط انفاسها وتوقفت عن مواصلة محاولاتها.. وفي هذه اللحظة فقط لمحت مازن الذي كان يراقبها باهتمام شديد وقال متسائلا: هل تعبت؟..
اومأت برأسها ايجابيا وهي تلتقط انفاسها بصعوبة.. فقال مبتسما: اتودين مني ان اساعدك؟..
تطلعت له ملاك بغرابة وقالت: كيف ستساعدني؟..
اقترب منها مازن بخطوات هادئة..وتجاوز الحاجز المعدني وهو يخفض جسده ليعبر من اسفله.. ومن ثم اعتدل في وقفته وهو يقف في مواجهتها ويمد كفيه لملاك قائلا: هكذا..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها بتوتر: لا.. لن يمكنك ان تتحملني .. انا اضع كل ثقلي على هذه القضبان.. فكيف اضعها على ذراعيك؟..
اما الطبيب الذي رآه يتجه نحو ملاك تقدم منه وتسائل قائلا: ما الامر؟..
قال مازن بهدوء: سأساعدها فقط على الوقوف..
- لن تستطيع.. لن تحتمل ثقل جسدها..
قال مازن بحزم وهو يلتفت له: لن يمكنك معرفة ذلك او التأكد منه دون ان ترى بعينك..
وعاد ليلتفت الى ملاك : هيا يا ملاك.. سأساعدك..
قالت ملاك بتردد: مازن دعني اكمل تدريباتي وحدي..لا احتاج أي مساعدة منك..
عقد مازن حاجبيه وقال ببرود: وانا لن اتحرك من مكاني..
قالت ملاك بعناد: لن اواصل تدريباتي اذا..
قال مازن وهو يتطلع لها بنظرة هادئة: حسنا سأذهب .. لكن اكملي تدريباتك ولا تيأسي..
اومأت ملاك برأسها .. وما ان كادت ان تضع كفيها على القضبان حتى تلقفتها كفي مازن الذي شد على كفيها وقال بابتسامة واسعة: هيا قفي الآن..حاولي وابذلي قصار جهدك..
توردت وجنتي ملاك بحمرة الخجل وقالت وهي تحاول جذب كفها دونما فائدة: مازن ارجوك..
قال مازن برجاء: بل ارجوك انت.. حاولي لأجلي.. لأجلي يا ملاك..
قالت ملاك بحروف متقطعة: لن استطيع..
واكملت وهي تقول متحدثة الى نفسها: ( لن استطيع وانت تقف بهذا القرب مني)..
لكن مازن شد من قبضتها بكل قوة وقال: حاولي فقط..
حاولت ملاك ان تتناسى ان مازن قريبا منها.. وهي تحاول ان ترفع جسدها معتمدة على ذراعي مازن.. لكن توترها من قربه الكبير لها جعل ارادتها تخونها لمرات عديدة..
ولاحظ الطبيب ذلك فقال : من فضلك يا سيد.. دعها تكمل وحدها..
لكن بدى وكأن مازن لم يسمعه وهو يهتف بها: هيا يا ملاك حاولي.. اكملي..
شدت ملاك على ذراع مازن اكبر.. حتى انها كادت ان تغرس اصابعها في ذراعه.. وهي تحاول الوقوف في استماتة .. ومازن الذي لم يكن يهتم بشيء عدى ان تستطيع ملاك الوقوف.. كان يهتف بها ان تقف.. ويحاول تشجيعها في كل مرة.. يحاول قدر الاستطاع ان يمنحها املا يمدها بالاصرار والعزيمة على اكمال ما تفعله..ومع كل كلمة كانت ملاك تسمعها منه كانت تزداد اصرار على تحقيق المستحيل.. والوقوف على قدميها .. لا تريد ان تكون مختلفة عن غيرها من الفتيات.. تريد ان تري مازن انها كسائر فتيات جنسها.. لا ينقصها شيء ابدا..
ومع محاولاتها .. كان مازن يتطلع لها بكل اهتمام يرغب في ان ترفع جسدها فقط وبعدها يهون كل شيء.. تطلع لها وهي تحاول للمرة العاشرة رفع جسدها وهي تطلق من بين شفتيها تنهيدة تعب.. وفي هذه المرة قالت وهي تحاول رفع جسدها: مازن .. ذراعك..
تطلع مازن الى ذراعه التي اصبحت في لون الدم من شدة الضغط عليها وقال بلامبالاة: لا تهتمي.. اكملي تدريباتك فقط..
شعرت ملاك بالشفقة عليه.. وازداد اصرارها على الوقوف.. و...
وارتفع جسدها عن المقعد... ارتفع لبضع سنتيمترات فقط ... ارتفع دون ان تنتبه ملاك الى ان جسدها بات يرتفع وانه قد بدأ يعتدل تقريبا..
ومازن.. مازن الذي اتسعت عيناه بذهول.. لم يعرف كيف يعبر عن ما يشعر به في تلك اللحظة وهو يرى ملاك ترتفع عن مقعده بضع سنتيمترات.. واصابع قدميها قد بدأتا تستجيبان لها وتحاولان ان تحتملا ثقل جسدها..
ووجد مازن نفسه يصرخ بالطبيب قائلا: ايها الطبيب.. ايها الطبيب..
اندفع الطبيب نحوهم ولمح اصابع قدم ملاك التي بدأت تستجيب لها.. والى جسدها الذي ارتفع عن المقعد.. وابتسم قائلا بدهشة: رائع يا ملاك.. رائع .. لقد تحققت المعجزة اخيرا..
توقفت ملاك عن رفع جسدها وكأنها تنبهت الآن فقط الى ان اصابع قدمها هي من استقرت على ارض الغرفة واصبحت ترفع جسدها.. وكرد فعل منها توقفت عن محاولاتها وهتفت قائلة بغير تصديق وبحروف متقطعة ومرتبكة: فعلتها.. انا .. وقفت على قدمي ..
هتف فيها مازن الذي اعاد جسدها برفق على المقعد قائلا بفرح: اجل يا ملاك.. لقد حطمت المستحيل اخيرا..لقد وقفت وان كان الامر لثانية.. لكنك وقفت يا ملاك..
قالت ملاك وقد خفق قلبها في سرعة وملامحها لا تزال تعبر على عدم التصديق: لا اصدق.. هل وقفت حقا؟.. لقد كنت احيا حلما لأعوام طويلة.. حلم ان اقف على قدمي كما يقف كل من حولي.. لقد كنت احلم بأن اكون فتاة كباقي الفتيات.. فتاة صحيحة الجسد.. لا ترى نظرات الشفقة في عيون الناس وهم يرونها على مقعد متحرك..
هتف مازن فيها بسعادة وهو يمسك كتفيها: سأقيم حفلة بمناسبة وقوفك.. سأدعو اليها الجميع و...
قاطعته ملاك ودموعها تترقرق في عينيها وقلبها يرقص طربا: اريد ان اذهب الى ابي .. اريد ان اخبره بأن الله تعالى قد استجاب دعائه اخيرا.. واني قد وقفت على قدمي..
تطلع لها بفرح ومن ثم قال بابتسامة واسعة: كما تشائين..
واستدار الى الطبيب قائلا وقلبه يخفق بقوة معبرا عن فرحته: هل يمكننا المغادرة الآن؟..
اومأ له الطبيب برأسه وقال بهدوء وهو يسجل بعض الملاحظات في ملف ملاك الطبي: اجل..
اما مازن فقد عاد ليلتفت الى ملاك وهو يهمس لها قائلا: سعيد لأجلك يا ملاكي..
ارتسمت ابتسامة اقل ما توصف عنها بالسعادة على شفتي ملاك وقالت وقلبها يخفق فرحا وبكلمات مرتجفة: لا زلت لا اصدق يا مازن.. الامر اصعب من ان يتحقق.. لقد كنت ارى الامر مستحيلا.. واليوم.. اليوم فقط تمكنت من .. من .. الـ..وقـو..ف..
حملها مازن بين ذراعيه دون ان ينتظر من الممرضات حملها كما في كل مرة.. وقال بهمس محب: لو تعلمين كما انا سعيد لاجلك يا ملاك حبي..
اطرقت ملاك راسها في حياء.. حتى استقرت على مقعدها .. وقالت وهي تدفع عجلات مقعدها : سأذهب الى ابي..
قال مازن وهو يرفع حاجبيه: دائما والدك.. لم اسمعك يوم تقولين سأذهب لزوجي البائس..
توقفت ملاك عن دفع عجلات مقعدها.. وقد شعرت حقا بأنها مقصرة في حقه .. لقد كانت اولوياتها دائما هو ابيها.. والتفتت له لتقول بصوت خافت: لقد اردت اخبار ابي بالامر فقط.. و...
مال نحوها قائلا: وماذا؟..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها : اعذرني ان كنت قد قصرت في حقك..
ابتسم لها مازن وقال واصابعه تتخلل خصلات شعرها الاسود: لا عليك يا ملاكي..
واخذ يدفع مقعدها بين ممرات المشفى.. ويتجه الى حيث غرفة عمه.. لكنه توقف فجأة وهو يقول عاقدا حاجبيه: هذا والدي ووالدك يا ملاك.. اليس كذلك؟..
رفعت ملاك رأسها الى الرجلين اللذان يقفان يتطلعان من النافذة الزجاجية التي تطل على احد الغرف وقالت بحيرة: بلى.. لكن .. كيف نهض ابي من فراشه؟..
دفع مازن مقعدها بسرعة اكبر من ذي قبل وقال بتوتر: سأرى الامر بنفسي..
واقترب من عمه خالد قائلا: عمي .. ما الذي حدث؟..
لم يجبه خالد بل قال وهو يلتفت ويسأل الطبيب: كيف حاله الآن؟.. وما مقدار اصابته؟..
التقط الطبيب نفسا عميقا وقال: يؤسفني ان اخبرك.. ان هناك حروقا قد شوهت بعض مواضع من جسده.. كما وان انقلاب السيارة قد سببت له بكسر بعض فقرات الظهر..
تطلع له خالد بعدم استيعاب وقال بصدمة: ماذا تقول؟.. اصيب بماذا؟..
قال الطبيب مستطردا: ونتيجة لذلك.. فقد يصاب بالشلل.. لمدى الحياة..
دعونا نفكر قليلا فيما حدث.. ملاك منذ دقائق فقط.. استطاعت ان تقهر المستحيل وتحقق المعجزة بوقوفها على اصابع قدميها .. وهاهوذا فؤاد الذي يسخر منها وينتقصها بسبب عجزها دائما.. ورآها لا تستحق أي شيء لكونها فتاة عاجزة.. طريح الفراش ومعرض هو هذه المرة للاصابة بالشلل ..
يمكننا القول ان هذا هو عقاب الله تعالى على كل ما سببه لشقيقه وابنة اخيه.. على كل قطعة نقود سرقهم منهم ..على كل رغبة منه في الحصول على كل شيء لمجرد ان ملاك فتاة عاجزة.. وها هي الايام تدور.. وبدلا من ان يسخر من ملاك .. اصبح هو موضع سخرية للناس بعد ان اصيب في هذا الحادث بالعجز الابدي...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
عقد احمد ذراعيه امام صدره وقال ببرود: اريد العمل في الشركة يا والدي.. الى متى سأظل اعيش هكذا؟.. دون ان اعرف حتى نصيب الارباح التي لي بالشركة..
عقد والده حاجبيه وقال بحدة: أي نصيب تتحدث عنه.. انا لا ازال على قيد الحياة.. ولن تحصل على شيء مادامت الشركة ملكا لي ..
قال احمد بضجر: اعلم..
في حين قال والده ببرود: اسمع ان كنت تريد العمل حقا.. فيمكنك ان تأتي الى الشركة عند الثامنة بعد يومين.. واستلم عملك..
قال احمد بمكر: اريد ان اكون مديرا للشركة..
رمقه والده بنظرة حادة ومن ثم قال ببرود: ستصبح مديرا للشركة لو وجدت فيك الكفاءة..
اقترب احمد من والده وقال باسلوب حاول ان يستعطف به والده: والدي.. انا ابنك.. فهل ستعاملني انا والموظفين سواء؟..
قال عادل بخشونة: قلت لك..اذا اردت ان تكون مديرا حقا.. فأثبت لي اخلاصك في العمل..
قال احمد وهو يكور قبضته ببرود: فليكن.. سأثبت لك ما تريد ..
واردف وهو يتحدث الى نفسه: ( واحصل بعدها انا على ما اريد)..
وارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة ماكرة.. خبيثة.. وهو يفكر في السيارة الفارهة.. وفي الرصيد الضخم .. وفي رحلات حول العالم يقضيها في أي بلاد يريد..
واتسعت ابتسامته اكثر وهو يرسم خطة ما في ذهنه.. خطة سيقترب من تنفيذها.. لو بدأ بالعمل في شركة والده ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع حسام الى مها وقال بحدة: لابد وانك تمزحين يا مها..
ضحكت مها وقالت: ولم كل هذه الحدة؟.. لم اقل شيئا بعد ..
قال حسام وهو يزفر بحدة: الم نتفق على ان يكون عقد القران نهاية هذا الاسبوع.. فما الذي حدث؟..
قالت مها بابتسامة واسعة: صدقني الوقت لا يكفيني..
قال حسام وهو يلوح بكفه: لا يهمني..
واسرع يلتفت عنها مغادرا النادي.. فأسرعت مها تتبعه وتقول منادية اياه: حسام انتظر.. هل ستذهب وتتركني؟..
توقف حسام والتفت لها ليقول ببرود وهو يشير الى راسه: اذا نزعت هذه الافكار من رأسك يمكننا ان نتفاهم..
قالت مها بمرح: فليكن.. انا استسلم.. لكن لو بدوت بشعة في حفل عقد القران .. فأنت المسئول..
تطلع لها حسام بهيام وقال بصوت دافئ حنون: كيف يمكن ان يصف كل هذا الجمال بالبشاعة؟..
ارتجف قلب مها بين ضلوعها وقالت محاولة التغلب على الخجل الذي سيطر عليها: سأصعد الى سيارتك الآن.. واوصلني الى المنزل على الفور..
قال حسام بسخرية مازحا وهو يتجه الى حيث سيارته: حسنا.. لكن تذكري اني لست سائقك الخاص..
ومن ثم لم يلبث ان ضغط على جهاز التحكم عن بعد ليفتح اقفال السيارة .. فاسرعت مها تفتح الباب وتستقر على المقعد .. ودار حسام حول مقدمة السيارة ليصعد بدوره الى مقعد السائق ويقول بمرح: الى اين؟..
قالت مها وهي تصطنع التفكير: الى عالم لا يوجد فيه احد..
ضحك حسام وقال: لم يوجد هذا العالم بعد..
قالت مها برقة: بل وجد.. انه العالم الذي يكون فيه حسام لمها ومها لحسام..
ابتسم حسام لكلماتها والتفت لها قائلا بصوت متهدج: اتعرفين انك بكلماتك هذه.. تزيديني جنونا؟..
قالت مها مازحة: اعلم انك مجنون منذ وقت طويل..
قال حسام بحب وهو يدير محرك السيارة : بحبك ايتها الحمقاء.. اثرت جنوني بشقاوتك.. برقتك.. بدلالك.. بعفويتك ..وجعلتي قلبي يخفق بالرغم منه باسمك ..
ابتسمت مها بخجل وقالت مداعبة: لم اكن اعلم اني لي تأثير السحر عليك.. والا لما تعبت ليال طوال من كثرة التفكير في حقيقة مشاعرك تجاهي..
قال حسام بابتسامة : لو كنت ذكية لعرفت بحقيقة حبي لك ..
مطت مها شفتيها وقالت وهي ترفع احد حاجبيها باستهزاء: ولو كنت ذكيا لعرفت بحقيقة حبي لك..
ارتفع حاجبا حسام للحظة ومن ثم قال بابتسامة: معك حق.. لقد كنت غبيا عندما لم ار مشاعرك بوضوح..
عثدت مها ذراعيها امام صدرها وقالت بابتسامة: جيد انك اعترفت..
ومن جانب آخر.. وفي النادي على وجه التحديد..تقدمت احدى الفتيات من ندى التي كانت تجلس خلف احد طاولات كافتيريا النادي وقالت في سرعة : ندى.. انضم شاب جديد الى النادي .. لقد رأيته منذ قليل .. كان وسيما جدا و...
قاطعتها ندى قائلة وهي تلتفت لها بحدة: أأنت متأكدة؟..
جذبتها الفتاة من كفها وقالت مبتسمة: تعالي لتريه بنفسك..
سارت ندى الى جوارها وقالت بلهفة: اهو وسيم حقا كما تقولين؟..
قالت الفتاة بحماس: بل اكثر مما تتصورين.. وسمعت انه ابن لتاجر معروف..
هتفت ندى بحماس مماثل ولهفة: ايضا.. انني متشوقة لرؤيته حقا ..
توقفت زميلتها فجأة عن السير لتقول وهي تشير نحو شاب طويل القامة .. كان يقف متحدثا الى شاب ما ويضع كفه على جبينه في وسيلة لحماية عينيه من اشعة الشمس: ها هو ذاك..
تطلعت اليه ندى بنظرة متفحصة.. كان وسيما حقا كما قالت زميلتها.. بوجهه الحليق وابتسامته الجذابة.. وبشعره البني الذي تمردت بضع خصلات منه لتسقط على جبينه..
وقالت ندى باعجاب: وسيم حقا..
وخفق قلبها وهي تفكر في هذا الشاب الذي يقف امامها.. لقد رفضها مازن وفضل عليها فتاة عاجزة.. فليهنأ هو مع ملاك ..وستريه هي –ندى- انها تستطيع الارتباط بمن هو افضل منه بمائة مرة.. ستجعله يندم انه قد تركها وتزوج بغيرها..
كانت افكارها سطحية جدا.. وتظن ان بزواجها من هو افضل من مازن.. تستطيع الانتقام لنفسها ولكبريائها.. واسرعت تتجه نحو الشاب الذي انهى حديثه مع زميله .. وقالت وهي تناديه: لحظة من فضلك..
استدار لها الشاب وقال بحيرة: هل تنادينني؟..
ابتسمت له ندى وقالت بدلال: اجل.. اردت ان اعرفك نفسي فنحن زملاء في هذا النادي.. وان احتجت الى أي شيءلا تتردد في طلب المساعدة مني..
ابتسم لها الشاب وقال : بالتأكيد..
مدت يدها مصافحة وقالت بغرور: معك ندى عادل..
قال الشاب وهو يصافحها بهدوء: معك وائل وسعدت بلقاءك يا آنسة ندى..
منحته ندى ابتسامة رقيقة.. فهاقد ذهب مازن.. لكن جاء من هوافضل منه.. لم اعد بحاجة لك يا مازن.. فوائل يكفيني في الوقت الحالي..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تنهد امجد بتعب وهو يجلس على الاريكة التي بوسط ردهته ..وقال وهو يشير على المقعد المجاور للاريكة: تفضل يا خالد بالجلوس..
جلس خالد على المقعد وقال بهدوء: اظن اننا بما فعلناه الآن نستطيع تفادي خسارة كبيرة كادت ان تخسرها شركتك ..
قال امجد بامتنان: اشكرك على ما فعلت يا خالد..
قال خالد بهدوء وهو يشبك اصابع كفه ويزفر بحدة: لا داعي للشكر فما قمت به كان واجبا ليس الا..
تساءل امجد كمن تذكر امرا ما: وماذا عن فؤاد؟.. ماذا اخبرك الطبيب بشأنه..
التقط خالد نفسا عميقا ومن ثم قال: يقول انه في حالة من الاكتئاب منذ ان علم بما اصابه.. ولا يريد رؤية احد.. وليس هناك أي امل في ان يتعدى مرحلة الشلل..
قال امجد بحزن: لقد كان قويا صلبا دائما.. من الصعب عليه الآن ان يرى نفسه عاجزا غير قادر على الحركة..
زفر خالد بحدة ومن ثم قال: ليس علينا الا الامتثال لقضاء الله وقدره..
صمت امجد للحظات .. لكنه تحدث الى مازن عندما رآه يقبل عليهما قائلا: اسمع يا مازن.. اتفق مع عمك الآن.. على تحديد يوم لزفافك انت وملاك..
تطلع مازن له بدهشة وكأنه يرى شخصا آخر .. غير والده الذي رفض زواجه من ملاك رفضا قاطعا واصر على ان ينفصل عنها..وقال متسائلا ليتأكد مما سمعه: ماذا قلت يا والدي؟..
قال امجد بجدية: ما سمعته..
قال مازن بعدم استيعاب: لكن يا والدي.. الست انت من...
قاطعه والده قائلا: كان ذلك فيما مضى قبل ان اعرف ان اهم شيء في هذه الدنيا هي سعادة ابنائي..
ابتسم مازن وتنهد براحة قبل ان يقترب من عمه ويقول وهو يجلس على الاريكة بجوار والده: حمدلله على سلامتك يا عمي..
ابتسم له خالد وقال: اظن انه يتوجب علي شكرك بعد كل ما فعلته لأجل الشركة..
قال مازن بابتسامة: لم اقم الا بواجبي تجاه شركة عمي.. وكذلك...
قال عمه مستحثا اياه على المواصلة بعد ان قطع عبارته: وكذلك ماذا؟..
قال مازن بتردد: وكذلك احببت العمل في شركتك.. ولهذا لم ارد لها ان تتعرض لأي خسارة وفي يدي انقاذها..
ربت خالد على كتفه وقال بابتسامة: هكذا اريدك يا مازن..تدافع عن كل ما هو غالي لديك.. وتتمسك به بيديك واسنانك..وان كنت تريد العمل معي في الشركة .. فيمكنك ان تتفق مع والدك وتأتي للعمل معي في الوقت الذي يناسبك..
ابتسم مازن بهدوء وقال: اتمنى ان اكون عند حسن ظنك دائما يا عمي..
- اخبرني الآن.. متى تريد ان يتم زفافك انت وملاك؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه: متى ما ارادت هي؟..
قال خالد وهو ينهض من مكانه: سأذهب لأتحدث معها في هذا الموضوع وارى الوقت الذي يناسبها..
اومأ مازن براسه ونهض من مكانه بدوره.. وقال مبتسما وهو يتطلع الى والده بامتنان: بالاذن يا والدي..واشكرك على موافقتك ..
اجابه امجد بهدوء: اذنك معك..ولا داعي للشكر..
سار مازن بعد ان القى نظرة امتنان وحب على والده.. متجاوزا الردهة ليتجه نحو السلم ليرتقي درجاته ..وما ان وصل الى الطابق الاعلى حتى سار بهدوء بين الممرات وهو يطلق من بين شفتيه صفيرا منغوما.. لكنه توقف بغتة في مكانه وعقد حاجبيه وهو يلمح كمال يتجه نحو غرفته.. وشعر بضيق في صدره بالرغم منه وهو يتذكر اعتراف كمال بحبه لملاك.. ملاك زوجته هو.. ولم يعلم ما يفعل.. يريد ان يتأكد ان كان كمال لا يزال يفكر في ملاك ام انه تناساها ..
ووجد قدماه تقودانه الى حيث كمال.. ونطق بعد تردد قائلا: كمال.. كيف حالك؟..
التفت له كمال الذي هم بالدخول الى غرفته وقال بهدوء: بخير.. كيف حالك انت وملاك؟..
اسرع مازن يقول: على ما يرام..
واردف وهو يحاول ان يبدوا طبيعيا: في الحقيقة اردت ان اسألك عن امر ما..
استدار له كمال وقال وهو يعقد ذراعيه امام صدره: ها انذا اسمعك.. تحدث..
التقط مازن نفسا عميقا ومن ثم ضج رأسه بالاسئلة حتى قال اخيرا بعد تردد: كمال.. ماذا تعني ملاك لك؟..
تطلع له كمال بدهشة وقال : ما الذي تقوله؟.. هل جننت؟..
تطلع له مازن بعصبية وقال: لا.. ولكني تعبت من كثر التفكير.. وانا اعرف.. انك.. انك...
لم يقوى مازن على مواصلة كلماته.. فقال كمال ببرود: اطمئن من هذه الناحية.. فأنا قد قررت اخراج ملاك من حياتي .. والارتباط بفتاة اخرى..
قال مازن بشك: فتاة؟.. ومن تكون هذه الفتاة؟..
قال كمال وهو يتطلع الى مازن بنظرة ثاقبة: اعلم انك لن تصدقني .. لكن..هذا ما حدث فعلا.. انها زميلة لي في الجامعة .. وقد اعجبت باخلاقها وبراءتها ورقة قلبها تماما كمــ...
كاد كمال ان يزل بلسانه وينطق باسم ملاك.. كاد ان يقول ان الفتاة التي اعجب بها كانت كملاك تماما.. لكنه استدرك نفسه وقال : كما تمنيتها..
قال مازن بابتسامة باهتة: اتمنى لك السعادة من كل قلبي يا كمال..
قال كمال وهو يتطلع الى مازن بنظرة ذات معنى: وانا اتمنى لك السعادة مع ملاك.. ولو ضايقتها بكلمة.. سأكون لك بالمرصاد دائما ..
ابتسم مازن وقال بثقة: لن تجد مني الا ما يسرها..
قال كمال بهدوء: اتمنى هذا..
وعاد ليستدير الى غرفته.. لكن عاد صوت مازن ليناديه قائلا: كمال..
التفت له كمال بغرابة وقال: ماذا بك؟..
قال مازن بابتسامة واسعة: اشكرك.. فلولاك لما عرفت قيمة ملاك حقا..
شعر كمال بانقباض في صدره.. يقولها بكل سهولة.. يقول انني السبب في تقريبه من ملاك.. رحماك يا الهي..
وابتسم ابتسامة بلا حياة قائلا ببرود: جيد..
ودخل غرفته ليغلق الباب خلفه بقوة.. مخلفا وراءه حبا صامتا .. دفن في المهد دون ان يرى النور يوما...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
سقط عادل على مقعده الوثير بصدمة.. بذهول .. بعدم استيعاب .. قدماه لم تعد قادرتان على حمله.. وذهنه قد توقف عن التفكير.. كيف لا بعد كل ما سمعه..لقد ترك ابنه يعمل في شركته ومنحه كل ثقته.. جعله يمسك ادارة الشركة كلها.. منذ شهر كامل واحمد يعمل بكل تفاني فيها .. والآن بعد ان اصبح مديرا على الشركة يفعل ما فعله ويغادر البلاد بلا عودة..
تبا انه خطأي.. انا الاحمق الذي وثقت به.. وجعلته يمسك مركزا حساسا كهذا في الشركة.. ليختلس بعدها ما يقارب نصف ميزانية الشركة ويهرب بها مغادرا البلاد.. تاركا الشركة تتدمر وتنهار.. تاركا اياها تضيع بعد كل ما فعلته من اجل هذه الشركة.. سحقا لك يا احمد.. سحقا لك.. لقد دمرتني.. قضيت علي وعلى مستقبل الشركة .. اصبحت شركتنا عرضة للافلاس وكل هذا بسببك انت.. فلتذهب الى الجحيم.. لن اعترف بابن مثلك بعد الآن .. اذهب الى الجحيم ايها الحقير الوغد..
تريث يا عادل.. تريث للحظات.. انسيت انك تترجع من الكأس نفسه؟.. انسيت ان ابنك لم يفعل الا ما فعلته انت مع غيره؟.. انسيت انك قد عرضت شركة خالد للافلاس من قبل؟.. وشركة امجد الآن.. وها هي الايام تدور.. لتقع انت ضحية لشر اعمالك.. ويكون ابنك نسخة طبق الاصل منك.. لكنه لم يخن ثقة اخوته.. بل خان ثقة والده.. فلتتجرع الآن ما كان يتجرعه غيرك بسببك.. ولتعلم ان الله يمهل ولا يهمل...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هاهو فصل الشتاء ينقضي بعد كل الاحداث التي تخللته والتي عاشها ابطالنا لحظة بلحظة.. واليوم بعد ان مرت ثلاث شهور وبعد ان اطل الصيف بشمسه التي اشرقت في سماء الحب.. تغيرت احوال ملاك .. لم تعد تلك الفتاة التي نعرف.. وسترونها الآن بانفسكم..
وارتفعت انظارها لذلك الشاب الذي يقترب منها ويقول وهو يمد لها كفه: كفاك دلالا.. الى متى ستظلين معتمدة على مقعدك هذا؟.. يبدوا انني سارميه حتى تعتادي السير..
ابتسمت له ملاك وقالت وهي تمد كفها لتمسك بكفه: دع مقعدي وشأنه يا مازن.. فهو الذي تحملني لسنين طوال..
رفعها مازن بخفة لتقف على قدميها.. وساعدها على السير الى جواره وهو يقول: لماذا تهملين تدريباتك اليومية؟.. الم يطلب منك الطبيب ان تسيري على قدميك يوميا حتى تعتادين الامر بسرعة؟ ..
قالت ملاك بابتسامة شاحبة: بلى.. لكن السير يتعبني ..
عاونها مازن على مواصلة سيرها في المنزل.. وقال وهو يهمس لها: لن تتعبي وانا الى جوارك يا ملاكي..
توردت وجنتي ملاك بخجل واكتفت بالصمت.. فقال مازن باستنكار وهو يراها تجيبه بالصمت: ما هذا؟.. الن تشففي علي يوما.. وتنطقي بكلمة حب واحدة..
قالت ملاك باحراج: مازن..
قال مازن بخبث: قلبه وروحه..
توردت وجنتي ملاك بحمرة قانية.. وارتجف جسدها تحت وطأة كلماته.. لكنها قالت وهي تتوقف عن السير: اقترب للحظة .. سأخبرك بشيء ما..
ارتفع حاجبا مازن لوهلة..ومن ثم مال برأسه تجاهها وقال متسائلا: ماذا؟..
ترددت ملاك طويلا وشعرت بخفقات قلبها تنبض بقوة وبتقلصات في معدتها وهي تهمس له قائلة: احبك..
ظن مازن انه اخطأ في سماع الكلمة .. انه توهمها من كثرة تخيله لها.. وقال بدهشة: ماذا قلت؟..
توردت وجنتي ملاك ولم تنبس ببنت شفة.. لكن مازن تطلع اليها وقال بلهفة وشوق: اعيدي ما قلتيه يا ملاك.. اعيديه لأجلي ..
ازدردت ملاك لعابها بتوتر وهمست قائلة وقلبها يرتجف بين ضلوعها: احبك يا مازن..
اطلق مازن آهة من صدره ومن ثم قال وهو يصرخ في حماس: اخيرا يا ملاك.. اخيرا نطقتها..
ودون ان يهتم بأي احد.. حملها بكفيه من خصرها واخذ يدور بها وهو يبتسم في سعادة.. وملاك التي شعرت بنفسها تحلق في الهواء في تلك اللحظة قالت بخجل: مازن... توقف.. مها وحسام هنا..
توقف مازن وانزلها على الارض ليقول لها بحب : واخيرا يا ملاك نطقتها.. منذ زمن وانا انتظر هذه الكلمة لتخرج من بين شفتيك ..
قالت ملاك بخجل: لقد احببتك منذ اول ايامي التي قضيتها في منزلكم.. لكن اخفيت كل مشاعري في قلبي وقتها ..
تنهد مازن ومن ثم مال نحوها وامسك بانفها بحركة طفولية وقال مداعبا: اثرت جنوني بصمتك هذا..
واستطرد وهو يهمس لها بحب وبصوت دافئ حنون: يا ملاك حبي ..
وعلى مقربة منهما.. كانت مها تتأبط ذراع حسام وتقول بمرح: انظر فقط كيف يعامل شقيقي زوجته.. وتعلم منه..
التفت لها حسام وقال بابتسامة: اصمتي ايتها الجشعة.. الم ادعوك قبل قليل لنتناول طعام الغداء معا؟..
قالت مها بمرح: قبل قليل.. وليس الآن..
قال حسام وهو يغمز بعينه: فقط وافقي على تقريب موعد زفافنا وبعدها لك ما تريدين..
قالت مها باصرار: لا .. لم يبقى على انتهاء الفصل الدراسي سوى اسبوعين.. انتظر حتى انهيه..
قال حسام بحنق: ايتها الظالمة.. منذ شهرين كان عقد القران.. يكفي كل هذا الوقت لابتعادنا..
قالت مها بدلال: اعلم انك لا تستطيع الابتعاد عني..
هتف حسام فجأة: مازن.. تعال خذ شقيقتك لم اعد بحاجة لها ..
ضحك مازن وترك ملاك لترتاح على احد المقاعد وقال بمرح: من قوانين عائلتنا.. اننا لا نقبل باعادة ما اخذته او استبداله..
قالت مها بحنق: يبدوا ان التجارة قد اثرت على دماغه..
ضحك حسام وقال: وماذا افعل الآن اذا يا مازن؟.. هل وقعت الفأس في الرأس؟..
قال مازن وهو يشير لمها: انت من اخترت هذه الحمقاء وعليك ان تتحملها..
عقدت مها ذراعيها امام صدرها بضيق في حين قال حسام بحنان مفاجئ: واروع حمقاء رأيتها..
قال مازن وهو يهز رأسه: لقد قلت منذ الزمن.. ان كلاً منكما يصلح للآخر..فحماقة مها لا يمكن ان تتوافق الا مع حماقة حسام..
وعاد الحب لينبض في القلوب.. لتنتعش به الارواح..وتتغذى به الاجساد.. وليرسم ابتسامة على الثغور..وينشر فرحا في الصدور..وينير طرقا لم تعرف الا عنوانا للسعادة...


 

رد مع اقتباس